ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 14– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– ضربة “تيفع”.
– التخوف: كل عامل ثاني سيقال.
– “تيفع” تلقي بالعمال الى الشارع.
– الهستدروت ستوقف الدولة.
– الشرطة تشتبه: اموال الرشوة لغنور مولت حملة شتاينيتس.
– زوجة النائب بيتان تعترف: تلقيت مغلف بأموال نقدية.
– ابطال مع شهادة – الفوضى، صيغة الواقع.
معاريف/الاسبوع:
– ضربة الاقالات في تيفع: الهستدروت ستعطل الاقتصاد يوم الاحد.
– ثمن الفشل: اقالة الاف العمال في تيفع.
– نيسنكورن: يا للعار، سنضرب الاقتصاد يوم الاحد.
– ليلة ثالثة على التوالي: صواريخ من غزة على سديروت.
– معركة حجارة بين مستوطنين وفلسطينيين في السامرة.
– ردود فعل على مقابلة لفين: اللواء لفين فاشي يدعو الى الترحيل وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين.
– ابو مازن: الولايات المتحدة لن تلعب دورا في المسيرة السياسية.
– كاتس يدعو ولي العهد السعودي لزيارة اسرائيل.
– ماكرون: فرنسا ستغطي فرصة لمبادرة الرئيس ترامب في السلام.
هآرتس:
– تيفع تعلن اليوم عن اقالة الاف من عمالها في اسرائيل.
– الدولة تحجز على رواتب السجناء وتترك لهم 100 شيكل.
– اطلاق ثلاث صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل واعتراض اثنين.
– مندلبليت في نقاش عن اقصاء النساء: الظاهرة مرفوضة ولكن يوجد جمهور كبير يجب احترامه.
– ضربة لترامب: المرشح لمجلس الشيوخ الذي اتهم بالاعتداء على الفتيات خسر في الانتخابات في الباما.
– عباس يدعو دول العالم الى اعادة البحث في اعترافها باسرائيل في اعقاب موقفها من الفلسطينيين.
اسرائيل اليوم:
– شركة تيفع: تلقوا المليارات وسيقيلون الالاف.
– الجانب الوحشي في تيفع.
– الهستدروت:اضراب عام في الاقتصاد منذ يوم الاحد.
– التوتر في الجنوب يحتدم: أربع صواريخ نحو اسرائيل.
– قضية ام الحيران: المفتش العام رد ادعاء المخابرات وأصر أنها عملية.
– مصر ضد اردوغان: لن نصطدم بالولايات المتحدة.
القناة الثانية الإسرائيلية:
في أعقاب قذائف أطلقت على الجنوب، الطيران الإسرائيلي يقصف أهداف في غزة.
البيت الأبيض، الخطاب الفلسطيني منع السلام لسنوات..
صور لمستعربين ينفذون اعتقالات في قلب تظاهرة فلسطينية.
القناة العاشرة الإسرائيلية:
مبادرة أوروبية ضد إعلان ترمب، وتنص على أن القدس عاصمة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
الطيران الإسرائيلي يقصف ثلاثة أهداف في غزة.
تحليل إسرائيلي، بسبب ضغوطات الشارع الفلسطيني، أبو مازن ينتقل لمحور الشر، وينضم لمعسكر حماس، إيران وتركيا.
رئيس شؤون الموظفين في مكتب نتنياهو تدخل لمنع توسيع حدود بلدة جسر الزرقاء القريبة من قيساريا التي يقيم فيها نتنياهو.
القناة السابعة الإسرائيلية:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية الليلة الماضية.
جنرال متقاعد في جيش الاحتلال، علينا البحث في دوافع تراجع التجنيد في الجيش.
ليلة أول أمس الأربعاء، اعتقال 367 عامل فلسطيني بحجة عدم حيازتهم تصاريح عمل.
عضو الكنيست نحمان شاي، حماس تجرنا تدريجياً لحرب في قطاع غزة.
نتنياهو يرد على أبو مازن، على الفلسطينيين الاعتراف بالواقع، والسير نحو السلام، وليس نحو التطرف.
وكالة الأنباء العبرية 0404:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، ومعبر إيرز بسبب إطلاق القذائف.
فلسطينيون من النقب يسرقون عتاد عسكري من مصفحات عسكرية إسرائيلية.
جهات فلسطينية، لم تطلق قذائف من قطاع غزة، وما يجري إدعاءات إسرائيلية لتبرير قصف غزة.
موقع 360 العبري:
السلطة الفلسطينية تطلب عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
معلومات جديدة في قضية أم الحيران، ليلة قتل أبو القيعان الشاباك أعلم الشرطة أن ما حدث ليس عملية على خلفية قومية، والقائد العام للشرطة أصر على إنها عملية.
حسب إدعاء جهاز الشاباك الإسرائيلي، القبض على خلية تابعة لحماس خططت لأسر جندي.
موقع واللا:
القبة الحديدية أسقطت قذيفتين أطلقت من غزة نحو مستوطنة سديروت، والطيران الإسرائيلي يقصف أهداف لحماس رداً على ذلك.
الهستدروت تعلن عن إضراب شامل في السوق الإسرائيلية يوم الأحد القادم احتجاجاً على إقالة آلاف العاملين في شركة “تيفع” لصناعة الأدوية.
البيت الأبيض، خطابات الرئيس أبو مازن منعت السلام لسنوات.
40 مستوطناً اقتحموا قرية بورين والقوا الحجارة على الفلسطينيين.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 14– 12 – 2017
اسرائيل اليوم / مصر ضد اردوغان: لن نصطدم بالولايات المتحدة
اسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي وآخرين – 14/12/2017
مندوب الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، ممن عقدوا امس بحثا طارئا في تركيا على اعلان ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، هاجموا اسرائيل والرئيس الامريكي.
ومع ذلك، فقد كانت دول رفضت “السباحة مع التيار”، مثل مصر التي اكتفت بارسال وزير خارجيتها سامح شكري الى المؤتمر، او السعودية التي اكتفت بمستوى وزاري. فقال قال مصدر مصري رفيع المستوى لـ “اسرائيل اليوم” ان “القدس عزيزة علينا مثلما هي عزيزة على كل عربي او مسلم في العالم، ولكن مع ذلك ليست لنا أي مصلحة للصدام مع الولايات المتحدة أو مع اسرائيل واوضحنا ذلك للفلسطينيين. فتأييدنا سيحصلون عليه، ولكن المصلحة المصرية قبل كل شيء. مع كل الاحترام لاردوغان، لمصر مصالحها وهي لن تشارك في الحملة التي يقودها اردوغان وفي النهاية تدفع هي الثمن”. ورغم دعوة قادة الدول الاسلامية الوصول الى المؤتمر، فان الاغلبية من بين الـ 56 دولة بعثوا بمندوبين بمستوى منخفض.
وقال الملك عبدالله اننا “سنصد كل محاولة لتغيير الوضع التاريخي في الاقصى. فانتشار التطرف والارهاب في العالم جاء كنتيجة لعدم حل المشكلة الفلسطينية على أساس حل الدولتين والاعلان في شأن القدس يؤدي فقط الى عمل القوى المتطرفة في المنطقة”. ومع ذلك، امتنع الملك عبدالله عن مهاجمة الرئيس ترامب والادارة في واشنطن بشكل مباشر.
أما اردوغان، الذي استضاف المؤتمر، فقد دعا الى الاعتراف بشرقي القدس كعاصمة فلسطين وقال ان “القدس هي خط أحمر للمسلمين واسرائيل هي دولة احتلال. عصر الوساطة الامريكية انتهى، وعلينا أن نبحث في من سيكون الوسيط الان”. ودعا الرئيس الايراني حسن روحاني كل الدول الاسلامية الى الاتحاد لغرض الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وضد اسرائيل.
وقال رئيس السلطة ابو مازن: “لن نقبل ان تلعب الولايات المتحدة دورا في المسيرة السياسية. قرار ترامب لا يؤثر على القدس لانه لن تكون دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها ولن يكون سلام في العالم بدون القدس. نحن نشدد على أن هذا القرار احادي الجانب سيدفع منظمات الارهاب وباقي المنظمات لتحول المواجهة من سياسية الى دينية، والعالم سيتحمل المسؤولية عن ذلك. أتساءل كيف أن العالم يواصل العلاقات مع اسرائيل بينما تحرق القوانين الدولية، تمس بالشعب الفلسطيني وبالاماكن المقدسة وتواصل الابرتهايد”.
وأفادت وكالات الانباء الفلسطينية بان السلطة الفلسطينية ستتوجه الى مجلس الامن في الامم المتحدة في الايام القريبة القادمة مطالبة بضم السلطة الى الامم المتحدة كدولة عضو بمكانة كاملة. وقال مصدر فلسطيني كبير في حاشية ابو مازن في اسطنبول لـ “اسرائيل اليوم” ان “الامريكيين مارسوا ضغطا شديدا بعد زيارة ترامب لتجميد طلب انضمامنا الى الامم المتحدة والى المنظمات الدولية مقابل تعهد صريح بعدم اتخاذ الادارة واسرائيل خطوات من طرف واحد. من ناحيتنا فان اعلان ترامب بشأن القدس هو خرق فظ للتعهدات التي قطعها لها الامريكيين”.
ومع ذلك، اعرب مصدر فلسطيني آخر عن تخوفه الشديد من خطوات رد امريكية ضد السلطة في اعقاب الرد الفلسطيني على اعلان الرئيس ترامب. وعلى حد قوله “نحن نشعر منذ الان بالضغط الامريكي. في الادارة لم يرتاحوا لشكل الرد الفلسطيني ولا سيما النية لمقاطعة زيارة الرئيس بينيس. لدينا دعم كامل من جانب تركيا والدول العربية، ولكن يوجد ايضا تخوف شديد من أنه في لحظة الحقيقة ستتراجع العديد من الدول وسيبقى الفلسطينيون مع مجرد الوعود والتأييد التصريحي فقط. وحتى اردوغان الذي أعلن عن قطع العلاقات مع اسرائيل لم يكرر هذه الاقوال في الخطاب الذي القاه في المؤتمر. ليست كل القيادة الفلسطينية تتفق مع السير الاعمى لابو مازن وراء وعود التأييد. هذا حصل في الماضي مع دول عربية وعدت بالتبرعات التي لم تصل ابدا. وبدون المساعدة الاقتصادية الامريكية من شأن السلطة أن تعلق في وضع مالي خطير”.
وحظيت التصريحات في تركيا بردود فعل حادة في اسرائيل وفي الولايات المتحدة. فقد قال رئيس الوزراء نتنياهو ان “من الافضل للفلسطينيين أن يعترفوا بالواقع ويعملوا من أجل السلام وليس من أجل التطرف. وان يعترفوا بحقيقة اخرى: فالقدس ليست فقط عاصمة اسرائيل بل اننا نحفظ فيها حرية العبادة لكل الاديان”. وافاد مصدر كبير في البيت الابيض لـ “اسرائيل اليوم” بان “الرئيس ملتزم بالسلام كما كان دوما وخطابية ابو مازن التي احبطت السلام على مدى السنين، ليست مفاجئة”.
يديعوت / انهيار الردع
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 14/12/2017
على مدى اسبوع تتواصل النار من قطاع غزة الى اسرائيل دون توقف – بالاجمال أطلق اكثر من 15 صاروخ حتى الان. ولغرض المقارنة، منذ حملة الجرف الصامد، على مدى ثلاث سنوات وثلاثة اشهر، اطلق بالاجمال 40 صاروخا. هكذا يبدو عمليا انهيار الردع من الحملة العسكرية في صيف 2014.
عن السياق العسكري للحملة، ولا سيما عن السياق الذي سبقها مع التشديد على الاعدادات العليلة، سبق أن كتب عدد لا حصر له من المقالات، التحقيقات العسكرية وتقرير مراقب الدولة، ولكن عن مسألة الردع الذي خلقته حيال حماس في غزة لم يكن خلاف. فقد نجحت الحملة حتى قبل اسبوع في ان تجلب لسكان الجنوب هدوء لم يشهد له مثيل على الاقل منذ اطلق الصاروخ الاول في 2001 ولكن هذا انتهى.
حتى اليوم قيل لنا ان حماس تنجح في ان تفرض على المنظمات العاقة إمرتها وتمنع اطلاق النار على اسرائيل. ولكن في الايام الاخيرة لم تعد حماس تجتهد او لم تعد تنجح حيال المنظمات، والجواب الاول مقبول على العقل أكثر.
يتم اطلاق النار كل مساء في الغالب بصليات بهدف تحدي منظومة القبة الحديدية المنصوبة في المنطقة وأمس أثبتت نفسها واعترضت صاروخين شقا طريقهما نحو مدينة سديروت. ورد الجيش الاسرائيلي حتى يوم أمس بشكل مقنون، هاجم معسكرات لحماس، غير مأهولة في الغالب، وحاول في العمليات المحدودة اعادة الوضع الى سابق عهده. المصلحة الاسرائيلية واضحة وتتمثل في الامتناع عن التصعيد على الاقل حتى استكمال العائق التحت ارضي حول قطاع غزة بهدف اعتراض قدرة استخدام الانفاق الهجومية في مواجهة البلدات ومعسكرات الجيش الاسرائيلي.
في هذه الاثناء فان الادعاء الاسرائيلي في أن حماس ايضا تريد الهدوء في غزة كي تحكم لا يستوي مثلا مع بيان المخابرات الاسرائيلية في أنها نجحت في احباط عملية اختطاف خطط لها نشطاء حماس واعتزموا تنفيذها في اثناء عيد الحانوكا.
وانكشفت الخلية في اثناء الشهرين الاخيرين. يدور الحديث عن ثلاثة نشطاء من حماس يسكنون في قرية قرب نابلس كانوا مشاركين في التخطيط لاختطاف جندي او مواطن اسرائيلي من محطة باص في احد المفترقات المركزية في السامرة، قرب نابلس.
وكانت الخطة أن يتخفوا في زي مستوطنين من المنطقة ويختطفوا اسرائيلي من محطة الباص. وحسب المخابرات الاسرائيلية، كان اعضاء الخلية على اتصال مع عمر عصيدة، نشيط حماس العسكري وعضو قيادة حماس في قطاع غزة، الذي يشارك في تحريك نشاطات عسكرية ومحاور مالية من القطاع الى منطقة يهودا والسامرة.
واشارت المخابرات الاسرائيلية الى أن قيادة حماس في قطاع غزة شكلت جهة موجهة وممولة، وهدف العملية المخططة كان العمل على خوض مفاوضات لتحرير سجناء امنيين محبوسين في اسرائيل. اذا كان هذا هو الحال، يحتمل أن يكون في اسرائيل الان، مثلما في حزيران 2014، لا يقرأون على نحو سليم مرة اخرى نوايا حماس، وربما يجب استخلاص الدروس والتعاطي مع الافعال عمليا وليس فقط مع النوايا والمصالح لدى المنظمة.
هآرتس / دروكر، هذا ليس ما كتبته
هآرتس – بقلم عاموس يادلين – 14/12/2017
رفيف دروكر هو صحافي مؤهل وشجاع، له اسهام هام في الديمقراطية الاسرائيلية ومكافحة الفساد، لكن تعليقه على المقال الذي نشرته في اعقاب اعلان الرئيس ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل يثير الدهشة. في حين أن دروكر يحتج بشدة على الاقوال التي لم أقلها، إلا أنه يجد صعوبة في أن يتناول بجدية الاقوال التي كتبتها.
ما لم أكتبه في مقالي هو أن محمود عباس (أبو مازن) هو الزعيم الذي سيقود الفلسطينيين الى المصالحة التاريخية. وما لم أقله في مقالي هو إنه يمكن التوصل الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين في المستقبل القريب. بالعكس، كل ما نشرته في السنوات الاخيرة سيجد الباحث المتعمق أن ما قلته هو إن القيادة الفلسطينية ضعيفة، وأنها لا تمثل حماس والشتات، وهي غير مستعدة لتقديم تنازلات تتعلق بحل الدولتين. لذلك، لا يبدو أن أبو مازن مستعد للتوقيع على اتفاق دائم، وبالتأكيد هو غير مؤهل لتنفيذه. لقد قدرت أن الرئيس ترامب سيفشل في محاولة التوصل الى “الصفقة النهائية”، كما قدرت أن وزير الخارجية جون كيري سيفشل في جهود مشابهة بذلت في العام 2014. لقد اقترحت في هذا السياق تبني مقولة البرت آينشتاين حول “ضرورة التوقف عن السياسة غير المعقولة لتكرار محاولة نفس الشيء وتوقع نتائج مختلفة”.
في المقابل، ما كتبته في مقالي هو أن علينا اعادة فحص الافتراضات الاساسية التي قادت العملية السلمية خلال ربع قرن والتطلع الى انجازات سياسية ايضا في ظل غياب سلام شامل ونهائي. مقالي أشار الى امكانية التوصل الى انجازات سياسية ايضا بدون اتفاق نهائي. لذلك كتبت عن معارضة مبدأ “الى حين الاتفاق على كل شيء لا يوجد أي شيء متفق عليه”.
وقد أشرت في اقوالي في السنوات الاخيرة الى الحاجة الى أن نسحب من الفلسطينيين الفيتو على تشكيل صورة ومستقبل دولة اسرائيل. تصريح ترامب يمكن أن يؤدي الى تفاهمات مع الامريكيين حول خطوات ستشكل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وآمنة وعادلة. هذا هو جوهر رؤيتي السياسية والاستراتيجية. في حين أن دروكر يقود الى تشاؤم، كل ما يمكن أن نستخرجه منه هو انتقاد عقيم (ومفهوم) لحكومة اسرائيل، وأنا أدعو الى تفكير جديد خارج الصندوق يمكنه أن يطرح حلول ابداعية.
هنا نصل الى اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، حسب رأيي هذه العملية التي تم تنفيذها في ظل تهديد الفلسطينيين وخلافا لرأي المتشائمين في وزارة الخارجية الامريكية وفي وسائل الاعلام، من شأنها فتح الباب لعمليات سياسية جديدة.
قبل تصريح الاعتراف بالقدس، قطعت الادارة الامريكية الطريق على “استراتيجية التدويل” لابو مازن، الذي هدف الى عزل اسرائيل دوليا واخضاعها سياسيا. الآن، ادارة ترامب أوضحت للفلسطينيين أن الوقت يمكن أن يعمل ضدهم وليس في صالحهم. كما أنها أوجدت نظام علاقات حميمية مع الدول العربية السنية التي تغرق في مشكلات داخلية وفي مواجهات ضد ايران وداعش. تصريح الاعتراف بالقدس يضيف لبنة اخرى في سياسة الولايات المتحدة التي تنشيء نماذج جديدة وعمليات تختلف عن التي كانت في السابق، مع امكانية أن تشكل رافعة أكثر نجاعة امام الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل تغيير الوضع الراهن ولعملية سياسية مختلفة مستقبلا.
إن الانقضاض على رجال الاستخبارات والصاق تهمة “الفشل الامني” بكل تطور سلبي هو عادة سيئة تجذرت في اوساط الجمهور الاسرائيلي منذ حرب يوم الغفران. إن نجاح الاستخبارات في مجال التقدير والتنفيذ بقي سريا – وهذا افضل. الايام ستقول من هو الذي أعطى تقديرات مبالغ فيها حول الرد على الاعتراف الامريكي بالقدس ومن قدرها بصورة صحيحة. ولكن حتى الآن الشرق الاوسط لم يشتعل، والشارع العربي لم ينقض على السفارات الامريكية، والصلوات في الحرم مرت بهدوء، وعدد المتظاهرين في الضفة كان قليلا نسبيا. اذا اندلعت في نهاية المطاف انتفاضة ثالثة فهي ستحدث ليس بسبب خطاب ترامب، بل بسبب تغيير تقدير موقف الفلسطينيين بالنسبة لما يمكنهم تحقيقه من عمليات العنف.
ولكننا هنا لا نقوم بنقاش موضوع الاستخبارات، بل السياسات. وهنا أقترح أن لا نقلل من اهمية رسالة بوش وخطاب ترامب. المعلمان اللذان حققتهما اسرائيل من رسالة بوش – الاعتراف بالكتل الاستيطانية وعدم الموافقة على حق العودة – تحولا عمليا الى أسس سياسة احترمها حتى الرئيس براك اوباما ووزير خارجيته كيري. لقد أصبحا جزء لا يتجزأ من الصيغة المقبولة اليوم فيما يتعلق باتفاق السلام المستقبلي. سيكون للاعتراف بالقدس تداعيات مشابهة، والذي سيعزز موقف اسرائيل في المفاوضات في المستقبل، يمهد الطريق لنشاط صهيوني جديد لا ينتظر أبو مازن، لأخذ مصيرنا بأيدينا ويضمن مستقبلنا.
هآرتس / براءة تحت مظلة سوداء
هآرتس – بقلم دان مرغليت – 14/12/2017
في ليلة التصويت الصاخبة كان نتنياهو في أفضل حالاته ومليء بالطاقة، وقد قال في كافتيريا الكنيست إن وضع الدولة ممتاز وقام بكسر يد عضوة الكنيست شيرن هسكل (الليكود) التي عارضت قانون الدكاكين، وكانت جوزة سهلة على الكسر.
مع ذلك، فان من نظر اليه كان يمكنه ملاحظة أن مظهره الهاديء يخفي خلفه ضائقة عميقة، مثل المريض الذي يجيب على السؤال عن حالته بـ “ممتاز جدا”. أو مثل المتهم بمخالفات جنائية الذي يقول بابتسامة ميكانيكية “لن يكون أي شيء لأنه لا يوجد أي شيء”. عند الفجر كانت اغلبية الاصوات في صالحه، لكنه ادرك أنه عمليا حصل تقريبا على لا شيء، نوع من القفزة البرلمانية، حيث أنه بعد بضعة ايام سيعاد القانون للتصويت عليه في الكنيست، ومعه مبادرات اخرى من الحكومة، ومن تصويت لآخر سيصعب عليه تجنيد الاغلبية المطلوبة. كل “لقيط” هو ملك، كل شخص يمكنه أن يبتزه، لقد ظهر وكأنه يدفع ثمن الوقت الآخذ في الضياع لاعادة احياء حكومته.
في هذه الليلة، قبل قانون القومية وقانون اسكات الشرطة وقانون المس بمحكمة العدل العليا، كانت اشارة البدء لنهاية طريق الحكومة. ثلاثة من وزراء الحكومة ورئيس الائتلاف يغرقون في تحقيقات جنائية حتى اعناقهم، ونتنياهو يعلق بقاء حكومته على كلمتين لم يتعود عليهما الجمهور هما “افتراض البراءة”. لقد وعد دافيد بيتان (وهذا رد الجميل له) بأن افتراض براءتهم ساري المفعول وقائم سواء في قضية الهدايا في الملف 1000 أو في تمويل “عرس الرشوة” (حسب الاتهام) الذي اقيم لابنة بيتان وتحول كما وصفه نتان رتوش في موضوع آخر الى “مظلة سوداء”. من يؤيدونهم يرددون مثل الببغاء “افتراض البراءة”، لكن الحكومة تترنح مع رئيس حكومة ورئيس ائتلاف متهمين بأنهما يخرقان القانون.
بالتأكيد هناك افتراض براءة وهو ساري المفعول. ولكن ما معنى ذلك؟ هناك انواع مختلفة من افتراض البراءة. عندما يتم اتهام موظف دولة كبير بمخالفة جنائية، فيجب عليه الاستقالة، وحتى الشاهد الملكي ميخال غنور والشاهد الملكي آري هارو ما زالا يتمتعان بافتراض البراءة. لأنه لم تتم ادانتهما بعد، لكن عمليا كل شخص يعرف أنهما قاما بادانة أنفسهما. إن افتراض البراءة الخاص بهما هو افتراض رسمي ولا أهمية جوهرية له.
مع “براءة سوداء” مثل بيتان وتحقيقات من النوع الذي يصاحب نتنياهو وآريه درعي وحاييم كاتس، لا تستطيع الحكومة أن تعمل. على الاكثر يمكنها أن تتصرف على الورق بأثمان سياسية باهظة. ومن الآن هي مخطئة في نظر الجمهور لأنها تتصرف كحكومة مبذرة في فترة انتخابات، رغم أنه لم يتم الاعلان عن حل الكنيست ولم يتم الاعلان عن موعد لاجراء الانتخابات.
موشيه كحلون سرق الاضواء من نتنياهو ووزع على الجمهور هدية بمبلغ 800 مليون شيكل. اسرائيل كاتس أخذ المكان الثاني، 600 مليون. يتسرب الى القلب شك كبير، ولو أنه غير مسند وقائعيا: معقول الافتراض أن الحكومة تدير الجيش كما ينبغي في الرد على الاستفزازات في المنطقة الشمالية وقي قطاع غزة. ولكن ربما يكون من المريح لنتنياهو أن يذهب الى الانتخابات على خلفية توترات امنية تدفع الى الهامش اتهامه بمخالفات جنائية.
عندما أشار شمعون بيرس وعيزر وايزمن بصورة واضحة الى أن الاعتبارات الانتخابية هي التي وجهت مناحيم بيغن لقصف المفاعل العراقي في 1981، سخر الشعب منهما (أنتم تعرفونني منذ اربعين سنة، قال بيغن، هل كنت سأعرض حياة طيارينا لاهداف انتخابية؟ ايضا من المعراخ – حاييم هرتسوغ مثلا – أجابوا بـ “لا” مدوية). هل سيكون اجماع كهذا عندما يطرح السؤال بخصوص حجم نشاط نتنياهو العسكري في قطاع غزة وهضبة الجولان؟.
ربما أن الامر يتعلق بمخاوف عبثية في مجال الاقتصاد والامن القومي. ولكن هذه تظهر لأن الحكومة متهمة بالاساس. في الوضع الذي نشأ، ربما ستواصل الحكومة وجودها بمستوى أداء منخفض، لكن التصويت على قانون الدكاكين أثبت أنها في موت سريري.
معاريف / الى أين اختفت الدول العربية
معاريف – بقلم د. غادي حيتمن – محاضر في دائرة الشرق الاوسط في جامعة اريئيل وخبير في الشؤون العربية – 14/12/2017
في خطاب استمر نحو ستين دقيقة، ناشد ابو مازن قادة الدول العربية والاسلامية التجند للكفاح من أجل القدس ردا على تصريح ترامب. وبمناسبة استغلال المنصة التي وضعها تحت تصرفه الضيف، الرئيس التركي اردوغان، اغدق رئيس السلطة الفلسطينية على سامعيه (معظمهم لا يعرفون العربية على الاطلاق وشوهد بعضهم في البث الحي والمباشر وهم منشغلون باجهزتهم الخلوية) تنديدات ضد الولايات المتحدة. وأعلن بانه سيطلب من مجلس الامن في الامم المتحدة قرارا يلغي تصريح ترامب وهدد بانه بدون القدس كعاصمة فلسطين “لن يكون سلام في المنطقة ولن يكون سلام عالمي”.
هل بالفعل؟ لماذا كان أردوغان مطالبا باستضافة منظمة التعاون الاسلامي في اجتماع طاريء في أعقاب التصريح الرئاسي؟ ليس هذا فقط لانه رئيس المنظمة. فاردوغان يقرأ خريطة الشرق الاوسط جيدا ويرى بان قادة الدول العربية لا يسارعون الى الوقوف الى يمين الفلسطينيين بشكل تلقائي. صحيح أنهم نددوا بالتصريح واوضحوا بانه خطر وانهم لن يتنازلوا عن القدس، ولكن اردوغان، ويخيل أن ابو مازن ايضا، يعرفان جيدا بان هذه ضريبة لفظية.
ولماذا؟ لان استعراضا خاطفا يبين الريح الجديدة التي تهب في غير قليل من الدول العربية. فالشرخ السني – الشيعي، القائم في المنطقة بشكل تقليدي وتعاظم في عصر الربيع العربي، والى جانبه تهديدات الجهاد العالمي بالمس بكل من لا يؤمن بطريقه، غيرا سلم أولويات الدول الوطنية العربية. فهذه تسعى قبل كل شيء لتحقيق استقرارها السياسي الداخلي وبعد ذلك شق طريقها الكفاحي ضد الاعداء الخارجيين.
ليس صدفة أن اقترح رئيس الاركان آيزنكوت على السعودية التعاون الاستخباري في المقابلة مع موقع الانترنت السعودي قبل نحو شهر. وعلى أي حال، فهو يعرف بان له اذنا صاغية في الرياض. اردوغان وابو مازن يعرفان ايضا. واذا لم يكن هذا بكاف، فان وفدا من نحو 30 شخصا من البحرين يزور اسرائيل هذه الايام ويحمل معه رسالة سلام من الحاكم القائم في العاصمة المنامة.
هذه بالطبع مجرد مؤشرات على التغيير الذي يجد تعبيره في الاشهر الاخيرة في التفكيرات المتجددة عن طبيعة العلاقات مع اسرائيل في عواصم عربية اخرى ايضا. هذا تعبير علني عن المزاج في دوائر في النظام والنخبة في عدد غير قليل من الدول العربية، والذي يسعى الى تحقيق المصالح الوطنية ولا يرى في حل المشكلة الفلسطينية شرطا ضروريا للتطبيع بالمعنى الدارج في الغرب.
كل من يشرح لماذا لا تتجند الدول العربية التي تعانق الرئيس الفلسطيني على نحو متواصل، استضافة اجتماع طاريء تطلق فيه خطابات حماسية ضد الصهاينة. فما هو الحل المفضل؟ اردوغان يرتب الامور. وهكذا فان رئيس دولة ليست عربية يستضيف الاجتماع ورؤساء الدول العربية (باستثناء الملك عبدالله الاردني، الذي ألقى كلمة قصيرة) اكتفوا بارسال مستوى متدن نسبيا الى الاجتماع. كل هذا كي يقولوا دون أن يصرحوا “فقراء مدينتي أولى”.
اضافة الى ذلك، فان محاولات اثارة الخواطر على اساس ديني، في الوقت الذي يشدد فيه ابو مازن نفسه على أن هذا صراع على الارض، ليس فيها ما يكفي كي يمس بالمصالح المتحققة بقدر غير قليل بفضل العلاقات الهادئة مع القدس ايضا.
هآرتس / اصبع أرمنية في عين اردوغان
هآرتس – بقلم اميلي مواتي – 14/12/2017
الازمة الحالية مع تركيا هي فرصة جيدة لاسرائيل من اجل الاعتراف بقتل الشعب الارمني على أيدي الاتراك قبل اكثر من مئة سنة. وبهذا ايضا نقوم بعمل عادل تاريخيا، ونحل مشكلة الذين “العدل التاريخي” عندما يسمعونه يعتقدون أنه مرهم للبواسير – لأنه في نفس الوقت ندخل اصبع في عين الرئيس اردوغان، بدل الاستمرار في المراوحة. اذا كانت صديقاتنا الكبرى في العالم اعترفت بهذا الظلم الى درجة أن فرنسا منذ 2006 تعتبر انكار ابادة الأرمن مخالفة جنائية. فليس هناك سبب بعمرنا ومكانتنا ومع الحمل التاريخي الذي نجره خلفنا، ألا نقوم بذلك.
اسرائيل الرسمية تتملص من الاعتراف بابادة الأرمن وتكتفي باحناء الرأس الرمزي في المراسيم. مرة كل بضع سنوات يسمع عندنا صوت يدعو للقيام بهذه الخطوة المطلوبة، بالتأكيد للشعب الذي كان ضحية للاضطهاد الاكبر في تاريخ الانسانية وفقد ستة ملايين من أبنائه وبناته. ولكن بصورة غريبة، في كل مرة يتبدد النقاش ويعود الى الافتراضات العادية للحياة نفسها ويؤجل للمرة القادمة.
نائب وزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، هو الذي قال في 1989 إن “هناك امور هي فوق السياسة وهناك امور هي فوق الدبلوماسية. كوارث الشعوب هي حالة واضحة من هذا الصنف من الامور”. لقد قيل هذا حول الاضطرابات التي اندلعت على ضوء عرض فيلم “خلف جبال أرارات” الذي يصف الطرد والسلب ومسيرات الموت والقتل لاكثر من مليون شخص ارمني. الفيلم لم يعرض في قناة رسمية، في نهاية الامر.
في العام 2000 شارك وزير التعليم في حينه يوسي سريد في يوم الذكرى لمذبحة الارمن ودعا الى الاعتراف بابادة الشعب الارمني، لكن الحكومة برئاسة اهود باراك تنكرت لذلك. بعد سنة تقريبا اقتبس شمعون بيرس الذي قال لصحيفة “تركش ديلي نيوز” إن “الارمن مروا بتراجيديا، لكن ليس بابادة”.
في العام 2007 رفعت الكنيست عن جدول الاعمال مشروع قرار لعضو الكنيست حاييم اورون (ميرتس) في أن تبحث لجنة التعليم والثقافة للكنيست في ابادة الشعب الارمني. إن قرار ازالة الموضوع من جدول الاعمال كان قرار رئيس الحكومة في حينه اهود اولمرت، الذي خشي من أن مجرد تناول هذا الموضوع سيتسبب بازمة في العلاقة مع تركيا. اضافة الى ذلك، في نفس السنة تمت دعوة اسرائيل للضغط على الكونغرس كي لا يعترف بكارثة الشعب الارمني. وزير الخارجية التركي الذي زار اسرائيل في حينه قال لبيرس إن الاعتراف الامريكي من شأنه أن “يتسبب بضرر كبير للعلاقات بين تركيا والشعب اليهودي ودولة اسرائيل”.
في نهاية العام 2011 فقط وبعد احداث قافلة “مرمرة” الى غزة، أجري للمرة الاولى نقاش علني في هذا الموضوع في لجنة التعليم التابعة للكنيست، بمبادرة زهافا غلئون (ميرتس) وآريه الداد (الاتحاد الوطني). وبسبب حساسية الموضوع والخشية من ازمة اخرى مع تركيا، شارك في النقاش رئيس مجلس الامن القومي يعقوب عميدرور وممثلون عن وزارة الخارجية ورئيس الكنيست في حينه رؤوبين ريفلين. النقاش لم يؤد الى أي تغيير في مقاربة اسرائيل لكارثة الشعب الارمني.
في حزيران 2016 قررت رئاسة اللجنة التنفيذية للهستدروت الصهيونية الاعتراف بابادة الشعب الارمني، لكن حكومة اسرائيل لم تنفذ في أي يوم هذا الواجب الاخلاقي. توجد لنتنياهو الذي بدأ حياته السياسية قبل نحو ثلاثين سنة بذلك القول الشجاع، فرصة لانهاء حياته السياسية بقيام اسرائيل برئاسته باخراج تلك الاقوال من حيز القوة الى حيز الفعل. حيث أنه حقا توجد أمور هي فوق الدبلوماسية والسياسة.
هآرتس / تم ايقاف عملية سحب المواطنة – من اقارب منفذ عملية قصر المندوب السامي
هآرتس – بقلم عميره هاس – 14/12/2017
بعد تراجع الدولة عن اتهام اقارب منفذ العملية بالعلاقة مع داعش، أمرت محكمة الاستئنافات بالبدء مجددا في عملية نقاش قرار وزارة الداخلية الغاء أذونات مكوثهم في القدس. في القرار الذي نشر في هذا الاسبوع، قبل القاضي ايلان حلبجة موقف “مركز الدفاع عن الفرد” الذي قضى بوجود خلل في اجراءات الدولة.
في كانون الثاني دهس فادي قمبر ثلاث مجندات وجندي قرب قصر المندوب السامي، المجاور لمكان سكنه في جبل المكبر. بعد بضعة ايام من العملية اعلن وزير الداخلية آريه درعي عن نيته سحب الاقامة واذونات المكوث في القدس من اقارب منفذ العملية. في 25 كانون الثاني ارسل لـ 12 شخص من اقاربه بلاغ من وزارة الداخلية ينص على “هناك عدد من أبناء عائلتكم الكبيرة متهمون بعلاقة مع داعش والتورط في عمليات ارهابية، بناء على ذلك هناك خوف امني من مواصلة مكوثكم في اسرائيل”. شخصان ممن تسلموا التبليغ كانت طفلة ابنة 10 سنوات وطفل ابن 9 سنوات. وهما أبناء اخوة منفذ العملية. أمه تلقت بلاغ عن سحب اقامتها الدائمة بسبب تعدد الزوجات، رغم أنها تعيش في القدس منذ ثلاثين سنة استنادا الى زواجها.
في 26 كانون الثاني واستجابة للاستئناف المقدم من المركز الذي مثل سبعة من المرشحين للطرد (بمن فيهم الأم والقاصرين)، اصدرت محكمة الاستئنافات حسب قانون الدخول الى اسرائيل اوامر مؤقتة جمدت قرار الطرد. إن النية لطرد القاصرين الغيت بعد جلسة الاستماع لهما، في حزيران صدر رد الدولة على الاستئناف، وليس فيه أي ذكر للاتهام بالعلاقة مع داعش، بل ادعاء عام بـ “جو مؤيد للعمليات الارهابية من خلال تقديس منفذي العمليات”، في جبل المكبر والقول إن “الغاء الاقامة سيساعد على خلق ردع من تزايد الظاهرة”. في النقاش في شهر أيلول ادعى المحامي بنيامين احستريفا، من موكيد، أن الامر يتعلق بادعاء جديد لم يعط الملتمسون امكانية الدفاع عن انفسهم امامه، لذلك يجب البدء بعملية قضائية جديدة. القاضي قبل هذا الموقف، وطبقا لتوجيهاته أعلنت وزارة الداخلية في الاسبوع الماضي عن جلسة استماع جديدة لاربعة من الملتمسين (باستثناء الأم). لقد طلب احستريفا من المحكمة الغاء الالتماسات لأن جلسات الاستماع الجديدة تعني أن وزارة الداخلية تعترف بالخطأ.
القاضي حلبجة استجاب للطلب وكتب “في اساس قرار (كانون الثاني) الغاء اذونات المكوث للملتمسين تقف اسباب اخرى ومختلفة عن التي اشير اليها في رسائل يجب الرد عليها (حزيران) والتي دافع الملتمسون عن انفسهم منها، وأنا أقبل ادعاءهم القائل إنه وقع خلل في اجراءات الاستماع التي اجريت لهم”. القاضي حلبجة أمر ايضا بموعد لاحق للاستماعات الجديدة، وبخصوص تأجيل اجراءات تنفيذ الطرد من القدس وتكاليف المحكمة، التي على الدولة دفعها لـ موكيد. اذا استمر النقاش في الاستئناف كالمعتاد فان قرار القاضي حلبجة يتوقع أن يؤثر على حالة الاقارب الستة الآخرين.
اسرائيل اليوم / الى أين تتجه ايران وداعش الآن
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 14/12/2017
في صباح يوم الاثنين وصل الرئيس الروسي بوتين لزيارة خاطفة في سوريا للاحتفال مع جنوده بانتصارهم وانتصار روسيا وانتصاره هو شخصيا في الحرب على سوريا. لقد اعلن بوتين أن داعش هزم وفقد معظم المناطق التي احتلها في شرق سوريا، لذلك يمكن سحب القوات الروسية الموجودة في الدولة.
مع ذلك، فان صورة اليوم من سوريا لم تكن صورة انتصار بوتين مع جنوده بل صورة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي جاء لاستقبال بوتين، وهو يمنع من قبل ضابط روسي للتأكد من أنه لن يسير الى جانب بوتين اثناء قيام الاخير باستعراض حرس الشرف، بل أن يسير خلفه كاشارة الى أنه رئيس دولة تحت وصاية الامبراطورية الروسية.
ولكن في الوقت الذي كان فيه بوتين يحتفل بالانتصار على داعش، الذي من اجل تحقيقه ساهم الامريكيون أكثر من الروس، حاول شاب مسلم مهاجر من بنغلاديش، عمل بالهام من داعش، تنفيذ عملية قتل جماعية في قلب نيويورك. لحسن الحظ لم يتمكن من تنفيذ ذلك، لكن احداث سابقة في منهاتن وفلوريدا وفي ارجاء اوروبا تسببت بعشرات بل مئات القتلى والجرحى.
يتبين أن داعش ربما هزم في ساحة القتال في سوريا والعراق، لكنه ما زال حيا ويتنفس وربما يرفس، وبالتأكيد كرؤية ايديولوجية يمكنه تحريك شباب مسلمين في ارجاء العالم لتنفيذ عمليات ارهابية بتوجيهاته. اضافة الى ذلك، في سوريا والعراق ايضا التنظيم لم تتم تصفيته وما زال نشيطا كتنظيم عصابات يمكن أن يعود ويرفع رأسه، بالضبط كما يقوم بذلك بنجاح كبير فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء. إن نظرة واقعية وحكيمة بخصوص تهديد داعش طرحها رئيس الاركان آيزنكوت عندما شرح قبل بضعة اسابيع بأن “من السابق لاوانه تأبين داعش. فالامر يتعلق بظاهرة وفكرة أبعد من التنظيم. إن مواجهة داعش ستستمر لسنوات كثيرة”. في اسرائيل يقدرون أن داعش يمكن أن يذهب الى ليبيا أو اليمين حيث يوجد له هناك موطيء قدم منذ الآن.
من المثير التوضيح أن هناك شريك لرئيس الاركان في هذا الموقف، وهو وزير الاستخبارات الايرانية محمود علاوي، الذي حذر في يوم الثلاثاء الماضي في تصريح من طهران بأن داعش ما زال يشكل تهديدا لأنه حتى اذا فقد معظم المناطق التي احتلها، إلا أنه ما زالت بحوزته كميات كبيرة من السلاح، اضافة الى ذلك الامر يتعلق بتنظيم توجد لنشطائه تجربة عملية وقدرة لا يجب الاستخفاف بها. الوزير الايراني اضاف بأنه الآن، وبعد أن فقد داعش موقعه الجغرافي في سوريا والعراق، يمكن أن يتوجه الى دول مثل باكستان أو افغانستان واستغلال ضعفها للسيطرة عليها، أو على الاقل أن يؤسس لنفسه موطيء قدم فيها.
يجب التعامل مع هذه الاقوال بجدية، رغم أنه يبدو أن الوزير الايراني عبر عن رغبة ايران في استخدام تهديد داعش كمنبر لدفع طموحات طهران للسيطرة على محيطها، بداية على غرب آسيا، العراق وسوريا ولبنان، والآن في الشرق في افغانستان وباكستان.
واشنطن هي التي فتحت امام طهران الباب نحو الشرق والغرب عندما دمرت لاسباب جيدة ومبررة في حينه نظام طالبان في افغانستان في شتاء 2001 ونظام صدام حسين في ربيع 2003. هذان النظامان كانا من أشد الاعداء لنظام آيات الله وأغلقا على هذه الدولة من الاتجاهين، لكن كما أسلفنا، تمت تصفيتهما على أيدي الولايات المتحدة.
يمكن الافتراض أن الايرانيين يأملون أنه مثلما أن الفوضى التي اثارها داعش في العراق وسوريا، يمكنهم الحصول على موطيء قدم في هذه الدول، وهكذا يمكن أن يفتح هذا التنظيم الباب امامهم لزيادة نفوذ ايران في باكستان وافغانستان. هذه منطقة توجد فيها هيمنة سنية، بالضبط مثلما كانت الحال في العراق وسوريا في حينه. ولكن يوجد فيها ايضا طوائف شيعية كبيرة والتي منها جند الايرانيون متطوعين للمحاربة في سوريا والعراق.
داعش وايران هما وجهان لنفس العملة: كل منهما يحارب الآخر، لكنهما يغذيان ويقويان الواحد منهما الآخر.
القناة العاشرة الاسرائيلية / مبادرة فرنسية – بلجيكية ضد إعلان ترامب تعلن القدس عاصمة مشتركة
القناة العاشرة الاسرائيلية – 14/12/2017
كشفت القناة العاشرة الاسرائيلية عن ان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشال، يعملان على صياغة مبادرة ضد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تسويق الإعلان الأميركي في أوروبا، بحسب القناة العبرية العاشرة.
وأشارت القناة العاشرة، إلى أن المبادرة ترتكز على إعلان القدس عاصمة مشتركة لإسرائيل و”الدولة الفلسطينية المستقبلية”، وأن الرئيسين (ماكرون وميشال) سيطرحان المبادرة في القمة التي سيحضرها قادة الاتحاد الأوروبي، بعد غد الجمعة، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من زيارة نتانياهو إلى باريس وبروكسل، سعيًا لتسويق إعلان ترامب.
ونقلت القناة على ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، رفضت الإفصاح عن هوياتهم بسبب اعتبارات “سياسية”، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت تحديثا عاجلا بخصوص المبادرة “الفرنسية البلجيكية”، مساء اليوم، إلى جميع سفاراتها في أوروبا.
وأعلمت الخارجية الإسرئيلية سفارتها الأوروبية أن نص المبادرة، التي لم يتم صياغتها بشكل نهائي، قد يكون قاسيا وناقدًا، وقد يتضمن دعوة لإسرائيل بأن تقدم مؤشرات للفلسطينيين من شأنها أن تدفع ما يسمى بـ”عملية السلام” قدما، بحسب القناة العاشرة.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات وتوجيهات مباشرة إلى السفارات في أوروبا ببدء العمل الفوري على أعلى المستويات الدبلوماسية في أماكن تواجدهم من أجل اعتراض هذه الخطوة.
وأوضحت القناة أنه من أجل إقرار المبادرة “الفرنسية البلجيكية” في قمة قادة الاتحاد الأوروبي، المزمع عقدها يوم الجمعة المقبل، سيتعين عليها كسب تأييد قادة جميع الدول الـ28 الأعضاء، علمًا بأن جميع الدول الأعضاء تملك حق النقض (الفيتو)، وأنه لن يتم إقرار المبادرة دون توافق الدول الأعضاء عليها.
وفى الأسبوع الماضي، وبعد إعلان ترامب، حاولت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إصدار قرار من جميع وزراء خارجية الاتحاد الاوربى الـ28 يدين إعلان الرئيس الأميركي، إلا أن (الفيتو) الهنغارى منع اتخاذ هذه الخطوة، ما دعا موغيريني إلى إدانة إعلان ترامب باسمها.
ورفضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، خلال المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، الأول من أمس الإثنين، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت إن الاتحاد الأوروبي متمسك بحل الدولتين وفق القوانين والمواثيق الدولية، ويرى بالقدس عاصمة للدولتين.
وفي المؤتمر الصحافي الذي جمع نتنياهو بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد الماضي، في باريس، أدان الأخير إعلان ترامب وأكد أمام نتنياهو أن بلاده تعتبر القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل.
وتابع ماكرون “كلانا يريد سلامًا إقليميًا، فرنسا متمسكة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، تعيش كلتاهما بسلام، وشرحت لنتنياهو عدم رضانا عن إعلان ترامب التي تخالف القانون الدولي وتشكل خطرًا على عملية السلام، فرنسا مقتنعة بأن الحل الوحيد الذي يتوافق والقانون الدولي هو حل الدولتين، وهذا يمكن ان يتم فقط عن طريق المفاوضات، سندعم أي مبادرة لتحقيق ذلك ومن هنا أدعو رئيس الحكومة لتنفيذ خطوة جريئة لكسر الجمود”.
نظرة عليا / اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل
نظرة عليا – بقلم عوديد عيران – 14/12/2017
اعترفت الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة اسرائيل في اعلان تاريخي، في 6 كانون الاول 2017. الدولة الاولى التي اعترفت باسرائيل بعد اعلان الاستقلال في 1948 كانت ايضا الاولى التي اعترفت رسميا بعاصمتها القدس. في ارجاء العالم ولا سيما في الشرق الاوسط، حيث تتحدى حركات دينية وقومية الدول والحدود التي تقررت في الماضي، ثمة اكثر من رمزية في خطوة الرئيس ترامب هذه ، الذي اقام الاعتراف، ضمن امور اخرى على الصلة عتيقة العهد للشعب اليهودي بعاصمته.
كما هو متوقع، فان اعلان الرئيس ترامب أثار مظاهر تأييد وموجات احتجاج على حد سواء. فالعالم الاسلامي والعربي، الممزق منذ سنين وجد في هذا الاعلان موضوعا يمكن ان يصرف بمساعدته اتجاه الاحباط، اليأس وخيبة الامل من فشل حركة النهضة التي تسمى “الربيع العربي”. ومساعي المصالحة بين الطرفين الايديولوجيين – الجغرافيين للشعب الفلسطيني، والتي اصطدمت بالمصاعب، حظيت بالتعزيز إذ أنه من السهل لكل الفصائل العاملة في الساحة الفلسطينية أن تتحد حول موضوع القدس. اما في اسرائيل فاحتدم الجدال بين مؤيدي التنازلات في القدس وفي يهودا والسامرة من أجل الاتفاق الكامل مع الفلسطينيين، وبين المؤيدين للحق الذي لا جدال فيه للشعب اليهودي بكل هذه. وفي الاتحاد الاوروبي، منعت دولتان عضويان اعلانا مشتركا لوزراء الخارجية، ينتقد اعلان ترامب.
مع ذلك، يخيل أنه مع أن الكثيرين سمعوا وقرأوا التصريح، الا انهم تجاوزوا جملة اساسية فيه أو تجاهلوا معانيها. فقد قال ترامب: “اليوم نحن أخيرا نعترف بالامر المسلم به في أن القدس هي عاصمة اسرائيل. ليس أمرا أكثر أو أقل من الاعتراف بالواقع”. الواقع الذي وصف الرئيس الامريكي قسما منه هو ان كل المؤسسات الرسمية لدولة اسرائيل توجد في الجانب الغربي من المدينة، ولكن اسرائيل أحلت القانون الاسرائيلي ايضا في المنطقة التي ضمت الى القدس في 1967 وشملت القدس الشرقية، وقرى ومخيمات لاجئين اخرى. جواب جزئي على هذا التجاهل للواقع الذي نشأ في المدينة بعد 1967 أعطاه ترامب نفسه بقوله: “لا نتخذ أي موقف في كل موضوع التسوية الدائمة، بما في ذلك الحدود المحددة للسيادة الاسرائيلية في القدس، او القرار في الحدود موضع الخلاف. هذه مسائل تتعلق بالطرفين ذوي الصلة”. كما قال الرئيس أنه أمر بالشروع في الاعداد لنقل السفارة الامريكية الى القدس ولكنه لم يشر الى جدول زمني.
كان يفترض باقوال ترامب هذه أن ترضي الفلسطينيين، إذ أنه اعلن صراحة بانه في موضوع حدود السيادة الاسرائيلية لم يتغير الموقف الامريكي، وبشكل غير مباشر قال ان الاعتراف الامريكي بـ “العاصمة” الاسرائيلية للقدس ينطبق فقط على ذاك الجزء في الواقع، الذي لا يختلف عليه الفلسطينيون ومعهم الدول العربية. كان ينبغي لهذه الاقوال التي قالها ترامب أن تبرد أيضا ردود فعل الكثير من الاسرائيليين، في المعسكرات السياسية المختلفة، ولكن في اسرائيل وخارجها على حد سواء، فان المعنى الاكثر تواضعا لاقوال ترامب دحر. في اسرائيل كان هناك حتى من شبهوا تصريحه بتصريح بلفور قبل قرن، بشأن حق الشعب اليهودي بوطن قومي في بلاد اسرائيل – التشبيه الذي فيه وجه شبه واحد فقط، وهو اعتراف قوة عظمى رائدة في حق الشعب اليهودي في وطن قومي، والذي لا جديد فيه، والاعتراف بحق الدولة اليهودية في تحديد عاصمتها.
لقد ولد اعلان الرئيس ترامب ردود فعل حادة وغريبة إذ ليس واضحا هل تستند هذه الى القراءة الدقيقة لاقواله. في بعض منها جاءت ردود الفعل هذه من زعماء ومقرري السياسة الخارجية في العالم، ممن تناولوا على نحو خاص التغيير في الوضع الراهن في القدس النابع زعما من مجرد التصريح. وغريبة هي ردود الفعل لان جزءا من اصحابها يمثلون دولا تعترف بالواقع الذي تعاطى معه ترامب وهي تتصرف في هذا الواقع مثلما تتصرف الولايات المتحدة. فرئيس دولة اسرائيل يستضيف رؤساء الدول وممثليها في مقره في القدس، ومثله أيضا رئيس الوزراء. رؤساء دول القوا خطابات في كنيست اسرائيل في مقرها في القدس، ويذكر في هذا السياق الرئيس المصري انور السادات. سفراء الدول الاجنبية، الملزمون بتقديم اوراق اعتمادهم لصاحب السيادة في الدولة التي انتدبوا فيها، يفعلون هذا في مقر رؤساء اسرائيل في القدس. رئيس الولايات المتحدة قال انه يعترف بهذا الواقع وانه لا يغير الوضع الراهن القائم منذ قيام الدولة في 1948. مؤسسات رسمية، مثل الوزارات الحكومية في معظمها والكنيست، نقلت بعد وقت قصير من ذلك الى القدس، ومقر الرئيس يوجد في القدس منذ ولاية الرئيس الثاني.
لاولئك الذين لا يزالون يتعلقون بقرار 181 للجمعية العمومية في الامم المتحدة من العام 1947 (قرار التقسيم) لتعليل معارضتهم لخطوة ترامب، يمكن القول انه تقررت عشر سنوات (ابتداء من تشرين الاول 1948) لذاك الجزء من القرار الذي يبحث في خلق “كيان منفصل” (كوربوس سبراتون) للقدس، وهذه انتهت في 30 ايلول 1958. آخرون، مثل مفوضية الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي، فيدريكا موغريني، يستندون الى قرار 478 لمجلس الامن في 1980. في هذا القرار، الذي جاء في اعقاب “قانون القدس”، دعي اعضاء الامم المتحدة الى عدم الاعتراف بالقانون او باعمال اخرى لاسرائيل، تغير الطابع والمكانة للقدس. والولايات المتحدة نفسها امتنعت عن التصويت، وفضلا عن ذلك، اعلن ترامب بان ليست النية تغيير مكانة القدس. ولكن اذا كانت الولايات المتحدة ستنفذ نية الرئيس بنقل سفارة بلاده الى القدس فمن شأنها أن تخرق القرار الذي دعا الدول التي في 1980 أقامت سفاراتها في القدس الى اخراجها. قرار 478 نفسه لم يتناول الواقع الذي يكون فيه اعضاء الامم المتحدة الذين يعترفون باسرائيل ويقيمون معها علاقات دبلوماسية يفعلون ذلك في عاصمة اسرائيل، وبالتأكيد لم يدعو القرار الخروج عن هذا الواقع، أينما كان موقع سفاراتهم.
يبقى البحث في مسائل مثل لماذا الان؟ وماذا سيكون تأثير تصريح الرئيس ترامب على المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين؟
بالنسبة لموضوع التوقيت يمكن فقط التقدير بان ترامب طلب استيفاء وعده بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس، والذي أعلن عنه في اثناء حملته الانتخابية للرئاسة، وكان يعيش معضلة حين كان ملزما بالتوقيع على التأجيل في التنفيذ – الواجب وفقا لنص القانون الامريكي كل ستة أشهر. وبالنسبة للمسألة الثانية، شرح ترامب نفسه بانه على الرغم من امتناع اسلافه في المنصب عن نقل السفارة منذ اقر القانون في 1995 بشأن القدس، فان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ليس قريبا. من جهة اخرى، صرح الرئيس أيضا بانه يتمسك بالتزامه بالعمل على اتفاق السلام وسيعمل كل ما في وسعه لتحقيقه، فيما يذكر ايضا رغبته في تحقيق “صفقة الصفقات” بين اسرائيل والفلسطينيين وما نشر ايضا عن خطته أو مبادرته التي ستعرض على الطرفين.
لقد رفض معارضو تصريح الرئيس الامريكي، وبينهم المفوضون الفلسطينيون، في اعقاب التصريح اعتبار الولايات المتحدة وسيطا نزيها. وبالمقابل، في الطرف الاسرائيلي اطلق الادعاء بان الولايات المتحدة ستطالب اسرائيل بتنازلات للفلسطينيين “مقابل” الاعتراف الرئاسي بالقدس كعاصمة اسرائيل. فدور الولايات المتحدة في جولات المفاوضات التي خاضتها اسرائيل مع جيرانها العرب كان منذ 1973 موضع خلاف، في الجانب الاسرائيلي وفي الجانب العربي على حد سواء، ولكن الطرفين، بلا استثناء، توجها الى واشنطن وطلبا المساعدة في اغلاق الفجوات في مواقفهما في مراحل مختلفة من المفاوضات بينهما. اما مظاهرات الغضب واحراق اعلام الولايات المتحدة فلن تغير الواقع الذي نجد أن العامل الدولي الوحيد الذي يوجد فيه قدر من التأثير على مواقف اسرائيل في المفاوضات بينها وبين جيرانها، هو الادارة الامريكية.
في اعقاب الاعلان الرئاسي، انطلقت مظاهرات بحجوم محدودة في أوساط عرب اسرائيل، في شرقي القدس وفي المناطق. منظمة سلفية في قطاع غزة أطلقت حتى صواريخ نحو اسرائيل. في الاعمال التي اتخذتها اسرائيل لمواجهة المظاهرات على مقربة من جدار الحدود مع قطاع غزة وفي الهجمات المضادة على اطلاق الصواريخ قتل أربعة فلسطينيين. في باقي المناطق كان جرحى فقط. وبالتالي فان ردود الفعل المنضبطة من جانب الجيش الاسرائيلي وشرطة اسرائيل ساعدت في لجم المظاهرات. في هذه المرحلة، ليس واضحا اذا كانت الحماسة في اعقاب تصريح ترامب ستؤدي ايضا الى موجة جديدة من العمليات الفردية. مظاهرات جماهيرية اكبر جرت في مدن عديدة في العالم العربي والاسلامي. والزيارة المرتقبة لنائب الرئيس الامريكي مايك بينيس الى المنطقة ستمدد أغلب الظن موجة المظاهرات والاحتجاجات، ولكن في هذا المرحلة يمكن فقط التقدير بانه في غياب عمل ملموس ومحدد لنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، ستخبو ردود الفعل ومعها الخطر من اعمال العنف. اما النشاط السياسي والدبلوماسي المحدود على أي حال قبيل نهاية السنة الميلادية فكفيل هو أيضا بالمساهمة في تهدئة الخواطر.
اذا ما عرضت مبادرة امريكية بالفعل او كل مبادرة اخرى ترمي لان تكون اساسا لمفاوضات سياسية متجددة بين اسرائيل والفلسطينيين، فاحتمالات نجاحها منوطة قليلا باعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة اسرائيل. وبالنسبة لمضامين المبادرة، للوضع السياسي الداخلي في اسرائيل، للوضع السياسي الداخلي في الطرف الفلسطيني، للمكانة الشخصية للزعماء في الطرفين، للظروف في الشرق الاوسط وللظروف في الساحة الدولية – لكل هذه سيكون تأثير أكبر. هام في هذا السياق موقف الدول العربية المجاورة، التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة – مصر، الاردن والسعودية. والرضى في اسرائيل من خطوة الرئيس الامريكي مبرر، ولكن اذا كان زعماء هذه الدول سيجرون تحليلا حذرا لاقواله، فانهم سيفهمون بانه لم يصدر فيها أي شيء يتعارض و”المبادرة العربية”.
فضلا عن الاعراب عن الشكر لرئيس الولايات المتحدة، يوجد لاسرائيل ايضا دور ليس فقط في تهدئة الميدان، ولا سيما اذا ما عرضت مبادرة امريكية لاستئناف المفاوضات. وسواء كانت المبادرة تعنى بتسوية دائمة كاملة ام بتسوية جزئية، هدفها النهائي هو دولتان للشعبين وستتناول أيضا المجال المقدسي. اسرائيل يمكنها أن تتخذ سياسة تتضمن خطوات “افعل” و “لا تفعل”، وهكذا ستساعد في تعزيز الرئيس ترامب والتقدم في خطواته.
معاريف الأسبوع / إسرائيل والسلطة واثقتان : الوضع في الجنوب تحت السيطرة
معاريف الأسبوع – بقلم يوسي ملمان – 14/12/2017
ثلاثة صواريخ أطلقت أمس من غزة باتجاه إسرائيل، حيث وجه اثنان منهم باتجاه “سديروت” واعترضتهما القبة الحديدية، بينما سقط الثالث في منطقة مفتوحة في المجلس المحلي “اشكول”. في المجمل، ومنذ اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أطلق 15 صاروخًا، إنه التركيز الأكبر الذي تم تسجيله منذ “الجرف الصامد” قبل ثلاث سنوات ونصف.
في إسرائيل يقدرون بأن الصواريخ قصيرة المدى في أغلبها من طراز “قسام” تطلقها تنظيمات سلفية مارقة، إنها تنظيمات تعيش حالة من الصدام مع حكم حماس، ولديها رغبة في إثارة الاستفزازات والتسبب بجولة عنف جديدة رابعة بين غزة وإسرائيل؛ وبالتالي تحاول حماس كبح إطلاق الصواريخ خشية التصعيد، لكن وعلى خلاف الماضي رغبتها في كبح “التقطير” تضعف شيئًا فشيئًا.
عندما يدعو قادتها إلى انتفاضة جديدة ردًا على إعلان ترامب، فهم بالتالي يتمنون أن تندلع في الضفة لكن يصعب على التنظيم كبح إطلاق النار. في المقابل، إسرائيل من جانبها ترد ردودًا فورية، مرة بإطلاق قذائف دبابات ومرة بقصف من الجو تستهدف مواقع عسكرية لحماس، وإن يكن مستوى الردود تشتد حدته من صاروخ لآخر.
هذا كله يدور، وفي الخلفية مظاهرات شعبية مرفقة بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الامن في الضفة، وعلى الجدار في غزة أيضًا، وغدًا ينقضي أسبوع على “يوم الغضب”، حاليًا خُلقت حلقة مفرغة من الانجرار إلى العنف المتفاقم.
في الأجهزة الأمنية يسود شعور بأن السلطة الفلسطينية تجد صعوبة في الواقع الذي أوجد ان تكبح بكامل قوتها التدهور الحاصل. قوى الأمن التابعة لها يعملون وكأنما يقودهم الشيطان، رغم أنهم مستمرون بالتنسيق الأمني مع زملائهم الإسرائيليين، وذلك ان الطرفين يستعدان ليوم الجمعة القادم، الذي تحرض حماس على مشارفه وتدعو الشباب للخروج للتظاهر ومسيرات الاحتجاج.
رغم ان الطرفين غير معنيين بمواجهة؛ إلا أنهما مثل من يمتطي ظهر نمر ويظنون بأنهم سينجحون في السيطرة عليه، ولكن في نهاية المطاف قد يجدون أنفسهم يفقدون السيطرة.
المصدر / الجيش الإسرائيلي: الردع أمام حماس لم ينهار
محلل إسرائيلي: إطلاق نحو 15 صاروخا من غزة خلال أسبوع نحو جنوب إسرائيل يدل على انهيار الردع الإسرائيلي.. والمتحدث باسم الجيش يرفض هذا التحليل .
المصدر- 14/12/2017
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال رونين مانيلس، اليوم الخميس، في أعقاب إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل خلال الأسبوع الأخير، والحديث عن 15 صاروخا، تعرضت لمعظمهم منظومة “قبة الحديد”، إن الردع الإسرائيلي أمام حماس “لم يُبن بيوم ولن ينهار خلال أسبوع”.
وشدّد المتحدث الإسرائيلي على أن “حركة حماس مرّت بتجربة لا تُنسى بسهولة خلال الحرب الأخيرة، ولا أرى أنها تريد أن تعود إليها بسرعة”.
وسمّى مانيلس الجهات التي تقوم بإطلاق الصواريخ من غزة نحو إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ب “منظمات مارقة”، موضحا أن حماس قادرة على وقف هذه الهجمات. وأضاف المتحدث أن إسرائيل لن تقبل بأي خيار آخر غير أن توقف حماس هذه الصواريخ.
وعن المواقع التي يقصفها الجيش الإسرائيلي في غزة، في رد على إطلاق الصواريخ، أوضح أنها أهداف لم تقصف في الثلاث سنوات ونصف الأخيرة، قائلا إنها مواقع لإنتاج أسلحة وأن الهجمات تسفر عن قتلى في صفوف حماس.
وكتب محللون إسرائيليون في تعقيب على الصواريخ التي تطلق من غزة نحو إسرائيل لليوم الثالث على التوالي أن الوضع يدل على هشاشة الردع الإسرائيلي أمام حماس.
وكتب المحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت، يوسي يهشوع، أن الردع الإسرائيلي الذي أسسه الجيش منذ عام 2014 بات ينهار. وأضاف أن فرضية الجيش بأن حماس ليست معنية بالتصعيد قد لا تكون واقعية على ضوء المحاولات المستمرة للمساس بالإسرائيليين، وآخرها المخطط الذي أحبطه الشاباك خطف جندي في الضفة.
هآرتس / صمتا، يعلنون الحرب
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 14/12/2017
المصادقة التي أصدرتها هذا الاسبوع اللجنة الوزارية لشؤون التشريع على مشروع القانون الذي بادرت اليه وزيرة العدل آييلت شكيد ويقضي بنقل صلاحيات شن الحرب من الحكومة بكامل هيئتها الى الكابنت السياسي الامني، هي تجسيد آخر على خفة الرأي التي توليها الحكومة ورئيسها لقوانين الدولة، بما فيها القوانين الاساس، والتقاليد السياسية والدستورية التي تبلورت على مدى السنين.
لا خلاف في أن الالية الناشئة في ادارة الازمات الامنية تؤدي بالفعل الى تركيز اتخاذ القرارات في أيدي مجموعة ضيقة من زعماء الدولة واستراتيجييها، ولكن يقترح الان المصادرة منذ البداية من عموم أعضاء الحكومة صلاحياتهم اتخاذ القرارات المصيرية واعفاءهم من المسؤولية النابعة عن مناصبهم. وهذه النية لا تتعارض فقط مع المسلمة الاساس والتي تقول ان الذراع التنفيذي لصاحب السيادة في الدولة الديمقراطية، التي تتمثل في طريقة النظام في اسرائيل في كامل الحكومة، هي التي تتخذ القرارات في الحرب والسلام – تتعارض أيضا والعقل السليم. فالقيادة التي تدعو الشعب الى التفاني بروحه بحاجة الى شرعية عامة قصوى.
واضافة الى ذلك، فان التاريخ الامني القصير لاسرائيل يفيد بان القرارات في شن الحرب التي اتخذت في محفل ضيق لم تؤدي بالضرورة الى نتائج أفضل من تلك التي اتخذت في الحكومة (الاعمال الانتقامية، حملة السويس، حرب يوم الغفران، حرب لبنان الثانية).والافتراض بان التغيير في عدد الاشخاص المشاركين في اتخاذ القرار هو المفتاح لجودته يتنازل مسبقا عن امكانية الوصول الى النتيجة المرغوب فيها من خلال تحسين أداء اصحاب القرار. والتعليل لمشروع القانون – منع التسريب، تسريع ردود الفعل على التطورات في الميدان – ليس مقنعا. مقابل امكانيات الضرر الكامنة في المشروع. فمن يدعي ادخال النجاعة في سلوك الحكومة من خلال حصر عدد وزرائها (نتنياهو، 2014) ولم يلتزم بقراره، لن ينجح في تحسين قدرته على ادارة الحروب التالية من خلال تقليص عدد الوزراء المشاركين في ذلك.
ان مبادرة التشريع هذه لا تبدو كنية لتحسين عملية اتخاذ القرارات في شن الحروب، بل أكثر من ذلك كتجسيد آخر على يد نتنياهو الرشيقة والمنفذين لكلمته، سواء على الزناد الذي يطلق الرصاصة الاولى في الحروب أم على الزر الذي يحرك تغييرات التشريع وتحويل الانظمة الاولية في التقاليد السلطوية. يتعزز الانطباع بان مشروع القانون يأتي أولا وقبل كل شيء لتحرير الضغوط الائتلافية (لارضاء نفتالي بينيت) والاعفاء من الاحباطات الشخصية (ازالة الحواجز الدستورية التي اصطدم بها نتنياهو حين فكر بالهجوم على المنشآت النووية في ايران). هذه المبادرة جديرة بان تسحب، وفي كل الاحوال بحاجة ماسة الى نقاش جماهيري واسع، بخلاف الشكل الذي تبلورت فيه حتى الان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى