ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 21– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– الكشف عن ملف نتان ايشل رئيس طاقم مكتب نتنياهو – تحرشات جنسية.
– دافيد بيتان رئيس الائتلاف يستقيل بسبب التحقيق.
– احتمال تعيين القاضي المسلم الاول خالد كبوب للعليا.
– امتنان للشرطة في ذروة العاصفة.
– مقربو نتنياهو يدعون الى عدم المشاركة في المظاهرة ضد الفساد (مظاهرة اليمين في ميدان صهيون).
– اردان: “أنا مع جزء مما قيل، وليس مع الاسلوب” – خطاب نتنياهو ضد التوصيات في مركز الليكود.
– بسبب الانفلونزا – إبنة 15 تكافح على حياتها.
معاريف/الاسبوع:
– “رئيس طاقم مكتب نتنياهو ادار شبكة علاقات منفلتة ومريضة”.
– بسبب ضغط التحقيقات: امسلم يحل محل بيتان رئيسا للائتلاف.
– مآسي في المستشفيات.
– ليبرمان: حتى لو رفعت لائحة اتهام، لا حاجة لنتنياهو بالاستقالة.
– رئيس يوجد مستقبل ضد رئيس الوزراء: “حصل لنتنياهو شيء يعرضنا كلنا للخطر”.
– بعد ادانة ازاريا: صعود في الخطاب العنيف ضد القضاة.
هآرتس:
– بيتان يستقيل من منصب رئيس الائتلاف، ليحل امسلم محله.
– ترامب يهدد بوقف المساعدة عن دول تعارض في الامم المتحدة الاعتراف بالقدس.
– نتنياهو يضاعف ايام تواجده في خارج البلاد، بكلفة مليون شيكل كل يوم.
– اسبوع ونصف الاسبوع للموعد، ولا قانون متفق عليه لرفع مخصصات المعوقين.
– الانتخابات التي ستحسم مستقبل استقلال كتالونيا تعقد اليوم: 20 في المئة مترددون.
– تقرير: 64 في المئة من القاصرين المعتقلين هذه السنة في الضفة تعرضوا للضرب.
اسرائيل اليوم:
– بيتان ينسحب امسلم يدخل.
– امريكا: “لن نساعد من يعارض الاعتراف بالقدس”.
– عاصفة في اعقاب خطاب نتنياهو: “لرئيس الوزراء ايضا محفوظ حق البراءة”.
– الفلسطينيون مدينون بنصف مليار شيكل للاسرائيليين: سيمنع دخول المدينين الى اسرائيل.
– مأساة: امرأة حامل تصاب بتلوث حاد فتموت.
القناة 14 العبرية:
– اليوم تصوت الأمم المتحدة على قرار لإلغاء الإعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة إسرائيل.
– الرئيس الأمريكي ترامب يهدد بعقوبات اقتصادية للدول التي ستصوت لصالح القرار في الأمم المتحدة اليوم .
– إسرائيل تسعي لتجنيد كافة دول الاتحاد الأوروبي، ومنعهم من التصويت لصالح القرار الذي يلغي الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة إسرائيل.
القناة 2 العبرية :
– صحيفة بريطانية: أمريكا تستعد لهجوم عسكري على كوريا الشمالية.
– تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف عن نشاطات أمنية لحزب الله على الحدود.
– إسرائيل مازلت غاضبة من تمويل السلطة الفلسطينية لعائلات الأسرى والشهداء.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 11 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– داني دانون سيلقى اليوم خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
– داني دانون: الفلسطينيون يختارون مرة أخرى الاختباء خلف الخطب وعدم اتخاذ أي خطوة تجاه المفاوضات.
والا العبري :
– الجيش الإسرائيلي أعتقل الليلة 11 فلسطيني من الضفة الغربية، وعثر على قطعة سلاح من نوع M16 في الظاهرية بالخليل.
– يحيى السنوار: حركة حماس لن تعود لحكم قطاع غزة مرة أخرى.
– المتدنيين “الحرديم” هاجموا الليلة عناصر الشرطة الإسرائيلية بالحجارة في القدس.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 21– 12 – 2017
هآرتس / تقرير: 64 في المئة من القاصرين المعتقلين هذه السنة في الضفة تعرضوا للضرب
هآرتس – بقلم عميره هاس – 21/12/2017
نحو الثلثين من بين 70 قاصر فلسطيني، اعتقلوا في 2017 وسجلوا افادات عن اعتقالهم، بلغوا عن أن الجنود مارسوا ضدهم العنف الجسدي في زمن الاعتقال. هذا ما تبين من تقرير مجموعة الرقابة على المحاكم العسكرية التي تتابع اعتقالات القاصرين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وبرأي واضعي التقرير، فان هذه عينة تمثل مئات القاصرين الذين اعتقلوا هذه السنة. ويشير التقرير الى ارتفاع في معدل القاصرين الذين بلغوا عن عنف جسدي في زمن الاعتقال من 60 في المئة في 2013 الى 64 في المئة.
51 في المئة من القاصرين، أبناء 12 حتى 17، شهدوا على أنهم تلقوا الصفعات من الجنود، 19 في المئة بلغوا عن ركلات و 14 في المئة عن ضربات. 9 في المئة ضربوا بادوات، 6 في المئة دفعوا و 1 في المئة اجبر على الجلوس في وضعية مؤلمة. وعلى معدل القاصرين الذين بلغوا عن عنف لفظي من جانب الجنود طرأ انخفاض من 49 في المئة في 2013 الى 41 في المئة هذه السنة. وبلغ 61 في المئة عن أن الجنود وأفراد الشرطة هددوهم، 56 في المئة اجلسوا على أرضية سيارة الجيب في أثناء سفرهم الى التحقيق، 93 في المئة قيدت أيديهم و 79 في المئة عصبت عيونهم. وروى 79 في المئة بانهم طولبوا بالتوقيع على وثائق مكتوبة بالعبرية فقط، وهو اجراء تعتبره منظمات حقوق الانسان غير قانوني.
في 2013 نشرت منظمة “يونيسيف” تقريرا عن اعتقال الاطفال الفلسطينيين من قبل اسرائيل، وبموجبه “تظهر أن المعاملة غير المناسبة تجاه الاطفال الذين يقعون في اتصال مع جهاز الحبس العسكري منتشرة، منهاجية ومؤطرة، من لحظة الاعتقال وحتى رفع الدعوى ضد الطفل، الادانة وتحديد الحكم”.
وهكذا ذكرت اعتقالات ليلية، تقييد وتعصيب عيون، عدم الاطلاع على الحق في الصمت ومنع اللقاء بالمحامين والاهالي قبل التحقيق وفي اثنائه.
وبعد نشر التقرير وعد المندوبون الاسرائيليون الرسميون بالعمل على تحسين الوضع، ونشرت النيابة العسكرية العامة الرئيسة بين قادة الالوية والكتائب منشورا يؤكد أنظمة الاعتقال. وفي 2014 أفاد الجيش الاسرائيلي جمعية حقوق المواطن بانه في منشورة “نظام المهام” يشار الى انه على قائد القوة المرافقة من نقطة الاعتقال حتى منشأة الحبس ان يتأكد من أن المعتقل محتجز في مكان في شروط معقولة، يحصل على الغذاء والماء ويصل الى المراحيض، والتأكد من أنه “لا يمارس عن (جسدي، لفظي) تجاه المعتقلين او أي سلوك غير مناسب آخر”.
في اعقاب تقرير “يونيسيف” أقام محامون ونشطاء اجتماعيون من رام الله منظمة مراقبة المحاكم العسكرية. وكما تظهر كل التقارير التي نشرت منذئذ، فقد طرأ تحسن ما في عدة انظمة فقط: ففي 2017 بلغ 21 في المئة من القاصرين ممن اخذت افادات منهم بانه سمح لهم بالتشاور مع المحامين، مقابل 0 في المئة في 2013. في تلك السنة لم يتلقَ أي من القاصرين استدعاء للشرطة، وفي السنة الاخيرة كان معدلهم 7 في المئة.
في السنوات الخمسة الاخيرة اخذت افادات 540 قاصرا، هم نحو 14 في المئة من كل القاصرين الفلسطينيين الذين اعتقلوا في تلك الفترة. وحسب معطيات مصلحة السجون، صحيح حتى حزيران 2017 كان محبوسا في اسرائيل 318 قاصر يصنفون أمنيين.
وجاء من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي التعقيب التالي: “في السنوات الاخيرة يشارك قاصرون كثيرون، واحيانا باعمار صغيرة جدا، في احداث عنف، تحريض بل وارهاب. وفي مثل هذه الحالات لا مفر من اتخاذ اجراءات، بما في ذلك التحقيق والاعتقال، بالقيود ووفقا للترتيبات المقررة في القانون. في هذه الاجراءات يحرص الجيش الاسرائيلي على العمل في ظل الحفاظ على حقوق القاصرين. وهكذا، مثلما يتبين من التقرير ايضا، في الحالات المناسبة يستدعى القاصرون الى محطات الشرطة ولا يعتقلون في بيوتهم. كل زعم بشأن العنف من جانب جنود الجيش يفحص، وفي الحالات التي تتبين فيها علة في افعال الجنود فانها تعالج بتشدد”.
موقع واللا العبري / إسرائيل وأمريكا في حملة دبلوماسية لمنع إلغاء الاعتراف بالقدس
موقع واللا العبري الاخباري – 21/12/2017
تقف الولايات المتحدة وإسرائيل، جنبًا إلى جنب، في معركة دبلوماسية لإحباط التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تطالب بإلغاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الخميس في نيويورك، لمناقشة قرار رفض الإعلان، حيث سيتم افتتاح الجلسة بخطابات لممثلي تركيا واليمن الذين اقترحوا القرار، باعتبارهم ممثلين عن الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية. بعد ذلك سيخطب الممثل الفلسطيني في الجمعية، وبعده سيظهر سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون.
دانون صرح، صباح اليوم، بأن “الفلسطينيين يواصلون تضليل المجتمع الدولي، والاختباء وراء نقاشات عديمة الجدوى بدلًا من الوقوف حول طاولة المفاوضات. لا نقاش، تصويت أو قرار قد يغير الحقيقة التاريخية ان القدس هي عاصمة الشعب اليهودي وإسرائيل، هذا ما كان وسيكون”.
مسؤول سياسي مطلع على الجهود الدبلوماسية لإحباط التصويت قال، الليلة، لموقع “واللا” أنه “في الوقت الذي لم يطرأ أي تغيير على التقدير بأن التصويت سيحظى بأغلبية الأصوات (الأغلبية التلقائية للفلسطينيين في الجمعية العامة) فإن هناك بعض التغير في موقف جزء من الدول بسبب ضغط الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن ممثلي بعض الدول يُتوقع أن يتغيبوا عن التصويت”، وأضاف أنه “دون ذكر أسماء، هناك من اقتنعوا”. في إسرائيل يتوقعون بأنه بالإضافة للتشيك، هنغاريا أيضًا ستعارض أو ستمتنع عن التصويت، كذلك دول الاتحاد الأوروبي لن تصوت بالإجماع على الاقتراح. مسؤولون مطلعون على تفاصيل القرار قالوا أمس بأن الوفد الأمريكي للأمم المتحدة طلب من إسرائيل العمل أمام دول افريقيا لإحباط القرار، والتي جزء منها لديها علاقات قوية معها أكثر من الولايات المتحدة.
صيغة القرار الذي سيتم رفعه للتصويت يشبه كثيرًا الصيغة التي تم رفعها للنقاش في مجلس الأمن في وقت مسبق من هذا الأسبوع، وفرضت الولايات المتحدة عليه الفيتو. من بين عدة أمور في القرار جاء أن “الأمم المتحدة تأسف بشدة على القرارات الأخيرة التي تم اتخاذها بشأن وضع القدس، وتؤيد أن أي قرار أو خطوة قد تغير طبيعة، وضع أو ديموغرافية المدينة المقدسة (القدس) هي خطوة ليس لها شرعية قانونية، ويجب إلغاؤها بناءً على قرارات سابقة لمجلس الأمن”.
خلافًا لقرارات مجلس الأمن التي لها مكانة قانونية ملزمة، قرار الجمعية العامة له أهمية إعلانية فقط. رغم ذلك، في واشنطن يرون في دعم القانون مساسًا بالسيادة الأمريكية وتدخلًا في الإدارة الحصرية للإدارة الأمريكية بشأن مكان سفارتها في إسرائيل.
ترامب يهدد بتقليص المساعدات للدول التي تدعم القرار
لقد أغضب مشروع القرار الرئيس ترامب، الذي رأى فيه إهانة للولايات المتحدة من طرف الأمم المتحدة، وقد هدد أمس الدول التي ستقف مع القرار بقطع المساعدات عنها. “هناك دول تأخذ منا مئات الملايين، وحتى مليارات الدولارات، وتقف ضدنا؛ ولذلك سنتابع التصويت ونرى، من يصوت ضدنا سنوفر الكثير من ورائه، لا يهمنا، لن يحدث أن يصوتوا ضدنا وندفع لهم مئات الملايين من الدولارات”.
يديعوت / صغير على نتنياهو، كبير على بيتان
يديعوت – بقلم يوفال كارني – 21/12/2017
من كان يصدق. الرجل القوي في الائتلاف، الموالي المتفاني والمتشدد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نجم استديوهات التلفزيون والسبوت الثقافية – رفع أمس العلم الابيض.
قبل بضعة اسابيع فقط كان بيتان لا يزال يتسلى بفكرة رفع مستواه ليتولى منصب وزير في الحكومة (فقد وعده نتنياهو بذلك)، أما أمس فقد أعلن بانه قرر التخلي عن المنصب الذي جعله نجم الكنيست العشرين. وعلل بيتان قراره بالاستقالة قائلا ان “الوضع القائم يجعل من الصعب علي أن اؤدي مهام منصبي ولا اريد أن أمس بعمل وأداء الائتلاف”.
ومع ذلك، غريب أنه لم يطلب من رئيس الوزراء أيضا التصرف بذات الشكل، إذ ان هذا هو بيتان نفسه الذي شرح للجميع في السنة الماضي لماذا يمكن لنتنياهو أن يواصل أداء مهامه حتى تحت التحقيق الشرطي. بيتان ذاته، الذي دافع بحماسة عن المعادلة التي فصلت على مقاييس نتنياهو في أنه تحت التحقيق وتحت التوصيات بلائحة اتهام على حد سواء ليس لنتنياهو مشكلة في أن يدير شؤون الدولة. صغير عليه. إذن لماذا يكون هذا كبيرا على بيان؟
اذا كان نتنياهو يواصل مهام منصبه رغم أنه غارق حتى الرقبة في الاتهامات وفي التحقيقات، فكيف يحصل ان رئيس ائتلافه، لحم من لحمه السياسي، لا يمكنه أن يواصل أداء مهامه. فما هو صحيح لنتنياهو على ما يبدو – ليس صحيحا لبيتان.
لقد اصبح النائب بيتان حبيب النواب من اليمين ومن اليسار، وكذا حبيب معظم الصحافيين الذي يغطون أنباءه. فهو فظ، حاد، مثير للجدل، رجل شقاق ونزاع، ولكن فيه ايضا شيء ما حقيقي. “انا اقول ما افكر به”، كما شهد عن نفسه. ويبدو أن هذه هي الحقيقة البسيطة. بيتان يعرف بانه لا يمكنه أن يواصل تولي منصبه شديد المطالب المتمثل برئاسة الائتلاف مع سحابة سوداء وثقيلة من الشبهات. ولهذا فقد أخلى مكانه وتنحى جانبا.
قيادة الليكود، الوزراء والنواب، بقوا مشوشين. فقبل بضع سنوات فقط طلبوا بحماسة استقالة رئيس وزراء آخر، كان تحت تحقيق متداخل: ايهود اولمرت. وكان نتنياهو أول من تجند للمطالبة باستقالة اولمرت، حتى قبل أن يحلم أحد ما على الاطلاق بالتوصيات. وانضم اليه الكثيرون. “لنرحم مواطني اسرائيل ولنحررهم من وجود أولمرت في مكتب رئيس الوزراء”، قال في حينه جلعاد اردان. “رئيس الوزراء لا يمكنه ان يواصل مهام منصبه. فالحكومة منشغلة حتى الرقبة في تحقيقات الفساد”، ادعى جدعون ساعر.
تصبح السياسة احيانا فن المستحيل. وعليه ففي الواقع السياسي الذي فرضه نتنياهو عليهم، فان الكثير من الوزراء وكبار المسؤولين في الليكود، ممن طالبوا باستقالة اولمرت قبل نحو عقد، يتجندون اليوم ليشرحوا لماذا يمكن لنتنياهو أن يواصل الجلوس على كرسيه.
هآرتس / الاندفاع المسعور لوزير الدفاع له تفسير واحد
هآرتس – بقلم ايمن عودة – 21/12/2017
الاندفاع الذي اصاب وزير الدفاع افيغدور ليبرمان في الاسبوعين الاخيرين له تفسير واحد فقط: الانتخابات. رائحة انتخابات قوية تملأ الساحة السياسية، وهذه الرائحة تخرج الجميع عن اطوارهم ولا سيما ليبرمان، الذي على مدى فترة طويلة حاول أن يطور بدون نجاح صورة البالغ المسؤول والهاديء. هذه المحاولة تلاشت تماما مع بداية الهجمات الهائجة له ضد الجمهور العربي وممثليه.
