ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 7– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– شكرا لك ايها الرئيس ترامب.
– في اسرائيل يرحبون: اعلان تاريخي.
– “حان الوقت للاعتراف بذلك: القدس هي عاصمة اسرائيل”.
– الفلسطينيون غاضبون: سنشعل الارض.
– ترامب محق.
– أخيرا يعترف بالواقع.
– ثمن جدير بالدفع.
– لن أنساك يا قدس.
– “سيدي الرئيس، التاريخ سيذكر قرارك”.
– تأهب اضطرابات.
معاريف/الاسبوع:
– تصريح ترامب.
– ترامب: حان الوقت، قررت الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.
– قلق في واشنطن بعد الخطاب: توجيه الدبلوماسيين الا يصلوا الى اسرائيل.
– نتنياهو: اعلان هو حجر طريق هام في تاريخ القدس.
– بعد تصريح ترامب: قوات الامن تشدد الجهود الاستخبارية.
– قرار العليا: السلطة تدفع 3 مليون شيكل لعائلة فني قتل.
– 50 سنة أقوال حتى أمس.
هآرتس:
– ترامب: الولايات المتحدة تعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل.
– النيابة العامة تطلب سنة فعلية لمحامي لكتابته قصيدة ضد شرطي.
– تقرير الفقر يشير الى تحسن طفيف في الوضع، ولكن اسرائيل تبقى الدولة الافقر في الغرب.
– بين النشوى واليأس.
– عباس: لم يعد ممكنا ان تكون الولايات المتحدة وسيطا للمفاوضات السياسية.
– نتنياهو: اعتراف الولايات المتحدة بالقدس يساعد في تقدم السلام؛ في اوروبا ينتقدون.
اسرائيل اليوم:
– شكرا سيدي الرئيس القدس عاصمة اسرائيل.
– سجل باحرف خالدة.
– في القدس: “قرار شجاع”.
– اعتراف بالواقع وبالقدس هو الذي يقدم السلام.
– تصريح ترامب.
– تأهب ذروة.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 6– 12 – 2017
“سيدي الرئيس، التاريخ سيذكر قرارك”
يوم عيد، قرار تاريخي، حجر طريق هام: هذه فقط بعض من الكلمات العاطفية في القيادة السياسية في اسرائيل على تصريح ترامب.
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر – 7/12/2017
“هذا يوم تاريخي”، قال رئيس الوزراء نتنياهو، “على مدى الفي سنة صلت أجيال من اليهود “للسنة القادمة في القدس”. قبل نحو 70 سنة تحققت الصلاة والاماني، عندما قررنا مرة اخرى القدس كعاصمة دولة اليهود. والان جاء التصريح التاريخي للرئيس ترامب الذي يعترف بهذه الحقائق الاساس. ايها الرئيس ترامب، نحن نشكرك على قرارك العادل والشجاع للاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، والشروع بالاستعدادات لفتح السفارة الامريكية هنا. وانا أدعو مزيدا من الدول للسير في اعقاب الولايات المتحدة. ان تصريح الرئيس ترامب يساعد في تقدم السلام لانه يربط الجميع بأرض الواقع. لن يكون سلام دون اعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل”. قال ان الوضع الراهن في المدينة سيبقى وكذا حرية العبادة. “سيدي الرئيس، التاريخ والشعب اليهودي سيذكران لك قرارك الشجاع في هذا اليوم”، هكذا أنهى نتنياهو.
اما رئيس الكنيست يولي أدلشتاين رحب هو ايضا بالتصريح وقال: “علينا أن نؤمن بعدالة طريقنا والا تذعرنا التهديدات”.
وتناول وزير الامن الداخلي جلعاد أردان التهديدات وقال: “لا يوجد أي سبب للعنف بسبب هذا التصريح ولكن قوات الامن وشرطة اسرائيل جاهزة لكل سيناريو”.
وقال وزير المالية موشيه كحلون ان “اعتراف الولايات المتحدة هام لنا وله معنى سياسي واقتصادي”.
وتوجه رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الى الرئيس ترامب وقال: “صنعت التاريخ. نحن نتوقع من باقي العالم أن يسير في اعقابك”.
وقال رئيس بلدية القدس نير بركان ان هذا “اعلان تاريخي يطلق رسالة واضحة للعالم بأسره”.
والان، تحاول اسرائيل استغلال الزخم والطلب من دول اخرى السير في اعقاب ترامب ونقل السفارات الى القدس. وفي وزارة الخارجية بدأوا منذ الان محاولات جس نبض أولى مع عدد من الدول في هذه المسألة. والافتراض هو أن الدول ستنتظر التطورات في الايام القريبة القادمة قبل أن تتخذ القرار. والتقدير في اسرائيل هو أن صديقتين مركزيتين يمكنهما أن يسيرا في اعقاب ترامب: الفلبين وتشيكيا. يلوح أن اسرائيل ستتوجه ايضا الى بعض الدول الافريقية المسيحية التي وثقت علاقاتها مؤخرا. أما ردود الفعل في اوروبا على خطاب ترامب فكانت باردة جدا. وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش عن معارضته. وقالت المستشارة الالمانية ميركيل ان “مكانة القدس يجب أن تحل في اطار المفاوضات لحل الدولتين”.
وكذا رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي قالت ان القرار الامريكي “لا يساعد في السلام”. وشددت على أن السفارة البريطانية لن تغادر تل أبيب.
يديعوت / شكرا لك ايها الرئيس
يديعوت – بقلم الرئيس روبين ريفلين – 7/12/2017
ولدت في القدس قبل أكثر من 70 سنة، ولكن يخيل لي أني اعرفها منذ مئتي سنة.
ولدت في قدس صغيرة وحميمة، ولكنها خائفة ومترددة. مدينة توجد تحت عبء الحكم البريطاني، مدينة عشعش فيها الخوف الدائم من مستقبل غير معروف. حائط الدموع وقف في حينه خجلا، في نهاية شارع ضيق. ومع اقامة دولة اسرائيل وسقوط الحي اليهودي في أيدي الجيش الاردني، تجمد قلبنا.
لم يكن في وسعنا أن نتخيل القدس التي خارج الاسوار دون القدس التي بين الاسوار. ما كان بوسعنا أن نفكر بدولة اسرائيل بلا القدس. وها هي جاءت حرب الايام الستة، كنت في حينه ضابط استخبارات لواء القدس. لا يمكنني أن أنسى احساس الفرح والخفة مع تحرير المدينة. ومثل ابائي واجدادي شعرت أنا ايضا، باني شريك حقيقي في التاريخ المتجدد للقدس. مرت 50 سنة منذ تحرير القدس، وهي لا تزال تحتاج على نحو خاص لمحبيها وعارفي سرها. هذه مدينة تحتاج لاولئك الذين يعرفون ببساطة تامة، دون ذكاء والتواء، بان الصهيونية بلا صهيون هي قشرة فارغة، وأن القدس هي الاساس لكل وجودنا هنا في بلاد اسرائيل. هذه المدينة بحاجة لحماتها ومحبيها.
تصريح الرئيس ترامب أمس كان مثابة الامر المسلم به الجدير بان يقال. يتبين أن حتى المسلم به يثير أحيانا مشاعر عميقة. اعتقد أنه لا توجد هدية اكثر جمالا وملاءمة من هذه في ختام 70 سنة على اقامة دولة اسرائيل. بمرور 50 سنة على توحيد المدينة، حان الوقت لاحلال السكينة في القدس وبث الأمل في عاصمة اسرائيل التي يحج الناس اليها من كل اطراف المعمورة.
لكل واحد وواحدة توجد مدينة واسمها القدس. لالفي سنة تطلع الشعب اليهودي بعيونه الى القدس، طل اليها وحلم بها. والاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل ونقل كل السفارات اليها هو علامة طريق تأسيسي في حق الشعب اليهودي على بلاده وفي طريقنا الى السلام – سلام لكل سكان القدس والمنطقة بأسرها.
للقدس وجوه عديدة: فهي مدينة مقدسة وحديثة، تتيح حرية عبادة لكل الاديان. مدينة تاريخ وحداثة، صورة مجهرية لقدرتنا على العيش معا. القدس ليست، وابدا لن تكون، عائقا بالنسبة لاولئك الذين يحبون السلام. القدس تقف فوق كل الاعتبارات: التكتيكية، السياسية والواقعية السياسية. هناك علاقات خارجة تقف فوق المساومة وفوق اختبار الزمن.
“اسألوا سلام القدس يأتيكِ محبوكِ. سيكون سلام في أرجائك سكينة في قصورك”.
يديعوت / ترامب محق
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 7/12/2017
العالم لم يحب خطاب ترامب – لا الفلسطينيين، لا زعماء الدول الاسلامية، لا الرئيس الروسي، لا رؤساء الدول الصديقة لاسرائيل في اوروبا، لا ناطقي اليسار في اسرائيل ولا قدامى طريق السلام الامريكي. مع كل الاحترام الذي ينبغي ان يعزى لقلقهم، هذه المرة هم مخطئون، ترامب محق.
هو محق في جوهر الامر: رفض العالم منذ 70 سنة للاعتراف رسميا بالقدس كعاصمة اسرائيل كان خطأ غبيا، نتيجة جبن دبلوماسي واهمال من جانب حكومات اسرائيل. حان الوقت لاصلاح الخطأ. فما بالك انه لا يبدو اي اتفاق في الافق. اما الادعاء بان الخطاب يمس بالمسيرة السلمية فمردود، اذ لا توجد مسيرة سلمية.
استمر الخطاب 11 دقيقة وصيغ بعناية. ترامب قرأه من الشاشة دون أن يرتجل ودون ان ينفلت عقاله. وقد أحسن له الالتصاق بالنص. المطلوب الان هو ادخال الخطاب في التوازن. فهو ليس نكبة فلسطينية ثالثة وليس 29 تشرين الثاني ثان لاسرائيل. ومثلما قال ترامب في خطابه، فقد صور الواقع. ما كان بحكم الامر الواقع، اعتراف عملي، يصبح بحكم القانون، اعتراف رسمي ايضا. في غضون سنوات قليلة ستنتقل السفارة الامريكية من شارع هيركون في تل أبيب الى طريق الخليل في غربي القدس، وبدلا من أن يرى من نافذته البحر، سيرى السفير الامريكي المشهد الجبلي لجنوب غرب القدس.
الفلسطينيون لن يحققوا شيئا اذا اشعلوا النار في القدس وفي الضفة. التنسيق بين الاجهزة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي، والذي تضرر في اثناء المواجهة على الحرم، ترمم في الاشهر الاخيرة. والسلطة لم توقف التنسيق عشية الخطاب وهي ستعمل بخلاف مصالحها اذا ما اوقفته الان. ويمكن للفلسطينيين ان يميلوا بالخطاب الى صالحهم – ان يقترحوا على كل الدول السير في أعقاب نموذج تشيكيا والاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل وعاصمة فلسطين.
هو الحكم بالنسبة للمحافل الراديكالية في الدول الاسلامية، التي تسعى الى المس بالسفارات الامريكية. وقبل أن يهاجموا السفارة القريبة، يجدر بهم ان يعودا ليقرأوا الخطاب.
توجد نقطة اخرى جديرة بالاشارة في محاولة لادخال الخطاب في التوازن. من جعل القدس عاصمة اسرائيل كان دافيد بن غوريون، وليس دونالد ترامب، وقد فعل ذلك رغم الانتقاد في العالم وبخلاف مشورة قسم كبير من زملائه. دولة اسرائيل لا تحتاج الى اعتراف بعاصمتها من جانب رئيس الولايات المتحدة مثلما هي لا تحتاج الى الاعتراف بيهوديتها من جانب رئيس السلطة الفلسطينية. وهي تقف على قدميها. ترامب لن ينقذنا من اعدائنا ولن ينقذنا من انفسنا. المسؤولية هي علينا، وفقط علينا.
من غير المجدي المبالغة باهمية الاقوال. فقد قرر ترامب القاء خطابه لانه عرف بانه ملزم بان يوقع في اقصى الاحوال يوم الاثنين على النظام الذي يمدد بنصف سنة اخرى نشاط السفارة في تل أبيب. وعرف بانهم سيهاجمونه لانه نكث الوعد الانتخابي وقرر كعادته، ان يري كل منتقديه. كبرياؤه أدى دورا مركزيا في هذه الخطوة، وليست الاعتبارات الاستراتيجية.
ان تأثير الخطاب لن يكون في الاقوال بل في الطريقة التي يفهمها فيه الطرفان. الفلسطينيون كفيلون بان ينجروا الى اليأس والعنف؛ احزاب اليمين في اسرائيل ستعمل على تسريع الالحاق. مزيد من البناء في المستوطنات، مزيد من القوانين في الكنيست، مزيد من الانظمة. ترامب، هكذا سيفكرون، اعطاهم بخطابه رخصة للعربدة.
يديعوت / اعلان خطير
يديعوت – بقلم ايتان هابر – 7/12/2017
عندما قرر الرئيس الامريكي السابق اقامة سور فصل لعلاقات امريكا واسرائيل، فمن شبه المؤكد انه لم يأخذ بالحسبان بان سياسته ستبعث موجات عداء عالية. هذا ما هو كفيل بان يحصل هذه المرة ايضا في اعقاب قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.
لقد عرف الرؤساء الامريكيون السابقون هذا السر على مدى السنين: فقد اجتهدوا لان يعدوا – ولكنهم حرصوا على الا يفوا بوعدهم. وهكذا كان الجميع راضين: الاسرائيليون كانوا راضين من التصريحات الامريكية، والامريكيون كانوا راضين من الحقيقة البسيطة بان الاسرائيليين، في واقع الامر، “يشترون كل ما يبيعونه لهم”.
ولكن هذه المرة من شأن النتيجة أن تكون هدامة – بل التدهور الى العنف والحرب. كما أن الاجواء على اي حال مفعمة بابخرة الوقود: بين التوتر العالي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وبين الشوارع التي بدأت منذ أول أمس تشتعل في ارجاء الشرق الاوسط، هذا توقيت خطير. والزعماء الحاليون يبدون بقدر أكثر كرجال حرب مما هم كمن يبحثون عن السلام.
رغم المظاهرة العاطفة الكبرى لاسرائيل، ينبغي الفهم بانها تجري في ظل مسيرة أوسع تودع فيها أمريكا الشرق الاوسط بعد عشرات السنين من التدخل الوثيق في المنطقة. فالولايات المتحدة ترامب تعتقد انها تتخذ الخطوة الصحيحة لرفاهية مواطنيها، ولكن النتيجة من شأنها أن تكون معاكسة:
العالم العربي، الذي لا بد سينظر بحسد الى الحلف بين القوة العظمى الكبرى وبين الدولة الصغيرة، يحتمل أن يسعى الى اجراء الحساب مع اسرائيل، التي لا تزال تعتمد على الدعم الامريكي ومتعلقة به.
ينبغي لنا أن نتذكر بان امريكا لم تتصرف دوما برحمة مع اسرائيل: صحيح أنها كانت الدولة الاولى التي اعترفت بنا، ولكن حتى منتصف الستينيات منعت عن اسرائيل سوق السلاح الامريكي. وتوجه الجيش الاسرائيلي في حينه الى اوروبا التي اعطت – وهي تعطي – يدا لانقاذ اسرائيل من العزلة السياسية والامنية.
صحيح أنه في العقود الاخيرة تمتعت اسرائيل بعلاقات دبلوماسية استثنائية ومن اذن ناسطة في واشنطن. ولكن ليس هناك ضمانة لان يستمر هذا. اذا ما قررت الدول العربية او ايران الخروج بالفعل ضد اسرائيل، فليس مؤكدا أن الامريكيين، رغم تصريحات ترامب الحارة، سيوفرون البضاعة. إذ أن امريكا قررت الانعزال عن العالم، وفي هذه الفرصة يحتمل أن تبتعد عنا أيضا. بقدر معين نحن “وجع الرأس للعالم”، ومن لا يريد أن يتخلص من وجع الرأس؟
يحتمل الا يحصل شيء، وانه حتى بعد خطاب الرئيس ستعود الحياة الى مجراها. حبذا ان هذا ما يكون. ولكننا نحن، الذين كنا دوما تلاميذ فائقين للتاريخ، علينا ان نتعلم منه: فالحروب لا تندلع فقط بسبب نزاعات الحدود، بل وايضا على الرموز والصور. ولا توجد رموز وصور أقوى – أو مختلف عليها – كالقدس.
معاريف / حطم حاجز الخوف
معاريف – بقلم مئير عوزيئيلي – 7/12/2017
متى سنرى اعلانا على الانترنت يقول “للبيع مبنى في شارع هيركون (السفارة الامريكية سابقا)”؟ متى ستنتقل السفارة الامريكية الى المكان الطبيعي للسفارات في بلادنا، الى عاصمتنا، الى القدس؟
لقد أعلن ترامب انه اصدر تعليماته للشروع في النقل، لاستئجار معماريين ومهندسين. وهو لا يعرف أن في اسرائيل هناك حاجة لاستئجار السماسرة أيضا كي لا يعلق البناء في البيروقراطية الاسرائيلية لـ 15 سنة.
ان نقل السفارة الامريكية الى مكانها الطبيعي ليس فعلا اسرائيليا. هذا فعل الشعب الامريكي يريد القيام به. هذا مغروس في المشاعر الاعمق للتفكير الامريكي لفكرة الحرية ومحبة الانسان التي تبثها امريكا لنفسها وللعالم جيل بعد جيل. اما الرغبة في أن تسكن السفارة الامريكية في القدس فقد وجدت تعبيرها في القانون الامريكي، وقد اشار ترامب في خطابه الى أن هذا قانون اتخذ باغلبية ساحقة منذ العام 1995، حين لم يكن الكثير من قرائنا قد ولدوا.
اذا كانت هذه هي رغبة الامريكيين، فلماذا لم تنقل السفارة الى القدس؟ لماذا عمل رؤساء الولايات المتحدة حتى الان بخلاف لارادة مواطنيهم؟ الجواب غير لطيف: الخوف. للعنف العربي، للارهاب العربي، توجد انجازات. يخافون منهم. هذا لا يحتمل، واذا لم يتوقف فان الخوف سيبقى سائدا. يبدو ان ترامب في خطابه قرر التوقف عن العمل انطلاقا من الرعب.
ان ردود الفعل على اعلان ترامب مشوقة ليس فقط في الاشكال الخائفة التي وجدت تعبيرها في اوروبا. الاكثر تشويقا هو ردود الفعل على هذا الاعلان عندنا. فهل حقا كل واحد من المتحدثين عندنا يريد حقا أن تنتقل السفارة الامريكية الى القدس؟ معظم ردود الفعل في استديوهات التلفزيون كانت خليطا سخيفا من “ماذا يغير هذا من شيء على الاطلاق؟” و “النجدة!”.
هل حقا كل واحد فرح بنقل السفارة الامريكية الى القدس (وفي اعقابها سفارات اخرى ايضا)؟ أم ان ثمة بيننا ايضا من هم في اعماق روحهم يوجد نوع من الاستمتاع من هذا الوقع المهين القائم، وكأن الموقف المهين هو كل ما نحن جديرون به، واذا كان هناك احد ما يحب تطلعاتنا ويحترمها فان هذا وضع غير مريح.
ينبغي الاعتراف باننا نحن ايضا نعمل انطلاقا من الرعب المغروس فينا عميقا جدا، الى أن اصبح هو الوضع المرغوب فيه وتوقفنا عن العمل انطلاقا من المنطق أو المباديء. صحيح أن الخوف هو رد فعل طبيعي لمنع المصيبة، ولكن عندما يكون الخوف شالا فهو ذاته هو المصيبة.
انشغل هذه الايام كثيرا للعمل الابداعي لبنجامين دزرائيلي، رئيس الوزراء البريطاني اياه الذي كان فخورا باصله اليهودي. ومع ذلك فقد كان رئيس وزراء بريطاني هدفه هو عظمة بريطانيا. من المقعد الاخضر في البرلمان، المقعد الذي تجلس عليه اليوم تريزا ماي وتتحدث منه ضد قرار ترامب، قال امورا اخرى عن القدس.
الى جانب كونه أحد رؤساء الوزراء البريطانيين المحبوبين جدا، كان ايضا كاتبا مثمرا هاما يقرأه الناس وينشر الكتب، بما في ذلك كتابين يتطلع فيهما لان يرى الشعب اليهودي يعود على عاصمة ابائه واجداده، القدس. ولم تكتب هذه الكتب للقراء اليهود بل للقاريء الانجليزي.
لدزرائيلي توجد أقوال كثيرة تقتبس المرة تلو الاخرى. واحد منها حكيم جدا يناسب اليوم: “الاستراتيجية الاخطر هي القفز من على الهوة على مرحلتين”. فالاعلان عن الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل ولكن عدم نقل السفارة اليها بعد هو محاولة غريبة للقفز من على الهوة على مرحلتين.
استمعت لخطاب ترامب وهو على ما يبدو يفهم هذا. أمره في نظري واضح: فهو يعترف بالقدس كعاصمة وقرر ان تنتقل السفارة الامريكية الى القدس.
اسرائيل اليوم / لنحتفل بالاعلان ونعود لبناء القدس
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 7/12/2017
عيد سعيد أيها اليهود. صحيح – هذا ليس اعلان كورش وليس اعلان بلفور ايضا. وهو لا يزال بحاجة لان يجتاز اختبار الفعل. في القدس لا يزال يعربد – بتأثير الولايات المتحدة – نوع من تجميد البناء في الاحياء خلف الخط الاخضر. اذا كان الثمن لقاء ما سمعناه مساء أمس سيكون استمرار القيود على بناء القدس – فسيضيع اجرنا في خسارتنا . وبعد ان قلنا هذا – مسموح لنا أن نفرح.
باديء ذي بدء – فتصريح ترامب “يدمر”، حاليا على الاقل، حلم محبي التقسيم في القدس. فهو يخرب لهم “ابراج الاوراق”، خطط الجارور والسيناريوهات التي رسمت في مخيلاتهم في العقدين الاخيرين، بتشجيع قسم من الادارات في واشنطن، بتشجيع دول في الاتحاد الاوروبي وبتشجيع معاهد البحث المختلفة.
كل هؤلاء افترضوا بان القدس ستقسم، ستصبح عاصمة لدولتين. اما ترامب فيصب على كل هؤلاء دلوا باردا. كما انه يلغي عمليا الالتصاق الرسمي الغريب للادارات في الولايات المتحدة قرار181 ؛ قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947.
قلة يتذكرون، ولكن هذا القرار لم يقسم البلاد فقط بين اليهود وبين العرب، بل واوصى ايضا بان يقام في القدس وفي بيت لحم نظام دولي خاص لفترة 10 سنوات. ويسمى هذا اليوم “التدويل”.
يخطيء اولئك الذين يلغون اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل كاعلان “في الظلام”. فترامب ينفذ بذلك القسم الاول من قانون السفارة الذي اقره الكونغرس الامريكي في 1995.
فقد تقرر في القانون بانه يجب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، وان السفارة الامريكية ستنقل الى القدس حتى 1999. القسم الاول نفذه ترامب أخيرا، بتأخير 20 سنة، أمس. اما القسم الثاني – نقل السفارة فقد اطلقه، وهذا سيستغرق زمنا آخر.
يعترف ترامب الان رسميا بجملة الفعل والحقائق التي خلقتها اسرائيل في القدس الموحدة في الخمسين سنة الاخيرة: في الاحياء اليهودية الـ 12، من الجنوب، من الشرق ومن الشمال لحدود “القدس الصغيرة” التي يعيش فيها اليوم نحو 40 في المئة من يهود المدينة (نحو 212 الف نسمة)؛ بالواقع الذي خلقته اسرائيل في البلدة القديمة في الحي اليهودي، في الحائط الغربي وفي مدينة داود؛ وبالطبع، بمكان مؤسسات الحكم في القدس: الحكومة، الكنيست، المحكمة العليا ومقر الرئيس في القدس.
كما أنه يعترف بالواقع الديمغرافي: 80 في المئة فأكثر من اليهود والعرب في القدس ولدوا فيها بعد 1967. فهم لم يعيشوا الفترة التي كانت فيها المدينة مقسمة ولا يتذكرون ابدا واقعا كهذا. ان نقطة انطلاق ترامب متداخلة: الواقع، والعلاقة التاريخية لشعب اسرائيل بالقدس. وعن كليهما تحدث الرئيس لامريكي امس.
يتبقى لنا الان أن نصب مضمونا على هذا الاعتراف: العودة لبناء القدس خلف “الخط الاخضر” مثلما فعلنا ذات مرة، وايضا الاستثمار الكثير في الاحياء العربية القدس، حيث وضع البنى التحتية والخدمات في اسوأ حال. لقد أخطأت اسرائيل على مدى السنين في هذا النهج التمييزي تجاه هؤلاء السكان.
ان السلوك السياسي الصحيح كفيل بان يستخدم الاعتراف الامريكي ويدخل الى الدائرة الجديدة التي رسمها ترامب الان، المزيد من الدول التي للولايات المتحدة تأثير عليها.
هآرتس / اعلان ترامب عن القدس كعاصمة – لاسرائيل هو فرصة لتغير عباس
هآرتس – بقلم عميره هاس – 7/12/2017
الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لاسرائيل هو فرصة للقيادة الفلسطينية من اجل التحرر من طرق عملها وتفكيرها، التي تحجرت وحجرتها. هل هذه الفرصة سيتم استغلالها من اجل عملية دمقرطة داخلية، قبل كل شيء من أجل تحسين العلاقات الداخلية الفلسطينية بين نخبة غير منتخبة مسيطرة منذ بضعة عقود وبين الجمهور (ليس فقط في الضفة الغربية وغزة، بل ايضا في الشتات)؟ نأمل ذلك. والخوف هو أن هذه الفرصة لن يتم استغلالها. وعندما ستستيقظ من صدمة التغيير الرمزي في السياسة الامريكية – رمزي مع امكانية انفجار حقيقي – ستقول القيادة الفلسطينية إن هذه مشكلة اسلامية عامة، وعربية واوروبية ايضا. وستكون على حق، كما هو معروف. كما أن القيادة الفلسطينية ستقول ايضا إن الفلسطينيين هم الحلقة الاضعف، وأنهم لا يستطيعون أن يواجهوا وحدهم امشعل الحرائق في البيت الابيض.
يمكننا قول ذلك بشكل آخر: تغير الموقف الامريكي يمكن القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من اجراء تغييرات تبين لشعبها أنها لم تتمسك حتى الآن بالمسار الدبلوماسي المشروط بالتنسيق الامني والاقتصادي مع اسرائيل فقط من اجل تحقيق المصالح الشخصية والاقتصادية الآنية لها ولجهات محيطة بنخبة فتح وم.ت.ف. “الترويج شخصي” هو احد التفسيرات المنتشرة حول حقيقة أن عباس يتملص من الانتخابات، حيث أنه في داخل فتح ايضا كانت الانتخابات مطبوخة ومملاة من الاعلى الى درجة أنهم يفضلون عدم الحديث عنها، وأنه يتملص ايضا من التغيير في تركيبة الحكومة من اجل أن تمثل هذه على الاقل كل التنظيمات السياسية وليس هو فقط.
بعد الاستيقاظ من الصدمة سيقول محمود عباس ورجاله، وبحق، إن التغيير الامريكي لا يعني بالضرورة فشل المسار الدبلوماسي الفلسطيني، بل هو يبرهن على عدم الحيلة لجهات عقلانية في الحزب الجمهوري، حيث أن التحدي ليس موجه فقط ضد الفلسطينيين بل ضد المسلمين، ومن بينهم دول تعتبر حكوماتها حليفة للولايات المتحدة، وضد الفاتيكان وضد اوروبا. وهم يستطيعون القول ايضا وبحق، إن جرأة ترامب تحطم التفاهمات الدولية ليس في مجال واحد فقط. فهو واليمين الاقتصادي والافنغلستي الذي يخدمه ويمثله حقق انتصارين كبيرين آخرين: زيادة الهدايا للرأسمال الكبير على شكل تقليصات في ضرائب الشركات واعلان المحكمة العليا الامريكية أنه يمكن أن يسري فورا منع دخول مواطني الدول الاسلامية الستة. لذلك سيقول عباس ورجاله إنه لا توجد علاقة بين الوضع الفلسطيني الداخلي وبين المواجهة الدولية مع سياسة ترامب.
المسار الدبلوماسي – الاعتراف الدولي الرمزي بدولة “فلسطين” – الذي تم شقه ببطء، حظي بعدة انجازات مبهجة مثل الموافقة على قبول العضوية في عدد من المؤسسات الدولية والتوقيع على عدد من المواثيق الدولية، الذي تم ايقافه أمام البوابة الامريكية. هذا المسار اغضب اسرائيل وبحق، لكنه استنفد نفسه ولم يغير الحقائق على الارض: حكم ذاتي محدود من قبل السلطة الفلسطينية، المقسمة بين عدد من الجيوب المنفصلة، والذي يعفي اسرائيل من أي مسؤولية رغم كونها القوة المحتلة. الدول الغربية أعطت وتعطي المصادقة الشرعية للقيادة الفلسطينية غير المنتخبة وغير المحبوبة من قبل الجمهور، بسبب تعهدها بكبحه والحفاظ على الهدوء الامني مع اسرائيل، واستعدادها للتظاهر بوجود “عملية” وأن هذه العملية ستؤدي الى اقامة الدولة. إن الخطر في خطوة ترامب سيعزز فقط مطالبة اوروبا بأن يواصل عباس واجهزته الامنية لجم الجمهور مقابل استمرار قبولهم كقيادة شرعية.
الولايات المتحدة تقوم بتقديم مساعدة سخية لوكالة غوث اللاجئين والاجهزة الامنية الفلسطينية، وتحصل على واقع الجيوب: هذا قبل ترامب بزمن طويل. هذه هي رسالة تمويلها لتحسين الشوارع بين القرى كبديل للشوارع السريعة والواسعة التي اغلقت اسرائيل معظم طرق الوصول اليها من المدن والقرى الفلسطينية في صالح المستوطنين. الدول الاوروبية غير معفاة من المسؤولية عن مساعدتها لواقع الجيوب، ومن خلال منح المساعدات تخفف قليلا الازمة الاقتصادية المستعصية التي تتسبب بها القيود الاسرائيلية. ولكنها حاولت وتحاول المساعدة على الصمود الفلسطيني في المناطق ج، وقد اتخذت عدة خطوات لم تستكمل باتجاه مقاطعة منتوجات المستوطنات، وتستمر في توضيح موقفها بأن المناطق ج هي جزء من الدولة الفلسطينية. وهي على الاقل تدرك دورها السلبي كدول تدعم الاحتلال.
الدول الاوروبية ايضا لن تتوقف بالتأكيد عن دعم الاحتلال الآن – على شكل المساعدة الانسانية للفلسطينيين – حيث أن خطر الانفجار يزداد. هذا ايضا يعزز منطق الحفاظ على حكم عباس كما هو. إن دعوة فتح لثلاثة ايام غضب من اجل القدس، دون تغيير في النظام الداخلي، هي مراهنة خطيرة: فهي تعرض للخطر حياة وسلامة آلاف الشباب وتكشفهم للاعتقال الجماعي، عبثا. ولكن في الاساس من شأنها أن تظهر أن الجمهور الفلسطيني لا يلتزم بدعوات حركة فتح والسلطة الفلسطينية لأنه لا يثق بهما. وهو سيعمل في الوقت والصورة المناسبة له.
بدلا من ملاحقة كل من ينتقده في الفيس بوك واسكات الانتقاد عن طريق قانون الانترنت، فان عباس والجهات التي تحيط به، يستطيعون الآن اتخاذ عدة خطوات أولية لتهوية الجهاز السياسي الذي قاموا بتشكيله في ظل عملية اوسلو. يصعب تخيل كيف ستبدو هذه التهوية بسبب التكلسات المتراكمة لمؤسسات م.ت.ف والسلطة الفلسطينية. ولكن في كل الاحوال، فانها تقتضي تعاون في التفكير والعمل في اوساط واسعة جدا. شيء نسيت قيادة فتح وم.ت.ف منذ زمن كيفية القيام به.
هآرتس / الاعتراف بالقدس رمزي بالاساس – ولكنه يقسم المدينة ما بين النشوى واليأس
هآرتس – بقلم نير حسون – 7/12/2017
بعد أقل من ساعة من الاعلان الدراماتيكي للرئيس ترامب أمس حدث أمرين في البلدة القديمة في القدس: البلدية اضاءت كشافات واضاءت اعلام الولايات المتحدة واسرائيل على سور المدينة، والكشافات التي تضيء بصورة دائمة قبة الصخرة انطفأت. في البداية كان هنالك من ظن أن هذه عملية مقصودة ولكن بعد وقت قصير قيل أن الامر يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي. كما يبدو ليس هنالك علاقة بين الكشافات التي اضاءت الاسوار وبين تلك التي انطفأت على الحرم، ولكنها عبرت جيدا عن المشاعر امس في القدس. نشوى في جانب ويأس واهانة في الجانب الاخر.
في الدقائق التي اعقبت الاعلان كانت مجموعات الواتس اب في شرق القدس ما زالت صامتة. ولكن سرعان ما تجمعت في سلوان مجموعة من النشطاء من أجل القيام باحتجاج ما لم تحدد طبيعته بعد، وبعد ساعة من الخطاب تم نشر بيان عن اضراب شامل اليوم في المدينة، وهو صيغة تقريبا مؤكدة للمصادمات العنيفة مع الشرطة. بعد تسعين دقيقة من الخطاب ابتدأت شائعات عن وجود مجموعات من الفلسطينيين يتوجهون نحو الحرم. معظم النشطاء الفلسطينيين الذين تحدثوا مع “هآرتس” قدروا ان الشارع الفلسطيني في القدس سيرد، ربما خلال اليوم وربما اليوم وربما بعد الصلوات في يوم الجمعة. ولكن حسب اقوالهم هذا الرد يبدو انه سيكون محدودا في حجمه.
اذا كان بالامكان ان نحكم من خلال المحادثات، يبدو أن توقعات الفلسطينيين في المدينة من المجتمع الدولي والعالم العربي ومن السلطة الفلسطينية منخفضة الى درجة أنها من الصعب أن تزعزعهم. مع ذلك، وكما أشارت الاضواء المنطفئة في الاقصى، فان هنالك خوف من ان الاهانة السياسية ستترجم الى اهانة دينية – الامر الذي من الممكن ان يشعل نارا كبيرة. ان اقوال ترامب بما يخص بالحاجة الى الحفاظ على الوضع الراهن في الاماكن المقدسة لن تهديء من السنة اللهب.
في الجانب الاسرائيلي من المدينة على الاقل في اوساط متخذي القرارات والنشطاء الجماهيريين، كان هنالك شعور من النشوى. صحيح أن الحدث الاحتفالي الذي نظم في ميدان سفرا الغي بسبب الاحوال الجوية ولكن رئيس البلدية نير بركات أعلن “لقد عشنا وشهدنا هذا الزمن”. عساف فريد المتحدث باسم هيئة منظمات الهيكل قال بان “اعتراف أمم العالم بسلطة اسرائيل في القدس هو خطوة تاريخية يقرب بناء الهيكل في القدس”.
صوتان
ساحة باب العمود في القدس هي “محنيه يهودا” لشرق القدس. الى هنا يصل الصحافيون من كل العالم من أجل سماع صوت الشارع الفلسطيني. أمس تجمع هناك العشرات من الصحافيين الذين انتظروا توقف المطر من أجل اجراء مقابلات مع السكان حول تصريح رئيس الولايات المتحدة. ولكن صوت الشارع في شرق المدينة كما في غربها دائما مضلل. خلافا للموقف المصمم للقيادة الفلسطينية والعربية فان الشارع في شرق القدس يتحدث بعدة أصوات “لم يتغير شيء، الناس لا يهمهم ذلك، هم يريدون ان يعيشوا. لماذا يقوم الناس بعمل فوضى، لماذا نقوم بانتفاضة هل من أجل ان يموت اولادنا؟”، قال زياد فوزي ابن الستين عاما وهو تاجر من البلدة القديمة. “ما الفرق بين أن يقيم السفارة هنا أو في تل أبيب أو في الخليل؟” بالمقابل قال علي جدة وهو نشيط فلسطيني معروف في البلدة القديمة وفي السابق كان من نشطاء الجبهة الشعبية: “الانفجار قريب جدا. اذا لم يكن اليوم فسيكون غدا وان لم يكن غدا سيكون بعد غد، تصريح ترامب لا يقف وحيدا. هنالك تراكم لامور عديدة، تصرفات الجنود، الاهانات، في النهاية سيكون هنالك انفجار. ورأس الحربة ستكون القدس”.
ان تصريح ترامب اعتبر من قبل الكثيرين كأمر ليس له علاقة بحياتهم. من ناحية الفلسطينيين في القدس فان التصريح لم يسبب لهم خسارة كبيرة حيث لا يوجد لديهم ما يخسرونه اساسا. ليس أنه الى ما قبل تصريح ترامب كان هنالك سيناريو معقول لانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كما أن اليأس من العملية السياسية والعالم العربي ومن السلطة الفلسطينية ومن المجتمع الدولي هو جزء اساسي في تصورهم هذا منذ سنوات عديدة. من هذه الناحية فان تصريح ترامب بالرغم من رمزيته لا يقدم ولا يؤخر. المشكلة مع اليأس الذي يمكن أن يوجد في كلا الاتجاهين، كما يقول عدنان غيث أحد نشطاء فتح المركزيين في المدينة، “ان هذا لن يمر بهدوء لان الشعب الفلسطيني انتظر فترة طويلة للسلام، يوجد هنا اليوم جيل كامل انتظر فترة طويلة من الزمن والان دمروا له الامل وليس للناس ما يخسرونه. الاحتلال تواصل، الاستيطان يتواصل، هدم البيوت متواصل، ممَ سيخاف الناس اليوم؟”. “لقد أعطى هدية كبيرة لكل العالم الراديكالي”، اضاف جواد صيام، وهو نشيط اجتماعي وسياسي من سلوان. “هو شخص غريب ومن الغريب ان اسرائيل تحتفل الان”.
من أجل فهم خلفية التصريح يجب أن نفهم أن المكانة الدولية للقدس هي “حي متحجر”، آخر بقايا خطة التقسيم سنة 1947. القدس هي المكان الوحيد الذي لا يعترف به المجتمع الدولي لا بضم حزيران 1967 ولا بضم حرب الاستقلال 1948. حسب خارطة التقسيم القدس عليها أن تكون تحت ادارة دولية واسرائيل والاردن خرقتا الخطة عندما احتلتا كلا شطري المدينة في 1948. العالم يرفض حتى اليوم الاعتراف بهذا الاحتلال، وليس هنالك شك ان القرار الاسرائيلي بضم الجزء الشرقي في 1967 ساهم في الموقف العالمي بعدم الاعتراف حتى بغرب القدس.
بالرغم من ذلك، فان اعتراف رئيس الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لاسرائيل هو رمزي بالاساس. القدس تقوم فعليا بدور العاصمة السياسية منذ 1949. ايضا السفراء والزعماء الاجانب الذين امتنعوا في السنوات الاولى من الوصول اليها لاجراء لقاءات رسمية تخلوا منذ زمن عن هذه المقاطعة ويحرصون فقط على ان تجرى تلك اللقاءات في القسم الغربي منه. ولكن عنصر مهم آخر في السياسة الدولية تجاه القدس هو التبادلية والذي بمقتضاه اعتراف بغرب المدينة كعاصمة لاسرائيل يقتضي الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة لفلسطين. فعليا التيار المركزي في السياسة الفلسطينية ذلك الذي يقف على رأس السلطة الفلسطينية يستند الى هذا الفهم. “لا يمكن لعباس أن يبيع شعبه دولة فلسطينية بدون عاصمة في القدس”، قال محلل منظمة “مجموعة الازمة الدولية”، عوفر زلتسبرغ.
من شأن هذا التصريح ان يكون له تداعيات جوهرية على اليأس الفلسطيني من الدولة العتيدة. هذا الشعور من الممكن أن يقود الى مسارين كما يبدو متناقضين: من الجانب الاول لتقوية المناداة بحرب مقدسة لانقاذ الاقصى وللقيام بأعمال عنف. ومن الجانب الثاني لمشاركة متزايدة للمجتمع الاسرائيلي حيث أنه لم يعد هنالك معنى لانتظار المسيح في هيئة دولة مستقلة. هكذا من المتوقع ان نرى في المدى الطويل زيادة الضغوط لدراسة البجروت الاسرائيلي، القبول للعمل في غرب القدس وفي النهاية ايضا تقديم للحصول على جنسية اسرائيلة كاملة. هذه العملية في نهاية الامر سترجع الكرة الى الملعب الاسرائيلي والى السؤال فيما اذا كانت اسرائيل حقا مستعدة لدفع ثمن القدس الموحدة والذي يتضمن منح المواطنة لـ 320 الف فلسطيني يعيشون في المدينة.
هآرتس / ترامب حطم وهم المسائل الاساسية
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 7/12/2017
كيف عشنا حتى الآن بدون عاصمة معترف بها؟ كيف ستتغير حياتنا عندما تصبح لدينا أخيرا عاصمة حصلت على الجنسية الامريكية؟ الآن بقي فقط الأمل بأن تقوم الولايات المتحدة والعالم بالاعتراف أن اسرائيل هي دولة القومية اليهودية. وسيكون بالامكان البدء بالدولة من جديد.
يجب علينا الاعتراف أنه لم تحصل أي دولة على فرصة كهذه. مع ذلك، يمكن التساؤل ما هو الاهم، الاعتراف بالقدس كعاصمة أو نقل السفارة الامريكية اليها؟ حتى أمس كانت تل ابيب، والقدس والخضيرة لم تكن معترفا بها كعاصمة لاسرائيل. هكذا لم يكن ليتغير شيء في مكانتها اذا نقلت اليها السفارة الامريكية قبل ذلك. ما هي اهمية الاعتراف الامريكي بالقدس، لقد شرح لنا ترامب ذلك: أن اختيار العاصمة هو عمل سيادي لدولة مستقلة. ربما أن حكومة اسرائيل هي التي لا تعترف بصلاحيتها في الاعلان عن عاصمتها؟ الرئيس ترامب لم يمنح أمس مواطني اسرائيل بطاقة تؤهلهم لاختيار القدس لوظيفة حجر الاساس لوجودهم. هم لا يحتاجون الى هذه الشهادة. هو منح نتنياهو هدية عيد ميلاد زائدة. الاعتراف بمدينة دون حدود متفق عليها، التي لم يتم انزالها ولن يتم انزالها عن طاولة المفاوضات وأن مستقبلها مرهون بموافقة الطرفين، يشبه الاعتراف برزمة “معجون فلسطينة” كعاصمة لاسرائيل.
لا يجب ايضا الانفعال اكثر من اللازم من التهديدات والتحذيرات التي تصل من الدول العربية والفلسطينيين ودول اوروبا. العملية السلمية لم تكن مرتبطة في السابق ولن تكون مرتبطة الآن بمكانة القدس. اذا حان الوقت الذي تكون في اسرائيل حكومة توافق على التفاوض مع الفلسطينيين والانسحاب من المناطق ورسم الحدود وتقسيم القدس، فان اعتراف ترامب لن يكون عائقا. وكما اثبتت اسرائيل، بالتحديد في القدس هي مستعدة للتنازل عن مناطق مكتظة بالسكان العرب، وأن تبني لهم مجال منفصل للسكن. كما لا يجب الخشية من أن مقدسيين فلسطينيين سيتدفقون من اجل طلب الجنسية الاسرائيلية. إن آلة التشريع الاسرائيلية ستجد حل لذلك. مثلا، تطبيق المطالبة بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. الخوف، كالعادة، هو من اندلاع انتفاضة. ولكن هذا خوف لا اساس له من الصحة. أولا، لأن الاعتراف بالقدس رغم الاحتجاجات ليس هو الموضوع المركزي الذي يشغل الآن الفلسطينيين والدول العربية. وثانيا، وهذا هو الاساس، الانتفاضات نحن نعرف كيفية قمعها.
معنى الاعتراف بالقدس هو تحطيم رسمي للوهم الذي يقول إنه فقط اذا تم الاتفاق مع الفلسطينيين على حل المسائل الاساسية ومنها حق العودة وترسيم الحدود ومكانة المستوطنات وتقسيم القدس، فسينتهي الصراع.
إن النقاش حول المسائل الاساسية يعطي العملية السياسية شكل النزاع المنطقي بين شريكين تجاريين. حسب هذا التصور فان كل تغيير احادي الجانب في الوضع الراهن لكل مسألة من هذه المسائل معناه تدمير العملية. ولكن حل المسائل الاساسية متعلق أولا وقبل كل شيء، بمسألة من يقف على رأس الحكومة الاسرائيلية ومن يحركها. وعندما لا يكون بالامكان تغيير الحكومة واجراء مفاوضات حقيقية، يهربون الى النقاش حول المسائل الاساسية. هذا الوهم يواجهه اليمين واليسار منذ عشرات السنين وهم يجرون مفاوضات وهمية بينهم وبين انفسهم ومع الولايات المتحدة، ولكن ليس مع الفلسطينيين. خوف اليسار من أنه من الآن فصاعدا لن يكون ما سنتحدث عنه مع الفلسطينيين، وسعادة اليمين من أن ترامب دفن العملية السلمية، ينبع من نفس هذا الوهم.
يجب الاعتراف بأن ترامب لم يقتل بالأمس العملية السلمية. هو وقف على قبرها، أبرزها، وتفاخر بأنه هو فقط الذي تجرأ على الاعلان عن موتها، أي الاعتراف بالقدس في الوقت الذي تسلى فيه أسلافه بالقيام بمناورات احياء. ولكن على الاقل بالنسبة لنا توجد الآن عاصمة ولا توجد عاصمة للفلسطينيين.
هآرتس / أزمة مفتوحة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 7/12/2017
في م.ت.ف تعهدوا بالرد على اعلان ترامب بالاحتجاج غير العنيف، لكن التعريف الفلسطيني لهذا المفهوم هو تعريف مرن. إن القتلى الفلسطينيين من شأنهم اشعال غضب الشارع، وقد سبق لاسرائيل أن تعلمت أن الجنازات في المناطق تجلب معها عنفا جديدا.
الرئيس ترامب قال أمس في خطابه بدرجة كبيرة ما كان يجب أن يكون مفهوما من تلقاء نفسه: القدس هي عاصمة دولة اسرائيل والولايات المتحدة، بتأخير كبير، تعترف بذلك. من جهة رئيس الحكومة هذه تعتبر نقطة سياسية فارقة وانجاز سياسي بارز، تأتي في فترة صعبة من التحقيقات وعلامات على عدم استقرار الائتلاف.
ولكن هل ما هو عادل يجب أن يكون حكيما ايضا. خطوة ترامب سيتم فحصها من خلال فترتين زمنيتين: على المدى القصير – هل سيؤدي الى تزايد واضح للعنف في القدس والمناطق الى ازمة بين الولايات المتحدة واسرائيل وبين الدول العربية السنية، التي علاقاتها مع اسرائيل قريبة نسبيا. وعلى المدى الابعد – هل الرئيس على حق، وبالتحديد أن كسر النموذج الثابت للحذر الامريكي والتمسك بوجود شكلي لوساطة معقولة، ستجبر الفلسطينيين على الخروج من منطقة راحتهم والموافقة على اجراء مفاوضات سياسية اكثر جدية من التي اجروها سابقا؟.
احمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، والمقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال أمس لوكالة “معا” إن جهود السلطة في اعقاب الخطاب ستكون في عدة قنوات. لقد قدر أن السلطة ستقوم بتجديد محاولاتها للانضمام كعضو كامل في الامم المتحدة. وستطلب الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول غربية اخرى، وستحث نشاطات بي.دي.اس لتعزيز جهود المقاطعة الدولية لاسرائيل، وستجدد الخطوات في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد جرائم الحرب التي نفذتها اسرائيل. على الصعيد الداخلي قال مجدلاني إنه ستجري احتجاجات شعبية غير عنيفة.
ولكن التعريف الفلسطيني لـ “الاحتجاج غير العنيف” يميل الى أن يكون شديد المرونة. على الاغلب، هذا يتضمن ايضا مظاهرات عنيفة بالتأكيد، رشق حجارة والقاء زجاجات حارقة. هذا من شأنه أن يتطور في الايام القريبة في شرقي القدس وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
في الاجهزة الامنية الاسرائيلية سيصغون بشكل خاص لما سيجري في الايام القادمة في اوساط المجتمع العربي في اسرائيل. يوم الاختبار القريب هو يوم غد، الجمعة، في الصلوات في المساجد. الطقس البارد والامطار اليوم يمكنها أن تساعد قليلا في تهدئة النفوس، على الاقل بصورة مؤقتة. المشكلة هي أنه في نهاية الاسبوع سيتحسن الطقس.
علامة استفهام اخرى تتعلق بدرجة اصغاء العالم العربي، وحتى الجمهور الفلسطيني، لخطوات الرئيس ترامب. مستوى أهمية القضية الفلسطينية هبط كثيرا في السنوات الاخيرة على خلفية ما يجري في الشرق الاوسط، لكن كلمة “القدس” ما زال يمكنها أن تشعل من حولها المشاعر الدينية القوية.
في اوساط الفلسطينيين، خلافا لازمة البوابات الالكترونية في الصيف الماضي في الحرم، التي كان لها هدف محدد هو “خضوع اسرائيل وازالة البوابات”، والذي تحقق فعليا، من الواضح لهم هنا أنهم لن يستطيعوا اقناع ترامب بالتراجع. هذا نوع من “الازمة المفتوحة” بدون هدف أو نقطة نهاية واضحة، والذي وقوده مرتبط اساسا بمستوى الغضب في الشارع. وهذا مرتبط بالدرجة الاولى بعدد القتلى. كما هو معروف في الجيش الاسرائيلي منذ سنوات، الجنازات في المناطق تقود خلفها المزيد من الجنازات. اذا كانت المظاهرات ومحاولات التسبب بالاضرار ستنتهي بقتلى فلسطينيين كثيرين فان المنطقة ستشتعل وسيكون من الصعب اخماد اللهب لفترة طويلة.
إن استعدادات اسرائيل الكبيرة ملقاة كالعادة على كتف من يسمى “الشاويش الاستراتيجي” – الجندي المنفرد في موقع الحراسة أو قائد الحاجز، ورده على الحادثة التي تتطور خلال لحظات. في موجة العنف الاخيرة التي بدأت في القدس والمناطق في تشرين الاول 2015 احتاج الجيش والشرطة والشباك وقت من اجل استيعاب الانعطافة في شكل الارهاب الذي تحول الى ظاهرة عمليات لاشخاص منفردين، بدل المبادرة من قبل خلايا منظمة. الدمج بين تطوير بارز في جمع المعلومات الاستخبارية وزيادة اليقظة والاستعداد من قبل الجنود ورجال الشرطة في نقاط الاحتكاك في المنطقة والامتناع التام للجيش الاسرائيلي عن العقاب الجماعي، أدت في النهاية الى خفوت الارهاب. هذه المرة وعلى ضوء الدروس التي تعلمناها في السنتين الاخيرتين، فان الجهاز الاسرائيلي يتوقع أن يصل مع استعداد وجاهزية اكبر للمواجهة في حال اندلاعها.
اسرائيل اليوم / الفلسطينيون يكررون خطأ 29 تشرين الثاني
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 7/12/2017
الاهمية التاريخية لاعتراف الرئيس ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل لا تكمن فقط في استعداده للوقوف بصورة قوية الى جانب اسرائيل ومنحها المصادقة، حتى لو كانت بعد حدوثها، على خطوة دافيد بن غوريون الشجاعة قبل سبعين سنة تقريبا، عندما حدد القدس كعاصمة.
أهمية اعتراف ترامب هي اساسا بسبب الرسالة التي يرسلها للفلسطينيين، والتي تقول إن واشنطن لن تنتظرهم حتى النهاية أو الى حين يوافقون على اجراء المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. واساسا من اجل اظهار البراغماتية المطلوبة للتوصل الى اتفاق. هذه رسالة مناسبة، وبحسبها فان الوقت لا يعمل بالضرورة في صالح الفلسطينيين، كما يميلون الى الاعتقاد، وأن الحقائق على الارض، التي تضعها اسرائيل هي التي تملي في نهاية المطاف موقف الولايات المتحدة في المسائل الاساسية في النزاع الاسرائيلي العربي.
هذا تطور خطير بشكل خاص بالنسبة للفلسطينيين، الذين كل استراتيجيتهم في السنوات الاخيرة ارتكزت على مد ارجلهم وعلى جهود للحصول من خلال قرارات مؤسسات دولية على ما لم ينجحوا في الحصول عليه من اسرائيل في المفاوضات المباشرة معها. لا يوجد للسلطة الفلسطينية أي رد حقيقي على الخطوة الامريكية، لكن ايضا لا يوجد لحماس أي رد، التي تعطي الاولوية لمواصلة حكمها في قطاع غزة بدل الخروج الى مواجهة مع اسرائيل من اجل القدس.
مقابل الشرك الذي سقطوا فيه، يتوجه الفلسطينيون الى تأجيج المشاعر والعنف بشكل يشبه ردهم على قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني، الذي رافقه ايضا اندلاع اعمال العنف، والذي بشر باندلاع حرب الاستقلال. السلطة الفلسطينية تدعو الى غضب شعبي، لكن ليست لها قدرة حقيقية للسيطرة على ارتفاع اللهب بعد اشتعال النار.
بالنسبة لاغلبية الزعماء العرب، تصريح ترامب لا يقدم ولا يؤخر. ملك السعودية شرح لأبو مازن في السابق (هكذا ورد في وسائل الاعلام) حقائق الحياة، أي أن عليه الموافقة على أبوديس كعاصمة للفلسطينيين. المشكلة هي في تلك الدول التي تغلي فيها طنجرة الضغط بسبب مشكلات اجتماعية واقتصادية وتهدد بنفسها بالانفجار. في هذه الدول سيكون هناك متطرفون سيحاولون تأجيج المشاعر واجبار الحكام على الصعود الى شجرة عالية من الردود الغاضبة. هكذا هو الاردن اليوم، وما حدث في مصر في عهد حسني مبارك، وتحت اليد الأمينة لعبد الفتاح السيسي، فان مصر تغرق في النضال ضد الارهاب الاسلامي وليس في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. بقي فقط اردوغان التركي، لكن مشكوك فيه أن يأتي خلاص الفلسطينيين من تصريحاته الغاضبة.
هآرتس / إعلان ترامب ليس سببًا للاحتفال، بل للغضب والقلق
هآرتس – بقلم تشيمي شاليف – 7/12/2017
بإمكاننا أن نتفهم النشوة التي سيطرت على إسرائيل في ظل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بشأن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. الحديث هنا عن خطوة تاريخية فعلًا، مثلما اعتبرها بنيامين نتيناهو، والمشكلة هي أنه بغض النظر عن إسرائيل والمتعاطفين معها من اليمينيين في الولايات المتحدة؛ أغلب العالم لا يعتقد بأن هناك سببًا للاحتفال بذلك، إلا لإثارة الغضب والقلق.
الإعلان لا يغير شيئًا في المنطقة؛ بل إنه ينتهك الوضع الراهن للمجتمع الدولي، إنه فعليًا يتحدى الالتزام طويل الأمد لواشنطن بصيغة “الهيئة المستقلة” التي نشأت ضمن قرار التقسيم في نوفمبر 1947، التي تحدد فيها أن القدس تتم إدارتها من قبل نظام دولي خاص.
الإعلان أيضًا حرف للإجماع الدولي القائم منذ 1967، الذي ينص على ان الوضع الرسمي للقدس يتحدد باتفاق ومفاوضات بين الطرفين. رغم التحفظ الذي حدده ترامب بأن الاعتراف سينطبق على حدود المدينة مثلما سيتم تحديدها مستقبلًا؛ إلا أن إعلانه يرسخ سيطرة إسرائيل على القدس، ويضعف ضمنًا مطالبة الفلسطينيين بعاصمة.
الصدى التاريخي للإعلان سيتأثر بتداعياته، ليس هناك شك في أن بيان ترامب – الذي جاء رغم تحذيرات أوروبا وملوك الأردن والسعودية – يضع القدس على رأس غضب العالم العربي بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص. في حال ترجم الغضب على هيئة تظاهرات احتجاجية في رام الله وغزة، فإن إعلان ترامب سيثبت دون تأثر. لكن في حال تطور لمظاهرات دموية، ضعف السلطة الفلسطينية، إحباط مبادرة السلام الأمريكية أو تقويض استقرار المنطقة، فمن الممكن ان يُسجل كخطوة طائشة لرئيس غير متزن، يتخذ إجراءات خطيرة تقلب الواقع دون ان يدرك ما الذي يفعله.
في حين تعتبر إسرائيل الخطوة عادلة وضرورية من طرف رئيس شجاع ومتعاطف، أغلب العالم يضع القرار على سلسلة القرارات مثيرة للاستفزاز التي اتخذها ترامب ضمن سلسلة طويلة من القضايا الدولية والداخلية. حتى في الولايات المتحدة أغلب الردود كانت سلبية، ربما لأنه من الصعب ان نتوقع من الرأي العام الأمريكي التطرق بجدية للاعتراف بالقدس، في حين ان ترامب يكسر القواعد الأساسية في السياسية ويقدم دعمًا كاملًا للمرشح الجمهوري في الانتخابات التي ستجري الأسبوع المقبل في ولاية ألاباما، الذي تراكمت ضده أدلة وشهادات كثيرة. بغض النظر عن الإسرائيليين أنفسهم، لا أحد يعتقد أن إسرائيل معفاة من التخلي عنها من قبل ترامب في قضايا أخرى.
الآن، على الفلسطينيين أن يشكروا ترامب على شيء واحد على الأقل؛ انه أعادهم للعناوين الرئيسية، حتى في الولايات المتحدة، بعد أشهر طويلة من الغياب. والآن يبقى علينا ان ننتظر لنرى إن كان هذا مجرد فلاش مؤقت أو ان الفلسطينيين وداعميهم سيحاولون استغلال الزخم وإثارة فوضى من أجل تذكير العالم بأنهم موجودون؛ حينها فقط سنعرف ان كانت إسرائيل قد خرجت مستفيدة من خطوة ترامب أو ان ربحها التاريخي خرج بخسارة كبيرة ومؤلمة في الواقع.
موقع واللا العبري / أمريكا تطالب إسرائيل بالتحلي بضبط النفس في ردها
موقع واللا العبري الاخباري – 7/12/2017
طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بضبط النفس في ردها على الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لها، خوفًا من ردود سلبية وارتكاب أعمال عنف ضد أفرادها وممثليها في أنحاء العالم.
وجاء في الرسائل التي أرسلها دبلوماسيون أمريكيون في سفارة تل أبيب لنقلها لمسؤولين رسميين في إسرائيل “بينما نعرف أنكم تستقبلون الأخبار بترحيب، لكننا نطلب منكم ضبط الرد الرسمي”
كما جاء أيضًا أن “واشنطن تتوقع معارضة للخطوة في الشرق الأوسط وأنحاء العالم. ما زلنا ندرس تأثير القرار على أمريكا وعلى أفرادها في الخارج”.
وأظهرت وثيقة أخرى للخارجية الأمريكية، أمس، تشكيل قوة داخلية من أجل متابعة التطورات الدولية في أعقاب القرار بخصوص القدس، فيما أوضح مسؤول أمريكي رسمي ان “هذا إجراء يتم في كل مرة يكون هناك قلق على أمن أفراد الإدارة الأمريكية أو مواطنين أمريكان”.
وكانت الخارجية الأمريكية حذرت، أمس، دبلوماسيين أمريكيين من التوجه لإسرائيل في الأسابيع المقبلة، وحتى 20 ديسمبر.
وأشار موقع “واللا” إلى قلق في إسرائيل أيضًا من الردود، حيث ان كل الفصائل الفلسطينية مستعدة ليوم غضب في القدس الشرقية، الضفة الغربية وقطاع غزة.
هذا وحذروا في جهاز الأمن من احتمال اندلاع أعمال خرق للنظام وعنف في أنحاء الضفة الغربية، واستعد الجيش للتعامل مع تدهور الوضع في نقاط الاحتكاك المعروفة، ومع التظاهرات المخطط لها من طرف التنظيمات الفلسطينية المختلفة.
المصدر / إسرائيل تحتفل: يوم عيد في الدولة العبرية
المصدر – 7/12/2017
“الرئيس ترامب، شكرًا لك” كتبت الصحف الإسرائيلية الكبرى على صفحاتها الأولى، اليوم الخميس، في أعقاب الإعلان التاريخي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن مقاربة جديدة في تاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني تبدأ من منظوره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وازدانت الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية بصور أسوار مدينة القدس، وعليها علما إسرائيل والولايات المتحدة، تعبيرًا عن فرحة الإسرائيليين بقرار ترامب التاريخي.
ورغم أن الإدارة الأمريكية طلبت من إسرائيل كبح فرحتها بالإعلان التاريخي للرئيس، خشية من تأجيج ردود الفعل الغاضبة في العالم على القرار؛ عبّر زعماء إسرائيل عن فرحتهم وشكرهم لإعلان الرئيس الأمريكي دون أي قيود.
فقد نشر وزير الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فيديو خاصًا، مساء أمس، فور إعلان ترامب في البيت الأبيض، شكر فيه الرئيس الأمريكي قائلًا “إن الشعب اليهودي لن ينسى الخطوة التي أقدم عليها ترامب”، ودعا زعماء العالم للامتثال بقرار ترامب ونقل سفاراتهم إلى القدس.
وخصّص الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مقالة خاصة نشرتها صحيفة “يديعوت احرونوت”، شكر فيها نظيره الأمريكي، وروى فيها عن أهمية القدس بالنسبة له ولعائلته وفي تاريخ الشعب اليهودي.
وأجمع معظم المحللين الإسرائيليين على أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر “مفهوم ضمنًا”، وذلك لأن إسرائيل تعد المدينة عاصمة لها عمليًا منذ عقود، منذ أن قرر رئيس الوزراء في الماضي دافيد بن غوريون إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. وشدد المحللون على أن السلام في المنطقة – ومع الفلسطينيين بالذات – لن يتحقق إن لم تكن القدس عاصمة لإسرائيل.
وعلى خلاف الأغلبية؛ انتقد محللون إسرائيليون يساريون وصحيفة “هآرتس” إعلان الرئيس الأمريكي، إذ كتبت “هآرتس” أن قرار ترامب يعد تراجعًا أمريكيًا عن حل الدولتين وعن السلام، كما رأت في القرار انحيازًا صارخًا لرؤية نتنياهو للسلام في المنطقة، وأن الرئيس الأمريكي أعطى نتنياهو هدية دون مقابل.
هآرتس / انسحاب أمريكي من السلام
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 7/12/2017
منح الرئيس الامريكي دونالد ترامب انجازا سياسيا باهظ القيمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يكافح في سبيل مكانته العامة في ظل تحقيقات الفساد ضده، ويسعى الى الحفاظ على استقرار الائتلاف، الذي يقوده البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت. في خطابه أمس في البيت الابيض اعترف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل. اعلان كل اسلافه امتنعوا عنه، منذ قيام الدولة في 1948 – وفي نفس الوقت خفف الالتزام الامريكي بحل الدولتين، الذي اشترطه بموافقة الاطراف. والاهم من ذلك، فقد وعد ترامب الا تعرض الولايات المتحدة موقفا في المسائل موضع الخلاف بين اسرائيل والفلسطينيين، وعلى رأسها حدود السيادة الاسرائيلية في القدس.
قدم ترامب لنتنياهو انجازا دبلوماسيا غير مسبوق، في ظل تأجيل الايفاء بوعده في حملته الانتخابية لنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس. وفي نفس اللحظة هدأ مخاوفه من عرض املاء امريكي لتسوية اسرائيلية – فلسطينية من شأنها أن تؤدي الى تفكيك الائتلاف الحالي في اسرائيل – الذي يرفض حل الدولتين وكل بادرة طيبة مهما كانت للفلسطينيين. ولا غرو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رد بخيبة أمل قاسية على تصريحات ترامب ودعا الى تجنيد جبهة دولية ضد الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.
وترافق الخطاب بمخاوف من انفجار عنف النزاع، وينبغي الامل أن يعقل الطرفان في منعه. وحاول ترامب تهدئة اللهيب بدعوته الحفاظ على الوضع الراهن في الاماكن المقدسة والاقصى كموقع اسلامي مقدس. ولكن المشكلة ليست فقط ضمان الهدوء في المدى القصير، بل ايجاد حل بعيد المدى للنزاع. فأقوال ترامب الجميلة عن التزامه بالسلام لا تحل أزمة 320 الف فلسطيني يعيشون في القدس بلا حقوق مواطنة، ولا تسكت اليمينيين الاسرائيليين الذين يسعون الى اعادة قيام الهيكل حتى بثمن الحرب الخالدة مع العالم الاسلامي.
أكثر من كل شيء، فان “خطاب القدس” لترامب عبر أمس عن خطوة أخرى في الانسحاب الامريكي من الشرق الاوسط. صحيح أن اسلافه أيضا امتنعوا عن فرض التسوية، ولكن على الاقل منذ قمة كامب ديفيد في 2000، توسطوا بين الطرفين في ضوء مباديء الرئيس الاسبق بيل كلينتون. اما ترامب فحرر نفسه من التزامات الماضي، وترك للاسرائيليين والفلسطينيين كامل المسؤولية عن تصميم التسوية وتحقيقها.
في مثل هذا الوضع واضح أن أمريكا “لن تنقذ اسرائيل من نفسها”، ولن تؤدي الى انهاء الاحتلال ووقف الالحاق في المناطق. اسرائيل بحاجة لزعامة تستجيب للتحدي الذي طرحه ترامب، وتعمل على تقسيم البلاد كي تضمن مستقبل الدولة. أما نتنياهو فقد اثبت بانه ليس أهلا لهذه المهامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى