ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 27– 12 – 2017

يديعوت احرونوت :
– لا بديل عن ميادين المدينة.
– نتنياهو: “جهد سياسي لاسقاط الحكومة”.
– عائلة سولمون من حلميش تتوجه الى قضاة المخرب: “نحن نخاف ان ننجب المزيد من الاطفال الى هذا العالم الوحشي”.
– محطة ترامب الى المبكى.
– لحظات الحقيقة – سلة الصحة.
– الاضراب يلغى: الدراسة كالمعتاد.
– اعلان الاستقلال – مرة اخرى.
معاريف/الاسبوع :
– صفقة كحلون ونيسنكورن.
– حضرة الرئيس، ايها الكنيست الفارغة.
– لقاء في الضباب.
– نتنياهو يقول لحاخامين من الصهيونية الدينية: “يحاولون اسقاطي بلا محاكمة”.
– حماس تهدد، حرس الكنيست يرفق حراسة للنائب اورن حزان.
– ليبرمان: “أدعم رؤساء المدن” درعي: “سأعمل على الغاء القوانين المساعدة”.
– ليتسمان يبادر الى قانون ضد لبيد – على رئيس الوزراء أن يكون اكاديمي ومع خدمة عسكرية ذات مغزى.
هآرتس :
– البقاء أم الانسحاب: التحقيقات ضد نتنياهو تهز كحلون.
– معاملة النساء في السعودية تتغير، ولكن بوتيرة أبطأ من القانون.
– أكثر من 500 ملف فتحت على اطق نار في ام الفحم منذ 2015، رفعت 5 لوائح اتهام.
– آيزنكوت اخطأ إذ التقى باراك والان كفيل بالتورط مع نتنياهو.
– في مركز مداولات سلة الادوية: علاجات نادرة جدا لامراض نادرة.
– نتنياهو طلب دعم الحاخامين في ظل التحقيقات، هم احتجوا على خدمة النساء وطلبوا البناء في الضفة.
اسرائيل اليوم :
– المستشار النمساوي: “أرى في اسرائيل حليفا”.
– “سأعمل على تهدئة شكوك اسرائيل بنا”.
– “الهندوراس وبنما ستنقلان السفارتين الى القدس ايضا”.
– بحث على مدار الساعة: “ميراتون لاقرار قانون التوصيات.
– ريفلين: لا بديل عن الميادين../ نتنياهو: يحاولون اسقاطنا.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 27– 12 – 2017
هآرتس / نتنياهو طلب دعم الحاخامين في ظل التحقيقات، هم احتجوا على خدمة النساء وطلبوا البناء في الضف
هآرتس – بقلم يوتم بيرغر وآخرين – 27/12/2017
التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس مع 11 حاخاما بارزا في الصهيونية الدينية كي يجند دعمهم، على خلفية الانتقاد في اليمين حول قضايا الفساد التي يشتبه هو بها. وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل اللقاء، أوضح الحاخامون في اللقاء بان دعمهم لنتنياهو ليس مضمونا واحتجوا على مسائل دمج النساء في الجيش ومسائل تتعلق بالبناء في المستوطنات. وعلى حد قول احد المصادر، انتقد بعض الحاخامين رئيس الوزراء وقالوا: “يدعوهم دوما عندما يكون في أزمة، وبعد ذلك عندما يحتاجونه يختفي”.
وشارك في اللقاء ضمن آخرين الحاخامين حاييم دروكمان، ايلي سدان، دافيد ستاف، الياكيم لفنون، يوئيل بن نون، يعقوب شبيرا ودافيد بندل. وعلى حد قول مصدر مطلع على التفاصيل، شكرهم نتنياهو على الاسناد حتى قبل ان اعطي مثل هذا الاسناد صراحة. وقال ان “صياغاته كانت صياغات شكر وليس طلبا”.
في بداية اللقاء قال نتنياهو: “توجد هنا محاولة سياسية من خلال المظاهرات وأمور اخرى لاسقاط الحكومة الوطنية برئاستنا والتي تحرص على بلاد اسرائيل وتكافح من أجلها. وعليه، فان وقوفكم جد هام وبودي أن أعبر عن تقديري. لم نتمكن دوما من الوقف في وجه هذه المحاولات… ذات مرة في 1992 نجح هذا، أما هذه المرة فسنحرص على الا ينجح”. وعلى حد قول احد المصادر المطلعة على تفاصيل اللقاء قال نتنياهو للحاخامين ايضا انه يشعر بانه مطارد، ولكنه امتنع عن انتقاد الشرطة. واضاف المصدر بان نتنياهو “قال انه يشعر ان وسائل الاعلام تحاكمه، وهناك من يغريه تصديقها”.
واعرب الحاخام سدان عن دعمه لنتنياهو وقال له: “يهودي مثلك، يوجد 20 سنة في الحكومة كان يمكنه ان يكسب في الحياة المدنية عشرة اضعاف، مئة ضعف. اما القول ان هناك مشكلة في أنك تلقيت سيجارة، فلو لم يكن هذا مضحكا لكان ببساطة فضيحة لا مثيل لها. هذا تسيب، عدم جدية، هذا فساد. يريدون أن يغيروا الحكم بمثل هذا الشكل وليس في صناديق الاقتراع”. أما الحاخام زلمان ميلميد، مالك قناة 7 فقرر الا يأتي الى اللقاء بدعوى أنه لا يريد أن يكون أداة في يد رئيس الوزراء.
وحسب المصادر المطلعة على تفاصيل اللقاء، لم يكن انسجام في الرأي حول دعم رئيس الوزراء، وقال الحاخامون انهم سيتشاورون مع رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، لان هذه مسألة سياسية. وحسب هذه المصادر، فان قسما من الحاخامين “تحدثوا بشكل لاذع لاذع” واتهموا نتنياهو بانه يتذكر الصهيونية الدينية فقط عند الازمة وقبل الانتخابات. وعلى حد قولهم، بعد الانتخابات، تكون الصهيونية الدينية الاخيرة في الطابور دوما، “دوما شاس وليبرمان يقفان في المقدمة”. كما أشار المصدر الى ان الحاخامين أعربوا عن دعمهم لاعمال الحكومة ولكنهم اوضحوا بانهم ليسوا “في جيب نتنياهو”. وعلى حد قوله، طرحت في اللقاء ايضا “مواضيع تتعلق بدمج النساء في الجيش والوضع في يهودا والسامرة لم تنتهي باتفاق عملي”.
في اللقاء شكر نتنياهو شخصيا الحاخام دروكمان، الذي اعرب عن معارضة علنية لمظاهرة اليمين في ميدان صهيون في القدس في منتهى السبت.
القناة الثانية العبرية / الأوضاع في قطاع غزة قد تقود إلى تصعيد
القناة الثانية العبرية الاسرائيلية – 27/12/2017
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حذرت الكابينت من أن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة قد تقود إلى جولة عنف، حيث ان كثافة الأحداث تذكر بالأيام التي سبقت حرب “الجرف الصامد”، وإن حركة حماس يحتمل أن توجه إحباطها تجاه إسرائيل؛ هذا ملخص التقرير الذي قدم للكابينت في جلسته التي عقدت الأحد الماضي.
وبحسب التقدير الأمني، فإن الأوضاع في القطاع حساسة وقابلة للانفجار على وجه الخصوص، وعلى الرغم من تقدير موقف حماس التي ليس لها توجه باتجاه الحرب، إلا أن أحداثًا معينة قد تقود إليها، هذه التقديرات – بحسب القناة الثانية العبرية – تعتمد على الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة وارتفاع البطالة وأزمة الكهرباء وتوقف قطر عن تحويل الأموال وضائقة في صرف الرواتب، بالإضافة إلى الإحباط من التقدير ان المصالحة لم تنجح.
وتضيف التقديرات الأمنية أنه فضلًا عن هذه الأسباب، فإن التصعيد الذي بدأ في القطاع منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحاجة حماس لإظهار حزمها ضد القرار، وعلى الرغم من توجه حماس بالعمل ضد التنظيمات المتمردة التي تطلق الصواريخ؛ فإن حماس هي المتضرر الأول من الرد الإسرائيلي. سبب آخر – بحسب الأمنيين الإسرائيليين لتقديرهم بأن حماس قد توجه إحباطها ضد إسرائيل – يكمن في نجاحات إسرائيل في اكتساب قدرات أمنية وتكنولوجية ضد الأنفاق.
أثناء الاجتماع، اقترح بعض الوزراء خطوات لمنع التصعيد، من بينها إدخال عمال من القطاع للعمل في مستوطنات الغلا، لكنهم في “الشاباك” عارضوا الاقتراح، اقتراحات أخرى قدمت تتعلق بإدخال بضائع وحلول إضافية على المدى الطويل، بما في ذلك ميناء على جزيرة منفصلة. رئيس الوزراء طلب من رئيس مجلس الأمن القومي ان يقدم اقتراح إطار مقبول، ويعرضه على الكابينت خلال ثلاثة أسابيع.
ساد داخل الكابينت إجماع على ان الأوضاع في القطاع، وعلى الرغم من ان إسرائيل غير مسؤولة عن كل المشاكل، إلا أنها قد تكون من سيدفع ثمن خروج الأمور عن السيطرة.
يديعوت / معجزة في رام الله – هدية ترامب لأبو مازن
يديعوت / بقلم اليكس فيشمان – 27/12/2017
معجزة كبرى وقعت لأبو مازن. حتى هو يستصعب استيعاب كل هذا الخير الذي وقع عليه منذ أعلن الرئيس ترامب عن القدس كعاصمة لاسرائيل. في الاول من كانون الثاني سيقود أبو مازن الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس فتح فيما هو يمتطي موجات عطف في الشارع الفلسطيني لم يشهد لها مثيل أبدا. هذا الرجل – يقال عنه هنا – الذي نجح في أن يخضع ويعزل ترامب ويجند كل العالم تقريبا حول حق الفلسطينيين في عاصمة في القدس.
من الصعب التصديق بأنه قبل نحو شهر ونصف الشهر فقط كان أبو مازن في حفرة سفلى. ففي 6 تشرين الثاني استدعي على نحو مفاجيء للقاء في السعودية مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وفي اطاره كشفا أمامه النقاب عن اجزاء من “الخطة الكبرى” لترامب للتسوية في الشرق الاوسط. وحسب الخطة، فان العاصمة الفلسطينية لن تكون في القدس الشرقية بل في ابوديس. أبو مازن خرج مهموما. وإن كان في العلن أعلن بأنه على تنسيق مع السعوديين، إلا أنه في داخله لم يعرف الى أين يأخذ بالعار: كيف يمكنه أن يسوق للجمهور الفلسطيني ضياع العاصمة في شرقي القدس؟ فهل سيكون هو الزعيم الذي يدخل التاريخ كمن تنازل عن عاصمة فلسطينية في القدس؟
حين عاد الى رام الله عقد أبو مازن جلسة سرية للجنة المركزية لفتح وعرض على الحاضرين الخطة الامريكية. ولاحقا سرب رجاله باقي تفاصيل الحديث الذي دار في السعودية لزعيم حماس اسماعيل هنية، الذي كشف في الاسبوع الماضي النقاب عن اجزاء اخرى من الخطة، والتي تتضمن بزعمه تنازلا عن حق العودة، الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والاعتراف بجزء من المستوطنات.
دحر الامريكيون والسعوديون قادة السلطة الفلسطينية الى الزاوية. وفي 4 كانون الاول تلقوا ضربة اخرى: “نيويورك تايمز” نشرت تسريبات عن خطة ترامب، وبموجبها فان أبوديس ستكون هي العاصمة ومعظم المستوطنات ستبقى في مكانها. وخرج السعوديون، الامريكيون والفلسطينيون في ذات اليوم في نفي جارف. ولو كان هذا التقرير يلقى تأكيدا من جهة رسمية ما، فقد كان أبو مازن سيفقد القليل من الثقة التي له في الشارع الفلسطيني. وعندها وقعت المعجزة: في 6 كانون الاول منح ترامب أبو مازن “سلما ذهبيا” ما كان يمكنه أن يحلم به.
في صالح قيادة السلطة الفلسطينية يقال إنها استفاقت بسرعة شديدة من الصدمة وفهمت الفضائل الكامنة في تصريح ترامب، الذي غير عمليا الوضع وإن لم يلمح بأن شرقي القدس لن تكون العاصمة الفلسطينية. من هذه اللحظة اختيرت استراتيجية فلسطينية واضحة: التسويق للعالم، ولا سيما الاسلامي، رواية بيع القدس لليهود. وقد نجح هذا.
لقد ترافق هذا النجاح وهجمة فظة على نحو خاص ضد ترامب والادارة الامريكية، دعوة لتصفية خطة ترامب، اعلانا بأن الولايات المتحدة لا يمكنها بعد اليوم أن تكون وسيطا وتوجها انفعاليا لفرنسا، الصين وروسيا للتوسط بدلا منها. وبالتوازي، نشأت فرصة لأبو مازن ليعانق القطريين واردوغان – تلميح لمصر والسعودية: اذا لم تسيروا معي، فعندي بديل. وكانت ذروة استعراض القوة الفلسطينية في مجلس الامن وفي قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة.
لتعظيم الهجمة الاعلامية ولتجنيد الشارع الفلسطيني، اعلن مسؤولو السلطة ليس فقط عن شرخ مع الامريكيين، بل وايضا عن تنازل عن اتفاقات اوسلو. وحمست القيادة الشارع وسمحت لحماس بخوض استعراضات قوة في الضفة. ولكن الاجتماع الطاريء الذي عقده أبو مازن لقادة فتح وم.ت.ف والذي خلق توقعات لتغيير السياسة، انتهى بلا قرارات. كان هذا تلميح بأنه لا يعتزم حقا اشعال الميدان. فهو يريد مواجهات بسيطرة رجاله، وألا يترك الميدان للشارع، وبالأساس ليس لحماس. كل جولة العنف الاخيرة جاءت لتشطب الخطة الامريكية الاصلية عن جدول الاعمال.
أبو مازن ليس وحيدا. نتنياهو هو الآخر يحتفل. فهو في الغرف المغلقة لا بد يحتسي النخب لحياة أبو مازن، الذي خلق مع الامريكيين ازمة عميقة كفيلة بأن تؤجل أو تلغي “صفقة القرن” لترامب. إذ أن في هذه الخطة مطالبة اسرائيل ايضا بتنازلات كفيلة بأن تهز حكومته.
هآرتس / قدس الابتزاز
هآرتس – بقلم تسيفي برئيل – 27/12/2017
كم من المليارات يساوي الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل. هذا سؤال في محله عندما يقرر دونالد ترامب أن الاعتراف ليس سياسة بل صفقة، بموجبها من لا يعترف بالقدس ستسحب منه مخصصات المساعدة الامريكية. في الشرطة كان سيسمون صفقة كهذه ابتزاز تحت التهديد، وفي الوضع الاقل سوء فان تهديد ترامب يمنح القدس مكانة العروس القبيحة، التي يفرض والدها على الجميع الزواج منها كي يستطيعوا مواصلة الحصول على مخصصاتهم الضرورية منه.
ولكن هذه المخصصات لم تقنع الفلسطينيين، ولم ينفعل منها ايضا المصريون (الذين يحصلون على مساعدة تبلغ 1.3 مليار دولار) والاردن (زبون يحصل على مبلغ 1.2 مليار دولار) ودول عربية واوروبية وآسيوية وجنوب امريكية، التي اعتبرت عرض الرشوة والابتزاز الامريكي في الاساس اهانة اسرائيل مسؤولة عنها. عندما شكلت الولايات المتحدة التحالف الدولي الغربي لمحاربة داعش، لم تهدد بهذا الشكل دول من اجل اجبارها على الانضمام للتحالف. وهذا الابتزاز الآن لا تستطيع كما هو معروف أن توجهه ضد الدول الغنية مثل السعودية ودولة اتحاد الامارات أو قطر التي تستضيف القاعدة الامريكية الاكبر في الشرق الاوسط. الفتوات كما هو معروف أقوياء على الضعفاء. اسرائيل بصفتها جندية مخلصة في جيش ترامب حصلت على المطلوب، لكن الرئيس الامريكي رتب لها ايضا شبكة علاقات بالاكراه مع الدول التي تخشى من فتوة الحارة.
الاخطر من ذلك هو أن الرئيس الذي يستخدم الابتزاز بالتهديد يمهد الطريق لرؤساء امريكيين في المستقبل للامساك بنفس العصا الثقيلة، التي ستكون موجهة بالذات ضد اسرائيل. وماذا ستقول اسرائيل اذا قرر رئيس امريكي بعد ست سنوات (أو سنتين اذا لم يتم انتخاب ترامب مرة اخرى) تبني فكرة ترامب ويطلب منها الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإلا فانه سيقلص المساعدة التي تتلقاها وسيتم تجميد التعاون الامني معها؟ عندما شد الرئيس براك اوباما قليلا حدود علاقاته مع اسرائيل، سارع بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت الى تهدئة الجمهور بقصص تقول إن اسرائيل تستطيع الوجود ايضا اذا فرضوا عليها المقاطعة، لأن الهاي تيك في اسرائيل يشغل التكنولوجيا المتطورة في كل دول العالم. إن قصص كهذه لم تعد تقنع الجمهور في اسرائيل.
ولكن لا يجب الذهاب بعيدا حتى النهاية من اجل معرفة أن اسرائيل تحولت الى أداة في منافسة لي الأيدي بين عدد كبير من دول العالم والولايات المتحدة. لقد منح ترامب اسرائيل مكانة المستشارة في شؤون النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وهي مكانة هامة جدا في المافيا، لكنها ايضا مكانة تجذب اليها النار عندما يريدون ارسال رسالة الى الزعيم. لو أن ترامب استخدم مكبس الضغط الخاص به على اسرائيل لاقناعها باجراء المفاوضات مع الفلسطينيين مقابل الاعتراف بالقدس، ولو أنه قام بعقد مؤتمر من اجل طرح خطة سياسية امريكية، ولو أنه قام بتجنيد تحالف دولي لبرنامج سياسي ولم يتوقف عند القدس، لكان يمكن أن يربح كثيرا. ولكنه فقط عرض قطعة حلوى على اسرائيل ولم يقدم أي شيء للفلسطينيين.
صحيح أن رد محمود عباس بأنه لن يوافق بعد ذلك على أي اقتراحات امريكية لأن واشنطن لم تعد وسيط نزيه، يثير الشفقة. لم يكن لمحمود عباس أي مشكلة في الاعتراف بغربي القدس كعاصمة لاسرائيل حيث أنه أعلن قبل نحو اسبوعين بأنه “لا يوجد سلام ولا أمن دون القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين”. الرئيس الفلسطيني كان يمكنه، وبضمير وطني نقي، الانضمام والقول بأن غربي القدس هو عاصمة اسرائيل وشرقي القدس هو عاصمة فلسطين، لكن ليس هذا هو الاساس. قرار ترامب والهزيمة القاسية في الامم المتحدة أبقت اسرائيل مع “القدس في يد ولا شيء في الافق”.
هآرتس / هل ارتجفت يد بن كاسبيت حين كتب مقاله ضد عائلة التميمي؟
هآرتس – بقلم شاي ليتمان – 27/12/2017
واضحٌ بالنسبة لبن كاسبيت ما الذي يجب فعله مع بنات عائلة التميمي، اللتان صرختا وركلتا جنود الجيش الاسرائيلي الذين اصطدموا بهن في مدخل بيتهما، بعد أن أطلقوا النار على ابن عمهم.
“في حالة الفتيات، الثمن يجب جبايته في فرصة أخرى، في الظلام، دون شهود وكاميرات. عائلة التميمي يجب أن تفهم أن الاستفزاز الشيطاني أمام مقاتلي الجيش سيكلفهم الكثير. الجيش لديه قدرات إبداعية كافية، ووسائل لحل أمر كهذا دون دفع ثمن شعبي باهظ” كتب الصحفي بن كاسبيت الأسبوع الماضي بعد نشر فيديو فتيات النبي صالح.
هل ارتجفت يد بن كاسبيت حين كتب ما كتبه؟ هل قرأ العبارات بعد أن أنهى كتابتها على الكمبيوتر، وقبل أن يرسلها للمحرر الخاص بالصحيفة؟ وهل تردد المحرر حين قرأ هذه العبارة، حين تداخلت كلمة “فتيات” و “الظلام” دون شهود أو كاميرات، و”إبداعية”؟ هل شعر بأن الأمر طبيعي بكل هذا؟ كيف يمكن أن أحدًا لم يتوقف للحظة لهضم هذه الكلمات؟ هنا تحديدًا، بلغة نظيفة، ليبرالية، دون أن يقول أي شيء بصورة واضحة، نجح بن كاسبيت بكتابة جملة كلها تهديد بالعنف بارد.
هذا ليس فقط أمر غير ديمقراطي (دون شهود أو كاميرات)، بغيض ومتجبر أن يطالب بتصفية الحسابات “بالظلام” مع فتاتين، بل أيضًا موضوع يوحي بعنف جسدي دون قيود.
سواء كان يقصد ذلك أم لا، اقتراح بن كاسبيت هو اقتراح جبان ومثير للاشمئزاز، ويُظهر الجيش كمنظمة إجرامية تختص بتصفية الحسابات، وكل شيء شخصي؛ لذلك فإن تصرفات عائلة التميمي “ستكلفهم الكثير”. ضمن المعادلة التي رسمها، الصراع هو بين أسماك صغيرة مثل بنات عائلة التميمي، وبين منظمة كبيرة، ذات قدرات إبداعية ووسائل خلاقة، تعرف كيف تصفي حساباتها مع من يهينوها، “دون دفع ثمن شعبي باهظ”، ودون أن تلحق به الاتهامات والادانات من طرف الأوروبيين ذوي الأروح الجميلة.
يمكن الاستمرار بذلك إلى أجل مسمى، إلقاء ما هو غير معروف، أو بشكل أصح، ما هو غير واضح، من بين كلمات بن كاسبيت النظيفة، مثل دودة طويلة سُحبت من فاكهة ناضجة.
“هناك حالات ضبط النفس بها قوة، ونحن في ظل واحدة من تلك الحالات” أنهى بن كاسبيت مقاله، بهدف – على ما يبدو – دعم موقف الجنود، الذين في نفس الوقت، يجب ان نتمنى بأنهم لم يكونوا قد فعلوا شيئًا في الظلام، ولا حتى صفعة، لتلك الشقراء.
هآرتس / اولا الديمقراطية وبعد ذلك الاحتلال
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 27/12/2017
زميلي جدعون ليفي يعتقد أنه لا توجد أهلية اخلاقية لاحتجاج اليمين ضد الفساد الحكومي. حسب رأيي، دعم زعماء ومتظاهرو اليمين لمواصلة الاحتلال الفاسد تسحب البساط من تحت احتجاجهم ضد حرب نتنياهو على محققيه. حسب رأيه فان زعيم يميني مستقيم، يحترم سلطة القانون، أكثر خطرا من رئيس الحكومة الذي يعتبر مخالف للقانون ومراوغ لأنه “اكثر فسادا منه في خداعه”. طالما لا يوجد حل متفق عليه للمشكلة الفلسطينية، هكذا يمكن الاستنتاج، فان ليفي يفضل الصيغة المنسوبة خطأ الى لينين والتي تقول إنه كلما زاد الامر سوء فذلك افضل – ايضا بالنسبة الديمقراطية الاسرائيلية التي يتم الهجوم عليها.
ولكن بدون ديمقراطية اسرائيلية تقوم بأداء دورها، مثل تلك المختلة في تعريفها بسبب الاحتلال، فان السيطرة على الفلسطينيين ستستمر الى الأبد. هذا هو الهدف الرئيسي للمعركة التي يديرها اليمين الايديولوجي ضد انتقاد قضائي وحق الاحتجاج: ازالة كل العقبات الممكنة في الطريق أمام ضم المناطق والغاء أبدي نظيف بقدر كبير لحقوق الفلسطينيين. في هجماته ضد الشرطة ووسائل الاعلام فان نتنياهو يركب على الموجة القومية والشعبوية ضد توازنات وكوابح الديمقراطية الاسرائيلية، التي هو أحد مرتكبيها. إن انتصاره سيكون ايضا يوم عيد بالنسبة لمن يؤبدون الاحتلال، لذلك فان معظمهم يكمون أفواههم ويؤيدونه، على الاقل الفريدين في نوعهم.
اضافة الى ذلك، فان احتمالات حدوث اختراق قريب مع الفلسطينيين تراوح في المكان، والمسيرة السلمية مدفونة عميقا في بئر حفره دونالد ترامب الآن من خلال اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل، الحرب ضد الديمقراطية الاسرائيلية تحتدم على كل الجبهات بما فيها حرب بقاء نتنياهو. إن استعداد الائتلاف للمصادقة على قانون التوصيات المرفوض، رغم أنه من الواضح لآخر اعضائها أن الامر يتعلق بعملية تثير السخرية وباطلة، ليس ضريبة سياسية شخصية اليمين الاسرائيلي مستعد لأن يدفعها مقابل تأييد الاحتلال، بل هي وليدة ديمقراطية فقدت البوصلة والضمير. إن المصادقة على القانون تمنح الالهام لمبادرة شكيد/ بينيت لاخضاع محكمة العدل العليا، لمسيرة القوانين الوطنية غير الديمقراطية التي تصادق عليها الكنيست بشكل عرضي، بهدف تضييق الحرية الاكاديمية وحقوق الابداع، في محاولة لاسكات منظمات الاحتجاج مثل “نحطم الصمت”، وكما هو معروف، سلب الشرعية لنتنياهو واصدقائه بصورة مستمرة وبشكل متعمد، لوسائل الاعلام الحرة وحرية الوصول للمعلومات.
هذه الحرب هي حرب وجودية لا تقل عن النضال ضد المشروع النووي الايراني، أو ضد الارهاب الاسلامي. ومن اجل عدم الخسارة فيها فان حماة الديمقراطية، بمن فيهم من يعارضون الاحتلال، بحاجة الى أي حليف ممكن، ايضا في اوساط من يخلدون الاحتلال. إن تعريف الاحتلال كفاسد ربما هو وسيلة بلاغية ناجعة في النقاش الفكري، ولكن ليس بامكانها رفض كل من هو مستعد للتجند ضد الخطر الواضح والفوري والاضرار بالديمقراطية. إن زعيم يميني مستقيم يحترم الديمقراطية وسلطة القانون ربما يستحسن تخليد الاحتلال، لكنه ايضا يحافظ على القانون ويخضع للمحاكم ويحترم القرارات الديمقراطية ويساعد على منع تحويل الفضاء العام في اسرائيل الى جهنم فاشية جديدة.
إن شخصيات مثل موشيه يعلون ويوعز هندل، الذين شاركوا في المظاهرة في القدس في منتهى يوم السبت، يستحقون التشجيع والتقدير، وليس الرفض والتشهير. مثل من ينتقدون ترامب في اليمين الامريكي المعروفين بـ “نفر ترامبرز”، ايضا من يعارضون نتنياهو يشخصون التهديد الذي يضعه أمام الحصانة الاخلاقية لبلادهم، هم يصرون على البقاء أوفياء لضمائرهم ورفع صوتهم، ايضا بثمن الاقصاء من المعسكر الايديولوجي الخاص بهم. إن صحافي شجاع مثل جدعون ليفي الذي يستوعب الكثير من الانتقادات بسبب مواقفه كان يجب عليه أن يؤدي التحية لهم.
صحافة عبرية / نتنياهو يقول إنه “مُستهدف” ويطلب دعم الصهيونية الدينية
صحافة عبرية – 27/12/2017
اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أنه “مستهدف وملاحق” وأن “هناك من يسعى للإطاحة به”، قائلا إنه “لا يخاف من محاكمة عادلة”.
جاء ذلك خلال جلسة جمعته اليوم مع 11 من الحاخامات البارزين في الصهيونية الدينية للحصول على دعمهم على خلفية التحقيقات الجارية معه بشبهات فساد، وقبيل نشر الشرطة “توصياتها” في ملفي “1000” و “2000”.
ونقلت “هآرتس” عن مصادر مشاركة في اللقاء، أن الحاخامات “لوّحوا” مقابل دعم نتنياهو، بالاستجابة في قضايا تهمهم ومن ضمنها، انخراط الفتيات كمقاتلات في الجيش الإسرائيلي، وقضايا على صلة بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقا للمصادر المشاركة بالاجتماع، تقول صحيفة “هآرتس”، أوضحت الحاخامات لنتنياهو أن “دعمها ليس مضمونا”، وأن “البعض وجه انتقادات على شاكلة أن نتنياهو “يتذكرهم عندما يقع في محنة، ثم عند حاجتهم إليه، يختفي “.
ومن بين الحاخامات المشاركين في اللقاء، بحسب “هآرتس”، كل من، حاييم دروكمان، وإيلي سدان، وديفيد ستين، وحاييم لبنون، ويوئيل بن نون، وموشيه تسفي نيريه، ويتسحاق شابيرا، وديفيد فندل.
وبحسب المصدر، امتنع نتنياهو خلال اللقاء عن توجيه انتقادات للشرطة، مكتفيا بمهاجمة وسائل الاعلام ووصفها بأنها “تقوم بمحاكمته”، وأن “هناك من يصدّقها”.
وقال إنه “لا يخاف من محاكمة عادلة”.
بالمقابل، أوضحت الحاخامات أنها “ستتشاور مع وزير التربية والتعليم، رئيس “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، بشأن تقديم الدعم لنتنياهو، “كونها مسألة سياسية”.
وتابعت “هآرتس” نقلا عن مصادرها التي وصفتها بالمطلعة على تفاصيل الاجتماع، أن “البعض ذكّر رئيس الحكومة بأنه يتذكر الصهيونية الدينية فقط في أوقات الشدة وقبل الانتخابات”، وبعد الانتهاء من الانتخابات، “تُهمّش الصهيونية الدينية إلى نهاية القائمة لمصلحة حزب “شاس” ووزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان وحزبه “يسرائيل بيتينو”.
إلى ذلك، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، “شكره الخاص” للحاخام، حاييم دروكمان، على معارضته العلنية لمظاهرة اليمين في القدس التي نُظمت مساء السبت الماضي، على وقع التحقيقات الجارية مع نتنياهو بشبهات الفساد.
يذكر أنه وبالتزامن مع التظاهرة الأسبوعية ضد “الفساد الحكومي” التي تشهدها مدينة تل أبيب، مساء كل سبت، طوال الشهر الحالي، شهدت مدينة القدس المحتلة، تظاهرة مشابهة، هي الأولى من نوعها، من حيث أن منظميها من”اليمين”، وبمشاركة نحو 1000 شخص وأعضاء كنيست من حزب “كولانو” المنضوي في الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو.
ورُفعت خلال التظاهرة شعارات من بينها “لأجل سلطة القانون” و”نستحق سياسة نظيفة” و “نريد نموذجًا يحتذى”.
ونقلت “القناة الثانية”، في حينه، عن المبادر لتنظيم هذه التظاهرة، يوعاز هندل، (خدم في الماضي كناطق بلسان نتنياهو أو بلقبه الرسمي “رئيس طاقم الإعلام القومي”)، أن “التظاهرة تأتي من أجل اسماع صوت “المعسكر الوطني” الداعم لسلطة القانون”، وأنه “في هذا الوقت تحديدا عليه اسماع صوته”.
معاريف / يمينا سر
معاريف – بقلم ران أدليست – 27/12/2017
القصة معروفة: فنان ذا روح حرة تجول في المظاهرة الاخيرة في تل ابيب، مع ما بدا لي كقاطعة سيجار كبرى، وجر تنديدات من الحائط الى الحائط على التحريض. كنت هناك. كمدخن سيجار منذ أكثر من 40 سنة، فاني احصي جملة ردود فعلي لمشهد القاطع، وقد حصل هذا على مراحل وكأنها محتمة: رد الفعل الاولي كان ان هذا قاطع سيجار. أما الثاني فكان أن هذا مقصلة ماري انطوانيت ولويس السادس عشر، محبي المناعم، مغلقي الحس تجاه محيطهما، واللذين أنهيا حياتهما الملوكية في ميدان كونكورد. اما الثالث فقد أعطى اصداء الزوجين نتنياهو، والرابع – تحية للابداع. وفوق ذلك، وقع الفهم: الالة اليمينية ستستخدم المقصلة للتهديد بالقتل، وكيف سيؤثر رد اليمين على الجمهور المحدد في أن المظاهرة تحاول جرفه ضد فساد الزوجين نتنياهو؟
معظم الحاضرين في المظاهرة استقبلوا الشاب مع المقصلة مثلي: بلا مبالاة تامة (باستثناء الشوق الى سيجار جيد وميلتشن ما)، كجزء من العروض التي أعربت عن رأي عارضيها حول الفساد. رد الفعل من اليمين لاحقا كان شرطيا ومتوقعا: القاطع شبه بتابوت الدفن في ميدان صهيون، باغتيال رابين وبالتحريض على قتل نتنياهو. إذن هدئوا الروع واذهبوا الى المخابرات، وهناك ستسمعون بان مخزونات التزمت والتطرف من جانب اليمين خطيرة أكثر على رئيس وزراء يتخلى عن اراضي بلاد اسرائيل مما هو الـ “تزمت” من جانب اليسار. وكأن، ماذا؟ هل يوجد احتمال طفيف ما في أن الطاقة الثورية للمتجمعين في الميدان (القسم الاكبر منهم مرتاحين للغاية) ستتسلل الى يغئال عمير أو يونا ابروشمي ما؟ اشك، مثلما قال القدامى. فضلا عن هذا، فان نتنياهو اليوم هو الذخر الاساس للمعارضة.
ان مشكلة المظاهرة هي أن الناطقين بلسانها جرفوا الجمهور ضد نتنياهو الرجل وليس ضد الفساد كرجاله. هذا خطأ سياسي عسير كفيل بان يصفي الذهر الاغلى للمظاهرات الحالية، الا وهو الطاقة الثورية.
فالرقص على دم نتنياهو في لعبة طقسية في الميدان هو موضوع مثير جدا، ولكنه يفوت الامر الاساس، وهو السير الى رأس الافعى – حكومة فاسدة وائتلاف يغطي على رئيس وزراء فاسد. هذه حكومة تعد خطايا مباي كالثلج امام خطاياها. نتنياهو اليوم هو جثة سياسية، كلما بقيت في مكانها، هكذا التصقت الرائحة بكل شركائها. من فهم هذا هو يوعز هندل، الذي نظم مظاهرة سياسية يمينية ضد نتنياهو خوفا من أن تلتصق وصمة الفساد باليمين كله.
للحاخام حاييم دروكمان ايضا يوجد حساب يميني سياسي، وقد خرج علنا ضد المظاهرة في القدس: “كلنا نذكر الخطوة الخطيرة التي أدت في العام 1992 الى اسقاط حكومة اليمين والى اتفاق اوسلو الخطير، الذي ادى الى اكثر من الف قتيل. لهذا هذا هو الوقت لخطوات خطيرة من شأنها أن تؤدي الى اسقاط الحكومة وتغيير الحكم، مما سيضع لا سمح الله في خطر كبير عالم التوراة وبلاد اسرائيل”.
ان المواجهة بين هندل وتروكمان هي حول الحيلة السياسية التي تحمل مشاريع المستوطنات والتدين. اما الفساد؟ فهذه لعبة العلمانيين.
معاريف / نتنياهو يمنح 3 أسابيع لوضع حلول لمنع وقوع حرب في غزة
معاريف – 27/12/2017
قالت المراسلة الاسرائيلية دانا فايس بأن وزراء في “الكابنت” حذروا من أن الوضع بين “اسرائيل” وقطاع غزة يشبه الوضع الذي سبق الحرب العدوان “الاسرائيلي” على غزة في عام 2014 .
و نقلت صحيفة معاريف عن المراسلة قولها بأن وزراء المجلس الأمني المصغر، “الكابنت” طرحوا حلولاً لمنع وقوع حرب أخرى مع قطاع غزة، و أن من بين الحول السماح لعمال فلسطينيين من قطاع غزة بالعمل داخل “اسرائيل”، ولكن فقط في مستوطنات محاذية لقطاع غزة.
و أشارت الصحيفة أن ضباط الشاباك الذين حضروا الجلسة رفضوا العرض، وطرحوا عرضاً آخر بإدخال كميات كبيرة من البضائع للقطاع، كما طرحوا قضية انشاء ميناء تتمثل في جزيرة معزولة، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار.
وطالب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي “الاسرائيلي” أن يبلور خلال ثلاثة اسابيع حلولاً تعرض على “الكابنت”، بحيث تكون ضمن خطة واحدة.
معاريف / آيزنكوت خدم منتقديه من اليمين
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 27/12/2017
شارك رئيس الاركان الفريق جادي آيزنكوت ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان امس في مناورة لفرقة احتياط في جنوب البلاد وبثا احساسا بان الامور كالمعتاد. ويتناول الرجلان ردود الفعل في اعقاب نشر النبأ عن لقاء آيزنكوت وايهود باراك بأنها عاصفة في فنجان. فرفض مكتب ليبرمان التعقيب على القضية يجعل من الصعب الرد على السؤال اذا كان رئيس الاركان أطلع وزر الدفاع مسبقا بنيته اللقاء مع باراك. وينتج عن القصة سؤال آخر: هل ينبغي لرئيس الاركان على الاطلاق ان يطلع وزير الدفاع على لقاء كهذا؟
في كل الاحوال، حتى لو كان ليبرمان غاضب، فانه لن يقول ذلك علنا كي يواصل الاعراب عن دعمه لرئيس الاركان وللجيش، مثلما يفعل منذ تسلم مهام منصبه قبل نحو سنة ونصف السنة (باستثناء قضية اليئور أزاريا). فما بالك ان ليبرمان وآيزنكوت يتدبران فيما بينهما على نحو ممتاز بشكل عام.
مثل اسلافه في المنصب، يلتقي آيزنكوت بين الحين والاخر – على حده أو جماعيا – برؤساء أركان سابقين، يطلعهم على التطورات في الجيش الاسرائيلي، يستشيرهم ويسمع اراءهم. ولكن في الغالب تجري مثل هذه اللقاءات في مكتب رئيس الاركان في الكرياه. اما اللقاء الاسبوع الماضي مع باراك فقد تم في قاعة اللقاءات في الطابق الرابع في البرج الذي يسكن فيه باراك في تل أبيب، ويقع على مقربة من الكرياه. وعلى حد قول مقربي آيزنكوت فان اختيار مكان اللقاء لم يستهدف اخفاءه ومنحه طابعا سريا بل انطلاقا من الرغبة في تقديم الاحترام لباراك، الاكبر من آيزنكوت بـ 13 سنة، واعترافا بمكانته.
ولكن رئيس الاركان يعرف ايضا على نحو جيد بان اللقاء مع ايهود باراك ليس “مجرد لقاء آخر” مع رئيس اركان سابق. فرئيس الوزراء ووزير الدفاع هو أيضا، وقبل كل شيء، سياسي ابدى في السنة الاخيرة الكثير من التغريدات والمناكفات، انتقاد ولذع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كان يمكن لايزنكوت أن يبلغ الجمهور بالمشاورات التي يجريها في الفترة الاخيرة مع رؤساء اركان سابقين، بما في ذلك مع باراك. ولكنه لم يفعل ذلك وهكذا فقد فشل مساعدوه ايضا مما كانوا يمكنهم أن يكونوا يقظين (اذا كانوا عرفوا ولم يقصوا عن المعرفة) واسداء المشورة له بما يتناسب مع ذلك.
وهكذا يكون آيزنكوت خدم منتقديه في اليمين. فقد كان توقيت النشر بعد وقت قصير من تحذير باراك بان سياسة حكومة نتنياهو تؤدي الى قيام نظام ابرتهايد سيؤدي في نهاية المطاف بمسؤولي الجيش والمخابرات الى خرق الاوامر (بأثر رجعي ادعى باراك بان اقواله لم تفهم). يمكن الافتراض بان باراك لم يقل ما قاله في اعقاب لقائه مع آيزنكوت. ولكن اذهب واقنع اليمين. أتذكرون النائب دافيد بيتان الذي سأل ما الذي دفع المسؤولين في جهاز الامن لان يصبحوا يساريين – واذهب لتثبت بان ليس لك أخت.
اليمين يلاحق آيزنكوت، الذي تبقت له سنة اخرى في المنصب، وتوجد عليه بطن ملآنة سواء بسبب موقفه المبدئي في موضوع اليئور أزاريا ام بسبب كفاحه ضد محاولات اليمين التسلل الى الجيش الاسرائيلي والتأثير على قيمه وكذا بسبب صد المحاولات للتدين. ومن هنا فانه يخدمهم ويخدم نتنياه. ولكن هذه عاصفة صغيرة اخرى، قصيرة حياة الرف وهي ستنقضي بسرعة.
اسرائيل اليوم / كل الاحترام للامبالين
اسرائيل اليوم – بقلم ايتان اوركيفي – 27/12/2017
لقد سموكم “بيبيين” أو “ببغاءات مأجورين” أو “مهووسون يسيرون وراء ديماغوجي شعبوي”، عندها قالوا لكم اذا بقيتم في البيت ولم تأتوا الى جادة روتشيلد، فانكم “تساعدون الفساد”. لقد قالوا إن من لا يأتي للتظاهر ويدافع بجسده عن “المافيا من بلفور”. عندها حذروكم من تفويت الفرصة لأن الجميع سيشاركون وأن المظاهرة ستزداد وتتسع. وهنا الارقام تتحدث عن نفسها. لقد عرضوا أمامكم في كل وسائل الاعلام صور جوية (بتمويل المنظمين) وتعهدوا بأنه بعد شهر سيكون هناك ربع مليون (تقدير غاي رولنيك في تويتر). من هو الاحمق الذي سيبقى دون مشاركة؟.
اذا لم تفهموا جيدا، فقد همسوا في أذنكم، في النهاية ستبقون في الجانب غير الصحيح من التاريخ. وأنه بعد سنتين حتى لو كنتم اشخاص جيدين حقا ولكم قيم، فلن تصدقوا ما الذي دافعتم عنه ومقابل ماذا صمتم: “في اعماق قلوبهم سيفكرون :كيف كنا عميان، وكيف اخترنا الجهة غير الصحيحة”، هكذا حذركم صحافيون مثل روتم شتريخمان.
وعندما لم تحضروا غيروا التكتيك، قالوا لكم إن معسكركم منقسم الى اثنين، هناك في اوساطكم من بقوا فاسدين يثقون بأنفسهم. ولكن مقابل ذلك، الانقسام فيما بينكم يزداد ويتعمق، وأمام ناظريكم يصعد اليمين الجيد واليمين الاخلاقي. من لا يريد أن يكون اخلاقي فليرفع يده. ولكن أنتم الـ “بيبيون المؤيدون جدا” بقيتم في البيت. رغم غسيل الادمغة الاعلامي وسيارات البث الاذاعي المتنقلة التي توجد في مراكز المظاهرات، واصلتم الجلوس في الصالون. المتظاهرون في روتشيلد وفي ميدان صهيون حظوا بالتربيت على الكتف، وعدد منهم يستحق ذلك بالتأكيد. بدون استهزاء، اطراء على مشاركتهم المدنية الجميلة. أنتم في المقابل حصلتم على الاحتقار.
من اجل التغيير، اسمحوا لي أن اقول لكم: أيها اللامبالون، برافو. برافوا لمن يجلسون في البيت ولم يخضعوا لارهاب التفكير. ولأنكم أظهرتم اللامبالاة ازاء بلاغة الارقام الكاذبة وخطاب الاستقطاب المستخف. برافو لأنكم لم تجروا خلف المصالح الواضحة، ورفضتم أن تكونوا زينة للحدث الاعلامي المحبوك لهم. أو أن يتم استخدامكم في الافلام القصيرة للانتخابات التمهيدية للسياسيين. برافو كبيرة لكم لأنكم تسلحتم بالصبر، وفهمتم أنه طالما تجري تحقيقات فلماذا الضغط على العاملين فيها، والاسوأ هو أن نحدد لهم النتيجة المرجوة. برافو لأنكم بذلتم كل ما في استطاعتكم كي لا تلوثوا عمل المحققين بالضغط على الرأي العام والنقاش الاعلامي. برافو لأنكم بذلتم جهود كبيرة من اجل عدم تشويه الاجراءات القانونية بضجة قبول المظاهرات والشعارات الصارخة. برافو اخيرة لأنكم الآن ايضا، حيث أن الزخم الاعلامي يميل الى جهة معينة جدا، بقيتم متشككين، حتى منتقدين، تجاه الرسالة التي تصعد من بؤر الاحتجاج.
منظمو المظاهرات سعداء حقا من نجاحهم الظاهر، ويتفاخرون أنه بفضلهم تنوي الشرطة تقديم توصيات خطيرة. حتى أنهم يقومون بالابلاغ مسبقا أنهم ينوون العودة والضغط على المستشار القانوني فيما بعد كي يصدر الاوامر لتقديم لائحة اتهام. لكن أنتم “البيبيون” اللامبالون، يمكنكم الابتسام بهدوء ازاء هذا الغباء: اذا صدر حكم ضد نتنياهو سنخرج للتظاهر وسنصرخ ضد الظلم وتشويه العدل: لن نوافق على تقديم لوائح اتهام في اسرائيل بضغط من الرعاع. ايضا حتى لو كان ذلك يصاغ بصورة جميلة في ستوديوهات التلفزيون، هذا هو ببساطة.
معاريف / عن المقاصل والكوفيات
معاريف – بقلم كلمان ليبسكند – 27/12/2017
قبل بضع سنين، شجع محاضر في جامعة بن غوريون على العنف تجاه رجال اليمين. فقد كتب على صفحته في الفيسبوك “أدعو العالم الى المجيء للمساعدة لكسر العظام لهؤلاء الانذال”، فوجد نفسه في التحقيق لدى الشرطة. ظاهرا، تحقيق مبرر. إذ مع كل الاحترام لحرية التعبير، فالحديث يدور هناك عن دعوة للعنف حقا. من جهة اخرى، اذا فكرنا للحظة بجدية، يحتمل الا اكون اريد أن ارى هذا الشخص كجار لي في الشقة المقابلة، ولكن الخطر في أن تؤدي دعوته الى فعل ما، يقترب من الصفر.
فذات “العالم” الذي حاول ان يجنده كي يضرب رجال اليمين، مشغول بشؤون اكثر الحاحا. واشك أن يكون طلاب ذاك المحاضر، اولئك الذين لا يعدون دوما فروضهم البيتية حين يطلب منهم ذلك، أن يخرجوا للعمل لانه طلب منهم ذلك. إذن صحيح، هناك من سيدعي بان اثرا مبررا بالنسبة لاناس من هذا النوع هو موضوع هام، ومع ذلك، طالما يدور الحديث عن حدث لمرة واحدة، فان بوسعنا أن نعيش بسهولة حتى بدون هذا التحقيق الزائد.
قبل سنتين وجد نفسه في التحقيق شاب آخر في جنوب البلاد. هذه المرة كان هذا شابا يمينيا آخر في جنوب البلاد. هذه المرة يدور الحديث عن شاب يميني في ارائه، كتب على الفيسبوك ان “عرب اسرائيل يشكلون خطرا وجوديا مستقبليا على دولتنا”. لو كنت عربيا اسرائيليا، لشعرت بالتأكيد بالاهانة من هذا القول، ولكن من هنا وحتى التحقيق تحت طائلة التحذير للاشتباه بالتحريض الطريق طويلة.
مرة كل فترة تنشر أنباء عن تحقيقات من هذا النوع. مرة من اليمين، مرة من اليسار. وردود الفعل على مثل هذه الاحداث في الخطاب الاعلامي عندنا، تنفلت مثل قطار جبلي خرج عن السيطرة. ذات يوم، باسم حرية التعبير، يكون كل شيء مسموح به. وفي الغداة، نبعث بسيارة شرطة دورية لكل من يفتح فمه. لا توجد قواعد. لا توجد مقاييس موحدة، كل يوم ومزاجه. إذن هل المقصلة في المظاهرة في روتشيلد هي جزء من حرية التعبير؟ هل صورة الرئيس ريفلين مع الكوفيه على رأسه تتطلب تحقيقا شرطيا.
على القاعدة ان تكون واضحة: كل ما ليس تحريضا واضحا على العنف، كل ما هو ليس شيئا يمتدح الفعل العنيف، ولكن فيه امكانية كامنة للفعل، يجب أن يبقى على مستوى الحوار العام.
ونعم، هذا ايضا منوط بالاجواء ومنوط بالمحيط. ولكن بوستات الفلسطينيين على الفيسبوك في فترة موجة عمليات الافراد، يجب التعاطي معها بتشدد اكبر مما نتعاطى مع بوست لشاب تل أبيبي سئم. ونعم، لا مفر من اجراء هذا التمييز، إذ من جهة نحن نريد أن نشد الى الحد الاقصى بحرية التعبير، ومن جهة اخرى نحن لا نريد أن نموت.
إذن متى يكون قول تحريضي بحاجة الى موقف أكثر جدية؟ عندما يكون للمتحدث قطيع مستمعين له. هكذا مثلا اقوال تحريضية من جانب حاخام يقود جمهور شباب يستمعون له ويسيرون خلفه، اكثر اقلاقا من اقوال ذاك المحاضر الذي تحدثنا عنه في بداية المقال. على الشرطة أن تكون العنوان الاخير لمعالجة مثل هذه الامور، المخرج الاخير تماما. فالشرطة ليست ردا على معقب يشتم الرئيس او رئيس الوزراء، ولا ايضا على من يرسمهما مع كوفية، او صليب معكوف. من يريد الديمقراطية عليه ان يفهم بان الخطاب البشع هو احد الاثمان التي يتعين علينا أن ندفع ثمنه.
هكذا الامر ايضا بالنسبة لتلك المقصلة التي لعبت دور النجم في مظاهرة اليسار في منتهى السبت الماضي. صحيح أن المقصلة هي ظاهرا نصف الطريق للدعوة الى العنف، ولكن طالما يدور الحديث عن مبادرة لمرة واحدة من رجل متطرف، يمكن التعايش معه والاكتفاء بجملة التنديدات التي جاءت من كل ارجاء الطيف السياسي. احيانا تساوي هذه التنديدات أكثر من تحقيق لدى الشرطة، الذي يجعل غير مرة المشبوه بالذات بطلا عظيما.
يديعوت / المصالح من خلف الابتسامات – الصديق في البيت الابيض لا يشتغل عندنا
يديعوت – بقلم ايتان هابر – 27/12/2017
بعد وقت ما، ايام أو اسابيع، سيأتي رجلان من الادارة الامريكية الى اسرائيل، وسيستقبلوهما في مطار بن غوريون، مثلما يستحق الضيوف الهامون. وسيبتسمون للرجلين. وهذان سيبديان أسنانا بيضاء في ابتسامتين مقابلتين. سيحلان في جناح رئاسي في فندق الملك داود في القدس. رئيس الوزراء سيستقبلهما وسيبيعهما، مرة اخرى، الرغبة الشديدة لاسرائيل في السلام باسلوب “ايادينا ممدودة”. سيكون هذان، على نحو شبه مؤكد، الصهر اليهودي لترامب، جارد كوشنير، وجيسون غرينبلت، مبعوثه الخاص الى الشرق الاوسط.
“الخطة الكبرى” ستوضع على الطاولة، وعندما ستتسرب تفاصيلها، ستستخدم وسائل الاعلام عبارة “مفاجأة في القدس” او “حرج في القدس”. والحقائق ستلطم وجوه المضيفين الاسرائيليين. الرئيس الاكثر ودا الذي كان لنا في البيت الابيض سيتبين، ليس بالضبط يشتغل عندنا.
فور حرب الايام الستة قالوا في الادارة الامريكية انهم لن يعترفوا بالمناطق المحتلة وبالقدس الموحدة كعاصمة اسرائيل. مرت 50 سنة، والكثير من المياه تدفقت في نهري فوتوماك واليركون، رؤساء في الولايات المتحدة ورؤساء وزراء في اسرائيل جاءوا ورحلوا، وتغيرت السياسة الاسرائيلية مرة ومرتين على الاقل. وسجل الامريكيون امامهم كل تصريح لمسؤولي الحكومات الاسرائيلية، ولكنهم المحوا لنا دوما بان الامور التي قالها زعماء اسرائيل ليست هامة وعند حلول اليوم سيلقون بها الى سلة مهملات التاريخ.
بعد حرب الايام الستة اعتقد الامريكيون ان لديهم صيغة مظفرة وهم متمسكون بها حتى اليوم. وفي هذه الاثناء بنيت احياء واقيمت مستوطنات بحيث يكون متعذرا اقتلاعها. وبعد التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر كل الزعماء العرب والامريكيون لاسرائيل بانه لا أمل للسلام مع حاكم سوريا الاسد ومع حاكم الاردن الملك حسين، اذا لم يحصلا على كل الارض حتى آخر سنتمتر. في احاديث داخلية شرح الامريكيون للاسرائيليين أهمية اعادة “حتى آخر سنتمتر” وذكروا لمن نسي طابا – ذاك الفندق الذي اعتقدت اسرائيل انه سيبقى في ايدينا وبالفعل اعيد “حتى آخر سنتمتر”.
الامريكيون متوحشون في سياستهم الخارجية اكثر مما نعتقد. وهم لا يعرفون الا شيئا واحدا: المصالح. ليس لهم أي نية، بعد دفعات عالية جدا لصندوق المالية الاسرائيلية، أن يكونوا لطفاء معنا في لحظة الحقيقة. اذا كانت المصلحة الحالية هي احلال السلام في الشرق الاوسط، حتى بثمن اخلاء معظم المستوطنات فهذه بالنسبة لهم حملة غير كبيرة جربوا مثلها في اماكن كثيرة في العالم.
سيحاول مندوبا ترامب على ما يبدو بداية الاصرار على اخلاء السيطرة الاسرائيلية من احياء في شرقي القدس، وبعد ذلك سيتجهان الى الاستيطان في يهودا والسامرة. لماذا؟ لانهم لخمسين سنة قالوا شيئا، ونحن ضحكنا عليهم. وماذا سيحصل لصديقنا في البيت الابيض؟ اذا رفضت اسرائيل قبول اقتراحه، فسنسمع من واشنطن الجملة الشهيرة “لا ترن لي، أنا ارن لك”. ترامب سيفقد رويدا رويدا اهتمامه باسرائيل. وعندما ستقوم مرة اخرى 128 دولة ضد اسرائيل، سنتبين أنه يبحث عن صداقة بلدان عربية حولنا. نحن بالطبع لا نريد أن يحصل هذا، ولكن هذا من شأنه أن ينتهي هكذا بالضبط.
هآرتس / تاريخ الصفعة
هآرتس – بقلم عوديد يدعيا – 27/12/2017
تاريخ قصير للحقائق: مستوطنة حلميش أقيمت بالسرقة في 1977. اعضاء نواة متدينة من حركة “أمانة” سيطروا على موقع بريطاني قديم للشرطة، والحكومة أبقتهم هناك. في المرحلة التالية قطع المستوطنون اشجار حرش (اشجار الصنوبر والقيقب) بصورة غير قانونية، لكن الحكومة صادقت على وبنت مع كل ذلك – مستوطنة فاخرة. بعد بضع سنوات بدأ المستوطنون بمضايقة ممنهجة لجيرانهم في قرية دير نظام المجاورة، والمزارعون الذين يفلحون كروم الزيتون في منحدرات التلة المتجهة الى الشمال. الجيش لم يتدخل بالطبع.
في العام 2009، وبدون أي صلة مع أي حدث، قام المستوطنون في حلميش بخطوة اخرى على سلم “تحرير مناطق الوطن” – نزلوا الى نبع عين القوس الذي يوجد في الوادي في اسفل المستوطنة، وسيطروا عليه وبدأوا ببناء عرائش وطرق حوله – موقع للاستجمام. هذا النبع لم يتم ذكره في المكراه، وليس فيه آثار تاريخية. هو ببساطة نبع مياهه ومياهه الجوفية تخدم المزارعين الفلسطينيين. فقط حينها بدأت المظاهرات. سكان النبي صالح ودير نظام بدأوا الذهاب في كل يوم جمعة من كل اسبوع الى هناك في محاولة للسيطرة على النبع وهدم العرائش التي اقامها المستوطنون وطرد المستوطنين “المسلحون” من خلال الرشق بالحجارة. ما الذي فعله الجيش؟ طرد الفلسطينيين بالطبع، بواسطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي المعدني وما شابه. هذا ليس مشكلة كبيرة.
ومنذ ذلك الحين، كل اسبوع تقف ثلاث – اربع سيارات جيب على طول الشارع، ولا يسمحون لأي فلسطيني بالاقتراب من النبع. اضافة الى ذلك تمت اقامة برج للمراقبة ونقطة رقابة من الاسمنت، مع سور حولها، في مدخل النبي صالح، ومن هناك يخرج الجيش لنشاط ليلي داخل القرية – اعتقالات، اطلاق قنابل الصوت وما شابه. الشباك يكمل المهمة بالغاء تصاريح العمل ووضع الحواجز وكل وسائل الاحتلال التي يخلقها الجيش. في الحقيقة – حتى تصريح ترامب المظاهرات تقريبا توقفت. في نهاية المطاف الامر يتعلق بنضال سيزيفي يثير اليأس.
في يوم الجمعة في 15/12/2017 ومثلما في الاسبوع الذي سبقه (في اعقاب تصريح ترامب) – المنطقة استيقظت. جرت مظاهرة كبيرة انضم اليها عشرات المتظاهرين من القرى المجاورة. ومثلما في كثير من المظاهرات في السنوات السابقة، كان الجيش يستطيع الانتظار على جانب الشارع وقطع الطريق أمام وصول المتظاهرين الى النبع أو الى برج المراقبة في الجانب الآخر، وكما هو معروف ايضا، قدرتهم على تعريض الجنود للخطر بسبب رشق الحجارة. إن من لم يجرب الغاز المسيل للدموع، الذي فقط في اسرائيل يعرفون كيفية انتاجه، مدعو لمظاهرة من هذه المظاهرات كي يعرف قدرته على تفريق أي مظاهرة وابعاد راشقي الحجارة.
ولكن، مثلما في كثير من المظاهرات السابقة، قرر شخص ما في الجيش الصعود الى النبي صالح لاحتلال بيوت السكان التي توجد في القمة ومن هناك اطلاق النار الحية على الرؤوس – والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي – بالضبط داخل القرية. وليعاني ليس فقط المتظاهرون في الأزقة، بل كل النساء والاولاد والشيوخ داخل البيوت. كمية الرصاص الذي طار فوق الرؤوس تستدعي التفكير بأنه ربما وجد هنا تدريب لرماية القناصة. اجل، سجل نجاح – احدى رصاصات المعدن المغطاة بالمطاط اخترقت رأس شاب (14 سنة) تحت العين ووصلت الى اساس المخ وتم اخراجها بعملية جراحية معقدة جدا في مستشفى رام الله. الشاب زال الخطر عنه فقط بعد يومين.
ملاحظة: عندما أقول جيش فأنا لا اقصد الجندي إبن 18 سنة الذي تجند للقوات المقاتلة ووجد نفسه “ينفذ أوامر” لا يتفق معها. بصراحة، أنا أقصد قائد الوحدة، قائد الكتيبة وقائد اللواء. هم قرروا التوقيع على الخدمة النظامية بمعرفة كاملة أن هذا ما يريدون القيام به. هم ايضا الذين يقررون في كل اسبوع الصعود الى القرية من اجل السعي الى الاحتكاك واظهار القوة امام الفلسطينيين ومعاقبتهم، أو بكلمات اخرى، خلق شغب وتحدي، أو مجرد مواجهة، نوع من التدريب على القتال ضد المدنيين. لذلك، يجب اجراء نقاش مع هؤلاء الضباط والتظاهر ضدهم وأن يطلب منهم تقديم نقد ذاتي.
عودة الى يوم الجمعة 15/12. كما هو معروف فان كل المتظاهرين الذين تم حبسهم في وسط القرية وفي الازقة حاولوا طرد الجنود من خلال رشق الحجارة – معركة مضحكة من ناحية عسكرية، حيث يعرف الجميع فيها بأنه عندما سيحل الظلام سيعود الجنود الى قاعدتهم وكل الفوضى ستتلاشى.
في مكان آخر في القرية – في اطار علاقة القوة المضحكة هذه – خرجت أم وابنتيها من البيت وصرخن على الجنود وشتمن و”ضربن وبصقن”. اعمال وقحة فظيعة على الأذن الاسرائيلية، خرق حقيقي للنظام. هذه المرة قائد الوحدة محق – هذه ليست حادثة استثنائية، هذه نكتة محلية، اسطورة بطولة قروية، ليس شيء يحرك قائد الوحدة من مدخل البيت أو مستوطن عن شجرة زيتون مقطوعة وعن نبع مسروق.
لقد انقسم الشعب الاسرائيلي الى قسمين: النصف غاضب – كيف لم تكسر اسنان هذه الفتاة الجميلة – والنصف الآخر يثني على قائد الوحدة الذي ضبط نفسه. وحتى مدير عام “السلام الآن” لم يسأل قائد الوحدة – ماذا كنت تفعل هناك؟ حيث أن وجودك في ذلك المكان كان له هدف واحد وهو اثارة الشغب، التصادم مع الشباب والفتيات. لقد نجحت نجاحا كبيرا، أيها القائد العزيز، ستحصل مقابل ذلك على وسام الشجاعة لأنك اوقفت بجسدك الجيش المصري على مدخل النقب.
اسرائيل اليوم / يجب تمزيق القناع: المانيا ليست صديقة لاسرائيل
اسرائيل اليوم – بقلم الداد باك – 27/12/2017
قبل حوالي اسبوعين وبعد بضعة ايام من تصريح الرئيس الامريكي ترامب حول الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، فتح في المتحف اليهودي في برلين أحد المواقع السياحية الجذابة في العاصمة الالمانية – معرض ضخم باسم “أهلا وسهلا بالقادمين الى القدس”. المعرض يمتد على مساحة ألف متر مربع ويضم مئات المعروضات التي تمثل وتتحدث عن الوجود المتعددة والمختلفة للمدينة المقدسة.
كان يمكننا التوقع من متحف يهودي هام جدا أن يقوم معرض كهذا بالتأكيد على خصوصية القدس كمدينة اكثر قدسية بالنسبة لليهود، ويفسح المجال للرواية التاريخية للصهيونية ودولة اسرائيل. معرض كهذا كان يمكنه أيضا أن يعرض بصورة متوازنة وليس ايديولوجية واقع التعايش في المدينة، رغم المواجهة المتواصلة. ولكن للاسف الشديد المعرض لم يأت بجديد، بل عزز نظريا الملكية الاسلامية والعربية والفلسطينية على المدينة، اساسا بواسطة عرض مضحك جدا حول تاريخ المواجهة العربية الاسرائيلية.
فيلم وثائقي تاريخي حول النزاع، يشكل أحد لحظات الذروة في المعرض، يعرض اليهود كغازي متعجرف، ويتناول فعليا مذابح وارهاب المنظمات العسكرية اليهودية – مع تجاهل تام لاعمال الذبح والارهاب للمنظمات العربية بالهام من المفتي المقدسي الحاج أمين الحسيني، وتجاهل التمرد العربي في الثلاثينيات وتعاون الحاج امين الحسيني مع النازيين، ويأتي بمقطع طويل جدا من مقابلة مع ياسر عرفات في سنوات قيادته الاولى، يشرح فيه زعيم م.ت.ف بأنه لا يوجد للفلسطينيين أي خيار سوى حمل السلاح والمقاومة (وكأن الامر جديد)، ويكرر فرضية أن قتل رابين أدى الى وقف المسيرة السلمية. وحول الكذب المثبت بأن صعود شارون الى الحرم كان الذريعة للانتفاضة الثانية. ملخص التاريخ حسب المتحف اليهودي في برلين: اليهود أشرار والعرب ضحايا.
هل كان يتوقع مقاربة اخرى من جانب متحف يهودي، يعرض في معرضه الدائم اسرائيل كجزء من الشتات ليهود المانيا، أو صور يهود ألمان يساريين يتظاهرون ضد اسرائيل؟ أحد كنوز المتحف هي تشيلي كوغلمان، المديرة السابقة للمتحف اليهودي، نفس المواقف ما بعد الصهيونية، التي حولت المتحف الى مركز نشاط لمن يرفضون وجود اسرائيل. من المهم أن نذكر أن المتحف لا يرتبط بالجالية اليهودية المحلية وهو يمول باموال عامة. أي، يمكن أن يكون لهذه المؤسسة الالمانية تأثير على مضامين المعروضات فيها، ويمكن للمتحف أن يستخدم من قبل السلطات الالمانية لارسال رسائل مقبولة عليها، هذا بالضبط ما يحدث: المتحف يهودي يخدم المؤسسة الالمانية لادارة نضال فكري ضد اسرائيل تحت قناع جسم يهودي ظاهريا.
موضوع الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل يمكن من كشف النفاق الالماني في كل ما يتعلق بالعلاقة مع دولة اليهود: في الاسبوع الماضي صوتت المانيا في الجمعية العمومية للامم المتحدة مع مشروع قرار تركيا واليمن لالغاء الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لاسرائيل. المانيا ومعها دول كبيرة اخرى في الاتحاد الاوروبي خانت حليفتيهما الولايات المتحدة واسرائيل وفضلت الوقوف الى جانب الانظمة الاكثر ظلامية في العالم بالغاء حق الدولة اليهودية بتحديد عاصمتها في القدس المقدسة بالنسبة لليهود.
لقد حان الوقت لتمزيق القناع عن وجه المانيا: هذه الدولة تشن ضد اسرائيل نضال متصلب في مؤسسات الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، وفي حين تدعي أن وجود اسرائيل وأمنها هو جزء من مصلحة المانيا العليا، فان المانيا هي اكثر الدول الداعمة للسلطة الفلسطينية. ولم تفكر في أي وقت باستغلال هذا الدعم لاجبار الفلسطينيين على فعل شيء من اجل السلام ووقف العنف ووضع حد للتحريض اللاسامي (وهي امور مطلوبة ومفهومة من تلقاء ذاتها ازاء تاريخ المانيا). ولكن هذا غير واضح لبرلين. الضغط الالماني يستخدم فقط على اسرائيل، ايضا بواسطة تمويل تنظيمات متطرفة ومشوهة لسمعة دولة اليهود في ارجاء العالم. بصورة مؤسفة جدا، المانيا ليست صديقة. اذا ارادت ان تكون كذلك فعليها أن تغير سياستها من جذورها.
هآرتس – الاستخبارات.. أخطر أسلحة داعش في سيناء!
هآرتس – بقلم عاموس هاريل –27/12/2017
نشرت صحيفة «هآرتس» مقالًا للمحلل العسكري عاموس هاريل، يشرح فيه خطورة عملية تنظيم ولاية سيناء الأخيرة، الذي يصفه بأخطر فروع «الدولة الإسلامية» وأشدها تأثيرًا في الوقت الحالي. وينبه أيضًا إلى مهارات التنظيم الاستخباراتية والعسكرية، والتي قد يستخدمها ضد إسرائيل في وقت لاحق.
يشير التقرير في البداية إلى مقطع الفيديو الأخير الذي نشره التنظيم الأسبوع الماضي، ويظهر عمليته الأخيرة التي فجّر فيها مروحية عسكرية تابعة للجيش المصري بصاروخ كورنيت، في مطار العريش الحربي. تسبب التفجير في مقتل ثلاثة هم: أحد الطيارين، وأحد الحراس، ومدير مكتب وزير الدفاع.
يوضح الكاتب أن التفجير لم يكن هجومًا إرهابيًّا؛ بل محاولة اغتيال لوزيري الدفاع والداخلية أثناء زيارتهما المطار، وهي زيارة لم تُعلن قبل حدوثها، ما يوحي بأن «ولاية سيناء» قد حصل على معلومات استخباراتية قبل الهجوم. كما أشار أنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها التنظيم في الهجوم على هدف مؤمن جيدًا، فقد نجح التنظيم -منذ عامين- في تفجير طائرة ركاب روسية تحمل على متنها 224 شخصًا بعد أن أقلعت من مطار شرم الشيخ بوقت قصير، وقتل جميع الركاب.
اتضح بعدها أن أعضاء التنظيم قد تمكنوا من وضع قنبلة ضمن أمتعة الركاب المشحونة على الطائرة، وكان هذا التفجير كافيًا لتدمير السياحة في سيناء، والتي كانت تعتمد اعتمادًا كبيرًا على رحلات الوفود السياحية الروسية.
حقق تنظيم ولاية سيناء سلسلة من النجاحات الدامية مؤخرًا، بحسب الكاتب. ففي كل سنة من السنوات الثلاثة الأخيرة، قتل التنظيم نحو 500 من أفراد الأمن والمدنيين. أما هذا العام، فقد يكون الرقم أعلى بكثير، بعد أن قتل 311 من المصلين في الهجوم على مسجد الروضة الصوفي في شمال سيناء، أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
يظهر تحليل هذا الهجوم التخطيط الدقيق له، إذ هاجم عدد كبير -نسبيًّا- من الإرهابيين المسلحين نوافذ وأبواب المسجد، وأطلقوا النار على المصلين من مسافة قريبة. تباهت الحكومة المصرية بعدد الضحايا الكبير بين صفوف الإرهابيين، لكن عدد خسائر التنظيم الحقيقي يبقى غير معروف.
أما أكثر الهجمات لفتًا للانتباه فكانت تلك التي نفذها تنظيم «ولاية سيناء» في السابع من يوليو (تموز)، حين هجم على وحدة عسكرية على بعد 10 كيلومترات من معبر «نيتسانا» الإسرائيلي. تضم الوحدة العسكرية كتيبة مقاتلة، وتقع بالقرب من قرية بدوية. نشر التنظيم مقطع فيديو مفصلًا يوثق الهجوم، وظهرت أجزاء منه في فيديو دعائي أصدره تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرًا، يجمع فيه هجماته الإرهابية في بلدان مختلفة خلال عام 2017.
يقول الكاتب إن هذا الهجوم ظهر فيه أسلوب عسكري قوي ومحسوب. بدأ الإرهابيون بوضع عوائق على الطرق المؤدية للوحدة، لتمنع الإمدادات من الوصول إلى المنطقة، ثم فجروا سيارة على بوابة الوحدة، فقتل التفجير عدة أفراد، وأثار ارتباكًا شديدًا، وما إن اختل النظام، حتى هجم العشرات من المسلحين المدججين بالأسلحة الثقيلة على سيارات الدفع الرباعي، ليدخلوا الوحدة ويقتلوا كل من تبقى من الجنود. قتلوا أكثر من 30 جنديًا، منهم قائد الكتيبة.
ونشر الجيش المصري تسجيلًا من شبكة الاتصالات العسكرية، يُسمع فيه صوت قائد الكتيبة وهو يقول إنه لن يستسلم. كان هذا الهجوم يعتمد على معلومات استخباراتية مهمة، كما أظهر أن قادة التنظيم قادرون على السيطرة على قواتهم. عملت المجموعة أيضًا على إنقاذ مصابيها ونقلهم، ما يظهر أنها لم تكن عملية انتحارية. واستمرت هذه العملية ساعتين قبل أن تصل طائرات الجيش المصري ليهرب الإرهابيون.
نُفّذ هذا الهجوم كما يجب، ولم يختلف كثيرًا عن الأساليب العسكرية للجيوش الغربية، من عزل للهدف، ونشر الجنود وتوجيههم، وجمع الاستخبارات، والعملية القتالية المنظمة، وحتى المفاجأة التامة. كان الهجوم كله موثقًا كالعادة، بكاميرات بعيدة وأخرى مثبتة على خوذات الإرهابيين.
يكمل الكاتب بأن تنظيم ولاية سيناء لا يملك عددًا كبيرًا من المقاتلين، إذ تقدر أجهزة استخبارات غربية عددهم بأكثر من الألف قليلًا، ويعتقدون أنهم زادوا بضع مئات خلال العام الماضي بسبب هجرة الهاربين من معارك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق، بعد أن انهارت خلافات داعش في هذه البلدان، وعلى ما يبدو فإن سيناء قد تحولت إلى إحدى الوجهات الرئيسية لمقاتلي داعش المخضرمين. بجانب هؤلاء، هناك بضع مئات من البدو السيناويين، والعشرات من الفلسطينيين الذين انتقلوا من غزة إلى سيناء، وبعض المقاتلين من دول القوقاز. في خضم كل هذا، تشير علامات إلى ظهور جماعة جند الإسلام -فرع القاعدة في سيناء- مجددًا.
هذه السلسلة من الهجمات ستتطلب من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن يركز جهود قواته الانتقامية تجاه معاقل التنظيم، كما يرى الكاتب. سبق وأن أقال السيسي بعض كبار الضباط، كما استبدل رئيس الأركان منذ بضعة أشهر بسبب إخفاقات سابقة، لكن مشكلة النظام المصري ليست في سيناء فقط، فقد ألهم نجاح الجهاديين في سيناء تنظيمات داخل مصر. كما أن حدود مصر مع ليبيا والسودان يسهل اختراقها بدرجة كبيرة، وتهرب منها كميات ضخمة من الأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في مصر.
يشير الكاتب إلى أن إسرائيل أيضًا قد تعاني من مخاطر محتملة، ووفقًا لوسائل إعلام عربية، فإنها تساعد مصر في توفير المعلومات الاستخباراتية، وهجمات الطائرات الزنانة ضد «ولاية سيناء». وقد سمحت إسرائيل بدخول كتائب ذات تسليح كبير، وهو انتهاك -اتفق عليه الطرفان- للملحق الأمني لاتفاقية السلام بين البلدين.
لكن حتى يومنا هذا، لم تبد الجماعات المتطرفة في سيناء أي اهتمام بالأهداف الإسرائيلية، باستثناء الهجوم «الخطير» على عين نتافيم في 2011، ومحاولة فاشلة جنوب كرم شالوم بعدها بعام. أطلقت بعض الصواريخ على إيلات وجنوب النقب من حين إلى آخر، لكن لم يكن هناك أي محاولات لهجوم أكثر قوة. وفي كل الأحول، فإن الدولة الإسرائيلية تستعد لاحتمالية أن تعبر الهجمات -مثل الهجوم على المسجد أو الوحدة العسكرية- الحدود، وقد تكون هناك محاولة تسلل وهجوم على مستوطنة قريبة، مع الاستفادة من المعرفة والخبرة التي كونها تنظيم «ولاية سيناء» في السنوات الأخيرة.
هآرتس / نوصي بالحرص على الجمهور
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 27/12/2017
منذ فجر أمس والكنيست تخوض نقاشا ميراتونيا للاقرار النهائي لـ “قانون التوصيات”. فقد كان الهدف الاصلي للقانون منع الشرطة من أن ترفع الى النيابة العامة توصيتها لرفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهكذا يمنع الجمهور من ان يعرف ما الذي استخلصته في نهاية سنة واكثر من التحقيقات. وبطبيعة الحال، فان القانون أثار انتقادا ومعارضة، في ضوئهما تغيرت صيغة المشروع، وفي آخر صيغة له لن ينطبق على التحقيقات التي بدأت قبل دخوله الى حيز التنفيذ بما فيها تحقيقات نتنياهو في ملفي 1000 و 2000، وتحقيقات النائب دافيد بيتان. وشرح النائب بيني بيغن الذي عارض بشدة مشروع القانون في صيغته الاصلية بان “الصعوبة الاساس ازيلت منه. أما الصيغة التي سيصوت عليها بالقراءة الثاني والثالثة، فليست بأثر رجعي، وبالتالي فانها ليست شخصية”.
اذا كانت هذه الشوكة نزعت عن القانون، فلماذا يواصل الائتلاف “الانتحار” عليه؟ واذا لم يعد القانون شخصيا وبأثر رجعي، فلماذا يواصل اثارة المقاومة الشديدة جدا في المعارضة، وكأن بها استيقظت الى الحياة وتبدي تصميما برلمانيا يخرج عن نطاق المعتاد؟ من الصعب الامتناع عن الاحساس بانه رغم ان “القانون لا يغير عمليا الوضع القائم، ويمكن التساؤل اذا كان لازما” مثلما اشار بيغن، فان الصراع عليه لم يعد مرتبطا بمضمونه. عمليا، منذ البداية لم يكن ممكنا اجراء نقاش موضوعي في القانون – الذي حتى في آخر صيغة له هو سيء لانه يضعف الشرطة ويعزز شخصيات عامة على حساب المواطن البسيط – لانه كان واضحا للجميع بان الدافع خلفه ليس صالح الجمهور بل صالح نتنياهو. انه بمجرد محاولة تشريع هذا القانون وصلت حكومة نتنياهو الى اسفل الدرك، في ظل الاحتقار للجمهور وللكنيست.
وعليه، فان الصيغة الجديدة لم تضعف المعركة السياسية بل العكس – عظمتها: الائتلاف لم يتنازل عن القانون، وان كان لا داعي له، والمعارضة قاومته لانه يرمز الى كل ما هو فاسد في حكومة نتنياهو. والنتيجة هي صراع سياسي لا يرتبط بالقانون نفسه.
لم يتبقَ للجمهور غير محاولة التذكر هل هذه الحكومة استثمرت في أي وقت مضى طاقة مشابهة كي تحل المشاكل الملحة للدولة؟ فمتى في آخر مرة منع النواب عن أنفسهم النوم كي يدفعوا للامام بحلول للنزاع مع جيراننا، لرأب الصدوع الداخلية – بين اليهود والعرب وبين اليهود أنفسهم، يعالجوا الفوارق بين المركز والمحيط، اسعار السكن، الحد الادنى للاجور، اجور المعلمين، الاطباء والعاملين الاجتماعيين وهلمجرا.
من الصعب الامتناع عن الاحساس بان نتنياهو لم يجر الحكومة فقط، بل والكنيست كلها للانشغال في شؤونه الشخصية وفي محاولات الفرار من القانون بواسطة القانون. وكل هذا على حساب الزمن، المقدرات وبالاساس طاقة الجمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى