اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 12 – 2017
يديعوت احرونوت:
– الاشتباه: رشوة عرس.
– عرس في التحقيق – بيتان يتورط.
– إما دكان أو لا شيء.
– حملة نهاية السنة – كحلون يعلن عن الغاء ضرائب الشراء والجمارك.
– لحظة اختبار التجار.
– تحسن طفيف في حالة الحارس الذي أصيب بجراح خطيرة.
– المخرب في قلب منهاتن: أردت الانتقام من اسرائيل.
معاريف/الاسبوع:
– جهود ليلية لمنع الازمة بسبب قانون الدكاكين.
– العملية في نيويورك: انتقام من اسرائيل.
– نتنياهو يقول للاوروبيين: “كفوا عن تدليل الفلسطينيين”.
– وزير الدفاع: كل اعضاء القائمة المشتركة مجرمو حرب.
– وزير الخارجية الامريكي الاسبق جورج شولتس: يجب الكف عن الحديث عن حل الدولتين وتعلم العيش المشترك.
– نصر الله: قرار ترامب بداية نهاية اسرائيل.
هآرتس:
– جهود ليلية لاقرار اغلاق الدكاكين في السبت.
– وزيرة خارجية الاتحاد: القدس ستكون عاصمة الدولتين، وليبقي نتنياهو توقعاته للآخرين.
– عملية في منهاتن: عبوة حملها مخرب تفجرت فأصابت ثلاثة.
– بوتين زار سوريا بشكل استثنائي وأعلن أنه سيسحب القوات الروسية من الدولة.
– كحلون يعلن عن تخفيض الجمارك وضرائب الشراء على جملة من البضائع.
اسرائيل اليوم:
– امتيازات بقيمة 800 مليون شيكل.
– ارهاب في قلب منهاتن – ومعجزة.
– “المال يعود للجمهور”.
– نقاش عاصف في قانون الدكاكين والوزير درعي يهدد بالاستقالة.
– الاشتباه: رشوة بربع مليون شيكل لبيتان لتمويل عرس ابنته.
– نتنياهو يقول للاوروبيين كفوا عن تدليل الفلسطينيين.
القناة 14 العبرية:
– تمرير قانون إغلاق المحلات أيام السبت، بالقراءة الأولى في الكنيست.
– موت الحاخام “شتاينمان” زعيم الطائفة المتدينة الحريدية في إسرائيل .
– نقابة المعلمين الإسرائيليين تتوصل لاتفاق مع وزير المالية الإسرائيلي على موضوع رواتب المعلمين.
– القبة الحديدية اعترضت الليلة صاروخين أطلقا من غزة نحو عسقلان.
القناة 2 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي استهدف الليلة الماضية عدة أهداف في قطاع غزة.
– الاتحاد الأوروبي: لن ننقل سفارات بلادنا من تل أبيب الى القدس
– إطلاق صاروخين الليلة من غزة نحو عسقلان، والقبة الحديدية تعترضها.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية 12 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– مستشفى شعاريه سيتدك: وضع الحارس الذي طعن قبل يومين بالقدس مازال في حالة الخطر.
– إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة جراء القاء الحجارة بالقرب من “جوش عتسيون”.
والا العبري:
– الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: مدفعية الجيش وسلاح الجو قصفت أهدافا لحماس في شمال غزة ردا على إطلاق الصواريخ على عسقلان.
– القبة الحديدية اعترضت الليلة صاروخين اطلقا من قطاع غزة نحو عسقلان.
– الكنيست صادقت بالقراءة الاولى على قانون اغلاق المحلات التجارية أيام السبت.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 12 – 2017
معاريف / وزير الخارجية الامريكي الاسبق جورج شولتس: يجب الكف عن الحديث عن حل الدولتين وتعلم العيش المشترك../
معاريف – بقلم مردخاي حايموفيتش – 12/12/2017
“يجب الكف عن الحديث عن حل الدولتين والتوجه الى مسير يتعلم فيها الناس العيش معا. واضح أنه توجد شكوك، ولكن يجب بناء الثقة المتبادلة”.
هكذا يقول وزير الخارجية الامريكي الاسبق جورج شولتس في مقابلة خاصة مع “معاريف” تنشر في نهاية الاسبوع، بمناسبة الحصول على وسام من منظمة “FSU” عن عمله من أجل هجرة يهود الاتحاد السوفياتي.
في ماضي شولتس ابن الـ 97 جولات مكوكية بين القدس والدول العربية. ومن التجربة التي راكمها يعرض حله لمسألة عاصمة اسرائيل. “يجب ايجاد الخيط الذي يربط بين المختلفات، يسمح للناس بالتعبير عن أنفسهم”، يدعي قائلا ويضيف: “أو كما أجاد قوله تيدي كوليك: “فليعش الجميع تحت قبة القدس المذهبة””.
شولتس الحاد والجلي يتناول أيضا تهديدات أمنية على اسرائيل فيقول: “لا أريد أن اعرب عن الرأي في قضية حزب الله، ولكن في الماضي اخطأت في الانتظار بالهجوم والرد بعد وقوع الفعل. عندما ضربت استهدفت اسرائيل المفاعلين في العراق وفي سوريا (حسب مصادر أجنبية)، كانت هذه عملية وقائية جيدة، وقد نجح الامر. ايران تهدد بمهاجمة السعودية. ايران توجد في اليمن، في بغداد، في دمشق. الاتفاق يؤجل قدرتها على انتاج السلاح النووي ولكنه لا ينهيها. وفي هذا الوقت تتلقى المال وتستخدمه لاهدافها. مشكلة كبيرة”.
كما ان لشولتس رأي قاطع عن دور روسيا في الانتخابات الامريكية. فقد قال ان “هدف بوتين هو دفع الناس لفقدان الثقة بمسيرتنا. يريد أن يضعضع ثقتنا بنظامنا الديمقراطي”.
وفي اثناء الاحتفال قال رئيس الوكالة اليهودية نتان شيرانسكي، الذي كان في الماضي أسير صهيون، لشولتس: “كان لنا “شركاء جريمة” كثيرون ولكن انت ورئيسك ريغان كنتما الاهم بينهم. ستذكر كالمحرر الكبير لملايين اليهود من الاتحاد السوفياتي”.
يديعوت / بلاد صهيون التي هي القدس – كيف تنقل السفارة دون ان تتحرك
يديعوت – بقلم يارون لندن – 12/12/2017
سيكلف الاعتراف الامريكي الرسمي بالقدس كعاصمة اسرائيل حياة يهود، عرب وربما ايضا امريكيين وآخرين. اما المنفعة الحقيقية من التصريح فلم تعلل، ولكن لها قيمة رمزية – ومن أجل الرموز يذبح الناس. تفكير من خارج العلبة يطرح طريقا لتوفير الدم، دون التخلي عن تثبيت الرمز.
الفكرة هي دحر حدود القدس حتى شاطيء تل أبيب، وهكذا تنتقل قلعة السفارة الامريكية التي في شارع هيركون الى غربي العاصمة دون أن تتحرك من مكانها. وبغياب تغيير حقيقي في الوضع الراهن، ستبرد روح المسلمين وفي نفس الوقت تنفذ امنية اليهود في انزال السفارة في العاصمة.
ان توسيع القدس حتى أطراف الغرب لن يكون خطوة سابقة، إذ أن الحدود البلدية مطاطة، تتسع وتضيق وفقا لاحتياجات السكان ونزوات السياسيين. هكذا مثلا ولدت تل ابيب من أضلاع يافا العربية. وتطورت، واشترى سكانها اراضي القرى العربية التي في محيطها، وطرد العرب المتبقون في حرب التحرير، وبعدها ضمت اليها يافا. اما الان فتخطط المدينة العبرية الاولى لان تبلع ايضا بات يام، وهي الخطوة التي تقرب اليوم الذي تكون فيه مدن غوش دان ميتروبولين واحد.
القدس هي مثال أكثر وضوحا، فاتساعها كان مفاجئا والان يتطلعون الى تقليصها. قرار متهور وغبي من حكومة اسرائيل بعد حرب الايام الستة خلق مساحة ضمت عددا أصغر من العرب قدر الامكان وفيها المطار الذي تنبت الاعشاب على مساره اليوم. غير أن العرب تكاثروا بوتيرة اسرع مما كان متوقعا، وبات معدل اليهود الان في اوساط سكانها (60 في المئة تقريبا) اقل مما كان قبل الحرب العالمية الاولى.
في ضوء الفزع الديمغرافي تم توسيع المدينة الى الغرب لاسكانها بمزيد من اليهود، غير أن هذا لم يكن كافيا وبعد بضع سنوات سيتساوى عدد هؤلاء مع اولئك. لشدة المفاجأة، ليس كل العرب سلموا بمكانتهم كسكان منبوذين في عاصمة اسرائيل ولهذا فقد قطعت المدينة بواسطة سور فصل تسود خلفه الفوضى المطلقة. والان يسعى قادتها للتخلص من الاحياء الشمالية التي خلف السور واقامة سلطة بلدية منفصلة كل سكانها العرب زائدون وربط معاليه ادوميم بالعاصمة.
يقدر الامريكيون بان بناء السفارة سيستغرق أربع سنوات، ولكن من سمع عن مبنى في اسرائيل اكتمل في الزمن المذكور؟ مهما يكن من أمر، فحسب توقع المكتب الحكومي للاحصاء سيضاف الى اسرائيل في فترة البناء مليون مواطن على الاقل. ومعظمهم سيرغبون في السكن في مركز البلاد وسرعان من ستمتليء المساحة التي بين القدس وموديعين وبين موديعين واطراف تل ابيب. ينبغي تشجيع هذا الميل من اجل خلق قاطع مديني يكون كله القدس، تماما مثلما هي القدس ايضا قلنديا وجيلو، جبل المكبر وبيت صفافا. وأنا واثق انه لن تمر غير بضعة اشهر من يوم الاعلان عن اقامة القدس الكبرى الى أن يلف غلاف من القدسية كل المدينة الموسعة هذه مثلما يلف القدس في حدودها الراهنة. “بلاد صهيون والقدس” ستكون “بلاد صهيون التي هي القدس”.
فحصت ووجدت بان المسافة بين معاليه ادوميم وبين ميناء تل أبيب لا تزيد عن المسافة التي بين شمال نيويورك (ماونت فيرنون) وبين نادي غولف ترامب في الطرف الجنوبي من ستيتن آيلند. ترامب تاجر عقارات داهية، كفيل أن ينزل الى نهاية رأيي.
هآرتس / الملوحون بالكلاشينكوف
هآرتس – بقلم عميره هاس – 12/12/2017
عدد من الرجال صرخوا علينا من خلف الاقنعة وهددونا: من جهة كتائب عز الدين القسام ومن الجهة الاخرى منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي. ممن سنخاف أكثر؟ الامر لا يحتاج ولا حتى ثانية للتفكير: كما هو مفهوم من مردخاي ومن الآلة العسكرية التي يمثلها. اذا كان الامر هكذا فهل من العدالة الطلب من الفلسطينيين الضعفاء أن لا يبدأوا بالتحرش؟ ليس عادلا لكنه ضروري.
“يجب على العدو أن يعرف أنه سيدفع ثمن كسر قواعد المواجهة مع “قوات” المقاومة في غزة”، هذا ما كتب في منشور للذراع العسكري في حماس، والتي تعبر عن الاستياء من أن اسرائيل تفسر ضبط النفس على أنه ضعف. في حين أنه في الصفحة العربية على الفيس بوك لمنسق اعمال الحكومة في المناطق كتب: “يا سكان غزة، هل أنتم لا تعرفون أن نشطاء الارهاب عديمي المسؤولية يجرونكم الى التصعيد قبل حلول الشتاء، حيث الضائقة في غزة تتفاقم… ان استمرار اطلاق النار سيؤدي الى رد قاس ومؤلم من الجيش الاسرائيلي، وسيضطر سكان غزة لدفع الثمن. لا تحاولوا اختبار قوتنا”. رغم أن الاجهزة الامنية تدرك جيدا أن حماس ليست هي التي اطلقت الصواريخ على سدروت، شرح مردخاي سبب مهاجمة اسرائيل لحماس بالتحديد: “حماس تتحمل المسؤولية في القطاع. استيقظوا، لأن الزمن لا يعمل في صالحكم”.
ليس واضحا اذا كان الجيش الاسرائيلي، المتفوق عسكريا، يريد التحذير أو استفزاز الفلسطينيين وحماس وتحديهم. ما الذي ستحققه حماس بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام اذا سقطوا في الشرك وتم استفزازهم؟ كما تشير نبوءة مردخاي: هجوم آخر وحرب اخرى وعملية عسكرية اخرى واسعة.
نحن نوجد في الخط الفاصل الدقيق الذي يقع بين استمرار مظاهرات الاحتجاج الشعبية، التي لا يشارك فيها جمهور واسع، وبين خفوتها، لكنه ايضا الخط الدقيق الذي يشكل اختراقه الانحراف نحو عمليات اطلاق نار منفردة. احباط من عدد المتظاهرين القليل ومن الفشل السياسي ومن العنف الاسرائيلي الروتيني والغضب الشخصي بسبب الفجوات الاجتماعية – كل ذلك يدفع بسهولة عدد من الشباب للتلويح بالكلاشينكوف أو الصاروخ أو الطعن بالسكاكين (كما حدث في نهاية الاسبوع الماضي ويوم الاحد). “هذا حقنا”، هذا الشعار المعروف الذي يرددونه والذي يسكت من لديه شك.
حماس استثمرت في التسلح وحفر الانفاق لاغراض اقتصادية وعسكرية الكثير من الجهود والخداع والتفكير والقوة البشرية والاموال. ووظفت الكثير في تطوير الاوهام الشعبية عن قدرتها لاضعاف، اذا لم يكن هزيمة اسرائيل، بقوة السلاح والانفاق. إن الكشف عن نفق آخر على الحدود مع اسرائيل هو دليل على أن الخداع والقدرة التكنولوجية والعسكرية لحماس دائما متخلفة عما يوجد لدى اسرائيل. ربما هذا سيجعل عدد من الواهمين يعودون الى التعقل.
الحرب يمكنها أن تفيد فقط السياسيين والجنرالات الاسرائيليين والصناعات العسكرية الاسرائيلية، وليس الفلسطينيين أو وطنهم. المسؤول عن مردخاي، وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، هدد أول أمس بشكل واضح الفلسطينيين في دولة اسرائيل. الحروب دائما تفيد من يؤيدون الترحيل، سواء الصغار أو الكبار، هناك مشكلات لنتنياهو يمكن للحرب أن تقوم بدفنها. فعملية واسعة في غزة أو فصل الجيوب عن بعضها في الضفة الغربية هي وصفة ممتازة للاستيطان والبيت اليهودي.
إن ضبط النفس للفلسطينيين حكيم، صحيح. إن الطريق السياسي لعباس ومن قبله عرفات، فشلت بسبب عدم وجود شريك اسرائيلي، لكن الطريق العسكرية التي اختارها عدد من الفلسطينيين في فترات مختلفة منذ العام 1994 ساعدت فقط اسرائيل على تطبيق برامجها لتقسيم المنطقة الفلسطينية. هذا يمثل عدم مسؤولية وطنية، والحلم بنضال ناجح من خلال سلاح بدائي بدون قيادة موحدة وخطة سياسية واحدة مقابل دولة عظمى عسكرية منظمة وجاهزة. من المحظور اعطاء ائتلاف اليمين الاسرائيلي متعة حرب اخرى.
يديعوت / أمريكا والشرق الاوسط – في الداخل أم في الخارج؟
يديعوت – بقلم نداف ايال – 12/12/2017
ثمة سلسلة من المسلمات في الشرق الاوسط الان، وهي ثورية حقا. تعالوا نحصي بعض منها. في سوريا انتصر الاسد في الحرب على حراب الروس والايرانيين. وهاتان القوتان العظميان ستديران الدولة وحكم الاسد مستقر. بوتين دخل الى الشرق الاوسط بشكل عميق بينما الولايات المتحدة تواصل انسحابها وانعزالها عن المنطقة.
هذه الاقوال تستقبل في الجمهور وفي وسائل الاعلام كتشخيص واقعي للوضع الشرق أوسطي، ولكن زيارة الى واشنطن تجسد بان الامور تبدو من هناك مختلفة تماما. فقد شرعت الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة بهجوم مضاد من الاستعراضات الصحفية، التي غايتها الايضاح للعرب، للروس، للايرانيين وكذا للاسرائيليين بان امريكا لا تنثني. وقال لي مصدر رفيع المستوى في الادارة الامريكية مؤخرا أن الادعاء بانتصار الاسد في الحرب السورية هو “احبولة اعلامية” من الروس فقط. “70 في المئة من احتياطات الغاز والنفط السورية توجد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار”، قال المسؤول. واضاف بان أجزاء هامة من سوريا توجد تحت السيطرة الفاعلة لقوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف من الثوار السنة والمقاتلين الاكراد. واشار الى ان “الحرب ضد داعش هي الاخرى لم تنتهي. وعليه فان الولايات المتحدة ستواصل العمل في سوريا”. ولم يقصد فقط العمل من الجو، بل مئات عديدة من “المستشارين العسكريين” الامريكيين الذين يوجدون في الميدان ويساعدون الثوار.
ونقلت استعراضات صحفية من هذا النوع ليس فقط من الموقع ادناه بل ولسلسلة طويلة من الجهات الدولية والاسرائيلية – وليس فقط الصحافيين. وهدفها الايضاح بانه رغم أن بوتين يحاول خلق الانطباع بان الحرب في سوريا انتهت، فان الوضع على الارض بعيد عن أن يكون موحدا او متواصلا، وان امريكا لن تترك الساحة لحسم موسكو لمستقبل نظام الاسد. واضاف المصدر الامريكي رفيع المستوى بان مسيرة جنيف للمحادثات على مستقبل سوريا هي “المسار الوحيد للتقدم”. واوضح بان هذه ستنتهي بانتخابات حرة، يشارك فيها كل اللاجئين السوريين الذين هاجروا من بلادهم.
أجدني ملزما بان أقول انه كان من الصعب علي أن اصدق اني اسمع هذه الاقوال، ولكن هذا لم يكن هزلا. فقد صادق الرئيس على هذه السياسة، كما تقول محافل في واشنطن. وهذه لم تؤثر على نحو خاص على الرئيس الروسي، الذي أجرى امس ظهور ضيافة على الارض السورية كالسيد الذي يصل الى عزبته. اذا كان بوتين يلعب لعب العلاقات العامة بالفعل، فانه يقوم بعمل ممتاز.
في الايام الاخيرة لم تصدر مرة اخرى بيانات عن التعاون الروسي – الايراني – التركي في محاولة للحديث والقرار في الوضع ما بعد الحرب في سوريا. اضافة الى ذلك، علم أن المصريين يوشكون على التوقيع مع موسكو على اتفاق بقيمة عشرات مليارات الدولارات لشراء مفاعل نووي لانتاج الكهرباء. لقد دعمت مصر من الولايات المتحدة لسنوات طويلة، ولكن قبل اسبوعين نشر أن المصريين وقعوا على عقد مع موسكو يسمح لسلاح الجو الروسي باستخدام مطاراتهم العسكرية. اذا ما حصل شيء كهذا بالفعل، فانه سيمنح روسيا ذراعا استراتيجية الى داخل افريقيا. ويقول مصدر امريكي رفيع المستوى (آخر) هذه الامور: لن يحصل. تحدث معنا عندما ترى طائرة روسية تقلع من مطار مصري عسكري.
إذن ما هي الحقيقة؟ هل الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة وتتركها لرحمة الروس، أم أن وسائل الاعلام في الغرب تقع ضحية مناورة روسية ذكية – في الوقت الذي بقي الامريكيون ويواصلون الاستثمار في ذخائرهم الاستراتيجية؟ هذا سؤال كبير ولكن جوابا واحدا لازما: لا يهم ما هي النية الامريكية الداخلية في الشرق الاوسط ملزمة بان تجد لها تعبيرا خارجيا. لا يكفي ان يكون الامريكيون هنا، يجب ان يشعر الناس بهم وبتصميمهم. والتصميم الامريكي لن يقاس باستعراضات كبار المسؤولين الصحفية بل بتصريحات وبافعال واضحة من الرئيس، مثل ذاك الهجوم في سوريا بعد هجمة الغاز الفتاكة التي قام بها الاسد. فقط ترامب يمكنه أن يدعي بحزم القول الامريكي انهم يبقون في المنطقة بقوة.
هآرتس / ومن الذي سيدافع عن الاسد؟ سؤالان حاسمان عن انسحاب روسيا من سوريا
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 12/12/2017
“الاصدقاء والوطن بانتظاركم”، هذا ما أعلنه بوتين لجنوده في قاعدة سلاح الجو الروسية في شمال سوريا. هذه بشرى ممتازة للجنود والمستشارين والطيارين الذين “أنهوا مهمة محاربة الارهاب في سوريا”، كما قال بوتين – فقط لم يزل غير معروف لهؤلاء الجنود متى يجب عليهم حزم أمتعتهم، وكم بالضبط سيغادرون الدولة. هل ينوي بوتين سحب قواته كجزء من الجهود السياسية التي تجري في هذه الايام في جنيف، أو أنه سيبقيها في سوريا الى حين اتضاح نتائج المحادثات التي انسحب منها ممثلو النظام وعادوا اليها مرة اخرى في يوم الاحد؟ سؤال حاسم آخر هو هل روسيا ستنسحب من الاشراف على المناطق الآمنة في جنوب سوريا ووسطها، أو أن هذه المهمات ستستمر حسب المخطط الذي اتفق عليه مع الولايات المتحدة وايران وتركيا.
إن اعلان بوتين لا يبين بالتفصيل شروط سحب القوات ولا حجم الانسحاب ولا موعده، وهكذا يمكن التقدير أن النية ليست ترك الساحة السورية نهائيا، بل تقليص بصورة جزئية الوجود الروسي. المناطق الحاسمة مثل المناطق الامنية والنشطة في الحدود الشرقية للدولة سيتواصل عملها كالمعتاد.
في يوم الخميس القادم يتوقع أن يعقد في الاستانا، عاصمة كازاخستان، منتدى النقاش حول المناطق الآمنة من اجل البحث في تنفيذ الاشراف وتوزيع المسؤولية بين روسيا وايران وتركيا. على خلفية اعلان بوتين سيكون هذا لقاء يجب أن يهم جدا اسرائيل، لأنها تتوقع رؤية اذا كان الرئيس الروسي سينجح في اقناع الايرانيين بابعاد قواته عميقا نحو الشرق في جنوب سوريا. الى أبعد من 25 كم. تركيا من جانبها تنتظر موافقة روسية لتمكين قواتها من تعميق سيطرتها على شمال الدولة لكبح توسع منطقة السيطرة الكردية، الامر الذي يتوقع بحثه ايضا في مؤتمر الاستانا.
إن تعهد بوتين بضرب المنظمات الارهابية اذا رفعت رأسها يوضح أنه لا ينوي ترك الساحة العسكرية، أو تغيير الاستراتيجية التي اتبعها حتى الآن وغير ميزان القوى لصالح الاسد. ولكن الانسحاب – حتى لو جزئيا – سيضع في يده شرعية للمطالبة بأن تترك كل القوات الاجنبية سوريا. إن نيته ستكون بالاساس موجهة نحو القوات الامريكية والتركية التي لا تحظى بشرعية مثل القوات الروسية والايرانية التي “تم استدعاءها” من قبل الاسد، كما أوضح قبل نحو اسبوعين وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف. إن تأييد هذا يمكن ايجاده في الصيغة التي اختارها بوتين والتي تقول إن القوات الروسية نجحت في هزيمة معظم قوات داعش، لهذا لم يعد للولايات المتحدة التي بررت تدخلها العسكري في سوريا لمحاربة داعش، ما تفعله في الدولة.
لقد رد البنتاغون بشك وأعلن أن “اعلان روسيا عن سحب قواتها لا يتلاءم دائما مع تقليص القوات، ولا يغير سلم أولويات الولايات المتحدة في سوريا”. ولكن كان للولايات المتحدة حتى الآن فقط هدف معلن واحد لتدخلها في سوريا وهو القضاء على داعش. بعد أن أعلن رئيس الحكومة العراقي في الاسبوع الماضي أن داعش هزم في بلاده، وضمت روسيا الى ما حدث في العراق النجاح في سوريا، فليس من الواضح ما الذي قصدته ادارة ترامب عندما تحدثت عن سلم الأولويات في سوريا.
إن نجاح روسيا، التي بالتأكيد ستلعب دورا هاما في المعركة الانتخابية للرئاسة التي ستجرى في شهر آذار القادم، لم يتم التعبير عنه فقط بصورة غيرت ميزان القوى في صالح الاسد. هي تظهر بصورة بارزة بشكل خاص بكونها أبعدت الولايات المتحدة عن الساحة، وادارة نسيج مركب من عدة حالات لوقف اطلاق النار المحلي التي مكنت في النهاية من اقامة المناطق الآمنة. ولكن هذا الانجاز يصعب أن يبقى قائما بدون مظلة عسكرية تشرف من جانب على منع الهجمات في المناطق الآمنة، ومن الجانب الآخر تواصل القتال ضد معارضي النظام المصنفة كمنظمات ارهابية. من اجل تحقيق هذين الهدفين يحتاج النظام الى قوات روسية هامة، واساسا الى سلاح الجو الروسي.
إن انسحاب القوات الروسية ايضا حتى لو كان كبيرا ونفذ قريبا، فانه يبقي وبشدة مسألة التدخل العسكري الايراني في الدولة. الافتراض الاساسي الاسرائيلي والامريكي هو أن ايران ستسعى الى استغلال انسحاب القوات الروسية من اجل تعزيز وجودها في الدولة، عن طريق زيادة عدد القواعد العسكرية وارسال عدد كبير من المقاتلين. ولكن ليس هذا هو السيناريو الوحيد المحتمل. روسيا وايران لا تديران لعبة حاصلها صفر في سوريا. وهما لا تتنافسان على قلب الاسد، المرتبط بهما بصورة مطلقة.
في كل اتفاق سياسي على مستقبل سوريا، فان مكان الطاغية السوري سيكون مضمونا على الاقل في المدى القصير، والسؤال هو كيف سيتم تقسيم “الغنائم” الاقتصادية والسياسية بين روسيا وايران. اذا لم تتمكن أي واحدة منهما من ابعاد الاخرى عن الساحة، وهناك مصالح لهما في استقرار الدولة وانشاء دولة كانتونات. إن تحقيق هذه المصالح مرتبط بالتفاهمات التي سيتم التوصل اليها بين روسيا وايران، وليس بصراع عسكري على سيطرة جغرافية تقتضي تعزيز القوات في سوريا لفترة زمنية طويلة، وهو وضع ليست أي واحدة منهما معنية به، كما أنه توجد لهما تجربة في تحقيق التأثير في دول اخرى بوسائل اقتصادية وسياسية وليس عسكرية بالضرورة.
يديعوت / “آلة الحقيقة” لليبرمان – حاليا المناورة
يديعوت – بقلم يوعز هندل – 12/12/2017
الميزة الاكبر – وربما الوحيدة – لـ “مبادرة” ليبرمان هي قدرتها على أن تكون جزءا من آلة الحقيقة. آلة تكشف الازدواجية. فخطة ليبرمان تبسيطية حتى السخافة، وما يشوق بقوة أكبر هو أن هكذا هي ردود الفعل عليها.
من هو مستعد في الايام العادية لان يدافع ببسالة، باسم الحرص على حقوق الانسان، عن الفصل بين الفئات السكانية في ظل نقل المواطنين من بيوتهم، يرتعد من فكرة عمل ذلك حين يدور الحديث عن عرب اسرائيليين. فمن أجل دولة فلسطينية في خطوط 1967، هذا ينجح، وحتى جدير واخلاقي. اما من أجل دولة خيالية تنشأ عن مبادرة خيالية من الجامعة العربية فهذا خطير بل وفاشي.
من يعتقد ان الحديث يدور عن “قرار شجاع” لنقل الحدود في القدس من جديد، تقسيم المدينة وفقا للعرق والدين، في ظل خلق أزمة اقتصادية لسكان شرقي القدس، يقلق بعمق حين يسمع ما يخططه ليبرمان لعرب اسرائيل. فسكان ام الفحم غير مستعدين للانتقال الى دولة فلسطينية، وعليه “فهذه مصيبة فكرته”، بينما سكان شرقي القدس، الذين في كل الاستطلاعات معنيون بالبقاء كجزء من دولة اسرائيل، لا يعتد بهم عند الحديث عن تقسيم المدينة “من اجل السلام”.
ان الاخفاق المنطقي في ردود الفعل كبير لدرجة أنه يفوق فقط الاخفاق المنطقي للخطة نفسها. فليبرمان، رغم قوته الانتخابية المحدودة، نجح في فهم الاسرائيليين على نحو افضل من معظم الاخرين. فقد فهمهم دون فلاتر ودون سلامة سياسية. وعليه، يبدو أنه يغيظ اليسار الاسرائيلي جدا. لقد فهم ليبرمان الموقف من العرب من جانب اليسار وكذا ما يحرك اجزاء واسعة من اليمين. فقد يئس الطرفان من القيادة العربية الوطنية، من انعدام قدرة الحكم الاسرائيلية، من الرسالة التي تصدر عن مظاهرات عنف المواطنين الاسرائيليين مع اعلام فلسطين.
وهاكم الموجز الذي لا يتحدث عنه أحد: منذ الانتفاضة الاولى واليسار الاسرائيلي لا يريد أن يرى عربا. هذا هو السبب المركزي للالتصاق برؤيا الدولتين على اساس خطوط 1967. الحفاظ على دولة يهودية وديمقراطية، اغلبية يهودية وقيم ليبرالية. كل التعريفات التي معناها بالليبرمانية نحن وحدنا في جماعتنا السكانية مع اناس منا. لا مستقبل الفلسطينيين ولا حقوق الانسان لديهم تعنيهم. فالدولة الفلسطينية ستكون كابوسا للنساء، للازواج من جنس واحد، للصحافيين الاحرار وللمعارضين بشكل عام. ما هو مهم هو نحن. دولة قومية مع أقل عدد ممكن من العرب. وعليه، فمن تحت السطح تعجب الفكرة الكثيرين في اليسار الصهيوني. هم لن يقولوا هذا بصوت عال، ولكن في وجبة السبت سيقولون “فقط اذا كان ممكنا”.
من الجانب الاخر، فان اجزاء واسعة من اليمين غير الايديولوجي لا تحركهم محبة البلاد بل اكثر من ذلك الخوف من العرب وانطلاقا من كراهيتهم. العرب يتدفقون، دوما، والسؤال هو بأي شكل فقط. تلك الاجزاء من اليمين لا يزورون المناطق. معظمهم لا يعرفون أين عمونه، ولكنهم مع عمونه لان الطرف الاخر هم العرب. وتعريفهم لانفسهم هو ضد من هم وليس مع من هم. اما اللغة فأقل كياسة. لا يقولون الاقوال بهدوء، بل يتحدثون بصوت عال في الشبكات الاجتماعية بأوجه مكشوفة. الدافع هو ذات الدافع. الا يروا عربا. هذا هو السبب الذي يجعل خطة ليبرمان ساحرة ومغرية جدا، مغيظة ومقلقة جدا، بينما في ممارستها لا يوجد أي شيء. لا خريطة ولا امكانية لانتاج دولة كهذه.
دولة فلسطينية مع وادي عارة وام الفحم هي دولة حدودنا الشرقية توجد على طريق 6. خاصرة ضيقة في مدى الصواريخ، حتى لو كان في الخيال اتحدت كل الدول العربية كي تنتج اتفاقا. دولة كهذه ستبقي الجليل مع اقلية يهودية (43 في المئة فقط يهود اليوم) والنقب مع 50 في المئة يهود. العرب سيكونون هنا. مثل هذه الخطة لن تنتج جوابا على الحاجة الاستراتيجية لغور الاردن، وللحاجة الاستراتيجية للحياة المشتركة بين اليهود والعرب في الاماكن التي توجد فيها اسرائيل. وهي لن تشرح ما نفعله مع العرب الذين سنضمهم مع الكتل. كيف ننتج مواطنين اسرائيليين عرب يتماثلون مع الدولة ومؤسساتها.
وعليه، حين لا تكون شروحات لا تتبقى سوى المناورة في المنطقة الايديولوجي، متبل بالشعبوية عن المقاطعات. أما عدم قدرة الحكم في الوسط العربي، والتي تقلق البطن الذي يتوجه اليه ليبرمان، فسنحلها في المرة القادمة. حاليا نكتفي بالمناورة.
هآرتس / قلبي غير مسرور
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 12/12/2017
تصريح ترامب الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لاسرائيل كان يمكن أن يسرني جدا. على مدى سنوات تحدثت عن أهمية الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة لاسرائيل. هذه الاقوال قلتها بعد حرب الايام الستة ولم أجد أي سبب للاعتذار عنها، ليس أمام اصدقائي وشركائي في الطريق وليس أمام الفلسطينيين. لأنني كأحد مواليد القدس اعتقدت أن الاعتراف الدولي سيتعلق بغربي القدس الذي عشت فيه. صحيح أنه كان فيه احياء عربية تم تركها في حرب الاستقلال، تلك كانت حرب وحشية، لكنها كانت ايضا مبررة. لذلك اعتقدت أنه ليس لدى العالم أي سبب كي لا يعترف بالمدينة التي توجد فيها الكنيست والرئيس وسوق محنيه يهودا، كعاصمة لاسرائيل. واعتقدت أن كل ذلك هو جزء من الاستقلال الاسرائيلي الذي يجب الاعتراف به.
لقد عملت سنوات كثيرة مع رئيس البلدية تيدي كوليك. ولن أبالغ اذا قلت إن مئات ساعات العمل واللقاءات الشخصية معه ركزت فيها النقاش حول توحيد المدينة المصطنع. ايضا بصفتي وزيرا للداخلية أخذت في الحسبان وهم “التوحيد” ومنعت بقدر استطاعتي مشاريع تزيد العداء في شرقي المدينة. لا يوجد هناك توحيد حقيقي في القدس. إن الشعور الذي يعبر عنه الكثيرون بأن المدينة قد تم توحيدها هو نتيجة عدم الفحص العميق للوضع الحقيقي من جهة، والتوق الديني والخلاصي من جهة اخرى.
عندما سمعت تصريح ترامب لم أشعر بالسرور. الاعتراف بالقدس كعاصمة كان جيدا حسب رأيي في الوقت الذي آمنت فيه بأنه توجد هنا قيادة ترى في اعتراف كهذا اشارة الى تحطيم هذه الحالة الشاذة. الوضع ليس هكذا الآن. لو أن ترامب اعلن أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس الغربية كعاصمة لاسرائيل وقال ذلك بصورة واضحة وليس برموز يمكن تفسيرها بأشكال مختلفة، لكان هذا سيسرني، حتى لو لم يضف أي كلمة عن مستقبل شرقي القدس.
ولكن مشكلتنا ليست ترامب. فهو أولا مشكلة مواطني الولايات المتحدة، وبعد ذلك مشكلة العالم كله، لأنه يتجول في العالم مثل قناص يطلق في كل الاتجاهات كما يشار. مشكلتنا هي حكومة اسرائيل والطريقة التي تصفق فيها لتصريح ترامب.
من بين وزراء هذه الحكومة هناك شعبويون مثل ميري ريغف الذين يفكرون على الفور كيف سيحولون هذا التصريح الى خشبة قفز انتخابية. لا يقلقني هؤلاء، وما يقلقني هو حقيقة أن الليكود يرتبط منذ فترة طويلة بالرؤيا الخلاصية المسيحانية التي تزدهر في الضفة الغربية. وهي نفس رؤيا الحاخام دوف ليئور وبتسلئيل سموتريتش وامثالهما، الذين يعتقدون أن يد الله هي المسؤولة عن تصريح ترامب، وعليهم ارسال جنودهم لضمان استمرار العملية الخلاصية. من ناحيتهم الامر يتعلق بانجاز لله، ومن يعارضه يكون مخطئا. إن كل عملية ديمقراطية هي أمر غريب وهي لا تتلاءم مع أوامر الله.
الخطر يكمن في الحكومة التي تصفق لتصريحات تحظى بتفسير خلاصي مسيحاني. اسرائيل يمكنها الازدهار فقط اذا فهم زعماؤها ومواطنوها أنه يجب فصل النزاع عن المعتقدات التي تؤدي الى حرب دينية واقامة دولة واحدة، التي رغما عنها ستكون دولة ابرتهايد. لم استطع، بناء على ذلك، أن أحتفل بهدية جاءت من اشخاص عديمي المسؤولية يمكن أن يجرونا جميعنا الى الكارثة.
معاريف / كلمات جميلة فقط
معاريف – بقلم كوليت أفيتال – 12/12/2017
“جميلة المشهد، مكان للملك، اليه تطلعت نفسي من ضواحي الغرب”. هذه الكلمات في قصيدة يهودا هليفي حفزتني، حين كنت فتاة مهاجرة، لان أتعلم العبرية. هذه الكلمات فتحت قلبي لاول مرة على جمال وخفايا القدس. هي التي جاءت بي في تلك الايام لاتسلق سطح نوتردام في المدينة كي أنظر الى ما يجري في الجانب الاخر من السور الذي كان يفصل بيننا وبين أناس بدوا مثلنا، وأن اسأل نفسي من هم في واقع الامر اولئك الاعداء، ولماذا؟
بخلاف توقعاتي، فقد اثار خطاب الرئيس ترامب انفعالي. فقد كان هذا خطابا موزونا تحدث الى قلب كل يهودي واسرائيلي. لمس الاعصاب الاعمق في روحنا، ذكرنا بتطلع اجيال عديدة من اليهود الى المدينة وماذا تمثل بالنسبة لهم. ومع ذلك فقد تذكر ترامب وذكر جهات اخرى لها صلة عميقة ومصالح في القدس. كمواطنة اسرائيلية، ثرت سنوات عديدة على أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تعترف بعاصمتها امم العالم. وكامرأة وزارة الخارجية، عملت سنوات عديدة كي اقرب هذا الاعتراف، ولكني عرفت في نفس الوقت باننا لا نعمل في فراغ. فرفض العالم الاعتراف بالقدس كعاصمة دولة اسرائيل لم يكن صدفة: فقد كان ولا يزل نتيجة النزاع المستمر بيننا وبين العالم العربي، بيننا وبين الفلسطينيين.
عرفنا انه من أجل السلام، من اجل حل عادل للنزاع، علينا أن نعمل، اذا كنا نحب الحياة، اذا كنا نحب قدسنا. وهذه لا تشمل وليست ملزمة بان تشمل قرى عربية مثل شعفاط، الولجة والعيساوية. عرفنا بان عملا من طرف واحد من جانبنا لن يغير مكانة القدس في العالم. واذا كنا بحاجة لدليل على ذلك، فان القانون الاساس القدس الذي اجيز في الكنيست في 1980 ليس فقط لم يثبت مكانة العاصمة بل والحق بنا الضرر فقط. حفنة السفارات التي قررت قبل ذلك مكان اقامتها في القدس هجرت المدينة وانتقلت الى تل أبيب.
من الصعب أن نتنبأ في هذا الموقف ماذا ستكون آثار الاعتراف الامريكي احادي الجانب بعاصمتنا. وسواء القي خطاب ترامب بدافع العطف لاسرائيل أم ان ترامب اراد أن يثبت لجمهور ناخبيه بانه يفي بوعوده التي قطعها في حملة الانتخابات فانه ترك عندي أسئلة اكثر مما ترك أجوبة: هل الغضب الذي اثاره تصريح ترامب في العالم العربي وفي المناطق سيستمر، واذا كان كذلك فاي ثمن في الارواح سيجبيه؟ هل سنشهد مرة اخرى موجة من العنف؟ هل وضع هذا التصريح حدا للامل في السلام والقدرة على اعادة تحريك مسيرة الحوار بيننا وبين الفلسطينيين؟
لقد حرص ترامب في خطابه على أن يوضح بانه “يعترف فقط بالواقع القائم، لا اقل ولكن ايضا لا اكثر” وان “المكانة النهائية للقدس وحدودها ستتقرر في اطار المفاوضات”. وشدد على ان التحديات التي نواجهها تتطلب مناهج جديدة. هل هذا النهج الجديد تبشر به تصريحات وافعال احادية الجانب على مدى كل الطريق؟ فلو ضمن ترامب خطابه تلميحا وسبب للامل حتى للطرف الاخر، لو أنه كشف أخيرا بعضا من خطة السلام التي يجري الحديث عنها منذ زمن بعيد، لكان محتملا أن يكون تصريحه اقل ضررا ولبقيت الولايات المتحدة وسيطة مصداقة. ولكن حتى لحل الدولتين لم يتعهد. ولهذا فقد بقي تصريح ترامب مثابة كلمات جميلة، ولكنه لا يغير مكانة القدس.
اسرائيل اليوم / النقد على اوروبا محق
اسرائيل اليوم – بقلم الداد باك – 12/12/2017
لا تنبع حقيقة أن رئيس وزراء اسرائيل لم يزر مؤسسات الاتحاد الاوروبي منذ 22 سنة فقط لعدم استعداد رؤساء الوزراء الاسرائيليين التوثيق الزائد للعلاقة مع الاتحاد، خشية ان يعطي مثل هذا التوثيق للاتحاد مزيدا من الادوات لتشديد الضغط الذي يمارسه على اسرائيل في المستوى السياسي. وقد اكتسب الاتحاد الاوروبي باستقامة هذا الشك: فبشكل ثابت تبنى الاتحاد نهجا مؤيدا للعرب ومؤيدا للفلسطينيين، يستهدف ظاهرا، توازن السياسة المؤيدة لاسرائيل من جانب الولايات المتحدة.
في السنوات الاخيرة اتخذ الاتحاد الاوروبي سلسلة من الاجراءات “العقابية” تجاه اسرائيل بسبب سياستها، التي تعتبرها بروكسل مانعة للتقدم في المسيرة السلمية. وضمن امور اخرى، جمد الاتحاد منذ 2012 لقاءات “مجلس التضافر” السنوية مع اسرائيل وقرر التأشير على المنتجات من المستوطنات ومنع التمويل عن جهات ومؤسسات اكاديمية تعمل خلف الخط الاخضر. وكان “العقاب” على اسرائيل من جانب الاتحاد الاوروبي قد بدأ عمليا في العام 2009، مع قرار الاتحاد الاوروبي تجميد المبادرة لرفع مستوى العلاقات مع اسرائيل في اعقاب حملة “الرصاص المصبوب” التي قررتها حكومة اولمرت. وفي اطار الرفع المخطط له لمستوى العلاقات والذي جمد، كان يفترض ان تجرى لقاءات دائمة بين رئيس وزراء اسرائيل وزعماء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
ان الاتحاد الاوروبي الذي التقاه نتنياهو امس يختلف جدا عن ذاك الذي تطلع لان يتخذ صورة القوة العظمى العالمية التي تملي الشروط على اسرائيل. فاوروبا ليست مفككة فقط ومتنازعة فيما بينها، مثلما لم تكن منذ زمن بعيد، ونتنياهو عرف كيف يخط بصبر كبير شبكة من العلاقات التي تتجاوز بروكسل مع كتل من الدول في داخل الاتحاد، لها مصالح واضحة لتوثيق التعاون مع اسرائيل، دون أي اشتراط في تقدم المسيرة السلمية المفصلة وفقا لفكر موظفية الاتحاد في بروكسل: العلاقات مع دول فيسغراد في وسط اوروبا، الحلف المتوثق مع اليونان وقبرص، دول البلطيق.
لكل واحدة من هذه المجموعات توجد بالمناسبة اسباب وجيهة خاصة بها للتعاطي بشك مع مؤسسات الاتحاد. واسهل بكثير على نتنياهو أن يلتقي مندوبي كل الدول الاوروبية، ذات المصالح المختلفة والمتضاربة من أن يلتقي فقط ممثلة واحدة – هي مأمورة الشؤون الخارجية موغريني التي تمثل سياسة الموظفية الاوروبية التي لا تعطف على اسرائيل. كما ان هذا على أي حال هو السبب الذي ادى اى تسريب الانباء عن “عدم الرضا الاوروبي” من أن نتنياهو “فرض نفسه على وزراء الخارجية”.
هآرتس / يا جدي، اصغ لجدتي
هآرتس – بقلم سماح سلايمة – 12/12/2017
من اجل النجاح في المهمة المعقدة – محاولة فهم المكانة الجديدة للقدس – قمت هذه المرة بالاستعانة بجدتي آمنة، عليها السلام. بصفتي شابة، اعتدت على الفصل بين الجدة آمنة والجد محمود عندما كان النقاش بينهما يخرج عن السيطرة. جدتي التي ربت وحدها 14 ولدا – بعيدا عن أبناء عائلتها المنتشرين في مخيمات اللاجئين في سوريا والاردن، اعتادت على ضبط النفس ازاء الاهانات التي كان يوجهها الجد لها، عندما كان يقول إنها لا تفهم في السياسة، ولا تفهم كيف يسير العالم، وليست لديها أي فكرة عن علاقات القوة بين الدول العظمى. هي مناسبة للمطبخ، لكن ليس لأي مطبخ سياسي.
من المطبخ كانت جدتي تقول وهي تحرك باجتهاد حبات المفتول، إن امريكا لن تتخلى عن اسرائيل وستستمر بدعمها وهي مغمضة العيون، الى حين أن تؤلمها مؤخرتها من هذه الشوكة التي هي اسرائيل، المغروسة فيها. هذا الألم سيظهر فقط اذا تم ضرب الامريكيون في جيوبهم، أي اذا تضررت مصالحهم الاقتصادية، وبدأوا يبحثون عن المتهمين، أو اذا دفع الجنود الامريكيون حياتهم في حرب زائدة مرتبطة بالنزاع في الشرق الاوسط، أو اذا تخلى يهود امريكا عن اسرائيل وتوقفوا عن سكب الاموال عليها. فقط في حالة واحدة من هذه الحالات ستتخلى الولايات المتحدة عن اسرائيل وتتركها لمصيرها، وستكتفي بخطابات التهدئة والتنديد.
واذا قمنا بفحص التاريخ فسنجد أن هذا سيناريو محتمل جدا. هكذا تصرفت الولايات المتحدة مع شركائها. من كان يعتقد أنها ستجمع سلاحها من الاكراد في العراق بعد استخدام قصة “الشعب المضطهد” من اجل تبرير المزيد من الهجمات وزرع الدمار في العراق؟ لقد انتهت صلاحية هذا الكوبون.
لا توجد حاجة لتكون ضليعا في العلاقات الدولية من اجل فهم موقف جدتي تجاه زعماء الدول العربية. فهي تذكر بروحها موقف الفلسطينية التي احتلت الشبكات الاجتماعية في نهاية الاسبوع: لقد صبت على رؤوس زعماء الدول العربية الشتائم اللاذعة جدا التي توجد في اللغة العربية، الى أن وصلت الى تحت الحزام، وعندها خطفوا منها الميكروفون. لقد قالت جدتي إن زعماء الدول العربية كلاب تنبح لكنها لا تعض.
عندما كبرت فهمت أن الامريكيين يحبون الكلاب جدا، وخاصة الكلاب المطيعة والمخلصة، والتي تفعل كل شيء من اجل الطعام ومن اجل سيدها. هذه الكلاب ترتبط بسيدها من عنقها. طالما يوجد اشخاص كهؤلاء فلن تقوم قائمة لفلسطين. الامر يتعلق بشكل خاص، قالت جدتي قبل ثلاثين سنة، بعائلة آل سعود والعائلة الهاشمية، زعماء السعودية والاردن، الذين حسب رأيها قاموا ببيع القدس.
اليوم أنا لست متأكدة من دور الاردن في تصريح ترامب. الملك عبد الله هو بريطاني جدا وهو أذكى من أن يسقط في الشرك التاريخي لبيع القدس، لكن موقف السعودية، مع الجيش الالكتروني الجديد الذي احتل منصات الدولة الاجتماعية، هو موقف واضح: لا للقدس، نعم لطهران.
المثلث الذي سيشعل المنطقة هو السعودية – اسرائيل – الولايات المتحدة. اسرائيل تتجول في العالم بصورة اخلاقية واشكالية وتجد صعوبة في أن تشطب من وعي العالم صور الابرتهايد التي تصل منها. السعودية التي تقصف صبح مساء اليمن وتقطع الرؤوس والايدي، والتي ربما ستسمح للنساء بقيادة السيارات من بداية الصيف القادم، إلا أنها مع ذلك تعتبر دولة معتدلة في المنطقة التي تلعق جراح الربيع العربي الذي تحول الى صيف قائظ قام باحراق وتخريب سوريا وليبيا ومصر واليمن. وها هي تتحول الى الحليفة اللطيفة للديمقراطية الوحيدة على وجه الارض. أما الولايات المتحدة، الديمقراطية الاكبر في هذا الكون، سترقص في العرسين في نفس الوقت، مع سيف سعودي تقليدي في اليد وقبعة يهودية على الرأس. وهذه الدول الثلاثة ستدير شبكة علاقات للمصالح تتعلق بانتاج السلاح وتصديره واستيراده واستخدامه ضد ايران، وهي الدولة العظمى العسكرية التي لا تسارع الى الرد بشدة رغم الدغدغة هنا وهناك.
أعتقد أن تهديدات ايران هي قناع دخان ينشره الزعماء من اجل اخفاء الحقيقة عن المواطنين. يمكنك الضحك على الشعب دائما، هكذا أقنع ترامب مستشاريه لشؤون الشرق الاوسط، الاساس هو الاستمرار في تدوير صناعة الحرب المتطورة.
في حالة اسرائيل، الاستراتيجية الناجحة هي تخويف الشعب. يكفي أن تصرخ أن ايران يمكنها التسلح بسلاح نووي، واليهود المأسورين في حصن “مكتوب عليك الحرب للابد” سيغلقون افواههم. وايضا الذين يوجدون في جادة روتشيلد. هكذا فان القدس/ اورشليم ستتحول الى انقاض تحت عجلات الدبابات في الطريق الى تطبيع العلاقات العسكرية والاقتصادية بين اسرائيل ودول الخليج.
زعماء الدول العربية أو من بقي منهم، يعتبرون حسب رأيي مثل جدي محمود. فهو يجلس بوجه متكدر، صامت ويائس، يلفه دخان سيجارته، ينتظر زوال موجة الغضب التي اجتاحت جدتي. في حين أن الشعوب، لا سيما في العالم العربي البسيط الحيوي والنشيط من المغرب وحتى العراق ومن اليمن وحتى بيروت، تشبه جدتي آمنة. المواطنون البسطاء في كل مكان يدركون ما يجري، واليوم ليس بالامكان نقل تصريح بلفور في البريد وانتظار وصول الرد بعد بضعة اشهر. لقد انتهى عهد السذاجة الممزوج بالجهل وانعدام القدرة على فهم النص، وهذا بفضل الشبكات الاجتماعية وكاميرات الهواتف الذكية.
نحن الفلسطينيون ومثلنا اسرائيليون كثيرون والعالم كله نفهم اليوم أن اسرائيل على الاقل في العشرين سنة الاخيرة لم ترد السلام مع الشعب الفلسطيني، ولم ترد وجود فلسطين اطلاقا. لقد ارادت الحصول على كل قطعة ارض متاحة ورخيصة. حتى الله جُند لهذه المهمة، لكن الدولة القومية للشعب اليهودي لم تعد تنجح في تجنيد المزيد من التضامن العالمي، ومحاولة اخفاء 3 ملايين فلسطيني واقعين تحت الاحتلال لم تنجح فيها.
نحن ايضا نفهم أن شعب أعزل لن ينجح في هزيمة الجيش الاسرائيلي، ولا يجب عليه المحاولة، بالضبط مثل امرأة ذكية لن تدخل في مواجهة زوج طاغية. لذلك حسب رأيي، الاستنتاج المطلوب هو أن علينا أن ندير نضال شعبي للتحرر، مبدع وغير عنيف، احتجاج واحتجاج واحتجاج آخر. وجلب كل الاصوات والمشاهد من الميدان – جميعنا، فلسطينيون، اسرائيليون، مسلمون، يهود، مسيحيون، هنا وفي العالم، الذين يحبون المدينة المقدسة، لكن ليس أكثر مما يحبون أولادهم.
نحن لا نريد أن نحارب، لا نريد المزيد من سفك الدماء، وأن لا تستخدم اجسامنا كمادة اشعال لنار القيادات المتعجرفة التي عوقبنا بها – سواء بسبب الطاغية الذي انتخب في اسرائيل أو بسبب ولي العهد السعودي منفلت العقال أو بسبب الكارثة التي تمشي خلف البحار، ترامب.
أيها الاصدقاء، هذه هي ساعة الشعوب المضطهدة، ساعة العقلانيين، ساعة المأسورين في افكارهم وايديهم مكبلة وافواههم مغلقة. نحن نريد الحياة، نحن الذين لم نفقد الأمل بعد ولم نرفع أيدينا.
اسرائيل اليوم / هل هي صفقة ترامب الذكية
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 12/12/2017
من الصعب على المرء أن يكون متهكما امام خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة اسرائيل. لعل هذا هو الضعف الخاص لابناء جيل الدولة: الابناء الذين اخذهم اهاليهم في الاجازة الكبرى الى القدس وصعدوا معهم الى سطح مجلس العمال في شارع شتراوس، ورفعهم الاباء على اكتافهم وأمروهم بان ينظروا الى الطرف الاردني من المدينة المنقسمة في محاولة لرؤية المبكى. ولكنهم لم ينجحوا الا في ان يروا القوات العسكرية.
بعد ان سلمت امم العالم بحدود الخط الاخضر في قرار 242 لمجلس الامن في تشرين الثاني 1967 كان ينبغي لها منذ زمن بعيد أن تعترف بالقدس الغربية التي احتلها الجيش الاسرائيلي في العام 1958 – كعاصمة اسرائيل. عمليا، حتى السفير الكندي، الذي رفض لقائي في مكتبي في شرقي القدس كان مستعدا لان يلتقي في دار الحكومة في غربي المدينة. ولكن لم تعترف أي دولة بالقسم الغربي من المدنية كعاصمتنا، بل ولم تقترح أي منها ان تنفذ الان قرار التقسيم وتدويل القدس الان.
من المحزن وغير العادي ان تكون اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم يعترف بعاصمتها حتى وقت اخير مضى، ولا تنزل أي سفارة فيها (منذ تشريع “قانون القدس” لغيئولا كوهين، والذين الحق ضررا زائدا بالمدينة). كان خطاب ترامب هاما ومؤثرا، ولكن اذا لم يكن انتقال للسفارة الى القدس (حتى وان كان لمبنى مؤقت) قريبا جدا؛ واذا لم يسجل مواليد القدس كمواليد اسرائيل؛ واذا لم تشر الوثائق الامريكية الرسمية الى القدس كعاصمة – سيبقى اعلان الرئيس بادرة طيبة هامة لاسرائيل، ولكن ليس كخطوة تغير الواقع.
قبل بضعة اسابيع فقط شرح ترامب بوسائل الاعلام لماذا لن ينقل السفارة وقال ان من شأن الامر ان يمس بمساعيه لتحقيق اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. معقول الافتراض ان يكون غير رأيه لانه كان يفترض به أن يوقع على معارضته نصف السنوية لنقل السفارة الى القدس، ومن أجل تحلية القرص المرير، قرر الاعلان عن الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل دون أن يحدد حدودها. لقد سعى ترامب لان يبقي مسألة الحدود للاتفاق المستقبلي، واعاد حل الدولتين الى البحث. الرسالة كانت واضحة: هو لا يكرر الفكرة الشوهاء عن الدولة الواحدة، التي تقام بدلا من اسرائيل.
يحتمل أن تكون هذه خطوة أكثر ذكاء. في مرحلة مبكرة من رئاسته عرض ترامب حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كالتحدي المركزي بالنسبة لادارته، واعلن بان في نيته ان يحقق في الشرق الاوسط “الصفقة المطلقة”. ولا حاجة لان يكون المرء مليارديرا كي يفهم بانه عندما يجري الحديث عن صفقة، سيتطلب الامر تنازلات من الطرفين. كان بوسع ترامب ظاهرا أن يترك الاعتراف بالقدس كانجاز اسرائيلي يتم مقابل التنازلات، ولكن يحتمل أن يكون قرر اتخاذ خطوة يمنح فيها اسرائيل انجازا مسبقا، ويطلب مقابله عندما يعرض خطة سياسية.
يمكن لحكومة نتنياهو بالطبع ان ترفض كل ما يعرض عليها، ولكن سيكون من الصعب عليها ان ترفض اقتراحا يأتي من طاولة من وصف بانه الرئيس الافضل لاسرائيل منذ قيام الدولة، وبالتأكيد ليس بعد اعلان رئاسي ذكر في نفس واحد مع تصريح بلفور.
القناة الثانية العبرية / الجيش الإسرائيلي يستهدف عدة مواقع عسكرية بقطاع غزة
القناة الثانية العبرية – 12/12/2017
استهدفت مدفعية وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عدة نقاط عسكرية تابعة لحركة حماس في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة؛ وذلك بعد إطلاق صاروخ من غزة على عسقلان الليلة الماضية.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: إن مدفعية الجيش أطلقت قذيفتين تجاه نقطة رصد تابعة لحماس، وثلاث قذائف أخرى صوب أراضي المواطنين شمال بيت لاهيا، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أن القصف يأتي في أعقاب إطلاق صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، محملا حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.
وذكرت القناة الثانية العبرية ، أن منظومة القبة الحديدية إعترضت صاروخين أطلقا من غزة باتجاه مدينة عسقلان دون وقوع إصابات.
وذكرت القناة العبرية الثانية، أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من غزة باتجاه مدينة عسقلان دون وقوع إصابات.
هآرتس / يعاقبون كي يسكتوا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 12/12/2017
أثبتت النيابة العامة للدولة الاسبوع الماضي بان مجندة لكفاح الحكم ضد منتقديه، ولهذا الغرض مستعدة حتى لان تقلص حرية تعبير المواطنين العاديين. قد طلبت النيابة العامة من محكمة الصلح في تل أبيب يوم الاربعاء أن تقضي على النشيط الاجتماعي ورائد احتجاج “نأتي للبنكيين”، المحامي باراك كوهن، بسنة فعلية في السجن، وتفرض عليه غرامة مالية، على ادانته في شهر حزيران بجريمة اهانة موظف عام وعرقلة عمل شرطي.
وحسب النيابة العامة، ينبغي لكوهن أن يقضي سنة في السجن لان مسؤول الاستعلامات في محطة مورية في لواء القدس، الون حمداني، شعر بالاهانة من البوستات التي نشرها ضده على الفيسبوك؛ وأساسا من الفيلم القصير الذي نشر في حزيران 2014، والذي يغني فيه كوهن عنه اغني تشبهه بـ “افعى خضراء العينين” “تجول في الشوارع، تجميع وتنكل، تأكل الخلق” و “تضرب بلا رحمة كل الاولاد”. وحسب النيابة العامة هذه ليست مجرد اغنية بل سلسلة منشورات تندد به في الشبكة، على مدى أكثر من سنة. وادعى كوهين بان الاغنية والمنشورات كانت ردا على معاملة غير مناسبة من حمداني لنشطاء الاحتجاج واستخدام أساليب مرفوضة ضدهم، ولكن حججه ردتها القاضية التي قررت بان هذه “حملة اهانات”.
ولكن لم يكن يكفي النيابة العامة أن تجد المحكمة كوهن مذنبا. فهي تطلب الان نقل رسالة لكل من يتجرأ على انتقاد الحكم او المؤسسة الرسمية، من خلال العقاب الجسيم الذي تطالب بفرضه على كوهن.
وبالفعل، تعاطى المدعي العام المكلف من النيابة العامة مع كوهن كمجرم خطير على نحو خاص “استهدف جسد الشرطي حمداني ومجازيا “اطلق النار” على الهدف لاصابته”. وطلب من المحكمة التشدد معه وفرض اعلى العقوبات عليه، “لاننا نتعلم بان المتهم بعيد بعدا شديدا عن العودة الى الصواب” و “هو عديم الدافع لتغيير سلوكه”.
كوهن معروف للجمهور ونشيط سياسي، كمنتقد حاد ذي اسلوب احتجاجي فظ ومباشر، يرفع الى الشبكة أفلاما قصيرة يهين فيها الاشخاص موضع انتقاده. وقد وصف وزيرة الثقافة ميري ريغف بـ “الخرقة البالية” وبـ “قمامة غير ديمقراطية” ورئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي “خنزير فاشي”.
ولكن من مطالبات النيابة العامة فرض سنة سجن عليه تنم رائحة “تأكيد قتل”: فليعلم الان كل مواطن ما هو عقاب من ينتقد المؤسسة.
يجمل بالمحكمة أن تفرض على كوهن عقابا رمزيا، ينقل رسالة واضحة تقول ان جريمة اهانة الموظف العام وان كانت موجودة في سجل القوانين، ولكن لا ينبغي للنيابة العامة أن تستغلها بشكل تعسفي. يجب التأكد من أن سياسة انفاذ القانون تعطي الاحترام الجدير لحرية التعبير السياسية في المجال العام.