اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم16– 2 – 2017
يديعوت / خلاصة رسالة ترامب – دفن فكرة “الدولتين”
يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – 16/2/2017
لم يفاجأ الجميع بتراجع إدارة ترامب عن فكرة (ليس حلا، أين الحل) “الدولتين” في المجال الاسرائيلي – الفلسطيني مثلما وجد تعبيره في المؤتمر الصحفي في البيت الابيض امس.
قبل نحو اسبوعين كتبت هنا: “ليس صدفة ان تغيب عن التصريحات القليلة لترامب في موضوع النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني تعبير “حل الدولتين”. يبدو ظاهرا أن ترامب لا يؤمن باحتمال مثل هذا الحل ويميل لتسوية من نوع آخر، تقوم على أساس فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني. عندما كتبت هذه الامور، قبل أن تتسرب الى الاعلام الانعطافة في الموقف وقبل أن تلقى التأكيد من الرئيس نفسه.
ولكن هل هذه انعطافة حقا؟ حين ستنشر ذات يوم مذكرات الرئيس السابق براك اوباما – مذكرات سابقة، لا تخضع لقواعد السلامة السياسية هذه أو تلك – سيتبين أن هو ايضا تراجع بالتدريج عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على 97 في المئة من المناطق التي احتلها اسرائيل في 1967. على الاقل ليس في الـ 25 سنة القريبة القادمة.
اوباما ايضا، في ولايته الثانية كرئيس، وبالتأكيد مع اقتراب السطر الاخير له في البيت الابيض، بحث عن فكرة بديلة لصيغة “دولتين للشعبي”. كمثالي، كان لا يزال اوباما يؤمن بان هذه هي التسوية المثالية. كمثالي فهم بان الشعبين لا يرغبان حقا بهذا الحل، وعليه، فهو ليس واقعيا. في حديث من القلب الى القلب مع محفل أجنبي تأوه اوباما حين قال (تقريبا، فهذا ليس النص الدقيق): “حسب تقديراتي، يريد الفلسطينيون انهاء سريعا للاحتلال الاسرائيلي، ولكنهم لا يريدون دولة عالم رابع فاسدة، طاغية ومتزمتة دينيا تقوم في مكانه. وهم يفضلون حكما ذاتيا أو دولة مرعية على دولة سيادية تبدو مثل غزة أو سوريا”.
نضيف الى هذا التوسع المكثف للمستوطنات الاسرائيلية، فاذا بنا نحصل على واقع جديد تكون فيه فكرة “الدولتين” قد ماتت أو على الاقل غير قابلة للتحقق. ولان فكرة الدولة ثنائية القومية الواحدة هي الاخرى غير قابلة للتحقق، يتبقى البحث عن صيغ أخرى، تسويات اخرى.
هذه خلاصة الرسالة التي نشأت عن المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو. يمكن أن نستبعدها بصفتها غير جدية بسبب الاقوال المشوشة والمبلبلة التي سكبها ترامب، ويمكن التمسك بشظايا الاقوال كي ندعي بانه “في واقع الامر” يواصل سياسة سلفه، مثلا في مسألة المستوطنات. أما هو فلا. فقد جاء ليحدث ثورة جديدة في أمريكا، بما في ذلك في سياستها الخارجية أساسا. واذا لم ينحَ أو يستقيل، فسيحاول ترامب كرئيس بكل قوته ان يجسدها بالنسبة للشرق الاوسط ايضا. المؤتمر الصحفي أمس كان المقدمة فقط.
ما قاله ترامب وما لم يقله – دولتان للشعبين
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر – 16/2/2017
قال: ترامب لم يربط نفسه بحل واحد: “انا أوافق على دولتين، دولة واحدة، ما تريدون”.
لم يقل: ترامب تنكر عمليا للمبدأ الذي يقول ان حل الدولتين هو الامكانية الوحيدة.
البناء في المستوطنات
قال: ترامب طلب من نتنياهو بابتسامة “التوقف قليلا عن البناء في المستوطنات”، وكذا “ابداء المرونة”.
لم يقل: ترامب لم يذكر اعلان البيت الابيض قبل نحو اسبوعين ضد توسيع المستوطنات.
الاتفاق النووي
قال: ترامب وصف الاتفاق بـ “الفظيع” ووعد “سنفرض عقوبات ونمنع عن ايران سلاحا نوويا”.
لم يقل: ترامب لم يدرج في اقواله تعهدا صريحا بالغاء الاتفاق النووي الذي وقع عليه اوباما,
نقل السفارة الى القدس
قال: ترامب أوضح بان في نيته تنفيذ وعده: “أنا أدرس هذا بجدية. ننتظر ونرى ما سيكون”.
لم يقل: ترامب لم يتعهد بموعد لنقل السفارة وترك فتحة لهجر المبادرة.
الفلسطينيون
قال: ترامب كرر اقوال رئيس الوزراء: “على الفلسطينيين ان يتنازلوا عن تعليم الكراهية والاعتراف باسرائيل”.
لم يقل: ترامب لم يذكر السلطة الفلسطينية أو الرئيس ابو مازن ولم يطلب شيئا من اسرائيل.
مبادرة سلام اقليمية
قال: ترامب فاجأ إذ ذكر مبادرة سلام شرق أوسطية ستضم بضع دول كبيرة.
لم يقل: ترامب لم يقدم تفاصي عن المبادرة، ما أثار الشك بان الامور غير مسنودة.
اللاسامية
قال: ترامب صرح عن نيته مكافحة العنصرية واشار الى علاقاته باليهودية عبر ابنته وصهره.
لم يقل: ترامب لم يستخدم كلمة “لاسامية” ولم يتطرق لمسألة مظاهر العنصرية في أرجاء الولايات المتحدة.
هآرتس / عباس حصل على موعد ب
هآرتس – بقلم عميره هاس – 16/2/2017
القيادة الفلسطينية لم تخف قلقها حول التسريبات بخصوص تملص الولايات المتحدة الواضح من تأييد اقامة الدولة الفلسطينية. وهذه لم تكن الرسالة الحاسمة للتوجيهات الخاصة والعامة لدونالد ترامب في المؤتمر الصحفي أمس. كل طرف يمكنه ايجاد امور تعزز موقفه. وحتى لو كان هناك تنصل، فما الذي سيختلف فعليا؟ الادارات الامريكية التي سبقت ترامب تحدثت عن حل معين للدولتين ولم تفعل أي شيء لتحقيقه، أي منع اسرائيل من افشاله، لكن وعود وتصريحات الامريكيين مكّنت القيادة الفلسطينية في رام الله من الكذب على نفسها وعلى شعبها، أنه رغم كل شيء هذا هو الحل الذي تؤيده القوة العظمى.
هذا الكذب المتواصل – الذي يقترن بالمساعدات الاقتصادية الكبيرة – كان أحد الادوات التي سوقت من خلالها قيادة م.ت.ف وحركة فتح والسلطة الفلسطينية مبرر وجودها وتشكيلتها التي لا تتغير تقريبا. هذا الكذب الذاتي ساعدها في تبرير تمسكها باحترام الاتفاقيات مع اسرائيل أمام شعبها، بما في ذلك التنسيق الامني. وليس صدفة أن الولايات المتحدة تتبرع بمبالغ طائلة للاجهزة الامنية الفلسطينية. والنغمة التي تسمع الآن من البيت الابيض تطرح السؤال حول امكانية أن تضعف التغييرات في الولايات المتحدة مكانة القيادة في رام الله في نظر الفلسطينيين، وهل هناك خطر على وجودها.
ترامب جاء وسيذهب، والشعب الفلسطيني باق وسيبقى مع طلب التحرر من الحكم الاسرائيلي الذي هو بالنسبة للفلسطينيين احتلال عسكري وكولونيالية وابرتهايد. هذه ليست شعارات بل هي واقع يومي، مُلح، يعيشه الشعب الفلسطيني في البلاد وفي الشتات. قبل 24 سنة كان لهذا الشعب قيادة محببة قدمت لاسرائيل هدية سخية هي حل الدولتين، هكذا فسرت اتفاق اوسلو. ولكن اسرائيل رفضت الهدية.
كان باستطاعة القيادة الفلسطينية أن تفهم قبل اغتيال رابين ايضا أن اسرائيل تخدعها، وأنها قد تقول “دولتان”، لكنها تطبق واقع الكانتونات. لكن م.ت.ف تمسكت بالمفاوضات على أمل أن يضغط الغرب على اسرائيل وأن تحدث تحولات ايجابية وأن تقوم الدول العربية بفعل شيء ما. ولكن هناك سبب آخر وهو أن القيادة الفلسطينية استبدلت بيروقراطية حزب التحرير القومي بالبيروقراطية السلطوية مع المنطق الداخلي في الحفاظ على الذات والالتصاق بالمنصب. قلق عباس والمقربين منه من التدهور العسكري الذي قد يضر الشعب الفلسطيني، مثلما في الانتفاضة الثانية، هو قلق جدي وله ما يبرره، لكن من ورائه تقف دائما المصالح الشخصية.
بشكل مواز، زاد الخداع حول السيادة المحدودة في داخل الكانتونات الفلسطينية. ففيها تقدم السلطة الفلسطينية وحماس الخدمات الرئيسية للجمهور، ويمكن القيام بأفعال جماهيرية لم يكن مسموح بها تحت الاحتلال المباشر، رغم الانتقادات التي تُسمع ضد السلطة الفلسطينية حول الفساد والديكتاتورية وعدم النجاعة وعدم الاهتمام والفجوات الاجتماعية وما أشبه. فهي على الرغم من ذلك تخدم المصالح الوجودية الآنية للجمهور. ترامب في الحكم ليس سببا كافيا لادخال السلطة الفلسطينية في حالة فوضى داخلية وعدم يقين. السلطة حصلت على زمن اضافي من اجل ضمان التغيير.
لقد سرب مصدر فلسطيني أمس لوسائل الاعلام الفلسطينية نبأ اللقاء بين رئيس سي.آي.ايه ومحمود عباس قبل قمة واشنطن بيوم. والرسالة من هذا التسريب واضحة وهي: لا تقلقوا، وجود السلطة الفلسطينية هام بالنسبة للولايات المتحدة التي تعرف أن صيانة الكانتونات تضمن نوع من الاستقرار الامني. وهم يقولون ذلك ايضا لرئيسهم الجديد. والامر المركزي الذي يضعضع هذا الاستقرار الضعيف، ليس ترامب بل التصعيد في سياسة القمع والاستيطان الاسرائيلي.
يديعوت / أخونا ملكنا
يديعوت – بقلم ناحوم برنيع- 16/2/2017
“لا تهني”، أشار صحافيو بريطانيا لرئيسة الوزراء تريزا ماي عشية سفرها الى واشنطن، لاول لقاء مع الرئيس ترامب. أما ماي فقد أطفأت اللقاء، تلقت النقد، وعندما عادت الى الديار هاجمت ترامب من بعيد.
نتنياهو مبني من مواد اخرى. عندما يقرر ان يهن فلا شيء يوقفه ولا حتى الحقائق. من كل ما قيل وما لم يقل في المؤتمر الصحفي امس جملة واحدة لا تغتفر – الجملة الاخيرة. “ليس هناك مؤيد أكبر للشعب اليهودي وللدولة اليهودية من الرئيس ترامب”، قضى رئيس وزراء دولة اليهود.
لقد منح نتنياهو لترامب هذا التسويغ في رد على سؤال زميلنا مؤآف فاردي، الذي ذكر موجة اللاسامية المتعاظمة في أمريكا في الاشهر الاخيرة. ترامب فتح الباب لهذه الظاهرة، باقواله العنصرية، بدعواته الاستفزازية ضد السلامة السياسية، بالتشجيع الذي أعطاه لحركات اليمين المتطرف وبرفضه شجب المنشورات اللاسامية لهذه الحركات. ليس هكذا يتصرف مؤيد عظيم للشعب اليهودي، ليس هكذا يتصرف أيضا مؤيد صغير للشعب اليهودي.
للقراء الذين يتساءلون لمعرفة ما الذي يجعلني أقفز، فقد طرحت مواضيع أكثر اشتعالا للبحث أمس، أجيب على النحو التالي: انتخاب ترامب مزق الجالية اليهودية في امريكا الى قسمين. والخبراء بهذه الجالية، الهامة جدا لاسرائيل، يحذرون بانه قريب اليوم الذي يرفض فيه اليهود الصلاة الواحد الى جانب الاخر في الكنس. ثمة يهود يتباهون بصهر ترامب اليهودي وبابنته المتهودة؛ يهود آخرون، وهم أغلبية، يرون الى جانبهما ستيف بانون، غورو اللاسامية في امريكا والرجل المقرر في بيت أبيض ترامب. وهم يسمعون أقوال الممالأة من رئيس وزراء دولة اليهود، فيختنق حلقهم.
والان، للمواضيع المشتعلة. السهولة التي ألقى بها ترامب الى سلة القمامة عشرات السنين من التأييد الامريكي لحل الدولتين لا ينبغي أن تصدمنا. فبطريقته التبسيطية، الفظة، وضع الاصبع على قلب المشكلة: اذا كان الطرفان يريدان دولتين فليتفقا على دولتين؛ اذا كان الطرفان يريدان دولة واحدة، فليتفقا على دولة واحدة. لا ينبغي لامريكا ان تعلمهما ما هو خير لهما.
لو كان يعرف أكثر قليلا لفهم ان الطرفين اختارا، عمليا، الامكانية الثالثة: الا يتفقا. فقد روى نتنياهو له أمس عن التنازلات العظيمة التي مستعد لان يقدمها من أجل السلام. وهو جيد في هذه القصص. روى له ايضا عن قصة الغرام السرية التي يديرها مع الانظمة في السعودية، في مصر، في الاردن وفي امارات النفط. فاذا كان بوجي هرتسوغ صدق، فان ترامب هو الاخر سيصدق. ولكن السلام الاقليمي لن يكون بدون تسوية مسألة فلسطين، والتسوية لن تكون بدون تنازلات هي بالنسبة لزعيمين الطرفين اصعب من أن تحتمل.
لقد تحدث ترامب أمس كمن يتحمس لادخال رأسه، ورأس صهره، الى المفاوضات. وعلى هذه الحماسة أن تقلق المستوطنين. فهي تجلب معها توقعا بمرونة في مواقف اسرائيل ولجما للبناء في المستوطنات. اما ضم معاليه ادوميم او غوش عصيون فلا ينسجم مع هذه التصريحات. ولا البناء المكثف في ظهر الجبل ايضا. عظيم المؤيدين للشعب اليهودي يطلب مرونة. فكيف يمكننا أن نرفض طلبه.
السؤال الاهم هو ايران. ترامب ونتنياهو لم يقولا عنها الكثير في المؤتمر الصحفي، باستثناء اللقب المنكر الذي ألصقاه على نحو مشترك بالاتفاق النووي لاوباما. نتنياهو ملزم بان يعود الى البلاد مع انجاز ما في هذه الجبهة. وبدون ايران يبقى مع الاهتمام الذي منحه ترامب لسارة – هدية جميلة، ولشدة الفرح قانونية تماما. خسارة أنه لا يمكن شربها.
من زاوية نظر الاعلام الامريكي كان حدث أمس فضيحة، دون صلة بإسرائيل. فقد اختار ترامب السائلين الامريكيين، وكلاهما كانا أجيرين لهيئات اعلامية هامشية، مؤيدي ترامب. والسؤال الذي يقف في مركز جدول الاعمال – تعاون رجال ترامب، وربما ترامب نفسه ايضا، مع خطوة روسية للتخريب على الانتخابات للرئاسة – لم يسُأل. رواية ترامب عن اقالة الجنرال فلين، مستشار الامن القومي كانت كاذبة. والاتهامات التي وجهها كانت خيالية ولم تبدد السحب. والقضية ستواصل القاء ظلها على رئاسته.
بين الرجلين اللذين وقفا على المنصة، الرجل الاكثر طلاقة، الاكثر تعليلا، الاكثر رئاسة، كان رجلنا. سارة نتنياهو قالت ذات مرة ان زوجها يمكنه أن يكون رئيسا للولايات المتحدة. وقد أثبت ترامب انها محقة.
هآرتس / من ترامب حتى بينيت
هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – 16/2/2017
بعد ثماني سنوات من الضغينة مع اوباما حصل أمس الزوجان نتنياهو على ملاطفة دافئة من ترامب الذي أظهر عدم الالمام بالصراع، لكنه قدم دروسا في موضوع حساس واحد على الأقل. نتنياهو الذي هرب وكأنه يهرب من النار من ذكر حل الدولتين، سيعود الى اليمين مسارعا الى الضم. وليس من المؤكد أنه سيكون مسرورا عندما سيجد أن لا أحد يقف في طريقه.
لم يظهر دونالد ترامب الماما لافتا في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. “دولة واحدة، دولتان، مثلما تقررون”، هذا ما قاله في المؤتمر الصحافي في البيت الابيض الى جانب نتنياهو المحرج، “المهم أن نتوصل الى صفقة”. وقد ظهر رئيس الولايات المتحدة وكأنه لا يعرف الكثير. النظرة الاقليمية التي تحدث عنها بدت فارغة وكأن أحدا ما وضع أمامه صفحة تحمل العنوان، وهو قام بتكراره.
في موضوع واحد حساس، قدم فيه الرئيس الجديد درسا. اللفتة العلنية لسارة نتنياهو كانت ثمرة ارشاد مفصل لمستشاريه المسؤولين عن الملف الاسرائيلي في البيت الابيض. تم ابلاغ ترامب الى أي حد تحتاج هذه المرأة الى الاعتراف العلني والحب والاهتمام، فمنحها هذا بسخاء.
جملة صغيرة واحدة فقط كانت ناقصة: “أعرف الى أي حد عملك كطبيبة نفسية هام تجاه الاولاد بالنسبة لك”. وها هي فرصة اخرى لبيبي وسارة من اجل العودة مرة اخرى.
الزوجان نتنياهو يذهبان الى غرف التحقيق وقاعات المحاكم عند وجودهما في البلاد، وقد حصلا على لحظة نادرة من الاحترام والراحة. المرأتان جلستا على الأرائك في الغرفة البيضوية، حيث تجلس الطواقم عادة، ويمكن أنه وجدت الصيغة بالنسبة لنتنياهو من اجل استمرار ولايته: من خلال استكمالها كوزير خارجية، ويكون في الخارج.
الجزء العلني للزيارة في واشنطن تجاوزه رئيس الحكومة بالأعلام المرفرفة. وانفعل بشكل كبير من الحدث الدافيء واللطيف بعد ثماني سنوات من الضغينة الى درجة دفعته الى التلعثم في الحديث هنا وهناك. في هذه المرة ايضا تغلبت عليه غريزته وانجر الى محاضرات ونصائح اخلاقية ضد الفلسطينيين والامم المتحدة.
اجاباته الطويلة نسبيا مقابل اقوال الرئيس الامريكي لم تشمل جملة “دولتان لشعبين”، الفكرة التي أيدها أكثر من مرة كحل وحيد يمنع خيار الدولة ثنائية القومية. وليس غريبا أن اليمين في اسرائيل زأر أمس، وحتى اشارة ترامب لنتنياهو حول الانتظار في موضوع البناء في المستوطنات، لم تتمكن من اخماد الفرحة في اوساط اليمين.
من المؤكد أن رئيس البيت اليهودي سيدخل في نفسه، وبحق، فلم يتم ذكر حل الدولتين إلا من قبل المراسلين الصحافيين. نتنياهو هرب من ذلك مثلما يهرب من النار. وهو سيعود الى البلاد وسيسارع الى الضم والسيطرة وفرض السيادة. وليس مؤكدا أنه سيرغب في عدم وجود من يقوم بمنعه من القيام بخطوات تاريخية لا رجعة عنها في المناطق، وكل شيء متعلق به فقط.
هآرتس / إعتداد خطير بالنفس
هآرتس – بقلم حامي شيلو – 16/2/2017
في المؤتمر الصحافي الاستثنائي الذي أجراه أمس مع الرئيس دونالد ترامب، بدا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معتدا بنفسه. للمرة الاولى في حياته يتم استقباله مثل الملوك في البيت الابيض. ولو كان براك اوباما اعتاد على تقديم الحد الأدنى من الاحترام لنتنياهو، فان ترامب قدم الحد الاقصى الممكن. وزوجته سارة حظيت بالشكر والتقدير، الامر الذي سيضمن بقاء ترامب صديقا للعائلة والأمة لبضعة اشهر على الأقل.
إلا أن اعتداد رئيس الحكومة بنفسه لا يبشر بالخير بالضرورة. فمنذ ايام “صخرة وجودنا” في نفق حائط المبكى ومرورا بالسيطرة على سفينة “مرمرة” وفقدان تركيا وانتهاء بالعلاج المتعجرف والمدمر لموضوع الاتفاق النووي مع ايران، عندما يكون نتنياهو يشعر بالنشوة، يجب فحص الملاجيء بشكل جيد، كما كتبت في كتابي “قبل التحطم وقبل الفشل يجب فحص سرعة الرياح”. حين يصل نتنياهو الى هذا الارتفاع يكون هذا مقدمة في العادة للنزول الى العمق.
يجب علينا مع ذلك الاعتراف أنه كان له سبب للاحتفال أمس. فبدل رئيس مثل اوباما الذي وجد صعوبة في اخفاء تحفظه، حظي برئيس مثل ترامب الذي شكر الله على حرف الانتباه عن العاصفة السياسية التي حدثت في اعقاب استقالة مستشار الامن القومي مايكل فلين والأنباء المتزايدة عن العلاقات المحظورة بين هيئة الانتخابات التابعة له وبين المخابرات في الكرملين. بدل اوباما الذي كان ملما بتفاصيل المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، حصل نتنياهو على ترامب الذي لا يعرف شيئا وهو مثابة أداة فارغة يمكن ملأها بالأحابيل التي يتقنها نتنياهو. أخيرا يحظى رئيس الحكومة بفرصة التحدث عن اليهود الاخيار والعرب الاشرار دون التصادم مع وجه الرئيس السابق الحامض. في اوساط مساعدي ومستشاري ترامب تمر هذه الرسائل بالاسود والابيض بشكل جيد، رغم أنه ليس مؤكدا الى أي درجة ترامب نفسه مع قدرته المحدودة على الاستماع، يمكنه أن يتحملها فترة طويلة من الزمن.
من يؤيدون الاتفاق مع الفلسطينيين قد يجدون عزاء في تحذير ترامب لنتنياهو حول ضرورة وقف البناء في المستوطنات، وحول ضرورة ايجاد حل للصراع مع الفلسطينيين. وهذا بالطبع لا يقلل من حجم الضربة الشديدة التي نزلت أمس على رأس حل الدولتين لشعبين، بعد امتناع نتنياهو عن ذكره، سواء نتيجة ضغط اليمين، كما يقولون المحللون، أو لأنه بحث عن فرصة اولى لوضع خطاب بار ايلان في المخزن، الذي ألقاه كما هو معروف نتيجة ضغط اوباما فقط. ترامب في المقابل، لم يلغ التأييد الامريكي لحل الدولتين فقط، بل هو تملص من ضرورة اتخاذ الامريكيين موقفا حول ضرورة حل الدولتين، أو الدولة الواحدة، كما تريدون. شعر المسيحانيون ومن يؤيدون الضم وحماس ودولة جميع مواطنيها بالراحة أمس. والقيادة الفلسطينية في المقابل، ستشعر بأنها معزولة ويتيمة.
يمكن القول إن تأبين حل الدولتين ما زال سابقا لأوانه، حتى لو لم يكن لاسرائيل والولايات المتحدة سبب للتظاهر بالسعي الى اقامة دولة فلسيطينية، فان الدول العربية الراعية شكليا للسلام الاقليمي، ستهتم بالتذكير بذلك. صحيح أن ترامب بدا متفاجئا بسبب طرح المفهوم من قبل نتنياهو، بل وتحدث عن السلام الاقليمي كفكرة جديدة، لكن ذلك كان بسبب عدم وجود المعلومات لديه، وهذا الامر جديد بالنسبة له: بالتأكيد هو يعتقد أن اتفاق اوسلو يرتبط بالتنقيب عن النفط من قبل النرويج في البحر الشمالي. صحيح أن الدول العربية ترغب في التقرب من اسرائيل، والحصول على اعجاب ترامب بسبب مواقفه المتشددة من ايران، لكنها لن تنضم الى مبادرة سلام جديدة دون ورقة التين الفلسطينية، الامر الذي سيعيد حل الدولتين الى الحياة.
لكن اذا قام ترامب ونتنياهو بالقاء بعض الفتات لمن يؤيدون الاتفاق مع الفلسطينيين ولليساريين من اجل الحفاظ على الأمل، فالأمر مختلف بالنسبة لليهود في الولايات المتحدة الذين طعنهم نتنياهو بالظهر وقام بالقائهم تحت اطارات الحافلة. وبدل استغلال الفرصة التي أعطاه إياها موآف فاردي الشجاع من القناة العاشرة، والتلميح ولو بشكل بسيط الى الانتقادات تجاه اللاسامية التي تتسع تحت جناحي ترامب، أو قول ولو كلمة واحدة حول التضامن مع مخاوف يهود امريكا، فضل نتنياهو تملق مضيفه وطواقمه وعنصرييه البيض، ومنحهم شهادة صلاحية وعفو كامل.
هذا ما قام بفعله من ادعى أنه زعيم الشعب اليهودي بالنسبة للاسامية في الدول التي تبدي تسامح أقل في موضوع المستوطنات.
رد ترامب كان أكثر غرابة. فقد تحدث عن إبنته وزوجها وأحفاده اليهود الذين يمنحونه العفو على كل اشتباه بالتعرض لليهود. وبعد ذلك قام بترديد جمل قد يكون تذكرها من ايام الصبا حول انتصار الحب. وبهذا أعاد ترامب مستمعيه الى الواقع وذكّر الجميع بأن الرئيس جاهل لا يميز بين الفانتازيا والواقع وأن نظريته هي “الأنا”. وعندما قال إن المشكلة المركزية حول الاشتباه بأن مستشار الامن القومي مشبوه بعلاقة محظورة مع روسيا، وقامت جهات بتسريبها ووسائل الاعلام الكاذبة نشرتها، وقف نتنياهو وابتسم متضامنا. ولكن الامور الغريبة يجب أن تشعل الضوء الاحمر لأن العجلة تدور. وطالما أن نتنياهو يقوم بمدح ترامب، خصوصا أنه يحتاج ذلك، فسيحظى نتنياهو بالعناق. وفي اللحظة التي يُمرر فيها فمه – هذه اللحظة ستأتي – سيتم تذكر الشعور المتسامي عشية زيارته في واشنطن وكيف أنه بدأ من هناك طريق النزول الى أسفل.
هآرتس / لقاء مع المُحكم
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 16/2/2017
يخيل وكأننا بعثنا برئيس وزرائنا الى قلب المتاهة أو على الاقل الى حقل الغام بلا خريطة، كي يلتقي مع الشيطان الاصفر الفظيع، الذي ستقرر ما تنبس به شفتاه مصير دولة إسرائيل. بنيامين نتنياهو، الحذر اكثر من أي وقت مضى يجتهد لتهدئة خصومه من اليمين الحماسي ويحذر من أنه محظور الصدام مع هذه الادارة خشية أن يتحرر مسمار القنبلة. وفجأة نجد أن ثقة اليمين بمخلصه الامريكي بدأت تهتز قليلا. من بشائر “العصر الجديد” ومظاهر الفرح ما بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ينتقل اليمين الى موقف دفاعي ومهدد، تملؤه الشكوك بالنسبة “للصفقة” الخفية في عقل رجل الاعمال الذي يجلس في واشنطن.
بالنسبة لليسار هذه رمشة عين من الراحة. فها هو، ترامب بنفسه قال ان بناء جديدا في المستوطنات لن يجدي المسيرة السلمية، ولديه رؤيا لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وبالتالي فاننا نجدهم هناك يتمسكون بقول لرئيس يغير المواقف كل يومين. وبالفعل، فعلى أي من التصريحات الرئاسية يمكن الاعتماد؟ اليكم جملة اساس: “بينما لا نؤمن بان وجود المستوطنات يشكل عائقا للسلام، يحتمل أن تكون اقامة مستوطنات جديدة، أو توسيع المستوطنات القائمة خلف خطوطها المقررة الحالية لها، لن تجدي لتحقيق هذا الهدف”، قال الناطق بلسان البيت الابيض.
حتى لو تجاهلنا التناقض الداخلي في هذا الجملة، فانها تتناقض مع ما قاله ترامب نفسه في شهر ايار الماضي ردا على سؤال اذا كان على اسرائيل أن توقف البناء في المستوطنات: “لا، لا اعتقد ذلك. برأيي على اسرائيل حقا ان تواصل (البناء)، وعلى الاسرائيليين ان يتقدموا. لا، لا اعتقد انه يجب ان يكون توقف”. هل يؤيد حل الدولتين؟ اذا حاكمنا الامر من شهادة وزير الخارجية، ريكس تلرسون، “فينبغي لهذا ان يكون التطلع المشترك لنا جميعا”. اما ترامب في المقابل فلم يعرب بعد عن رأيه في الموضوع.
نتنياهو سيصطدم لاول مرة بواقع غير مؤكد. حتى لو سمع أقوالا مفرحة على لسان ترامب، فلا ضمانة له في أن يتمسك الرئيس الامريكي بها الاسبوع القادم ايضا. وبشكل عام، كيف يمكن تصميم استراتيجية حيال من يعتبر “صديق حقيقي” حين تكون فكرة الحقيقي لا تندرج في قاموسه. ولكن مشكلة نتنياهو الحقيقية ليست ترامب، حاليا على الاقل، بل حقيقة ان سياسة اسرائيل في المناطق ليس هو من يقودها بل فتيان التلال في الكنيست وعصابات العقارات في المناطق.
نتنياهو حبيس الان في وضع يتعين فيه عليه أن يطلب من ترامب ان يخرج نيابة عنه الكستناء من النار، في الوقت الذي لا يعرف هو نفسه أي من الكستناء تعود له. فهل عليه أن يستدعي ضغطا أمريكيا ضد اندفاع خصومه، الذين أجبروه منذ الان على تأييد قانون المصادرة فهزوا بذلك شبكة العلاقات بين اسرائيل والدول الاوروبية، ام ربما العكس: عليه أن يقنع ترامب بمنح تسويغ للبناء في المستوطنات فيعمق بذلك أكثر فأكثر الصدع بين اسرائيل والاسرة الدولية، يقلل فرص خلق ائتلاف دولي ضد تهديدات أكبر مثل ايران، والاسوأ من كل ذلك – ترك نفتالي بينيت يكتسب الحظوة عن “الانجاز”؟
في الحالتين سيعتبر نتنياهو كمن يمنح ترامب مفاتيح السيطرة على السياسة الداخلية في اسرائيل. ترامب هو من الان فصاعدا المحكم، ليس في النزاعات الدولية بل بين الخصوم الداخليين، الذين جعلوا الدولة كرة لعب. من الصعب علينا أن نتذكر متى وقفت اسرائيل في وضع هزيل بهذا القدر امام الولايات المتحدة وبالذات عندما يكون على رأس هذه القوة العظمى رئيس عاطف جدا للحزب الحاكم، رئيس محظور قول لا له ومخيف قول نعم له.
في ختام اللقاء سيبدأ كالعادة احتفال تسجيل النقاط. هل كان ناجحا أم فاشلا؟ من الرابح الاكبر، نتنياهو أم بينيت؟ أما دولة اسرائيل فليست طرفا في هذه المعادلة. وبين هذين الاثنين نجدها هي الخاسرة دوما.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / ليبرمان يتوجه مساء اليوم الى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر الأمن الدولي
الاذاعة العامة الاسرائيلية – 16/2/2017
من المقرر أن يتوجه وزير الدفاع افيغدور ليبرمان مساء اليوم الى مدينة ميونيخ الالمانية للمشاركة في مؤتمر الأمن الدولي الذي سيبدا اعماله هناك غدا .
ويتوقع أن يجتمع الوزير ليبرمان مع نظيره الامريكي جيمس ماتيس ومع وزراء دفاع أخرين من دول مختلفة .
وصرح الوزير ليبرمان في حديث اذاعي صباح اليوم إن تصريحات الرئيس الامريكي ترامب التي قال فيها ان أي حل سيتوصل اليه الجانبان مباشرة سيكون مقبولا على الولايات المتحدة ان هذه التصريحات تشكل تغييرا جوهريا للسياسة الامريكية السابقة.
معاريف / كل رهان ينجح
معاريف – بقلم بن كسبيت – 16/2/2017
لم يكن هذا لقاءا تاريخيا، مصيريا أو حاسما. فالابتهاجات في اليمين سخيفة وكذا فرك اليدين في اليسار زائد. دونالد ترامب لا يعرف بعد ما يريد من نفسه ومن الشرق الاوسط. فهو رئيس غير متبلور مع إدارة غير متبلورة لم تنجح بعد في ملء شواغر المناصب الاساس حوله، ومن تلك التي اشغلت يستقيلون بفضائح مدوية.
شخصية ترامب معروفة ومكشوفة، وهو غير مدين بشيء لاحد وليس له مشكلة في أن ينقلب على الاصدقاء أو يتنكر للتوافقات أو ينتهك الاتفاقات. فتاريخه التجاري مليء بمثل هذه الاحداث وكل من تابعه في العقود الاخيرة يعرف بان ترامب يرتجل في ظل الحركة.
حتى لو نجح نتنياهو في أن يوقع ترامب أمس على قرض سكن، دون أن ينتبه، فان احدا لا يمكنه أن يضمن بأن تحترم الشيكات. فلترامب قوانين خاصة به، وهو يقررها ولن تكون له مشكلة في ان يلقي بمن يجب ان يلقي به من تحت عجلات باص ما يأتي أولا من أجل تحقيق هدفه حقيقي، الذي هو دونالد ترامب.
وبالتالي، وبعد ان قلنا كل هذا، فان ما رأيناه أمس هو بالاساس طقوس مخطط لها، استعراض ودي منسق وتصريحات متملصة لا يمكنها أن تشهد في شيء على ما سيحصل على المحور بين واشنطن والقدس ورام الله في السنوات القريبة القادمة. نقطة.
بعد ملاحظة التحذير الطويلة هذه، فان الصورة التي انكشفت أمس في المؤتمر الصحفي مختلطة: المؤشرات السيئة لليمين هي حقيقة ان ترامب تحدث عن التزامه بصفقة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وحقيقه انه توجه لنتنياهو وقال انه ينبغي التوقف للحظة بالاستيطان، أليس كذلك؟ كما أنه شرح لنتنياهو بان “على الطرفين ان يتنازلا” في الطريق الى تلك الصفقة الحلمية التي يخطط لها. “أنت تعرف هذا يا بيبي، صحيح؟”، ابتسم ترامب ونتنياهو ابتسم أقل بكثير وفضل التشديد على “الطرفين!”، وترامب أشار في مرحلة لاحقة: “انت لا تبدو متحمسا جدا للمفاوضات”. وكل هذا قيل بابتسامات واسعة وبلغة جسد رومانسية، ولكن محظور النسيان بان لغة جسد ترامب يمكنها أن تتغير في غضون ثوان. فرئيس يصرح في المؤتمر الصحفي العلني الاول له مع رئيس وزراء اسرائيل بان من الافضل التوقف للحظة مع المستوطنات، لا يمكنه أن يكون صديق المستوطنات.
ان ضوء التحذير الذي ينبغي أن يشتعل في اليسار هو حقيقة أن في المرة الاولى منذ اختراع فكرة “حل الدولتين” وقف رئيس امريكي بصوته واظهر عدم اكتراث تام بها. “دولتان، دولة واحدة، كيفما اتفق”، قال ترامب، “ما يتفق عليه الطرفان، يسعدني”.
فضلا عن حقيقة ان احتمال أن يكون ترامب يعرف ما هو “حل الدولة الواحدة”، يقترب من الصفر، وفهمه للمادة مترد جدا، فان هذا القول أثار على الفور حلقات رقص فرحة في المناطق. ها هو، دفن حل الدولتين. نفتالي بينيت، بشغفه الثابت، نشر بيان تأييد فاخر والكل سيلتقي هذا الصباح ليتبادلوا تحية الخلاص في الكنس. وبالفعل أيها الرفاق، لا يبدو لي ان هذا هو الواقع. فعندما سيفهم ترامب من ضد من، وعما يدور الحديث وما هي آثار كل حل كهذا، سيكون أقل بكثير عدم اكتراث مما كان أمس.
السطر الاخير بقي مثلما كان: هذه خطوة واحدة في رحلة طويلة ستشبه لدى دونالد ترامب قطار الجبال. من هذه الناحية، فان وضع إسرائيل أصعب بكثير مع ترامب مما مع كل رئيس امريكي آخر، بما في ذلك اوباما. ثقافته الادارية مختلفة، التزامه بالالتزامات مختلف، الانباء الزائفة مسيطرة في بلاطه وولائه يتغير بوتيرة النار (اسألوا بوتين).
ليس ثمة في هذه المرحلة ما يرحب به، وليس ثمة ما يبعث على الفرح. فنحن لا نزال بعيدين عن معرفة الى اين يريد ترامب ان يسير، مع من ومتى. ولما كان لن يتحقق اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، فان “صفقة الاحلام”، التي يحلم بها ترامب لن تحصل، و”التسوية الاقليمية” لن تأتي، فالسؤال الحقيقي هو في أي مزاج ستترك هذه الاخفاقات ترامب وماذا سيفعل حين يقف أمام الازمات. من يعرف الاجابة على هذا السؤال مدعو لان يراهن.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / الوزير بينيت : الفلسطينيون لديهم دولتان وهما غزة والأردن
الاذاعة العامة الاسرائيلية – 16/2/2017
واصل رئيس كتلة ‘البيت اليهودي’ ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، صباح اليوم الخميس، إطلاق التصريحات الرافضة لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، معتبرا أن الفلسطينيين لديهم دولتان وهما غزة والأردن.
وتأتي أقوال بينيت غداة لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض أمس، حيث قال الأخير إنه ليس مهتما ما إذا كان حل الصراع سيتم من خلال حل الدولتين أو الدولة الواحدة. واعتبر قادة اليمين الإسرائيلي أقوال ترامب بأنها تسمح بضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل وألا تشملها دولة فلسطينية.
وقال بينيت للإذاعة العامة الإسرائيلية وإذاعة الجيش الإسرائيلية، اليوم، إن نتنياهو ‘أظهر قدرة قيادية وقام بخطوة هامة من أجل أمن إسرائيل’، معتبرا أنه ‘يوجد للفلسطينيين دولتان من زمن، غزة والأردن، ولا توجد حاجة للبحث في إقامة دولة ثالثة’.
وتابع داعيا إلى تكثيف البناء الاستيطاني: ‘إننا ندخل عصرا جديدا من الفرص، والآن علينا أن نبني بحرية في القدس (المحتلة) وفي باقي بلادنا’ في إشارة إلى الضفة الغربية.
واعتبر بينيت أن ‘نتنياهو اتخذ قرارا صحيحا. إذ أنني انتقدته عندما تحدث عن إقامة دولة فلسطينية وأنا أدعمه عن تراجع عن هذه الفكرة الخطيرة. وأنا راض جدا من النتائج’ للقاء نتنياهو وترامب.
من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة عضو الكنيست تسيبي ليفني، من كتلة ‘المعسكر الصهيوني’، من أن تتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية ومن ‘إعطاء حق الاقتراع لمليون فلسطيني آخر، الأمر الذي سيقود إلى فقدان السيطرة اليهودية’.
وقالت ليفني إنه ‘لكل من ينفعل من أن ترامب قال ’دولة واحدة’، لا تنسوا أنه قال إنه يجب أن يكون (هذا الحل) مقبولا ’على الشعبين’. وواقع كهذا سيقودنا إلى دولة ثنائية القومية وهذا سيكون كارثي على دولة إسرائيل’.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نتنياهو قوله في ختام المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب، إن الرئيس الأميركي لم يُذهل بعد أن طلب منه اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.
وأضافت الإذاعة نفسها أنه بموجب تصريح نتنياهو لوسائل الإعلام، فإنه اتفق مع ترامب على مواصلة بناء 5500 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة.
اسرائيل اليوم / احترام وحب
اسرائيل اليوم – بقلم حاييم شاين – 16/2/2017
بصفتي اسرائيليا، إبن الجيل الثاني للناجين من الكارثة، انفعلت عندما شاهدت الاحترام والحب اللذان حظيت بهما دولة اليهود من قبل رئيس الولايات المتحدة. اسرائيل دولة صغيرة في هامش الشرق الاوسط، وهي تعتبر في الولايات المتحدة قوة عظمى دولية في مجال الأمن والعلم والتكنولوجيا والصراع ضد الارهاب. القيم المشتركة وتطابق المصالح الحيوية والصداقة بين ترامب ونتنياهو تعطي الأمل بأيام أفضل في العلاقة بين الدولتين. هذا الأمل الذي خاب في فترة الرئيس اوباما، الذي ذكر في خطاب القاهرة صوت المؤذن الذي سمعه عندما كان ولدا في اندونيسيا. وكان قراره الاخير اعطاء مئات ملايين الدولارات للسلطة الفلسطينية التي تمول عائلات القتلة.
الجميع يتحدثون منذ سنوات عن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين تحت عنوان “دولتان لشعبين” وأن المستوطنات تشكل عقبة في طريق السلام. هذا الشعار الذي لم تكن له أي فرصة من البداية، لأن الفلسطينيين لن يكونوا أبدا مستعدين للاعتراف بدولة اسرائيل على أنها دولة يهودية أو التنازل عن حق العودة الى يافا وشفاييم وكيبوتس برعام ورمات هشارون ورعنانا. الدولة الفلسطينية، كما يفهم معظم الاسرائيليين الآن، هي مرحلة اولى في حلم اعادة اليهود الى اوروبا.
الرئيس ترامب بصفته رجل اعمال، جلب معه روح جديدة. إنه غير مقيد بالمفاهيم القديمة عن الشرق الاوسط والتي أدت الى سفك الدماء الذي لا حاجة اليه. رجال الاعمال يعرفون أن الصفقة الجيدة للطرفين هي الصفقة التي تتحقق. الصفقات الجيدة لا يتم فرضها، والسيطرة المعادية تعتبر في عالم الاعمال بديلا سيئا.
إن الانفتاح في عهد ترامب سيلزم جميع الاطراف بالتفكير الابداعي حتى تستطيع اسرائيل والفلسطينيين العيش في جيرة معقولة وتعايش في نهاية المفاوضات. الجمود في التفكير يؤدي الى طريق مسدود، أما المبادرة والانفتاح فتخلق الأمل. من اجل حل الصراع في منطقتنا مطلوب طول نفس كبير. الرئيس اوباما أراد أن يشمل ارثه السلام بين المسلمين واليهود، إلا أن فشله كان مدويا. كان على قناعة بأن كل ما يريده يمكنه أن يحققه. إرث ترامب غير راسخ في الشرق الاوسط، بل في اعادة احترام الولايات المتحدة الضائع ونموها ومصالح مواطنيها.
وسائل الاعلام اليسارية في اسرائيل ستتحدث كالعادة عن الاكتئاب والسلب، وكأن ترامب هو الذي طلب وقف البناء في المستوطنات، وليس هم. اغلبية المواطنين في اسرائيل لديهم شعور جيد وأنه تنتظرنا أيام هامة، يهودا لن تذهب أبدا، والقدس ستبقى على مر الاجيال.
يديعوت / فخ عسل
يديعوت- بقلم شمعون شيفر – 16/2/2017
يخيل لي أنه لو كان أريئيل شارون يشاهد أمس المؤتمر الصحفي لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في الجناح الشرقي من البيت الابيض لكان همس باحتقار: “هذا المستعرض مرة اخرى ينبطح أمام الطاغية حين أعلن أن لا صديق أكبر للشعب اليهودي ولاسرائيل من دونالد ترامب”.
كل رؤساء وزرائنا درجوا في اثناء لقاءاتهم مع الرؤساء الامريكيين ان يشكروهم على نهجهم الايجابي وعلى حرصهم على تلبية توقعات اسرائيل في المجالات المتعلقة بضمان أمنها القومي.
ولكن نتنياهو فاق كل أسلافه. في الوقت الذي يتصرف فيه ترامب منذ دخل البيت الابيض فيما يركل المباديء التي تلزم المتبوء للمنصب السامي الذي انتخب له ان يحترم المحاكم، الاعلام واولئك الذين لا يتفقون مع فكره، يقف رئيس وزراء اسرائيل ويصدر شهادة تسويغ لكل تغريدة للرئيس.
ما تبقى من الاستقبال اللزج الذي شهدناه أمس من شأنه ان يصبح فخ عسل في الحالة السهلة، وفخ ثمنه الفتاك سيدفعه الاسرائيليون.
ترامب قال انه يمكنه أن يتعايش مع دولة واحدة ومع دولتين، وكل شيء منوط بما يقرره نتنياهو والفلسطينيون. هذا يبدو جيدا، ولكن للحظة فقط. دولة واحدة؟ سيسأل السائل، اسرائيل تضم المنطقة مع اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني؟ هذه وصفة لنهاية الدولة اليهودية. واكثر من هذا: محيط ترامب يلعب بفكرة التسوية الاقليمية التي في مركزها المظلة التي تمنحها الدول العربية المسماة “معتدلة” للتسوية الاسرائيلية – الفلسطينية.
المشكلة توجد في التفاصيل. مصر، السعودية ودول الخليج ستفتح المظلات فقط بعد أن يبدي نتنياهو استعدادا للانسحاب الى حدود 1967 مع تبادل للاراضي ومع شرق القدس كعاصمة الدولة الفلسطينية.
وماذا سيحصل بقطاع غزة؟ في الأيام الاخيرة انتخب يحيى السنوار لرئاسة الذراع العسكري لحماس في القطاع. السنوار، من محرري نتنياهو، او بكلمات اخرى قاتل مجرم حرره في صفقة شاليط رئيس الوزراء، يعتزم اختطاف اسرائيليين مدنيين وجهود لتحرير المزيد من القتلة. نتنياهو باستسلامه لصفقة شاليط منح السنوار وقودا لمواصلة التخطيط لعمليات القتل ضد الاسرائيليين.
الاقوال التي لم يقلها ترامب في كل ما يتعلق بحل المواجهة من خلال اقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين، ستشكل محفزا لنشاط دبلوماسي حازم من جانب اوروبا ودول اخرى ضد إسرائيل. وليس هذا فقط: فالفلسطينيون الذين من الجدير الاشارة الى نهجهم السلبي تجاه كل محاولة للوصول معهم الى اتفاق على تسوية، سيستخدمون تصريحات ترامب ونتنياهو ليشعلوا من جديد العمليات الدموية ضدنا.
الامور يجب أن تقال: يا نتنياهو، لقد انتصر عليك نفتالي بينيت وقادة الليكود. بعد أن تعود بأوسمة الثناء من واشنطن يتعين عليك أن تبلور قرارا – أن تضم المناطق، أن تضم جزءا من المناطق أو أن تعمل على ترسيم الحدود من طرف واحد. من الان فصاعدا بات واضحا: الخلاص لن يأتي من شجب الرئيس الامريكي او من الاعتماد على صهره جارد كوشنير. الطرف الاسرائيلي ملزم بان يبلور اقتراحا لحل المواجهة مع الجيران. الفلسطينيون لن يختفوا. أما دونالد ترامب سيكون سعيدا من كل حل يعرض عليه. فهو يبحث عن صفقة، مثلما قال أمس.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / الطيبي: نتنياهو والإدارة الأمريكية السابقة مسؤولان عن قتل فكرة حل الدولتين
الاذاعة العامة الاسرائيلية – بقلم وسام جبر – 16/2/2017
رأى النائب أحمد الطيبي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية السابقة الضعيفة مسؤولان عن قتل فكرة حل الدولتين، حسب تعبيره. وفي حديث مع مراسلنا قال الطيبي إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب غير ملم بتفاصيل الصراع وانه يحتاج الى اجتماعات مع زعماء عرب وخاصة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. واضاف أن فكرة الدولة الواحدة الديمقراطية مع حق التصويت للجميع تعني ان الفلسطينيين سيشكلون الأغلبية.
اسرائيل اليوم / ترامب جيد لليهود
اسرائيل اليوم – بقلم بوعز بسموت – 16/2/2017
اذا كان هناك شك لدى أحد ما بأن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب جيد لاسرائيل، فقد جاء المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في البيت الابيض قبل اللقاء مع نتنياهو، ليثبت أن ترامب جيد لليهود. ورغم الاقوال “لاسامية في امريكا” التي أسمعت منذ فوزه في الانتخابات، فان عهد جديد بدأ في واشنطن.
المؤتمر الصحفي لرئيس الولايات المتحدة ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان مثابة تغيير الاتجاه، وهو يختلف عن كل ما سمعناه وعرفناه وقمنا بلعقه (لكننا لم نهضمه)، منذ عدة عقود.
فكرة الدولتين كخيار وحيد للسلام، خريطة الطريق، مبادرة دولية، التهديد بفرض العقوبات على اسرائيل، توجيه اصبع الاتهام ضد المستوطنات – كل ذلك تحول الى امور غير ذات صلة، أو هامشية على الاكثر.
ليس فقط السنوات الثمانية لاوباما هي التي تحولت الى تاريخ، بل ايضا عهد كلينتون يبدو قديما ولا ينتمي للحاضر. لقد أعطى ترامب اوسلو ومبادرات السلام لعلماء الآثار. وادارته تعمل على ايجاد صيغة جديدة، التي لن تعجب اليسار في اسرائيل، لكن يجب الانتظار لرؤية مستوى ملاءمتها لرغبة اليمين. بشكل عام، يوجد لاسرائيل صديق جيد في البيت الابيض، وكان هذا الامر واضحا أمس. صحيح أنه لا يستطيع أحد ضمان انتظار السلام مع الفلسطينيين وراء الزاوية، لكن يمكن الحديث عن السلام مع البيت الابيض. بعد السنوات الثمانية لاوباما هذا يعتبر أمرا هاما. قالوا لنا إننا خسرنا امريكا، لكن تبين أننا لم نخسرها.
يمكن الاستنتاج من المؤتمر الصحفي أن رئيس الولايات المتحدة يحصل على دعم دول الخليج من اجل مبادرة سلام اقليمية. ترامب يذهب أبعد من ذلك ويتحدث عن السلام الاقليمي. لا توجد لديه صيغة واضحة، لكن يمكن ملاحظة أن الرئيس الامريكي قام بتحضير الدروس حتى لو أخرج من فمه جملة كلاسيكية: دولتان، دولة واحدة – سأبارك كل ما ستقرره الاطراف فيما بينها.
لا شك أن هناك للسعودية ما تقوله. صيغة ترامب الجديدة ستجعل السعودية تطرح مبادرتها ثانية، لكن يجب على القدس توضيح النقاط الاشكالية. هذه الفكرة جيدة، لكن التطبيق أقل جودة. تهديد ايران سيجعل الاطراف تجد حلا وسطا، على حساب من؟ ليس بالضرورة على حساب اسرائيل. وهذا هو التغيير الكبير في عهد ترامب.
توزيع الأوراق من جديد
ترامب اعترف وقال “اعتقدت أن حل الدولتين هو الحل الاسهل، لكن في الحقيقة… الحل الذي ستقرره الاطراف فيما بينها هو الحل الافضل. وهو الحل الذي سأكون راضيا عنه”. بكلمات اخرى، فكرة الدولة الفلسطينية تواجه عقبة جدية. الفلسطينيون صمموا على عدم الموافقة وعدم الاعتراف بدولة اسرائيل منذ قرار التقسيم. ويحتمل أنهم قد تأخروا عن القطار.
يمكن أنه يوجد حل آخر – زيادة الاراضي، الحكم الذاتي، عدم اخلاء مستوطنات. فجأة ولدت خيارات جديدة كثيرة. يتم توزيع الاوراق من جديد، ويمكن الاستنتاج أن فكرة الدولتين تحتضر، وأنه لا يوجد طبيب في واشنطن.
دونالد ترامب يهتم أكثر باحتياجات اسرائيل العسكرية. ايران والارهاب الجهادي بالنسبة له أعداء يجب محاربتهم والى الأبد. ايضا التربية على الارهاب في السلطة الفلسطينية صعبة وخطيرة جدا بالنسبة له. وهو مستعد لأن يقول عن الارهاب الاسلامي “ارهاب اسلامي”.
يعتقد ترامب أنه يجب على الطرفين تقديم التنازلات. ولا شك أن هذا شيء جديد ايضا. فقد تعودنا على أن اسرائيل فقط هي التي يجب أن تقدم التنازلات، وهذا أصبح ساريا الآن على الفلسطينيين ايضا.
لقد تم طرح موضوع المستوطنات في اللقاء. وترامب لا يعتقد أن المستوطنات تشكل عقبة في طريق السلام، لكنه طلب من اسرائيل التنسيق معه.
هناك من سيعتبرون أنه طلب وقف الاستيطان. ولكن بعد ثماني سنوات لاوباما يجب الحديث عن كلمة “القليل”. كل واحد يمكنه فهم اقوال ترامب بطريقته.
هناك من خرجوا من المؤتمر الصحافي وقالوا إن ترامب لا يفهم. وأنه ليس لديه أي صيغة حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. لكن دونالد ترامب يريد عقد صفقة. كيف يمكن فعل ذلك بالضبط، هو لا يعرف بعد. وقد يكون هذا جيدا: لقد شاهدنا الى أين أخذنا كل اولئك الذين يفهمون بالسلام.
يمكن الآن تنفس الصعداء. فالرئيس ترامب هو صديق حقيقي.
هآرتس / الآن ايضا ريفلين يريد السيادة
هآرتس – بقلم اسرائيل هرئيل – 16/2/2017
بالصدفة، في اليوم الذي اجتمع فيه الكابنت من اجل مناقشة سفر نتنياهو للالتقاء مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، عُقد في القدس “مؤتمر السيادة”، والهدف منه هو فرض القانون الاسرائيلي على يهودا والسامرة. وكان من ضمن المشاركين فيه وزراء واعضاء كنيست وصحافيين واكاديميين وممثلين عن الجمهور. رسالة معظم المتحديثن، بما في ذلك وزراء الليكود هي أنه بعد خمسين سنة من السيطرة على عرش ولادة الشعب اليهودي، حان الوقت لابداء الشجاعة وضم هذه المناطق مع دولة اسرائيل.
إن المؤتمر الذي عقد في يوم الاحد الماضي مر من تحت رادار وسائل الاعلام، وهذا يعتبر خطأ مهني. ويمكن القول إنه اذا أسقطت محكمة العدل العليا قانون التسوية، فهو سيسقط. والخطوة التالية لليكود والبيت اليهودي ستكون، بضغط من الأسفل، فرض السيادة، على الأقل على غوش عصيون ومعاليه ادوميم. لقد أعطى المؤتمر الوزراء واعضاء الكنيست الغطاء الفكري والقانوني، وايضا الطاقة للقيام بذلك.
في اليوم التالي عقد “مؤتمر القدس” للمجموعة الاعلامية “في السابق”، في أعقاب احداث عمونة والهدم المتوقع لتسعة منازل في عوفرا، طالبوا هناك ايضا بسن قانون السيادة. وأول المطالبين (الذي زعم في السابق أن اتفاقات اوسلو هي حقيقة قائمة) كان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين.
الحقيقة هي أن اليمين أهمل موضوع السيادة. وحركة الاستيطان التي آمنت أن “الافعال الميدانية هي الهامة، وليس الحديث في الكنيست” لم تستخدم الضغط من اجل ترسيخ الامر من خلال التشريع. وبعد انقلاب 1977، حيث كان باستطاعة حكومة مناحيم بيغن أن تسن أي قانون يخطر ببالها، كان يمكن ضم يهودا والسامرة بشكل كامل، أو المناطق الواسعة التي تم التخطيط لبناء المستوطنات عليها. إلا أن بيغن كان مشغولا في تغيير صورته، وكانت غوش ايمونيم في حالة نشوة، ولم يفهم زعماؤها أنه بدون التشريع فان المستوطنات ستواجه عقبة قانونية صعبة.
لو أنه لم يتم طرح موضوع ميغرون وعمونة ونتيف هأفوت مؤخرا، ويد محكمة العدل العليا ما زالت مفتوحة، فان الصحوة المتأخرة على شكل قانون التسوية، ما كان سيطرح هذا القانون الذي سيواجه عقبات أشد من العقبات التي كانت موجودة قبل ثلاثة أو اربعة عقود.
بنيامين نتنياهو لم يعد يريد السيادة. ايضا اجزاء واسعة من اليكود والمحيط البرجوازي للبيت اليهودي يخافون من ذلك. وزارة الخارجية ستقوم باصدار وثيقة تقول إن الضم سيعرض اسرائيل الى مشكلة في مواجهة العالم. وهيئة الامن القومي ستقول إن هذا ليس التوقيت الصحيح. امور مشابهة كتبت من قبل هذه الجهات على مر تاريخ الدولة. وحذرت دائما “هذا ليس التوقيت الصحيح”. وكانت مخطئة دائما.
الوضع الراهن في يهودا والسامرة تسبب بالضغط والتهديد والارهاب، وهو يضر يمكانتنا السياسية أكثر من الضم الذي قد تسلم به الولايات المتحدة دون صعوبة. إن فرض السيادة سيدفع المنظمات الارهابية الى اليأس. وكما يحدث دائما في العلاقات بين الدول فان اوروبا ستعتاد على هذه الحقائق. الجرح المفتوح يسبب النزيف الدائم، والعلاج مؤلم لكنه مؤقت.
السماء التي لم تسقط علينا في عهد براك اوباما لن تسقط في عهد ترامب. التاريخ يعلمنا أنه حينما صممنا على الامور التي تتعلق بوجودنا، كان البيت الابيض يتنازل. وهذا ما حدث ايضا اثناء عهد الرئيس المعادي جيمي كارتر. هذا ما كان وهذا ما سيكون بعد فرض السيادة على المناطق ج بشكل كامل.
هآرتس / أليبرالي أم مؤيد للضم
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 16/2/2017
قبل لحظة من اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء، على خلفية الجدال الجاري في الموضوع الفلسطيني، قرر رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين ان يلقي الى الساحة بكامل ثقل وزنه ويعلن في مؤتمر صحيفة “بشيفع” في القدس بانه مع ضم كامل للمناطق. “اؤمن بان صهيون كلها لنا”، قال، واضاف: “بان معنى الضم هو منح المواطنة لكل من يسكن في المنطقة، فلا قانون واحد للاسرائيلي وقانون آخر لغير الاسرائيلي”.
الحل الذي ينشأ عن اقتراح الرئيس – دولة واحدة – يبدو سطحيا ليبراليا وتقدمي: اقامة دولة ديمقراطية، متساوية، تكون نموذجا عالميا للسلام والاخوة. ولكن ريفلين يعرف بأن نوايا الضم لدى أعضاء الحكومة الحالية، ولا سيما حزب “البيت اليهودي” تختلف جوهريا. فنفتالي بينيت لا يتخيل امكانية منح المواطنة الكاملة لكل الفلسطينيين. فاليمين القومي – الديني مستعد لان يمنح المواطنة لبضع عشرات الاف الفلسطينيين من سكان المنطقة ج، وفقط لتوسيع وتعميق المشروع الاستيطاني والتخريب على امكانية اقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل.
ولكن فكرة الدولة الواحدة ايضا برواية ريفلين مليئة بالمشاكل. فقد اقيمت دولة اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، تتيح له الحفاظ على التاريخ، اللغة، الثقافة والدين. دولة توفر له الامن الجسدي، الاقتصادي والاجتماعي. الفلسطينيون هم ايضا يريدون ان يقيموا في الضفة دولتهم القومية، التي توفر لهم أمانيهم القومية. واضافة الى ذلك فان التاريخ يفيد بان الدول التي حاولت ان تحتوي في داخلها عدة قوميات عانت وتعاني من حروب داخلية، بعضها علنية وبعضها خفية. حل الدولة الواحدة من شأنه ان يجر الشعبين الى حرب أهلية لا تنتهي.
ان اقتراح ريفلين هذا الاسبوع بالضم والمنح المواطنة الكاملة للفلسطينيين لا يستوي مع ما قاله قبل سنة ونصف في مقابلة مع “هآرتس” وجاء فيها ان “اتفاقات اوسلو هي حقيقة ناجزة”. بل وقال في المقابلة انه يجب الحرص على أن يكون في اسرائيل 14 مليون يهودي لحفظ طابعها اليهودي، واضاف بانه يجب تشريع دستور كي لا تتمكن الكنيست من تغيير طابع الدولة كيهودية وديمقراطية.
لا بد أن ريفلين يفهم بان اقتراحه لمنح المساواة الكاملة لملايين الفلسطينيين في الضفة لا يستوي مع حفظ الفكرة الصهيونية، التي في اساسها وطن قومي للشعب اليهودي. اقواله خطيرة ايضا لان الفلسطينيين من شأنهم ان يفقدوا الامل بالنسبة لفرصهم لتحقيق دولة مستقلة، فيردوا بانتفاضة اخرى من شدة اليأس وخيبة الأمل.
ان الحل الوحيد الواقعي، الكفيل بان ينهي بشكل عادي وأخلاقي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو حل الدولتين. كل اقتراح آخر هو فخ خطير.