ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– تطور دراماتيكي في قضية بيتان.
– الصديق: هكذا انتقلت الرشوة الى بيتان.
– محامو بيتان: استعدينا لسيناريو يكون فيه شاهد ملكي.
– دم المتظاهرين – نار الاقوال؛ الزعيم الروحي لايران ينطلق في هجوم على الغرب.
– الادارة الامريكية الى جانب المتظاهرين.
– الوزير درعي عمل على جلب يهودا غليك من ايام حداده السبعة.
– رئيس الاركان: رفض الخدمة – تحد للمجتمع.
– الحالات التي تستوجب الغرامة في الاستخدامات اثناء السياقة.
معاريف/الاسبوع :
– بيتان يتورط: مقرب النائب قدم افادة مفصلة في الشرطة.
– غضب على درعي: “أحد الاحداث المعيبة في السياسة”.
– أبو مازن عن اقرار القانون ضد تقسيم القدس: اعلان حرب.
– الكنيست تصوت اليوم على مشروع اسرائيل بيتنا لفرض عقوبة الاعدام على المخربين.
– آيزنكوت: التصريحات للرد بالحد الاقصى من القوة على الصواريخ المصيبة هي تصريحات غير مسؤولة.
– على الطريق: 1500 شيكل غرامة على الحديث في الهاتف اثناء السياقة.
هآرتس :
– في اسرائيل يقدرون: حزب الله حصل على قدرة لضرب طوافات الغاز.
– الاحتجاج في ايران، خطوط عامة لصورته.
– تطور في التحقيق ضد بيتان: رجل أساس في القضية قدم افادة مفصلة للشرطة.
– سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة تهدد بتقليص المساعدات للفلسطينيين اذا لم يعودوا الى المفاوضات.
– قواعد تتبنى مدارس: بينيت عرض خطة لتعميق العلاقة بين الجيش وجهاز التعليم.
– رسالة مصرية: ضبط النفس الاسرائيلي على النار من غزة حيوي لتقدم المصالحة الفلسطينية.
– رئيس الاركان: الدعوات للهجوم بقوة في قطاع غزة ليست مسؤولة.
– اقرار القانون الذي يسمح بفصل احياء فلسطينية على القدس.
اسرائيل اليوم :
– ملف بيتان: شهود كفيلون بالكشف عن قضايا اخرى.
– طب شخصي: أمل جديد لمرضى السرطان.
– صندوق مفاسد – ملف بيتان.
– رئيس الاركان: التصريحات عن الرد بالقوة في غزة – غير مسؤولة.
– خامينئي: هذه ساعة اختبار لنا جميعا.
– اليوم: قانون عقوبة الاعدام للمخربين بالقراءة العاجلة.
القناة الثانية الإسرائيلية :
ترمب، لماذا ندفع أموال للفلسطينيين؟.
السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة في تهديد للفلسطينيين، إما العودة للمفاوضات مع الإسرائيليين، أو سنوقف دعم وكالة الغوث الدولية.
تخوف من إصابة عشرات الجنود من جيش الاحتلال في الشمال بداء الكلب، والجيش يقوم بحملة تطعيم.
القناة العاشرة الإسرائيلية :
ترمب يهاجم الفلسطينيون، ويقول، بما إنهم يرفضون المفاوضات، لماذا ندفع لهم؟
شهادات واعترافات جديدة تورط أكثر عضو الكنيست الإسرائيلي بيتان في قضية الرشوة ضده.
نائب الرئيس الأمريكي سيصل لزيارة قصيرة لدولة الاحتلال نهاية الشهر الحالي.
عن قتلى جيش الاحتلال في العام 2017، اثنان قتلوا في عمليات عسكرية، وخمسه في عمليات مقاومة فلسطينية.
الولايات المتحدة ترحب بالاحتجاجات في إيران، وتقول شعب مقموع يسعى للحرية.
القناة السابعة الإسرائيلية :
الرئيس الأمريكي، نقدم الملايين للفلسطينيين، ولا نحصل على أية تقدير منهم، ويرفضون العودة للمفاوضات.
جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 22 فلسطينياً الليلة الماضية في الضفة الغربية.
السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة تحذر الفلسطينيين من عدم العودة للمفاوضات.
شريط فيديو نشر في غزة يظهر قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال في مجال نيران قناصة من غزة.
ارتفاع في عدد حالات الوفاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في العام 2017 كانت 55 حالة، وفي العام 2016 كانت 41 حالة.
الفضائية 20 الإسرائيلية :
وزير التربية والتعليم الإسرائيلي يضع خطة في المدارس لرفع دافعية التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
نائب وزير الحرب الإسرائيلي، قانون الأسواق التجارية سيقر في الكنيست الإسرائيلي.
الوزير الإسرائيلي زئيف الكن يتهم رئيس حزب يش عتيد يائير لبيد بأنه يسعى لتقسيم القدس.
أبو مازن يحرض ضد “إسرائيل” مستغلاً قرار مركز الليكود المطالب بضم الضفة الغربية.
فضائية كان الإسرائيلية :
العاملون في بناء الجدار على حدود غزة يرفضون العودة للعمل خوفاً على حياتهم.
“السائرون في الظلام”، الحلقة الثانية عن عمليات وحدة النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي سيرت متكال، منها عملية اختطاف مصطفى ديراني من لبنان، وعملية الإفراج الفاشلة عن جندي الاحتلال نخشون فاكسمان في العام 1994.
نتنياهو يفكر بتعيين عاموس جلعاد سفيراً إسرائيلياً في عمان.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 1 – 2018
هآرتس / في اسرائيل يقدرون: حزب الله حصل على قدرة لضرب طوافات الغاز
هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتس – 3/1/2018
تسلح حزب الله بقدرة على ضرب طوافات الغاز في المياه الاقتصادية الاسرائيلية، ضمن امور اخرى بالصواريخ، كما يقدر مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي. وحسب مصدر في جهاز الامن، فان تهديد حزب الله لضرب الطوافات ليس تصريحيا فقط. وعلى حد قول قائد سلاح البحرية، اللواء ايلي شربيت، فقد لاحظ حزب الله امكانية كامنة في المجال البحري وبنى لنفسه “منظومة هجومية استراتيجية بكل معنى الكلمة”. هذا ونصب سلاح البحرية مؤخرا منظومة قبة حديدية على سفينة ساعر 5، تحمي طوافات الغاز، كرد فوري، قبل أن تنضم الى السلاح أربع سفن ساعر 6 في 2019.
في مقال نشر مؤخرا في مجلة “بين الاقطاب” كتب شربيت بان حزب الله “عمل كي يبني منظومة صواريخ هجومية وهامة”. وعلى حد قوله، فان “حزب الله بنى عمليا بارجة الصواريخ الافضل في العالم – المزودة بصواريخ كثيرة، ولا تغرق”. ان قدرة الجهات المعادية على ضرب الذخائر الاستراتيجية لاسرائيل ليست محصورة بالضرورة بالصواريخ. فالعقيد يوفال ايلون، قائد قاعدة سلاح البحرية في اسدود، كتب في مقال آخر يقول انه “يمكن الافتراض بانه في المواجهات التالية سيتعرض الوسيط التحت بحري لتهديد هام من جهات معنية بضرب حصانة اسرائيل”.
وعلى حد قوه، فان “طيف الوسائل والقدرات واسع ومتنوع – بدء بالسباحين الانتحاريين، عبر تفعيل قوارب متفجر وحتى الغواصين المختصين بالعمل في المياه العميقة وبالمواد المتفجرة، بما في ذلك تفعيل غواصات ومنظومات تلغيم وتخريب من انتاج ذاتي.
ان منظومة القبة الحديدية التي نصبت على سفينة ساعر، كجزء من الاستعدادات للتهديدات، قادرة على اعتراض نار الصواريخ باتجاه الطوافات. وفي السنة القادمة ستتعزز منظومة الدفاع باربع سفن من طراز ساعر 6 تكون مزودة بمنظومة متطورة اكثر للحماية ضد الصواريخ وبقدرات اضافية لمواجهة التهديدات المحتملة على الطوافات.
رغم قدرة حزب الله على ضرب الطوافات، في الجيش يقدرون بان المنظمة لن تسارع الى ضربها. وقال ضابط في سلاح البحرية لـ “هآرتس”: “نحن لا نراها تقوم بعمل متطرف بهذا القدر فقط كي تخلق استفزازا. في الطرف الاخر ايضا يفهمون بان ضرب طوافات الغاز هو اعلان حرب، لبنان الثالثة”.
منذ اكتشاف مكنونات الغاز في المياه الاقتصادية لاسرائيل، اعتقدوا في اسرائيل بانها ستكون عامل تفجير، ولا سيما حيال حزب الله. ووصف ضابط في سلاح البحرية المكنونات بانها “شعلتان متلظيتان امام عيونهم”. فقد قال المحلل اللبناني فيصل عبد الستار في الماضي ان “حزب الله قد يهاجم منشآت الغاز الاسرائيلية اذا واصلت اسرائيل سرقة النفط وباقي المقدرات الطبيعية في لبنان. في حالة مواصلة العدو سرقة النفط في لبنان، سيكون لحزب الله الحق في مهاجمة منشآت الغاز والنفط خاصته”.
وفي السنة القادمة سيبدأ العمل على مواقع التنقيب الاكثر شمالية في المياه الاقتصادية لاسرائيل، كريش وتنين. هذان الموقعان سيضافان الى مهام الدفاع لسلاح البحرية. موقعهما، على مقربة اكبر من الحدود مع لبنان، كفيل بان يعيد اثارة التوتر مع حزب الله.
يهدد حزب الله بضرب الطوافات منذ العام 2010، بعد سنة من الاكتشاف الهام في تنقيبات “تمار”. فقد قال الامين العام للمنظمة حسن نصرالله في خطاب القاه في تموز 2011 ان “لبنان قادر على حماية كنوزه من الغاز والنفط ومن يضع يده على املاكه، سنعرف كيف نتصرف معه”. ونائب نصرالله، نعيم القاسم، تناول هو الاخر الموضوع في الماضي حين قال ان “من حق لبنان ان يجسد سيادته وسيطرته على مقدراته الطبيعية وعلى حقول الغاز التي اكتشفت في مياهه وعن هذا ايضا مسؤولة المقاومة عن استخدام كل الوسائل للمساعدة في ذلك”.
وبالتوازي، يشخص الجيش الاسرائيلي محاولة من حماس في غزة للحصول على قدرة لضرب طوافات الغاز. وشرح ضابط يقول ان “احد اهداف حماس في المواجهة التالية سيكون ضرب الطوافات، وخلق حدث يؤثر في الوعي. فالمسافة من قطاع غزة الى الطوافات هي 40 كم – وهذه مسافة يمكنهم ان يصلوا اليها”. في الجيش الاسرائيلي يستعدون ايضا لتهديد من نوع آخر: عملية موضعية من عدة وسائل ابحار صغيرة تحمل عبوات أو غواصين يحاولون ضرب الطوافات. والضرر الحقيقي لعملية من هذا النوع سيكون قليلا، وهدفه سيكون الوعي بالاساس، ولكن من شأنه ان يجعل من الصعب استمرار تفعيل الطوافة المصابة. اضافة الى ذلك، في هذه المرحلة يبدي الجيش قلقا أقل من التهديد من غزة من التهديد من حزب الله.
يديعوت / اسرائيل تنتظر معجزة في غزة – ليس هذا تنقيطا، بل تصعيد مقصود
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 3/1/2018
ان تجربة جهاز الامن – من وزير الدفاع، عبر رئيس الاركان وانتهاء بجهاز الاعلام العسكري – في تقزيم عملية التصعيد على حدود اسرائيل – غزة تعرض صورة جزئية جدا، على اقل تقدير. إذ ان الحديث لا يدور فقط عن احصاء الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلق نحو اسرائيل في الاسابيع الاخيرة، بل عن عملية اكثر جوهرية وعمقا بكثير تمر على حماس وترفع درجة الحرارة على الحدود. وهذه مجرد البداية.
لقد اتخذت حماس قرارا استراتيجيا لتنفيذ خطوة احادية الجانب في التنازل عن ادارة شؤون قطاع غزة. وقادتها لا يخفون ذلك. فقد صرح زعيم المنظمة، يحيى السنوار، في 18 كانون الاول بان حماس لن تعود لتحكم قطاع غزة او تديره. وهذا قرار استراتيجي، شدد قائلا، ولن نتراجع عنه. وبالفعل، حين توجهت الى حماس كي تلجم النار على اسرائيل، اجابت المنظمة، حسب منشورات في الصحافة العربية، بانها لم تعد مسؤولة عن شؤون القطاع، وانتقلت الصلاحيات الى حكومة الوفاق الوطني.
وهكذا وضعت حماس اسرائيل، السلطة الفلسطينية ومصر امام الحقيقة: أنا لست مسؤولة عن النار التي تطلقها منظمات ليست تابعة لذراعي العسكري. ينبغي للمرء أن يكون ساذجا كي يصدق بان حماس تنازلت عن السيطرة على مستوى اللهيب، ولكن حقيقة أنه قبل نحو شهر قرر ذراعها العسكري بان القوة المعروفة كـ “الضبط الميداني” – المسؤول عن احباط النار الصاروخية من القطاع من قبل المنظمات المعارضة العاقة، السلفيين وما شابه – لم تعد تعمل.
في اسرائيل يحاولون القول في الاسابيع الاخيرة كم تجتهد حماس، على عشرات الاعتقالات للسلفيين، التعذيبات في السجن وغيرها. هذه قصص هدفها تبرير ردود الفعل الـ “متوازنة” لاسرائيل، والتي لا تنجح في اقناع حماس في العودة الى اخذ المسؤولية – وبالفعل يتواصل اطلاق النار. فالقيادة السياسية في اسرائيل، الاسيرة في الخطاب الامني الحماسي لذاتها، غير قادرة على أن تقول للجمهور: نحن نقبل موقف لابسي البزات بانه ليست مناسبة لنا حرب الان.
بداية استهدف تنقيط النار نحو اسرائيل خدمة المفاوضات للمصالحة الفلسطينية الداخلية وممارسة الضغط على السلطة لتحرير الاموال. غير أنه منذ تصريح ترامب عن القدس تلقى هذا التنقيط بعدا سياسيا آخر واصبح سياسة لحماس هدفها رفع مستوى التصعيد على طول الحدود مع اسرائيل. صحيح أن حماس لا تطلق النار، ولكنها تخلق اجواء المقاومة من خلال المظاهرات على طول حدود اسرائيل، وبالتوازي تستخدم منظومة دعاية وخطوات عدوانية لاستئناف الانتفاضة في الضفة وفي غزة. كل هذا الى جانب خطوة دخلت في الاسبوع الماضي الى الوعي الاسرائيلي بصخب عال: خلق علاقة غير مسبوقة بين الذراع العسكري لحماس وبين الحرس الثوري الايراني.
في اسرائيل لاحظوا ان حماس لا تحتاج حزب الله كي تصل الى قادة الحرس الثوري. فالتهنئة التي اطلقها قاسم سليماني، قائد قوة القدس الايرانية، والتي ذكرها السنوار علنا – كانت مثابة تأكيد علني على الحلف الجديد، الذي يقلق اسرائيل جدا. فالحرس الثوري يمكنه أن يعطي الذراع العسكري لحماس المال، العلم والعتاد العسكري. يمكنه ان يفتح امامها جبهات جديدة للعمل منها ضد اسرائيل، في جنوب لبنان او في سوريا.
حاليا، لا تزال العلاقة العملية في مهدها، على مستوى الخطط، الاحاديث، الخبراء والمال. وتوجه السنوار الى الايرانيين بشكل لا مفر منه. ففي اللحظة التي باتت فيها خطة المصالحة – التي وضع كل حماسته فيها – توجد في انهيار، فانه هو وحماس من شأنهما ان يدفعا على ذلك ثمنا باهظا. في هذه الاثناء تواصل غزة التدهور؛ البنوك تفرغ من المال النقدس؛ الاونروا، المشغل الاكبر الثاني بعد السلطة، علقت في ضائقة اقتصادية ستلزمها باقالات وتقليصات في المساعدات. اذا لم يأت احد ما بالمال – فالقطاع سيشتعل.
يفترض باسرائيل أن تختار بين الكوليرا والطاعون: بين توجه حماس في ضائقتها الى ايران وبين المساعدة لمسيرة المصالحة الفلسطينية الداخلية، التي وان كانت ستضخ المال الى غزة ولكن من شأنها أن تجعل حماس توأما لحزب الله. اسرائيل لا تريد أن تختار. في نهاية الاسبوع انكشفت في “يديعوت احرونوت” خطة نائب وزير الخارجية، مايكل اورن لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، والتي اعدت بأمر من رئيس الوزراء وعرقلت.
احد هنا لا يريد أن يقرر شيئا. ينتظرون المعجزة. ربما مع ذلك ستكون ثورة في ايران.
هآرتس / جريمة ضد المستوطنين
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 3/1/2018

لقد أحسن مركز الليكود صنعا عندما فرض على كل اعضائه العمل من اجل ضم كل الضفة الغربية لاسرائيل. التهاني ايضا لوزيرة العدل التي طلبت وحصلت من المستشار القانوني للحكومة على موافقة لبحث تطبيق كل مشاريع القوانين الاسرائيلية في المستوطنات. اذا اضفنا الى كل ما تقدم القانون الذي يمكن من السماح بالبناء على اراضي فلسطينية خاصة مقابل التعويض، واقرار قانون ضم جامعة اريئيل الى المجلس الاسرائيلي الاعلى للتعليم بدلا من المجلس الاعلى للتعليم في يهودا والسامرة، وكذلك القانون الذي يصعب على مشاريع التحيز ضد المستوطنات – يبدو أنه خلال فترة قصيرة سيتم استكمال الدمج القانوني بين الثقافتين الجغرافيتين اليهوديتين على جانبي الخط الاخضر.
يبدو أن مسار التشريع السريع هذا يهدف الى مساواة المكانة القانونية للمستوطنين بمكانة مواطني اسرائيل القانونية، حيث أنه “اصبح لا يمكن قبول وضع تمنح فيه الحكومة استجابة معيارية لسكان منطقة معينة فقط في حين أن سكان آخرين يتم اهمالهم ولا يحظون بالاهتمام”، هذا ما ورد في الرسالة التي ارسلها الوزيرين اييلت شكيد وياريف لفين لوزراء الحكومة. هكذا حقا يصيغون الضم ويطبعون الابرتهايد، لكن الحقيقة هي أن هذا التشريع هو جريمة ضد المستوطنين.
المكانة القانونية التي يتمتع بها الآن المستوطنون في الضفة تميز ضد سكان دولة اسرائيل بصورة واضحة. ففي الوقت الذي يستطيع فيه المستوطنون استخدام 3 – 4 انظمة قضائية (الاردنية، العثمانية، أوامر قائد المنطقة وقوانين دولة اسرائيل)، فان مواطني اسرائيل مقيدون بالتشريع الاسرائيلي. إن من يريد المساواة امام القانون يجب عليه اعطاءهم السلطة والصلاحية كي يبنوا لانفسهم مستوطنات برية في كل موقع وأن يسلبوا اراضي خاصة وأن يجبروا شركة الكهرباء على مد خطوط ضغط عال غير مخطط لها (على حساب الدولة) وتغيير شروط مخططات اخلاء بناء الاحياء مقابل شقة. من يخرقون القانون في دولة اسرائيل يمكنهم ايضا المطالبة بأن تتم محاكمتهم في دولة اخرى، مثلما تتم محاكمة المستوطنين الذين يخرقون القانون في دولة لا يعيشون فيها.
الاحتجاج، مهما كان صوته عاليا، ضد تطبيق القانون الاسرائيلي في المناطق، يجب أن يغير الاتجاه. لا يوجد سبب لمعاقبة المستوطنين وفرض القانون الاسرائيلي عليهم الذي يقيدهم ويحددهم، بعد أن أوجدوا واقع قضائي خلال عشرات السنين من فرض القانون يمكن فقط أن نحسدهم عليه. واقع يتلوى فيه القانون مثل الافعى كي يتجاوز محكمة العدل العليا ويقوم بتبييض الاحياء والبؤر الاستيطانية، وشق الطرق الالتفافية لذوي الهوية القومية الواضحة وتحويل ميزانيات استثنائية واغلاق ملفات تحقيق ضد المشاغبين.
قبل بضع سنوات خرج المستوطنون بحملة اعلامية بميزانية عالية كان هدفها “الاستيطان في القلوب”، القصد هو قلوب الاسرائيليين. في حينه طلبوا رفع صفة الجريمة المنظمة عنهم والتعتيم على وصفهم كسارقي الخزينة العامة وكونهم عبئا ثقيلا على المجتمع الاسرائيلي. “الضفة الغربية وقطاع غزة هنا”، لقد طالبوا باقناعنا بمظاهراتهم في مفترقات الطرق الرئيسية في اسرائيل عندما توسلوا من اجل الاعتراف بهم.
ولكن منذ زمن اصبحوا لا يحتاجون الى هذه الشعارات. ليس لأنهم استوطنوا في القلوب أو لأن الضفة الغربية وقطاع غزة اصبحتا هنا. اسرائيل القديمة هي التي تدق على ابوابهم وتطلب منهم ضمها الى صدورهم.
المستوطنون هم الآن الذين يصيغون لاسرائيل قوانينها الاساسية، ويشكلون وجهها، ويحددون اعداءها في الداخل، ويرسمون الحدود بين اليمين اللين واليمين القاسي وبين اليسار واليمين، ويملون جدول الاعمال السياسي وشبكة علاقات الدولة الدولية. من الآن سيكونون ايضا محكمة اسرائيل القانونية، سيقررون أي قانون صالح وأي قانون غير صالح، بفضلهم اسرائيل تحولت الى مستوطنة معزولة تريد الانضمام الى دولة الاستيطان. فلماذا يحتاجون الى هذه الصدفة الثقيلة (دولة اسرائيل) على ظهورهم؟.
معاريف / فليدفعوا بالعملة الفلسطينية
معاريف – بقلم تساحي ليفي – 3/1/2018
لقد بات التحسن في العلاقات الاسرائيلية – السعودية سرا مكشوفا منذ زمن بعيد. فواضح لماذا يحتاجنا السعوديون: اسرائيل هي قوة عظمى في السايبر والاستخبارات على مستوى عالمي، ولها بوابة مفتوحة على البيت الابيض، وهي القوة العسكرية الاهم في الشرق الاوسط. وبالمقابل، فقد هجر الامريكيون السعوديين بعد ان اصبحوا هم أنفسهم مصدرين للنفط، واذا لم يكن هذا بكاف، فمجرد وجود النظام السعودي يتحداه الايرانيون الذين هاجموا مؤخرا الرياضة مرتين بالصواريخ الباليستية التي اطلقها من اليمن الثوار الحوثيون منفذو ارادة الايرانيين وحلف الاخوان المسلمين (قطر – حماس – تركيا). اضيفوا الى كل هذا حقيقة أن السعودية توجد في ذروة تداول الحكم واصلاحات موضع خلاف في علاقات الدين والدولة، وستحصلون على برميل متفجر سعودي يضغط ولي العهد، محمد بن سلمان. في هذه الظروف لا حاجة للحماسة لتحول سعودي في شكل “الاعتراف باسرائيل”. لقد حان الوقت لان تلعب اسرائيل بشكل صحيح بأوراقها وتطلب ثمنا سعوديا بالعملة الفلسطينية، الموضوع الذي يقلقها أكثر من أي شيء آخر. بالنسبة للصراع ضد الايرانيين، فان السعوديين يحتاجوننا على أي حال.
العملة “الفلسطينية” توجد عميقا في الجيب السعودية. فالسعودية هي زعيمة الشرق الاوسط السني. وحسب التقارير، فانها هي التي استدعت رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الى الرياض وأمرته بالاستقالة. وهي التي تتصدر الحصار على قطر، ومؤخرا فقط استدعت اليها على عجل ابو مازن كي تتأكد من أنه لا يبالغ في المصالحة مع حركة حماس، العدو الاخر للسعودية. السعودية هي السبب الذي يجعل وزراء في السودان يفكرون بصوت عال بتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وغير قليل من مشتريات الوسائل القتالية المتطورة في الجيش المصري، يمول بالمال السعودي. فالسعوديون يمكنهم بالتأكيد أن يوفروا البضاعة الفلسطينية، ولكنهم لن يفعلوا ذلك الا اذا فهموا بان بقاء نظامهم متعلق بذلك.
يمكن لاسرائيل وينبغي لها أن تطلب من السعوديين الزام الاردن، عضو آخر في الحلف الاقليمي، بان يعيد لـ 1.8 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة المواطنة الاردنية التي اخذت منهم من طرف واحد في 1988 في ظل الخرق الفظ للقانون الدولي. يمكن للسعوديين أن يفرضوا على الحكم الذاتي لـ م.ت.ف في يهودا والسامرة أن يصبح محافظة في اتحاد فيدرالي اردني في إطار تسوية انتقالية، ما يسمح لاسرائيل بأن تضم المناطق ج (نحو 60 في المئة من اراضي يهودا والسامرة، ولكن فقط 5 في المئة من السكان العرب) في ظل الاعتراف الصامت، العربي والدولي. في الماضي نشرت في عدة وسائل اعلامية اسرائيلية شائعات عنيدة عن خطة سلام اقترحها الرئيس المصري السيسي على ابو مازن وفي اطارها تضاعف مساحة قطاع غزة خمس مرات على حساب سيناء، وهناك تقوم الدولة الفلسطينية، فيما لا يكون في يهودا والسامرة الا حكم ذاتي بالحجم الحالي، لتعرفوا انه يوجد في الجانب العربي من هم مستعدون لان يفكروا من خارج العلبة.
لقد حان الوقت لان تستوعب اسرائيل والولايات المتحدة بان الشرق الاوسط الجديد، المفكك والمفتت، يقترح امكانيات لم يتخيلها احد في الماضي. فالعالم القديم الذي في عهده كتبت مبادرة كلينتون مات، وما فشل في الماضي لن ينجح في اليوم بالتأكيد. ما كان في الماضي خياليا يمكنه ان يصبح اليوم واقعا. فهل تفهم حكومة اسرائيل ذلك؟ ليس مؤكدا على الاطلاق ولا سيما حين نرى أن نتنياهو يواصل الحديث عن “دولتين”.
لا تتأثروا بالخطابية الحماسية للفلسطينيين ضد ترامب حول موضوع القدس. فكعادتهم يحتمل أن تكون هذه لاغراض المفاوضات. ينبغي الافتراض بان الحاجة السعودية لاخراج التحالف مع اسرائيل الى النور كي تجعله عمليا اكثر – ستدفعهم الى ان يفرضوا على م.ت.ف العودة الى طاولة المفاوضات. في منظومة القوى هذه، ليس الفلسطينيون اكثر من “اغبياء استعماليين”. فقبل لحظة من عقد الامريكيين لمؤتمر سلام اقليمي في الوقت الذي تتحقق فيه كل التفاصيل عن الصفقة الاقليمية الكبرى بعيدا عن عيون الجمهور، من المهم الا نفوت الفرصة التاريخية ونتمكن من استخدام القلق الوجودي السعودي لنجعله انجازات سياسية.
هآرتس / تحطم حاجز الخوف : الجهات الاستخبارية ترسم خطوط لصورة الاحتجاج في ايران
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 3/1/2018

بعد مرور ستة ايام على موجة المظاهرات التي تهز ايران، فان الاجهزة الاستخبارية في اسرائيل وفي الغرب ما تزال مترددة في اعطاء اجابة على السؤال الرئيس الذي يشغل متخذي القرارات: هل نشأت هنا للمرة الاولى منذ الثورة الخضراء الفاشلة في 2009 نافذة فرص لاسقاط النظام؟ المعلومات الواردة من ايران ما زالت جزئية ولا تكفي لاعطاء صورة واضحة. السلطات تشوش على الوصول الى التلغرام، وهو تطبيق الرسائل الذي استخدمه المتظاهرون في بداية الاحداث في محاولة لتنسيق الخطوات. في نفس الوقت يستمر ابطاء شبكة الانترنت في الدولة، رغم أن معارضي النظام ينجحون بمستوى معين في ايجاد طرق التفافية.
هناك بضعة اشكال للاحتجاج آخذة في الوضوح، حسب تحليلات الاستخبارات في اسرائيل وفي الخارج:
يشارك في هذه المظاهرات عشرات الآلاف. الاعداد ما زالت لا تقترب من اعداد الاحتجاج الاخضر (على الاقل مليون شخص)، وهي الاحتجاجات التي تركزت اساسا في طهران وقادها الطلاب واشخاص من الطبقة الوسطى. أما في هذه المرة بدأت المظاهرات في اوساط أبناء الطبقة الدنيا وانتشرت تقريبا في ارجاء ايران، وفي مدن كثيرة يصعب على النظام السيطرة عليها الآن. يبدو أنه في اوساط جمهور كبير تحطم حاجز الخوف الذي منع مظاهرات مشابهة منذ القمع العنيف قبل تسع سنوات.
غلاء المعيشة كان السبب الرئيس للاحتجاج، لكنه ليس الوحيد. فقد أضيف الى الغضب من الغلاء احباط الشباب العاطلين عن العمل. في الخلفية هناك كراهية كبيرة في اوساط عدد كبير من الجمهور الايراني بسبب التطبيق الصارم لقوانين الشريعة من قبل النظام. الصورة المرئية الاكثر بروزا للاحتجاج حتى الآن (التي سيولد تصعيدها علامات اخرى) هي الفيلم القصير الذي تظهر فيه امرأة شابة في المظاهرة وهي ترفع غطاء الرأس وتلوح به.
جهود النظام لتحريك وتمويل وتصدير الثورة الاسلامية الى دول اخرى تثير غضب الجمهور. في عدة حالات تم تصوير متظاهرون وهم يحرقون صورة الجنرال قاسم سليماني، قائد “قوة القدس” في حرس الثورة، وهو الذي عرض كبطل قومي بعد هزيمة داعش وانقاذ نظام الاسد في الحرب الاهلية السورية. إن رفع اسعار الوقود والبيض، في الوقت الذي تستثمر فيه ايران مليارات الدولارات في مساعدة الاسد وحزب الله والمليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، يركز حوله غضب المتظاهرين. أحد الشعارات التي تسمع في المظاهرات هو شعار “غزة لا تهمنا ولا يهمنا حزب الله، ما يهمنا هو ايران”.
يبدو أن النظام ما زال حتى الآن لم يستخدم كل قوته لقمع المظاهرات، ومثل الاجهزة الاستخبارية الاجنبية التي تتابع السلطات، يبدو أن السلطات الايرانية ايضا لم تتوقع الانفجار في هذا التوقيت الحالي. ورغم أن رد النظام كان عنيفا في عدد من المدن، حتى الآن تم الابلاغ عن نحو 20 قتيل، إلا أنه بعيد عن القوة الزائدة التي تم استخدامها في قمع الاحتجاج السابق. لقد تولد الانطباع أن النظام ما زال يوجد في مرحلة الاستيعاب ولم يطلق العنان لقواته الهجومية.
هذا يتعلق ايضا بسياسة ايران الخارجية: الزعيم الروحي علي خامنئي ورجاله قلقون من تهديدات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بالغاء الاتفاق النووي. ومن اجل صد ترامب فان ايران بحاجة الى اوروبا. الاتحاد الاوروبي حافظ حتى الآن على الصمت المدوي اخلاقيا في رده على قتل المتظاهرين، لكن استخدام قوة اخرى يمكن أن تؤدي الى تذمرات جديدة ضد النظام بسبب المس بحقوق الانسان – تعقيد وضع النظام مع الدول الاوروبية.
العقوبات هامة. العقوبات الدولية التي قادتها ادارة اوباما في بداية العقد قوضت اقتصاد ايران وفرضت على القيادة في طهران التوقيع على اتفاق فيينا الذي عمل على تأجيل مشروعها النووي. الاضرار المتراكمة للعقوبات يمكن لمسها وهي تعمل على ابطاء خروج الاقتصاد الايراني الحفرة التي ألقي فيها. ترامب يظهر الآن تأييده للمتظاهرين من خلال تغريدات عرضية تقريبا، بين حربه ضد وسائل الاعلام وبين جهوده للفوز بالنقاط (هذا الصباح، عن عدم وجود حوادث في الطيران الامريكي في 2017). ولكن اعادة النظر في العقوبات، بسبب مساعدة الارهاب وبرنامج الصواريخ الايراني والمس بحقوق الانسان، يمكن أن تعطي دعم حقيقي للمتظاهرين. وهناك جائزة اضافية من ترامب: هذا بالضبط ما لم تفعله ادارة اوباما في 2009 عندما تابعت بلامبالاة الى درجة ما انهيار الثورة الخضراء.
اسرائيل خارج الصورة. رئيس الاركان غادي آيزنكوت الذي وصف في هذا الصباح الصورة الاستراتيجية في خطاب في المركز متعدد المجالات في هرتسليا كان حذرا من ذكر، وحتى الاشارة، الاحداث في ايران. آيزنكوت تحدث عن استثمار ايران الكبير في مساعدة الارهاب: نحو مليار دولار في السنة لحزب الله وبضع مليارات في السنوات الاخيرة لمساعدة القاتل بشار الاسد وعشرات الملايين لحماس والجهاد الاسلامي.
في هذه الاثناء صادق وزير الدفاع افيغدور ليبرمان على ما كتب هنا أمس: الاحداث في ايران توفر لاسرائيل سبب آخر لعدم الانجرار في الوقت الحالي الى التصعيد مع حماس في قطاع غزة. المظاهرات تثير الحرج العالمي الكبير بالنسبة للنظام في طهران، ومن المهم أن لا تخرب اسرائيل هذا الآن وتحول الاهتمام الى القطاع. آيزنكوت، بالاشارة، انضم الى اقوال ليبرمان، عندما وجه الانتقاد لدعوات مهاجمة غزة بقوة ووصفها بأنها “غير مسؤولة”.
هآرتس / الهند تريد قصة غرام وليس علاقة دائمة
هآرتس – بقلم اوشريت برفادكر – 3/1/2018
من الصعب الامتناع عن اجراء مقارنة تاريخية بين احتفالات السبعينيات والتصويت في الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني، والتصويت ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل. رغم أن الظروف مختلفة، إلا أن هناك تشابه بين التصويتين، على الاقل من ناحية معارضة الهند.
القرار اثار ناخبو حزب السلطة الهندي وخيب آمال سياسيين اسرائيليين. “قصة الغرام” التي اتسعت الى ما هو ابعد من التجارة الامنية الهامة، وتضمنت في السنوات الاخيرة لحظات اعجاب متبادل – بما في ذلك تبادل التهاني في تويتر بين ممثلي الدولتين، التعاون في الزراعة والمياه وحتى زيارة اولى لاسرائيل لرئيس الحكومة الهندي. المصالح المشتركة بين الدولتين في الامن والاقتصاد شكلت اساسا هاما في قصة الغرام، التي يتوقع أن تستمر مع الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نتنياهو في نيودلهي بعد بضعة اسابيع.
ولكن اذا فحصنا جدية العلاقة بين اسرائيل والهند حسب ما يحدث في الامم المتحدة، فان نمط التصويت التاريخي للهند يدل على الولاء للرواية الفلسطينية الى جانب مناهضة اسرائيل الواضحة. إن ازدهار “قصة الغرام” ادت الى تغيير صغير في هذا التوجه. دلائل على ذلك كانت في امتناع الهند عن التصويت على ادانة اسرائيل، في اعقاب تقرير لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول احداث الجرف الصامد، والامتناع عن التصويت على قرار اليونسكو الاعلان عن اسرائيل كـ “قوة محتلة في القدس”. الهند ايدت قرار الامم المتحدة في ادانة قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
إن التفاؤل والحماسة التي جرت الصحف الاسرائيلية والهندية عانت من سطحية معينة. الحديث عن عهد جديد في العلاقة بين اسرائيل والهند يشير وبحق الى الميل للتقارب بين الدولتين، لكن لم يعرض في أي يوم في اسرائيل التعقيد الذي تواجهه الهند في ادارة علاقاتها مع العالم العربي والاسلامي، ولا سيما شبكة العلاقات المعقدة بين المؤسسة الحالية والجالية الاسلامية في الدولة.
إن تجاهل جوانب هامة من الواقع الاستراتيجي للهند يغيب جوهر التغيير: الانتقال من الميل الحاسم للجانب الفلسطيني الى سياسة متزنة اكثر. لذلك، بعد كل خطوة تعتبر مؤيدة لاسرائيل، تهتم وزارة الخارجية في الهند بالقيام بخطوة موازية مثل استضافة احتفالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. الهند لا تتنازل عندما يتعلق الامر بذكرى هندية مؤلمة كما تبين من الاحتجاج على مشاركة السفير الفلسطيني في الباكستان في مسيرة مشتركة مع منظم الهجوم الارهابي في مومباي قبل عشر سنوات.
هناك عدد من التفسيرات للتصويت ضد اسرائيل: أولا، اصلاح السياسة التاريخية والانتقال الى استراتيجية سياسية واقتصادية متزنة اكثر تحتاج الى السير بحذر بين النقاط. توجد للهند مصالح ايضا في السعودية وايران وروسيا ودول اخرى، تعارض سياسة اسرائيل، على الاقل في المجال العام لمؤسسات دولية مثل الامم المتحدة. لذلك فان التهديد الامريكي “تسجيل الاسماء” خلال التصويت ليس في مكانه – تصويت الهند لم يكن تصويت متحدي ضد الدولة العظمى، بل جهد للحفاظ على الاستقلال السياسي. تفسير آخر هو محاولة التقليل من الاحتكاك بين حكومة مودي والجالية الاسلامية في الدولة على خلفية الاحداث على الحدود مع باكستان وعلى عدد من التعيينات لشخصيات هندية كبيرة مختلف عليها. اضافة الى ذلك هناك حاجة الى نضال في الانتخابات في ولاية غوجرات، وهي الملعب البيتي لرئيس الحكومة الحالي من اجل ان يحظى حزبه باغلبية الاصوات في الجمعية العمومية، وإن كان بخسارة 16 مقعد مقارنة مع الولاية السابقة. إن رد وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سوارج، على تهنئة سياسي مسلم بالنجاح تضمن اشارات واضحة يمكن من خلالها الادراك أن هناك صفقة سياسية وهناك توقع للحصول على مقابل.
في قصة الغرام مثلما في قصص الغرام – ثورة المشاعر الهائجة من شأنها أن تهدأ وتخلي مكانها لتفكير عقلاني. مع الرغبة في توسيع القوة الجيوسياسية للهند في السنوات القادمة، فقد زادت الرغبة في طرح رؤيا واضحة فيما يتعلق بمواضيع مختلف عليها. دور الوسيط في نزاعات مختلفة هو طريق للحصول على مكانة واحترام، ويبدو أن الهند تهتم بالسير فيه. إن شوق اسرائيل الى تحويل قصة الغرام الى علاقة عميقة ودائمة تجبرها على الاعتراف بالتيارات العميقة الجديدة في المؤسسة الهندية. ومثلما يحدث في قصص الغرام الادبية، فان التردد والشك هي جزء من الامور التي تواجهها حكومة مودي بشجاعة.
الخارطة الجيوسياسية المتغيرة وتبلور محور سعودي – امريكي – اسرائيلي، خفي وعلني، تضع تحديات امام متخذي القرارات في نيودلهي. السياسة الخارجية فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني هي لبنة اخرى في هذه المواجهة. من الصعب توقع اذا كانت الهند ستختار تسريع العلاقة مع اسرائيل وتبني سياسة مؤيدة تشبه العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، لكن لا يكفي السير المشترك نحو الهروب، من اجل توفير الامن والايمان المهمان لذلك.
هآرتس / النهاية “النكسونية” لنتنياهو
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 3/1/2018
ريتشارد نكسون كان رئيسا مجددا. فقد قام بفتح الابواب الى الصين، وأسس الانفراج مع الاتحاد السوفييتي، وأخرج امريكا من فيتنام، وألغى الخدمة العسكرية الاجبارية، واستكمل الغاء الفصل العنصري في المدارس، وقام باصلاحات في الرفاه والبيئة وأنقذ اسرائيل في حرب يوم الغفران. ولكنه أنهى ولايته كشخص مهان وخارق للقانون ومتعثر ومصاب بجنون الارتياب، والذي في ايامه الاخيرة كان يتجول في البيت الابيض بالبيجامة وهو يتحدث مع الصور المعلقة على الجدران. إن تركه لمنصبه بهذه الصورة غير المحترمة غطت الى الأبد على كل انجازاته. فقد سجلت في التاريخ مثل لعنة أبدية.
بنيامين نتنياهو يمكن أن يسير في اعقابه. ايضا من يعارض بشدة مواقفه يجب عليه الاعتراف بأنه ترك بصماته على تاريخ دولة اسرائيل، وحسب رأيه فانه غيرها نحو الافضل. على مدى الـ 12 سنة لوجوده في رئاسة الحكومة، ويضاف اليها سنتين كوزير للمالية، فان نتنياهو اجتث اتفاقات اوسلو، ودفن حل الدولتين وخصخص الاقتصاد، لكنه حافظ على استقراره، وعزز سلطة المستوطنين وقضم سلطة القانون، وصد براك اوباما وكسب دونالد ترامب وحقق مواجهة محتملة مع ايران. خلال ذلك اقام تحالف سياسي يبدو وكأنه لا يمكن هزيمته، بالضبط مثلما ظهر الحزب الجمهوري بعد أن تبنى نكسون بنجاح “الاستراتيجية الجنوبية” التي خطفت الجنوب الابيض من أيدي الديمقراطيين، حتى جاءت فضيحة “ووترغيت”.
رغم أن محاولة اختراق مقر الحزب الديمقراطي في 1972 وجهود البيت الابيض في التشويش على التحقيقات تستدعي تجميعا فوريا لاختراق روسيا لحواسيب الديمقراطيين في 2016، ومحاولة ترامب المستمرة لمنع التحقيق فيها، يجب أن نذكر أن نكسون ايضا صمم على أنه لن يكون هناك شيء لأنه لا يوجد شيء. ايضا هو كان على قناعة بأن خصوم سياسيين ومحققين متحيزين وصحافيين يساريين يقومون بتضخيم احداث بسيطة بحقد من اجل عزله. ايضا كان له أتباع اغبياء تمسكوا بنظرية المؤامرة التي نشرها. وهو ايضا تحصن في مكتبه عندما كانت ادانته واضحة للعيان، وبهذا فقد اضاع فرصة النزول عن المنصة باحترام.
ورغم أن المقارنات مع ترامب مطلوبة ومبررة فان شخصية نكسون تشكل دليل اكثر دقة لسلوك نتنياهو، وليس فقط الآن. فقبل عشرين سنة كتبت عن ذلك بأن نكسون مثل نتنياهو كان إبنا لأب صارم شعر بأنه مضطهد، ترعرع في ظل اخوته الذين ماتوا، تلقى تعليم سبارطي وتميز في تعليمه، وشعر بأنه لا ينتمي الى المحيط المعادي، وارتقى الى قمة السياسة في سن مبكرة وقام ببناء نفسه كمطارد لليساريين الخونة. ايضا نكسون كان له طموح كبير وعقل سياسي لامع قاداه الى القمة رغم حالات فشل كبيرة مرت عليه. المأساة هي أن نجاحاته مهما كانت كبيرة لم تقلل من شعور الاضطهاد ومشاعر الضحية التي كبر معها، وشهوة الانتقام من اعدائه والميل الى رؤية مؤامرة في كل زاوية ورفض الاعتراف بعثراته، وكنتيجة لذلك – عدم القدرة على رؤية المصيبة المقتربة منه والخلاص منها في الوقت المناسب.
ايضا اذا بقي في منصبه، فان نتنياهو يسير الآن بسرعة داخل ما سماه اريئيل شارون بـ “الكوراليس” وهو المسار الاخير للابقار التي تذهب للذبح، في طريقه الى نهايته “النكسونية”. في كل مرة يهاجم فيها المحققين معه فانه يثبت شدة خطاياه ويرفض تحمل المسؤولية عن افعاله، وهو يتموضع في الرأي العام، وايضا في الرأي العام لليمين كمخادع ومتعثر ومقطوع عن الواقع، والذي لا يريد دفع ثمن اخطاءه. هكذا هو ايضا سيسجل في التاريخ اذا استمر في السير في طريقه الحالية، في حين أن انجازاته تغرق في هاوية النسيان.
هآرتس / جزيرة من الاستقرار
هآرتس – بقلم سامي بيرتس – 3/1/2018
لقد جف سوق الافكار السياسية في السنة الاخيرة. وكل ما نجح في اعطائه هو القرار الذي لا أهمية له لمركز الليكود في هذا الاسبوع من اجل ضم كل الضفة. هذا قرار يتنافس اساسا مع البيت اليهودي في السباق على لقب من هو الاكثر يمينية.
هذه الفكرة لن تثمر انطلاقة سياسية في العملية السلمية غير الموجودة مع الفلسطينيين. ويمكن الافتراض أنها يمكن أن تدهور الوضع أكثر من تصريح ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل والذي أغضب الفلسطينيين قليلا. تقديرات الاستخبارات الاخيرة تتحدث عن سوء الوضع الانساني والاقتصادي الكبير في غزة، ونتيجة ذلك، زيادة امكانية حدوث اشتعال أمني جديد. العلامات الاولى تتمثل في الطقس المعروف الذي يتمثل بسقوط الصواريخ على الرد الاسرائيلي المعتاد بقصف مواقع حماس من الجو.
الوضع الصعب في القطاع والخوف من مواجهة عسكرية اخرى تجلس الاسرائيليين ايام طويلة في الملاجيء، تجبر حكومة اسرائيل على التفكير بحلول ابداعية. ايضا التهديد من تعزز نفوذ ايران في غزة يثير الشعور بالاستعجال. رئيس مجلس الامن القومي، مئير بن شبات، طلب منه تقديم خطة لعلاج المسألة امام الكابنت، وهذه الخطة يتوقع تقديمها خلال عشرة ايام. هذا هو الوقت المناسب ليطرح امام الكنيست اقتراح وزير المواصلات اسرائيل كاتس لاقامة جزيرة امام شواطيء غزة، تكون عليها منشآت الطاقة وتحلية المياه، ومطار وميناء ايضا، لصالح الفلسطينيين.
هذه الفكرة طرحت قبل سنوات كحل لمشكلة الحصار على غزة. من جهة، اسرائيل تقوم بخنق القطاع (ايضا مصر خنقته لبضع سنوات) بسبب سيطرة حماس هناك، ومن جهة اخرى فان ما يقارب المليوني شخص يضطرون الى مواجهة ظروف معيشة مهلهلة واقتصاد يحتضر وفقر مشين، التي تزيد من التطرف. السلطة الفلسطينية تساهم في زيادة الضغط على السكان بتخصيصها القليل جدا من ساعات تزويد الكهرباء في اليوم كجزء من محاربتها لقيادة حماس. النتيجة في كل الحالات سيئة لاسرائيل، الغضب يوجه اليها على شكل اطلاق الصواريخ ويتم اتهامها بالمسؤولية عن الوضع الصعب في غزة.
الجزيرة الاصطناعية معدة لمواجهة هذه المشكلات، واستكمال خطة الانفصال التي لم تفصل حقا اسرائيل عن غزة. هذه الجزيرة ستكون هواء التنفس لغزة، الموجودة تحت الحصار منذ صعود حماس، ويمكنها تحرير اسرائيل من المسؤولية عن الوضع الانساني في القطاع. اقامتها توفر للفلسطينيين ذخر اقتصادي حيث أنها ستشغلهم لبضع سنوات، وكذلك فانها ستجعل لديهم ما يمكنهم أن يخسروه في المواجهة. تمويل هذا المشروع يجب أن يكون دوليا، واذا تمت ادارته بشكل صحيح فيمكنه أن يكسر المعادلة، وينقل غزة الى الرعاية السعودية – المصرية بدل الرعاية الايرانية. في الحكومة والجيش الاسرائيليين هناك تأييد كبير لهذه الفكرة. ومن يعارض؟ في الاساس وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، الذي لا يريد الظهور كمن منح حماس جائزة بعد تعهده بتصفية اسماعيل هنية خلال 48 ساعة، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لم يعبر عن معارضة صريحة، لكنه فضل عدم اعطاء هدية لاسرائيل كاتس الذي يرى فيه خصم سياسي.
قطاع غزة هو قنبلة موقوتة من كل النواحي – أمنيا وانسانيا واقتصاديا وبيئيا. في العقد الاخير جبت ثمنا دمويا، اساسا من سكان القطاع، ولكن ايضا من مواطني اسرائيل، وحتى جبت ثمن اقتصادي كبير. مراقب الدولة نشر بعد عملية الجرف الصامد تقرير وجه فيه الانتقاد للكابنت الامني لأنه لم يفحص البدائل السياسية المطلوبة بخصوص قطاع غزة، والتي يمكنها أن تمنع التصعيد الامني. هل سيحدث هذا في هذه المرة، أو أن اقامة الجزيرة ستبقى مجرد فكرة مع المنطق الاقتصادي والامني الذي ينهار تحت المنطق السياسي لليبرمان ونتنياهو؟.
معاريف / الرؤية السليمة
معاريف – بقلم أور سري – الناطقة بلسان مبادرة جنيف – 3/1/2018
في مقال نشر مؤخرا في صفحة الاراء في “معاريف المجلة” (“الزمن يعمل في صالحنا”، 26/12) ادعى النائب السابق البروفيسور آريه الداد بان “الزمن يعمل في صالحنا” بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولكن ما هو “صالحنا” هذا في نظره. اليمين في اسرائيل لم يعرض خطة سياسية منذ سنين، وفي غيابها، يبدأ اليمين المسيحاني المتطرف في اطلاق رؤساه اكثر فأكثر: ذات يوم سيترك الفلسطينيون، وكل المناطق التي بين النهر والبحر ستضم وستكون تحت سيادة اسرائيلية. متى سيأتي هذا اليوم؟ لا نعرف. ولكن من خلال الشعار “شعب الخلود لا يخاف الطريق الطويل” واختلاق المعطيات الديمغرافية في يهودا والسامرة – هذا اليمين ينقط بان كل ما تبقى لنا هو الانتظار.
فحسب معطيات الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي، الذي يسيطر على الضفة، يعيش في يهودا والسامرة فقط، بدون غزة، نحو 2.75 مليون فلسطيني. بعض من اليمين يحرصون على تقليل هذه المعطيات، وفي مقابلة اجريت مؤخرا مع الوزير نفتالي بينيت ادعى بانه يوجد مليون ونصف فلسطيني في الضفة. وحتى حسب هذا التقدير الناقص، ما هو مخطط بينيت وشركاه بالنسبة لاولئك الناس؟ الانتظار حتى يتركوا؟ اعطاؤهم حقوق المواطن الكاملة؟ تحويلهم الى مواطنين من الدرجة الثانية؟ وهذا دون أن نذكر غزة، حيث يعيش نحو 1.8 مليون فلسطيني، اكثر من نصفهم دون سن 18، مغلقون هناك ولا يمكنهم أن يذهبوا الى أي مكان. هناك في اليمين من يدس رأسه في الرمال ببساطة ويتجاهل وجودهم.
في مقاله يثبت الداد حجته بان الزمن يعمل في صالحنا في أنه بعد سبعين سنة، اعترفت الولايات المتحدة ودول اخرى بالقدس كعاصمة اسرائيل. وحسب نهجه، فبعد سبعين سنة “سيعترفون ايضا بشرقي القدس”. وهو يتجاهل حقيقة أن تصريح الولايات المتحدة عن القدس ايقظ اساسا من سباتها الدول المعارضة للاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل – والتي هي اغلبية الدول في العالم كما ينبغي أن نذكر، وكذا ادخل الى الساحة وسطاء دوليين آخرين كفيلين بان يكونوا اقل التزاما من الولايات المتحدة بسياسة الحكومة في اسرائيل. فضلا عن ذلك، يأمل الداد في أن يعترف العالم بشرقي القدس كجزء من دولة اسرائيل، ولكنه ينسى أن دولة اسرائيل وبلدية القدس تفضلان تجاهلها. فالقرى الفلسطينية من شرقي القدس والتي احتلتها اسرائيل في حرب الايام الستة، وان كانت ضمت الى القدس، ولكن أي مصلحة امنية أو ايديولوجية توجد لاسرائيل في حيازة مناطق يعي فيها شعب آخر؟ هل مخيم اللاجئين شعفاط وجبل المكبر هما صخرة وجودنا؟ يحاول الداد لذع مبادرة جنيف ويستخدم التقدير الذي قدمه رئيس المخابرات نداف اغرمان في لجنة الخارجية والامن، والذي يقول فيه ان ابو مازن آخذ في الضعف، وان هناك تخوف من أن تسيطر حماس على يهودا والسامرة ايضا. ولكن عمليا تقدير رئيس المخابرات يعزز قولنا – في أنه بدون اتفاق سياسي مع عباس، حماس ستتعزز قوة. والان على اسرائيل أن تختار بين استمرار النزاع مع حكم حماس أو حل النزاع مع السلطة الفلسطينية. في اليسار الاسرائيلي ايضا يؤمنون بان شعب الخلود لا يخاف الطريق الطويل، ولكنهم يؤمنون ايضا بان شعب الخلود يستحق الراحة من الفي سنة اضطهاد، والا يعيش ويموت على حربته في دولته السيادية. وبخلاف الداد، نحن لا نؤمن بان الزمن يعمل في صالحنا عندما نواصل ارسال ابنائنا واحفادنا الى الجيش، للقيام بمهام حفظ النظام والسيطرة على سكان مدنيين. الزمن لا يعمل في صالحنا حين يضع ابناءنا، سلاح في مواجهة الصفعة، كي يحمي، ضمن امور اخرى، المستوطنين الذين اختاروا السكن في مستوطنات منعزلة في قلب سكان فلسطينيين، ولا يحترمون دوما حكم القانون او الجنود أنفسهم.
نحن نؤمن بان الانتظار والجمود يؤديان الى دولة واحدة ثنائية القومية، ولهذا فانهما يعرضان دولة اسرائيل كيهودية وديمقراطية للخطر. واضح لنا عن أي جزء يبدي اليمين استعداده للتنازل عنه – أي عن الديمقراطية. ولكن المعنى الفوري للتنازل عن الديمقراطية هو النسيان بان العناق الامريكي الذي يتضمن موقفا صلبا حيال ايران، مساعدة امنية سخية وعزلة دولية. فهل هذا هو المستقبل الذي نتمناه؟
اسرائيل اليوم / عالم أوهام الفلسطينيين
اسرائيل اليوم – بقلم روبين باركو – 3/1/2018
في نهاية القرن السابق نشر فؤاد العجمي كتابه “قصر احلام العرب”، عرض فيه اخفاقات في فكر زعماء العرب وانتقادهم الذاتي كسبب لقصوراتهم. بعد نحو 20 سنة، مع نهاية 2017، وقعت ثلاث ضربات على قصر الاوهام الفلسطيني. بداية، اعلان ترامب عن القدس كعاصمة اسرائيل، بعد ذلك قرار مركز الليكود ضم المستوطنات وغور الاردن، وأخيرا قرار الكنيست الذي ثبت بالتشريع “مسامير بلا رأس” لكل تسوية مستقبلية في القدس.
في نظرة فلسطينية واعية، كانت قرارات الامم المتحدة في اعقاب اعلان ترامب عديمة المعنى. وفي مقابل الدراما التاريخية التي أحدثها ترامب في التواصل المستمر من اعلان كورش عبر اعلان بلفور وحتى اعلانه – لم يكن لقرارات التنديد في الامم المتحدة أي معنى عملي وكانت صدى خفيضا لتقاليد مناهضة لاسرائيل آخذة في الخبو في المؤسسة المغتربة.
ان الاستفزازات التي تقوم بها حماس الان ليست تواقة للقتال بل تعبير عن اليأس وفقدان الطريق العملي، السياسي والفكري. فالمنظمة المحاصرة والمستنزفة، استثمريت عبثا، على حساب شعبها، مقدرات طائلة في الصواريخ وفي الانفاق التي اصبحت عبئا عديم الجدوى، وتوجد في وضعية سياسية يعتبر فيها طريقها الاسلامي منبوذا ومساعدوه السياسيون والاقتصاديون (قطر، ايران وتركيا) يوجدون في ضائقاتهم الخاصة.
السلطة الفلسطينية تنهي عصرا. ابو مازن اجتهد عبثا ليبتز انجازات من اسرائيل في ساحة سياسية معادية لها – في ظل الامتناع عن مفاوضات مباشرة والاعتراف بها كدولة يهودية. وبذرت السلطة الفلسطينية زمنها عبثا على محاولة يائسة على التنديد باسرائيل كدولة ابرتهايد من خلال المقاطعة على نمط جنوب افريقيا، بينما تقيم تنسيقا أمنيا معها خوفا من حماس…
اما القافلة الاسرائيلية فتواصل الحركة بينما السلطة الفلسطينية تواصل الدوران حول مطالبها العبثية (القدس كعاصمة و “عودة اللاجئين”)، ولا تستوعب تأثير السياقات التي تلم بالعالم الذي يعي احلامهم الهاذية. وبالفعل، فان الارهاب الاسلامي، التهديد الايراني، تفكك دول المنطقة، جموع اللاجئين المسلمين في اوروبا الآفلة، اضطهاد المسيحيين في الشرق الاوسط – هي العوامل التي أدت الى الدحر الى الهوامش بالقضية الفلسطينية، التي لم تكن ابدا السبب في مشاكل المنطقة.
في ضوء هذه التطورات، ادعى ابو مازن بان الولايات المتحدة منحت رعاية لاستراتيجية اسرائيلية لتصفية الوجود الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للجدل وقتل المسيرة السلمية. وتناول طيف الاصوات – في فتح، في الجبهة الشعبية وفي حماس – تصريح ترامب والقرارات بشأن القدس والمستوطنات بتعابير اعلان الحرب، الذي يستوجب الغاء الاعتراف باسرائيل والمسيرة السلمية والعودة الى المقاومة (الكفاح المسلح).
ان الجماهير الفلسطينية في يهودا، السامرة وغزة يوجدون في مسيرة صحوة: “ايام الغضب” الهزيلة التي بادرت اليها حماس والسلطة الفلسطينية حول القدس هي دليل على “خاتمة” مخيبة للآمال بالذات لان المدينة شكلت في الماضي مسألة جوهرية أشعلت سواء الدول العربية ام الفلسطينيين.
الغزيون ملوا حماس، وفي يهودا والسامرة شبعوا من فساد السلطة الفلسطينية، ولكن الكثيرين يرفضون حماس كبديل. عشية التداول الشخصي للحكم في السلطة الفلسطينية يدور الحديث حول اقامة حكومة انتقالية مدنية ذات طابع اقتصادي تحظى بمباركة اسرائيل. هناك من يرفضون المرشحين الكفاحيين للحلول محل ابو مازن (ماجد فرج ودحلان) كممثلين عن الطريقة التنظيمية القديمة وعديمة البشرى، ويفضلون بالذات سلام فياش الذي اثبت قدرة على تحقيق رؤيا هذا الازدهار الفلسطيني. اما لنا فيمكن لهذا ان يكون مناسبا.
القناة الثانية العبرية / إسرائيل تدرس احتمال التصعيد ضد الجهاد الإسلامي
القناة الثانية العبرية – 3/1/2018
أقل من أسبوع على إطلاق النار من غزة، أنهى الجيش الإسرائيلي تحقيقه في الحادثة، واتضح بعدها التقدير بأن الجهاد الإسلامي هو المسؤول عن الإطلاق. ثلاث قذائف هاون من إنتاج إيراني أُطلقت في الوقت الذي تُحيى فيه مراسم ميلاد أرون شاؤول، اثنان منهما اعترضتهما القبة الحديدية، والأخير سقط في منطقة مفتوحة.
في الجيش حددوا أن أدوات القتال التي أنتجت على يد إيران وأطلقت من القطاع مطابقة بالمواصفات للصواريخ التي أطلقها الجهاد الإسلامي تجاه موقع للجيش الإسرائيلي قبل نحو شهر (30 نوفمبر)، كذلك موعد الإطلاق الذي تزامن مع مراسم إحياء يوم ميلاد أرون شاؤول يعتبر “غير عادي”.
في أعقاب ذلك، توصلوا في جهاز الأمن لتقدير مفاده أنه من المحتمل جدًا أن يكون إطلاق النار من قبل الجهاد الإسلامي. في الجيش يدركون أن حماس لا تنجح بكبح الجهاد الإسلامي، معنى ذلك أنه تتم دراسة احتمال التصعيد أمام الجهاد الإسلامي من خلال ضرب البنى التحتية للتنظيم ومسؤوليه.
هذا وحذروا في الجيش هذا الأسبوع من أن “إطلاق النار الخطير يوم الجمعة يثبت مجددًا أن إيران – من خلال تنظيمات مارقة ومتطرفين – تعمل على تقويض الوضع الإقليمي، تلعب بحياة سكان القطاع، وقد تقود القطاع لتصعيد بعد سنوات من الهدوء الأمني. وعلى حماس تُلقى المسؤولية الكاملة عن الوضع وتداعياته”.
موقع واللا العبري / ليفني تعترف بفشل خيار القوة ضد غزة وتدعو لاستراتيجية جديدة
موقع واللا العبري الاخباري – 3/1/2018
قالت وزيرة الخارجية السابقة للاحتلال، تسيبي ليفني، إن إسرائيل لا تملك سياسة واضحة للتعامل مع غزة، مشددة على الحاجة لاستراتيجية جديدة.
وقالت ليفنى “إن استخدام المزيد من القوة ضد غزة لن يجدي، ولن يجلب الهدوء، ولا بد من وجود خط دبلوماسي يؤدي إلى نزع السلاح في غزة”.لام.
وهاجمت ليفني، في لقاء مع موقع “واللا” العبري الاخباري ، سياسات الحكومة بزعامة بنيامين نتنياهو، وأشارت إلى أن نتنياهو عندما كان في المعارضة طالب بالقضاء على حماس “في عملية الرصاص المصبوب (عدوان 2008-2009)، ثم جاء ليبرمان، وأصبح أيضا وزيرا، ولم يفعل ذلك”.
وحول فشل نتنياهو في هزيمة حماس في غزة، قالت ليفنى التي تتزعم حزب الحركة: “عندما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقاعد المعارضة، كان يقف أمامي عندما كنت وزيرة للخارجية وشريكة في عملية الرصاص المصبوب (العدوان على غزة 2009-2008)، حيث استخدمها في الانتخابات، وقال: دعوني أهزم حماس، فعل الشيء نفسه في عملية الجرف الصامد (عدوان 2014).
وزير آخر في مجلس الوزراء، أفيغدور ليبرمان، قال: “دعوني أستخدم قوة مفرطة”، هو أيضا جاء إلى مكتب وزير الدفاع، ولم يفعل ذلك”، في إشارة إلى فشل جميع قادة الاحتلال في القضاء على غزة وحركة حماس.
اسرائيل اليوم / سوريا القديمة تعود بأسرع مما توقعنا
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 3/1/2018
فقط قبل حوالي شهر طلب من اسرائيل الدفاع عن القرية الدرزية الخضر التي تقع اسفل هضبة الجولان السورية أمام هجوم مجموعة من المتمردين السوريين عليها. لقد قامت بذلك من خلال التزام مفهوم وحتى مبرر لمشاعر ابناء الطائفة الدرزية في اسرائيل، وبهذا ردت لسكان الخضر الجميل بدل الاساءة، حيث أن هذه القرية بقيت مخلصة للنظام في دمشق، وحتى أنه خرج منها في السنوات الاخيرة خلايا ارهابية عملت في خدمة حزب الله ضد اسرائيل.
ولكن في الاسبوع الماضي حدث شيء في جنوب سوريا. قوات النظام السوري والى جانبها مقاتلي حزب الله ورجال حرس الثورة الايراني شنوا هجوما ونجحوا في السيطرة على اجزاء كبيرة في شمال هضبة الجولان وفي وسطها بلدة بيت جن التي سيطر عليها حتى ذلك الحين المتمردون الذين اختاروا الاستسلام، عدد منهم توجه الى شمال سوريا الذي ما زال يسيطر عليه المتمردون وعدد آخر اختار الاستسلام للقوات السورية والعودة الى حضن دمشق.
ما حدث في شمال هضبة الجولان هو مقدمة لما يمكن أن يحدث في جنوب سوريا وعلى طول الحدود الاسرائيلية – السورية في هضبة الجولان. مثل المنطقة الامنية في لبنان في حينه عندما انهارت في العام 2000، وبضجة كبيرة، فان المنطقة الامنية التي اقامتها اسرائيل في جنوب سوريا على طول الحدود بين الدولتين آخذة في الانهيار.
في هذه المنطقة تستثمر اسرائيل في السنوات الاخيرة مئات ملايين الشواقل في تقديم المساعدات الانسانية للمتمردين خلف الحدود. لقد قامت بذلك بهدف ضمان استمرار الهدوء في المنطقة. ولكن يبدو أن هذه العلاقة مع المتمردين بثت الآمال والاوهام بأنه يمكن بهذا أن تتمكن اسرائيل من تغيير علاقة المواطنين المحليين باسرائيل جذريا وتحويلهم الى اصدقاء وحتى حلفاء على المدى البعيد. يبدو أن ما سينقش في ذاكرة السكان المحليين ليس بالذات المساعدة الطبية التي قدمتها اسرائيل لهم، بل حقيقة أنه في لحظة الحسم وعندما يتقدم النظام السوري نحو قراهم، ستبقى تنظر مكتوفة الايدي وتتركهم لمصيرهم.
عملية سيطرة النظام السوري وحلفائه على هضبة الجولان تشكل خرق للاتفاق الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وروسيا قبل حوالي شهر فقط، هذا الاتفاق الذي موضوعه انشاء منطقة محمية (منطقة تهدئة) في جنوب سوريا ضمن الحماية والحصانة للمتمردين، لكن الاتفاق يختلف عن الواقع. الامريكيون اكتفوا بالتوقيع على الاتفاق من خلال اعتقاد ساذج بأنه ايضا على الجانب الثاني أن يحترم الاتفاق. ولكن يمكن الافتراض، كما في المرات السابقة، أنهم أرادوا حدثا من العلاقات العامة يهدف الى عرضهم بصورة ايجابية كمن يهتمون بحلفائهم؛ عمليا، كل ما شغلهم كان هو كيفية الخروج من الورطة السورية، حتى لو كانت ترجمة ذلك هو تقديم الدولة لروسيا، والاسهل من ذلك لايران. روسيا تحترم كما هو معروف الاتفاقات فقط عندما يتوافق الامر مع مصالحها. فبالنسبة لموسكو، ليس هناك أي صعوبة في التوقيع على الاتفاق وخرقه في الغد، أو ببساطة تجاهله.
هذه الاتفاقات لا تهم نظام بشار الاسد وحلفاءه. فهي جزء من الخداع المتمثل بالحديث المرن لصالح السلام في الوقت الذي يستمر فيه القتال على الارض بهدف قمع التمرد واعادة الحكم للنظام في دمشق.
يديعوت أحرونوت / قبيل زيارة نتنياهو.. الهند تلغي صفقة أسلحة مع “إسرائيل”
يديعوت أحرونوت – 3/1/2018
أعلنت شركة رفائيل الإسرائيلية للأسلحة، أن الحكومة الهندية أبلغتها رسميا إلغاء صفقة ضخمة كانت ستبرم بين الطرفين، بقيمة نصف مليار دولار.
ويأتي ذلك أيام قبيل زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الهند منتصف يناير/كانون الثاني الجاري وتستمر 4 أيام، وذلك ردا للزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى البلاد بالصيف الماضي، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفي سياق يشير إلى أزمة بين البلدين، بعثت وزارة الخارجية الإسرائيلية رسالة احتجاج للهند لموقفها المناهض لقرار الرئيس الأميركي وتوصيتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الاعتراف بالقدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل”.
وألغت وزارة الدفاع صفقة عسكرية مع الشركة الإسرائيلية، التي كان من المفترض أن تحصل بموجبها على 8 آلاف صاروخ مضاد للدبابات من طراز “SPIKE” و300 قاذفة صواريخ.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن شركة “رفائيل” قولها إن “هذه الصفقة عبارة عن صواريخ مضادة للدروع، وإلغاءها ناجم عن نزاع سياسي داخلي في الهند، دون ذكر تفاصيل.
ووقعت “إسرائيل” والهند في نيسان/أبريل الماضي اتفاقية عسكرية، تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار، تضمن تزويد الهند على مدى عدة سنوات، بصواريخ متوسطة المدى جو-أرض، ومنصات إطلاق وتكنولوجيا اتصالات.
وعلى الرغم من إلغاء صفقة نصف المليار دولار، أعلنت وزارة الدفاع الهندية، الثلاثاء، في بيان نقلته صحيفة “إيكونوميك تايمز” الهندية موافقة الحكومة على شراء صواريخ من شركة “رافائيل أدفانس دفينس سيستمز ليمتد” الإسرائيلية بتكلفة تصل إلى حوالي 72 مليون دولار.
وستستخدم الصواريخ وهي من طراز براك وتصنعها أنظمة رفائيل الدفاعية المتقدمة، على أول حاملة طائرات للهند، يجري تصنيعها حاليا.
يشار إلى أن المفاوضات بشأن الصفقة التي ألأغيت قد بدأت عام 2014، إلا أنها لم تكتمل سوى في العام الماضي، بعد أن واجهت الأطراف صعوبة في تحديد سعر يتوافق عليه الطرفين، ووفقا لشروط الصفقة، كان من المفترض أن تشتري الهند صواريخ مضادة للدبابات من طراز “SPIKE” بقيمة 550 مليون دولار. وهو نظام متحرك مصممة لضرب الدبابات، تتميز بالقدرة على تحديد الهدف حتى قبل إطلاق الصاروخ.
وتستثمر الهند، أكبر مستورد للمعدات الدفاعية في العالم، عشرات المليارات من الدولارات لتجديد معداتها العائدة إلى الحقبة السوفييتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان.
وتنفذ الهند برنامجا للحديث العسكري بقيمة تزيد على مئة مليار دولار لمواجهة منافسة باكستان والصين.
هآرتس / التميمي هي الضحية
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 3/1/2018
رفعت النيابة العسكرية العامة يوم الاثنين لوائح اتهام ضد عهد التميمي ابنة الـ 16 من النبي صالح، وامها، نريمان التميمي. عهد متهمة بخمسة اعتداءات على قوات الامن وبالتحريض. اما امها فتهمة بتصوير حادثتين وبالتحريض في الشبكات الاجتماعية. اضافة الى ذلك رفعت لائحة اتهام ضد قريبتهما، نور التميمي، التي شاركت في الحدث في النبي صالح. واضح أن النيابة العامة خرجت عن طورها كي تبلور ملفا ذا مغزى ضد عهد، التي اصبحت منذ نشر الشريط واعتقالها البطلة الجديدة للكفاح الفلسطيني. وحسب محاميها، غابي لسكي، لما كان الحدث الذي وثق في الشريط لا يبرر الاعتقال الطويل “فقد احتجزوها قيد الاعتقال كي يجدوا احداثا من الماضي، وبالفعل رفعوا لائحة اتهام على احداث وقعت قبل سنة ونصف واكثر – فيما أن احدا حتى اعتقالها الحالي لم يبلغ عنها، لم تعتقل عليها، لم يشكو منها أحد، لم يكتبوا تقارير عمل حولها”.
في الشريط تبدو عهد تصفع الجنود وتحاول ركلهم، بينما هم يحتوون عنف الفتيات، وبشكل يبعث على التقدير يمتنعون عن ضربهن أو اعتقالهن. في واقع حياة الاحتلال، وعلى خلفية الصور التي تأتي بشكل عام عن احتكاكات عنيفة بين الجنود والفلسطينيين، كانت هذه مشاهد تبعث على الامل، وهكذا ايضا استقبلت في العالم. غير ان الكثيرين في اسرائيل لم يروا هكذا وجه الامور. وبدلا من ضبط النفس والتجلد، لاحظوا في اليمين الانبطاح، الجبن والضعف. في اعقاب النقد اعتقل الجيش بنات التميمي.
ابو عهد، باسم، قد كتب يوم الجمعة في “هآرتس” يقول انه “رغم ان هذا هو اعتقال عهد الاول، فان سجون نظامكم ليست غريبة عليها”، وذكر ان ابنته اجتازت كل حياتها تحت الظل الثقيل للسجن الاسرائيلي، الذي اجتذبه هو الى جدرانه كما اجتذب ام عهد، اخاها، اصدقاءها وصديقاتها. واضاف بان “اعتقالها كان دوما مسألة وقت فقط. مأساة محتمة تنتظر التحقق”.
في خلاف ظاهر مع الجنود في الشريط، الذين فعلوا كل ما في وسعهم كي يوقفوا القصور الذاتي المأساوي للاحتلال ودائرة العنف التلقائية، يبدو أن اسرائيل مصممة على أن تؤدي دور النذل في مأساة التميمي، وتخلت عن الادعاء بتغيير نهايتها. فالنيابة العامة العسكرية تصر على تحويل بضع ضربات من فتاة مراهقة، ولدت وترعرعت في ظل الاحتلال الى “اعتداء في ظروف متشددة”. وهي تستخدم التميمي كي ترضي الرأي العام المتعطش للانتقام، ونقل رسالة رادعة للشباب والشابات الفلسطينيين، كي لا يتجرأوا على الثورة ضد الاحتلال. وبدلا من وقف الظلم، تواصل اسرائيل تخليده. المشكلة ليست التميمي بل الاحتلال نفسه. وليس فقط لم يكن مكان لرفع لائحة اتهام ضد التميمي، بل ينبغي تحريرها على الفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى