اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 12 – 2017
يديعوت احرونوت:
– ميلتشن في التحقيق: “هذه ليست بالضبط هدايا، هذه طلبات. الهدايا لا تطلب، هذا أقرفني”.
– باكر يؤيد رواية ميلتشن: “الهدايا لم تكن فعلا صداقيا بل طلبا. طلبوا فأعطيت”.
– مقتل ابن 19 واختطاف سلاحه.
– التقدير: عملية في عراد.
– يوم من النار في الجنوب.
– تجنيد عام في الكنيست تمهيدا لـ “قانون التوصيات”.
– بعد شهر من تفجير النفق: الجهاد الاسلامي يرد – ثأر معتدل.
– تحذير للسكان – كلما اقتربنا من بناء العائق سيكتشف المزيد من الانفاق.
معاريف/الاسبوع:
– الجيش الاسرائيلي يعزز القوات على حدود القطاع.
– عملية في عراد: طعن ابن 20 حتى الموت في موقف للباصات.
– اثر قانون التوصيات – استطلاع 25 لليكود برئاسة نتنياهو، 30 برئاسة ساعر.
– في اعقاب اطلاق قذائف الهاون: الجيش الاسرائيلي يهاجم مواقع لحماس والجهاد في غزة.
– مستوطنون في نزهة بار متسفا في السامرة يتعرضون للاعتداء بالحجارة من فلسطينيين.
– مساعدة ميلتشن: نتنياهو طلب مني علب السيجار مباشرة.
– الولايات المتحدة تصعد تهديداتها على بيونغ يانغ.
هآرتس:
– ملفات وظلام.
– اشتباه بعملية في عراد. قتل ابن 20 طعنا وتفتيشات بحث عن القاتل.
– صلية قذائف هاون نحو جنود قرب غزة والجيش يهاجم اهدافا لحماس والجهاد في القطاع.
– هزيمة داعش تعيد القاعدة الى مركز ساحة الارهاب.
اسرائيل اليوم:
– قائد المنطقة الجنوبية بعد قذائف الهاون: “اصبنا اهدافا هامة”.
– اشتباه بعملية في عراد، مقتل جندي ابن 20 طعنا.
– في اليابان يهتمون بامكانية شراء يسرا كارت او ليئومي كارد.
– “سنرد بنجاعة على كل اطلاق للنار”.
– رعب في نزهة بار متسفا: الاعتداء على اطفال وموت فلسطيني باطلاق النار عليه.
– قبل موعد القرار المصيري، تقرير في الولايات المتحدة: “ترامب سيوقع على الامر الذي يؤجل نقل السفارة الى القدس.
– قبيل التصويت على قانون التوصيات: تجنيد عام للنواب.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 12 – 2017
معاريف / اثر قانون التوصيات – استطلاع 25 لليكود برئاسة نتنياهو، 30 برئاسة ساعر
معاريف – من بن كسبيت – 1/12/2017
كانت النتيجة الاكثر دراماتيكية في استطلاع أجراه معهد “بانلز بوليتكس” هو الانخفاض المتواصل في النتائج الشخصية التي حققها نتنياهو. ففي بداية تشرين الثاني قبل أقل من شهر اجاب 80 في المئة من مقترعي الليكود في انتخابات 2015 بان نتنياهو هو الاكثر ملاءمة ليكون رئيس وزراء. اما اليوم فان 63 في المئة فقط من مقترعي الليكود يعتقدون ذلك. فهبوط حر لـ 25 في المئة في اوساط النواة الصلبة هو ليس أمرا يستهان به. فنصف الاسرائيليين لا يريدون أن يروه برئاسة الليكود في الانتخابات القادمة. وهذا أيضا معطى غير بسيط. في 9 تشرين الثاني حصل نتنياهو من 36 في المئة من مواطني اسرائيل بالثقة الشخصية كـ “الاكثر ملاءمة ليكون رئيس وزراء. اما اليوم، بعد ثلاثة اسابيع من ذلك، فهبط الى 26 في المئة. هذا انهيار شامل سريع لقرابة ثلث من مؤيديه. كل هذه الارقام والمعطيات قابلة للتغيير، ونتنياهو سبق أن عرف كيف يخرج من حفر مشابهة. من جهة اخرى نحن لسنا في الماضي. نحن في الحاضر. والمستقبل لا يضيء الوجه لنتنياهو. تنتظر هناك توصيات الشرطة وبعدها ايضا توصيات المستشار القانوني.
في موضوع قانون التوصيات: 55 في المئة من الجمهور يعتقدون بان هذا قانونا شخصيا مفصلا على مقياس نتنياهو. والان السؤال الاكثر تشويقا هو اذا كان 63 في المئة فقط من مقترعي الليكود يؤيدون نتنياهو الان، فمن هو المفضل للتنافس على خلافته في المستقبل؟ من بين اولئك الذين قالوا انهم يفضلون شخصا آخر طلبنا اسمه فكانت النتيجة كالتالي: 35 في المئة لجدعون ساعر وفقط 7 في المئة في المكان الثاني لاسرائيل كاتس.
أما على سؤال عمن هو مناسب لرئاسة الوزراء، فاضافة الى انهيار نتنياهو (26 في المئة اليوم مقابل 36 في المئة قبل أكثر من شهر) هناك اقلاع جميل للبيد من 11 في المئة الى 18 في المئة. اما غباي فينهار من 14 في المئة الى 9 في المئة وبينيت يرتفع من 5 الى 6 في المئة.
اما بخصوص المقاعد فهناك تعادل تام بين الليكود ويوجد مستقبل، 25 مقعد لكل واحد. ومع ان غباي ينخفض، الا ان حسابه المشترك مع لبيد يرتفع: 42 مقعدا في هذا الاستطلاع مقابل 35 في الكنيست. كتلة لبيد، غباي، ميرتس والعرب تقترب من الرقم الاساس (61) ويستقر عند 59 مقعدا. فحص ايضا جدعون ساعر في رئاسة الليكود وهنا العنوان الرئيس في الاستطلاع: ساعر يجلب لليكود 30 مقعدا، 5 مقاعد اكثر من نتنياهو. وفي المرة السابقة ايضا حقق ساعر نتيجة جيدة ولكن بفارق قليل. اما هذه المرة فالفارق واضح. اما اسرائيل كاتس فيكتفي بنتيجة اكثر تواضعا بكثير. والسطر الاخير هو “اسبوع كارثي لبنيامين نتنياهو ولكن الاساس هو أنه يوجد له قانون التوصيات.
– اذا جرت الانتخابات اليوم فلمن كنت ستصوت؟
الحزب المقاعد في حالة الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو – الليكود 25
المقاعد في حالة الليكود برئاسة جدعون ساعر – 30
يوجد مستقبل 25 23
المعسكر الصهيوني 17 15
البيت اليهودي 12 12
القائمة المشتركة 11 11
يهدوت هتوراة 8 8
كحلون 7 6
ميرتس 6 6
اسرائيل بيتنا 5 5
شاس 4 4
يديعوت / مملكة الموز
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 1/12/2017
يوم الاثنين سيكون حارا على نحو خاص، خماسيني في ذروة الخريف. وتتحدث توقعات حالة الطقس عن رياح شرقية قوية واحتمال عال بالحرائق. ورغم الحر سيصل اعضاء الكنيست الى المبنى في افضل ستراتهم. فهم سيعرفون بان الكاميرات ستنتظرهم، وسيرغبون في أن يظهروا بمظهر جيد. اما التوقعات للدراما فستكسو الكنيست بحلة عيد قشيبة.
وسيكون عيد. النائب دافيد امسلم، الذي كان القليلون يعرفون بوجوده قبل سنتين، سيدور في الاروقة كالعريس في منصته، محوط بحاشية من المؤيدين والمراسلين. حاشية منفصلة ستطول وراء النائب دافيد بيتان، الاشبين. بيتان سيشعر كبطل احدى الروايات التي يزعم انه لم يقرأها ابدا. ملك العالم.
حتى اليوم اقرت الكنيست القوانين الشخصية للموقع فقط: قانون بن غوريون، قانون بيغن، قانون رابين، قانون زئيفي. اما يوم الاثنين فستقر لاول مرة قانونا لاستخدام شخص حي هو رئيس الوزراء الحالي. هذه محطة هامة في التغيير الذي يجتازه نظام الحكم في اسرائيل – من حكم القانون الى الحكم الشخصي، من جمهورية الى ملكية. في دوائر العلوم السياسية سيكتب الطلاب بحوثا ختامية عن معنى هذا اليوم. وسيشبهون اسرائيل بالدول التي تجتاز سياقات مشابهة – روسيا بوتين، تركيا اردوغان، امريكا ترامب.
كل شيء يبدأ برد فعل زائد من نتنياهو على التحقيقات. بخلاف قسم كبير من زملائي لست مقتنعا بان هذه الملفات ستخرج لوائح اتهام ضد نتنياهو. لا ملف 1000 ولا 2000 ولا 3000. قسم كبير من الانباء التي تنشر تأتي من محيط نتنياهو ومن محيط الاخرين الخاضعين للتحقيق. هذه هي طريقتهم لنقل الرسائل دون أن يتهموا بتشويش التحقيق. وبعد ذلك يتهمون الشرطة والنيابة العامة بالتسريب.
رد الفعل الزائد هو جزء من روتين حياة نتنياهو من قضية الشريط وحتى اليوم. فهو يرى ظل الجبال كالجبال. واذا كان لا يرى فان احدا ما في البيت يذكره. الكثير منوط بالطريقة التي يغلف فيها المستشار القانوني مندلبليت والنائب العام للدولة نيتسان نتائج التحقيق؛ الكثير منوط بتوقيت القرارات. في موعد الانتخابات، في عنصر الزمن. ينبغي القول في صالح نتنياهو انه يقاتل بكل القوة. مثله كمثل الذبابة اياها التي غرقت في القشدة وواصلت التخبط والتلوي على أمل ان تتحول القشدة الى زبدة.
المشكلة ليست نتنياهو: المشكلة هي الـ 119 عضو آخر في الكنيست. عليهم ان يعرفوا بانهم يدحرجون الدولة في منحدر سلس، في الطريق الى جمهورية موز (والادق، مملكة موز). بعضهم يعتقدون بان المسيرة تتناسب ومصالحهم: بعضهم يخافون من معاقبة اعضاء المركز؛ يريدون ان يخلفوا نتنياهو، لا ان يتنازعوا معه. وآخرون لا يهتمون أو انهم ممتلئون بانفسهم، أو أنهم مغرورون من أن يروا ما يجري حولهم. عندما فقد بن غوريون التوازن في بداية الستينيات، كان هناك في قيادة حزبه أناس قالوا له كفى، حتى هنا. احد لا يتجرأ على أن يقول امورا كهذه في اذني نتنياهو، رغم وربما بسبب أن بيبي هو فقط بيبي. فهو بعيد جدا عن أن يكون بن غوريون.
ليس فقط أعضاء الائتلاف مذنبون بالتعاون. فاعضاء المعارضة ليسوا افضل منهم. وبدلا من ان يصوتوا ضد قانون اسكات التحقيقات استجدوا التغيب. قسم كبير منهم عللوا تغيبهم بمشاكل صحية: احتاجوا الى علاج طبي. ومع كل هذا القدر الكبير من المشاكل الصحية، لا غرو أن المعارضة تنازع الحياة.
بيتان يعطيهم الفتات بين الحين والاخر – اقرار مشاريع قوانين خاصة، عضوية في لجنة، سفرية ساحرة الى خارج البلاد. فيردون له الجميل. “شاب طيب”، يقولون عن بيتان. “يمكن عقد الصفقات معه”. يوجد فيهم احباط: لا يوجد فيهم غضب. مثلهم كمثل ناخبيهم. لا يمكن لاي انقلاب أن يبدأ بهم.
نتنياهو يشعر بانه مسموح له. يحتمل أن يكون مرة اخرى هو اول من شخّص الامور.
نشرة خاصةعن معهد بحوث الامن القومي / سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط – الحاجة الى استراتيجية عليا
نشرة خاصةعن معهد بحوث الامن القومي – بقلم موشيه بوغي يعلون – 1/12/2017
تميزت السنة الاولى لولاية ادارة ترامب بسلوك أمريكي عديم خط التوجيه المستقر بالنسبة للشرق الاوسط. والامال الكبرى التي علقتها الكثير من دول المنطقة على تغير الادارة ودخول رئيس فاعل الى البيت الابيض تتبدل ببطء الى احساس بالتشويش والحرج، في ضوء غياب الثبات من جانب الولايات المتحدة والسلوك بلا اهداف استراتيجية واضحة. ومع نهاية السنة الاولى على بداية ولاية ترامب، تبرز الحاجة الى بلورة استراتيجية امريكية عليا بالنسبة للشرق الاوسط.
الرئيس اوباما، باستثناء سعيه الى الاتفاق مع ايران، قلص تدخله في الشرق الاوسط، ولكنه اضطر الى العودة للتدخل في المنطقة بسبب التحدي الذي مثلته الدولة الاسلامية. كما أن الرئيس ترامب تحدث هو الاخر في حملة الانتخابات في صالح تقليص تدخل الولايات المتحدة في ساحات مختلفة في العالم، ولكنه كان مطالبا بان يتصدى لاتساع الهيمنة الايرانية، لمواصلة القتال ضد الدولة الاسلامية وكذا محاولة استقرار سوريا، العراق، لبنان، اليمن وليبيا.
يتضح من ذلك ان ليس للادارة الامريكية مفر، غير ان تواصل أداء مهامة “الشرطي العالمي” في صالح مصالح الولايات المتحدة. وذلك لانه لا يوجد فراغ وفي اماكن عديدة في العالم بشكل عام، وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، تملأ الفراغ جهات تعمل ضد المصالح الامريكية. والدليل هو أنه في فترة الادارة الامريكية السابقة، استغلت الفراغ ايران، الدولة الاسلامية، تركيا وروسيا.
من أجل بلورة استراتيجية امريكية عليا في المنطقة يجب أولا الاتفاق على تحليل الوضع. فالميزة الاساس للشرق الاوسط في الحاضر هي الصراع على الهيمنة الذي يديره ثلاثة معسكرات اسلامية متطرفة:
• المعسكر الايراني – الشيعي، الذي يسعى دوما الى توسيع نفوذه، لتثبيت أنظمة اسلامية في المنطقة وشق العالم العربي السني.
• المعسكر السلفي – الجهادي السني، بريادة الدولة الاسلامية والقاعدة، والذي يسعى الى اقامة الخلافة.
• معسكر الاخوان المسلمين برعاية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والذي يسعى الى امبراطورية عثمانية عديدة على اساس ايديولوجيا الاخوان المسلمين.
يعرض هذا المقال عددا من خطوط التوجيه، يجدر أن توجه الولايات المتحدة عند بلورة استراتيجيتها حيال المنطقة ولاعبيها المختلفين.
حيال النظام الايراني
يعمل النظام الايراني بنشاط على توسيع نفوذه في المنطقة. وقد حظي بانجازات عديدة بسبب ضعف الادارة الامريكية السابقة، مثلما وجد تعبيره ايضا في الاتفاق النووي. هكذا، فان النظام الايراني بعد الاتفاق النووي، بينما هو محرر من العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية وبلا تحديات عسكرية أو داخلية، نجح في توسيع نفوذه الى العراق واليمن، يسيطر في لبنان، يتطلع الى السيطرة في سوريا، يتآمر على الانظمة السُنية في المنطقة مثلما في البحرين وفي السعودية، ويدعم حماس وتنظيم الجهاد الاسلامي في حربهما ضد اسرائيل.
ان الخطاب الذي القاه الرئيس ترامب في ايلول الماضي في موضوع الاتفاق النووي بين القوى العظمى الستة وايران هام للغاية. واشارت اقواله الى تغيير في السياسة واستيعاب خطورة التهديد الذي يمثله النظام الايراني على استقرار الشرق الاوسط والعالم. فالادارة الامريكية، مثل الانظمة العربية السُنية واسرائيل، تصنف النظام الايراني كالتهديد رقم 1 في الشرق الاوسط وليس كجهة تساهم في استقرار المنطقة. وعليه، فانها جزء من الحل، مثلما رأته إدارة اوباما. ومع ذلك فمن أجل التصدي للتحدي الايراني وتحقيق الهدف الذي حدده الرئيس ترامب في خطابه، على الادارة ان تمتنع عن الانشغال بفتح الاتفاق النووي الان، وبدلا من ذلك ان تتخذ سياسة تندرج فيها الضغوط على النظام، بحيث تنشأ لديه مرة اخرى معضلة بين استمرار نشاطه العاق والتآمري، وبين بقائه. اما فتح الاتفاق فسيخلق انشقاقا بين الولايات المتحدة والدول الخمسة المشاركة في الاتفاق النووي، بدلا من رص الصفوف وممارسة الضغط على النظام الايراني.
ان فتح الاتفاق زائد اساسا لانه يمكن ممارسة الضغط على النظام الايراني منذ اليوم دون فتح الاتفاق النووي، بسبب خروقاته لقرار مجلس الامن في موضوع نشر السلاح، الارهاب، مشروع الصواريخ وكذا خرق حقوق الانسان، بما في ذلك الاعتقال والاعدام لمعارضي النظام. وبالتوازي على الادارة الامريكية ان تقود نحو رقابة اكثر تشددا على المشروع النووي الايراني، والاستثمار في الاستخبارات والتعاون مع الحلفاء، للايفاء بالهدف الذي حدده الرئيس ترامب – منع القدرة النووية العسكرية عن ايران.
حيال المعسكر السلفي الجهادي
يسعى الجهاديون السُنة الى اقامة الخلافة – وسواء عاجلا، بطريقة الدولة الاسلامية التي اعلنت عن اقامة الخلافة واقامت المنظومة المدنية لادارة المناطق التي احتلتها بالتوازي مع الكفاح العسكري للحفاظ على هذه المناطق وتوسيعها، أم آجلا بطريقة منظمة القاعدة التي تسعى أولا لالغاء تدخل الغرب في الشرق الاوسط واسقاط أنظمة المنطقة “الكافرة” كي تقيم الخلافة بعد خرابها. هذه الجهات يجب أن تتكبد الهزيمة.
ركزت ادارة اوباما على القتال ضد الدولة الفلسطينية، وعادت لتركز على الشرق الاوسط برئاسة تحالف ركز على مهاجمة التنظيم، ولا سيما ذخائره الاقليمية. وتواصل ادارة ترامب الهجوم، وبالفعل، فان الدولة الاسلامية، التي فقدت معظم الاراضي الاقليمية التي سيطرت عليها في العراق وفي سوريا، قريبة من الهزيمة. ورغم الهزيمة المرتقبة لهم على الارض، فان الدولة الاسلامية، القاعدة وايديولوجيتهما، سيواصلون تحدي الدول التي تقاتلهم. وذلك، سواء من خلال القتال من داخل المعاقل الاقليمية التي لا تزال لهم في شبه جزيرة سيناء، في ليبيا وفي اليمن أم عبر عمليات الارهاب التي مصدرها في المناطق هذه وفي شبكات الارهاب السرية التي تبقت لهم اساس في العراق، في سوريا وفي شمال افريقيا. هذا الارهاب سيركز ليس فقط على الدول العربية بل وعلى الغرب.
بفضل حجمها العالمي، فان الحرب ضد عناصر الجهاد السلفي تستدعي حشدا للجهود الدولية بقيادة الولايات المتحدة، في ظل التعاون الاستخباري، العملياتي، الاقتصادي والسياسي، بين كل العناصر ذات الصلة في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، لالحاق الهزيمة بهم في المناطق التي تحت سيطرتهم ومن أجل احباط الارهاب الذي يعتزمون تفعيله في كل مكان في العالم.
حيال معسكر الاخوان المسلمين
وكما اسلفنا فان الرئيس التركي اردوغان يؤيد الاخوان المسلمين في الشرق الاوسط ويتطلع لاعادة تموضع تركيا كامبراطورية عثمانية جديدة على اساس ايديولوجيتهم. وفي عهد ادارة اوباما لم يمارس اي ضغط امريكي أو دولي ذي مغزى على اردوغان رغم أنه عمل بخلاف المصالح الامريكية والاوروبية وذلك من خلال تقديم المساعدة الاقتصادية للدولة الاسلامية من خلال شراء النفط من التنظيم، اعطاء امكانية (وبالتأكيد عدم منع) عبور الجهاديين من كل العالم عبر تركيا، سواء في طريقهم الى الانضمام الى الدولة الاسلامية في سوريا وفي العراق، أم في طريق عودتهم الى دولهم ولا سيما الى اوروبا، كمخربين مدربين ومجربين. وكانت النتيجة عمليات قاسية، نفذت في اوروبا في السنوات الاخيرة من هؤلاء النشطاء؛ اعطاء امكانية بل وتشجيع الهجرة غير القانونية للمسلمين الى اوروبا (لاجئون ومهاجرو عمل) عبر تركيا، وبالاساس عبر الجزر اليونانية في بحر ايجا من خلال جهاز التهريب التركي. ولا يخفي اردوغان نيته لاسلمة اوروبا من خلال تغيير ديمغرافي فيها؛ ضرب الاكراد برعاية هجوماتها على الدولة الاسلامية في سوريا، رغم أن الاكراد كانوا العنصر المقاتل الهام في التنظيم.
تركيا لم تدفع اي ثمن على سلوكها هذا. وبالتالي فان على الولايات المتحدة الى جانب الدول الاوروبية أن تمارس روافع الضغط المتوفرة ضد تركيا كعضو في الناتو وكدولة متعلقة اقتصاديا بالتجارة معها كي تتصرف بناء على ذلك. جدير الاشارة الى أن الضرر النابع من عدم استخدام هذه الروافع لا يتلخص فقط بمواصلة التآمر التركي بل ايضا يمس مباشرة بمكانة الناتو وقوة ردعه وردع الولايات المتحدة حيال الاكراد.
لو كانت الولايات المتحدة تتصرف كـ “شرطي عالمي” لمنعت مسعود برزاني من السير بعيدا في موضوع الاستقلال الكردي، ناهيك عن انه كانت محاولة من جانب الادارة الامريكية لحمله على عدم اجراء الاستفتاء، تكبدت الولايات المتحدة فشلا في منع الازمة. واليوم، واضح ان ليس الاكراد فقط بقيادة مسعود البرزاني دفعوا ثمنا على سياسته، بل وكنتيجة لهذه المهزلة تضررت مكانة الولايات المتحدة أيضا وتعزز المعسكر الايراني الشيعي.
حيال روسيا
واضح أن أحد اهداف الرئيس فلاديمير بوتين في تدخله ونشاطه في الشرق الاوسط بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص وتعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى عالمية. رغم ذلك، يمكن الوصول الى تفاهمات بين ترامب وبوتين بشأن تقسيم مناطق النفوذ. في سوريا مثلا، المصالح الروسية تتركز في علويستان الاصلية وليس في الاجزاء الاخرى التي سيطر عليها بشار الاسد، أو في القسم الكردي او ذاك الذي في شرق سوريا – المناطق المتماثلة أكثر مع المصالح الامريكية. وتقسيم مناطق النفوذ هذا يمكنه ان يكون أساس لتوافقات وتفاهمات انطلاقا من فرضية عمل واقعية بانه لا يمكن توحيد سوريا من جديد. وبدلا من ذلك، ينبغي الاعتياد على فكرة الانطواء في جيوب تكون منسجمة نسبيا من ناحية ديمغرافية، مثل علويستان السورية، كردستان السورية وسنستان السورية. على الولايات المتحدة أن تمتنع عن هجر الساحة السورية بشكل يجعلها منطقة نفوذ روسية /ايرانية صرفة.
حيال المعسكر السُني البراغماتي
لقد جعلت ادارة اوباما المعسكر العربي السني يشعر بانه متروك لمصيره بل ومخون. فدحر الرئيس حسني مبارك، عدم دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الاخوان المسلمين في مصر في بداية الانقلاب المضاد، وكذا السير مع المعسكر الشيعي بقيادة ايران انطلاقا من رؤيتها كجزء من الحل في الحرب ضد الدولة الاسلامية، كل هذه أدت الى أزمة ثقة بين الولايات المتحدة ومن كانوا حتى ذلك الحين حلفاءها الطبيعيين في المنطقة. يعبر الرئيس ترامب عن سياسة مختلفة، وجدت تعبيرها في زيارته الهامة الى الرياض في ايار 2017 وبالمحاولة لدعم (سياسي، اقتصادي وعسكري) للعناصر السنية غير الجهادية في سوريا مثل “القوات السورية الديمقراطية”. ليس واضحا اذا كانت سياسة الدعم للسُنة غير الجهاديين مستمرة. وبالفعل منذ بداية المعركة في الرقة توجد مؤشرات على تعاظم المساعدة الامريكية، ولكن مع خبو المعارك الكبرى، وربما في اعقاب تفاهمات ترامب – بوتين في الموضوع السوري، توجد مؤشرات على أن الدعم والمساعدة يتقلصان. هذا خطأ جسيم. اذا كان الامر صحيحا فان الولايات المتحدة تتخذ مرة اخرى في نظر السنة في الشرق الاوسط كسند متهالك، مقابل بوتين الذي ينجح في أن يبدو كمن هو ملخص لحلفائه.
على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا واضحا مع السنة وضد المعسكر الشيعي بقيادة ايران. والتجربة الايجابية في دعم الاكراد في حربهم ضد الدولة الاسلامية يجب ان تشكل مثالا لدعم مشابه للسُنة غير الجهاديين. في هذا السياق، كان بوسع الولايات المتحدة أن تستعين بالدول العربية السُنية، التي تعمل انطلاقا من مصلحتها لمنع انتشار النفوذ الشيعي، السلفي الجهاد او نفوذ الاخوان المسلمين.
وخلاصة القول فان الشرق الاوسط كمنطقة توجد فيها مصالح امريكية صرفة من جهة وكمنطقة مركبة وقابلة للتفجر جدا من جهة اخرى، يستدعي للولايات المتحدة تحديات عظيمة يتداخل الواحد بالاخر. وبناء على ذلك، فان الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لنفسها بفك ارتباطها عن المنطقة. على ادارة ترامب ان تصيغ بشكل واضح اهدافها في المنطقة وان تتخذ في ضوئها استراتيجية تسمح بان تتصدى بالشكل الافضل للعناصر المتطرفة والهازة للاستقرار فيه، في ظل تعزيز حلفائها في المنطقة كي يشكلوا مضاعف قوة ضد هذه العناصر.
بعد ثماني سنوات من سياسة خارجية وأمن اضعفت مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية، فان عدم اصرار ادارة ترامب على مصالحها ومصالح حلفائها في الشرق الاوسط سيؤثر بشكل سلبي على مكانة الولايات المتحدة في العالم بشكل عام وحيال كوريا الشمالية وايران بشكل خاص. فالفجوة بين الاقوال والافعال – مما يعكس عدم رغبة، عدم تصميم وعدم جدية – من شأنها ان تضعف أكثر فأكثر مكانتها. ان التجربة التاريخية للادارات السابقة في الانطواء في الداخل وعدم تشكيل “شرطي عالمي”، او تأجيل المواجهة مع التحديات الامنية الى الادارات التالية، تثبت أنه مع مرور الوقت يصبح هذا التصدي للتحدي اصعب أكثر فأكثر.
وعليه، فان على الادارة أن تبلور استراتيجية عليا، تقدم جوابا للمصالح الامريكية وحليفاتها، ويفضل ساعة مبكرة أكثر.
هآرتس / هزيمة داعش تعيد القاعدة الى مركز ساحة الارهاب
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 1/12/2017
قائدان سابقان في القيادة العليا في جبهة النصرة سافرا هذا الاسبوع الى مدينة تقع على الحدود السورية التركية، مستعدان للقاء مع أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام” التي تم دعوتهم اليها من اجل التباحث حول المصالحة وتوحيد الصفوف. ولكن عند وصولهما الى حاجز الطرق التابع للهيئة تم اخذهم مع معاملتهما بعدم احترام الى المعتقل. الآن يتوقع تقديمهما للمحاكمة بتهمة “الاضرار بوحدة الصف، الانحراف عن استراتيجية الهيئة، ومحاولة اثارة حرب داخلية، على حد قول المتحدث باسم الجولاني. في نفس الوقت داهم رجال الجولاني بيوت عشرات النشطاء في المنظمة المعادية في مدينة ادلب ومحيطها ونقلوهم الى الاعتقال في قواعد الهيئة.
يبدو أن هذا هو نزاع داخلي آخر حدث مثله العشرات على مدى السنوات السبعة للحرب السورية التي تمخض عنها عشرات المليشيات اتحد جزء منها والباقي بقي مستقلا. ولكن الخطوة التي اتخذها الجولاني تشير الى بداية فصل جديد في استراتيجية التنظيمات التي تنبع بصورة مباشرة من الهزائم التي تكبدها داعش في العراق وسوريا. قائدا جبهة النصرة السابقين اللذين اعتقلا، سامي العريدي الذي كان الموجه الشرعي لجبهة النصرة، ونائبه اياد الطوباسي، هما مواطنان اردنيان انشقا في حزيران 2016 عن جبهة النصرة – عندما كانت فرعا من القاعدة – وقاما بانشاء مليشيا مستقلة باسم انصار الفرقان.
انفصالهما جاء على خلفية خلافات مبدئية مع الجولاني الذي قرر الانفصال عن القاعدة، وتغيير اسم جبهة النصرة الى جبهة احتلال الشام. وفي كانون الثاني غير اسمها الى هيئة تحرير الشام. المنظمتان تحاربان ضد داعش وضد النظام السوري، لكنهما مختلفتان في موضوع الانتماء للقاعدة. هذه ليست مجرد اختلافات “ادارية”. الجولاني يسعى الى الحفاظ على طابع منظمة كمنظمة سورية محلية اهدافها دينية – وطنية. في حين ان القاعدة برئاسة ايمن الظواهري تتمسك بالاستراتيجية الاسلامية – الشاملة التي وضعها اسامة بن لادن والتي هدفها محاربة جميع “الكفار” في أي مكان.
الانفصال المدوي للجولاني عن القاعدة هدف الى تحقيق هدفين آخرين: تأهيل منظمته كمنظمة شرعية لمتمردين من حقها المشاركة في العملية السياسية، وبهذا ايضا ترفع عن نفسها تهديد الحرب الدولية ضده، وترسيخ قيادته الوحيدة للمنظمة ازاء الانتقادات الداخلية التي وجهها له خصومه. حسب تقارير وسائل اعلام المنظمات في سوريا فان الجولاني توصل الى تفاهمات مع تركيا التي بناء عليها سيقوم بمساعدة القوات التركية للسيطرة على محافظة ادلب، التي يتوقع أن تكون فيها منطقة أمنية يمكن أن يعود اليها لاجئون سوريون مقابل اشراكه في العملية السياسية ومواصلة المساعدات التي تمنحها تركيا لمنظمته.
اعتقال القائدين الكبيرين من رجال القاعدة اغضب الظواهري، الذي قال ان هذه الخطوة مخالفة لكل اهداف القتال، وهي خطوة غير مناسبة وتضر باحتمال المصالحة بيننا وبين المنظمات الراديكالية، كما اقترح في عدد من التسجيلات التي قام ببثها مؤخرا. حتى أن الظواهري أعلن بأنه ينوي اعادة القاعدة الى سوريا بكامل قوتها. بهذا أوضح للجولاني بأن جبهة جديدة فتحت بينهما. وردا على ذلك اعلن الجولاني قبل ثلاثة ايام بأنه “لا يوجد مكان للقاعدة في ادلب”. ولكن ليس فقط الظواهري غاضب من اعتقال القائدين (وعشرات القادة من الصف الاول والثاني في المنظمة المتشعبة عن القاعدة). ايضا داخل منظمة الجولاني سمعت انتقادات شديدة على المس بمن كانوا زملاء سلاح قبل سنة. وخاصة في اوساط “المهاجرين” الذين وصلوا من دول عربية اخرى، لا سيما الاردن، وانضموا الى المنظمة.
معضلة هذه المواجهات لا تقتصر على الاراضي السورية. فهي تعبر عن التخبط الشديد للمنظمات الراديكالية كيف ستسلك ازاء هزائم داعش واحتمالية اختفاءه كقوة قائدة ومجندة في العراق وسوريا، الى جانب الضربات التي تلقاها ايضا في ليبيا واليمن.
مثال على الارباك وغياب قرار في تلك التنظيمات يمكن ايجاده في تصرف عدد من التنظيمات العاملة في سيناء وفي اماكن اخرى في مصر. في العملية الاخيرة التي نفذها داعش في مسجد الروضة في بلدة بير العبد والتي قتل فيها 305 اشخاص، كانت منظمة جند الاسلام المنتمية للقاعدة هي التي ادانت بشدة العملية واعتبرت من نفذوها كفار لا يتصرفون حسب “الاسلام الصحيح” الذي يمنع المس بمواطنين مسلمين. جند الاسلام ارسل التعازي لعائلات الضحايا. “هذا العمل هو خطأ كبير وانتهاك لقدسية اماكن عبادة المسلمين”، جاء في اعلان المنظمة التي وعدت بالانتقام لدماء القتلى.
خلافا لداعش، القاعدة لا ترى في الحركات الصوفية (التي ينتمي لها المسجد الذي هوجم) منحرفة، وعلى اساس هذا التصور ركز جند الاسلام عملياتهم في مصر على اهداف عسكرية ورجال قوات الامن، حتى أن هذه المنظمة ندقق وتقول إنه يجب الامتناع عن المس بالضباط الصغار والجنود العاديين لأنهم فقط ينفذون الأوامر، في حين أن الكبار والحكومة هم المسؤولين الحقيقيين.
تكتيك الاخفاء
“إن طيبة جند الاسلام بشأن المس بالمدنيين لا يمكنها تهدئة السلطات المصرية. منظمة زميلة لجند الاسلام التي تسمي نفسها انصار الاسلام وتنتمي للقاعدة ايضا هي التي نفذت في 20 تشرين الاول العملية ضد دورية عسكرية مصرية في الواحات التي قتل فيها 16 جنديا. انصار الاسلام هي كما يبدو منظمة قديمة – جديدة عملت في السابق باسم آخر، وتركز نشاطها في الصحراء الغربية التي يصل اليها نشطاء من ليبيا.
هذه المنظمات هي منظمتان من حوالي 12 منظمة أصغر تعمل تحت مظلة القاعدة في مصر. الاسماء المختلفة لكل واحدة من هذه المنظمات تنبع من تكتيك الاخفاء الذي تتبعه القاعدة والذي يهدف الى منع تسريب المعلومات بين المنظمات ومنع تصفية خلايا كبيرة عند سقوط احدى هذه المنظمات في أيدي الجيش المصري. الجهة الايجابية في هذه المنظمات هو نشاطها ضد داعش. في شهر تشرين الاول هاجم نشطاء جند الاسلام عدد من مقاتلي داعش في سيناء، ودعوهم لتسليم انفسهم. في حادثة اخرى نصب رجال جند الاسلام كمين لرجال داعش بهدف اعتقالهم احياء والتحقيق معهم، لكن العملية فشلت لأن جميع رجال داعش قتلوا.
التقديرات في اوساط خبراء عرب يختصون بالمنظمات الراديكالية هي أن القاعدة ستزيد منذ الآن نشاطها ضد داعش في سيناء لاعادة مكانتها المتفوقة قبل بدء قوات داعش في التسرب الى سيناء واقامة ولاية سيناء التي تحولت الى القاعدة الاكبر والاكثر نشاطا لتنظيم الدولة الاسلامية.
في موازاة ذلك فان منظمات القاعدة في مصر لم تعلن عن نفسها بعد كمنظمات للقاعدة، كما يبدو بانتظار رؤية كيف سيتصرف داعش بعد انسحابه من سوريا والعراق، ومن اجل أن تحفظ لنفسها امكانية العمل في المستقبل دون الخضوع لقيادة ايمن الظواهري. السؤال هو اذا كانت في تشكيلتها المستقلة ستنجح هذه المنظمات في تمويل أنفسها دون الحاجة الى التمويل الكبير من القاعدة.
سياسة تحطيم الرؤوس
هذه الحالة المائعة، التي تنتقل فيها المنظمات بين الاطر المختلفة، هي كما يبدو فرصة جيدة للنظام المصري من اجل اتخاذ سياسة “تحطيم الرؤوس” التي تحاول فيها مجموعة من المنظمات تصفية المجموعة المعادية بدعم من مصر، لكن تصعب رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي ينسق النشاطات العسكرية مع منظمات القاعدة ضد داعش. حسب رأيه، كل هذه هي منظمات ارهابية يجب القضاء عليها. وخلافا للوضع في سوريا، هناك من تركوا القاعدة مثل هيئة تحرير الشام برئاسة الجولاني، يمكنهم عقد تحالف سري مع قوات سياسية مثل تركيا أو حتى السعودية. مع ذلك، السيسي الذي شن قبل سنة الحرب على حماس بسبب أنها من احفاد الاخوان المسلمين، وجد في هذه المنظمة حليفة للقتال ضد الجهاديين في سيناء ومنحها شرعية سياسية تتضمن اعترافا بمكانتها كممثل فلسطيني شرعي، وإن لم يكن الوحيد.
في اليمن ايضا، التي تدير فيها السعودية حرب ضد الحوثيين، الذين يتمتعون برعاية ايرانية، امتنعت المملكة عن مهاجمة مواقع القاعدة في جنوب الدولة لأن المنظمة اعتبرت كمن يمكن الاستعانة بها من اجل وقف امتداد سيطرة الحوثيين الى المنطقة الصحراوية الجنوبية. مثل هذا الامر ايضا وضع جبهة النصرة عندما كانت هي المنظمة القائدة للقاعدة في سوريا. فقد حظيت المنظمة في حينه بدعم عدد من الدول العربية التي اعتبرتها قوة ناجعة للحرب ضد داعش وقوات النظام.
اذا كانت سياسة تحطيم الرؤوس لن تنفذ أو تفشل فان الاحتمال الآخر الذي يمكن يوجد في مصر هو توحيد منظمات القاعدة والعودة الى الاستراتيجية التي اتبعتها قبل دخول داعش وقبل سقوط حسني مبارك في 2011. تفسير هذا الاحتمال يمكن أن يكون تجنيد دعم الجمهور لصفوف القاعدة، وهو الدعم الذي وجد داعش صعوبة في الحصول عليه بسبب صورته القاتلة. السيسي يحاول بجدية القيام بحملة دعائية اساسها “خطاب اسلامي جديد” يسعى الى استئصال أسس التطرف في التعليم والمساجد والمنشورات، لكن خطوط هذا الخطاب غامضة جدا وهو يعتبر في الوقت الحالي أداة لتصفية خصوم سياسيين أكثر مما هو مبادرة لكبح التطرف الديني. مشكوك فيه أن يتمكن هذا الخطاب الجديد من مواجهة تطرف القاعدة، اذا نجحت في تسجيل انجازات جديدة على الارض لنفسها.
معاريف / دولة تحت النفوذ
معاريف – بقلم ايلي بن مئير – عميد احتياط – 1/12/2017
في الاسابيع الاخيرة يحتدم الخطاب الجماهيري، الاعلامي والسياسي حول تعميق التواجد الايراني في سوريا. ويكثر المتحدثون المختلفون في الجدال في عدد الجنود الايرانيين الذين يتواجدون في الجارة من الشمال، على مسافتهم من الحدود، على الاتفاق بين الولايات المتحدة، روسيا والاردن حول ايجاد قاطع بلا تواجد ايراني وعلى ما هو متوقع من روسيا والولايات المتحدة في هذا الموضوع. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق بان هذا هو الحوار الصحيح والهام في هذه المسألة.
يذكرني هذا الجدال بايام ماضية، كان فيها أحد مواضيع البحث الاساسة في شعبة الاستخبارات العسكرية هو تهديد القوات المرسلة من الدول العربية على اسرائيل. فقد حلل الجيش الاسرائيلي وشعبة الاستخبارات قدرات حركة جيشي العراق وايران، حجب القوات المحتملة والجدول الزمني لوصولهم الى مجال القتال على مقربة من الحدود. ولكن هذا الحوار أقل اهمية اليوم، ولثلاثة اسباب: تغير ظاهرة الحرب، حقيقة أن مزايا التهديدات العسكرية على اسرائيل – بما فيها الحدود المادية بين الدول – هي اقل اهمية بكثير ومصالح طهران في المجال.
فايران لا تملك فقط مئات صواريخ أرض – أرض قادرة على الوصول الى كل نقطة في دولة اسرائيل – بل بنت ايضا فرعا ارهابيا في لبنان وفي سوريا في شكل منظمة حزب الله، التي لديها قدرات عسكرية متنوعة مباشرة وغير مباشرة بجوار حدود اسرائيل. في ضوء ذلك هل التهديد من جهتها يتغير حين تكون لها طائرات وبضعة الاف من الجنود في الاراضي السورية؟
ان الشكل الصحيح للبحث في المسألة ليس عبر المنشور التكتيكي لحجم القوات، والمسافة بالكيلومترات عن الحدود، بل عبر الزاوية الاستراتيجية الاقليمية والدولية. لا شك أنه في هذه النظرة يتجسد تغيير هام في النظام الاقليمي، وفي الزاوية الاسرائيلية يدور الحديث عن تطور سلبي للغاية.
في مركز البحث يفهم النفوذ الايراني في المجال والتغيير بقوتها وحجمها في ضوء النشاط المتحقق في سوريا. على هذا الاثر أن يدرس من عدة جوانب: السكان السوريون المحليون والنظام السوري برئاسة بشار الاسد او كل نظام آخر يتحقق في الدولة؛ الاردن وأمنه القومي؛ الثقة الذاتية لمنظمات الارهاب في المنطقة، وبشكل خاص حزب الله وحماس؛ وقدرات الحركة لدى عناصر الارهاب المحليين في سوريا، التشديد على مجال هضبة الجولان ضد اهداف اسرائيلية.
لا شك عندي أنه في مثل هذه النظرة الاقليمية، فان ايران تزيد جدا نفوذها وتواجدها في المجال، بشكل يشكل امكانية كامنة خطيرة من ناحية اسرائيل وذلك اساس في جانب النشاط التخريبي المعادي والارهاب من هضبة الجولان والثقة الذاتية المتعاظمة لحزب الله وحماس في غزة بشكل عام وفي احداث التصعيد المستقبلية بشكل خاص.
وجملة عن الاردن: الخوف في المملكة من قدرة النفوذ الايرانية على الاستقرار في الدولة وعلى نشاط الارهاب من الاراضي السورية ضدها من شأنه أن يؤثر على سياقات اتخاذ القرارات من الملك في اوضاع مختلفة.
منشور مراكز الثقة
في الدائرة البعيدة من الاصح فحص هذا حيال الدول السُنية، ولا سيما العراق، السعودية، تركيا ومصر. لا شك أن حقيقة أن طهران تؤثر، ان لم نقل تسيطر اليوم على أربع عواصم – دمشق في سوريا، بغداد في العراق، صنعاء في اليمن وبيروت في لبنان – تشكل وجع رأس ومصدر قلق لحكام الدول السُنية. فهؤلاء يفهمون جيدا بان القصة الهامة ليس كم جندي ايراني سيكونون على الاراضي السورية أو على مقربة من الحدود مع السعودية، بل تأثير آيات الله على السكان السُنة وعلى دفعهم لاحداث اضطراب داخلي في اراضي الدول الاخرى. تجربة الماضي تفيد بانه الى جانب القلق العميق والنشاط الواسع ضد التوسع الايراني تميل هذه الدول ايضا الى خلق حوار ولقاءات مصالح مع ايران، مثابة “اذا لم تكن تستطيع الانتصار علينا، فانضم اليها”. حتى لو كان الحديث يدور احيانا فقط عن مسيرة تجري من فوق السطح، فلا يزال الحديث يدور عن تطور محتمل سلبي للغاية.
في المنشور الدولي، كلما وسعت اسرائيل نفوذها في الدول السُنية – وسوريا في المركز – تتحسن مكانتها الدولية وتكبر حيويتها لاستقرار المنطقة وهكذا لمصالح دول العالم، ولا سيما روسيا. ومنذ اليوم يبدو ان لموسكو مصالح مشتركة متعاظمة مع طهران، بشكل يجعل بوتين لا يعمل ضد الجمهورية الاسلامية بشدة، مثلما تطلب اسرائيل. كما أن المصالح الامريكية في العراق، هي مصالح لايران تأثير حاسم عليها، وكذا ايضا في اماكن اخرى. لهذا تأثير ايضا على رغبة دول العالم لتقليص نشاطات اخرى على ايران، بما في ذلك مشاريع في مجال الصواريخ الباليستية والنووي.
واخيرا، في وضع يكون فيه تصعيد عسكري في المنطقة، سواء حيال حزب الله في لبنان وحتى حيال حماس في غزة، ازداد الاحتمال في أن تكون حدود اسرائيل – سوريا متفجرة اكثر مما في الماضي، وذلك بسبب تواجد لاعب لنفوذ على السكان المحليين في المجال. أحداث منفردة اصطدمنا بها في حملات سابقة، مثل اطلاق نار محدودة لصواريخ من سوريا و/أو من لبنان الى الاراضي الاسرائيلية ستكون أكثر تواترا وأوسع بكثير.
وعليه، فما الذي ينبغي عمله؟ أولا، تصعيد المتابعة الاستخبارية لمجالات التواجد الايراني (وليس فقط في سوريا) والتركيز على مراكز القوة وطرق تأثيرها على اصحاب القرار في هذه الدول، على السكان المحليين وعلى منظمات الارهاب المختلفة.
ثانيا، ينبغي تحويل التهديد الى فرصة. يمكن التهديد والعمل من ناحية سياسية أو عسكرية، علنا أو سرا، ضد مصالح ايران في المجال. اضافة الى ذلك، كلما كانت لطهران مصالح كثيرة وعميقة أكثر، تتسع امكانية تضارب المصالح لديها مع القوى العظمى، مع التشديد على روسيا وتركيا. هذه الفجوة يمكن ويجب العمل على تعميقها وتأكيدها.
واضافة الى ذلك، علينا أن نخرج من النظرة الاسرائيلية الضيقة وان نعرض بتوسع التغيير السيء الذي يسببه النفوذ الايراني المتعاظم في هذا المجال للاردن، للسعودية، لتركيا، للعراق وغيره. وهكذا نوضح بان الحديث لا يدور فقط عن الخطر على المصلحة الاسرائيلية بل على الاستقرار الاقليمي بشكل عام.
في السطر الاخير، لا شك أن تحديا هاما آخذا في التعاظم لدولة اسرائيل في المجال السوري والذي تأثيراته هي اقليمية ودولية. من الصحيح ان نفحصه اساسا عبر المنشور الاستراتيجي وبقدر أقل في الزاوية العملية – التكتيكية. فحص صحيح للتحدي سيؤثر ايضا على سبل العمل لمواجهته وسيسمح لاسرائيل بتوفير ردود مختلفة على المشكلة.
يديعوت / يحددون السقف
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 1/12/2017
لقد كانت الخطة الاصلية للجهاد الاسلامي هي توجيه صلية من بضع عشرات الصواريخ في آن واحد نحو اسرائيل، كانتقام على موت 12 من اعضاء التنظيم في تفجير النفق الهجومي قبل شهر بالضبط.
استغرقهم 30 يوما للنزول عن الخطة الكبرى والاكتفاء بما يروه كعملية انتقام بالمستوى الادنى – اطلاق قذائف هاون نحو موقع للجيش الاسرائيلي واطلاق النار نحو موقع اشغال العائق الذي يقيمه الجيش الاسرائيلي حول القطاع. ان تأجيل عملية الانتقام لشهر والطبيعة الخفيفة نسبيا، التي لم تتسبب لاصابات في الطرف الاسرائيلي، هما دليل على أن الجهاد الاسلامي في قطاع غزة خضع لجملة من الضغوطات التي مارستها عليه مصر وحماس. من ناحية اسرائيل هذا درس للمستقبل: يمكن اثناء هذا لتنظيم، رغم أنه مدعوم ومفعل من قبل ايران. وحتى لو كانت ايران تريد ان ترى اللهيب في قطاع غزة، فان الحلف الذي بين مصر وحماس نجح في تبريد الجهاد والسماح له بالتنفيس ولكن بتقنين متدنٍ.
لقد كان الجيش الاسرائيلي جاهزا لرد حاد جدا في حالة تنفيذ تلك الخطة لاطلاق عشرات الصواريخ نحو بلدات في اسرائيل. ويدور الحديث عن رد هو بلا شك كان سيوقف تماما عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، والتي من ناحية المصريين تعد مصلحة عليا، مما كان سيلقي بظلاله على العلاقات بين اسرائيل ومصر. فضلا عن ذلك، فان رد اسرائيليا واسعا كان سيجر بالضرورة حماس للانضمام الى اطلاق النار على اسرائيل ما من شأنه أن يدهور الجنوب الى مواجهة عسكرية اخرى، لن تخدم اليوم اي مصلحة اسرائيلية واضحة.
معقول جدا الافتراض بان ابو مازن يفرك يديه اليوم في ضوء استئناف النار ويقول للمصريين: “هذا ما يحصل حين لا تفرض القاهرة على حماس وعلى الجهاد الاسلامي تسليم المسؤولية الامنية – بما في ذلك على السلاح – الى أيدي السلطة الفلسطينية.
أمس في الثالثة بعد الظهر، حين عقد رئيس الاركان اجتماعا لكبار ضباط هيئة الاركان من أجل اتخاذ القرارات والتوصية لوزير الدفاع بحجم الرد على النار، كان بوسعه أن يتخلى عن الخطة الكبيرة والاكتفاء باجزاء منها. وكان الرد الفوري هو نار دبابات على مواقع حماس والجهاد الاسلامي. هذه الحقنة الاولى موجودة في تفويض قيادة المنطقة الجنوبية وقد نفذت بعد دقائق قليلة من اطلاق النار. اما الحقنة الثانية، التي تضمنت تدميرا لاهداف من الجو، فهي تعود الى طابق هيئة الاركان والقيادة السياسية. ان هدف مثل هذا الرد كان استئناف الردع دون دهورة الجنوب الى مواجهة شاملة.
ان نظرة هيئة الاركان هي لليوم التالي لتدمير النفق الهجومي التالي. فقد سبق لرئيس الاركان أن أمر الجيش بالبحث والتدمير حتى نهاية 2018 لكل الانفاق الهجومية المتسللة الى الاراضي الاسرائيلية، بحيث أنه من المعقول الافتراض بان تفجير النفق التالي هو فقط مسألة وقت. وعليه فينبغي تحديد مستوى رد اسرائيلي أليم من أجل ردع الطرف الاخر – حماس أو الجهاد – من مغبة العربدة حين يدمر النفق التالي لهم.
ومع ذلك، على رد الجيش الاسرائيلي أن يكون على ما يكفي من الحذر والا يجبي ضحايا تجر اشعالا للجبهة كلها. هذا سير في حقل الغام: فانت لا يمكنك أن تعرف ابدا اذا كانت الخطوة التي قمت بها لن تؤدي الى تفجير شامل. وعليه فلا يتبقى غير الانتظار الى أن نرى ماذا سيحصل هذا الصباح، حين تتبدد أدخنة القصف لسلاح الجو.
اسرائيل اليوم / انفتاح الامارات
اسرائيل اليوم – بقلم الداد باك – أبو ظبي – 1/12/2017
الاضواء في قاعة السينما الفخمة والمكيفة في المركز التجاري الكبير “مارينا” على شاطيء أبو ظبي تم اطفاءها، قبل بداية عرض الصيغة الجديدة لفيلم الاثارة الكلاسيكي “قتل في قطار الشرق السريع”، تمت دعوة المشاهدين، الذين يجلسون على مقاعد جلدية واسعة، لمشاهدة فيلم دعائي حكومي، بمرافقة عزف على البيانو ظهر ابناء عائلة شابة في صالون بيتهم، طباخون من آسيا، عمال بناء، صالون حلاقة فيه زبائن، جنود في موقع عسكري، اعضاء نادي وسياح في المسجد الكبير ناصع البياض المسمى على اسم الشيخ زايد (مؤسس اتحاد الامارات)، يتوقفون عن العمل ويقفون دقيقة صمت في نهايتها تتم مشاهدة جنود وهم يرفعون العلم الوطني على السارية. “في 30 تشرين الثاني، الساعة 11:30 بالضبط، دقيقة صمت احتراما للابطال الشجعان، في يوم الشهيد نقف معا للتعبير عن تقديرنا وتفاخرنا بتضحياتهم”. هذا ما شرح للجمهور في نهاية الفيلم، والموسيقى الحزينة تحولت الى نشيد وطني جاف.
“يوم الشهيد” في ذكرى الجنود الذين سقطوا وهم ينفذون واجبهم، الذي احتفل به أمس في ارجاء اتحاد الامارات العربية، تم الاحتفاء به قبل سنتين. لقد وضع الى جانب العيد الوطني للاتحاد الذي يبدأ في 2 كانون الاول. وهو اليوم الذي قررت فيه قبل 46 سنة بالضبط سبع امارات، التي حظيت بالاستقلال، الى خلق سابقة سياسية في العالم العربي.
بدل الغرق في حروب قبلية غير منتهية على الارض والموارد، قررت توحيد القوات والصفوف واقامة ما يعتبر اليوم احد الاتحادات الاكثر ثراء في العالم. الصحراء أخلت مكانها لمدن حديثة تجذب اليها افضل المهندسين المعماريين في العالم ومراكز تجارية تتنافس فيما بينها على لقب “الاكبر” في الخليج وفي الشرق الاوسط أو في العالم، مراكز تجارة ولجان دولية ونوادي ترفيهية وفنادق سبعة نجوم ومطاعم فخمة وشواطيء طويلة للاستجمام وسفن ترويحية. هذا يشكل مصدر للفخر الوطني، حتى لو تم ذلك بفضل الثراء الخيالي الذي منحته الطبيعة للامارات على صورة النفط والغاز.
اضيف الى هذا الفخر قبل سنتين عامل كان ناقص في الرواية الوطنية وهو بطولة عسكرية وحزن على الجنود الذين سقطوا في المعارك. باختصار، الامارات لم تحصل على استقلالها أو وحدتها من خلال النضال العسكري بل بواسطة الاتفاقات والتحالفات والتسويات. حروب وسفك للدماء جرت في اماكن اخرى في الشرق الاوسط: على الجهة الاخرى من الخليج العربي – الفارسي بين ايران والعراق، في العراق نفسها، في لبنان، في “فلسطين”.
عندها جاء الربيع العربي وجذب الامارات الى داخل عاصفة الاعصار، التي تغير تماما وجه العالم العربي. جنود من الامارات تم ارسالهم لمقاتلة داعش في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن ووصلوا حتى افغانستان، الحضور العسكري للامارات في هذه الدولة يشير الى الانعطافة الدراماتيكية التي حدثت على تصور رؤساء الاتحاد: الامارات كانت من الدول المعزولة في العالم التي اعترفت بنظام طالبان الاسلامي المتطرف، بل حتى مكنته من فتح سفارة في العاصمة أبو ظبي. خلال عشرات السنين، مثل السعودية والكويت وقطر، استغلت الامارات الثراء الخيالي لها من اجل أن تدعم ماليا المنظمات والحركات والنشطاء الذين نشروا في ارجاء العالم ايديولوجيا دينية متطرفة. ولكن هذا التطرف ولد تطرف آخر، تحول الى تهديد للامارات نفسها. المارد ثار على خالقه، وفي نفس الوقت، تدعم الامارات منظمات معارضة سنية راديكالية في سوريا، التي تحارب داعش.
الحرب القادمة في الطريق
اذا كان رؤساء الامارات قد اعتمدوا في السابق على آخرين (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، عراق صدام حسين) من اجل منحهم مظلة دفاع عسكري، فقد سادت في السنوات الاخيرة مقولة “لا يحك جلدك إلا ظفرك”. صافرة الانذار الاولى سمعها حكام الامارات عند غزو العراق للكويت في 1990.
منذ ذلك الحين استثمرت الامارات عشرات مليارات الدولارات لشراء وسائل قتالية متقدمة جدا. قبل ثلاث سنوات أعلن اتحاد الامارات عن التجنيد العسكري الالزامي للرجال، وعلى التجنيد الاختياري للنساء – هذه عملية ثورية من ناحية رؤية مكانة النساء في المجتمع المحلي. التدخل العسكري الذي يزداد للامارات في الشرق الاوسط وفي آسيا وافريقيا ايضا، يحتاج ثمنا باهظا. عشرات الجنود من الامارات قتلوا في عمليات عسكرية في ثلاث سنوات، معظمهم في القتال الى جانب السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
اسطورة عسكرية بنيت بالتدريج، خاصة في دولة اعتادت على حياة الثراء الكسول. الامر الذي يعزز الشعور بالوطنية والانتماء الوطني. السلطات في اتحاد الامارات تعلم المواطنين ما هو الحزن الوطني. في الصحف تظهر اعلانات رسمية تبين عدد الايام التي بقيت حتى ذكرى يوم الشهيد، في المجمعات التجارية الكبيرة، الى جانب الزينة الباهرة للاحتفال بالعيد الوطني للاتحاد، تعلن ملصقات كبيرة عن تخفيضات خاصة بمناسبة هذين اليومين الهامين. كل حدث هو سبب جيد لزيادة المبيعات واغراء الزبائن، لكن ايضا من خلف الزاوية تنتظر الثورة القادمة: بدء من كانون الثاني سيتم للمرة الاولى في حياة الامارات فرض ضريبة استهلاك، أي ضريبة القيمة المضافة، بـ 5 في المئة على السلع الكمالية.
عهد الرخاء الكامل والحر وصل الى نهايته. اذا كانت السلطات قد امتنعت حتى الآن عن فرض الضرائب على المواطنين، وفضلت عليها تقديم الخدمات بالمجان وتقديم الهدايا، الآن تقرر تعويد المواطنين على نمط حياة مختلف، محسوب اكثر وموفر أكثر. إن الاحتفالات باسعار النفط والغاز المرتفعة التي ملأت الصناديق والخزنات العامة خبت. الامارات مثل دول الخليج الاخرى تبدأ بالاستعداد لعهد ما بعد النفط، وتعمل على تنويع مصادر دخلها، وضمن امور اخرى، فرض الضرائب. ولكن الى جانب هذا الواجب الجديد يهتم رؤساء الامارات بزيادة شعور المشاركة في ادارة شؤون الدولة في اوساط المواطنين. في هذه الايام دعي المواطنون في الامارات الى حسم أي مشروع من مشاريع التطوير ستكون له افضلية التنفيذ. القرار سيبقى في ايدي الامراء الذين يديرون الاتحاد، ومن بينهم ايضا جيل الامراء الشباب من أبناء جيل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يغير بثبات وجه المملكة. ابناء المملكة الشباب يعرفون جيدا أنه اذا لم يتقدموا مع الزمن فان حكمهم ليس مضمونا. لأن التهديدات لهم تصل من كل صوب: ايران، الاخوان المسلمون، داعش، العولمة والرقمية.
خطوة اولى لقبول اليهودية
الانباء الاولى عن المذبحة التي نفذت في المسجد في سيناء يوم الجمعة الماضي وصلتني اثناء زيارتي الاولى في متحف “لوفر أبو ظبي” الذي فتح ابوابه فقط قبل اسبوعين بعد خمس سنوات من الموعد المخطط لافتتاحه. عدت الى المتحف لأنه حسب رأيي أحد المتاحف الاكثر ذكاء في العالم، “متحف الانسانية”، كما يعرفه مدراءه، وبحق كبير: المعرض الحالي الذي يقام فيه يفتح صفحات التاريخ الانساني، من خلال انفصالها عن وجهة النظر المركزية الذاتية للغرب، في الاساس اوروبا، وتعطي سياق عالمي لتطور الثقافة الانسانية مع اعطاء تجديد معين للشرق الاوسط والاسلام، لكن ليس من خلال تحويلها الى مركز الاحداث العالمية. المهندس الفرنسي المعروف جو نوفل، الذي بنى بين اعمال اخرى “معهد العالم العربي” في باريس، هو المسؤول عن هذا المنتج الهندسي المعماري الرائع الذي يقع تحت قبة مكيفة ومكونة من آلاف العناصر الهندسية، “نجوم” مأخوذة من عالم العربيسك وموضوعة الواحدة فوق الاخرى في ثماني طبقات. مساحة القبة 180 متر ومساحة ساعة المعارض 8.600 متر مربع، من بينها 6400 متر مخصصة للعرض الدائم.
“لوفر أبو ظبي” هو المشروع الاول من نوعه للتعاون بين المتاحف في العالم، وهو متحف الفن الاكبر في الشرق الاوسط. تكلفة اقامة هذا المبنى المثير تتضاءل امام الاموال الضخمة التي دفعتها أبو ظبي لمتحف اللوفر الفرنسي مقابل استخدام اسمه لثلاثين سنة قادمة، 525 مليون دولار، ولـ 13 متحف آخر من المتاحف الكبرى في فرنسا مقابل استئجار معروضات، 747 مليون دولار.
الاماراتيون يصممون على تحويل الاتحاد الى مفترق طرق للفن العالمي، وفتح العالم العربي امام الثقافات الاخرى. في الوقت الذي يقوم فيه في سيناء نشطاء داعش بقتل عشرات المصلين الصوفيين، فقط بسبب انتمائهم لمذهب آخر من مذاهب الاسلام الذي هو مرفوض من قبلهم، تجولن في قاعات “لوفر أبو ظبي” نساء يلبسن النقاب وينظرن باهتمام كبير الى تماثيل لرجال ونساء عراة من الغرب، وقطع فنية للفن الحديث المتمرد من عوالم اكثر تحررا، دون أن يخطر ببال أحد المس بهذه المعروضات بسبب “انتهاك حرمة الاسلام”. ولزيادة الامن، يقف في ارجاء المعرض ايضا الكثير من رجال الامن والتفتيش في المدخل دقيق جدا.
عند الدخول الى الغرفة المظلمة المحاذية لقاعة العرض المكرس للديانات في العالم، يمكنك أن تشاهد بسهولة نساء يضعن الخمار ورجال ملتحين يلبسون الجلابيات البيضاء والكوفيات على رؤوسهم، يشاهدون باهتمام كبير شيئا محميا بواسطة زجاج سميك. وحارس شديد القسمات يشرف على ما يحدث حول المعروض الاول في غرفة الكتب المقدسة القديمة للديانات الثلاثة التوحيدية. هذه هي التوراة التي كتبت في اليمن في 1498 – احد المعروضات الاولى في المتحف.
كتاب التوراة هو واحد من مئات القطع التي اشتريت في السنوات الاخيرة من قبل ادارة المعرض، الذي هو الاول بين سلسلة معارض مشهورة والتي ستفتح ابوابها في “قرية المعارض” المستقبلية في أبو ظبي. واحد منها سيكون معرض “غوغن هاين” وهو الاول الذي سيقام في الشرق الاوسط والاكبر في العالم. حسب البرنامج الاصلي ايضا هذا المعرض كان يجب ان يكون مفتوحا أمام الجمهور الواسع، لكن بناءه ما زال بعيدا عن نهايته وموعد افتتاحه ما زال مجهولا. عدد من الذين تحدثوا معي فسروا التأخير بأنه ما زال من الصعب على العالم العربي استيعاب وجود معرض له اسم يهودي. “الناس هنا غير معتادين على العلاقة مع اليهود”، قال أحد المحليين، “لأنه لا يوجد في الامارات أو السعودية أي جالية يهودية” واليهود الذين جاءوا الى هنا عند فتح الامارات أمام التجارة والاسثمارات من ارجاء العالم يخفون بشكل عام يهوديتهم، ايضا من اجل عدم ربطهم باسرائيل. لذلك تأتي اهمية تضمين قطع يهودية في المعرض وفي معروضات اللوفر الذي يثير الاهتمام الكبير في اوساط الجمهور المحلي والعالم العربي القريب والبعيد.
حتى لو كان التطرق لليهودية في معرض “لوفر أبو ظبي” هو تطرق متواضع جدا، فلا شك أن الامر يتعلق ببداية ثورة: بعد عشرات السنين من الكراهية والاقصاء والتجاهل يتم اعادة اليهودية الى قلب العالم العربي، وحسب ما شاهدت في الزيارتين اللتين قمت بهما للمعرض، فهي تثير حب استطلاع كبير. مجموعات من الزوار الرسميين من شبه الجزيرة العربية تستمع الى شروحات مفصلة عن هذه المعروضات وعن الثقافة الغربية كلها. اذا كان مقاتلو داعش قد دمروا مواقع تراثية عالمية مقدسة في لديانات اخرى، فانهم في أبو ظبي يحترمون الثقافات والديانات الاخرى. اضافة الى ذلك، يشرحون للزوار عن وجود الديمقراطية وعن حرية الفن والتعبير. الثورة بشأن اليهودية هي جزء من ثورة اوسع، تسعى زعامة اتحاد الامارات لقيادتها في العالم العربي والاسلامي: ثورة الانفتاح على الآخر، التي تتضمن ايضا اليهود.
ما زالت هناك قيود واضحة جدا على الانفتاح التدريجي على اليهودية، النزاع على الارض المقدسة، الانشغال باليهودية هو أمر ديني كمركز الهام للمسيحية والاسلام، لا يوجد هنا سياسة، قريبا من التوراة التي كتبت في اليمن هناك عرض محوسب مدهش يشرح بالتفصيل عرف كتابة كتب التناخ. وهناك مقارنة ايضا بين ثقافة تفسير الكتب المقدسة اليهودية والكتب الاسلامية. في دكان المعرض يمكن شراء كتاب فاخر لليهودية مكتوب بخط اليد، والمعروض في واجهة العرض. حتى افتتاح لوفر أبو ظبي لم يكن هناك اي شيء يخطر على البال، في حوانيت الكتب الكبرى في الامارات يمكنك ايجاد كتب باللغة العبرية مليئة بنظريات المؤامرة عن اليهود واسرائيل الى جانب الكثير من طبعات كتاب “كفاحي”، وهو كتاب ادولف هتلر، والسير الذاتية للفهرر. الطريق لقبول اليهودية في العالم العربي ما زالت طويلة، لكن هنا طبعت الخطوات الاولى.
اتحاد الامارات بالذات، الذي فقط قبل عشرين سنة كان من المؤيدين الاساسيين لحركة طالبان، وقام بتمويل مراكز ثقافية اسلامية متزمتة في ارجاء العالم، يتحول في هذه الايام الى رأس حربة النضال ضد التطرف الديني. رؤساء الامارات، مثل ولي العهد السعودي، ادركوا أنه اذا لم يغيروا بسرعة كبيرة جدا مقاربتهم فيمكن أن يسقطوا ضحايا للوحش الذي ساعدوا في السابق على خلقه.
بعد ثلاثة ايام من المذبحة في سيناء التي أدت الى هزة كبيرة بسبب اختيار المنفذين المسجد كهدف، نقلت قنوات التلفاز في الامارات ببث حي من الرياض افتتاح المؤتمر الاول لـ “التحالف ضد الارهاب الاسلامي” الذي بادرت السعودية الى انشائه السعودية ورئيسها الفعلي إبن سلمان. وزراء الدفاع لاربعين دولة اسلامية شاركوا في نقاشات المؤتمر، بهدف بلورة استراتيجية مشتركة ضد “التطرف والارهاب”. وشدد إبن سلمان امام الحضور أن الهدف هو “محاربة الايديولوجيا والعنف للارهاب حتى تصفيته بشكل كامل”. ووعد بـ “سنطارده حتى يختفي عن وجه الارض”.
ولي العهد الذي هو ايضا وزير الدفاع السعودي، اضاف أمام الحضور بأن الارهاب والتطرف هما الخطران الاكبر على الشرق الاوسط، ليس فقط بسبب “قتل الابرياء ونشر الكراهية”، بل بسبب الطريقة التي يضرون بها باسم الاسلام. نعم، اسرائيل لم تعد الخطر الاكبر على الشرق الاوسط.
في اتحاد الامارات تعاملوا مع “مؤتمر الرياض” على أنه حدث تاريخي في “حرب الانسانية” ضد الارهاب. لقد أكد محللون أن الحرب ضد الارهاب لا يجب أن تكون صراعا عسكريا، بل معركة اجتماعية وفكرية واقتصادية – حرب الايديولوجيا وتجفيف المصادر المالية.
“التحالف ضد الارهاب” الذي اقيم في نهاية 2015 في ظل النضال ضد داعش، هو تحالف سني لا يشمل ايران والدول العربية التي تحولت الى وكلاء لها – العراق وسوريا – لم تتنازل السعودية عن لبنان حتى الآن رغم السيطرة المتزايدة لحزب الله على دولة الأرز. ولكن قطر – الدولة السنية المتهمة بدعم الارهاب والاخوان المسلمين، وضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط والتعاون مع ايران – تم استبعادها من المؤتمر رغم كونها عضو رسمي في التحالف.
تعقد العلاقات
المؤسسة السياسية والاكاديمية والاعلامية في اتحاد الامارات تجندت كلها تقريبا للحرب ضد الارهاب، التي تدار في عدة مجالات في نفس الوقت في جهات عديدة من الخارج و”داخل العائلة”. ان الانتشار المتزايد لايران في منطقة الخليج والشرق الاوسط هو عامل اساسي للقلق “المارد الشيعي الذي يستيقظ” والذي طموحاته للسيطرة الاقليمية حظيت بالشرعية الدولية، خاصة “اتفاق فيينا” حول المشروع النووي الايراني، زاد تآمرها في المنطقة.
نسبة السكان الشيعة في الامارات منخفضة نسبيا، 16 في المئة فقط، لكن في عدد من الدول المجاورة فان عدد الشيعة يبلغ نحو الثلث، وفي البحرين يشكلون الاغلبية. الاماراتيون يخافون من أن تدخل ايران في الدول المجاورة لهم سيمتد اليهم. احدى العمليات العسكرية الاولى التي شاركت فيها قوات عسكرية من دولة الامارات كانت الغزو المشترك للبحرين خلال الاشهر الاولى من الربيع العربي، عندما هددت احتجاجات شيعية شعبية بدعم من ايران العائلة المالكية السنية المحلية.
العلاقات مع قطر اكثر تعقيدا. “دولة الامارات”، قال لي مصدر غربي “تم جرها تقريبا رغم انفها الى فرض الاغلاق الاقتصادي على قطر في الصيف الماضي، ويجب الاخذ في الحسبان أن هذه الخطوة تضر ليس فقط بقطر بل ايضا بكل دول المنطقة. العبور التجاري بين الدول المجاورة لقطر تضرر.
“في الجهاز المالي العالمي يوجد لعملية كهذه تداعيات تمس في نظر المستثمرين بسمعة دول الخليج وليس فقط قطر. الاماراتيون حذرون ألا يظهروا كمخلين بالقانون الدولي والمواثيق الدولية. من المهم بالنسبة لهم أن يظهروا كمنفتحين على العالم، لهذا قرروا التراجع عن الحظر على شركة الطيران القطرية للتحليق في سماء الامارات، لهذا تم تخفيف الحصار الخانق على الدوحة”.
حسب تقديرات رجل اعمال امريكي قابلته: “بالنسبة لقطر وبالنسبة لايران ايضا، يبدو أن الامارات تم جرها وراء السعودية تقريبا بالقوة وليس بارادتها. السعودية – بسبب كبرها وقوتها الاقتصادية، ونظرا لمن يقف على رأسها، الامير محمد بن سلمان – هل التي تحدد النغمة العدوانية. وكبرهان على ذلك، السفارة الايرانية في ابو ظبي ما زالت مفتوحة. الامارات لم تقطع علاقتها الدبلوماسية مع طهران مثلما فعلت السعودية. هم لا يؤمنون بخطوات شاملة، حتى لو كانوا قلقين جدا من سلوك ايران في المنطقة ويرون كيف أن نفوذها يزداد من يوم الى يوم”.
زميل لبناني يؤكد امامي بأنه “يوجد سبب لقلق الامارات، السياسة القتالية لابن سلمان لم تثبت نفسها حتى الآن، رغم الموارد الكبيرة المستثمرة في القتال متعدد الجبهات الذي تشنه الرياض وشريكاتها. في اليمن مثلا امام الحوثيين، لم يتم التوصل الى حسم عسكري رغم تفوق السعودية وحلفائها الواضح.
قطر تنجح في الصمود اقتصاديا. التقديرات من قبل جهات امنية بأنه اذا استمر الحصار المفروض على الدوحة فستكون له تداعيات مدمرة – ربما سيكون ذلك في السنة القادمة. ولكن التوقع بأن اقتصاد قطر سينهار خلال اسابيع، وأن الناس لن يجدوا ما يأكلونه، تبدد.
“في لبنان ايضا يظهر في هذه اللحظة انتهاء سيطرة حزب الله الكاملة على الدولة. قبل اسبوع في ذروة “قضية سعد الحريري” كان يبدو أن اسرائيل ستهاجم لبنان بتشجيع من السعودية ودول الخليج.
التزامن كان يمكن أن يكون مناسبا، حيث أن حزب الله ما زال يلعق جراحه من الحرب السورية. مقاتلو الحزب اكتسبوا في هذه الحرب تجربة قتالية لا بأس بها، وفي نهاية المطاف لم يكن الامر يتعلق فقط بوضع عبوة ناسفة امام مركبات الجيش الاسرائيلي بل بحرب حقيقية، لذلك يكون من الافضل ضربهم قبل ان يعيدوا تنظيمهم عسكريا من جديد في لبنان. ولكن هذا لم يحدث، والادارة الامريكية تبث بلا توقف نحو الشرق الاوسط رسائل متناقضة، مثل تغيير موقفها بشأن تزويد الاكراد بالوسائل القتالية بسبب ضغط تركيا.
تركيا مشمولة الى جانب ايران وقطر في “محور الشر” لمن تعرفهم اسرائيل كدول “المعسكر السني المعتدل”، السعودية والامارات ومصر والبحرين. عدد ممن تحدثت معهم هنا يختلفون مع النظرية التي تقول ان دولة الامارات جرت خلف السعودية، في نظر الكثير من سكان الامارات فان ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، الابن الثالث لمؤسس الاتحاد، وهو الذي يدير فعليا الاتحاد وليس محمد بن سلمان، هو الذي يمسك بزمام الامور. نجاح الاصلاحات التي اجراها ابن زايد، قالوا لي، الى جانب موقفه الثابت ضد التطرف الاسلامي، هو الذي شكل الالهام لولي العهد السعودي.
ابن زايد من مواليد 1961 ينتمي للجيل الاوسط لزعماء العالم العربي وليس للشباب من بينهم، لكنه يتبع سياسة مصممة على الانفتاح على العالم وليبرالية نسبيا، التي تم التعبير عنها بنمط حياة متسامح جدا في ارجاء الامارات. مكانة النساء من المتقدمة في شبه الجزيرة العربية، يمكنهم السياقة والتعلم والعمل والتجنيد للجيش، في سلاح الجو الامارات يوجد طيارات، وابن زايد هو الذي وقف من خلف تطوير جيش الامارات.
تعليقات في الشبكات الاجتماعية
الشبكات الاجتماعية تلعب دورا هاما في نقل الاجيال الشابة نحو المستقبل. من الصعب الاعتقاد، لكن احد الاسباب الاساسية للعدد الكبير من حالات الطلاق في ابو ظبي هو النشاطات المتشعبة في الشبكة، التي تسمح لكل الاجناس بتنويع حياتهم الشخصية. في السنة الماضية سجل في ابو ظبي حوالي 2000 حالة طلاق مقابل 1813 في العام 2015، ثلثها تقريبا كان محليا، نصف المطلقين عاشوا معا اقل من ثلاث سنوات والثلث لم يعيشوا معا حتى سنة.
التوتر المتزايد بين السعودية وايران والحديث عن حرب اقليمية جديدة ضد حلفاء طهران لا يتم الشعور به في ابو ظبي، بل العكس، الحياة الرغيدة في الذروة: ابراج زجاجية يتم انشاءها بشكل كبير وباستثمارات بالمليارات ومناطق صحراوية نقية يتم تأهيلها لمشاريع كبيرة.
في نهاية السبت الماضي انتهى بالمفرقعات سباق الفورميلا 1 في ستاد “ياس مارينا”. التذاكر نفذت مسبقا، حتى نهاية السنة يتوقعون في ابو ظبي وصول 4 ملايين سائح، حيث تحولت الى احد الاماكن الاهدأ والاكثر أمنا في الشرق الاوسط الدموي والذي يغلي. ولكن استمرار الهدوء والازدهار يرتبط باعادة استقرار كل المنطقة وإلا، فان اللهب سيصل ايضا الى هنا.
هآرتس / 20 مريضاً توفوا بسبب منع إسرائيل لهم من مغادرة غزة للعلاج
هآرتس – 1/12/2017
نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، تقريرا مطولا عن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية للمرضى من قطاع غزة من التوجه للمستشفيات في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر للعلاج، وعدم الرد على غالبية طلبات السماح لهم بالتنقل والوصول للمستشفيات ما يؤدي احيانا لوفات بعضهم.
وبحسب الصحيفة، فإن 20 مريضاً من قطاع غزة توفوا منذ بداية عام 2017 بعد ان تم رفض منحهم تصاريح للعلاج الطبي في الوقت المناسب.
واشار تقرير جديد أعدته منظمة “بيتسيلم” الاسرائيلية لحقوق الانسان سينشر الأسبوع المقبل، إلى اتساع غير مبرر في ظاهرة رفض منح تصاريح الخروج للعلاج الطبي، ويوضح أن غالبية المرضى لم يحصلوا على رفض رسمي وكانوا باستمرار يتلقون رسائل بأن طلباتهم قيد الاتصال.
ورصدت الصحيفة في تقريرها المطول عدة حالات، منها حالة طفلة تدعى يارا تبلغ من العمر 4 سنوات توفيت بعد فشل نقلها للعلاج نتيجة ضمور في القلب، مشيرةً إلى أنه تمت محاولة نقلها للعلاج في مستشفى المقاصد بعد تحديد موعد لها هناك إلا أن والدتها لم تحصل على تصريح خروج لمرافقتها بسبب رفض “الشاباك” ذلك، وحين سمح للطفلة بالتوجه الى مستشفى المقاصد تم ذلك بمرافقة جدتها، ولكن وبعد عودتها الى غزة لم يسمح لها بالعودة مجددا إلى المستشفى لمتابعة علاجها وحالتها الصحية وقد توفيت اثر ذلك في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن هناك 1920 طلبا لمرضى من قطاع غزة يريدون المغادرة للعلاج، وأنه تم رفض 20 منهم، ونحو نصفهم تمت الموافقة على منحهم تصاريح لذلك، في حين أن النصف الآخر من هؤلاء المرضى لم يتلقوا أي رد على طلباتهم.
وأشارت المنظمة إلى أن من بين هؤلاء 222 طفلا ومراهقا دون سن 18 سنة، و 113 مسناً تزيد اعمارهم عن 60 سنة، موضحة أن 42 %من طلبات التصاريح الطبية التي قدمت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي البالغ عددها 858 1 طلبا ظلت عالقة بدون رد.
ووفقا للمنظمة الدولية، فإن نسبة عدم الرد على الطلبات وصلت حتى سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 43.7% من الطلبات المقدمة خلال العام والتي تقدر بنحو 20 ألف طلب، رُفض 2.9% منها “لأسباب أمنية”، و53% تلقوا ردوداً إيجابية، ثلاثة أرباع الطلبات منها في مستشفيات الضفة والقدس الشرقية.
وتكشف تفصيل الطلبات التي لم يتم الرد عليها أن حوالي 20% منهم كانوا من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، و 8% من الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما وما فوق.
وتقول المنظمة أن حوالي نصف المرضى لا يحصلون على تصاريح للخروج، الامر الذي يؤخر عادة تقديم العلاج للمريض.
ومن جانبها تشير منظمة “أطباء بلا حدود” أنه خلال الأشهر الأخيرة، فإن ثمانية من بين كل تسعة مرضى سرطان لم يتلقوا العلاج الطبي بسبب عدم رد الجهات الاسرائيلية على طلباتهم لمغادرة قطاع غزة من اجل العلاج.
وزعم متحدث باسم جهاز “الشاباك” أن العام الحالي والماضي “شهدا زيادة في محاولة استغلال الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس للمرضى من أجل نقل متفجرات وأموال وغيرها من أجل النشاطات /الإرهابية/” على حد قوله، مبررا اسباب المماطلة وعدم الرد على طلبات المرضى باجراء “عمليات تفتيش أمنية صارمة للذين يطلبون مغادرة القطاع ما يستغرق وقتا طويلا لفحص طلباتهم” حسب قوله.
وتقول صحيفة هآرتس أنه وفقا للإجراءات الجديدة لما يسمى “منسق الأنشطة الحكومية الاسرائيلية”، فإن الفترة التي تتعامل فيها الدائرة مع طلبات الحصول على تصاريح الخروج يتم تمديدها أيضا لفترات طويلة تصل حتى 70 يوما، مشيرةً إلى أن حاجة المرضى للعلاج تصل في حدها الأقصى نحو 23 يوما، وأن هناك حالات طارئة لا تستطيع تحمل الانتظار أكثر من عدة أيام.
إسرائيل اليوم / هجوم مدروس ورد مدروس
إسرائيل اليوم – بقلم يؤاف ليمور – 1/12/2017
عدا عن التصريحات الحربية، سمعنا بالأمس تنهدات تنفس الصعداء على جانبي الحدود في القطاع. إسرائيل والفلسطينيون كانوا راضين من أن رد الجهاد الإسلامي على تفجير النفق مر بشكل سلس، ومنع تصعيدًا لم يرغب به الطرفان.
الحدث نفسه كان مدروسًا للغاية ومعد بدقة، ففي اليوم الـ 30 من قصف النفق بالتحديد أطلقت زخة من قذائف الهاون، استهدفت مواقع عسكرية فقط؛ بمعنى ان مثل هذه المواقع تعد “شرعية” كجزء من القتال: موقع عسكري ومصنع طوارئ يزود أشغال إقامة العائق الجديد بالباطون.
في الجهاد تأملوا ربما ان يجبوا من إسرائيل ثمنًا على هيئة مصابين، لكنهم حرصوا على عدم تجاوز الحدود؛ دون تعريض المواطنين للخطر ودون استخدام أدوات قتالية أكثر تطورًا ممّا لدى التنظيم ومن دون عمل يلزم إسرائيل برد صعب. في ظاهر الأمر فإن التقدير المطلوب لإطلاق نار محسوب كهذا هو تقدير صوري، لكن اختبار النتيجة ربما يكون خداعًا، لو كان هناك قتلى في الهجوم (وكان قد سقط في الماضي قليل من الإسرائيليين من قذائف الهاون المنطلقة من غزة) لكان الرد الإسرائيلي أشد بكثير.
من المفترض ان هذا الرد المدروس حصل على مصادقة جميع رؤساء التنظيم، بما في ذلك القيادة العسكرية في دمشق، ومن المحتمل أنه نسق أيضًا مع حماس كتجهيز للرد الإسرائيلي. منذ عملية “الجرف الصامد” يحرص التنظيمان على التنسيق الذي في سياقه حصل الجهاد الإسلامي على مصادقة حماس على حفر النفق الهجومي باتجاه أرض إسرائيل.
هذا التنسيق استغرق ساعات إضافية في الشهر الأخير، حماس مارست ضغطًا كبيرًا على الجهاد ليمتنع عن الرد، وسجلت لنفسها نجاحًا لا بأس به. حقيقة ان الجهاد الإسلامي عد إلى الألف قبل ان يرد وعمل من رأسه وليس من بطنه فيها دليل على ان المنطق تغلب هذه المرة على العواطف في القطاع.
كان لذلك ثلاثة أسباب أخرى: الضغط المصري، عملية المصالحة مع فتح، وسيما الردع الإسرائيلي القوي الذي يسلب التنظيمات في غزة أي رغبة في التدحرج مجددًا إلى القتال الذي سيأتي بالمزيد من الخراب على القطاع.
ومثل الهجوم كان الرد الإسرائيلي أيضًا كان مدروسًا؛ ستة أهداف هوجمت – نصفها للجهاد الإسلامي المسؤول عن إطلاق القذائف ونصفها لحماس المسؤولة عمّا يجري في القطاع – لكن حقيقة أنه لم يبلغ عن إصابات تشهد على ان إسرائيل حرصت على عدم دهورة الوضع من جانبها أيضًا.
ومعنى ذلك أنه إذا لم يكن هناك تطور غير متوقع فإن حادثة النفق تعتبر ملفًا مغلقًا. إسرائيل ما تزال تحتجز جثامين خمسة حفارين ممّن قتلوا في قصف النفق، لكن الفلسطينيين لا يبدون الآن اهتمامًا خاصًا بالحصول عليها لسوء حظ إسرائيل التي تأملت انها ستساعد في إعادة جثث صرعى “الجرف الصامد” هدار غولدن وأرون شاؤول.
ورغم ذلك كله فاستشعار الحذر مطلوب: الوضع في غزة سيء للغاية، إذا انهارت محادثات المصالحة – كما نتوقع – لن يبقى لدى سكان القطاع ولو بصيص أمل صغير. في ظل هذا الوضع فإن من شأن التنظيمات ان تنفس غضب الشعب هناك على إسرائيل، على أمل ان تساعدها الحرب والتصعيد على تجاوز المحنة. سيكون ذلك وضعًا متفجرًا للغاية، على إسرائيل ان تستعد له مسبقا وألا تركن إلى ان الردع والمنطق سيعملان بنجاح مرة أخرى.
المصدر / مقتل جندي إسرائيلي بعملية طعن جنوب إسرائيل وملاحقة الفاعلين
دفعت الشرطة والجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة إلى مدينة عراد الواقعة جنوب بئر السبع ومحيطها، حيث تم طعن جندي إسرائيلي للبحث عن منفذي العملية الذين أفلحوا في الهروب من المكان.
المصدر – 1/12/2017
أكدّ جهاز الأمن الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مقتل إسرائيلي تعرض لعملية طعن خلال وقوفه في محطة حافلات في مدينة عراد، الواقعة جنوب مدنية بئر السبع. وأتاح جهاز الأمن الكشف في وقت لاحق أن القتيل جندي من مدينة تل أبيب ويبلغ من العمر 19 عاما. وقالت قوات الأمن أن مرتكب العملية استطاع الهرب من المكان.
وتقوم قوات كبيرة من الشرطة الجيش بتمشيط المنطقة للعثور على مرتكبي العملية، بعد إقامة حواجز عند الطرق الرئيسية في جنوب إسرائيل. وأتاح جهاز الأمن عودة الحياة إلى مجراها، بعد نفي الإمكانية أن مرتكب العملية أو مرتكبي العملية ما زال في المنطقة، بعد ساعات من منع التجول في المدينة.
يذكر أن جنوب إسرائيل شهد أمس توترا كبيرا على الحدود مع قطاع غزة، حيث أطلقت قذائف هاون نحو موقع عسكري إسرائيلي عمل بجانب الجدار الحدودي. وردت إسرائيلي بنيران دبابات وبغارات جوية ضد مواقع عسكرية لحماس والجهاد الإسرائيلي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في تعقيبه على العملية: “قوات الأمن لن تهدأ قبل أن تضع يدها على منفذ علمية عراد”. وأكد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في منشور على صفحته على فيسبوك، أن قوات الأمن تنشط بجهد من أجل القبض على منفذي العملية. وأضاف: “سنحاكم الفاعلين وسنواصل حربنا في الإرهاب بكل القوة”.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن عملية إطلاق قذائف الهاون، وعملية الطعن، تأتي في إطار انتقام الجهاد الإسلامي على تفجير النفق الذي أقدم عليه إسرائيل قبل شهر وأودى إلى مقتل 12 عنصرا تابعة للحركة. وحمّل الجيش حركة حماس المسؤولة لما يجري في القطاع رغم أن المتحدثين الإسرائيليين أشاروا إلى أن الجهاد الإسلامي هو من يقف وراء التصعيد الأخير.
هآرتس / أسوار من ورق
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 1/12/2017
مشروع قانون يسعى الى فرض عقوبة السجن لمدة 7 سنوات على الاقل على نشطاء في منظمات تقاطع اسرائيل او منتجاتها، يجب أن يشطب شطبا تاما. فالمشروع الذي تقدمت به عنات باركو من الليكود، يفعت شاشا بيتون وتالي بلسكوف من “كلنا” ووقع عليه ايضا دافيد بيتان ودافيد امسلم يجب أن يعتبر كمحاولة اخرى من الحزب الحاكم لمنع كل نقد اسرائيلي أو دولي على سياسة اسرائيل في المناطق، بناء المستوطنات ومجرد وجود الاحتلال.
في الشروحات لمشروع القانون ورد أنه “في ضوء حقيقة ان هناك من يرتبط باعداء الدولة والمقاطعات ضدها، مما يمس بصورة الدولة، نقترح ان تندرج في اطار الجريمة ايضا افعال فيها ما يضر بمصالح اسرائيل او بالعلاقات بين اسرائيل وبين أي دولة، منظمة أو مؤسسة”. هذه الصيغة توسع تعريف الجريمة القائمة في قانون العقوبات، التي تتناول من يضر بالعلاقات بين اسرائيل والدول او المؤسسات الاخرى. فالمتقدمون بالمشروع مقتنعون بان العلاقات مع دول العالم تتقرر وفقا لمدى النقد الذي يطلق ضد سياستها، وليس وفقا للواقع الذي تخلقه هذه الدول. وبالتالي اذا ما نجحت الدولة فقط في كم أفواه معارضي سياستها من خلال العقاب التعسفي، ستقبل الدول والمنظمات في العالم الاحتلال والمس الشديد لحقوق الانسان بصفته “نظاما طبيعيا” ومناسبا.
هذا مشروع قانون غير أخلاقي على نحو ظاهر بل ويعاني من الجبن والازدواجية الاخلاقية – فدولة اسرائيل لا يمكنها أن تحبس بنوكا، شبكات تسويق، اتحادات ومؤسسات اكاديمية قررت مقاطعة منتجات من المستوطنات. ان اسرائيل تقيم سورا ورقيا من مشاريع القوانين تسعى بها ان تغلف الاحتلال وان تدافع عن نفسها من المقاطعة الجزئية التي فرضتها الدول على المستوطنات. يضاف مشروع القانون الى تعديل قانون المقاطعة الذي اقر بالقراءة الاولى في الاسبوع الماضي، وبموجبه فان الدعوة للمقاطعة ستسمح لمن تضرر منها ان يتلقى تعويضات بنصف مليون شيكل دون اثبات الضرر. ان تشويه أساس العدل والاخلاق بهذين التشريعين، واقتلاع حق التشكيك بسياسة الحكومة وتأهيل شر الاحتلال هي التي تمس بمصالح الدولة وبصورتها. اما النقد الذي تعد الدعوة للمقاطعة جزءا منه، فهو الكفيل لان يعيد اسرائيل الى السبيل القويم.