ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– نتنياهو: “وماذا اذا كانت توصيات؟ معظم التوصيات تلقى الى سلة المهملات”.
– نتنياهو ذكر ريفلين، والجمهور هتف تحقيرا.
– قانون التفافي لمحكمة العدل العليا.
– في “تيفع” – لا يوجد أمل.
– معتقلة: الجيش الاسرائيلي يعتقل الفتاة التي ضربت المقاتلين أمام عدسات الكاميرا.
– المبكى المأطوم.
– رؤيا العظام المتجددة – عملية جراحية ثورية: تربية العظام من تلقاء ذاتها.
معاريف/الاسبوع:
– نتنياهو في هجوم جبهوي على الشرطة: “ستكون توصيات ضدي، فماذا في ذلك؟ معظم التوصيات الى القمامة”.
– ادارة “تيفع”: ليس للمصانع في القدس حق وجود.
– شكيد وبينيت ضد محكمة العدل العليا: رفض القوانين – فقط بأغلبية تسعة قضاة.
– المعسكر الصهيوني يبادر الى قانون يوقف ولاية عضو الحكومة المقدم ضده لائحة اتهام.
– ليبرمان: مستعدون لدفع الثمن على اعلان ترامب.
– عبد الله: اعلان ترامب يتعارض مع القانون الدولي.
– في ظلمة الليل: اعتقال الفلسطينية التي ضربت الجنود في منزلها.
هآرتس:
– الاسد يستعد لتوسيع سيطرته قرب الحدود مع اسرائيل.
– نتنياهو: ستكون اذا توصيات، ماذا في ذلك؟ معظمها يلقى الى القمامة.
– مدير عام “تيفع” يقول لنتنياهو: “خطة الاقالات غير مفتوحة للبحث”.
– وزارة الصحة تخضع لشركات الغذاء وتزيل الاشارة الغذائية عن التصبيرات الصغيرة.
– شكيد وبينيت يعرضان مشروع قانون يقلص صلاحيات العليا في شطب القوانين.
– قبل الحادثة في النبي صالح: أطلقت النار على أحد السكان إبن 15 في رأسه.
اسرائيل اليوم:
– رئيس الوزراء: وماذا اذا كانت توصيات؟.
– قانون اضعاف المحكمة العليا يثير العاصفة و”كلنا” يقول: “هذا لن يمر”.
– عاملو “تيفع” يشددون الصراع: “سنتظاهر أمام منازل اعضاء مجلس الادارة”.
– المعركة تنتقل الى الجمعية العمومية: “التصويت يشجع على العنف”.
– ليبرمان: “حماس فهمت الرسالة – وتعمل على وقف اطلاق الصواريخ”.
القناة 14 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل فتاة الفلسطينية آخري من قرية النبي صالح، وهي بنت عم الفتاة عهد التي ضربت الجنود في النبي صالح.
– مصدر كبير في الشرطة: نتنياهو يشن هجوما على الشرطة الإسرائيلية.
– أبو مازن يجتمع اليوم مع ملك السعودية سلمان، وابنه ولي العهد محمد.
القناة 2 العبرية :
– الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد جلسة طوارئ يوم الخميس لمناقشة قرار إلغاء الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، بناءا على طلب الدول العربية.
– سفيرة أمريكا في الامم المتحدة تهدد كل من يصوت في جلسة الطوارئ في الأمم المتحدة.
– انفجار كبير في مدخل بناية سكنية بمدينة “ريشون ليسيون” الليلة دون وقوع اصابات، والشرطة تحقق لمعرفة خلفية الحادث .
والا العبري :
– الجيش الإسرائيلي أعتقل الليلة 17 فلسطيني من الضفة الغربية، بينهم فتاة اخرى من قرية النبي صالح.
– الجيش الإسرائيلي قام بتأمين 500 مستوطن اقتحموا الليلة قبر يوسف بنابلس، لإداء طقوس تلمودية هناك.
– نيكي هيلي: سنسجل أسماء كل من يصوت لصالح قرار الغاء الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 17 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– اليوم يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة لمناقشة قضية الجنود المختطفين بغزة.
– ليبرمان: الرئيس ترامب اثبت مجددا انه مخلص لشعب ودوله إسرائيل.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 12 – 2017
اسرائيل اليوم / المعركة تنتقل الى الجمعية العمومية: “التصويت يشجع على العنف”
اسرائيل اليوم – بقلم ايرز لين وآخرين – 20/12/2017
بعد يوم من استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو على مشروع القرار المصري في مجلس الامن والذي يمنع تغيير مكانة القدس، أعلن الرئيس التركي رجب اردوغان بانه سيعمل على قرار مشابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة حيث ليس للامريكيين حق الفيتو.
وعلى حد قول اردوغان، فان صيغة القرار الذي يعمل عليه سيلقى تأييد ما لا يقل عن الثلثين من الـ 193 دولة عضو. وبزعم المندوب الفلسطيني الى الامم المتحدة، رياض منصور، فان طلب البحث الطاريء في الجمعية صدر ومن المتوقع للبحث أن يتم اليوم او غدا. وستكون صيغة مشروع القرار أغلب الظن مشابهة لتلك التي تقدمت بها مصر الى مجلس الامن وستدعو عمليا الى الغاء القرار الامريكي الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، ولكن لن يذكره بالضرورة.
وفي اسرائيل عقبوا على الفور على النية التركية، فوجهت وزارة الخارجية عموم ممثليها في العالم للعمل مع وزارات الخارجية في عموم الدول لحملها على المعارضة في التصويت. وحسب الرسالة الاسرائيلية، فان تأييد الامم المتحدة لخطوة رفض اعلان الرئيس الامريكي، دونالد ترامب سيمس بالمسيرة السياسية وسيشجع العنف من المحافل المتطرفة. كما تشدد اسرائيل على الحقيقة التاريخية التي لا يمكن لاحد أن يغيرها وهي أن القدس هي عاصمة الشعب اليهودي.
في القدس يقدرون احتمالات النجاح في تغيير نمط التصويت التقليدي للدول ضد اسرائيل بانها “غير عالية”: ففي معظم الدول الغربية، كما شددوا، يوجد موظفو وزارة الخارجية في ذروة اجازة الاعياد بحيث أن هناك صعوبة في نقل الرسائل في هذا الوقت وباشعار قصير بهذا القدر. وفي اسرائيل يواسون أنفسهم بحقيقة أنه ليس لقرار الجمعية العمومية في هذا الشأن أي معنى عملي.
وبالتوازي، تتواصل الاتصالات الامريكية لتحريك المسيرة السياسية. فقد وصل المبعوث الخاص للرئيس ترامب لشؤون المفاوضات الدولية، جيسون غرينبلت الى اسرائيل أمس. ومع ذلك، فان نائب الرئيس مايك بينيس الذي كان من المتوقع أن يصل الى المنطقة غدا، أجل زيارته الى الشهر القادم بسبب التصويت على الاصلاح الضريبي الاكبر في الادارة الامريكية. فوجود بينيس في التصويت حرج، إذ أنه يشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ وصوته هو الصوت المرجح في حالة التعادل.
والى ذلك، بعد يوم من كشف الرئيس ترامب عن استراتيجيته للامن القومي، والتي تدعو الى صراع عنيد ضد البرنامج النووي الايراني وتعترف بان اسرائيل ليست مصدر المشاكل في المنطقة، وجه الكرملين انتقادا ورسالة تفيد بان المباديء الاستراتيجية هي ذات “طابع امبريالي” وان روسيا تختلف مع الفكر الذي يقول انها تهدد الولايات المتحدة. ومع أن الرئيس الايراني حسن روحاني هاجم ترامب أمس وقال ان “اولئك الذين يأملون بان ترامب سيؤدي الى انهيار الاتفاق النووي مخطئون”.
يديعوت / جملة الاكاذيب
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 20/12/2017
على الاكاذيب لم يدخلوا أي رئيس وزراء الى السجن. فالكذب مسموح به، من أجل بلاد إسرائيل. وبلاد اسرائيل هي أنا، بنيامين نتنياهو. في ذروة خطابه أمس، في كفار همكابيا، روى نتنياهو لسامعيه ما فعلته شرطة اسرائيل بروبي ريفلين (في ظل هتافات التحقير من الجمهور تجاه العضو القديم، رئيس الدولة). فقد قال نتنياهو ان الشرطة أوصت بتقديم برفع لائحة اتهام بحق ريفلين، فألقى المستشار القانوني للحكومة بالتوصية الى القمامة.
بالفعل، فتحت الشرطة سبع ملفات تحقيق ضد ريفلين. كان هذا في 2001، قبل 16 سنة. في ختام التحقيق، الذي استمر سنوات، أصوت الشرطة باغلاق كل الملفات السبعة، ستة بسبب انعدام التهمة والسابع لعدم الاهتمام الجماهيري. اما المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز، الذي هو اليوم قاض في العليا، فقد قرر قبول توصية الشرطة واغلاق الملفات. التعذيب القانوني كان موجودا، وخسارة أن كان؛ أما التشويه القانوني فلم يكن. نتنياهو كذب.
هذا لا يعني ان كل توصية للشرطة يجب الاخذ بها: تماما لا. لا من ناحية قانونية ولا من ناحية جماهيرية. ولكن هذا يعني ان نتنياهو في وضع صعب لدرجة انه مستعد لان يتعلق بكل شيء، حتى بكريه نفسه ريفلين، حتى بقصة لم تكن ولم يكن لها أي أساس. فهو يعيد كتابة جملة الاكاذيب.
المناسبة امس هي علامة طريق في حملة نزع الشرعية التي يخوضها نتنياهو ضد توصيات الشرطة. فبعد أن فشل في احباط التوصيات في القانون من مصنع بيتان ومسلم، يحاول احباطها بالخطابات. والهدف مزدوج: ان يلغي مسبقا الضرر الجماهيري المتوقع في اعقاب توصيات الشرطة؛ وبالاساس: خلق الانطباع بان على طاولة المستشار القانوني، افيحاي مندلبليت، ستوضع في الشهر القادم كومة من الملفات التي توفيت في مهدها. وحسب رواية نتنياهو، فان الشرطة في جهة والنيابة العامة في جهة اخرى. النيابة العامة ستبدأ عملها على الملفات منذ البداية من الالف. لوحة بيضاء
هذا كذب، بالطبع. فالمداولات في مكبت المستشار القانوني للحكومة هي نهاية المسيرة، وليس بدايتها. وتحقيقات الشرطة في ملفات نتنياهو اجريت بالمشاركة النشطة جدا من نائبة عامة مرافقة، هي ليئات بن آري. وعندما ثارت الاسئلة فقد نقلت الى حسم النائب العام للدولة نيتسان والمستشار مندلبليت. لم يكن الثلاثة سواحا متواجدين بالصدفة في ادارة التحقيق: كانوا شركاء كاملين. وليس صدفة أن قال رئيس شعبة التحقيقات المنصرف اللواء ميني اسحاقي مادحا رؤساء النيابة العامة حين القى خطاب الوداع من منصبه، قبل نحو اسبوعين.
عن مندلبليت قال: “نظرت في معالجتك للمعاضل الساخنة التي على طاولتك. كانت مطلوبة الشجاعة، وفيك شجاعة”. وعن نيتسان قال: “شاي الحاد والموهوب، دوما موضوعيا وحادا، متحديا دوما”. وعن ليئات بن آري: “امرأة السنة، كل مسلسل ملفات 1000، وكل المعروف والخفي – كله بادارتك”.
بادارتك – ادارة النيابة العامة.
الشرطة تنقل الملفات والتوصيات في الشهر القادم. مندلبليت وطاقمه سيعودون لقراءة الملفات. سيطلبون من الشرطة استكمالات اذا وجدوا من الصواب، سيستمعون الى حجج محامي نتنياهو في الاستماع الذي سيجرى لهم ويعدون القرارات. توصيات الشرطة في ملف 1000 ربما ايضا في ملف 2000 ستتضمن على ما يبدو الرشوة. لا ضمانة في أن يقبلها المستشار القانوني نصا وروحا. فالادلة ضد نتنياهو يمكن تغليفها بكل الطرق، من تقرير جماهيري موبخ ولكن عديم الاسنان وحتى لائحة اتهام خطيرة على الرشوة، تخلق هزة أرضية سياسية.
رؤساء وزراء سابقون اصطدموا بمستشارين لم يعينوهم هم. نتنياهو عين مندلبليت بعد ان شغل هذا سكرتيرا لحكومته. هذا الفصل يلقي بظل على كل قرار للمستشار. من جهة اخرى فانه يرى حملة نتنياهو ضد جهاز انفاذ القانون ويسمع الرئيس السابق يكذب مثل كل مجرم آخر. القرارات التي تنتظره ليست بسيطة.
نتنياهو سيحاول المساومة. خطابه أمس حدد حدود المساومة. رسالته موجهة الى المستشار القانوني للحكومة: الشرطة ستقول رشوة، أنا سأقول لا شيء، وأنت تقترح شيئا في الوسط. خرق ثقة مثلا. المادة المتعثرة هذه في القانون، مادة تقول الكثير وفي واقع الامر لا تقول شيئا، ستضعني في وضع غير لطيف، انا ساصرخ ضدها من كل منصة، ولكنها لن تجبرني على الاستقالة. في اقصى الاحوال سأعلن عن الانتخابات، سأحصل على التفويض وأعود.
فأنا رئيس الوزراء، لن يكون لكم رؤساء وزراء آخرون بدلا مني.
هآرتس / الاسد يستعد لتوسيع سيطرته
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 20/12/2017
نظام الاسد في سوريا يستعد لتوسيع المنطقة التي تقع تحت سيطرته في جنوب سوريا قرب الحدود مع اسرائيل. بمساعدة الهجمات الجوية الروسية ومقاتلي المليشيات الشيعية التي ترسلها ايران فان نظام الاسد يراكم المزيد من النجاحات. السيطرة على حلب في كانون الاول الماضي، وبعدها احتلال منطقة دير الزور والرقة في شرق الدولة من أيدي داعش، يحرر الجيش السوري والمليشيات الشيعية ويسمح لها بالعودة الى الاهتمام بمناطق اخرى، اعتبرت أقل اهمية بالنسبة للاسد. العملية القادمة يمكن أن تتم بالقرب من اسرائيل.
إن هجوم الجيش السوري والمليشيات التي تساعده ضد تنظيمات المتمردين يمكن أن تبدأ كما يبدو في المرحلة الاولى قرب الحدود السورية اللبنانية، في المداخل الشمالية لجبل الشيخ السوري، كي تقطع نهائيا طريق الامداد للمتمردين من لبنان، بعد ذلك، اذا نجحت هذه الجهود فان الجيش سيحاول التقدم نحو الجنوب على طول الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان، لطرد تنظيمات المتمردين من جنوب الجولان ايضا. ولكن الجدول الزمني غير واضح. وكالعادة في سوريا – يمكن أن يحدث فيه تأجيل.
اسرائيل التي اتخذت في السنوات الاخيرة موقفا أكثر تشددا ضد نظام الاسد، وبموازاة ذلك تقديم المساعدات الانسانية للقرى القريبة من حدودها، ستضطر الى اعادة النظر في سياستها، على خلفية وصول بضع مئات من نشطاء التنظيمات السنية المتطرفة المنتمين للقاعدة وداعش الى المنطقة.
في السنة الاخيرة ساد استقرار نسبي في الجانب السوري من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. في الجزء الشمالي الاكثر بعدا سيطر النظام، الذي عاد وسيطر على مناطق في جبل الشيخ السوري والقنيطرة الجديدة. قرب المنطقة التي تحت سيطرته كان هناك ايضا جيبان، الاول درزي – قرية الخضر – التي سيطرت عليها مليشيا محلية حافظت على العلاقة مع النظام، والثاني سني، في القرى المحاذية للحدود مع لبنان.
في الجزء الاوسط من الحدود سيطرت تنظيمات المتمردين من القنيطرة القديمة وحتى الجنوب. في هذه المنطقة تواجدت مليشيات سنية محلية، استعان جزء منها باسرائيل من اجل التزود بالغذاء والملابس والادوية والحصول على العلاج الطبي في المستشفيات في البلاد.
في وسائل الاعلام العربية برز ايضا الادعاء أن هذه المليشيات تتلقى وسائل قتالية وذخيرة من اسرائيل. في عمق المنطقة على بعد ما من الحدود عملت ايضا تنظيمات متطرفة تنتمي للقاعدة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
في الجيب الجنوبي، المحاذي للمثلث الحدودي مع الاردن واسرائيل، يسيطر ذراع محلي لداعش، الذي يسمى الآن جيش خالد بن الوليد. هناك تداعيات اخرى لهزيمة داعش على أيدي نظام الاسد قرب الحدود، والآن يشن التنظيم صراعات للسيطرة مع تنظيمات اخرى للمتمردين، في الشمال والشرق، ومؤخرا، تقريبا هو لا يشارك في القتال ضد النظام. لقد وصل مؤخرا الى الجيب الجنوبي الذي يقع تحت سيطرة داعش بمحاذاة الحدود مع الاردن بضع مئات من المقاتلين ولاجئي المعارك من المناطق التي خسرها التنظيم. حسب التقديرات، يتجمع هناك حوالي ألف متمرد مسلح يعملون تحت إمرة الذراع المحلي لداعش. وفي القطاع الاوسط للحدود مع اسرائيل يزداد تواجد تنظيم متطرف، وهو فرع القاعدة الذي تلقى الدعم من المقاتلين الذين هربوا من مناطق المعارك في شرق الدولة.
في السنة الاخيرة، على خلفية نجاح نظام الاسد في القتال، والتدخل المتزايد لمليشيات شيعية وحرس الثورة الايراني في القتال، تزيد القيادة الاسرائيلية التحذير من نفوذ ايران في سوريا، وفي الاساس من اقترابها من الحدود في الجولان. ولكن الوضع الآن مختلف قليلا. أولا، تجمع المتمردين المتطرفين الذين ايديولوجيتهم التنظيمية معادية جدا لاسرائيل من شأنها أن تخلق امكانية للارهاب قرب الحدود. ثانيا، يبرز السؤال هل منح المساعدة الانسانية المتزايدة للمليشيات المحلية السورية لن يضع اسرائيل في مسار مواجهة مباشرة مع الاسد وايران، الذين لديهم احتمالات جيدة للانتصار على المتمردين.
في هذا الشأن، تتبلور مؤخرا مقاربات مختلفة في اجهزة الامن وفي المستوى السياسي. من جهة، هناك دعم لمواصلة تقديم المساعدات الانسانية للقرى السنية، وقد ذكرت المخاوف بأنه اذا اتسعت سيطرة النظام في المنطقة الحدودية فسيأتي في اعقاب الجيش السوري الايرانيين والمليشيات المتماهية معهم. في المقابل، سمعت آراء من جهات اخرى تقول إن عودة النظام يمكن أن تعيد الاستقرار في الحدود وأن تبعد من هناك التنظيمات المتماهية مع القاعدة وفي الاساس داعش. وعلى أي حال، من الواضح أن تجدد القتال الداخلي في سوريا قرب الحدود سيجبر اسرائيل على اظهار يقظة خاصة واعادة النظر في مواقفها.
الدروز خائفون
في الاسبوع الماضي أجرى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس الاركان آيزنكوت وضباط كبار آخرين حوار مع رؤساء الطائفة الدرزية وضباط كبار متقاعدين من الطائفة على خلفية الازمة التي حدثت في بداية تشرين الثاني. في حينه، بسبب تقدم تنظيمات سنية متمردة نحو القرية الدرزية الخضر في شمال الجولان السوري، ثار احتجاج من قبل زعماء الطائفة في اسرائيل الذين قالوا إن حكومة اسرائيل تتعاون مع المتمردين وتعرض حياة الدروز في الخضر للخطر. على خلفية الاحتجاج حذرت اسرائيل المتمردين بأنها تفحص التدخل لصالح الدروز في الخضر، وقام المتمردون بالانسحاب من المواقع التي احتلوها قرب القرية.
التطورات الاخيرة في جنوب سوريا أثارت مرة اخرى خوف زعماء الطائفة في اسرائيل بأن يجد السكان الدروز في الجولان في قلب المواجهة بين النظام والمتمردين. في مقابلة مع ليبرمان وآيزنكوت تم التأكيد على التزام اسرائيل للطائفة الدرزية، وتم طرح انطباع الجهاز الامني بخصوص الاحداث في سوريا.
إن عدم الاستقرار في جنوب سوريا يستمر في اقلاق الجارة الجنوبية، الاردن. الصحافي بسام بدارين، الذي لديه مصادر كثيرة في النظام الاردني، كتب هذا الاسبوع في صحيفة “القدس العربي” أن الاردن يشعر بأنه متروك رغم التفاهمات التي تم التوصل اليها مع الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق الذي وقع في الشهر الماضي بشأن تثبيت مناطق “تقليل الاحتكاك” في جنوب سوريا. حسب اقوال بدارين، فان قائد “قوة القدس” لحرس الثورة الايراني، الجنرال قاسم سليماني، يواصل تشجيع تسرب مليشيات شيعية الى مدينة درعا المحاذية للحدود مع الاردن، وبهذا يعرض أمن المملكة للخطر في حين أن الدول العظمى تتركها لمواجهة المشكلة وحدها.
معاريف / قضي الأمر
معاريف – بقلم شلومو شمير – 20/12/2017
يخيل أنه في كل تاريخ النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، لم تجتمع كل الاطراف ذات الصلة على جهد منسق بهذا القدر لتصفية كل فرصة للسلام، مثلما ثبت في ردود أفعالهم على اعلان الرئيس ترامب عن القدس كعاصمة اسرائيل. ينبغي الاعتراف بان فرص السلام دفنت منذ الان دفنة حمار. ولكن يخيل أن القضاء على كل أمل للسلام تم مؤخرا بالتعاون، وكأنه بتنسيق مخطط له.
الفيتو الامريكي، الذي صدر أول أمس في مجلس الامن فأحبط المبادرة المصرية ضد الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، أبرز فقط اكثر فأكثر حقيقة أن كل الـ 14 عضوا في المجلس أيدوا المبادرة ضد الاعتراف، بما في ذلك القوى العظمى الاربعة، التي هي اعضاء دائمين: روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا. لقد كشفت هذه الحقيقة الخطوة الامريكية المنعزلة وصورتها بقدر أكبر كركلة لفرص السلام التي تنازع الحياة. وتحدث رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن مؤخرا بشكل فظ ضد الولايات المتحدة، واثبت بانه على وعي جيد بموت السلام. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينظر هو الاخر من الجانب، ويبدو أنه يستمتع إذ يتبين بانه لا يوجد أي دليل حياة في فرص السلام.
كما هو معروف، وقعت الكثير من الازمات في إطار المساعي التي بذلت لاحداث اختراق نحو حل سياسي للنزاع. ووقع الذنب احيانا على كاهل الطرف الاسرائيلي. فعندما اعترف وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري بانهيار مساعي وساطته اتهم اسرائيل صراحة كمسؤولة عن فشله. وبالاغلب، برزت المسؤولية الفلسطينية عن القصور. وخرجت الولايات المتحدة دوما متضررة ولكن بالاساس كمن فشلت كوسيط، كمن احبط الطرفان المشاركان مباشرة في النزاع ارادتها الطيبة.
اما الجديد هذه المرة فهو أن الرئيس ترامب اتخذ منذ البداية خطوة، ليس كوسيط وكطرف ثالث. قام بفعل وبادر الى تصريح، عديم كل معنى عملي، هيأ قبر فرص السلام. “بعد خمس سنوات سنشعر بتأثير اعلان الرئيس”، صرحت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هيلي، في مقابلة مع شبكة “سي.ان.ان”. فهي على ما يبدو تؤمن بانبعاث الموتى.
أما رد فعل نتنياهو فكان متوقعا. فالثناء الذي اغدقه على اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة أكد فكره بان السلام ليس فقط بعيد، بل وغير قابل للتحقق. لو كان نتنياهو يعلن بان الاعتراف بالقدس سيؤدي الى استئناف المفاوضات، لكان يمكن الهزء. أما القول ان “الاعتراف سيقرب السلام” فمعناه القول: “اعتمدوا علي، انا سأفعل المستحيل. فأنا انسق مع الرئيس ترامب”.
ولم ينتظر الفلسطينيون لحظة بالطبع. فرد الفعل الشرطي للقيادة الفلسطينية تداخل على الفور مع ردود فعل ترامب ونتنياهو كعامل آخر يصفي الفرصة الهزيلة، وان كان فقط لاستئناف قناة الحوار مع اسرائيل. لقد سبق لوزير الخارجية الاسرائيلي الاسطوري، آبا ايبان، ان قال قبل عشرات السنين الجملة الساحقة في أن العرب لا يفوتون فرصة لتفويت الفرص. وعلى حد فهمه، فان التفويت الحالي من جانب الفلسطينيين هو أم تفويت الفرص كلها. فتصريح ترامب تضمن بضع نقاط ايجابية من ناحية الفلسطينيين. ومع ذرة حكمة وشجاعة، كان يتعين على القيادة الفلسطينية أن ترد بتوجه الى اسرائيل: “تعالوا نجلس على طاولة المفاوضات استنادا الى تصريح ترامب. مثل هذا الرد كان سيضع الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو في وضع متحد. ولكن كما كان متوقعا ردت القيادة الفلسطينية بموجة من المظاهرات والعنف. هكذا أكملت ثلاثي الاضلاع: ترامب، نتنياهو وابو مازن.
المؤرخون والباحثون في المستقبل سيحطمون على ما يبدو الرأس في محاولة للشرح كيف أن الطرفين المشاركين في نزاع مستمر، وطرف ثالث كان يفترض أن يتوسط بينهما، عملوا معا باحباط كل فرصة لاختراق يؤدي الى حل سياسي.
هآرتس / في حادثة النبي صالح : أطلقت النار على رأس شاب
هآرتس – بقلم عميره هاس – 20/12/2017
في يوم الجمعة الماضي اطلق جنود الجيش الاسرائيلي رصاصة معدنية – مطاطية على رأس الشاب محمد تميمي (15 سنة) من قرية النبي صالح. بعد وقت قصير من قيام سيارة الاسعاف للعناية المكثفة بنقله الى المستشفى الفلسطيني، ظهر جنود في ساحة منزل عائلة باسم ونريمان التميمي، وهم اقارب بعيدين لمحمد. إبنتهم عهد وصديقتها تم توثيقهما وهما تضربان الجنود وتجبرهم على الخروج من الساحة. قبل الصباح اعتقلت عهد وبعد ذلك نريمان والدتها. باسم قال في هذا الصباح للصحيفة إن غضب ابنته التي في نهاية كانون الثاني ستكمل السابعة عشرة، جاء نتيجة اطلاق النار على الشاب، الذي في تلك اللحظة لم يعرف اهالي القرية اذا كان حيا أم لا.
في صباح يوم الجمعة تمركز الجنود في جناح قرب فيلا غير مأهولة في تلة تقع شمال بيت عائلة التميمي، ومن هناك اطلقوا النار على راشقي الحجارة بهدف تفريقهم. الفيلا والجناح محاطان بسور مرتفع، وعلى السور يوجد بصورة دائمة سلم. شاهد عيان قال لهآرتس بأن محمد التميمي قام بتسلق السلم وفي الوقت الذي اجتاز فيه رأسه السور اطلقت عليه النار وسقط على ظهره مع السلم وهو ينزف. التقدير هو أنه اطلقت عليه النار من مسافة امتار. في نهاية الاسبوع اجتاز عملية جراحية معقدة ساعدت على استقرار حالته، وتم اخراج الرصاصة المعدنية من جمجمته. وقد بقي مخدرا حتى الصباح، وعندما أيقظه الاطباء تحدث مع عائلته بضع كلمات، وعاد الاطباء الى تخديره.
المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال للصحافيين إنه “في يوم الجمعة الماضي حدثت قرب قرية النبي صالح اعمال شغب عنيفة من قبل حوالي 200 فلسطيني قاموا باحراق الاطارات ورشق الحجارة على الجنود. الجيش رد على ذلك بوسائل تفريق المظاهرات لتفريق التجمع”. شاهد عيان قال للصحيفة إن شباب رشقوا حجارة نحو الشارع وعلى الجنود في عدة نقاط، وتقدم الجنود بالتدريج نحو القرية واطلقوا النار على الشباب، واطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع بين المنازل في القرية. اثنان من سكان القرية قالوا للصحيفة إن الجنود دخلوا الى ساحات المنازل ووضعوا فيها كمائن واطلقوا النار منها. “نحن في خطر من الجانبين”، قال احد السكان. “من جهة، اطلاق النار واطلاق الغاز المسيل للدموع، ومن الجهة الاخرى الحجارة التي يرشقها الشباب على الجنود الموجودين في ساحات المنازل”. هو ومواطنة اخرى يقدران أن هذا هو السبب الذي دفع عهد وصديقتها للاصرار على طرد الجنود من ساحة البيت. والدها قال إنه في بيت الجيران تعيش امرأة عجوز ومقعدة، وأن ابنته لم ترغب في أن يقوم الجنود باطلاق النار قرب المنزل.
اثناء مواجهة عهد مع الجنود كان باسم في زيارة لدى احد اقاربه الجيران، وحسب اقواله، الغاز المسيل للدموع، حبسنا داخل البيت، لذلك لم يشاهد ما حدث. “شخص من القرية قام بتصوير حادثة عهد. وقد قررنا وضعها على الشبكة”، قال للصحيفة، “لقد عرفنا أن هذا سيكون خطيرا وأنه سيكون بامكانهم استخدامه ضدنا، ولكن حسب رأينا، من المهم أن يشاهد ابناء الشعب الفلسطيني وآخرين نموذج آخر للتصرف مع الجنود”. مع ذلك، فوجيء بزخم “التحريض”، على حد تعبيره، في وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية الاسرائيلية منذ وضع الفيلم في الشبكات الاجتماعية. في هذا الصباح قال للصحافيين الذين جاءوا الى منزله إن هذا التحريض هو السبب المباشر لاعتقال ابنته.
“لقد توقعنا اعتقالها”، قال، “ولكن أمس في الليل ذهبنا الى النوم كالعادة لأننا لسنا مستعدين لمزامنة ساعتنا البيولوجية مع ساعة الاحتلال”. بين الثالثة والرابعة فجرا اتصل شخص معه لابلاغه بأن الجنود دخلوا الى القرية، بعد بضع دقائق سمعت طرقات قوية على الباب ونداءات بالعربية لفتح الباب، وتم اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع نحو بوابات المنازل المجاورة. بعد ذلك اكتشف باسم أن قنبلة حطمت زجاج نافذة من نوافذ البيت، نريمان ذهبت لايقاظ الاولاد وباسم قام بفتح الباب. وحسب اقواله، الجنود والمجندات وحرس الحدود دخلوا بقوة كبيرة أكثر من المعتاد ودفعوه. احد الاولاد قال إن نحو 15 جندي انتشروا في البيت وقاموا بالتفتيش واخراج محتويات الخزائن الى الخارج، ولم يسمحوا لهم بتصويرهم اثناء التفتيش وقالوا لهم إنهم جاءوا لاعتقال عهد. ولم يسمحوا لوالدتها بالدخول معها الى الغرفة عندما ذهبت لتبديل ملابسها. وصادروا كل الهواتف المحمولة والحواسيب الكاميرات الموجودة في البيت.
بعد بضع ساعات سافرت الأم الى مركز شرطة بنيامين الذي يقع في طريق مستوطنة آدم من اجل معرفة ما حدث لابنتها. اثناء اجراء المقابلة مع باسم مع صحيفة “هآرتس” وصل نبأ من محامية نريمان، غيفي لسكي، يفيد أن الأم أخذت للتحقيق وتم اعتقالها. فيما بعد وصل من مركز شرطة شاي أنها متهمة بالتحريض والهجوم. اعتقال عهد مدد لـ 96 ساعة، لكن لسكي طلبت اطلاق سراحها، وغدا صباحا سيجري نقاش في هذا الشأن.
على مر السنين تم تخصيص مناطق واسعة من اراضي النبي صالح لمستوطنة حلميش، التي توسعت واضافت وحدات كثيرة في الوقت الذي تمنع فيه الادارة المدنية البناء على جزء كبير من اراضي القرية بذريعة أنها واقعة في مناطق ج. في العام 2009 عندما كانت عهد تبلغ الثامنة من عمرها، بدأ سكان القرية بالتظاهر ضد سيطرة مستوطني حلميش على عين القوس، هذا النبع يوجد على اراضي خاصة لهم ولقرية دير نظام. في السنة الاخيرة سيطر المستوطنون على نبع صغير آخر في اراضي القرية. في الصيف الماضي، بعد قتل عائلة سولومون في حلميش، تم اغلاق مقطع من الشارع الذي يربط بين النبي صالح والقرى الواقعة جنوبها أمام الحركة. والسكان يضطرون الى طلب تصريح من اجل الوصول الى اراضيهم في تلك المنطقة.
المظاهرات في النبي صالح جذبت اهتمام عالمي بالقرية وبعائلة عهد التميمي وبالوسائل التي اتبعها الجيش الاسرائيلي لقمع الاحتجاج. اثنان من سكان القرية قتلا بنار الجيش الاسرائيلي اثناء المظاهرات. احدهما هو شقيق نريمان، رشدي، وهو شرطي فلسطيني لم يشارك في رشق الحجارة. نريمان اعتقلت ثلاث مرات، وقبل نحو اربع سنوات اطلق جندي رصاصة على قدمها وأصيبت اصابة بالغة. في السنوات العشرة الاخيرة اعتقل باسم مرتين وتم الحكم عليه بفترات سجن وصلت الى سنة ونصف.
في شهر نيسان الماضي قررت القرية التوقف عن مسيرات الاحتجاج بعد اطلاق النار على شاب من قرية سلفيت، شارك في مظاهرة تضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وقتل. رغم ذلك، قال باسم إن الجيش يواصل الدخول الى القرية واستفزاز السكان، وهكذا تحدث المواجهات. في الاسابيع الاخيرة كانت خلفية هذه المواجهات هي تصريح ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
يديعوت / تفويت ترامب – الاعتراف الضائع
يديعوت – بقلم برنار إنري ليفي – 20/12/2017
من المسلم به ان القدس هي عاصمة اسرائيل. ثمة شيء ما عبثي، مذهل وصادم في الصرخة العالمية التي انطلقت في اعقاب الاعتراف الامريكي بهذه الحقيقة الواضحة. ومع ذلك، لماذا تجدني أشعر بعدم ارتياح في اعقابه؟
أولا، بسبب ترامب. بخطوته هذه يبرز أكثر مما ينبغي الحكيم الذي وجد نفسه محشور في الزاوية بعد سلسلة من الاخفاقات والافشالات ويظن أنه وجد الخطوة السياسية المنقذة التي تجمل سنة ولايته الاولى. “صديق اليهود”، صحيح؟ السيد والمقدس الحامي لاسرائيل؟ عفوا، ولكن هذا لا يقنعني. أنا على الاطلاق لا اؤمن بان ترامب يحركه احساس بالوحدة المقدسة بين اسرائيل والولايات المتحدة، او – اذا استخدمنا كلمات الاباء المؤسسين لامريكا – بين القدس القديمة وتلك الجديدة. كما أني لا اؤمن بان للافنجيليين الجدد، الذين يشكلون على ما يبدو الاجزاء الاكثر اطلاعا بين جمهور ناخبيه، ثمة فكرة طفيفة ما بشأن خلاصة جوهر دولة اسرائيل. حسنا، ماذا في ذلك؟ يفيدنا التاريخ بان البادرات الطيبة الودية السلبية، التي لا تنطوي على أي فكرة، والتي لا ترتبط بالحقيقة ويغيب عنها اعتراف عميق وحب، والذي يعرف بالعبرية كـ “محبة اسرائيل” هي في نهاية المطاف عديمة القيمة.
ثانيا، بسبب الخطر الوجودي لاسرائيل. انا احب هذه البلاد. اعرف (قليلا) واعجب (بلا حد) بالمغامرة الشجاعة، الجسورة والجميلة لها. انا احب الكونية المتحفظة لها. انا احب حقيقة ان مواطنيها يمكنهم ان يغطوا رؤوسهم أو يختاروا الا يغطوها؛ انهم يقرأون ابلبلد، يهوشع وعوز، وكبديل رابي أهران يهودا ليف شتاينمن الذي توفي الاسبوع الماضي. أحب النبأ اليقين بان الاسرائيليين يعملون من أجل الانسانية ويشركون باقي العالم من خلال الحداثة، البحث والتعلم. وبالطبع احب القدس.
ولكني أيضا اعرف كم من انعدام الامان يوجد في كل هذا. اعرف ان هذا الوضع ينطوي في داخله على قصيدة، نبل واحساس ايضا بمصيبة لا بد ستقع، ولا اؤمن بان صدفة من الاحداث السياسية او فتح اوراق في القمار السياسي – أي اعتراف دبلوماسي اعلن بجر قلم، دون تفكير معمق، دون الدخول في مفاوضات، منقطع عن كل جهد لتقريب امكانية السلام العادل والشامل – يمكنه أن يقدم ما لا يزال في نظري بهدف حيوي: الاعتراف بشرعية اسرائيل الى جانب دولة فلسطينية مستقبلية.
أفكر بكل اولئك الاشخاص الذين قبل نحو 70 سنة، زمن قصير جدا بعد الرعب، اعادوا خلق، مع البنادق في ايديهم، “الدولة اليهودية”. افكر بمن نجوا من اوروبا، برلين وفيينا، ممن قالوا “ليس بعد اليوم” حين القوا بانفسهم الى الصحراء القاسية والمغبرة. أفكر باللاجئين الجوعى من الغيتوات والتجمعات في بلوندا وليتا ممن اعادوا بناء أنفسهم واصبحوا بناة مدن. هل ترامب فكر بشيء ما من كل هذا حين وضع يده على موضوع القدس؟ هل فكر ببني اسرائيل ممن في فترة حياة واحدة فقط اضطروا لان يعيدوا بناء أنفسهم ويجمعوا القوة بعد الفي سنة منفى؟
كم خير كان يمكن أن يكون لو أن استخدام الورقة المظفرة للاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل كانت جزءا من جهد أكبر للوصول الى سلام حقيقي هو وحده يمكنه أن يضمن الحق الاساس غير قابل للجدال لبني اسرائيل في العيش الآمن. ولكن هذا لا يتعلق بشيء بالرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. فقد قام ببادرة سياسية، وهو بالتأكيد لم يحاول صنع التاريخ.
هآرتس / أين آرنس القديم؟
هآرتس – بقلم افيغدور ليبرمان – وزير الدفاع – 20/12/2017
اثناء قراءة مقال موشيه آرنس “ليبرمان يقوي المشاغبين” في صحيفة “هآرتس” في 18/12، فوجئت لاكتشاف أنه مثل الكثيرين في اليسار الاسرائيلي مصاب بمتلازمة النعامة. بدلا من اجراء حوار فلسفي معه، سأكتفي بطرح عدد من الحقائق التي تتعلق بزعماء الجمهور العربي الذين لهم وظائف في الكنيست، والجمهور العربي بشكل عام، والجمهور العربي في وادي عارة بشكل خاص:
1- عضو الكنيست جمال زحالقة. سجن مدة سنتين على مخالفات امنية في السبعينيات (تورطه في علاقات تنظيمية مع م.ت.ف). وقد ظهر زحالقة في هذا الاسبوع في التلفزيون الاسرائيلي وقال إنه يفضل الموت على انشاد نشيد هتكفاه (الأمل)، وأن علم اسرائيل هو مجرد خرقة بالية.
2- عضو الكنيست عبد الحكيم الحاج يحيى. قد قال في نقاش في الكنيست في 2016 حول مشروع قرار لتسوية الاستيطان، إنه يؤيد حكم الشريعة الاسلامي الذي يفرض عقوبة الموت على من يبيع ارضه لليهود: “محظور بالتأكيد بيع متر واحد من الوطن الاسلامي الفلسطيني العربي… أنت تسألني ما هو القانون؟ حسب القانون العقوبة هي الموت وهو يستحق ذلك… واذا سألتني سأقول لك إنه يستحق ذلك، وأنا اؤيد هذا القانون. اذا كان هذا قانون – نعم، أنا أسمح بذلك، أنا اؤيد هذا القانون، ما المشكلة في ذلك؟”.
3- ليس مفاجئا أنه في حالة زحالقة وحالة الحاج يحيى لم تكن شخصية بارزة واحدة في الوسط العربي في اسرائيل تدين هذه التصريحات الفظيعة.
4- يمكننا أن نتذكر ايضا عضو الكنيست باسل غطاس، قريب عضو الكنيست السابق عزمي بشارة (الذي هرب الى قطر بعد اتهامه بالتجسس الخطير ومساعدة حزب الله في حرب لبنان الثانية)، الذي أدين بتهريب 12 هاتف محمول للاسرى الامنيين في سجن كتسيعوت في النقب وحكم عليه بالسجن الفعلي لسنتين.
5- عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، الذي رفض المشاركة في جنازة الرئيس شمعون بيرس، وفي نفس الاسبوع شارك في ذكرى موت ياسر عرفات في رام الله.
6- في اعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون في 2014 قالت عضوة الكنيست حنين الزعبي إن الخاطفين ليسوا ارهابيين، بل الامر يتعلق بمعارضة مشروعة. وحتى أنها شاركت في القافلة البحرية “مرمرة” وهاجمت جنود الجيش الاسرائيلي.
7- في العملية في شارع ديزنغوف في الاول من كانون الثاني 2016 قتل المخرب نشأت ملحم من سكان عرعرة ثلاثة اسرائيليين. بعد العملية وجد المخرب ملجأ في قريته تحت أعين السكان المفتوحة في القرية الذين اتهموا بتوفير الطعام والشراب له. وهم ادعوا في التلفاز بأنه لا علم لهم عن مكان وجوده.
8- في عملية الحرم في تموز الماضي قتل ثلاثة مخربين من أبناء عائلة جبارين من أم الفحم شرطيان اسرائيليان درزيان. آلاف الاشخاص الغاضبين والمملوئين بكراهية اسرائيل شاركوا في جنازة القتلة في أم الفحم ونصبوا خيمة عزاء.
نتائج الانتخابات العشرين للكنيست تشير الى أن زحالقة والحاج يحيى والزعبي وزملائهم حصلوا على اغلبية الاصوات في وادي عارة. وفي أم الفحم حظيت القائمة المشتركة بـ 97 في المئة من الاصوات وحزب العمل على أقل من 3 في المئة.
ليس صدفة أنه لا يوجد على أي مبنى بلدية أو مجلس محلي في وادي عارة علم اسرائيلي يرفرف، في حين أنه في كل مظاهرة في المنطقة يتم رفع مئات اعلام م.ت.ف الفلسطينية وحماس وحزب الله وحتى صور نصر الله.
كل ذلك هو حقائق لا يمكن كنسها تحت البساط. هذا هو الواقع، يا آرنس. يجدر بمواطني اسرائيل أن يستيقظوا ويعرفوا ما هو التحدي الذي يواجهونه، ومن الافضل أن يكون ذلك في أسرع وقت.
يديعوت / شريط في ظهر الامة – تعالوا نتحدث عن التميمي
يديعوت – بقلم يونتان لفين – 20/12/2017
مسكين الملازم الذي تلقى الضربات المصورة من الفتاة عهد التميمي. فهو الان في مركز خلاف يناسب كتفي فريق عسكري على الاقل. اما أنا، اذا قيل لي اني أوشك على أن اكون في مركز هذا الخلاف، لوجدتني أدخل على الفور الى السرير ليومين واضع على رأسي طاسة باردة. إذ ها هي كل انتصاب قامة الدولة منوطة بهذا الضابط ومحلل بالنسبة لافعاله، وللدقة: بالنسبة لامتناعه عن الفعل.
إذ ان هذا هو اساس الجدال. هل هو ضبط النفس أم التهور. اليسار يهتف للضابط على نضجه ويشكره لانه لم يجرنا الى تنديد عالمي آخر من الحائط الى الحائط. ومن اليمين، بالمقابل، يشجبون الضابط على ما يبدو في الصور كانبطاح يمس حقا في قلب فكرة الجيش الاسرائيلي، وكل انواع الموبخين المهنيين يوصونه بتوصيات تأتي بعد الفعل: لماذا فعل هكذا وليس خلاف ذلك، لماذا لم يكبل ويستدعي، لم يوقف ويبعد، لم يهديء الفتاة بابتسامة حلوة من أفضل شبابنا.
ومن هذا الى لب الموضوع، في واقع الامر: الفتاة. لسبب ما يبدو ان الجميع يتحدثون عن الضابط وليس عنها. واذا بتنا نتحدث، فالخطاب هو من خلف المنشور الضيق احادي الجانب لـ “مخلة بالنظام” واستفزازية، وكم سنة في السجن تستحق وماذا كنا سنفعل لها لو كنا محله (لكل الابطال العظام الذين لم يكونوا في وضعية كهذه في المناطق: الجواب بالنسبة لكم هو “على ما يبدو لا شيء”).
ولكن عند الحديث عن عهد التميمي، ويجري الحديث عنها في كل العالم، نفهم بانها هي وليس هو بطلة الشريط (وليس فقط الشريط). اخرجوا واحكموا: منذ سن التاسعة اصطدمت بالجندي امام الكاميرا، قبل سنتين لعبت دور النجم في شريط جر فيه مقاتل غولاني الى وضعية يكافح فيها ضد خمس نساء كي يعتقل اخ عهد، ابن 15، مع يد مكسورة في الجبص. وها هو الجيش الاسرائيلي مرة اخرى مهزوم من حيث صورته امام طفلة ابنة 16، تفعل أكثر بكثير مما كان معظمكم سيفعلون من أجل كفاح عادل في نظركم. وهي تفعل ذلك على نحو ممتاز.
وفي اللحظة التي ننظر فيها الى الحدث في محاولة لنفهم كيف نجحت في أن توقعنا في هذا الفخ الذكي (الذي هو ليس فخا حقا وليس ذكيا حقا)، كثيرون في العالم ينظرون اليها بانفعال وتأثر. أنا بشكل شخصي، مقتنع بان احدا ما في لجنة جائزة نوبل للسلام قد حددها منذ الان كمرشحة. فهم دوما يبحثون عن قصص لذيذة كهذه.
بالمقابل، افترض أنهم في الجيش الاسرائيلي يجلس الان ضباط جديون جدا، ويطورون عقيدة قتالية حديثة وسرية لمثل هذه الحالات، ويؤكدون الانظمة والاوامر، وينزلون التعليمات للقادة الكبار، ومنهم الى الاسفل الى الوحدات الميدانية، ويمرون مع كل جندي وجندي على سيناريوهات مشابهة، ويدرجون الدروس في خطط التدريب لكتائب الاحتياط ممن يوشكون على التوجه الى الخدمة في المناطق. وكل هذا يساوي تقريبا شريط اعلام آخر للناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، إذ كالمعتاد نحن نبحث عن قطعة النقد من تحت الفانوس. المشكلة هي أن هذا فانوس آيفون عهد التميمي.
من المفارقة ان نتبين انه بعد كل الحجارة، السكاكين والزجاجات الحارقة، العبوات الناسفة والانفاق والصواريخ – فان السلاح الاقوى لدى الفلسطينيين هو فتاة داهية ابنة 16. على الاقل لم يسفك دم هكذا.
اسرائيل اليوم / لم يقعوا في الفخ
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 20/12/2017
نعم، كان هذا مثيرا للاعصاب ان يشاهد المرء شريطا عن فتيات فلسطينيات وجنود من الجيش الاسرائيلي. لا حاجة لكثير من التحليل: عائلة التميمي فهمت المبدأ: الجيش الاسرائيلي لا يريد أن تلتقط له الصور وهو يؤذي المدنيين، وهو يعرف ان بشكل عام، شبكات التلفزيون في العالم لا تعرض ما أدى الى الرد من الجيش الاسرائيلي، وهي تكتفي بالصورة نفسها. اما النتيجة فهي عرض جيش احتلال ينكل بالمدنيين الابرياء، وليس جنودا ضبطوا أنفسهم وتحلوا بالصبر الى أن اضطروا الى استخدام هذا القدر أو ذاك من القوة.
الحدث في النبي صالح سيكون ربما فيلما فيروسيا في اوساط الطفلات الفلسطينيات وسيضحكهن جدا. ولكن من يعتقد انه أهان الجيش الاسرائيلي يخطيء خطأ جسيما. فالاهانة العسكرية هي وضع يؤخذ فيه سلاح الجنود او تتضرر مهامتهم القتالية كنتيجة لخطوة ذكية كهذه او تلك، وليس عندما تحاول فتيات – دون نجاح – دفعهم للعمل بخلاف تفكرهم.
العالم الذي يشاهد الشريط لن يتوصل الى الاستنتاج بان الجيش الاسرائيلي فقد قوته على الردع، بل ان الجيش الاسرائيلي ذكي بما يكفي كي لا يقع في الحفرة التي حفرتها له الشابات. فالضابط والجندي يستحقان وسام بطولة افترض أنهما لن يحصلا عليه.
نحن نوجد في المناطق حتى الان منذ ثلاثة اجيال. الكثيرون منا يفهمون معنى الامر. وحقيقة أننا وصلنا اليها في حرب وقائية لا يمكنها أن تقف الى جانبنا الى الابد. مثلما في حالات عديدة اخرى في التاريخ الانساني، اصبحنا جيش حفظ نظام، ولا يزال لم نقرر بعد اذا كنا محتلين أم محررين، ولكننا كنا حكما بما يكفي كي لا نضم الضفة الغربية وكنا مخطئين بما يكفي في الا نتوصل الى تسوية سياسية، أو الا ننسحب من معظم المنطقة بشكل احادي الجانب. فنحن جيش ثابت.
من الصعب أن نجد في الكتاب أجوبة لكل الاوضاع التي اصطدمنا بها قبل اكثر من ستين سنة، وابناؤنا واحفادنا بعدنا. كلنا وجدنا انفسنا في لحظات هاذية في الميدان وكان يتعين علينا أن نجد أنفسنا امام العجوز في الحاجز، الولادة في المعبر، الابوين اللذين عوقبا امام عيوننا على خطايا ابنائهما، وفي اوضاع اخرى لا حصر لها.
لقد اكتشف الاشخاص الاكثر أخلاقية الوصمات السوداء التي في نفوسهم ورأوا امورا كانوا يفضلون ان ينسوها. معظمنا لم يكونوا شجعانا بما يكفي كي يحذروا لاننا خفنا على جلدتنا وفضلنا الاعتقاد بانه لا مفر، وان هذا وضع مؤقت، لا بد سينتهي بعد قليل، بهذا الشكل او ذاك.
طالما بقي هذا هو الوضع، وطالما حكم مؤيدو الوضع الراهن، سنواصل الاصطدام باوضاع مختلفة يعالج فيها الجيش الثابت السكان المعادين. ينبغي أن يبذل جهد جبار كي نضع حدا لهذه الآنية الخالدة من جهة وان نكون أذكياء بما يكفي من جهة اخرى كي لا نعطي للعالم مادة يكون من السهل استخدامها ضدنا طالما واصلنا الوضع الحالي.
انا افضل ان يبتسم المشاهدون للشريط اياه لمشاهدة الفتاتين اللتين تستفزان الجنديين على وضع تعرض فيه كل شبكات التلفزيون في العالم عنف جنديين اسرائيليين على فتاتين بريئتين. واذا اراد اردوغان أن يدعو من لم تتمكنا من اخراج جنودنا عن توازنهم، كي يمنحهما ميدالية على بطولتهما – فهذا لن يؤثر في أبدا.
المصدر / نتنياهو يبرز مواهبه التمثيلية في خطاب هجومي ضد الشرطة والإعلام
أثار رئيس الحكومة الإسرائيلي انتقادات واسعة من قبل سياسيين وإعلاميين في أعقاب خطاب احتفالي أمام منتسبي الليكود استهتر فيه بتحقيقات الشرطة ضده وقلّد أحد الإعلاميين المنتقدين له بسخرية وقلل من شأن رئيس الدولة
المصدر – 20/12/2017
خصص رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، خطابه السنوي أمام منتسبي حزب الليكود بمناسبة عيد الأنوار اليهودي، للحديث عن التحقيقات التي يخضع إليها في الأشهر الأخيرة، والمظاهرات التي تعقد في تل أبيب ضد الفساد في إسرائيل والإعلام الإسرائيلي، مقدما عرضا مسرحيا لن ينسى سريعا، شمل تقليدا لرجال إعلام وإشارة إلى رئيس الدولة دون ذكر اسمه.
وقلّل نتنياهو في الخطاب من شأن التوصيات التي من المرتقب أن تقدمها الشرطة في ملفات التحقيق ضده قريبا، قائلا إن هذه التوصيات ليس لها وزن هاما، فعلى الأغلب تقرأها الشرطة “وتلقيها في سلة المهملات”، حسب وصف نتنياهو، في إشارة واضحة إلى أن التوصيات ضد رئيس الحكومة ستصدر قريبا والآن انتقلت معركة نتنياهو للتقليل من شأنها.
ورغم تكرير جزء كبير من الادعاءات في الخطاب، إلا أن الجديد كان ظهور نتنياهو الذي بدا أنه يستهتر بأعدائه من الشرطة والإعلام واليسار، ويسخر منهم دون حرج، فمثلا قام بالحديث عن الإعلاميين الذين سيعلنون بعد أيام عن “توصيات خطيرة ضد نتنياهو”، ملمحا إلى واحد منهم بوضع أصبعيه على حاجبيه – وهو إعلامي معروف له حواجب غليظة- مما أثار الضحك لدى مستمعيه.
وهيّأ نتنياهو داعميه إلى أن توصيات الشرطة التي ربما يسمعوها قريبا لا تعني شيئا مستشهدا بالتحقيقات التي أجرتها الشرطة مع رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، والتي دامت 3 سنوات ولم تفضي إلى أي اتهامات أو توصيات. لكن المثير في كلام نتنياهو كان حديثه عن ما جرى مع ريفيلن دون ذكر اسمه وكان هذا كافيا بالنسبة لجمهوره لإطلاق نداءات استهتار ضد ريفلين فجاء رد نتنياهو “هذا لا يجوز. قليل من الاحترام أفضل”.
وعن المظاهرات التي تشهدها مدينة تل أبيب في الأسابيع الأخيرة ضد الفساد، قال نتنياهو إنها مظاهرات يأس ينظمها اليسار لأنه لا يقدر على نزع الحكم من اليمين، واتهم جمعيات يسارية بأنها تقف وراءها وهدفها ليس مكافحة الفساد إنما إسقاط حكمه.
وأثار الخطاب ردود فعل سياسية كثيرة كلها أجمعت على أن نتنياهو أوغل في اتهاماته وانتقاداته للشرطة والإعلاميين واليسار، فكتب رئيس حزب العمل، آفي غاباي، منتقدا انتقادات نتنياهو للشرطة “الشرطة لم تتلق هدايا بمبلغ 200 ألف دولار. أنت تلقيت هذه الهدايا”.
وانتقد زعيم حزب “هناك مستقبل”، خطاب رئيس الحكومة، كاتبا “رئيس حكومة يتعامل بهذه الطريقة مع سلطة القانون يجب أن يترك الميدان السياسي. نستأهل رئيس حكومة لا يستهتر بالشرطة ولا يقلد الإعلاميين ولا يدعو جمهوره للمناكفة رئيس الدولة. ولّى عصر الرسميات”.
وكتب محللون عن الخطاب أنه يدل على أن نتنياهو بات مضغوطا من التحقيقات ضده وهو الآن يحاول تقليص الأضرار المتوقعة لصورته في أعقاب التوصيات التي ستقدمها الشرطة قريبا إلى النيابة العامة.
يديعوت أحرونوت / لواء “كفير” بالجيش الإسرائيلي يتدرب على مواجهة حماس بغزة
يديعوت أحرونوت – 20/12/2017
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن تدريبات يقوم بها لواء “كفير” في الجيش الإسرائيلي، لمحاكاة حربا قريبة مع حركة حماس بقطاع غزة.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة العبرية، على موقعها الإلكتروني، مساء الأمس، يتدرب جنود لواء “كفير”، على القتال في مناطق مسكونة تحاكي أحياء بقطاع غزة، وذلك في إطار الاستعدادات للحرب على قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن التدريبات تجري في قاعدة “تسيليم” العسكرية، الواقعة جنوب البلاد. وأن حماس باتت أكثر تنظيما وانضباطا، وان عناصرها، يتبعون لسلسلة قيادية هرمية، وهم يتدربون للقتال مثلما يتدرب لواء “كفير”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلا أن رئيس أركان الجيش، “غادي آيزنكوت”، قد كلف قائد اللواء، “تسيون رتسون”، قبل سنة ونصف، بالمسؤولية عن بـ”الجبهة الفلسطينية” في الضفة وغزة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن قائد لواء “كفير” العقيد تسيون رتسون قوله: “إن التدريبات تهدف لجعل الجنود الأفضل في القتال في المناطق المسكونة”، موضحا “أن هذه المناطق فيها أنواع مختلفة من التهديدات والتحديات، خصوصا تهديد الأنفاق، والصواريخ المضادة للدبابات المتطورة، وحقول العبوات الناسفة”.
وأضاف العقيد تسيون: “أن مقاتلي حماس يستطيعون إطلاق النار من كل مكان، وأن يخرجوا من أي مكان، وأصبحوا عدوا أكثر مبادرة وهجوما”.
وبحسب التقرير، فإن تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن حماس تبذل جهودا كبيرة، في مجال حفر الأنفاق القتالية الداخلية في قطاع غزة، والتي حققت لها إنجازا كبيرا في الحرب الأخيرة، 2014.
موقع سورجيم العبري / منظومة إسرائيلية جديدة لاكتشاف “المهاجمين” وتتبع المفقودين
موقع سورجيم العبري – 20/12/2017
قدّمت وحدة الكلاب الإسرائيلية، منظومة مراقبة متقدمة تحسن مقدرة التتبع من الجو، حيث تساعد المنظومة الجديدة في عملية تتبع المفقودين وكشف محاولات التسلل للمهاجمين داخل المستوطنات، بالإضافة لقدرة تتبع المفقودين.
ونشر موقع سورجيم العبري، تقريرا عن المنظومة الجديدة يحسن استطاعة الوحدة في اكتشاف عمليات التسلل للمستوطنات، قبل أن تتم عملية التسلل، أو تتبع المهاجمين الفلسطينيين قبل وأثناء دخولهم للمستوطنات.
أثناء الإعلان عن المنظومة تم عرض مقاطع فيديو وأفلام خلال عرض المنظومة خلال العمل وهي عبارة عن طائرة صغيرة تحمل كاميرا جديدة والذي تم عرضه أثناء تمرين لاكتشاف المهاجمين وتتبع المفقودين.
وذكر المتحدث باسم وحدة الكلاّب الإسرائيلية، أنه خلال التمرين جرى إطلاق طائرة صغيرة في الظلام لمسافة كيلو متر إلى المنطقة التي تم تحديدها على وجود “مهاجم” أو مفقود.
وأشار إلى أن كلبا ومدربه بدأوا بالتفتيش وتابعوا من خلال متابعة الطائرة الصغيرة للأرض. متطوع من الوحدة انبطح على الأرض بجانب شجرة على مسافة 200 متر من مجال رؤية الطائرة في الليل، ومثّل كأنه “مهاجم” متخفي. حيث استطاعت الكاميرا التقاط حرارة جسم “المهاجم” أو أي شيء حي في المنطقة وتم بثه لمدرب الوحدة. الكلب من خلال الصورة التي بثته لمدربه قاده مباشرة للصورة البيضاء التي تم تحديدها.
الأمر الذي يسرّع عملية التفتيش واكتشاف المهاجمين من خلال الاتصال بين الطائرة ومشغلها على الأرض.
وأضاف المتحدث “على سبيل المثال، عملية قتل عائلة فوغل، في مستوطنة إيتمار على الرغم من الإنذار المسبق لم تستطع القوات التي وصلت إلى المنطقة أن تقتفي أثر المهاجم؛ لأنه ثبت مختبئا في مكانه حتى مغادرة الوحدات للمكان، وبعدها نفذ عمليته”.
وتابع “عملية القتل في إيتمار لم يكن سببها فشل تتبع الوحدة للمقاتل، القصة المعيبة تكررت أيضا في عائلة سلمون في مستوطنة “نفيتسوف”، غرفة العمليات تلقت التحذير عن عملية دخول المهاجم للمستوطنة وعلى الرغم من التحذير استطاع المهاجم أن يمكث 20 دقيقة دون أن يتم اكتشافه حتى أنه استطاع أن يقتل جميع العائلة التي كانت متواجدة في البيت”.
ولفت إلى أن وجود الكلاب مع الصورة المرسلة من الطائرة الصغيرة يعطي الوحدة قوة في إمكانية اكتشاف المهاجمين قبل أن ينفذوا مأربهم.
هآرتس / أنا ايضا كنت شاب إبن 15 سنة – حارب ضد جيش الاحتلال
هآرتس – بقلم أوري افنيري – 20/12/2017
يا الهي، هل هم مجانين؟ هم يتجمعون في وسط القرية، شباب ابناء 15- 16 سنة، يلتقطون الحجارة ويرشقونها على الجنود المدججين بالسلاح، الجنود يطلقون النار، واحيانا فوق رؤوسهم وفي احيان اخرى نحوهم مباشرة. في كل يوم هناك جرحى، وفي كل بضعة ايام هناك قتل. من اجل ماذا؟ ليس هناك أي احتمال لتغيير واقع الاحتلال الاسرائيلي. مع ذلك، هم يستمرون في رشق الحجارة. لماذا؟.
أحد اصدقائي ارسل لي مقال لشاب فلسطيني بالغ، وصف فيه المظاهرة الاولى له قبل بضع سنوات. وهو يعيش في قرية فلسطينية تحت الاحتلال. وكان يكره جنود الجيش الاسرائيلي. عندما كان إبن 15 سنة ذهب مع عدد من اصدقائه الى وسط القرية، وهناك كان الجنود بانتظارهم، كل واحد منهم مسك حجر والقاه على الجنود. الحجارة لم تصل الى الجنود ولم تسبب أي ضرر لهم.
ولكن – هنا وصل وصف هذا الرجل الى ذروة الحماسة – أي شعور مدهش! للمرة الاولى يشعر الشاب أنه يرد الصاع صاعين! هو لم يعد الفلسطيني المهان وعديم الحيلة، لقد استعاد الاحترام لابناء شعبه! حقا، الزعماء الكبار كانوا خاضعين، ولكن ليس هو واصدقاءه! للمرة الاولى في حياته شعر بالفخر، الفخر لكونه فلسطيني، الفخر بأن يكون انسان شجاع! من اجل هذا الشعور كان مستعدا لتعريض حياته للخطر المرة تلو الاخرى، مستعدا لأن يكون شهيدا.
عندما قرأت هذا الوصف أنا ايضا انفعلت، لأنه ذكرني بشيء من شبابي البعيد عندما كنت في ذلك الجيل، إبن 15 سنة. كان ذلك في ايار 1939، البريطانيون نشروا الكتاب الابيض الذي وضع حد للحلم الصهيوني. الحرب العالمية الثانية اقتربت بسرعة، الامبراطورية البريطانية كانت بحاجة الى دعم العالم العربي.
قبل بضعة اشهر من ذلك انضممت الى التنظيم العسكري القومي “الايتسل”. عندها كان هذا التنظيم هو الاكثر تطرفا من التنظيمات، والذي حارب الحكم البريطاني. ان اعدام شلومو بن يوسف شنقا، اليهودي الاول الذي اعدم من قبل الحكم البريطاني، سرع العملية. قررت أن آخذ مكانه.
في المساء تلقيت أمر بالمثول غدا ظهرا في شارع اللنبي قرب سينما المغربي، وذلك لمظاهرة ضد الكتاب الابيض. وصلت قبل الوقت المحدد بكثير وانتظرت بانفعال شديد. بالضبط في الساعة المحددة سمعت نفخ في البوق وسوية مع مئات اعضاء الايتسل وآخرين ركضت نحو موقع التجمع، رددنا الشعار الذي كان يهتف به شخص ما، وسرنا في شارع اللنبي الذي كان في حينه الشارع الرئيسي في تل ابيب ووصلنا الى الكنيس الاكبر. شخص ما صعد على الدرج والقى خطابا حماسيا انتهى بالآية “اذا نسيتك يا قدس…”.
من هناك وصلنا الى المكان المرجو. مكاتب الحكم البريطاني في ميدان الموشاف، شباب شجعان صعدوا الى اعلى، اندفعوا نحو مكاتب سجل السكان والقوا بالاوراق نحو الاسفل وقمنا باحراقها في الشارع.
فجأة ظهر جنود بريطانيون، تم اطلاق النار، ربما فوق رؤوسنا وربما نحونا، كانت هذه المرة الاولى في حياتي التي اطلقوا فيها النار نحوي.
هربنا عن طريق ثقب في جدار خط السكة الحديدية، بعد حوالي مئة متر تقابلنا معا. شعرنا بأننا في السماء، سعداء فوق كل تصور. اظهرنا للبريطانيين الاشرار أن اليهود يمكنهم رد الصاع صاعين! كنا مستعدين لتعريض حياتنا للخطر من اجل الوطن. لقد كان شعبنا يمكنه التفاخر بنا.
كان ذلك قبل 79 سنة، وأنا اذكر تلك الحادثة وكأنها بالأمس، وأعرف جيدا مشاعر الشباب الفلسطينيين “اطفال الحجارة” الذين يعرضون حياتهم اليوم للخطر في مظاهرات عديمة الجدوى. زعماؤنا ينظرون الى اطفال الحجارة باستخفاف، بالضبط مثلما نظر البريطانيون الينا في تلك الايام. ولكن إبن الـ 15 سنة هو قوة عظيمة. فخره يمكنه من أن يرد الصاع صاعين، وبامكان الحرب التي يشنها أن تتعاظم مع مرور الوقت ولا يمكن اخمادها. وكلما ارتفع عدد القتلى كلما زادت قوة الشباب، وكلما زاد القمع كلما زاد التصميم، هذا قانون طبيعي.
الامبراطورية اليهودية في ايامنا من النهر الى البحر تتحول اكثر فأكثر الى دولة ابرتهايد. ما هو رد اليمين الاسرائيلي على ذلك؟ لا يوجد رد. مجموعات هامشية تحلم بطرد عام للعرب، على نمط 1948، لكن ليس هناك شعب يعيد نفس الخطأ للمرة الثانية. مهما حدث، فان الفلسطينيين سيتمسكون بارضهم، هم يسمون ذلك “صمود”. وتأتي على بالي اغنية “قصيدة الفصائل” التي كتبها نتان الترمان قبل سنوات من اقامة الدولة: “لا يوجد شعب ينسحب من خنادق حياته”. الفلسطينيون شعب مثل الشعوب الاخرى.
مؤخرا هناك موضة جديدة، بالاساس في اوساط العرب. هم يقولون أن لنا خيار واحد: إما “دولتان” أو “دولة واحدة”. اذا رفضت القيادة الاسرائيلية بمساعدة الادارة الامريكية حل الدولتين، عندها سيحل محله حل الدولة الواحدة. يهود وعرب يعيشون في دولة مشتركة، هذه هي نهاية الحلم الصهيوني.
بالنسبة لي هذا هراء، اذا كان هناك ساسة عرب يؤمنون بهذه الامكانية انها ستخيف اليهود الى درجة أنهم يوافقون على حل الدولتين فانهم مخطئون تمام، صحيح، عدد من اليهود المتطرفين من اليمين يتحدثون عن هذه الامكانية، لكنهم يعرفون أن هذا سيكون جهنم.
دولة واحدة؟ كيف سيكون جيشها؟ من سيقودها؟ من سيكون الجنود؟ من سيتحكم بالشرطة؟ هل الاغلبية العربية في الكنيست (التي ستغير اسمها الى لجنة) سوف لا تحارب في كل يوم اقلية يهودية؟ هل لن يكون مستوى المعيشة للمواطنين اليهود اعلى من مستوى معيشة العرب؟ هل لن يكون العرب في دولة كهذه جمهور مقموع؟ اسئلة لا تحصى وليس لها اجابات.
الحقيقة البسيطة هي أنه ليس هناك خيار بين “حل الدولتين” وحل “الدولة الواحدة” لأن حل الدولة الواحدة ليس حلا، بل حلم من احلام اليقظة. اذا ألن يكون خيار؟ بالتأكيد يوجد. دائما يوجد خيار، الخيار هو بين “حل الدولتين” وبين “عدم وجود حل”، حرب أبدية.
معاريف الأسبوع / ضبط النفس هو القوة بعينها
معاريف الأسبوع – بقلم بن كاسبيت – 20/12/2017
من المفترض أن يجري اليوم تحقيق الجيش الإسرائيلي حول الحدث الذي أشعل مواقع التواصل في الـ 24 ساعة الأخيرة: المشهد المستفز الذي تظهر فيه ثلاث فلسطينيات شابات، إحداهن من عائلة التميمي، خلال مواجهتهن وتطاولهن ودفعهن، بل وصقعهن لمقاتلين من الجيش الإسرائيلي في قرية النبي صالح. المقاتلان وقفا هناك وتمسكا بضبط النفس المثير للإعجاب، لم يردا ولم يدافعا عن نفسيهما ولم يتحدثا.
في بعض الأحيان ضبط النفس هو القوة بعينها، وفي الحالة التي أمامنا الجنود جديرون بوسام البطولة وليس التوبيخ؛ أن تضبط نفسك في هذا الوضع المستحيل أصعب بكثير من استخدام القوة، وسيما عندما يكون العدو العنيد الذي أمامك هن ثلاثة من الشابات اللاتي يفعلن كل شيء ليضربن لعلمهن التام أن كل رفعة يد يقوم بها جنود مسلحون على فتيات بريئات في الظاهر ستستخدم كسلاح دعائي قتاك في الحرب اللامتناهية التي تدمي القلوب على شبكات التواصل.
هذا الوضع على مشارف قرية النبي صالح يصف بشكل دقيق الفخ الذي تتصرف فيه إسرائيل في مواجهة التحدي الفلسطيني، إليكم غزة مثلًا: التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حماس لا تتطلع إلى التصعيد، الحرب مع إسرائيل الآن ليست مرغوبة لدى حماس التي تفقد بشكل سريع كنزها تحت الأرضي، والتي لم تستفق بعد من صدمة “الجرف الصامد”، ولن تحقق أي مكسب من جولة شتوية أخرى في التوقيت الحالي، كل هذا وما تزال الصواريخ تتسرب.
إسرائيل تستطيع أن تنقض على غزة بمطرقة تزن 5 كغم، وأن تضرب حماس بقوة وتخرق التوازن بطريقة تؤدي إلى تصعيد سريع وحرب أخرى، وبعد شهرين أو ثلاثة، عندما ينتهي كل شيء ويحصي الطرفان قتلاهم سنسأل أنفسنا: ما الذي حققناه؟ وهل تحسن الوضع؟ الاجابة ستكون سلبية، إذًا أليس الأفضل التوقف لحظة؟ على ما يبدو نعم، لكن ماذا عن بريستيج نتنياهو الأمني الزائف؟ وماذا عن بريستيج ليبرمان وبينت الأمني الزائف كذلك؟ ماذا عن الوعود الانتخابية؟ ماذا عن سكان الجنوب؟ هذه الأسئلة يجب الرد عليها أيضًا، ولا رد.
إليكم نبذة مختصرة عن تقديرات الاستخباراتية المستحدثة بشأن غزة وحماس: في ظاهر الأمر ليس لحماس مصلحة في الانجرار إلى الحرب، من جهة أخرى فإنها ملزمة بتخفيف الضغط في مواجهة الوضع المتفاقم (الاقتصاد المنهار، البطالة المرتفعة، الإعمار الذي لا يأتي، المصالحة التي لا تتقدم، إعلان ترامب وغياب الأمل)، إذًا، فحماس تحاول أن تنفس الضغط باتجاه المظاهرات على الحدود، لكنها تجد صعوبة في لجم التنظيمات السلفية المارقة على مختلف أنواعها، والتي تقطر الصواريخ. إسرائيل من جهة أخرى عليها ان ترد، لكنها تحاول أن تفعل ذلك بطريقة لا تحطم فيها الأدوات، يهاجمون مواقع حماس النوعية دون أن يوقعوا خسائر في الأرواح، وهذا يسمح للطرفين بمسح اللعاب عن الوجه وتخيل هطول المطر (الذي لا ينزل). من جهة أخرى، واضح لحماس أن قدرة إسرائيل على ضبط النفس محدودة؛ لذلك فهم يضاعفون جهودهم لمنع إطلاق الصواريخ، انها لعبة يبدو وكأن الطرفان فيها يحاولان بكل ما أوتيا من قوة الامتناع عن حدوث التدهور، ويمثلان أنهما يضربان بعضهما البعض حتى ينزف الدم.
تقديرات الجهات المخابراتية المستحدثة إلى حد كبير تقول بأن الردع الإسرائيلي الذي تحقق بعد “الجرف الصامد” أمام غزة ما يزال موجودًا. في المقابل الأجواء يتعكر صفوها من فوق غزة لسببين: حسن نصر الله الذي صرح مؤخرًا أنه وبعد انتهاء الحرب في سوريا ينوي العودة إلى التركيز على الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وإيران التي عادت لتدعم حماس وتضخ لها إلى يومنا هذا عشرات ملايين الدولارات كل عام. نصر الله ومستخدموه في طهران هم الجهات التي تحفز التصعيد، الا أنهم لم يحققوا بعد النواة الصلبة المطلوبة لإقناع حماس بالخروج إلى جولة انتحارية أخرى. الإيرانيون معنيون بإثراء سلة أدوات حماس في حربها مع إسرائيل، لكن في الوقت الحالي لا ينجحون فعلًا، الأموال تأتي لكن الوسائل القتالية تعترض طريقها، سواء من قبل إسرائيل أو مصر، حصار حماس أكثر فاعلية من أي وقت مضى، ووضع الحركة أصعب من أي وقت مضى؛ وهذا وضع جيد لإسرائيل.
تمامًا مثل حكاية الفتيات في النبي صالح، ضبط النفس في هذه المرحلة هو الحل الأفضل من أجل الخروج من هذه الحالة بدون أضرار. يمكن أن نفقد أعصابنا ونغضب، الأمر الذي سيؤدي إلى أعمال شغب كبرى لن يخرج منها أحد سالمًا، ويمكن ان نحاول استيعاب الوضع لأنه ليس هناك بدائل أفضل من ذلك. في حالة الفتيات يمكن ان نجبي الثمن في فرصة أخرى في الظلام دون شهود وكاميرات، عائلة التميمي يجب ان تتعلم بالطريقة الأصعب ان الاستفزازات الممنهجة تلك في مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي ستكلفها كثيرًا، لدى الجيش الإسرائيلي ما يكفي من القدرات الإبداعية والأدوات لخلق مثل هذه الاسهامات دون ان ندفع ثمنًا شعبيًا باهظًا.
أمام غزة نفس الشيء؛ لن نذهب إلى الحرب إلا إذا عرفنا كيف سنخرج منها، وإذا قدّرنا بأن الوضع مع انتهائها سيكون أفضل من الوضع الحالي، ليس هذا الوضع هو الأفضل مع قطاع غزة هذه اللحظة. غدًا صباحًا يمكن لذلك ان يتغير مثل حقيقة وجودنا في هذا المكان، لكن في الوقت الحالي – كما قيل أكثر من مرة – هناك حالات يكون فيها ضبط النفس هو القوة بعينها، إننا في خضم وضع مماثل.
المصدر / هيلي تتوعد دول العالم في الأمم المتحدة بشأن القدس
قُبَيل الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، أصدرت السفيرة الأمريكية، نيكي هيلي، تحذيرا تهديديا لافتة فيه إلى أن الولايات المتحدة “ستُسجّل وتتذكّر”
المصدر – بقلم عامر دكة – 20/12/2017
بعثت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، رسالة تهديدية إلى كل ممثلي الدول التي تعتزم التصويت في الجمعية العامة غدا (الخميس) ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وحذرت في رسالتها من أن “الرئيس سيراقب التصويت بعناية، وقد طلب منها أن تبلغه عن الدول التي ستصوّت ضد الولايات المتحدة”.
سيُجرى التصويت غدا (الخميس) الساعة العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك بناء على طلب اليمن وتركيا بعد جلسة استماع طارئة حول إعلان ترامب قبل أسبوعين. ‎ ‎ليست هناك للولايات المتحدة في الجمعية العامّة حق النقض، وبالتالي تشير التقديرات إلى أن القرار سيمر. أهمية التصويت رمزية في المقام الأول، وهدفه تعزيز قرارات الأمم المتحدة السابقة، التي تؤيد بموجبها الدول الأعضاء حل الدولتين على أساس خطوط 1967 وتتخلى عن التغييرات في مكانة القدس.
وأوضحت هالي لممثلي الأمم الدول في الأمم المتحدة في رسالتها أن: “الإعلان الأمريكي يشكل اعترافا بأن السلام سيتقدم عندما تكون كل الأطراف صادقة مع بعضها البعض حول حقيقة أن القدس عاصمة لإسرائيل منذ تأسيسها قبل نحو 70 عاما…. للتوضيح، نحن لا نطلب من الدول الأخرى أن تنقل سفاراتها إلى القدس، بل نطلب فقط أن تعترف بالصداقة التاريخية بيننا، الشراكة، والدعم الذي أعربنا عنه، وأن تحترم قرارنا بشأن سفارتنا”.
بالإضافة إلى رسالتها، غردت السفيرة هالي هذه الليلة تغريدة تهديدية في حسابها على تويتر موضحة لممثلي الدول: “في الأمم المتحدة، يُطلب منا أن نفعل ونقدّم الكثير”، لذلك عندما نتخذ قرارا وفقا لإرادة الشعب الأمريكي فيما يتعلق بمكان سفارتنا، فلا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم أن يلحقوا ضررا بنا. سيُجرى يوم الخميس التصويت المثير للانتقاد حول قرارنا. وستُسجل الولايات المتحدة أسماء الدول التي ستعارضها”.
وكما هو معلوم، في بداية الأسبوع‎، اعترضت الولايات المتحدة على الاقتراح المصري ضد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. أيدت 14 دولة من الدول الأعضاء الـ 15 الأخرى الاقتراح.
طالب الاقتراح المصري “التأكيد على أن أي قرار أو إجراء يسعى إلى تغيير طابع القدس مكانتها أو تركيبتها الديموغرافية ألا تترتب عليه أية تبعيات قانونية وألا يسري مفعولها”. وقد استند القرار، من بين أمور أخرى، إلى قرار مجلس الأمن 478، الذي صدر في عام 1980 احتجاجا على “قانون القدس”، الذي أقره البرلمان الإسرائيلي، وهو يشير إلى أن على الدول الأعضاء أن تتجنب إقامة “ممثليات دبلوماسية” في المدينة. قالت هالي بعد التصويت إن الدعم الشامل للاقتراح يمثل “إهانة لا تُغتفر ومثالا آخر على كيف تُلحق الأمم المتحدة ضررا أكثر من الفائدة بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني”.
هارتس / مخطط إسرائيلي لإقامة 3 مستوطنات جديدة بالأغوار
هارتس – 20/12/2017
أعلنت وزارة الاستيطان الإسرائيلية والصندوق القومي الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء عن خطة استيطانية في مناطق غور الأردن، تشمل مضاعفة أعداد المستوطنين هناك، وإقامة 3 مستوطنات جديدة.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن منطقة الأغوار تتواجد فيها 20 مستوطنة يعيش فيها 4500 مستوطن، وأن الهدف من الخطة هو زيادة عدد المستوطنين هناك.
وأشارت إلى أنه في هذه المرحلة لم تعط الحكومة الإسرائيلية موافقتها بعد على إقامة المستوطنات الثلاث، كما لم تخصص ميزانيات لهذا الغرض.
وتنوي الحكومة إقامة 3 مستوطنات تحت أسماء “جفعات سلعيت، بترونوت، وجفعات عيدن”، بالإضافة إلى توسيع المستوطنات القائمة بـ 14 حيًا استيطانيًا جديدًا.
وضاعف الاحتلال الإسرائيلي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة له، من الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
هآرتس / ليس بالقوة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/12/2017
من الصعب الامتناع عن القول انه في اسرائيل الحالية يعد ضبط النفس ضعفا، والتجلد اهانة. هكذا على الاقل يفهم من ردود الفعل على الشريط الذي نشر في الشبكة أول أمس، وبدت فيه فتاتان فلسطينيتان تستفزان ضابطا وجنديا من الجيش الاسرائيلي في قرية النبي صالح. احدى الفتاتين مسلحة بكاميرا، والثانية، عهد التميمي ابنة الـ 16، التي اعتقلت منذئذ، تبدو في الشريط تصفع وتركل الضابط بهدف حمله على الرد امام عدسة الكاميرا، ولكن الجنديين يتجلدان ويمتنعان عن استخدام القوة.
كما أن وزير التعليم نفتالي بينيت لم يتأثر ايجابا من الجنديين المسلحين، اللذين يتجلدان امام قبضتي الفتاتين ابنتي الـ 16. فقد قال في مقابلة مع صوت الجيش ان “الصور صعبة”. مشوق أن نعرف كيف كان سيعقب لو أن الجنديين انجرا الى اعتقال واستخدام القوة “وفقا لتعليمات فتح النار”. فهل عندها ايضا ستكون هذه “صورا صعبة” في نظره؟ في واقع الامر، لماذا نتخيل – فهل وجد الوزير من الصواب ان يشعر بالصدمة من صورة الفلسطيني مقطوع الساقين الذي اطلقت النار على رأسه الاسبوع الماضي؟
لقد قال بينيت انه “يعتمد على رئيس الاركان بان يحقق في الحدث” و “على الجيش الاسرائيلي أن يعرف كيف يصلح الامر”. غير أن حصر المشكلة بـ “الحدث” والأمل بان “يصلح” الجيش الامر ليس سوى جولة سياسية اخرى يجريها بينيت على الجيش. وذلك لانه طالما استمر الاحتلال، ليس للجيش ولن يكون قوة لاصلاح أي شيء. بل العكس: هذا هو أفضل الموجود. المشكلة تكمن بالمهامة التي لا تنتهي والتي يرسل اليها. في الشريط لا نرى الا الواقع اليومي للاحتلال. “كيف ظننتم أن يبدو الواقع، الذي يختبىء خلف كلمات مثل “اخلال النظام؟”” سأل عن حق النائب عوفر شيلح كل من صدم بالشريط.
ويحاول النائب بتسلئيل سموتريتش هو الاخر ان يكسب بضعة قروش سياسية من الشريط ويتهم اليسار بـ “ضعف” الجيش الاسرائيلي. “الخوف من منظمات اليسار وكذا من غياب الاسناد الذي يحظى به الجنود في الميدان من القيادة العليا، يعطيان أثرهما فيسحقان ردع الجيش الاسرائيلي”. هذا تلاعب كاذب آخر. ففي عالم فيه لدى كل طفل وطفلة هاتف مع كاميرا، وكل عمل يوثق وينشر، لا اليسار ولا قادة الجيش الاسرائيلي، بل الواقع هو الذي يسحق قوة ردع الجيش. كل عمل لجنود مسلحين حيال فتاتين ابنتي 16 كان سيعتبر في العالم، وعن حق، كعنف.
بدلا من تحريض الجمهور على المعارضة او على قادة الجيش، كان يجمل بحكومة اليمين أن تعترف بانه لا حل للمشكلة المركزية لاسرائيل غير وقف الاحتلال. وحتى ذلك الحين، ان تعترف على الاقل بالجميل لاولئك الذين يحاولون بكل قوتهم تلطيف حدة الخواطر والصمود بالحد الادنى من القوة في الوضع الصعب الذي تضع اسرائيل فيه أفضل ابنائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى