ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 12 – 2017

يديعوت احرونوت:
– عشرات الالاف يتظاهرون في تل ابيب ضد “قانون بيبي.
– مسيرة الخجل.
– مصادر أجنبية: اسرائيل قصفت قاعدة ايرانية في سوريا.
– رسالة ردع أساسية.
– جادة الاحتجاج.
– شهادة الجنرال مايكل فلين تورط ترامب – من أصدر الأمر.
– الرئيس ترامب قد يخرج في اعلان دراماتيكي: “القدس عاصمة اسرائيل”.
– الفلسطينيون غاضبون “لنستانف الانتفاضة”.
معاريف/الاسبوع:
– الهدف: قاعدة ايرانية في دمشق.
– تقرير: اسرائيل هاجمت في سوريا مرة اخرى.
– سوريا: اعترضنا ثلاثة من الصواريخ التي اطلقها الجيش الاسرائيلي.
-رفاق اعريف كوكيا: “خسارة كبيرة لنا جميعا”.
– الاب الذي اطلق النار على الفلسطيني مشبوه بالتسبب بالموت باهمال.
– صحيفة “المصري اليوم”: “الكتل ستبقى في اسرائيل وسيخلى 30 الف مستوطن.
– باراك: “ولا مرة تقول ولا مرة”.
هآرتس:
– تقارير في سوريا: اسرائيل هاجمت قاعدة ايرانية قرب دمشق.
– مستشار ترامب اعترف باتصالات ممنوعة مع روسيا بتكليف منه.
– شكيد تعمل على تقليص الشفافية بالنسبة للتبرعات للجمعيات السياسية.
– اللجنة الوزارية تبحث اليوم في قانون يسمح بتوسيع الفصل بين الجنسين في الاكاديمية.
– على خلفية التشريع العاجل: عشرات الالاف يتظاهرون في تل أبيب ضد قانون “اسكات الشرطة”.
– عباس: الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل ستصفي المسيرة السياسية.
اسرائيل اليوم:
– تقارير: اسرائيل هاجمت القاعدة التي تقيمها ايران قرب دمشق.
– اسرائيل: “لن نسمح لاسرائيل بالترسخ في سوريا.
– الهدف: القاعدة الايرانية.
– الجيش الاسرائيلي: لم نقر النزهة في قصرة.
– “ترامب قد يعلن القدس عاصمة اسرائيل”.
– قانون التوصيات: المعارضة والائتلاف في معركة على كل صوت.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 12 – 2017
هآرتس / عباس : الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل ستصفي المسيرة السياسية
هآرتس – بقلم جاكي خوري وآخرين – 3/12/2017
في السلطة الفلسطينية أجروا على مدى طول نهاية الاسبوع اتصالات مع محافل عربية ودولية في محاولة لمنع قرار أمريكي بشأن نقل السفارة الامريكية الى القدس. وقال الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نبيل ابو ردينة ان اعترافا امريكيا بالقدس كعاصمة اسرائيل او نقل السفارة اليها يشكل خطوة خطيرة ستصفي المسيرة السياسية ويدفع المنطقة الى عدم الاستقرار.
وأجرى أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف صائب عريقات محادثات مع مسؤولين كبار في الادارة بالتوازي مع المحادثات التي اجراها رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، الذي هبط في واشنطن. وعلمت “هآرتس” بانه في القيادة الفلسطينية وصلت رسالة من البيت الابيض في الاونة الاخيرة ولكنه لم يبلغ عن مضمونها. وحسب التقديرات فليست هذه رسالة ايجابية، على خلفية التصريحات التي نشرتها محافل في السلطة في الاونة الاخيرة.
ففي مقابلة مع قناة “الجزيرة” قال عريقات ان اعترافا امريكيا بالقدس كعاصمة اسرائيل هو خطوة خطيرة. وقال ان “الاعتراف من جانب الادارة بالقدس كعاصمة اسرائيل ستصفي مسألة القدس وستصفي الاحتمال في الوصول الى تسوية على اساس حل الدولتين”.
وفي رام الله يعلقون آمالا على المحادثات التي اجراها الاسبوع الماضي عبدالله ملك الاردن مع محافل في ادارة ترامب ومع رؤساء الكونغرس الامريكي. ففي زيارة عمل أجراها في واشنطن حذر ادارة ترامب ورؤساء الكونغرس الامريكي من ان نقل السفارة الامريكية الى القدس في هذا الوقت سيمس بمساعي السلام التي تقوم بها الادارة وسيعزز منظمات الارهاب في الشرق الاوسط. والتقى عبدالله بكبار مسؤولي الادارة واعضاء كبار في الكونغرس من الحزبين.
وفي بيان نشرته السفارة الاردنية في واشنطن بعد لقاءات الملك في الكونغرس، كتب ان عبدالله حذر المشرعين الكبار من أن “نقل السفارة في المرحلة الحالية سيجر آثارا في الساحة الفلسطينية، العربية والاسلامية عامة، سيعرض للخطر حل الدولتين وسيشكل امكانية كامنة للتجنيد لمنظمات الارهاب التي ستستغل الخطوة كي تزرع الغضب، الاحباط واليأس وتبث ايديولوجيتها”.
واضاف الملك بان “على السفارة ان تنتقل كجزء من حل شامل يؤدي الى اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام الى جانب اسرائيل”.
الى جانب ذلك، لم تخفي اوساط القيادة الفلسطينية خيبة أملها من الصمت الذي أبدته دول أخرى، بينها السعودية ومصر. فقد قال موظف فلسطيني رفيع المستوى في حديث مع “هآرتس”: “نحن نسمع الكثير من التصريحات عن القدس ومكانتها المقدسة للعالم العربي والاسلامي، ولكن لاسفنا الشديد فان الصمت الذي أبدته معظم الدول العربية يبعث على التساؤلات وخيبة الامل”.
وفي حماس أيضا حذروا من آثار الخطوة المرتقبة لترامب ووصفوا القرار اذا ما خرج الى حيز التنفيذ “كخرق فظ للقانون الدولي وتغطية لمواصلة جرائم الاحتلال وطرد الفلسطينيين”. وفي حماس دعوا الى كفاح شعبي واعادة اشعال الانتفاضة كاحتجاج، وتشديد الموقف بان القدس عربية واسلامية.
في محاولة لتجنيد الدعم العربي لاحباط المبادرة، تحدث عباس أمس مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد. وحسب تقرير لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية “وفا” حذر عباس في حديثه من آثار الخطوة وطلب تدخل الرجلين مع الادارة.
يديعوت / لغة القوة
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 3/12/2017
اذا كانت المنشورات صحيحة، فقد كان هذا قصف مع رسالة سياسية حازمة وحادة: لن تقوم منشأة عسكرية ايرانية دائمة على الاراضي السورية، حتى لو كان الامر ينطوي على تصعيد عسكري. اذا كانت صحيحة بالفعل التقارير التي تنسب لاسرائيل الهجوم على القاعدة الايرانية في سوريا – فان اسرائيل انتقلت أمس ظاهرا من مرحلة التهديدات والتحذيرات حيال الايرانيين والسوريين الى المرحلة العملياتية.
فقبل بضعة اسابيع، حين نشرت الصحافة البريطانية صورا لمنشأة عسكرية ايرانية في سوريا، كان ينبغي للسوريين والايرانيين ان يفهموا بان مصير هذه المنشأة قد حسم. فقد استهدفت. اسرائيل، من جهتها، أعطت الايرانيين والسوريين أغلب الظن الوقت للنزول عن هذه الشجرة واعادة النظر في مخططات انتشارهم. غير أن الايرانيين يصرون على الاستهتار والاستخفاف بالرسائل التي تصلهم من جهة اسرائيل؛ لا يمكن للاسد أن يتراجع عن الالتزام الذي اعطاه للايرانيين بمنحهم حقوقا في اقامة قواعد برية، بحرية وجوية على اراضه؛ أما الرئيس الروسي، بوتين، الذي يعرف جيدا الموقف الاسرائيلي، فلا يمكنه أن يعارض التواجد الايراني في سوريا إذ ان الايرانيين يوجدون في سوريا وفقا لدعوة من الحكم السوري، تماما مثلما يتواجد الجيش الروسي في سوريا بذات التفويض.
في مثل هذا الوضع، اذا كانت اسرائيل تقف بالفعل خلف الهجوم، فلا يتبقى لها غير اخذ حوار الطرشان هذا الى لغة مفهومة للجميع: لغة القوة. هذا هو سبيلها للايضاح لكل الاطراف بانهم اذا لم يأخذوا بالحسبان مصالح اسرائيل فيسمحوا للايرانيين بالترسخ على الاراضي السورية كقوة عسكرية ذات مغزى – فسيكون لهذا ثمن عسكري. والان يفترض بكل الاطراف ذات الصلة بعملية التسوية في سوريا – السوريين، الايرانيين، الروس، الاتراك، الامريكيين، الاوروبيين – ان يتعاطوا مع اسرائيل كجهة اساسية لديها قدرة على التشويش بشكل عسكري على كل تسوية.
ان المنشأة التي تعرضت للهجوم أمس توجد في مدى الرقابة من الحدود الاسرائيلية، بكلمات اخرى، يبث الايرانيون: نحن لا نقيم قواعد في سوريا فقط، بل نحن نفعل ذلك من تحت أنفكم بل ونغرس اصبعا في العين.
اما توقيت القصف فهو الاخر ليس صدفة بل وجزءا من الرسالة. يمكن التقدير بان القاعدة التي هوجمت كانت فارغة من الناس. اذا كانت اسرائيل نفذت الهجوم فقد سعت الى البث: “انا افعل هذا حتى قبل ان تدشن القاعدة وترفع هنا أعلاما ايرانية. عندما ستضطر اسرائيل الى مهاجمة القواعد – سواء قاعدة جوية يسعى الايرانيون الى اقامتها الان في سوريا أم قاعدة بحرية – فسيكون هذا نشاطا مباشرا حيال قوات ايرانية، معناه مواجهة علنية بين اسرائيل وايران، بما في ذلك من آثار اقليمية بعيدة المدى.
هآرتس / القصف في سوريا : اشارة الى أن اسرائيل لن تسلم باستمرار التواجد الايراني
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 3/12/2017
احيانا يجب معرفة كيفية الاصغاء لـ “بي.بي.سي”. قبل حوالي ثلاثة اسابيع كشفت شبكة التلفاز البريطانية صور للاقمار الصناعية لموقع عسكري ايراني قيد البناء قرب دمشق. واستندت الشبكة الى من سمتهم “جهات استخبارية” في الغرب. في هذا اليوم (السبت) وقبل ساعات الصباح تم قصف الموقع الايراني بهجوم جوي. وهذا الهجوم نسبته وسائل الاعلام في سوريا لاسرائيل.
كما هو معروف، ولأن اعمال انشاء الموقع لم تتم بعد، لم يكن هناك اشخاص كثيرون في ساعات المساء، ولهذا يبدو أنه حتى لو أصيبوا بسبب الهجوم، فان عددهم كان سيكون قليلا نسبيا. القصف بالتوقيت الحالي يمكن تفسيره كاشارة من القدس لايران ومن يستضيفها في سوريا، نظام الاسد، وايضا اشارة للدول العظمى.
في الهجوم الاخير لم يخف رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان معارضتهما لترسيخ التواجد العسكري الايراني في سوريا. حسب بيانات طهران، وتحليلات الجهات الاستخبارية في اسرائيل، يبدو أن الايرانيين يريدون تنفيذ عدد من العمليات في سوريا، في محاولة للحصول على جزء كبير من الغنائم بعد نجاح النظام في البقاء بعد الحرب الاهلية. وضمن امور اخرى، بدأوا بانشاء مواقع عسكرية ونشر مليشيات شيعية بتمويلهم وحسب تعليماتهم وأجروا اتصالات بشأن اعطاء الموافقة على اقامة قاعدة جوية وميناء بحري.
ردا على كل هذه التطورات لم نسمع أي رد حقيقي من المجتمع الدولي، رغم احتجاجات اسرائيل. اضافة الى ذلك، في الاتفاق على تقليص مناطق الاحتكاك في جنوب سوريا والذي وقع في الشهر الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا والاردن تم تحديد مسافة قصيرة فقط للقوات الايرانية والمليشيات التي تحت سيطرتها عن الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. المعنى العملية هو أن رجال حرس الثورة ومقاتلي المليشيات الشيعية (الشيعة من العراق وباكستان وافغانستان، الى جانب رجال حزب الله) سيبقون على بعد قصير بين 5 – 20 كم من الحدود. من ناحية اسرائيل هذه ليست مسافة مناسبة. رئيس الاركان آيزنكوت قال في مقابلة قبل اسبوعين في موقع الانترنت السعودي “ايلاف” إن اسرائيل تطلب ابعاد الايرانيين الى ما بعد شرق شارع دمشق – السويداء، أي الى بعد 50 – 60 كم من الحدود معها.
يبدو أن القصف المنسوب لاسرائيل جاء ليبين بأنها تعني حقا التهديدات التي نشرتها وأن استمرار تموقع ايران في سوريا سيواجه بمعارضة عسكرية نشطة من جانب اسرائيل. الموقع الذي هوجم يوجد في جنوب دمشق داخل المدى الأدنى الذي رسمه آيزنكوت في تلك المقابلة. سوريا توجد الآن في فترة الغسق. إن بقاء نظام الاسد تم ضمانه (على الاقل في حالة تعرض الرئيس لمحاولة اغتيال) بفضل دعم روسيا وايران وحزب الله. هذا هو الوقت الذي يضعون فيه قواعد اللعب الجديدة. اسرائيل في عمليات سابقة نسبت لها بدت وكأنها تتدخل بالقوة في الاماكن التي تتجاهل فيها الدول العظمى التحذيرات التي نقلتها عبر القنوات الدبلوماسية ووسائل الاعلام.
حسب وسائل الاعلام السورية ردت بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات السورية على طائرات سلاح الجو. هذا رد سوري ثابت في الفترة الاخيرة، لكن يبدو أن دمشق حتى الآن لم تعلن عن أي نجاح في محاولة اصابة الطائرات.
السؤال الاهم هو كيف ستتصرف ايران على المدى البعيد – هل ستزيد جهود تموضعها وهل ستحاول المبادرة الى فتح جبهة جديدة، بواسطة تفعيل خلايا ارهابية على طول الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان؟ يوجد لطهران هدف استراتيجي واضح – تفعيل “ممر بري” يربط بين ايران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان. ربما أن تصعيد عسكري سابق لأوانه مع اسرائيل لن يخدم الهدف. ولكن من الواضح الآن أن الطرفين يستمران في المراهنة حتى النهاية – الايرانيون من خلال تموضعهم العسكري واسرائيل من خلال الهجمات المنسوبة اليها.
السؤال الثاني الحاسم يتعلق بروسيا. رغم أن روسيا وايران تعاونتا في الحرب في صالح الاسد، فان العلاقات بينهما الآن أكثر تعقيدا. الجنرال احتياط جون الين، الذي قاد المعركة ضد داعش في سوريا والعراق، الذي تم تعيينه مؤخرا رئيسا لمعهد بروكنغز، قال أمس في مؤتمر منتدى سبان في واشنطن إن مصالح طهران وموسكو لم تعد متطابقة، منذ اللحظة التي بدأت فيها شدة الحرب تخفت. وهذا هو الانطباع في اسرائيل ايضا.
روسيا حتى الآن لم تحرك ساكنا من اجل احباط الهجمات المنسوبة لاسرائيل ضد قوافل السلاح لحزب الله والمنشآت الايرانية في سوريا، رغم أنها نشرت بطاريات صواريخ مضادة للطائرات متقدمة في غرب سوريا. ويمكن الافتراض أنها تستطيع تشخيص أي حركة للطائرات الاسرائيلية في المنطقة. اذا كان التصعيد الحالي حقا يقلق موسكو فهي تستطيع محاولة تسوية قواعد اللعب الجديدة في جنوب سوريا، لكن حتى الآن لم يحدث ذلك.
هآرتس / بسبب الاحتلال
هآرتس – بقلم يئير اسولين – 3/12/2017
في النهاية تجدك تفهم بان كل هذه القصة هي بسبب الاحتلال. بسبب 50 سنة من الكبت، اغماض العيون، ملاحقة القوة، العظمة، المناكفة. حين تسمع النواب بعد اجازة القانون كيف يشرحون للشعب هذا القانون، الذي يرمي – بلا شك، لانقاذ رئيس الوزراء من تحقيقاته، بانه يستهدف التشويش على تقصي الحقيقة، فرض المصاعب عليه، منع الجمهور من متابعة الامور ليكون جزء من المكان الذي يعيش فيه، ليكون جزء من تحديد المعايير، حين تسمعهم، يتحدثون بكلمات عالية، عليلة، عن “قانون من أجل شعب اسرائيل” وما شابه، فانك تفهم كم هو هذا الوضع، سحق طهارة المقاييس وكم هو حقا وبعمق ينبع من الاحتلال. فتفهم كم هو الخطاب الجاري هنا منذ 50 سنة كل هدفه هو التشويش والطمس لرواية قصة لم تكن حقا، كل هدفها ولا يزال شطب ملايين بني البشر الذين يعيشون هنا وجعلهم الشر المطلق. حين تفكر في هذا، فانك تفهم كم يؤثر هذا الخطاب وكم تؤثر هذه الافكار.
وحتى عندما تفكر عن هذا الحكم وعن هذه الدولة التي تجعل الامور “مقدسة”، وكذا حين تفكر عن خطاب التخوين الذي يجري هنا منذ سنين وعن السطحية التي في معيار “الوطنية”، فانك لا يمكنك ان تمتنع عن التفكير بان كل هذا يؤثر هنا وان ما يجري هناك للاحتلال هو تهكم ممن يمكنه أن يشرع القوانين التي في جوهرها تمس بالمجتمع الاسرائيلي وتسحق الديمقراطية الاسرائيلية وقدرة الاسرائيلي على أن يعرف، أن يفهم. وعندما ترى هذا فانك لا يمكنك مرة اخرى أن تمتنع عن التفكير بان كل هذا في النهاية بسبب 50 سنة من السيطرة على بشر آخرين، بسبب القدرة على الكبت واغماض العيون اللذين طورهما المجتمع الاسرائيلي، بسبب انفصام الشخصية هذا، الذي يزعم فيه المرء بانه أخلاقي ولكنه يواصل التأييد أو عدم المعارضة للسيطرة على بشر آخرين، بسبب وهم الفصل الذي تعلم المجتمع الاسرائيلي أن يصدقه، بسبب استسلامه للخوف، بسبب القدرة على سد الانف، بسبب اختيار التصديق لما هو مريح، ومهاجمة ونبذ من يسعى الى الاستيضاح، السؤال، التحقيق، الكشف، بسبب الكسل. ومن يتخلى على مدى السنين عن الحق والواجب للمعرفة عن الاحتلال، عن معانيه، فلا ينبغي أن يتفاجأ حين تعمل الكنيست على ألا يعرف شيئا على الاطلاق. والان، فجأة تفهم بان الاحتلال، في نهاية المطاف ليس موضوع يسار أو يمين. فهي المسألة باتت منذ زمن بعيد تقوم على اساس السؤال هل انت مع دولة اسرائيل. هل أنت مع مجتمع يسأل، يعرف، يسعى لان يفهم، ملتزم بقيم اخلاقية، توجد له فكرة، يؤمن بقيمة الانسان كانسان، يوجد له احترام لليهودية، يعرف كيف يعترف بالاخطاء أم انك مع مجتمع يتراكض طوال اليوم من تلاعب الى تلاعب، قوته هي في تشويه الواقع، لا يهتم الا بالقوة، وما يحركه الى التطلع الى القوة، وما يتلفظ به هو كلام رجال المبيعات، مجتمع يجعل الامور العميقة مثل الايمان والدين لعبة فيسحق أكثر فأكثر امكانية وجود الدولة وتطورها.
هذا هو الخيار. فقد اشمئز الجمهور الاسرائيلي من هذا القانون. وان تسمع هذا في كل يوم، ولكننا ملزمون بان نفهم بان هذا القانون، ومجرد صياغته والعمل عليه، الى جانب قوانين اخرى، لا ينبت الا في المستنقع اياه، في طريقة التفكير اياها، في فكرة أننا نستطيع، على مدى الزمن، ان نتحكم بملايين من بني البشر عديمي الحقوق. في الفكر الذي يقول ان هذا لا ينتقل الينا ولكنه ينتقل ويواصل الانتقال وكل شيء متعلق بكل شيء. هذا هو مكاننا، هذه هي مسؤوليتنا ومحظور علينا أن نتنازل.
معاريف / العنوان كان على الصاروخ
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 3/12/2017
اذا كانت صحيحة المنشورات، فقد كان هجوما في ليل السبت ضد قاعدة سورية في الكسوة، على مسافة 13 كيلو متر جنوب دمشق، عزي لاسرائيل، مثابة محاولة حازمة من اسرائيل لنقل رسالة لروسيا، بقدر لا يقل عنها للرئيس السوري بشار الاسد ولايران. والرسالة هي أن اسرائيل جدية حين تقول انها لن تسمح باقامة قواعد عسكرية ايرانية في سوريا. وهكذا تكون اسرائيل اجتازت ظاهرا من مرحلة نقل الرسائل في هذا الموضوع في القنوات الدبلوماسية الى العمل العسكري.
يبدو حاليا ان أخذ المخاطر البنيوية في سياسة الهجمات الاسرائيلية في سوريا، يترافق والتخوف من التصعيد، يثبت نفسه. فالاسد لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يرد على خرق السيادة من جانب اسرائيل بما يتجاوز النار غير الناجعة من منظومة الدفاع الجوي لديه، لانه سيأتي حينها رد مضاد أشد اكثر من اسرائيل. والامر الاخير الذي هو معني فيه في هذه المرحلة، وهو ينجح في الحاق الهزيمة باعدائه – ولا سيما الدولة الاسلامية المطرودة من اراضيه – هو ان يفتح جبهة جديدة ضد اسرائيل.
ليس واضحا ما هي الاهداف التي هوجمت. وحسب بعض التقارير، فقد قصف مخزن سلاح. ولكن ما هو مهم حقا هي حقيقة أن الحديث يدور عن قاعدة نشرت صور جوية عنها قبل بضعة اسابيع. فقد نقلت جهة غير معلومة هذه الصور الى خدمة البث البريطاني (هناك من يقدر بان الاستخبارت الاسرائيلية وقفت خلف هذا النشر)، في ظل تشديد حقيقة أنه في القاعدة تقام مبان تستهدف استيعاب جنود ايرانيين ومرتزقتهم – الميليشيا الشيعية الدولية التي تقاتل في سوريا. وكان نشر الصور اشارة تحذير، ولكن السوريين لم يأبهوا بها وواصلوا البناء. وعليه، ففي ليل السبت احتدت رسالة التحذير. اذا كانت التقارير مصداقة، فان القاعدة لا تزال توجد في مراحل البناء ولا يوجد فيها ايرانيون اغلب الظن.
في كل الاحوال، يبدو ان اسرائيل تزيد ما تصفه “خطوط حمراء” او مصالحها في سوريا. وبذلك فانها تصبح عمليا جهة متدخلة عميقا جدا في الحرب لدى الجارة من الشمال. على مدى بضع سنوات، تلخصت الخطوط الحمراء في أربعة، مثلما حددها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون: عدم التدخل في الحرب الاهلية، الحفاظ على الهدوء على الحدود، رد مقنون على كل نار بالخطأ وخرق للسيادة الاسرائيلية واستغلال الفرص للهجمات في سوريا لمنع نقل الصواريخ الدقيقة الى حزب الله في لبنان.
ولكن في النصف سنة الاخيرة اضيفت اليها ثلاث مصالح اخرى: منع اقتراب قوة عسكرية لايران، حزب الله او الميليشيا الشيعية الدولية من الحدود في هضبة الجولان، لمسافة 40 كيلو متر على الاقل، احباط بناء ميناء وقاعدة جوية ايرانية في سوريا ومنع مس منظمات الثوار بالدروز.
حاولت وسائل الاعلام في ايران التقليل من اهمية الهجوم، وعرضوه كحدث هامشي لا يتعلق بدولتهم. ولماذا يفعلون ذلك؟ فقبل اسبوع فقط ادعى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان بانه منذ تسلم مهام منصبه ليس هناك تواجد عسكري ايراني على مقربة من الحدود مع اسرائيل. ولكن لا شك أنهم في طهران يفهمون بان قصف القاعدة كان موجها لهم ايضا. مشكوك جدا ان يوقف هجوم اسرائيلي ايران من تحقيق اهدافها الاستراتيجية، التي تتضمن التواجد في سوريا واقامة هلال بري شيعي عبر ايران وسوريا وصولا الى لبنان وانتشار بحري من الخليج الفارسي الى المحيط الهندي، الى البحر الاحمر والى البحر المتوسط.
لن تتنازل ايران بسهولة عن مكسبها الحربي في سوريا. ففي هذا الموضوع تشجعها أيضا اقوال وزير الخارجية الروسي، سيرجيه لافروف، الذي دعا الى صرف كل القوات الاجنبية التي لم تستدعى من نظام الاسد الى الاراضي السورية، أي الولايات المتحدة وتركيا. ويفهم من اقواله بان القوات الايرانية والسورية وحدها هي التي يحق لها ان تكون فيها.
وحسب التقارير في وسائل الاعلام السورية والدولية، فقد أطلق الجيش الاسرائيلي صواريخ ارض – ارض من احدى القواعد في هضبة الجولان، وبالتوازي اطلقت طائرات سلاح الجو صواريخ جو – جو نحو الهدف. مشوق أن نعرف اذا كانت الطائرات اطلقت الصواريخ من الاراضي السورية ام اللبنانية. يوجد هنا فارق جوهري. فاذا تم هذا من الاراضي اللبنانية، يمكن لروسيا أن تغمض العين. واذا لم يكن ذلك، فان هذه ستكون قصة اخرى. وعليه، فيجب أن ننتظر لنرى ماذا سيكون الرد الروي. اذا اكتفت روسيا بالشجب العادي، مثلما حصل في الماضي، فسيكون ممكنا القول أنها ترفع العتب، تسلم بالهجوم الاسرائيلي وتتفهمه. ولكن اذا جاء هذه المرة رد حاد او نقلت رسائل كهذه في قنوات دبلوماسية وعسكرية، فستضطر اسرائيل الى اعادة حساب سياستها في سوريا.
هآرتس / يغئال عمير وشبيهه الهندي
هآرتس – بقلم روغل الفر – 3/12/2017
ازاء العنف اليهودي المتطرف السائد في البلاد والذي سيستمر حتى لو سقط نتنياهو واستبدل بوريث من الليكود أو بأحد رجال المعارضة، لبيد أو غباي – فماذا يخفي المستقبل في طياته ليغئال عمير؟ ربما يمكننا تعلم شيء مما ينتظره عن طريق فحص حالة شبيهه التاريخي الهندي ناتورام غودسا، قاتل مهاتما غاندي.
عندما نتعمق في تفاصيل اغتيال غاندي في نيودلهي في بداية 1948، لا يمكننا عدم الاستغراب من التشابه مع اغتيال رابين، الى درجة الشعور أن عمير كان نسخة عن غودسا. ايضا عمير مثل غودسا اطلق على ضحيته ثلاث رصاصات من مسدس من مسافة صفر. ومثل عمير كان غودسا قوميا متطرفا. فقد آمن بالسمو الهندي واعتقد أن للهنود حق قسري في الهند.
مثل عمير غودسا ايضا ثار ضد التنازل الخياني الذي أبدته صحيته نحو المسلمين. ومثل عمير اعتقد أن واجبه الوطني هو انقاذ الهنود من السلام الذي أراد غاندي تحقيقه مع المسلمين، واستعداده لأن يتقاسم معهم بشكل متساو شبه الجزيرة الهندية. ومن التسامح الانساني الذي اظهره نحوهم. مثل عمير فقد اتهم غاندي بتقسيم البلاد، واقامة دولة باكستان المسلمة الى جانب الهند، والمسؤولية عن عنف المسلمين في اقليم البنجاب وضحاياه. ومثل عمير، قتل شخص قدم لاستقلال الهند وكبريائها اكثر منه بكثير.
التشابه لم ينته هنا بين الحالتين. مثل الشباك والشرطة ايضا سلطات الامن في الهند تقاعست بصورة تراجيدية كوميدية حقا، في منع القتل. ومثل عمير فان غودسا صور وهو يضحك ضحكة كبيرة ومنتصرة في محاكمته. نفس الضحكة.
الحزب الحاكم في الهند “بي.جي.بي” تطور من داخل حزب “آر.اس.اس” الذي كان غودسا نشيطا فيه، وهو متأثر جدا بالتصور الهندي الوطني الذي يسمى “الهندوتافا” لمؤسسه فيناي سفركار. غودسا كان على علاقة وثيقة مع سفركار قبل القتل وتلقى منه الدعم والتشجيع. الهندوتافا هي الايديولوجيا الرسمية لـ “بي.جي.بي”.
رئيس الحكومة الهندية ناريندارا مودي، ترامب الهندي، يتابع في تويتر مؤيدي غودسا، الذين يزعمون أن قاتل غاندي كان مقاتل حرية، شهيد وطني، وليس مجرما. صورة سفركار، المحرض الرئيس على قتل غاندي، معلقة منذ 2003 في مبنى البرلمان الهندي الى جانب صورة الرجل الذي حرض على قتله.
ومثل عمير ايضا كان لغودسا مؤيدين كثيرين في حزب السلطة. وهم يطلبون من مودي أن يضع تماثيل غودسا في المدن وأن يسمي شوارع باسمه، وقد نشروا فيلم وثائقي تم اعداده لتوضيح أن دوافع غودسا كانت مبررة، وأنه حظي في حينه بدعم الجمهور الواسع (حتى الآن منعت المحكمة نشره). وهم يخططون لاقامة معبد لتخليده. من المحزن رؤية أن التراث الروحي لغاندي الذي رأى بالهند دولة للمسلمين لا تقل عن المواطنين الهنود، هزم من قبل الوطنية الهندية المتطرفة التي قتل باسمها. لقد انتصر غودسا.
عمير ايضا انتصر. الافكار التي قتل باسمها رابين تمثل الآن اجماعا في اوساط الجمهور في اسرائيل. عندما يقوم رئيس حزب العمل، الوريث المباشر لرابين، بالاعلان أنه لن يخلي أي مستوطنة من السامرة فهذا يعني أن عمير انتصر. لو كنت من مؤيديه لكنت متفائلا. الحالة الهندية تبين أنه بعد سبعين سنة على القتل فان اسم القاتل يتم تطهيره علنا من قبل السلطة نفسها أو ممثليها. يمكن الافتراض أنه في اسرائيل 2050 عندما ستنضج العمليات التاريخية سيتم شق طريق باسم يغئال عمير في قلب منطقة سميت باسم رابين.
طاقم تايمز أوف إسرائيل / الفلسطينيون لكوشنر: عملية السلام ستنتهي اذا قام ترامب بدعم إسرائيل في مسألة القدس
وفد فلسطيني يجري بحسب تقارير تلفزيونية محادثات في البيت الأبيض، حذر فيها من أن نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ’سيقتلان المفاوضات’ .
طاقم تايمز أوف إسرائيل وإريك كورتيليسا – 3/12/2017
التقى وفد من السلطة الفلسطينية يوم الجمعة مع المستشار الرئاسي جاريد كوشنر لتحذير إدارة ترامب من أنه في حال قامت بالإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أو في حال خروج الرئيس دونالد ترامب بتصريحات يعترف من خلالها بالقدس عاصمة لإسرائيل، سيكون ذلك بمثابة نهاية للعملية السلمية، بحسب ما ذكرت تقارير تلفزيونية إسرائيلية.
حتى ليلة السبت، لم يوقّع ترامب على قرار لتأجيل نقل السفارة لستة أشهر إضافية، ولديه مهلة للقيام بذلك حتى يوم الإثنين. في الأيام الأخيرة أشارت تقارير إعلامية إلى أن الرئيس الأمريكي يعتزم الإعلان في خطاب له خلال أيام عن اعتباره للقدس عاصمة لإسرائيل، وقد يقول أيضا أنه سيصدر التعليمات لفريقه للبدء بإجراءات نقل السفارة.
ولطالما سعت الحكومة الإسرائيلية إلى قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها وإلى اعتراف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لها.
وقال الوفد الممثل للسلطة الفلسطينية، والذي تضمن المسؤولين الكبيرين المقربين من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ماجد فرج وصائب عريقات، لكوشنر الجمعة إن أي خطوة من هذا النوع “ستقتل المفاوضات”، وفقا لما ذكرته شبكة “حداشوت” الإخبارية ليلة السبت.
وورد أنهما قالا لمستشار الرئيس الأمريكي أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل و/أو الإعلان عن نقل السفارة سيكونان بمثابة نهاية لعملية السلام.
ودعمت هذه التحذيرات رسالة من عريقات عبّر فيها عن غضب عباس من الخطوات الأمريكية المتوقعة.
كما قال الوفد الفلسطيني أيضا إنه في حال اتخاذ الولايات المتحدة خطوات كهذه، سيعلن الفلسطينيون عن أنه لم يعد بالإمكان اعتبار الولايات المتحدة “وسيطا نزيها” في أي مفاوضات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب ما ذكرته القناة العاشرة، التي قالت إن الاجتماع عُقد في البيت الأبيض.
يوم الجمعة أصدر مستشارون لعباس تحذيرات مماثلة. وقال مستشار عباس، محمود الهباش، السبت أن الخطوات ستُكون بمثابة “تدمير كامل للعملية السلمية”، متحدثا بحضور الرئيس عباس، قال الهباش “سيدفع العالم ثمن” أي تغيير في مكانة القدس.
وذكرت التقارير التلفزيونية أن الفلسطينيين لا يبدو تفاؤلا بشأن أن تلاقي تحذيراتهم آذانا صاغية، وأنهم يفترضون أن البيت الأبيض أخذ الاعتبار رد الفعل الفلسطيني الغاضب المحتمل في تقييمه لكيفية المضي قدما.
ومن المقرر أن يناقش كوشنر، وهو صهر ترامب والرجل المكلف بملف العملية السلمية، نهج الإدارة في صنع السلام في ظهور نادر أمام “منتدى سابان” في العاصمة الأمريكية واشنطن الأحد.
ولم يؤكد البيت الأبيض رسميا حتى الآن ما الذي يعتزم القيام به في مسألة القدس، واكتفى بالقول إن هناك خيارات عدة مفتوحة في الوقت الراهن.
وظهرت تقارير عدة هذا الأسبوع تحدثت عن أن الرئيس الأمريكي سيوقّع للمرة الثانية على قرار يؤجل تطبيق قانون للكونغرس الأمريكي ينص على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكنه سيقوم في المقابل بخطوة دراماتيكية سيعلن من خلالها عن اعترافه رسميا بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
بحسب تقرير لموقع “أكسيوس” الإخباري الجمعة، من المقرر أن يلقي ترامب بخطاب بهذا الشأن يوم الأربعاء.
ورفض متحدث باسم البيت الأبيض، قام تايمز أوف إسرائيل بالتواصل معه يوم الجمعة، تأكيد التقرير، وقال إن “الرئيس قال دائما إن المسألة هي مسألة متى، وليس إذا”، وأضاف أن “الرئيس لا يزال يدرس الخيارات ولا يوجد لدينا ما نعلن عنه”.
تقرير “أكسيوس” جاء نقلا عن مصادر على اطلاع مباشر بنوايا ترامب.
يوم الثلاثاء، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن ترامب “يفكر جديا في موعد وكيفية نقل السفارة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس”. بنس تحدث أمام تجمع لسفراء في الأمم المتحدة ودبلوماسيين وقادة يهود في حدث أقيم في نيويورك لإحياء الذكرى السبعين لتصويت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين، الذي مهد لقيام دولة إسرائيل.
الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل هي خطوة مثيرة للجدل من شأنها أن تثير اضطرابات في الشرق الأوسط. صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت أن مسؤولين أمريكيين قاموا بلاتصال بالسفارات في المنطقة محذرين إياها لاتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا لاندلاع أعمال عنف.
وقد يخاطر الرئيس في حال اتخاذه هذه الخطوة بإثارة ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين وحلفاء عرب آخرين له، مثل الأردن والسعودية، في الوقت الذي يستعد فيه البيت الأبيض للمضي قدما في محاولاته للتوسط في اتفاق سلام في الشرق الأوسط.
إسرائيل تقول إن القدس هي العاصمة الأبدية والغير قابلة للتقسيم للدولة اليهودية، في حين يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
في عام 1995 تم تمرير قانون يلزم بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، لكنه يمنح الرئيس حق تأجيل الخطوة كل ستة أشهر لأسباب متعلقة بالأمن القومي.
ومارس آخر ثلاث رؤساء قبل ترامب في الحكم – بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما -هذا الحق مرارا وتكرارا. ترامب، من جهته، وقّع على قرار التأجيل في المرة الاولى التي واجه فيها الموعد النهائي بهذا الشأن في شهر يونيو. وسيكون عليه اتخاذ قرار حول ما إذا كان ينوي التوقيع على قرار تأجيل نقل السفارة للمرة الثانية في رئاسته يوم الإثنين. (في حين أن الموعد النهائي هو الأول من ديسمبر، ولكن بما أن الموعد صادف يوم الجمعة هذا العام، تم تمديده إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع).
وذكرت أخبار القناة العاشرة الإسرائيلية، نقلا عن مصادر في إسرائيل، أن هناك ثلاث معسكرات في البيت الأبيض مع آراء مختلفة حول كيفية التعامل مع القضية.
المعسكر الأول يحاول إقناع الرئيس بعدم التوقيع على قرار التأجيل والبدء بإجراءات نقل السفارة، وكذلك الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت القناة يوم الجمعة “من الممكن أن يحدث” أن “لا يقوم [الرئيس]ٍ بالتوقيع”.
المعسكر الثاني يدعو إلى عدم القيام بأي تحرك والتوقيع على قرار التأجيل وعدم الإعتراف بالقدس لأن ذلك سيضر بآفاق العملية السلمية وبالعلاقات مع الدول العربية. المجموعة الثالثة تحض الرئيس على التوقيع على قرار التأجيل، ولكن القيام من جهة أخرى ببادرة رمزية من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية، وفقا لما ذكره التقرير.
معاريف / إصحوا
معاريف – بقلم شلومو شمير – 3/12/2017
من موجة التسريبات والتقديرات التي نشرت في الاسابيع الاخيرة في وسائل الاعلام في اسرائيل حول ما وصف بانه صيغة السلام لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يتبين الاستنتاج المقلق الذي يفيد بان كثيرين في اسرائيل لم يستوعبوا بعد ما هو ترامب وما هو معنى تواجده في البيت الابيض.
لا تحتاج اسرائيل الى رئيس امريكي يكون جيدا على نحو خاص لاسرائيل. اسرائيل بحاجة الى رئيس يكون جيدا للولايات المتحدة. ولكن ترامب ليس جيدا للولايات المتحدة، وهذا على اقل تقدير. اسرائيل بحاجة الى امريكا رائدة وسائدة في الساحة العالمية، امريكا التي هي زعيمة العالم الحرب. فبعد نحو سنة من الرئاسة تحت ترامب يمكن القول ان امريكا ليست هذا ولا ذاك. فمن بين الدول الغربية الديمقراطية، اسرائيل، المتعلقة سياسيا برحمة الولايات المتحدة هي الخاسر الاكبر من التدهور في مكانة الولايات المتحدة في العالم. غير أنه يخيل أنه في اسرائيل غير واعين لهذه الخسارة وآثارها او لا يريدون أن يعترفوا بها.
البيت الابيض الحالي لم يعط حتى الان أي شيء ايجابي على نحو خاص لاسرائيل، وذلك اضافة الى وعود صريحة نثرها ترامب كمرشح لاسرائيل، ولكنه لم يف بها.
في المجلة الاسبوعية لـ “نيويورك تايمز” نشر مؤخرا تقرير تحقيقي شرح “كيف ان موجة هائلة ووحشية من الغضب ضد ترامب ساعدت الديمقراطيين على السيطرة على فيرجينيا”، (والمقصود انتصار المرشح الديمقراطي كحاكم للولاية في الانتخابات التي جرت منذ وقت غير بعيد). مؤشرات على مثل هذه الموجات في ولايات اخرى ايضا تنتشر مؤخرا في وسائل الاعلام في الولايات المتحدة، كتعبير عن المعارضة المتزايدة ضد ترامب بين من اعتبروا من انصاره. ولكن في اسرائيل لا يزال ترامب يعتبر كمسيح في نظر معسكر اليمين. “لم يكن ولن يكون لاسرائيل صديق مثل الرئيس ترامب”، كما اقتبس عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا.
علينا أن نصحو: فما يعدونه في البيت الابيض ليس مبادرة سلام ولا خطة سلام. ما ينتظر النشر حسب التقديرات حتى نهاية السنة الميلادية او في بداية السنة القادمة هو اعلان سلام، سيوقعه الرئيس ترامب على اسرائيل وعلى الفلسطينيين بفخار وتصميم. بكلمات اخرى، سيكون هذا على ما يبدو اقتراح لا يمكن، عمليا، رفضه. دليل على المشكلة المرتقبة لاسرائيل من اعلان السلام فان هناك من يخرج بتصريح نشر باسم انطونيو سكرموتشي، او من تولى لبضعة ايام منصب مدير الاعلام لدى ترامب الذي قال: “لن يكون اتفاق يدفع الى حلق اسرائيل”. وهو على ما يبدو يعرف شيئا ما لا يعرفونه في اسرائيل. فمن اقواله يفهم انه سيكون هناك شيء ما في “صفقة القرن” لترامب، التي لا يمكن لاسرائيل أن تبتلعها وبالتأكيد لن تهضمها. وعليه، فيبدو أن سكرموتشي يواسي اسرائيل مسبقا: لن يدفعوا لكم في الحلق بالقوة ما هو واضح انكم لن تستطيبوه.
في افضل الاحوال، فان اعلان السلام من الرئيس ترامب سنتج محادثات، مداولات بين الطرفين، ومندوبين امريكيين وربما انعقاد مؤتمر بمشاركة دول عربية معتدلة. هذه على ما يبدو ستكون خطوات تستمر اشهرا طويلة وتستنزف المشاركين ذوي الصلة. فماذا سيحصل في اسوأ الاحوال؟ اذا تذكرنا سلوك الرئيس ترامب وردود فعله تجاه اصدقاء او دبلوماسيين كبار خيبوا ظنه، فان رفض اسرائيلي أو حتى تشكيك بالمواد والعناصر التي في صيغة السلام سينتج رد فعل من البيت الابيض لن يشهد على ود.
القناة الثانية العبرية / كوريا الشمالية تتحول لقوة نووية
القناة الثانية العبرية – 3/12/2017
إطلاق الصاروخ الباليستي الأخير من كوريا الشمالية هو التهديد الأكبر لبيونغ يانغ، وذلك ليس عليه خلاف. الحديث هنا عن خرق حقيقي يضع الولايات المتحدة بأكملها وما وراءها – تقريبًا كل العالم – في نطاق صواريخ كيم جونغ أون.
إنها المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ الإطلاق في الليل، ويبدو أن هذا من أجل منع الاكتشاف وربما إحباط التجربة. الإنجاز الاستراتيجي والتكنولوجي للدولة المنعزلة يتحقق في ظل حقيقة أن الصاروخ يصل مداه لأول مرة لحوالي 4,500 كيلو مترًا.
الصاروخ العابر للقارات سقط فعليًا غرب اليابان بمسافة 960 كيلومترًا، لكن في ظل قوانين المقذوفات، لو تم إطلاق الصاروخ بنجاح بارتفاع أقل قليلًا فإنه سيصل لمدى أكبر يقدر بـ 13,000 كيلومتر، وحينها الولايات المتحدة بأكملها، بما فيها واشنطن العاصمة، ستكون في عمق نطاق هجوم كيم جون اون.
مثلما قالوا في كوريا الشمالية، هذه التجربة تحولهم لقوة نووية، الدولة أضافت بأنها أيضًا قوة مسؤولة، لكن ليس مؤكدًا إن كان يمكن الاعتماد عليها في هذا الشأن.
هآرتس / سلام في أحلام اليقظة
هآرتس – بقلم سلمان مصالحة – 3/12/2017
يخطيء كل من يدعي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليست لديه خطة سياسية. منذ انتخابه لرئاسة الحكومة فهو يسير في الطريق التي رسمها له والده، “الصهيونية من أساسها هي حركة غربية”، قال الأب، البروفيسور بنتسيون نتنياهو، في مقابلة مع هذه الصحيفة وأضاف “هذه حركة تعيش على حدود الشرق، لكن وجهها دائما نحو الغرب” (“هآرتس”، 18/9/1998). منذ انتخابه لرئاسة الحكومة لم ينحرف الابن بنيامين عن هذه الرؤية.
يمكن القول إنه في كل ما يتعلق بالسلام بين اسرائيل والدول العربية، توجد لرئيس الحكومة عقيدة ثابتة استوعبها في بيت والده. “يجب علينا أن نفهم”، قال الأب في مقابلة اجراها مع القناة الثانية، “أنه بيننا وبين العرب يوجد خلاف ثقافي عميق”. وليس هذا فقط، بل “هذه البلاد هي ارض يهودية وليست ارض للعرب، لا يوجد مكان هنا ولن يكون للعرب”. هكذا قال البروفيسور نتنياهو في المقابلة.
اذا كانت الامور هكذا في بيت الوالد، فان السؤال هو هل يوجد في جعبة الابن ما يكفي من القوة الروحية من اجل التحرر من الاحتضان الايديولوجي للأب، وهل يوجد لديه اضافة الى ذلك ما يكفي من القوة للتخلص من الرياح المقدسة لبينيت وامثاله، التي تهب على البلاد؟.
الصهيونية اذا تعيش على حدود الشرق ووجهها نحو الغرب، لكن ليس فقط توجه وجهها، بل ترى نفسها كدرع واقي للغرب في وجه الشرق المتوحش. وقد قال نتنياهو في مؤتمر لرؤساء الدول عقد مؤخرا في بودابست “اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تهتم بالمصالح الاوروبية”، بل أكد أن اسرائيل تشكل “قاعدة حصينة لقيم اوروبا في منطقة مظلمة جدا”.
يبدو أن هذا هو السبب في أن رئيس الحكومة وجد في المنطقة المظلمة اصدقاءه وحلفاءه “المتنورين”، حيث أنه في الآونة الاخيرة يطلق اشارات عن العلاقات الآخذة في التقوي بين اسرائيل والدول العربية المتنورة، السعودية مثلا. وعن هذا قيل “قل لي من اصدقاءك أقل لك من أنت”.
هكذا دخلت الى الحي المظلم لعبة جديدة. منذ انتخاب رئيس جديد لامريكا، فقد ألقيت في ملعب الشرق الاوسط لعبة جديدة تسمى “السلام الاقليمي”، هذا هو الترامبولين الذي وضعه الرئيس الامريكي في المنطقة. لا داعي للقلق لأنه لن يخرج أي شيء جيد من هذه اللعبة الخطيرة. محاولة نتنياهو لمد ذراعيه للعناق الاقليمي مع الدول السنية “المعتدلة” و”المتنورة” من فوق رأس الفلسطينيين هي مناورة نموذجية اخرى لهذا الشخص. إن كل ما يبحث عنه هو أن يلقي المرة تلو الاخرى المسؤولية على الطرف الفلسطيني. ايضا هذه المناورات كشف عنها والده في المقابلة مع القناة الثانية. “بنيامين لا يؤيد الدولة الفلسطينية، سوى بشروط لن يقبلها العرب في أي يوم، هذا ما سمعته منه”.
هكذا يتصرف رئيس الحكومة طوال مسيرته. “الفلسطينيون”، يكرر نتنياهو، “يجب عليهم اجتياز امتحان السلام”. في اختبارات السلام الذي يضعها نتنياهو من المؤكد أن الفلسطينيين سيخسرون دائما.
اللعبة الجديدة – “سلام اقليمي” يتجاوز الفلسطينيين – حطمها الى شظايا زئيف جابوتنسكي، معلم وحاخام نتنياهو. لا يمكن اتهام نتنياهو بأنه لا يعرف اقوال جابوتنسكي. مع ذلك من المناسب العودة والتذكير بها. “حسب الكثيرين، الخطة التالية جذابة جدا: يجب الحصول على الموافقة على الصهيونية ليس من عرب ارض اسرائيل، لأن هذا الامر غير ممكن، بل من اجزاء العالم العربي الاخرى، بما فيها سوريا وبلاد ما بين النهرين والحجاز وربما حتى مصر”، كتب جابوتنسكي في “على الحائط الحديدي”. “حتى لو كان هذا الامر ممكنا”، اضاف، “فانه ايضا في هذه الحالة هذا لا يكفي لتغيير الوضع من اساسه: في ارض اسرائيل نفسها، مزاج العرب بالنسبة لنا سيبقى كما هو”، لخص جابوتنسكي المشكلة.
اجل، السلام الاقليمي الذي يتجاوز الفلسطينيين هو حلم من احلام اليقظة.
اسرائيل اليوم / ترامب والقدس: تحطيم المفهوم السائد؟
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 3/12/2017
في الايام الاخيرة تكثر المؤشرات التي تشهد على أن الرئيس ترامب يبدو مصمما على أن ينفذ قريبا وعده الانتخابي، ويعلن عن اعترافه بالقدس كعاصمة اسرائيل، وما ينتج عن ذلك من اعلان عن قراره لنقل السفارة الامريكية اليها. ورغم عدم تجربته في الساحة الدولية، وربما بالذات لهذا السبب، ينشأ الانطباع بانه بخلاف اسلافه لا يخاف من خطوة جريئة، تتحدى المفهوم السائد المتجذر في الدبلوماسية الامريكية.
يدور الحديث عن مفهوم سائد من مرحلتين، بدايته في التمسك القسري بـ “المدماك المقدسي” في قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة رقم 181، في 29 تشرين الثاني 1947، وهو قرار التقسيم الذي حل الاسبوع الماضي 70 سنة عليه. ضمن امور اخرى، دعا القرار الى تدويل القدس بادارة الامم المتحدة. ورغم أن هذا المدماك كان يفترض أن يختفي وان ينسى فور انتهاء المعركة على القدس في حرب الاستقلال، الا انه واصل تصميم التفكير الامريكي حتى حرب الايام الستة. وذلك في ظل التجاهل للواقع على الارض، والذي كان بعيدا سنوات ضوء عن الحاضر الطوباوي الذي توقعه مهندسو ومصيغو “تسوية الفاتيكان” المقدسية، التي كانت مليئة بالعداء الاردني تجاه اسرائيل في ساحة الخلاف هذه.
واصبح تواصل المفهوم علامة ثابتة ومركزية في سياسة الولايات المتحدة الشرق اوسطية منذ سكتت المدافع في الحرب وانتهت المعركتة بتوحيد المدينة، وحتى دخول ترامب الى البيت الابيض. ومثلما في السنوات ما بعد حرب الاستقلال، بقيت هنا ايضا السياسة الامريكية مخلصة بلا تحفظ للاعتقاد بان مسألة مكانة القدس لا يمكنها أن تجد حلها الا في اطار اتفاق دائم بين الطرفين. وذلك رغم أنه منذ نهاية تموز 2000، مع النهاية الفاشلة لقمة كامب ديفيد، تبين ان استعداد رئيس الوزراء ايهود باراك لتجاوز خطوط حمراء واضحة في مواقف كل حكومات اسرائيل السابقة، وموافقته ضمن امور اخرى على تقسيم السيادة في البلدة القديمة، لم يستجب باستعداد الطرف الفلسطيني للمرونة حتى في ذرة من مواقفه الاساس التي لا هوادة فيها.
هكذا، رغم أنه بذلك انتهت الفرص للتقدم في التسوية في القدس واصلت الدبلوماسية الامريكية حملة اوهامها في انتظار غودو، وذلك رغم المعارضة المتواصلة لتلة الكابيتول لخط موقف الادارة. كما ان حقيقة أنه منذ تشرين الثاني 1995 اقر الكونغرس “قانون السفارة الامريكية في القدس” – الذي قرر بان على الادارة ان تعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل وتنقل اليها السفارة الامريكية في موعد لا يتجاوز نهاية ايار 1999 – لم تشكل رافعة فاعلة على رؤساء الولايات المتحدة لتغيير نهجهم التقليدي. وبالتالي، فقد استخدموا على نحو متكرر الخيار الذي منح لهم للتأجيل كل مرة التطبيق للقانون بنصف سنة اخرى.
يوشك هذا المفهوم اليوم على الانهيار، على خلفية رد فعل البيت الابيض على الظروف الاقليمية المتغيرة. وبالفعل، فان عصف المنظومات في داخل المعسكر السني في ضوء التهديد الايراني المتعاظم واستعداد السعودية للخروج من الخزانة والتعاون مع اسرائيل في المجال الاستراتيجي، يجعل الان التحول الذي يلوح في الموقف الامريكي في مسألة القدس محفزا ورافعة، يكمن فيهما الاحتمال لاختراق اقليمي (احتمال يلقي بظلاله على الخطر في ارتفاع مستوى التوتر في الجبهة القابلة للتفجر). وذلك كجزء من منظومة صد واسعة، تدرج اسرائيل ضمن العناصر التي ستنخرط في اطارها باسناد الولايات المتحدة.
يدور الحديث اذن عن عنصر واحد متداخل في صيغة سياسية مركبة، ستتضمن جملة خطوات بناء ثقة من اسرائيل – وفيها نقل السفارة الى القدس. وعلى أمل ان يسمح هذا الغلاف الداعم (الذي يضم المدماك السعودي ايضا) لاسرائيل بالمشاركة في المسيرة، في ظل اخذ مخاطر مدروسة ودعم امريكي مناسب. ان الفترة التي امامنا ستوضح جوهر “مبادرة القدس” وطبيعة صلتها بالتغييرات الجارية في منطقتنا.
المصدر / استطلاع في الشرق الأوسط : 47% يعتقدون أن بلادهم قد تجني فائدة من علاقاتها مع إسرائيل
استطلاع جديد أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية يكشف عن مدى تقدير عدد دول الشرق الأوسط، التي لا علاقة لها مع إسرائيل، لممتلكاتها وقوتها .
المصدر – بقلم معيان بن حامو – 3/12/2017
نشرت أخبار القناة الثانية‏ أمس (السبت) نتائج استطلاع جديد أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية في ‏54‏ دولة حول العالم، لبحث موقفها من الممتلكات والقدرات الإسرائيلية. وتناول الاستطلاع القدرات الإسرائيلية المختلفة، مثل الحماية من هجمات السايبر، الزراعة، مكافحة الإرهاب، والتكنولوجيا الفائقة.
يتضح من نتائج الاستطلاع أن معظم الجمهور في الدول التي شاركت في الاستطلاع يعتقد أن لدى إسرائيل ممتلكات وقدرات. وفي 47 دولة من أصل 50، اعتقد معظم الجمهور أن بلادهم قد تستفيد من العلاقات بينها وبين إسرائيل.
كما شمل الاستطلاع 12 دولة في الشرق الأوسط، رغم أنه ليست هناك لدى بعضها علاقات مع إسرائيل. من بين هذه الدول، يعتقد 51% من الجمهور أن إسرائيل لديها ممتلكات وقدرات، ويعتقد 47% أن بلادهم يمكن أن تجني فائدة من علاقاتها مع إسرائيل. وحتى في البلدان التي ليست لديها علاقات رسمية مع إسرائيل، أعرب العديد من السكان عن تأييدهم لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث وصل التأييد في بعضها إلى ‏40-50‏%.
ويتضح من معطيات وزارة الخارجية أنه في “البلدان غير الإسلامية”، أن 80% وأكثر من ذلك يعتقدون أن إسرائيل لديها قدرات وممتلكات، وأشار إلى هذه الحقيقة بشكل خاص مشاركون من أفريقيا وآسيا.
وشارك في الاستطلاع الذي أجرته شركة أبحاث دولية في تشرين الأول نحو 1.000 شخص من كل بلد، وكان عدد المشاركين الإجمالي 54,000.
هآرتس / تفويت الفلسطينيين للفرصة التاريخية الكبرى
هآرتس – بقلم ايلي فوده – 3/12/2017
قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة والذي مر عليه في الاسبوع سبعين سنة، تم رفضه من قبل العرب والفلسطينيين – هذا معروف. والامر المعروف بشكل أقل هو أنه ليس كل العرب وكل الفلسطينيين عارضوا القرار. في اوساط العرب يمكن تسمية جهتين على الاقل كانت لهما مصلحة في اقامة الدولة اليهودية، ملك الاردن عبد الله، الذي توصل الى اتفاق سري مع ممثلي الحركة الصهيونية لتقسيم ارض فلسطين الانتدابية بينه وبين اليهود. المارونيون في لبنان الذين هم اقلية مسيحية في وسط مسلم، شعروا بمصير مشترك مع اليهود، الامر الذي أدى الى توقيع اتفاق سري بين البطريرك الماروني وممثلي الحركة الصهيونية في 1946.
من بين الفلسطينيين الذين لم يعارضوا قرار التقسيم كان ابناء عائلة النشاشيبي ومؤيديها، خصوم ابناء عائلة الحسيني الذين ترأسوا المؤسسات الفلسطينية الهامة. وكان ايضا الشيوعيون الفلسطينيون الذين تبنوا موقف الاتحاد السوفييتي الذي أيد قرار التقسيم. ولكن في لحظة الحسم، كل المؤيدين سرا اختفوا. والأدق صمتوا. يبدو أنهم فضلوا الانجرار مع الشارع الغاضب، وأن لا يخسروا شرعية حكمهم. ايضا كان تأثير لعمليات القتل والتهديد ضد المتعاونين مع الصهاينة.
قرار التقسيم كان فرصة تاريخية لحل الصراع لعدة اسباب: قرار بريطانيا لانهاء الانتداب ضمن أن يستطيع اللاعبون المحميون “الفلسطينيون واليهود” ملء الفراغ السياسي الذي سينشأ، وشبيها بالفترة بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، فقد وجدت مرة اخرى الفرصة لتثبيت حقائق جديدة على الارض، وحقيقة أن الامم المتحدة قامت بتعيين لجنة تحقيق لعلاج المشكلة، ضمنت أن الحل الذي سيتم اختياره سيحظى بالشرعية الدولية. بالنسبة للحركة الصهيونية، الخطة كانت جذابة بشكل خاص، لأنها عرضت عليها معظم الاراضي، رغم أن الفلسطينيين كان عددهم الضعف. ومعظم الاراضي كانت بملكيتهم. من ناحية الفلسطينيين، الخطة كانت حقا أقل جاذبية، لكنها كانت المرة الاولى التي يعرض فيها جسم دولي عليهم دولة مستقلة غير مرتبطة بالاردن.
الرفض الفلسطيني – العربي للموافقة على قرار التقسيم كان خطأ، وتفويت للفرصة. لأن الامر كان ممكنا. رغم الانقسام الفلسطيني – الداخلي وانخفاض تأثير الحاج أمين الحسيني بسبب تعاونه مع النازيين، إلا أنه بقي الزعيم الشرعي المعترف به للفلسطينيين، وكان يستطيع أن يقود عملية الموافقة على الخطة. لو أنه فهم التغييرات التي جرت في النظام العالمي وتعلم الدرس من تجارب الرفض الفلسطيني في الماضي (خاصة خطة بيل في 1937)، لكان قبول الخطة سيتم تبنيه من قبل المجتمع الدولي، وربما منع الحرب. كان ذلك هو التفويت الفلسطيني الاكبر للفرصة التاريخية.
مؤرخون فلسطينيون يقللون من انتقاد خطأ تفويت الفرصة. المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي كتب في مقال في الذكرى الخمسين، بأن خطة التقسيم “لم تكن صيغة مصالحة قانونية، اخلاقية، معقولة، متوازنة، براغماتية وعملية كما كان يجب أن تكون”. لقد تساءل كم ستكون معقولة خطة فيها اكثر من نصف المساحة تعطى لليهود الذين كان عددهم أقل من ثلث السكان وفي حوزتهم كان 7 في المئة من الاراضي، في حين أن اغلبية السكان الذين في ملكيتهم معظم الاراضي حصلوا على 45 في المئة من المساحة.
في المقابل، فيليب مطر، الامريكي – الفلسطيني الذي كتب سيرة المفتي الذاتية زعم أن سياسة امين الحسيني كانت فشلا، وأنه “ليس عمدا ساهم في تهجير الفلسطينيين”. أما المؤرخ الاسرائيلي – الفلسطيني، مصطفى كبها، فقد كتب في مقال في الذكرى الستين لخطة التقسيم بأن الحاج امين الحسيني “لم يستطع قراءة التغيير الجذري الذي حدث في الخارطة السياسية العالمية والاقليمية”.
المؤرخ ايلان بابيه ايضا، المعروف بشكل عام بدعمه للقضية الفلسطينية، كتب أن زعامة الحاج امين “كانت تنقصها براغماتية والقدرة على انتهاز الفرصة التاريخية”، وأنه لم يفهم أنه “بدل أن يرفض تماما، كان من الافضل أن يكون طرفا في التسوية، ايضا حتى لو كان بالحد الادنى”.
في داخل الغرف المغلقة فان الفلسطينيين مستعدين للاعتراف بالخطأ الذي وقع لدى رفض خطة التقسيم. في المحادثات التي جرت بين الاسرائيليين والفلسطينيين في كامب ديفيد في العام 2000 ثار خوف الفلسطينيين من أنهم سيفقدون مرة اخرى الفرصة كما فقدوها في 1947. لقد قام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعمل كبير عندما اعترف في مقابلة اجراها في 2011 بأن الفلسطينيين اخطأوا عندما رفضوا مقترح التقسيم. واضاف مع ذلك، بأنه لا يجب معاقبتهم على هذا الخطأ.
اعتراف الفلسطينيين بالخطأ التاريخي المتمثل برفض خطة التقسيم هو خطوة اولى في الطريق لقبول خطة تقسيم اصغر، ترتكز على خطوط 1967. ليس كل الفلسطينيين مستعدون لذلك، المشكلة هي أنه في الجانب الاسرائيلي تجري عملية عكسية: المزيد من اليهود تخلوا عن خطة التقسيم، سواء لاسباب ايديولوجية أو بسبب اليأس. إن يوم الذكرى السبعين للخطة هو فرصة للتذكير بأنه ايضا لو تغيرت حدود التقسيم فانه لم تنته صلاحية الفكرة.
هآرتس / سادية نموذجية
هآرتس – بقلم عميره هاس – 3/12/2017
اشخاص نموذجيون يجلسون في الشباك وفي المكاتب التابعة لمكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق ويتسببون في كل شهر لمئات الاشخاص بتفويت فرصة علاجهم الطبي. هم يقومون بمماطلة بيروقراطية تعريفها الوحيد المناسب هو التعذيب الجسدي والنفسي لآلاف الناس: المرضى وعائلاتهم.
هؤلاء الاشخاص النموذجيين – من القادة الذين يصدرون الأوامر وحتى آخر من ينفذون الأوامر – يقومون بكل ما في استطاعتهم لتأمين العلاج السريع والناجع لأعزائهم في حالة مرضهم. من الصعب أن ننسب لهم صفات سادية، بأن معاناة الآخرين تسبب لهم الرضا والسعادة. ولكن كيف نفسر حقيقة أن فاتن احمد (26 سنة) عند موتها، التي عانت من مرض السرطان في الجمجمة، حصلت على اذن للخروج مرة واحدة للعلاج في شرقي القدس من بين الثمانية مواعيد التي حددت لها. لقد تم اكتشاف مرضها في حزيران 2016، وعندما لم تنجح العمليات التي اجريت لها في قطاع غزة، تم تحويلها الى مستشفى المطلع في القدس. وتم تحديد عدة مواعيد لها في كل مرة من جديد. في 24 تشرين الثاني 2016، وفي 22 كانون الاول، و19 كانون الثاني. ولكن طلب السماح بالخروج لم يتم الرد عليه. وقد تم الرد على طلبها في 13 شباط 2017 بالرفض الرسمي. لماذا؟ ما تهمة المريضة وهي أم لولدين قاصرين، تهديد امن دولة اسرائيل والشعب اليهودي؟ الاشخاص النموذجيين في الشباك وفي المكاتب التابعة لمنسق اعمال الحكومة في المناطق غير ملزمين بالاجابة والتفسير. فهم فوق الشفافية والانتقاد. حالتها تدهورت، عندها خفت السادية النموذجية، وحصلت على تصريح للخروج في نيسان 2017. لقد شعرت بتحسن ما وعادت الى القطاع، عندها ساءت حالتها ثانية. ولكن الطلبات الاربعة الاخرى للسماح بالخروج من حزيران وحتى ايلول 2017 تمت الاجابة عليها بنفس الاجابة. “الامر قيد الفحص”.
في استجواب للمتحدثة بلسان الشباك ومنسق اعمال الحكومة في المناطق شرحت بالتفصيل حالات 20 مريض انتظروا في هذه السنة حتى الموت غير المجازي لتصاريح الخروج. وقد ذكرت ايضا ثلاث مرضى آخرين من بين المنتظرين للتصاريح هم هويدا السوري (48 سنة) التي تنتظر منذ نصف سنة لتصريح الخروج لمواصلة العلاج لسرطان الدم، بعد أن سمح لها في السابق بالخروج، وفاطمة بيومي (67 سنة) التي تنتظر منذ اكثر من شهر على اعصابها التصريح الذي لا يأتي، وعبد الكريم الهنداوي (44 سنة) وهو طبيب لم يحصل منذ سنة على تصريح للخروج لعلاج مرضه المزمن، وفي نيسان لم ينجح في الوصول الى جلسة تحقيق في الشباك بسبب التزامه مع مرضاه.
الشباك ومنسق اعمال الحكومة في المناطق لم يفسروا معاناة المماطلة لمن ماتوا، لكن الشباك بشر “هآرتس” بعدم وجود مانع أمني للمصادقة على دخول السوري والهنداوي. مع ذلك، الخطر الامني لبيومي (67 سنة) ما زال قيد الفحص.
منسق اعمال الحكومة في المناطق ذكر نصف الكأس المليء. “في 2016 تم اصدار 37.850 ألف تصريح لاهداف علاجية مختلفة (عدد منها تعود لنفس الشخص). اضافة الى ذلك، منذ بداية 2017 وحتى نهاية شهر ايلول تم اصدار اكثر من 22 ألف تصريح لاهداف علاجية. ومن بداية 2017 وحتى نهاية شهر ايلول تم التنسيق لـ 1140 سيارة اسعاف في اجراء مستعجل للعبور من معبر ايرز”. الاحصاء المكمل أقل لطفا بكثير، وهو الاحصاء الذي قدمته منظمة الصحة العالمية، والذي بناء عليه في الاربع سنوات الاخيرة زاد عدد المرضى الذين لا يحصلون على أي رد على طلب الخروج، 8555 شخص في 2017، 43 في المئة من عدد الطالبين، فقدوا دورهم لأنهم حصلوا على رد “الطلب قيد الفحص”. ومنسق اعمال الحكومة في المناطق لم يتطرق لهذا الامر.
الشباك ومنسق اعمال المناطق ذكروا الوضع الامني وحكم حماس وعدد من محاولة استغلال المرضى من اجل نقل المواد المتفجرة. ولكن مور افرات من جمعية “اطباء من اجل حقوق الانسان” قالت إن استخدام الذريعة الامنية فارغة من المضمون عندما يتم الفحص عن قرب. “هناك حالات كثيرة تطلب فيها مريضة تصريح لدخول اسرائيل ترفض، وبعد توجه اطباء من اجل حقوق الانسان مباشرة الى السلطات أو بواسطة المحاكم يتم رفع المنع الامني فجأة والمريضة تحصل على التصريح. اذا كانت المريضة حقا خطيرة فكيف بعد تدخلنا تصبح غير خطيرة؟”، قالت افرات للصحيفة وأكدت: “حقيقة أن المنع يتحول الى موافقة بصورة فجائية تبرهن على ضعف الذريعة الامنية وعلى استخدامها غير المناسب”.
الشباك اعطى على سبيل المثال مريضة ومرافقها في نيسان تصريح خروج للعلاج، وعند الفحص في حاجز ايرز تم اكتشاف مواد متفجرة في حوزتهم. افرات تتساءل “ما الصلة بين الفحص المشدد للامتعة لدى خروج المريضات في حاجز ايرز وبين الاشهر الطويلة التي تنتظرها المريضات للحصول على التصريح؟”. ليس هناك أي صلة، هذا واضح: المرضى المعدودين الذين تم اغراءهم للقيام بشيء احمق مثل محاولة خداع اجهزة الفحص المتقدمة جدا في حاجز ايرز، لا يفسر لماذا لم تحصل بنات الاربع وخمس سنوات على تصاريح خروج على مدى اسابيع، بل اشهر.
افرات تطرح تفسيرين مكملين للسهولة التي تمنع فيها السلطات الخروج من اجل العلاج. الاول، أن الذرائع الامنية هي غطاء على عدم القدرة على علاج كل طلبات الخروج بسبب النقص في القوة البشرية. الثاني، أن التناقض بين الفترات التي فيها عدد التصاريح قليل جدا وبين الفترات التي فيها عدد التصاريح كبير، هي دليل على وجود توجيه سياسي من اعلى، غير معلن عنه، لتقليص عدد التصاريح أو التسهيل.
المصدر / نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .. هل ستحدث هذه الخطوة الآن حقا؟
لم يقرر ترامب بعد ما إذا كانت ستُنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولكن بدأ المهندسون والمصممون المعماريون الأمريكيون بفحص المنطقة التي من المحتمل أن تُنقل السفارة إليها قريبا
المصدر – بقلم عامر دكة – 3/12/2017
في حين ما زال يٌنتظر القرار السياسي للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سيُصدره يوم الأربعاء القادم (06.12.17) بشأن الاعتراف بالقدس العاصمة الرسمية لدولة إسرائيل وربما حتى قد يطلب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يبدو عمليا الآن أن الأمريكيين ما زالوا يواصلون تحضير البنية التحتية لنقل السفارة إلى موقعها الجديد في القدس، هذا وفق تقارير القناة الإخبارية المركزية الإسرائيلية اليوم ظهرا (الأحد).
في الأسابيع الماضية، وفق تقارير أخبار القناة الثانية الإسرائيلية، وصل ممثل ترامب لرؤية المكان المخصص لإقامة السفارة – فندق دبلومات في القدس. بدأ يتعاون الأمريكيون مع مهندس معماري معروف في القدس، وهو يشكل جهة الاتصال بين ممثلي ترامب ولجنة التخطيط والبناء في القدس، التي من المفترض أن توافق في النهاية على الخطط الأمريكية رسميا.
وكشف التقرير أيضا أن الوثائق المقدّمة إلى هيئات التخطيط المحلية المسؤولة، تشير إلى أن الخطة الأمريكية لبناء السفارة قد بُلوِرَت حقا. وتشمل الخطة رسم وبناء غرف محصّنة، طرقا للهروب، مداخل ومخارج جديدة ليست قائمة حاليا في مبنى الفندق، غرفا تحت الأرض، غرفا آمنة، تحصينا للموقع، وإضافة عناصر أمنية خارج الخط الأمامي للمبنى، مثل، جدران، كاميرات إلكترونية، ونقاط حراسة.
ممارسة ضغط عربي، أردنيّ، وفلسطيني على الإدارة الأمريكية
في هذه الأثناء، حذر العاهل الأردنى الملك عبد الله إدارة ترامب ورؤساء الكونغرس الأمريكى موضحا أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى الوقت الحالي سيضر بجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأمريكية وسيعزز المنظمات الإرهابية فى الشرق الاوسط. وأعرب الملك عن أقواله خلال زيارة عمل في واشنطن هذا الأسبوع التقى خلالها كبار المسؤولين في الإدارة وكبار أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين. منذ الساعات الأخيرة، بدأ ينقل الفلسطينيون أيضًا رسائل قاطعة أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يشعل لهيبا ويلحق ضررا بجهود السلام.
وفى الوقت ذاته، بدأت تُسمع أصوات أخرى من الولايات المتحدة والمحللين الأمريكيين توضح أنه من المحتمل أن يوقّع ترامب على أمر تأجيل نقل السفارة كما فعل رؤساء الولايات المتحدة منذ عام 1995، بدءا من الأسبوع القادم، وسيلقي خطابا أثناء التوقيع يعترف فيه بأن القدس الموحّدة هي عاصمة إسرائيل، لهذا ما زالت هذه الخطوة تثير قلقا لدى الفلسطينيين.
لم ينقل 20 رئيسا ومرشحا أمريكيا السفارة
وقد أعرب ترامب حقا عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كجزء من حملاته الانتخابية الرئاسية، لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن، كما لم يفعل ذلك نحو 20 رئيسا أو مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة في الماضي.
وفق السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، ليس على القيادة الفلسطينية أن تقلق، “فجميع مرشّحي الرئاسة وعدوا بنقل السفارة إلى القدس، أَمَّا بعد ذلك فيتراجعون”. في الواقع، سبق لعشرين مرشّحًا رئاسيًّا أمريكيًّا منذ العام ‏1972‏ أن وعدوا بالأمر نفسه تمامًا – نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا بالقدس كعاصمة إسرائيل‎.‎
فقد قال جورج بوش الابن بحزم عام ‏1999‏‏‎: ‎‏‏‎”‘‎في يومي الأول في المكتب البيضاوي، سأنقل السفارة الأمريكية إلى القدس‎”.‎‏‏‎ ‎‏بعد ذلك بسنة، قال الرئيس بيل كلينتون إنه يدرس نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حتى إنّ “لدينا قطعة أرض جاهزة لذلك‎”.‎
حتى الرئيس رونالد ريغان الذي قال في نيسان ‏1984‏: “لن أنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس”، غيّر رأيه بعد شهر قائلًا‎: “‎‏مع ذلك، ربّما أدرس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس‎”.‎‏‏‎ ‎‏وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد عبّر عن رأيه بشكل حازم عام ‏1995‏، مشرّعًا‏‎ ‎‏”قانون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس‎”.‎‏‏‎ ‎‏نصّ القانون أنّ “سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ستُنقَل إلى القدس في موعدٍ لا يتأخر عن ‏31‏ أيار ‏1999‏”. ولكنّ ذلك لم يحدث كما هو معروف‎.‎
حتى منافسة ترامب اللدودة،‏‎ ‎‏هيلاري كلينتون، وعدت في السابق أنّ ‏‎ ‎‏السفارة الأمريكية ستُنقَل من تل أبيب إلى القدس. بالإجمال، وعد ‏20‏ رئيسًا، مرشّحًا، ومسؤولًا في مجلس الشيوخ بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مسافة ‏60‏ كيلومترًا فقط.
الآن يمكننا أن ننتظر ونرى ما إذا كان الضغط العربي الإسلامي على ترامب سيؤتي بثماره. هل ستتمكن إسرائيل أخيرا من تسجيل إنجاز سياسي هام بعد إعلان ترامب عن القدس الموحدة عاصمة لها؟ وهل ستؤجل التحضيرات الميدانية مرة أخرى إلى حين انتهاء الأمر الرئاسي بشأن السفارة والقدس بنحو ستة أشهر؟
هآرتس / جبهة تتطلب أدلة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 3/12/2017
هجوم أول أمس في الاراضي السورية، والذي يعزى حسب تقارير اجنبية لاسرائيل، اصاب أغلب الظن قاعدة سورية بنتها ايران، مصنعا لانتاج الذخيرة وقوة سورية. ليست هذه هي المرة الاولى هذا الشهر التي يهاجم فيها الجيش الاسرائيلي في سوريا، ولكن بخلاف العديد من الهجمات الاخرى التي نفذت هذه السنة، كان الهدف موجها نحو نقل رسالة عنيفة مباشرة لايران.
ظاهرا، هذه الرسالة زائدة إذ انه على حد قول وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، ليس هناك في سوريا تواجد عسكري ايراني باستثناء بضع مئات المستشارين. هذا التصريح يتعارض مع تقارير المعارضة الايرانية – التي نشرت تفصيلا كاملا عن انتشار القوات الايرانية والمؤيدة لايران في سوريا – والطلب الاسرائيلي من روسيا مطالبة ايران بابعاد القوات الايرانية عن حدود اسرائيل في هضبة الجولان. في استعراض للصحافيين هذا الشهر شرح ليبرمان بان القاعدة الجديدة التي تبنيها ايران في سوريا هي قاعدة سورية وليس فيها تواجد لقوات ايرانية. ومن جهة أخرى فان التقارير امس تشير الى أن هذه القاعدة بالذات كانت هدفا للهجوم، بمعنى ان اسرائيل قررت الهجوم على هدف سوري لا يشكل تهديدا عليها.
بينما تنتظر هذه التناقضات الايضاح، تواصل اسرائيل الانزلاق الى داخل الجبهة السورية، مرة بدعوى حماية السكان الدروز في قرية الحضر ومرة اخرى بمهاجمة قافلة سلاح متجهة الى حزب الله. ان اسرائيل التي تمتنع عن مهاجمة قواعد صواريخ حزب الله في لبنان، التي تشكل هي بالذات تهديدا دائما، تجد في سوريا مجال عمل حر نسبيا. غير انه يكمن هنا خطر كبير إذ يبدو ان الهجوم هذه المرة من شأنه أن يعتبر كاجتياز لخطوط حمراء.
تكثر محافل عسكرية رفيعة المستوى من الشرح بان ليس لاسرائيل مصلحة في الدخول الى مواجهة مباشرة مع ايران او التدخل في الحرب في سوريا. وفي نفس الوقت توضح بان حربا من شأنها ان تنشب بسبب تفكر مغلوط او سوء فهم. ودون التقليل من حجم التهديد على اسرائيل، فان الجبهة السورية وكذا الجبهة في الجنوب هما أرضا خصبة لسوء فهم خطير من شأنه أن يتطور الى حرب واسعة.
ان من حق مواطني اسرائيل أن يعرفوا بان حكومتهم لا تجر الدولة الى مغامرة عسكرية اخرى في الجبهة السورية. ففي هجوم أول أمس توجد طاقة كامنة خطيرة وضرورته ليست مقنعة. اذا كانت النية هي نقل رسالة لايران، فلماذا هوجمت قاعدة سورية يمتنع ليبرمان نفسه عن القول انها ايرانية. مثل هذه الرسائل التي تتجاوز خطوط حمراء، من شأنها ان تدفع اسرائيل الى الصدام مع محافل اخرى، مثل روسيا. ورغم ان هذا الهجوم هو حقيقة ناجزة، فليس زائدا الاعراب عن الشكوك بالنسبة لهدفه ومبرراته، بل والعجب فيما اذا كان يرتبط بالصراعات السياسية في اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى