ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– في عين العاصفة.
– على اي حال الكل سيقول في النهاية: ماذا،أهذا كل شيء؟.
– رئيس فقط رئيس المخابرات بل وكبير سابق في قسم الحراسة يدعي: “لا حاجة لحراسة يئير وآفنر”.
– اعدوا أنفسكم للعاصفة.
– اللقاءات السرية لنتنياهو والوفيتش.
– الاب المريض، الابن وتذبذب درعي.
– أهران أبلبلد 1932 – 2018.
– اسرار ترامب.
– تأهب يوم الجمعة (ايران).
معاريف/الاسبوع :
– تأهب العاصفة.
– رغم تصريح ترامب: انخفاض في عدد العمليات في المناطق.
– بعد السيجار والشمبانيا: اشتباه بتلقي نتنياهو بدلات فاخرة أيضا.
– الشتاء جاء بعصف.
– رغم الامطار: في سلطة المياه يحذرون من سنة جفاف.
– نتنياهو: رئيس المخابرات السابق حذر بضرورة حراسة ابني.
هآرتس :
– الكشف عن وسائل رئيس عطيرت كوهانيم لتهويد القدس، بينها القوادة.
– نار صواريخ وضربة الجيش للانفاق يرفعان التوتر في غزة الى الذروة.
– نتنياهو التقى صديقه مالك بيزك سبع مرات في سنة ونصف – وكذب للمراقب.
– مراقبو العفة في الاكاديمية: في الحرم الجامعي الاصولي في كلية اونو يفرضون نظاما للباس.
– قرض درعي الذي نسيه اخذ بدون اوراق وفائدة، الشرطة تحقق بالاشتباه بالرشوة.
– يورام كوهن: لم اؤيد حراسة يئير وآفنر.
اسرائيل اليوم :
– دولة في عين العاصفة: اليوم – ماطر وبارد في كل البلاد وثلج في جبل الشيخ.
– 80 في المئة من جرائم الملكية – للفلسطينيين من المناطق.
– التقدير: الجيش الاسرائيلي هاجم نفق ارهاب.
– لا يبنون؟ بل ولا يعملون على البناء.
– المواجهة بين رئيس الوزراء ورئيس المخابرات السابق.
موقع واللا نيــوز :
الحالة الجوية، عاصفة برد وأمطار.
قتيلان وستة جرحى في حادث سير في وادي عارة.
شخصية رفيعة في البيت الأبيض، ندرس موضوع استمرار تقديم الدعم للفلسطينيين.
شكوك بعملية قتل وانتحار في بئر السبع.
القناة الثانية الإسرائيلية :
في بئر السبع، رجل يقتل ابنته وينتحر.
حكومة الاحتلال تخصص 4.5 مليون شيكل لمحاربة داء الكلب.
قضية تعويض ب 3 مليار شيكل ضد شبكة فيسبوك بسبب عدم الحفاظ على الخصوصية.
وزارة الخارجية الإسرائيلية التي يقف على رأسها نتنياهو ضد الرئيس ترمب في وقف المساعدات للفلسطينيين.
القناة العاشرة الإسرائيلية :
شكوك بعملية قتل في بئر السبع، أب يقتل ابنته وينتحر.
جنس مع زوجات الأصدقاء، وخيانة الابن، الكتاب الذي لا يريد ترمب أن يراه أحد.
تشديد العقوبات على السائقين الإسرائيليين، 8 نقاط على التحدث بالخلوي، و6 نقاط على الالتفاف الخاطىء.
إيران معنية في مواجهة في قطاع غزة، وحركة حماس مترددة.
القناة السابعة الإسرائيلية :
يائير لبيد حول الكنيست الإسرائيلي لمهزلة بعد إعلانه التوجه للمحكمة العليا ضد قانون التوصيات.
البرفسور الإسرائيلي ديفيد بوكعي المختص بشؤون الشرق الأوسط، لا ضرورة لقانون حكم الاعدام، يجب أن يكون الإعدام ميداني.
منسق حكومة الاحتلال الإسرائيلي يطلب من الهلال الأحمر الفلسطيني إقالة سائق يستغل عملة لنقل من سماهم بالمخربين.
ليبرمان، أبو مازن يخدع الفلسطينيين، ونحن نعلم من يقف خلف إطلاق القذائف من غزة.
فضائية كان الإسرائيلية :
في “إسرائيل” يهددون الجهاد الإسلامي، ولكنهم غير معنيون في التصعيد.
حكومة الاحتلال ستحاول شرعنة البؤرة الإستيطانية “نتيف هأبووت” بالقرب من بيت لحم.
الاحتلال يتهم عهد التميمي بالتحريض عبر شريط فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
موقع المونيتور العبري :
أبو مازن ونتنياهو يفقدان السيطرة، فشلوا في إدارة الصراع، ونزعوا قناع الدبلوماسية عن وحهوهم، وزراء الليكود يتحدثون عن ضم الضفة الغربية، والسلطة الفلسطينية ستطلب من الأمم الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 1 – 2018
اسرائيل اليوم / 80 في المئة من جرائم الملكية – للفلسطينيين من المناطق
اسرائيل اليوم – بقلم ايتسيك سبان – 5/1/2018
تقدر الشرطة بانه رغم العوائق ورغم جدار الفصل، فان نحو 80 في المئة من جرائم الملكية في دولة اسرائيل، أي اقتحام المنازل وسرقة السيارت، قام بها في العام 2017 فلسطينيون من المناطق.
ويتبين من معطيات وصلت الى “اسرائيل اليوم” بان اساس المشادة الفلسطينية في جرائم سرقة السيارت واقتحام السيارات تبلغ 49 في المئة، ومشاركة الفلسطينيين لاقتحام الشقق تبلغ 37 في المئة. في 47 في المئة من الحالات التي نجحت فيها الشرطة في وضع اليد على المجرم بجرائم اقتحام الشقق، كان المجرم فلسطينيا، وفي نحو 40 في المئة من سرقة السيارات التي امسك فيها السارقون كان هؤلاء هم فلسطينيون من المناطق. ومع ذلك، فان نحو 80 في المئة من ملفات جرائم الملكية والسيارات اغلقت ايضا في 2017 بذريعة “مجرم غير معروف”، كونه لا تنجح الشرطة في اغلبية الملفات في الوصول الى هوية مرتكب او مرتكبي الجريمة.
رغم ذلك تقدر المباحث الشرطية، على اساس المعطيات القائمة بان مصدر الجريمة وهوية مرتكبيها في معظم هذه الملفات هم فلسطينيون يسكنون في المناطق، ويستند التقدير ضمن امور اخرى الى نتائج بحث تصدرها منظومة “عين الصقر” التي توثق السيارات التي تمر في المعابر بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ففي العام 2017 لوحظ في المعابر التي نصبت فيها المنظومة اكثر من 2000 سيارة، سرقت من اصحابها الاسرائيليين وانتقلت الى السلطة الفلسطينية. واساس الجرائم تقع في ألوية شاي، القدس، الوسط والجنوب. وحسب مصادر في الشرطة، بينما تشق السيارة المسروقة طريقها الى داخل المناطق، تسير وسائل القتال في الاتجاه المعاكس، من المناطق الى نطاق الخط الاخضر.
وحسب مصادر استخبارية، فان اسباب الجريمة الواسعة المصدرة من مناطق السلطة الى كل ارجاء البلاد من الجديرة حتى الخضيرة، هي لان المجرمين يرون في مدن مثل قلقيليا، نابلس، الخليل وطولكرم مدن لجوء تحتاج فيها الشرطة الى قوات اكبر وأوسع وتجري نشاطها بتنسيق كامل مع الجيش كي تنفذ الاعتقال، مما يقيد نشاطها. قيد آخر هو ظاهرة الماكثين غير القانونيين، الذين يصل معظمهم الى يوم عمل في اسرائيل وفي نهايته يقتحمون الشقق أو يسرقون السيارات ويعودون الى المناطق.
في الشرطة يدعون بان وسائل الامساك بالمقتحمين أو السراقين الفلسطينيين معقدة إذ أنه من اللحظة التي يعود فيها السارق الفلسطيني الى مناطق السلطة الفلسطينية فان الشرطة ببساطة لا يمكنها أن تدخل لاعتقاله حتى لو تعرفت على شخصيته، وهي بحاجة الى اذن من الجيش الاسرائيلي ومرافقة عسكرية من اجل الدخول ويخضع الامر احيانا الى اعتبارات سياسية ايضا. في الشرطة يفهمون بانه طالما لا يرى الجيش الاسرائيلي في منع دخول الماكثين غير القانونيين الى اسرائيل كمهامة خاصة به ايضا، سيكون من الصعب التقليص الكبير لجرائم الملكية لان الفلسطينيين يرون في اسرائيل مكانا جيدا للسرقة منه. وعليه، وحسب مصادر الشرطة، فانه يجب التركيز على الامساك بهم وهم في الطريق الى اسرائيل وملاحقتهم بشكل دائم لتثبيت لوائح الاتهام ضدهم.
وكجزء من معالجة المشكلة، يعتزم وزير الامن الداخلي جلعاد اردان والمفتش العام للشرطة الفريق روني ألشيخ تعزيز منظومة التحقيق والمباحث في لواء شاي، الذي يتصدر لاساس الظاهرة. وبعد اسبوعين سيبحث في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في مذكرة قانون تقدم بها الوزير هدفها مكافحة صناعة الماكثين غير القانونيين.
وقال اردان أمس، انه “لا توجد شرطة في العالم تتصدى لمثل هذا المعطى الصادم. هذا تحد صعب يستوجب ردا صعب على نحو خاص يستوجب ردا خاصا ولهذا فاني ابذل جهدا كي اعزز قوة الشرطة في لواء شاي للقبض على العصابات الفلسطينية”.
هآرتس / اغراء لممارسة الدعارة، تهديدات ووسطاء : تسجيلات تكشف كيف يقوم تنظيم يميني بالعمل من اجل تهويد القدس
هآرتس – بقلم نير حسون – 5/1/2018
“هل تريد فتاة؟ واحدة، اثنتان، كم تريد؟ كم عمرها؟”. المتحدث هو متتياهو دان، رئيس جمعية عطيرت كوهنيم وأحد النشطاء جدا في مشروع الاستيطان في شرقي القدس. “الفتاة” وحبوب الفياغرا، اذا كانت حاجة، يقوم بعرضها على الفلسطيني صاحب العقار الذي تريد الجمعية وضع اليد عليه. هذه المحادثة جرت قبل عقدين. منذ ذلك الحين انتقلت الى أيدي الجمعية عدة عقارات.
تسجيل هذه المحادثة والتسجيلات الاخرى التي وصلت لصحيفة “هآرتس” تكشف ما يجري من وراء الكواليس بالنسبة لمشروع السيطرة على عقارات الفلسطينيين في شرقي القدس. في هذه المحادثة يسمع دان وآخرون في الجمعية بمن فيهم محامي الجمعية ايتان غيفع وهم يتحدثون بحرية عن طرق مختلفة من الوسائل المسموح بها لتحقيق الهدف، الى جانب الخدمات الجنسية (شريطة أن لا تكون الفتيات يهوديات). وهم يتحدثون ايضا عن طرق للضغط على البائعين الفلسطينيين، مثلا يوضح لهم أنهم اذا قاموا بوضع عقبات فان اجراء المفاوضات نفسها سيتم الكشف عنه وسيعرضهم للخطر.
في احدى الحالات وصف المحامي غيفع كيف يجب أن يتم الحديث مع أبناء عائلة صاحب العقار. “الآن هناك طريقتان”، أعطى مثال على كيفية التوجه اليهم، “إما أن تغلقوا المكان وتنقلوه الينا وإما أن تذهبوا الى المحكمة، وهذا الامر سيكون فضيحة لكم: يتبين أن والدكم أو زوجك فعل ذلك من اجل اليهود، كمندوب عن اليهود. هناك طريقتان للقيام بذلك، إما بهدوء وإما بضجة. من الافضل لكم أن يتم بهدوء”.
من اجل الحفاظ على هذا الهدوء يضيف دان عدة طرق لاخفاء آثار الصفقات: استخدام وسطاء وهميين، شركات مسجلة في الضرائب خارج البلاد وشخص يسمى حي. شخص مقرب من دان في تلك الايام قال للصحيفة إن حي هو لقب لشخصية رفيعة في الكنيسة اليونانية الارثوذوكسية، الذي عمل مع رئيس جمعية عطيرت كوهنيم وساعده في وضع اليد على أملاك كانت للفلسطينيين واصبحت بملكية الكنيسة.
بشكل عام، دان يقيم علاقة وثيقة مع شخصيات عامة كبيرة بينهم وزراء واعضاء كنيست وكذلك رئيس بلدية القدس نير بركات. الى جانب ذلك، هو على مدى السنين راكم تجربة كبيرة في العمل الميداني. منذ الثمانينيات وهو يشكل عاملا رئيسيا في عمليات الشراء والسيطرة على العقارات في شرقي القدس من اجل اسكانها باليهود وذلك بطريقتين: استخدام اشخاص فلسطينيين وهميين، والحصول على العقارات من الدولة بعد أن ثبت أنها كانت في السابق بملكية اليهود. هكذا في الحي الاسلامي في البلدة القديمة يعيش اليوم حوالي ألف شخص يهودي مرتبطون بالمدرسة الدينية عطيرت كوهنيم وبالجمعية. هكذا ايضا ارتفع في السنوات الاخيرة الوجود اليهودي في قرية سلوان، التي يعيش فيها نحو 20 عائلة يهودية، معظمهم في حي بطن الهوى، الامر الذي يحتاج الى مرافقة امنية لكل خروج من البيت.
في هذه المنطقة قاد دان عملية بناء بيت يونتان، وهو مبنى غير قانوني اقيم من قبل وسيط وهمي فلسطيني. فلسطيني من سكان سلوان حدث في 2005 صحافي في هآرتس هو ميرون ربابورت، كيف تطورت هذه القضية. حسب اقواله، بعد أن قام ببناء البيت وأسكن فيه عائلته، أخذه دان الى رحلة استجمام في الولايات المتحدة تضمنت لقاء مع فتيات للمرافقة وزيارات في الكازينوهات. ذات يوم تركه رجال الجمعية وحده مع فتاتين واختفوا. في تلك الليلة دخل رجال عطيرت كوهنيم بحماية الشرطة الى المبنى وأخلوا منه عائلة الفلسطيني. هذه الادعاءات لم يقم دان بنفيها في أي يوم. التصرف الذي يبدو من هذه الحالة من شأنه أن يفاجيء من يذكر أن الزعيم الروحي لعطيرت كوهنيم هو الحاخام شلومو افنير، المعروف بالفتاوى المتشددة فيما يتعلق بحياء المرأة والفتيات الصغيرات وقدسية العائلة. ولكن نفس القصة من سلوان ليست وحيدة. ايضا ما جاء في التسجيلات التي وصلت لصحيفة هآرتس هناك اشارات على استخدام نفس الطريقة. “أنا سأعطيك المال”، قال دان للفلسطيني، “خذ من تريد، هل تريد فتاة، خذ معك فتاة”. المحادثة بينهما كانت مفصلة. دان عرض فتاة أو فتاتين من اجل أن يختار صاحب العقار الفلسطيني واحدة منهما. تناقشوا حول عمر الفتاة (أن لا تكون كبيرة، بين 18 – 22 سنة) “روسية تفضل الفلسطيني”. وتباحثوا ايضا بمساعدة اخرى (مساعدة للحصول على الفياغرا). “لقد كان كل شيء تمام” قال دان لمحدثه بعد أن خرج الفلسطيني من الغرفة واضاف “هل يريد حقا فتاة؟ ألم تعرضي عليه امور كهذه في اي مرة؟ هو لا يعرف تدبر امره وحده”. الرجل الذي تحدث معه دان قال إنه لا توجد مشكلة في الحصول على “عاهرة”، غرفة من اجل اللقاء وحبوب الفياغرا.
في هذه المرحلة طرح دان شرط على شريكه في المحادثة: “لا تحضر فتاة يهودية”. الآخر قال: “لا يوجد اليوم فتيات يهوديات في اسرائيل، كل الفتيات روسيات وغير يهوديات”. دان “صحيح، هل أنت متأكد؟”.
بعد ترتيب الامر عرض دان أن يقوم طبيب بفحص البائع الفلسطيني قبل تناول حبوب الفياغرا. في هذه المرحلة ثار محدثه “المشكلة أنك تتحدث عن كل الامور لكنك لا تنهي شيء، أنت تقول نحضر هذا ونحضر هذا وكل هذا يحتاج الى المال”. دان اجاب “أنت على حق، هذا يؤلمني ويضايقني”.
في محادثة اخرى يعرض دان وسيلة اخرى لتليين البائع: “اذا كان يحب كثيرا الجنس فعندها تتعامل معه عبر هذا المجال”.
تعهد للوسيط الوهمي
دان لا يتحدث فقط عن الخدمات الجنسية بصراحة، في محادثاته حول تسويغ الصفقات. في التسجيلات يذكر ايضا عدد من الطرق الاخرى التي تميز عطيرت كوهنيم وجمعيات اخرى تعمل على تهويد شرقي القدس. مثلا، تعهد دان للبائع بأن يتم الشراء بواسطة وسيط وهمي. أنا أرتب هذا بحيث يقف شخص قوي له سمعة جيدة في الواجهة، من اجل أن لا يقوم أحد بافتعال أي مشكلة. وسمع وهو يقول “سنقوم بفعل ذلك قريبا، باذن الله”. عندما يطلب البائع نقل المال عن طريق شركة مسجلة في الخارج، فان رجال عطيرت كوهنيم الذين يملكون اكثر من عشر شركات وهمية مسجلة ضريبيا في الخارج، يتعهدون له بأنهم سيستخدمون شركة في جزر العذراء البريطانية.
اثناء المحادثة يظهر دان اهتمامه بمشكلات اخرى ربما تقلق البائع مثل مسائل غير محلولة مع ضريبة الدخل والبلدية، ويسأل ايضا بخصوص ابناء العائلة الآخرين وحقوقهم في العقار ويهتم بالوضع الصحي لهؤلاء الاشخاص.
مسألة ابناء عائلة صاحب العقار ظهرت في محادثة اخرى أجراها رجال عطيرت كوهنيم من اجل صفقة اخرى. هناك تم بحث طرق مختلفة لاقناع ابناء عائلة توفي والدهم، وذلك للاتفاق بشأن عقار كبير موجود بحوزتهم في شرقي القدس. ولكن الشخص المقرب من دان يسلط الضوء على مرحلة اخرى في هذه الطريقة: مرحلة تخفيض السعر. حسب اقواله، احيانا بعد أن يتم الاتفاق النهائي على كل شيء والتوقيع عليه، يأتي تهديد موجه للبائعين: اذا لم تتنازلوا عن العقار بسعر أقل بكثير مما تم الاتفاق عليه فسنقوم بنشر موضوع الاتفاق. عمليا، هذه طريقة ثابتة، التوقيع على الاتفاقات مع وجود نية مسبقة بعدم تنفيذها، على الاقل بخصوص السعر المذكور. “ما الذي يمكن للعربي أن يفعله؟” سأل، “أن يذهب ويطالب بالمال؟ أن يذهب الى المحكمة؟ هم يستغلون ضعفه. عندما سألت ماتي لماذا تخدعون الناس؟ اجاب نحن لم نخدع، ببساطة لن ندفع. هذه هي الطريقة التي يرى فيها الامور، هذا ليس احتيال حسب رأيه، لا يستطيع أحد أن يقدم دعوى ضدهم”.
المخمن أ. والمخمن ب.
أحد الاكتشافات في التسجيلات يتعلق بمعركة قضائية تجري الآن في المحكمة العليا بين عطيرت كوهنيم والبطريركية اليونانية حول مصير ثلاثة مباني في البلدة القديمة بيعت للجمعية من قبل البطريرك السابق. الكنيسة تريد الغاء الصفقة بادعاء أنها غير معقولة ويقف من ورائها الرشوة داخل المؤسسة في زمن البطريرك السابق اريانوس (الذي تمت تنحيته في اعقاب الصفقة)، المحكمة المركزية رفضت الادعاء بأن الثمن الذي دفع كان غير معقول، وفي هذه الايام تبحث المحكمة العليا في استئناف الكنيسة. التسجيلات تبين أن ماتي دان عرف أنه على الاقل بالنسبة لأحد المباني، فندق البتراء قرب بوابة يافا، الثمن المدفوع – نصف مليون دولار – كان منخفض بصورة كبيرة عن الثمن الحقيقي للعقار. قبل بضع سنوات من توقيع الاتفاق في 2004 ثارت في محادثة بين الجمعية والكنيسة امكانية شراء “خلو” المبنى (الذي على الاغلب يكون أقل من نصف شراء الملكية أو التأجير على مدى بعيد). أحد المتحدثين في التسجيلات يقول إن “الخلو” يساوي 4 ملايين دولار، ودان يصححه ويقول إنه يساوي 1.3 مليون فقط. ولكنه يوضح أن هذا سعر حدد من قبل مخمن. الطرف الآخر يقول إنه حسب ما فهمه من المخمن “لو كان العقار مسجل في الطابو لكان يساوي 10 ملايين دولار”. “لو كان مسجل في الطابو” يصححه دان، “لكان يساوي 100 مليون”.
اذا كان دان يبالغ فلا شك الآن بأنه يعرف القيمة الكبيرة للمبنى المكون من اربعة طوابق. واضافة الى ذلك النصف مليون دولار التي دفعت تضمنت ايضا مبنى آخر محاذي له باسم “البتراء الصغيرة”، رغم هذا الاسم إلا أنه مبنى كبير جدا، وحسب اقوال شخص له علاقة بالموضوع “هو وحده يساوي على الاقل 2 مليون دولار. وهذا يتضمن فضاءات تحت ارضية واسعة موجودة في مكان مطلوب جدا، ليس هناك سائح يصل الى القدس لا يمر من هناك”.
حسب ما هو معروف فان التخمينات التي يتحدث عنها دان حول قيمة فندق البتراء لم يتم طرحها في المحكمة، وبدل ذلك قدمت عطيرت كوهنيم تخمينات اخرى قدرت أن قيمة ملكية الفندق تساوي 1.2 مليون شيكل فقط. استنادا اليها قرر قاضية المحكمة المركزية غيلا كلفيه شتاينيتس بأن الثمن الذي دفع في نهاية الامر هو مبلغ معقول.
ولكن التسجيلات بين دان وشركائه تظهر شيئا آخر: كان من الواضح لهم أن حقوق المستأجر المحمية للفلسطينيين في المكان اقتربت من الانتهاء بموت شيوخ العائلة التي تشغل الفندق. من هنا فان قيمة المبنى يجب أن تكون مشابهة للمبنى الذي بيع دون سكان.
أن تفسير الثمن المفاجيء الذي بيع فيه المبنى في النهاية يمكن ايجاده في اللقاءات التي جرت مع البطريركية اليونانية، حسب ادعاء المقرب (الذي لديه توثيقات كبيرة من تلك الفترة) ربما يكمن التفسير فيما يسمى في التسجيلات حي. ومن المحادثات يتبين أنه يمكنه التأثير على سياسة الكنيسة فيما يتعلق بالعقارات التي كانت عطيرت كوهنيم معنية بها.
مثال على ذلك قدم في التسجيل الذي يتذمر فيه دان بخصوص صعوبة في تجنيد متبرعين لأحد المباني الذي يريدون شراءه، في هذه المرحلة بـ “خلو”، من الفلسطينيين الذين يعيشون فيه (في الوقت الذي تبقى فيه الملكية للكنيسة). “أنت تعرف أن هذا مغامرة” قال دان، “اليوم قليل جدا من الناس في العالم يعرفون ماذا يعني أن تشتري بـ “خلو”، هذا يظهر لهم مثل أخذ النقود ورميها على الارض”. محدثه يسأل: ولكن اذا كانت لك صلاحية من حي؟ والقصد هو اذا كانت الصفقة مصادق عليها من الكنيسة فان لهذا معنى كبير من ناحية قدرة الجمعية على الاحتفاظ بأيديها بالمبنى لسنوات طويلة. “حي، ليس أمر يمكن الكشف عنه”، قال دان.
ماتي دان والمحامي غيفع لم يردا على المقال.
يديعوت / كل واحد يريد أن يكون
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 5/1/2018
“أفنيو” هي قاعة الاعراس اللامعة في ايربورت ستي، جيب تجاري شرقي مطار بن غوريون. ايربورت ستي هي الجواب الاخير على سؤال ما هو الاكثر اسرائيلية؟ مشروع بناه على أرض زراعية رأسمالي واصل سياسيا، على حساب مستقبل اللد الفقيرة. الاسماء بالانجليزية، الاعمدة اليونانية، كأنها يونانية، والقبة تذكر بالكنيس. الافنيو ليست أفنيو والستي ليست ستي. يوم الاحد مساء كان عرس في القاعة الرئيسة في أفنيو. وفي القاعة الجانبية اجتمع مركز الليكود.
لقد كان الادعاء احتفاليا. “مساء تاريخي”، قال من على المنصة رئيس الكنيست يولي أدلشتاين. تاريخي، له هذا المساء، ليس أمس، ليس غدا، ليس بعد غد، المساء فقط، يقرر الحزب الحاكم في اسرائيل ضم المناطق. 50 سنة احتلال انتهت. اسرائيل تقف أمام العالم في حدودها الجديدة. وقد جاء في الدعوة: “هم يكتبون عن السيجار، نحن نكتب التاريخ”. ليس بالضبط. مركز الليكود لم يقرر ضم المناطق، بل فقط ضم اقلية صغيرة من بين اولئك الذين يسكنون هناك. والقرار ليس قرارا: فهو تصريح غير ملزم. عضو المركز بنيامين نتنياهو اختار الا يكون هناك. يحتمل أن يكون فضل، مثل بعض اليساريين، ان يقضي مساء السنة الجديدة على السيجار وليس على التاريخ، ويحتمل أن يكون اراد الاحتفاظ بخدعة التأييد لحل الدولتين. يكثر الزعماء الاجانب من طرح السؤال عليه حول ذلك في زياراته المتواترة الى الخارج. السؤال للبروتوكول، والجواب ايضا للبروتوكول. هذا ليس أنا، يقول لهم. أنا في بار ايلان. والدليل: لم أكن هناك، في اجتماع المركز في ايربورت ستي.
الضجيج في القاعة شديد. قلة يجلسون ويستمعون للخطابات. اما الغالبية فيحتشدون في المدخل، يشربون، يأكلون، يتبادلون الحديث، يعقدون الصفقات. والموضوع الذي يتصدر الحديث هو حرب الخلافة. من يحل محل نتنياهو، اذا ما وعندما.
هل سيكون هذا اسرائيل كاتس؟ لقد قام الناس بكل انواع الامور المتطرفة كي ينتخبوا لرئاسة الوزراء، داهنوا، كذبوا، افتروا على المنافسين، ولكن كاتس وحده هو من أنزل عشرات الكيلوغرامات من وزنه. الطموح سيقتله. أم جدعون ساعر، الذي مثل محامي مخضرم يقول دوما ما يتوقع الرفاق سماعه، ولكن من الصعب ان يقنع بانه يؤمن بما يقوله هو نفسه؛ ام جلعاد اردان، الامير تشارلز، الذي يشيخ انتظارا للتاج الذي لا يأتي؛ أم يولي ادلشتاين، الذي حتى الاسابيع الاخيرة تنافس على الرئاسة ولكنه الان يتنافس بالتوازي على الرئاسة وعلى رئاسة الوزراء ايضا. المرشح للرئاسة ادلشتاين كان يحافظ على الاحترام. الانتخابات للرئاسة سرية. ولا يمكن الاعتماد على اصوات اعضاء الائتلاف. هناك حاجة لتنمية علاقات مع النواب من اليسار، مع العرب، ولكن من اجل ان ينتخب لرئاسة الوزراء، فانه يحتاج أولا ان ينتخب في الليكود، وقواعد اللعب هناك مختلفة.
يقولون في الرواق ان لادلشتاين امكانية كامنة. فهو روسي سابق، مستوطن سابق، يعتمر كيباه. هذه القطاعات الثلاثة يرون فيه واحدا منهم. يمكنه أن يجلب المال من البيت. صهره، ليونيد نبزالين، ثري جدا. كاتس وساعر سيسفكان دم الواحد الاخر، فيما أن ادلشتاين سيأخذ الصندوق بصفته حلا وسطا مؤقتا. حلا غامقا، غير مهدد، مثلما كان اسحق شمير بعد استقالة بيغن. شمير كان ابن 68 حين حل محل بيغن. هذا سن جيد لتعيين مؤقت: فهو يسمح للمتنافسين بان يوهموا أنفسهم بان المعركة لم تحسم بعد. أدلشتاين ابن 59، اصغر من كاتس بثلاث سنوات. فرصه كانت اكبر لو كان اكبر سنا لعشر سنوات.
ثمة شيء ما غريب في ما يجري من نبش وحفر في الليكود حول خلافة نتنياهو. ونتنياهو لا يذهب بعد الى اي مكان. وهو ليس ببولينا التي تنازع الحياة من “زوربا اليوناني” التي تقاتل جيرانها على أملاكها وهي لا تزال في سرير الموت. ومع ذلك، فان النبش والحفر يفيدنا بشيء ما. كل السياسيين يعملون الان تحت الافتراض بان التغيير على الابواب؛ كل واحد يبحث عن انجاز، نصر، حتى لو كان نصرا وهميا، شيئا ما يمكنه أن يحشد حملة حية. كل شيء يجب أن يكون فوريا – عريس يؤخذ من لوجه؛ أرمل يستدعى من جنازته.
احيانا يكون سباق ما نحو الانجاز يصطدم بسباق آخر، مثل السباق لاغلاق الدكاكين الذي يقوم به درعي والسباق نحو عقوبة الاعدام الذي يخوضه ليبرمان. احيانا يكون السباق يتواصل من واحد الى آخر، مثلما في سباق التناوب. زئيف الكين يسلم لاييلت شكيد التي تسلم لنفتالي بينيت الذي يسلم ليريف لفين ومنه الى دافيد امسلم والى آريه درعي ثم الى يعقوب ليتسمان. دور رئيس الوزراء في مثل هذا الوضع هو أن يهديء الجلبة وان يخضع كل اصحاب الحملات من سياسة واحدة متماسكة، لجدول اعمال. حاليا هذا لا يحصل. يحصل العكس: نتنياهو الذي يرى بانهم جميعهم يركضون، يركض وراءهم. هذا ركض هائم.
سألت هذا الاسبوع الوزير الكين كيف يفسر هذا الميل. فقال، “بسيط جدا. توجد حكومة يمينة تعمل من أجل ما يريد جمهور ناخبيها. في نظري هي ليست يمينية بما يكفي”.
سألت لماذا.
قال: “لان كحلون يمنع التعديلات في جهاز القضاء”.
هذا سبيل واحد لوصف ما يحصل هنا في الاسابيع الاخيرة.
نواقص فقط
الصراع على عقوبة الاعدام هو مثال جيد في موضوعنا. فالقانون القائم يسمح بالحكم على المخربين القتلة بالموت واعدامهم. لماذا لم يفعلوا هذا حتى اليوم؟ لان اصحاب القرار، من اليمين واليسار والوسط، رؤساء الوزراء، وزراء الدفاع، كبار رجالات الجيش والمخابرات، لم يكونوا اغبياء. كانوا يعرفون بانه في تطبيق هذا القانون لا توجد سوى نواقص ولا يوجد اي زائد واحد. وهؤلاء ليسوا ذوي نزعة مسالمة. بأوامرهم أعدمت اسرائيل مئات المخربين الفلسطينيين في احباطات مركزة وغير مركزة. وأدت الى موت الاف الفلسطينيين في الحروب وبين الحروب. في غزة، في لبنان، في الضفة وفي الاردن. اما عقوبة الموت فهي قصة اخرى تماما.
يوفال شتاينتس يعتبر جنديا مواليا في جيش نتنياهو. في الاسبوع الماضي علم ان مشروع قانون ليبرمان في شأن عقوبة الموت انتقل الى الكنيست في مسار سريع، دون أن يجرى نقاش في الكابنت وفي الحكومة. فكتب رسالة الى نتنياهو طلب فيها نقاشا في الكابنت. عندما لم يرد نتنياهو، طرح الموضوع في الحكومة، من خارج جدول الاعمال. وزراء، بمن في ذلك وزراء يمينيون واضحون، امتدحوه على اقواله في الاحاديث الشخصية. اي منهم لم يتجرأ على فتح فمه في الحكومة. اما بالنسبة لليبرمان، فقد رد الطلب ردا باتا قائلا: “هذا تعهد قطعته على نفسي في الاتفاقات الائتلافية”.
عقوبة الموت هي نداء القتال الذي تطلقه اسرائيل بيتنا في الانتخابات. بدون عقوبة الموت ليس لليبرمان انجاز يمكنه أن يعرضه على الناخبين. وقد تبقى مع قضية باينا، على حدود نسبة الحسم. بالنسبة له هذا موضوع حياة وموت.
أبلغ شتاينتس نتنياهو بانه اذا لم يكن نقاش، فانه لن يصوت. فانتهاج عقوبة الموت ستمس باسرائيل فقط، قال. هي لن تردع المخربين الذين يذهبون الى موتهم؛ وهي ستؤدي الى اختطافات مساومة لجنود ومدنيين؛ وستمس باسرائيل من حيث صورتها. في الشرق الاوسط، الدولة الوحيدة التي لا تحكم على الناس بالموت هي اسرائيل. في كل اوروبا، بما في ذلك روسيا، الدولة الوحيد التي تحدم بالاعدام هي بيلاروس (روسيا البيضاء). ذكر تركيا، التي انتهجت عقوبة الموت. وحتى قبل أن تعدم شخصا واحدا، تعرضت لانتقاد دولي شديد.
نتنياهو تعهد بان يعلن علنا بان القانون يعود الى النقاش في الكابنت. شتاينتس تعهد بان يصوت ضد. وعندها القى نتنياهو خطابا في الكنيست ما كان ليخجل آخر مؤيدي كهانا.
للعرب فقط
قانون الكين هو مثال جيد آخر. مجموعة من اليمينيين في القدس اقلقها الارتفاع في عدد الفلسطينيين الذين يسكنون في المناطق التي خلف سور الفصل. عددهم يقدر بـ 140 الف، نصفهم سكان القدس، نصفهم سكان المناطق. النصف الاول تزوج مع النصف الثاني، كما ادعوا. ومنذ اليوم فان اكثر من 40 في المئة من السكان في المدينة عرب. بعد قليل سنفقد الاغلبية اليهودية في المدينة.
الحل الواجب كان لتقليص الارض التي ضمت الى القدس بالخطأ في 1967. مثل هذا الحل لم يطرأ على بالهم. ما اقترحون كان أن يقيموا للعرب سلطات بلدية منفصلة، للعرب فقط، سلطات سكانها لا يتمتعون بحقوق مقيمي القدس. الكين تبنى الامر وعمل عليه. حملته اصطدمت بحملة اخرى، لبينيت، الذي طالب باغلبية خاصة في الكنيست لكل قرار لتغيير مكانة المدينة. وفي النهاية توصلوا الى حل وسط يتيح لكل واحد منهم الادعاء بالانجاز. ما ينبغي أن يثير اهتمامنا هو الميل العام. في الحكومة الحالية يحاولون تربيع الدائرة، شطب المشكلة الديمغرافية دون التنازل عن اي شبر. لا دولتين، ولا دولة واحدة الكل فيها مواطنون ايضا. العرب يعيشون تحت سيادة اسرائيل بلا حقوق. حقوقهم ينبغي لهم أن يبحثوا عنها في اماكن اخرى. كانت دولة واحدة جربت مثل هذه الخطوة: جنوب افريقيا. كانوا يسمونها أبرتهايد. كيف انتهى هذا، الكل يعرف.
معاريف / كلام فاضي
معاريف – بقلم البروفيسور آريه الداد – 5/1/2018
في الصراع على احلال السيادة الاسرائيلية الكاملة على مناطق بلاد اسرائيل التي حررت في حرب الايام الستة طرأت هذا الاسبوع أربعة تطورات تستوجب المتابعة.
يوم الاحد انعقد مركز الليكود للبحث في السيادة. وفي الغداة صخب العنوان الرئيس في “اسرائيل اليوم”: “مركز الليكود يقر بالاجماع مشروع القرار لضم اجزاء من يهودا والسامرة”. في موقع “واللا!” قرأت: “مركز الليكود صوت مع ضم يهودا والسامرة”. أما موقع القناة 7 فانجرف في الموجات: “تصويت تاريخي – الليكود مع السيادة! كل البلاد لنا”. موقع “دافار ريشون” (المتبقي الاخير من صحيفة مباي “دافار”) صاغ عنوانه: “مركز الليكود يدعو الى احلال السيادة على مناطق يهودا والسامرة”، و”هآرتس” كتبت: “مركز الليكود يصوت بالاجماع مع ضم كل الضفة”. القلب كاد يتفطر سعادة.
تماما “هذا هو اليوم الذي أملت به. فرحت وابتهجت له”. إذن اين المشكلة؟
كما هو معروف، الشيطان يسكن في الاحرف الصغيرة. على ماذا صوتوا في مركز الليكود “بالاجماع”؟ “في ختام يوبيل على تحرير اقاليم يهودا والسامرة ومن ضمنها – القدس، عاصمتنا الخالدة”، كتب في مشروع القرار، “يدعو مركز الليكود منتخبي الليكود للعمل من أجل السماح لبناء حر ولاحلال قوانين اسرائيل وسيادتها على كل مجالات الاستيطان المحررة في يهودا والسامرة”. نبدأ من الامر الاساس: الاعلان لا يلزم احدا. هذا نداء تشجيع لنواب الليكود، ولا سيما لرئيس الوزراء. للطلب منه ان يجتهد ليرفع التجميد الفظيع الذي فرض على البناء. ان ينفذ كل الوعود التي نكثها في السنوات الاخيرة، للبناء في القدس، للبناء في بيت ايل، للبناء في معاليه ادوميم. الا يهدم في غوش عصيون. وان يحل السيادة. ليس على كل يهودا والسامرة. لا سمح الله، فهي ليست “قوة لاسرائيل”. ولا حتى كل مناطق ج، لا سمح الله، فهم ليسوا متطرفين. فقط “مناطق الاستيطان اليهودي”، تقريبا 5 في المئة من مساحة يهودا والسامرة، كما طلبوا. اي، مثلما قال وزير التعليم نفتالي بينيت في مقابلة مع بن كسبيت والموقع أدناه في راديو 103: “لقد ساروا على الخط مع الخطة التي اقترحتها قبل ست سنوات”. وحتى هو “اقترح” فقط ولم يفعل اي شيء عملي في هذا الشأن.
تصريح رئيس دولة هو فعل سياسي. اما تصريح حزبه فلا يلزمه او يلزم الدولة في شيء. لعل له اهمية عامة، ولكن سبق أن رأينا بان حتى “دستور” الليكود، الذي يقول انه لن يقوم اي كيان سياسي غير اسرائيل غربي نهر الاردن – لم يتردد نتنياهو في أن يخرقه في خطاب بار ايلان. يبدو ان اعضاء مركز الليكود نسوا بانهم يحكمون الدولة منذ سنوات عديدة ولم يفعلوا شيء بعد لاحلال السيادة. في 1967 أحلت حكومة ليفي اشكول (مباي) السيادة في شرقي القدس. وأحل بيغن القانون على هضبة الجولان في 1981 ولكنه امتنع عن ضم المنطقة. ومنذئذ ينشغلون في الليكود بنداءات التشجيع لانفسهم لعمل شيء ما.
ولماذا العناوين الرئيسة الفضائحية عن “ضم كل يهودا والسامرة” و “قرار تاريخي”؟ كلما كانت الكلمات منتفخة اكثر وفارغة اكثر – فهذا دليل ومؤشر واضح على أنه يختبىء وراءها لا شيء هائل. اليسار يناكف (حين يعرف بانه لا يوجد شيء يناكف عليه)، واليمين يتبجح (حين يعرف بانه لا يتبجح على شيء). عندما يكون الليكود لا يزال يحاول بعد 40 سنة من ثورة الليكود ان يتخذ صورة كمن يعتزم صباح غد احلال السيادة – فان هذا تصريح باعث على الهزء. عليل.
وفي احدى الساعات الاخيرة من ليالي التشريع هذا الاسبوع اتخذت الكنيست تعديلا للقانون الاساس: القدس. مرة اخرى: “قرار تاريخي! من الان جبل الزيتون، البلدة القديمة، جبل البيت ومدينة داود – لنا الى الابد. لن تكون بعد اليوم مناورات سياسية تسمح بتمزيف عاصمتنا”، تبجح الوزير بينيت.
وبالفعل، ينص القانون باحرف منيرة للعيون، بان من الان فصاعدا سيكون مطلوبا اغلبية خاصة من 80 نائبا على تسليم اجزاء من القدس في “تسوية سياسية”. رائع. بالفعل القدس آمنة. الى أبد الآبدين. ومرة اخرى، فعل الشيطان، الاحرف الصغيرة: من أجل الغاء “مادة أبد الآبدين” هذه يكفي 61 نائبا.
إذن ما الذي اجدى الاذكياء في تعديلهم؟ فقد كان بوسعهم ايضا ان يكتبوا انه من أجل نزع اجزاء من القدس هناك حاجة لـ 120 نائبا. اذا كانت تكفي اغلبية مطلقة لالغاء المادة – فهذا تصريح آخر فارغ من المضمون، لا يستهدف الا الى تعظيم وتفخيم مقترحيه وكأنهم حماة المدينة التي ربطت اجزاؤها معا الى أبد الآبدين. فلو على الاقل ارفق بالتصريح زخم بناء بحجم كبير في الاحياء اليهودية – لكان ممكنا أن نفرح. ولكن الكلمات الفارغة بلا افعال، في “الحكومة الاكثر يمينية” في تاريخ الدولة، لا يمكنها الا ان تحدث موجة اشتياق لتيدي كوليك اليساري (في ختام 11 سنة على وفاته)، الذي بنى عشرات الاف وحدات السكن، ولحكومات مباي التي اطلقت تصريحات سيئة ولكنها فعلت أفعالا تاريخية في القدس.
كالسراقين في الليل
القرار الثالث، الذي حظي بكشف قليل للغاية، كان تعليمات المستشار القانوني للحكومة مندلبليت لكل معاونيه، بموجب طلب من وزيرة العدل آييلت شكيد، بانه في كل مشروع قانون حكومي يجب التطرق لمناطق يهودا والسامرة وللمواطنين الاسرائيليين الذين يسكنون فيها، والقول اذا كان ممكنا احلاله عليهم ايضا. واذا كان مقترح الا يحل عليهم – فينبغي التعليل لماذا لا.
لعل هذا هو القرار الاهم من بين القرارات الثلاثة. هو الاخر في هذه المرحلة – كلمات فقط. ويمكن لمسؤولي وزارة العدل ان يجدوا السبل لاذابتها وتجاوزها. ولكنها كفيلة بان تغير الوضع الذي لا يطاق والذي توجد بموجبه منظومتا تشريع في يهودا والسامرة بالتوازي، من جهة – قوانين دولة اسرائيل التي تنطبق في جزء منها على مواطني اسرائيل الذين يعيشون في المنطقة، ومن جهة اخرى – تدخل متعذر لقوانين عثمانية، انتدابية واردنية تسمى “القانون المحلي”. مندلبليت وشكيد، اللذان يفهمان بالطبع بان تصريحات مركز الليكود عليلة وعديمة كل معنى عملي، يحاولان “فرض النظام” على الاقل في مجال التشريع بالنسبة للقوانين الجديدة.
ولكن من أجل تضخيم طوفان “أبد الآبدين” و “القرارات التاريخية” جاء، بهدوء تام، كالسراق في الليل، قرار الحكومة المصادقة على التوقيع على “خطة التعاون عبر الحدود في حوض البحر المتوسط” للاتحاد الاوروبي، وفيه مادة صريحة لا تسمح بتطبيقها خارج خطوط 1967. ويتضمن الاتفاق تقديم منح مالية في مجالات التنمية لدول ليست اعضاء في الاتحاد، وكذا للسلطة الفلسطينية التي ليست دولة. ولكن دولة اسرائيل وافقت على التوقيع على هذه الوثيقة المعيبة ربما كي تحظى ببضعة ملايين من اليوروهات. وهكذا تكون اسرائيل وافقت مثلا على ان يكون مسموحا للاتحاد الاوروبي ان يمول مشاريع للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية كي تكافح السيادة الاسرائيلية، ولكن اسرائيل لا يمكنها أن تتلقى مثل هذا التمويل.
هذا الاتفاق المعيب صادق عليه وزراء الليكود “الى أبد الآبدين” ووزراء البيت اليهودي “الى عوالم الابد”. سمو السيادة في حناجرهم وقلم التوقيع على التنازل عنها في ايديهم. الوزيرة ريغف وان كانت صرحت عاليا عاليا بان على اسرائيل “ان ترفض رفضا باتا اتفاقات تطالبها بمقاطعة اقاليم الوطن”، بل ورفعت تحفظا الى سكرتاريا الحكومة، الا انها هي ايضا عرفت ايضا جيدا بانها لا تفعل سوى التقدم بعرض عابث، يتخذ صورة الكفاح. فلو ارادت منع مصادقة الحكومة على الاتفاق الذي صادق عليه نتنياهو، لكان عليها أن تتقدم بطلب للبحث في الامر في الحكومة. وليس التحفظ. وكونها المتحفظة الوحيدة – فقد اقر التوقيع.
إذن ما الذي حصلنا عليه هذا الاسبوع من حكومة اليمين؟ أساسا الكثير من الكلام الفاضي الصاخب، والاستسلام الهاديء.
هآرتس / بعد ثمانين سنة من الاحتضار، تصريح ترامب حول القدس – هو المسمار الاخير في نعش حل الدولتين
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 5/1/2018
إن فكرة تقسيم ارض اسرائيل بين اليهود والعرب تم اقتراحها للمرة الاولى بشكل رسمي في تموز 1937، في التقرير الذي نشرته لجنة بيل والتي عينت للتحقيق في اسباب اندلاع الثورة العربية الكبرى. استنتاج اعضاء اللجنة بعد سماع كل الشهود هو أن السبب الرئيسي للانتفاضة العربية ضد الانتداب هو المعارضة الكاملة لاقامة وطن قومي لليهود، وخوفهم من أن يتحول اليهود الى ملوك البلاد وسادتها، والشعور بأن حكام لندن يؤيدون ذلك. التقرير الذي يتكون من 400 صفحة هو تقرير ممتع جدا اليوم، عندما يشعر العرب مرة اخرى بأنه تمت خيانتهم وأن حل الدولتين الذي ولد في ذلك التقرير يحتضر.
اعضاء اللجنة برئاسة الكونت وليام بيل لم يخفوا تأييدهم للمشروع الصهيوني. التقرير يفصل العلاقة التاريخية القديمة والشجاعة للشعب اليهودي ببلاده، ويظهر التأثر من مستوى المهاجرين اليهود ومن التغيرات البالغة التي اجروها في فلسطين، ويظهر التعاطف مع فكرة اسرائيل كملجأ لليهود المضطهدين في اوروبا. اعضاء اللجنة يشيرون ايضا الى عمق اخلاص العرب لارضهم والحرم الشريف المقدس بالنسبة لهم في القدس، والذي عمره مئات السنين. ولكن النغمة مترفعة وباردة، تتناسب مع النظرة لمن تجرأ على الانتفاضة ضد الامبراطورية خلافا لاقوال الثناء الدافئة الموجهة للصهاينة الاوروبيين المثقفين والمهذبين.
ايضا مثل ورثتهم الاسرائيليين بعد الاحتلال في العام 1967، البريطانيون ايضا اعتقدوا في البداية أن تحسنا حقيقيا في مستوى حياة السكان العرب الفلسطينيين، نتيجة لنشاطات الانتداب ونتيجة النمو الذي احدثته الحاضرة اليهودية، سيدفعهم الى التعاون. الحلم الساذج لمن تولوا الانتداب كان أن تأسيس حكومات مستقلة مع حكم ذاتي ستفضي الى اليوم الذي تستطيع فيه المجموعتين السكانيتين الاندماج في دولة فلسطينية واحدة وموحدة. 15 سنة من المحاولة المحبطة لتطبيق هذا الحلم والجسر بين الطرفين كانت كافية للبريطانيين من اجل الاستنتاج بأن الامر يتعلق بمهمة غير ممكنة. “مواجهة شديدة اندلعت بين المجموعتين القوميتين داخل حدود ضيقة لدولة واحدة صغيرة”، كتب معدو التقرير، “لا يوجد بينهما قاسم مشترك، تطلعاتهما القومية متناقضة. لا يسمح أي هدف من اهدافها القومية بأن يتم ضمهما معا لخدمة دولة واحدة”.
قمع أو تقسيم
إن نشر توصية حكومة جلالة الملك بدعم تقسيم البلاد اثارت عاصفة في العالم الصهيوني. الصهاينة الامريكيون بكل اشكالهم الليبرالية عارضوا بشدة تقليص مساحة دولة اسرائيل العتيدة. التنقيحيون برئاسة زئيف جابوتنسكي طالبوا بحل الاوتونوميا الحجازية في شرقي الاردن واعادتها الى حدود الوطن القومي اليهودي. “هشومير هتسعير” تألم على خسارة حلم الدولة المتساوية ثنائية القومية. بن غوريون تردد في البداية لكنه انضم في نهاية المطاف الى الدعم المتحفظ الذي اظهره حاييم وايزمن، الذي تم تأييده من قبل الصهاينة في شرق اوروبا، الذين شعروا باضطهاد النازية واللاسامية على رقابهم. بن غوريون طالب بتثبيت مبدأ الاستقلال اليهودي الذي تبنته اللجنة، وفي نفس الوقت تجاهل الحدود الضيقة التي رسمتها. هو واصدقاءه أرادوا الحفاظ على الجزء في توصيات لجنة بيل الذي يلزم بتبادل السكان، ترانسفير باللغة الاجنبية، حتى بالقوة.
رؤساء الصهيونية مثل البريطانيين استخفوا بقوة القومية العربية. الفلاحون لم يثيرون المشاكل، قال ممثلو الوكالة اليهودية أمام اللجنة، لو لم يتم تحريضهم من قبل القيادة الفلسطينية المتطرفة برئاسة المفتي أمين الحسيني، ولو لم يتم تحريضهم من قبل جهات قومية في الخارج. هذه الادعاءات تم رفضها. القومية العربية لعرب فلسطين، قالت اللجنة، سواء كانت مستقلة أو أنها ترى نفسها مرتبطة بالثوار في دمشق وبغداد والقاهرة، هي متجذرة وعميقة وغير متسامحة. العرب الذين كانت نسبتهم بين السكان في حينه ضعف أو ثلاثة اضعاف السكان اليهود، لن يوافقوا في أي يوم على العيش في دولة يوجد فيها لليهود احتمال بأن يصبحوا اغلبية. والحديث الصهيوني عن عرب معتدلين ظاهريا هو من احلام اليقظة. الطريقة الوحيدة لمنع سفك الدماء المستمر هي القمع أو التقسيم.
ولكن القمع يثير الكراهية والمواجهات ويجر الى قمع آخر، قال معدو التقرير، وهو لا يساعد في حل المشكلة، بل يزيدها شدة. “ليس من السهل السير في الطريق المظلم للقمع عندما لا تتم رؤية الضوء في نهايته”، جاء في التقرير. التداعيات الاخلاقية للقمع واضحة ومعروفة، قرر البريطانيون، ايضا حتى لو تحولت التداعيات الاخلاقية في اسرائيل اليمينية في 2018 الى تداعيات مموهة ومشوهة. كما أن العلاقة السلبية للرأي العام العالمي مع الدولة التي تدير الاحتلال كانت معروفة بالنسبة لحكومة بريطانيا، مثلما هي معروفة بالنسبة لرؤساء الحكومة الذين تولوا مهماتهم في دولة اسرائيل منذ العام 1967 الى حين اقتنع بنيامين نتنياهو وأقنع غيره بأن المشكلة ليست الاحتلال، بل هي من ينتقدونه.
تقرير لجنة بيل كان عمليا أغنية البجع الاخيرة للانتداب الذي رأى أن مهمته الاساسية هي بناء الوطن القومي لليهود. بعد شهرين من نشر التقرير قامت خلية كانت تنتمي لـ “اليد السوداء” التي أسسها عز الدين القسام، بقتل الحاكم الاسترالي المؤيد لليهود في منطقة الجليل، لويس اندروس، في الوقت الذي خرج فيه من الصلاة في الكنيسة الانجليكانية في الناصرة. البريطانيون ردوا بشدة غير مسبوقة، وزاد العرب هجماتهم على اليهود. وردا على ذلك أوقفت “الايتسل” مشاركتها في “ضبط النفس” وبدأت حملة عمليات ارهابية جماهيرية أدت الى خسائر كبيرة. بعد ذلك في اعقاب نشر الكتاب الابيض الذي منع مواصلة الهجرة، بدأت الايتسل تعمل ايضا ضد البريطانيين.
الارهاب اليهودي قلل من النية الطيبة للانتداب تجاه الحاضرة اليهودية، في حين أن الحرب العالمية الثانية المقتربة غيرت بشكل تلقائي سلم الاولويات البريطاني، الهدف الاهم كان تجنيد العرب في صالح الحرب ضد النازيين، وكل حديث عن بناء الوطن القومي وضع على الهامش. عند انتهاء الحرب وازاء الهجمات المتزايدة لمنظمات سرية والمواجهة المتصاعدة بين اليهود والعرب، لم يبق للبريطانيين قوة للحفاظ على الانتداب الذي فرض عليهم من قبل عصبة الامم في العام 1922. لقد فضلوا الانسحاب وهم لا يفكرون في شيء، وأن يسمحوا لليهود والعرب بقتل بعضهما البعض. بعد تبني الامم المتحدة لقرار التقسيم 181 في 29 تشرين الثاني، الذي نسخ تقريبا كل بنود استنتاجات لجنة بيل.
الاحتلال الاردني في 1948 وضع نهاية مؤقتة للحديث عن حل الدولتين، ولكن بعد 1967 حظي بالدعم اساسا من اليسار الاسرائيلي. في 1988 حدث انقلاب تاريخي عندما اعلن ياسر عرفات عن استعداد م.ت.ف للاعتراف بدولة اسرائيل. هذا الاعلان أفضى بعد خمس سنوات الى اتفاقات اوسلو والى وجود اتفاق مشترك اسرائيلي – فلسطيني الاول في نوعه، على الاقل ظاهريا، على التقسيم. ولكن الاتفاق المبدئي لم يؤد الى حل، وضمن امور اخرى، لأن الطرفين لم يسلما به حقا وبالتأكيد لم يوافقا على تقديم التنازلات التي كانت تستطيع أن تمكن من تحقيقه. مثلما توقعت لجنة بيل في 1937، في الصراعات القومية الشديدة مثل الصراع الذي يجري في ارض اسرائيل، فان مصير المعتدلين هو دفعهم جانبا من قبل المتطرفين الذين سيقررون في نهاية المطاف.
نافذة الفرص لحل الدولتين آخذة في الانغلاق. وكما كانت الحال في السابق الوضع هكذا الآن، الفلسطينيون لم ينجحوا في التخلي عن العنف وجسر الفجوات الداخلية أو تبني مقاربة بن غوريونية براغماتية تختار “عصفور في اليد” من اجل أن يكون ممكنا بعد ذلك التوجه الى العشرة التي على الشجرة. اسرائيل من ناحيتها قدمت اقتراحات واصدرت تصريحات، كانت ذروتها في خطاب نتنياهو في بار ايلان في 2009، في الوقت الذي تغرق فيه المناطق بمئات آلاف المستوطنين الذين يقلصون في كل يوم باسلوب دونم وراء دونم، احتمالات تطبيق التقسيم. انتخاب دونالد ترامب بعد براك اوباما مكن نتنياهو من أن يرفع نهائيا القناع ويقول إن الدولة الفلسطينية المستقلة لم تعد موجودة على جدول الاعمال. حزبه دعا في هذا الاسبوع بشكل صريح لضم المستوطنات وازالة حل الدولتين من جدول الاعمال.
عاصفة اخبارية فقط
ترامب انحرف عن السياسة الامريكية المتبعة منذ تبنى جورج بوش الابن مبدأ اقامة دولة فلسطينية في حزيران 2002. رغم ضغوط موظفيه وتوسلات حلفاءه، ترامب غير مستعد للالتزام بحل الدولتين. وهو يعتقد أن الفلسطينيين الذين تم اضعافهم سيوافقون على العودة الى طاولة المفاوضات وفحص الصفقة النهائية التي توجد في جعبته، كما يبدو. ايضا بعد اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل، فقد رفعها كما يبدو عن طاولة المفاوضات وهدد الفلسطينيين بتقليص المساعدات المقدمة لهم اذا لم يقوموا بضبط النفس. خلافا لاستنتاجات لجنة بيل والتجربة المتراكمة منذ نشرت استنتاجاتها، فان ترامب يعتقد أنه بقوة الذراع والتهديد بأنه سيضر بجيوبهم، يمكن جعل الفلسطينيين يتنازلون عن تطلعاتهم القومية التي تتضمن عنصرا اساسيا وهو أن تكون القدس عاصمة لهم.
إن تنكيل ترامب بالفلسطينيين اثار عاصفة اخبارية، لكن التنكيل في الذاكرة الفلسطينية ليس امرا شاذا. ليس صدفة أن نتنياهو وحسن نصر الله قد ردا بصورة متشابهة على اعتراف ترامب بالقدس، وقاما بمساواته بشكل مبالغ فيه بتصريح بلفور. اسرائيل احتفلت مؤخرا بالذكرى المئوية لتصريح بلفور، ونتنياهو ألقى باللائمة على كل عربي رفض احترامه، لكن رسالة وزير خارجية بريطانيا في حينه الى اللورد روتشيلد كانت وما زالت في نظر العرب طعنة في الظهر.
حسب رأيهم وعد بلفور خرق التعهدات التي اعطيت قبل سنتين من المندوب السامي في مصر، هنري مكماهن، للشريف حسين بن علي الذي اصبح فيما بعد ملكا على الحجاز، مقابل استعداد العرب لمساعدة بريطانيا والقيام بالتمرد ضد الحكم العثماني. مكماهن تعهد للحسين بأن تحظى كل المناطق التي سيتم تحريرها في الشرق الاوسط باستقلال عربي، باستثناء المناطق التي توجد غرب دمشق، والتي يطالب بها ايضا الفرنسيون. البريطانيون شرحوا لماذا تم اخراج ارض اسرائيل من المجموع، رغم أن هذا الامر لم تتم الاشارة اليه بصورة صريحة، لكن بعد تصريح بلفور تم اعتبارهم ايضا في نظر سياسيين في لندن بأنهم اعطوا للطرفين تعهدات متناقضة، منذ ذلك الحين وحتى اندلاع الثورة العربية الكبرى في 1936، فان العرب رأوا في بريطانيا مخادعة، متعاونة مع الصهاينة وتنفذ اوامر اليهود المتنفذين. ترامب في الحقيقة هو حالة متطرفة وظاهرة معروفة تماما.
الافتراض الاساسي لكل من شعر بالسرور من شطب خيار التقسيم هو أنه يمكن قمع الشعور القومي المستقل الفلسطيني، وحتى اخماده. وأن الفلسطينيين سيوافقون على العيش بسلام تحت الاحتلال الدائم كأقنان أو حسب رأي الداعين الى الضم الجماعي كمواطنين متساوي الحقوق في دولة ذات اكثرية يهودية، على الاقل في بداية طريقها. قبل ثمانين سنة توصلت لجنة بيل الى استنتاج أن الحالتين غير قابلتين للتحقق، وأنهما ستؤديان الى سفك الدماء. ولكن مياه كثيرة تدفقت منذ ذلك الحين في نهر الاردن. ومن يعرف اذا.
إن حل الدولتين في كل الحالات موجود في وضع حرج. وهو بالتأكيد سيفصل عن الاجهزة اذا فاز الليكود والمستوطنون في الانتخابات القادمة. ومعه سيموت ايضا الأمل بدولة يهودية وديمقراطية، وكل اسرائيلي يجب عليه أن يسأل نفسه، هل هو أو هي يريد العيش في دولة هي فقط يهودية وتقوم بقمع الفلسطينيين بالقوة، أو فقط ديمقراطية في طريقها نحو حرب الجميع ضد الجميع، مثلما توقعت لجنة بيل. عندما يكون هذان الاحتمالان هما الوحيدان، الكثيرون سيفضلون التنازل عنهما.
هآرتس / تعالي يا انتفاضة، تعالي يا انتفاضة
هآرتس – بقلم اسرائيل هرئيل – 5/1/2018
منذ اليوم الذي اعترف فيه دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل نزل حزن عميق على اسرائيليين كثيرين، البعض عبر عن الغضب بالصوت، آخرون، التهذيب السياسي فرض عليهم الانضباط، غطوا ذلك بواسطة التعبير عن خوفهم بالاحداث الدموية المتخيلة، وحتى على الآذان غير الحساسة بشكل خاص حسب دعوتهم. اضافة الى ذلك تم التعبير عن قلق حقيقي بأن الاعلان من شأنه تقويض العلاقات الاستراتيجية التي نشأت مع الدول السنية مثل السعودية، حيث أن القدس هي محط أنظار الأمة العربية كلها، وبالتأكيد محط انظار اسلامية متعصبة مثل السعودية، وهذه لن تسلم في أي يوم بسيادة يهودية على المدينة الأبدية للأمة العربية.
كم كانت كبيرة خيبة الأمل من أن الفلسطينيين لم يكونوا بحجم التوقعات ونفذوا فقط القليل جدا من العمليات الارهابية التي اعلنت عنها فتح وحماس وحزب الله. بشكل خاص خاب أمل وسائل الاعلام الاسرائيلية التي نشرت طوال الوقت سيناريوهات فظيعة، وعلى أمل تحقق تنبؤاتها وضعت على رأس اخبارها كل حدث، حتى تلك الاحداث التي في الوضع العادي لا تتم تغطيتها أو يتم ذكرها على هامش الاخبار: ها هي بداية الانتفاضة التي لا يمكن منعها.
ليس فقط أن الايرانيين تفوهوا باقوال ضد المتعاونين – حكام السعودية والدول السنية الاخرى الذين يقفون مكتوفي الايدي ولا يخرجون ضد ترامب، مثلما تفعل ايران وحماس وحزب الله، فمحللون اسرائيليون ايضا رأوا في اعتدالهم نوع من “خيانة القضية العربية”. ليس بعيدا اليوم، هكذا سمعت تقديرات خبيرة، الذي ستخرج شعوبهم ضدهم من اجل عزلهم. حيث أن الامر في هذه المرة يتعلق بالقدس التي تتوق اليها بلهفة كل عين عربية، وكل قلب يبكي ويتألم على سرقتها من الأمة العربية واعطائها لأعداء النبي.
في حينه أنزل المغرد المستحوذ عدة ضربات اخرى على رأس الاسرائيليين المتألمين من الاعتراف الامريكي بالقدس، حيث غرد “القدس ازيلت عن طاولة المفاوضات”. واذا لم يكن هذا كافيا فقد ارسل الى العرب تغريدة عنيفة اخرى: “لأن الفلسطينيين لا يريدون العودة الى طاولة المفاوضات، فلا يوجد سبب يدعو الى الاستمرار في تمويلهم”.
آريه غولان، المذيع المشهور، وقف في هذه المعركة للتحدث باسم هؤلاء الاسرائيليين، وقام بمقارنة تغريدات ترامب بالرسالة التي ارسلها الى جنوده الجنرال اللاسامي افلين باركر، قائد القوات البريطانية في ارض اسرائيل: “قوموا بمعاقبة اليهود بالصورة الاكثر كراهية على هذا العرق: المس بجيوبهم واظهار الاشمئزاز منهم”. مقارنة هامة جدا تظهر اضافة الى تيارات نفسية عميقة، معرفة وحنكة. حيث أنه من اجل اجراء مقارنة كهذه أعطي له الميكروفون لعشرات السنين.
أمر لا يقل عرضية هو معارضة هؤلاء الاسرائيليين للنية الامريكية لوقف تدفق الاموال للاونروا. حسب كل منطق، الطريقة الوحيدة لاعادة تأهيل اللاجئين هي اخراجهم من المخيمات التي يتعفنون فيها منذ خمسة اجيال. طالما أن الأمم المتحدة تمول المخيمات، وطالما أن التعليم فيها يمثل انتظار مجيء المسيح المخلص، أي تحقيق حق العودة – لن يكون لديهم تأهيل، ولنا ولهم لن يكون هناك سلام.
يبدو أن أوائل من باركوا وقف المساعدات المالية والعمل على اعادة التأهيل (يجب الافتراض أنه من اجل تأهيل سياسي ستستمر امريكا في المساهمة وحتى بشكل أكبر) يجب عليهم أن يكونوا مؤيدين للسلام. يتبين أن الامر مختلف. عدد غير قليل من الاسرائيليين معنيين، مثل الفلسطينيين تماما، بابقاء مخيمات اللاجئين الى الأبد من اجل أن تواصل هذه المخيمات كونها ذكرى دائمة للجريمة – ودفيئة للارهاب والكراهية والانتقام – ضد اسرائيل.
إسرائيل اليوم / لننظر شرقا
إسرائيل اليوم – بقلم درور ايدار – 5/1/2018
1. في السنوات السبعة التي انقضت منذ بدأت الاضطرابات في العالم العربي، والتي سميت “الربيع العربي” – في منتصف كانون الاول 2010 اندلعت في تونس ومع نهاية كانون الثاني 2011 اجتاحت مصر ومن هناك الى العالم العربي، في طريقها الى ما تبين في نظرة الى الوراء كشتاء عربي. هذه السنوات السبعة ليست سوى وقع يومي صعب لشعوب المنطقة التي ذبح مئات الالاف منهم وتحول الملايين الى لاجئين؛ وهي أيضا مثال على العمى الذي اصيب به قسم هام من النخبة الغربية بالنسبة لمنطقتنا.
حتى قبل ان نغوص في فهم الالية التي سمحت ولا تزال بهذا العمى، يجدر بنا أن نشير الى وحدة زمنية اخرى نشهدها هذه الايام حقا: الاضطرابات الحالية في ايران، تذكر بالاضطرابات التي اندلعت في منتصف حزيران 2009 في اعقاب تزوير نتائج الانتخابات. فقد اندلعت الاضطرابات في حينه في السنة الاولى من ولاية براك اوباما كرئيس، والحالية – في السنة الاولى لدونالد ترامب. من المهم أن نميز بين ايران وبين العالم العربي – من نواح عديدة: تاريخية، ثقافية، دينية وغيرها. ومع ذلك لا تقل اهمية ايضا ان نرى المبنى الاسلامي المشترك.
2. في العام 1978 نشر الكتاب المؤثر لادوارد سعيد “الاستشراق”. فقد ادعى سعيد بان الشرق الاوسط كما نفهمه نحن، ليس موجودا “حقا” “في الواقع”، بل هو ثورة فهم الباحثين والمبدعين من ابناء الغرب ممن قرأوا المنطقة بمناظيرهم الثقافية، وخلقوا ما يسمى “الشرق” الخاص بهم.
ان الشرق الاوسط في البحوث الغربية، كما قال سعيد، هو كاريكاتور، جملة من الصور والتعابير التي نشأت في لغة خطاب معينة “سياسية” لا تعكس “العلم الصافي”. باختصار، اتهم سعيد البحث الغربي بالعنصرية وبانعدام الفهم للشعوب العربية والاسلامية. لقد وقعت اقواله على ارض خصبة في التفكير الغربي، الذي سبق أن عانى في حينه من مشاعر الذنب بالنسبة للاستعمار الاوروبي الذي استغل العالم العربي (وشعوب افريقيا وآسيا). ففي الستينيات بدأت مسيرة بلغت ذروتها في العقد الماضي في الجامعات الغربية تغيرت فيها بشكل غير رسمي غاية الجامعة من مركز للعلم الساعي الى نيل وفهم “الحقيقة” مهما كانت – الى مركز علم يسعى الى “العدالة الاجتماعية”.
العقود الاربعة التي انقضت منذ نشر كتاب سعيد، والنقاش العاصف الذي طرأ في اعقابه، كانت في ظل خصي البحث والخطاب حول العالم العربي والاسلامي. على الحرم الجامعي الامريكي سيطرت ثقافة الضحية، والتي تقول كلما كنت عاليا في مراتبية الضحية، ارتفع مدى “الحق” في اقوالك وتوفرت لك الحماية من كل نقد.
وبالتالي فان النقد على من حظي بمكانة الضحية يعد على الفور “عنصريا” و “تعالٍ ابيض” وجملة التعريفات التي تبرر العنف المذهل في الجامعات – التي بحثت ذات مرة عن الحقيقة – ضد كل من يكفر بالافتراضات الاساسية لليسار الليبرالي. وتحولت هذه لتصبح مسلمات دينية، ارثوذكسية علمانية اقامت محاكم تفتيش ترفع الى بؤرة الاهتمام الاعلامي والجماهيري المؤمنين الذين ارتدوا وخرجوا عن الطريق. ينسجم هذا مع الجهود لاتقان اللغة – ومن خلالها الوعي – بواسطة آلية السلامة السياسية. نحن نقرر ما هو المسموح قوله وعلى اي حال ما هو الصحيح التفكير به. والضحية الدوري، الذي يعتبر اليوم الاكثر خطرا في هذا الخطاب هو “لشدة الدهشة” المسلم الذي “انتصر” على جماعات الاقلية الاخرى (السود، المثليين وما شابه) في المنافسة على قلب الليبراليين في الغرب. يمكن التخمين اين هي مكانة اسرائيل في هذه المعادلة.
3. هذه المسيرة الثقافية الهائلة، التي ذكر هنا منها طرفها الاقصى، اعدت الارضية للشكل الذي تناول به قسم سائد في النخبة الامريكية والاوروبية الاضطرابات في العالم العربي: بدء بالتعبير الرومانسي الذي اعطي لها – “الربيع العربي”، على وزن “ربيع الشعوب” في العام (1848) او “ربيع براغ” (1968)، وانتهاء بالعمى المذهل تجاه التيارات العميقة التي انكشفت علنا امام عيوننا المندهشة، ولكنها نالت التجاهل الذي اضيف اليه التوبيخ للمراقبين الذين فسروا الاحداث بشكل مختلف.
بعد نحو اسبوعين ونصف الاسبوع من اندلاع الاضطرابات في مصر، وقف الصحافي من “نيويورك تايمز” توماس فريدمان سكرا من السعادة في ميدان التحرير، وتغنى في ما بدا له كتكرار لاحداث تاريخية موازية في اوروبا. فقد هاجم حكومة اسرائيل على تحفظها من الاحداث ووقوفها جانبا.
لم يكن لديه شك بان لا علاقة لهذه الثورة بالاخوان المسلمين: “ما جعل هذه الثورة مثيرة للانطباع جدا هو بالضبط حقيقة أنها لا يسيطر عليها الاخوان المسلمون ولم تلقى الالهام منهم”، كتب يقول.
بعد اسبوع من “بطاقة المعايدة من القاهرة” التي بعث بها فريدمان الى صحيفته، خطب في الميدان نفسه من كان مصدر الالهام للاخوان المسلمين، الشيخ المنفي يوسف القرضاوي، امام اكثر من مليون متظاهر. ولاحقا سقطت مصر في ايدي الاخوان المسلمين، حتى الانقلاب العسكري للسيسي.
نشر فريدمان في نهاية الالفية السابقة كتابا بعنوان “الليكسوس وشجرة الزيتون” والذي اعرب فيه عن ثقته بانتصار التكنولوجيا، العولمة والطريق السريع الى المعلومات (سيارة الليكسوس) على المفاهيم التقليدية التي يمثلها العالم القديم (شجرة الزيتون). كما كانت هذه هي الروح في خطاب اوباما في القاهرة في حزيران 2009.
4. شكل التفكير هذا لا يدفع الانسان الفرد ليقف منفعلا امام سياقات تاريخية هائلة ليشعر بصغره: العكس هو الصحيح. فهو يغلف اصحاب هذا الفكر بغرور سياسي وثقافي في أن ها هم يمكنهم أن يفرضوا على التاريخ تغيير خطاه ليكون “عقلانيا” اكثر ودينيا واسطوريا اقل. البر كاموك تحدث في كتابه “الطاعون” عن سكان مدينة اوران – التي تمثل الحضارة الغربية – الذين “لم يتعلموا طرق التواضع” ولهذا لم يعرفوا كيف يدافعوا عن أنفسهم في وجه الوباء حين هاجمهم. وها هو انظروا ماذا حصل لـ “الليكسوس السياسي في الشرق الاوسط”. فقد اقيمت الدول العربية في معظمها بعد الحرب العالمية الاولى في تقسيم للغنيمة بين القوى العظمى الاوروبية. وفرضت القومية العربية على المباني القبلية القديمة لشعوب المنطقة. وهكذا الصقت بالقوة جماعات عرقية معادية، وخلقت لها قوميات سورية، عراقية، ليبية وما شابه.
لعل “الربيع العربي” كان نهضة – ولكن ليس بالمعنى التاريخي للتعبير الاوروبي، بل بمعناه العميق: ولادة متجددة وعودة الى المباني السياسية القديمة للمنطقة، الاكثر استقرارا من المخلوقات السياسية المصطنعة التي فرضت على الشعوب العربية. يمكن أن نرى النهضة المعاكسة في تركيا ايضا حيث يقع انقلاب مضاد، وتراجع عن الثورة العلمانية الكمالية لاتاتورك، الى مبان تقليدية اسلامية.
ايران استثنائية بسبب التاريخ الثقافي والديني الفارسي الذي صممها قبل الاحتلال الاسلامي. والانفجارات الثورية هناك هي الاخرى اشارة من التيارات العميقة السابقة التي تصعد من الشرائح الاجتماعية والقومية الداخلية ولكن في الاتجاه المعاكس – ضد الثورة الاسلامية التي فرضت على هذه الامة. هذا الدرس يجب أن يكون أمام ناظرينا عندما نأتي لنفحص ساحتنا الداخلية.
معاريف / الملف 1000 : نتنياهو تلقى بدلات فاخرة علاوة على السيجار والشمبانيا
معاريف – 5/1/2018
تشتبه الشرطة الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وزوجته، سارة، لم يكتفيا بالسيجار الفاخر وزجاجات الشمبانيا من رجل الأعمال ميلتشين، في ملف الفساد الذي يطلق عليه “الملف 1000″، وإنما حصل نتنياهو على بدلات فاخرة من محل الأزياء الإيطالي “بريوني”، والتي تتراوح أسعار منتجاته ما بين 5 حتى 50 ألف دولار.
وبحسب صحيفة “معاريف” فإن نتنياهو حصل على هذه البلدات من صديق للعائلة، وهو المليونير اليهودي الأميركي سبنسر بارتريدج.
وأشارت الصحيفة إلى أن بارتريدج قد زار البلاد في الربيع الماضي، وجرى التحقيق معه من قبل الوحدة القطرية للتحقيق في الاحتيال، وذلك بشبهة تقديم منافع لنتنياهو.
وكان قد نشر في نيسان/أبريل، أنه اشترى من شقيق نتنياهو، عيدو نتنياهو، حصته في بيت عائلة ذوي نتنياهو، في “رحافيا” في القدس، مقابل 4.2 مليون شيكل، وتحول بذلك إلى شريك لرئيس الحكومة في المبنى.
وجاء أن المحققين سألوا بارتريدج عن الهدايا التي قدمها لنتنياهو، خلال التحقيق الذي جرى معه، وعندها تبين أن المليونير الذي دأب على توفير الرحلات الجوية لأبناء عائلة نتنياهو لكافة أنحاء العالم، وهي القضية التي جرى التحقيق فيها في “قضية بيبي تورز”، قد قدم لنتنياهو ثلاث أو أربع بدلات فاخرة من محل الأزياء الإيطالي “بريوني”.
كما جاء أن محققي “الملف 1000” علموا خلال التحقيق بحصول نتنياهو على هدايا أخرى ثمينة، تلقاها من مقربين وداعمين له.
وبحسب الصحيفة، فإن بعضا من الهدايا سيتم شملها في تلخيصات التحقيق الذي ستقدمه الشرطة للنيابة العامة كأدلة على ارتكاب مخالفة تلقي منافع، وهي مخالفة خطيرة. وأضافت أن هناك تساؤلا حول ما إذا كان بعض هذه الهدايا يرقى إلى الرشوة، ما يعني أن نتنياهو نفسه قدم خدمات مقابل هذه الهدايا، كما حصل مع رجل الأعمال ميلتشين، الذي عمل لصالحه في مناقصة القناة العاشرة، كما ساعده في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.
وعقبت الشرطة بالقول إنها ترفض الإدلاء بمعلومات في قضايا لا تزال قيد التحقيق.
إلى ذلك، أضافت الصحيفة، أن الشرطة قد حققت، يوم أمس الخميس، مع المحامي المقرب من نتنياهو، يتسحاك مولخو، والذي كان مبعوثه الخاص، في مكاتب الوحدة “لاهاف 433” في قضية الغوصات، وهي القضية التي يطلق عليها “الملف 3000”.
وقد جرى التحقيق مع مولخو بوصفه شريكا وقريبا للمحامي دافيد شيمرون، الذي مثل الوسيط في صفقة الغواصات، ميكي غانور، والذي تحول إلى شاهد ملك بموجب صفقة مع النيابة.
إلى ذلك، عقب مكت نتنياهو على قضية البدلات الفاخرة بالادعاء أن علاقة صداقة بتجمعه ببارتريدج منذ أكثر من 20 عاما.
هآرتس / فليعدم القانون
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 5/1/2018
باغلبية طفيفة صادقت الكنيست أول أمس بالقراءة العاجلة على القانون لفرض عقوبة الاعدام على المخربين. هذا قانون جدير بان يسحب والا ينتقل الى مراحل التشريع التالية، بعد أن قام بمهمته السياسية وقدم مساهمته لكل محبي هتافات “الموت للمخربين”، للسياسيين الذين يتنافسون فيما بينهم على تشريعات فاشية، لرجال اليمين “المتطرف” و “المعتدل”، وكل من يده لم ترتعد، حين رفعها لتأييده. فعقوبة الاعدام ليست سوى قتل بدم بارد، ينفذها المجتمع المدني، ولهذا فهي مرفوضة اخلاقيا.
اضافة الى ذلك، فان قانونا كهذا هو زائد وخطير. فمعارضة جهاز الامن العام – المخابرات للقانون تستند الى تخوف من أن يؤدي الى اختطاف يهود في العالم لاهداف المساومة، او حتى لقتلهم، كي يحذر من الاستخدام للقانون. وحتى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي بادر الى القانون، عارضه في حينه، بدعوى أن الانتقام ليس سياسة وليس اخلاقيا. وهكذا فانه يكون أكد بلسانه الاشتباه بان غاية القانون هي الانتقام وليس وسيلة ردع. منذئذ غير رأيه، حين قدر بان القانون كفيل بان يحقق له مكسبا سياسيا.
ليس التهديد الامني الكامن في القانون وحده هو ما ينبغي ان يمنع تشريعه. فلاسرائيل وفرة من الوسائل للردع، للعقاب وحتى للانتقام من المخربين وابناء عائلاتهم. فما بالك ان عقوبة الموت يصعب عليها حتى ان تردع المجرمين الجنائيين – مثلما يمكن ان نتبين من الاحصاءات في الولايات المتحدة – فما بالك المخربين، الذين ينفذون اعمالهم الاجرامية باسم ايديولوجيا وطنية أو دينية. واعدام هؤلاء سيعظم فقط مكانتهم ويجعلهم شهداء جديرين بالقدوة.
يمكن ان يضاف الى هذه الحجج التعليل القضائي المشكوك فيه والذي يقول ان القانون في اسرائيل يسمح على اي حال بفرض عقوبة الاعدام شريطة ان يتخذ باجماع القضاة. غير أن من يتبنى هذه الحجة لا يزال يمنح التسويغ المبدئي لعقوبة الاعدام. ومن هنا فان الطريق قصير لتشريع اجراء قضائي مخفف، مثلما يطلب مقترحو القانون.
ان أعمدة الشنق لن تنتصر في الحرب على الارهاب بل ستعمق فقط المس بالحصانة الاخلاقية لاسرائيل. ما يهدد الارهاب هو البديل السياسي. يخيل أحيانا أن حكومة اسرائيل تراه يهددها اكثر مما يهددها الارهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى