اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 29– 12 – 2017
يديعوت احرونوت :
– رئيس الوزراء الاكثر اسرائيلية: بن غوريون.
– استطلاع خاص: ماذا ومن الاكثر اسرائيلية في نظركم.
– تقصير الخدمة.
– ثانويون ضد ثانويين: الجواب على كتاب الرافضين.
– جمعية ضد الكراهية.
– موقع ان.بي.ايه: “فلسطين – أرض محتلة”.
– رئيس المخابرات: لا يوجد تهديد ملموس من الداخل على رئيس الوزراء.
– متظاهرون في ايران: كفى للفساد.
معاريف/الاسبوع :
– يوم الدين للمرضى.
– تأجيل في رفع التوصيات في تحقيقات نتنياهو.
– سفير الولايات المتحدة في اسرائيل: ردود الفلسطينيين على اعلان ترامب كانت بشعة، مبالغ فيها ولاسامية.
– على الحياة وعلى الموت.
– في ضوء معلومات جديدة: تأخير في اجمال تحقيقات نتنياهو.
– المسؤول اللبناني الكبير يفاجيء: اسرائيل تستحق الوجود.
– موجة مظاهرات في ارجاء ايران ضد الرئيس روحاني.
هآرتس :
– ايام كحلون.
– فلسطينية تشهد بانها اغتصبت في غرفة التحقيق بل واجتازت آلة الكذب. حسن. ماذا اذا كانت شهدت.
– تمديد مرة اخرى لاعتقال الفتاة التي ضربت جنديا.
– تحقيقات نتنياهو قد تتمدد الى ما بعد كانون الثاني. يحتمل أن يستدعى الى تحقيق ثان.
– الكنيست تقر القانون الذي يقيد توصيات الشرطة.
– انتخاب القضاة الجدد للعليا: صراع بين شكيد وحايوت على وجه المحكمة.
اسرائيل اليوم :
– يبنون زعما: الاف الشقق في المناطق عالقة “على الورق”.
– مظاهرات في ايران: “الموت لروحاني”.
– هنا (لا) يبنون.
– يهينون الكنيست.
– تحقيقات وحدة التحقيق في الشرطة عن حادثة ام الحيران: لا حسم.
– الدولة تعارض الهدم التام لمنزل المخرب من العملية في حلميش.
– نتنياهو – في قائمة الرجال المحبوبين العشرة في الولايات المتحدة.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 29– 12 – 2017
معاريف / المسؤول اللبناني الكبير يفاجيء: اسرائيل تستحق الوجود../ نتنياهو: “لدينا تعاون غير مسبوق مع دول المنطقة
معاريف – بقلم ينير كوزين وآخرين – 29/12/2017
صرح وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل في حديث مع مراسل التلفزيون اللبناني بان من حق اسرائيل الوجود في أمن، فاثار عاصفة. وتناول باسيل مسألة تطبيع علاقات الدول العربية مع اسرائيل وقال انه لا ينفي حق اسرائيل في الوجود. “نحن لسنا عميان. نحن شعب يريد أن يعيش مع الاخرين ولكن ماذا يحصل عندما يكون الاخر لا يريدك؟”.
والى ذلك، عند وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الى قرية عين ماهل في الجليل لحضور احتفال التوقيع على اتفاق تنمية المنطقة،كان باستقباله متظاهرون هتفوا ضده هتافات شجب فعقب نتنياهو في خطابه عليها قائلا: “رأيت هنا في المدخل مظاهرة ضد زيارتي. ضد من هم يتظاهرون، أسألكم؟ ضد الملايين الذين ذبحوا واقتلعوا من بيوتهم في سوريا، في العراق أو في ليبيا؟ ضد من انتم تتظاهرون؟ ضد الدولة الوحيدة التي تحافظ على حقوق الانسان، التي اقامت مستشفى ميداني لمساعدة المصابين؟ ضد دولة اسرائيل؟”.
وتحدث نتنياهو في خطابه عن تحسن العلاقات بين اسرائيل والدول العربية وقال: “يجري في منطقتنا صراع مصيري بين الماضي والحاضر، بين التطرف والتقدم. دولة اسرائيل تمثل التقدم، المستقبل والغد، واذا كنتم تريدون أن تعرفوا اين يمر هذا الخط بحدة غير عادية – فهو يمر في خط هضبة الجولان”.
واضاف نتنياهو يقول: “يوجد الان تعاون بين دول المنطقة ودولة اسرائيل مثلما لم يكن ابدا. فهي تعرف بان مستقبلها متعلق بالتعاون مع اسرائيل التي لم تعد تعتبر كعدو بل كشريك ضروري وحيوي، في صد المحافل المتطرفة”.
والى ذلك، قال سفير الولايات المتحدة في اسرائيل ديفيد فريدمان في مقابلة مع “الجيروزاليم بوست” ان “جزء من ردود الفعل الفلسطينية بالنسبة لاعتراف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل، كانت بشعة، استفزازية ولاسامية. لقد كانت ردود الفعل الفلسطينية عاطفية ومبالغ فيها، كون الرئيس ترامب لم يقرر حدود محددة للسيادة الاسرائيلية في القدس”.
يديعوت / سنة غير طيبة
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 29/12/2017
يوم الاثنين، في الاول من كانون الثاني، سيضع اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس معهد بحوث الامن القومي، على طاولة رئيس الدولة التقويم الاستراتيجي للمعهد للعام 2018. في السنوات الاخيرة قدر المعهد بان احتمالات الحرب التي تكون اسرائيل مشاركة فيها، متدنية للغاية، تكاد تكون صفرا. اما الوضع فقد تغير، كما سيقول يدلين. فحين تكون ايران ترابط بقوات لها في مواجهة اسرائيل في الجولان، وحين تعلن اسرائيل بانها لن تسمح لهذه العملية أن تحصل، يتعاظم احتمال الحرب.
في العالم توجوا بوتين كالمنتصر الاكبر للعام 2017، ولكن من ناحية اسرائيل فان المنتصرة هي ايران. مع بوتين نتدبر أمرنا، وكذا مع الاسد. ولكن خامينئي هو جوزة قاسية. سنة تنتهي بتثبيت وجود عسكري ايراني على حدود اسرائيل لا يمكنها أن تعتبر سنة طيبة.
2017 تترك خلفها إرثا غير طيب في عدة مسائل اخرى، دوية ومحلية. هذا لن يمنع مركز الليكود من الاحتفال في نهاية السنة بعد غد، في قاعة أفنيو في ايربورت ستي. “هم سيواصلون الكتابة عن السيجار؛ نحن سنواصل كتابة التاريخ”، هكذا سجل على الدعوة الاحتفالية. عمليا، يدور الحديث عن جولة اخرى، الجولة الثالثة أو الرابعة، في المعركة التاريخية بين نتنياهو وميني نفتالي. في الجولة السابقة كانت الذريعة هي عيد الحانوكا. اشعلنا الشموع في كفار همكابيا وأعلنا بان الشرطة هي تنك. في هذه الجولة سنحتفل باليوم المقدس المسيحي السلفستر، توقيت مسل جدا لحزب باع ناخبيه للاحزاب الاصولية. وسيبدأ الاحتفال في السادسة مساء. في الثامنة سنشتم ملتشن وفي منتصف الليل سنفتح زجاجات الشمبانيا الوردية.
في 20 كانون الثاني 2017 أدى دونالد ج ترامب اليمين القانونية الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. والفرضية هي أنه سيتصرف مثلما تصرف أسلافه، سينتقل من الاطراف الى المركز، يصالح الخصوم، يتصرف رسميا، رئاسيا. حصل عكس كل هذا. حتى اليوم لم يحسم السؤال هل ترامب هو عبقري يفهم أكثر من الجميع ما في قلوب ناخبيه أم أنه مجنون القرية. لا يوجد أمريكي لم يحدد رأيا قاطعا، لا لبس فيه عن الرجل. وتتراوح الاراء من الاعجاب الذي لا حد له حتى المقت الجسدي. في الوسط تتراكض المؤسسة الجمهورية، التي ترى فيه احيانا خطرا وجوديا واحيانا اخرى غبيا مجديا.
ترامب هو الرئيس الرابع على التوالي الذي يعتبر غير شرعي في نظر جزء كبير من الامريكيين. وقد تجاوزت المعارضة الخلاف على الفكر او السياسة. وهي تعتمد على اساس اخلاقي. كلينتون كان في نظر كارهيه خائنا وفاسدا؛ بوش 2 سرق الانتخابات؛ اوباما متخف: فقد ولد بلون الجلدة غير الصحيح، في الدولة غير الصحيحة وفي الدين غير الصحيح. سحابة اللاشرعية عذبت كلينتون، بوش واوباما. اما ترامب فهي تشعل ناره. لست أنا غير الشرعي، يعلن لنصف الامريكيين، ان لم يكن لمعظمهم: أنتم غير شرعيين. ترامب ليس الشعبوي الاول الذي بنى على التحريض ضد اجزاء من السكان؛ هو الشعبوي الاول الذي يبني على التحريض ضد الاغلبية.
متلازمة ترامب أثرت على اسرائيل بطرق مختلف ومفاجئة. سياسته الخارجية تلخصت في شعار “امريكا أولا”. من ناحية الامريكيين، كانت النتيجة حل الاتفاقات التجارية مع كندا والمكسيك ومع دول جنوب شرق آسيا، الهجوم على الصين الذي استبدل بالاستسلام والانبطاح، تهديدات الحرب تجاه كوريا الشمالية، اضعاف الناتو وتسلم الشرق الاوسط واوكرانيا الى ايدي بوتين. انسحاب الولايات المتحدة من مكانتها ومسؤوليتها ككبرى القوى العظمى بدأ في عهد اوباما. لقد أكثر ترامب من التغريد ضد سلفه، ولكنه عمليا تبنى سياسته. الضرر الفوري، من ناحيتنا، كان الانتصار الايراني في سوريا، الذي تحقق بالمساعدة المباشرة من امريكا وتجسد بسبب غيابها. في المكان الذي احتجنا فيه الى امريكا في 2017 اختارت الغياب.
في كل ما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني عمل ترامب في 2017 كعظيم اصدقاء حكومة اسرائيل. كل من يؤمن بان النزاع هو لعبة مبلغها الصفر، إما نحن أو هم، يجب أن يغني له اغاني المجد، وان يسمي على اسمه محطة قطار خفيف لن تقوم في أي مرة، ويسمي مستوطنة على اسمه. تعيين كوشنير وغرينبلت، خطة السلام التي ماتت في ولادتها والنهاية العظمى، الاعتراف بالقدس كعاصمة، منح كل هذا حكومة اسرائيل فترة زمنية معفية من الضغوط. وانتقلت المسيرة السلمية من الثلاجة الى الفريزر. كما أن الدفاع عن اسرائيل في المؤسسات الدولية اجتاز تحولا. فلم يعد هذا دفاعا سلبيا من خلال الفيتو في مجلس الامن، بل دفاع ناشط، من خلال التهديد بالعقوبات المالية، المقاطعة والانسحاب. ان العناق الامريكي حار ودافيء ومقيد. ومن شأنه ان يتبين كعناق دب. اليونسكو مثلا. فالانسحاب من اليونسكو لن تضر أمريكا في شيء، أم لاسرائيل فهو سيضر بل وسيضر جدا. ولكن عندما تعلن امريكا بانها ستنسحب كاحتجاج على التصويت ضد اسرائيل، لا يكون امامنا مفر غير السير في اعقابها. لقد تأخر نتنياهو قدر ما يستطيع، ولكن في النهاية اعلن باننا سننسحب في نهاية السنة القادمة.
لقد التقت شعبوية ترامب بنا في مكان آخر، بعيد جدا عن نزاعات الشرق الاوسط. والمواد الصلبة في الحركة التي حملها ترامب على ظهرها، مصابة بالعنصرية واللاسامية. في طرفه تصعد مزدهرة ميليشيات نازية جديدة. والخليط بين الاراء اللاسامية والدعم المتحمس لاسرائيل وحربها ضد المسلمين هو ظاهرة سائدة في اوروبا. رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان يقف على رأس حركة كهذه، تأسست في العهد النازي، وهكذا ايضا مستشار النمسا الشاب سباستيان كورتس. والجديد هو في دخول هذه الحركات الى التيار المركزي، المشروع، للسياسة الامريكية، برعاية ترامب ومقربيه. معظم اليهود في امريكا يتعاملون مع هذه الظاهرة كتهديد وجودي. أما حكومة اسرائيل فلا مبالية.
ان التأثير الاكبر لترامب على حياتنا هذه السنة كان في تبني الترامبية كأمر عادي. ولكن قبل أن اصل اليها، يجدر بي أن اكرس بعض الوقت لشخصية اخرى، لا تقل تشويقا، طلبت على حياتنا هذه السنة: الامير محمد بن سلمان.
يد الملك
محمد بن سلمان، 32 سنة، عين في حزيران 2017 وليا للعهد في السعودية. الامريكيون يسمونه بالاحرف الاولى لاسمه بالانجليزية: MBS. أبوه، الملك سلمان مريض ولا يؤدي مهامه. ومن كل ناحية عملية، فان الامير هو الملك.
السلالة الملكية السعودية تميزت بالمحافظة، الانغلاق، السلبية، الاستسلام للصيغة المتطرفة للاسلام الوهابي والتعاون، طوعا أم غصبا، مع منظمات ارهاب سنية وعلى رأسها القاعدة. أما MBS فيدعي بانه عكس كل هذا. لديه مزاج ثوري وأفكار راديكالية. هدفه الاول كان الشيوخ. فقد اعتقل المئات منهم. اما للاخرين فقد أملى عليهم برنامجا دينيا جديدا، بالتعابير السعودية يعتبر سوبر ليبرالي، يكاد يكون سائبا. وهو يستند الى القرآن، بالطبع. اذا عرفنا كيف نبحث، يمكن ان نجد ليبرالية في القرآن ايضا. الاوائل اللواتي شعرن بالثورة هن النساء. بعدهن جاء الشباب. MBS هو بطلهم.
الهدف الثاني في الثورة كان اصحاب المال، جزء كبير منهم اقرباء عائلة. وقد اعتقلوا واحتجزوا كمعتقلين في فندق ريتس كارلتون الفاخر في الرياض. واتهموا بجرائم الفساد، وهو ادعاء استقبل ببعض الشك، على خلفية حقيقة أن الفساد في السعودية هو أمر عادي. وكان الهدف مزدوجا: ان يريهم من هو السيد، وان ينتزع منهم المال لصندوق المملكة الفارغ. وكانت الفدية 100 مليار دولار.
مال النفط السعودي مول على مدى السنين البنية التحتية الدينية الاجتماعية السنية في أرجاء العالم، مساجد ومؤسسات خيرية. على هذا البنية نمت منظمات الارهاب، من القاعدة وحتى داعش. اما الامير فيسعى الى تجفيف هذا المسار. احد الامريكيين الذي التقاه شبه على مسمعي هجمة الامير على المؤسسة الدينية بسقوط سور برلين. لهذه الدرجة.
على حد قول أمريكيين اثنين التقيتهما في الاشهر الاخيرة، في لقائين مختلفين، فان سيطرة الامير في الحكم السعودية مطلقة. لا يوجد في هذه اللحظة أحد يتجرأ على تحدث حكمه. يحتمل أن يغتالوه، ولكن احتمال النجاح صغير. بخلاف الحكام في دول اخرى، فان الامراء السعوديين لا يكثرون من الظهور على الملأ.
بخلاف نجاحه في الداخل، تبين محمد سلمان كفشل ذريع في كل ما يتعلق بالخارج. فقد أدار في السنوات الاخيرة الحرب في اليمن، ضد الحوثيين، مرعيي الايرانيين. والحرب تفرغ الصندوق ولا تؤدي الى نتائج. كما أن الحصار الذي فرضه على قطر فشل – كل ما حققه هو دفع قطر الى أذرع ايران؛ ناهيك عن الدعم السعودي للجهات المعارضة في سوريا، والذي لم يعط ثمارا؛ والفشل الافظع – اعتقال سعد الحريري، رئيس حكومة لبنان.
لقد اختصت السعودية على مدى السنين بدبلوماسية دفتر الشيكات: فهي لم تعلق كي تجند القوى التي تقاتل من اجل مصالحها. أما ايران فقد نالت الخبرة في حرب وحشية مع العراق صدام حسين واستخلصت الاستنتاجات الصحيحة. ولهذا فان ايران تنتصر والسعودية تنهزم.
في اللقائين طرحت مسألة علاقة الامير باسرائيل وامكانية أن يشارك في مبادرة سلام اقليمية – الارض مقابل اتفاق سلام مع السعودية. في احد اللقائين شطب الموضوع عن جدول الاعمال. وكان الانطباع ان كل ذكر لعلاقاته مع اسرائيل يمس بحربه ضد ايران. وفي اللقاء الاخر قال بثقة انه اذا عرض ترامب خطة يقبلها، فانه سيجلب أبو مازن الى الطاولة. وتحدثت الشائعات عن خطة صعبة للفلسطينيين، تقيم عاصمتهم في أبو ديس. نتنياهو هو الاخر كان سيجد صعوبة في قبول التنازلات الاقليمية المطلوبة منه في الخطة. ومع ذلك، كان يمكنه أن يعرض على ناخبيه الورقة السعودية.
ابو مازن وصل الى الرياض. وحسب تقرير صحفي نشر هذا الاسبوع في “نيويورك تايمز” كانت دعوته ذات علاقة بلبنان. فقد اراد الامير تجنيد الشبان في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليقاتلوا ضد حزب الله. فشلت الخطة. اعتقال الحريري جاء لخلق أزمة تبعد حزب الله عن حكومة لبنان. وانتهت هذه بمهزلة.
بقيت الشائعات عن خطة السلام الامريكية. وعندها جاء خطاب القدس لترامب.
سيد ماني
“لا شيء ولن يكون شيء ولم يكن شيء ولا يمكن أن يكون شيء”، أيبدو لكم معروفا؟ بالفعل، معروف. ليس نتنياهو هو الذي اخترع هذه الجملة – أ.ب يهوشع هو الذي اخترعها. وهي منقولة من الرواية الرائعة “سيد ماني”، التي كتبها يهوشع في نهاية الثمانينيات. وتضم الرواية 200 سنة في حياة عائلة يهودية من أصل اسباني (شرقي). يحتمل أن يكون نتنياهو سمع الجملة ممن قرأها؛ يحتمل أن يكون انجذب لاسم الرواية – لان ماني بالانجليزية هي المال. والناس يرتبطون بالمال، اناس مثل ملتشن، باكر، الوفيتش، ادلسون، كل واحد مهم هو سيد بيغ ماني – أثاروا اعجابه. مهما يكن من امر يمكن أن نقول في صالح نتنياهو انه يعرف كيف يستوعب امورا نجحت في اماكن اخرى واستخدامها. وهو يعرف كيف يتعلم.
معلمه في 2017 كان دونالد ترامب. فقد رأى كيف أن ترامب، مرشح واحد من أصل 12 في الحزب الجمهوري، ينجح في السيطرة تماما على جدول الاعمال الاعلامي. الاعلام كان أداة في يده. السؤال ما قيل عنه لم يكن الجواب. باستثناء أن يتحدثوا فقط عنه. رأى كيف يستخدم ترامب وسائل الاتصال الاجتماعية. وهذه ليست آلية بل لغة وثقافة. امور لا يتجرأ الانسان العادي على قولها تصبح فيروس في الشبكة. اللغة يمكنها أن تكون لغة بيبي. والسلاح هو اهانة الخصم. وعندما يكون الرد محصورا بـ 140 حرف، لا تهم الحقيقة، المعطيات فالمطلوب هو الشتم والرحيل.
سنة 2017 جعلت نتنياهو يلتقي مصيره. فقد وصل في هذه السنة الى ذروة نجاحه كرئيس وزراء: اقتصاد ناجح، وضع امني معقول، ساحة سياسية كسولة، فزعة، بلا خصوم حقيقيين في حزبه وبلا معارضة. ورئيس وجدي جدا في واشنطن. ومثلما يحصل غير مرة في السياسة، فان النجاح هو ام الفشل. تهكم نتنياهو يؤدي به الى استسلامات معيبة، هدامة على المدى البعيد، للشارع الاصولي وللوبي المستوطنات. فهو قابل للابتزاز، والتحقيقات تفقده صوابه. وفي هذا ايضا هو يشبه ترامب.
صحافة عبرية / سجال داخل الصهيونية الدينية بسبب لقاء الحاخامات بنتنياهو
صحافة عبرية – 29/12/2017
ألمحت وزيرة القضاء، أييلت شاكيد، خلال حديث مع مقربين منها، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يستغل الصهيونية الدينية والحاخامات للحصول على الدعم والتغطية لمواجهة التحقيقات التي يخضع لها بالشرطة على خلفية ملفات الفساد التي تنسب له.
ويأتي ذلك على خلفية اللقاء الذي جمع نتنياهو، مع حاخامات من الصهيونية الدينية، حيث أعقب اللقاء مصادقة الحكومة على تحويل 40 ميلون شيكل للمستوطنات.
وفي مناقشات مع العديد من المقربين، أشارت شاكيد إلى أن نتنياهو يستخدم الحاخامات لتأييده في ظل التحقيقات ضده، وهو يتجاهل حزب “البيت اليهودي” بينما يبدي خوفه وقلقه من موقف وزير المالية رئيس كتلة “كولانو”، موشيه كحلون.
وانتقدت شاكيد الحاخامات المحسوبين على الصهيونية الدينية، الذين اجتمعوا أول أمس الثلاثاء، مع نتنياهو في ظل التحقيقات التي جرت ضده. وقالت شاكيد في محادثات مغلقة إنه “بسببهم لا يعرنا أي اهتمام”.
وتطرقت إلى الاجتماع بين نتنياهو والحاخامات، وأعربت عن عدم رضاها عن تجاهل نتنياهو لتصورها لحزب “البيت اليهودي”. قائلة لزملائها: “نتنياهو يعرف أن لديه الحاخامات، هل تفهم ما يفعل؟،”من كحلون يخاف حتى الموت، ويعرف أن لديه دعم الحاخامات الصهيونية الدينية ونحن في حزب البيت اليهودي، يهمشنا”.
وقالت شاكيد إنه على عكس “البيت اليهودي”، ليس لدى كحلون أي حاخامات لإخباره ومطالبته بعدم إثارة المشاكل.
كما واشتكت شكيد من رسالة الحاخام حاييم دروكمان، الذي دعا فيها إلى عدم المشاركة في المظاهرة اليمينية التي جرت في القدس المحتلة في نهاية الاسبوع الماضي ضد الفساد. وقالت: “هذا خطأ، لا يكترثون بوجودنا ولا يعروننا أي اهتمام، ويحظر على حاخامات الصهيونية الدينية دعم الفساد”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن المعلق الحريدي يسرائيل كوهين، قوله: “من جهة، يريد البيت اليهودي الحفاظ على وجوده الحكومة ويريد أن يفعل كل شيء لكيلا يتم جره إلى انتخابات مبكرة. من ناحية أخرى، فإن الشعور بأن شخصا ما يتجاوزهم ويتحدث إلى الحاخامات من فوق رؤوسهم على ما يبدو يزعزع قادة الحزب الذين يعتقدون أن هذا يضعف قوتهم. فهذ الأمر يحبطهم “.
وفى اجتماع بين نتنياهو والحاخامات الـ11 البارزين في الحركة الصهيونية الدينية، طلب رئيس الحكومة تعبئة دعمهم في ظل انتقادات من معسكر اليمين بكل ما يتعلق بالتحقيقات التي يخضع لها على خلفية ملفات الفساد.
ووفقا لمصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع، احتج الحاخامات ردا على قضايا دمج المرأة في الجيش الإسرائيلي والقضايا المتعلقة ببناء المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال مصدر إن الحاخامات أوضحوا أن دعمهم لنتنياهو غير مضمون وإن بعضهم انتقد رئيس الحكومة، وقال إنه “يدعوهم دائما عندما يكون في محنة ومن ثم عندما يحتاجون إليه يختفي”.
هآرتس / فلسطينية شهدت أنها اغتصبت في غرفة التحقيق – وحتى أنها اجتازت فحص كشف الكذب. وماذا بعد
هآرتس – بقلم يهوشع (غوش) براينر – 29/12/2017
فقط عشرة اشهر استغرق محققي قسم التحقيقات في الشرطة لاغلاق أحد الملفات الخطيرة التي وصلت اليه: شكوك حول اغتصاب فتاة فلسطينية في مركز شرطة القدس. عدد المتهمين المحتملين كان معروفا، ومكان وجودهم وقت الحادثة وهويتهم وعملهم – رجال شرطة. الفتاة تم فحصها بجهاز كشف الكذب ووجد أنها تقول الحقيقة، وكانت هناك شهادات توافقت مع اقوالها. وحتى الآن الملف مغلق، ليس بسبب عدم وجود تهمة أو نقص الأدلة، بل بسبب ذريعة غريبة: مخالف للقانون مجهول.
كان يمكننا توقع أنه في حالة استثنائية مثل هذه سيقوم قسم التحقيق مع الشرطة بكل ما في استطاعته من اجل استكمال التحقيق. ورغم ذلك فان سلوكه منذ الحادثة وحتى اغلاق الملف وبعده ايضا، يطرح عدد من الاسئلة: لماذا قرر المحققون عدم القيام بعملية تشخيص للمتهمين، لماذا تم التحقيق مع المتهم الرئيسي فقط بعد خمس سنوات. وكيف أن الملف اغلق دون ابلاغ المشتكية، حتى بعد سنوات من ذلك. في قسم التحقيق مع الشرطة قالوا إن الأدلة لم تقدم احتمال معقول للادانة لأنه “احيانا رغم جهود المحققين هناك عدد من الملفات لا يتوصل الى الحقيقة”.
القضية بدأت تحت جنح الظلام قبل أكثر من خمس سنوات. في أحد الحواجز في القدس تم اعتقال ليلى (اسم مستعار)، وهي فتاة فلسطينية، بتهمة التواجد غير القانوني وتم نقلها الى مركز الشرطة. وبعد أن تم التحقيق معها في احدى الغرف تم نقلها الى غرفة اخرى، وهناك تم التحرش بها من قبل المحقق. بعد وقت قصير خرج من الغرفة، ولكن حينها، كما قالت، دخل شرطي بزي حرس الحدود وقام باغتصابها. شكواها صعبة: هي تفصل كيف حاولت المقاومة، لكنه استعان بطاولة من اجل التغلب عليها. وقد وصفت اغتصاب استمر بضع بضائع، خلالها قام الشرطي بالقوة بخلع ملابسها واغلاق فمها بيده. وأشارت ايضا الى أنه ترك علامات من الحيوانات المنوية على ملابسها.
بعد عملية الاغتصاب، كما قالت، لبست ملابسها بسرعة وخرجت من بوابة مركز الشرطة دون التوقيع على أي وثيقة لاطلاق سراحها. في اليوم التالي ابلغت زوجها بما حدث، ومر يوم آخر، وبخطوة استثنائية رافقها زوجها الى مكاتب قسم التحقيق مع الشرطة في القدس. وهناك أبلغت المحققين عن تفاصيل الحادثة، ومن بين ما قالته أنها شعرت بالخجل، واضافت أنها أهينت جدا في تلك الليلة وسارعت الى غسل ملابسها.
بعد أن قاموا بتسجيل الشكوى رافق المحققون ليلى الى غرفة الاستقبال. وفي الفحص الذي أجري لها هناك لم يتم التحقق من وجود أدلة على الاغتصاب، ربما بسبب مرور وقت، لكن تم اكتشاف خدش في يدها اليسرى. في اليوم التالي رافق المحققون ليلى لاجراء فحص على جهاز الكذب الذي تم اجراءه من قبل رئيس مختبر البوليغراف في شرطة القدس. الاسئلة كانت هادئة ومحددة. “هل صحيح أن أحد شرطة حرس الحدود قام بادخال عضوه الذكري في عضوك الأنثوي في مركز الشرطة؟”. أجابت بالايجاب، ايضا عندما سئلت مرة اخرى بصيغة مختلفة نفس السؤال كانت النتيجة حاسمة: هي تقول الحقيقة.
شهادات اخرى دعمت شهادتها. شهود عيان قالوا إنها خرجت مضطربة من المركز. واضافوا أنه بعد دقائق معدودة من ذلك قامت بالتقيؤ. وقد أبلغت زوجها في اليوم التالي، وذهبت الى قسم التحقيق مع الشرطة بتصميم. ليس في كل يوم تأتي فلسطينية وتقدم شكوى اغتصاب في مركز شرطة.
جهود كثيرة ظاهريا
يبدو أنه في الايام الاولى بعد تقديم الشكوى تم بذل جهود كثيرة بخصوص هذا الملف، استدعاءات للاستجواب، فحص في جهاز الكذب وفحص في اجهزة الهواتف، لكن فحص مواد التحقيق أظهر أنه لم يتم القيام بتحقيقات اساسية. الاسئلة الاولى التي طرحت كانت لتحديد المتهمين المحتملين. زمن الاغتصاب حدد بين الساعة الرابعة والخامسة صباحا. في ذلك الوقت كان في المناوبة 19 شرطي، (عدد منهم في دوريات ميدانية)، 9 بدأوا نوبتهم الساعة الخامسة. في ذلك المركز الامني الذي يوجد فيه مركز الشرطة كان هناك 76 شرطي في حينه، بسبب ساعات الصباح الباكرة التي حدثت فيها الحادثة، فان كل رجال الشرطة الموجودين في المكان يعتبرون متهمين محتملين.
شخص واحد فقط من بين كل هؤلاء تم التحقيق معه بتهمة الاغتصاب – الشرطي التي حقق مع ليلى، وهو الشرطي الذي تحرش بها، حسب زعمها، وخرج من الغرفة. ولكن حسب روايتها لم يكن هو الذي اغتصبها. فقد شهدت أن شرطي آخر بزي حرس الحدود هاجمها، وقد كان يلبس زيا مدنيا.
في التحقيق مع الشرطي، نفى أي علاقة له بالحادثة، وأصر على أنه لم يقم بالتحرش بها. الشرطة قامت باجراء مواجهة بينهما، التي تم وقفها لأن ليلى كانت هائجة، بكت وصرخت وبدأت بتهديد المحققين في قسم التحقيق مع الشرطة. فحص جهاز الكذب الذي تم ارساله الى المحقق وجد أنه يقول الحقيقة وتم اغلاق الملف. مع ذلك عندما سئل اذا كان يمكن أنه ترك ليلى وحدها في غرفة التحقيق، أكد أنه خرج من الغرفة لبضع دقائق الى الحمام. إن ترك الفتاة وحدها في غرفة التحقيق لبضع دقائق اعتبر في نظر المحققين سلوك شاذ يحتاج الى الفحص.
باستثناء ذلك المحقق تم أخذ شهادات من خمسة رجال شرطة آخرين – الشرطي الذي قام باعتقالها ونقلها الى مركز الشرطة، واربعة آخرين كانوا في الحراسة في المركز – لكن لم يتم التحقيق مع أي واحد منهم كمتهم – رغم أنه في مرحلة معينة وجدت تناقضات اساسية في شهادات اثنين منهم. الحارس ح. قال إنه شاهد ليلى وهي تخرج من المركز، وفتح لها الباب مع حارس آخر هو أ. عندما وصف أ. ملابسات الاحداث في ذلك الصباح قدم رواية مختلفة. قال إنه فتح وحده باب الخروج.
لم يكن هذا هو الامر الوحيد الخلافي. فقد أبلغ ح. المحققين بأنه حل مكان أ. في المكان مدة عشر دقائق (وقت يتطابق مع وقت الحادثة)، وأنه في تلك الليلة شاهد زميله يتجول بين غرف التحقيق. “لم يكن هناك استبدال”، قال أ. للمحققين، “ح. لم يكن معي في الموقع”. المحققون قاموا بمواجهتهما بتناقضات اقوالهما، لكن لم يتم التحقيق مع أي منهما تحت التحذير بتهمة التورط في الاغتصاب.
رغم أنه كان هناك عدد قليل من المتهمين، إلا أن المحققين في قسم التحقيق مع الشرطة لم يجدوا أنه من الصواب القيام في الايام التي اعقبت الحادثة بعملية تشخيص للتعرف على مرتكب الاغتصاب من قبل ليلى. ايضا صور المتهمين المحتملين وصور رجال الشرطة الذين تواجدوا في المنشأة لم تعرض عليها. “هذا فشل ذريع”، قال ضابط كبير في الشرطة، “عندما يكون عدد المتهمين المحتملين قليل فان القيام بالشخيص هو أمر اساسي”.
حسب ملف التحقيق، لم يحاول المحققون جمع افلام كاميرات الحراسة في مركز الشرطة، لكن مصدر في قسم التحقيق مع الشرطة أشار الى أنه في بداية التحقيق تم الفحص، لكن تبين أن الكاميرات كانت موجهة لبوابة الدخول، وهي لا تسجل أي شيء بل تبث بشكل مباشر.
يتبين أن الأمل في العثور على عينات دي.ان.ايه على ملابس ليلى، غير موجود، لأن ملابسها غسلت ومختبر الشرطة لم ينجح في استخلاص أي نتائج.
التحقيق لا يتقدم
بعد مرور شهر تقريبا على تقديم الشكوى، تم أخذ ليلى لرسم صور للشرطة. في حينه غيرت قليلا في روايتها حول شعر ووجه المهاجم، لكن الوجه الجديد ايضا لم يساهم في تقدم التحقيق من اجل العثور على المتهم.
كان هناك تغيير آخر في اقوالها، كما يتبين من المذكرة التي كتبتها محققة رافقت ليلى وتحدثت معها مرة اخرى عن مهاجمتها. المحققة اشارت الى أنها عندما روت لها مجريات الاغتصاب، اضافت ليلى أن الشرطي فرض عليها ايضا جنس صوتي. هذه المعلومة الاضافية اثارت الدهشة في قسم التحقيق مع الشرطة. وعندما سئلت من قبل المحققة لماذا لم تبلغ عن ذلك عند تقديم الشكوى، قالت ليلى إن أحد المحققين الذين أخذوا افادتها كان رجل، لهذا فقد خجلت. التفاصيل الجديدة تظهر فقط في المذكرة، ومن ليلى لم تؤخذ افادة جديدة مرتبة. بعد هذه الزيارة لم يتم القيام بأي تحقيقات جدية اخرى والملف بقي في مكاتب قسم التحقيق في الشرطة.
بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا لم يتصل فيها المحققون مع ليلى، توجه محاميها الى قسم التحقيق مع الشرطة، مؤيد ميعاري، وطلب معرفة ماذا يحدث في القضية. الاجابة أدهشته. فقد تبين له أنه قبل سنتين تم اتخاذ قرار باغلاق الملف بذريعة “مجرم مجهول”. عمليا، قرار اغلاق الملف تم اتخاذه بعد عشرة اشهر فقط من تقديم الشكوى. “للاسف، حدث خطأ، لهذا لم يتم ابلاغ موكلتك في الوقت المناسب”.
المحامي ميعاري قرر تقديم استئناف على اغلاق الملف، وأكد فيه على وجود عدد من العيوب الجذرية في تحقيقات قسم التحقيق مع الشرطة وعلى التناقضات التي لم يتم فحصها. “في الوقت الذي تعاني فيه المشتكية من حالة نفسية صعبة جدا، فان أحدا لم يقدم للمحاكمة، لا جنائيا ولا انضباطيا”. ولكن الوقت مر، وفي العام 2015 أمر نائب المستشار القانوني للحكومة، يهودا شيفر، باعادة فتح الملف – وهو القرار الذي لم يعن الكثير. في بداية 2016 تم اتخاذ قرار اغلاقه مرة اخرى دون التحقيق مع أحد من المتورطين. “بعد اجراء الفحوصات المطلوبة لم نتمكن من العثور على متهم بتنفيذ المخالفة”، كتبت النيابة العامة في قسم التحقيق مع الشرطة.
وقد تبين أن اساس استكمالات التحقيق تناول كاميرات الحراسة وفحص رواية المحقق الذي أطلق سراح ليلى دون أي وثيقة واتهم بأنه ساعد المغتصب حيث تركه بشكل متعمد لوحده مع الفتاة. “يتبين من الفحوصات أن معاملة رجال الشرطة مع ليلى تمت حسب الاجراءات”، كتب، “وأنه ليس هناك أي توثيق آخر لعمل تم تنفيذه اثناء الحادثة”. بالنسبة للتشخيص الذي لم يحدث تم القول إنه “مع أخذ جميع نتائج التحقيق في الاعتبار، ومن بينها الاوصاف التي قدمتها المشتكية بخصوص المتهم، وعدم وجود متهم معين بتنفيذ الحدث، لم تكن حاجة للقيام بعملية التشخيص”. في هذه المرحلة قرر المحامي ميعاري أن يعرض على ليلى صور عدد من رجال الشرطة الذين وجدوا في تلك الليلة في المركز. وقد شخصت ليلى على الفور أ. بأنه هو الذي اغتصبها. عملية التشخيص المرتجلة هذه بعد مرور خمس سنوات على الحادثة جعلت قسم التحقيق مع الشرطة يقوم باستدعاء أ. للتحقيق معه تحت تهديد الاتهام بالاغتصاب. في هذه المرحلة، في 2016، لم يكن أ. يخدم في الشرطة ومعظم اجاباته على الاسئلة كانت “لا أذكر”. ايضا التناقضات التي ظهرت في الاستجواب الاولي، صعب عليه تذكرها، لكنه كان على يقين بأنه لم يقم بالاغتصاب. “هذا مخيف ومثير، لكن لا صلة لي بهذا” قال للمحقق. في هذه المرة لم يتم استدعاء ليلى لمواجهة المحقق معه رغم أنه هو الذي شخصته كمهاجمها. في قسم التحقيق مع الشرطة قرروا ارسال أ. لفحص جهاز الكذب، وهناك سئل: “هل ادخلت عضوك الذكري في عضوها في مركز الشرطة؟”. أ. نفى، وتبين أنه يقول الحقيقة، لهذا تم اغلاق الملف. هل انتهى الامر؟ رسميا لا. في الوقت الحالي يتم فحص استئناف آخر قدمته ليلى على أمل أن يتم فتح التحقيق ثانية والقاء القبض على الجاني.
“كان عدد رجال الشرطة في المركز 28 شرطي، واحد منهم بالتأكيد هو الذي قام بالاغتصاب. فكيف يمكن أن يخطر بالبال أن الجاني غير معروف؟”، قال ميعاري، “بالضبط في المكان الذي من المفروض أن يكون أكثر حماية، مركز الشرطة، تم تنفيذ اغتصاب ولا يدفع أحد ثمن ذلك. قادة مركز الشرطة يواصلون عملهم وكأنه لم يحدث شيء، والمتهمون يستمرون في حياتهم الروتينية، والمغتصبة فقط هي التي لا تحظى بالعدل. كيف يمكن أن تكون هناك حالة فيها امرأة مغتصبة، وفي قسم التحقيق مع الشرطة يعرفون أنه تم اغتصابها، ولا أحد يدفع الثمن. الشعور هو أنه لو كان للمغتصبة اسم غير عربي، لكانت طريقة العلاج ستكون مختلفة”.
من قسم التحقيق مع الشرطة جاء ردا على ذلك بأن القرارات بشأن الملف “تم اتخاذها على اساس التحقيق المهني، وبعد فحص المعطيات وظروف الحادثة، بما في ذلك أخذ افادة المشتكية عدة مرات، وأخذ افادات اخرى، وتحقيق تحت التهديد لرجال شرطة وجدوا حسب الاتهام في المكان، وفحص جهاز الكذب وغيره طبقا لنتائج التحقيق”.
وقالوا في القسم ايضا إن “الشرطي الذي اشارت اليه المشتكية كمتهم رئيسي في القضية تم التحقيق معه وفحص، لكن لم يتم العثور على ما يدعم الادعاءات التي طرحتها المشتكية ضده. ايضا رجال شرطة آخرين دخلوا الى دائرة المتورطين المحتملين، تم التحقيق معهم، ولم يتأكد تورطهم في الحادثة.
“بعد فحص كل معطيات الملف توصل قسم التحقيق مع الشرطة الى استنتاج أنه في ظل ظروف القضية المعقدة، فان معظم المعطيات لا تشكل احتمالية معقولة لادانة أي من رجال الشرطة الذين كان يمكن أن يكونوا متهمين محتملين في الحادثة. قسم التحقيق مع الشرطة ملزم بالكشف عن مخالفات نفذها رجال شرطة، ونضاله المصمم ضد المخالفات الجنسية في الشرطة هو من الامور المشهورة التي لا تحتاج الى أدلة، ويجب التأكيد على أنه في 2016 فان 68 في المئة من الملفات التي حقق فيها في القسم تم التوصل فيها الى الحقيقة. مع ذلك، الواقع يعلم أنه احيانا رغم الجهود في التحقيق، هناك عدد من الملفات لا يتم فيها الوصول الى الحقيقة بوضوح. وهذه الملفات تم اغلاقها بذرائع مختلفة حسب الموضوع. قسم التحقيق في الشرطة يتحمل المسؤولية عن أنه، للاسف، حدثت اخطاء في التقارير التي تم تقديمها للمشتكية فيما يتعلق بهذا الملف”.
صحيفة “هآرتس” توجهت ايضا للحصول على رد الشرطة، لكنهم هناك فوجئوا. حسب ادعاء جهات في الشرطة فان موضوع الشكوى حول الاغتصاب في مركز الشرطة عرفوا عنه للمرة الاولى فقط في اعقاب توجهنا، وأنه فعليا رغم أن الحادثة وقعت قبل اكثر من خمس سنوات، سنقوم بفتح التحقيق من جديد وسنحقق مع رجال شرطة، وان قسم التحقيق مع الشرطة لم يبلغهم بالمستجدات جميعها.
“قسم التحقيق مع الشرطة قام بسلب النظام”، قال غاضبا أحد رجال الشرطة. “كيف يمكن أن حادثة خطيرة كهذه لا يتم ابلاغنا بها؟ مشتكية تدعي بأنها اغتصبت في مركز الشرطة ولم يقم أحد في قسم التحقيق بابلاغ المفتش العام للشرطة ولا قسم الانضباط أو أي جسم آخر، هذا صادم وسلوك مخجل”. في رد رسمي قالوا في الشرطة “للاسف، قسم التحقيق مع الشرطة اختار عدم ابلاغ شرطة اسرائيل عن نتائج التحقيق، مثلما هو متبع في حالات اخرى. وفورا بعد تلقي الطلب تم القيام باستيضاح اظهر أن ملف التحقيق جرى في قسم التحقيق مع الشرطة وأغلق. في ظل غياب تقرير منظم، ونقل معلومات أو كل ابلاغ من قبل قسم التحقيق مع الشرطة، للاسف، لا نستطيع التعليق على هذه الحادثة لأن تفاصيلها غير معروفة لنا”.
صحافة عبرية / توصيات الشرطة بتحقيقات نتنياهو تتأجل مجددًا : الملف مركب
صحافة عبرية – 29/12/2017
بعد إعلان نقدير موعد نشر توصيات الشرطة بملفات التحقيق مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتضح أن الموعد ليس بقريب، ومن المحتمل أن يخضع نتنياهو للتحقيق مرة أخرى أو أكثر، في الملف 1000 والملف 2000.
وبحسب ما نقلته “شركة الأخبار (القناة الإسرائيلية الثانية سابقًا)، فإن نشر التوصيات سيتأخر أكثر بسبب التحقيقات التي ستتم في الوقت القريب، ومن ضمنها قد يكون التحقيق مع نتنياهو، في نقلت عن مصادر لم تسمها أن الملف يحتوي على تفاصيل كثيرة جديدة لم تظهر في البداية.
ومن المرجح ان يتأجل نشر التوصيات حول ملف الرشاوى الهدايات التي تلقاها نتنياهو وزوجته من رجال أعمال وملف استغلال منصبه ونفوذه للتفاوض مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” للحصول على تغطية داعمة لشهر ونصف الشهر.
وقالت المصادر إن الملف 1000 مركب أكثر مما نشر وقيل عنه، وأنه بحاجة لاستكمال التحقيق في أخذ رئيس الحكومة رشوة من رجال اعمال مقابل خدمات يقدمها لهم. وذكرت المصادر أن المستشار القضائي للحكومة ما كان ليصادق على تحقيق امتد لسنتين بسبب حفنة من السيجار وبعض النبيذ.
وقبل أيام، قال مستشار الشرطة الأسبق، ليئور حوريف، إن التوصيات التي من المتوقع أن تقدمها الشرطة للمدعي العام شاي نيتسان، بغضون الأسابيع القادمة، بشأن التحقيقات بشبهات الفساد مع نتنياهو، أشبه بزلزال وستكون بمثابة هزة أرضية.
ويعتقد حوريف أن التوصيات والمعلومات الجديدة التي سيتم الكشف عنها ستؤدي إلى تبكير انتخابات الكنيست والتي يرجح أن تجرى في أيار/ مايو القادم، حيث سيخوض الليكود الانتخابات بقيادة مختلفة وجديدة، على حد تعبيره.
وستشمل المعلومات التي سيتم الكشف عنها بنود لائحة الاتهام، وتفاصيل وقوائم بأسماء الشخصيات الضالعة بالملفات. قائلا إن “نتنياهو لا يقوم بحملة لبراءته بل حملة لنزاهة الائتلاف وهذه حملة سياسية وليست قانونية وحتى الان نجح فيها”.
هآرتس / اسرائيل غير مهيأة لخطة ترامب للسلام
هآرتس – بقلم شاؤول اريئيلي – 29/12/2017
الانشغال والنقاش حول مبادرة ترامب دفعت الى الهامش في ظل الغيوم التي تلقيها الاحتجاجات الاجتماعية ضد الفساد. المراهنات والاستعدادات وبالونات الاعلام والمناورات على الرأي العام كثيرة ومتنوعة. ولكن هذه بالتحديد تشهد على عدم الثقة بشأن اطلاق المبادرة، وبشأن الخطة الهامة جدا – هل سيتم قبولها ونجاحها في الوقت الذي فشلت فيه غيرها. تاريخ المفاوضات بين اسرائيل وم.ت.ف بتدخل الولايات المتحدة في العقود الثلاثة الاخيرة تجعل هذه الاسئلة غير ذات صلة. بسبب المعرفة الواضحة لكل الاطراف بأن “أي صفقة” يمكنها تحريك العملية السلمية ويمكنها أن تثمر اتفاق دائم في النهاية، وأي اقتراح يمكنه الحفاظ على الطرفين في حالة الجمود القائم أو تدفعهما الى جولة من العنف.
تصريح ترامب حول القدس لم يساعد كثيرا في رفع مكانة أو موقف اسرائيل، لكن يوجد فيه ما يكفي للاشارة الى الفلسطينيين بأن الرئيس الامريكي يسعى الى اخراج قرارات المجتمع الدولي خارج اطار المفاوضات، وأن يقيمه على ميزان القوى بينهم وبين اسرائيل القوية التي تحظى بدعمه. وهذه مقاربة ترجح كفة المفاوضات ضد الفلسطينيين.
تاريخ النزاع يظهر، ويجدر بترامب ومبعوثيه ايضا أن يشاهدوا ذلك، أن الفلسطينيين بقيادة م.ت.ف تبنوا انعطافة دراماتيكية واحدة فقط في سياستهم في مئة سنة النزاع. وهذا حدث في 1988. منذ تصريح بلفور في 1917 فان الفلسطينيين أجروا جدلا حقوقيا يقوم على تفسيرهم وموقفهم فقط، أي، لقد رفضوا شرعية المجتمع الدولي لاستثناء ارض اسرائيل مبدأ الاستقلال الذاتي لصالح اقامة دولة يهودية على جزء منها، لأنه بالنسبة لموقفهم فان حق تقرير المصير يعود فقط لهم، استنادا الى كونهم الاغلبية الحاسمة في سكان البلاد واصحاب الاغلبية الحاسمة على اراضيها. للدفاع عن هذه الحقوق فقد شنوا الحرب بعد قرار التقسيم في تشرين الثاني 1947، كما اعترف وشرح جمال الحسيني، إبن شقيق المفتي، في مجلس الامن في نيسان 1948: “ممثل الوكالة اليهودية قال لنا أمس إنهم ليسوا هم الجهة المعتدية. لأن العرب هم الذين بدأوا الحرب… عمليا، نحن لا ننفي هذه الحقيقة… قلنا للعالم… إننا لا نوافق على تقسيم فلسطين الصغيرة”.
بعد اربعين سنة على ذلك، وبعد حوار اجرته م.ت.ف مع وزارة الخارجية الامريكية في ادارة ريغان، وعلى خلفية التغيرات الجيواستراتيجية العالمية والاقليمية (بداية انهيار الاتحاد السوفييتي، الانتفاضة الاولى وغيرها) غيرت م.ت.ف سياستها الاساسية. لقد أسست خطاب الحقوق للفلسطينيين على قرارات المجتمع الدولي، ووافقت على قرارات الامم المتحدة 181 و242 و338. ومثلما قال محمود عباس لاحقا في نيسان 2008: “لقد فوتنا فرصة التقسيم في 1947، وقبل ذلك فرصة تقسيم لجنة بيل، لكننا لا نريد تفويت فرص اخرى. لذلك وافقنا على تقسيم 1948 و1967، التي لا تضم اكثر من 22 في المئة من ارض فلسطين التاريخية”. أي أن تغيير السياسات عبر عن التنازل الهام، لكن الوحيد ايضا، الذي يمكن للفلسطيين أن يكونوا مستعدين له: تنازل عن 100 في المئة من الوطن فلسطين مقابل دولة فلسطينية على 22 في المئة منه.
في الوقت الذي لم فيه اجراء المفاوضات بين اسرائيل وم.ت.ف في هذا الاطار، اساسا في عملية اوسلو، الطرفان لم ينجحا في جسر الفجوات بصورة جذرية بينهما. لقد تمسك الفلسطينيون بكل قوتهم بخطاب الحقوق على اساس القرارات الدولية، كما شرحت حنان عشراوي، لأن القرارات الدولية تمهد ميدان المفاوضات الذي يميل بصورة طبيعية لصالح اسرائيل القوية والتي تسيطر على الارض.
الاختراقة كانت في عملية “انابوليس” التي قادها اهود اولمرت ومحمود عباس في 2007 – 2008. وهما لم ينجحا في ايصال المفاوضات الى اتفاق دائم، لكن وضعت للمرة الاولى المعايير لقضايا بصورة تتفق مع القرارات الدولية، والاهم من ذلك، تستجيب ايضا لمصالح الطرفين الجوهرية. اضافة الى ذلك، تمت اعادة توضيح الاعتماد الموجود بين الزوجين اللذين يشكلان القضايا الاربعة الاساسية: حدود – امن، القدس – لاجئين. من اجل أن تكون فلسطين كما تطلب اسرائيل، دولة منزوعة السلاح الثقيل والجيش الى جانب ترتيبات أمنية اخرى، يجب على اسرائيل قبول المعيار الخاص بالحدود – حدود 1967، كأساس، وتبادل مناطق بنسبة 1: 1 وايضا تنازل الفلسطينيين عن تطبيق “حق العودة” كما طلبت اسرائيل، مشروط باقامة عاصمة فلسطينية في شرقي القدس. ليس سرا أن نتنياهو وحكومته انسحبوا منذ فترة من هذه المعايير بشأن الحدود والقدس، بل زادوا طلبات اسرائيل في موضوع الامن وموضوع اللاجئين.
في الوقت الذي يبلور فيه كوشنر وغرينبلاط اقتراحهما للرئيس ترامب، يجب عليهما الاعتراف أن عباس اذا وافق على أن يرى ثانية الامريكيين وسيط، يستطيع أن يقبل اقتراح ينحرف عن الاطار الذي تمت الموافقة عليه في انابوليس. الرئيس المصري السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يمكنهما جعل الفلسطينيين يوافقون على اقتراح لا يتوافق مع تفسيرات مبادرة الجامعة العربية. كل محاولة للهرب من هناك “ستواجه بمقاومة قوة الجاذبية للمصلحة الفلسطينية والرأي العام العربي”.
محمود عباس يبذل قصارى جهده لضمان وقوف الرباعية العربية الى جانبه. لقد حصل في الشهر الماضي على وعد من ملك السعودية بأن يكون الموقف العربي يرتكز على مبادرة الجامعة العربية التي تتضمن الموضوعان الفلسطينيان المطلوبان وهما خطوط 1967 والعاصمة في شرقي القدس. وزير الخارجية السعودي الذي طلب منه التعقيب على ما نشر حول أن الدول العربية مستعدة لتليين الشروط المطروحة في مبادرة السلام، عاد وأوضح ذلك: “الشروط العربية واضحة – دولتان، احداهما دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس. وفيما يتعلق بالامور الاخرى يمكن التوصل الى تفاهم حولها بين اسرائيل والفلسطينيين. موقف الدول العربية دائما هو دعم الاخوة الفلسطينيين”.
كوشنر وغرينبلاط يجب عليهما التوضيح لترامب بأنه لا توجد “صفقة نهائية” لا تقوم على القرارات الدولية، هي اطار التعامل الوحيد الممكن بالنسبة للطرفين، حيث أنه يجب عدم التحدث عن اجراء المفاوضات حسب ميزان القوى بينهما، والاخطر من ذلك، حسب الروايات القومية المتناقضة للطرفين. اضافة الى ذلك، وجود التزام واضح لاتفاق دائم تحت هذه المعايير، حيث ان ضغط السعودية ومصر على عباس سيوجه لاظهار استعداده للمرحلة الانتقالية التي حتى الآن رفض قبولها. هذه تتضمن عدد كبير من الخطوات التي ستتم بموازاة وبصورة متساوقة من قبل الرباعية العربية، اسرائيل والفلسطينيين. وسيكون بالامكان اجراء المفاوضات على الزوجين المذكورية بصورة تدريجية، لكن لن يكون بالامكان تغيير علاقات خذ وأعط الاساسية هذه بالنسبة للاتفاق الدائم.
إن الانسحاب من هذه التفاهمات بسبب ضغط اسرائيل أو الضغط الامريكي الداخلي، سيلقي باقتراح الامريكيين في سلة قمامة التاريخ، ومطالبة عباس من قبل حماس وكثيرين في فتح بالاعلان عن موت الخيار السياسي الذي اختارته م.ت.ف قبل حوالي ثلاثين سنة، وأن يخلي مكانه. وهي خطوة من شأنها أن تعيد النزاع الى ما قبل 1988 – الغاء الاعتراف باسرائيل والعودة الى الكفاح المسلح. فتح الى جانب تنيظمات المعارضة الفلسطينية الاخرى ومنها حماس والجهاد الاسلامي تعتبر اعتراف امريكا بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وايضا الاتفاق الاقليمي الامريكي الذي مبادئه لا تتضمن الحد الادنى المطلوب، كمواضيع مصيرية وخطوط حمراء، وتغيير قواعد اللعب بصورة تقتضي الخروج الى الشارع للاحتجاج من قبل الفلسطينيين واعطاء الدعم للقيادة بهذا الموقف، وإن لم يكن هناك دعوة مباشرة لاحتجاج كهذا.
نتنياهو بين التحقيق معه وسفرياته، لا يهتم بوقف الشياطين قبل فوات الأوان. فقد اكتفى في ايلول بابلاغ اعضاء الكابنت بأن ترامب يعد خطة سلام وأنه مصمم على تنفيذها. “هذا الاستعداد بعيد عن أن يكون كافيا لكل سيناريو يمكن أن يتطور، باستثناء تأجيل اطلاق الخطة لموعد غير معروف واستمرار الوضع الراهن. خطة معقولة للطرفين تجبر نتنياهو واسرائيل على الاستعداد لها بخطة وطنية، سواء كانوا سيوافقون عليها أو يرفضونها. “خطة مؤيدة لاسرائيل”، حتى هذه تحتاج من اسرائيل الاستعداد للرد الفلسطيني ورد العالم العربي. من المحتمل أنه في ذلك الوقت، اذا استطاع ذلك، سيفضل نتنياهو اختيار الانسحاب من العملية السياسية الى الانتخابات. هناك هو أو وريثه سيلوحون بعلم حامي أمن اسرائيل.
معاريف / ساعة تاريخية
معاريف – بقلم نداف هعتسني – 29/12/2017
في أحيان بعيدة يعلق الشعب والقيادة في ساعة مناسبة، تكون فرصة لاعادة تصميم الامور من البداية. فمعظم ايام الامة تمر في مسارات عادية من الصعب الخروج منها، ولكن حين تهتز الامور، فان السماء هي الحدود. ومن يعرف كيف ينتهز الفرصة، يمكنه أن ينقذ نفسه من اوضاع الازمة ويغير الواقع من الاساس، أما من يبدي قصر نصر، ضعف قلب أو ينشغل فقط بقانون التوصيات، سيفوت الفرصة الكبرى. مثل هذه الساعة هي التي نعيش فيها.
أحداث الايام الاخيرة منذ اعلان القدس للرئيس الامريكي، ارتبطت بالتغييرات الاقليمية والعالمية الجارية في السنوات الاخيرة، وكل هذا معا هو زمن الثورات. ولكن مشكوك أن تكون لدينا قيادة قادرة على التفرغ من المشاكل ومن الجوانب الشخصية لاعادة تصميم عالمنا.
عمليا، نحن نعيش عميقا في حالة تحول كبرى – عالمية وشرق اوسطية. والكرزة التي على القشدة هي السلوك الفلسطيني في اعقاب تصريح دونالد ترامب. وبالاساس الطلاق الذي القوه في وجه البيت الابيض، مما ادى منذ الان الى رد فعل انفعالي غير رسمي من واشنطن، بعث بالفلسطينيين الى المكان الذي يناسبهم.
ولكن التطورات الاخيرة تقوم على اساس اطار من الاحداث الاعمق بكثير: تحطم الشرق الاوسط بفضل الربيع العربي لبراك اوباما ارتبط بخوف معظم الدول السنية من السيطرة والاجرام الايراني. الامر الذي ادى بها الى اتباط مصالح مع العدو الصهيوني وضعف الالتزام التلقائي تجاه الفلسطينيين. وبالتوازي، تغيير الحكم في واشنطن رفع جماعات تأثير مؤيدة لاسرائيل الى مواقع القوة، ولا سيما شخصيات استثنائية مبنية بطبيعتها على تغيير أنظمة العالم. هذه الميول غيرت قواعد اللعب العالمية، بما في ذلك التعريفات الشوهاء عن الاخيار والاشرار.
كل هذا يعمل الان في صالحنا، ولا سيما الصداقة الحقيقية التي تكنها لنا القوة الاعظم الاقوى التي فجأة باتت تحتقر المفاهيم الدارجة وتستخف بالاعداء الخفيين لنا من غرب اوروبا. اما التحطم الحالي للقوى الطبيعية العميقة الكبرى فتسمح لنا باعادة تصميم وجه السطح السياسي الداخلي والخارجي.
في مواجهة هذه الظروف الدراماتيكية علق الفلسطينيون في أزمة وسوء فهم. فهم يلعبون بالادوات القديمة، يردون مثلما اعتادوا في العالم المناهض لاسرائيل بشكل تلقائي. وكعادتهم يحرضون، يهددون، يشجعون منظومات الارهاب ويحاولون تشكيل تحالفات دولية ضدنا. ولكن في الظروف الحالية هم يخدموننا. فالى أي حد يؤثرون على ترامب من السهل علينا ان نخمن. ولكن حيال السعوديين ودول عربية اخرى لم تعد طريقتهم تؤثر.
في المنشورات الفلسطينية للاسبوعين الاخيرين تظهر خيبة امل شديدة من شكل مواجهة الانظمة العربية لاعلان القدس. من حقيقة أن الجامعة العربية رفضت الاستجابة لطلبهم طرد السفراء الامريكيين ومن الردود العربية التي تعتبر في رام الله وعن حق عديمة الاسنان. وان لم يكن هذا بكاف، فان الفلسطينيين يتحدثون عن ضغط من الزعماء العرب على ابو مازن للتعاون مع الامريكيين، وان أنهم يشعرون ضعفاء ومنعزلين. وبالفعل، في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلام السعودية، تظهر واضحة تعابير غير قليلة مناهضة للفلسطينيين. كتلك التي تتهمهم بسبع سنوات من حل المال السعودي، في ظل اظهار عدم الامتنان تجاه من دعمهم.
التميمي كمثل
ورغم ذلك، عندنا كل شيء بقي كما كان. على مدى السنين أدخلنا انفسنا بايدينا في الضائقة والموقف الدون. بدأ هذا في الوهن البائس مع خبو انجازات الايام الستة، وبلغ ذروة السخافة المتطرفة في اوسلو وفك الارتباط. واقامت هذه السياقات في داخلنا كيانا معاديا فلسطينيا واحدا، ودولة ارهاب فلسطينية ثانية على حدود غزة.
السخافة الكبرى هي انه على رأس حكومة اسرائيل يوجد بعض من المعارضين الكبار لاتفاقات اوسلو وهم بالذات يقدمون لنا الصيغة الهزيلة بايديهم. فالفلسطينيون يخرقون في كل يوم تقريبا كل بند في الاتفاقات التي وقعت عليها م.ت.ف مع اسرائيل. يرفضون شرعيتنا، يتآمرون علينا في العالم ويحرضون على الارهاب. ولكن حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان لا تتجرأ على عمل أي شيء ضدهم، ولا سيما لا تغير قواعد اللعب. فرغم العداء والاجرامية من السلطة التي اقيمت وتوجد برحمتنا، نحن نواصل تمويلها والدفاع عن مجرد وجودها. والى جانب ذلك، نخترع نظريات كاذبة حول الضرورة والحاجة للبقاء في الوضع الحالي، مثل سجين وقع في عشق السجن والسجناء.
والاخطر من هذا، نحن لا نزال لا نفهم مع من نتعامل. مثال متطرف على ذلك يكمن بالذات في القضية الايقونية لعهد التميمي. فالصفعات والاهانات التي وجهت للجنود أحدثت عاصفة عندنا، وعن حق، ولكن من ينبغي أن يتخذ القرارات يتمترس في الانماط القديمة ويفوت النقطة المركزية. فرد جنود الجيش يشجع الارهاب ضدنا بل وحتى من شأنه أن يؤدي الى حرب. فالاوامر التي تلقاها الجنود هي ما يميز العصر الذي يوجهنا منذ الثمانينيات، عشية الانتفاضة الاولى. عصر الاحتواء، ضبط النفس، الخوف من قاضي العليا المعادي – وسائل الاعلام والاسرة الدولية.
بالضبط لهذا السبب كان هناك من استبشر خيرا في تقرير لشاب عديم التجربة من نيويورك تايمز، والذي امتدح منح الجنود للخد الثاني. من غير المفاجيء أن مثل هذا التقرير نشر في صحيفة كانت هي البوق شبه الرسمي لادارة براك اوباما. الصحيفة التي بانعدام للاحساس أدت الى مفهوم عبثي إذ وعدت بربيع فادت بنا الى شتاء من الدم والعذاب.
أما الرضى عن النفس في قيادة الجيش ومعاقل اليسار فينبع ايضا من خوف دفين مجذر من وسائل الاعلام الدولية، ولكن ايضا من سوء فهم بعيد الاثر. فرغم اكثر من مئة سنة من المعرفة للعقلية العربية في البلاد وفي الحارة، فان واضعي الاوامر في الجيش الاسرائيلي لا يفهمون ما الذي يبثه السلوك البائس للجنود. نوصيهم بان يطلعوا على 99 في المئة من التعقيبات، التقارير، قصائد المديح والبوسترات في الشارع الفلسطيني والعالم العربي وسيعرفون بان الفتاة التي استوعبت نمط “الاحتواء” خاصتنا واستغلته، اصبحت بطلة اعدائنا.
العالم العربي يفسر صورة “ضبط النفس” كدليل على أن الجندي الاسرائيلي ضعيف. يهودي بائس يخاف من القتال، غير قادر على الوقوف امام اللبوءة الفلسطنية. هكذا ايضا تعليمات الرد وفتح النار تبث ضعفا وتستدعي مزيدا من الهجمات. روح الرد من النبي صالح هي الوصفة لموجات ارهاب جديد، وهي جزء من الصيغة للحرب القادمة. بالضبط مثلما اندلعت الانتفاضة الاولى بسبب الاستسلام الاسرائيلي في صفقة جبريل، عندما حررنا 1.150 مخرب، الى جانب الفشل في عملية ليلة الطوافات. عندنا يرفضون الاستيعاب بان العالم العربي يتغذى برموز مختلفة تماما عن رموز قيادة الاركان واسرة تحرير “النيويورك تايمز”. اذا لم يغير سوء الفهم هذا فسندفع الثمن غاليا.
الساعة المناسبة الحالية توفر لنا فرصة نادرة لهز وتغيير قواعد اللعب. إذ حان الوقت للدفع نحو انهيار السلطة الفلسطينية. فقد نبعت اتفاقات اوسلو من خطأ جسيم ولد وحشا في ساحة بيتنا. وتصفيته يجب أن تكون هدفا أعلى، الى جانب فرض السيادة في المناطق ج وبناء زعامة فلسطينية بديلة. في جنوب البلاد ايضا سنضطر الى اصلاح اخطاء اوسلو وفك الارتباط. وهنا ايضا محظور علينا أن نستبعد أي خيار بما في ذلك احتلال القطاع وضمه الى مصر. في كل الاحوال، هذا هو الوقت لفتح الافاق، للنهوض من فوق قانون التوصيات والبدء بالتفكير في اعادة تصميم مجالنا.
هآرتس / يا ابنتي، هذه دموع النضال
هآرتس – بقلم باسم التميمي – 29/12/2017
هذه الليلة مثل الليالي التي داهم فيها للمرة الاخيرة عشرات الجنود بيته تحت جنح الظلام، زوجتي نريمان وابنتي ابنة الـ 16 سنة، عهد، ونور إبنة عمة عهد، يقضين الوقت وراء القضبان. رغم أن هذا هو الاعتقال الاول لعهد، إلا أن سجون حكمكم ليست غريبة عليها، كل حياتها قضتها تحت ظل السجن الاسرائيلي الثقيل – بدء من فترة سجني الطويل، التي اثقلت على طفولتها، ومرورا بالاعتقالات المتكررة لأمها وشقيقها واصدقاءها وصديقاتها وانتهاء بالتهديد الخفي – العلني الكامن في وجود جنودكم الدائم في اوساطنا. بناء على ذلك، اعتقالها كان دائما هو مسألة وقت. مأساة من الصعب منعها بانتظار التحقق.
قبل بضعة اشهر، اثناء زيارة في جنوب افريقيا، عرضنا أمام الجمهور فيديو يوثق نضال قريتنا، النبي صالح، ضد النظام الاسرائيلي المفروض.
عندما تم اشعال الاضواء وقفت عهد من اجل شكر الحضور على دعمهم. وعندما شاهدت الدموع في عيون عدد من الحضور توجهت اليهم وقالت: “صحيح أننا ضحايا للاحتلال الاسرائيلي، لكن لا يقل عن ذلك أننا نفخر باختيارنا للنضال رغم الثمن المعروف مسبقا. لقد عرفنا الى أين تؤدي بنا هذه الطريق، لكن هويتنا كأفراد مغروسة في النضال، ومن هناك تنهل. زيادة على المعاناة والقمع اليومي للمعتقلين والمصابين والشهداء، فنحن نعرف ايضا القوة الكبيرة للانتماء لحركة المقاومة، الاخلاص، المحبة ولحظات التسامي الصغيرة التي تنبع من اختيارنا لتحطيم الجدران الشفافة للسلبية.
“لا اريد أن اعتبر ضحية، ولن اعطي لافعالهم القوة في تحديد من أنا وماذا سأكون. أنا اختار أن اشكل بنفسي الطريقة التي سترونني فيها. نحن لا نريد أن تدعمونا بسبب بضع دمعات رقيقة، بل لأننا اخترنا النضال ونضالنا عادل، فقط بهذا الشكل سننجح ذات يوم في التوقف عن البكاء”.
بعد اشهر من الحدث في جنوب افريقيا، عندما تحدت الجنود المسلحين من قمة الرأس حتى اخمص القدم، ليس الغضب الآني على الجرح الشديد لمحمد التميمي (15 سنة) قبل وقت قصير من ذلك وعلى بعد امتار من هناك، هو الذي حركها. وليست الاثارة والتحريض الكامن في دخول الجنود الى بيتنا، هؤلاء الجنود أو غيرهم أو من يشبهونهم بالعمل والوظيفة هم ضيوف غير مدعوين وليس مرغوب فيهم في بيتنا منذ ولادة عهد. لا، لقد وقفت امامهم لأن هذا هو طريقنا، لأن الحرية لا تعطى كصدقة، ولأن ثمنها باهظ، ورغم ثمنها الباهظ نحن على استعداد لدفعه. إبنتي ابنة السادسة عشرة سنة، في عالم آخر وفي عالمكم كانت حياتها ستكون مختلفة تماما. في عالمنا عهد هي ممثلة الجيل الجديد لابناء شعبنا، مقاتلي الحرية الشباب، هذا الجيل اضطر الى ادارة نضاله في جبهتين، من جهة مفروض عليه كما هو معروف واجب مواصلة التحدي والنضال ضد الكولونيالية الاسرائيلية التي ولدوا داخلها، الى حين انهيارها. ومن جهة اخرى، هم مضطرون الى التشدد في مواقفهم أمام التحلل والجمود السياسي الذي تفشى فينا. عليهم أن يبثوا الحياة في العروق من اجل ان تنبعث ثورتنا من الموت المرتبط بثقافة سلبية آخذة بالازدياد، والمغروسة في عقود من انعدام العمل السياسي.
عهد هي واحدة من فتيات كثيرات، التي ستقود في السنوات القريبة المقاومة ضد الحكم الاسرائيلي. هي لا تهتم بالاضواء الموجهة اليها حاليا في اعقاب اعتقالها، بل بتغيير حقيقي للواقع. هي ليست نتاج احد الاحزاب او الحركات القديمة، وباعمالها هي ترسل رسالة: من اجل ان نبقى، علينا أن نناضل بصدق ضد ضعفنا وهزيمة خوفنا.
في هذا الوضع، الواجب الاكبر لي ولابناء جيلي هو دعمها واخلاء الطريق، وضبط النفس وألا نحاول افساد أو سجن ابناء الجيل الشاب هذا في ثقافة قديمة وايديولوجيات ترعرعنا فيها.
عهد، لا يوجد والد في العالم يتمنى أن يرى ابنته تقضي ايامها في زنزانة الاعتقال، رغم ذلك، عهد، ليس هناك في كل العالم اليوم شخص فخور بابنته اكثر مني. انت وابناء جيلك شجعان بما يكفي من اجل الانتصار أخيرا. افعالك وشجاعتك تملأ قلبي بالخوف وتملأ عيني بالدموع، لكن كما طلبت، هذه ليست دموع الحزن او الندم، بل هي دموع النضال.
يديعوت / خطة أورن : قطار وتصاريح عمل وحاويات لقطاع غزة!!
منح تصاريح عمل لـ 6 آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة
يديعوت أحرونوت – 29/12/2017
تحذر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية منذ مدة من خطر “انفجار” قطاع غزة في وجه إسرائيل، ورغم عدم رغبة حركة حماس خوض معركة عسكرية ضد إسرائيل، إلا أن الوضع الإنساني في القطاع يمكن أن يؤدي في النهاية إلى المعركة. ولذلك، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في آب/ أغسطس 2016، تكليف مايكل أورن بترأس لجنة تفحص إمكانيات تحسين الوضع الإنساني في القطاع.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، اليوم الجمعة، أن أورن عقد سلسلة نقاشات ومباحثات شارك فيها ضباط من جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك)، منسق العمليات في المناطق المحتلة، وزارة الخارجية ومسؤولين آخرين، وكشفت الصحيفة أن وزير المالية الفلسطيني ووزير الشؤون المدنية ودبلوماسيين أوروبيين شاركوا كذلك في هذه النقاشات.
ووضع أورن خطة قدمها لرئيس الحكومة، ادعى أن الفلسطينيين وافقوا عليها إلا أنه تم تجميدها بسبب اعتراض الأجهزة الأمنية، التي رأت فيها خطرًا أمنيًا ولا يمكن ما اعتبرته مخاطرة كبيرة.
وبحسب خطة أورن، تمنح إسرائيل تصاريح دخول لستة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة للعمل في الأراضي الإسرائيلية، خاصة في مناطق غلاف غزة الذي تنقصه الأيدي العاملة، واعتبر أورن أنه من السخف أن يأتي الفلسطينيون من الضفة الغربية للعمل في غلاف غزة في حين لا يستطيع سكان القطاع، مع ان كل ما عليهم فعله هو اجتياز السياج الحدودي.
وكان المحور الرئيسي للخطة هو ملائمة معبر “إيريز- بيت حانون” لإدخال وإخراج البضائع، لذلك اقترح أورن ربط ميناء أشدود بقطاع غزة عن طريق سكة قطار، يبلغ طولها نحو كيلومترين فقط، وتصل لمسافة 200 متر فقط داخل القطاع.
وبحسب خطة أورن، يصبح ميناء أشدود كميناء لقطاع غزة لكن بأقل تكلفة ممكنة، ومن شانه مضاعفة كمية البضائع الداخلة إلى القطاع مع التقليل من الضغط على معبر كرم أبو سالم وطوابير الشاحنات الطويلة التي تسبب أزمات مرورية في كل المنطقة المحيطة به، خاصة أن سكان غلاف غزة اشتكوا من هذه الأزمات وطلبوا من الحكومة وقف حركة الشاحنات لخمس ساعات يومية وحذروا من المخاطر التي يتعرضون لها بسبب حركة الشاحنات.
واقترح أورن أيضًا أن تتولى شركة هولندية تحويل حاويات البضائع العملاقة التي تدخل القطاع إلى غرف وشقق صالحة للسكن، ما من شانه المساهمة في حل أزمة السكن الكبيرة في القطاع.
وادعى اورن أنه عرض الخطة على الفلسطينيين وحصل على موافقتهم، وكذلك وافق مسؤولون دوليون على الخطة ووافق بعضهم على المشاركة في التمويل، ومن ضمنهم مسؤولون في البنط الدولي.
واعترف أنه تم تجميد الخطة بسبب معارضة الأجهزة الأمنية والجو السياسي العام، لا سيما حول الحملة التي تديرها عائلتا الجنديان هدار غولدن وأورون شاؤول المحتجزين لدى حماس منذ العدوان الأخير على قطاع غزة.
وقال أورن للصحيفة إن “العالم يرانا كمسؤولين عن الحصار المفروض على غزة، وفي حال اندلعت حرب أخرى فسنتحمل المسؤولية بالكامل، خطتي لا تزال صالحة وجاهزة للتنفيذ، آمل أن يطرحها رئيس الحكومة على المجلس الوزاري المصغر، أنا أؤمن أن السوء الذي يتراكم في القطاع سيلحق بنا أيضًا”.
يديعوت / رئيس الوزراء الاكثر اسرائيلية: بن غوريون.
استطلاع خاص: ماذا ومن الاكثر اسرائيلية في نظركم.
يديعوت – استطلاع – بقلم د.مينا تسيمح ومانو جيفع – 29/12/2017
أجرى معهد مدغام بادارة د. مينا تسيمح ومانو جيفع استطلاعا اجتماعية ثقافيا حول فكرة ما هو الاكثر اسرائيلية في الحياة العامة في اسرائيل وكانت الاسئلة والنتائج التالية:
– من هو رئيس الوزراء الاكثر اسرائيلية؟
دافيد بن غوريون 20 في المئة
اسحق رابين 19 في المئة
مناحيم بيغن 16 في المئة
بنيامين نتنياهو 10 في المئة
اريئيل شارون 8 في المئة
شمعون بيرس 7 في المئة
اسحق شمير 3 في المئة
غولدا مائير 3 في المئة
ليفي اشكول 1 في المئة
ايهود اولمرت 1 في المئة
ايهود باراك 0 في المئة
– ما هي المواجهة الاسرائيلية الاكثر حدة في نظرك؟
بين عرب اسرائيل واليهود 28 في المئة
بين المتدينين والعلمانيين 22 في المئة
بين اليمين واليسار 21 في المئة
بين الشرقيين والغربيين 19 في المئة
بين الاغنياء والفقراء 2 في المئة
لا شيء من هذا 4 في المئة
لا أدري 4 في المئة
– ما هي الميزة السلبية الاكثر اسرائيلية في نظرك؟
عدم الصبر 30 في المئة
الشلفقة 21 في المئة
التلوي 18 في المئة
العنف 13 في المئة
عدم الالتزام بالوقت 7 في المئة
الغرور 6 في المئة
– ما هي الميزة الايجابية الاكثر اسرائيلية؟
الدفء والابالية 42 في المئة
الوقاحة 15 في المئة
قدرة الارتجال 15 في المئة
الذكاء 12 في المئة
الشجاعة 6 في المئة
الصلابة 2 في المئة
– ما هو الاختراع الاكثر اسرائيلية في نظرك؟
القبة الحديدية 29 في المئة
ويز 19 في المئة
الكيبوتس 14 في المئة
ديسك اون لاين 8 في المئة
انابيب تنقيط 7 في المئة
– ما هو المكان الاكثر اسرائيلية في نظرك؟
الحائط الغربي (المبكى) 44 في المئة
جادة روتشيلد في تل أبيب، بحيرة طبريا 10 في المئة
الكنيست 8 في المئة
ايلات 6 في المئة
هضبة الجولان 3 في المئة
– ما هي الاكلة الاكثر اسرائيلية في نظرك؟
الفلافل 31 في المئة
البمبا 20 في المئة
الحمص 13 في المئة
الفتافيت 8 في المئة
حبوب المرق، الشاورما 5 في المئة
– ما هو التعبير الاكثر اسرائيلية؟
صبابا 19 في المئة
يهيه بسيدر، أحي 13 في المئة
بعزرات هشيم (بمعونة الرب) 12 في المئة
حفال علهزمان (خسارة على الوقت) 7 في المئة
ياللا 6 في المئة
أحلا 6 في المئة
هآرتس / كحلون، صافي حامي الفاسدين
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 29/12/2017
يمسك حزب “كلنا” بمفاتيح الائتلاف. بدونه فان حكومة نتنياهو الرابعة محكوم عليها بالانهيار. بدون “كلنا” ما كان يمكن لرئيس الوزراء أن يواصل مهام منصبه بعد ان عرض على كبير الاعلام الاقوى في اسرائيل ان يوجه لصالحه التشريعات، اذا ما وجه التغطية الاعلامية في صالحه هو. وبدون “كلنا”، فان شخصا ضخت ملايين غير مفسرة الى حساب ابنته وسائقه، ما كان ليتولى منصب وزير الدفاع. بدون “كلنا”، شخص مشبوه بالتهديد وباستغلال المعلومات الداخلية لرفاهه الشخصي ما كان ليشغل منصب وزير الرفاه. بدون “كلنا”، مجرم مدان يحصل على اموال من رجل اعمال ما كان ليشغل منصب وزير الداخلية. ولكن “كلنا” بقيادة فارس العدالة والرسمية موشيه كحلون، يعطي ضوء أخضر للفاسدين.
كحلون يتصرف بازدواجية أخلاقية، ولكن رفاقه في الكتلة مزدوجون اخلاقيا بقدر لا يقل. ثلاثة نواب من “كلنا” شاركوا في مظاهرة اليمين ضد الفساد – روعي فولكمان، راحيل عزاريا وميراف بن آري – وكأنهم كانوا طلابا في بني عكيفا، وليسوا نوابا في البرلمان تأييدهم للائتلاف هو الذي يسمح لاعضائه الفاسدين بمواصلة اعمالهم. “كل شيء منوط بتوصيات الشرطة في ملفات نتنياهو”، هكذا اقتبس هذا الاسبو عن نائب من “كلنا”. “اذا لم يكن هناك سوى بخل وتمتع، يمكننا أن نتعايش مع هذا”.
يبدو ان اعضاء “كلنا” يحتاجون الى تذكير: الشهادات في قضية 1000 تفيد بان نتنياهو طلب من رجل الاعمال ارون ملتشن طيبات متاع بمئات الاف الشواكل ورد له بسلسلة اعمال سلطوية. في قضية 4000، حول نتنياهو وجهة القرارات بمئات الملايين في صالح بيزك التي بملكية صديقه شاؤول الوفيتش – بخلاف لمصلحة الطبقة الوسطى، التي يدعي كحلون تمثيلها. وبالمقابل، وجه الوفيتش مسؤولي موقع “واللا!” الذي في ملكيته توجيه التغطية الاعلامية في صالح رئيس الوزراء. وحسب المراقب، رفع نتنياهو تصريحا كاذبا، أخفى فيه صداقته مع الوفيتش – وعمل في صالحه في دزينة من المناسبات.
التفاصيل معروفة، ولكن في “كلنا” يحرصون على مواصلة اغماض العيون. فالالتصاق بالكرسي يفوق الاعتبارات القيمية، حتى في اوساط اناس مثل ايلي الالوف، الحائز على جائزة اسرائيل على مشروع الحياة للمساهمة الخاصة في المجتمع. كحلون و “كلنا” يعرضون أنفسهم كحماة سلطة القانون. أما عمليا فهم حماة الفاسدين.