ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 9– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– الاجازة المقلصة – ابتداء من الفصح القريب خمسة ايام اضافية في المدرسة.
– يئير نتنياهو: “أبي رتب لأبيك 20 مليار دولار، أفلا تتجمل علي بـ 400 شيكل؟” – “400 شيكل كانت من اجل المومس”.
– تسجيلات يئير نتنياهو.
– يئير نتنياهو يعتذر: “ترهات قيلت تحت تأثير الكحول”.
– قانون الدكاكين – معركة ليلية.
– كحلون للحكومة: فلنضم الكتل الاستيطانية.
– رد الالتماس لفصل النائبة شيرن هسكيل من الليكود.
– اوبرا رئاسية.
معاريف/الاسبوع :
– تسجيلات يئير نتنياهو: “أبي رتب لأبيك 20 مليار دولار”.
– مع حارس وسائق: رحلة التبجحات ليئير نتنياهو.
– رد فعل يئير نتنياهو: “قلت ترهات، أعتذر اذا كان أحد ما أهين منها”.
– الرأسمالي والاصدقاء.
– في المعارضة يدعون المستشار القانوني لفتح تحقيق في صفقة الغاز.
– نتنياهو: التصويت ضد قانون الدكاكين هو تصويت ضد الحكومة.
– رد الالتماس لفصل النائبة هسكيل من الليكود.
– 25 مرشحا للعليا – خمس نساء فقط.
هآرتس :
– يئير نتنياهو يقول لابن رأسمالي الغاز في نادي العراة: “أبي رتب لك 20 مليار، فتجمل بـ 400 من اجل المومس”.
– سفراء وجنرالات سابقون في شركة بتمويل الدولة لمكافحة “وعي الجماهير”.
– خمس نساء فقط بين 25 مرشحا للعليا؛ شكيد تروج لاكاديمي لا يعيش في اسرائيل.
– تقصير الاجازات في الفصح والحانوكا بعشرة ايام للاطفال من سن 3 حتى الصف الثالث.
– في الكنيست اجتمعوا للتصويت على قانون الدكاكين، بينما للائتلاف اغلبية صوت واحد فقط.
– منحة 30 الف شيكل للمراقبين الذين يطردون طالبي اللجوء.
اسرائيل اليوم :
– ثورة الاجازات تنطلق على الدرب.
– هدف جذاب لمصنع الكراهية (يئير نتنياهو).
– ميراتون قانون الدكاكين: ليلة متوترة في الكنيست.
– السباق نحو العليا.
– عائلة نتنياهو عن الاشرطة: حملة الصيد بلغت دركا أسفل غير مسبوق.
– الدولة تتراجع عن اوامر الهدم لمنشآت البدو قرب معاليه ادوميم.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 9– 1 – 2018
يديعوت / كحلون للحكومة: فلنضم الكتل الاستيطانية
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر – 9/1/2018
فاجأ وزير المالية موشيه كحلون الحكومة في اثناء جلستها الاسبوعية في يوم الاحد واقترح ضم الكتل الاستيطانية في ضوء الجمود السياسي مع الفلسطينيين – هذا ما علمت به “يديعوت احرونوت”.
وكان كحلون طرح الموضوع بعد بضعة ايام من تصويت مركز الليكود بالاجماع مع مشروع بعيد الاثر اكثر بكثير: ضم كامل لمناطق يهودا والسامرة وغور الاردن.
“اعتقد أنه حان الوقت لضم الكتل الاستيطانية”، قال وزير المالية في اثناء الجلسة ففاجأ الوزراء. اما رئيس البيت اليهودي، وزير التعليم نفتالي بينيت الذي لم يكن متأكد اذا كان كحلون جديا أم مازحا، فقال معقبا: “أيها الرفاق، أنا اقترح التصويت على اقتراح كحلون”.
في نهاية المطاف لم يجر نقاش لاقتراح كحلون لانه لم يكن مندرجا على الاطلاق في مواضيع الجلسة.
لقد جاء اقتراح كحلون على ما يبدو انطلاقا من رغبته في تسريع بداية المفاوضات السياسية وعرض موقف معتدل في مواجهة قرار مركز الليكود. مشروع الليكود وان كان رمزيا وليس ملزما ولكنه يشير الى المزاج الاساس في الحركة.
يقترح كحلون احلال القانون الاسرائيلي على الكتل الاستيطانية، ولكن من جهة اخرى يشدد على أنه يعارض سياسة عدم التنازل عن أي شبر.
وهو يعتقد بان ضم الكتل الاستيطانية سيبعث برسالة الى الطرف الاخر بان اسرائيل مستعدة لان تجري مفاوضات على باقي اجزاء يهودا والسامرة، بمعنى – امكانية اخلاء المستوطنات المنعزلة.
لاقتراح كحلون توجد اهمية سياسية، إذ من المعقول جدا الافتراض بان احدا في اليمين لن يعارضه، وبالتأكيد ليس الليكود، البيت اليهودي او اسرائيل بيتنا.
في مكتب الوزير كحلون أكدوا الامور.
يديعوت / ليس ابننا جميعنا
يديعوت – بقلم سيما كدمون – 9/1/2018
لا يمكن للامر ان يكون اكثر سخرية من ذلك: ففي الوقت الذي يكافح فيه رئيس الوزراء في سبيل كل صوت كي يجيز قانون الدكاكين الذي جوهره قدسية السبت – ينشر شريط عن افعال ابنه في احدى ليالي السبت، والتي آخر ما يمكن أن يوجد فيها هي القدسية.
الشريط، الذي كشف عنه النقاب أمس في اخبار 2 غي بيلغ، يأتي بمحادثة – اذا كان يمكن ان يسمى كذلك حديث السكارى الذي سمعناه – تجري بين يئير نتنياهو وبين رفاقه، وهم ينقلون في السيارة الفاخرة مع سائق وحارس بين نوادي العراة. رحلة بدأت في شارع همسغير في تل أبيب وتنتهي في شقة المليونير جيمز باكر، صديق آخر لنتنياهو الشاب، الذي رتب لصديق آخر له، رومن أبرموف، الذي يشارك هو ايضا في الاحتفال – وظيفة منشودة.
لولم يكن يدور الحديث عن ابن رئيس الوزراء، لعله كان هناك شيء ما في رد عائلة نتنياهو بان هذه ثرثرات رخيصة وشريرة. ولكن هذا الشاب الذي جلس في السيارة التي نمولها نحن جميعا، مع سائق وحارس نمولهما نحن جميعا، تحدث بلغة تافهة عن المومسات بل وعرض من كانت صديقته لتدور في جولة بين اصدقائه – ليس هو ابننا جميعا.
وحسن ان هكذا. يخيل لي انه لا يوجد أب او أم في البلاد ما كان ليموت خجلا لو أن ابنه انكشف في حديث مثل هذا الذي دار في السيارة. هذا لا يعني أننا لم نعرف عمن يدور الحديث. نتنياهو الصغير سبق أن اعطانا غير قليل من الاسباب لان نفهم ما الذي تربى في مهد البيت في بلفور. من قصص بوراز كايا وحتى الملافظ السيئة قبل نحو اسبوع في محاولة التوفيق مع ارنون موليد. ناهيك عن البوست الذي وسخ فيه ابناء اولمرت باقوال لم تكن ولم يكن لها اساس.
هذا لا يعني أنه ليس لنا أي فكرة عما يعني الشباب. فلكلنا يوجد أولاد. احد هنا ليس ساذجا. حديث شباب، ولا سيما اذا كانوا سكرى، ليس تجربة شكسبيرية ابدا. ومع ذلك، ما يفهم من الشريط، ليس حديث شباب عادي. فهو يكشف ايضا اكثر من خطاب فظ سوقي. فمثلا، الاستخفاف والتحقير للنساء. والفهم ما الذي فعلته تلك العصبة قبل بضع دقائق في نوادي العراة وكم من المال “سكبوه” هناك وعلى ماذا (“400 شيكل كانت من أجل المومس”، على حد قول ابن رئيس الوزراء).
لن يجدي ايضا اعتذار يئير نتنياهو، الذي لشدة العجب لم يتأخر، والذي ادعى فيه بان الاقوال التي قالها لا تمثل من هو، هو القيم التي تربى عليها.
يخيل لي أن لدينا فكرة عما هي القيم التي تربى عليها: نتنياهو الشاب هو الاخر يختار اصدقاء اغنياء. هو ايضا، مثل أبيه وأمه، يتوقع منهم أن يدفعوا لقاء ترفيهاته. لغته غير بعيدة عن لغة امه حين تنكل بعامليها. وكذا ايضا الاحساس بانه يستحق كل شيء، مثلهما، ولا يهم كم يكلف هذا ومن الذي يدفع.
الاقوال التي قالها في ذاك الحديث في السيارة تمثل بالضبط من هو: شاب ابن 26 لا يعمل ويعيش على حساب الدولة. يجر وراءه 24 ساعة في اليوم سبعة ايام في الاسبوع شبكة كاملة من الحراسة التي تكلف الملايين على الجمهور الاسرائيلي. احد ما مشارك من جهة حتى فوق رأسه في شؤون الدولة، يشارك في المناسبات الرسمية، تلتقط له الصور مع عظماء العالم – ولكنه غير واع للثمن الذي لكل هذا ويتصرف كطفل مدلل وفاسد.
إذن حتى اذا كانت حاجة للتعاطي بشكل محدود الضمان مع الاقوال التي قالها لنير ميمون، ابن كوبي ميمون، من مالكي حقل الغاز “تمار”: “أبي رتب لابيك 20 مليار دولار وان تجادلني على 400 شيكل”، وليس مؤكدا أنه يتعين على الفور فتح لجنة تحقيق فقط استنادا الى هذه الاقوال – واضح ان هناك شيء ما جد متعفن في بيت رئيس الوزراء. وما فعله يئير نتنياهو في جولة تبجحاته في احدى ليالي السبت، هو اطلاعنا اكثر فأكثر على هذا العفن.
السؤال اذا كان آفنر نتنياهو يحتاج شبكة حراسة كاملة ترافقه في الرحلة ما بعد الجيش الى استراليا، وهل يئير نتنياهو يحتاج الى سيارة، سائق وحارس كي ينقلوه الى النوادي في ليالي السبت – يجب أن تبحث الان بشدة أكبر. ثمة هنا شيء ما غير مقبول على العقل، وفي هذا الموضوع ايضا، مثلما في مواضيع نتنياهو الاخر، كلنا نسكت.
كم سيؤثر كل هذا على مكانة نتنياهو – من الصعب القول. معظم الاحتمالات أنه في غضون يوم يومين سيخلي هذا مكانه لامور اخرى. السؤال هو كم سنكون مستعدين لان نحتمل. وماذا ينبغي أن يحصل أكثر قبل أن نقول كفى.
معاريف / مجرد انسان – محزن وخسارة
معاريف – بقلم مئير عوزيئيل – 9/1/2018
في مكان ما كان رئيس وزراء يدير شؤون دولته المضطهدة، فيما أن امامه مؤيدو وخلفه عائلة في كل لحظة تحرجه، تشوشه وتشغله. قصص عن عائلته تأتي من كل صوب، بدء بنوادي العراة في شوارع المدينة وحتى خزائن المطبخ ومقاعد المراحيض في منزله. هكذا وفرت عائلة رئيس الوزراء القصص، إذ ما الذي يحبه هذا الشعب اكثر من الثرثرة، البصبصة والتسجلات الخفية؟
لقد تحول انتباه الشعب بالتالي من انجازات واعمال رئيس الوزراء الى القصص الاكثر جذبا. وغرق الشعب في احتفالات بهيجة من الثرثرة ومتعة الاستماع الى الاحاديث. لم يكن لاحد اهتمام عاجل اكثر من ضحك الاولاد المتخلفين خارج نوادي الفتيات العاريات ورقصهن على احضان الزبائن، الى أن ثار بكامل قوته السؤال: هل يتعين على الدولة أن تحرص على حراسة ليئير نتنياهو أم على لسان يئير نتنياهو؟ من الشريط يثور السؤال الذي سأله يئير: الا يستحق ابن رئيس الوزراء لقاء 20 مليار شيكل من حقول الغاز 400 شيكل أم أن هذا مبالغ فيه؟
حزن طفيف يخيم علي عند سماع هذا التسجيل، إذ ان امرا كهذا لا يقال حتى مزاحا. رومن أبرموف، احد المشاركين في الحديث، فهم هذا حين قال: “الا يخرج هذا الحديث من هنا”. ولكن يئير كان هو الذي ينبغي له أن يفهم هذا. لا يقال ما قاله، حتى عندما لا يكون شك في ان احدا ما مغرضا يسجله.
في عائلات زعمائنا نسوا انه يوجد في العالم الثقافي شيئا كهذا يسمى قواعد السلوك الملزمة. صحيح أنه لا يصار الى اسقاط رئيس الوزراء لان ابنه يعاني من نقص الفهم بالحد الادنى في السلوك، ولعله لا يوجد ايضا شيء كهذا يسمى “النبالة” في الديمقراطية التي تبدو أكثر فأكثر كشعبية في مظاهرها الادنى.
لبعض من الاسرائيليين مزحة يئير هي دليل على أن كل الغاز حفره نتنياهو شخصيا في البحر، فقط كي يعطيه هدية لاحد ما ويسرقه منا. لبعض آخر تبدو هذه كمزحة غبية من شاب في اثناء نضوجه البطيء للغاية. ما يثير مرة اخرى المشكلة المضنية، الناشئة عن كل حكم، وهي انه حتى في الديمقراطية الاكثر نزاهة، فاننا محكومون من بني بشر. ليست الفكرة هي التي تقود، بل انسان من لحم ودم. ولكل انسان توجد نقاط ضعف الانسان. النوازع، الأنا، الاخطاء. ويتبين ان له عائلة ايضا يمكنها ان تكون ضعفا ايضا.
إذا انتخبنا زعيما آخر، سننتخب عائلة اخرى، نأمل أن تعرف كيف تتصرف بشكل افضل (او يسجلون لها اقل) – ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق. صحيح، حتى اليوم نحن لا نعرف طريقة حكم اخرى، ولكننا منشغلون الان بما قاله ابن الزعيم في تبجحاته أو بتقاطعات النواب في التسويقات او في مسألة اذا كان ينبغي للنائبة ان تصوت وفقا لقرارها أم وفقا لتعليمات حزبها.
بني البشر، في الحكم سيجروننا دوما الى المشاكل التي تنبع من ان القيادة هي في أيدي مخلوقات من لحم ودم. فالمؤرخ الروماني تيتوس لفيوس الذي ولد قبل الميلاد ومات بعده، تاق لعهود سبقته، كانت فيها برأيه قوة روما تنبع من بساطة المواطنين، ومن الحجوم العظيمة لزعماء الدولة.
منذئذ ونحن كلنا نتوق لذلك، وعلى ما يبدو سنتوق دوما. الى أن نجد طريقة لا يقود فيها بني البشر بل الفكرة في طهارتها. ولكن عندها لن تكون الاخبار مثيرة للاهتمام.
هآرتس / اسرائيل تحافظ على ضبط النفس في غزة – وتتبنى مقاربة هجومية في الحدود الشمالية
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 9/1/2018
اسرائيل تبذل في هذه الايام جهودا كبيرة من اجل منع اشتعال عسكري في قطاع غزة. الاسباب لذلك واضحة – عدم وجود بديل واضح لحكم حماس والرغبة في مواصلة بناء عائق الانفاق – ولكن ترتبط بها ايضا اعتبارات اخرى، الاساسي منها يتعلق بالجبهة الشمالية وتأثير ايران هناك، وهي مسألة تقف الآن على رأس سلم أولويات اسرائيل.
أول أمس أصدر وزير الطاقة أمرا باعادة تزويد القطاع بالكهرباء من اسرائيل الى الوضع السابق قبل سبعة اشهر. وفي نفس الوقت تمت دعوة الكابنت للاجتماع في القدس الى جلسة مطولة بحثت في الوضع على الحدود مع لبنان وسوريا. الحدثان مرتبطان ببعضهما، على خلفية انعدام الاستقرار في الحدود، على اسرائيل أن تدير طوال الوقت عدة ازمات في نفس الوقت وفحص الطريقة التي تؤثر فيها التطورات في هذه الجبهة على الجبهات الاخرى.
في حزيران الماضي قلصت اسرائيل تزويد الكهرباء لقطاع غزة بعد أن قررت السلطة الفلسطينية تقليص الدفعات الشهرية لتمويل الكهرباء من 40 مليون شيكل الى 25 مليون شيكل شهريا. على المستوى السياسي وفي الاجهزة الامنية لم يتحمسوا لهذه الخطوة من قبل قيادة السلطة، لكنهم قرروا التماشي مع رئيس السلطة محمود عباس. الضغط غير المباشر الذي قام به عباس على حماس أثمر: تقليص الكهرباء في غزة لساعات معدودة فقط في اليوم فاقم الضائقة الانسانية هناك. وكانت تلك واحدة من الاسباب لاستعداد حماس الاستجابة لاقتراح المصالحة المصري والموافقة على نقل صلاحيات مدنية في القطاع الى أيدي السلطة.
ولكن في الاشهر الاخيرة وصلت محادثات المصالحة الى طريق مسدود. عباس غير مقتنع أن المصالحة لن تفيده وهو يرفض التقدم لأخذ الصلاحيات طالما أن حماس لم تخضع مسلحيها للسلطة. وهو أمر حماس غير مستعدة لتنفيذه. في هذه الاثناء يتواصل التدهور في البنى التحتية للصرف الصحي وزاد الاعتماد على تزويد الكهرباء مع قدوم الشتاء. الآن، بعد تصريح ترامب في 6 كانون الاول بدأ اطلاق الصواريخ على النقب من قبل التنظيمات السلفية الصغيرة التي انضم اليها ايضا مؤخرا الجهاد الاسلامي.
مصر التي تخاف من فقدان السيطرة التامة على الوضع بدأت باستخدام الضغط على كل الاطراف كي تتنازل. عباس قام في الاسبوع الماضي بتحول تام في موضوع الكهرباء، واسرائيل التي تريد تحييد الجهات التي من شأنها أن تسرع المواجهة العسكرية، زادت أمس تزويد الكهرباء. في اخبار “كان” جاء أمس أن اسرائيل تفحص تسهيلات اضافية منها زيادة نقل البضائع الى القطاع (عدد الشاحنات في معبر كرم أبو سالم انخفض الى النصف تقريبا بسبب انخفاض القوة الشرائية في غزة) والمصادقة على مشاريع في مجال البنى التحتية بتمويل دولي.
في الشمال يواصل نظام الاسد استعادة مناطق في ارجاء سوريا الى سيطرته، رغم الهجمات المضادة للمتمردين السنة (في شمال غرب الدولة نجح المتمردون في تدمير عدد من الطائرات الروسية على الارض في قاعدة “حميميم” الجوية. المعارك القاسية تجري في ادلب في شمال سوريا، لكن بموازاة ذلك يستعد النظام ايضا لاعادة السيطرة على مناطق في جنوب الدولة قرب الحدود مع اسرائيل. في بداية كانون الثاني تم التوصل الى اتفاق حول استسلام وانسحاب المتمردين من منطقة تقع في محيط قرية بيت جن، على بعد 11 كم شرق الحدود مع هضبة الجولان.
في ظل تقدم النظام بدأت ايران بجني ثمار انتصار نظام الاسد. شاحنات ايرانية تقوم بنقل البضائع وربما وسائل قتالية في الممر البري الذي انشأته طهران مجددا في الاراضي العراقية والسورية، حتى دمشق. ايران تجري ايضا محادثات مع الاسد حول استئجار قاعدة جوية وميناء، وحول اقامة قواعد للمليشيات الشيعية وحول اذن لتمركز المقاتلين الشيعة في الجنوب، ليس بعيدا عن الحدود مع اسرائيل. الاسئلة الاكثر حسما بالنسبة لاسرائيل تتعلق بصناعة السلاح الايرانية.
اعادة تأهيل ترسانة الصواريخ
شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى منها رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع نتنياهو اظهرت القلق من توجهين: اعادة تأهيل ترسانة الصواريخ للنظام، التي استنفدت تقريبا بشكل كامل في الحرب مع المتمردين وانشاء مصانع اسلحة في سوريا ولبنان، التي بمساعدتها ستتحسن قدرة الاصابة الدقيقة للصواريخ والقذائف لدى حزب الله. على المدى البعيد تستطيع ايران تهديد نقطة ضعف لاسرائيل – السكان المدنيين – من ثلاث ساحات: لبنان، سوريا وقطاع غزة، الذي يتلقى فيه الجهاد الاسلامي، وبدرجة اقل الذراع العسكري لحماس، المساعدة الاقتصادية من طهران.
في اسرائيل أملوا أن تركز موجة الهجرة في نهاية كانون الاول في ايران، النقاش الداخلي هناك حول المساعدة الاقتصادية الكبيرة التي تنقلها الحكومة للارهاب على حساب المواطنين. ولكن في هذه الاثناء يبدو أن النظام نجح في كبح انتشار الاضطرابات على الاقل في الموجة الحالية.
في الاشهر الاخيرة تبذل ادارة ترامب الجهود الكبيرة لاقناع المستوى السياسي في اسرائيل بأن الخوف الذي ظهر في القدس وكأن الولايات المتحدة ستنسحب من الشرق الاوسط بعد هزيمة داعش وتبقي الساحة مفتوحة امام هيمنة روسيا وايران، غير صحيح. في البنتاغون قرروا أن 2000 جندي امريكي تقريبا سيبقون في شرق سوريا، من اجل تقييد حرية عمل ايران في الممر البري. وزير الدفاع الامريكي، الجنرال جيمس ماتيس، يتبنى خط متشدد مناهض لايران في الادارة، لكن حتى الآن هو مدعوم بتصريحات اكثر من الافعال من جانب الرئيس. من جهة اخرى، تحت ترامب – خلافا لايام اوباما – تصعب رؤية واشنطن تتدخل من اجل تقييد خطوات اسرائيل في الشمال، اذا قرر نتنياهو أن هذه نشاطات مطلوبة.
هآرتس / “القائمة السوداء” لن توقف المقاطعة، بل العكس
هآرتس – بقلم عميره هاس – 9/1/2018
منع الدخول الى البلاد الذي صدر ضد نشطاء المنظمات العشرين الدولية هو وسام لهم. مع كل الفروق بين هذه المنظمات من حيث الحجم والقدم والخلفية، ومع كل الاختلافات في الآراء السياسية بينها ومعها، علينا تهنئتها: هم يسعون بنجاح ضد التوجه لعرض الموضوع الفلسطيني على أنه مجرد موضوع انساني، أو نزاع بين قوتين متماثلتين ظاهريا.
اعداد قائمة سوداء من قبل وزارة حكومية اسرائيلية هو دليل على أحد قراراتهم: اسرائيل ليست دولة ديمقراطية. دولة تحكم منذ خمسين سنة ملايين الاشخاص الذين ليست لهم حقوق اساسية مثل حرية الحركة والعمل والتظاهر، لا تستحق هذه الصفة، حتى لو كان مواطنوها اليهود يكتبون في صحيفة “هآرتس” ويتظاهرون ضد الفساد.
يوجد لسيطرة اسرائيل السادية على الفلسطينيين، ملايين من العملاء وأدوات العمل. منظمات حقوق الانسان غير مستعدة لمواجهة كل موارد الدولة التي تستثمر في العملاء وقنوات السلب. الدعوة السياسية للعقوبات والمقاطعة قامت بالتجاوز المطلوب وعرضت رد واحد مناسب على القمع والملاحقة الاسرائيلية.
من الصعب تصديق أن موظفي وزارة الشؤون الاستراتيجية اوهموا انفسهم بأن منع الدخول الى اسرائيل والى المناطق المحتلة سيمنع تلك المنظمات من مواصلة الدعوة الى مقاطعة ومعاقبة اسرائيل ومنتوجات المستوطنات دوليا. إن نشاطاتهم وتحليلاتهم السياسية وبرامج عملهم لوقف الكولونيالية الاسرائيلية تستند الى معلومات وشهادات من مصادر متاحة، ستستمر أن تكون متاحة، بدون حضورهم الجسدي في البلاد.
يجب عدم الشك أن من أعدوا القائمة اغبياء، ملاحقون بالانتقام الماسوشستي. ايضا هم يفكرون سياسيا ويواصلون تمهيد الارض لخطوات اكثر اجرامية. ليس ضد مواطنين دوليين، بل ضد الشعب الفلسطيني. إن نشر “القائمة السوداء” يضع تحت الاختبار الدول التي تعمل فيها هذه المنظمات. اسرائيل تمنع منذ فترة دخول مواطنيها الى حدود الضفة الغربية وقطاع غزة (ليس فقط الى حدودها السيادية) – حتى لو لم يؤيدوا في أي يوم الـ بي.دي.اس. يكفي أن يكونوا فلسطينيين وأن يكون لهم اقارب واملاك في الضفة الغربية، أو يريدون الدراسة والتعليم في مؤسساتها من اجل حظر دخولهم.
الكثيرون الذين منعوا من الدخول هم مواطنون امريكيون واردنيون، لكن الولايات المتحدة واوروبا والاردن لم تخرج عن اطوارها للدفاع عن مباديء اساسية: المساواة بالنسبة لمواطنيها، ذوي اصل عرقي مختلف أو هدف زيارة مختلف، أي يهود مقابل غير يهود، زيارة الى رام الله مقابل زيارة الى مستوطنة بيت ايل، وتماثل في حق الدخول دون تأشيرة: يتم دخول ملايين الاسرائيليين الى اوروبا والى الاردن بدون تأشيرات، منهم اشخاص متورطون في تنفيذ جرائم حرب أو مخالفات اخرى للقانون الدولي: طيارون، ضباط في الجيش ومستوطنين. الولايات المتحدة في عهد ترامب لن تصاب بالصدمة بسبب منع الدخول الى اسرائيل ليهود اعضاء المنظمة المسالمة “كود بينك”، أو مسيحيون من “كويكر”، ولكن ماذا عن فرنسا وبريطانيا والنرويج ودول اوروبية اخرى؟ كم من دول اوروبا بضغطها أو بتوجيه من لوبيات اسرائيلية ويهودية – تمنع كل دعوة ديمقراطية لفرض عقوبات على اسرائيل، من خلال قبول مخجل لمساواة انتقاد اسرائيل باللاسامية، يصعب تصورها تعمل ضد القائمة السوداء الجديدة.
اسرائيل تفحص النبض الدولي، والمقياس هو العقوبات ضد هذه المنظمات. الهدف هو حريتنا في اقتلاع الناس والتدمير والسلب. بطريقتها المحكمة، اسرائيل تفحص كيف يمكنها مواصلة مصادرة حقوق اساسية اكثر من الفلسطينيين، بما في ذلك التهجير الجماعي دون أن يقوم ما يسمى بالعالم الديمقراطي بصدها.
نظرة عليا / كيف نوقف النار على القطاع
نظرة عليا – بقلم مودي ديكل – 9/1/2018
منذ اكثر من شهر ولاول مرة منذ نهاية حملة الجرف الصامد، نشهد نارا متواصلة للصواريخ وقذائف الهاون من اراضي قطاع غزة نحو اسرائيل. لقد بدأت النار كرد من الجهاد الاسلامي على كشف النفق في تشرين الاول 2017 وتفجيره، مما ادى الى قتل 14 نشيطا من صفوف التنظيم، وتعاظمت في اعقاب الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل. وانضمت اليه فصائل “عاقة” من التيار السلفي – الجهادي. اما حماس، لاعتبارات داخلية اساسا وبخلاف سلوكها في السنوات الاخيرة، لم تبدي بداية تصميما لوقف النار، وهكذا سمحت عمليا بالتنفيس، وان كانت لم تطلق العنان تماما، منعا لتصعيد واسع. وكان رد اسرائيل، حتى الاسبوع الماضي في نطاقه الثابت، يوجهه مبدأ ان حماس هي صاحبة السيادة في القطاع، وعنوانا مسؤولا عنه لتحمل الثمن. قيادات، بنى تحتية، من الانفاق والمواقع للمنظمة تعرضت للهجوم بهدف حملها على منع الجهات السلفية – الجهادية والجهاد الاسلامي من مواصلة اطلاق النار.
تستند الاستراتيجية الاسرائيلية الى عدد من فرضيات العمل. الاولى هي التسليم بحكم حماس في القطاع واعتبارها عنوانا حكوميا مسؤولا حتى دون الاعتراف الرسمي بها كلاعب شرعي. ثانيا، الحاجة الى ابقاء الضغط العسكري، السياسي والاقتصادي على حماس بهدف ردعها، اضعافها وابطاء تعاظم قوتها العسكرية. ثالثا، التقدير بان الردع الاسرائيلي الاساس تجاه حماس بقي منذ صيف 2014 على حاله وان حماس تخشى التصعيد. اما الفرضية الرابعة فهي ان حماس تركز اليوم على تنفيذ المصالحة الفلسطينية الداخلية وتحقيق شرعيتها الداخلية والاقليمية، وبالتالي فان التصعيد والانجرار الى معركة عسكرية مع اسرائيل لا يخدمها. وفي النهاية، ليس لاسرائيل مصلحة في تصعيد التوتر القائم الى مواجهة واسعة إذ انها لا تسعى الى تغيير جوهري للوضع في القطاع. في الوقت الحالي فان اهدافها بالنسبة لحماس والقطاع هي اطفاء اطلاق النار، التهدئة والاستقرار. اضافة الى ذلك، اسرائيل غير معنية بان تظهر كمن افشلت مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية التي تؤيدها مصر وعلى ما يبدو ادارة ترامب ايضا.
ولكن، في النقطة الزمنية الحالية، فان استراتيجية الرد الاسرائيلية تتبين كغير ناجعة. فحماس تستصعب ايقاف النار. وميل التصعيد يتأكد على خلفية قرار حماس تغيير قواعد اللعب في الساحة الفلسطينية، وحيال اسرائيل ايضا. ويلوح في الاشهر الاخيرة تغيير في الفرضيات التي في أساس سلوك حماس. فمنذ تأسيسها، تتماثل المنظمة كمن تحمل شعلة المقاومة، ومع ذلك، تسعى قيادتها في الوقت الحالي أولا وقبل كل شيء الى تحقيق المصالحة مع فتح كفرصة لان تزيح عنها المسؤولية المدنية عما يجري في القطاع (وان كان دون التنازل عن قوتها العسكرية)، ولا سيما المسؤولية عن منع اعمال “المقاومة” لجهات اخرى ضد اسرائيل. غير أن عملية المصالحة اصطدمت بالمصاعب من رئيس السلطة محمود عباس، الذي يعيق تحويل المقدرات الاسرائيلية التي وعدت بها حماس في غزة كما يمتنع عن أخذ المسؤولية المدنية عن القطاع. كما ضعف دافع حماس لوقف اطلاق النار في اعقاب الاحتجاج الشعبي الذي نشب في القطاع ردا على اعلان الرئيس ترامب في موضوع القدس. وشارك زعماء المنظمة في المظاهرات التي جرت في حدود القطاع وفي الاحداث التي اندلعت على هذه الخلفية وقع قتلى وجرحى.
حتى الان، كان الضرر لحماس عقب اطلاق النار المقنون من القطاع نحو بلدات غلاف غزة غير كبير ولا سيما وان قيادتها تقدر باحتمال عال بقاء نمط الرد الاسرائيلي الحالي. فضلا عن ذلك، تفهم قيادتها بانه مع الزمن تفقد المنظمة مشروع الانفاق الهجومية الذي هو بالنسبة لها ذخر استراتيجي، عقب مساعي الجيش الاسرائيلي للعثور عليها وتدميرها، بالتوازي مع بناء عائق تحت ارضي مكثف. الى جانب ذلك، تجد حماس صعوبة في الاضرار باسرائيل من حيث تنفيذ عملية نوعية من منطقة الضفة، بسبب نجاح مساعي الاحباط التي تقوم بها المخابرات والجيش الاسرائيلي وكذا بسبب مصاعب تجنيد النشطاء للقيام بالعمليات في الوقت الذي تفرض المنظمة الهدوء في قطاع غزة – الارض التي تحت سيطرتها.
تعبير آخر عن التغيير في اتجاه حماس هو انضمام الجهاد الاسلامي الى النار، وهو التنظيم الثاني بعد حماس من حيث حجم القوى في القطاع، وخضوعه للنفوذ من طهران وتسلحه بالوسائل القتالية الايرانية. ويبدو أن سببا حاسما لمصاعب او ترددات حماس في لجم نار الجهاد ايضا هو الرغبة في ضمان استمرار الدعم الايراني لها، بالمال وبالسلاح. في العام الماضي عندما اراد يحيى السنوار، زعيم حماس في القطاع منع اطلاق صواريخ الجهاد، حقق الهدف. في ضوء ذلك، يمكن التقدير بان اعتباراته اليوم مختلفة. وقد أعلن السنوار بان الاذرع العسكرية لحماس والجهاد الاسلامي تلقت مكالمة هاتفية من قاسم سليماني، قائد قوات القدس للحرس الثوري الايراني، في اثنائها ابلغها بان “ايران ستقدم كل مساعدة لازمة للدفاع عن القدس”.
عمليا، في هذه الايام توجد في ساحة القطاع ظروف مشابهة لتلك التي سادت في المنطقة قبل جولات المواجهة السابقة ولا سيما “الجرف الصامد”. وتفاهم أزمة البنى التحتية في القطاع (الكهرباء لساعات قليلة في اليوم رغم رفع عقوبة محمود عباس في شأن الدفعات للكهرباء لاسرائيل، نقص في مياه الشرب والمعالجة العليلة لمياه المجاري)، الى جانب موجة الاقالات في القطاع الخاص، الارتفاع الكبير في حجم الافلاس بين التجار الصغار والمتوسطين، وكذا الضرر الشديد في السيولة النقدية لدى البنوك والمؤسسات التجارية. كما أن ضائقة حماس الاقتصادية واضحة: فالرواتب الاخيرة لموظفيها، معدل 40 في المئة من الراتب العادي، حولت في تشرين أول الماضي.
على هذه الخلفية، تزداد وتيرة وحجم الاحداث والتحذيرات كنمط عمل – رد بين اسرائيل وحماس وفرص التصعيد تتصاعد. ولالية التصعيد حياة خاصة بها. حتى عندما لا تكون مصالح الطرفين تدفع باتجاه معركة واسعة. ان المشكلة الاستراتيجية لاسرائيل هي انها من جهة ليست جاهزة لان تصبح النار عادية الحياة بالنسبة لبلدات غلاف غزة، ومن جهة اخرى تسعى للامتناع عن الخروج الى حملة واسعة النطاق في غزة، انطلاقا من الافتراض بانه في هذه الحالة ستزداد احتمالات ان تكون مطالبة باحتلال كامل للقطاع. وذلك بسبب الميل لاصلاح اخفاقات المعركة السابقة، وكذا ايضا في ضوء تصريحات وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بان المعركة التالية في غزة يجب أن تكون المعركة الاخيرة لحماس: “التوجه بكل القوة وعدم التوقف الى ان يرفع الطرف الاخر العلم الابيض ويصرخ النجدة. وفضلا عن اثمان القتال، فان السيطرة على القطاع ستفرض على اسرائيل كلفة باهظة جدا: حكم مباشر على نحو مليوني فلسطيني، تفاقم المشكلة الديمغرافية لاسرائيل؛ عبء اقتصادي – انساني جسيم؛ تفرغ قوات الجيش للمنطقة لفترة طويلة، واثمان سياسية باهظة على اسرائيل.
الى جانب ذلك، يكمن في التصعيد ضرر كبير جدا لحماس، ولا سيما انهاء فصل حكمها في القطاع. وحتى مصر كفيلة بان تتضرر وبالتالي تحاول القاهرة لجم حماس وبالتالي اسرائيل واحياء مساعي المصالحة بين حماس وفتح. ولكن الحماسة المصرية في هذا السياق قلت في ضوء المصاعب المتصاعدة لتسوية العلاقات بين المعسكرين الفلسطينيين الخصمين، وكذا في ضوء ابتعاد الخيار لمبادرة مسيرة سياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة ادارة ترامب. يبدو بالتالي بان الطريق الى جولة قتالية اخرى في غزة – بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهدوء النسبي آخذ في القصر. دليل على ذلك كان التغيير الذي طرأ على صيغة الرد الاسرائيلي في اعقاب النار التي اطلقها الجهاد الاسلامي. ففي ليل الرابع من كانون الثاني ضربت اسرائيل نفقا للجهاد الاسلامي. فضلا عن ذلك، فان مهاجمة البنى التحتية والانفاق للجهاد الاسلامي معناها رفع المسؤولية عن حماس وينطوي على ذلك الاعتراف بعدم قدرتها على السيطرة على الوضع كصاحبة السيادة في المنطقة.
اذا كانت اسرائيل تسعى الى منع التصعيد، فان عليها أن تجد السبل لفعل نشط وفوري لتقليص الضغوط الانسانية والاقتصادية على قطاع غزة، ولكن دون أن تعتبر كمن يهادن الارهاب في ظل تعزيز الردع حيال حماس. ويوجد امامها عدد من الخيارات:
1. نقل رسالة لحماس بان اسرائيل ستكون مستعدة لتعليق ردها لفترة زمنية محددة كي تسمح لها بلجم الجهات المسؤولة عن اطلاق النار ولقطا سلسلة العمل – الرد. وذلك في ظل الايضاح بانه اذا لم تظهر حماس تصميما على وقف اطلاق النار، فان الرد سيكون شديدا.
2. رفع الرد العسكري درجة، بحيث تكون غايته الحاق ضرر جدي لحماس، كهجوم في وضح النهار على منشأة مأهولة لحماس او ذخائر اخرى ذات قيمة بالنسبة لها، بهدف التأثير على حماس لتغيير انماط عملها. احتمال معقول لان يكون عمل من هذا النوع، خلافا للاحباط المركز لمسؤولين كبار في المنظمة، لا يؤدي بعد الى مواجهة عسكرية واسعة.
3. وضع تحدِ أمام حماس في المستوى السياسي، باعتراف علني بكونها جهة القوة الاساس والعنوان المسؤول في القطاع. ومقابل هدوء امني واستقرار يعرض على حماس المساعدة الحيوية التي تمنعها السلطة الفلسطينية عنها، بخاصة الكهرباء والمياه، فيقام محور توريد من ميناء اسدود الى القطاع بل ويتاح خروج للعمال من المنطقة للعمل في بلدات غلاف غزة. معنى مثل هذه الخطوة، التي ستعكس تغييرا جوهريا في سياسة اسرائيل تجاه حماس والقطاع، هو تسليم بكيان شبه دولة معادية، مسلحة وغير مجردة في القطاع، وكذا القضاء على امكانية مسيرة سياسية في المستقبل القريب وان كان تغيير هذا الاتجاه سيثير التوتر بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
4. بديل آخر، مفضل وموصى به، هو تجنيد مصر لجهد الوساطة. على اسرائيل أن تودع لدى القاهرة صندوق أدوات يتضمن جوانب اقتصادية وبنى تحتية ذات معنى، غايتها اغراء حماس لابداء جهد حقيقي لتهدئة المنطقة ولجمها. اذا رفضت حماس التعاون مع العرض المصري، ستزيد شرعية الضربة الشديدة لها. ولزيادة جاذبية العرض بهذه الروح، على اسرائيل ان تزيد الجاهزية لامكانية اندلاع معركة عسكرية وتطورها الى درجة احتلال قطاع غزة. والتقدير هو أن ابداء مثل هذه الجاهزية سيفيد في تهدئة الوضع، في المدى الزمني القريب على الاقل، بل ويشجع على استمرار سياقات المصالحة الفلسطينية الداخلية. وحتى لو لم تنتهي عملية المصالحة بالنجاح، فلن تكون اسرائيل هي التي ستعتبر كمن افشلتها. وادخال مصر الى مساعي التهدئة المباشرة سيخدم المصلحة المصرية في أن تبقى الجهة الاقليمية المقررة في الموضوع الفلسطيني، وفي اطار ذلك يساعد على منع نفوذ ايران، تركيا وقطر في قطاع غزة.
معاريف / تصفية الوكالة الان
معاريف – بقلم البروفيسور آريه الداد – 9/1/2018
في عهد حملة “الرصاص المصبوب” كان بنيامين نتنياهو رئيس المعارضة. وكان وعد في أنه عندما سيصبح رئيس وزراء فانه لن يوقف الجيش الاسرائيلي قبل أن ينهار حكم حماس. وقد منحت له الفرصة في الجرف الصامد، ولم يفعل ذلك. يحتمل أن يكون رأى بان الثمن في حياة الانسان سيكون جسيما جدا. يحتمل أن يكون رأى بالذات ميزة في حكم حماس في القطاع وفي الانقسام بين غزة ورام الله. يمكن أن نجادل فيما اذا كان مخطئا أم محقا.
على شيء واحد لا يمكن أن يكون جدال: كل زعيم اسرائيلي وطني ملزم بان يقاتل ضد التطلعات القومية العربية لاقامة دولة في قلب وطننا، وضد مطالبتهم بان تعترف اسرائيل بـ “مطلب العودة” للاجئين كي تشطب اسرائيل.
“حل مشكلة اللاجئين” هو حجر اساس في المطالب العربية من اسرائيل، مطلب نيته شطب اسرائيل كدولة يهودية. “اللاجئون” هم ايضا عنصر اساس في قدرة العرب على تجنيد الدعم الدولي في صالحهم، وهم ايضا مخزون القوة البشرية الاساس لمنظمات الارهاب. “اللاجئون” لا يزالون يوجدون، حتى بعد 70 سنة من حرب الاستقلال، في مخيمات لاجئين في غزة، في يهودا والسامرة وفي الدول العربية. الظروف هناك صعبة. هذه مملكة الفقر، البطالة، الجريمة والارهاب. المخيمات تديرها الاونروا: المنظمة الدولية “الخاصة” لـ “اللاجئين الفلسطينيين”. هذه منظمة مزدهرة. بدأوا مع أقل من 700 الف في أواخر حرب الاستقلال، واليوم يوجد لهم اكثر من 5 مليون. هم لاجئون الى الابد. الاحفاد وابناء الاحفاد وابناء ابنائهم، حتى بعد مئة جيل. باقي اللاجئين في العالم يفقدون مكانة اللجوء بعد خمس سنوات، ولهذا فهم يجتدون لاعادة التأهيل والتوطين.
وحدها الاونروا تربي على الطفيلية، على العيش على المخصصات، من تبرعات دول العالم، وعلى الحرب الخالدة ضد اسرائيل. زعماء الفلسطينيين يعترفون بالقيمة الهائلة للاجئين كسلاح سياسي، وطالما كان هذا منوطا بهم – فهم لن يعاد تأهيلهم أو توطينهم. والتعليم في مدارس الاونروا هو الكراهية الصافية لاسرائيل وجهاز لغسل الدماغ للارهاب ضدنا. الاونروا هي ايضا رب العمل الاساس لمخربي حماس في غزة.
لسنوات كثيرة واسرائيل تندد بالتحريض وبالتعليم على الكراهية في مدارس الاونروا وتطالب بتصفية هذه المنظمة. ولكن أحدا في العالم لم يستمع لمطالباتنا. دول العالم واصلت تمويل المنظمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المتبرعة الاساس لها.
ولكن ها هو قام رئيس جديد في الولايات المتحدة ليس مستعبدا للاكاذيب وللدعاية العربية؛ لا يفهم لماذا يتعين عليه أن يواصل التبرع لهم بالمليارات ويتلقى الارهاب بالمقابل. وله مندوبة في الامم المتحدة هي الاخرى ملت الارهاب العربي، وهما يعدان بتقليص المساعدة الامريكية لهذه المنظمة. هذا هو احد الانباء الاكثر طيبة التي سمعناها في السنوات الاخيرة. ولكن ماذا فعل رئيس وزراء اسرائيل؟ صب الماء البارد ومنح كل الموظفين مؤيدي العرب في وزارة الخارجية الامريكية سلما مريحا للنزول عليه عن شجرة تصريح ترامب. لقد أعلن نتنياهو باننا وان كنا نؤيد تقليص ميزانيات المنظمة، ولكن “بالتدريج”.
يمكن ان نجد كل أنواع المعاذير الملتوية أو الاسباب العاجلة والمقنعة لمثل هذا التصريح: جهاز الامن يحذر من الاشتعال في غزة اذا ما اقيل بضع عشرات الالاف المعلمين الذين يعملون بميزانيات الاونروا ويربون جيلا آخر على كراهية اسرائيل. لعل نتنياهو نفسه غير معني بمثل هذا الاشتعال في هذا التوقيت، أو أنه يخشى حقا الضرر الانساني لسكان القطاع (عفوا. ليس حقا).
ولكن أيا من هذه الاسباب او المعاذير لا تتغلب على الفرصة التي تلوح لمرة واحدة لان نحل احدى المشاكل الاساس للنزاع؛ مشكلة تستخدم مصدر وقود يحرك شعلة الكراهية. اسرائيل ستعرف كيف تتصدى للصعوبة المؤقتة، الاشتعال أو الازمة الانسانية (فكم من اشتعال كهذا سبق أن كان منذ فك الارتباط؟ ماذا “كسبنا” منها؟)، على ان نتخلص من هذا الشر المريض.
لا يمكن ان نعرف كم من الوقت سيحكم ترامب الولايات المتحدة، ومن سيأتي بعه. اذا كان ترامب مستعدا لان يخنق الاونروا الان – فيجب أن نشجعه، نساعده، لا أن نبرد حماسته. لا ان نقترح على يتم هذا “بالتدريج”، روريدا رويدا، الى أن ينتظم العرب فيجدوا تمويلا آخر. بالعكس. على اسرائيل أن تركز جهدا دبلوماسيا واسعا كي تقنع المزيد من الدول للانضمام الى مبادرة ترامب. وان تري كل العالم بانه يكاد لا يكون تبقى “لاجئون فلسطينيون”، فقط انسال انسالهم، ولا يوجد أي سبب يجعلهم يواصلون تمويلهم حتى نهاية كل الاجيال. ثمة بالتأكيد لنتنياهو الكثير من الضائقات والمشاكل العاجلة، ولكن أيا منها لا يشكل سببا لتفويت الفرصة التاريخية. هآرتس / يا لفني، انضمي لميرتس
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 9/1/2018
لا شك أنه بالنسبة للمعسكر الذي يمثل اقلية ايديولوجية، الطريقة المضمونة والمؤكدة للانتحار السياسي هي الانقسام الداخلي. لذلك فان نية رئيسة الحركة، تسيبي لفني، لفحص امكانية الانسحاب من المعسكر الصهيوني من اجل التنافس في الانتخابات بقائمة مستقلة (كما جاء في تقرير حاييم لفنسون في الاسبوع الماضي في “هآرتس”)، هي بشرى سيئة جدا لعدد قليل جدا ممن يؤيدون تقسيم البلاد الى دولتين.
في المشهد السياسي الاسرائيلي توجد الآن جهة واحدة ترى في حلم الدولتين بين النهر والبحر على اساس حدود 1967، الطريق الاخلاقية والعملية الوحيدة لتحقيق المساواة الحقيقية بين الشعبين في ارض اسرائيل – فلسطين: حزب ميرتس. في هذا الحزب تؤيد اقلية من مواطني اسرائيل، لكن بفضل قيادة لها قيم ولا تخضع للاسطورة حول “موت الايديولوجيات” ونتيجة للانحراف الواضح لحزب العمل نحو اليمين، من شأنها أن تزيد قوتها، وتتحول الى اقلية سياسية اكثر قوة وتأثير. هنا، بالتحديد في الوقت الذي يظهر فيه الحزب الوحيد في اسرائيل الذي يمثل حقا من يؤيدون حل الدولتين، دلائل يقظة واضحة – تسعى لفني، التي تؤيد حل الدولتين، الى تقسيم اصوات من يعارضون الاحتلال بين حزبين، اللذان نتيجة لذلك سيجدان انفسهما يراوحان على شفا نسبة الحسم.
يمكننا تفهم افكار ومشاعر لفني كواحدة مرت عليها عملية انابوليس، وقبل ذلك اجتازت تطور ايديولوجي هام تنازلت فيه عن حلم ارض اسرائيل الكاملة، الذي تطبيقه مرتبط بثمن فقدان صفة الانسانية، فان لفني تعرف أنه بدون اخلاء المستوطنات لن تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة. لذلك، هي تجد صعوبة في التسليم بسذاجة آفي غباي السياسية، الذي يعتقد أنه يمكن التقدم في العملية السلمية دون تنازل هام عن الاراضي. ولكن اذا كانت لفني تشعر وبحق أن المعسكر الصهيوني برئاسة غباي لم يعد يستطيع أن يكون البيت الفكري والسياسي لها، فانه بدل أن تقيم من جديد حزب الحركة كجسم مستقل والتسبب بانفصال داخلي ضار في اوساط بقايا اليسار، من الافضل (ويمكن ايضا رجال الحركة الباقين المشاركين في تحفظاتها من طريق غباي) أن تنضم الى ميرتس وأن تتنافس فيه كمرشحة عادية على مكان بين ممثلي الحزب في قائمة المرشحين للكنيست.
ربما سيكون من يرون في هذه الخطوة تراجيديا ايديولوجية لا يتقبلها العقل: امرأة يمينية سابقا، كانت جزء لا يتجزأ من حركة “حيروت” التي ترضع من مصادر جابوتنسكي التنقيحية، تنضم الى صفوف آخر احزاب اليسار الايديولوجي في اسرائيل. ولكن مثلما أن لفني نفسها احسنت صياغة ذلك منذ فترة غير بعيدة في احتفال خصص لتراث جابوتنسكي، مساواة كاملة بين جميع المجموعات القومية والدينية في ارض اسرائيل – وهي رؤيا تميز اليوم في اسرائيل اليسار فقط كانت اساس في العقيدة السياسية – القومية لجابوتنسكي.
بسبب هذه الامور تمت مهاجمة لفني بشدة. في هذه الصفحة في الشهر الماضي، من قبل غبرئيلا بارزن (“هآرتس”، 3/12). بارزن هي باحثة في الفلسفة العربية واليهودية في العصور الوسطى، التي ليست معروفة كخبيرة لا في تاريخ الصهيونية الحديثة ولا في الرؤيا القومية لجابوتنسكي، قالت بشدة “إن لفني تشوه نظرية مؤسس التنقيحيين الصهيوني. لأنه حسب بارزن، جابوتنسكي خصص حلمه بالمساواة لعرب ارض اسرائيل الذين سيوافقون على السيادة القومية – اليهودية”.
ادعاء بارزن باطل من الاساس. جابوتنسكي لم يخطر بباله أن يخضع اقلية قومية للسيادة القومية – السياسية للاغلبية، وحتى أنه وجد صعوبة في ادراك امكانية اقامة دولة قومية وحيدة العرق في منطقة يوجد فيها اكثر من مجموعة قومية. بالنسبة للمستقبل السياسي لارض اسرائيل فقد اعتقد انه بعد أن تصبح فيها اغلبية يهودية فان الدولة اليهودية التي ستنشأ ستكون مؤسسة من ناحية قانونية كدولة ثنائية القومية للاغلبية اليهودية والاقلية العربية معا. وكامثلة ذات صلة، أورد ضمن امور اخرى بلجيكا وكندا – ليس بالضبط حالات لدول فيها احد الشعوب المكونة لها “يقبل” السيادة القومية للشعب الآخر.
من اجل مناقشة ذلك ندعو بارزن الى الاطلاع مثلا على مقال جابوتنسكي حول ارض اسرائيل ثنائية القومية (1926) وارض اسرائيل ثنائية القومية (1930) وكذلك كتابه الاخير “جبهة القتال لشعب اسرائيل” (1940) الذي فيه اوضح المخطط القانوني للدولة الاسرائيلية العتيدة حسب نموذج الديمقراطية متعددة القوميات.
لأنه افترض أن الدولة اليهودية في “ضفتي الاردن” ستقوم على قاعدة ديمقراطية متسلسلة فيها كل القوميون في الدولة يكونون شركاء في السيادة الحاكمة، لم ير جابوتنسكي أي تناقض بين مبدأ المساواة القومي – المدني الذي آمن به دون تحفظ طوال سنوات نشاطه الجماهيري وبين تمسكه بارض اسرائيل الكاملة. ولكن الآن الاغلبية الساحقة من مواطني اسرائيل لا يرغبون في دولة ثنائية القومية حسب نموذج جابوتنسكي، وكذلك ايضا العناصر المركزية في الحركة القومية الفلسطينية معنيون، خلافا للصورة التي يلصقونها بهم في اليمين وفي الوسط في اسرائيل، بدولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، وليس ببلقنة النزاع في اطار الدولة الواحدة. لذلك فان الطريق الوحيد في هذه الظروف لتحقيق مبدأ المساواة القومي – المدني لعقيدة جابوتنسكي هو تأييد تقسيم البلاد الى دولتين قوميتين – اسرائيل وفلسطين – مثل الطريق المشترك لميرتس وتسيبي لفني.
ازاء التغيرات والتطورات التاريخية التي حدثت في تاريخ الصهيونية والنزاع الصهيوني العربي منذ ايام جابوتنسكي وحتى الآن، لا مناص من الاعتراف بأن المباديء الاساسية المدنية – القومية الملزمة في عقيدة جابوتنسكي يمثلها الآن اكثر من أي حزب آخر، ميرتس. من هنا فان انضمام لفني – المواصلة البارزة لطريق جابوتنسكي في ايامنا – الى ميرتس، سيكون فيه بالنسبة لتراث جابوتنسكي نوع من اغلاق الدائرة الفكرية. يجدر بلفني عدم رفض هذا الخيار تماما، بل عليها أن تفكر به جديا.
هآرتس / يجب منع الانفجار في غزة
هآرتس – بقلم افرايم سنيه – 9/1/2018
كل الجهات التي تتولى التقدير تتفق على أن قطاع غزة على شفا الانفجار. مؤخرا تدهور الوضع الاقتصادي اكثر، ايضا قطاع الاعمال المتعطش يجد صعوبة في الوجود بسبب الفقر المتزايد للسكان. كل ذلك على خلفية النقص المتزايد في تزويد الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية. حماس، تحت غطاء اتفاق المصالحة الكاذب مع فتح، تخلت فعليا عن المسؤولية المدنية والادارية لما يجري في القطاع. هذه المنظمة تخلت بعد فوات الاوان لانها تعرف الى أين تتدحرج الامور: في الوقت الذي لا يوجد فيه للسكان ما ياكلونه ويشربونه، ولا توجد تدفئة في الشتاء، فان الانفجار لا يمكن منعه. وفقط هذا الامر هو مسألة وقت، هذا الانفجار سيوجه نحونا، اسرائيل، واطلاق الصواريخ ليس هو السيناريو الوحيد وليس الاسوأ.
حماس ربما سحبت يدها، ولكن من يحكم فعليا في غزة هو الذراع العسكري لحماس واجهزته الامنية. يوجد له قوة وفي يديه السلطة. السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تحكم في غزة وليس هناك معنى لأن تحاول القيام بذلك. رجالها سيتم ضربهم عسكريا واهانتهم في المواجهة الاولى.
لم يقترب أي مستثمر من القطاع بعد أن حولته حماس الى قاعدة لاطلاق الصواريخ التي تختفي تحت مليوني فقير، لذلك ليس هناك افق فعلي لاعادة اصلاح اقتصادي للقطاع. طالما أن علم “المقاومة” – هكذا تسمي حماس ايديولوجية الكراهية والارهاب – يرفرف فوق غزة، فان السكان محكوم عليهم بالفقر والدمار. ليس هناك امكانية لرفع شعار تصفية اسرائيل ومحاولة المس بها دون توقف وأن تكون محصنة من ضرب الجيش الاسرائيلي.
العنصر الوحيد في الشرق الاوسط الذي يمكنه التعامل مع قوة حماس العسكرية (بالطبع، المنظمات السلفية والجهاد الاسلامي) ونزع سلاحها حقا، هو الجيش الاسرائيلي. الامر يتعلق بعملية قاسية وطويلة، رغم أنه خلافا للنبوءات السوداء التي تنشر بين الفينة والاخرى، وليس باحتلال كل القطاع. في عملية كهذه سيكون هناك فائدة اذا ادت الى تصفية حكم حماس في غزة، وتفكيك قاعدة الارهاب التي توجد الآن على بعد كيلومتر من سدروت وعدة كيلومترات من عسقلان، وقادت الى حل سياسي واقتصادي مشترك، بمشاركة فعالة لدول عربية في المنطقة. العنوان السلطوي الجديد في غزة الذي سيعترف به من قبل المجتمع الدولي ويحظى بدعمه سيكون السلطة الفلسطينية. ليس هناك حل حقيقي ودائم لضائقة قطاع غزة عدا الاتفاق الشامل، العسكري والسياسي والاقتصادي.
حكومة اسرائيل غير معنية باتفاق كهذا. ستبذل كل ما في استطاعتها من اجل أن مثل هذا الاتفاق الذي في نهاية المطاف يكون مرتبطا ايضا بالتنازل عن مناطق في الضفة الغربية، أن لا يعقد. هذا هو السبب انه في السنوات العشرة الاخيرة لم يبذل أي جهد عسكري لتصفية القوة العسكرية لحماس في غزة. طالما أن هذا هو موقف حكومة اسرائيل فستواصل حماس السيطرة في غزة.
ما الذي يمكن فعله؟ اولا، يجب منع وقوع ضحايا عبثا من جنودنا، بدون هدف استراتيجي لعملية عسكرية – يجب عدم البدء بها. كل عملية لا تنتهي بتصفية قوة حماس العسكرية – وهذا هدف استراتيجي مناسب – لا تبرر وقوع ضحايا. ويجب الامتناع عن القيام بها. الردع الوحيد الذي يمكنه التأثير على زعماء حماس هو ضربهم مباشرة. اذا كنا نقوم بذلك، فان المنطق يقول إنه يجب العمل على تفكيك قاعدة قوتهم، وهذه كما قلنا تمتنع الحكومة عن القيام بها.
اسرائيل تستطيع تاجيل الانفجار في غزة، وتاجيله هو هدف مناسب، اذا ادى الى مبادرة مدنية لتسهيل المعاناة والفقر لقطاع غزة. يوجد لمبادرة كهذه ثمن امني وهو يفيد صورة اسرائيل في العالم. وضمن امور اخرى يتعلق الامر بامكانية تشغيل مراقب في اسرائيل، زيادة الكهرباء، توفير الغاز والمياه الصالحة. يوجد لدى اجهزة الامن مخططات كهذه وليس مطلوبا سوى الشجاعة لتنفيذها.
معاريف الأسبوع / هرتسوغ : على السعودية أن تلعب دور رئيسي في قضية القدس
معاريف الأسبوع – 9/1/2018
أكد رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، خلال مقابلة له مع موقع ايلاف السعودي، على أن حزب العمل وشركاؤه في المعارضة سيُسقطون حكومة نتنياهو اليمينية، وسيسعون لحل الدولتين في مفاوضات مع الفلسطينيين.
وأضاف أن “على العرب أيضًا، وعلى رأسهم السعودية، أن يعملوا من أجل الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية السلام”. وادعى أن “الشعب الاسرائيلي مستعد للسلام وهناك أساس للتوصل لاتفاق تاريخي”.
وفيما يخص قضية القدس قال هرتسوغ أن “هناك أفكار وحلول جديدة، من بينها منح السعودية مكانة خاصة بالنسبة للأماكن المقدسة في القدس”.
وأشار إلى أنه “من خلال المفاوضات سيتم تعيين حدود السيادة الاسرائيلية في القدس”.
مكان الاخبار / نتنياهو يتعهد باستعمال كافة الوسائل لمنع إيران من التموضع في سورية
رئيس الوزراء: إسرائيل لن تسمح بنقل أسلحة مخلة بالتوازن الى حزب الله من سوريا
الاذاعة العامة الاسرائيلية – مكان الاخبار – بقلم شمعون أران – 9/1/2018
أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان إسرائيل عاقدة العزم على منع إيران من التموضع في سوريا، متعهدا بأنها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لديها لتحقيق ذلك.
وقال نتنياهو خلال لقاء اليوم مع سفراء دول حلف شمال الأطلسي المعتمدين لدى البلاد، ان لإسرائيل سياسة متعددة السنوات لمنع نقل أسلحة مخلة بالتوازن الى حزب الله من سوريا. وشدد على ان هذه السياسة لم تتغير بل يتم تطبيقها وفق الحاجة، في نشاطات تقوم بها إسرائيل.
وفي مدينة “قم” قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي اليوم، إن أمريكا وبريطانيا لم تنجحا في اثارة الاضطرابات في ايران خلال الاحتجاجات الأخيرة. وأضاف ان الشعب قادر على إفشال مخططات الأعداء لاستهداف إيران، مؤكدا أنه يجب الفصل بين مطالب الشعب الحقيقية وبين أعمال التخريب.
واعتبر خامنئي ان الشعب الايراني حينما رأى أن العملاء لا يتوقفون عن أعمال الشغب، خرج في تظاهرات شملت جميع المدن الصغيرة والكبيرة في مختلف أرجاء البلاد خلال أيام متتالية.
مكان الاخبار / رئيس الموساد :”لنا عيون وآذان اوكثر من ذلك في ايران ”
الإيرانيون يزحفون بدون أي عائق باتجاه الشرق الأوسط
الاذاعة العامة الاسرائيلية – مكان الاخبار –9/1/2018
قال رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين ان لإسرائيل عيونا واذانا واكثر من ذلك في ايران. وأضاف في مؤتمر عقد في قسم المسؤول عن الأجور في وزارة المالية باورشليم القدس اليوم ان لإيران خطة استراتيجية بعيدة المدى هدفها تحقيق رؤيا بسط سيطرتها على الشرق الأوسط.
ومضى كوهين يقول ان الإيرانيين يزحفون بدون أي عائق باتجاه الشرق الأوسط مع قوات كبيرة للغاية منها فرق تابعة للحرس الثوري بحيث يتدفق مقاتلون شيعة عنها بينهم افغان الى المنطقة عبر ممر جوي وبري عكفت ايران على تشكيله.
وتطرق رئيس الموساد الى الاحتجاجات التي تشهدها ايران حاليا معتبرا انها لن تسفر عن زعزعة النظام الحاكم فيها مع انه سيكون من دواعي سروره ان يحدث انقلاب اجتماعي .واعرب كوهين عن اعتقاده بان هذا الامر قد يحصل مستقبلا .
وحول افلعلاقات الامريكية الاسرائيلية قال رئيس الموساد ان هناك تعاونا فريد من نوعه بين البلدين وهذا التعاون يتوطد يوما بعد يوم مشيرا الى ان واشنطن غيرت سياستها خلال العام المنصرم ونبدا ملاحظة تغيرات دراماتيكية في منطقتنا مشيرا الى ان هذه التغيرات تصب في مصلحة اسرائيل الامنية اذ ان السياسة الامريكية الجديدة تاخذ بعين الاعتبار التطلعات المتطرفة الايرانية .
مكان الاخبار / الكنيست تصادق على قانون المحال التجارية الصغيرة
الاحزاب الدينية اشترطت مواصلة مشاركتها في الائتلاف الحكومي بتمرير هذا القانون
الاذاعة العامة الاسرائيلية – مكان الاخبار –9/1/2018
صادقت الكنيست صباح اليوم بالقرائتين الثانية والثالثة على القانون الذي يشترط فتح المتاجر والمحال الصغيرة في أيام السبت والاعياد اليهودية بموافقة وزير الداخلية .
وقد التأمت الكنيست منذ مساء امس لمناقشة هذا القانون والتحفظات المقدمة من المعارضة بشانه توطئة للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة .
وطلب رئيس الائتلاف النائب دافيد امسالم وقف عملية التصويت لإتاحة المجال امام لجنة الداخلية البرلمانية لمناقشة قيام بعض أعضاء الائتلاف بالتصويت سهوا لصالح احد التحفظات الذي قدمه النائب ايتسيك شمولي من المعسكر الصهيوني والذي يستثني محال بيع لوازم المطبخ من القانون .
ويشار الى ان الأحزاب الدينية اشترطت مواصلة مشاركتها في الائتلاف الحكومي بتمرير هذا القانون الامر الذي كان لاقى معارضة حتى في صفوف الائتلاف وكاد انيؤدي الى تفكيك الائتلاف.
على صعيد آخر اقرت الكنيست بالقراءة الأولى صباح اليوم مشروع القانون الذي ينص على تعيين نائب وزير ومنحه صلاحيات وزير حينما يشغل رئيس الوزراء هذه الحقيبة.
ونال مشروع القانون هذا ثقة خمسة وستين نائبا فيما اعترض عليه تسعة وثلاثون .ويرمي مشروع القانون الى اتاحة المجال امام عضو الكنيست يعقوف ليتمسان من يهدوت هتوراة للعودة ليشغل منصب نائب وزير الصحة بعد ان استقال من الحكومة في اعقاب ازمة الاشغال أيام السبت.
هآرتس / يقاطعون العالم
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 9/1/2018
كشفت وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي حلت واقيمت في مدى السنين في ظروف سياسية واعيد اختراعها مؤخرا تحت قيادة الوزير جلعاد اردان، كشفت أمس النقاب عن قائمة 20 منظمة لا يسمح لنشطائها بالدخول الى البلاد بسبب التأييد للمقاطعة على اسرائيل، كوسيلة لمكافحة الاحتلال. وذلك بموجب التعديل التعسفي لقانون الدخول الى اسرائيل، والذي اقر في الكنيست في اذار الماضي ويقضي بانه لن تصدر تأشيرة لشخص ما “اذا كان هو، المنظمة أو الجسم الذي يعمل من اجله، نشر عن عمد دعوة علنية لفرض المقاطعة على دولة اسرائيل”.
بين المنظمات التي توجد في القائمة – والتي من غير الواضح حتى الان كيف تحددت بالضبط، بسبب معارضة الوزارة الكشف عن طرق عملها السلبية – تظهر أيضا المنظمة اليهودية الامريكية “صوت يهودي للسلام”، اضافة الى منظمة كويكرية نالت في العام 1947 جائزة نوبل على انقاذ ضحايا النازيين وكذا منظمة راعيها هو زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن.
وهكذا تعمق اسرائيل ليس فقط حربها ضد يهود الشتات الليبراليين، المستحقين بالتوازي الهجرة الى البلاد ضمن قانون العودة، بل وايضا تستهدف هيئات وشخصيات مقدرة ورائدة في الرأي العام في بلدانها. وبدلا من الاقناع بعدالة طريقها بوسائل دبلوماسية، كما هو متبع في الديمقراطية، اختارت حكومة نتنياهو “الرد بالمقاطعة” على العالم.
من المعطيات التي وصلت الى “هآرتس” يتبين أنه منذ اقرار القانون، منع دخول نحو 25 نشيطا سياسيا يؤيدون حركات المقاطعة، بعضهم يهود. هذه الخطوة المتطرفة تثير العجب على قدرة الحكومة الحالية على مواجهة النقد السياسي غير العنيف على نشاطها في المناطق، وكذا حول الادوات غير الديمقراطية التي اختيرت للكفاح ضد هذا الانتقاد. فقوائم سوداء من هذا النوع، كما يعترفون في وزارة اردان أيضا تستوجب العثور على النشطاء السياسيين الاجانب واستهدافهم ونقل اسماءهم الى سلطات انفاذ القانون. هذه اعمال محظور أن تحصل في دولة سليمة، فما بالك بالسر.
على وزارة الشؤون الاستراتيجية أن تكشف عن اساليب عملها. فالمناورات المشكوك فيها، التي تستهدف التملص من المعايير الاساس للشفافية بعيدة عن الاقناع بان هذه اعمال شرعية في نظام ديمقراطي. اذا كانت الوزارة مقتنعة بعدالة طريقها – فلتكشفه على الجمهور وتتوقف عن التصرف كمنظمة استخبارات في الدول الظلامية.
ولكن لا تكفي الشفافية. هذه الخطوة هي جزء من الخطوة المركزية، المسؤولة عنها حكومة نتنياهو – تعميق الاحتلال، في ظل محاولة تصفية كل انتقاد داخلي أو خارجي. بدلا من الاستماع الى منتقديها، تختار الحكومة اسكات من يحاول انقاذها من نفسها، وتصر على دهورة اسرائيل في المنحدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى