اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 12 – 2017
يديعوت احرونوت:
– لا تقيلوا أبي وأمي.
– هذا الصباح: اضراب في الاقتصاد.
– التصريح الامريكي: “المبكى يعود لاسرائيل”.
– العيد الخزين لاطفال “تيفع”.
– نتنياهو يخضع للتحقيق للمرة السابعة.
– ليبرمان: حماس تخاف من المواجهة.
– ستاف ستبقى إبنة 17.
– النمسا في أيدي المتطرفين.
معاريف/الاسبوع:
– احتجاج “تيفع”: اضراب كبير ينطلق على الدرب.
– معركة المبكى.
– “خطر استراتيجي”.
– يعطلون الدولة.
– الفلسطينيون: “لن نقبل أي تغيير في القدس الشرقية”.
– فرنسا: اذا استأنف الرئيس ترامب المفاوضات – فسنقف وراءه.
– مقاتل حرس الحدود أصيب في عملية، ومقتل ثلاثة فلسطينيين.
– مشروع قانون: اذا كان يوجد مفقودون – لا نعيد جثامين المخربين.
– “اسرائيل هاجمت مصانع عسكرية ايرانية في سوريا”.
هآرتس:
– الدولة تطلب من النساء السحاقيات اللواتي ينجبن اطفالا الاعلان عن أنهن غير مجرمات جنسيا.
– الجيش الاسرائيلي يستخدم القناصة على حدود قطاع غزة، ومقتل فلسطينيان.
– الدولة تفكر بمنحة اخرى لـ “تيفع” لانقاذ المصانع في القدس.
– آسا كيشر يقيد التصريحات السياسية للمحاضرين – ولكن ساهم في الصراع ضد “نحطم الصمت”.
– زعيم اليمين المتطرف في النمسا سيكون نائب المستشار وحزبه يحصل على حقيبة الداخلية.
– كبير في البيت الابيض: لا نتصور وضعا لا يكون فيه المبكى في السيادة الاسرائيلية.
اسرائيل اليوم:
– الطلب من “تيفع”: اقالة المزيد في الخارج والقليل في اسرائيل.
– محافل في ادارة ترامب: المبكى – جزء من اسرائيل.
– في اسرائيل راضون عن التصريح الامريكي: “لا سيناريو لا يكون فيه المبكى جزء من اسرائيل”.
– اضطرابات وعملية طعن: مقاتل حرس الحدود أصيب بجراح متوسطة.
– رئيس تشيكيا: نستمد الالهام من بطولة اسرائيل.
مـــوقع واللــلا:
يوم غضب، أربعة فلسطينيين قتلوا في مواجهات الجمعة، و400 أصيبوا بجراح.
العثور على جثة ملياردير يهودي وزوجته في كندا، والشرطة الكندية تحقق في الأسباب.
أزمة في البيت الأبيض، وزير الخارجية ترلسون لا يتحدث باسم ترمب.
شخصية رفيعة في البيت الأبيض، حائط البراق يجب أن يبقى إسرائيلياً.
القنـــاة الــثانية الإسرائيلية:
مايك بنس سيزور حائط البراق بصفته نائب للرئيس الأمريكي.
قذيفة أطلقت من قطاع غزة، سقطت على منزل شقيق الناطق باسم حماس في القطاع.
ثلاثة فلسطينيين قتلوا في مواجهات الجمعة.
القنــاة العــاشرة الإسرائيلية:
عن مواجهات يوم الجمعة، مشاركون أقل، إلا أن التطرف في الضفة بارتفاع.
رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ديفد بيتان، وموشه يوسف المتهمون بقضية رشوة متهمان بالتشويش على التحقيق.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 12 – 2017
يديعوت / التصريح الامريكي: “المبكى يعود لاسرائيل”
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر وآخرين – 17/12/2017
بعد أقل من اسبوعين من صنع الرئيس ترامب التاريخ اذ اعترف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، يأتي تصريح آخر من البيت الابيض، هذه المرة في موضوع المبكى.
ففي نهاية الاسبوع قال مصدر في ادارة ترامب في اثناء استعراض للصحافيين قبيل زيارة نائب الرئيس مايك بينيس الى اسرائيل يوم الاربعاء: “نحن لا يمكننا أن نتخيل سيناريو لا يكون فيه الحائط الغربي جزء من اسرائيل”، رغم أنه سارع الى التحفظ وادعى “لكن مثلما قال الرئيس، فان الحدود المعينة للسيادة الاسرائيلية ستكون جزء من التسوية الدائمة”. وأوضح مسؤول كبير آخر في الادارة بأن موقف الرئيس ترامب في موضوع السيادة الاسرائيلية في المبكى غير قابل للتغيير: “نحن نشير الى أنه لا يمكننا تخيل وضعا توقع فيه اسرائيل على اتفاق سلام لا يتضمن الحائط الغربي”.
هذا وتخطط الادارة هذا الاسبوع للعمل بشكل مكثف على مبادرتها للسلام: في بداية الاسبوع سيصل الى اسرائيل مبعوث ترامب الخاص للمفاوضات، جيسون غرينبلاط، للبحث في خطة السلام. ويوم الاربعاء “سيحل محله” نائب الرئيس مايك بينيس الذي يصل الى البلاد، يزور المبكى ويحاول ايضا التقدم في المحادثات. وأوضحوا في البيت الابيض أن زيارة بينيس في المبكى هي زيارة رسمية، وذلك مقارنة بزيارة الرئيس الى المبكى والتي وصفت كزيارة خاصة. ومع ذلك، لا يبدو أن جهة اسرائيلية رسمية سترافق بينيس في زيارته، كما أنه سيلقي كلمة في الكنيست، وبزعم محافل رفيعة المستوى، أن يقول امورا “ذات مغزى ومفاجئة”. وكان بينيس أجل زيارته لثلاثة ايام كي يتمكن من أن يكون عند الحاجة محطم للتعادل في التصويت على الاصلاح الضريبي في مجلس الشيوخ.
وفي البيت الابيض عادوا لدعوة الفلسطينيين الى العودة الى طاولة المفاوضات واعترفوا بأن الولايات المتحدة تشجع مصر والسعودية على ممارسة الضغط على أبو مازن للاستجابة لمبادرة ترامب: “نعتقد أن من المناسب اعطاء الفلسطينيين الوقت لاستيعاب ما حصل. في اللحظة التي يفحصون فيها اقوال الرئيس سيفهمون أن شيئا لم يتغير في كل ما يتعلق باحتمالات التوصل الى اتفاق سلام”.
هذا وخرج آلاف المتظاهرين الفلسطينيين للتظاهر في ارجاء الضفة وقطاع غزة في نهاية الاسبوع. وقتل في المواجهات اربعة فلسطينيين – اثنان في غزة واثنان في الضفة. وفي منطقة قريبة من حاجز بيت ايل نجح فلسطيني في طعن مقاتل من حرس الحدود بعد أن اندس الى مجموعة من الصحافيين في المكان. وأصيب المقاتل بشكل متوسط وأخلي الى المستشفى. وأطلقت النار على الفلسطيني فيما كان يتحزم بحزام ناسف. أما أحد المقتولين في المواجهات على جدار القطاع فكان متظاهر مقطوع الساقين في قصف اسرائيلي في الجرف الصامد وأصبح رمزا بين الفلسطينيين. وأعلن زعيم حماس، اسماعيل هنية، في جنازته قائلا “لا تنازل عن القدس”.
وفي السلطة الفلسطينية شجبوا بيان البيت الابيض في موضوع المبكى وهددوا بتشديد ردود الفعل: “لن نقبل أي تغيير في حدود القدس الشرقية في 1967. الموقف الامريكي يوضح مرة اخرى بأن الادارة توجد تماما خارج المسيرة السلمية”.
وفي مساء السبت أطلق الفلسطينيون صاروخا نحو اسرائيل، فسقط في بيت حانون في نطاق القطاع. وردا على ذلك اطلق منسق اعمال الحكومة في المناطق تحذيرا للفلسطينيين قائلا “محافل الارهاب في غزة تخرب مستقبل سكان غزة بأيديها”.
يديعوت / اعتقال الملياردير الاردني – الفلسطيني – نقمة جواز السفر السعودي
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 17/12/2017
الملياردير صبيح المصري هو الاسم الاول الذي يلعب دور النجم، منذ عشرات السنين في قائمة رجال الاعمال الانجح والاغنى الخمسين في الاردن. أصله من عائلة فلسطينية ثرية من نابلس، وهو خريج كلية الهندسة الكيميائية في جامعة يوسطن في تكساس واعماله التجارية عالمية. إبن عمه هو الملياردير منيب المصري الذي يسيطر على الاقتصاد الفلسطيني. قريب آخر من عائلته هو المستثمر المليونير بشار المصري الذي اقام روابي، المدينة الفلسطينية التي بنيت بتمويل قطري بين نابس ورام الله.
قبل اسبوعين احتفل المصري بيوم ميلاده الثمانين في احتفال ضخم باعثا على الحسد. فقد دعي المئات الى مشروع “آيله” في العقبة، الذي في ملكيته، وكان هناك كل من برز في عالم الاعمال والسياسة في المنطقة، مغنون وفرق موسيقية، العاب نارية اضاءت السماء حتى في ايلات، وضيافة ملوكية. وتحيط اعمال عريس الفرح كل العالم التجاري في الاردن: فنادق، مؤسسات تعليم وصحة، مجمعات تجارية، استيراد وتصدير، وهو معروف ايضا كمتبرع كبير. ولكن درة التاج في نشاطه الاقتصادي هو البنك العربي الذي يرأس فيه مجلس الادارة في الاردن وفي السعودية. المصري معروف جيدا ايضا في أسرة الاعمال عندنا لكل من حاول ايجاد موطيء قدم له في العالم العربي.
في الساعة الثالثة ليلا اعتقل، في مفاجأة دراماتيكية، في طريقه الى مطار الرياض الدولي في السعودية. وقبل أن يتمكن من الصعود الى الرحلة الى عمان، اهتز هاتفه المحمول. فقد طلب أحد ما أن تتوقف السيارة التي تقله الى أن يصلوا اليه. وقبل لحظة من اختفاء آثاره، تمكن المصري من تبليغ الاردن ألا ينتظروه، مما انطوى على تلميح شديد الوضوح بملابسات التأخير. وحسب آخر الانباء من الرياض، فقد انضم المصري رغم أنفه الى عصبة الأمراء، الوزراء والموظفين الكبار في السعودية، المعتقلين في فندق “ريتس كارلتون” الفاخر على قضايا فساد اقتصادي.
من السهل التخمين أن ملك الاردن، الذي فرض الصمت على نفسه، يتفجر غضبا. فيوم الثلاثاء الماضي، قبل أن يسافر الى قمة اردوغان في اسطنبول، قفز عبد الله الى الرياض، الى قصر الملك سلمان. وجلب عبد الله معه إبنه البكر، الحسين، ولي العهد. وحرص الملك السعودي على أن يكون إبنه، محمد، ولي العهد، حاضرا في اللقاء الذي عني بموضوع اعلان ترامب عن القدس. وادعى محللون ومقربون بأن الجانب السعودي حاول، دون نجاح، اقناع الملك الاردني بعدم حضور قمة اردوغان بنفسه. عرضوا عليه أن يخفض مثلهم مستوى التمثيل، وألا يساهم في رفع مستوى مكانة اردوغان. فالتعاون بين تركيا وايران يستفز السعوديين. وفي اللقاء إياه لم تقل أي كلمة، حتى ولو تلميحا، عن أمر الاعتقال الذي اصدره ولي العهد السعودي ضد الملياردير الفلسطيني.
يسمى هذا نقمة جواز السفر السعودي. ما حصل لرئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، الذي يدين بماله للأسرة المالكة السعودية، حصل لمصير المصري. فكلاهما يحتفظان بجواز سفر سعودي، كلاهما اعتقلا في ظروف غامضة. الحريري اضطر الى أن يتلو أمام الكاميرات في الرياض بيان استقالته الغريب، وحالة المصري من شأنها، إذا لم يلح في الأفق تدخل فوري، أن تدفع الاقتصاد الاردني الى الانهيار وتهز الحكم. واستخدم الملك الاردني منذ الآن من اجل تحريره مبعوثه الخاص الى القصور السعودية، باسم عوض الله، الذي يعمل، ليس صدفة، كنائب المصري في ادارة البنك العربي.
حين يكون الناطقون الرسميون صامتين، ومحظور على وسائل الاعلام أن تلمس الامر، فان وسائل التواصل الاجتماعي تتفجر. فالمصري يعتبر ضحية اخرى وقعت في فخ المعسكرات في العالم العربي. ومعقول الافتراض بأن يعود قريبا، مضروبا ومهانا الى الاردن. أما الرسالة التي أطلقت في الفرصة ذاتها لنتنياهو ايضا فقد وصلت: ولي العهد السعودي الشاب لن يسمح لأحد بأن يخرجه من اللعبة، لا في الاقتصاد ولا في السياسة. في موضوع القدس سيواصل العمل مع ترامب، وكل من يحاول تجاوزه أو ادخال ايران من الباب الخلفي، سيتلقى الضربات.
يديعوت / يمكن للسفارة أن تبقى في تل ابيب – إنه الاعتراف وليس العقار، يا غبي
يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – 17/12/2017
كله ضحك، ولكن مع حلول سنة على أدائه اليمين القانونية، يثبت دونالد ترامب رئاسته. في طريقه الأعوج، وبدعم من الحزب الجمهوري، ينجح ترامب في تنفيذ سلسلة من الوعود في حملته الانتخابية: تغيير التشكيلة للمحكمة العليا، القيود على الهجرة، تقليص الانظمة الادارية، الاصلاح الضريبي الذي يحسن أساسا للقطاع التجاري والعشرية العليا والاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، بما في ذلك هذا الاسبوع في الاماكن المقدسة لليهودية في البلدة القديمة.
لقد كان القانون للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، والذي أقر في الكونغرس الامريكي في 1995، عليلا منذ البداية. فقد أمر القانون الادارة بالاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل وطلب اقامة السفارة الامريكية فيها “في موعد لا يتجاوز 31 أيار 1999”. وتضمن القانون عقوبات مالية تفرض على مخططات البناء والترميمات في المؤسسات الدبلوماسية خارج الولايات المتحدة، اذا لم تستكمل اقامة السفارة في موعدها.
لقد خلق القانون مشكلة. فالصلاحيات الحصرية لادارة السياسة الامريكية الخارجية، بما في ذلك الاعتراف بالسيادة على الارض ومكان مدينة عاصمة أي دولة كانت، ممنوحة بقوة الدستور والتفسيرات للرئيس حصريا. يمكن للكونغرس أن يوصي، لا يمكنه أن يأمر الرئيس في كيفية التصرف. ومن اجل انقاذ القانون أضيفت اليه مادة تعيد صلاحيات القرار الى الرئيس: ابتداء من تشرين الاول 1998، قيل فيه إن من حق الرئيس أن يؤجل اقامة السفارة في القدس لفترة حتى ستة اشهر، شريطة أن يتوصل الى الاستنتاج “بوجوب اضطرار لتأخير اقامتها (السفارة) للدفاع عن المصالح الامنية القومية للولايات المتحدة”.
وكما هو معروف، فان كل الرؤساء منذئذ وحتى اليوم وقعوا كل نصف سنة على وثيقة تسمى “القول الرئاسي”، الذي كتب فيها بالفعل بأن اقامة السفارة في القدس في هذا الوقت تعرض للخطر المصالح القومية – الامنية الامريكية. كما أن التوقيع أزال ايضا التهديدات المالية على وزارة الخارجية. ووقع الرؤساء الامريكيون على الوثيقة لاعتبارات سياسية، ولكن ليس أقل من ذلك لأن أحدا منهم ما كان يمكنه أن يسلم بتدخل الكونغرس الفظ في سياستهم الخارجية، فما بالك العمل بموجبه.
ولكن ماذا؟ تلك المادة إياها في القانون التي تسمح بتأخير تطبيقه، لا تتناول على الاطلاق الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. فالرؤساء الذين سبقوا ترامب ايضا كان بوسعهم أن يفعلوا بالضبط ما يفعله هو: التوقيع على التأخير نصف السنوي في تنفيذ القانون على الارض، وفي نفس الوقت التوقيع على اعتراف رئاسي يعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل. أما هم فقد قالوا غير ذلك.
وماذا يساوي الاعتراف بدون نقل السفارة؟ كل شيء. فالعقار ليس هو ما يقرر الامر. صحيح أنه دارج أن تقام السفارات في عواصم الدول، ولكن هذا هو عرف ليس أكثر. فمثلا، حتى قطع العلاقات الدبلوماسية في 1967 كانت سفارة الاتحاد السوفييتي في اسرائيل في رمات غان؛ هذا لم يجعل رمات غان عاصمة اسرائيل ولا حتى في نظر السوفييت. أما اعلان ترامب الموقع بالاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل فيثبت مكانة كهذه في كل المنظومة الفيدرالية الامريكية – وهذا هو التغيير الدراماتيكي، دون صلة بالمكان المادي للسفارة. فوزير الخارجية ومساعدوه يمكنهم أن يتملصوا من مسألة موعد التغيير في وثائق الدولة الرسمية، ولكنه لا بد سيأتي – وقريبا.
حين تبدأ القدس في الظهور كعاصمة اسرائيل في منشورات الادارة امريكية ومؤسساتها، فان الاتحاد الاوروبي ايضا سيكون مطالبا بأن يقرر ما هي عاصمة اسرائيل. وألا يكتفي، مثلما هو الحال الآن، بالقول إن القدس ليست كذلك. هذا يشرح الغضب الدبلوماسي في اوروبا على اعلان ترامب: فلا يوجد شيء كريه أكثر من قبل وزارات الخارجية في الاتحاد الاوروبي من قرارات ايجابية في مسائل الشرق الاوسط.
من السابق لأوانه أن نخمن كيف سيؤثر اعلان ترامب على المسيرة السياسية العالقة. فمنذ بدايتها اتفق المشاركون فيها على أن يبقى موضوع القدس والاماكن المقدسة فيها الى النهاية، بصفته الجوزة الأمنع على الكسر. أما ترامب فيقلب الترتيب؛ اعلاناته المباشرة وغير المباشرة تضع مسألة القدس كلها كنقطة بدء للمفاوضات. من يدري، لعل هذه هي “نقطة ارخميدس” التي منها سيكون ممكنا انقاذ كل المسيرة من الوحل الشال. ونأمل ألا يكون العكس.
يديعوت أحرنوت / عن الشهيد أبو ثريا : “شهيد ليس ككل الشهداء”
يديعوت أحرنوت – 17/12/2017
كتبت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية: مئات شاركوا في تشييع ثلاثة فلسطينيين سقطوا في مواجهات يوم الجمعة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحدهم كان إبراهيم أبو ثريا، أبو ثريا قطعت ساقيه في قصف إسرائيلي على قطاع غزة في العام 2008. أبو ثريا الذي استشهد في مواجهات الجمعة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي كان متظاهر دائم على حدود قطاع غزة، وصل للمظاهرة بكرسيه المتحرك، وبعد مقتله عرضت الكثير من الصور والأشرطة يظهر فيها وهو يتظاهر على حدود قطاع غزة.
إسماعيل هنيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس شارك في جنازته، الفلسطينيون يؤكدون(حسب تعبير الصحيفة) أن قناصاً إسرائيلياً أطلق رصاصة على رأسه، جهات في جيش الاحتلال الإسرائيلي ادعت أن التعليمات هي إطلاق النار على الجزء السفلي من الجسم على المحرضين المركزيين.
وعن الشهيد كتبت يديعوت أحرنوت، إبراهيم أبو ثريا، أعزب، يبلغ من العمر 29 عاماً، يعيش مع ذويه، وهو بدون عمل منذ إصابته في العام 2008، أصيب حينها بقصف مروحية إسرائيلية بعد أن قام بإنزال العلم الإسرائيلي، ورفع العلم الفلسطيني على المنطقة الحدودية.
وتابعت يديعوت أحرنوت، شهود عيان، وصحفيون قالوا لوكالة الأنباء الفرنسية، ساعات قبل استشهاده تسلق أحد الأعمدة وقام برفع علم فلسطين عليه، أخيه سمير قال: “وضعه لم يمنعه من الخروج والتظاهر نصرةً للقدس، وهو يذهب لوحدة للتظاهرات”.
هآرتس / الشجعان والخائفين
هآرتس – بقلم عميره هاس – 17/12/2017
ضوء السيارات كشف داخل الظلام عن جنديين، بنادق وكل ما تبقى، في مدخل بلدة الرام المكتظة، تقابلت أعيننا للحظة كما يقولون. على وجوههم تظهر الوقاحة، الجهالة والخوف. كم هم صغارا فكرت في نفسي. وأيضا فكرت وما يفكر فيه كل من يقود بالقرب من الجنود: أي انحراف بسيط للسيارة، سيظنون أن هذه السيدة ستدهسهم، وبعد ذلك سيظهر تحقيق الشرطة العسكرية انهم شعروا بالخطر على حياتهم وتصرفوا كما هو مطلوب. لذلك قلت لنفسي عليكِ ان تقودي بحذر. وواصلت التفكير “كم هم شبانا صغارا”.
من المشكوك فيه جدا أنكم ستجدون خوفا في أعين هؤلاء الجنود والذين في يوم الجمعة أطلقوا نيرانهم القناصة على ابراهيم ابو ثريا ابن الـ 29 عاما. لقد كانوا في الجانب الثاني من جدار الفصل، شرقي حي الشجاعية في غزة. ربما في برج مراقبة، وربما فوق تلة أو في سيارة جيب مصفحة، كان ذلك الذي اطلق صلية تجاه المتظاهرين. ما هو الخطر الذي كان محدقا بهم من أبو ثريا؟ لقد برز من بين جمهور المتظاهرين: مقطوع الارجل، يسير على كرسي متحرك أو ينزل منه ويتقدم بمساعدة صديقيه بسرعة على الكثبان الرملية باتجاه الشرق. هل شجاعته وغياب الخوف الذي أظهره استفز احد الجنود في الجانب الاسرائيلي من جدار الفصل؟
أبو ثريا جرح خلال قصف الجيش الاسرائيلي على غزة في 2008 – 2009 وأرجله قطعت. مراسلة في موقع الاخبار الفلسطيني “وطن” كتبت في 2015 بانه هو واصدقاؤه حينئذ كانوا هدفا للقصف الاسرائيلي في معسكر اللاجئين “البريج”. منذ أن تماثل للشفاء من اصابته الخطيرة عمل في تنظيف زجاج السيارات في شوارع غزة، يتنقل فيما بينها بكرسيه المتحرك. فيلم قصير لا يتضح تاريخه، يظهره وهو يتسلق معلقا بيديه على عمود كهربائي في المنطقة الحدودية في غزة ويرفع علما وفي فيلم آخر يبدو أنه من أول امس – يجلس على كرسي متحرك فوق تلة مكشوفة امام الجدار وأيضا يرفع علم فلسطين. أول امس بعد الظهر قال أمام عدسة التلفزيون ان المظاهرة هي رسالة للجيش المحتل الصهيوني بان هذه هي ارضا ولن نستسلم. فيلم من أول أمس يظهره على كرسي بين عشرات الشباب الغاضبين، ورأسه مدلى عندها يرفعونه ويحملونه الى سيارة الاسعاف ويرافقونه الى المستشفى. في المساء تم الاعلان عن موته، من رصاصة اصابت رأسه. هل هذه الافلام المحررة حذفت اي مشهد تجريمي؟ على سبيل المثال ابو ثريا يوجه قذيفة من أجل اطلاقها تجاه الجنود؟ ليس هذا هو السبب الذي جعل قناصا اسرائيليا يطلق النار على رأس شاب مقطوع الارجل على كرسي متحرك – هذا الامر يتعلق بفضيحة للمتحدث باسم الجيش والمتحدث باسم منسق اعمال الحكومة في الحكومة، لماذا لم ينشروا بيانا للصحافة عن احباط اطلاق قذيفة من قبل متظاهرين ومنعت الاضرار بجنودنا؟
اشخاص يفهمون ما وراء الامور حذروا انه في نهاية شارع مخيم اللاجئين “الجلزون” يوجد جنود، ولهذا ايضا يوجد مطلقي حجارة. ولكن لم يكن هنالك مجال للرجوع. مطلقي الغاز المسيل للدموع تزايدوا وازداد الطريق التواءً. من خلف البيوت شارك عدد من الشبان – كم هم صغار. كانوا يحملون الحجارة، ولكن في نفس الوقت لم يرموها. من جانب آخر بالقرب من الجدار الذي يحمي مستوطنة بيت ايل وقفت مصفحة مخيفة وعدد من الجنود الى جانبها. ربما كانوا شرطة حرس حدود. الفزع أنسى عدد من التفاصيل. تحت قبعات الجنود الواقية للرصاص وعن بعد من الصعب ان تحدد كم هم صغارا. الفظاظة والجهالة رسمت بخطوات أرجلهم.
محاولة الخروج من رام الله الى بيت لحم (حفلة موسيقية وفرقة اطفال) في يوم الجمعة لم تنجح. في مفترق السيتي إن، في الطريق الى حاجز بيت ايل، كان هنالك عدد من الشبان – كم هم صغارا – سحبوا من سيارة اطارات من أجل احراقها. فهمت: ان علي أن اتوجه الى قلنديا. السفر الى هناك ازدادت مدته. هنا المصلون يخرجون من المسجد، هنا مشاة يسيرون في منتصف الشارع، اشخاص معهم سلالا جاءوا من السوق، وهناك سيارات في وقوف مزدوج وشبان خرجوا من احد قاعات الافراج وبايديهم كاسات من القهوة وقطعة حلوى. صفارات سيارة الاسعاف التي انطلقت بسرعة من اتجاه الحاجز كانت تشير الى ما سيحدث. عدة عشرات من الامتار، وسحب الغاز المسيل للدموع كانت تظهر بوضوح. تولدت الرغبة لفحص وضع ما سيخرج من سجن الخمسة نجوم، رام الله. بعد ذلك تم الاعلان عن قتل في حاجز بيت ايل وجريح بجراح خطيرة من قلنديا.
في جولة الصباح مع اصدقاء، في يوم الجمعة يقول احدهم: “من الجانب الاول اعتقد أن علي أن أكون الى جانب الشباب الشجعان هؤلاء في الحاجز. ومن الجانب الاخر أنا اعرف انه فقط اذا خرجنا بمئات الالاف الى الحواجز وايدينا في جيوبنا، فان شيء ما سيتغير”. تقول احدهن: “في احد المرات سمعنا عن جرح في غزة وكل الضفة اشتعلت. اليوم يسمعون عن قتيل في رام الله أو شاب ذهبت عينه من قنبلة غاز مسيل للدموع، ونحن نقول آي.آي.آي، نهز رؤوسنا ألما ونواصل حياتنا”. الرجل الذي يعيش في الشارع المتفرع من حاجز بيت ايل فتح بيته لمن هربوا من امام الغاز المسيل للدموع. منديل مغموس بالكحول وزعه المسعف على الهاربين، كاسعاف، ولكن فقط في البيت المحمي هدأت الحرقة والدموع. المضيف قال: “القيادة معزولة. لا يهمها الشعب. فقط المال والكراسي. لا أستطيع ان اقول للشباب الا يذهبوا الى الحاجز، ولكنني اعرف ان شجاعتهم هي عبثا.
هآرتس / لعدم وجود أرجل فقط أطلق – القناص النار على الرأس
هآرتس– بقلم جدعون ليفي – 17/12/2017
أحد القناصة من الجيش الاسرائيلي لم يستطع اول أمس التسديد نحو الجزء السفي من جسم الضحية – ابراهيم ابو ثريا لم يكن لديه جزءا سفليا. نصف انسان، شاب ابن 29 عاما، ماسح سيارات من مخيم اللاجئين “الشاطيء” في غزة جرح جراحا خطيرة جراء القصف الاسرائيلي في عملية “الرصاص المصبوب” في سنة 2008، وقطعت رجلاه على طولها. منذ ذلك الحين كان يسير على كرسي متحرك. بالامس استكمل الجيش الاسرائيلي المهمة: قناص أطلق النار على رأسه بنيران حية وقتله.
تسلسل الامور أول أمس كان مرعبا: أبو ثريا كان يدفع على كرسي متحرك من قبل اصدقاءه، وهو يدعو للنضال ضد قرار الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل؛ ابو ثريا يزحف على الارض نحو الجدار الذي يسجن القطاع الذي يعيش فيه؛ ابو ثريا يلوح بعلم فلسطين؛ أبو ثريا يرفع كلتا يديه بعلامة النصر؛ ابو ثريا النازف والمحتضر مرفوعا على ايدي اصحابه؛ جثة ابو ثريا الميت موضوعة على النقالة. النهاية.
القناص الاسرائيلي لم يكن باستطاعته أول امس التسديد نحو الجزء السفلي لضحيته ولهذا اطلق النار على رأسه وقتله. بالامكان الافتراض انه رأى بانه يطلق النار على شخص مقعد على كرسي متحرك، الا اذا كان قد أطلق النار الحية بدون تمييز داخل جموع المتظاهرين. أبو ثريا لم يعرض حياة أحد للخطر، كما هو مفهوم، لم يستطع شخصا مقطوع الارجل وغير مسلح على كرسي متحرك، المسجون خلف الجدار، ان يعرض حياة أحد للخطر؟ كم من البلادة والشر يجب أن يتوفر من أجل اطلاق النار على مقعد فوق كرسي متحرك، ليس هو الفلسطيني المقعد الاول الذي يقتله الجنود الاسرائيليين ولن يكون الاخير الذي يقتله اكثر الجنود اخلاقية في العالم أو غير أخلاقية.
ان قتل المقعد المعتقل مرت في اسرائيل مر الكرام. كان واحدا من الثلاثة المتظاهرين الفلسطينيين الذي قتله الجيش أول أمس، أمر روتيني تماما. من السهل تصور ماذا كان سيحدث لو ان الفلسطينيين قتلوا اسرائيليا على كرسي متحرك. لثارت الدنيا: كم من الكلمات كانت ستكتب عن قساوتهم وبربريتهم. كم من الاعتقالات كانت ستنفذ وكم من الدماء كانت ستسفك كرد على ذلك. ولكن عندما يتصرف جنود جيش الدفاع الاسرائيلي ببربرية، فان اسرائيل تصمت وحتى أنها لا تظهر اي اهتمام. لا صدمة ولا خجل ولا شفقة. اعتذار، ندم او اظهار أسف فقط هذه امور خيالية. تقديم للمحاكمة للمسؤولين عن القتل الفظيع هذا هو هذيان. ابو ثريا كان يستحق الموت لانه تجرأ على المشاركة في احتجاج ابناء شعبه، وقتله لا يهم أحدا لانه فلسطيني.
غزة مغلقة امام الصحافيين الاسرائيليين منذ 11 عاما. ولهذا بالامكان فقط تخيل مجرى حياة وموت ماسح السيارات من مخيم الشاطيء. كيف شفي من جراحه الخطيرة، بدون اعادة تأهيل مناسبة في غزة المحاصرة بدون احتمال أن يحصل على ارجل اصطناعية، وكيف اعتاد على الكرسي المتحرك القديم غير الكهربائي، ليسير في الازقة الرملية لمخيمه. كيف واصل العمل في تنظيف السيارات بالرغم من اعاقته، لانه لم يكن لديه خيارا آخر. ايضا ليس للمقعد. كيف واصل النضال مع اصدقائه بالرغم من اعاقته.
ليس هنالك اسرائيلي يستطيع تصور الحياة في قفص كهذا، أكبر قفص في العالم، قطاع غزة في إطار التجريب الجماعي على البشر لم ينتهِ. يجب رؤية الشبان اليائسين الذين اقتربوا من الجدار في مظاهرة أول أمس، مسلحين بالحجارة التي لا تستطيع ان تصل الى اي مكان، يرشقونها من وراء القضبان المسجونين خلفها. لهؤلاء الشباب لا يوجد أي أمل في حياتهم. حتى وهم يسيرون على رجليهم. هذا الامل كان اقل لدى ابو ثريا.
هنالك شيء ما يثير الاحترام والشفقة في نفس الوقت في صورته وهو يرفع علم فلسطين من سجنه المزدوج، الكرسي المتحرك وبلاده المحاصرة؛ ليس مثل ابو ثريا من يعبر عن وضع ابناء شعبه. بعد وقت قصير من تصويره، وصلت حياته المعذبة الى نهايتها. عندما ينادون في اسرائيل كل اسبوع “نتنياهو لسجن معسياهو” يجب على احد ما أن يبدأ بالحديث أخيرا أخيرا أيضا عن محكمة الجنايات في هاغ.
هآرتس / نتنياهو يشكر ترامب لنيته استخدام الفيتو ضد القرار المصري
هآرتس – 17/12/2017
قدّم رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن أعلنت الولايات المتحدة نيتها استخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذي ستقدمه مصر الثلاثاء المقبل لمجلس الأمن للتصويت عليه.
ووفق ما نشرته هآرتس العبرية، فإن القرار المصري يدعو لإلغاء قرار ترامب الذي أعلن فيه بأن القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، دون أن تشير مصر لاسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو حتى لاسم الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة “الإسرائيلية”: “أقدّم الشكر للرئيس ترامب على زعامته وحزمه في الدفاع عن الحقيقة”.
وأضاف: ” سنستقبل الأربعاء المقبل بكل دفء نائب الرئيس مايك بنس، فهو صديق عظيم لنا وصديق القدس”.
صحيفة إسرائيل اليوم / النمسا تقرر الاعتراف بـ”إسرائيل” دولة يهودية
صحيفة إسرائيل اليوم العبرية – 17/12/2017
كشفت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية النقاب عن أن الحكومة النمساوية الجديدة التي يرأسها رئيس حزب الشعب المحافظ سيباستيان كورتز، تنوي الاعتراف بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل.
وقالت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية، الصادرة اليوم الأحد، إن هذه هي المرة الأولى التي تقرر فيه حكومة نمساوية الاعتراف بصورة لا لبس فيه بإسرائيل كدولة يهودية إلى جانب الالتزام بمواصلة الجهود للتوصل إلى حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي من شأنه أن يوفر لإسرائيل حدودا أمنية طويلة الأمد إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة.
واشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا في زمن المستشار الألمانية انجيلا ميركل هي الدول الاوروبية، التى اعترفت بالطابع اليهودى لاسرائيل.
وذكرت الصحيفة، أن الحكومة النمساوية الجديدة، “اعترفت بصراحة عن مسؤولية النمسا، بما يسمى المحرقة اليهودية ومسؤوليتها عن ذلك وهنا يعد سابقة سياسية”.
وقالت الصحيفة، “إن موافقة حزب الحرية اليميني الذي يشارك في الائتلاف الحاكم في النمسا، على إدراج هذه النقاط في سياسة الحكومة الجديدة تشير إلى السياسة الجديدة للحزب فيما يتعلق بالماضي النازي للنمسا وإسرائيل”.
وكانت إسرائيل علقت في العام 2000 علاقاتها مع النمسا للاحتجاج على وجود حزب الحرية اليميني المتطرف في الائتلاف الحكومي بزعامة يورغ هايدر الذي اعتبر معاديا للاجانب ومعاديا للسامية.
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون في عام 2003 إعادة تطبيع العلاقات مع النمسا .
معاريف / تخوف من تصعيد غير مقصود
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 17/12/2017
مع أن العنف السياسي في المناطق يواصل كونه مضبوطا وتحت السيطرة، ولكنه يمتنع عن التوقف. فبعد عشرة ايام من اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة اسرائيل، تظاهر في نهاية الاسبوع نحو عشرة آلاف فلسطيني في الضفة وفي غزة واصطدموا بقوات الامن.
بالتوازي يتواصل اطلاق الصواريخ، وإن كانت لا تصل الى الاراضي الاسرائيلية. فمنذ موجة العنف الحالية، أطلق نحو اسرائيل 25 صاروخا، اجتاز 13 منها الحدود، أما الباقي فسقط أو تفجر في اراضي القطاع، بما في ذلك واحد أصاب مدرسة، كانت فارغة من تلاميذها، وآخر، أصاب منزل عائلة نشيط كبير في حماس.
معظم الصواريخ هي للمدى القصير جدا وبعضها من طراز القسام. اثنان منها سقطا في سدروت في نهاية الاسبوع الماضي. وتم قصف الصواريخ اغلب الظن من منظمات عاقة لا تقبل إمرة حماس وبعضها ذات توجه سلفي. كما أن هناك بعضا من الصواريخ اطلقتها عصبة انسحبت من فتح واصبحت مستقلة.
في جهاز الامن يجدون صعوبة في أن يقولوا الى أين يتجه ميل العنف: نحو الخبو أم بالذات نحو التصعيد، ويأملون في أن تتدخل مصر مع حماس لتؤدي الى تهدئة في التوتر المتصاعد.
أما حماس، وفقا لتقديرات جهاز الامن، فتحاول منع اطلاق النار، ولكن بخلاف الماضي فانها تفعل ذلك ليس بوسائل القوة، بل بمحاولات الحوار مع الجهات العاقة وشرح الوضع لها. كما أن حالة التفجر تتصاعد ايضا على خلفية احياء الذكرى الثلاثين على تأسيس حماس. فالمنظمات العاقة، التي تطلق الصواريخ، تحاول تحدي الحركة وتعرضها كمن تخون وتبتعد عن قيمها الاساسية. وبالتالي، مع أن حماس لا تطلق الصواريخ وتحاول منع اطلاقها، فمن اجل الحفاظ على مكانتها تجدها تعمل على دفع المظاهرات في غزة الى الامام، تدعو الى الخروج للتظاهر في الضفة وتجتهد لتنفيذ العمليات في الضفة، مثل العملية التي كشفت المخابرات الاسرائيلية النقاب عنها، باعتقال خلية خططت لاختطاف اسرائيلي، جندي أو مستوطن. والخوف في جهاز الامن هو من سوء التقدير، الذي لا تفهم فيه قيادة حماس السلوك الاسرائيلي وتفسره بشكل مغلوط. ولما كانت قدرات حماس في الحصول على المعلومات الاستخبارية عن اسرائيل تقل، فهي تتغذى بغير قليل مما يكتب في وسائل الاعلام الاسرائيلية وتحاول أن تفهمها وتفسرها.
ينبغي الافتراض بأن التقارير في وسائل الاعلام في الايام الاخيرة، والتي تتحدث عن تصعيد في التوتر، أدت بحماس لأن تزيد من جاهزيتها، خوفا من عملية عسكرية اسرائيلية.
كما أن تصريحات الزعماء الاسرائيليين، يمكنها أن تؤدي الى سوء التقدير إياه، الذي يؤدي بالطرفين الى التصعيد الى فقدان السيطرة.
ومع ذلك، فالتقدير الاستخباري الاساس لم يتغير. حماس والسلطة الفلسطينية غير معنيتين بالمواجهة. ولكن اذا كانت موجة العنف، عمليات الافراد والاحتجاجات ستتواصل، وعلى الرغم من التغيير، يمكن أن يقع تصعيد يذكر بالاسابيع التي سبقت الجرف الصامد، حين لم يكن الطرفان يرغبان في الحرب وانجذبا اليها.
هآرتس / فلسطين وطني؟
هآرتس – بقلم سلمان مصالحة – 17/12/2017
لقد هدد أكثر من مرة محمود عباس بانه سيستقيل، ويحل السلطة الفلسطينية ويعطي المفاتيح لحكومة اسرائيل. التهديدات كالعادة اختفت وكأنها لم تكن وواصل الجلوس في المقاطعة ويتصرف كرئيس فلسطيني.
الزعماء العرب لا يستقيلون ويخلون الساحة لقيادة جديدة. لا يتفوهون في اي يوم بجملة مثل “لم أعد استطيع المواصلة”. بالاحرى عندما يدور الحديث عن شخص مثل ابو مازن والذي لم يخرج في يوم ما من المقاطعة سوى للقاءات مع زعماء في خارج البلاد. هو لم يتجول في قلقيليا وطولكرم. هو لم يزر جنين ولا الخليل. هو لم يذهب الى بلعين ليكون مع المواطنين الذين تظاهروا ضد الجدار مثلما فعل سلام فياض الذي اشغل لفترة قصيرة وظيفة رئيس الحكومة الى أن تم ابعاده. لقد قام فياض بذلك، نظرا لانه ابن المكان المغروس داخل وطنه. ليس الامر كذلك مع محمود عباس، الذي اصله من صفد.
الامر يتعلق بتصور الوطن في الواقع العربي والفلسطيني. خلافا للرؤية الصهيونية الواسعة لمفهوم الوطن، فان الفلسطينيين يرون المفهوم بصورة مقلصة. الرؤية الفلسطينية تقصر الوطن على حدود البلد والعشيرة وليس أكثر.
من أجل فهم هذه المسألة يجدر العودة وقراءة اقوال محمود درويش، “الشاعر الوطني” الفلسطيني: “أنا من هناك ولي ذكريات: ولدت كباقي البشر. لي أم وبيت له الكثير من النوافذ. يوجد لي اخوة، اصدقاء وسجن له نافذة باردة…/ تعلمت كل الكلمات وحللتها، من أجل أن اركب كلمة واحدة هي الوطن” (من مجموعته الشعرية”ورودا اقل”).
ما هو وطن درويش؟ لا يدور الحديث عن الفضاء الفلسطيني كله. وطنه مقلص جدا. في المقابلة التي نشرت في “النيويرك تايمز” في 2001 اعترف درويش بهذا الشأن: “لم أكن سابقا في الضفة الغربية، لهذا فهي ليست وطني الشخصي. بدون ذكريات ليس هنالك علاقة حقيقية مع اي مكان كان”. بكلمات اخرى وطن الشاعر الوطني الفلسطيني يختلف عن الوطن في الرؤية الصهيونية. الوطن الفلسطيني شخصي، ويقتصر على فضاء القرية، الحامولة والقبيلة. هذه الرؤيا هي العائق الاكبر الذي يقف أمام انهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
طالما أنه يحمل صفة “رئيس فلسطين” فان ابو مازن سيواصل الجلوس هنا وتمجيد اسم فلسطين. ولكن هذا الاسم سيحمله عبثا. محمود عباس الذي جاء من صفد لا ينظر اليه كهذا في رام الله وفي مدن الضفة الغربية.
لهذا عباس لن يستقيل. معنى الاستقالة من جهته هو الهجرة من فلسطين. هو لن يذهب للسكن في أريحا أو في غور الاردن، من أجل احياء يباب فلسطين. هو لن يقول للشباب الفلسطيني بان يتبعه لاحياء الصحراء. عباس يعرف بانه اذا استقال فليس له شأن في رام الله وسوف يغادر فلسطين الى واحد من دول الخليج وربما الى الاردن من أجل ان يكون مع عائلته، مع وطنه الشخصي، الذي ليس موجودا هنا. لو كان للفلسطينيين خيال عربي متطور لكانوا يتصرفون بصورة مختلفة. في الوضع الحالي يقف امامهم خياران: الاول هو رمي المفاتيح على طاولة حكومة اسرائيل التي ستدير الاحتلال، والنضال من اجل دولة واحدة متساوية الحقوق لكل مواطنيها. الخيار الثاني هو تنظيم احتجاجات شعبية ضد “فاسدي اوسلو” الفلسطينيين، الذين جيء بهم من بعيد واسقطوا كقيادة خاضعة للنزوات الاسرائيلية. هؤلاء يجب عليهم اخلاء الطريق امام قيادة أصيلة، مغروسة عميقا في المكان. قيادة كهذه موجودة، وهي تعيش في السجن الاسرائيلي. الفلسطينيون يجب عليهم انتخاب مروان البرغوثي كرئيس لفلسطين اثناء وجوده في السجن الاسرائيلي. وعليهم تعيين سلام فياض وهو رجل نزيه ومشهور كرئيس لحكومة فلسطين المحتلة.
فقط قيادة فلسطينية مغروسة عميقا في وطنها الشخصي يمكنها اتخاذ قرارات بشأن اتفاق ما بين فلسطين واسرائيل حول السلام ما بين دولتين قوميتين.
اسرائيل اليوم / لمن ستمزق الوجه يا عميرام لفين؟
اسرائيل اليوم – بقلم اوري هايتنر – 17/12/2017
بعد وقت قصير من التوقيع على اتفاق اوسلو، في تشرين الثاني 1993، قدم يوسي بيلين، مهندس اتفاق اوسلو، مقابلة صحافية لابراهام تيروش في “معاريف”. وقال إن “الاختبار الاكبر للاتفاق سيكون اختبار الدم. اذا تبين أنهم لا يتغلبون على الارهاب – فهذه تسوية مؤقتة، ومع كل الصعوبة التي في ذلك، لن يكون لنا مفر غير التراجع عنها. اذا رأينا أن مستوى العنف لا يهبط، لن يكون بوسعنا التقدم الى الامام، وبالتأكيد لن ننفذ التسوية الدائمة. واذا لم يكن أي مفر، فسيعود الجيش الاسرائيلي الى الاماكن التي يوشك على تركها”.
قال – قال. وماذا حصل؟ فور الانسحاب من غزة وأريحا بدأ ارتفاع غير مسبوق في الارهاب الفلسطيني. ومع ذلك، واصلت اسرائيل المسيرة، وقعت على اتفاق اوسلو ب وانسحبت من مناطق عديدة. الارهاب تعاظم بقوة أشد، ومع ذلك، توجه اهود باراك الى كامب ديفيد مع عرض بعيد الأثر. هذا العرض رُد هو الآخر بالدم والنار واعمدة الدخان، في هجمة ارهابية هي الأشد في تاريخ الدولة. وفقط بعد أكثر من ألف قتيل وسنتين من هجمة الارهاب، دخل الجيش الاسرائيلي الى اراضي السلطة الفلسطينية وأخذ المسؤولية الامنية العليا.
في الفترة التي تلت اتفاق اوسلو، درج اسحق رابين على القول إنه اذا خرق الفلسطينيون الاتفاق، فسيحتل الجيش الاسرائيلي من جديد في نصف يوم كل المناطق. قال – قال. وماذا حصل؟.
عشية اقتلاع غوش قطيف أعلن اريئيل شارون مرة اخرى بأنه اذا أطلقت رصاصة واحدة من الاراضي التي ننسحب منها فسيرد الجيش الاسرائيلي بكل القوة، وهذه المرة – بشرعية دولية كاملة. قال – قال.
كما أنه أعلن بأنه “لن يكون انسحاب تحت النار”. كان انسحاب تحت النار. وبعد الانسحاب أطلقت في كل سنة آلاف الصواريخ وقذائف الهاون نحو بلدات “غلاف غزة” ومدى النار ازداد. عندما ردت اسرائيل في “الرصاص المصبوب”، تلخصت الشرعية الدولية بفرية غولدستون. وهذا يتواصل.
أذكر كل هذا في ضوء التصريحات المتبجحة للواء احتياط عميرام لفين، والتي جاء فيها “في المرة التالية سنمزق للفلسطينيين وجوههم ونطيرهم الى ما وراء نهر الاردن”. حقا، بطولة كبيرة أن تمزق الوجه وتطير الى ما وراء الانهار بهراء اللسان. ولكن عندما تحتاج الزعامة لأن تقرر الحرب، هذا ليس بسيطا.
ليس بسيطا ارسال أبنائنا الى المعركة، مع العلم أن الكثيرين منهم لن يعودوا، أو سيعودون جرحى. ليس بسيطا الخروج الى الحرب، حين يكون واضحا أن العالم لن يقف خلفها. خير أن زعماء اسرائيل يترددون قبل أن يصرفون هذه الشيكات المشكوك فيها، مع التبجحات عن “في المرة التالية”.
من الافضل لنا أن نمنع المرة التالية، وألا نضع اعلاناته قيد الاختبار. وكي نمنع المرة التالية، يجدر بنا أن نستخلص الدروس من المرات السابقة.
لقد احتلت تبجحات لفين العناوين الرئيسة في الصحف، ولكن الرسالة الاكثر اهمية هي تأييده للتنازل عن حدود قابلة للدفاع. فالحدود القابلة للدفاع يستبدلها هو بتصريحات متبجحة وحماسية. هذا النهج يعبر عن انعدام المسؤولية الوطنية.
يديعوت / جثامين المخربين – ما هو مسموح لاوباما
يديعوت – بقلم دانييل فريدمان – وزير العدل الاسبق – 17/12/2017
في ايار 2011 تمكنت قوات امريكية خاصة من تصفية اسامة بن لادن، ولم تعد جثته الى عائلته. فقد ألقي بها الى البحر فاختفت بين امواجه. كل هذا حصل في عهد براك اوباما، أحد الرؤساء الاكثر ليبرالية في تاريخ الولايات المتحدة، الذي أقر العملية، بل والطريقة التي عولجت فيها جثة المخرب ايضا. ولحظ اوباما فانه لا يعيش في دولة محكمة العدل العليا، والمحاكم في الولايات المتحدة لم تهاجمه بدعوى أنه يعمل خلافا للقانون الدولي الوهمي على أيدي الارهابيين وعلى أيدي التيار الراديكالي الذي يدعي حقوق الانسان، ولكنه يمس بها عمليا.
في اسرائيل ايضا كان هناك من قرر حرق جثة آيخمان ونثر رماده في البحر. أما اليوم فنحن نعيش في دولة محكمة العدل العليا التي انقطعت عن المنطق وتشعر بالحرية لايجاد “قوانين” في كل شأن، حتى وإن كانت منقطعة عن الواقع. هكذا أمرت محكمة العدل العليا مؤخرا، بأغلبية الآراء، باعادة جثامين المخربين الى عائلاتهم، بينما تحتجز حماس جثامين جنودنا. في الصفقات التي تمت في الماضي مع منظمات الارهاب أعيدت جثامين المخربين التي احتجزتها اسرائيل، ولكن اسرائيل درجت على أن تعيد الى العائلات معظم جثامين المخربين التي في ايديها. أما اليوم فهي تحتفظ بجثامين عدد من المخربين، من سكان الضفة، معنية حماس بهم.
رأي الاغلبية في محكمة العدل العليا تحدث باستطالة عن القانون الدولي، رغم أنه لا يمكن أن نجد أي مثال على ذلك في أن دولة ما كانت ملزمة بأن تعيد جثث مخربين، بينما رفض الارهابيون تحرير جثث جنودها. فقد اشار القاضي هندل، في رأي الاقلية المنطقية، الى أنه من الواضح بأنه “ليس في القانون الدولي الانساني أو في قانون حقوق الانسان الدولي حظر على احتجاز جثامين في اطار المواجهة المسلحة”. وخفت حدة القرار الاشكالي في أنه منحت الكنيست ستة اشهر كي تشرع قانونا يرتب الموضوع. واضح أن القانون نفسه سيصل الى محكمة العدل العليا بدعوى أنه “غير دستوري”، ولا يمكن أن نعرف ماذا ستقرر. يمكن الافتراض فقط بأن هذا سيكون قرارا طويلا ومنمقا.
ولكن لماذا نحتاج الى قانون في موضوع مفهوم من تلقاء ذاته هو من صلاحية الحكومة، مثلما هو واضح أن الرئيس الامريكي مخول في أن يقرر ماذا يتم بالنسبة لجثة إبن لادن؟ في هذا السياق أذكر قرارا عني بتعليمات من رئيسة العليا في موضوع ترفيع القضاة الى الهيئات القضائية العليا. أحد أبدا لم يمنح رؤساء العليا الصلاحية لاصدار التعليمات، ولكن محكمة العدل العليا قضت بأن من صلاحية الرئيسة “توجيه جمهور القضاة بالنسبة لسلوكهم حيال اعضاء اللجنة لانتخاب القضاة كامن في مجرد منصبها”. وبالفعل، يوجد لرئيس العليا “صلاحيات كامنة”، وللعليا نفسها توجد صلاحيات كامنة للخروج عن صلاحياتها والانشغال بمواضيع ليست قابلة للمحاكمة. الحكومة فقط ليس لها صلاحيات كامنة غير الصلاحيات لأن تستجدي محكمة العدل العليا بأن تسمح لها بالعمل، وحتى هذا فقط اذا ما سمح لها المستشار القانوني بعمل ذلك.
لاستكمال الصورة أذكر قرارا جديدا آخر صدر في التماس رجال حماس ضد سحب الاقامة الدائمة منهم في شرقي القدس، اقامة تمنح فضائل عديدة، على رأسها التأمين الوطني والتأمين الصحي. أكتفي بالتفاصيل بالنسبة لأحد الملتمسين، نائب البرلمان الفلسطيني عن حماس، الذي حرر من السجن في 2005 بعد أن قضى بالتراكم نحو 25 سنة في السجن. معلومات استخبارية اشارت الى عودته الى النشاط لدى حماس أدت الى اعتقاله الاداري، الذي تحرر منه في ختام سنة.
لوزير الدفاع منح التفكر في سحب الاقامة بحجة “خرق الولاء”. ولكن باغلبية ستة ضد ثلاثة قررت العليا بأنه رغم ما قيل في القانون، لم يكن الوزير مخولا لسحب الاقامة من رجال حماس. هذه المرة ايضا اعطيت للمشرع مهلة ستة اشهر لتشريع قانون جديد، ومرة اخرى لن أحاول التخمين ماذا سيكون مصير القانون، الذي لا بد سيصل الى محكمة العدل العليا. أشير فقط الى أنه احتاجت العليا 11 سنة كي تقرر في الالتماس، ولكنها لم تسمح للكنيست إلا بستة اشهر كي تشرع.
إن المسؤولية عن الفوضى القضائية في نظامنا، الذي في اطاره يمكن لحماس أن تحتفل، تقع اساسا على محكمة العدل العليا، ولكن ايضا على تلك الاحزاب التي تؤيد العبث الناشيء وكأن الحديث يدور عن “سلطة القانون”، في الوقت الذي نعيش النقيض التام.
هآرتس / ثلاثة ابراج
هآرتس – بقلم أوري أفنيري – 17/12/2017
مؤخرا تذكرت مرتين سنة 1948. المرة الاولى عندما قرأت مقال اوري مسغاف عن “فاتحي الطريق الى القدس” (“هآرتس” 8/12) والمرة الثانية عندما اندلع من جديد النقاش حول استسلام نتسانيم. لقد كنت مشاركا في تلك هاتين المعركتين. مسغاف يصف الاختراق من جانب القدس من قبل لواء هرئيل بقيادة اسحق رابين. ولكن هذا فقط هو نصف القصة. النصف الاخر هو اختراق الطريق من الغرب من قبل لواء جفعاتي. لقد شاركت فيها كعريف في اللواء 54.
القدس اليهودية كانت مفصولة ومجوعة. بالقرب من حدود سوريا تجمعت قافلة ضخمة تضم أكثر من مئة شاحنة محملة بالغذاء. لقد كُلفنا بايصالها الى القدس وليكن ما يكون.
سريتي تلقت أمرا بالتمركز في شاحنة الجبنة الصفراء. حولنا الصناديق الخشبية الى جدران دفاعية وجلسنا بينها. اجتزنا اللطرون بسلام ودخلنا الى المسار الضيق لباب الواد.
لم يكن ذلك هو الشارع الموجود اليوم. الشارع القديم تعرج ما بين حائطين منحدرين من الصخور بارتفاع عدة عشرات الامتار. لو هوجمنا من الاعلى لكان علينا الصعود في ذلك المنحدر تحت النيران من أجل ابعاد المهاجمين. خوف مريع.
القافلة الطويلة تقدمت ببطء يثير الجنون. القلب كان يدق بقوة ولكن لشديد الدهشة لم يحدث شيء.
بعد ذلك مررنا اسفل القسطل التي احتلت توا من قبل مقاتلي هرئيل. ايضا هذا حدث لحسن الحظ. القائد الاسطوري للمقاتلين العرب المقدسيين، عبدالقادر الحسيني قتل في المعركة. في القدس العربية اجريت له جنازة كبطل، والمقاتلون العرب من القسطل تركوا مواقعهم للمشاركة في الجنازة. رجال هرئيل احتلوا المكان بسهولة.
عندما وصلت قافلتنا الى بداية القلعة القديمة، رجال البلماخ هبطوا الينا وهم يهتفون. احتضنا بعضنا.
كان ذلك يوم السبت صباحا. عندما دخلنا الى المدينة تدفق اليهود من الكنس واحاطوا بنا بهتافات من الفرح ذكرتني بصورة دخول قوات ديغول الى باريس في الحرب العالمية الثانية. المصور ديفيد روفنغر صور بالصدفة شاحنتنا وهكذا خُلدت انا الجندي الصغير.
كانت تلك هي القافلة الاخيرة التي مرت بسلام في الشارع القديم من تل أبيب الى القدس. فورا بعد ذلك نزل “جيش الانقاذ” بقيادة القاوقجي من الشمال الى اللطرون. لقد كنت من بين القوة التي حاولت اختراق الطريق، ولكننا فشلنا فشلا ذريعا. كان لدينا خسائر كبيرة جدا. كان ذلك هو المعركة الاولى على اللطرون، معركة نسيت تماما بسبب الكارثة التي حلت بمقاتلي المعركة الثانية والتي “اليها جيء برجال بالجنود المجندين من الخارج مباشرة من السفن”.
الشاعر القديم الى القدس اغلق لسنوات عديدة. بدلا منه شق طريق جديد سمي “طريق بورما” على اسم الطريق الذي شقه البريطانيون من بورما الى الصين المحاصرة في الحرب العالمية.
بعد هذه المعركة تم نقل سريتي جنوبا، من أجل استقبال الجيش المصري الذي غزا البلاد فورا بعد الاعلان عن انشاء الدولة. لقد كان لمصر جيش نظامي، مسلح كما يجب بطائرات ومدافع، ودرب جيدا على يد البريطانيين. لقد استهتروا بنا، نحن الانصار غير المنظمين، الى درجة انهم سمحوا لانفسهم بتقسيم قواتهم. جزء تقدم مباشرة تجاه تل أبيب والثاني تقدم نحو الشرق الى الخليل من أجل احتلال المدينة قبل الجيش الاردني.
القوة المصرية كانت تفوقنا في قوتها كثيرا. لواء جفعاتي كان عليه أن يقطع التقدم نحو تل أبيب بكل ثمن. هذا الفهم، بان علينا انقاذ تل أبيب (بكل ثمن)، وصل الى كل واحد من أفراد اللواء، ابتداء من قائد اللواء شمعون افيدان وحتى آخر الجنود.
اليوم من الصعب فهم روح الامور، ولهذا تقال اليوم الكثير من الامور التي كانت في ذلك الوقت عديمة المعنى. قوة ضخمة سارت نحو تل أبيب. قوة صغيرة جدا من جفعاتي ولواء النقب كان عليها أن توقفها. النساء والاطفال كان قد سبق اخلاؤهم شمالا. كان لدينا جميعا فهم أنه لا يوجد انسحاب وبالتأكيد عدم الاستسلام. كما في الافلام: “حتى الرجل الاخير”.
قمنا بمحاولة فاشلة لمهاجمة رأس القوة المصرية في اسدود. سريتي سارت في الليل مسافة طويلة جدا عبر الرمال اللينة من أجل الوصول الى مؤخرة العدو. عندما وصلنا هناك وانتظرنا لامر الهجوم قيل لنا انه حدث خطأ – لقد تم التوصل الى هدنة (نوع من وقف اطلاق النار). عدنا بما تبقى لنا من قوة ومع الفجر وصلنا الى نقطة الانطلاق – عندها أخبرونا ان الخطأ نفسه كان خطأ. ليس هنالك هدنة.
في الليلة التالية ذهبنا عبر تلك الطريق الى تلك النقطة. ولكن في الصباح رأى المصريون الاثار التي تركناها على الرمال، وفي الليلة الثانية كانو بانتظارنا. كانت معركة قاسية، قتل وجرح العديد من الاشخاص. ساعدت في حمل النقالات.
المصريون لم يتقدموا. يبدو أنهم انتظروا لاوامر جديدة وفي تلك الاثناء هاجموا نتسانيم وهو كيبوتس “الشباب الصهيوني”. عندما كانت الحالة ميؤسا منها استسلم اعضاء الكيبوتس. في نظرنا، نحن جنود جفعاتي، كان هذا شبيها بالخيانة. لقد قالوا لنا أن نقاتل حتى الرجل الاخير، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذا النقاش استمر حتى اليوم، حيث لا يوجد احد قادر على ان يحس بالحالة كم كانت حينها.
بعد نتسانيم سقطت ايضا التلة القريبة. التلة 69. كان من السهل تشخيص تلك التلة، حيث كان موضوعا على تلك التلة ثلاثة أبراج خاصة بخزانات المياه. المصريون حاصروها، القائد قتل والرجال هربوا. في جبهتنا اخترق ثقب ضخم. فعليها كان بامكان المصريين المرور عبره والوصول الى تل أبيب لو انهم عملوا بسرعة وبمبادرة ذاتية. سريتي نقلت من بئر توفيا الى بيت دراس، قرية مهجورة وبها ملايين البراغيث الجائعة. لقد حفرنا بسرعة خنادق امام تلة ثلاثة ابراج. بحثنا عن متطوعين ليناموا طوال اليوم في تلك الخنادق بدون أن يخرجوا رؤوسهم. تطوعت لهذه المهمة. لماذا؟ لقد حل بي عار. قبل عدة ايام هربت من معسكرنا من أجل زيارة صديقة لي في تل ابيب. سجنوني ولكن عندما وقعت المعارك اخرجوني. عندها اردت التكفير عن خطيئتي.
لقد استلقيت ساعات كثيرة في الخندق الضيق بدون أن اتحرك، تعلمت الكثير عن حياة الحشرات ولم يحدث شيء. في نفس ذلك اليوم وقفنا نحن رجال السرية “ب”، كصف غير كبير، ما بين الجيش المصري الضخم وتل أبيب.
علينا ان نذكر في النقاس حول قضية نتسانيم ان قائد اللواء شمعون افيدان لم يكن مسخا كما يصفه من يبررون قضية نتسانيم. لقد كان واحدا من بني البشر الاكثر انسانية الذين عرفتهم.
شمعون افيدان انقذ تل أبيب.
المصدر / الإسرائيلييون يخرجون إلى الشوارع: “الفساد أخطر من إيران”
ما زال احتجاج الإسرائيليين ضد الفساد مستمرا للأسبوع الثالث على التوالي. الآلاف يشاركون في المظاهرات في تل أبيب .
المصدر – بقلم معيان بن حامو – 17/12/2017
شارك آلاف الإسرائيليين، أمس السبت، في تل أبيب، في مسيرة احتجاجية هي الثالثة على التوالي ضد الفساد في الحكم في إسرائيل. شارك أكثر من 10.000 متظاهر في المسيرة ورفعوا أعلاما كُتب عليها من بين أمور أخرى: “سئمنا منكم أيها الفاسدون”.
وتحدث في هذا الحدث عدد من الشخصيات العامة من مختلف قطاعات المجتمع الإسرائيلي، ونقل جميعهم الرسالة ذاتها موضحين أنه يجب محاربة القيادة الفاسدة، التي تشكل خطرا على دولة إسرائيل.
وقال المتحدث الرئيسي في المظاهرة، الحاخام يوفال شيرلو: “يشكل الفساد خطرا استراتيجيا على المجتمع الإسرائيلي. الفساد هو استخدام القوة من قبل أصحاب السلطة، وهي قوة تُستخدم ليس للأغراض التي خُصصت لها. نحن نتعرض لخطر فقدان الثقة بصنّاع القرار. إذا احتجنا إلى برنامج اقتصادي فكيف نكون متأكدين أنه يصب في مصلحة الجمهور؟ كيف سنشعر بالثقة إذا كان علينا خوض الحرب”؟
وقال رئيس الشاباك سابقا، عامي أيالون، في خطابه أثناء المسيرة: “جئت إلى هنا لأقول لرئيس الوزراء ما لا يريد أن يفهمه: يشكل فساد الحكومة خطرا أكبر على إسرائيل مما تشكله حماس، حزب الله، وإيران. إن القيادة الفاسدة غير قادرة على التوقيع على اتفاق سلام وإبداء التنازلات، وهي ليست مؤهلة لأن تسن القوانين لأنها تجعل جميعنا شركاء في الفساد”.
وبالتوازي مع المظاهرة التي جرت في تل أبيب، تظاهر 350 شخص خارج مقر إقامة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في القدس حيث ورُفِعت لافتات كُتب عليها: “لن يبقى الشعب صامتا، والديكتاتورية ليست مسألة يمكن الاستهانة بها”.
معاريف الأسبوع / ليفين : الفلسطينيون لن يبقوا هنا في المرة المقبلة التي سنحاربهم فيها
معاريف الأسبوع – بقلم ايال ليفي – 17/12/2017
أجرت صحيفة “معاريف” مقابلة مع الجنرال عميرام ليفين تحدث فيها عن عدة قضايا، وأجاب خلالها على عدد من التساؤلات، حيث يرى ليفين أن “حزب الله هو التهديد المركزي، بإمكانه أن يغطي معظم إسرائيل بالصواريخ والقذائف. الحسم هو أن تجعل العدو لا يستمر بالمحاربة أو تجعله لا يريد أن يقاتل؛ هذا الأمر يمكن تنفيذه في أيام معدودة وليس أسابيع”.
وعن خطر الأنفاق أوضح ليفين “إنها مشكلة تكتيكية بسيطة، واضحٌ أنه يجب حلها تكنولوجيًا، لكن المهمة الأساسية للجيش هي حماية المواطنين وقتل الأعداء. دعنا نقول بأن هناك 50 نفقًا يدخل من وإلى المستوطنات، ولا يوجد حل تكنولوجي، ما مشكلة الجيش في الاستعداد للدفاع؟ الحرص على قتل الشخص الذي يخرج من النفق فورًا، لا يمكن أن يخرج من النفق ألف شخص دفعة واحدة، سيخرجون فردًا فردًا. يجب تحضير خطة حرب، ماذا حدث لنا؟”.
وبشأن تحديد الخوف على مستوى القيادة، بيّن ليفين أنه في “الجرف الصامد” دخلت عدة حاملات جنود مدرعة تابعة لـ “جولاني” للشجاعية، ومنها أخذت جثة أرون شاؤول. لقد كانت هناك إخفاقات خلال تلك الحرب، الجميع سأل: لماذا دخلوا بمدرعة غير محمية؟ ليس هذا ما يقلق. مجموعة مقاومين أطلقوا “آر. بي. جي” على ناقلة جنود مدرعة، نعم هذا حدث، لكن لم يهاجمهم أحد، ساعتين والمدرعة تحترق والجيش لم يُخلِ المصابين. حماس وجدت جثة وأخذتها، هذه العلامة التي تُقلق”.
وفيما يتعلق بإعلان ترامب، قال “القدس عاصمة إسرائيل؛ هذه حقيقة وليست بحاجة لتأكيد. إعلان ترامب مهم، ويجب الآن ان ننظر لتلك الفرصة. الحكومة المنشغلة بالحرص على بقائها تجري احتفالًا صغيرًا بدلًا من إظهار العظمة. كنت سأقول للفلسطينيين أن التظاهرات والانتفاضات لم تُجدِ نفعًا في السابق. تعالوا لنجري مفاوضات تنتهي بدولتين. طالما أنتم لن تتدخلوا في عاصمتنا، لن نتدخل في عاصمتكم”. وأضاف أن “القدس اليوم مقسمة، أنت لا تستطيع الدخول لأغلب الأحياء. أنا أقول بأننا يجب أن نوسعها تجاه 67 وما نوسعه سيكون لنا، أنا لست مع اليسار في هذا الأمر”.
وعن حق العودة، قال ليفين “حل اللاجئين هنا، ولكن ليس في مناطق إسرائيل. هناك الكثير من اللاجئين في لبنان، يجب حل المسألة بالأموال واعتراف الدول العربية المعتدلة، فليقولوا “تريدون حلًا؟ هذه هي حصتكم”، لو بادرنا وقدنا ذلك سيتحقق، وأنا لا أتحدث عن سلام. السلام هو الأمل وفي التسويات قبل كل شيء. في اللحظة التي نتخلص فيها من حكم 2.5 مليون فلسطيني، سنشعر براحة أكبر أمام العالم”.
وبالإشارة لفك الارتباط، أكد ليفين على أن “الأمر كان سيئًا جدًا، وليس الإخلاء نفسه. نحن من أرسلنا المستوطنين وكان علينا الاستعداد لذلك، إنهم بشر في النهاية. السيطرة على الفلسطينيين هي التهديد الحالي علينا، ما دون ذلك كلها مشاكل محلولة. أنا أيضًا كنت أريد أرض إسرائيل كاملة، كثيرًا ما قلت انهم في حال خرقوا الاتفاقيات، في المرة القادمة التي نحاربهم فيها لن يبقوا هنا، سنطردهم خلف نهر الأردن؛ هكذا يجب أن نحاربهم. لقد كنا أفضل من ذلك في 67”.
أما الجبهة السورية، وفق قوله “نحن ندفع ثمنًا مقابل حقيقة أننا لم نحاول وقف المجزرة التي ارتكبها الأسد ضد شعبه، ولا أتحدث هنا عن تدخل مباشر، كان علينا أن نهتم – جنبًا إلى جنب مع الأمريكان – بأن تتم محاكمة الأسد في لاهاي أو أن يخرج لدولة لجوء، لم نفعل ذلك لكننا حصلنا على الروس، إيران وحزب الله. الهدف الأساسي هو خلق استقرار، كي لا يتدهور الوضع لحرب. فكرة أن الإيرانيين سيهربون بالقذائف والتصريحات تحقق نتيجة معاكسة. من جانب آخر، حين تهدأ المنطقة ويتفرغ حزب الله لعمله، سيكون الوضع أكثر خطورة، لأنه يغطينا بالصواريخ. بشكل أو بآخر سنضطر لحسم الأمر”.
اسرائيل اليوم / بمناسبة زيارة بينيس: اظهار حسن نوايا
اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب احيمئير – 17/12/2017
الزيارة القصيرة هذا الاسبوع للقدس من قبل مايك بينيس، نائب رئيس الولايات المتحدة ربما ستكون زيارة اخرى لن تتم، حتى كتابة هذه السطور: بينيس لن يصل الى رام الله او بيت لحم. بداية سيصل الى حائط المبكى، وسيجسد تحديد في ذروة ايام المقاطعة الاسلامية للولايات المتحدة، درجة تمسك ادارة ترامب بالتزامها التاريخي للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل.
في واشنطن والقدس يعتبر بينيس هو مهندس الاعتراف بالقدس. ليس عبثا ظهر واقفا خلف الرئيس اثناء الاعلان عن القرار التاريخي. خلافا للتصريحات العدائية للدول الاسلامية نحو الولايات المتحدة تعتبر زيارة بينيس للقدس دلالة لاظهار الحميمية والصداقة لاسرائيل، مشاعر ستجد تعبيرها في خطابه في الكنيست. بينيس سوف يلقي خطابا امام الكنيست بالرغم من أنه ليس رئيس دولة. السياسي المحافظ جدا المتشدد دينيا، معارض جدا للاجهاض، جمهوري متشدد، يغدق المديح لاسرائيل. اقواله الدافئة ستكون بمثابة رد مناسب من قبل ادارة ترامب على الرفض الفلسطيني الذي تعهد بوضع نهاية لكل تدخل امريكي في كل مفاوضات للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل.
البيت الابيض لم يتردد وسارع في نشر انتقادات بالمقاطعة العربية للولايات المتحدة. مع ذلك، فان المحاولة السياسية تشير الى انه ليس هنالك “لا أبدية” في العلاقات الدولية. ليس من المستبعد أنه خلف الكواليس تجرى اتصالات سرية ما بين الولايات المتحدة والفلسطينيين. وحتى السلطة الفلسطينية والتي هناك من يقول بانها منفصلة عن الواقع بالتأكيد تدرك بانه ليس هنالك بديل عن الولايات المتحدة كوسيط.
دستور الولايات المتحدة يلقي مهمة ادارة السياسة الخارجية على الرئيس. ولكن يبدو ان الحياة العملية تملي على نظرائه في المحادثات في القدس وخاصة على رئيس الحكومة محاولة ان يستخرج من فم بينيس اشارات عن مضمون خطة السلام التي يبلورها الرئيس ومستشاروه. هل سيتعاون؟ هل هو يعرف؟ اجل تساؤلات.
بينيس سيصل الى اسرائيل من مصر والتي مثلها مثل السعودية تحفظت من مؤتمر الدول الاسلامية الذي عقد في اسطنبول. هل حقا مصر والسعودية شريكتان في “ايام الغضب” على الولايات المتحدة بإلهام الفلسطينيين؟ من المشكوك فيه جدا.
احد الاهداف المتواضعة لزيارة بينيس الى المنطقة هو رغبته في الوقوف على وضع الطوائف المسيحية المختلفة. هنا يعد لبينيس خيبة أمل، خاصة بكونه مسيحيا، متعصبا في دينه وهو بنغاليستي. كل رؤساء الطوائف المسيحية في المنطقة الغوا لقاءاتهم المخططة معه. على رأس الرافضين الذين لن يلتقي بهم سيكون بابا الطائفة القبطية المسيحية في مصر، هذه هي الطائفة المسيحية الكبرى في المنطقة. في بيت لحم وكخطوة احتجاجية تم اطفاء الانوار الملونة التي تزين شجرة عيد الميلاد. مقابل اطفاء الانوار يمكن ان يقوم بينيس باشعال شمعة ثامنة للحانوكا (عيد الانوار) بالقرب من حائط المبكى، بعد ساعات من قدومه الى القدس.
المصدر / هكذا يتدرب الكوماندوز الإسرائيلي من أجل الصمود في الأسر
الجيش الإسرائيلي يعد المقاتلين من الوحدات المختارة من خلال ورشة للتدرّب عند الوقوع في الأسر. يتعرض المقاتلون للضربات، الإهانات، والتهديدات التي تجعل هذه الورشة تبدو حقيقية
المصدر – بقلم عامر دكة – 17/12/2017
تعتبر “ورشة الأسر” إحدى المواضيع الأكثر غموضا في الجيش الإسرائيلي وتُجرى قُبَيل كل مسار تأهيل في عدة وحدات مختارة في الجيش الإسرائيلي. وتُقام ورشة العمل، التي تهدف إلى إعداد المقاتلين للأسر، في عدة وحدات مختارة مثل وحدة الكوماندوز البحرية، وحدة هيئة الأركان، وفي دورة الطيران وقد كشف مراسل الجيش الإسرائيلي للقناة الإخبارية الثانية الإسرائيلية، نير دفوري، عن هذه المعلومات.
يتعرض المقاتلون الذين يتم اختيارهم بعناية كبيرة للتعذيب، الضرب، والإذلال خلال ورشة العمل، وهناك شعور أحيانا بأن من “يحتجزهم” يفقد السيطرة.
وتهدف ورشة العمل إلى تدريب المقاتلين والطيارين في اللحظة التي يسقطون فيها في الأسر ويتعين عليهم التعامل مع التحقيقات، التهديدات، والتعذيبات. وقال أحد الجنود “إنهم يأخذون متدربا بارزا من بين الجنود، ويجلسونه مع مُحقق ويبدأون بطرح الأسئلة عليه”. “يضرب المحقق الجندي على وجهه فجأة، مما يشعره بالإهانة”.
وأوضح دفوري بعد الحديث مع بعض المقاتلين الذين شاركوا في ورشة العمل الصعبة، أنه قبل بدء الورشة، يشاهد المقاتلون الأفلام ويتلقون تفسيرات ويلتقون مع أشخاص تعرضوا للأسر الحقيقي. ويوضح لهم المسؤولون أن الورشة، المؤلفة من أسبوعين، ستكون صعبة جدا.
تبدأ ورشة العمل باختطاف الجنود، عادة في الليل، بهدف دب الرعب في قلوبهم. على الرغم من الإعداد الدقيق لورشة العمل، عندما يبدأها الجنود يجدون أنفسهم يتعاملون مع واقع صعب جدا – جسديا وعاطفيا – وينشأ شعور لدى “الأسير” أن الباحثين قد فقدوا السيطرة. قال أحد الجنود الذين شاركوا في ورشة العمل: “بدأت أبكي ولكن هذا لم يساعدني. عندما أغضبتهم، طلبوا مني الوقوف إلى جانب الحائط وكانت يدي مرفوعتين وبدأوا بجلدي على ظهري. إذا كان الجندي يصرخ من شدة الألم، بسبب الضربات القاسية – فمع مرور الوقت يفهم أن عليه السكوت”.
شغّل المحققون الموسيقى العربية وأجبروا الجنود على الرقص. “كانت هناك لحظات قلت فيها كفى أنا لست قادرا”، قال أحد المقاتلين. “لست قادرا على الوقوف بعد والرقص. أعتقد أن هذه التدريبات كانت أصعب ما مررت به في حياتي”.
يجتاز الجنود ورشة العمل ويخضعون لمراقبة نفسية مكثفة ويمرون خلالها بتدريبات قاسية. فهي تحاكي حالة حقيقة للحصول على معلومات سرية من الجنود.
في نهاية الورشة الصعبة، يلتقي الجنود مع الأشخاص الذين “احتجزوهم” ويتحدثون معا، وأعرب جزء من الجنود أنه عندما انتهت الورشة بدأوا بالبكاء. قال المقاتلون إنه يجب التعامل مع الموضوع بدقة متناهية: فمن جهة يهتم الجيش بتحضيرهم وبصحتهم، وتعزيز قدراتهم، ومن جهة أخرى، هناك شعور أن الورشة تتعارض مع هذه الحقيقة. فكما ذُكر آنفًا، تهدف الورشة إلى تعزيز قدرات المقاتلين قدر الإمكان وتحضيرهم للحالات السيئة.
موقع ذي ماركر / خطة الفصل لشركة تيفع : علامات استفهام
موقع ذي ماركر – 17/12/2017
ارتفع سهم شركة “تيفع” يومي الخميس والجمعة إلى 18.5% بعد أن أعلنت الشركة نيتها تسريح موظفين. رئيس الشركة الجديد كار شوليتس أعلن عن إقالة 14 ألف موظف في أنحاء العالم، أي أكثر من ربع القوة العاملة للشركة. مجموعة الموظفين المقالين تضم 1700 موظف في إسرائيل، من بين 6800 موظف، شركة تيفع لن تكتفي بذلك، حيث ستفصل الشركة موظفين آخرين من خلال بيع المصانع، ومستقبل العمال في هذه المصانع غير مضمون.
“بالطبع هذا أمر محزن جدًا، أن تكون في وضع تضطر فيه لفصل كثير من الموظفين الجيدين، لكن من ناحية أخرى علينا أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل إنقاذ شركة تعاني من ظروف صعبة” قال شوليتس، وأضاف “إن هذا تحدٍ أخذته على عاتقي بهدف فعل كل ما هو ممكن لأصحاب الأسهم، وكذلك للموظفين الباقين معنا”.
1200 موظف في إسرائيل ستتم إقالتهم في 2018، والبقية في 2019، أغلبهم نتيجة لإغلاق مصنعين في القدس، وكذلك إقالة أكثر من 500 موظف في مقر “بتاح تكيفا”.
من المفترض ان تسدد شركة “تيفع” ديون بقيمة 9.1 مليار دولار في 2018 – 2019، و7 مليار دولار في العامين اللاحقين، سيكون صعبًا على الشركة فعل ذلك دون خطة تقليص، في ظل واقع تتراجع فيه تدفقاتها المالية في ظل زيادة المنافسة في السوق العام، خصوصًا بسبب إطلاق منتجات منافسة لشركة “كوباكسون” التي ساهمت بنسبة 43% من الأرباح التشغيلية لشركة “تيفع” في يناير/ سبتمبر 2017. في غضون أقل من عام تراجع التدفق المالي المتوقع للشركة في 2017 من 5.8 مليار دولار لـ 3.25 مليار دولار.
في الشركة يتوقعون بأن الخطة التي قدموها ستؤدي لتوفير 1.5 مليار دولار من مصاريف الشركة حتى نهاية 2018، ومبلغ مضاعف حتى نهاية العام التالي. معنى ذلك تخفيض 18% من مصاريف شركة “تيفع” في 2017، التي بلغت اليوم 16 مليار دولار.
“تيفع” هي شركة أدوية إسرائيلية، وهي الشركة التجارية الأكبر في إسرائيل. الشركة لها مواقع تصنيع، بحث وتسويق في إسرائيل، أمريكا الشمالية وأوروبا، مبيعات الشركة في أمريكا الشمالية وأوروبا تسهم بأكثر من 80% من دخل الشركة.
المصدر / تعيين ضابط درزي لشغل منصب منسق عمليات الحكومة في الضفة والقطاع
تعرفوا إلى العميد كميل أبو ركن من عسفيا، وهو أكبر ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي، تم تعيينه مسؤولا عن تنفيذ البرامج المدنية للحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقطاع
المصدر – 17/12/2017
قرر وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، تعيين العميد كميل أبو ركن منسقا لعمليات الحكومة في الأراضي وسيبدّل اللواء الحاليّ، يوآف (بولي) مردخاي.
أبو ركن عمره 58 عاما وهو درزي من قرية عسفيا، شمالي إسرائيل، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، ويخدم في المنظومة الأمنية منذ نحو 40 عاما. أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي، شغل أبو ركن عدة مناصب في الإدارة المدنية، بما في ذلك: كان حاكما لمدينة طولكرم، وقائدا في وحدة التنسيق والاتصال في غزة، ونائبا لمنسق عمليات الحكومة في الأراضي، ورئيسا للإدارة المدنية في الضفة الغربية.
في عام 2002 حصل على رتبة عميد وشغل منصب نائب منسق العمليات في الأراضي. بعد حوالي عام من إنهاء خدمته العسكرية في عام 2007، عاد أبو ركن إلى الخدمة بسبب اندلاع عملية “الرصاص المسكوب” وعُيّن مرة أخرى نائب منسق العمليات الحكومية في الأراضي. في عام 2010، عُيّن رئيس سلطة المعابر البرية في وزارة الدفاع المسؤولة عن المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة (معبر إيريز وكيرم شالوم) وعلى طول منطقة التماس الغربية في الضفة الغربية.
أبو ركن حاصل على اللقب الأول في علوم الشرق الأوسط واللقب الثاني في العلاقات الدولية.
وقال ليبرمان عند تعيينه: “كميل أبو ركن هو أحد الخبراء البارزين في دولة إسرائيل بالحلبة الفلسطينية”. وقال ليبرمان عن اللواء مردخاي: “مردخاي هو شخصية هامة في دولة إسرائيل. فبعد أن يُنهي شغل منصبه أيضا، أنا متأكد من أن دولة إسرائيل ستواصل الاستعانة بخبراته المميزة”.
سينهي اللواء مردخاي فترة عمل دامت لأكثر من أربع سنوات كمنسق للعمليات الحكومية في الأراضي وأكثر من 36 عاما في الخدمة في الجيش. وقد قاد اللواء مردخاي، في منصبه الأخير كمنسق لعمليات الحكومة السياسة الإسرائيلية بشأن الحلبة الفلسطينية في المجالات الأمنية، المدنية، والسياسية أيضا، وفقا لتوجيهات الحكومة الإسرائيلية.
إن وحدة تنسيق عمليات الحكومة في الأراضي، مسؤولة عن تنفيذ السياسة المدنية للحكومة الإسرائيلية والتنسيق الأمني في الساحة الفلسطينية كعامل هام من أجل الأمن القومي الإسرائيلي.
هآرتس / الدولة ليست منظمة ارهاب
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/12/2017
قرار محكمة العدل العليا القاضي بأنه ليس من حق الدولة أن تحتجز جثامين المخربين لغرض المفاوضات، هو قرار مناسب ومثير للحفيظة في آن واحد معا. فهو مناسب – لأن جثامين بني البشر، حتى لو كانوا مخربين، ليست بضاعة تنقل من تاجر الى تاجر. فاحتجاز الجثامين لغرض المساومة مثله كمثل اختطاف رهائن احياء لتحقيق ذات الهدف.
إن حقيقة أن منظمة ارهابية، تقاتل اسرائيل ضدها، تحتجز جثامين جنودها – لا تسمح لها بالتصرف مثلها. فاسرائيل، التي تردد في مسألة الثمن الجدير بدفعه لقاء اعادة المخطوفين وجثامين الجنود والمدنيين، تقول بذلك إن ليس كل شيء مسموح ومناسب في هذه التبادلات. ولكن مثلما يوجد ثمن ليست مستعدة لأن تدفعه، هكذا يتعين عليها أن تتبنى قيودا اخلاقية لا تتجاوزها، بما فيها منع حق الانسان في الدفن.
ولكن قرار محكمة العدل العليا مثير للحفيظة ايضا، لأنه يتمسك بالجانب القانوني الجاف، كي يقول، بغياب مادة في القانون تسمح للدولة باحتجاز جثامين المخربين، فان عليها أن تعيدها (أو أن تشرع قانون مناسب) – وليس لأن احتجازها هو عمل غير اخلاقي.
ولكن ما هي الرسالة التي يطلقها القضاة للحكومة في قرارهم هذا؟ إنه اذا سن قانون كهذا فانه سيحظى باسناد من محكمة العدل العليا؟ فهل القضاة سيكونون مستعدين لأن يؤيدوا هذا الظلم الاخلاقي على أن يكون منصوص عليه في القانون؟ فمحكمة العدل العليا تعرف جيدا بأن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية لا تتردد في المبادرة الى قوانين غير اخلاقية يستند بعضها الى المخاطر الامنية التي تهدد الدولة بشكل حقيقي أو وهمي. فقد خطت هذه الحكومة على علمها تقليص مجال القرار لدى محكمة العدل العليا، كي تعظم حريتها في العمل، وهي لا تحتاج الى اقرارها كي تسن قانونا يسمح لها بالاتجار بالجثامين في كل وقت تشاء. وعليه، فقرار محكمة العدل العليا، الذي يفتقد الى الموقف من اخلاقية مثل هذا التشريع في المستقبل – يمنح الحكومة والكنيست الشرعية لتجاوز المحكمة في كل شأن آخر من خلال القانون.
في دولة طبيعية، ما كان يمكن لحق الدولة الدستوري في مصادرة جثامين بني البشر لاغراض المساومة أن يصل على الاطلاق الى الهيئات القضائية. فالدولة ليست منظمة ارهابية، فما بالك حين تعلن هذه عن أنها غير مستعدة لأن تجري مفاوضات مع منظمات الارهاب، لا تتصرف كقاطعة طرق. فعلى هذه أن تكون سياسة حكومة اسرائيل. يجدر بالحكومة ألا تسارع الى تشريع قوانين ظالمة وتجتهد للعثور على مسارات اخرى كي تعيد جثامين الجنود والمخطوفين المدنيين الى ديارهم. والاحرى، على اسرائيل أن تعيد الجثامين التي في حوزتها وأن تميز نفسها في اعلانية استعراضية عن منظمات الارهاب، التي تقاتل ضدها وعن اساليبها المرفوضة.