ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– العاصفة ما بعد التصريح.
– صاروخ في ساحة روضة الاطفال.
– مصور “يديعوت احرونوت” ينجو من عملية فتك جماهيرية في وادي عارة.
– طريق العنف – وادي عارة.
– اختبار الخبو.
– قبل أن يتحول التنقيط الى طوفان.
– مسيرة في تل ابيب ضد الفساد.
معاريف/الاسبوع:
– اسبوع ثان على التوالي: عشرات الآلاف يتظاهرون في تل ابيب ضد الحكومة.
– في اعقاب تصريح ترامب: يوم غضب في الضفة، غزة ووادي عارة.
– تنديد حاد في الامم المتحدة بتصريح ترامب.
– من الباكستان وحتى لندن: العالم يتظاهر ضد تصريح ترامب.
– اسبوع ثان متواصل لـ “مسيرة الخجل”: عشرات الآلاف يصلون الى جادة روتشيلد.
– يعلون: رئيس الوزراء فاسد، فليذهب الى البيت أو الى السجن.
هآرتس:
– مواجهات واسعة في غزة، في الضفة وشرقي القدس – اطلاق ثلاثة صواريخ على اسرائيل.
– ماكرون سيطلب من نتنياهو ايضاحات حول نواياه في شرقي القدس.
– مندلبليت يمنع اخضاع “صوت الجيش” لوزارة الدفاع خوفا من التسييس.
– البيت اليهودي يعمل على انطباق القانون الاسرائيلي على مؤسسات التعليم العالي في المستوطنات.
– السلطة تشخص فرصة رافعة سياسية.
– البيت الابيض: في ضوء الاعلان، ترامب يدعو عباس الى اللقاء.
اسرائيل اليوم:
– هيلي: الامم المتحدة اضرت بالسلام أكثر مما قدمته.
– مظاهرات في المناطق وفي وادي عارة وصاروخ على الجنوب.
– الفلسطينيون لا يسارعون الى انتفاضة ثالثة.
– حماس تلعب بالنار.
– التصريح – والآثار على الارض: اذا ماذا سيحصل الآن حقا؟.
– “الخطاب في المانيا مناهض لاسرائيل بشكل واضح وهذا مخجل”.
– اسبوع سياسي متوتر: منع خروج من الائتلاف.
القناة 10 العبرية:
– العثور على صاروخ بمستوطنة سديروت، أطلق بالأمس من قطاع غزة. .
– وزير الجيش ليبرمان يحرض ضد سكان وادي عارا، ويطالب بمقاطعتهم.
– منظمة “جبل الهيكل” اليهودية المتطرفة تدعو للتظاهر في القدس مساء اليوم.
القناة 2 العبرية :
– نتنياهو يبدأ اليوم بجولة في دول أوروبا ، باريس هي المحطة الأولى فيها.
– دافيد بيتان سيخضع اليوم لجولة تحقيق ثالثة في قضيا فساد مالي .
– جامعة الدول العربية تطالب أمريكا بالتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية 11 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– وفد رسمي من البحرين يزور إسرائيل في هذه الأيام، ويشمل الوفد رجال دين مسلمين.
– نتنياهو سيجتمع اليوم مع الرئيس الفرنسي” مكرون” في العاصمة الفرنسية باريس.
والا العبري:

– ليبرمان يدعو لمقاطعة السكان العرب في أم الفحم ووادي عارا، ويقول إنهم غير مرغوب بهم في إسرائيل.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 11 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– مصدر في الإئتلاف الحكومي: هناك احتمال لتأجيل التصويت على قانون إغلاق المحلات أيام السبت، بسبب معارضة حزب “يسرائيل بيتنا” للقانون.
هآرتس / البيت الابيض : في ضوء الاعلان، ترامب يدعو عباس الى اللقاء
هآرتس- بقلم أمير تيفون وآخرين – 10/12/2017
دعا الرئيس الامريكي دونالد ترامب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لقاء في البيت الابيض بعد بضعة اسابيع، ولكنه لم يتقرر موعد اللقاء بعد. هذا ما أكدته الادارة الامريكية في مساء يوم الخميس. وجرت المكالمة بين الرئيسين يوم الثلاثاء الماضي، قبل يوم من خطاب ترامب الذي اعترف فيه بالقدس كعاصمة اسرائيل. وفي وقت لاحق انكشفت تفاصيل المكالمة، التي وعد فيها ترامب عباس بان يكون الفلسطينيون راضين عن خطة السلام التي سيعرضها في النصف الاول من العام 2018.
ولكن في مكتب عباس أفادوا أمس بان الدعوة من البيت الابيض كانت ذات صلة بالخامس من كانون الثاني، ولكنها لم تخرج الى حيز التنفيذ لاسباب طبية. وحسب مسؤول كبير في منظمة فتح، ليس معروفا عن دعوة جديدة. وعلى حد قوله لا يمكن لعباس أن يذهب الى البيت الابيض بعد تصريح ترامب. وقال: “لقد أبعدت الولايات المتحدة نفسها عن مكانة الوسيط والراعي، فما الذي سيبحث عنه هناك إذن”. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في القاهرة أمس ان القيادة الفلسطينية ستبحث عن جهة بديلة عن الولايات المتحدة برعاية المسيرة السلمية. وقال: “نحن لا نترك المسيرة السلمية ولكننا نبحث عن وسيط آخر للمسيرة”.
ولكن حسب مصادر في الادارة الامريكية، فان الخطة التي سيعرضها ترامب على عباس في اللقاء بينهما ستعنى بكل المواضيع الجوهرية، بما فيها القدس، الحدود، الامن، المستوطنات واللاجئين الفلسطينيين. كما ستدعو الخطة السعودية ودول اخرى في الخليج الى الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.
وحسب مصدرين امريكيين ومصدرين فلسطينيين، أمل ترامب في مكالمته في تخفيف الغضب المتوقع من عباس على الاعلان بشأن نقل السفارة الى القدس بالوعد بان يخرج الفلسطينيون كاسبين من خطة السلام. وأجاب عباس ترامب بان نتيجة المفاوضات مع اسرائيل يجب أن تتضمن اعترافا بالعاصمة الفلسطينية في شرقي القدس. ويوم الخميس الماضي زار عباس عمان. وبالتوازي، تطرق الفلسطينيون الى زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينس الى الضفة بعد اسبوعين إذ قال المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية جبريل الرجوب ان “بينس غير مرغوب فيه في فلسطين”. وعلى حد قوله طلب بينس اللقاء مع عباس في بيت لحم ولكن اللقاء لن يتم.
هذا وسيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة غدا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان للبحث في اعلان الولايات المتحدة عن القدس كعاصمة اسرائيل والوضع في سوريا.
يديعوت / اختبار الخبو
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان- 10/12/2017
احصاء المتظاهرين والمشاغبين في نقاط الاحتكاك في الشارع الفلسطيني هو وهم بصري. فمحظور الوقوع في هذا الفخ والاعلان عن “احتواء الاحداث”. فمستوى اللهيب في المواجهات في الشارع الفلسطيني في العام 2017 لا يقاس بمقاييس انتفاضات الماضي. فالانتفاضة اليوم هي أساسا في الشبكات الاجتماعية وهي ساخنة وعاصفة مثلما لم تكن منذ سنوات طويلة – ومنها يخرج الانتحاريون، المنفذون الافراد للعمليات، الخلايا. كما ان هناك تطل الاخطارات بالعمليات القريبة التي تلاحقها اذرع الامن بشكل عبثي، وفي هذه الساعات بشكل اكثر كثافة من المعتاد.
اذا ما ظهر في اثناء الايام القريبة القادمة الافراد المنفذون للعمليات ونجحوا في ايقاع ضحايا في الطرف الاسرائيلي، فان الاشتعال في الميدان سيتلقى حجوما اخرى. كما ان أوامر اطلاق النار لدى قوات الامن – التي تشددوا فيها في اليومين الاخيرين على الا يقع ضحايا في الطرف الاخر – ستتغير بناء على ذلك. ولا تزال الشرطة الفلسطينية اليوم تبذل جهودا، بنجاح جزئي، لمنع خروج المظاهرات من المدن الفلسطينية. هذا ايضا سينتهي اذا ما بدأت الجنازات الجماهيرية في الطرفين. لم يخبو بعد أي شيء. وأمس انتقلت المواجهات الى وادي عارة ايضا، وهو تعاون عنيف بين الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر، والذي هو وصفة لتعظيم النار. وفقط في نهاية الاسبوع القادم سيكون ممكنا التقدير اذا كان القطار الذي بدأ يندفع من لحظة خطاب الرئيس ترامب يوم الاربعاء بدأ يتباطأ.
جهاز الامن (المخابرا، الجيش، الشرطة، منسق اعمال المناطق) كان جاهزا جيدا لاستيعاب الموجة الحالية. وكان أساس الجهد ابطال بؤرة الانفجار في القدس، والتي هي المشعل لباقي الساحات. نفذت اعتقالات مبكرة في أوساط محافل التنظيم في القدس، وكانت حوارات مع السلطة حول سلوك الزعماء الدينيين في المدينة ممن قادوا مظاهرات البوابات الالكترونية في تموز الماضي، وأكثر من ذلك، اتخذ الجيش والشرطة قرارا حكيما وجريئا: عدم تقييد الوافدين الى الحرم لصلاة يوم الجمعة. وقد اثبت القرار نفسه. بالتوازي، فان انتشار القوات الواسع ضمن أن يكون في كل نقطة احتكاك في الضفة وفي القدس تفوق عددي على المتظاهرين بحيث لا تقع أوضاع تعلق فيها قوات صغيرة من الجنود في ضائقة في مواجهة جمهور متظاهرين غاضب مثلما حصل في الماضي.
ويواصل مشعلو النيران كل الوقت، من خارج المناطق، لفظ النار في محاولة لاشعال الحرائق في الضفة. واحدة من مشعلي النار هؤلاء هي الجامعة العربية التي حتى قبل أن تنعقد أمس أصدرت بيانات تحريضية تدعو الى مواصلة الاحتجاج في الشارع ومواصلة الكفاح السياسي في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة. وكان الاتراك هم أيضا مبادرون لانعقاد منظمة التعاون الاسلامية لفحص خطوات الاحتجاج والمقاومة لتصريح ترامب. ويمكن لهذين المحفلين ان يكون تأثير على مواصلة الاحتجاج الشعبي في العالم الاسلامي – بدء بتركيا، عبر مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان، مظاهرات في الاردن لا يريدها الملك الاردني ولكنه لا يمكنه أن يعارضها، ويتواصل في مصر وينتهي بالدوائر البعيدة للعالم الاسلامي. ان الاجماع الذي خلقه خطاب ترامب حول موضوع القدس ليس دينيا فقط. فقد وحد العالم العربي هذه المرة حول موضوع وطني – عربي. ان الموجة التي تجتاح الدول العربية حولنا هي موجة عربية عامة لم يشهد لها مثيل هنا منذ عشرات السنين.
أما الهواء الاكثر سخونة فتنفثه بالذات دولتان غير عربيتين: تركيا وايران. من ناحية اردوغان، فان خطاب ترامب هو لقية حقيقية إذ أن العناوين في تركيا تعنى بالاقتصاد المتضعضع وبالتحقيقات في الفساد الكبير الجاري في الولايات المتحدة ضد رب المال التركي المقرب من اردوغان، مما من شأنه أن يكلف تركيا عقوبا امريكية على تبييض الاموال. أما بالنسبة للايرانيين فهذا أمر طبيعي.
أبو مازن من جهته أعلن عن ثلاثة ايام غضب، بنية السيطرة على النار، ولكن فتح التي يقف على رأسها اصدرت امس منشورا دعت فيه الى اسبوع من الغضب، وطالبت بانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ومظاهرات جماهيرية في اثناء انعقاد الدول الاسلامية في تركيا في 13 من هذا الشهر وغيره. أما فقدان السيطرة من أجهزة الامن على الشارع فكفيل أن يكون نقطة انتهاء لولاية ابو مازن. فالمظاهرات والاضطرابات تخدم من ناحيته هدفا واحدا: اذا ما وعندما يعرض الامريكيون خطة للتسوية في المنطقة، سيتمتع الفلسطينيون بانجازات هامة على خلفية “الظلم” في موضوع القدس. وحاول وزير الخارجية الامريكي تلرسون منذ الان تخفيف حدة التصريح أمس في باريس، بقول على اسلوب التقليد الهزلي لدافيد بيتان: لم يحصل شيء، واذا كان حصل، فماذا حصل. وبات الامريكيون يشرحون اليوم بان خطاب ترامب يمكن ان يفسر في كل الاتجاهات.
حماس تدعو بالفعل الى انتفاضة، وحدود غزة توجد اليوم مرة اخرى في نقطة تفجر يمكنها أن تغير صورة الوضع الاقليمي في لحظة واحدة. فمظاهرات الفلسطينيين على جدار القطاع ليست هامة، ولكن اطلاق الصواريخ – التي وقع احدها في سديروت – هو اشتعال قوي للمواجهة. وهاجم الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك اهدافا مع قليل من الضحايا نسبيا في الطرف الفلسطيني: مخزنين، نشيطين لانتاج الوسائل القتالية البحرية ولانتاج الصواريخ ومنشآت تدريب. جولة اخرى من الصواريخ على سديروت، واذا بالجيش أيضا يرتفع درجة في الاهداف والثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون. أن الصراع بين الجهات التي تدفع نحو مواجهة واسعة وبين القوى التي لا تزال متوازنة لم يستقر. عنصر الزمن حاسم. كل يوم من الهدوء النسبي يصب الماء الباردة وبالعكس.
هآرتس / وزير الخارجية الفلسطيني : لن نتخلى عن العملية السلمية بل سنبحث عن وسيط آخر
هآرتس – بقلم جاكي خوري – 10/12/2017
وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قال أمس إنهم في رام الله سيبحثون عن جهة اخرى بدل الولايات المتحدة لرعاية العملية السلمية مع اسرائيل. “نحن لن نتخلى عن العملية السلمية، بل سنبحث عن وسيط آخر للعملية السياسية”، قال المالكي في اعقاب تصريح الرئيس ترامب الذي اعترف فيه بالقدس كعاصمة لاسرائيل.
“الولايات المتحدة بعد تصريح ترامب، أصبحت طرفا في النزاع”، قال الوزير الفلسطيني واضاف أن اسرائيل استخدمت الضغط على دول كثيرة في العالم للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، لكنها ووجهت بالرفض. وقد أشار المالكي الى أن الفلسطينيين يعملون مع الدول العربية والاسلامية من اجل صياغة مشروع قرار جديد في مجلس الامن لالغاء القرار الامريكي. وحسب اقواله فان الولايات المتحدة لا يمكنها فرض الفيتو على مشروع القرار هذا لأنه يمس بها بصورة مباشرة.
الامين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أيد موقف الفلسطينيين. وقد قال إن قرار ترامب ووجه بادانة عربية وأن الدول العربية ترفضه بشدة. وحسب اقواله، لا يوجد لاسرائيل الحق في اعلان سيادتها على شرقي القدس.
أمس تطرق الفلسطينيون للزيارة المتوقعة لنائب الرئيس الامريكي، مايك فنيس، في الضفة الغربية بعد حوالي اسبوعين. أحد القادة الفلسطينيين، جبريل الرجوب، قال إن فنيس غير مرغوب فيه في فلسطين. وحسب اقواله فقد طلب فنيس الالتقاء مع محمود عباس في بيت لحم، لكن هذا اللقاء لن يتم. مع ذلك، نشر في “بوليتيكو” أن اللقاء سيعقد. وفي الـ “بي.بي.س” جاء أمس أن الولايات المتحدة حذرت الفلسطينيين من الغاء المحادثات مع فنيس.
الموقف الفلسطيني بخصوص زيارة فنيس حظي بدعم مؤسسة الازهر، وهي المؤسسة السنية الاكبر في العالم العربي، وكذلك من رؤساء الكنيسة في مصر، حيث اعلنوا أنهم لا ينوون الالتقاء مع فنيس في زيارته المرتقبة في القاهرة في 20 كانون الاول الحالي.
قبل يوم من القاء خطابه حول مكانة القدس دعا ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء في البيت الابيض. وفي ذلك اللقاء تعهد ترامب لعباس بأن الفلسطينيين سيكونون راضين من خطة السلام التي سيعرضها في النصف الاول من العام 2018. وحسب مصادر في الادارة الامريكية، الخطة التي سيعرضها ترامب ستتناول كل المواضيع الاساسية، وستدعو السعودية ودول اخرى في الخليج لتقديم الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.
هآرتس / المواجهات في الضفة والقطاع اثبتت – أن حماس والسلطة لا تريدان الآن تغيير قواعد اللعب
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 10/12/2017
اربعة قتلى فلسطينيين وعشرات الجرحى، هذه هي حصيلة الصراع الدموي في المنطقة في الثلاثة ايام التي اعقبت الخطاب الذي اعترف فيه رئيس الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لاسرائيل. إن تصريح ترامب لم يشعل حتى الآن انتفاضة حقيقية، كما هدد بعض القادة الفلسطينيين، رغم أنه أدى الى نهاية اسبوع عاصفة في القدس وفي الضفة وبالاساس في حدود قطاع غزة.
منذ تصريح ترامب يوم الاربعاء مساء تنافست السلطة الفلسطينية وحماس على شجب خطوة الرئيس الامريكي والدعوة الى الاحتجاج ضد اسرائيل والولايات المتحدة.
لقد بالغ رئيس حماس اسماعيل هنية حين أعلن أنه حان الوقت للبدء بانتفاضة ثالثة. الاستجابة الجماهيرية لهذه الدعوة كانت ضئيلة جدا. أمس وأول أمس خرج بضعة آلاف من الفلسطينيين للتظاهر في ارجاء الضفة الغربية التي انتهى عدد منها برشق الحجارة على الجيش وعلى الحواجز في مفترقات الطرق الرئيسية.
التوجيهات المتشددة لاطلاق النار التي اعطيت لقوات الجيش أدت الى أن تلك المواجهات جرت بقوة منخفضة نسبيا، وعدد كبير من المصابين الفلسطينيين أصيبوا جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وحسب اقوال الجيش لم يتم اطلاق النار الحية ضد المتظاهرين في الضفة الغربية، فقط تم اطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي. السلطة كانت مهتمة باستعراض قوة كبير، حيث لا يخرج عن السيطرة. في هذه المرحلة ايضا لا يؤدي الى المس بالتنسيق الامني مع اسرائيل، الذي تم تجديده مؤخرا بعد ازمة البوابات الالكترونية في الحرم في تموز الماضي.
العدد المحدود للمتظاهرين لم يقنع أن التصريح الامريكي يغضب الفلسطيني العادي بنفس الدرجة التي يقلق فيها قيادته. ولكن بصورة استثنائية، في السنوات الاخيرة وربما كجزء من محادثات المصالحة بين الطرفين قام نشطاء فتح وحماس بمظاهرة احتجاج مشتركة في الخليل تم فيها رفع اعلام حماس للمرة الاولى منذ سنوات في الضفة.
بؤرة التوتر الاساسية في نهاية الاسبوع سجلت في قطاع غزة، حيث هناك أطلق نشطاء التنظيمات السلفية المتطرفة ثلاثة صواريخ على النقب الغربي. في مرة من المرات تم اعتراض صاروخ من قبل القبة الحديدية، وفي حادثة اخرى انفجر الصاروخ في منطقة سدروت وتسبب بأضرار واصابات بالفزع. في قطاع غزة تم الابلاغ عن قتيلين من نشطاء حماس في القصف الجوي الذي جاء كرد على الاطلاق. وكان القصف على مراكز قيادة وحواجز تابعة للذراع العسكري لحماس كجزء من السياسة الاسرائيلية التي تلقي على حماس المسؤولية عن كبح عمليات المنظمات الصغيرة.
قبل ذلك جاءت تقارير عن قتيلين فلسطينيين بقصف اسرائيلي في مواجهات في منطقة الجدار الامني المحيط بالقطاع في شرق خانيونس. وخلافا لاطلاق الصواريخ في هذه الحالة كان من الواضح أن حماس هي التي تقود المظاهرة. ولكن في غزة مثلما هي الحال في الضفة الغربية، يبدو في هذه الاثناء أن حماس غير معنية بتحطيم قواعد اللعب مع اسرائيل. رد الجيش الاسرائيلي وفقا لذلك كان محدود جدا، لكنه لا يمنع عودة الطرفين الى الهدوء المتوتر الذي يميز العلاقة بينهما منذ انتهاء عملية الجرف الصامد في غزة في آب 2014.
لكن الوضع في القطاع ما زال متوترا لاسباب اخرى لا ترتبط بشكل مباشر مع تصريح ترامب. حتى الآن اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة مجمد فعليا، وتم تأجيل تطبيقه. خيبة أمل عامة في القطاع من عدم تطبيق الاتفاق وتأجيل فتح معبر رفح، الذي تعهدت حماس بفتحه أمام السكان، من شأنها أن تساهم لاحقا بازدياد التوتر مع اسرائيل. على خلفية هذه الامور تستمر نشاطات الاجهزة الامنية في اقامة الجدار ضد الانفاق، التي رافقها الكشف عن نفق هجومي حفره الجهاد الاسلامي على الحدود في نهاية تشرين الاول. هذه الخطوات ايضا تؤدي الى عصبية معينة في اوساط التنظيمات الارهابية في القطاع.
في الساحة الدولية، الردود على الخطوة الامريكية تلخصت بعدد من الادانات من الدول الاسلامية والعربية، وتصريحات متحفظة من الدول الغربية ومظاهرات احتجاج في عدد من العواصم الاسلامية. الصوت المدوي أكثر هو صوت الاحزاب المتماثلة مع “الاخوان المسلمين”. لذلك ليس مفاجئا أن تركيا ردت بادانة غاضبة على تصريح ترامب ودعت الى اجتماع لرؤساء الدول الاسلامية في أنقرة في يوم الاربعاء القادم.
يديعوت / معادلة ترامب الجديدة – فرصة لسرقة الاوراق
يديعوت – بقلم عاموس يدلين – لواء احتياط رئيس معهد الامن القومي – 10/12/2017
خطاب ترامب، الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة اسرائيل، كان خطوة ايجابية. بخلاف المخاوف التي طرحت في وزارة الخارجية الامريكية، ففي الاعلام الدولي وفي الدول العربية، بعد اربعة ايام من ذلك فاننا لسنا فقط لا نشهد انفجار عنف استثنائي وشرق أوسط مشتعل، بل ونتبين امكانية كامنة وفرصة للتقدم في مسيرة سياسية مختلفة في ظروف مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها. فخطاب ترامب يشجع مناهج جديدة وفحص متجدد لفرضيات العمل والمعادلات التي أدت الى مسيرة السلام على مدى ربع قرن.
لم يتأثر ترامب بالتهديدات التي وصلت من رام الله، من عمان ومن أنقرة. ورفضه الاستسلام للتهديدات، الابتزازات والمواقف غير المتساومة، الى جانب الرسالة الحادة التي تقول ان ليس للفلسطينيين حق فيتو هي سابقة هامة للغاية لمواصلة المسيرة السياسية. حان الوقت للتوقف عن السياسة غير العقلانية للتجربة المتتالية المرة تلو الاخرى للامر ذاته وتوقع نتيجة مختلفة. فـ 25 سنة من التمسك بالمعادلة ذاتها أدت الى طريق مسدود. ولخطوة ترامب امكانية كامنة لسرقة الاوراق وتشجيع التفكير الابداعي من خارج المعادلات المعروفة.
من المهم التشديد على أن التصريح ابقى على حاله الاطار المقبول للمفاوضات (دولتين تبعا لاتفاق الطرفين، حسم المسائل الجوهرية بالمفاوضات، لا تغيير في الوضع الراهن)، ولكن سياسة الولايات المتحدة فتحت، كما أسلفنا، فتحة لافكار جديدة ولتحدي مبدأ “لا شيء متفق عليه الى أن يتفق على كل شيء”. وسيكون من السليم ان تستخدم اسرائيل هذه الخطوة الايجابية وتفحص هي أيضا فرضيات العمل لديها امام الفلسطينيين. لحكومة اسرائيل فرصة استراتيجية نادرة لتصميم التسوية مع الفلسطينيين وفقا لمباديء مريحة أكثر من تلك التي حاولت ادارة اوباما فرضها عليها.
على مستوى الوعي، فان رواية “القدس اليهودية” التي عرضها ترامب لمست الاعصاب المكشوفة للفلسطينيين، الذين من الصعب عليهم أن يقبلوا الصلة التاريخية اليهودية بالقدس. فقد تحلوا بقرارات اليونسكو عن القدس، ولم يفهموا بانه في المعركة الدبلوماسية (التي فضلوها في السنوات الاخيرة) توجد للطرفين امكانيات للمناورة. على المستوى العملي يجسد الخطاب للفلسطينيين، بخلاف ما لعلهم يعتقدون، بان الزمن لا يلعب في صالحهم. واستمرار الرفض المواظب لكل حل وسط سيساعد اسرائيل فقط في تحقيق ما تريده على حسابهم.
قبل نحو سنة فقط كان الوضع معاكسا تماما. ففي الاشهر الاخيرة من ولاية اوباما استخدمت ادارته قرار 2334 في مجلس الامن في الامم المتحدة. فقد منح هذا القرار الفلسطينيين احساسا بان المباديء التي تهمهم جدا هي التي ستتقرر قبل المفاوضات ولهذا فلم يسارعوا الى الدخول اليها. بل وكان ضارا أكثر الخطاب الذي نشأ عن تصريحات وزير الخارجية في حينه جون كيري، الذي ادعى بان “اسرائيل ضائعة بدون اتفاق”. كان هذا حافزا هاما للفلسطينيين للاصرار على مباديء لا يمكن لاسرائيل أن تقبلها. عمليا، كانت تأثيرات قرار 2334 معاكسة لما توقعه المبادرون له.
يمكن للسياسة الامريكية الجديدة بقيادة ترامب أن تبطل الكثير من الضرر الذي الحقه قرار الامم المتحدة 2334. على المستوى العملي، يمثل خطاب الرئيس بالملموس انه بخلاف مزاج ادارة اوباما، فان استمرار الرفض الفلسطيني للوصول الى اتفاق او حل وسط في الوقت الحالي سيفسر كفرصة اخرى فوتوها. وكل هذا في الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل التعزز – عسكريا، اقتصاديا وسياسيا. أما الرد المتوقع من القيادة الفلسطينية فهو تبني استراتيجية الدولة الواحدة على الدولتين ورفض قبول الولايات المتحدة كوسيط محايد. هذا وهم فلسطيني عديم الاساس في الواقع، ليس له وزن كبير حيال التعاون الاسرائيلي الامريكي مثلما تمثل في الخطوة الاخيرة.
لن يكون صحيحا بالنسبة لاسرائيل ان تفوت التغيير في معادلة مسيرة السلام التي يقترحها ترامب. فحين تكون لاسرائيل شبكة علاقات محسنة مع الادارة والرئيس في واشنطن، يكون من السليم استغلال الفرصة والتقدم في احدى المسائل الجوهرية الحيوية لامنها القومي. فالعالم العربي السني، الذي تقوده السعودية يرى في الهيمنة الايرانية وفي التطلع النووي الايراني، في داعش وفي الاخوان المسلمين التهديدات المركزية عليه، وعليه فسيكون هذا شريكا طبيعيا لمسيرة سلمية اقليمية شاملة تحت المعادلة المعدلة.
فضلا عن انضاج الظروف في العلاقات مع حلفائها، فان حل المسألة الفلسطينية هو مصلحة اسرائيلية اولى في سموها، قبل كل شيء، سيسمح بتصميم حدود وطابع دولة اسرائيل. سيكون هذا بكاء للاجيال اذا اكتفت اسرائيل بالوضع الراهن وارتاحت لصد تهمة الجمود السياسي وتحويلها الى الملعب الفلسطيني. أمامنا نافذة فرص استراتيجية نادرة من الصحيح استغلالها.
هآرتس / نبي “الدولة الواحدة”
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 10/12/2017
بنيامين زئيف ترامب، نبي الدولة الواحدة. بدون لحية وليس في بازل، فان دونالد ترامب من شأنه أن يصبح من انشأ الديمقراطية في اسرائيل – فلسطين. بالضبط مثلما أن وقاحته وشوفينيته منحت الدعم لنجاح حركة “هشتاغ مي تو”، هكذا فان من شأن التصريح أحادي الجانب والمتحيز والفظ لترامب في صالح الصهيونية والاحتلال أن يخلق رد معاكس يؤدي الى تطبيق الحل الوحيد الذي بقي قابل للتحقق. احيانا يحتاج الامر الى أزعر يقوم بتأجيج الامور ويثير التمرد ويوقظ الناس. وترامب هو هذا الشخص. يجب أن نشكر هذا الرجل الخطير: لقد قام بتمزيق القناع ووضع حد لحفل الاقنعة.
لقد قال ترامب الحقيقة للعالم: الولايات المتحدة ليست وسيط نزيه، هي لم تكن في أي يوم هكذا ولن تكون. هي من أكبر المتعاونين مع الاحتلال الاسرائيلي، مؤيدة، مزودة بالسلاح ومعززة له. هي تريد وجوده. هي لم تشعر في أي يوم بالاشمئزاز منه، وكما هو معروف لم تقم بأي شيء من اجل انهائه. حتى مجيء ترامب حاولت تضليل العالم: “عملية سلمية” لا نهاية لها برعايتها، التي لم تؤد في أي يوم (ولن تؤدي) الى أي مكان سوى الى تخليد الاحتلال، عدد لا يحصى من “خطط السلام” التي ظهرت وكأنها متوازنة، والتي لم تعمل امريكا على تحقيقها؛ عدد لا يحصى من الوسطاء المحايدين، كما يبدو، الذين في معظمهم يهود صهاينة؛ بعد كل ذلك التظاهر بأنها صانعة سلام غير متحيزة. الآن جاء ترامب ووضع حد لكل ذلك. في قرار اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل فقط، لم يدع أي مجال للشك: امريكا مع الاحتلال، امريكا مع اسرائيل، فقط مع اسرائيل. هذا بالطبع من حقها ومن حق رئيسها – معظم الاسرائيليين بالتأكيد سعداء من ذلك – لكن عدل نسبي أو سلام لن يخرج من هذا.
ترامب ايضا اقام مراسيم الدفن الحزينة لحل الدولتين، انتهى الاحتضار الطويل، وتم الاعلان عن وفاة المحتضر. الآن يجب البحث عن الوريث. في تصريحه احادي الجانب المخيف، قرر ترامب أنه لا يوجد شعبان متساويان في الحقوق في بلادهما التي فيها شعبان. يوجد شعب واحد له عاصمة واحدة وكامل الحقوق، ويوجد شعب آخر أقل وليست له حقوق. هذا الشعب لا يستحق دولة طالما أنه لا يستحق عاصمة في القدس. هذا الشعب عليه الآن الاعتراف بوضعه وأن يلائم اهدافه مع الواقع الذي أعلن ترامب عنه.
إن أول من قام بذلك هو صائب عريقات، كبير المفاوضين مع اسرائيل. فقد قال “دولة واحدة”. السلطة الفلسطينية يجب عليها أن تسير في اعقابه. هي لا تستطيع الحديث اكثر عن دولتين. يجب عليها البدء بالنضال من اجل: حقوق متساوية للجميع. صوت واحد لكل شخص. دولة ديمقراطية متساوية لشعبين. هذا هو الخيار الوحيد الذي تبقى، باستثناء الابرتهايد. أكثر من 700 ألف مستوطن، بما في ذلك في شرقي القدس، كانوا هناك ايضا قبل ذلك، الآن امريكا تقف رسميا خلفهم. الاحتلال حصل على جائزة اخرى، الواقع تحت الاحتلال تلقى لكمة اخرى.
يجب على الاتحاد الاوروبي ايضا أن يلائم نفسه مع الواقع وأن يعرف أن عهد الرخاء انتهى، وانتهى حل الدولتين. حتى الآن تصرف الاتحاد كظل باهت للولايات المتحدة، كعبد خاضع لسياستها في الشرق الاوسط. باستثناء عدة خطوات رمزية لا معنى لها، هو لم يتخذ سياسة تلائم المزاج العام للمجتمع المدني في غرب اوروبا، التي اغلبها يعارض الاحتلال. ربما أن تطرف ترامب سيخرج الاتحاد عن اطواره ويدفعه الى اتخاذ موقف شجاع، وبالاساس مستقل. ربما ايضا اوروبا تكف عن تكرار مقولة الدولتين، في الوقت الذي عدد من رؤسائها فهموا أنه انتهت احتمالات هذا الحل. ربما ستأخذ اوروبا دور القائد للخطاب الجديد حول حقوق متساوية للجميع. لمن الشكر ولمن الفضل؟ لرئيس الولايات المتحدة.
عندما ستقام الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط في أحد الايام البعيدة، سيكون من الواجب أن يتم استدعاء الوطني الامريكي هذا اليها، الذي لم تكن له علاقة بالاخلاق، العدل، القضاء الدولي، حقوق الانسان، اقليات أو فلسطينيين، والاعلان عنه كمواطن شرف في الدولة الجديدة والعادلة.
اسرائيل اليوم / الفلسطينيون لا يسارعون الى انتفاضة ثالثة
اسرائيل اليوم – .بقلم عوديد غرانوت – 8/12/2017
لم تنجح حاليا جهود حماس الكبرى لاستغلال اعلان ترامب لاشعال انتفاضة ثالثة. فمواجهات عديدة مع مصابين سجلت في الضفة، في حدود القطاع وفي شرقي القدس، ولكنها حتى الان لم تخرج عن السيطرة.
بعد ثلاثة ايام من الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائبل، ينشأ الانطباع بان الجمهور الفلسطيني التقط واستوعب ما حاول المتطرفون وحامو الرؤوس من زعمائه ان يخفوه عنهم: الاعتراف هو بالاساس رمزي، ولا يغير شيئا على الارض. السفارة لا تزال في تل أبيب، وكذا، نظريا على الاقل، مصير شرقي المدينة لم يحسم بعد.
فضلا عن ذلك، فان الاستجابة الخفيفة من معظم الفلسطينيين من دعوات الخروج الى الشارع والصدام مع الجيش الاسرائيلي يذكر بقدر كبير بالسلوك المنضبط للجمهور اياه في اثناء عمليات السكاكين التي جاءت في اعقاب احداث الاقصى. في الحالتين اثبتت الاغلبية الصامتة في المناطق بانها لا تسارع في هذه اللحظة الى انتفاضة ثالثة تتسبب بقتلى وجرحى كثيرين، بدمار وخراب.
كما أن القيادة في رام الله ايضا اثبتت بان وجهتها ليست نحو تحطيم الاواني. في جانب البيان الدراماتيكي بان الولايات المتحدة، بعد الاعلان، لا يمكنها أن تكون بعد اليوم وسيطا نزيها بين الطرفين، ورفض اللقاء مع نائب الرئيس مايك بينس في زيارته القريبة – أعلن أمس وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بلهجة لا تقبل التأويل بان الفلسطينيين لا يعتزمون الانسحاب من المسيرة السلمية. واشار الى ثلاثة اتجاهات عمل اخرى: البحث عن وسيط آخر، محاولة ممارسة الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن الاعتراف ومساعي تجنيد التأييد لقبول فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة.
تتضح من تصريحات كبار المسؤولين الفلسطينيين، مثلما في الماضي، خيبة أمل من أن العالم العربي لا يتجند كي يقاتل ضد قرار البيت الابيض. فقد اجتمع وزراء الخارجية العرب لشجب الاعتراف بالقدس، وشيخ الازهر المصري اعلن بانه لن يلتقي نائب الرئيس الامريكي في زيارته الى مصر، ولكن لم تقرر أي دولة عربية قطع علاقاتها مع واشنطن بسبب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.
عبدالرحمن راشد، المحرر السابق لصحيفة “الشرق الاوسط” وكاتب الرأي الكبير في العالم العربي كتب أمس يقول ان ايران هي “العدو الاكبر للمشكلة الفلسطينية”، كون العرب يستثمرون كل وقتهم في محاولة للدفاع عن أنفسهم ضد محاولات سيطرتها على الشرق الاوسط.
معاريف / تحت السيطرة، حاليا
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 10/12/2017
يمكن للامر ان يكون اسوأ – هكذا يجمل جهاز الامن نهاية الاسبوع العنيف (منذ الخميس مساء) بين فلسطين واسرائيل، في اعقاب اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة اسرائيل. وحسب التقارير، فقد قتل في المواجهات أربعة فلسطينيين، كلهم في غزة: رجلان من حماس قتلا في هجمات رد سلاح الجو على نار الصواريخ (احدهم على ما يبدو بنوبة قلبية) واثنان آخران كنتيجة اطلاق النار على المتظاهرين الذين اقتربوا من جدار الحدود وتسللوا الى المنطقة الممنوعة). واصيب المئات، وفي حالات غير قليلة منهم جراء تنشق الدخان من قنابل الغاز التي اطلقتها قوات الامن لتفريق المتظاهرين في غزة وفي الضفة.
ومع كل ذلك، في جهاز الامن يشيرون برضى الى أنه لم يقتل في الضفة حتى ولا فلسطيني واحد وذلك لان الطرفين – الجيش الاسرائيلي والسلطة – غير معنيين بالتصعيد ويحاولان احتواء الاحداث كي لا تخرج عن نطاق السيطرة. في الجيش الاسرائيلي وفي شرطة اسرائيل، المسؤولة عن القدس، تأكدت التعليمات من اجل منع الاصابات بالارواح بأكبر قدر ممكن، مما من شأنه اذا حصل ان يصعد دائرة العنف ويسرعها. وبالتالي، فان قوات الامن تستخدم بالاساس العيارات المطاطية لتفريق المظاهرات، وذلك تقليصا لعدد المصابين.
وبالمقابل، هناك أكثر من مجال للقلق من نار الصواريخ من قطاع غزة نحو الجنوب. في الـ 48 ساعة التي انقضت منذ يوم الخميس مساء وحتى منتهى السبت اطلقت بالاجمال سبعة صواريخ – العدد الاعلى في حدث واحد، حتى وان كانت مستمرا، منذ حملة الجرف الصامد في صيف 2014. بعض من الصواريخ سقطت في اراضي القطاع. واحد اطلق نحو نتيفوت تفجر في الهواء وواحد سقط في المدينة وتسبب باضرار في الممتلكات. في جهاز الامن يقدرون بانه في ستة من الحالة السبعة كان مطلقو النار هم رجال خلايا منظمات سلفية متطرفة وعاقون وليس من حماس أو الجهاد الاسلامي، الذين يبدون هم ايضا ضبطا للنفس انطلاقا من الرغبة في عدم تصعيد الوضع.
ولا يزال، في جهاز الامن غير مقتنعين بيقين تام من المعطيات حول الصاروخ الذي اصاب سديروت. ليس واضحا بعد من اطلقه ولماذا فشلت منظومة القبة الحديدية في اعتراضه. الفحوصات في هذين الموضوعين مستمرة. فقد كان هذا هو الصاروخ الاول الذي يسقط في المدينة وفي منطقة مبنية منذ الحرب الاخيرة كما أسلفنا، قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.
ولكن حتى لو كان هناك بعض الرضا في جهاز الامن من أن “ايام الغضب” مرت في مستوى عنف معقول، ولم يخرج عن نطاق السيطرة، لا زال هناك تخوف مما سيأتي. فثلاثة سيناريوهات مع امكانيات تفجر عالية هي التالية: استمرار نار الصواريخ مما يجبر الجيش الاسرائيلي على الخروج في ردود فعل اقسى؛ عملية قاسية يقوم بها منفذ فرد يتسلل الى مستوطنة، مثل الحدث في حلاميش؛ واستمرار المظاهرات والمواجهات. كل هذه السيناريوهات الثلاثة من شأنها معا وكل واحد على حدى أن تشكل محفزا لسياقات التصعيد التي تخرج عن نطاق السيطرة.
هآرتس / قانون المصادرة ليس يهودي ولا ديمقراطي
هآرتس – بقلم ملكئيل بلاس – 10/12/2017
قريبا ستناقش محكمة العدل العليا موضوع سريان قانون تسوية الاستيطان في يهودا والسامرة، والمسمى “قانون التسوية”، والذي من المناسب تسميته “قانون المصادرة”. هدف القانون هو نقل حقوق الاستخدام والتملك على اراضي الضفة في يهودا والسامرة من الفلسطينيين الى الاسرائيليين الذين يعيشون هناك من اجل حل مسألة انسانية حقيقية لبضعة آلاف من العائلات. من الصعب المبالغة في اهمية الحسم أمام المحكمة العليا. اذا تمت المصادقة على القانون – سيكون ذلك نقطة تاريخية، ومنذ ذلك اليوم فصاعدا فان القضاء الاسرائيل والدولة سيغيران طابعهما، وسيفقدان الحق في أن يسميا ديمقراطية بالمعنى المعروف لنا الآن. وكلنا سنتحول الى شيء آخر، حيث أن هذا القانون ليس دستوري وليس اخلاقي.
لقد قدم التماسان ضد هذا القانون، وعلى رأس الملتمسين تقف جهات فلسطينية من يهودا والسامرة. الكنيست والحكومة طلبت من المحكمة العليا عدم الغاء القانون، والمستشار القانوني للحكومة قدم موقف يقضي أنه يمكن الاعلان عن القانون كغير دستوري وباطل. رئيسة المحكمة العليا، القاضية استر حيوت، قالت إن البحث في الالتماس سيجري أمام هيئة من تسعة قضاة. لأن القانون يمس بالحقوق الاساسية، ومنها حقوق الملكية وكرامة الانسان، يجب أن نفحص اذا كان يجتاز اختبارات “شرط التقييد” الموجود في قانون الاساس. كرامة الانسان وحريته، التي بناء عليها “يجب عدم المس بالحقوق الواردة في هذا القانون، سوى في قانون يتناسب مع قيم دولة اسرائيل، مخصص لتحقيق هدف مناسب وبدرجة لا تزيد عن المطلوب”. اساس الادعاءات في الالتماس لم تتركز على مسألة هل القانون يتناسب مع قيم الدولة، بل على مسألة اذا كان القانون قد استخدم وسائل تزيد عن المطلوب، أي غير متناسبة. هذه الادعاءات لا تتقيد بالشرط الثاني لكي يكون القانون دستوري، وهو أن يكون “يتلاءم مع قيم دولة اسرائيل”. قانون المصادرة لا يحقق هذا الشرط، ولو فقط بسبب ذلك فانه يجب أن يلغى.
قيم دولة اسرائيل يمكن التعرف عليها من عدد متنوع من المصادر، منها قانون الاساس: الكنيست التي وضعت طريقة انتخاب قطرية، شاملة ومتساوية، وكذلك قانون الاساس: كرامة الانسان وحريته، الذي ينص على أن “الحقوق الاساسية للفرد في اسرائيل ترتكز على الاعتراف بقيمة الانسان، وقدسية حياته وكونه حرا، وهذه ستحترم بروح المباديء الموجودة في الاعلان عن اقامة دولة اسرائيل”. وأن “قانون الاساس هذا هدفه الدفاع عن كرامة الانسان وحريته من اجل أن تدمج في قانون الاساس قيم دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
مباديء اخرى للديمقراطية تم تفصيلها مؤخرا من قبل القاضي نوعم سولبرغ في قرار حكمه، الذي الغى قانون فرض الضرائب على تعدد الشقق. سولبرغ الغى عملية تشريع قامت بها اللجنة المالية بصورة متسرعة تحت جنح الظلام، ولهذا لم يسمح لاعضاء الكنيست بتطبيق حق المشاركة في التشريع. في نفس القرار شدد القاضي نيل هندل على “دور التشريع الحديث كبوتقة لقيم المجتمع، وعلى اهمية مشاركة كل ممثلي الجمهور في تشكيل التشريع”. كما أكد على اهمية عملية تشريع مناسبة، والمنصوص عليها في “قيم الديمقراطية الممثلة والتي تقضي بأن من انتخبه الجمهور هو البوق لصوت الجمهور وبواسطته يستطيع الجمهور أن يطبق حق المشاركة”. هندل اقتبس من اقوال الحاخام ناحوم اليعيزر رابينوفيتش، رئيس المدرسة الدينية “بركة موشيه” في معاليه ادوميم، والذي حسب اقواله “يؤكد ايضا على اساس مشاركة كل المواطنين. وقد تطرق الى أنه في الاصول القديمة جدا فان المشناة والتلمود يوجد فيهما دلائل على ادارة المدن المختلطة لليهود والاغيار”. اليوم في دولة اسرائيل التي توجد فيها اقلية عربية، “من الواضح أنه حسب الاعراف اليهودية، يحق لعرب اسرائيل تمثيل مناسب في ادارة الدولة، لأنهم هم ايضا شركاء كاملين الى اكبر درجة يمكن أن تصل اليها الشراكة”.
المستشار القانوني للكنيست، ايال ينون، توقف عند مبدأ المشاركة في بداية الاجراءات التشريعية من خلال استخدام شعار “لن تفرض ضرائب بدون تمثيل”، ولكن في النهاية اضطر للدفاع عن القانون في محكمة العدل العليا.
لقد شاركت في النقاش الذي اجري في لجنة الكنيست، والذي ناقش قانون المصادرة. المشهد كان مدهشا، الكنيست تناولت كما يبدو باهتمام المسائل التي تمس مصادرة الاراضي في يهودا والسامرة ونقلها من الفلسطينيين الى الاسرائيليين. ممثلو الفلسطينيين المتضررين من القانون كانوا غائبين وليس حاضرين في النقاش والتصويت، ولم يسمعوا صوتهم خلال مجريات عملية التشريع. لا يوجد تمثيل لحوالي 2.5 مليون فلسطيني في الكنيست، حيث أنهم ليسوا مواطنين اسرائيليين، لكن الكنيست قررت المصادقة على القانون الذي يسمح بمصادرة اراضيهم ونقل حقوقهم على اراضيهم لاسرائيليين.
بعد خمسين سنة على الحكم العسكري، وما يقرب من ألفي أمر من الحاكم العسكري، فانه للمرة الاولى قررت الكنيست سن قانون بخصوص اراضي للفلسطينيين خارج حدود الدولة. هل يدور الحديث عن سابقة تشريعية في الكنيست بخصوص الفلسطينيين؟.
تستطيع الكنيست أن تسن قوانين تسري على الاجانب الموجودين خارج حدود الدولة، مثلا من اجل الدفاع عن نفسها من المنظمات الارهابية والاعداء، ولكن قانون المصادرة ليس كذلك. القانون يصادر حقوق استخدام وتملك من فلسطينيين لم يمسوا بالدولة أو مواطنيها ولم يدخلوا الى اسرائيل، لكنهم يعيشون في يهودا والسامرة. اراضي الفلسطينيين ستصادر بالفعل وستنقل الى أيدي من يقومون باستخدامها بصورة غير قانونية، لأن الدولة صادرت اراضي الفلسطينيين من اجل البناء الاسرائيلي غير القانوني. ورغم هذه الظروف، إلا أن الكنيست قامت بسن قانون وحشي، دون تمكين الفلسطينيين من المشاركة في عملية التشريع.
الكنيست عملت بهذا الشكل لأنها عرفت أن تشريع القائد العسكري يجب أن يكون خاضع لقوانين الحرب التي لا تسمح بما يسمح بتنفيذه قانون المصادرة. الكنيست ارادت التمتع بخيرات جميع العوالم – التملص من تقييدات القضاء الدولي، والتشريع بخصوص أناس ليس لهم تمثيل في عملية التشريع. هذا لا يحدث في دولة ديمقراطية.
قانون المصادرة يجب أن يلغى، لأنه لا يتطابق مع قيم الدولة كدولة يهودية وديمقراطية. ليس هناك حاجة لفحصه في اختبارات التناسب رغم أنه لن يجتازها ايضا. من المناسب أن تقرر محكمة العدل العليا أنه طالما المنطقة توجد تحت الحكم العسكري – فقط القائد العسكري هو المشرع بخصوص الفلسطينيين في المنطقة، وأن قانون الكنيست الذي يمس بحقوق الانسان للفلسطينيين في المنطقة – يمس بجوهر الديمقراطية الاسرائيلية. المشكلات التي انشأها البناء الاسرائيلي غير القانوني يمكن ويجب حلها بطرق تحافظ على الديمقراطية.
يديعوت / قبل أن يصبح التنقيط طوفانا
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 10/12/2017
وضعت أحداث نهاية الاسبوع الاخيرة الردع الاسرائيلي أمام اختباره الاكبر منذ حملة الجرف الصامد، ولكنها صحيح يوم امس لم تنجح في جعل ايام الغضب انتفاضة حقيقية، وحجم اعمال الشغب يوجد في حالة انخفاض.
اضافة الى ذلك، يدور الحديث عن جولة توفر عدة مفاهيم ذات مغزى. واحد مركزي بينها هو مسألة الدافع – فاعمال الشغب حول الاعلان الامريكي عن القدس كعاصمة اسرائيل اخرجت بضعة الاف، ولاحقا مئات قليلة، بخلاف التصعيد حول ازالة البوابات الالكترونية من الحرم في تموز الماضي. بمعنى انه من الاسهل على القيادة الفلسطينية أن تخرج الجمهور الى الشوارع في قضايا الدين مما في المواضيع السياسية الوطنية.
نقطة هامة اخرى هي انتشار الجيش الاسرائيلي. من ناحية الجيش كان هذا استعدادا صحيحا للقوات التي وجهت للعمل بضبط للنفس، وهكذا في كل الاحداث في الضفة لم تطلق حتى الان حتى ولا رصاصة حية واحدة من سلاح مقاتل من الجيش نحو المتظاهرين. كما أن المشاغبين لم يستخدموا هم ايضا السلاح الناري، بما في ذلك منفذو العمليات الافراد.
يمكن أن نعزو الهدوء النسبي ايضا الى الحفاظ على التنسيق الامني الاسرائيلي مع أجهزة الامن الفلسطينية بخلاف اعمال الشغب في الحرم في تموز، حيث توقف الضباط الفلسطينيون عن التعاون مع الجيش الاسرائيلي وسمحوا لاعمال الاخلال بالنظام الخروج عن السيطرة.
كانت هذه صورة الوضع في القدس وفي المناطق أمس. اما حيال قطاع غزة فالقصة مختلفة قليلا.
حماس، التي كما يذكر لم تنجح في اخراج الجماهير في الضفة، أخرجت مئات المتظاهرين نحو الجدار. وفي غزة بلغ عن قتيلين في اعمال الشغب، اضافة الى مقتل اثنين من النشطاء في هجمات للجيش الاسرائيلي، ولكن الاخطر من ذلك هو أن حماس لم تنجح في منع المنظمات العاقة، التي تنجح في السيطرة عليها حين تريد، من اطلاق 7 – 8 صواريخ، سقط بعضها في اراضي اسرائيل. صاروخان على الاقل سقطا في سديروت احدهما في ساحة روضة اطفال. مثل هذا الاطلاق للنار على المدينة، انتهى باعجوبة بلا اصابات، من شأنه أن يشعل جولة متجددة، والمسؤولية كانت ستكون على حماس. وسيتعين على الجيش الاسرائيلي أن يحقق لماذا لم تعترض القبة الحديدية كل الصواريخ التي هددت المدينة بهذا الشكل.
وردا على النار على الجنوب، هاجم الجيش الاسرائيلي ستة اهداف لحماس في القطاع. في ساعات الليل هاجم سلاح الجو اربعة اهداف عسكرية اخرى للمنظمة: موقعان لانتاج الوسائل القتالية، مخزن للوسائل القتالية ومنشأة عسكرية.
رغم هذه الهجمات، ليس لاسرائيل أو لحماس مصلحة في التصعيد المتجدد. فحماس تريد أن تحكم واسرائيل تريد أن تبني العائق التحت ارضي لمنع تسلل الانفاق من القطاع. كما أن الشتاء القريب ليس الوقت المناسب للحرب، مثلما هدد منسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآف فولي مردخاي، والذي ذكر في بيانه بالعربية أمس سكان غزة بالمشاكل القاسية في المدينة وحذرهم من ان منظمات الارهاب تحاول جرهم الى الحرب فقط لتضر بهم. اما الان فالاختبار هو هل الهبوط في عدد الاحداث سيستمر مثلما يأملون في اسرائيل وهي النار من غزة ستتوقف أم أن التنقيط سيستمر وسيجر الطرفين الى المواجهة. وعليه، فمن السابق لاوانه الاعلان عن نهاية جولة العنف، ولكن الاتجاه الواضح هو العودة المنضبطة الى الحياة الطبيعية.
اسرائيل اليوم / ترومان، كنيدي وترامب – نظرة تاريخية
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 10/12/2017
القرار غير المسبوق لترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، أدخله الى القائمة المقلصة لرؤساء امريكا الذين لم تخيفهم المعارضة الشديدة لرجال كبار في الادارة وعلى رأس الهرم البيروقراطي، واتخذوا قرارات فاتحة في العلاقات مع اسرائيل.
هكذا مثلا تجاهل الرئيس هاري ترومان موقف المؤسسة الحاكمة كلها التي عارضت بشدة فكرة انشاء دولة اسرائيل بدعم الولايات المتحدة. ترومان منح اسرائيل اعتراف فعلي فور ولادتها في 14 ايار 1948. هذا رغم أن وزير الخارجية المشهور في حينه جورج مارشال ورئيس الدبلوماسية الامريكية في القرن العشرين جورج كانن ووزير الدفاع في حينه جيمس فورستال، خلقوا معارضة داخلية كبيرة لهذه الخطوة. وكذلك ايضا قرر الرئيس جون كنيدي في آب 1962 أن يزود اسرائيل بصواريخ “هوك” رغم محاولات وزير الخارجية دين راسك اليائسة لاحباط الصفقة.
نفس هذه الامور يمكن قولها بخصوص الرئيس ترامب الذي قرر رفض توصيات وزير الخارجية ريكس تلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتس بالابقاء على الوضع الراهن في مسألة مكانة القدس على حالها. في حالات الحسم الثلاثة هذه اثبت رؤساء الولايات المتحدة القدرة على التحرر من انماط التفكير الراسخة والثابتة، وأن يشكلوا بهذا واقع جديد رغم الضغوط والعقبات الداخلية والخارجية. باصراره على السباحة ضد التيار والمؤسسة المشاكسة فقد تأثر ترومان وكنيدي وترامب بدرجة لا بأس بها (اذا لم يكن بصورة حصرية ايضا) من اطار العلاقات الخاصة مع اليشوف اليهودي وفيما بعد مع دولة اسرائيل، الذي اظهر التعاطف والتماثل القيمي والايديولوجي العميق لجمهور واسع في الولايات المتحدة للمشروع الصهيوني.
في 1948 كان هؤلاء هم مستشارو ترومان السياسيون وعلى رأسهم كلارك كليفورد وديفيد نايلز (وزعماء صهاينة بارزين مثل حاييم وايزمن) الذين نقلوا الى البيت الابيض رسالة دعم لمبادرة الاعتراف باسرائيل، الذي انبثق عن ايمانهم بالحق الاخلاقي لابناء الشعب اليهودي الذين اجتازوا الكارثة، باقامة دولة مستقلة. في 1962 من عمل بدون ابطاء على اقناع الرئيس كنيدي من اجل تزويد اسرائيل بالسلاح المتقدم للمرة الاولى في تاريخ العلاقة معها، كان رئيس الحكومة دافيد بن غوريون والمستشار السياسي الخاص للرئيس مئير (مايك) فلدمان، الذي قام بدور اساسي في الحسم. هذه الصورة عادت وتكررت بالنسبة لقرار ترامب الاعتراف بالقدس. رئيس الحكومة نتنياهو طرح المرة تلو الاخرى هذه القضية في المحادثات الهاتفية التي اجراها مع ترامب عشية الحسم الرئاسي، وبعد أن بلور مستشاراه جيسون غرينبلاط وجارد كوشنر (مثلهم مثل كليفورد في 1948 وفيلدمان في 1962) موقفا كان مختلفا في جوهره عن جزء كبير في رأس الهرم الدبلوماسي والامني.
في الاسبوع الماضي انضم الى اظهار هذه القيادة الرئاسية ايضا النجاح التشريعي المثير المتمثل في الاصلاح الشامل في الضرائب، الذي نجح ترامب في تمريره في المجلسين. حقيقة أنه وخلافا للماضي القريب، فقد دعم في هذه المرة كل اعضاء حزب الاغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ (باستثناء السناتور بوب كوركر) المبادرة التشريعية. وهذا يشهد على أن مؤسسة الحزب بدأت في فهم رسالة الدعم للرئيس الـ 45، التي تخرج بقوة من القواعد المحلية للحركة الجمهورية. اذا استمرت هذه العملية فان من شأنها أن تمنح ترامب هوامش اوسع من المناورة على صعيد التشريع، وامكانية اكثر ضمانا لحكم فعلي في طريقه الباقية.
القناة الثانية العبرية / الجيش يُدمر نفق توغل لإسرائيل من قطاع غزة
القناة الثانية العبرية – 10/12/2017
نقل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، صباح اليوم، أن الجيش دمّر نفقًا تابعًا لحماس يتسلل لمئات الأمتار داخل إسرائيل من خانيونس.
وقد كان الجيش قد رصد قبل عدة أسابيع النفق وتتبع طريقه وبعد ذلك تم رسم خريطة للنفق من الجانب الاسرائيلي بعد أن اتضح أنه نفق متطور جدًا لحماس.
النفق تم اكتشافه باستخدام امكانيات تكنولوجية خاصة، استخبارات وقدرات تشغيلية وتحت اشراف القيادة الجنوبية، ومنذ ذلك الحين تتم دراسته وبحثه حتى تم تحييده.
المتحدث باسم الجيش أكد على أن “الكشف عن النفق، للمرة الثانية في الأسابيع الماضية، يُمثل انجازًا عمليًا يستند على تكنلوجيا متطورة، ويشهد على تطور قدرات الجيش الاسرائيلي. الكشف عن النفق هو جزء من جهد واسع للعثور على بنى تحتية تقوده قوات الجيش منذ انتهاء عملية الجرف الصامد”.
من جانبه، علق وزير الجيش الاسرائيلي افيغدور ليبرمان على أمر تدمير النفق قائلًا “الأنفاق التي تجتاز مناطق اسرائيل وتمس بسيادتنا هي تهديد لن نقبله وسنبذل كل ما بوسعنا للقضاء عليها”.
وأضاف “بفضل الجهود المشتركة بين الجيش، وزارة الجيش والصناعات الأمنية، وصلنا لقدرات تكنولوجية جديدة في صراعنا ضد الأنفاق. أتمنى أن يتحول تهديد الأنفاق بالنسبة لسكان غلاف غزة في الأشهر المقبلة شيئًا من الماضي”.
أما وزير التعليم نفتالي بينت فقد علق على أمر الكشف عن النفق وتدميره قائلًا “من يحفر يحفر لنفسه فخ الموت”.
هذا وقد بارك وزير الاستخبارات والنقل الاسرائيلي يسرائيل كاتس أمر تفجير النفق وقال “هذا الأمر ينقل رسالة واضحة أن زمن تهديد الأنفاق يوشك على الانتهاء. بينما يتحدث أبو مازن عن سلام واتفاقات سياسية، حماس تحفر الانفاق وتستعد للحرب”.
موقع والاه العبري الاخباري / الاحتلال يوافق على قانون يسمح للكابينيت بشن حرب دون موافقة الحكومة
موقع والاه العبري الاخباري – 10/12/2017
قال موقع والاه العبري الاخباري اليوم الأحد إن اللجنة الوزارية لشئون التشريع لدى الاحتلال وافقت على مشروع قانون يسمح للمجلس الوزاري المصغر بشن حرب دون موافقة الحكومة.
وأوضح الموقع، أن القانون بادرت به وزيرة العدل ايليت شاكيد ويسمح لمجلس الوزراء المصغر “الكابينيت ” بشن حرب دون موافقة مسبقة من الحكومة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اقترح مشروعا لتعديل للقانون الأساسي يسمح له بإعلان الحرب أو خوض عملية عسكرية قد تؤدي الى حرب دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من الحكومة.
هآرتس / لنضبط النفس في استعراض القوة
هآرتس – بقلم: أسرة التحرير – 10/12/2017
كان لحكومة اسرائيل والجيش الاسرائيلي ما يكفي من الوقت للاستعداد لنتائج اعلان الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. كان واضحا لكل ذي عقل بان مثل هذا الاعلان المتفجر لا يمكن ان يمر دون رد فلسطيني بخاصة وعربي بعامة. وادارة ترامب هي الاخرى فهمت امكانية الضرر الكامنة للتصريح، حين طلبت من حكومة اسرائيل تهدئة مظاهر الفرح. ولكن اسرائيل، التي كأن بها حظيت باعتراف متجدد بحق وجودها، لا تعرف ضبط النفس، وبالتأكيد ليس وزراؤها، ممن امتشقوا أفضل التعابير والكليشيهات كي يصفوا عظمة الحدث.
رد الفعل الفلسطيني، من الجمهور ومن القيادة، رغم قوته يوم الجمعة، كفيل بان يشهد على ان التخوف الاسرائيلي من اشتعال انتفاضة شاملة مبالغ فيه. ولكن من الان فصاعدا سيكون رد الجمهور الفلسطيني منوطا بالشكل الذي تعمل فيه اسرائيل ضد أعمال الاخلال بالنظام والمظاهرات. فلمثل هذه المواجهات، كما تعرف اسرائيل جيدا، طاقة كامنة خطيرة كلما كثر القتلى والجرحى.
الهجمات في غزة، والتي قتل فيها فلسطينيان، هما مثالا على الشكل الذي تتطور فيه كرة ثلج عنيفة. هذه ليست الفرصة لمحاسبة حماس ومنظمات اخرى على سلوكها، وليس الوقت لاستعراض زائد للعضلات، بل لفحص سبل منضبطة النفس لحماية بلدات غلاف غزة والنظام في القدس.
اذا كانت اسرائيل ترى في الاعتراف بالقدس انجازا سياسيا هاما، فمحظور عليها أن تستبدله بمعركة عسكرية وحشية، تثبت ادعاءات معارضي الاعتراف. فللرد الجماهيري توجد هذه المرة صلة سياسية محددة، لا ينبغي تجاهلها. إذ مثلما يتعاطى الجمهور في اسرائيل وقيادته مع التصريح كانعطافة دراماتيكية، بل وتاريخية، في موقف الولايات المتحدة تجاه القدس – فان الجمهور الفلسطيني والعربي يرى فيه ضربة سياسية اليمة لا ينبغي المرور عنها مرور الكرام.
وبالتالي، لا ينبغي فحص تأثير القرار فقط وفقا لرد فعل الجمهور الفلسطيني في الشارع، الدعوات للعنف من قيادة حماس او التصريحات الكفاحية للقيادة الفلسطينية في الضفة ولرؤساء الدول العربية. مطلوبة حكمة سياسية وعسكرية لتهدئة الميدان والاستعداد للخطوات السياسية التالية، سواء في الساحة الدولية أو نحو تحول تصريح ترامب الى أداة مساعدة لاحياء مسيرة السلام.
رئيس الوزراء مطالب الان للمبادرة الى خطوة تشير الى أن تصريح ترامب لن يبقى يتيما وان في نيتها تبني كل بنوده، بما فيها الاعتراف بحل الدولتين، البحث في الحدود السياسية بعامة وفي القدس بخاصة، والحرص على حرية العبادة في الحرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى