اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 12 – 2017
يديعوت احرونوت:
– الثورة الهادئة في الليكود.
– في مواجهة المحققين: زوجة بيتان.
– هذه الليلة: الجيش الاسرائيلي يهاجم في سوريا مرة اخرى.
– تلة الذخيرة – الجيش ينشر معطيات التجنيد والخدمة حسب المدن، المجالس الاقليمية والمدارس الثانوية.
– نتنياهو وكحلون: قمة المصالحة.
– تأهب اعلان (ترامب والقدس).
– مئة شعاريم ضد الاوراق النقدية الجديدة التي تحمل صور نساء.
معاريف/الاسبوع:
– التخوف في الليكود: تحقيق بيتان سيمس بالحزب جدا.
– بيتان وصل الى الكنيست واصبح مصدر جذب.
– الشرطة تفحص الشبهات ضد دانون.
– من التحقيقات الى التحقيقات – ائتلاف في أزمة.
– أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية، ومعظم المستوطنات تبقى – خطة السلام السعودية.
– نشطاء “قوة يهودية” تجولوا في قصرة والجيش يفرق اعمالا فلسطينية للاخلال بالنظام.
هآرتس:
– رجل منظمة الجريمة الجروشي مشبوه برشوة بيتان مقابل توجيه العطاء نحوه.
– شقيقان بدويان من النقب يعتقلان للاشتباه بقتل جندي في عراد والمخابرات تقول ان الدافع وطني.
– مصادر في المالية: كحلون ونتنياهو سيجدان صعوبة في تمرير الميزانية بدون بيتان.
– الحرب الاهلية في اليمن: الثوار الحوثيون يغتالون الرئيس السابق صالح.
– الاتحاد الاوروبي يقيم حدثا مع “بتسيلم” ضد الاحتلال ووزارة الخارجية تقول هذه بصقة في الوجه.
– السعودية عرضت على عباس الاعلان عن ابو ديس كعاصمة.
اسرائيل اليوم:
– التخوف: السجون لن تتمكن من استيعاب السجناء.
– بيتان في الكنيست: “لن استقيل”؛ مشبوه بتلقي رشوة من عائلة الجروشي.
– شرطية تشارك في تحقيقات رئيس الوزراء تدعو للتظاهر ضده.
– أمل في اسرائيل: خطاب الرئيس ترامب غدا – لحظة تاريخية.
– بدويان مشبوهان بقتل رون كوكيا.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 12 – 2017
معاريف / أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية، ومعظم المستوطنات تبقى – خطة السلام السعودية
معاريف – بقلم حاييم ايسروبيتس – 5/12/2017
عرض ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن خطة سلام مع اسرائيل تبقي معظم المستوطنات الاسرائيلية وتقضي بان عاصمة الدولة الفلسطينية ستكون في ابو ديس. وحذر بن سلمان ابو مازن من أنه اذا رفض فسيتعين عليه أن يستقيل. هذا ما افادت به “نيويورك تايمز” أمس. أما في واشنطن وفي الرياض فقد نفوا هذا النشر.
وحسب التقرير، الذي يستند الى محافل رفيعة المستوى فلسطينية، عربية واوروبية سمعوا رواية ابو مازن عن الحديث الذي جرى الشهر الماضي. فقد وصل رئيس السلطة الى الرياض للحديث مع ولي العهد عن الخطة التي تبلورها الادارة الامريكية، وبدلا من ذلك سمع “خطة تميل للاسرائيليين أكثر من أي خطة اخرى تبنتها الادارة، خطة لا يمكن لاي زعيم فلسطيني ان يقبلها ابدا”.
يتبين من التفاصيل أن الفلسطينيين سيتلقون دولة خاصة بهم تتشكل من أجزاء غير متواصلة في الضفة الغربية. وتكون العاصمة في بلدة ابو ديس وليس في شرقي القدس. اضافة الى ذلك فان معظم المستوطنات الاسرائيلية ستبقى على حالها ولن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق حق العودة.
وحسب مصادر فلسطينية في فتح وفي حماس، هدد الامير السعودي ابو مازن من أنه اذا لم يقبل الخطة، فسيتعين عليه أن يستقيل ليخلي مكانه لزعيم فلسطيني يوافق على الصيغة. وفي محاولة لتخفيف الضربة، عرض بن سلمان نقل مساعدة مالية زائدة للفلسطينيين بل وطرح امكانية دفعات مباشرة لابو مازن – ولكن رئيس السلطة رفض.
وأوضح زعيم حماس في الضفة الغربية، حسن يوسف، معقبا بانه “اذا ما قبلت القيادة الفلسطينية حتى بند واحد من هذه البنود فلن يسمح الشعب الفلسطيني لها بالبقاء. وطالما كان ابو مازن ساكتا عن ذلك، فانما نخشى من أن مثل هذا الامر سيحصل”، قال يوسف، الذي اشار الى ان ابو مازن ملزم بان “يقول للشعب الفلسطيني بانهم عرضوا عليه عدة اقتراحات ورفضها”.
ورفض السفير السعودي في واشنطن، الامير خالد بن سلمان، ما نشر وشدد على ان “المملكة تبقى ملتزمة بحل يقوم على اساس مبادرة السلام في العام 2002، بما في ذلك شرقي القدس كعاصمة الدولة الفلسطينية والتي تستند الى حدود 1967. أما قول غير ذلك فخطأ”. اما الناطق بلسان ابو مازن، نبيل ابو ردينة فقال ان التفاصيل هي “انباء ملفقة” وان القيادة الفلسطينية لا تزال تنتظر الاقتراح الامريكي.
وفي البيت الابيض ايضا ادعوا بان التقرير ليس صحيحا وانهم لا يزالون يعملون على خطة السلام للادارة. “توجد كل الوقت مضاربات وتخمينات حول ما نعمل عليه، وهذا التقرير هو الامر ذاته”، قال الناطق بلسان البيت الابيض جوشوع رفائيل. “هذا لا يعكس الوضع الحالي للخطة التي نعمل عليها أو المحادثات التي كانت لنا مع لاعبين في المنطقة”.
يديعوت / تأهب اعلان
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 5/12/2017
يستعد جهاز الامن لامكانية انفجار عنف فلسطيني في اسرائيل، ولا سيما في القدس، في اعقاب الانباء عن اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة اسرائيل أو الاعلان عن نقل السفارة الامريكية من تل أبيب. كما ان الادارة الامريكية هي الاخرى أمرت ممثلياتها ولا سيما القنصليات والسفارات في الشرق الاوسط لتشديد اليقظة خوفا من المظاهرات ضد المؤسسات الامريكية.
وكانت مداولات تقويم الوضع، بمشاركة الشرطة، المخابرات وقيادة المنطقة الوسطى، قد جرت في الايام الاخيرة بهدف الاستعداد لموجة اعمال الاخلال بالنظام والعمليات المضادة، مثل العمليات التي وقعت بعد نصب البوابات الالكترونية في الحرم في تموز من هذا العام.
في جهاز الامن يشددون على ان التصريحات الحادة من القيادة الفلسطينية ضد الخطوة الامريكية القادمة لا تزال في هذه المرحلة لم تتجاوز الخط لتدفع الشارع نحو العنف. ولكنهم يقولون هناك ان هذا الخط يمكن ان يتم تجاوزه بغمضة عين، حتى بدون حث السلطة، مثلما حصل قبل خمسة اشهر. فالاجواء الحماسية في وسائل الاعلام الفلسطينية من شأنها أن تشجع منذ الان – حتى قبل الاعلان الامريكي – على ارهاب الافراد، ضاربي السكاكين والخلايا المستقلة.
وفي القيادة الفلسطينية لا يزالون يأملون بان تمنع منظومة الضغوطات التي تمارسها الدول العربية المعتدلة على البيت الابيض الرئيس ترامب عن الاعلانات في موضوع القدس. وأكدت مصادر دبلوماسية في واشنطن، صحيح حتى يوم امس، بان القرار في هذا الموضوع لم يتخذ بعد. وعلى حد قولهم، فان الفريق القريب من الرئيس أعد جملة من “البدائل الابداعية” للتعهد بنقل السفارة الى القدس، ولكن احدا لا يعرف ما سيقرره الرئيس حتى يوم الاربعاء القادم.
وكانت حماس حرضت منذ اليوم بكل القوة الشارع الفلسطيني، كجزء من استعداد المنظمة لاحتفالات الثلاثين سنة على تأسيسها. فالتاريخ الرسمي لاقامة حماس هو 14 كانون الاول، ولكن اعلانا امريكيا يغير الوضع الراهن في القدس سيشكل حسب مصادر امنية في اسرائيل سببا لاثارة الخواطر في الشارع وتحويل الاحتفالات الى سلسلة أيام غضب وعمليات. في اسرائيل يقدرون بان حماس ستبذل جهدا استثنائيا لتنفيذ عملية ذات مغزى للتصدي للصورة التي نشأت لها في غزة – منظمة توجهت الى المسار السياسي، تقربت من مصر والسعودية، اختارت سياسة معتدلة تجاه اسرائيل وتنازلت عن الكفاح المسلح – على خلفية منع الجهاد الاسلامي من تنفيذ اعمال ضد اسرائيل على سبيل الانتقام لتفجير النفق.
من خلف الجهود لتنفيذ عمليات عنيفة في اثناء احتفالات حماس تقف أجهز المنظمة في الخارج، وعلى رأسها قيادة حماس العسكرية في تركيا، التي تواصل العمل حتى بعد أن طردت ظاهرا من هناك ويديرها صلاح العاروري. يتبين أن العاروري الذي وجد ملجأ في لبنان، يقضي معظم وقته بالذات في تركيا وفي دول الخليج، حيث يواصل تفعيل الخلايا ونقل الاموال لرجال حماس في الضفة. وبالتوازي تحاول القيادة التي تفعل حماس في الضفة من غزة – والتي تتشكل من محرري صفقة شاليط – تنفيذ عمليات في المناطق.
وبتقدير محافل الامن في اسرائيل، سيجد الاحتجاج الفلسطيني تعبيره سواء في نشاط المنظمات المؤطرة أم في تصاعد عمليات الافراد، التي هبطت في الاونة الاخيرة. ومنذ الان يمكن ملاحظة أن المؤسسة الفلسطينية تحاول العمل على التحريض ضد الخطوة الامريكية المرتقبة بالاتجاه الديني. أي ان كل خطوة امريكية تغير الوضع الراهن حول القدس ستعرض كمس بالمسجد الاقصى. وكان الاحتجاج الشعبي ضد البوابات الالكترونية قادها الزعماء الدينيون في القدس: مفتي القدس عن السلطة الشيخ محمد حسين، الشيخ عكرمة صبري الذي يمثل الحركة الاسلامية والشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الاقصى عن الاوقاف. وتتصدر هذه الثلاثية مجموعة كبيرة من رجال الدين من كل الانواع والاصناف وتؤثر على الشارع اكثر من القيادة السياسية. وستقف هذه المجموعة – حسب تقدير اسرائيل – على رأس كل الخطوة ضد الاعلانات الامريكية المحتملة. وبالمقابل، في هذه الحالة ايضا ستسعى السلطة الفلسطينية الى ادارة حدث عنيف مقنون وعدم الوصول الى فوضى.
هآرتس / الاحتمال الاخير
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي وايلانا همرمان- 5/12/2017
اذا تمت الموافقة على اقتراح القانون الجديد الذي يدعو الى فرض عقوبة مدتها سبع سنوات سجن على نشطاء حركة مقاطعة اسرائيل ومنتجاتها بتهمة التسبب بالضرر للدولة ولعلاقاتها الدولية، فسيكون ذلك خطوة كبيرة في الانقلاب التشريعي الذي تقوم به حكومة اليمين الوطني في السنوات الاخيرة.
هذا الانقلاب يتقدم بسرعة كبيرة برعاية احتيال لا مثيل له: كأن النضال من اجل حقوق الانسان (ليس الاخلال بها) يمكن اعتباره ضررا للدولة، وكأن الدولة والسياسة والمواطنة والايديولوجيا هي كتلة واحدة متجانسة، وكأنه لم يتم خلق ايديولوجيات تسببت بدمار الدول التي أعطي فيها الحكم لمؤيديها.
مع ذلك ربما يختفي هنا بصيص أمل: هذا القانون للدفاع عن الاحتلال يمكن أن يقرب نهاية القمع المدني والاستعباد القومي للشعب الفلسطيني على يد اسرائيل، ومعه احتمال – ربما الاخير – التعايش بسلام بين الشعبين.
محاكمة نشطاء مقاطعة اسرائيل المحتلة والاستيطانية، ستتحول بسرعة الى محاكمة استعراضية، وهكذا سيتم حل العقدة الاخيرة في قناع الديمقراطية البالية التي ما زالت اسرائيل تنجح في التفاخر بها في الداخل والخارج، رغم حكمها العسكري والمدني لمليوني شخص منذ خمسين سنة.
عند حدوث ذلك سيزيد تشابه اسرائيل من ناحية حكمها الداخلي مع الاتحاد السوفييتي وعدد من الديكتاتوريات الشيوعية بعد الستالينية في اوروبا الشرقية والتي طاردت واعتقلت معارضي النظام في الداخل بتهمة التسبب بـ “الضرر للدولة”. في اعقاب مطاردة المعارضين في الاتحاد السوفييتي استخدم عليه ضغط متزايد من قبل المجتمع الدولي، ونهايته التي أثمرت. بذلك يوجد احتمال أنه كلما زاد عدد مقاطعي الاحتلال والمحتل في داخل اسرائيل الذين ستتم محاكمتهم وسجنهم، فان هذه العملية ستتم ايضا بشأن نظام الاحتلال الاسرائيلي.
هل المبادرون الى سن قانون المقاطعة الواسع ليس لديهم فهم سياسي الى درجة انهم لا يلاحظون آلية “البومرينغ” (الفعل المرتد على صاحبه) الذي يكمن في مشروع قرارهم؟ هل هم لا يدركون أنه كلما زادت مطاردتهم للاسرائيليين الذين يناضلون ضد اخلال الدولة بحقوق الانسان – الى درجة سجنهم – فانهم بهذا يقربون اليوم الذي سيطرد فيه المجتمع الدولي دولتهم من عائلة الدول الديمقراطية؟ ألا يعرفون أن هذا يقرب نهاية عهد الاحتلال والاستيطان؟ يبدو أن من يسعون الى سن القانون ضد المقاطعة لا يخشون من البومرينغ السياسي، هذا لأنهم يعتمدون على جبن معارضي الاحتلال والمشروع الصهيوني. العقوبات القانونية، يعتقدون، ستردعهم من استخدام الدعوة الى مقاطعة الاحتلال في اطار نضالهم. نحن الموقعون أعلاه، استنادا الى تجربتنا، نقول لهم بأنهم مخطئون. لأننا قبل سنتين ونصف بادرنا الى التوقيع على عريضة لمواطنين اسرائيليين يطلبون من المجتمع الدولي بفرض مقاطعة اقتصادية وثقافية على مشروع الاستيطان في المناطق المحتلة في العام 1967. وخلال أقل من شهر وقع عليها اكثر من 1500 شخص من مواطني اسرائيل وكانوا على استعداد لخرق القانون.
في هذه الاثناء وعلى خلفية شحذ أدوات ائتلاف الانتحار الوطني ضد من يعارضون الاحتلال والاستيطان، يجب العودة الى تلك الدعوة بشكل اكثر اصرارا. يجب تأسيس حركة مدنية اسرائيلية تتوجه بشكل علني ومستمر الى المجتمع الدولي من اجل الدعوة الى تفعيل قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 2334 ضد الاستيطان من شهر كانون الاول 2016.
يجب استخدام ضغط سياسي واقتصادي وثقافي على اسرائيل، بما في ذلك مقاطعة مشروع الاستيطان ومن يتعاونون معه من اجل اجبارها على اخلاء مواطنيها من الضفة الغربية. لا يوجد هناك نضال مدني غير عنيف ومناسب وعملي أكثر من ذلك. فقط عندما نبدأ نحن الاسرائيليين والاسرائيليات، الشركاء والمسؤولين عن استمرار الاحتلال، بدفع الثمن الفعلي عن استمراره سنقدم لاسرائيل احتمال أن تكون دولة عقلانية وسليمة، لها حدود سياسية واخلاقية معترف بها من قبل القانون الدولي. وبدون ذلك لن يكون لنا أمن أو سلام.
يديعوت / من يريد اسقاط بيبي – الثورة الهادئة في الليكود
يديعوت – بقلم يوعز هندل – 5/12/2017
الرجل الذي يجلس امامي هو أحد أكبر رجالات الليكود في الولاية الحالية. لست أنا الوحيد الذي يلتقي به مؤخرا، ومع ذلك فان ما يقوله جدير بالنشر هنا بالذات.
لو كان مصمما بما فيه الكفاية، لكان يقول ما يقوله بنفسه، ولكنه يتردد، ويتلبث، ويخشى وينشغل بمسائل مثل متى وكيف. اقواله هي هجوم جبهوي على نتنياهو. وهو يدع بان النفور يؤثر على الليكود، وانهم بهذه الوتيرة سيخسرون الحكم. نتنياهو لا يتحدث معه منذ وقت طويل جدا. وتصل صراعات الكبرياء على حد قوله الى اماكن هاذية. وبشكل عام، كما يدعي، ليس هناك من يتحدث مع نتنياهو حقا في هذه الايام، غير عائلته القريبة.
ما يرويه ذاك المسؤول لي سمعته من آخرين أيضا، ولكن الفرق هو في المبادرة التي يتخذها. في الحديث يفصل على مسمعي الامكانيات التي توجد لديه. الاولى، وهي الاكثر معقولية، هي الانتظار الى أن تنتهي القصة: توصيات الشرطة وقرارات النيابة العامة. هذه امكانية سهل، لا تتطلب منه أي شيء غير الحديث دون أن يعرف نفسه.
كبديل، يحاول مع نظرائه، الذين يوجدون في مكانة مشابهة، تنظيم انقلاب. هذه هي الامكانية الثانية، الاكثر خطرا من ناحية سياسية، ولا يما في الليكود. فكيف ستبدو هذه؟ سألت، وها هو وصفه النظري أمامكم: المسؤولون الخمسة الذين عددهم، وهو منهم، يجلسون خلف طاولة، أمامهم مؤتمر صحفي عاجل. والشجاعة توجد في حقيقة أن هذا فعل مشترك، دون ضحية وحيدة. اثنان من المسؤولين جربوا قبل ذلك الثورة الذاتية، وفي غضون وقت قصير قطعوا لهم الاجنحة. وقد وصلت الرسالة.
معا، وفقط معا، ينظرون الى الكاميرات ويعلنون بان هكذا لا يمكن مواصلة العمل. فقدان التوازنات والكوابح، والتحقيقات والضرر لليمين. والتعبير الاخير يهمه التشديد عليه المرة تلو الاخرى. وسيقولون كما يتصور “نحن ننطلق الى طريق جديد. واحد منا ينتخب كبديل عن نتنياهو. لن نقول الان من. نوافق على أن احدا منا سينتخب. وبالنسبة لنتنياهو، لكل شيء توجد نهاية”.
عودة الى الواقع. على حد قوله فان هؤلاء الاشخاص، كبار المسؤولين، يتحدثون منذ الان فيما بينهم عن هذا السيناريو، ولكنهم لا يتجرأون على القيام بعمل ما. وعليه، فليس لما يسميه “الامكانية الثانية” احتمالات كثيرة قبل توصيات الشرطة. اما الامكانية الثالثة فهي الخسارة في الانتخابات حين تأتي، وعندها انطلاقا من الضربة القاسية سيعود الليكود أقوى وأنظف.
بشكل غريب، فقط بعد أن أنهينا الحديث تذكرت بانه لم يتحدث معي عن الامكانية الرابعة. تلك التي يتحدث عنها معظم مصوتي الليكود ومعظم منتخبيه (اورن حزان هو الوحيد الذي يقول العكس حاليا، لاعتباراته). سيناريو النصر الذي يفوز فيه نتنياهو في الانتخابات القادمة بأغلبية كبيرة مرة اخرى. يضرب الاستطلاعات، المستطلعين، يهزم خصومه من الداخل ومن الخارج.
في كل الاحوال، بين السطور أفهم أنه يرى في المرآة البديل المناسب لنتنياهو. ومثله الاخرون. والاسباب لما يمر به متنوع. حسب تحليلي يبدأ هذا في موضوع شخصي، ينتقل الى الايديولوجيا وفي النهاية ايضا الى قدرته على ان يصمم ما يجري سياسيا. قضية بيتان تنضم الى قضية داني دانون التي تنضم الى قضايا نتنياهو التي تنضم الى قانون التوصيات. “هكذا ولد شعار “ايها الفاسدون مللناكم””، يذكرني ويضيف “وعندما يلتصق هذا فانه لا يزال لزمن طويل، حتى بمادة تنظيف قوية”.
وأخيرا يتحدث ايضا عن الجانب الاخر – اولئك الذين لا يحبون نتنياهو مسبقا، اولئك الذين يتوجهون الى المظاهرات. من يعتقد أن هذا ينتهي في روتشيلد مخطيء “لست وحدك فقط من كتب ضد قانون التوصيات”، يقول ويذكر بسلسلة كاملة من الكتاب من اليمين ممن عارضوا: نداف هعتسني واسرائيل هرئيل، آريه الداد وحجاي سيجال، ليمور لفنات وغيرهم. أنا يميني أكثر من بيبي، وأحد لن يسميني يساريا، وبالتالي فانه يمكنني أن انتقد، كما يشرح لي ويبدو انه يشرح لذاته.
يمكن تجاهل ما قاله. هذه طريقة معروفة. الا نرى. ها هو مجاز من يوم أمس: ذات الصورة ليونتان رزان التي أثارت عاصفة كبرى حين وضع ضمادة سوداء على عينيه في المسرحية. رزان لم يرغب في أن يرى النساء يرقصن، فأغمض عينيه. أنا احب أن أسمعه مع ضمادة العينين وبدونها. افضل الناس الذين يغطون عيونهم أكثر ممكن يغطون عيون غيرهم. هذا لا يغير حقيقة أنه متدين مشوش. في النهاية حين ازال الضمادة كانت هناك لا تزال نساء في العالم وأفكار في الرأس.
هآرتس / كانت هناك خلاطات أكبر من دافيد بيتان
هآرتس – بقلم ابراهام بورغ – 5/12/2017
بسبب الضجة في الخلفية التي تملأ السياسة في هذه الايام يصعب التمييز بين الاشجار والغابة. من السهل الغضب على بنيامين نتنياهو ومبعوثيه، واعطاءهم صفات طائفية وانثروبولوجية. وأصعب من ذلك بقليل النظر الى المرآة التي يضعونها أمام أعيننا والاعتراف – لقد سبق لنا ومررنا بهذه الامور.
دافيد بيتان هو “نموذج” الواقع السياسي الحالي. بذيء، عنيد، مجادل، هجومي، متعجرف، خلاط ومشرع. يده في كل شيء ويد المحققين تلاحقه. بالنسبة لكثيرين هو أيقونة لكل الامراض التي تعاني منها اسرائيل. أنا لا أعرفه ولست على يقين بأنه يعرفني. ومع ذلك – كلما فكرت أكثر بشخصيته ودوره أندم على أنه ليس لدينا في معسكرنا اشخاص مثله.
أنا آمل أن برلمانيته البذيئة، المرسلة من سيده والسيدة، ستترجم امتعاض الجمهور في التصويت في صندوق الاقتراع، لكنني أجد صعوبة في أن أجند ضده الغضب. هو نزيه وصالح تقريبا لم يسبقه أحد. وفوق كل ذلك، هو ليس الاول. لقد كانت هناك خلاطات أكبر منه، كانوا محتالين وفاسدين أكثر منه، حافظوا لسبب ما على حق الصمت وما زالوا ممثلين لنا. (لا أعرف اطلاقا عن التحقيقات معه، وحسب رأيي هو بريء تماما حتى تثبت ادانته من قبل هيئة قضائية ليست هي ميدان المدينة أو مقصلة الفيس بوك). لقد كان هناك أعداء لمحكمة العدل العليا والدستور أكثر نجاعة وفتكا منه.
هكذا عمل الجميع دائما. اليكم عدد من الذكريات (مموهة قليلا بسبب احترام البشر)، كان هناك زعيم برلماني اشتراكي كبير بكله وكليله، كان يصل الى وظيفته في الكنيست بسيارة مرسيدس فاخرة كان يوقفها خلف حاويات القمامة الكبيرة للمطبخ ويسارع الى الدخول اليه ليمثل بصورة أمينة المضطهدين والمتضررين. شخص آخر كتب كل محاضر الجلسات بقلم رصاص. “لماذا؟” سألت. “احيانا التاريخ يتغير”، اجابني. وهو حقا غيره بين عشية وضحاها، وفقا للحاجة أو تعليمات مركز الحزب.
لقد قمنا بسن قوانين غير مناسبة، بسرعة، مصدرها الشيطان السياسي. وقمنا بافشال قوانين مناسبة فقط لأنها لم تكن مريحة لنا. وخطفنا الميكروفون وسرقنا تصويتات. وحتى الآن ما زالت تدوي في أذني صرخات اسحق رابين الذي انقض علي عندما هاجمت استقامة رئيس لجنة المالية في حزب اغودات يسرائيل. “لكنه فاسد”، دافعت عن نفسي. “ماذا يهمني؟ بدونه لن يكون لي ائتلاف! فليسرق كما يشاء وأنت عليك أن تصمت”، هكذا أمرني رابين.
جدران الكنيست شاهدت كل شيء: صفقات سليمة وصفقات مشبوهة، مشاكل وتحرشات، دموع وسعادة، حب وكراهية – وبيتان لم يجدد كثيرا. صحيح في السابق كان هذا مغلف بصورة أجمل، ملابس فاخرة، مغلف بكلمات مضللة، محترم ومنافق، بالضبط مثلما قال أوائل زعماء مباي: “ليكلف ما يكلف، الاساس أن يظهر متواضعا”. لقد سربنا ووجهنا ونفينا وقمنا بمناورات نتنة وتظاهرنا بالسذاجة والبراءة من كل التحايلات.
بيتان بعيد عن كل ذلك، ظاهرة مثل باطنه، هو الممثل الاكثر ثقة به في زمن الشفافية الحالي. حتى أنه توجد لجنة كهذه في الكنيست، نحن نريد أن نعرف كل شيء، نكشف كل شيء. الشبكات الاجتماعية مليئة بالتفاصيل الحميمية عنه وعن مقربيه. اذا كان كل شيء مكشوف ومعروف فلماذا نبقي بالتحديد السياسة ومحتاليها مخفيين؟ في لحظات سياسية كثيرة أنا أفضل ما أعرفه عن بيتان على ما لا أعرفه عن من يمثلونني والمندوبين عني، ولو بسبب أنني أعرفهم وأعرف خباياهم.
يديعوت / مخلوطة مقدسية على نمط ترامب – ليست هدية لاسرائيل بل برميل بارود متفجر
يديعوت – بقلم اورلي أزولاي – 5/12/2017
واشنطن. يحيي دونالد ترامب الشهر القادم سنة على ولايته، وما يميز هذه الفترة الزمنية أكثر من أي شيء آخر هو النزوة التي جاء بها الى المنصب، عدم اليقين، انفجارات الغضب والكلمات الفظة. لقد انتخبت امريكا رئيسا غير القاموس السياسي الداخلي والخارجي، وتوج شخصا لا يتصرف فقط كالمتوحش بل القرارات التي يتخذها ايضا على عجالة مزاجية، دون اعداد، دون دراسة وانطلاقا من الجهل التام واطلاق الاكاذيب على التويتر. هكذا ايضا يدير أحد المواضيع الاهم بالنسبة لاستقرار الشرق الاوسط: التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية.
عمليا، ليس لترامب عقيدة سياسة خارجية، الا اذا اعتقد كعقيدة الهوس في عمل كل شيء معاكس لاوباما. في نهاية الاسبوع، ربما غدا، يفترض به أن يعلن بانه يعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل، الا اذا غير رأيه مرة اخرى. كل القيادة الامنية والسياسية لديه تعارض الخطوة. فمثل هذا الاعلان، كما يدعون في واشنطن، سيكون محملا بالمصيبة ليس فقط للمسيرة السلمية ولاستقرار المنطقة بل وايضا لاسرائيل نفسها: فاذا كان بوسع الرئيس ان يكسر سياسة تمتد لعشرات السنين في الادارة، وبموجبها تتقرر مكانة القدس فقط في المفاوضات بين الطرفين وبالتوافق، فانه يمكنه بذات الخفة أن يعترف بدولة فلسطينية. فاذا كان يرسم حدود اسرائيل، فما الذي يمنعه من ان يرسم حدود فلسطين؟
الاعتراف بالقدس – موحدة، مقسمة، غربية أو شرقية – كعاصمة اسرائيل هو بداية تسوية مفروضة، اذا كان ممكنا على الاطلاق ان نسمي هذه تسوية.وسيؤدي الاعلان بشكل فوري الى ابعاد الشريك الفلسطيني عن طاولة المفاوضات، والذي آمن بان ترامب بالذات سيكون قادرا على احلال السلام، لانه صلب، لانه لا يرى احدا من مسافة متر، لانه رجل أعمال وعقارات. لقد انطلق ترامب على الدرب مع تصويت ثقة من جانب القدس ورام الله، وهو يوشك على أن يفجرها بوحشية مع اعلان شعبوي يستهدف خدمة قاعدته السياسية في اليمين الامريكي اكثر من خدمة مصالح الفلسطينيين او مصالح اسرائيل.
نعم، ترامب يريد أن يحل السلام، ولكن بخلاف الخيالات التي وصفت شهيته للموضوع – فان هذا لا يشتعل حقا في عظامه. ففي البيت الابيض توجد مسودة خطة مبادؤها نشرتها لاول مرة في “يديعوت احرونوت” قبل بضعة اشهر: دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، تبادل للاراضي، بدون حق عودة، رعاية سعودية ودول عربية اخرى للخطوة بشكل يجعل التسوية تؤدي الى رفع مستوى العلاقات بين اسرائيل وبينها. خطوة هي سلام اقليمي اكثر مما هي حل صرف للنزاع. كلمات جميلة، نوايا طيبة – ولكن ترامب لم يخترع الدولاب. صيغة كلينتون وخريطة الطريق حددتا الطريق للحل قبله.
والان، فانه يوشك على أن يشوش التفاهمات مع اعلان ليس له أي معنى عملي. فعلى أي حال يوجد نوع من الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل. فعندما يصل المسؤولون الامريكيون الى البلاد، فانهم يجرون لقاءات العمل لهم في العاصمة. كما أن هذه ليست هدية ود لاسرائيل بمناسبة يوم ميلادها السبعين – هذه برميل بارود يوضع امام بوابتها. فلمثل هذا الاعلان الان امكانية كامنة هدامة لدحرجة الشرق الاوسط نحو فتراته الاسوأ. ولكن ماذا يهمه؟ فالثمن نحن من سندفعه.
ليس صدفة أن رؤساء الجمهوريين قبله اتخذوا جانب الحذر كما يحذر المرء من النار من لمس موضوع القدس دون تسوية شاملة وبموافقة الطرفين. غير انه في عالم التجاري الذي يأتي منه ترامب يمكن للقدس ان تصنف كمدينة اخرى لاعادة التقسيم. من الصعب الافتراض انه يفهم النوازع، الشحونات الحساسة، الجنون والدماء المشاركة في هذه المدينة، التي هي القلب النابض ليس فقط لشعب واحد. فهو يعرف فقط انه يجب عمل ما لم يتجرأ اوباما على عمله.
معاريف / ليس وحدنا نسكن
معاريف – بقلم د. عيديت شبرن غيتلمان – 5/12/2017
يوفر اعلان ترامب المتوقع بشأن كون القدس عاصمة اسرائيل فرصة اخرى لاستيضاح ما هي قوة الاعتراف الدولي وما هي اهمية الوجود السيادي للدولة. وحتى لو كان ممكنا الشك بدوافعه، فالحديث يدور عن فعل سيعبر عن الصلة بين الدولتين وكذا المكان المحتمل لاسرائيل في الاسرة الدولة. وبالتوازي، تم مؤخرا احياء ذكرى السبعين لقرار الامم المتحدة الاعتراف بحق الشعب اليهودي في اقامة دولة سيادية في بلاد اسرائيل. وفضلا عن الدور التاريخي للقرار، فان قرار الامم المتحدة يشكل حجر اساس في تثبيت الدولة كمجتمع شرعي في الاسرة الدولية؛ الامر الذي حتى لو كانت هناك اصوات تسعى الى التشكيك في حيويته، من الصعب التشكيك بمركزيته لمواصلة وجود دولة اسرائيل وأمنها. وذلك اساسا في الواقع الذي يكون فيه التهديد الاساس على أمن الدولة هو من جانب منظمات الارهاب وفي عصر الشفافية والعولمة.
بخلاف الحروب التقليدية التي جرت أساسا في ميدان المعركة، فان الصراع الحديث ضد الارهاب يجري على ثلاث جبهات: الجبهة المدنية، الجبهة العسكرية والجبهة الدولية، ومثلما يجري الصراع نفسه في هذه الجبهات الثلاثة، هكذا النصر فيها منوط بالنجاح في كل واحدة منها. فمنظمات الارهاب تعمل مرات عديدة بشكل يأملون بان يؤدي الى ضغوط دولية على الطرف المقابل ومن اجل ضعضعة استقرار العدو ودعم الاسرة الدولية له. وستجد الدول الديمقراطية صعوبة في الانتصار في صراعات من هذا النوع دون أن تمنحها الاسرة الدولية الشرعية، والتي تجد تعبيرها ضمن امور اخرى في استعداد الاسرة للاعتراف والدعم للدولة التي تكافح وتقيم معها علاقات سياسية، تجارية، ثقافية وعلمية تستند الى قيمها، سياستها وقدراتها في هذه المجالات.
تتمتع اسرائيل بشرعية دولية أساسية تعبر عن الاستعداد لقبول الدولة كجزء من اسرة الشعوب استنادا الى قيمها التأسيسية كدولة يهودية وديمقراطية. ومع ذلك، فان اعمالا مختلفة من الدولة، كالتشريع الاشكالي الذي يقيد النشاط السياسي ومنظمات حقوق الانسان، تؤثر سلبا على هذه الشرعية. كما ان الحرب التي تديرها اسرائيل لمواصلة سيطرتها في المناطق، حتى حين توصف هذه الحرب كحرب ضد الارهاب، يعتبرها الكثيرون في العالم “غير عادلة”، وانعدام شرعية الحرب في المناطق يؤثر ايضا على شرعية النشاط العسكري الاخر لاسرائيل دفاعا عن مصالحها العادلة.
ان الشرعية الدولية الحقيقية لا تتحقق الا بالاستعداد لاشراك الاسرة الدولية في مواضيع الخلاف وفي تبني سياسة تعبر عن الرغبة في التقدم نحو واقع “الدولتين” او حل آخر توافق عليه الاسرة الدولية.
لا ينبع من ذلك ان على اسرائيل أن تخضع نفسها في كل موضوع لضغوط دولية وانعدام الشرعية الدولية بحد ذاته لن يسقط دولة اسرائيل صباح غد. ان حق الدولة في ان تتخذ قرارات سياسية مستقلة هو جزء لا يتجزأ من كونها دولة سيادية. ولكن خير سيكون اذا ما تمكنت دولة اسرائيل من ان تتعلم من حجارة الطريق التي اتاحت قيامها، بين تصريح بلفور و 29 تشرين الثاني، ورغم شكها الدائم تبدي انفتاحا تجاه الاسرة الدولية وتؤدي دورها كعضو فيها.
هآرتس / نتنياهو تنازل عن الشتات
هآرتس – بقلم اسحق هرتسوغ – 5/12/2017
في الاسابيع الاخيرة كشفت في الكنيست عن حقيقة مذهلة، التي للأسف لم تحظ بالاهتمام من قبل وسائل الاعلام. وبنيامين نتنياهو لم ينف هذه الحقيقة عندما واجهته بها: هناك من سمعوا مؤخرا رئيس الحكومة وهو يقول بصورة حاسمة إن من سيبقى من الشعب اليهودي في المستقبل هم فقط اليهود في دولة اسرائيل، وعلى مدى الزمن سنفقد دائما ملايين اليهود الآخرين في الشتات من التيارات المختلفة.
هذا ليس صحيحا.
هذا ليس صحيحا لأنه لم يحدث حتى في الفترات الاكثر ظلامية عندما اضطهدونا وقتلونا لم نفقد الشتات الاسرائيلي والمنافي. هذا ليس صحيحا، لأنه بسبب الجهل والتعالي لا تفهم القيادة الاسرائيلية الحالية بتعمق قوة الهوية اليهودية بأشكالها المختلفة التي تصرخ من كل زاوية في الشتات. هذا ليس صحيحا لأنه في كل التيارات والجماعات هناك نقاش ديني داخلي هام حي ورائع. هذا ليس صحيحا لأن المؤسسة اليهودية في الشتات، ولا سيما في الولايات المتحدة، قوية ومنظمة وممولة جيدا وتعمل فيها قيادة يهودية فعالة كانت تريد الحفاظ على العلاقة القوية مع اسرائيل، لكن ليس بأي ثمن. هذا ليس صحيحا لأنه بسبب عمى نتنياهو فهو لا يرى كيف تقوم للأسف بالتبلور يهودية مستقلة في الخارج تعيد تقييم طريقها من جديد، عملية خطيرة بشكل خاص على اليهود الذين يعيشون في صهيون.
مع ذلك، الاسابيع الاخيرة والجملة التي لا يصدق أنها قيلت من قبل رئيس حكومة اسرائيلي في دولة اليهود، اثبتت بدون شك أن الازمة بين حكومة اسرائيل والشتات هي ازمة عميقة ودراماتيكية ويصعب التقليل من اهميتها.
اقوال نائبة وزير الخارجية، عضوة الكنيست تسيبي حوطوبلي، ضد يهود الولايات المتحدة، هي مثال على شدة هذه الازمة. كل من تعنيه العلاقة بين الشتات واسرائيل، وكل من يشتغلون على تطوير هذه العلاقة هنا وهناك محبطون وقلقون، ويفهمون أن رئيس الحكومة قرر التنازل عن يهود العالم، وهو الزعيم الذي استندت كل حياته السياسية على القرب من كبار زعماء اليهود في الخارج، يدير ظهره لاغلبية الشعب اليهودي. ولكنهم يخافون ويمتنعون عن مواجهته وتمزيق القناع عن وجهه في هذا الموضوع الحساس.
في خطابي في افتتاح الدورة الشتوية في الكنيست اعتبرت خطأ تقسيم الشعب اليهودي أحد أخطاء نتنياهو الكبيرة، وذكرت تجاهله المدهش للهجمات اللاسامية لمنظمة “كوكلوكاس كلام” في الولايات المتحدة. وغياب رد حاسم من جهته على احداث شارلوتسفيل ورواية “الترايت”، وقراره الفضائحي لالغاء خطة حائط المبكى، وحقيقة أنه لم يحرك أي ساكن لحل موضوع التهويد وتعقيداته. لطمة وراء الاخرى، وعندها جاءت نائبة الوزير حوطوبلي وزادت الطين بلة، من خلال اظهار جهل عميق بخصوص القصة المدهشة ليهود الولايات المتحدة في الاجيال الاخيرة.
ما هذا التناقض: من جهة، الدولة تدعم مشروع “تغليت” باموال كبيرة وتشجع العلاقة مع الجيل الشاب في الشتات. ومن الجهة الاخرى تركل الدلو وتقطع العلاقة بينهم وبين الدولة. من جهة، نتنياهو يحظى المرة تلو الاخرى بالآلاف الذين ينشدون نشد هتكفاه ويهتفون له في كل مؤتمر ولقاء في الشتات. ومن جهة اخرى، يقول لهم “لقد تنازلت عنكم”. وفي الحقيقة هو يقول لهم – أعطوا الاموال وحاربوا بي.دي.اس واخرسوا. هذه صيغة لم تعد تعمل.
صحيح أن التهديد الاول على شعبنا اليوم ليس اللاسامية، بل الاندماج – النزيف الشديد الذي يمس باستمرار الشعب اليهودي في الشتات. اذا كان هذا هو قصد نتنياهو فانه محق في تشخيص التهديد، لكنه مخطيء في تشخيص الرد. لكنني اقول إن سبب الازدواجية في موقف اسرائيل الرسمي يكمن في نتنياهو نفسه ونظرته الآلية للشتات اليهودي. في فهمه أن جزء كبير من هذا الجمهور وزعمائه لا يتماثل مع مواقفه، فقد قرر في فترة ولايته هذه التنازل عنه خدمة لحاجاته السياسية الآنية.
في الاشهر الاخيرة التقيت مع آلاف اليهود في الشتات من كل الانواع والتيارات. الخطاب هو نفس الخطاب، نحن نأمل منكم، من اسرائيل، “الأم الكبرى” أن تفعل شيئا. أن تساعدنا في هذه المعركة قبل ان يصبح الوقت متأخرا جدا. في مؤتمر حاخامات اوروبا الذي شاركت فيه في الاسبوع الماضي كان الصوت موحدا: لا تتخلوا عنا، نحن وحيدون في المعركة. هذه هي المعركة الكبرى للحفاظ على الشعب اليهودي. وجيلنا وزعماؤنا يخطئون فيها.
التاريخ سيحاسب جيلنا على هذا الفشل. حكومة الشعب اليهودي ومن يترأسها كان يجب عليهم منذ فترة أن يحللوا هذه التوجهات والعمليات الخطيرة، وأن يتحدى المؤسسة الحاخامية وان يطلب منها التجنيد للمعركة بكل قوتها من اجل أن تبادر الى طرح حلول بروح مستعدة لزيادة التعليم اليهودي والصهيوني وأن تستثمر بكل قوتها في علاج التحديات. وضمن ذلك التفكير في كيفية تعزيز الشتات، وكيفية ربطه اكثر مع اسرائيل، وكيفية ضمان استمرار الشعب اليهودي وابطاء الانصهار، وكيفية مواجهة المواضيع الصعبة الاخرى التي تقف أمام جاليات الشعب اليهودي أينما وجد، بما فيها مشكلة التهويد والذبح الحلال والدفن والتعليم، وكما هو معروف اللاسامية والمساعدة ودعم كل الجاليات. كل ذلك للأسف، لا يوجد على شاشة رادار نتنياهو. ومن بين كل اخطائه هذا هو أحد الاخطاء الكبرى.
معاريف / الحرب بين إيران وإسرائيل
معاريف – بقلم بن كاسبيت – 5/12/2017
في 15 ديسمبر، غرد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالنص التالي “لقد أنهيت لتوي زيارة للحدود الشمالية استغرقت يومين، لن نسمح بتمركز شيعي إيراني في سوريا، ولن نسمح بتحويل سوريا كلها إلى موقع متقدم ضد دولة إسرائيل؛ من لم يفهم ذلك سنفهمه نحن”.
في نهاية الأسبوع، في الليلة ما بين 1-2 من ديسمبر، قصفت طائرات مجهولة قاعدة عسكرية تشهد ترميمات على بعد حوالي 14 كم جنوب عرب دمشق. في 11 نوفمبر، قبل تغريدة ليبرمان بأربعة أيام فقط، نشرت شبكة BBC البريطانية صورًا من القمر الصناعي توثق بناء وعملية ترميم واسعة في تلك القاعدة التي تم قصفها، حسب الشبكة البريطانية كان من المفترض ان تستوعبه هذه القاعدة جنودًا وأسلحة وجهات استخبارية غربية، وأضافت ان المقصود جنود من الميليشيات الشيعية التي عملت بتصريح من إيران بالحرب الأهلية في سوريا خلال السنوات الأخيرة. بكلمات أخرى فإن ذراع إيران الطويلة توشك ان تستثمر للمرة الأولى في قاعدة عسكرية دائمة على مشارف دمشق، على مرمى المدفعية الحدودية الإسرائيلية في هضبة الجولان.
إنها المرة الثانية التي تنفذ فيها إسرائيل – حسب تقارير أجنبية – هجمات تثبت ان الخطوط الحمراء التي أشارت إليها في الأشهر الأخيرة سارية وقائمة، وأنها تنوي الوقوف من ورائها واستخدام القوة العسكرية في كل مرة يتم فيها اجتيازها. الهجوم السابق وقع في السابع من سبتمبر، حيث أطلقت صواريخ أرض – جو باتجاه مصنع لتركيب “أجهزة” على الصواريخ بهدف زيادة قدرتها على الإصابة بدقة.
إسرائيل لم تتبنّ مسؤولية مهاجمة القاعدة هذا الأسبوع، لكن وحسب جميع وسائل الإعلام العربية عمومًا، والسورية خصوصًا؛ فليس هناك أدنى شك بأن سلاح الجو الإسرائيلي هو من قام بهذا الهجوم. بكلمات أخرى: يُنسب إلى إسرائيل الهجوم العسكري على موقع يبنيه الإيرانيون لصالح الميليشيات الشيعية التي أسسوها وتعمل تحت إشرافهم وقيادتهم.
والمعنى هو أنه بين إسرائيل وإيران حرب تدور رحاها، وان كانت على نار هادئة وبعنفوان خفيض، هذه الحرب ما تزال غير مباشرة، وتدور من خلال الوكلاء المختلفين المحسوبين على إيران في المنطقة، لكن لا يمكن نفي وجودها، فهي تدور بشكل مستمر متتابع في الجو والبحر والبر، الطرفان يقيسان أحدهما الآخر بعيون مفتوحة، كلاهما يمدان أذرعهما الاستخبارية إلى الحد الأقصى، وتحاولان المناورة باستخدام أدوات لعب غامضة تحدد خلال المباراة، حيث يحاول كل طرف ردع الطرف المقابل وأن يمنع بذات الروح الانجرار إلى الحرب الشاملة؛ الأمر غاية في التعقيد.
استنتاج واضح واحد يمكن استخلاصه من العمليات المنسوبة إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة: التحذيرات الإسرائيلية جدية. إسرائيل قررت أن تمنع بالقوة اجتياز الخطوط الحمراء التي أقرتها، هاجمت عندما اكتشفت مصنعًا لتحسين دقة الصواريخ والقذائف، وهاجمت عندما اكتشفت قاعدة معدة لاستيعاب ميليشيات شيعية بالقرب من دمشق، لم تتبنّ المسؤولية عن الهجمات؛ لكن ليس هناك أي أحد لديه أوهام بشأن هوية الطائرات المهاجمة.
علمنا أنه في اللقاءات الأخيرة التي أجراها كل من نتنياهو وليبرمان مع نظرائهم الروس، أعلنوا بشكل قاطع ان إسرائيل تحتفظ لنفسها بحرية التحرك، وأنها تنوي المهاجمة في كل مرة تمس فيها مصالحها الأمنية. الإسرائيليون أيضًا ألمحوا إلى أنه من الأفضل للروس ان يعملوا هم أنفسهم على فرض الوضع القائم وإبعاد الإيرانيين والمساعدة على منع تحويل الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله لتكون أكثر دقة، “إن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم” قال الإسرائيليون “سنضطر نحن لفعل ذلك بأيدينا”.
كان هناك من تذكروا تهديدًا إسرائيليًا مشابهًا صدر في حينها بخصوص مشروع إيران النووي، حينها أيضًا أفزعت إسرائيل الغرب كله بتهديدات مهاجمة البنى التحتية النووية الإيرانية، وسرعت إلى حد كبير فرض نظام العقوبات على طهران، لكن حينها بين 2009 – 2014 إسرائيل بدت مشوشة للوهلة الأولى، ترددت، وقررت في نهاية المطاف ألا تهاجم. في 2017 كانت أقل تشوشًا وأكثر إصرارًا، إذ أن المقصود هجمات أبسط بكثير.
هل هذه الهجمات يمكنها ان تجر الطرفين إلى حرب شاملة؟ الرد يأتي هنا إذا كان ما يزال على الأرض ما يكفي من العناصر الكابحة والمصالح المعكوسة التي من شأنها ان تساعد الطرفين على استيعاب الوضع الجديد وكبح الانجرار إلى الحرب، حتى وإن اندلعت هنا وهناك بعض المواجهات المحلية، إسرائيل يجب ان تأخذ بعين الحسبان ان قدرة إيران وسوريا على الامتصاص لها حدود. فرضية عمل أخرى هي أنه في المستقبل إذا ما استمرت الهجمات، ربما تتطور سياسة سورية من الأعمال الانتقامية ستتجاوز مجرد النيران المتفرقة من الصواريخ المضادة للطائرات التي لا تصيب شيئًا كما تصرفت سوريا إلى الآن، يستطيع السوريون مثلًا ان يطلقوا صاروخًا واحدًا باتجاه مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في قيادة الشمال أو باتجاه هضبة الجولان. ليست هذه حرب شاملة، لكن ذلك يمكن ان يحرك سلسلة عمليات وردود فعل من شأنها ان تتدهور سريعًا، في منطقتنا حدثت أمور مشابهة.
حسب تقدير الاستخبارات الإسرائيلية في سوريا، يوجد الآن حوالي 9000 مقاتل من الميليشيات الشيعية بقيادة إيران، يمكن تأهيلهم في مواقع دائمة ما داموا موجودين في المنطقة ويساعدون الرئيس الأسد على تمكين حكمه وتوسيع سيطرته في الدولة المنهارة. 9000 مقاتل شيعي لا يمثلون تهديدًا من أي نوع على قوة الجيش الإسرائيلي، غير ان المشكلة ليست في الأرقام، “يدور الحديث في الحقيقة عن المبدأ” قال لي مسؤول إسرائيلي أمني رفيع، “ساعة قيام التواجد يمكن تعميقه وتركيزه وفيما بعد أيضًا يمكن تقويته. اتخذنا قرارًا بأن سوريا لن تتحول إلى قاعدة أمامية لإيران ضد إسرائيل، سنفعل كل ما يجب فعله لكي نعبر عن جديتنا بهذا الشأن”.
الصحيح إلى الآن ان الحرب تدور في ظاهر الأمر على نار هادئة، ومن خلال وكلاء وبعنفوان خفيض، إنها في الأساس حرب أعصاب، إسرائيل تأمل ان يفهم الإيرانيون المبدأ ويسحبوا بمبادرة منهم القوات المحسوبة عليهم من المناطق السورية، كما تأمل أيضًا ان يفهم الروس ان استمرار غض النظر عن الأعمال الإيرانية من شأنه ان يعرض مصالحهم في تلك المناطق للخطر أيضًا. إسرائيل تأمل بشدة ان يدرس النظام الأمريكي – وبعد ان تستقر مواقفه في المنطقة – مجددًا الانسحاب من الشرق الأوسط عمومًا، ومن سوريا خصوصًا. “الكلمة الأخيرة والقرار النهائي في الموضوع لم يتخذ بعد” قالها لي في نهاية الأسبوع دبلوماسي إسرائيلي، “الأمريكيون لن يهجروا المنطقة، فهم على علم بأهميتها لعموم الشرق الأوسط، وأيضًا في سياق تطلعهم لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين”.
إذًا فالجميع الآن ينتظر ترامب، بينما المبارزة الحمقاء بين خطوات إيران وردود فعل إسرائيل مستمرة تحت الأرض.
هآرتس / رسالة مفتوحة لآفي غباي – “نحطم الصمت” جيدون لاسرائيل حقا
هآرتس – بقلم طال اليفيتش – 5/12/2017
آفي العزيز، لقد سمعت أنك قلت في برنامج “هنا المحطة الثانية” إن “منظمة “نحطم الصمت” تشهر بنا في الخارج… من الواضح أن هذا ليس جيدا لاسرائيل”. بدل الاشارة الى الاسباب التي بسببها توجد منظمات مثل “نحطم الصمت” وتكون حاجة لها، اخترت الاستمرار في حملة نزع الشرعية بقيادة اليمين الاستيطاني، التي تجري منذ فترة طويلة. يبدو أنه من الاسهل عليك تجاهل ما يسيء لسمعة اسرائيل حقا في الخارج.
إن ما يسيء لسمعة اسرائيل هو احتلال استمر اكثر من خمسين سنة. وما يسيء لسمعة اسرائيل هو سلب الاراضي المستمر واجازة قوانين تحلل هذا السلب. وما يسيء لسمعة اسرائيل هو تجنيد الاولاد والبنات في عمر 18 سنة لمهمات شرطية ومن اجل السيطرة على سكان مدنيين عددهم اكثر من 3 ملايين نسمة.
ما يسيء لسمعة اسرائيل هو سياسة الفصل المستمرة بين اليهود الذين يعيشون في المناطق وبين الفلسطينيين أبناء تلك المناطق.
ما يسيء لسمعة اسرائيل هو سلوك اعضاء الحكومة الذين يدعون الى الضم مع حقوق “مقلصة”.
ما يسيء لسمعة اسرائيل هو عدم وجود أفق لانهاء الصراع ومنح الحقوق الانسانية الاساسية والكاملة للفلسطينيين – حرية الانتظام وحرية الحركة وحرية التعبير والحق في تقرير المصير.
لا أعتقد أنك لست حكيما، بل العكس هو الصحيح، أنت حكيم جدا، لكن لو قمت بفحص الموضوع بشكل عميق لاكتشفت، على سبيل المثال، أن اغلبية نشاطات “نحطم الصمت” ومنظمات مجتمع مدني اخرى تتم في اسرائيل. صحيح أن جولة في الخليل لا تعتبر جولة حقيقية في اسرائيل، لكن هذا لم يكن قصدك.
دولة اسرائيل لا تعيش في فقاعة معقمة، نحن جزء من العالم، وحتى أن جزء من رؤيتنا الامنية التي كتبها بن غوريون، هو الاعتماد على دول عظمى قوية والحصول على الشرعية الدولية لنشاطاتنا. هكذا كان الامر قبل سبعين سنة عند تبني قرار التقسيم للامم المتحدة، الذي جاء نتيجة ضغط سياسي والعمل على استمالة القلوب والذي تم في دول اجنبية، وهكذا يحدث منذ ذلك الحين وحتى الآن.
بالمناسبة، ايضا في الجانب الآخر من الخارطة السياسية من الواضح أن هذا هو الوضع، ويكفي فقط أن تنظر الى لقاءات رجال اليمين مع الطوائف الافنغلستية، والى النشاطات الاخرى في ارجاء العالم. نشاطات تهدف الى شرعنة الاحتلال الاسرائيلي وحقنا في “الارض التي ليست لنا”.
“نحطم الصمت” و”بتسيلم” ومنظمات اخرى تدخل الاحتلال الى الخطاب اليومي للمجتمع الاسرائيلي وتطرح مسائل، لولا نشاطاتها، لم تكن لتصل الى علم الجمهور ومتخذي القرارات. اقرأ مثلا اقوال زميلك الجنرال احتياط عميرام لفين الذي قال “نحطم الصمت تعزز اخلاقنا. في الظروف الصعبة المفروضة على الجيش الاسرائيلي، عليه أن يناضل كل يوم من اجل تشجيع والحفاظ على مستوى اخلاق عال”.
بنظرة تاريخية، أنا واصدقائي نفضل دائما أن نكون الى جانب “نحطم الصمت”. اولئك الذين لا يسمحون للامور أن تغيب عنهم ولا يكتفون بقبول الواقع بأنه مفهوم ضمنا. يعملون من اجل التغيير ويعملون من اجل زيادة الوعي، وايضا في الخارج. حيث أنه لولا نشاطهم في الخارج، فان اسم هذه المنظمة لم يكن ليكون دارجا على لسان كل مواطن في الدولة تقريبا. بالتأكيد ليس على لسان سياسيين.
آمل أن تعرف انت ايضا أن تكون في الجانب الصحيح من النقاش من اجل مصلحتنا جميعا.
اسرائيل اليوم / القدس – العرب ايضا ليسوا ضد
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 5/12/2017
في واشنطن يواصل الرئيس ترامب التقدم بحذر نحو الهدف الذي وضعه لنفسه عشية انتخابه رئيسا: الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. الحقيقة هي أن كل خطوة الى الامام تترافق وخطوتين الى الوراء، وفي وزارة الخارجية يهرع الموظفون الى منع خطوات رئيسهم. ومع ذلك، يخيل أن القرار لدى ترامب قد اتخذ بل ومن شأنه أن يعلن عن ذلك هذا الاسبوع. اما نقل السفارة الامريكية نفسها من تل ابيب الى القدس فسيضطر مع ذلك الى الانتظار لزمن آخر ما.
مشوق أن نتبين بانه في خطوة الاعلان عن القدس كعاصمة اسرائيل (حتى بدون نقل السفارة اليها) سبق الروس الامريكيين – تعبير واضح عن ذلك في أنه في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط، يقف بوتين على قدميه على الارض وسياسته هي سياسة “الواقعية السياسية”. فقد أعلنت موسكو، كما اسلفنا منذ نيسان من هذا العام بان القدس (وان كانت شددت على ان هذه هي غربي المدينة) وليس تل أبيب هي عاصمة اسرائيل.
ولهذا الامر اهمية، وذلك لان بوتين يعتبر الرجل القوي في المنطقة. الحكام العرب يحجون اليه، من الرئيس السوري وحتى الرئيس المصري والملك السعودي. وقبل نحو اسبوعين فقط استضاف في منتجعه في سوتشي قمة بمشاركة رئيسي ايران وتركيا. واي من هؤلاء الزعماء لم يشغل باله بل ولم يخرج عنه احتجاج على اعلان بوتين أن القدس هي عاصمة اسرائيل، والامر لم يضعف مكانة روسيا في المنطقة، بل العكس هو الصحيح. ولعل هذا هو الدرس الذي يتعين على ترامب أن يتعلمه من بوتين. اذا كان الزعيم يؤمن بذاته ويعتقد أنه زعيم قوي يقف على رأس القوة العظمى الاقوى والاكبر في العالم، فان عليه أن يتصرف هكذا وكل شيء يحصل من تلقاء ذاته.
في هذه الاثناء لم تثر نية ترامب الاعتراف بالقدس أي اصداء في العالم العربي، باستثناء الاحتجاج المتوقع مسبقا، وهو الاخر طفيف، من جانب الفلسطينيين ومن جانب ملك الاردن، القلق على استقرار نظامه. يبدو أن الدول العربية لا تكلف نفسها حتى عناء دفع ضريبة لفظية للقضية الفلسطينية، وعلى أي حال اسناد الانذار الفلسطيني القديم مغبة أن يتجرأ الامريكيون على فتح مسألة القدس، قبل أن تتحقق تسوية شاملة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بما يرضي رام الله.
أما دول الخليج فتوجد على أي حال في مسيرة متسارعة، وينبغي الاعتراف بانها مفاجئة ايضا، من تطبيع علاقاتها مع اسرائيل. في كل الاحوال فانها تمنح اولوية واضحة لصد ايران التي ترى فيها وليس في اسرائيل تهديدا مركزيا على استقرارها وامنها. هكذا ايضا مصر، التي تكافح ضد التطرف الاسلامي والذي لا يحتاج، كما يتبين لاي مبرر لرفع الرأس، مثلما تفيد المذبحة الفظيعة التي وقعت قبل اسبوع بحق المصلين في مسجد في شمال سيناء.
وعلى أي حال، ففي الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل لا يوجد أي تغيير جوهري في السياسة الامريكية حتى بالنسبة للسياسة التي اتخذتها ادارات اعتبرت متصلبة تجاه اسرائيل، مثل ادارة جورج بوش الاب او ادارة اوباما. فقد اعترفت هاتان الادارتان بحكم الامر الواقع بان عاصمة اسرائيل توجد في القدس. كان مرغوبا فيه بالطبع أن يكون الاعتراف بالقدس جزء من سياسة بل واستراتيجية امريكية شاملة بالنسبة للشرق الاوسط، التي في مركزها، الوقوف الى جانب حلفاء واشنطن في المنطقة حيال التهديدات التي تقف امامها. ولكن بالغياب المؤسف لمثل هذه السياسة، فانه حتى الخطوة الوحيدة جديرة ومرغوب فيها.
لقد مرت نحو سنة كاملة على ادارة ترامب وفي سجلها اضواء ولكن ظلال ايضا. كوريا الشمالية لا تتأثر بها وحتى ايران تنطلق في الطريق نحو اخضاع مناطق واسعة من الشرق الاوسط لامرتها. وأصدقاء واشنطن في المنطقة رحبوا حتى اليوم بالتصريحات الحازمة التي انطلقت من واشنطن ولكنهم ينتظرون الافعال واكثر من ذلك، ينتظرون ان يتبينوا، ومعهم العالم كله، بان في البيت الابيض يجلس شخص جدير بالتعاطي مع تصريحاته ووعوده بجدية.
القناة العاشرة العبرية / الجيش الإسرائيلي يكشف عن مؤشر التجنيد حسب التجمعات
القناة العاشرة العبرية – 5/12/2017
نشر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، بيانات التجنيد لجميع المستوطنات في إسرائيل، وذلك اعتبارًا من دورة التجنيد 2014. الأرقام تُظهر المدن التي تتميز بارتفاع نسبة التجنيد فيها، وأين تتمثل النسبة الأعلى للمقاتلين والضباط.
مثيرة حقيقة أنه من ضمن المدن الـ 20 الرائدة في نسب التجنيد، سواء نساء أم رجال، لا توجد المدن الثلاث الأكبر في إسرائيل (القدس، تل أبيب، وحيفا)، ومن الصعب أيضًا وجود مجتمعات أو مجالس من الضفة الغربية في القائمة، على الرغم من البيانات التي تؤكد أن أغلب سكان المستوطنات هم من يخدمون في مناصب قتالية.
على راس قائمة الرجال توجد “جفعات شموئيل” بنسبة تجنيد تصل لـ 89,4% وقوة قتالية تصل لـ 56,1%.
كذلك أظهرت البيانات عدة اتجاهات بارزة، على سبيل المثال: في المجتمعات المحلية هناك متجندين، مقاتلين وضباط أكثر. في المجالس الاقليمية مثل “مافؤوت هحرمون” في الجليل، وفي “غوش عتصيون” كانت البيانات مثيرة: أكثر من 90% مجندين، منهم 75% بالمتوسط مقاتلين.
الجيش نشر المراتب الـ 20 الأولى فقط، ويمكن أن نجد من ضمنهم فقط مدينتيْن كبيرتيْن، كلاهما ضمن العشرة الثانية (“رمات غان” في المرتبة 14، و”ريشون لتسيون” في المرتبة 20).
تجنيد الشباب في غلاف غزة
كما نشر الجيش أيضًا ترتيب المجالس الإقليمية والمحلية، لكن واحدًا فقط من بين العشرة الأولى هو من مناطق الضفة الغربية، الحديث هنا عن “غوش عتصيون” التي احتلت المرتبة الثامنة.
بالمناسبة، بعد ثلاثة سنوات ونصف على عملية “الجرف الصامد”، يبدو أن شباب مجتمعات غلاف غزة يسهمون أكثر في التجنيد. ضمن العشرة الأولى يوجد مجلس إقليمي يقع في نطاق القذائف، “اشكول” الذي احتل المرتبة السابعة. مجلس “بني شمعون” غير البعيد عن الغلاف احتل المرتبة العاشرة؛ هذه البيانات ذات صلة بمجندي عام 2014، وهذا هو التفسير الممكن وراء الظاهرة.
اسرائيل اليوم / هذه عنزة ولو طارت
اسرائيل اليوم – بقلم رؤوبين باركو – 5/12/2017
نية الولايات المتحدة الاعلان عن القدس الموحدة كعاصمة لاسرائيل هي جوهر الاعتراف التاريخي، الديني والسياسي الذي يتجسد في الديانات الثلاثة التوحيدية الاساسية – التي بحسبها القدس هي العاصمة الحصرية للشعب اليهودي.
طلب الفلسطينيين اقامة عاصمتهم في القدس، بسبب قدسية المسجد الاقصى (ولأن “المسيح كان فلسطينيا”)، ليس له أي اساس ديني أو تاريخي أو سياسي. وهو يذكر باستفزازه (مثل المطالبة بالوثائق المحفوظة كثروة قومية فلسطينية) بالمثل العربي “عنزة ولو طارت” عن الشخص الذي يصمم على أن الحيوان الذي امامه هو عنزة حتى لو أنها طارت.
على خلفية تهديدات الرد الفلسطينية من الواضح أن عدم معقولية “العنزة” الذي غرسه ياسر عرفات في أذهان مؤيديه من اجل اقامة فلسطين وعاصمتها القدس، ومثل المطالبة بـ “حق العودة” وعدم الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية – هدف الى منع أي تسوية مستقبلية معنا.
في المحادثات التي اجريتها مع الشيخ احمد ياسين ومع المفتي والزعيم الفلسطيني فيصل الحسيني ونشطاء فلسطينيين آخرين، طرحت حقيقة أنه من ناحية تاريخية لم تكن هناك دولة فلسطينية، ولهذا فان القدس لم تكن في أي وقت عاصمة لها. لذلك من غير المعقول أن المدينة التي هي عاصمة اسرائيل تقسم لصالح كيان في طور التكوين والذي يدير شؤونه من عاصمته في رام الله.
لقد قمت بتحدي هؤلاء الزعماء من خلال حقيقة حسب القرآن، أن ورثة هذه البلاد هم اليهود، وأن الفلسطينيين لم يتم ذكرهم أبداً. وأن المسجد الاقصى هو مكان مقدس لدى المسلمين وليس فقط لدى الفلسطينيين، وطرحت أمامهم حقيقة أنه في العالم العربي والاسلامي ليس هناك مكان مقدس للاسلام تحول الى عاصمة، لهذا مكة أو المدينة ليستا عاصمة السعودية، وحتى الاردن لم يحول القدس الى عاصمة له قبل العام 1967.
لم أسمع في حياتي أي زعيم أو رئيس حزب سياسي مستعد لتحدي هذه الادعاءات، عدا النفي البائس بأننا أبناء اسرائيل الحقيقيين ورثة البلاد. بالعكس، بالتحديد زعماء عرب وكتاب عرب في الدول العربية ودول الخليج ينشرون مؤخرا بصورة علنية تصريحات مبررة دينيا وتاريخيا وسياسيا في صالح اسرائيل وضد الفلسطينيين. في رد على نية الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس الموحدة كعاصمة لاسرائيل، هدد زعماء كبار فلسطينيون مثل صائب عريقات بأن هذا الاعتراف “لعب بالنار” سيحرق الشرق الاوسط، لكن في هذه الاثناء تتبنى منظمات ارهابية اسلامية مثل القاعدة وداعش حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله، النموذج الفلسطيني، بل وتفوقوا عليه، كما يقول المثل العربي “علمناهم الشحدة فسبقونا على الابواب”.
احدى الشخصيات الرفيعة في فتح، نبيل عمر، اعترف في مقابلة مع محطة “الجزيرة” بتشاؤم أن اتفاق اوسلو الذي أجل المسائل الاساسية حتى المرحلة النهائية كان خطأ، ومن الواضح أن اسرائيل لن تتنازل عن القدس وعن المستوطنات. حسب اقواله المسألة الفلسطينية تحولت الى مسألة هامشية ليست لها رافعة عملية. بالتحديد بسبب الارهاب وما جره على ملايين الفلسطينيين من دمار.
المثل العربي يقول “المبلول لا يخشى من المطر”. التهديدات الفلسطينية من قلب الشرق الاوسط المشتعل لا تدفع أي دولة عربية الى الانتحار من اجلهم، مع معرفة أن جزء منهم على الاقل (حماس والجهاد الاسلامي) يحظون بالمساعدة المالية والسلاح وأجندة ايران. الفلسطينيون لم يستوعبوا حتى الآن أنه بسبب اللاجئين والارهاب والدمار العالمي، غير الغرب ايضا العلاقة بالارهاب الفلسطيني وكل رصاصة يقومون باطلاقها تزيد الاغتراب القائم من اساسه تجاههم. من ناحية الفلسطينيين، العنزة تواصل الطيران.
المصدر / ضغوط إسلامية على ترامب لنهيه عن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل
تحذيرات عربية من مغبة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.. وترامب ما زال يدرس مسألة الاعتراف رغم توقيعه على تأجيل قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس .
المصدر – 5/12/2017
مدينة القدس تهدد بأزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبين الدول الإسلامية: أبدت دول إسلامية بارزة، اليوم الثلاثاء، رفضها القاطع للخطوة التي قد يقدم عليها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال أيام، بشأن مدينة القدس، وهي الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. ووصفت الدول خطوة بأنها “بالغة الخطورة”.
وقد هدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريح حول هذا التطور قائلا: “مسألة القدس قد تؤدي إلى قطع العلاقات مع إسرائيل”، مشيرا إلى أن تركيا تجهز نفسها لخوض نضال حازم ضد نية الرئيس الأمريكي، ولن تخشى من الإقدام على خطوات شديدة بهذا الشأن. وكانت السعودية قد أنذرت من أن الخطوة التي يدرسها ترامب “ستمس بمشاعر المسلمين”.
وردّ الوزير الإسرائيلي، نفتالي بينيت، على تهديد الرئيس التركي بقطع العلاقات مع إسرائيل في مسألة القدس قائلا: “للأسف، الرئيس التركي لا يفوت أية فرصة لشن الهجوم على إسرائيل. في نهاية المطاف، نفضل قدسا موحدة على محبة أردوغان”.
ويشير مراقبون إسرائيليون وأمريكيون إلى أن الرئيس الأمريكي ينوي إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل خلال خطاب سياسي من المقرر إلقاؤه غدا في واشنطن. ويشير هؤلاء إلى أن ترامب يدرس الفكرة بجدية رغم أنه وقّع اليوم على تأجيل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
ويواجه الرئيس الأمريكي ضغوطا من قبل الجانب الجمهوري في أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل وذلك تنفيذا لوعده خلال الحملة الانتخابية. ومن الطرف الآخر، يعارض البيت والأبيض والخارجية الأمريكية الفكرة لأنها تخالف الموقف الأمريكي للرؤساء الأمريكيين السابقين لترامب بأن مستقبل القدس يجب أن يحدد في إطار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي غضون ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، أعرب خلالها عن قلقه من عواقب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل. وحذّر من أن الخطوة التي يدرسها ترامب الاعتراف من طرف واحد فكرة سيئة.
وكذلك أعرب وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن معارضة بلده لإمكانية اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة إسرائيل، مطالبا واشنطن بالامتناع عن خطوات أحادية الجانب قد تؤجج الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
هآرتس / لنسلم غوتو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 5/12/2017
أعلنت وزارة الامن الداخلي الارجنتينية هذا الاسبوع عن جائزة بمبلغ 30 الف دولار لمن يسلم تفاصيل تؤدي الى العثور على ثيودورو غوتو والقبض عليه، المطلوب للتحقيق للاشتباه بارتكاب جرائم ضد الانسانية – قتل، تعذيب وخطف قاصرين – في عهد الدكتاتورية في الارجنتين في السبعينيات. غير أن مكان تواجد غوتو معروف. ففي العام 2003 فر الى اسرائيل، ووفقا لسجلات وزارة الداخلية، فانه يعيش هنا منذئذ تحت اسم يوسف كرمل.
خدم غوتو كمواطن في وحدة 601 في الاستخبارات العسكرية، سيئة الصيت والسمعة بسبب دورها في الخطف والقتل.
في العام 2003 صدر ضده أمر اعتقال عن الانتربول في سياق جنائي (على خداع بنك)، كان ساري المفعول حتى 2009 (الى أن حل تقادم على جرائمه)، ومنذ 2011 معلق ضده أمر اعتقال دولي في قضية دوره في جرائم الطغمة العسكرية. أما اسرائيل فتتجاهل هذه الاوامر. في العام 2015، انكشف غوتو في برنامج “مبات شني” التلفزيوني، في تحقيق صحفي أجراه شلومو سلوتسكي. واعترف بانه عمل كمواطن في خدمة الجيش، ولكنه نفى مشاركته في جرائم ضد الانسانية، وادعى بان أعماله انحصرت في تصنيف نشطاء اليسار وبناء ملفات عنهم.
سلوتسكي، الذي اختطف قريب عائلة له وقتل في الارجنتين في تلك السنين، رفع التماسا الى محكمة العدل العليا لطرده الى الارجنتين. وادعى في الالتماس بان غوتو – الذي كان يستحق الجنسية في اطار قانون العودة بسبب يهودية زوجته – تلقى جنسيته بالغش، إذ أن كذب حين أعلن بان ليس هناك ضده اجراءات قانونية وتحقيقات في الارجنتين، وبالتالي فانه يمكن سحبها منه وطرده. وافقت الدولة على ان غوتو تلقى الجنسية بالغش، ولكنها تعارض سحبها بدعوى أنه مرت عليها 14 سنة منذ صدرت، وليس لغوتو /كرمل خلفية جنائية في اسرائيل. موقفها هذا غريب،وينقل رسالة مشوهة تقول ان قانون العودة يمنح الحصانة للمجرمين.
يوم الاحد القريب القادم سيعقد بحث في محكمة العدل العليا في اطاره تتقدم الدولة بمادة سرية الى المحكمة. لقد كانت علاقات اسرائيل مع الطغمة العسكرية علنية، وتضمنت زيارات متبادلة. ومع ذلك، ترفض الدولة الكشف عن وثائق توثق تسليح وتدريب الطغمة. فما الذي تخفيه عن الجمهور في اسرائيل وفي الارجنتين؟
في الوقت الذي تتصدى فيه الارجنتين لماضيها وتقدم الى المحاكمة مجرمي الطغمة، تصر اسرائيل على حماية غوتو وغض النظر عن أن جنسيته نالها بالغش. كل هذا حين لا تتردد في طرد طالبي اللجوء. على محكمة العدل العليا أن تأمر الدولة بان تساعد بكل سبيل ممكن التحقيق في الارجنتين أو كبديل ان تأمر وزير الداخلية بفتح اجراء لسحب جنسية غوتو، الخطوة التي ستؤدي عمليا الى تسليمه الى الارجنتين، حيث سيحقق معه على دوره في الجرائم.