هل من الضروري أن نرى في هجومه الاخير نوع من الاعتدال؟ أو يجب علينا الاستعداد للاسوأ الذي سيأتي فيما بعد؟ لأن هذا هو نفس ليبرمان الذي دعا في فترة الانتخابات الى قطع رؤوسنا بالبلطات. متأثرا كما يبدو بجو داعش، لكن ايضا بالجو العام لحكومة اليمين المتطرفة لنتنياهو، وللاسف ايضا بالجو العام المؤيد، أو على الاقل الذي يمكن من نشر افكار كهذه.
خطة التهجير والطرد تحولت الى جزء لا يتجزأ من حملة حزب ليبرمان المراوغ الانتخابية. ولكن كل من يستطيع رؤية الواقع يعرف أن طرد سكان وادي عارة ونقل المدن والقرى من هناك الى حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، هي فكرة خيالية، اذا اردنا تسميتها باعتدال. ليس فقط لأننا نحن المواطنون العرب نعارض الفكرة التي تنفيذها يرتبط بسحب متكرر للجنسية من مئات الآلاف، بل لأن الامر يتعلق بخطة غير قابلة للتنفيذ. واسرائيل لن توافق في أي حالة على وضع الحدود قرب الخضيرة، ومن اجل الوصول الى العفولة يجب المرور بمناطق الدولة الفلسطينية. اذا كان الامر هكذا فلماذا يعود ليبرمان دائما الى نفس الخطة؟.
خطة الطرد، التي تشبه مقاله أمس في “هآرتس”، هي جزء من مخطط استراتيجي واسع. ليبرمان يريد اشعال العنف بين اليهود والعرب في اسرائيل. وهو يفعل ذلك من خلال سلب الشرعية والانسانية لمواطني الدولة العرب وعرضنا كمخيفين وحتى قتلة. حسب رأيه، بناء الهوية الاسرائيلية يتم بواسطة الغاء المواطنة للعرب، لذلك فان العربي يعيش في الوقت الضائع في الدولة، ومجرد وجوده فيها ليس حقيقة حتمية، والهدف هو سلب الشرعية السياسية من الجمهور العربي، وأن يشكك بمواطنته. لأنه ما الفرق بيني أنا العربي من سكان حيفا أو احد سكان الناصرة أو رهط وبين سكان وادي عارة.
ليبرمان يحاول أن يقول لنا إن مواطنتنا نفسها مشكوك فيها، ويمكن سلبها منا في أي لحظة دون صلة بما قمنا به. ببساطة لكوننا عرب. اذا كان الوضع هكذا فمن المفهوم أنه ليس لنا حق في التأثير على اتخاذ القرارات في الدولة – لأننا مجرد ضيوف مؤقتين في وطننا.
عند سماع هجمات ليبرمان واقواله التحريضية لا يمكن إلا أن نتذكر الانظمة الظلامية في القرن العشرين. لقد كتب دانييل بلتمان هنا في الاسبوع الماضي كلمات كنت أريد أن تدوي في قلب كل مواطن يهودي: حملة دعائية تحمل الكراهية ورسائل مدمرة من شأنها أن تؤدي الى العنف في اوقات الازمة… ليبرمان يتصرف الآن بنفس الطريقة. فهو يقطر باستمرار بدعاية كراهية ضد العرب ويغذي العداء والشك في اوساط الجمهور اليهودي ضد السكان والعرب. نتيجة عملية كهذه واضحة ومكتوبة على جدار التاريخ بحروف من الدم والعنف”. محظور علينا السماح لليبرمان والمتعاونين معه في الحكومة جرنا الى هناك.
من المهم النظر الى اقوال ليبرمان في سياق اوسع. وزير الدفاع يعبر عن مواقف غير ديمقراطية. فهذه مواقف فاشية كلاسيكية تقضي بأنه لا معنى لنظام ديمقراطي لدولة قانون، يعاقب فيها فقط من يخالف القانون. وحسب موقف ليبرمان فان جمهور كامل يتهم ويعاقب فقط بسبب قوميته.
المقال الشيطاني في “هآرتس” نشره ليبرمان ردا على مقال موشيه آرنس (“هآرتس”، 18/12). وكما هو معروف، هناك فجوة سياسية بيني وبين آرنس، لكن حتى من موقعه السياسي في اليمين المتطرف فهو يخشى من تحريض ليبرمان. آرنس أشار في اقواله الى نضال القائمة المشتركة من اجل المساواة، وحتى أنه ذكر مشاركتنا، نحن اعضاء الكنيست في القائمة، في خطوات حقيقية لتقليص التمييز في ميزانيات السكان العرب في اسرائيل.
الجمهور العربي – الفلسطيني في الدولة نجح في الوصول الى انجازات مثيرة رغم التمييز المؤسسي والعقبات والصعوبات التي لا تتوقف. في هذه السنة، للمرة الاولى، نسبة الطلاب العرب الذين بدأوا السنة الدراسية الاكاديمية هي 18 في المئة من اجمالي الطلاب – أكثر من النصف هم طالبات. شبابنا يناضلون من اجل النجاح ويحتلون الاماكن العليا في الهاي تيك والعلوم والطلب. وفي الفن والثقافة ايضا فان أبناءنا وبناتنا يشقون طريق مميز ومثير، يعبر عن تركيبة هويتنا التي نفخر بها والحياة النشيطة في دولة تقوم باحتلال النصف الثاني من شعبنا.
ليبرمان يمكنه الاستمرار في تهديده، لكن هذا هو وطننا ولا وطن آخر لنا غيره، نحن مثل المنظر الطبيعي لبلادنا الحبيبة، سنبقى هنا الى الأبد وسنستمر في البحث عن يهود يريدون بناء حياة مشتركة معنا قائمة على المساواة والاحترام المتبادل.
معاريف / حسم مصيري
معاريف – بقلم: د. ايلي كرمون – باحث كبير في المعهد الدولي للسياسة ضد الارهاب – ومعهد السياسية والاستراتيجية في مركز “هرتسيليا متعدد المجالات – 21/12/2017
ينبغي النظر الى الاغتيال الاخير لرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في السياق الواسع، في ضوء السحب التي تهدد مكانة الهيمنة لايران في المنطقة. فتصفية صالح تخدم مصلحة مشتركة للحوثيين، الذين يسيطرون على نصف اليمن، وأسيادهم في طهران. فـ “خيانة” صالح بانتقاله الى الجانب السعودي عرض للخطر مشروع النظام الايراني للسيطرة على “أربع عواصم عربية”، صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت.
وبالضبط عندما كان يبدو أن ايران ستسيطر في سوريا وفي لبنان، بمساعدة نشطة من حزب الله والميليشيات الشيعية الاخرى، تحت المظلة الاستراتيجية الروسية، شددت اسرائيل الضغط العسكري المباشر ضد تواجد هذه القوات وتثبتهم في قواعد برية، جوية وبحرية. وبالتوازي تتخذ خطوات أمريكية هادئة في سوريا وفي العراق. ومؤخرا رفع جدا مستوى الشبكات الامريكية في سوريا، وعدد الجنود الامريكيين المرابطين فيها سيصبح 2000 وليس 500، مثلما اعلن البنتاغون في وقت سابق.
وينبغي الاشارة ايضا الى المحادثات التي تجريها ادارة ترامب على توريد تكنولوجيا نووية للسعودية، الخطوة التي ستغير عشرات السنين من السياسة الامريكية، دون ان تتعهد حكومة السعودية بتقييد استخدام التكنولوجيا الامريكية لتحقيق سلاح نووي.
ونشر موقع الانترنت الروسي “Strategic Culture”، جزء من جهاز الدعاية لدى الكرملين، مؤخرا مقالا تحت عنوان “خطوات جديدة للولايات المتحدة: حرب مع ايران كفيلة بات تكون أقرب مما نعتقد”، كنتيجة لحملة منسقة لصد ايران في المنطقة. وبتقديري، فان ايران بالذات هي الكفيلة بان تشرع في الحرب من خلال هجوم لحزب الله ضد اسرائيل.
من ناحية ايران، فان سوريا هي الكرزة التي في القشدة، والتي استثمر فيها جهد عسكري، مالي وبشري هائل في الحفاظ على حكم الاسد. ويسمح الجهد بسيطرة ايرانية مطلقة في لبنان من خلال حزب الله، فتح باب للبحر المتوسط وتهديد مباشر على اراضي اسرائيل في ظل خلق تواصل اقليمي عبر العراق وبناء جبهة شرقية جديدة. وحسب منشورات أجنبية، تنفذ هجمات جوية اسرائيلية متوالية ضد محاولات ايران اقامة قواعد دائمة في سوريا وتوسيع جبهة الصراع لحزب الله من لبنان الى الحدود السورية. اما السياسة الروسية المتمثلة باحتواء الخطوة العنيفة الاسرائيلية، انطلاقا من الموافقة الصامتة او من الرغبة للسماح لها بدفع حل سياسي في سوريا الى الامام، فلن تستقبل باستكانة في طهران.
هذا الاسبوع نشر البيت الابيض استراتيجيته الجديدة للامن القومي، حيث تظهر ايران في مصاف كوريا الشمالية كالتهديد المركزي على الولايات المتحدة، حلفائها والعالم كله. فالنظام الايراني متهم في أنه يستخدم الارهاب في ارجاء العالم ومن خلال حزب الله، يطور صواريخ باليستية ذات قدرات عالية، وله قدرة كامنة على استئناف عمله لتحقيق سلاح نووي. وعليه، فان الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها كي تمنع عن ايران تحقيق سلاح نووي وتعطيل نفوذها الاقليمي الضار.
خطوات عسكرية امريكية ذات مغزى أكبر في سوريا والعراق، ودحر نفوذ ايران في اليمن، في اطار استراتيجية ترامب الجديدة، كفيلة بدفع القيادة في ايران نحو خطوة عسكرية ضد اسرائيل في ظل الاستناد الى مخزون الصواريخ الهائل لدى حزب الله وقواته البرية، التي تطورت في أثناء حربها في سوريا.
صحيح أن الهدف المركزي في جعل حزب الله ذراعا صاروخيا وبريا لايران ضد اسرائيل كان استخدامه اذا ما وعندما تهاجم اسرائيل او الولايات المتحدة البنية التحتية النووية لايران، ولكن اذا ما تعاظم في الاشهر القريبة القادمة الضغط ضد ايران في سوريا، في لبنان، في العراق وفي اليمن بالفعل – فان طهران ستقف امام حسم مصيري.
هآرتس / نجحت في اصابة الدولة بالجنون
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 21/12/2017
في يوم الثلاثاء الماضي أطلق جنود الجيش الاسرائيلي النار على رأس حامد المصري (15 سنة) من سلفيت، الذي لم يكن مسلح بأي شيء، وأصيب باصابة بالغة. في يوم الجمعة أطلق الجنود النار على رأس محمد التميمي من النبي صالح، وهو شاب غير مسلح (15 سنة) وأصيب باصابة بالغة. في نفس اليوم أطلق الجنود النار على رأس ابراهيم أبو ثريا، مبتور الساقين، وقتل. وفي نفس اليوم وقفت عهد التميمي في ساحة منزلها مع صديقتها وصفعت ضابط في الجيش الاسرائيلي قام بغزو بيتها.
اسرائيل استيقظت بغضب من نومها: كيف تجرأت على فعل ذلك. الضحايا الثلاثة لاطلاق النار البربري لم يثيروا اهتمام اسرائيل، ووسائل الاعلام لم تكتب أي تقارير عن ذلك. ولكن الصفعة و”الركلة” للتميمي اثارت الغضب. كيف تجرأت على صفع جندي من الجيش الاسرائيلي. أن تصفع جندي يقوم اصدقاءه بصفع الفلسطينيين في كل يوم تقريبا ويضربونهم ويختطفونهم، وكما هو معروف يطلقون النار عليهم ايضا.
إنها حقا وقحة، هذه التميمي. لقد كسرت القواعد. الصفع مسموح فقط للجنود. هي التي تشكل التحدي الكبير، وليس الجندي الذي قام بغزو بيتها. هي التي قتل ثلاثة من ابناء عائلتها على أيدي الاحتلال، والتي تم اعتقال والديها عدة مرات، وحكم على والدها باربعة اشهر سجن على مشاركته في مظاهرة امام بقالة – تجرأت على مقاومة الجندي. هذه وقاحة فلسطينية. لقد كان يجب على التميمي أن تعشق الجندي الذي قام بغزو بيتها وأن تنثر عليه الأرز، لكن ناكرة الجميل هذه قامت بصفعه. وكل ذلك بسبب “التحريض”. ولولا ذلك لما كانت بالتأكيد ستكره المحتل.
إن شهوة الانتقام المجنونة ضد التميمي (نفتالي بينيت: يجب أن تقضي حياتها في السجن) لها اسباب اخرى. الفتاة من النبي صالح قامت بتحطيم عدة اساطير لاسرائيل. والاخطر من ذلك أنها تجرأت على المس بأسطورة البطولة الاسرائيلية. فجأة يتبين أن الجندي البطل الذي يقوم بحمايتنا صبح مساء بجرأة وشجاعة، يقف أمام فتاة ليس في يديها شيء. وماذا بالنسبة للماسوشية التي حطمتها التميمي بسهولة، وماذا بالنسبة لهرمون الذكورة.
فجأة رأى الاسرائيليون من هو العدو الخطير الذي يواجهه: فتاة إبنة 16 سنة مع شعر مجعد. كل حملات الشيطنة ونفي الانسانية في وسائل الاعلام المجندة تحطمت بمرة واحدة أمام فتاة ترتدي معطف ازرق. اسرائيل فقدت صبرها. هذا ليس ما أخبروها به. هي معتادة أن تسمع عن مخربين وعن ارهاب وقتل. من الصعب تحميل التميمي كل هذا، حتى أنه لم يكن في يدها مقص. أين هي القسوة الفلسطينية؟ أين الخطر؟ أين الشر؟ يمكن أن نصاب بالجنون، فجأة تم سحب كل الاوراق: في لحظة نادرة ظهر العدو انساني جدا. يمكن كما هو معروف الاعتماد على اجهزة الدعاية وغسل الادمغة الناجع جدا في اسرائيل كي تقوم بسرعة بتشويه صورة التميمي. ايضا هي سيتم تصنيفها على أنها مخربة قاسية ولدت لتقتل؛ ليس لها أي دافع مبرر أو أي مبرر لاعمالها.
التميمي بطلة، بطلة فلسطينية. فقد نجحت في اصابة الرأي العام الاسرائيلي بالجنون. ماذا سيقول المراسلون العسكريون؟ وماذا سيقول محرضو اليمين وخبراء الامن؟ لماذا لدينا وحدة 8200، عوكتس، دفدفان وكفير، اذا كان الجيش في نهاية المطاف سيقف أمام سكان مدنيين عاجزين يكرهون الاحتلال، على صورة طفلة تضع الكوفية على كتفيها؟.
يا ليت هناك العديدين مثلها. ربما تنجح فتيات مثلها في ايقاظ الاسرائيليين. ربما انتفاضة الصفعات ستنجح في المكان الذي فشلت فيه كل وسائل المقاومة الاخرى، العنيفة وغير العنيفة.
في هذه الاثناء، اسرائيل ردت بالطريقة الوحيدة التي تعرفها: اختطاف ليلي من البيت، واعتقالها هي ووالدتها، ولكن كل اسرائيل عاقل يعرف في اعماق قلبه أن الامر هنا لا يتعلق بمن هو على حق، بل بمن هو الاقوى ومن هو الضعيف، الجندي المسلح من رأسه حتى أخمص قدميه الذي قام بغزو بيت ليس له أو الفتاة غير المسلحة التي تحاول الدفاع بيديها عن بيتها وعن كرامتها الضائعة.
معاريف / شيء ما جديد يبدأ
معاريف – بقلم ليلاخ سيغان – 21/12/2017
لماذا هي المظاهرة التي ستنعقد في ميدان صهيون في منتهى السبت القريب القادم هامة جدا؟ لانها تمثل شيئا ما جديد يحصل هنا، بين الاطراف الواضحة من تلقاء ذاتها. ففي طرف ما يوجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. نتنياهو اياه الذي كان محقا حين قال عن اولمرت ان لرئيس وزراء غارق حتى الرقبة في تحقيقات يتغير سلم الاولويات، وعليه فليس له تفوض لمواصلة اتخاذ قرارات مصيرية. نتنياهو اياه الذي كان محقا ايضا حين قال انه يجب تقييد ولاية رئيس الوزراء لولايتين، لان ما لا يتم في الولاية الاولى، يتم في الثانية، واكثر من هذا لا حاجة. ان الاقانيم التي كان واثقا بها في الماضي تقلبت 180 درجة، لان نتنياهو عالق عميقا جدا في صراعه الشخصي، بحيث انه لا ينجح في أن يرى ما هو سهل رؤيته من الخارج. وفقط للمفارقة فان من يمنع هو أيضا جزء من الجمهور من أن يرى – يوجد بالذات في الطرف الاخر.
أناس من المركز السياسي، ولا سيما من اليمين، ممن يريدون الاعراب عن احتجاجه على سنتين ونصف السنة من حكم برز اساسا في محاولات اجازة قوانين تسهل على التحقيق الجاري ضد من يقف على رأسه، يرون وجه الداد ينيف ولا يستطيعون المشاركة في هذا. هذا هو جوهر المظاهرة في منتهى السبت – مع سلطة القانون ومؤسساته، مع مكافحة الفساد ومع التوازنات والكوابح في الدولة ولكن ليس بثمن التغيير الفكري.
لقد تجاوز هزء نتنياهو وحكومته بمؤسسات الدولة خطا معينا. ولا سيما أول أمس، حين ادعى نتنياهو بانه في كل الاحوال فان اكثر من 60 في المئة من توصيات الشرطة تلقى الى القمامة. توجد حدود لكمية الاستخفاف التي يمكن ابتلاعها، حتى من شخص يمثل طريقك السياسي. فالشرطة هي بمسؤولية رئيس الوزراء للولاية الثالثة على التوالي. باستثناء أن نتنياهو سار شوطا بعيدا جدا ولم يعد يرى هذه المرة ما كان واضحا له جدا.
ولكن بالضبط مثل نتنياهو، في المظاهرات في بيتح تكفا وفي روتشيلد أيضا يبيعون شعارات من الصعب شراءها، الا اذا كنت مؤيدا جدا للمعسكر. فان لم يكن هذا لا يسارا ولا يمينا، فلماذا ينظم هذا يساريون يرفعون يافطات ضد الاحتلال. هذا أيضا السبب في أن الحاخام شيرلو، الذي أبدى شجاعة حين جاء للحديث امام المتظاهرين، أثار الامتعاض بين رجال اليمين.
من يضع أجندته قبل مصلحة الدولة، يمكنه ربما أن يسحب وراءه مؤيدين عميان، ولكن ليس الباقين. فبالنسبة لمن لا يعاني من العمى، الحقيقة واضحة. هكذا يبدي يبين نتنياهو بانه لا يمكن اتهام اليسار بكل شيء، إذ توجد لهذا حدود.
وهكذا ايضا يتبين أيضا لكارهي نتنياهو الالداء ممن لا ينجحون في اجتذاب الجميع وراءهم. فهم ليسوا على وعي في أن مصلحة الدولة تحركه أقل مما تحركهم الرغبة الشديدة في تغيير الحكم، إذ هم عالقون جدا عميقا في كراهيتهم.
أحيانا تستغرق الحقيقة زمنا، ولكنها تخرج. والمظاهرة في القدس في منتهى السبت القريب القادم هي شق في السد، نتيجة للعمى في الطرفين. من جهة، حكومة كفت عن أن ترى المقطع في الجمهور وتثير أيضا حفيظة قسم من اليمين الذي يفترض أن تمثله. ومن جهة اخرى، فان مصلحيين معارضين يخرجون عن حق ضد السلوك، ولكنهم يحاولون ان يدفعوا في المناسبة ذاتها أجندتهم السياسية. وعليه، فان هذه المظاهرة هامة جدا. ومثل كثيرين في الجمهور، فهي ليست هنا وليست هناك. هي تمثل بداية تيار آخر، يتسلل عبر شقوق السد وفي موعد ما ستفجره.
هآرتس / نتنياهو يحتضن الشخص غير الصحيح
هآرتس – بقلم دان مرغليت – 21/12/2017
الفلسطينيون يستثمرون جهد كبير في الدعاية التي تستهدف عرض الامريكيين كوسيط غير نزيه في صراعهم مع اسرائيل. رفيف دروكر ذهب أبعد من ذلك وكتب هنا في 18/12 أن الامريكيين لم يكونوا في أي يوم وسيط نزيه. كل الرؤساء تظاهروا بأنهم كذلك، لكنهم قاموا بتأييد اسرائيل، ودونالد ترامب مزق القناع واظهر الحقيقة التي تقول إن امريكا ضد العرب.
لا توجد شواهد في تاريخ العلاقة مع الولايات المتحدة. الرئيس آيزنهاور كان متشددا ضد اسرائيل بعد عملية سيناء، جون كنيدي اقترب من القطيعة مع دافيد بن غوريون في سعيه المثير لاحباط بناء المفاعل النووي، موشيه ديان وصف اقوال جيمي كارتر بـ “قطار متوحش”، الذي هو مناهض لاسرائيل حتى الآن، ولكن بمؤهلاته المميزة توصل الى اتفاق السلام بين مصر واسرائيل.
في عهد كلينتون تم توقيع اتفاق سلام مع الاردن واتفاق اوسلو، التي حتى من يؤيدونها لا يصفونها كمرجحة في صالح اسرائيل. براك اوباما وصل الى منصبه وهو متنكر لاحتياجات اسرائيل واختار القاء خطابه حول الشرق الاوسط في القاهرة وليس في القدس. ولكن في نهاية المطاف اهتم بأمن اسرائيل بسخاء رغم تحريض بنيامين نتنياهو الذي تسلل الى بيته الوطني من النافذة الخلفية.
ترامب هو نوع مختلف من الزعماء، اقواله همجية واسلوبه هائج، والعالم لا ينظر اليه بجدية، لذلك يستطيع أن يصدر اصوات، كانت في اوقات اخرى ستنتهي بقطع العلاقات الدبلوماسية، لكن في العام 2017 لا تعتبر أكثر من تغريدات في تويتر.
في هذا السياق أصلح ترامب ظلم تاريخي من خلال اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل، لكن على طريقته ودون تفكير مسبق. ولو أن هنري كيسنجر كان الى جانبه لكان بيقين سيقنعه بالاعتراف بغربي القدس كعاصمة لاسرائيل وأن يضيف ملاحظة نيابة عن المتحدث باسمه، أنه من الواضح أنه في اطار الاتفاق مع الفلسطينيين سيكون حائط المبكى جزء من السيادة الاسرائيلية. الهجوم الغامض على القدس بشكل عام، نوع من القدس العليا والقدس السفلى، من شأنه أن يبدو كانجاز سياسي كبير جدا على مقاسات النزاع.
هناك مشكلتان ظهرتا الآن على صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة. الاولى هي أن ترامب شخص غير متوقع. ربما نتنياهو الذي يعتبر نفسه مؤهل سياسي كبير، يعتقد أنه يستطيع الركوب على ظهر النمر، لكن ليس هناك ثقة بشأن ما يمكن أن تطرحه ادارة حظيت بتأييد كبير من القدس كحل للنزاع. ولكن هذا الامر ما زال بعيدا ولا يظهر في الافق. الثانية هي طبيعة العلاقة بين نتنياهو وترامب. من المريح للحكومة حتى هذه الاثناء (أو بشكل عام) أن ترامب هو الرئيس، لكن هذين الشخصين يتموضعان الآن في الرأي العام العالمي وفي بلادهما مثل توأمان سياميان سياسيان. نتنياهو يضر باسرائيل وامريكا عندما يبارك بشكل علني الرئيس، وسفيرته في الامم المتحدة، حتى لو كانت اقواله ترضي “أنا” ترامب.
من الجيد أن الولايات المتحدة تفرض الفيتو في مجلس الامن على نية المس بتصريح ترامب حول مكانة القدس. ولكن نتنياهو متمسك به ولا يتركه. من الافضل أن يقوم المتحدث بلسان وزارة الخارجية أو وزير في الحكومة بشكر السفيرة نيكي هيلي، حتى لو كانت اقواله سيكون لها صدى أقل في وسائل الاعلام العالمية. كل ذلك بسبب أن التماهي السيامي هذا يعمق الاغتراب نحو اسرائيل من جانب اعضاء الحزب الديمقراطي والليبراليين في الحزب الجمهوري. في يوم ما ستدور الدائرة وعندها ستجد اسرائيل نفسها ملتصقة بالرئيس الامريكي الـ 45 الذي كان من أكثر الزعماء اخجالا في تاريخ بلاده. عناق الدب في وسط المدينة هو ضد اسرائيل. يجب أن نذكر ما الذي حدث لها عندما وجدت نفسها ملتصقة بنظام الابرتهايد الابيض في جنوب افريقيا، هذا ليس نفس الحالة، لكنه نفس الحرج.
معاريف / احيانا ينجح أيضا
معاريف – بقلم شموئيل روزنر – 21/12/2017
ليس لطيفا الوقوع بالخطأ، ومع ذلك يجدر بنا أن نراجع أنفسنا بين الحين والاخر اذا كنا قد اخطأنا. مثلما هو الحال قبل ستة اسابيع، حين كتبت عن الرئيس دونالد ترامب السطور التالية: “في مراجعة دقيقة لنواياه ووعوده يتبين أنه رئيس ليس ناجحا على نحو خاص. لعل خصومه يجدون في هذا مواساة: فهو يريد أن يفعل الكثير من الامور التي لا يحبونها، ولكنه لا ينجح الا في عمل القليل جدا منها”.
خطأ؟ قبل ستة اسابيع كان يمكن الدفاع عن هذا الزعم. اما اليوم فالوضع اصعب. بمعنى، ان هذا لم يكن خطأ في فهم الواقع – كان هذا خطأ في فهم السرعة التي يمكن فيها للواقع عن يتغير. فقد صادقت المحكمة لترامب أن يمنع دخول المهاجرين من عدة دول – مثلما أراد. والكونغرس منح ترامب هدية عيد الميلاد التي طلبها – اصلاح دراماتيكي في منظومة الضرائب. اضيفوا الى هذا بضعة امور كنا نعرفنا من قبل ايضا: الحرب ضد داعش تقترب من نهايتها، يوجد قاض محافظ في العليا، وعدد كبير بما يكفي من القضاة المحافظين في الهيئات الادنى، رجل لحفريات الغاز والنفط. اضيفوا الى هذا وضع البورصة. اذا اراد ترامب الادعاء بانه في سنته الاولى كرئيس سجل انجازات غير قليلة، فسيتعين علينا ان ننصت اليه.
يمكن أن نجادل الى أي حد وصل فيه كل انجاز. هناك من يعتقد بان الاصلاح الضريبي صادم، وان حظر دخول المهاجرين غير اخلاقي، وان بعض القضاة الذين عينهم هم نكتة. كل هذه ادعاءات ضد سياسة ترامب، وليس ضد قدرته على تحقيقها. يمكن الجدال في لغة ترامب الفظة، في تغريداته الزائدة، في تأييده للمرشحسن التافهين، في المشادات المحرجة. كل هذه ادعاءات ضد شخصية واسلوب ترامب، وليس ضد نجاعه. يتبين ان حتى رئيسا يشاهد غير قليل في التلفزيون، يبذر غير قليل من الطاقة على الترهات، يثير اضطرابات زائدة حول مواضيع هامشية – يتبين أنه حتى مثل هذا الرئيس، في ظروف معينة، يمكنه أن يوفر شيئا او اثنين.
ترامب ليس رئيسا رئاسيا. هو ليس رئيسا موحدا. وهو ليس رئيسا باعثا على الاحترام. هو ليس رئيسا مؤثرا. اذا كان الدور الاساس للرئيس هو أن يكون واحدا من هذه الامور، او جميعها، فانه فشل في منصبه. غير أن ترامب على ما يبدو لا يعتقد بان هذه الامور هي اساس منصبه. فهو يعنى بامور اخرى، ولشدة العجب ينجح فيها أكثر بقليل مما يخيل.
في هذا ما يثير الفكر في الشكل الذي يقدر فيه الجمهور زعماءه بشكل عام. فهل هو يقدرهم وفقا لطبيعتهم ومزاجهم أم وفقا لانجازاتهم بشكل عام، أم وفقا لعمل آخر شاذ ومذهل. فهل كان سيقدرهم بشكل مختلف تماما اذا كان حدث ما يجري بشكل آخر قليلا؟ حاولوا ان تتصوروا ولاية جون كيندي بدون أزمة الصواريخ في كوبا. أو ان تتصوروها بينما تنتهي أزمة الصواريخ بمعركة نووية. حاولوا ان تتصوروا ولاية ايف لينكولين بفارق صغير: مدينة أتلنتا تصمد بضعة اسابيع اخرى امام قوات وليم توكوماسا شرمن، وجورج مكللن الديمقراطي ينتصر في انتخابات 1964. حاولوا أن تتخيلوا ولاية جيمي كارتر بدون أزمة الرهائن في ايران. حاولوا ان تتخيلوا ولاية وودرو ولسون بدون الدخول الى الحرب العالمية الاولى.
هذه هي بالضبط المشكلة في التقدير الذي اعطيناه بداية لترامب كرئيس: هل نعطيه علامة فاشل بسبب ما يحصل معظم الوقت – ام نعطية علامة ناجح فما فوق بسبب ما حصل قبيل نهايتها؟ وبالطبع، هذه مشكلة ايضا في تقدير السنوات التالية له كرئيس. من جهة توجد غير قليل من الامور التي بات واضحا انها ستكون سيئة وربما أكثر. كالاستفزازات، السخريات، التوافه، اثارة النزاعات. ومن جهة اخرى، من يدري، ما الذي سيتمكن من فعله؟ اذا ما هزم كوريا الشمالية – فلعله مجد احتمال كل هذا. اذا أنهى النزاع الاسرائيلي – العربي او وضع حدا لمحاولات انهائه بوسائل ليس لها امكانية – فلعله مجد احتمال كل هذا (ولا سيما اذا كنت اسرائيليا). واذا ما نمّ الاقتصاد الامريكي بوتيرة سريعة لعله مجد احتمال كل هذا (ولا سيما اذا كنت امريكيا). أو لا؟
هآرتس / 64 في المئة من القاصرين الفلسطينيين – الذين اعتقلوا هذه السنة تم ضربهم اثناء الاعتقال
هآرتس – بقلم عميره هاس – 21/12/2017
حوالي ثلثي الـ 70 قاصر فلسطيني الذين تم اعتقالهم في هذه السنة وقدموا افادات عن اعتقالهم، قالوا إن جنود الجيش الاسرائيلي استخدموا ضدهم العنف الجسدي اثناء الاعتقال. هذا ما ظهر في تقرير “مليتري كورت ووتش”، وهي مجموعة تتابع اعتقال القاصرين الفلسطينيين في الضفة الغربية. حسب رأي كاتبي التقرير فان الامر يتعلق بعينة تمثيلية لمئات القاصرين الذين تم اعتقالهم هذه السنة. التقرير يشير الى زيادة نسبة القاصرين الذين تحدثوا عن العنف الجسدي اثناء الاعتقال، من 60 في المئة في 2013 الى 64 في المئة الآن.
51 في المئة من القاصرين في اعمار 12 – 17 سنة قالوا إنهم تعرضوا للصفع من قبل الجنود، 19 في المئة تحدثوا عن الركل، 14 في المئة عن القرص، 9 في المئة تم ضربهم بأدوات، 6 في المئة تم دفعهم و1 في المئة تم اجبارهم على الجلوس بطرق غير مريحة. وحدث انخفاض على نسبة القاصرين الذين أبلغوا عن استخدام العنف اللفظي من قبل الجنود، من 49 في المئة في 2013 الى 41 في المئة هذه السنة. و61 في المئة قالوا إن الجنود ورجال الشرطة قاموا بتهديدهم، 56 في المئة تم اجلاسهم على ارضية الجيب العسكري اثناء نقلهم الى التحقيق، 93 في المئة تم تكبيل أيديهم و79 في المئة تمت تغطية أعينهم، 79 في المئة قالوا إنه طلب منهم التوقيع على وثائق مكتوبة بالعبرية، وهو اجراء تعتبره منظمات حقوق الانسان اجراء غير قانوني.
في 2013 نشرت “اليونسيف” تقرير عن اعتقال اطفال فلسطينيين، جاء فيه “يبدو أن المعاملة غير المناسبة مع الاطفال الذين يتعرضون للاعتقال هي أمر شائع وممنهج ومؤسس، منذ لحظة الاعتقال وحتى تقديم لائحة اتهام ضد الطفل وادانته والحكم عليه”. وقد تم ذكر الاعتقال الليلي والتكبيل وتغطية العيون وعدم التعريف بحق الصمت ومنع الوصول الى المحامي والاهل قبل التحقيق واثناءه.
بعد نشر هذا التقرير وعد ممثلون رسميون في اسرائيل بالعمل على تحسين الوضع، ونشرت النيابة العسكرية بين قادة الألوية والكتائب تعميم يبين اجراءات الاعتقال. في 2014 أبلغ الجيش الاسرائيلي جمعية حقوق المواطن بأنه تم التحديد في التعميم أنه على قائد القوة المرافقة من نقطة الاعتقال الى مكان الاعتقال التأكد من أن المعتقل يتم اعتقاله في مكان توجد فيه ظروف اعتقال معقولة ويحصل على الطعام والماء ويسمح له بالذهاب الى الحمام، والتأكد من عدم استخدام العنف (الجسدي واللفظي) ضد المعتقلين، أو أي تضرف آخر غير مناسب.
في اعقاب التقرير المذكور قام محامون ونشطاء اجتماعيون من رام الله بانشاء “مليتري كورت ووتش”. كما تظهر التقارير الذي نشرت منذ ذلك الحين حدث تحسن ما في عدد من الاجراءات. في 2017 ابلغ 21 في المئة من القاصرين أن افاداتهم أخذت بعد السماح لهم بالالتقاء مع المحامي، مقابل صفر في المئة في 2013. في العام 2013 لم يتلق أي من القاصرين استدعاء للشرطة، وفي هذه السنة كانت النسبة 7 في المئة.
في السنوات الخمسة الاخيرة أخذت افادات من 540 قاصر، يشكلون نحو 14 في المئة من اجمالي القاصرين الفلسطينيين الذين اعتقلوا في نفس الفترة. حسب معطيات مصلحة السجون، حتى حزيران 2017 كان معتقل في اسرائيل 318 قاصر يعتبرون امنيين.
المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال ردا على ذلك “الجيش الاسرائيلي والاجهزة الامنية الاخرى تعمل طوال الوقت على الحفاظ على الامن والنظام في يهودا والسامرة من خلال مواجهة اوضاع معقدة في محيط مدني. للاسف، في السنوات الاخيرة يشارك قاصرون كثيرون واحيانا في اعمار صغيرة جدا، في احداث العنف والتحريض وحتى الارهاب. في هذه الحالة لا مناص من القيام بخطوات، تشمل التحقيق والاعتقال، وتقييدات طبقا للنظم المقررة في القانون. خلال هذه الاجراءات يحرص الجيش الاسرائيلي على العمل من خلال الحفاظ على حقوق القاصرين. هكذا وكما يتبين من التقرير ايضا، الذي يتناوله هذا المقال، فقد بدأ منذ العام 2014 وفي الحالات المناسبة، استدعاء القاصرين الى مقرات الشرطة ولا يتم اعتقالهم من منازلهم. كل ادعاء بشأن عنف الجنود يتم فحصه. وفي الحالات التي وجد فيها خلل في سلوك الجنود، تم التعامل معها بصرامة.
يديعوت احرونوت / نتنياهو: القدس عاصمة إسرائيل حتى لو لم تعترف الأمم المتحدة بذلك
يديعوت احرونوت – 21/12/2017
هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، الأمم المتحدة قبيل التصويت الذي سيُعقد مساء اليوم في الجمعية العامة لإلغاء الاعتراف الأمريكي بالقدس.
ووصف نتنياهو الأمم المتحدة بـ “بيت الأكاذيب”، مضيفًا “اليوم مهم جدًا، القدس هي عاصمة إسرائيل سواء اعترفت الأمم المتحدة أم لا”.
وأشار إلى أن “الأمر استغرق 70 عامًا لتعترف أمريكا بذلك رسميًا، وسيستغرق الكثير حتى تعترف الأمم المتحدة بذلك أيضًا. علاقات اسرائيل مع دول كثيرة في العالم تتغير، ومصيرها تصل لجدران الأمم المتحدة”.
واستكمل نتنياهو هجومه بالقول “إسرائيل ترفض هذا التصويت. القدس عاصمتنا وسنستمر بالبناء فيها، سفارات الدول – وعلى رأسها أمريكا – ستنتقل للقدس. سجلوا ما قلته لأن ذلك سيحدث”.
يديعوت / الشريط والعاصفة – ضبط النفس ليس أهون الشرور
يديعوت – بقلم أرئيلا رينغل هوفمان – 21/12/2017
شيء في النصوص المؤيدة، الشارحة، الموضحة والمتباهية بمدى ضبط النفس الذي أظهره الضابط والجندي من الجيش الاسرائيلي في النبي صالح في الوقت الذي ركلتهما وصفعتهما فتاة واحدة وصورتها أخرى لا يمكنه أن يغطي او يخفي احساس الحرج ان لم نقل الانزعاج من الشريط الذي أصدرته الفتاتان.
شريط سيء. سيء بالمعنى الابسط للكلمة. سيء لانه لا يوجد مثل هذا المشهد القصير كي يعكس انعدام الوسيلة التي يوجد فيها الجيش الذي ارسل للحفاظ والدفاع عن اللا حل واللا تسوية في المناطق منذ 50 سنة. يقف الجنديان، مسلحان ومحصنان حتى الرقبة، سهلي الحركة كفيل يصعد جبال الالب في الطريق الى ايطاليا، ويتساءلان ما يمكنهما أن يفعلا في ضوء عدسة الكاميرا، التي صحيح حتى اليوم هي السلاح المطلق في الحرب على الوعي.
لقد قيل انه “في اليوم الاخير، قال قائد السرية لاحد ما في محيطه انه في الوقت الذي نشبت فيه اعمال اخلال بالنظام في المكان، وضمت نحو مئتي متظاهر، وقف في مدخل المبنى كي يمنع رشق الحجارة نحو جنوده”. وزعم لاحقا ان قائد السرية “اعرب عن قلقه من أن الجنود او الشبان الذين سيتجندون لاحقا سيفكرون بان ليس للقادة ادوات للتصدي لحدث من هذا النوع”.
والسؤال الاول الواجب هنا هو هل حقا؟ أحقا هذا ما يقلق راحة قائد السرية – ما سيفكر به المتجندون الشبان؟ ولماذا يقلق هذا راحة قائد سرية يتصدى لاعمال شغب متواصلة، من شبه اليقين ان لديه، بصيغة مقتفي الاثر، عجينة على الرأس، وكل هذا في الوقت الذي يوجد للجيش الاسرائيلي فيه منظومة كاملة هذه هي بالضبط مهمتها – ايجاد جواب صحيح على سؤال ما سيفكر به المتجندون الشبان. منظومة كاملة يقف على رأسها رئيس الاركان، جادي آيزنكوت. ما يؤدي الى السؤال الثاني والهام حقا: وأين يقف هو؟
من المناسب للاعلام ان يقتبس مصدرا عسكريا يساند الضابط والجندي ويقول انه “اجري تحقيق في الجيش وتبين فيه ان قائد السرية عمل بشكل صحيح”، ويقول مضيفا “حين ترون كم كبيرا وكم قويا هو ستفهمون كم من ضبط النفس أبداه. فقد فكر على نحو صحيح”. باستثناء ان هذا مناسبا اقل حين يتبين بالتوازي ايضا رسالة مختلفة تقولها مصادر اخرى في الجيش – الجيس الاسرائيلي هو متعدد المصادر كما هو معروف – تتساءل لماذا كان ينبغي له أن ينتظر الى أن ينشر الشريط على الشبكة ولماذا كان عليه أن ينتظر حتى يخيم الظلام كي يعتقل الفتاتين، ما كان ينبغي للضابط أن يفعله، بموجبهم، في الميدان، في الزمن الحقيقي.
هذا ليس توقعا مردودا. ففي شباط 2016، في كلمة امام تلاميذ من الثانوية، وجد رئيس الاركان من الصواب أن يوضح، وعن حق، موقف الجيش في ذروة ما بدا كانتفاضة ثالثة. فقد قال انه “يوجد الا الجنود بين سكان من مليوني فلسطيني، ومئات الاف المواطنين الاسرائيليين، ونحن نربيهم على العمل وفقا لروح الجيش الاسرائيلي. ما كنت أريد لجندي ان يفرغ خزان الرصاص على فتاة تحمل مقصا”.
بعد بضعة اسابيع من ذلك، كرر واوضح هذا فور حين نشرت تفاصيل الحدث الذي اطلق فيه الجندي اليئور ازاريا النار على مخرب جريح في الخليل. فقد قال: “هذا ليس الجيش الاسرائيلي، هذه ليست ثقافة الجيش الاسرائيلي وهذه ليست قيم الجيش”.
بكلمات اخرى: يوجد فرق كبير بين مصدر مجهول، يمتدح خيار قائد السرية في أن يمتص والا يرد، وقول رئيس الاركان بان القرار الذي اتخذه الضابط هو هو القرار الذي يتوقع الجيش الاسرائيلي أن يتخذه كل مقاتل، وبالتأكيد كل ضابط، يخدم في المناطق ويواجه استفزازات من هذا النوع.
قول فيه ايضا جواب على رسائل متضاربة، وكذا جواب على عدم الارتياح، الحرج الناشيء عن الشريط، وبقدر غير قليل من ذلك ايضا جواب للمتجندين الشبان، لهم ولابناء عائلاتهم، ممن يريدون أن يسمعوا بان ضبط النفس ليس أهون الشرور. ليس خيارا وحيدا ممكنا في ضوء صندوق الادوات الذي يفرغ ومعه يخرج الجنود الى الميدان، بل الجواب الافضل في الظروف القائمة. على الاقل الى أن يأتي الجواب الذي هو، وما العمل، ليس في ايدي الجيش.
يديعوت احرونوت / نتنياهو: القدس عاصمة إسرائيل حتى لو لم تعترف الأمم المتحدة بذلك
يديعوت احرونوت – 21/12/2017
هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، الأمم المتحدة قبيل التصويت الذي سيُعقد مساء اليوم في الجمعية العامة لإلغاء الاعتراف الأمريكي بالقدس.
ووصف نتنياهو الأمم المتحدة بـ “بيت الأكاذيب”، مضيفًا “اليوم مهم جدًا، القدس هي عاصمة إسرائيل سواء اعترفت الأمم المتحدة أم لا”.
وأشار إلى أن “الأمر استغرق 70 عامًا لتعترف أمريكا بذلك رسميًا، وسيستغرق الكثير حتى تعترف الأمم المتحدة بذلك أيضًا. علاقات اسرائيل مع دول كثيرة في العالم تتغير، ومصيرها تصل لجدران الأمم المتحدة”.
واستكمل نتنياهو هجومه بالقول “إسرائيل ترفض هذا التصويت. القدس عاصمتنا وسنستمر بالبناء فيها، سفارات الدول – وعلى رأسها أمريكا – ستنتقل للقدس. سجلوا ما قلته لأن ذلك سيحدث”.
اسرائيل اليوم / موكب اوهام المحللين : الولايات المتحدة تحتل مركز المنصة
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 21/12/2017
في يوم الاثنين الماضي حدث حدثان في واشنطن ونيويورك في نفس الوقت، جسدا بصورة واضحة الفجوة الكبيرة بين الواقع الجديد الآخذ في التبلور في عهد ترامب وبين عالم الاوهام والجمود الفكري الذي ما زال يوجه مجلس الامن فيما يتعلق بمكانة القدس.
في العاصمة الامريكية عرض الرئيس الـ 45 عقيدته الامنية الجديدة، التي يوجد في مركزها التخلي أحادي الجانب، ولو جزئيا، عن قناع من التحالفات والمواثيق والاتفاقات متعددة الاطراف، التي تتحمل الولايات المتحدة عبء ميزانياتها منذ سنوات كثيرة، والتي لا تناسب بالضرورة المصالح الوطنية الامريكية، كما تم تحديدها في الخطاب. في نفس الوقت، في مقر الامم المتحدة في نيويورك فرضت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع القرار المصري في مجلس الامن، الذي دعا الى الغاء “قرار اعتراف” البيت الابيض بالقدس كعاصمة لاسرائيل. مشروع القرار المصري حظي بتأييد 14 من الاعضاء في مجلس الامن.
في تناول الحدثين اختار مراقبون كثيرون في البلاد وفي الولايات المتحدة التركيز على التصويت في مجلس الامن، ورأوا فيه دليل واضح على عزل الولايات المتحدة التي بقيت مكشوفة في برجها أمام المحيط الدولي. ليس هناك عدم معقولية أكثر من هذا، حيث أنه لو فحص هؤلاء المحللون الحدث المؤسسي الذي جرى في نفس الوقت قرب البيت الابيض لكان تبين لهم أن هذا كان أوليفر الامريكي، هو وليس غيره، الذي سار على طريق “امريكا اولا”، الذي يعني وضع سلم اولويات جديد للعمل في الساحة السياسية والاستراتيجية. بكلمات اخرى، نمط الحد الادنى من العمل، الذي يشمل علامات انفصالية، تم بلورته في هذه الايام في واشنطن وليس في نيويورك. في المقابل، كل اعضاء مجلس الامن تقريبا – رغم تصويتهم ضد تصريح ترامب – يصرخون حقا من اجل توسيع العلاقات الامنية والسياسية والتجارية مع الأسقف الامريكي. هل يمكن الادعاء بجدية أن دول مثل فرنسا وايطاليا وكازاخستان واوكرانيا واليابان والاورغواي ومصر، المحسوبة على المجلس، معنية بعزل الولايات المتحدة وتحديها أو اقامة كتلة حاسمة ضدها على شكل “باندونغ” (دول عدم الانحياز) سيئة الذكر من العام 1955؟.
عمليا، بعد أن شهدت على مدى ثماني سنوات العجز الكامل للدولة العظمى (امريكا) فان المجتمع الدولي (باستثناء الدول العظمى المنافسة) يأمل الظهور الجديد للعم سام في مركز المنصة الدولية كلاعب اساسي، مستعد للمساعدة بقوته وموارده من اجل رخائها وأمنها وازدهارها. صحيح أنه ليست هناك ضمانة بأن هذا الأمل سيتحقق في عهد ترامب. ومع ذلك، الرغبة في أن يتمتعوا بثمار التعاون مع الراعي الامريكي، وليس الابتعاد والانفصال عنه، تواصل النبض في قلوب اللاعبين السياسيين.
على هذه الخلفية فان التصويت حول موضوع القدس من قبل دول تعتمد على مائدة العم سام، والتي تحتاج الى رضاه ودعمه، لا يشير الى الفشل بالنسبة للولايات المتحدة أو اسرائيل. الحديث يدور عن طقس ثابت أو اعادة نغمة، كان يجب أن تختفي منذ فترة في غياهب النسيان، حيث أنه في اعقاب التنازلات الكبيرة في موضوع القدس (وليس فقط فيها) التي عرضت على السلطة الفلسطينية من قبل رئيس الحكومة اهود باراك في العام 2000، ومن قبل اهود اولمرت في العام 2008، والتي تم رفضها من قبلها تماما، تبين اخيرا أن الدهر أكل وشرب على مفهوم “فقط المفاوضات المباشرة بين الطرفين يمكن أن تسوي المكانة الدائمة للمدينة”.
خلافا للسيناريوهات المخيفة المطروحة الآن، من الواضح أن المكانة الدولية لاسرائيل لا يتوقع أن يتم المس بها اطلاقا في اعقاب النقاش الاخير في المجلس. معظم الدول التي صوتت على الغاء القرار ستواصل استجداء الولايات المتحدة والسعي الى تطوير العلاقات الامنية والاقتصادية معها. صور الدعم القوية من جانب الادارة لشريكتها الاسرائيلية على شكل الفيتو الذي فرضته من شأنه أن يعزز لا أن يضعف مكانة اسرائيل في العالم أحادي القطب الذي نعيش فيه.
هآرتس / الوزير لامن نتنياهو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 21/12/2017
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في خطابه أول أمس في اجتماع الليكود في كفار همكابيا منح فرصة اخرى للجمهور الاسرائيلي للوقوف عند طبيعتع. والمفاجأة هي انه لا مفاجأة. نتنياهو مثل نتنياهو. لا قيمة، مؤسسة او شخص ليس مستعدا لان يضحي به كي ينقذ جلدته، ولا طريقة ليست شرعية بنظره لتحقيق مبتغاه.
بلا تردد – وللجحيم بالدولة، الرئيس، الحكومة، الليكود – حرض نتنياهو الجمهور ضد الشرطة: “ها هي حقيقة، مشكوك أن تكونوا أنتم او الجمهور يعرفها”، قال وكأن به يفشل سريا، “الغالبية الساحقة من توصيات الشرطة تنتهي بلا شيء. أكثر من 60 في المئة من توصيات الشرطة تلقى الى القمامة. أكثر من 60 في المئة لا تصل الى لائحة اتهام. وهذه توصيات عن الاف المواطنين العاديين وعدد لا يحصى من الشخصيات العامة، الوزراء، النواب”.
ان الروح الهدامة لنتنياهو تسود كل شيء، حتى على وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، الذي يقف جانبا ويجبن. وبدلا من أن يخرج صراحة ضد نتنياهو ليدافع عن الشرطة التي توجد تحت مسؤوليته يعتقد أردان بانه “في بعض ما قاله رئيس الوزراء يوجد حق”، وان كان “لا يوافق على الاسلوب او على التفسير الذي يمكن ان يعطى للامور”.
بعد سنوات من تحريض الجمهور ضد اسحق رابين، ضد مهندسي اوسلو، ضد اليسار، ضد عرب اسرائيل، ضد الاعلام، ضد منظمات حقوق الانسان، ضد المحاكم، ضد الجيش الاسرائيلي، ضد الشرطة وضد من لا – يبدو ان الجمهور اعتاد على هذا الخطاب، ومعظمه ان لم يكن كله يبقى غير مبال حتى في الوقت الذي يروي له نتنياهو عمليا بان الدولة توجد في حالة انقلاب مضاد.
ولكن هل يصدق أردان الفرية التي تنسج من أقوال التحريض التي لا تتوقف على لسان نتنياهو – بان الشرطة، مع الاعلام، والصندوق الجديد لاسرائيل، واليسار، والداد ينيف، وميني نفتالي شركاء في الانقلاب ضده؟ وان المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، هو بين المتآمرين ضده؟ واذا كان اردان يفكر هكذا، فلماذا لا يوقف الانقلاب، وتستبدل قيادة الشرطة ويطاح بالمفتش العام؟ واذا لم يكن كذلك، فكيف يحتمل الا يخرج اردان لحماية الشرطة ومن يقف على رأسها؟
بخلاف الديماغوجيا السامة والتحريض الخطير من جانب نتنياهو، فان من يوجد تحت التحقيق هو رئيس الحكومة، وليس حكومته. نتنياهو يستخدم النواب، الوزراء، الشخصيات العامة والمواطنين كدروع بشرية، ولكن من الافضل لهؤلاء ان يحذروا من أن يجرهم معه الى الاسفل.
من واجب وزراء الحكومة واصدقاء نتنياهو في الكنيست والحزب أن يقفوا بالمرصاد وان يدافعوا عن المؤسسات، الاجهزة وسلطة القانون المودعة في ايديهم ضد هذه العربدات. عليهم أن يمنعوه من أن يدفع الى الانهيار كل أجهزة الحكم في اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى