ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 22– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– 128 ضد اسرائيل والولايات المتحدة، 9 مع اسرائيل، 35 امتنعت.
– (تقريبا) كل العالم ضدنا.
– رأسا برأس.
– مواجهة علنية اولى بين وزيرة العدل ورئيسة المحكمة العليا الجديدة.
– المستشار يعطي اسنادا: “لا تمسوا بالشرطة باقوال عديمة الاساس”.
– نبوءات الغضب لباراك: “كبار مسؤولي المخابرات والجيش سيرفضون الامر”.
– سلك الطيارين الجديد.
-“المتظاهر البريء” الذي قتلته اسرائيل صرح: سأصبح شهيدا.
– ضغط على السعودية لاستقبال لاعبي الشطرنج الاسرائيليين.
معاريف/الاسبوع:
– 128 دولة ضد اسرائيل.
– مندلبليت: “محظور المس بشرعية الشرطة”.
– حذرت – وقتلت: زوجي يشك باني أخونه.
– الامم المتحدة ضد ترامب.
– باراك: سياسة الحكومة ستؤدي الى رفض الاوامر.
– الدولار في اسفل الدرك، الصناعيون يطالبون بتدخل حكومي.
هآرتس:
– رجل اعمال حول الى حساب درعي نحو 200 الف شيكل.
– 128 دولة صوتت في الامم المتحدة ضد الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة اسرائيل.
– تكامل شاذ: في اعقاب ترامب، نتنياهو ينزل الى مستوى أدنى.
– مقيم من بيتح تكفا مشبوه بقتل زوجته ومحاولة الانتحار، ابنهما حاول حمايتها.
– نتائج جزئية في كتالونيا: الاحتجاج الانعزالي زاد قوته في البرلمان.
– الجنود احتجزوا ابن 6 سنوات نحو 5 ساعات لرشقه الحجارة.
اسرائيل اليوم:
– انجاز لاسرائيل: 35 دولة امتنعت عن التصويت في الامم المتحدة.
– في الطريق الى حزب يعلون – هيندل.
– عاصفة في اعقاب تصريحات ايهود باراك: “اقوال باراك معيبة، نزل عن الخطوط”.
– هكذا يبنى سور.
– مأساة في بيتح تكفا، رجل اعتقد ان زوجته تخونه – فقتلها.
والا العبري :
– المحلل العسكري أفي يسسخاروف: حماس ليست مستعد للحرب في هذه الآونة.
– تقرير: سياسات ترامب تسببت بالضرر الكبير لإسرائيل والامم المتحدة.
– مجلس الأمن يعقد اليمم جلسة خاصة لمناقشة فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.
القناة 14 العبرية :
– توصيات الشرطة الإسرائيلية في التحقيقات ضد نتنياهو سيتم تقديمها للنائب العام بعد 3 أسابيع.
– بعد التصويت في الأمم المتحدة، حماس دعت ليوم غضب بالمناطق الفلسطينية اليوم.
– السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو على أساس كل أزمات الشرق الأوسط.
– تنظيم داعش يعلن انه حاول تصفية وزارء مصريين خلال الإسبوع المنصرم.
القناة 2 العبرية :
– بأغلبية ساحقة: الأمم المتحدة تلغي الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
– نتنياهو يصف الأمم المتحدة بعد التصويت، أنها مسرح للأكاذيب .
– تقرير: يوأف مردخاي هو من يصنع السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة وغزة .
– آفي جباي: نرفض أن ندخل في إئتلاف حكومي مع حزب “يش عتيد” برئاسة لبيد.
القناة 7 العبرية :
– سلاح الجو الإسرائيلي يخرج فوج جديد من الطيارين، من 36 طيار حصل فقط 9 منهم على وسام التمييز بسلاح الجو.
– استياء واستنكار واسع في الأوساط السياسية والحزبية في إسرائيل، لقرار الأمم المتحدة بالأمس .
– الحكومة الأردنية تبارك قرار الأمم المتحدة بإلغاء الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة إسرائيل.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 22– 12 – 2017
اسرائيل اليوم / انجاز لاسرائيل: 35 دولة امتنعت عن التصويت في الامم المتحدة../ هكذا يبنى سور
اسرائيل اليوم – بقلم يوني هيرش – 22/12/2017
لوحة التصويت في الجمعية العمومية تلونت أمس بـ 35 مربعا باللون الاصفر – لمعت باشارة تبشر بان التاريخ يتغير. كانت هذه 35 دولة امتنعت عن التصويت للتنديد بقرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، انضمت اليها 9 دول اخرى عارضت، 128 دولة صوتت مع القرار.
بعد التصويت، ورغم اقرار القرار، أعرب سفير اسرائيل داني دانون عن رضاه من النتيجة العامة. “كل المندوبين الاوروبيين امتنعوا عن القاء الكلمات بفضل جهودنا فانخفض عدد المتحدثين من 34 الى 17″، قال دانون لـ “اسرائيل اليوم”. مؤيدو المشروع بقوا مع دول مثل سوريا وايران في طابور المتحدثين. وأمل الفلسطينيون ان يستمر النقاش يومين فاذا به ينتهي في ساعتين ونصف الساعة”.
وروى السفير بانه هو وزميلته السفير الامريكية نيكي هيلي جلسا ساعات طويلة على الهواتف قبل التصويت لتحسين النتيجة – وجهودهما اعطت ثمارها. “الاهم هو عدد الممتنعين، ومن هذه الناحية فان هذه نتيجة جميلة جدا”، اضاف. “وفي ظل النقاش، كان الفلسطينيون في حالة جنون، وحاولوا ادخال اشخاص الى القاعة كي يصوتوا – ولكن بدون نجاح. بالطبع نحن لا نزال لا نحب القرار، ولكن الفلسطينيين لم ينجحوا في خلق المهرجان الذي ارادوه. في القيود الكبيرة التي تعيشها الجمعية العمومية – هذا ايجابي”.
واشار دانون الى انه حتى دول مثل المكسيك والارجنتين، ممن اعتبروا مؤيدين تلقائيين للفلسطينيين امتنعوا في هذا التصويت، واعرب عن امله في أن تكون المعركة الدبلوماسية حول قرار ترامب الاعتراف بالقدس انتهت، في هذه المرحلة على الاقل.
وجاء من مكتب رئيس الوزراء بانهم راضون عن العدد العالي من الدول التي لم تصوت مع القرار – دول زارها رئيس الوزراء نتنياهو – في اوروربا وفي افريقيا وامريكا اللاتينية. وافاد رئيس الوزراء بان “اسرائيل تشكر الرئيس ترامب على موقفه القاطع مع القدس ويشكر الدول التي صوتت مع اسرائيل، الى جانب الحقيقة”.
هذا الانجاز الاستثنائي من ناحية اسرائيل جاء كما أسلفنا بعد وقت قصير من ايضاح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه سيحاسب من يصوت في الامم المتحدة ضد قراره. وكررت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي امس في خطابها اقوال الرئيس ترامب أول أمس الذي حذر من ان الادارة ستقلص المساعدات الاقتصادية للامم المتحدة وللدول التي صوتت مع القرار.
وقبل التصويت كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أوضح ان بلاده لن تخضع للاملاءات الامريكية اذ قال: “يا سيد ترامب، لا يمكنك ان تشتري الارادة الديمقراطية للشعب في تركيا بدولاراتك”.
يديعوت / خسرنا – فرحة فقراء
يديعوت – بقلم شمعون شيفر – 22/12/2017
لا شك عندنا: القدس هي عاصمتنا، ولا نحتاج الى تأكيد من أحد. ولكن فضلا عن مشاعرنا الخاصة، توجد ايضا سياسة خارجية – وهذه السياسة الخارجية يجب أن تقوم على اساس الفكر العقلاني، المسنود بفهم عميق للمحيط الاستراتيجي الذي نعيش فيه.
بعد أن نمجد على رأس فرحتنا حقيقة أن 35 دولة امتنعت عن التصويت امس، سنبقى مع نتيجة مدوية: 128 دولة اعربت في تصويتها عن استيائها من نمط السلوك الذي يتصدره ترامب ومن قراره الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. الدول العربية، سواء المعتدلة ام المتطرفة منها، اتحدت وصوتت ضد الاعتراف الامريكي بالقدس. عمليا، اعلنت بان مصير القدس متعلق باستعداد اسرائيل لتقاسم المسؤولية على الاماكن المقدسة للاديان الثلاثة في اطار اتفاق اطار دولي او كل تسوية اخرى متفق عليها.
ان معنى النتائج، بالتالي، هو أن مكانة القدس في المستقبل ستتقرر في المفاوضات بين الطرفين، وليس في التهديدات التي يطلقها رئيس امريكي ضد الدول التي تتجرأ على التصويت ضد اعلاناته. وهكذا عمليا فان هذا التصويت يضعف فقط مكانة القدس، والاسوار حول المدينة ارتفعت فقط أمس. ترامب، حاليا، سيضطر الى الاكتفاء بقرار رئيس بلدية كريات يام تسمية حديقة الالعاب في المدينة على اسمه – ولن تنتقل اي سفارة، ربما فقط سفارة المسيحيين الافنجيليين، في الزمن القريب القادم الى مبنى في القدس.
في هذه الساعة، التي يغرق فيها نتنياهو عميقا في ورطة التحقيقات وفي المعركة من اجل بقائه السياسي، مسموح بل وينبغي التساؤل حول تفكره وحول اهليته لادارة سياسة خارجية ذات آثار محملة بالمصير لدولة اسرائيل ولامن الاسرائيليين. صحيح أن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل أثر فينا، ولكن هل كان يساوي آثاره؟ 14 عضو في مجلس الامن صوتوا ضد الاعلان الامريكي، وامس اطلقت صوت مشابه 128 من دول العالم. هل بالتالي وضعنا افضل مما كان قبل اعلان ترامب؟ لقد درج نتنياهو على الاعلان بانه حلت ثورة بمكانة اسرائيل في العالم، ولكن حسب نتائج التصويت في الامم المتحدة، فان هذا التحول محدود للغاية.
يديعوت / طفلة العزم
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 22/12/2017
يوم الثلاثاء في الثالثة بعد الظهر انتظم الفتيان في النبي صالح لحدثهم اليومي. والاصطلاح الاسرائيلي هو اخلال بالنظام، رغم أنه منذ خطاب القدس لترامب، لا يوجد في النبي صالح الكثير من النظام الذي يمكن الاخلال به، والحرب هي يومية – الفتيان بالحجارة وجنود كتيبة روتم في جفعاتي بالغاز المسيل للدموع وبالعيارات المطاطية. وفي الثالثة والنصف خرج الفتيان الى الهجوم. كان هناك 20 فتى، بالحد الاقصى 30.
تقع قرية النبي صالح على قمة تلة، بارتفاع 570 متر، شمال غرب رام الله. أما مستوطنة حلميش القديمة فتقع على طول الامتداد المقابل. وبين القرية والمستوطنة يتلوى طريق 465 شريان مواصلات حيوي للطرفين. يأتي الفتيان من التلة، من شرفة الى شرفة. مهامتهم هي الاقتراب من الطريق لرجم السيارات الاسرائيلية، وربما حتى لاجتياز الطريق والوصول الى جدار المستوطنة. ومهامة الكتيبة هي صدهم في الاعلى.
لقد أغلق الجيش الاسرائيلي المدخل الرئيس للقرية بكثبان من التراب. وعند المدخل يوجد برج اسمنتي، يلوح فوقه علم. الفتيان يرشقون الحجارة، الجنود يطلقون الغاز المسيل للدموع. في البداية تحمل الريح الغاز جنوبا، نحو الجنود ونحوي. الغاز يحرق العيون. وبعد ذلك تغير الريح الاتجاه. ينال الفتيان نصيبهم ولكنهم يواصلون رشق الحجارة. وبعد نصف ساعة يتفرقون. لا اصابات لقواتنا؛ لا اصابات لقواتهم. احداث كهذه تقع في 180 نقطة احتكاك في الضفة منذ خطاب ترامب. في الاسبوع الاول سجل 16 الف حادث اخلال بالنظام؛ في الاسبوع الثاني 14 الف. أما في عدد بؤر الاحتكاك فلم يطرأ تغيير.
في الاسابيع التي سبقت خطاب ترامب لم يسجل سوى بؤرتي – ثلاثة بؤر احتكاك، وعدد المشاركين في كل مظاهرة لم يرتفع عن 20 أو 30. الكلمات يمكنها أن تقتل، تقول حملة دعائية جديدة. حالة ترامب هذا صحيح. فاصداء الخطاب وصلت من البيت الابيض حتى النبي صالح: قبل خطاب ترامب سجلت هناك حادثة واحدة في الاسبوع، بشكل عام في يوم الجمعة. ومنذئذ والاحداث يومية.
ما يجلبنا الى ابناء عائلة التميمي، العائلة الاكبر في القرية. في ايلول 2015 التقيت في القرية سلام التميمي ابن التاسعة. طفل اشقر الشعر، ازرق العينين، تماما مثل شقيقته الاكبر، عهد. أخذني الى بيت العائلة. بيت كبير في اعلى القرية. لماذا اسميته سلام، سألت أباه باسم. “لسببين”، قال. “الاول، عندما ولد كنت اؤمن بانه يمكن الوصول الى سلام”.
والسبب الثاني؟ سألت
“كان عندي صديق اسمه سلام، قال التميمي. “الاسرائيليون قتلوه في زمن الانتفاضة”.
محمد التميمي، شقيق سلام ابن الـ 12، خرج في حينه مع الفتيان الى حدث يوم الجمعة. رفع ذراعه كمن يعتزم رشق حجر. فانطلق جندي نحوه؛ فأمسك به. النساء، وبينهن نريمان، ام الطفل، هجمن على الجندي. عهد، التي كانت في حينه ابنة 14 ولم تظهر كثيرا، عضته. الجندي تجلد. لم تكن هذه هي المواجهة الاولى بين عهد التميمي والجيش الاسرائيلي. فقبل ثلاث سنوات من ذلك، عندما كانت ابنة 11، التقطت لها صور وهي تصرخ على جندي.
حادثة الغض في 2015 صورت بالفيديو وبثت. جمعية “بتسيلم” او في هذه الحالة منظمات اخرى، حرصت على توفير العادات. الصور كانت قاسية، هازة. فقد فتحت جدالا مريرا في اسرائيل على ثمن الاحتلال. ورأى الفلسطينيون في عهد بطلة. أصبحت رمز الكفاح ضد الاحتلال. ابو مازن استضافها في رام الله؛ اردوغان عانقها في أنقرة. الشعر الاشقر والعينان الزرقاوان ساهما بدورهما أيضا. فالطفلات الشقراوات تذهب صورهن بعيدا.
سيكون هذا جسيما
مرت سنتان وربع السنة منذ قصة العض. عهد ابنة 16 الان، بعد قليل 17. في يوم الجمعة الماضي عادت وهاجمت جسديا قائد سرية جفعاتي، في ذات المكان، قرب جدار بيتها. وكل شيء صور بالفيديو. وكان المشهد مرة اخرى صعبا وهازا، ولكن عهد لم تعد قاصرة. وهي ستقضي في السجن لزمن طويل، قلت يوم الثلاثاء لابيها، باسم.
تحدثنا في الهاتف. كان هو في بيته، في الطرف الجنوبي – الغربي من النبي صالح، وأنا في سفح التلة. رأى سيارتي وأنا رأيت بيته. كان بيننا الجنود، الفتيان، الدخان الذي تصاعد من قنابل الغاز، وعلم اسرائيل على البرج.
التميمي، عضو في فتح، قضى محكوميتين في السجون في اسرائيل. قال: “الجيش وصل بين الثالثة والرابعة فجرا. قوة كبيرة من الجنود والمجندات، الجيش وحرس الحدود. قالوا انهم جاءوا لاعتقال ابنتي. أمروها بتغيير ملابسها. ولم يسمحوا لامها بمرافقتها.
“بعد ذلك اخذوا الكاميرات والهواتف النقالة من الجميع. اخذوا الحاسوب. اخرجوا الاثاث وقلبوا كل شيء”.
هل خططت عهد الهجوم مسبقا، سألت.
“لها ابن عم، محمد التميمي، طفل ابن 14″، قال. “الجيش اطلق عليه رصاصة مطاطية. ظنت أنه قتل، ولهذا السبب خرجت لمهاجمة الجندي. يمكنك ان تفحص: فهو ينزل الان في المستشفى في رام الله”.
اين زوجتك، سألت
“في الصباح استدعوها لشرطة بنيامين”، قال. “لم تعد بعد”.
الزوجة، ناريمان، دخلت بين ابنتها وحارس السرية. في البداية هدأت، وبعد ذلك شتمت وضربت. وهكذا ايضا ابنة العم نور، ابنة العشرين.
العقاب هذه المرة سيكون جسيما، قلت
فرد بتحدٍ. وقال: “هذه هي اخلاق الصهاينة”.
وضع راهن جديد
كانت النبي صالح قرية معادية في 2009. والقصة هي جزء من الصراع على الينابيع. صراع شبه توراتي، يدور بين المستوطنين في ظهر الجبل وسكان القرى. نبع القوس ينبع على جانب طريق 465، بين النبي صالح وحلميش. في الماضي كان يسقي قطعة الاراضي من النبي صالح ومن دير نظام. ضابط في الجيش الاسرائيلي خدم في المنطقة قال لي ما حصل: في 2009 احرق مستوطنون القطعة في إطار عمليات تدفيع الثمن. اما الفلسطينيون فابعدوا.
حاول ضباط الادارة المدنية وضع نظام: يسمح للفلسطينيين بالوصول الى النبع في ايام الاسبوع، باستثناء يوم الجمعة حين يبعدون لاسباب امنية. واثار هذا النظام حفيظة الطرفين: الفلسطينيون كانوا يرفعون علم فلسطين، يبولون على علم اسرائيل ويدمرون ما بناه المستوطنون؛ اما المستوطنون فسيجوا قطع من الاراضي الفلسطينية المفلوحة. وفي اثناء الاتصالات طلب اهالي النبي صالح استرجاع قطعهم الخاصة التي صودرت في داخل حلميش. في الادارة فحصوا: القطع كانت في قلب المستوطنة. على واحدة منها بنيت بقالة؛ على اخرى بركة سباحة. كيف سيعيدون.
وضع المستوطنون يافطة قرب النبع: “نبع مئير”، على اسم مئير سيغال، من مؤسسي المستوطنة. وهكذا نشأ وضع راهن جديد: النبع لنا واعمال الاخلال بالنظام يوم الجمعة لهم. كل طرف يعرف دوره، والجيش الاسرائيلي في الوسط.
يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع رابطت في النبع حظيرة جنود.
عبثية الاحتلال
في اثناء الاخلال بالنظام يوم الجمعة وقف قائد السرية قرب جدار بيت عائلة التميمي. وهو يخدم في المنطقة منذ فترة طويلة نسبيا: فهو يعرف القرية جيدا. واختار قائد السرية المكان لانه يوجد في منطقة مشرفة. قائد السرية هو شاب طويل، قوي، واثق بنفسه. جبار، يقول عنه احد قادته. عندما توجهت اليه بالصراخ عهد ونور التميمي، كان يرى الكاميرات. وحسب تحقيق الجيش الاسرائيلي فهم على الفور بان هذا استفزاز.
هذا وضع كلاسيكي من الخاسر – الخاسر. مهما عمل قائد السرية، فلن يخرج أي خير من هذا. النتيجة ليست خيرا، ولكن القصة كان يمكنها أن تنتهي بشكل اسوأ بكثير. سألت نفسي ما سأله كل من خدم ذات مرة في المناطق. كيف كنت سأتصرف لو كنت مكانه. آمل أن اكون تصرفت مثله. ومع ذلك، كنت سآكل نفسي بعد ذلك. الخطأ الاول انه كان لم يعتقل الفتاة فور صفعها وركلها له. الخطأ الثاني كان انه لم يبلغ. في الجيش لم يعرفوا بالحدث الا بعد أن نشر شريط الفيديو على الملأ، يوم الاثنين. قائد السرية لم يبلغ لانه لم يولِ للحدث اهمية خاصة. عبثية الاحتلال: هذا الدرس من الحدث هو الاخر يجب أن يبعث على القلق. الاسرائيليون يجلسون امام التلفزيون ويتذمرون على شرفنا المهان. ليس لديهم اي فكرة عما يجري على الارض.
قائد المنطقة الوسطى روني نوما أعطى قائد السرية اسنادا كاملا. والبيان الذي صدر يمتدح السلوك المهني لقائد السرية. ومع ذلك شرح لقائد السرية بانه كان ينبغي له ان يعتقل الفتاتين على الفور.
ان السياسة التي وضعها الجيش الاسرائيلي تجاه اثر ترامب كانت صحيحة: تهدئة الوضع قدر الامكان. اقل ما يكون من القتلى، اقل ما يكون من الجرحى. اسرائيل لن تربح شيئا اذا ما ولد خطاب ترامب انتفاضة جديدة. ليس صعبا التخمين ما شعر به ليبرمان حين شاهد الشريط. ماذا كان سيقول عن الجيش الاسرائيلي لو كان في المعارضة. اما الان فليبرمان هو وزير الدفاع. لو كانت لديه افكار للعقاب الجماعي، لكانت صدت في المداولات الداخلية. وفي الغداة ساند الجيش بشفتين مزمومتين.
شريط الفيديو تبنته في البداية مواقع مؤيدة للفلسطينيين. ومن دفعه الى جدول الاعمال الاسرائيلي كان موقع يميني دعا الى تحدي سياسة الجيش الاسرائيلي. ثمة شراكة مصالح بين الطرفين. حين يكون محظور لمس فتاة في بؤرة استيطانية بعد أن تصفع جنديا، بينما حين تفعل فتاة فلسطينية فيجب قتلها على الفور.
ردود الفعل في اليسار لم تكن اكثر نجاحا. فقد قال يساريو الكنبة “ضبط النفس هو قوة”. فقد قالوا هراء: ضبط النفس ليس قوة. ضبط النفس، مثل القوة، هو أداة تتطلب الاستخدام العاقل. حين يبني الاسد سرا مفاعلا ذريا، فالصحيح هو تدمير المفاعل، وليس ضبط النفس. واعتقال الفتاتين والام – ويحتمل ان يعتقل الاب ايضا – في النبي صالح مبرر تماما. نور، ابنة العم، اعتقلت بعد يوم من عهد لانه تطلب وقت للعثور على مكان سكنها.
لا توجد اي صلة بين الحدث في النبي صالح وأثر اليئور أزاريا. لا أثر أزاريا، وبالتأكيد ليس عندما يدور الحديث عن ملازم في الجيش الاسرائيلي، قائد سرية في جفعاتي. في الجيش مقتنعون بانه لا توجد ايضا صلة بين الشريط وقدرة الردع للجيش الاسرائيلي. حبذا. المؤكد هو ان هناك كان اهالي شاهدوا الشريط وقال لابنائهم: اذهبوا الى 8200، اذهبوا الى سلاح الجو، الى سلاح البحر، الى السايبر، كله الا الدخول في مشادة مع فتيات فلسطينيات على تلة نائية في الضفة.
معاريف / بين القدسية والرمال
معاريف – بقلم ران أدليست – 22/12/2017
يحاول المحللون التهدئة، بما في ذلك لانفسهم بان الاحتجاج ضد اعلان ترامب آخذ في الهدوء. وان الفلسطينيين لم ينجحوا، وهم البائسون، في أن يخلقوا في الضفة مظاهرات احتجاج جماعية والتنقيط من غزة يمكن وقفه بهجمات من الجو. عملية الانكار العادية: نأخذ غفوة قصيرة، نشاهد “نجم يولد” وبعد ذلك تختفي الانتفاضة، ولعله لا يكون فلسطينيون في العالم.
إذن اهدأوا. التنقيط سيستمر. وبالاساس تنقيط الدم الذي لم يتوقف منذ الايام الستة. الارهاب الفلسطيني، الذي وجه منذئذ ضد اقامة الدولة وكرد على النكبة، اصبح بعد الحرب صراع ضد الاحتلال ومن اجل الاستقلال. يوجد هنا قتلى وجرحى بالجملة، وبين الحين والاخر انفجار جماهيري يسمى انتفاضة تجبي اثمانا بالجملة. وثمة لهذا حتى ملخص يتمثل بالمعارك التي بين الحروب.
إذن الان، ووفقا للترتيب الذي اعتدنا عليه، فاننا في الطريق الى جولة دموية اخرى. غير أن هذه الان ليست القصة العادية التي نرد فيها “بقوة” على “التنقيط” من القطاع. الان توجد لنا قصة مع الرب بجلالة عظمته، فيما ان المشادة الحادية تنال زخما منفلت العقال وخطيرا على نحو خاص. والسبب: محرك اشتعال اعلان القدس. شكرا يا دونالد. أخيرا، بفضلك، خرجت حرب دينية تديرها حكومة اليمين الديني القومي من الخزانة المقدسة. بفضلك، يا دونالد، يفهم الجميع بان الدين هو السبب الحقيقي لسياسة الحكومة وللحروب التي تنبع منها. إذ ما هو الصراع على المستوطنات، على القدس وعلى المبكى ان لم يكن فريضة إلهية؟
في هذه الاثناء ليس فقط النزف الدائم من المعارك التي بين الحروب يقضم بالوجود الوطني، بل النزف من الفساد يساهم في تدمير النسيج الجماعي. شخصيا، اذا كنت تعيش على مستوى معقول، فانك لا تشعر في الحياة اليومية باضرار الفساد. ومثلما في المعارك بين الحروب، اذا كنت أنت والمقربين منك لا تتضررون بشكل شخصي، فانك لن تشعر بتآكل الفساد الذي يأكل حولك كل قطعة طيبة، ناهيك عن أن الفساد هو مرض معدٍ. ما يفترض بما يصحي الغافين دفعة واحدة هو جولة دموية جارفة على نحو خاص، والى هناك تقودنا الحكومة.
واضح أنها لا تفعل هذا عن وعي. فالجميع هناك في الحكومة يريدون السلام. والامن. والاعتراف بدولة يهودية. والا يتسلح حزب الله بصواريخ بعيدة المدى لاهداف محددة. وان القدس والائتلاف يكونان موحدين (الى أبد الآبدين). فساد في القمة؟ لا يوجد كائن كهذا. المحتجون في الشوارع هم بضعة احياء في تل أبيب خرجوا للتسكع. لدينا حرب؟ لدينا الجيش الاقوى (والاكثر اخلاقية) في العالم. غير أن الميدان يتحدث. في غلاف غزة يعودون الى الملاجيء، والضغط على الحكومة لعمل شيء ما يعود الى عهد ما قبل “عمود السحاب” في 2012 و “الجرف الصامد” في 2014.
الاحبولة الاعلامية الحكومية هي أننا مرة اخرى “ننجر” بسبب اولئك الانذال الذين يطلقون علينا النار من غزة. اما الحقيقة فهي أن نتنياهو وشركاه ادوا الى التدهور حين ضغطوا على ادارة ترامب لعمل شيء ما في موضوع القدس، مع العلم أن هذا برميل بارود مع مفجر متحفز. وان لم تكن سفارة، فعلى الاقل اعلان متفجر ما. فاستجاب ترامب. نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، اضافت مفجر وقود اضافي الى الحرب الدينية: “لا يعقل الا يكون المبكى بسيادة اسرائيل”. مايك بينيس، نائب ترامب، كان في طريقه الى المبكى وزيارته “تأجلت”. سيجدون ذريعة ما، ولكن صور المظاهرات ولا سمح الله القتلى في عيد الميلاد منعت عن بينيس الصورة أمام المبكى، والتي هي كما هو معروف الاقرار بحقنا فيه.
الموضوع مع المبكى هو أن الحديث يدور عن موقع عبادة دينية يهودية وموقع سياحة وحجيج. حتى بالنسبة للعلمانيين الفضوليين الذين يأتون ليفحصوا ما هي بالضبط هذه الخدعة التي تدفع المتدينين الى الجنون والعلمانيين الى دس بطاقة في شق في الحائط على طريقة تنجح بالصدفة لان تثبت بانه يوجد رب. وجعله مسلما به هو جزء من سياسة التدين التي تمر على اسرائيل كشبح فتاك. كان يفترض بنتنياهو أن يفهم بان كل تغيير في الوضع الراهن الديني في القدس هو بث وقود على الشعلة المتلظية على اي حال ولعود الثقاب الديني امكانية كامنة كفيلة بان تضيء عدة شعلات. في الشمال حزب الله، في القطاع حماس وفي الضفة ايضا يوجد للنبي محمد ما يقوله لمحمد في الشارع. وبالطبع ليبرمان الذي يساهم في عود ثقابه العلماني في اشعال عرب اسرائيل. وفي هذه المناسبة التي يشم فيها نتنياهو التوتر في الهواء أو ربما هي رائحة مادة التنظيف في سجن معسياهو، فانه يطلق على الفور الجني الايراني. في مؤتمر الدبلوماسيين الذي عقدته “الجيروزاليم بوست” هذا الشهر باع تقديرا استخباريا لا يشارك فيه اي جهاز استخبارات في العالم بما في ذلك شعبة الاستخبارات العسكرية “امان”: في غضون عقد سيكون في ايران “لا قنبلة واحدة بل ترسانة من مئة قنبلة فأكثر”. وفي ختام جولة الصفعات التي تلقاها قبل اسبوع في بروكسل أحصى للمراسلين في طائرته “80 الف مقاتل شيعي يؤدون الى تجدد الحروب الدينية”. يمكن أن يكون تشوش وامتشق 80 الف كرد على اسئلة المحققين عن حساب السيارات خاصته. اما من ارتباح لهذه التقويمات للوضع فهم السعوديون. لديهم مرتزقة. الجيش الاسرائيلي ينضم الى الحرب السنية – الشيعية.
الحاخام شارلوتن
من يرى في الحرب الدينية حربا مشروعة هو البيت اليهودي. لا شيئا خربا يحصل في هذه الدولة يعنيهم باستثناء توسيع المستوطنات في الضفة وتوسيع كتلتهم في الكنيست. النائب موطي يوغاف يقول دغري: “شبابنا يذهب للخدمة في الوحدات القتالية في الجيش الاسرائيلي لان الخدمة ليست فقط رسالة بل وفريضة” (والله). الفساد هو الاخر لا يقلق معتمري الكيبات. لا المحبوكة ولا السوداء. فانتم لن تروهم في المظاهرات ضد الفساد.
منظمة المظاهرات، في فعل مثير للشفقة بعض الشيء، وسعيا وراء فتات من الشرعية، رفعوا في روتشيلد الحاخام يوفال شارلو. وبشكل عام يعتبر شارلو من المعتدلين بين جماعته وفي حديث خاص طويل امتد الى الليل، قبل سنين، لم يستبعد انسحابا وتذمر من متزمتي المناطق الذين يمسون بالقيم التربوية التي يكسبها للتلاميذ في مدرسته في بيتح تكفا. غير أن هذه المرة تحدث هناك الحاخام شارلوتن، الذي سار على الخط مع مرسليه الحقيقيين. في خطابه ضد الفساد لم ينسَ التحفظ: المقاتلون للفساد عليهم ان يحذروا من التلاعب – ليس هناك شيء اخطر على الاستقامة من التلاعب واستخدام الكفاح ضد الفساد فقط وليس لاهداف أخرى، وكأن ماذا؟ فساد المليارات للمستوطنين الذين خدعوا مؤسسات الدولة كي يبنوا الفيلل في الضفة لا يعد؟ ونعم، ثمة في شارلو رأفة للظالمين: “ما يمكن أن يعرقل الكفاح ضد الفساد هو عدم الرأفة للناس ذوي المشاكل الأخرى، من عاملي تيفع وسكان جنوب تل أبيب. من يتنكر لمشاكلهم لا يمكنه ان يكافح ضد الفساد”. قال ناكر الرأفة الإنسانية في صالح الرأفة اليهودية. بينيت وريغف ما كانا ليصيغا هذا افضل منه. كلاهما يمثلان حكومة فساد تهدد الروح وانفلات عقال امني ديني يهدد الجسد.
هآرتس / سيطرة الاسد على الحدود تضع – امام اسرائيل معضلة اخلاقية
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 22/12/2017
في الجانب السوري من الحدود في الجزء الشمالي الغربي من هضبة الجولان، عاد الجيش السوري مؤخرا الى التكتيك المتبع لديه. وحدات من الجيش حاصرت قرى سنية صغيرة ووضعت أمامها انذار نهائي: الاستسلام واعلان الولاء للنظام أو حرب ابادة. خطوة بعد اخرى يعود الرئيس بشار الاسد الى السيطرة على مناطق اخرى تم اخذها منه خلال سنوات الحرب الاهلية. الجيش السوري والمليشيات التي تعمل بالتنسيق معه يسيطرون الآن على 70 في المئة من مساحة الدولة ومعظم سكانها يقعون الآن تحت سيطرتهم. في صيف 2015 قبل تدخل روسيا العسكري سيطر الاسد على حوالي ربع مساحة سوريا.
اطلاق سربين من الطائرات الحربية الروسية في خريف نفس السنة حرك عدد من العمليات التي انتهت بما يبدو اليوم كانتصار للنظام. في البداية في كانون الاول 2016 استسلم المتمردون في حلب، تحت الضغط الكبير للقصف الروسي من الجو. وفي هذه السنة في تشرين الثاني انهارت خلافة داعش في شرق سوريا، بعد هجوم عنيف للتحالف برئاسة الولايات المتحدة. استسلام داعش تم استغلاله من النظام وايران والمليشيات الشيعية للسيطرة على مناطق واسعة من المناطق التي اخلاها التنظيم المتطرف في الوقت الذي يطردون فيه تنظيمات للمتمردين من مناطق اخرى.
المرحلة القادمة، كما كتب أول أمس في هآرتس، يمكن أن تحدث في جنوب الدولة قرب الحدود مع اسرائيل. النظام يريد السيطرة مجددا على منطقة الحدود مع لبنان في المداخل الشمالية في جبل الشيخ، وبعد ذلك، حسب التقديرات، تنوي وحدات الجيش السوري بدعم من حزب الله والمليشيات، محاولة طرد المتمردين السنة من وسط وجنوب الهضبة ايضا، والمناطق التي سيطروا عليها قبل نحو خمس سنوات. المواجهة يمكن أن تكون اكثر صعوبة لأن نجاح النظام في مناطق اخرى جعل مئات المتمردين يهربون الى الجولان. فقط في فرع داعش الذي يسيطر على جيب في جنوب الهضبة قرب مثلث الحدود مع اسرائيل والاردن، هناك حوالي ألف مقاتل.
هذه التغيرات تضع اسرائيل أمام معضلة جديدة، لها ايضا جانب اخلاقي. في السنتين الاخيرتين وبواسطة خطة “جيرة طيبة” التي توفر علاج وادوية وغذاء وملابس لسكان القرى القريبة من الحدود، تمكنت اسرائيل من تحسين علاقتها مع هذه القرى (وسائل الاعلام الغربية تتحدث عن أن المساعدة الانسانية تشمل ايضا ارساليات ذخيرة، ان لم يكن سلاح). ان التخوف من الشيطان الصهيوني الفظيع الذي أغرق جهاز التعليم السوري أدمغة مواطنيه بالتحريض ضده على مدى عشرات السنين، استبدل باحترام الجهود الاسرائيلية. ولكن ماذا ستفعل اسرائيل الآن اذا كان النظام يركز جهوده في اساليبه المعروفة على اعادة السيطرة على هذه القرى؟.
على المستوى السياسي وجهاز الامن هناك من ينظرون الى التطورات الجديدة نظرة تحليلية بارزة: عودة نظام الاسد قريبا من الحدود من شأنها أن تضمن فيها استقرار اكبر وتوقظ سيل الجهاديين السنة الذي يتدفق الى المنطقة. وحتى أنه تسمع تقديرات بأن تشابه مصالح الاسد وحلفائه الايرانيين سيتضرر كلما تعزز النظام، والرئيس السوري لن يمكنهم من الاقتراب من الحدود في اعقاب جيشه.
في المقابل، في الجيش الاسرائيلي هناك قلق من أن اسرائيل تنظر وهي مكتوفة الايدي الى مجرم الحرب، الذي يجني ثمار انتصاره. كل اطراف الحرب في سوريا ارتكبت جرائم حرب فظيعة، لكن جرائم معسكر الاسد كانت هي الاصعب والاكثر منهجية منها جميعا. وقد اشار ضابط كبير قبل بضع سنوات الى أنه في اختبار التاريخ ستجد اسرائيل صعوبة في تبرير حقيقة أنها ردت بتسليم مطلق ولم تحرك ساكنا من اجل وقف ذبح الشعب الذي يجري على بعد بضعة كيلومترات قابل للايقاف.
هناك نوع من السخرية في حقيقة أن ليبرمان يضطر الآن الى تفسير سياسة الرد المنضبطة لاسرائيل على التحديات من قطاع غزة. الـ 30 صاروخ التي تم اطلاقها من قطاع غزة، التي اطلقتها التنظيمات السلفية منذ تصريح ترامب حول الاعتراف بالقدس، يبدو أن هذا التوجه كبح في الايام الاخيرة على خلفية خطوات ضبط متشددة اتخذها حكم حماس – هذا الاطلاق وضع حكومة نتنياهو أمام معضلة جديدة. إن معاقبة حماس، كما دعا الى ذلك آفي غباي ويئير لبيد، من شأنها توريط اسرائيل في حرب لا فائدة لها. في المقابل، ضبط النفس النسبي ازاء سقوط الصواريخ المستمر على مستوطنات غلاف غزة سيكون له ثمن سياسي داخلي، ويمكن أن يقنع حماس التي لديها مدى واسع للمناورة للسماح باطلاق آخر.
وزير الدفاع ليبرمان، المؤشر اليميني في الكابنت وبصفته وزير خارجية في زمن “الجرف الصامد”، والرجل الذي هاجم الحكومة بسبب ضعفها وعجزها حتى عودته المفاجئة اليها في ايار الماضي، ومن هدد اسماعيل هنية بالموت خلال ربع ساعة – يرى الآن الصورة بشكل مختلف قليلا. الامور التي يرونها من هناك لا يرونها من هنا. في الوقت الذي يطالب فيه اليسار والوسط بقيادة عملية، فان ليبرمان يفسر بهدوء لماذا الآن يكفي ما يقوم به الجيش الاسرائيلي. حسب تحليله الذي يعتمد على تقديرات الاستخبارات العسكرية، قال إنه يحتاج بضعة ايام الى حين تهدئة النفوس في القطاع. حماس تسعى الى حرف المواجهة مع اسرائيل الى قنوات مريحة لها، ارهاب في الضفة الغربية ومظاهرات قرب الجدار في القطاع، لكنها تخشى من استمرار اطلاق الصواريخ الذي لا تكون لها سيطرة عليه.
في يوم الثلاثاء الماضي زار ليبرمان مستوطنات غلاف غزة، وتم اجراء نقاش هاديء مع رؤساء المجالس في المنطقة، الذين لم يطلبوا من الجيش الاسرائيلي القيام بعملية فورية لاخضاع حماس. جزء كبير من اللقاء خصص للاحتياجات العملية للمستوطنات. الاستمرار في البناء الذي حظي بالزخم على خلفية الهدوء الذي اعقب الجرف الصامد، نصيب للمزارعين واجراءات التعويض عن ضريبة الاملاك. في الكنيست في القدس، على بعد عشرين دقيقة طيران بالمروحية ووجه وزير الدفاع بجو مختلف تماما، على شفا الذعر الامني.
لحسن الحظ، منذئذ وحتى كتابة هذه السطور، بدأ تساقط الصواريخ، والجهاز السياسي عاد للانشغال في تداعيات التحقيقات مع رئيس الحكومة. ولكن اقوال زعيم حماس، يحيى السنوار، عن خطر انهيار المصالحة الفلسطينية يمكن أن تثير اخطار اخرى: تجدد الازمة الداخلية يمكنه التأثير على اسرائيل.
ازمة ترامب ايضا لم تنته بعد. السلطة الفلسطينية ما زالت تحاول بعث الحياة في المظاهرات في القدس والضفة، التي يتوقع أن تتجدد اليوم، رغم تأجيل زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينس الى المنطقة. في وسائل الاعلام الفلسطينية هناك جهود لتصنيف الاحتجاج كانتفاضة العاصمة.
قيادة السلطة يئست تماما من المسيرة السياسية ولا تعلق آمال على مبادرة السلام العتيدة لترامب. النضال من ناحيتها انتقل الى الساحة الدولية. بجهود الانضمام الى منظمات جديدة وتمرير قرارات ادانة لاسرائيل. الرئيس محمود عباس الذي يشير تدهور صحته الى أنه يقترب من نهاية طريقه في السلطة، لا يريد أن يذكر في التاريخ الفلسطيني كمن خضع لاسرائيل في المسألة الاكثر أهمية في المسائل الاساسية، القدس ومستقبل الاماكن المقدسة.
ليس باسم الدين
“الوضع النفسي” هو نشرة للكنس، وهو من المنشورات الاهم التي تتم قراءتها في نهاية الاسبوع في الصهيونية الدينية. في الاسبوع الماضي ظهر فيها مقال استثنائي، الكاتب هو العقيد متان، الطيار الحربي الذي يعتمر القبعة. المقال الذي نشر بمصادقة استثنائية من قائد سلاح الجو، اللواء عميكام نوركن، يتناول الانقسامات التي تثير في الفترة الاخيرة الجمهور المتدين: خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي، ولا سيما خدمة النساء المتدينات في وظائف قتالية، والادعاء أن ترقية ضباط متدينين في الجيش يتم تأخيرها بسبب معتقداتهم.
مقال متان مقلق عندما ينضم الى تسجيلات الحاخام ايلي سدان، رئيس المدرسة قبل الخدمة العسكرية في مستوطنة عيليت، الذي تراجع عن انتقاده الشديد للجيش فيما يتعلق بنفس المجالات (تم بث هذه الامور للمرة الاولى في “كان” من قبل المراسل روعي شارون)، يبدو أن رئيس الاركان غادي آيزنكوت يستطيع أن يسجل لنفسه اسبوع ناجح جدا في شبكة العلاقات الملبدة مع الجمهور المتدين.
العقيد متان الذي سيسرح قريبا من الخدمة الدائمة، بدأ خدمته في سرية هيئة الاركان، في نفس الطاقم مع وزير التعليم نفتالي بينيت، والمقدم عمانوئيل مورنو والذي موته في عملية شجاعة في السرية في لبنان في نهاية الحرب في 2006 حوله الى رمز في الصهيونية الدينية. بعد الخدمة كمقاتل في السرية انتقل متان الى سلاح الجو، وهناك أنهى دورة طيران وتم تأهيله كطيار لطائرة اف 16. “اقواله منقوشة في قلبي”، كتب، “اشعر بالجميل الكبير للوسط الذي ترعرعت وتشكلت فيه، الوسط الذي أنتسب له تماما. ومع ذلك، حقيقة أنني ضابط يعتمر القبعة لم تشغلني. فقد آمنت أن أهمية ذلك هي كأهمية عيني.
“لم أتجند لوحدة “سرية هيئة الاركان” كمبعوث للجمهور، لم أتجند من اجل تنفيذ أجندة، بل تجندت لأنه حان دوري وأردت جدا أن أعطي الدولة. ورأيت بهذا ايضا أمر كبير، للاسف، مؤخرا… فجأة أسمع أن عدد من الجمهور يخاف مني ويعتقد أنني جزء من مسيرة كبيرة، مخططة ومدروسة للسيطرة على الجيش. هم يسمون هذا تديين. ومن الجهة الاخرى أسمع فجأة تساؤلات. “ارساليتي” لا تستجيب لتطلعاتهم، وتأثيري كضابط متدين لا يؤدي الى نتائج كافية”.
“في السنة القادمة سأنهي خدمتي العسكرية وسأتسرح من الجيش. اردت الاستمرار والترقي في سلم الدرجات، لكن قادتي اختاروا مرشح آخر، ضابط متميز تم اختياره لأن متخذي القرارات اعتقدوا أنه مناسب أكثر مني. ولم يخطر ببالي لحظة أنه لن يتم اختياري بسبب القبعة. أنا على يقين أنها لم تهم أي واحد اثناء النقاش حول الاختيار. سأنهي خدمتي العسكرية دون شعور بالاضطهاد.
“الآن، هيا نتحدث عن خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي. اذا أردتم معرفة هل هو مسموح أو ممنوع تجند الفتيات للجيش – فاسألوا حاخام. واذا اردتم أن تعرفوا هل هناك حاجة لفتيات متميزات في الجيش، يمكنني الاجابة على ذلك. هناك حاجة كبيرة للفتيات. أنا لا أتحدث عن مساواة اجتماعية، أنا أتطرق الى حاجة اساسية للقوة البشرية النوعية في عدد كبير من الوظائف. في الاسراب التي قدتها، اضافة الى مقاتلات في طاقم الطيران، خدمت فتيات في وظائف تنفيذية، الادارة، الاستخبارات وايضا في الشعبة التقنية. حسب رأيي الوظائف التي تشغلها المجندات في السرب هامة لأمن الدولة. ليس هناك ما يكفي من الرجال المناسبين في الدولة من اجل القيام بهذه الوظائف.
“سأعترف ولن أخجل من ذلك. حتى قبل ست سنوات عندما سئلت هل يجدر بالفتيات المتدينات التجند للجيش أجبت بأنه لو كان لي بنات كنت سأفضل أن يذهبن للخدمة الوطنية. الآن عندما يتم سؤالي نفس السؤال سأجيب بشكل مختلف. استطيع القول بصورة قاطعة إن النساء اللواتي يصلن كمقاتلات الى سلاح الجو هن مقاتلات ممتازات ليس أقل من زملائهن الشباب. كقائد لم أتردد للحظة عندما وضعت فتيات مقاتلات في طلعات جوية خطيرة خلف خطوط العدو.
“يمكن الافتراض أن النساء لا يمكنهن أن يكن مقاتلات في غولاني أو الناحل، لكن يبدو لي أن هناك وظائف قتالية تستطيع النساء القيام بها بصورة ممتازة. يجدر أن يكن هناك ليس من اجل تنفيذ اجندة نسوية كهذه أو تلك من الاجندات. يجدر أن يكن هناك لأنهن سيساهمن في أمن الدولة. كل فتاة مقاتلة تقوم بمهمة في الامن الجاري توجه مقاتلي المستوى الهجومي للتركيز على التدريبات والاستعداد للمعركة. مع ذلك، واضح لي أن خدمة قتالية مشتركة تضم في داخلها عوامل جسدية كاملة هي اشكالية من ناحية شرعية، يجب أن يتم الانتباه لها وايجاد الحلول المناسبة.
إسرائيل اليوم / اذا لم تكن جنة عدن
إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 22/12/2017

هو لا يشارك في المظاهرات ضد الامريكيين. ويدعي بان الرئيس دونالد ترامب خدعكم انتم الاسرائيليين. فقد كان بوسعه بسهولة أن يقيم سفارة مؤقتة في القدس. ومن المضحك أنه يشرح التأجيل بطول زمن البناء المتوقع. وبدلا من نقل السفارة يعترف بالقدس كعاصمة لكم، دون أن يقول شيئا عن الحدود والسيادة. هو يخدعكم، كما يخدع الافنجيليين الذين أيدوه. لماذا يتعين علي أن أتظاهر؟ كي أثبت بان هذا قرار تاريخي وليس خدعة؟ صدقني، كما يشرح لي، هذا أبو علي واحد كبير.
هو ابن 26، خريج جامعة فلسطينية. حصل على لقب جامعي اول في الاقتصاد. لا يعمل بتخصصه. وفي هذه الاثناء يعيش من اعمال مصادفة، ولا يكف عن البحث عن شيء ما دائم. يسكن عند أهله. في هذه الاثناء، عازب. يمكن للزواج أن ينتظر. ليس فيه كراهية للاسرائيليين، ولكن فيه غضب عليهم. فكيف يحصل انهم يعتقدون انفسهم اخلاقيين بينما هم يحكمون الفلسطينيين منذ 50 سنة ويحرمونهم من حقوقهم؟ وهو يتهم القيادة الفلسطينية بانها لا تفعل ما يكفي كي تضع حدا لهذا الوضع. اليوم، يقول، يجلس في المقاطعة رجل ابن 83. محوطا باناس ابناء 70 تقريبا، ولا يترك كرسيه فقط لانه يخاف بانه في اللحظة التي يترك، سيحاكمونه على “الفوضى”. وعلى حد قوله لا توجد اي صلة بين المقاطعة وبين الحياة الحقيقية في الشارع الفلسطيني.
اذا جرت انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، من شبه اليقين الا يصوت. واذا كان سيصوت فلعله سيصوت لحماس. لا. ابدا لا. يضحك. هذه نكتة. ولكن فتح هي حركة شاخت وغير ديمقراطية. بينما حماس شابة، ديمقراطية جدا وتشعر بان لها غاية. الشباب في فتح لا يشاركون في عملية اتخاذ القرار. جيلان عطلهما الشيوخ حتى الان. وحتى محمد دحلان، جبريل الرجوب أو مروان البرغوثي نسوا متى كانوا شبابا في آخر مرة، ولكن اذا ما رفع احد منهم الرأس، حتى في السجن، فانهم سيعرضونه كخائن. اما في حماس فهذا معاكس. الشباب هم الذين يقودون.
ماذا يشعر المرء حين يشعر بانه معطل؟ الشباب يفرون الى الشبكات الاجتماعية. معظم اليوم هم هناك. الابطال الشباب يوجدون هناك. والاطار الذي يمنح الاحساس بالتأثير هو الـ بي دي اس (التي تدعو الى مقاطعة اسرائيل، سحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها). هو ايضا مشارك فيها. هذا بدأ، كما يروي، من فكرة حنان عشراوي، عندما كانت وزيرة التعليم الفلسطينية ودعت ضد البضائع من المناطق المحتلة. وتحول هذا الى حركة هدفها القتال ضد اسرائيل بشكل غير عنيف.
كان يفضل أن يبقى مع الهدف الاول لعشراوي، وعدم مقاطعة اسرائيل كلها، ولكن هذا ما حصل، وهنا يجد مكانه. في كل مرة يمكن الاشارة الى انتصار صغير. هنا اتحاد مهني اوروبي ما يقرر مقاطعة اسرائيل، هناك تقرر جامعة امريكية الامتناع عن دعوة محاضرين من اسرائيل. اين يمكن تحقيق انجازات كهذه في الكفاح ضد الاحتلال.
التجند للجيش المشترك
هو يعارض اوسلو. كانت هذه في نظره خطوة اسرائيلية ذكية تتمثل بالسماح باقامة المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، برعاية اتفاق اعطى الفلسطينيين بضعة كيلو مترات مربعة من الحكم الذاتي الجزئي، واحساس زائف لتقرير المصير. اهله باتوا كبار جدا في السن. الاب ابن 55، الام ابنة 51. وهما لا يزالا يحلمان بدولة فلسطينية. في نظره هذا سخيف. فمن يحتاج حل الدولتين، اذا كانت دولته ستبدو تقريبا كالسلطة الفلسطينية؟ من يحتاج دولة مستقلة اذا كان الناس يخافون فتح افواههم؟ اذا كان التلفزيون يبدو تقريبا مثلما في الصين؟ اذا كان كل اعضاء البرلمان يتلقون اجرا ولكنهم لم يجتمعوا ابدا؟ ابدا!
لماذا نحتاج دولة مستقلة اذا كان كل تشريع يتم بمرسوم رئاسي؟ اذا كان الفساد كبيرا بهذا القدر؟ اذا كان احد ما يحاول تنظيف الاسطبلات، مثل د. سلام فياض، يدفعونه للاستقالة والسفر الى امريكا؟ حماس دينامية، تغرد، ترد على التغريدات. فتح تحيلك الى موقعها، وكأن هذا كان في القرن التاسع عشر. هذا مضحك.
هو يحسد الديمقراطية الاسرائيلية، التكنولوجيا العليا، الثراء الاسرائيلي. مثلما يراه في نظره. هو يعتقد أن اسرائيل هي امريكا الشرق الاوسط. من جهته، كان يفضل أن يكون مواطنا فيها. دولة واحدة وليس اثنتين، ولكن ان يعطوه كل الحقوق، والا يرووا له ان من حقه فقط ان يصوت في الانتخابات المحلية، كي يقرر اي عشيرة تسيطر على هذه القرية او في المدينة الاخرى.
هو يعرف ان في اسرائيل ايضا يوجد فساد وتوجد غير قليل من المشاكل. ولكن هذه دولة غنية ومتعلمة ومسموح الحديث فيها ضد رئيس الوزراء وكذا ضد الرئيس، ولا يفعلون لاحد اي شيء اذا كان ينتقدهم. وحتى محاكمة اليئور ازاريا أثرت فيه جدا. في البداية لم يصدق أن اليهود سيعاقبون جنديا قتل مخربا، حتى بعد أن صار محيدا. بعد ذلك فهم بان مع ذلك اسرائيل هي شيء ما آخر. ولكنه لم يفهم فقط لماذا كان العقاب على هذا القدر من الصغر اذا كانت الجريمة على هذا القدر من الكبر.
هو جد فخور بما حصل هنا في تموز. في الاقصى. كيف نجحوا في اخضاع حكومة اسرائيل، ويطيروا البوابات الالكترونية بدون اي عنف. كل ما كان هو برهان على التصميم الفلسطيني، وعلى أن اليهود يفهمون ما هو التصميم، وليسوا اغبياء. كان هذا عمل الشباب، وليس الشيوخ. يجب العمل بشكل مشابه في المستقبل ايضا، بدلا من اخذ سكين من البيت ومحاولة قتل احد ما في الحاجز او في الشارع. من هذا لن يخرج شيء. كما أنه خسارة على حياته، وهو لا يؤمن بالترهات عن جنة عدن التي تنتظر الجهاديين.
الاقصى كان مثالا ممتازا لضاربي السكاكين: نشأت مشكلة، فقرر الشباب حلها. تجمعوا معا، في الشارع بضع ليال، تحدثوا فيما بينهم واقاموا علاقات جديدة، وبعد أن حلت المشكلة، انصرفوا جميعا الى بيوتهم. هو يؤمن بان هكذا ايضا يجب العمل في المستقبل.
نعم، هو ايضا يحسد التجند للجيش، لجيش الدفاع الاسرائيلي. هو يحسد ان في اسرائيل كل من يصل الى سن 18 يترك البيت وينضم الى الجيش، ويحصل على رتب. حتى كضباط. حتى النساء. بعد ذلك لا عجب في أنه من الصداقات التي تنشأ في الجيش، اسرائيل تصبح “امة الاستحداث”.
اذا كنا حقا سنتخلى عن الغباء التام هذا المتمثل بالدولتين، واقيمت هنا دولة واحدة، فلن تكون له اي مشكلة في أن يتجند للجيش المشترك. وهو سيفعل هذا طواعية. ولكنه يعتقد انهم لن يجندوه، لانه بات كبير السن، والى أن يحصل هذا، لا بد انه سيكون شيخا.
هآرتس / مهرجان القدس في الامم المتحدة هو هدية لطهران – وعلى اسرائيل أن تقلق
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 22/12/2017
مهرجان القدس الذي جرى أمس في الجمعية العمومية للامم المتحدة أبقى اسرائيل مرة اخرى بدون عاصمة معترف بها. تهديدات ترامب وسفيرته في الامم المتحدة، نيكي هايلي، ليس فقط لم تكن لها فائدة، بل ألقت الادارة الامريكية في حفرة ضيقة يوجد فيها فقط مكان لمقاتلين: اسرائيل والولايات المتحدة. كان ذلك تصويت عالمي على عدم الثقة بالرئيس الامريكي، اسرائيل ستعاني من شظاياه في المرة القادمة عندما تريد تجنيد المجتمع الدولي لأي جهد مشترك ضد ايران أو أي عدو آخر. اذا كان هناك في السابق من قالوا إن اسرائيل ليست ذخرا بل عبئا استراتيجيا على الولايات المتحدة، فان التصويت أمس وضع الدولتان في نفس المستوى. لقد اصبحت كل واحدة منهما عبئا على الاخرى.
ولكن على الاقل هناك شيء واحد هام نجح في أن ينسي قليلا النضال الاهم في الامم المتحدة. الموعد المحدد، 12 كانون الاول، الذي كان يجب على الكونغرس الامريكي أن يقدم فيه مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على ايران، والذي مر وكأنه لم يكن. الآن بقي الانتظار حتى 15 كانون الثاني، الموعد القادم الذي يجب فيه على الرئيس أن يقرر اذا ما كان سيجدد العقوبات على ايران (التي تم رفعها في اطار الاتفاق النووي) وبذلك سيخرق الاتفاق أو أن يجدد الاعفاء المطلوب من اجل مواصلة تطبيقه.
يبدو أنه ليس فقط الجمعية العمومية سخرت من ترامب، بل ايضا الكونغرس الامريكي غير متسرع لأن يمسك حبة البطاطا الساخنة التي القاها عليه الرئيس في شهر تشرين الاول عندما رفض المصادقة على أن ايران تقوم بتنفيذ الاتفاق النووي. لو أن الكونغرس أراد دعم اسرائيل في الموضوع الهام جدا لأمنها فقد كان لديه وقت كاف لسن قانون مناسب في هذه الاشهر. ولكن يبدو أنه ليس فقط سحر ترامب، بل ايضا سحر نتنياهو، تبدد في تلة الكابتول. بدل فرض العقوبات على ايران، حصلت القدس على صفعة اخرى.
العداء الذي تطور بين روسيا والصين ودول الاتحاد الاوروبي وبين الولايات المتحدة بخصوص العقوبات تدفق الى التصويت على مكانة القدس وأحدث زخم سلبي كل اقتراح امريكي جديد فيه بشأن ايران من شأنه أن يواجه بمعارضة دولية. هذا ليس لأنه غير مناسب وغير مجد، بل فقط لأن ترامب هو الذي اقترحه. هنا يكمن ايضا خطر على اسرائيل.
من ناحية ايران (والدول العربية) لم يكن بالامكان أن يكون تصويت يجلب السرور اكثر رغم أنه تصويت اعلاني وغير ملزم. سياسة ايران الخارجية اعتمدت خلال عقود على القطبية في المواقف بين اوروبا وروسيا وبين الولايات المتحدة، الى حين وحد مجلس الامن بينهم عندما اتخذ قرار بشأن سلسلة عقوبات شديدة فرضت على ايران في الاعوام 2006 – 2012. على مدى تلك السنين جرت مفاوضات متواصلة وعقيمة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة النووية. في تلك الفترة تبنت ايران سياسة “اقتصاد المقاومة” لتجاوز الازمة الاقتصادية الصعبة التي سببتها العقوبات، والتي مثلت اتفاق دولي واسع. فقط بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا لايران، أعطى الزعيم الاعلى، علي خامنئي، الضوء الاخضر لاجراء المفاوضات مع الدول الخمسة دائمة العضوية زائد المانيا، من اجل التوصل الى اتفاق ينقذ ايران من الازمة. لقد أجريت مفاوضات سرية قبل ذلك بوساطة سلطان عُمان، ولكن لأن خامنئي اراد أن يحرم الرئيس السابق محمود احمدي نجاد من ثمار الاتفاق السياسية فقد انتظر الى حين الانتخابات.
جبهة داخلية، اقتصادية وعسكرية
رغم تأطير الاتفاق كانتصار للنظام وانجاز تاريخي للثورة الاسلامية، ورغم تأييد خامنئي الكامل للاتفاق والرئيس، فان انتقاد ايران للاتفاق لم يتوقف حتى الآن. “احتيال غربي”، “عدم الثقة بالولايات المتحدة المخادعة”، “ضعف القيادة الايرانية”، “تذكرة دخول الى الثقافة الغربية المعادية”، هذا فقط جزء من الاوصاف التي استقبلت الاتفاق في اوساط المحافظين والراديكاليين. ايضا الاصلاحيون خاب أملها من الاتفاق الذي حتى الآن لم يحدث، حسب رأيهم، أي تغيير حقيقي في اقتصاد الدولة أو في وضع حقوق الانسان.
ولكن في المستوى الاشمل، فان معطيات البنك الدولي تشير الى تحسن كبير في الاقتصاد الايراني. وهذه التحسينات تشمل هبوط التضخم الى أقل من 9 في المئة (مقابل 35 في المئة في 2013)، نمو بنسبة 9 في المئة (حسب معطيات النصف الاول من 2017)، ازدياد الناتج القومي، اجراء اصلاحات اقتصادية وفرت مليارات الدولارات كانت تدفع للدعم، وتجارة دولية رفعت مداخيل الدولة وساعدت على استقرار ميزانها التجاري بفائض يزيد على 30 مليار دولار. هذا الازدهار اعتمد على تعاون اقتصادي مع دول كثيرة مثل كوريا الجنوبية التي وقعت في شهر آب على مذكرة تفاهم للاستثمار بمبلغ 8 مليارات يورو، وشركة القطارات الايطالية الحكومية، وهي شركة استشارية لوزارة المواصلات الايرانية، ويتوقع أن تستثمر 1.2 مليار يورو، والصين التي وقعت على مذكرات تفاهم لانشاء بنية تحتية بمبلغ أكثر من 25 مليار دولار، ايضا التجارة مع الاتحاد الاوروبي تضاعفت في السنة الاخيرة ووصلت الى أكثر من 10 مليارات دولار.
كل ذلك ينشيء سور دفاعي أمام فرض عقوبات جديدة على ايران، على الاقل من جانب دول عدا عن الولايات المتحدة. وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كانت الاولى التي اوضحت لترامب بأنه “لا يمكن لأي دولة لوحدها الغاء الاتفاق النووي”، أي أنه لو ارادت الولايات المتحدة الانسحاب أو افشال الاتفاق من خلال فرض العقوبات، فان اوروبا لن تنضم اليها. لا توجد حاجة لاضافة أن روسيا والصين لا تنويان الخضوع لسياسة ترامب.
الى جانب النمو الاقتصادي الدراماتيكي تنضم انجازات ايران في السياسة الخارجية. إن انتعاش النظام في سوريا ومشاركة ايران في كل العمليات السياسية التي تواكب اقتراحات الحل للحرب، وتأثيرها الاقتصادي والسياسي في العراق، وفشل السعودية في حسم الحرب في اليمن، والتحطم السياسي في لبنان، كل ذلك حول ايران الى دولة عظمى اقليمية، اهميتها تكمن في قدرتها على تحديد خطوات استراتيجية ايضا في الدول التي لا تشارك عسكريا في القتال. هي تنسب لنفسها طرد داعش من العراق بفضل 44 مليشيا مؤيدة لايران تعمل في العراق. هذا في الوقت الذي نقلت فيه الولايات المتحدة الى العراق مساعدة بلغت 5.3 مليار دولار. لهذه المليشيات توجد صحف وقنوات تلفاز خاصة بها، وجزء منها تم ضمه للجيش العراقي، والاعضاء فيها يحصلون على الرواتب من الدولة. مقاتلو المليشيات الافغانية في سوريا يحصلون على راتب يبلغ 700 دولار شهريا. وهناك جنسية ايرانية مضمونة لهم.
توجد لايران علاقة قوية مع تركيا وقطر وحتى مع دولة اتحاد الامارات الشريكة للسعودية في الجهود لكبح نفوذها في المنطقة. مؤخرا استضاف رئيس اركان جيش الباكستان، الذي أعلن أن نية بلاده توسيع التعاون مع ايران. وهي تسعى لانشاء محور اقتصادي ايراني – باكستاني – صيني، يمكن أن تنضم اليه ايضا الهند، التي رئيس حكومتها هو صديق مقرب لنتنياهو. هذه العلاقات مع دول وسط آسيا تشكل الجبهة الداخلية الاقتصادية والعسكرية لايران. في حالة نجاح الرئيس ترامب في فرض عقوبات عليها، وفي الحالة غير الواقعية الآن، التي فيها دول الاتحاد الاوروبي تقتنع بالانضمام، وبذلك الغاء الاتفاق النووي.
توقعات متشائمة
في مقابل هذه النجاحات تجد الحكومة صعوبة في اقناع الجمهور بأنه ينتظره مستقبل اقتصادي افضل في اعقاب الاتفاق. نسبة البطالة، 12 في المئة، التي ترفض التقلص، البطء الذي تقام به مصانع جديدة، والتي تحتاج الى أيدي عاملة كبيرة، غلاء المعيشة وتقليص الدعم، تنفخ على الجمر المتقد الذي يهدد نظام روحاني. رفع اسعار رسوم الخروج من 20 الى 60 دولار اصبح يثير الخلاف والغضب العام، على خلفية حقيقة أن أكثر من 9 ملايين ايراني يسافرون الى الخارج كل سنة. في بحث نشر مؤخرا من قبل معهد “كارنجي” الامريكي تمت الاشارة الى فشل ادارة اجهزة الرفاه والتأمين الوطني واستغلال قوة العمل المؤهلة في ايران.
اكثر من 150 ألف مواطن ايراني يهاجرون كل سنة، معظمهم مثقفون اكاديميون. سياسة تقليص الولادات التي اعلن عنها في نهاية الثمانينيات نجحت في خفض متوسط الولادات في العائلة من خمسة الى ولدين. تغيير السياسات قبل حوالي سبع سنوات، الذي تضمن وقف التوزيع المجاني لوسائل منع الحمل، اغلاق مراكز الارشاد للنساء وخفض سن الزواج للنساء، لم يغير حتى الآن نسبة التكاثر الطبيعي التي انخفضت من 4 في المئة الى 1 في المئة. نتيجة لذلك يتوقع أن يمر السكان في ايران بثورة عمرية بعد نحو عقدين. وواحد من كل خمسة مواطنين سيكون في سن التقاعد. وزارة المالية الايرانية لم تبدأ بعد الاستعداد للتغيير المتوقع. والحكومة هي التي تغطي في هذه الاثناء اكثر من ثلثي دفعات التقاعد. الثلث المتبقي يدفع من قبل شركات التأمين الاجتماعي.
هذه التوقعات المتشائمة تجبر ايران على زيادة مداخيلها بصورة كبيرة، واجبار العمال على تخصيص جزء اكبر للتأمين الاجتماعي. هذه العمليات الديمغرافية يمكن أن تشكل ضمانة لتمسك ايران بالاتفاق، وهكذا اذا انتهى سريان الجزء العملي للاتفاق النووي بعد اقل من عقد، والرقابة على المشروع النووي ستستمر حتى 2030 على الاقل، فمن المشكوك فيه أن ايران سترغب في التخلي عن الاتفاق الذي يمكنها الآن من تخطيط اقتصادي بعيد المدى. العقوبات يمكنها دائما أن تشكل تهديدا، لكن هناك شك اذا كانت هذه ستكون مطلوبة ازاء التطورات الداخلية في ايران.
موقع واللا العبري / حماس لا تريد مواجهة يقودها إليها بعض المتطرفين
موقع واللا العبري – 22/12/2017
ذكر موقع واللا العبري الاخباري ، أن حماس نشرت رجالها وتبذل جهدا غير عادي كجزء من تعليمات القيادة التي لا تريد أن تجر لمواجهة من قبل المتطرفين.
وأضاف المحلل العسكري والسياسي بموقع “واللا” آبي سخاروف “مع ذلك، فإن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار -الذي وضع تأثيره وسمعته على المحك- يشير إلى أنه إذا لم يتم حل الأزمة مع فتح، فإن الخيار العسكري سوف يكون مرة أخرى على جدول الأعمال. لذلك دعا إلى هبة والالتحام مع قوات الجيش على نقاط التماس.
“أما بشأن المصالحة فإنها في طريقها إلى مزبلة التاريخ”. وفق سخاروف.
في ذات الصدد، أشار المحلل العسكري، إلى أن قرار التهدئة الأخيرة ليس قرار قائد محلي في القيادة الدنيا، بل هو توجيه من فوق، من رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، ومن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي يتعاون معه، فهو مهتم بالهدوء لأنه يعتقد أن حماس يجب أن تقترب من المعركة عندما تكون مستعدة لها ولا يقودها إليها بعض المتطرفين الذين سيجلبون الحركة إلى حرب لا تعنيها.
هآرتس / لحظة، ذكروني بما حدث في 1967
هآرتس – بقلم كارولينا لندسمان – 22/12/2017
مشروع اعادة كتابة التاريخ لدولة اسرائيل من قبل اليمين تلقى انعطافة سارة. في عرض في عيد الانوار الذي نظمته وزارة التعليم والذي تم فيه استعراض الاحداث الهامة في السبعين سنة من عمر الدولة، تم ابعاد عدد من الاحداث المركزية، ومنها قتل رئيس الحكومة اسحق رابين. كما هو متوقع، اليسار سارع الى الرد. عضو الكنيست ايلان غلئون أدان بشدة، عضوة الكنيست تمار زندبرغ قدمت استجواب وطلب توضيح، عضوة الكنيست كسانيا سباتلوفا نقلت رسالة شديدة. ولكن لم يتأثر أي واحد منهم من أن الوزارة التي يترأسها رئيس حزب المستوطنين الذين يؤيدون الضم وينكرون الاحتلال والشعب الفلسطيني، ألغت من ملخص العقد الثاني لدولة اسرائيل حرب الايام الستة.
وزير التعليم نفتالي بينيت سارع الى الاعتذار، وتمت اعادة قتل رابين الى التاريخ. “قتل رابين هو مجرد جزء بسيط دراماتيكي في تاريخ الدولة، لم أعرف عن عدم ذكره”، قال، “دائما تحدث اخطاء عندما تدير جهاز كبير مثل جهاز التعليم”. هل هذا خلل، يا بينيت؟ بسبب خلل كهذا فان هناك اشخاص يدفعون 400 شيكل من اجل خمسين دقيقة لمقابلة مرتين في الاسبوع. في الحقيقة لا توجد حدود لاعماق اللاوعي.
هل تريدون معرفة ما حدث في اسرائيل في الاعوام 1958 – 1968؟ هاكم ذلك: في 1959، سيارة “سوسيستا” صعدت على الشارع، في 1961 محاكمة آيخمان. ومنذ تلك السنة وحتى 1964 نفذت عملية “يخين” لتهجير يهود المغرب. وفي 1963 تم العرض الاول لمسرحية “قفاف الاثر الشاحب”. في 1964 تم مد الناقل الرئيسي. في 1965 صالح شباتي مرشح للاوسكار. في 1966 بدأت كوكاكولا ببيع منتجاتها في اسرائيل. في 1966 جائزة نوبل لشموئيل عغنون. في 1968 تم انشاء التلفزيون الاسرائيلي. وفجأة يمر الزمن سريعا ونصل الى 1970، وعلى شوارع اسرائيل تسير 266.233 ألف سيارة. ستقولون هل الامر يتعلق بالاساس باستعراض لثقافة شعبية؟ لكن حرب تحرير، حرب يوم الغفران، عملية “عنتيبة”، عملية سلامة الجليل، قصف المفاعل – هي امور تم ذكرها. هكذا يصعب تحديد ما هو الاكثر جنونا: أن اليمين استبعد حرب الايام الستة أو أن اليسار تلقى هذه الحقيقة كشيء عرضي. الامر المؤكد هو أنه لهذه الحقيقة يوجد مغزى عميق. يبدو أنه بالنسبة لمن أعدوا العرض لصالح وزارة التعليم كان مهما تجاوز احداث تاريخية تثير الجدل. لقد ارادوا نشاطا لكل العائلة، لابقاء الامور الخلافية السياسية بعيدا، لكن كيف حدث أن حرب الايام الستة سجلت في الوعي كحدث يوجد حوله خلاف سياسي، في الوقت الذي فيه اليمين موجود في الحكم وعلى خلفية الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل من قبل ترامب.
يبدو أن التمييز السليم بين “الانتصار الباهر” في الحرب وبين “أم كل الاخطاء”و “الاحتلال”، تقوض. اليمين لا يمكنه الاحتفال بالانتصار لأنه سيكون عليه أن يثني على اليسار بشكل عام وعلى نفس المتوفى الذي تم انكار أمر قتله بصورة محددة. كذلك انكار احتلال المناطق من قبل اليمين والذي يتم التعبير عنه في مقولة “الشعب لا يكون محتلا في ارضه”، غير كافية، وتقتضي في نهاية المطاف التعتيم على الحدث. واليسار ليس مستعدا للاحتفال بفرحة الانتصار لأنه من ناحيته هذا يعتبر مفترق طرق بالنسبة لاسرائيل. بعد ذلك جاء الاحتلال وبدأ انزلاق اسرائيل الى الوضع المحزن اليوم.
عندما ينتهي عهد نتنياهو والمجتمع في اسرائيل يبدأ بتحرير وعيه من اكاذيبه وتحسين صورته الذاتية، لن يكون هناك مناص سوى العودة الى نفس تلك الحرب، والى نفس ذلك الانتصار والى ايجاد الجرعة السياسية التي ستنجح في ازالة لعنة المنتصرين عنه التي تلاحقه منذئذ.
يديعوت/ تقلل من أهمية قرار الأمم المتحدة بشأن القدس
يديعوت – 22/2/2017
قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، هذا الصباح، إن قرار الأمم المتحدة بشأن القدس بالأمس لا يوجد له أهمية عملية.
وبحسب الصحيفة، فإن الأمم المتحدة ليس لها القدرة على إلحاق الضرر حتى بأقل القليل بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن القدس عاصمة لإسرائيل أو حتى بعملية نقل السفارة الأمريكية إليها.
ووفق الصحيفة فإن “الدعوة التي وجهتها دول العالم لم تصغ لها الأذان لا في القدس ولا في واشنطن”.
في ذات السياق، ذكرت يديعوت، أن تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالانتقام، جنبنا إلى جنب مع جهود “إسرائيل” الدبلوماسية وراء الكواليس، خفف قليلا من النتيجة: امتنعت 35 عن التصويت، إضافة لـ21 تغيبوا عن التصويت.
واستدركت الصحيفة بالقول “أن خيبة الأمل الكبيرة جاءت من رئيس الوزراء الهندي مودي، الذي زار “إسرائيل” مؤخرا”.
وتابعت “الولايات المتحدة ستتذكر هذا اليوم”، في حين تساءلت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، بعد القرار الأممي، لماذا إسرائيل تبقى في هذا المنظمة”.
وصدر القرار اليوم في جلسة طارئة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به كل من اليمن وتركيا بعد إخفاق مجلس الأمن الاثنين الماضي، في اتخاذ قرار حول وضع القدس.
وانعقدت الجلسة الطارئة وفق القرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار “الاتحاد من أجل السلام”. وعقدت الجمعية العامة 10 جلسات فقط من هذا النوع طوال تاريخها.
ومشروع القرار أيدته 128 دولة لرفض أي تغيرات على وضع مدينة القدس واحترام القرارات الأممية السابقة بشأن المدينة مقابل اعتراض 9 دول، وامتناع 35 دولة عن التصويت.
والجمعية العامة مُفوّضة بتقديم توصيات إلى الدول بشأن القضايا الدولية الواقعة ضمن اختصاصها والواردة في ميثاق الأمم المتحدة، عبر اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وإنسانية واجتماعية وقانونية من أجل حفظ الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الأهداف العامة للمنظمة الدولية.
وعملية التصويت في الجمعية العامة تتم بواقع صوت لكل دولة، بحيث يجري التصويت بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين في المسائل المهمة مثل تلك المُتعلقة بالسلم والأمن الدولي وقبول أعضاء جدد، وإصدار توصيات لتسوية أي موقف قد يعكر صفو العلاقات الودية بين البلدان.
أما القرارات بشأن المسائل الأخرى فتكون بالأغلبية البسيطة للأعضاء الحاضرين والمصوتين.
وللجمعية أيضًا أن تتخذ إجراء في حالات تهديد السلم، أو انتهاك السلم، أو الأعمال العدائية، في حال لم يتخذ مجلس الأمن إجراءً بسبب التصويت السلبي لأحد الأعضاء الدائمين.
وفي هذه الحالات، للجمعية، وفقاً لأحكام قرارها 377 المعنون “متّحدون من أجل السلام” المؤرخ 3 نوفمبر 1950، أن تنظر في المسألة على الفور وأن توصي أعضاءها باتخاذ تدابير جماعية لحفظ السلم والأمن الدوليين أو استعادتهما.
وينص القرار على أنه “في أية حالة يخفق فيها مجلس الأمن، بسبب عدم توفر الإجماع بين أعضائه الخمسة دائمي العضوية، في التصرف كما هو مطلوب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية العامة أن تبحث المسألة بسرعة وقد تصدر أي توصيات تراها ضرورية من أجل استعادة الأمن والسلم الدوليين”.
هآرتس / أيها اليمين، اخرجوا للتظاهر
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/12/2017
ان استخفاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمؤسسات الدولة وبالجمهور كفيل بان يكلفه غاليا. فعلى حد قوله، حتى لو كانت توصيات شرطة لتقديمه الى المحاكمة قريبا، “فلتكن توصيات، ماذا في ذلك؟ فاكثر من 60 في المئة من توصيات الشرطة تلقى الى القمامة”. ولكن اذا كانت توصيات الشرطة عديمة الاهمية بهذا القدر فلماذا خرج وهو ومبعوثوه عن صوابهم في محاولة لتشريع قانون يمنع نشرها.
يبدو أن هالة الفساد التي تحيط بنتنياهو نجحت في شق السور السياسي الذي ابقى مصوتي اليمين حتى الان خارج الاحتجاج – ذاك الذي بدا في بيتح تكفا قبل سنة وانتقل مؤخرا الى تل أبيب. ورغم أن الكثيرين في اليمين رأوا الفساد وكانوا شركاء في الصدمة، امتنعوا حتى الان عن المجيء للتظاهر، لاشتباههم بان الدافع الاساس لوجودها هو تغيير الحكم. اما الان فتظهر شرارات المقاومة في اليمين ايضا. وفي هذا المعسكر ايضا بدأوا يفهمون بانه يكفي ما هو معروف حتى الان عن قضايا نتنياهو وعن محاولاته المكشوفة لسن قوانين هدامة في صالحه الشخصي كي يقرروا بالقطع بان ليس هكذا يفترض أن يتصرف مبعوث الجمهور، فما بالك رئيس وزراء، حتى لو كان من معسكرهم السياسي. كما أن التحقيق مع من شغل حتى أول أمس منصب رئيس الائتلاف واداره بيد عليا، دافيد بيتان، ساهم باجواء النفور.
لقد كان الحاخام يوفال شارلو من الصهيونية الدينية طبيعيا، حين قرر المشاركة في مظاهرة روتشيلد السبت الماضي. اما هذا الاسبوع فكان هذا رئيس منظومة الاعلام في مكتب نتنياهو سابقا، يوعز هندل، الذي كتب يقول انه “محظور على الحرب ضد الفساد أن تكون من نصيب المعارضة” واعلن بانه يبادر الى مظاهرة في منتهى السبت القريب القادم في ميدان صهيون في القدس. يهودا غليك واورن حزان من الليكود، راحيل عزاريا وروعي فولكمن من “كلنا” وكذا موشيه يعلون، اعلنوا عن انضمامهم الى الاحتجاج.
ان الكفاح ضد الفساد هو قيمة عليا في دولة ديمقراطية ومصلحة مشتركة لليسار ولليمين. واذا واصل الاحتجاج الاتساع، ووصل الى عشرات ومئات الالاف من المتظاهرين، من اليسار ومن اليمين، الى تل أبيب والى القدس، سينجح الجمهور في أن ينقل بواسطته رسالة واضحة لمنتخبيه بشكل عام ولرئيس الوزراء بشكل خاص: احتفال الفساد انتهى، اسرائيل جديرة بزعامة افضل بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى