اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 6– 12 – 2017
صحيفة يديعوت أحرنوت:
ترمب سيعلن اليوم، القدس عاصمة “إسرائيل”.
صور الرئيس الأمريكي أحرقت في بيت لحم، واليوم سيعلن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
زوجة عضو الكنيست الإسرائيلي ديفيد بيتان منع عليها التحدث مع زوجها، وسائقه الذي يعتبر كاتم أسراره يخضع هو الآخر للتحقيق.
صحيفة معاريف:
ترمب سيعترف بالقدس عاصمة ل “إسرائيل”، وعن دعمه لحل الدولتين.
إفشال خطة تنظيم إسلامي لاغتيال رئيسة وزراء بريطانيا “تريزا مي”
حالة تأهب في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قبيل خطاب ترامب، وكتائب الأقصى تعلن الحرب.
السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، اتهامي بالفساد محاولة تصفية سياسية.
الفلسطينيون أعلنوا عن ثلاثة أيام غضب، وصور ترمب أحرقت في بيت لحكم.
إسرائيل اليوم:
إعلان تاريخي، ترامب سيعلن عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
يهود براك، لا فرصة لحل سياسي، وعلى “إسرائيل” الطلاق من الفلسطينيين.
للمرّة الأولى، ثلاثة عشر مجنده إسرائيلية في سلاح المدرعات الإسرائيلي.
موقع واللا:
ترمب سيعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل”، وعن نقل السفارة في المستقبل.
مصدر عسكري إسرائيلي، تغيير واقع مدينة القدس سيقود لمواجهات.
عاصفة القدس، ترامب سيتخذ القرار الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
مس ترامب بالقدس الخط الأحمر بالنسبة لأبو مازن، ودولة الاحتلال الإسرائيلي هي من ستدفع الثمن.
صحيفة هآرتس:
ترمب سيعلن عن الاعتراف بالقدس عاصمة ل “إسرائيل” ونقل السفارة سيستغرق سنوات.
على أبواب إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تستعد لمواجهات في القدس والضفة الغربية.
التلاميذ في دولة الاحتلال تراجعوا إحدى عشر موقعاً للوراء في فهم المقروء.
ترمب أبلغ القادة في المنطقة عن نيته الاعتراف بالقدس، ونقل السفارة من تل أبيب.
القناة الثانية الإسرائيلية:
ترمب سيعلن القدس عاصمة ل “إسرائيل”.
الرئيس أبو مازن للأمم المتحدة، إعلان ترامب سيقود لنهاية السلام.
قبيل إعلان ترامب، حالة تأهب في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ترامب سيعترف بالقدس عاصمة إسرائيلية، وسيؤجل نقل السفارة.
مجندات لأول مرة في سلاح المدفعية الإسرائيلية.
القناة العاشرة الإسرائيلية:
ترمب سيعلن لأول مرّة دعمه لحل الدولتين.
قبيل إعلان ترمب، الدول العربية تحذر من ارتفاع مستوى التوتر، والفلسطينيون غير تواقون للعنف.
خدعة هدم منازل منفذي العمليات، المنازل التي تهدم تبنى عبر تبرعات كبيرة، والعائلات تعيد تأهيل مكان سكنها.
الموقع 360 العبري:
الكل ينتظر خطاب ترامب، والفلسطينيون سيخرجون للشوارع للاحتجاج.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد ليوم غضب فلسطيني.
عضو الكنيست ديفيد بيتان يطلب من القضاء الإسرائيلي السماح له بالتحدث للإعلام حول اتهامه بالرشوة.
القناة السابعة الإسرائيلية:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ثمانية فلسطينيين الليلة الماضية في الضفة الغربية.
الاعتراف بالقدس عاصمة “إسرائيل” بداية فعلية لنقل السفارة الأمريكية للقدس.
الإدارة الأمريكية حذرت مواطنيها من التواجد في القدس والضفة الغربية على خلفية إعلان ترمب.
المصريون يحذرون من عنف على مستوى المنطقة بعد إعلان ترمب.
قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بعملية وقائية ضد حماس تستمر ما بين 36-48 ساعة وضرب كل هدف ممكن خلالها.
وكالة الأنباء العبرية 0404:
رئيس الكونجرس الأمريكي في بيان مفاجئ، الإدارة الأمريكية أوقفت بشكل فوري المساعدات المقررة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اليهود في الولايات المتحدة، الاعتراف بالقدس عاصمة ل “إسرائيل” يوم عيد للإسرائيليين، ولليهود في العالم.
ليس كل العالم العربي ضد نقل السفارة الأمريكية، السعودية تعلن أن نقل السفارة الأمريكية للقدس لن تضر بالعلاقات مع “إسرائيل”.
فضائية 20 الإسرائيلية:
وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان، الفلسطينيون يبحثون عن كل فرصة لتوتير الأوضاع على الأرض.
الكونغرس الأمريكي يقر قانون وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية حتى توقف دفع رواتب الأسرى، ورواتب عائلات الشهداء.
قبيل خطاب ترمب، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترفع درجة التأهب.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 6– 12 – 2017
معاريف / في اسرائيل يرحبون بالقرار: “القدس هي عاصمة الشعب اليهودي 3000 سنة سواء اعترف اردوغان بذلك أم لا
معاريف – بقلم أريك بندر – 6/12/2017
بعث القرار المرتقب للرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعلان عن الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل فرحا كبيرا في اوساط الحكم في اسرائيل.
“القدس هي عاصمة الشعب اليهودي منذ 3000 سنة وعاصمة اسرائيل منذ 70 سنة، سواء اعترف اردوغان بذلك أم لا”، قالت مصادر سياسية متناولة تهديد الرئيس التركي انهاء العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل في أعقاب القرار الامريكي المرتقب.
وصرح وزير العلوم اوفير اكونيس من الليكود فقال: “علينا ان نعزز الادارة الامريكية التي تعتزم الاعلان عن الامر الاساس والاكثر عدلا – الاعتراف بالقدس كعاصمة الشعب اليهودي”.
وأضاف رئيس لجنة الخارجية والامن، النائب آفي ديختر من الليكود فقال: “كل المهددين بقطع العلاقات مع اسرائيل، لان الولايات المتحدة تعترف بالقدس كعاصمتها وتنقل سفارتها الى عاصمة دولة اسرائيل، يحاولون جباية ثمن من الدولة وليس من القوة العظمى – الولايات المتحدة”.
وعلى حد قول النائب ديختر فانه “لا يوجد أي زعيم نجح في اقناع اسرائيل بالتهديد في المسائل المركزية في واقعها القومي”.
ومن الجهة الاخرى صرح رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة فقال ان “ترامب هو مشعل نار وقادر على اشعال كل المنطقة بجنونه. اذا كان شيء ما واحد تثبته الايام الاخيرة فهو انه محظور ان تبقى الولايات المتحدة كمن يعطي الرعاية للمحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. اذا كانت حكومة اسرائيل تريد أن يعترف العالم بغربي القدس كعاصمة اسرائيل، كل ما عليها عمله هو الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة فلسطين”.
يديعوت / المعركة على الأقصى
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 6/12/2017
هذا الفيلم يكرر نفسه منذ سنين: أربع ساحات مواجهة محتملة – القدس، الضفة، غزة وعرب اسرائيل، وثلاثة أوضاع تدهور محتملة – اعمال اخلال جماهيرية بالنظام، اعمال اخلال بالنظام مع عمليات ارهاب في القدس وخارجها والتدهور الى مواجهة شاملة في الضفة وفي قطاع غزة.
لكل وضع تأهب مع مخارجه. الجيش، المخابرات والشرطة تدربوا على هذه الاوضاع مرات عديدة لا تنتهي. ومثلما هو الحال دوما، يبدأ هذا بايام غضب، اعلنت عنه شخصيات التنظيم من فتح أول امس، ومن هنا كل شيء مفتوح، فيما أن النار الكبرى ستندلع بعد الصلوات في المساجد يوم الجمعة. والامر الوحيد الذي يتغير في هذا السيناريو هو عدد القتلى والجرحى في الطرفين.
في المواجهة الحالية، حول امكانية ان ينقل الامريكيون السفارة الى القدس أو يعترفوا بها كعاصمة اسرائيل، يوجد لاسرائيل تفوق صغير. اضطرابات البوابات الالكترونية في تموز من هذا العام كشفتامام محافل الامن القوى المحركة للاضطرابات في القدس، والتي تقف هذه المرة ايضا في مركز المواجهة. يدور الحديث عن القيادة الدينية في المدينة، تلك التي تقود الشارع، والتي اخضعت اسرائيل في قضية البوابات الالكترونية وحلت عمليا محل القيادة السياسية التي لا تتواجد في القدس بسبب القيود التي تفرضها عليها اسرائيل. هذه المرة ايضا لا شك أن القيادة الدينية ستقف على الرأس، اذ ان الازمة السياسية تلقت منذ الان وجها دينيا ويوم الجمعة الماضي في المساجد حيث اطلق الدعاة الشعار القتالي: القدس اسلامية هي البداية وهي النهاية في كل تسوية.
كما أن حماس التي تثير الخواطر هذه الايام على خلفية احتفالات الثلاثين لتأسيسها وكذا ابو مازن الذي يعيش أزمة عميقة حيال الادارة الامريكية، يحاولان قيادة المواجهة الوطنية الى المستوى الديني والى المس بالحرم. فالأقصى هو كلمة السر التي توحد الصفوف في المجتمع الفلسطيني. من ناحيتهم فان السفارة الامريكية في القدس ليست قرارا سياسيا، بل هذه سيطرة صليبية على الأقصى. ومن هنا فان المنطقة لا يعود يتحدث.
مرتان جلدت ادارة ترامب ابو مازن في الايام الاخيرة: مرة حين مددت إذن الاقامة للممثلية الفلسطينية في واشنطن لثلاثة اشهر فقط وليس لستة اشهر، وفي المرة الثانية حين طرحت الخطة الامريكية للاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. اما مهامة الجنرال ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية الى واشنطن هذا الاسبوع، فقد فشلت بحيث أنه لم يتبق لابو مازن غير السماح للشارع بالحديث. فضلا عن ذلك، منذ الان يتحدثون في السلطة الفلسطينية عن تلطيف حدة المواقف مع حماس في مواضيع الامن والتي هي من ناحية اسرائيل خط أحمر. ومن ناحية حماس فان المواجهة العنيفة يمكنها أن تنسي من قلب الجمهور الغزي المحبط من فشل محادثات المصالحة مع فتح.
ولكن في هذه القصة يوجد ايضا عامل مثير، يصب كميات كبيرة من المال الى اللهيب، الا وهي الممثليات التركية في اسرائيل. فالرئيس اردوغان لا يواصل فقط الاستضافة في اسطنبول بقيادة حماس العسكرية في الضفة بل ويهدد ايضا بقطع العلاقات مع اسرائيل اذا ما اعترفت الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لها. وبالتوازي، ودون أن يتشوش، فانه يحتفظ في القدس بمؤسسات كل غايتها هو تعزيز الاخوان المسلمين في المدينة.
تحت غطاء منظمات خيرية خاصة تعمل في شرقي القدس عدة منظمات تركية ابرزها “القنديل” المتماثلة مع منظة “IHH” التي ذكرت في سفينة مرمرة ومنظمة “ميرسيسيس” التي تعرض نفسها كمنظمة خاصة ولكنها ممولة حكوميا. فـ “القنديل” مثلا تدعم ماليا منظمة المرابطين التي اخرجت عن القانون في اسرائيل. وفي اضطرابات البوابات الالكترونية نقلت “القنديل” الاموال والاغذية وحرصت على التسفيرات للمشاغبين. أما “ميرسيسيس” فترتبط ضمن امور اخرى بنشاط الحركة الاسلامية الشمالية في اسرائيل. واسرائيل لا تريد جدا التورط مع السلطان التركي بحيث أنها لا تتجرأ على لمس هاتين الحركتين.
المصدر / تأهب أمني في إسرائيل قبيل تصريحات ترامب بشأن القدس
تستعد إسرائيل أمنيا لاحتمال اندلاع أعمال شغب فى الضفة الغربية في أعقاب تصريحات ترامب حول القدس | صدرت تعليمات إلى المواطنين الأمريكيين توصي بأن يبتعدوا عن المناطق الفلسطينية
المصدر – 6/12/2017
استعدادا لتصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الذى من المتوقع أن يعلن عن اعترافه رسميًّا بالقدس عاصمة إسرائيل بدأت إسرائيل تستعد لاحتمال أن يثير الفلسطينيون أعمال شغب وفوضى.
وردا على ذلك، أعلنت حماس عن يوم غضب في غزة، الضفة الغربية، والقدس الشرقية. وبدأت تعزز حملات تسويقية في شبكات التواصل الاجتماعي تشجع فيها الشبان الفلسطينيين على المشاركة في أعمال الشغب والمواجهات احتجاجا على سياسة ترامب. وكما أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي، أمس، تعليمات إلى عدة وحدات داعية إلى أن تكون على أهبة الاستعداد في حالة اندلاع أعمال شغب في الضفة الغربية وغزة. جاء هذا القرار في ختام نقاش لهيئة الأركان العامة التي أعربت فيه عن حالة التأهب في إسرائيل في ظل التصريحات الفلسطينية لشن مواجهات محتملة.
في المقابل، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا تحذيريا موجها للمواطنين الأمريكيين داعية إلى عدم زيارة البلدة القديمة في القدس والضفة الغربية. جاء في البيان: “بسبب الدعوات الجماعية للمظاهرات التي ستبدأ غدا في القدس والضفة الغربية، يُحظر على موظفي الحكومة الأمريكية وعلائلاتهم زيارة البلدة القديمة في القدس والضفة الغربية. على المواطنين الأمريكيين الامتناع عن الوصول إلى الأماكن المزدحمة والمناطق التي تنشط فيها قوات الجيش والشرطة”.
دبلوماسيا، ناشد أبو مازن قادة العالم بالتدخّل في هذه المسألة ووقف خطة ترامب لنقل السفارة. تحدث رئيس السلطة الفلسطينية، من بين محادثات أخرى، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البابا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني، الملك عبدالله.
فضلًا عن ذلك، في ظل التقارير، يعتزم الأردن عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في نهاية الأسبوع. الغرض من المؤتمر هو مناقشة سبل التعامل مع التداعيات “الخطيرة” المترتبة على قرار الرئيس الأمريكي.
رد الملك عبد الله بشكل مماثل محذرا ترامب من أن هذه الخطوة ستكون لها انعكاسات خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها بينما حذر الرئيس المصري الرئيس الأميركي من “اتخاذ خطوات من شأنها أن تقوّض فرص السلام في الشرق الأوسط”.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب أنه للمرة الأولى منذ إقامة دولة إسرائيل أصبحت تعترف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنه يعتزم الوفاء بوعده الذي قطعه أثناء الحملة الانتخابية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. أبلغ ترامب رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك وغيرهم من القادة بقراره. من جهة أخرى، من المتوقع أن يعلن ترامب عن تأجيل موعد نقل السفارة بشكل فعلي مرة أخرى. فضلًا عن ذلك، قد يعلن للمرة الأولى أنه يدعم حل الدولتين، على غرار الإدارات الأمريكية السابقة.
معاريف الأسبوع / هل سينقل ترامب السفارة فقط لأنه وعد بذلك أم انها خطوة سندفع ثمنها فيما بعد؟
معاريف الأسبوع – بقلم أودي سيغل – 3/12/2017
القرار المتوقع اتخاذه، اليوم الأربعاء، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس مهم من ناحية مغازيه. ومفاد القول ان نقل المبنى الخرساني الفاخر من شارع “هيركون” إلى فندق دبلوماسي في القدس ليس مهمًا كما لو كان تقشير ثوم، الأمر المهم هو الرمزية التي تقول بأن الولايات المتحدة تعترف بالقدس كلها عاصمة لإسرائيل؛ هذا هو المغزى الحقيقي لنقل السفارة وليس الشأن العقاري أو التقني؛ لذلك فإن قرار ترامب قرار مهم في سياقه الأشمل.
وهنا يجب ان نسأل: هل يدور الحديث عن سابقة (دفعة أولى) أم استرجاع؟ وماذا نعني بالاسترجاع؟ هل المقصود رغبة ترامب بأن يكون وفيًا لتعهده الانتخابي وأن يكون أول رئيس يكسر تقليد أكثر من 20 عام (منذ 1995، حيث يوقع رئيس يتلوه رئيس كل 6 أشهر على ورقة تؤجل قرار الكونغرس بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل) ليبدو هو من فعل أمرًا مختلفًا؟ هل المقصود بالاسترجاع من أجل الاحتياجات الداخلية لكي يبدو لليهود على أنه مختلف حتى بثمن مواجهة العالم العربي؟ ذلك إن لم يكن من وراء هذا الأمر أي خطة مبيتة من شأنها ان تعوض العرب؛ في هذه الحالة يمكن لإسرائيل ان تتمتع بهذه الخطوة على المدى القصير وفرض حقائق على الأرض، هذا من جهة نتنياهو ربما هو الحلم الأجمل، ان ليس لهذه الخطوة ثمن مقابل على إسرائيل ان تدفعه من أجل مصالحة او تعويض العرب.
لكن ربما يكون المقصود سابقة (سلفة)، بمعنى ان الخطوة التي منحها ترامب لإسرائيل بهدف ان يجبي منها بعد ذلك ثمنًا باهظًا (مثلًا برنامج سياسي). في الأسبوع الأخير نشرت في وسائل إعلامية متعددة مصرية وأمريكية وسعودية وغيرها الكثير من التلميحات بشأن برنامج سياسي اختراقي؛ هنا يحتمل ان يعطي ترامب إسرائيل هدية ثمنها أثقل من ان يتحمله نتنياهو الذي يئن تحت وطأة التحقيقات.
ربما ترامب يقول للعرب “أعطيهم القدس وأخرجها من المفاوضات، لكني أعطيكم فلسطين، وفلسطين من دون التجمعات الاستيطانية مع الاعتراف الأمريكي، إذا لم يستطع نتنياهو القبول بذلك فسيصبح هو الرافض، ونتنياهو لا يستطيع أن يرفض لي طلب، أعطيه القدس ويعطيني موافقته على الدولة الفلسطينية”، في هذه الحالة، هذه الخطوة تدخل نتنياهو في معضلة كبيرة بين كونه قائدًا أو سياسيًا، هل سينجح في الإبقاء على اليمين والذهاب إلى عملية نهايتها تقسيم البلاد والموافقة على صيغة سياسية، حيث يكون المقابل الأساسي قد حصل عليه مسبقًا من ترامب.
لذلك يجب أن ننظر: هل هذا الإعلان هو نوع من البخشيش لإسرائيل وبعده سيكون هناك تعويض للعرب أم ان الحديث يدور عن الإيفاء بوعد انتخابي بطريقة غير مدروسة إطلاقًا يأتي بعدها من جهة ترامب “الفيضان”. أيًا كان الأمر فسيكون علينا ان نواجه الانعكاسات.
القناة العاشرة العبرية / الجيش الإسرائيلي يستعد للرد في حال اندلاع تصعيد
القناة العاشرة العبرية – 6/12/2017
تقدير موقف عُقد، صباح اليوم الأربعاء، في الجيش الإسرائيلي، قبيل خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يفترض أن يُعلن خلاله الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والإعلان عن بدء عملية نقل السفارة الأمريكية إليها.
في هذه المرحلة لم يتقرر بعد تعزيز القوات، لكن تم الاستعداد لحالة التأهب في حال اندلاع أعمال عنف في المنطقة. في الجيش يتوقعون عددًا كبيرًا من التظاهرات خلال الأيام المقبلة، لكنهم يقدرون بأن السلطة الفلسطينية لن تبدأ مواجهة ولن تندلع انتفاضة جديدة في أعقاب التوتر.
المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري هدد على “تويتر” قائلًا “إسرائيل لا تملك أي منطقة في فلسطين من أجل أن يكون لها عاصمة، وهذه المرحلة في الصراع لن تنتهي؛ لكن الخسائر ستلحق بإسرائيل”.
بالإضافة لذلك، قال مسؤولون في البيت الأبيض، الليلة، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن الرئيس الأمريكي سيكون مستعدًا لدعم حل الدولتين. إنها المرة الأولى التي يعرب فيها ترامب عن استعداده لتبني سياسات الرؤساء الثلاث الذين سبقوه (باراك أوباما، جورج بوش وبيل كلينتون) ودعم إقامة دولة فلسطينية. وحين سُئل عن الموضوع بعد توليه منصبه أجاب “دولة واحدة أم دولتين؟ أنا أحب حل الدولتين، أستطيع ان اعيش مع كل منهما”.
هذا ومن المتوقع ان يعلن ترامب خلال خطابه أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، وأنه سيصدر أوامره لوزارة الخارجية الأمريكية بالبدء بعملية نقل السفارة للمدينة. مسؤولون في الإدارة الأمريكية أشاروا إلى أن عملية نقل السفارة يتوقع ان تأخذ 3-4 سنوات على الأقل، خلال هذه الفترة يتوقع ان يوقع ترامب على أمر رئاسة يؤجل النقل لنصف عام.
في أعقاب الاعلان عن محتوى خطاب ترامب، في فتح توجهوا لأبي مازن وطالبوه بالاتصال بحماس وإشعال انتفاضة. مع ذلك، غير مؤكد إن كان الجمهور الفلسطيني سينضم للنداء ويفتح “موجة عنف” لم نشهد مثلها في السنوات الماضية، حيث ان الشارع الفلسطيني يفتقد للطاقة التي تدفعه للخروج لموجة عنف جديدة، والأمر لا يهم أغلب الفلسطينيين.
يديعوت / نحو اعلان ترامب – يمكن للرموز ان تنتظر
يديعوت – بقلم أفيعاد كلاينبرغ – 6/12/2017
ثمة شيء غريب في القضية التي تثار باعلان القدس كعاصمة اسرائيل. نبدأ بالامر المفهوم الى هذا الحد أو ذاك، من تلقاء ذاته. من حق الدول ان تقرر عاصمتها، مثلما هو من حقها ان تقرر علمها ونشيدها القومي. هذا لا يعني أن هذا يجب أن يعجب الجميع. هذا ببساطة هو الواقع. يحتمل الا أحب الصليب الذي في اعلام دول مسيحية عديدة، او الهلال الذي في اعلام الدول الاسلامية، او نجمة داود في علم دولة اسرائيل. يحتمل ألا احب الاناشيد المتعطشة للدماء والحماسية لامم عديدة. إذن لا احب .
الدبلوماسية ليست قرعة تمزيق اوراق الورد – احب، لا احب – بل هي مصالح واتصالات سياسية. عندما احترم بصفتي ضيفا العلم او اقف صامتا عند اطلاق النشيد القومي لمضيفي، فاني لا اعرب رأيا عن مضمونها. أنا احترم سيادة المضيفين. ولا اقبل بالضرورة فكرهم، ولا أتبنى بالضرورة قيمهم وأكاد لا اشعر أبدا بانسجام مع رموزهم القومية. كل هذا صحيح أيضا بالنسبة للعواصم. السؤال الجوهري ليس اذا كنتم تقبلون الوضع الراهن المتعلق بعاصمة دولة فلانية بل اذا كنتم تقبلون سيادتها. كل ما تبقى هو مسألة مفاوضات. حقيقة أنه توجد لكم سفارة في الصين لا تعني أنكم تصادقون على وضع حقوق الانسان في الدولة او على الحاق التيبت.
ان حقيقة ان معظم دول العالم لا تقبل مكانة القدس كعاصمة اسرائيل هي نموذج كلاسيكي للازدواجية الاخلاقية، مثابة ورقة تين مزايدة تعود الى عهود سبق أن انقضت. لكثير من هذه الدول لا توجد أي نية أو رغبة في فرض أي عقوبات على اسرائيل بسبب حرمان الفلسطينيين في المناطق المحتلة من حقوق الانسان، بسبب سياسة الاستيطان، التي تتعارض مع القانون الدولي، أو لاي سبب آخر كان. إذ بخلاف صورة الضحية لدينا، والتي تعرض كل العالم وكأنه يقف ضدنا، فان معظم العالم (ولا، الـ بي.دي.اس ليست “العالم”) يتعامل معنا كحقيقة قائمة ويجري معنا الصفقات بذات عدم الاكتراث الاخلاقي الذي يميز كل خطواته.
وعلى هذه الخلفية بالذات، فان الرفض للاعتراف بالقدس كعاصمة الدولة يبرز في سخافته. هذه هي المشكلة؟ لهذا السبب ثرتم؟ شك يثور في قلب الناظر المحايد في أن السبب الحقيقي لهذه المزايدة الانتقائية هو محبة الطواقم الدبلوماسية الزائدة للمدن المركزية. فمن يريد أن يسكن في القدس حين يكون ممكنا السكن في تل أبيب أو في هرتسيليا؟
يمكن أن نجمل الامر ونقول ان عدم الاعتراف بالقدس (ظاهرا لان مكانتها لم تسوى بعد حرب الاستقلال) اساسه في المزايدة. فليس له أي معنى غير المعنى الرمزي قليل السعرات السياسية. من جهة اخرى – وفي التاريخ يوجد دوما جهة اخرى – فان للرموز معان. ولاسبابهم النفسية، فان الناس مستعدون لان يتعرضوا للقتل أو من الافضل أن يَقتلوا غيرهم، من أجل رموزهم. فأجيال على أجيال من المغتصبين اليهود ضحوا بأرواحهم، وماتوا غير مرة، لانهم رفضوا أكل لحم الخنزير. وارتكب هؤلاء الناس مخالفات أخطر باضعاف – دنسوا السبت ومروا في صور الكنائس (موضوع هو مثابة “على جثتي”). ولماذا أصريت بالذات على موضوع أكل لحم الخنزير؟ إذ أن للرموز اهمية وقوة، ولا يهم ما يقوله الخبراء عن هذا.
وهذا هو السؤال الناشيء في موضوع الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. كم يساوي لنا هذا الرمز؟ من ناحية عملية لا شيء سيتغير في أعقاب نقل السفارة الامريكية مثلا. موقف الولايات المتحدة من اسرائيل لن يصبح افضل بشيء الان. وكما أسلفنا، فان الدول الاخرى، سواء انضمت الى الولايات المتحدة أم لا، تعترف بسيادة اسرائيل في القدس في كل شأن ممكن، ومكان سفارتها هو في نظرها موضوع عديم كل معنى عملي. من جهة اخرى، هناك احتمال جيد في أن يؤدي هذا الاعتراف، المنطقي والمبرر بحد ذاته، اذا تم على نحو منقطع عن اتفاق سياسي، الى موجات عنف في العالم. الناس سيقتلون. فهل يوجد مبرر لهذا؟ ليس مؤكدا. الصراعات من المجدي ادارتها على المواضيع الجوهرية. أما الرموز فيمكنها أن تنتظر.
يديعوت احرونوت / الرد العربي على إعلان ترامب سيأتي معتدلًا
يديعوت احرونوت – رون بن يشاي – 6/12/2017
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خضع للضغوطات التي مارستها عليه دول عربية، الفلسطينيون، الأوروبيون ووكالات الاستخبارات الأمريكية؛ ولذلك قرر ألا يُعلن عن نقل السفارة الأمريكية للقدس قريبًا. الأمر تأجل لعدة سنوات، لكن ترامب ينوي الذهاب لبديل أسهل هضمه في الشرق الأوسط والعالم، وسيعترف بالواقع القائم اليوم، أي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
صيغة الخطاب الذي سيلقيه ترامب، مساء اليوم، هي ما ستحدد إذا ما كان ترامب سيشعل النار في الشرق الأوسط أم ان الوضع سيعود بالضفة وغزة لطبيعته بعد عاصفة احتجاج قصيرة.
من المُرجح أن الرئيس ترامب ما زال يريد أن يُنفذ “صفقة القرن” لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؛ لذلك فهو سيضع بالاعتبار احتجاجات السعودية والرئيس أبو مازن، والمحصلة ستكون انه سيختار الصيغة الأكثر اعتدالًا، والتخفيف من هول الأمر من خلال إعلانه أنه سيدعم فكرة حل الدولتين لشعبين. باختصار، ترامب يريد أن يرضي ناخبيه اليهود والإنجيليين، ومن ناحية أخرى لا يريد أن يتم اتهامه بأعمال شغب دموية تودي بحياة أشخاص في الشرق الأوسط في أعقاب إعلان اليوم.
في جهاز الأمن يقدرون بأنه في حال أعلن ترامب عن اعتراف مبدئي بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقع على بيان تأجيل نقل السفارة الأمريكية للقدس فإن الرد في المناطق سيكون معتدلًا نسبيًا.
عامل حاسم هو من سيقرر كيف سيتصرف السكان الفلسطينيين، ألا وهو أبو مازن. رد أبي مازن على إعلان ترامب مساء اليوم قد يشعل المنطقة أو العكس. هذا امتحان له وهو يعرف ذلك، ويقدر مسؤولو استخبارات إسرائيلية بأنه قد يحرك المنطقة من أجل ان يُبقي وراءه إرث زعيم وطني وقف وقت الضيق على رأس الحشد.
هآرتس / هيا، ليعترف بالقدس
هآرتس – بقلم تسيفي برئيل – 6/12/2017
الرئيس الامريكي سيحسن صنعا اذا اعلن أنه يعترف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وحتى أن يحدد متى بالضبط ينوي نقل سفارة دولته الى عاصمة الدولة اليهودية. اذا كان هذا الاعلان سيثير عاصفة في الشرق الاوسط، ويخرج الفلسطينيين الى الشوارع، و “ينهي احتمال العملية السلمية”، كما يحذر الرئيس المصري وملك الاردن، فليكن ذلك. من الافضل أن يسجل دونالد ترامب على اسمه تدمير العملية السلمية، وليس بنيامين نتنياهو. من الافضل أن واشنطن التي دائما تظاهرت بالتهديد والسذاجة أن تأخذ على مسؤولية فعالة عن الضرر السياسي المباشر الذي سينتج عن تصميم ترامب تنفيذ صفقة القرن.
وفي نفس المناسبة يجدر بالرئيس أن يوضح عن أي قدس يتحدث، هل التي تضم الأحياء الجديدة التي سيدفن فيها مخيم شعفاط للاجئين أو كفر عقب، أو بدونها، في مخطط ضم معاليه ادوميم وهار حوماه وجفعات زئيف واحياء اخرى، أو أن هذه مشمولة في الصفقة. ليرسم اخيرا حدود القدس كما سيتم الاعتراف بها من قبل الولايات المتحدة، وهكذا على الاقل في هذه المدينة نعرف ما هي الحدود النهائية. ولكن اذا اعلن ايضا انه يعترف بكل مساحة القدس الاصلية والتي تم ضمها الى عاصمة اسرائيل فانه ينهي بذلك واحدا من الصراعات السياسية الفارغة التي رافقت اسرائيل منذ حرب الايام الستة. ترامب سيقرر واسرائيل ستقوم بجمع الشظايا.
حول ماذا هذه الضجة بالضبط؟ هل على مدى عشرات السنين التي لم يتم فيها الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل نجح أحد ما في حل النزاع؟ هل كان هناك أي رئيس امريكي اقترح اعترافا بالقدس مقابل انسحاب اسرائيلي من المناطق، أو حتى فقط مقابل وقف البناء في المستوطنات؟ اطلاقا. اذا ليعترف بدون خوف عن القدس كعاصمة لاسرائيل. هذا سيكون أحد القرارات الهامة في العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة وكل العالم. سيتم الاثبات أخيرا أن الولايات المتحدة بالفعل تستطيع أن تقرر بدل الدول المتورطة في النزاع، ولينفجر العالم. هذا هو اسلوب ترامب الكلاسيكي. ولكن من المهم أن نذكر أن الرئيس الذي يتبول عكس اتجاه الرياح يمهد الطريق لكل رئيس امريكي سيأتي بعده، ويريد التدخل في النزاع. اذا كان ترامب يستطيع الاستخفاف بالتقليد السياسي الامريكي دون أن يتضرر، فما الذي سيمنع الرئيس القادم (وحتى ترامب نفسه) أن يتخذ المزيد من القرارات التي تغير السياسة، مثلا أن يفرض انسحابا من المناطق؟
الاعتراف بالقدس سيمنح ترامب الحق في مطالبة اسرائيل بالثمن المتعارف عليه في صفقات كهذه. فقد سبق أن قال إنه يتطلع الى عقد صفقة وليس لمنح هدايا بالمجان. هكذا، اذا كانت اسرائيل اليمينية وحكومتها الراديكالية سترى في الاعتراف بالقدس كهدية فهي ستدرك أن هذه الهدية نهمة حتى لو لم تصل الفاتورة حالا. بالنسبة لمواطني اسرائيل، الاعتراف بالقدس لن يغير أي شيء، فهي بشكل تلقائي تعتبر عاصمة الدولة حتى بدون اعتراف الولايات المتحدة، ولكن لو كنت أحد رجال اليمين لكنت أتوسل لترامب أن يترك القدس وشأنها، لأن الثمن الذي سيكون مقترنا بالاعتراف بها لا يستحق ذلك. اذا كان صديقا حقيقيا لاسرائيل، فليتمسك بالموقف الامريكي التقليدي المتفرج، وأن لا يثير العاصفة. هذا هو الموقف الذي يحبه اليمين من كل رئيس امريكي، أن لا يفرض علينا الدفع مقابل هذه الرشوة التي تسمى الاعتراف بالقدس.
في المقابل، القدس تستحق الاعتراف الامريكي والدولي كعاصمة لاسرائيل. فهي تمثل لب الصراع الاسرائيلي الداخلي. وهي مقسمة ليس فقط بين العرب واليهود، بل ايضا بين اليهود فيما بينهم، بين المتدينين والعلمانيين، بين اليمين واليسار، بين حكومة منقطعة وبين جمهور محبط، بين سحق القيم وحقوق الانسان وبين الليبرالية، لا يوجد شعار أكثر وضوحا من القدس للاتكاء عليه من قبل الدولة اليهودية.
القناة الثانية الإسرائيلية / جيش الاحتلال يدفع بتعزيزات صخمة للضفة تحسبا لمواجهات نصرة للقدس
القناة الثانية الإسرائيلية – 6/12/2017
أوصت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي مختلف الوحدات العسكرية المتواجدة ضمن التدريبات تكون على أهبة الاستعداد لنقلها باي لحظة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك تحسبا من اندلاع مواجهات خلال فعاليات يوم الغضب رفضا لقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية للقدس.
واتخذت التوصيات وهذا القرار في ختام مناقشات التي أجرتها هيئة الاركان العامة للجيش والتي استمرت حتى منتصف الليل، تم خلالها تباحث فرص تدهور الأوضاع الأمنية خلال الأيام المقبلة على ضوء نية ترامب نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة.
وأكدت قيادة الأركان على جاهزية الجيش للتصدي لأي مواجهات والتي قد تندلع عقب التصريحات والدعوات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية لتصعيد النضال والحراك من خلال فعاليات الغضب والمظاهرات.
وحسب القناة الثانية الإسرائيلية ، فإن الجيش تباحث في الخيارات الممكنة التي قد تشهدها الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في أعقاب هكذا قرار.
وذكرت القناة أن قيادة هيئة الأركان أصدرت تعليماتها لوحدات الجيش التي تخوض تدريبات بأنه قد يتم استدعاؤها على عجل حال تدهور الأمور.
كما توقعت أن يلقي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كلمة ظهر اليوم الأربعاء سيتطرق فيها لمسألة نقل السفارة، وذلك قبيل ساعات من موعد اتخاذ ترمب قراره حول نقل السفارة.
وعمم مكتب رئيس الحكومة نتنياهو “تعليمات إلى الوزراء” في حكومته يطلب فيها “التزام الصمت” وتجنب التعقيب في مسألة نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ودعت قوى سياسية في بيانات منفصلة وتيارات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الانتفاضة الشعبية والتظاهر أيام الأربعاء والخميس والجمعة، باعتبارها أيام غضب على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس.
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، إن “مسؤولين أمنيين إسرائيليين حذروا نتنياهو والإدارة الأميركية” من أن أي تغيير في الوضع بالقدس سوف يؤدي إلى اشتعال الحالة.
كما وجاء في “تحذيرات” الأجهزة الأمنية التي رفعتها “للقيادة السياسية بالبلاد، والجهات ذات الصلة في الإدارة الأميركية”، أن ” الشعب الفلسطيني بأكمله موحد خلف القدس”، وأن حركتي” فتح وحماس” في هذه المسألة “جسم واحد”.
يديعوت / مخلوطة مقدسية على نمط ترامب.. ليست هدية لاسرائيل بل برميل بارود متفجر
يديعوت / بقلم اورلي أزولاي – 6/12/2017
واشنطن. يحيي دونالد ترامب الشهر القادم سنة على ولايته، وما يميز هذه الفترة الزمنية أكثر من أي شيء آخر هو النزوة التي جاء بها الى المنصب، عدم اليقين، انفجارات الغضب والكلمات الفظة. لقد انتخبت امريكا رئيسا غير القاموس السياسي الداخلي والخارجي، وتوج شخصا لا يتصرف فقط كالمتوحش بل القرارات التي يتخذها ايضا على عجالة مزاجية، دون اعداد، دون دراسة وانطلاقا من الجهل التام واطلاق الاكاذيب على التويتر. هكذا ايضا يدير أحد المواضيع الاهم بالنسبة لاستقرار الشرق الاوسط: التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية.
عمليا، ليس لترامب عقيدة سياسة خارجية، الا اذا اعتقد كعقيدة الهوس في عمل كل شيء معاكس لاوباما. في نهاية الاسبوع، ربما غدا، يفترض به أن يعلن بانه يعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل، الا اذا غير رأيه مرة اخرى. كل القيادة الامنية والسياسية لديه تعارض الخطوة. فمثل هذا الاعلان، كما يدعون في واشنطن، سيكون محملا بالمصيبة ليس فقط للمسيرة السلمية ولاستقرار المنطقة بل وايضا لاسرائيل نفسها: فاذا كان بوسع الرئيس ان يكسر سياسة تمتد لعشرات السنين في الادارة، وبموجبها تتقرر مكانة القدس فقط في المفاوضات بين الطرفين وبالتوافق، فانه يمكنه بذات الخفة أن يعترف بدولة فلسطينية. فاذا كان يرسم حدود اسرائيل، فما الذي يمنعه من ان يرسم حدود فلسطين؟
الاعتراف بالقدس – موحدة، مقسمة، غربية أو شرقية – كعاصمة اسرائيل هو بداية تسوية مفروضة، اذا كان ممكنا على الاطلاق ان نسمي هذه تسوية.وسيؤدي الاعلان بشكل فوري الى ابعاد الشريك الفلسطيني عن طاولة المفاوضات، والذي آمن بان ترامب بالذات سيكون قادرا على احلال السلام، لانه صلب، لانه لا يرى احدا من مسافة متر، لانه رجل أعمال وعقارات. لقد انطلق ترامب على الدرب مع تصويت ثقة من جانب القدس ورام الله، وهو يوشك على أن يفجرها بوحشية مع اعلان شعبوي يستهدف خدمة قاعدته السياسية في اليمين الامريكي اكثر من خدمة مصالح الفلسطينيين او مصالح اسرائيل.
نعم، ترامب يريد أن يحل السلام، ولكن بخلاف الخيالات التي وصفت شهيته للموضوع – فان هذا لا يشتعل حقا في عظامه. ففي البيت الابيض توجد مسودة خطة مبادؤها نشرتها لاول مرة في “يديعوت احرونوت” قبل بضعة اشهر: دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، تبادل للاراضي، بدون حق عودة، رعاية سعودية ودول عربية اخرى للخطوة بشكل يجعل التسوية تؤدي الى رفع مستوى العلاقات بين اسرائيل وبينها. خطوة هي سلام اقليمي اكثر مما هي حل صرف للنزاع. كلمات جميلة، نوايا طيبة – ولكن ترامب لم يخترع الدولاب. صيغة كلينتون وخريطة الطريق حددتا الطريق للحل قبله.
والان، فانه يوشك على أن يشوش التفاهمات مع اعلان ليس له أي معنى عملي. فعلى أي حال يوجد نوع من الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل. فعندما يصل المسؤولون الامريكيون الى البلاد، فانهم يجرون لقاءات العمل لهم في العاصمة. كما أن هذه ليست هدية ود لاسرائيل بمناسبة يوم ميلادها السبعين – هذه برميل بارود يوضع امام بوابتها. فلمثل هذا الاعلان الان امكانية كامنة هدامة لدحرجة الشرق الاوسط نحو فتراته الاسوأ. ولكن ماذا يهمه؟ فالثمن نحن من سندفعه.
ليس صدفة أن رؤساء الجمهوريين قبله اتخذوا جانب الحذر كما يحذر المرء من النار من لمس موضوع القدس دون تسوية شاملة وبموافقة الطرفين. غير انه في عالم التجاري الذي يأتي منه ترامب يمكن للقدس ان تصنف كمدينة اخرى لاعادة التقسيم. من الصعب الافتراض انه يفهم النوازع، الشحونات الحساسة، الجنون والدماء المشاركة في هذه المدينة، التي هي القلب النابض ليس فقط لشعب واحد. فهو يعرف فقط انه يجب عمل ما لم يتجرأ اوباما على عمله.
معاريف / إسرائيل تأمل أنْ يفهم الإيرانيين جديتها وينسحبوا من سوريّة بمحض إرادتهم لأنّ غير ذلك سيقود حتمًا للمُواجهة العسكريّة
معاريف – بقلم بن كاسبيت – 6/12/2017
على الرغم من انشغال الرأي العّام في إسرائيل بالإعلان الأمريكيّ عن القدس عاصمةً لإسرائيل، إلّا أنّ صنّاع القرار في تل أبيب، ل ينفكّون عن توجيه التهديدات العلنيّة لإيران، في كلّ ما يتعلّق بترسيخ تواجدها العسكريّ في سوريّة، وفي هذا السياق نقل مُحلّل الشؤون السياسيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، بن كاسبيت، عن دبلوماسيٍّ إسرائيليٍّ رفيعٍ قوله إنّ الكلمة الأخيرة والقرار النهائي في الموضوع لم يتخذ بعد، مُشدّدًا على أنّ الأمريكيين لن يهجروا المنطقة، فهم على علم بأهميتها لعموم الشرق الأوسط، وأيضًا في سياق تطلعهم لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
ولفت المُحلّل صاحب الباع الطويل في المؤسسة السياسيّة في تل أبيب، لفت إلى أنّ الصحيح أنّه حتى اللحظة تدور الحرب في ظاهر الأمر على نارٍ هادئةٍ، ومن خلال وكلاءٍ وبعنفوانٍ خفيضٍ، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنها في الأساس حرب أعصاب، فإسرائيل، برأيه، تأمل أنْ يفهم الإيرانيون المبدأ، ويسحبوا بمبادرةٍ منهم القوات المحسوبة عليهم من المناطق السوريّة، كما تأمل أيضًا أنْ يفهم الروس أنّ استمرار غضّ النظر عن الأعمال الإيرانيّة من شأنه أنْ يُعرّض مصالحهم في تلك المناطق للخطر أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، قال كاسبيت إنّ إسرائيل تأمل بشدّةٍ أنْ يدرس النظام الأمريكيّ، وبعد أنْ تستقر مواقفه في المنطقة، مجددًا الانسحاب من الشرق الأوسط عمومًا، ومن سوريّة بشكلٍ خاصٍّ، على حدّ تعبيره.
وأردف أنّ الهجمات الإسرائيليّة الأخيرة ضدّ أهدافٍ بسوريّة تثبت أنّ الخطوط الحمراء التي أشارت إليها في الأشهر الأخيرة سارية وقائمة، وأنّها تنوي الوقوف من ورائها واستخدام القوّة العسكريّة في كلّ مرّةٍ يتّم فيها اجتيازها.
ولفت إلى أنّ استنتاجًا واضحًا واحدًا يُمكن استخلاصه من العمليات المنسوبة إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة: التحذيرات الإسرائيليّة جديّة، وأنّها قررت أنْ تمنع بالقوّة اجتياز الخطوط الحمراء التي أقرتها، هاجمت عندما اكتشفت مصنعًا لتحسين دقة الصواريخ والقذائف، وهاجمت عندما اكتشفت قاعدة معدة لاستيعاب ميليشيات شيعية بالقرب من دمشق، لم تتبنّ المسؤولية عن الهجمات، لكن ليس هناك أيّ أحدٍ لديه أوهام بشأن هوية الطائرات المهاجمة.
وزعم المُحلّل أنّه في اللقاءات الأخيرة التي أجراها كلٍّ من نتنياهو وليبرمان مع نظرائهما الروس، أعلنا بشكلٍ قاطعٍ أنّ إسرائيل تحتفظ لنفسها بحريّة التحرك، وأنّها تنوي المهاجمة في كلّ مرّةٍ تُمس فيها مصالحها الأمنيّة. الإسرائيليون، تابع، أيضًا ألمحوا إلى أنّه من الأفضل للروس أنْ يعملوا هم أنفسهم على فرض الوضع القائم وإبعاد الإيرانيين والمساعدة على منع تحويل الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله لتكون أكثر دقة، إنْ لم تفعلوا ذلك بأنفسكم، قال الإسرائيليون، سنضطر نحن لفعل ذلك بأيدينا.
وتساءل المُحلّل كاسبيت: هل هذه الهجمات يمكنها أنْ تجر الطرفين إلى حرب شاملة؟ الرد يأتي هنا إذا كان ما يزال على الأرض ما يكفي من العناصر الكابحة والمصالح المعكوسة التي من شأنها أنْ تساعد الطرفين على استيعاب الوضع الجديد وكبح الانجرار إلى الحرب، حتى وإنْ اندلعت هنا وهناك بعض المواجهات المحلية.
وتابع: إسرائيل يجب أنْ تأخذ بعين الاعتبار أنّ قدرة إيران وسوريّة على الامتصاص لها حدود، لافتًا إلى أنّ فرضية عمل أخرى هي أنّه في المستقبل إذا ما استمرّت الهجمات، ربمّا تتطوّر سياسة سورية من الأعمال الانتقاميّة ستتجاوز مجرد النيران المتفرقة من الصواريخ المضادّة للطائرات التي لا تصيب شيئًا كما تصرفت سوريّة إلى الآن.
ونقل عن مصادره قولها إنّ السوريين يستطيعون مثلًا أنْ يطلقوا صاروخًا واحدًا باتجاه مقر قيادة الجيش الإسرائيليّ في قيادة الشمال أوْ باتجاه هضبة الجولان. ليست هذه حرب شاملة، لكن ذلك يُمكن أنْ يحرك سلسلة عمليات وردود فعل من شأنها أنْ تتدهور سريعًا، في منطقتنا حدثت أمور مشابهة.
وكشف أنّه بحسب تقدير الاستخبارات الإسرائيليّة في سوريّة، يوجد الآن حوالي 9000 مقاتل من الميليشيات الشيعيّة بقيادة إيران، يُمكن تأهيلهم في مواقع دائمةٍ ما داموا موجودين في المنطقة ويساعدون الرئيس الأسد على تمكين حكمه وتوسيع سيطرته في الدولة المنهارة. 9000 مقاتل شيعي لا يمثلون تهديدًا من أيّ نوعٍ على قوّة الجيش الإسرائيليّ، غير أنّ المشكلة ليست في الأرقام.
ونقل في هذا السياق عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ أمنيٍّ رفيعٍ قوله إنّه يدور الحديث في الحقيقة عن المبدأ، ساعة قيام التواجد يُمكن تعميقه وتركيزه وفيما بعد أيضًا يمكن تقويته، اتخذنا قرارًا بأنّ سوريّة لن تتحوّل إلى قاعدةٍ أماميّةٍ لإيران ضدّ إسرائيل، وسنفعل كلّ ما يجب فعله لكي نعبر عن جديتنا بهذا الشأن، على حدّ تعبيره. واختتم قائلاً: إذن، فالجميع الآن ينتظر ترامب، بينما المبارزة الحمقاء بين خطوات إيران وردود فعل إسرائيل مستمرّة تحت الأرض.
موقع والا العبري / الجيش الإسرائيلي يستعد لموجة غضب بعد نقل السفارة
موقع والا العبري الاخباري – 6/12/2017
ذكر موقع والا العبري الاخباري ، اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يستعد اليوم لأي احتجاجات في الضفة الغربية عقب نية الرئيس الأمريكي إعلان القدس عاصمة للاحتلال.
ونقل الموقع عن الجيش قوله: نقوم باستمرار في تقييم الوضع ومستعدون لأي سيناريو في حال إعلان “ترامب” القدس عاصمة “لإسرائيل”.
وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلقي خطابًا اليوم الأربعاء حول موقفه من مدينة القدس.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض “سارة ساندرز”، أن ترامب سيحدد موقفه من القدس اليوم، رافضة التعليق على نوايا الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وكان الرئيس الأمريكي أكد لقادة الاحتلال ورئيس السلطة والملك الأردني في اتصالات هاتفية منفصلة، عزمه اتخاذ الخطوة، دون الكشف عن موعد محدد.
هآرتس / تواصل الهجمات في سوريا يضع – اسرائيل وايران على مسار التصادم
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 6/12/2017
على فرض أن التقارير من دمشق صحيحة، يبدو أن اسرائيل هاجمت مرتين في سوريا خلال 72 ساعة. في القصف الاول في يوم السبت فجرا، قصف موقع عسكري تقوم ايران بانشائه جنوب دمشق، كما يبدو لصالح المليشيات الشيعية التي تقوم بتشغيلها وتمويلها في سوريا. في القصف الثاني في يوم الاثنين ليلا لم يتم الابلاغ حتى الآن عما تمت اصابته. اذا أردنا الاستنتاج من الهجمات السابقة التي نسبت لاسرائيل في السنوات الخمسة الاخيرة في سوريا فان الامر يتعلق بمستودعات سلاح أو قوافل فيها وسائل قتالية متقدمة، كانت نية لنقلها خلال فترة قصيرة من سوريا الى لبنان من اجل استخدامها من قبل حزب الله.
ولكن الى جانب اعتبارات الاستعجال العملي فمن المعقول الافتراض أن الهجوم المنسوب لاسرائيل يرتبط ايضا بالرغبة في تعزيز الرسالة وبالتحديد التهديد الموجه اساسا نحو الايرانيين. في الاشهر الاخيرة كان هناك سيل من التصريحات – لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، وفي حالات معدودة ايضا لرئيس الاركان – تقول إن اسرائيل لن تمكن من حدوث تموضع عسكري لايران في سوريا. الانتقاد الشديد لاسرائيل على الاتفاق لتقليص الاحتكاك في جنوب سوريا، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وروسيا والاردن، أثار قلق معين في واشنطن. على هذه الخلفية جاءت الى هنا شخصيات رفيعة من المجلس القومي الامريكي للالتقاء مع المستوى السياسي والعسكري في اسرائيل في منتصف الشهر الماضي. وذلك لاجراء محادثات، التي حسب معرفتنا لم تثمر أي تقدم حقيقي.
ولكن تهديدات اسرائيل للقيام بالعمل لم يتم أخذها في البداية على محمل الجد. لأن اسرائيل لم توضح ما هي خطوطها الحمراء، ومع أي نوع من التموضع (عسكري أو بواسطة الوكلاء) وفي أي مناطق (فقط في هضبة الجولان أو في كل سوريا) لا يمكنها التعايش. تواتر الهجمات في الاسابيع الاخيرة، وخاصة قصف الموقع العسكري، يوضح الرسالة: اسرائيل مستعدة للمخاطرة بفتح جبهة جديدة مع ايران، قرب الحدود مع سوريا، وايضا اتهامها بتخريب المحادثات من اجل التوصل الى اتفاق سياسي، الذي يتوقع أن يهديء الخواطر بين اطراف الحرب الاهلية – فقط من اجل أن توقف طهران جهود تموضعها هناك. يبدو أن هذه الرسالة قد بدأ استيعابها في دمشق وطهران، وكما يبدو ايضا في واشنطن وموسكو.
ولكن لأن ايران لم توضح بعد ماذا تنوي أن تعمل كرد على هذه الهجمات الموضعية، باستثناء عدد من التصريحات العادية في ادانة اسرائيل. في هذه الاثناء فان التصعيد بين الدولتين آخذ في التزايد. لم يعد الحديث يدور عن تحذيرات متبادلة حول المشروع النووي الايراني، كما كانت الحال قبل سنتين، أو شكاوى اسرائيل من التآمر الايراني ومساعدة الارهاب، منذ التوقيع على الاتفاق النووي في فيينا في تموز 2017. هنا يوجد كما يبدو عمليات واضحة من قبل اسرائيل، لم تعد فقط موجهة ضد نقل السلاح المتقدم لحزب الله. هناك شك فيما اذا كان الايرانيون يمكنهم فهم ذلك بصورة اخرى، عدا عن أنه وضع اصبع في اعينهم.
لقد وضعت ايران لنفسها هدف استراتيجي وهو فرض نفوذها في سوريا ولبنان وضمان ايجاد نوع من الممر البري الذي يربط بين طهران وبيروت مرورا ببغداد ودمشق. اذا وصلت ايران الى استنتاج أن الهجمات الاسرائيلية ستفشل تحقيق هذا الهدف فانها ستضطر الى اعادة النظر في سياستها. حلها يتوقع ايضا أن يكون محاولة لتدفيع اسرائيل الثمن على طول الحدود السورية.
شخص مطلع في منظومة اتخاذ القرارات في اسرائيل عبر في الاسبوع الماضي عن تقدير شديد. هذا الشخص يصف توجهات اقليمية واضحة في اعقاب انتصار نظام الاسد في الحرب الاهلية (ايضا اذا استمر ذلك، بقاء النظام يبدو مضمونا). استقرار القتال في سوريا يعطي الايرانيين الوقت والموارد لتثبيت تواجد عسكري ايضا في جنوب سوريا، ليس بعيدا عن الحدود مع اسرائيل. اسرائيل، رغم اللقاءات المتواصلة لنتنياهو مع بوتين، تعرف أن روسيا تواصل اتخاذ مقاربة من عدم التدخل. من جهة، روسيا لا تعمل بنفسها ضد الايرانيين، لأنهم مهمون بالنسبة لها للحفاظ على نظام الاسد. ومن جهة اخرى، على خلفية تعارض مصالح معينة مع طهران، هي ايضا لن تخرج عن اطوارها لوقف اسرائيل. في هذه الظروف، هكذا قدر، فان توجه اسرائيل وايران هو نحو التصادم. صحيح أنه ليس على الفور، لكن في المدى المتوسط.
لهذا تحتاج اسرائيل الى القيام بتنسيق حثيث مع ادارة ترامب، والهدف يجب أن يكون استراتيجي وليس تكتيكي. بكلمات اخرى، يجب عدم التركيز على حساب البعد الذي ستكون فيه المليشيات عن الحدود في الجولان، 5 – 10 كم حسب الاتفاق الجديد، والذي كما قلنا اسرائيل غير راضية عنه، بل بتحقيق سياسة متفق عليها مع الامريكيين لصد العملية الايرانية كلها.
هآرتس/ القدس ينبغي أن تكون عاصمة لدولتين
هآرتس – 6/12/2017
انتقدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية خطط الولايات المتحدة للاعتراف عبر قرار منفرد بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكتبت الصحيفة اليسارية الليبرالية في عددها الصادر اليوم الأربعاء: “القدس مقدسة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين، ووضعها يمثل قضية أساسية خلافية للغاية في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. اتخاذ قرارات منفردة بشأن وضعها، وبدون اتفاق سلام، يولد انطباعا بتجاهل المساعي الفلسطينية. لذلك فإنها (هذه القرارات) من المرجح أن تضر فرص السلام وتثير المقاومة، التي من الممكن أن تتخذ منحىً عنيفًا”.
وأوضحت الصحيفة أن “مثل هذه الاعترافات تضر بسمعة الولايات المتحدة كوسيط نزيه”.
وأضافت الصحيفة: “الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ليس مشكلة في حد ذاتها. بل العكس، فحل الدولتين يتطلب تقسيم القدس بين إسرائيل والفلسطينيين والانتقال من وضع مدينة مقسمة بحكم الواقع، يتم التعامل معها كعاصمة لإسرائيل، إلى مدينة مقسمة رسميًا لقدس غربية كعاصمة لإسرائيل وقدس شرقية كعاصمة لدولة فلسطينية”.
وذكرت الصحيفة أنه “عندما يحدث ذلك يمكن لكل الدول، وليس فقط الولايات المتحدة، الاعتراف بالعاصمتين، ودعوتها لفتح سفاراتها هناك”.
هآرتس / اذا كان ثمن الاعتراف بالقدس هو سفك الدماء – يجب علينا القول لترامب إننا لا نريد هذا الجميل
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 6/12/2017
ظاهريا، القرار الامريكي للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل و/ أو نقل السفارة الامريكية اليها، يشكل انجازا سياسيا كبيرا لحكومة اسرائيل. لأن هذا القرار يحطم الاجماع القائم منذ العام 1949، ودول العالم رفضت الاعلان الاسرائيلي عن القدس كعاصمة لدولة اسرائيل، ورفضت الاعتراف بها الى حين التوصل الى السلام. رغم أن التفاصيل الدقيقة للاعلان الذي يتوقع أن يعلنه ترامب اليوم فيما يتعلق بخطواته المقدسية غير واضحة بما يكفي، فان قراره من المتوقع أن يعزز سيطرة اسرائيل في القدس وتقليص احتمال تقسيمها من جديد في أي يوم.
السؤال هو بأي ثمن. القرار من شأنه أن يدفن الأمل الضعيف لحدوث انطلاقة في العملية السلمية. ويمكن لهذا القرار اشعال حريق محلي واقليمي يضر بالمصالح الامريكية والاسرائيلية في الشرق الاوسط. وهذا القرار سيمنح ايران الذريعة لاثارة وتحريض الرأي العام العربي ضد الزعماء العرب. وهذا القرار من شأنه أن يؤدي الى اندلاع اعمال عنف تضعضع مؤسسات السلطة، التي استثمرت الكثير في تطوير علاقاتها مع ترامب. هذا القرار من شأنه أن يسفك دماء الكثيرين.
يمكن الافتراض أن ترامب لم يسمع في أي يوم عن “اساس وجودنا”، وهو التعبير الذي اتخذه نتنياهو من اجل تبرير قراره احادي الجانب بفتح نفق الهيكل. 17 جندي اسرائيلي وحوالي 100 فلسطيني قتلوا في الاحتجاج الذي اندلع، ومكانة نتنياهو تضررت جدا. هذه الحادثة علمت نتنياهو درسا يحمله معه، أو على الأقل، حمله حتى الآن: لا تلعب مع القدس، فهي ستقوم بعضك في المقابل.
التغيير الخطير في السياسة الامريكية بالتأكيد سيمنح نتنياهو نقاط في الرأي العام الاسرائيلي، ولا سيما اليميني، وهذه هدية ليست بسيطة في الوقت الذي يهبط فيه في الاستطلاعات وهو متورط حتى عنقه في التحقيقات. في كل تناولهم لموضوع القدس، فان اسرائيليين كثيرين نظروا الى عدم الاعتراف بغربي القدس، على الاقل كاجحاف بارز. وليس مثل البراغماتية لحزب العمل الذي أيد ما يسمى طريقة دونم هنا ودونم هناك، فان اليمين التنقيحي كان عاشقا منذ الأزل للخطابات، التصريحات والهدايا وبوادر حسن النية الرمزية. الاقوال دائما كانت بالنسبة له جزء لا يتجزأ من الافعال، واحيانا حتى كانت تشكل البديل المرغوب فيه. ولكن الرأي العام متقلب. اذا اندلعت اعمال عنف وكلفت حياة بشر، فان مبادرة ترامب ومحاولة نتنياهو تشجيعها ربما تعمل ضدهم مثل البومرينغ. هناك حدود ربما، لعدد الضحايا الذي يمكن اعتباره مبررا مقابل تصريح في نهاية الامر لن يغير أي شيء.
إن رد معظم يهود الولايات المتحدة سيكون اكثر تعقيدا. من جهة، مؤيدو اسرائيل في الجالية اليهودية وضعوا القدس على رأس اولوياتهم، اكثر من المقبول لدى اخوتهم الاسرائيليين. بسبب هذا فان معظم المرشحين للرئاسة تعهدوا بنقل السفارة، رغم أنهم عرفوا كيفية التمييز بين البلاغة الكلامية المستخذية للحملة الانتخابية وبين ادارة سياسة خارجية عقلانية. ولكن يهود الولايات المتحدة ايضا يحتقرون ترامب أكثر من الاسرائيليين. وسيعانون الآن من التنافر المعرفي في محاولة للملاءمة بين تجسد حلمهم وبين حقيقة أن ترامب المكروه بالتحديد هو الذي مكن من ذلك.
اغلبية زعماء العالم يضغطون على ترامب من اجل الامتناع عن القيام بهذه الخطوة التي ستشعل المنطقة. فهم يخشون من أن تغيير الوضع الراهن في القدس يمكن أن يجبي ثمنا باهظا من المنطقة. الاصدقاء الجدد لترامب في الشرق الاوسط – على رأسهم الاردن والسعودية اللتان تعتبران أن لهما علاقة خاصة بالقدس، حذرتا ترامب أمس من التداعيات المتوقعة. اذا قرر تجاهل رأي هذه الدول والمضي قدما، فان لذلك سببين اساسيين.
السبب الاول هو أن ترامب خضع للضغط من قبل مؤيديه الافغنلستيين وهو يدفع الثمن من اجل الحفاظ على ولائهم. هؤلاء يمكنهم الآن تصويره كأداة للخالق على الارض من اجل تبرير دعمهم للرئيس، الذي يمثل نقيض ما يدعون اليه. متبرعون كثيرون مثل شلدون ادلسون ساهموا بنصيبهم ايضا بالتأكيد، وبالمساعدة السخية لسفير اسرائيل لليمين الامريكي المهووس، رون ديرمر، ونظيره دافيد فريدمان، سفير المستوطنين في القدس.
السبب الثاني هو أن ترامب يتجاهل اشارات التحذير، خلافا لاغلبية السياسيين، وهو لا يرد بصورة جيدة على الادعاءات المنطقية والتبريرات المقنعة. وهو يستمتع باثارة المشاكل والتنكيل بالسياسيين المتعقلين، وفي هذه الحالة الدبلوماسيين المتعقلين، وهذه صفة سبق لها وأحدثت شرخ بين واشنطن وحلفائها المخلصين في غرب اوروبا. ومثل فضائح اخرى مرتبطة به، فان ترامب يثير ضجة في القدس، في الاساس لأنه يستطيع.
السيناريو المتفائل هو أنه بعد اخلالات محدودة للنظام فان النظام سيعود الى ما كان عليه وسيخرج نتنياهو وترامب من هذه القضية بضحكة متعجرفة تقول “لقد قلنا لكم”. السيناريو المتشائم هو أن الاعلان عن نقل السفارة الامريكية سيثير غضب الفلسطينيين الذي سيحرر الاحباط واسباب اخرى للغضب التي تراكمت في السنوات الاخيرة. وهكذا سيتم تمهيد الطريق لانتفاضة ثالثة، بكل ما يعنيه ذلك. إن تطور كهذا سيعرض للخطر استمرار حكم محمود عباس واستمرار بقاء السلطة الفلسطينية. السيناريو الاسوأ هو أن العنف سيمتد بتشجيع ايران ايضا الى العواصم العربية وسيمس بالانظمة المعتدلة كما يبدو، التي تعني ترامب جدا.
الرأي العام في اسرائيل يتوق الى الاعتراف بالقدس، لكن اذا كان الثمن هو اعمال دموية وعدم استقرار اقليمي وراديكالية فلسطينية ونجاح دعائي لايران، عندها الرد الصهيوني المناسب سيكون القول لترامب “لا تصنع لنا معروفا”.
معاريف / ضابطة الايقاع
معاريف – بقلم زلمان شوفال – 6/12/2017
“آية الله علي خامينئي هو هتلر الجديد للشرق الاوسط”، قال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لتوماس فريدمان، في مقابلة طويلة نشرت في “نيويورك تايمز” في نهاية الاسبوع. هذه ليست أقوالا اطلقت في الماضي – ليس فقط على لسان حكام سعوديين بل وحتى ليس من الزعماء العرب على الاطلاق. كانت المقابلة بالنسبة لفريدمان مثابة اغلاق دائرة، إذ أنه في شباط 2002 هو الذي أجرى المقابلة مع ولي عهد سعودي آخر، الامير عبدالله، الذي اصبح لاحقا ملك السعودية، والذي روى له عن مبادرته لتطبيع العلاقات مع اسرائيل شريطة ان تنسحب الى خطوط 1967 بما فيها القدس. مبادرة “عدلتها” الجامعة العربية لاحقا في اعقاب طلب السوريين ادراج حق العودة للاجئين الفلسطينيين فيها بموجب قرار 194 للجمعية العمومية للامم المتحدة، والقدس الشرقية كعاصمة الدولة الفلسطينية.
“المبادرة العربية”، كما اسميت في حينه، كانت عمليا املاء على اسرائيل في صيغة “هذه صيغة مقدسة”، وليس اساسا محتملا لمفاوضات حقيقية – وبهذه الصفة فقد رفضتها كل حكومات اسرائيل. وسبب “المبادرة” هذه كفيل الان بان يكون لها حسب الشائعات، دور، وان كان رمزيا، في خطة السلام للرئيس ترامب. ومع أن الامير لم يتناول النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بشكل مباشر، يحتمل اذن ان تكون أقواله عن السعودية “الجديدة” يقصد بها على ما يبدو ايضا الدور الايجابي الذي يمكن أن تؤديه في مسائل دبلوماسية دولية، وعلى رأس ذلك السلام الاسرائيلي – الفلسطيني.
وتصريحاته عن زعيم ايران خامينئي، التي جاء فيها “تعلمنا من اوروبا أن المصالحة لا تجدي واننا لا نريد ان يفعل هتلر الجديد في ايران بالشرق الاوسط ما حصل في حينه في اوروبا” – تسير في هذا الاتجاه وتشهد على تصميم بن سلمان على صد سعي طهران للهيمنة العدوانية مع فروعها في الشرق الاوسط. من هذه الناحية، هناك وجه شبه ما بين قرار الرئيس السادات في حينه للتوصل الى سلام مع اسرائيل، ضمن امور اخرى كي يبدل علاقات مصر مع روسيا بشبكة علاقات جديدة مع امريكا، ورغبة ولي العهد السعودي في المساعدة في تحقيق تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين من أجل توثيق العلاقة مع الرئيس ترامب واهدافه في هذا السياق. فقد أعلن بان “الرئيس ترامب هو الرجل السليم في الزمن السليم”.
وبالغ الامير في وصف الصورة الحقيقية، برأيه، للاسلام، وكيف تبدو الامور قبل سيطرة المحافل الدينية المتطرفة على الدولة – “كان احترام للمسيحيين واليهود، والقاضية الاولى في المدينة كانت امرأة” – مضيفا بانه “لو كان النبي محمد أيد كل هؤلاء فهل كان مسلما؟” يمكن الجدال في الدقة التاريخية لهذه الصورة المثالية التي رسمها الامير عن الاعتدال الاسلامي، المزعوم، في الماضي، ولكن ليس هذا هو المهم في هذه اللحظة من ناحية سياسية، بل حقيقة أن هذه هي الصورة التي اراد ان يخلقها في أذني من يجري معه المقابلة وفي عيون الرأي العام في العالم كله.
ان القيادة الشابة الجديدة في السعودية واعية بانه بينما يرى معظم الشيعة في العالم في ايران ضابطة الايقاع المركزية – كما تبجح الرئيس روحاني، “لا يوجد أي احتمال لاي قرارات في موضوع العراق، سوريا، لبنان، افريقيا الشمالية ومنطقة الخليج الفارسي دون موافقة ايران” – السنة، الذين عددهم اكبر بكثير من عدد الشيعة، عديمين لمثل هذه الزعامة التي ترص صفوفهم. هذا الدور، حسب نوايا بن سلمان، على السعودية ان تأخذه على عاتقها. يخيل أن فريدمان يتناول بشك ما الدور الذي أدته السعودية في الحرب الاهلية في سوريا وتؤديه في اليمن، وكذا بالنسبة للاحداث الاخيرة في لبنان، وهو غير مقتنع على الاطلاق بنجاح الامير في هذا الشأن. ولكنه مع ذلك ينهي مقاله بجملة: “اذا نجح فان هذا لن يغير فقط طبيعة السعودية بل والاسلام بأسره ايضا” – وكنتيجة لذلك، فانه سيغير الوضع الجغرافي السياسي في المنطقة التي نعيش فيها، الهدف الذي يقبع ايضا في اساس الخطوات السياسية التي تتخذها اليوم دولة اسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو.
اسرائيل اليوم / نقل السفارة الى القدس – مصلحة أمريكية
اسرائيل اليوم – بقلم يورام أتينغر – سفير متقاعد – 6/12/2017
لرؤساء وزراء اسرائيل دور مركزي في إذابة القانون الامريكي الذي أقر في تشرين الاول 1995 للاعتراف بالقدس الموحدة كعاصمة اسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس. وعشية التصويت على القانون في مجلس الشيوخ قال لي السناتور الكبير دانييل اينويا، ان رئيس الوزراء في حينه اسحق رابين حث السناتورات على تأييد مطلب الرئيس كلينتون ان يضاف الى صيغة القانون مادة تسمح للرئيس بتأجيل نقل السفارة، في كل نصف سنة، لاعتبارات أمنية.
في 1999 مل السناتوران كيل (جمهوري) وليبرمان (ديمقراطي)، تأجيل تنفيذ القانون، وتقدما بمشروع قانون معدل دون تأجيل رئاسي ومع تقليص بحجم 100 مليون دولار من ميزانية السفارات في العالم اذا ما استمر التأجيل. ولكن رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك، طلب من السناتورين الاستجابة لطلب كلينتون وشطب مشروع القانون – الذي نال بالمناسبة تأييد 84 من اصل 100 سناتور – كي لا يمس ذلك بالمسيرة السلمية.
هل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يستخدم موقف الرئيس دونالد ترامب ونائبه بينس الايجابي والاستثنائي من الدولة اليهودية والدين اليهودي، ولا يضحي بالقدس على مذبح “المسيرة السلمية” والراحة اللحظية؟ هل يشجع ترامب على تنفيذ تعهده المعلن بنقل السفارة الى القدس؟
ان عدم نقل السفارة يفسر كاستسلام امريكي للضغط العربي، الخوف من الارهاب الاسلامي وتبني الانبطاح الاوروبي، في ظل التآكل في صورة الردع الامريكي، والذي هو حرج للامن القومي الامريكي ولاستقرار العالم.
اما المصالحة، التنازلات والاستسلام للضغط فتستدعي الارهاب، مثلما تعلمنا من نتائج تأييد الولايات المتحدة لايات الله في 1979، من اعتراف الولايات المتحدة بـ م.ت.ف في 1985، من اتفاق اوسلو في 1993 ومن اقتلاع المستوطنات من غوش قطيف في فك الارتباط في 2005. وبالمقابل، فان الفيتو الامريكي على شجب المستوطنات في مجلس الامن في الامم المتحدة في 2011 لم يؤد الى موجة الارهاب.
ان عدم نقل السفارة الى غربي القدس سيلزم العرب بالالتفاف على الولايات المتحدة من الجانب المتطرف فيضيفوا بذلك عائقا آخر في الطريق الى السلام. وبالمقابل، فان نقل السفارة سيعبر عن الفكرة الامريكية، من 1620 وحتى اليوم، والتي ترى في القدس مصدر الهام اخلاقي وديني تمثله خمسين مدينة وبلدة في الولايات المتحدة تسمى “Jerusalem و Salem” (سالم هو الاسم الاصلي للقدس).
ان نقل السفارة الى القدس سيعبر عن تصميم ترامب على الامتناع عن أخطاء أسلافه ومواصلة السير ضد التيار، وعدم الانجراف فيه.
اسرائيل اليوم / قرار الرئيس ترامب يخلق فتحة للسلام
اسرائيل اليوم – بقلم حاييم شاين – 6/12/2017
قبل بضعة أيام من الانتخابات في الولايات المتحدة عقدت في البلدة القديمة في القدس ندوة للحزب الجمهوري. ومن الشرفة التي تمت فيها المناسبة، كان يطل الحرم والحائط الغربي. ورقصت أشعة الشمس الاخيرة على حجارة القدس في رقصة ثنائية. وكانت أقدام اسرائيل والولايات المتحدة تتحرك في الريح تلاطف الواحدة الاخرى. عشرات محطات التلفزيون بثت المناسبة في كل أرجاء الولايات المتحدة. وعندما سمعت تهنئة دونالد ترامب المسجلة والتزامه بالشعب اليهودي ودولة اسرائيل، شعرت بسمو الروح وأملت بان ينتصر في الانتخابات، مثلما حصل الامر. فبعد مرارات براك اوباما حان وقت الحلوى.
الان، حسب المنشورات المتزايدة في وسائل الاعلام، يوشك ترامب على أن يعلن عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة اسرائيل بل وربما اصدار التعليمات للاستعداد لنقل السفارة من تل ابيب. وتنتهي بذلك مهزلة عدم وجود السفارة في عاصمة الدولة.
لقد توج الشعب اليهودي القدس كعاصمته الخالدة حتى حين كانت قارة أمريكا قفراء. داود الملك وأنبياء اسرائيل خلقوا فيها تراثا روحانيا هائلا قبل الفي سنة من تبني الدستور الامريكي بعضا من المباديء التي وجدت تعبيراتها في كتبنا المقدسة. القدس هي عاصمة اسرائيل مع أو بدون اعتراف الامم.
ومع ذلك، هناك أهمية سياسية كبيرة لبيان ترامب وأنا واثق بانه في اعقاب الولايات المتحدة ستسير دول أخرى. أما الدول العربية، الفلسطينيون، عرب اسرائيل، ايران ومنظمات الارهاب فتحاول فرض الرعب على الولايات المتحدة واسرائيل. ومنذ ثلاثة ايام وهم يطلقون بلا انقطاع توقعات الاخرة لليوم التالي على الاعلان، وكأن نهاية العالم باتت هنا. فسيف الاسلام اخرج من عمده وهم يلوحون به في كل صوب.
أملي الا يخاف الرئيس ترامب، الذي سبق ان اثبت تصميما في مواضيع اخرى، وان يفي بوعده الانتخابي لملايين المقترعين الذين ايدوه ايضا على خلفية تصريحاته في موضوع القدس. وبالفعل، حان الوقت لان يكف الغرب عن الخوف من التهديدات العابثة. فمن يخاف يستدعي مزيدا من الارهاب.
بخلاف الميل الذي يعرض في وسائل الاعلام، لا شك عندي بان قرار ترمب يمكن أن يساعد في تقدم مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. والسبب الاساس في أنه لا توجد مسيرة سلمية هو أن الفلسطينيين وشركاءهم مقتنعون بان اليهود هم صليبيون في وطنهم، مقيمون مؤقتون يبحثون عن ملجأ يمكن طردهم الى خلف الخط الازرق. طالما توجد دول ومنظمات في العالم تعطي اسنادا لاحلام الفلسطينيين الكاذبة، فلا يوجد لهم أي حافز للوصول الى تسوية مع اسرائيل. ودعم اوباما ووزارة الخارجية للفلسطينيين شدد فقط من موقفهم وأبعد السلام.
ان موقف ترامب الحازم في موضوع القدس، على خلفية التغييرات الجغرافية السياسية الجارية في منطقتنا، كفيل باقناع الفلسطينيين بالحوار مع اسرائيل. والتجارب لتقدم السلام من خلال ممارسة الضغط غير النزيه على اسرائيل فشلت، وحان الان الوقت لتجربة طريق مختلف. السلام ليس على الابواب، ولكن قرار ترامب يخلق فتحة للسلام.
هآرتس / القيصر بيبي الاول يجب أن ينتظر
هآرتس – بقلم اوري افنيري – 6/12/2017
الصهيونية هي معتقد لاسامي وهكذا كانت دائما. الأب المؤسس هرتسل، وهو كاتب نمساوي، كتب عدد من القصص ذات التوجه اللاسامي البارز، هذه القصص لا يعلمونها في اسرائيل. حسب رأي هرتسل الصهيونية لم تكن فقط حركة لنقل اشخاص من بلاد الى اخرى، بل ايضا وسيلة لتحويل اليهود المساكين في الشتات الى بشر يعتدون بأنفسهم ويعملون في ارضهم. هرتسل سافر الى روسيا لاقناع الزعماء اللاساميين فيها، منظمو المذابح، لدعم برنامجه. وتعهد لهم باخراج اليهود من روسيا.
أحد المكونات الاساسية للايديولوجيا الصهيونية كان أنه فقط في الدولة اليهودية المستقبلية يستطيع اليهود أن يرفعوا قاماتهم والعيش حياة طبيعية. الشعار كان “قلب الهرم الاجتماعي” – أي، يجب وضع الهرم على قاعدة عمال وفلاحين بدل الصرافين واصحاب البنوك.
عندما كنت طالبا في المدرسة في فلسطين – ارض اسرائيل في فترة الانتداب، كل ما تعلمناه كان متبل بالاحتقار العميق ليهود الشتات، الذين فضلوا البقاء في الشتات. كان من الواضح أنهم أقل منا في كل المجالات، الذروة كانت في بداية الاربعينيات من قبل مجموعة صغيرة حظيت بلقب “الكنعانيين”. لقد اعلنوا أننا نشكل أمة “عبرية” جديدة، ليس لها أي صلة مع اليهود في أي مكان آخر. عندما تمت معرفة ابعاد الكارثة الفظيعة، هذه الاصوات تلاشت، لكن ليس تماما. اللاساميون من ناحيتهم فضلوا دائما الصهاينة على اليهود الآخرين. ادولف ايخمان قال، كما هو معروف، إنه يفضل التفاوض مع الصهاينة، لأنهم “اساس بيولوجي” أفضل من اليهود الآخرين. ايضا الآن من يكرهون اليهود في كل مكان يصفقون لدولة اسرائيل، كدليل على أنهم ليسوا لاساميين اطلاقا. دبلوماسيون اسرائيليون لا يرفضون امكانية استغلال هذا الدعم، هم يحبون اليمين المتطرف.
هذا الامر لم يعق في أي يوم دولة اسرائيل في استغلال دعم اليهود في العالم. في حينه انتشرت نكتة تقول الله قسم خيراته بصورة عادلة، بين العرب والاسرائيليين. أعطى النفط للعرب وأعطى اسرائيل يهود امريكا. عندما قامت دولة اسرائيل، كانت الدولة تحتاج بشكل كبير الى الاموال لشراء الخبز للشهر القادم، هكذا ببساطة. رئيس الحكومة دافيد بن غوريون تم اقناعه بالسفر الى امريكا من اجل السعي وراء المال اليهودي هناك، لكن ثارت مشكلة: بن غوريون كان صهيونيا خالصا، لذلك كان متوقعا أن يقوم باقناع اليهود بترك كل شيء والهجرة الى البلاد. مساعدوه عملوا الكثير من اجل اقناعه بعدم طرح كلمة هجرة اطلاقا.
هذه العلاقة بقيت حتى الآن، اليهود يحتقرون سرا يهود امريكا الذين يفضلون اللقمة الطرية على حياة العزة والاستقامة في دولة اليهود، لكنهم يطالبون بدعمهم السياسي غير المحدود. اغلبية المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة تقدم هذا الدعم حقا. يوجد لديها قوة كبيرة في واشنطن، الايباك، اللوبي الصهيوني، يعتبر اللوبي الثاني في قوته بعد لوبي السلاح.
لسوء الحظ، العلاقات المتبادلة بين دولة اسرائيل ويهود امريكا تجلب المشكلة تلو الاخرى، التي لم يعد بالامكان اخفاءها. الاندلاع الاخير لهذه المشاكل جاء من قبل نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، التي في مقابلة أجريت معها هاجمت يهود امريكا بصورة خبيثة. من ضمن اقوالها، أدانت حقيقة أن يهود امريكا لا يرسلون أبناءهم الى الجيش الامريكي. ونتيجة ذلك، زعمت أن هؤلاء اليهود غير مستعدين لفهم الاسرائيليين الذين ابناءهم الجنود يخوضون الحرب كل يوم.
هذا القاء لتهمة قديمة، أنا أذكر أنني شاهدت ذات مرة منشور ألقي في الحرب العالمية الثانية من قبل طائرات نازية على خطوط الجيش الامريكي في فرنسا. وقد ظهر فيه يهودي سمين له أنف معقوف ويدخن السيجار ويداعب امرأة امريكية شقراء. “في الوقت الذي تسفك فيه دمك في اوروبا، الآن يقوم اليهودي باغتصاب زوجتك في البيت”، كتب في المنشور.
كما هو معروف، التجنيد الاجباري الغي في امريكا منذ فترة. الجيش الامريكي يتشكل اليوم من متطوعين من الطبقة الفقيرة. اليهود لا ينتمون لهذه الطبقة. إن اتهام حوطوبلي هو هراء محض. لقد تمت ادانتها من قبل الجميع، لكن لم تتم اقالتها. ايضا الآن هي مسؤولة عن كل الدبلوماسيين الاسرائيليين في العالم.
هذه الحادثة هي واحدة من عدد من المشاكل في العلاقة بين الجاليتين، لكن المشكلة الاساسية هي أن كل منظومة العلاقات بين الاسرائيليين وبين يهود الشتات ترتكز على كذبة، الادعاء بأنهم ينتمون لنفس الشعب، الواقع فصل بينهما منذ زمن طويل، الواقع الحقيقي هو أن “اليهود” في اسرائيل هم أمة جديدة خلقت من قبل الواقع الروحي، الجيوغرافي والاجتماعي في البلاد الجديدة – مثلما أن الامريكيين مختلفين عن البريطانيين والبريطانيين مختلفين عن الاستراليين. يوجد لهم مشاعر قومية من الانتماء المتبادل، تراث متشابه وعلاقات عائلية. ولكنهم مختلفون.
كلما سارع الطرفان الى الاعتراف بذلك رسميا كلما كان افضل. اليهود في امريكا يمكنهم دعم اسرائيل (مثل الايرلنديين الامريكيين الذين يدعمون ايرلندا)، لكنهم غير مطالبين بالولاء لدولة اسرائيل، وغير ملزمين بدفع الضرائب لنا. دولة اسرائيل من ناحيتها تستطيع أن تساعد اليهود المحتاجين في كل مكان، والسماح لهم بالانضمام اليها. أهلا وسهلا. ولكن نحن لا ننتمي لنفس الأمة. نحن هنا في اسرائيل نشكل أمة تتكون من مواطني اسرائيل. اليهود في امريكا وفي كل العالم ينتمون للأمم في بلادهم، وايضا للطائفة اليهودية العرقية – الدينية العالمية. بنيامين نتنياهو كان يريد أن يتشبه بالملكة فيكتوريا، التي كانت “ملكة بريطانيا وقيصرة الهند”، هو يريد أن يكون ملك وقيصر – ملك اسرائيل وقيصر اليهود. وهو ليس كذلك.
اسرائيل اليوم / من يقسم القدس
اسرائيل اليوم – بقلم آفي بوسكيلا – 6/12/2017
من المتوقع أن يعلن الرئيس ترامب اليوم عن الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل. الامر يتعلق بتعهد طرحه ترامب في حملته الانتخابية، المعنى العملي المتوقع هو أن ينقل في وقت ما السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس.
أنا سأبدأ القول، من اجل تهدئة كل من يقفزون، أن القدس هي عاصمة اسرائيل. خلافا لحكومة اسرائيل أنا لا أنتظر اعتراف الولايات المتحدة من اجل أن تعترف بالقدس كعاصمتي. ايضا دولة اسرائيل لن تنتظر، وقامت بسن قانون اساس: القدس عاصمة اسرائيل منذ 1980.
بنفس الشكل أنا أيضا لا احتاج الاعتراف من قبل السلطة الفلسطينية باسرائيل كدولة الشعب اليهودي شريطة البدء في المفاوضات السياسية. أنا أعترف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي، سواء مع أو بدون اعتراف الفلسطينيين، وأعترف بالقدس كعاصمة ايضا بدون اعتراف امريكي. هل تعتقدون أن الولايات المتحدة تنتظر اعتراف دولة اخرى بواشنطن دي سي كعاصمة. ربما الروس ينتظرون المصادقة على أن عاصمتهم هي موسكو. لا، وألف لا.
حكومات اليمين بالذات تشكك بمزايا اسرائيل ومكانة عاصمتها، بانتظارها المرة تلو الاخرى بالاعتراف الخارجي. الى هذه الدرجة اليمين لا يثق بدولته وعاصمته، بحيث يتوق ممثلوه الى الاعتراف الخارجي بدولتنا. في المقابل، اليمين لا يحصل على الاعتراف الدولي. وأنا أقصد حدود الدولة المعترف بها في العالم، حدود 1967، التي على اساسها ستجري أي مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين. فلماذا الاعتراف الدولي أقل أهمية بالنسبة لليمين.
حدود 1967، هل جننت؟ هل تريد أن تقسم القدس؟ ولكن السيطرة الاسرائيلية على الاحياء العربية في شرقي القدس هي زائدة وغير منطقية.ليس اليسار هو الذي يقسم القدس، بل بالذات وزير الشتات بينيت، المسؤول ضمن امور اخرى عن العلاقة مع يهود الولايات المتحدة، والوزير الكين الذي في توقيت صدفي قبل وقت قصير من الاعلان عن التصريح العتيد للرئيس ترامب، اعلن أنهما يشجعان استثناء مخيم شعفاط وكفر عقب من حدود بلدية القدس.
ما سمعتموه صحيح، حدود منطقة القدس، المنصوص عليها في قانون الاساس، من المتوقع أن تتغير برعاية الحكومة الاكثر يمينية التي كانت في اسرائيل. تخيلوا الصراخ الصادر من مقاعد احزاب اليمين لو أن حكومة يسارية كانت ستقوم بخطوة مشابهة. أنا أنتظر اليوم الذي ستقوم فيه حكومة يسارية برسم حدود واضحة لاسرائيل الى جانب دولة فلسطينية، وتزيل الشكوك نهائيا من رأس كل المتشككين في اليمين.
لا أعرف اذا كانت السفارة الامريكية ستنقل الى القدس أم لا. من الظروف المجتمعة بالامكان أن نعطي تقدير غريب بأن رئيس اسرائيل والرئيس الامريكي الغارقان حتى العنق في التحقيقات والوضع الجيوسياسي في المنطقة يفلت من بين اصابعهما، سيقومان باستخدام سياسي تهكمي لتوق الشعب اليهودي الكبير لعاصمته في اسرائيل وفي الولايات المتحدة.
هآرتس / عاصمتان لشعبين
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 6/12/2017
أطلع الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان في نيته نقل السفارة الامريكية الى القدس. ومع ان ترامب لم يعلن ذلك بعد بشكل رسمي، فان الانباء عن نواياه اثارت العالم العربي والاسلامي: فالقيادة الفلسطينية، الاردن، مصر، تركيا (التي هددت حتى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل)، منظمة التعاون الاسلامي (التي تجمع 57 دولة اسلامية)، وحتى السعودية أعربت عن معارضتها للخطوة، وارفقت معارضتها بتحذيرات من الاثار الخطيرة لمثل هذا الاعلان، بما في ذلك انفجار العنف في الشرق الاوسط. وفي الضفة الغربية اعلن عن ثلاثة ايام غضب، ابتداء من اليوم.
وتجاوزت المعارضة العالم العربي فأثارت موجة تحذيرات من دبلوماسيين كبار في أرجاء العالم، بمن فيهم الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون، وزير الخارجية الالماني زيغنر جبريئيل ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني. وبعث 25 سفيرا اسرائيليا سابقا، اكاديميا ونشيط سلام برسالة عاجلة الى مبعوث الولايات المتحدة الى المنطقة جيسون غرينبلت وأشركوه في قلقهم.
المعارضة والقلق مفهومان من تلقاء ذاتهما. فالقدس مقدسة لليهود، للمسلمين وللمسيحيين ومكانتها موضع خلاف شديد، وهي توجد في قلب النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. أما الاعلانات احادية الجانب حول مكانتها، في غير اطار التوافق السياسي، فهي مثابة تجاهل للتطلعات الفلسطينية. وبالتالي، من المتوقع لها أن تضر بفرص السلام وتثير المقاومة، بما في ذلك المقاومة العنيفة. مثل هذه الخطوة كفيلة ايضا بان تصور الولايات المتحدة كوسيطة غير نزيهة.
ليس واضحا كيف يستوي تطلع الرئيس ترامب لحل النزاع الطويل بين الاسرائيليين والفلسطينيين وخطوات احادية الجانب في صالح مصالح طرف واحد فقط، ولا سيما في مسألة مركزية ومشتعلة بهذا القدر. اذا كان ملحا لترامب ان يفي بوعده لنقل السفارة الامريكية الى القدس، أو على الاقل الاعتراف بها كعاصمة اسرائيل، فيجمل به أن يفعل ذلك في اطار اعتراف متساو أيضا بمطالب الفلسطينيين فيها.
ان اعترافا امريكيا بالقدس كعاصمة اسرائيل ونقل السفارة اليها ليستا خطوتين اشكاليتين بحد ذاتهما. فحل الدولتين ينطوي على تقسيم القدس بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتحويلها من مدينة منقسمة عمليا وتشكل عاصمة لاسرائيل، الى مدينة مقسمة بشكل رسمي: القدس الغربية عاصمة اسرائيل وشرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. عندما يحصل هذا، ليس الولايات المتحدة وحدها فقط بل وكل دول العالم ستتمكن من الاعتراف بهاتين العاصمتين وستكون مدعوة لان تفتح فيها سفاراتها.