ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 26– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– هكذا تحولت أزمة السبت الى هزة سياسية.
– ليتسمان يخرج من الحكومة.
– العملية الاكبر في تاريخ مصر – 305 ضحايا.
– نساء الدبابات الاوائل.
– “أستقيل برأس مرفوع”.
– في يديه – الحاخام الذي هز الساحة السياسية الادمور من غور – الحاخام يعقوب التر.
– حمام دم في مسجد.
معاريف/الاسبوع:
– بعد استقالة ليتسمان: يعملون على تشريع ديني.
– داعش يذبح مئات المصلين في مسجد في سيناء.
– بسبب اشغال السبت: ليتسمان يستقيل، درعي في حرج.
– يعلون: “لا يوجد وزير أو نائب اضطر الى ان يقتل اكثر مني”.
– السيسي: سنرد بشدة ساحقة على العملية الارهابية.
– شاهد على المذبحة: “اطلقوا النار على كل من يتنفس حتى الاطفال”.
هآرتس:
– ليتسمان يستقيل اليوم؛ نتنياهو يعمل على قوانين لتقييد الاعمال في السبت.
– 305 قتلى على الاقل في عملية في مسجد في شمال سيناء.
– مادة منسية في القانون يفترض أن تمنح الجنسية التلقائية لعشرات الاف الفلسطينيين من القدس.
– للمرة الثانية في الشهر: الشرطة تغلق نادي ليلي في تل أبيب.
– ادارة ترامب تقرر ابقاء الممثلية الفلسطينية في واشنطن مفتوحة ضمن قيود.
– الامين العام للامم المتحدة: تخوف من تهديدات اسرائيل وحزب الله تؤدي الى مواجهة.
اسرائيل اليوم:
– ليتسمان يستقيل، والعمل على قوانين من أجل السبت.
– مصر مذهولة من المذبحة وتقاتل: عشرات مخربي داعش يصفون.
– قطار الجبال في الائتلاف.
– لبنان: “ممثل مسرحي يتجسس لاسرائيل.
– عاصفة حوتوبيلي: مشروع للحوار مع يهود الشتات.
– حدث تاريخي: درب اسرائيل يمر في يهودا والسامرة وفي الجولان.

اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 26– 11 – 2017
اسرائيل اليوم / حدث تاريخي : درب اسرائيل يمر في يهودا والسامرة وفي الجولان
اسرائيل اليوم – بقلم شلومو تسيزنا – 26/11/2017
“درب اسرائيل الجديد”: الحكومة ستتخذ اليوم قرارا تاريخيا يغير مسار درب مسارات السير الاساس في الدولة، والذي يعرف باسم “درب اسرائيل”، بحيث يمر أيضا في القدس، في يهودا والسامرة وفي الجولان. الدرب الذي يوجد منذ 22 سنة وكثيرون جدا ساروا فيه، تقرر فقط في داخل نطاق “اسرائيل الصغيرة” التي في داخل تخوم الخط الاخضر وحظي بالنقد على أنه لا يمر بعاصمة اسرائيل وبمواقعها التاريخية والدينية ذات الاهمية.
أما الان، فقد قرر وزير السياحة يريف لفين من الليكود أن يغير بذلك ويقرر مسارا جديدا ينص عليه في قرار حكومي. ويتلوى درب اسرائيل على طول 1.200 كيلو متر من دان وحتى ايلات ويعنى به “مجلس ترسيم الدروب”، الذي تديره شركة حماية الطبيعة. وكانت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” اختارت في الماضي درب اسرائيل كواحد من عشرين مسار السير الافضل في العالم. غير أنه وكما أسلفنا لا يمر بمواقع مثل البلدة القديمة في القدس او في شيلو او في كيشت.
وشرح وزير السياحة يريف لفين أمس بان “الدرب سيحسن ويوزع النفقات السياحية على بلدات المحيط ايضا”.
على حد قوله فان “القرار بايجاد درب سياحي يمر على طول وعرض اسرائيل هو قرار هام على خلفية ضرب رقم قياسي لكل الازمنة في السياحة الوافدة الى اسرائيل والجهود لاضافة مواقع جذب سياحية تخدم الزوار والمتنزهين في البلاد”.
يديعوت / الرحمة يا ليتسمان
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 26/11/2017
ظاهرا، أزمة غبية، نزوة حاخام تأخر عن قطار الزمن، لعبة صغيرة في بلاط ديني منقطع عن الواقع. ليتسمان سيخرج كي يعود او سيبقى كي يخرج. فزبائن وزارة الصحة سيبقون مرضى، والقطارات ستواصل التأخر والائتلاف سيواصل اصدار القوانين التي تنم عنها رائحة الفساد. “رئيس الوزراء يستبدل في صناديق الاقتراع”، يعلن نتنياهو. في صناديق الاقتراع ربما يستبدل رئيس وزراء، ولكن في اذن الحاخام من غور يبقونه. وعليه فهو يبذل جهدا هائلا في ليتسمان.
رغم السخف، ثمة للازمة معنى. فهي تدل على التغيير التاريخي الذي يجتازه الوسط الاصولي. أسوار الغيتو تتصدع، وتهدد بالانهيار. ما لم ينجح في عمله الضغط من الخارج، من جانب لبيد وآخرين، يفعله الضغط الداخلي. الاسباب معروفة: الارتفاع العددي، الفقر، البطالة، الوصول الى الانترنت، الشبكات الاجتماعية. فالشباب يطلون الى خلف السور ويتبنون ما يرونه هناك. واحدى النتائج هي اضعاف السياسيين. درعي، ليتسمان، جفني وزملاؤهم يتمزقون بين توقعات حاخاميهم الشيوخ وبين توقعات الشارع الذي تشعلها مواقع تجارية مثل “في الغرف المغلقة” و “ميدان السبت” ومحطات الاذاعة الاصولية. العالم الاصولي الجديد شعبوي، ديماغوجي، منفلت العقال. والحاخامون الشيوخ ينجرون وراءه.
عندما كان الاصوليون يعيشون في داخل الاسوار كان سياسيوهم يركزون على الحرص على مصلحة الوسط. وكانت عمليا ثقة بينهم وبين الاغلبية العلمانية: أنتم تعطون كل ما ينقصنا وتسمحون لنا بان نحيط انفسنا بالاسوار، لاعفاء أنفسنا من الواجبات والسيطرة على طائفتنا، ونحن نترككم تقررون في كل ما تبقى. انتم العلمانيين – حربكم، سلامكم، اقتصادكم وحتى سبتكم (من حرص على دين العلمانيين كان المفدال). وظهور الحاخام يوسيف، الذي أثر في داخل الاسوار وخارجها، كان استثنائيا. الحاخامون الاشكناز لم يسيروا في طريقه.
ولكن الشارع تغير. الان يريد هذا وذاك – يريد امتيازات قطاعية مبالغ فيها وكذا تأثير على المجال العام غير الاصولي. الاعفاء من الخدمة العسكرية وكذا تعطيل الاشغال في القطار واغلاق الدكاكين في السبت. وحقيقة أن الحكومة الحالية سخية تجاه الاصوليين اكثر من كل اسلافها تزيد فقط الشهية. الشارع لا يشعر بالامتنان لنتنياهو على كل ما اعطاه. فهو يلاحظ ويطلب المزيد.
هذا يستدعي الانفجار، لانه حتى بدون الاصوليين توجد مصالح وجدول اعمال واصوات في صناديق الاقتراع. اذا لم يعملوا في القطار في السبت سيعطلونه في يوم الاحد، واحتجاج الجنود يتدحرج الى تصويت الاهالي. الليكود يمكنه أن يسمح لنفسه بتوزيع المال والوظائف وتشريع القوانين الشخصية، ولكن مع احتجاج مسافري القطار هو ملزم بان يحذر.
الحاخام من غور لم يدرج على اللقاء مع السياسيين غير الاصوليين، لا يقرأ الصحف باستثناء “هموديع”، ولا يشاهد التلفزيون ولا يدخل الى الانترنت. وللصحافي العلماني فرصة أكبر للوصول الى آية الله خامينئي من الوصول الى الحاخام من غور. لو كان بوسعي أن ادخل اليه لقلت له ما يلي: “حضرة الحاخام، أعرف كم هو هذا الامر يحزنك، ولكن لا مفر – العالم يتغير. وحتى في السعودية يفهمون هذا: يعينون أميرا وليا للعهد شابا ابن 32، يعد باحداث اصلاحات واسعة في الحكومة، في الاقتصاد وبالاساس في السياسة الدينية. وعلى الطريق الذي تسير عليه لن تبقى الاسوار ولن تجعل اسرائيل العلمانية دولة شريعة. انت ستنجرف في التيار.
سياسيا انت تجلب على نفسك حكومة ليكود وطنية، تمس بالحقوق الزائدة القطاعية لديكم. وقد سبق لامور كهذه ان حصلت. تاريخيا انت تبقى في الخلف، وانت تبقى وحدك، بمعونة الرب. خذ هذا في الحسبان.
يديعوت / بين سيناء، دمشق والقاهرة – يراوحون وينزفون
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 26/11/2017
كل شيء عالق. لقد اثبتت نهاية الاسبوع الاخير بانه في الزمن القريب القادم لا يتوقع أي تحول دراماتيكي في الشرق الاوسط. فالروس لم يوقفوا بعد الاضطراب الداخلي في سوريا. والمصريون لم ينجحوا بعد في السيطرة على داعش في سيناء، وفي محادثات القاهرة تبين بانه لا يوجد أي مؤشر حقيقي على المصالحة بين الفلسطينيين وأنفسهم. كله تلاعب على الرأي العام، أماني، عناوين رئيسة لا تصمد ووثائق عليلة كتلك التي صدرت عن مؤتمر القمة في سوتشي حول سوريا وقمة الفصائل الفلسطينية في القاهرة.
الشرق الاوسط يواصل المراوحة في المكان، وبالاساس يواصل النزف. فبعد ان خسروا داعش واعلنوا عن انهيار الدولة الاسلامية في سوريا وفي العراق أغرق رجالها في نهاية الاسبوع شمال سيناء بدماء اكثر من 300 مواطن مصري. منذ أسابيع طويلة ونحن نسمع بان الضربات التي تلقاها داعش في سيناء، والاتفاقات بين مصر وحماس اضعفت قوة التنظيم في شبه الجزيرة وقلصت عدد مقاتليه الى النصف. وتنسم المصريون خيرا من العمل الذي قاموا به في السنة الاخيرة مع القبائل البدوية في سيناء، والذي تضمن استثمارات في البنى التحتية وفي السياحة وتوفير أماكن عمل للبدو في مصر ذاتها وفي مدن القناة.
لقد أعطت مصر الاحساس بان إزالة تهديد داعش سيناء يبدو في الافق. وتبين في نهاية الاسبوع ان هذا كان خطأ بصريا، وان المصريين لم يغيروا حقا سلم الاولويات القومية لديهم ولم ينفذوا حقا معالجة جذرية في اهمال بلدات المحيط النائية في سيناء. وبدون تجنيد حقيقي للسكان في سيناء، فان الجيش المصري الثاني سيبقى يراوح في المكان وينزف هناك لسنوات طويلة اخرى. تماما مثل الجيش السوري، الجيش الروسي وحلفائهما – الاتراك والايرانيون – سيواصلون المراوحة في سوريا في محاولة لاطفاء حرائق العصيان المدني، حركات الجهاد والاكراد.
كان هناك في وسائل الاعلام الروسية من وصف مؤتمر القمة الذي نظمه بوتين في سوتشي الاسبوع الماضي مع شريكيه في “الانتصار” في سوريا – اردوغان وروحاني – كـ “قمة يالطا الثانية”. في تلك القمة، بعد الحرب العالمية الثانية، اقتسم تشرتشل، روزفيلت وستالين اوروبا فيما بينهم. هنا جرى الحديث عن تقسيم سوريا. وليعش الفرق الصغير. نتائج القمة في سوتشي تتلخص في وثيقة عديمة المعنى، مليئة بالادعاءات، تعلن عن ان الزعماء الثلاثة يأملون في أن تكون “انتخابات ديمقراطية وشفافة في سوريا برعاية الامم المتحدة” – ليقولوا لنا ان شيئا جوهريا لم يخرج من هناك. وحسب مصادر روسية، كان هناك عدم توافقات اكثر مما كان توافقات. في المستقبل القريب ستعقد لقاءات اخرى بين وزراء الخارجية ورؤساء الاركان، الذين سيحاولون وضع خطة متفق عليها تخدم مصالح الاطراف الثلاثة. كما ان اللقاء الذي خطط له هذا الاسبوع بين مندوبي القبائل السوريين الذين كان يفترض أن يتصالحوا مع نظام الاسد تأجل الى نهاية كانون الاول.
بالتوازي، يواصل الروس الحفر في كل مكان في الشرق الاوسط حيثما يمكنهم أن يغرسوا قدما اخرى. في نهاية الاسبوع زار السلطة الفلسطينية ولدى نظيره في اسرائيل رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي – سيرجيه نريشكين. زيارة نادرة. ما الذي يبحث عنه هنا؟ أين يحفر الروس في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني؟
ومن مؤتمر القمة في القاهرة ايضا خرجت تصريحات فارغة من المضمون. مؤتمر بين 11 تنظيم فلسطيني بحث في ورقة موقف وضعتها على ما يبدو المخابرات المصرية. لم يوقع أي تنظيم على هذه الورقة، وهي على أي حال لا تلزم احدا. وكان يفترض بالمؤتمر ان يعطي دفعة عملية لمسيرة المصالحة، والتي الكرزة التي في قشدتها هي فتح حقيقي دائم لمعبر رفح. هذا لم يحصل. تماما مثلما هي صلاحيات الحكومة في غزة لم تنتقل حقا الى السلطة في رام الله. وحتى البيان الذي صدر هناك عن اجراء انتخابات في السلطة حتى نهاية 2018 لا يساوي كثيرا إذ أن ابو مازن يمكنه أن يؤجلها كما يشاء.
إذن من يخاف هنا من السلام والسكينة برعاية روسية – ايرانية في سوريا – يمكنه ان يهدأ. لا تسوية في سوريا، الامريكيون لن يغادروا بعد، وبين شركاء “النصر” توجد مصالح متضاربة لن تسمح بتسوية تؤدي الى استقرار سلطوي، والحرب الاهلية ستندلع مرة اخرى. وحتى من قلق من اتفاق المصالحة الفلسطيني يمكنه أن يتنفس الصعداء.
بسبب تلاعبات الزعماء السياسيين وخلق وهم حل في اوساط الفلسطينيين في غزة، ينبغي لاسرائيل الان ان تستعد لامكانية نشوب العنف، ولا سيما من القطاع، في ضوء الاحباط وسقوط توقعات السكان. وفي سيناء، مثلما في سيناء: مثلما خافوا هنا بعد ان فقد السيطرة الاقليمية التي كانت له في العراق وفي سوريا، سيصبح داعش منظمة ارهابية اجرامية تعمل اساسا ضد المدنيين في كل مكان ينجح فيها في زرع الخلايا وتثبيت نفسه.
هآرتس / مادة منسية في القانون يمكنها أن تمنح الجنسية – بصورة اوتوماتيكية لعشرات آلاف الفلسطينيين في القدس
هآرتس – بقلم نير حسون – 26/11/2017
اسامة أبو خلف (27 سنة) من شرقي القدس سافر في السنة الماضية الى روما، ومثل باقي الفلسطينيين من سكان القدس، هو ليس مواطنا اسرائيليا وليس لديه جواز سفر بل تأشيرة مرور حمراء. الموظفة في مطار روما نظرت في وثيقته ورأت أنه مكتوب في بند القومية “غير محددة”. “سألتني، هل أنت لاجيء. لقد اعتقدت أنني سوري، وقلت لها أنا لست لاجيء وأعيش في المكان الذي ولدت فيه، فقط هذا المكان هو المحتل. الامر مهين جدا أن تكون بدون جنسية، لماذا ذلك؟ ما الذي ينقصني؟ لم اهاجر الى أي مكان”، قال أبو خلف.
يحاول أبو خلف الحصول على الجنسية الاسرائيلية وهو في سن الـ 18، لكنه مثل آلاف سكان شرقي القدس تم رفض طلبه المرة تلو الاخرى بذرائع مختلفة. مؤخرا فقط اكتشف أنه بسبب مادة منسية في قانون المواطنة كان يمكنه أن يحصل على الجنسية بصورة اوتوماتيكية تقريبا. عمليا، هذه المادة تم اعدادها لحل مشكلة أبو خلف وشباب آخرين ليست لديهم جنسية. ولكن وزارة الداخلية الاسرائيلية تتجاهل هذه المادة لأن الاعتراف بها سيمكن من منح الجنسية بصورة سريعة لعشرات آلاف السكان الفلسطينيين خلال فترة قصيرة.
أكثر من 37 في المئة من سكان عاصمة اسرائيل ليسوا مواطنين في هذه الدولة. هم فلسطينيون مكانتهم القانونية في اسرائيل هي مقيمين دائمين. هذه المكانة الغريبة وجدت بعد بضعة اسابيع من حرب الايام الستة كحل مؤقت للسكان العرب الذين تم ضمهم للقدس مع توسيع حدود المدينة من الجهة الشرقية، وبقيت كذلك حتى الآن. عمليا، مكانة سكان شرقي المدينة حددت بقوة “قانون الدخول الى اسرائيل”، وكأنهم دخلوا الى الدولة في صباح أحد ايام شهر حزيران 1967، والدولة لم تأت اليهم. هذه مكانة اشكالية جدا تؤدي الى المعاناة الكبيرة لمن يتمتعون بها. مطلوب منهم الحضور مرات كثيرة الى مكتب السكان المكتظ في شرقي القدس لاثبات أنهم يعيشون حقا في المدينة. واذا فقدوا بطاقة الهوية أو كان يجب عليهم تغيير مكان اقامتهم أو الحالة الاجتماعية يطلب منهم المرور باجراء بيروقراطي متعب. اضافة الى ذلك ليست لهم حقوق الانتخاب للكنيست. والاهم من ذلك – مكانة مقيم دائم، خلافا للجنسية، يمكن الغاءها بسهولة نسبية.
ورغم ذلك، منذ 1967 لم يكن هناك طلب كبير على الحصول على الجنسية الذي اعتبر اعترافا بسيادة اسرائيل في القدس، وبدرجة معينة خيانة للوطنية الفلسطينية. ولكن تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية على المجتمع الفلسطيني في المدينة كسرت الطابو، وفي السنوات الاخيرة ارتفع عدد طالبي الجنسية بصورة مستمرة من 200 طلب في 2006 الى اكثر من 1000 طلب في السنة الماضية. ولكن عملية الحصول على الجنسية هي عملية طويلة جدا وبيروقراطية جدا. وفي نهاية المطاف فقط عدد قليل ممن يطلبون الجنسية ينجحون في الحصول على المكانة المأمولة ويصبحون مواطنين كاملين.
مسار مليء بالعقبات
عندما يصل مواطن من شرقي القدس الى مكتب السكان ويطلب الحصول على الجنسية، يطلب منه تعبئة نماذج حسب المادة 5 من قانون المواطنة. وحسب هذه المادة، من اجل الحصول على جواز السفر المأمول، يجب على الشخص أن يثبت أن مركز حياته في اسرائيل، وأنه مكث في البلاد ثلاث من بين خمس سنوات التي سبقت تقديم الطلب. ويطلب منه ايضا الاثبات بأن له “صلة وثيقة ومستمرة بالقدس”. من اجل ذلك يجب عليه استصدار عشرات الوثائق – وصولات دفع الارنونا، فواتير كهرباء، شهادات دراسة، وصولات من صندوق المرضى وما أشبه. وبعد ذلك يجب عليه اجتياز فحص جنائي من قبل الشرطة وفحص أمني من قبل “الشباك”. ايضا حادثة جنائية هامشية يمكنها أن تؤجل العملية لبضع سنوات. عملية التجنس لأبو خلف مثلا، توقفت مدة أكثر من خمس سنوات بسبب حادثة جنائية بسيطة حدثت بسبب شجار مع الجيران. اضافة الى ذلك يطلب ممن يريد الجنسية اجتياز امتحان “معرفة ما باللغة العبرية”، بما في ذلك امتحان للقراءة. حقيقة أن اللغة العربية هي لغة رسمية في اسرائيل لا تقدم ولا تؤخر في هذه المادة.
المرحلة القادمة هي استصدار شهادة يصادق فيها طالب الجنسية على التخلي عن الجنسية السابقة التي لديه. في السابق كان هذا الامر عقبة حقيقية، لأن السفارة الاردنية رفضت اصدار شهادات كهذه. أما الآن تكتفي وزارة الداخلية بوثيقة تثبت ارسال الرسالة للوزارة. في نهاية المطاف اذا تمت الموافقة على كل المصادقات يتم استدعاء الشخص الى مكتب وزارة الداخلية وهناك يطلب منه اعلان ولائه للدولة أمام موظف اسرائيلي وأمام العلم الاسرائيلي.
كل هذا حسب المادة 5 من قانون المواطنة. ولكن بند آخر في نفس القانون يمكن شبان فلسطينيين ولدوا في اسرائيل من الحصول على الجنسية بسهولة. المادة 4أ التي تم سنها في 1968 تنص على أن “من ولد في اسرائيل بعد اقامة الدولة ولم يحصل في أي يوم على أي جنسية، يصبح حسب طلبه مواطن اسرائيلي اذا انطبق عليه شرطان وهما: تقديم الطلب بين بلوغه 18 سنة وبين بلوغه 23 سنة. والشرط الثاني هو أنه على مدى خمس سنوات متواصلة قبل تقديم الطلب كان يقيم في اسرائيل.
حتى الثمانينيات لم يكن واضحا اذا كانت هذه المادة تتعلق بسكان شرقي المدينة. لأنه بصورة رسمية كانت لهم جنسية اردنية. ولكن في 1988 الغى الملك حسين الجنسية الاردنية للفلسطينيين. حينها بدأ يولد في المدينة اولاد فلسطينيين لم يكن لديهم في يوم ما جنسية اخرى، طبقا لما تطلبه المادة. في الوقت الحالي يمكن القول وبتقدير حذر أنه يعيش في القدس عشرات آلاف الشباب الفلسطينيين الذين تنطبق عليهم شروط المادة 4، ولكن أحدا منهم لم ينجح في يوم ما في الحصول على الجنسية استنادا الى هذه المادة. وخلافا للمادة 5، فانه في المادة 4أ ليس لوزير الداخلية تقريبا أي رأي في منح الجنسية، باستثناء من تمت ادانتهم بمخالفة امنية أو حكم عليهم بخمس سنوات سجن.
مع ذلك، فان الباب بقي مغلقا. في وزارة الداخلية يعترفون بأنه ليست هناك اجراءات لعلاج طلبات الحصول على الجنسية استنادا الى المادة 4أ، ومن يريد الحصول على الجنسية من خلالها يتم توجيهه للمادة 5. عدد من المحامين الذين حاولوا معرفة كيف يمكن التجنس حسب المادة، ووجهوا لموظفين ليست لديهم اجابات.
أحد هؤلاء المحامين هو المحامي رامي يوفال، الذي يرى في هذه القضية نضالا ايديولوجيا. “أحاول احياء هذه المادة من اجل اعطاء الاحترام لقوانين الكنيست، لكن ليس فقط لقوانين الكنيست، بل لمبدأ أن لكل شخص الحق في أن يكون انسانا، وأن له الحق في أن يكون مواطن في المكان الذي ولد فيه”. وقد فحص المحامي يوفال ووجد أنه منذ تم سن هذه المادة لم يحصل أحد على الجنسية بقوتها. “دولة اسرائيل ووزارة الداخلية بدعم من محكمة العدل العليا تتجاهل هذه المادة. وفي الحقيقة تحاول الغاءها”، قال. في 2012 قدم المحامي التماسه الاول لمحكمة العدل العليا باسم نادل الرشق، وهي فتاة تبلغ الـ 24 من عمرها ولدت لعائلة من شرقي القدس، وفي طفولتها انتقلت للسكن في بئر السبع. وعندما اصبحت بالغة طلبت التجند للجيش الاسرائيلي مثل اصدقائها، لكن الجيش رفض طلبها بسبب أنها ليست مواطنة اسرائيلية.
الدولة زعمت في ردها أن الرشق لم تثبت أن مركز حياتها في اسرائيل وأنه ليس لديها جنسية اخرى. في المقابل، قبل تحديد موعد للنقاش في المحكمة تمت تسوية حالتها حسب المادة 5 وحصلت على الجنسية، وحتى أنها تجندت للجيش. يوفال على قناعة بأن التسريع هدف الى منع المحكمة من نقاش مبدئي في قضية المادة 4أ.
قبل حوالي سنة قدم المحامي يوفال التماس آخر في هذا الموضوع. وقد كان الملتمس هو ناصر الفقير (21 سنة) من بئر السبع، وهو لم يحصل في أي يوم على أي جنسية، بل ان كل أبناء عائلته هم مواطنون اسرائيليون. ومثل مئات البدو الآخرين اكتشف الفقير هذا بالصدفة عندما قدم طلب للحصول على جواز سفر. ايضا هو تم توجيهه للمادة 5، رغم أنه لديه الحق في الحصول على الجنسية تقريبا بصورة اوتوماتيكية حسب المادة 4أ. النقاش في الالتماس تم تأجيله لثلاثة اشهر، والمادة الميتة يمكنها أن تحل ايضا قضية البدو الذين ليست لديهم جنسية، على الاقل الشباب في اوساطهم.
المحامية عيدي لوستغمان، التي تمثل أبو خلف، طلبت تجديد اجراءات تجنسه حسب المادة 4أ، لكنها ووجهت بسور منيع في وزارة الداخلية. “الموظفة قالت لي إن هذه المادة ليست معدة لابناء الاقليات، فهي ليست لها علاقة بالامر. واقترحت أن اقرأ القانون امامها، لكنها قالت إن هذا ليس له صلة، وطلبت أن يكتبوا لي رد رسمي”، قالت المحامية.
حق طبيعي
الدكتور امنون رمون، الذي اصدر مؤخرا كتاب بعنوان “سكان ليسوا مواطنين” والذي يناقش المكانة القانونية لسكان شرقي القدس، في دار النشر “يد اسحق بن تسفي”، على قناعة بأن تعديل القانون اتخذ، ضمن امور اخرى، من اجل حل مشكلة السكان الفلسطينيين في القدس. مشروع القانون وضع حقا على طاولة الكنيست قبل حرب الايام الستة كجزء من ملاءمة قوانين الدولة مع الميثاق الذي وقعت عليه اسرائيل لمنع وضع “وجود شخص بدون جنسية”. ولكن التصويت بالقراءة الثانية والثانية على القانون كانت بعد الحرب. عضو الكنيست شموئيل تمير (المركز الحر) من الجناح اليميني في الكنيست، ثار غاضبا في جلسة الكنيست التي تمت فيها المصادقة على القانون لأن القانون لا يعالج بصورة أوسع “السكان الجدد الموجودين في حدود دولة اسرائيل”. وقال رمون إن “وزارة الداخلية غير معنية بفتح هذه الطريق لأنها يمكن أن تؤدي الى عدد كبير جدا، وهناك القليل من الاعتبار لوزير الداخلية في هذه المادة”. لوستغمان تشرح بأنه ليس من المعقول أن القانون يتعلق باليهود، حيث أن مهاجرين جدد ايضا، الذين بالصدفة لم يحصلوا على الجنسية في أي يوم لم يكونوا بدون جنسية في الدول التي جاءوا منها.
“نحن لسنا مهاجرين، نحن نستطيع العيش أينما نريد، وأنا أعرف طيارين من شرقي القدس لديهم رخصة طيران اسرائيلية. هذه الدولة هي التي دخلت الينا، ولسنا نحن الذين دخلنا اليها. أنا أنوي التوجه لمحكمة العدل العليا لازالة هذا الظلم”، قال أبو خلف.
“اعلان حقوق الانسان، الموجه لكل العالم، ينص على أن كل انسان له الحق في الحصول على الجنسية”، قال يوفال، “عندما يولد طفل في مستشفى هداسا، يصبح منذ تلك اللحظة مواطنا من مواطني الدولة، ويحق له الحصول على التأمين الصحي ومخصصات الاولاد والحفاظ على كرامته وحياته، الدولة تهتم به. ولكن في سرير قربه ينام طفل لا يوجد له أي حق في العالم، مثل أسود في الولايات الجنوبية قبل ابراهام لنكولن. هذا غير قانوني، غير منطقي وغير اخلاقي. هذه وقاحة لدولة اسرائيل بموافقة وتجاهل فعال من قبل محكمة العدل العليا. المواطنة هي حق اساسي وطبيعي وانساني والهي”.
المتحدثون بلسان مكتب السكان لم يردوا على عدد من الاسئلة حول الموضوع، فقط قالوا “في العقد الاخير لم يتم تقديم أي طلبات للحصول على الجنسية استنادا للمادة 4أ من قانون المواطنة. وكذلك هذه المادة في القانون هي مادة سارية المفعول، لكن استخدامها ليس واسعا”.
معاريف / تغيير ميل في داعش
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 26/11/2017
لم يتبن أي تنظيم المسؤولية عن المذبحة التي قتل فيها 305 اشخاص في صلاة يوم الجمعة في المسجد في بئر العبد في شمال سيناء، على مسافة نحو 50 كيلو متر عن الحدود مع قطاع غزة. ومع ذلك، فان البصمات هي بصمات “ولاية سيناء” لداعش – الدولة الاسلامية. يمكن للهجوم أن يشير الى تغيير ميل في التنظيم ويشكل اشارة لما سيأتي. ويمكن أن تكون هذه نتيجة لعدة اسباب، بينها انهيار رؤيا الدولة الاسلامية ككيان اقليمي في اعقاب الهزائم العسكرية في العراق وفي سوريا والرغبة في العودة الى الاساليب القديمة للعمليات الجماعية في دول عربية واسلامية.
سبب آخر هو خوف زعماء الدولة الاسلامية من فقدان النفوذ في سيناء على خلفية المنافسة المتعاظمة مع “جند الاسلام” – الفرع المحلي للقاعدة، والذي تتمثل اساليب عمله في الهجوم على قوات الامن المصرية والامتناع عن المس بالسكان المحليين. كما ان اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، والذي سيجعل من الصعب أكثر فأكثر الصلة الاقليمية بين غزة وسيناء، يحتمل أن يكون محفزا للمذبحة، مثلما هي ايضا الرغبة في الانتقام من ابناء قبيلة السواركة الذين يسكنهم بعضهم في البلدة التي تعرضت للهجوم، لانهم عمقوا مؤخرا تعاونهم مع الحكومة.
مهما يكن من أمر، فان العملية تشهد على فشل استخباري لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي. يفهم منها أن أجهزته الامنية لم تتسلل عميقا بما يكفي الى خلايا الارهاب والغطاء الامني ليس كافيا. وذلك رغم الجهود الجمة التي يبذها الجيش، الشرطة واجهزة الامن المصرية في السنوات الاخيرة، والتي تحققت فيها بعض الانجازات. وتساهم في هذه الجهود أجهزة الاستخبارات للولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وحسب المنشورات اسرائيل ايضا. فضلا عن ذلك، وافقت اسرائيل على أن تسمح لمصر بان تدخل قوات كثيرة وطائرات قتالية الى سيناء والى قرب الحدود، في ظل الخروج عن بنود جوهرية في اتفاق السلام في 1979 بين الدولتين.
وبالتوازي مع الصراع العسكري، تحاول مصر “تجفيف مستنقع الارهاب”، تطوير اقتصاد سيناء، منح عمل ورزق للسكان البدو وبذلك اضعاف دوافعهم للانضمام أو لدعم منظمات الارهاب. ومع ذلك، يبدو ان هنا ايضا هذه المحاولات أقل مما ينبغي وغير ناجعة وتقع ضحية الفساد والبيروقراطية. ومن هنا ينشأ استنتاج واضح بان الصراع ضد الارهاب في سيناء بعيد عن نهايته. والتقدير هو أن ولاية سيناء تعد بين 800 و 1.500 نشيط من داعش. بعضهم من سكان سيناء، آخرون جاءوا من مصر نفسها وأقلية بينهم هم أجانب من السودان، الصومال، اليمن، السعودية وغيرها. وفي كل الاحوال، تقدر المخابرات الاسرائيلية منذ زمن ما بان هزائم داعش في سوريا والعراق من شأنها أن تسرع مساعي انتظام الموالين لداعش في سيناء، بهدف استهداف الجيش المصري واسرائيل على حد سواء.
يؤدي هذا بنا الى ان على اسرائيل ان تكون قلقة يضا مما يجري في سوريا، وليس فقط بسبب تعزيز النفوذ والتواجد الايراني، وكذا حزب الله واللواء الشيعي الدولي فيها. وفي نهاية الاسبوع توفر لاسرائيل مصدر قلق آخر. فقد علم أن الرئيس دونالد ترامب قرر وقف تسليح الميليشيا الكردية في سوريا، تلك التي كانت رأس الحربة في الصراع ضد داعش في مناطق عديدة من الدولة المتفككة. ترامب، كعادته، فاجأ في قراره جنرالاته. خيانه للاكراد السوريين، التي يعود مصدرها الى الرغبة في ارضاء تركيا، هي مؤشر آخر على ان الولايات المتحدة تهجر الشرق الاوسط وتتركه لمصيره لروسيا، التي تفكر باقامة قواعد بحرية في السودان أيضا في البحر الاحمر وفي ليبيا على شواطيء البحر المتوسط. وذلك اضافة الى القاعدة التي لديها في مدينة اللاذقية في سوريا. هذا درس آخر لاسرائيل تستخلصه وهو أن الولايات المتحدة مع كل الدعم والمساعدة العسكرية التي تقدمها لاسرائيل فانها سند متهالك. وبالتأكيد طالما واصل الرئيس ترامب قيادة سياسة خارجية انعزالية.
معاريف / الكبرياء بدلا من الذكاء
معاريف – بقلم مئير عوزيئيل – 26/11/2017
كانت لليهود ذات مرة مملكة كبرى، بين بحر قزوين والبحر الاسود، وكان اسمها كزاريا. وهي لغز حتى اليوم. فقد كتب حسداي ابن شفروت من اسبانيا كتابا في محيط العام 950 الى يوسف ملك الكزريين، وطلب استيضاح تفاصيل عن هذه المملكة اليهودية. وبين الاسئلة كان سؤال أيضا اذا كانوا يقاتلون في السبت. فاجاب ملك الكزريين في كتاب طويل، ولكن اذا توجهتم الى جامعة كامبردج، حيث تحفظ الكتب، واطلعتم على جواب الملك يوسيف فستكتشفون بانه أجاب بعبرية واضحة بالتفصيل على كل الاسئلة، ولكنه لم يجب على سؤال بشأن حفظ السبت.
هذه لم تكن صدفة. فالتوتر بين ادارة دولة حقيقية وبين حفظ السبت على النمط الحاخامي الاصولي المتشدد هو وضع متعذر. صحيح ان الاحزاب الاصولية لا تتجاهل تماما احتياجات وجود الدولة، ولا أعتقد أن مجلس حكماء التوراة تحظر الحرب في السبت، ولكنها تحظر امورا كثيرة جدا ضرورية لوجود دولة تؤدي مهامها.
ان الازمة التي ولدتها اصلاحات القطار في السبت الاخير كانت احدى الازمات الاخيرة التي ولدها هذا التوتر. وهي ليست الاخيرة. أزمات مشابهة ستتكرر طالما كانت الاحزاب الاصولية هامة بهذا القدر في داخل الائتلاف.
يختار شعب اسرائيل المرة تلو الاخرى توزيع اصواته بشكل لا يسمح لاي حزب علماني أو حتى تقليدي ان يحكم بموجب قيم اغلبية الشعب. كان ينبغي الاعتماد بالتالي على حكمة قادة الاحزاب، الامل بان تكون مصلحة الدولة ورفاه السكان هي الاساس في نظرهم عندما يشكلون الائتلاف. ولكن الحكمة بعيدة عنهم، إذ ان الكبرياء اهم. وعليه فلشدة الاسف، فان الائتلاف الطبيعي – أحزاب الليكود – العمل – لبيد، وكذا اسرائيل بيتنا ليبرمان، لا تشكل الائتلاف في الاسبوع الاول بعد الانتخابات. يمكن أن ينضم اليها البيت اليهودي وعندها فلتتفضل الاحزاب الاصولية ايضا. فهم يهود جديرون بالتقدير ولكن لي لدرجة اعطائهم السيطرة على ادارة حياة الاغلبية.
كان يمكن تنفيذ الاصلاحيات في القطار حتى في ايام الاسبوع بثمن المعاناة والتشويش للحياة والاقتصاد. ففي الدول التي يسير فيه القطار سبعة ايام في الاسبوع يجري مع ذلك اصلاح السكك. هذه ليست المسألة الاساس. المشكلة هي في الاف النقاط الصغيرة التي ندفع عليها كثيرا للتشدد الاصولي على مدى كل الوقت.
الوضع المرغوب فيه معروف لكل اسرائيلي – أن تكون مواصلات عامة كاملة في السبت. القطار الذي يسافر في السبت الى القدس بـ 28 دقيقة كان ينبغي أن يكون منذ عشرات السنين. اما عمليا، فاذا كنا نريد أن نعرف وضع المواصلات العامة في اسرائيل فينبغي أن نقول باستقامة: لا توجد مواصلات عامة في اسرائيل. توجد أجزاء. في ايام العمل فقط. الكثير من الاقتراحات المسلية طرحت لحل هذه المشكلة، وذلك لان الحلول المنطقية فقدت مفعولها. فقد اقترح بيع كل الدولة في يوم الجمعة واعادة شرائها في منتهى السبت، مثلما يباع غير الحلال، واقترح (رافي كيشون) ان يتنصر عاملو القطار يوم الجمعة ويعاد تهويدهم يوم الاحد، وانا اقترحت حفر قطار سفلي من المتولا حتى ايلات، بحيث يحافظوا فوق الارض على السبت وتحته يسافرون.
واضح أن الوضع السياسي الحالي ليس منطقيا وبسبب عدم قدرة السياسيين على الانضمام الى ائتلاف يعبر عن ارادة الشعب، فان لدينا حكم يمس جدا بالكثير من الاسرائيليين لوقت كثير جدا. قطار قصير جدا في كيلو مترات قليلة جدا معقد في الازمات، يشبه جدا القطار الكهربائي للاطفال أكثر مما يشبه قطار دولة تؤدي مهامها.
معاريف / ارهاب داخل البيت
معاريف – بقلم النائب عمير بيرتس – 26/11/2017
معظم النساء اللواتي قتلن في السنوات الخمسة الاخيرة لم يمتن بطعنات مخرب فلسطيني اجتاز الجدار من اراضي الضفة الغربية. كما لم يقتلهن صاروخ قسام من غزة. هن قتلن على ايدي مخرب ابن بيت. في السنوات الخمسة الاخيرة قتلت 82 امرأة على ايدي ازواجهن او اقربائهن. والى جانب حالات القتل، الاف حالات العنف الجنسي (وعدد لا يحصى من المخالفات الجنسية التي لا يبلغ عنها) يبلغ عنها في كل سنة، وكذا تقع مرات عديدة بين جدران البيت. في المكان الاكثر حميمية، حساسية، حيث يتعين علينا نحن النساء والرجال ان نشعر فيه باكثر أمان مكن.
مثل الارهاب القومي أو الديني – في قسم كبير من الحالات كان هناك اخطار. نحو نصف النساء ممن قتلن على ايدي ازواجهن كن معروفات لسلطات الرفاه وللشرطة على خلفية العنف في العائلة. وبخلاف معالجة الارهاب، فان التقارير في وسائل الاعلام عن تلك الضحايا تدحر الى هوامش العناوين، وتضطر الوزارات الحكومية المسؤولة عن معالجة الظاهرة الى التصدي لها بميزانيات محدودة للغاية، بينما اعضاء الائتلاف لا يعرضون في كل اثنين وخميس مشاريع قوانين ابداعية للتصدي لتهديد العنف من البيت.
على خلفية اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد النساء، الذي احييناه امس، حان الوقت للاعتراف بان العنف ضد النساء تجاوز كل الحدود. وهو من نصيب المهاجرين الجدد والاسرائيليين القدامى، اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين. الخطط موجودة جدا، والوعي موجود اليوم في اوساط عموم الجمهور على مستوى غير مسبوق. وبخلاف الماضي، فان التشريع متطور هو الاخر. لجان من وزارات مختلفة مختصة برفع التوصيات، وتقارير مراقب الدولة تتراكم على طاولة الكنيست. المشكلة هي اليوم في التطبيق.
هكذا، مثلا، تواصل الحكومة تأخير الميزانيات لتنفيذ خطة شاملة لمنع العنف ضد النساء رفعت لها في حزيران 2016 من مدير عام وزارة الامن الداخلي عن اللجنة التي ترأسها. والعبث هو أن الخطة ستبق أن تبنتها الحكومة، ولكنها ببساطة لا تخرجها الى حيز التنفيذ.
في نقاش في الموضوع اجري في الكنيست في الاسبوع الماضي قال مندوب الحكومة دون تلعثم انه من اصل 50 مليون شيكل خصصت لمعالجة موضوع النساء المضروبات في السنة القريبة – سيتم تحويل 20 مليون شيكل فقط. وقد قتلت 17 امرأة منذ أن اقرت الخطة – أما التنفيذ فلا يزال عالقا، وكأنه لا توجد حكومة في القدس.
الحكومة في اسرائيل تنشغل بذاتها بلا انقطاع وتوزع الامتيازات على مقربيها بلا توقف، مع جملة قوانين عابثة وغريبة تستهدف اساسا السماح ببقائها. لو كانت الحكومة تعترف بان الارهاب داخل البيت خطير بما لا يقل عن الارهاب على الحاجز، ولو كانت قررت بان النساء اللواتي يعشن تحت التهديد لسن اقل قيمة – لكنا في مكان آخر تماما.
الانباء السيئة هي ان الارهاب ضد النساء لا ينقضي من تلقاء نفسه. الانباء الطيبة هي انه ليس قضاء وقدرا. هناك خطوات وقائية ناجعة يمكنها أن تقلص الظاهرة وتنقذ الحياة. كل ما هو مطلوب الان هو تخصيص الميزانيات للخطط، تفضيل انفاذ القانون والعمل مع صفر تسامح تجاه كل مظهر عنف ضد النساء.
هآرتس / بلاد واحدة و5.102.809 طفل
هآرتس – بقلم عميره هاس – 1/11/2017
5.102.809 طفل تحت عمر 18 سنة يعيشون في البلاد بين البحر والنهر. هذا الرقم تم نشره في ذكرى يوم الطفل العالمي الذي بدأ في الاسبوع الماضي، لكن ليس كمعطى واحد كامل. هذه بلاد واحدة فيها مكتبين مركزيين للاحصاء لشعبين، مع كل الثغرات الديمغرافية والجغرافية.
لنبدأ من التقسيم البسيط: حسب معطيات مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي، في نهاية 2016 كان يعيش في اسرائيل 2.852.000 طفل بين اعمار 0 – 17 سنة. واحدة من هؤلاء الاطفال باسم معيان، تبلغ 6 سنوات، من القدس، قرأت لها في الاسبوع الماضي قصة باللغة العبرية قبل النوم. لقد استندت بمرفقها علي واحيانا كانت تسبقني في القراءة وتردد جمل كاملة من الذاكرة.
حسب معطيات مكتب الاحصاء الفلسطيني، في منتصف 2017 كان عدد الاطفال الفلسطينيين (تحت سن الـ 18 سنة) في الضفة الغربية وقطاع غزة 2.250.809 طفل (كان من الاسهل لمكتب الاحصاء الفلسطيني أن يُقرب الرقم، لأن الامر يتعلق بالتقدير فقط). أحد هؤلاء الاطفال وهي كوثر (7 سنوات) من الخليل، في الاسبوع الماضي اتكأت بذراعها على كتفي ونظرت باهتمام كبير على اصابعي، التي توثق المحادثة مع صديق والدها.
قلنا ببساطة؟ “اسرائيل” حسب مكتب الاحصاء الاسرائيلي “تضم يهودا والسامرة”، أي المستوطنات في الضفة الغربية، ملحقات الدولة خلف الحدود. الضفة، حسب مكتب الاحصاء الفلسطيني، تضم شرقي القدس ايضا، الذي سكانه الفلسطينيون مسجلون ايضا في مكتب الاحصاء الاسرائيلي. الاطفال الفلسطينيون في القدس هم الاكثر فقرا في اسرائيل، لكن يتم احصاءهم مرتين. اذا يجب أن ننقص من الرقم الاجمالي بضع عشرات الآلاف.
قبل سنة عادت معيان من روضة الاطفال وأسمعت شيء ما عن العرب السيئين. كوثر تعرف أن الحي السكني الذي تعيش فيه تقريبا فارغ لأن الجيران اليهود في المستوطنات لهم خبرة في التسبب بهرب العرب.
45.6 في المئة من اجمالي السكان الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية هم اطفال تحت عمر الـ 18 سنة، جاء عن مكتب الاحصاء الفلسطيني في المعطيات التي نشرها في ذكرى يوم الطفل. في قطاع غزة تقريبا نصف السكان تحت عمر الـ 18 سنة، 49.3 في المئة. في حين أنهم في الضفة 43 في المئة. في الضفة التي تبلغ مساحتها 5.860 كم مربع يعيش 1.293.421 طفل فلسطيني. وفي قطاع غزة التي تبلغ مساحتها 365 كم مربع يعيش 957.388 طفل. بكلمات اخرى، في 6 في المئة من اجمالي المساحة التي تعتبر فلسطينية يعيش 42 في المئة من الاطفال الفلسطينيين.
في مجموعة مختارة من المعطيات التي نشرها مكتب الاحصاء الاسرائيلي جاء أن نسبة الاطفال في اوساط اليهود هي 32 في المئة – 2.042.000 طفل. ونسبتهم في اوساط السكان العرب في اسرائيل – 40 في المئة، 722.000 طفل. والباقون هم مسيحيون غير عرب، يركز مكتب الاحصاء الاسرائيلي. وفيما يتعلق بالسكان اليهود فان الامر يشير الى الزيادة: في 2005 و2010 كانت نسبة الاطفال اليهود 30 في المئة، ولدى العرب حدث انخفاض بـ 47 في المئة في 2005 و44 في المئة في 2010، ومناطق يهودا والسامرة هي الفائزة الاكبر في التقسيم الاسرائيلي، 191.600 طفل – غير المذنبين في كونهم ولدوا كمخلين بالقانون الدولي، وطاردين للفلسطينيين بالفعل وبالامكان – يشكلون 48 في المئة من اجمالي عدد المستوطنين. ولكن لا تسارعوا في الابتهاج: فقط عدد البنات الفلسطينيات في الضفة الغربية من عمر 0 – 4 سنة هو 198.623 طفلة.
نسبة الاطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية بين اعمار 10 – 17 سنة الذين يعملون (بأجر أو بدون أجر) هي 5.3 في المئة، حوالي 28 ألف طفل. في قطاع تنتشر فيه البطالة فان نسبة الاطفال الذين يعملون أقل بكثير، 1.9 في المئة. متوسط الاجر اليومي للاطفال هو 56 شيكل، ومتوسط ساعات العمل الاسبوعية هو 44 ساعة. المكتب المركزي للاحصاء في اسرائيل يحسب فقط نسبة الشباب العاملين في اعمار 15 – 17 سنة: من بين 212 ألف شاب هم في هذا العمر، 1.8 في المئة عملوا (ولم يتعلموا) في نهاية 2016.
الاطفال الذين يعيشون مع والدين أو والد واحد، رياضيون نشيطون، شبان يتعلمون للقب الاول – هذه الشرائح هي التي يفحصها مكتب الاحصاء الاسرائيلي، ويقوم بحسابها في ذكرى يوم الطفل العالمي. في حين أنه في المجموعة المختارة من معطيات مكتب الاحصاء الفلسطيني في نفس الذكرى نجد أنه منذ تشرين الاول 2015 اعتقلت اسرائيل حوالي 4 آلاف قاصر فلسطيني تحت سن 18 سنة، من اجمالي الـ 15 الف فلسطيني الذين تم اعتقالهم في تلك الفترة. حسب معطيات مصلحة السجون الاسرائيلية التي تم تقديمها لـ “بتسيلم” حتى شهر أيار، كان 331 طفل قاصر فلسطيني معتقلين، والذين يعتبرون سجناء ومعتقلون امنيون، و8 اطفال معتقلين بسبب تواجدهم غير القانوني في اسرائيل، الذين يعتبرون معتقلين جنائيين. حسب معطيات الفرع الفلسطيني للحركة العالمية للدفاع عن الطفل، 35 قاصر قتلوا على أيدي قوات الامن الاسرائيلية في 2016 و15 قتلوا في 2017 حتى نهاية شهر آب، 3 منهم في اعمار 13 – 15 سنة، والباقون في اعمار 16 – 17 سنة. المعطى لا يفصل ظروف قتلهم.
في 2016، 1.479 فلسطيني، بينهم 650 طفل، فقدوا سكنهم بسبب سياسة الهدم الاسرائيلية في الضفة، بما في ذلك شرقي القدس. الاغلبية – بسبب عدم وجود رخصة بناء. والاقلية بسبب الهدم العقابي. هذا حسب معطيات الامم المتحدة. في حين أنه في 2017، من كانون الثاني حتى 20 تشرين الثاني، فقد 602 فلسطيني مكان سكنهم بعد ان قامت اسرائيل بهدمه. على الاقل 260 من بين الذين فقدوا منازلهم هم اطفال.
حرب وجود “داعش” في مواجهة الجيش المصري
يديعوت احرونوت – بقلم رون بن شاي – 26/11/2017
المجزرة الدموية في شمال سيناء، والتي قتل فيها أكثر من 300 إنسان وأصيب حوالي 130، نفذت على ما يبدو من قبل “داعش”. رغم ان فرع “داعش” في سيناء المسمى “أنصار بيت المقدس” لم يتبنّ بعد المسؤولية عن الواقعة؛ لكن وحسب جميع الدلائل يدور الحديث عن التنظيم المحسوب على الجهاد العالمي في سيناء. من المهم الإشارة إلى هذه النقطة، ذلك ان أحد الأسباب المركزية للهجوم على المسجد في بلدة بير العبد هو سبب ديني – لاهوتي.
هذا المسجد اعتاد ان يصلي فيه بدو ومصريون، ينتسبون إلى التيار الصوفي في الإسلام؛ هذا التيار الذي يتمسك بالتفسير المثالي القائم على أساس البحث عن العدالة الاجتماعية في القرآن والتشريعات الشفهية المرافقة (الحديث). رغم ذلك، فإن التيار السلفي الذي تنتمي إليه “داعش” يزعم بأن جميع التيارات الأخرى كفار في الأساس. يمكن القول بأن السلفيين هم مثل الأرثوذوكس، بينما الصوفيون نوع من الإصلاحيين الذين يتمسكون بالإسلام غير العنيف في جوهره.
مع ذلك، فإن السبب الرئيسي للعملية الدموية كان ان “ولاية سيناء” يُريد ان يثبت وجوده، وأنه رغم الهجمات المتزايدة للقوات الأمنية المصرية فهو ما يزال حي يرزق، بل ويركل. الأهم بالنسبة لـ “داعش” ان يثبت في الأيام التي فقدت فيها مقاطعاتها الجغرافية ومصادر دخلها الاقتصادية في سوريا والعراق أنه ما زال قائمًا كفكرة وكقوة مسلحة بصورة موزعة في كل أنحاء المعمورة، بدءًا من “بوكو حرام” في افريقيا وحتى أبو سياف في الفلبين، وهذا ليس كل شيء؛ فبالإضافة إلى ما سبق ينضم الإرهابيون الأفراد العاملين في أوروبا وأمريكا الشمالية بوحي من رسائل “داعش” المنشورة على الانترنت.
رجال “داعش” في سيناء مهم لهم بشكل خاص أن يثبتوا بأنهم أحياء، ويعملون رغم الهجمات التي ينفذها الجيش المصري بحقهم، ولأن التنظيم تلاحقه اللعنة كما حدث في سوريا والعراق. على خلاف سوريا والعراق، حيث يوجد هناك قوات تعمل ضد “داعش” ولهم استخبارات جيدة، وكذلك لهم جيوش ذات خبرة كبيرة في الحرب غير المتكافئة ضد عصابات المخربين؛ فالجيش المصري لا ينجح في مواجهة تحدي “داعش”؛ رغم انه وحسب مصادر أجنبية فهو يتلقى المساعدات الاستخبارية، وربما التنفيذية أيضًا من الجيش الاسرائيلي. الجيش المصري لم يفلح في نسج قوات مسلحة محلية من البدو في سيناء بهدف محاربة “داعش” كما فعل الأمريكيون والعراقيون والسوريون ضد “داعش” في سوريا والعراق، في سيناء لا يوجد متعاونون شيعة يحاربون “داعش”. حاليًا نجح المصريون في إقناع بعض القبائل في شمال سيناء بعدم التعاون مع “داعش”، وسيما من خلال العطايا الاقتصادية ووعود بتحسين الوضع الصناعي في سيناء.
التهميش المصري لسيناء وحرمان مواطنيها، وكذلك الموقف المتعجرف والازدراء من قبل المصريين للبدو، كان هو السبب الرئيسي لدى القبائل البدوية، وسيما جيل الشباب من بينهم لتأييد “داعش”، جيل الآباء البالغين كان أقل حماسًا للتنظيم الإسلامي، لكن الوضع الاقتصادي وقطع الطرق على تهريب المخدرات والعمال الأجانب عن طريق سيناء جعلهم يتعاونون مع التنظيم الإرهابي، المصريون فهموا ذلك، وفي العام المنصرم نجحوا في إقناع عدد من شيوخ القبائل بعدم التعاون مع “داعش”.
غالبية سكان بلدة بئر العبد التي استهدفها الهجوم ينتسبون إلى قبيلة تسمى السواركة، أعضاء هذه القبيلة الماكثين في شمال سيناء في منطقة العريش – رفح بالقرب من الحدود مع إسرائيل قرروا مؤخرًا عدم التعاون مع “داعش” لقاء الفوائد الاقتصادية التي وعدتهم بها الحكومة المصرية. وحسب معلومة لم يتم التحقق من صحتها، فقد رفض أعضاء هذه القبيلة – والذين لهم ممثلية أيضًا في إسرائيل – أن يعطوا اللجوء والغطاء لعدد من رجال “داعش” ممّن فروا من القوات الأمنية المصرية التي تطاردهم؛ ولذلك كان لدى “داعش” سبب للانتقام منهم، هذا هو السبب الثالث للهجوم الذي استهدف المسجد المحلي.
وهناك جانب آخر في هجوم أمس: بعد ان فقدت “داعش” مقاطعاتها الجغرافية في سوريا والعراق، لم تعد قادرة على اعتبار نفسها تنظيمًا يقيم الخلافة الإسلامية مجددًا؛ هذه الحقيقة حولت “داعش” إلى تنظيم “جهادي عالمي اعتيادي”. دون الخلافة مكونها الجغرافي والأيديولوجي ليس لدى التنظيم أي مكون يميزه عن القاعدة.
وكما هو معروف، “داعش” انسحبت من القاعدة بقيادة أبو بكر البغدادي، وافتخرت بأنها تقيم الخلافة الإسلامية هنا وعلى الفور في المناطق التي حررت من أيدي “الكفار”، لذلك فقد سمت نفسها أيضًا “الدولة الإسلامية”، بينما تفسير كلمة القاعدة هو “القيادة” وليس كيانًا سياديًا. كلا التنظيمين اللذين خرجا من ذات الرحم الجهادي في السعودية وأفغانستان يتنافسان الآن على النفوذ والثراء وتسخير القوى البشرية والأموال على الساحة الدولية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. “ولاية سيناء” خاصة “داعش” بفعلتها الشائنة الدموية تخدم ليس فقط أهدافها المحلية؛ وإنما أهداف “داعش” الاستراتيجية التي تقاتل من أجل بقائها، والمضطرة الآن إلى منافسة القاعدة.
لكن السؤال الأكثر إقلاقًا: لماذا لا يستطيع الجيش المصري مواجهة وكيلة “داعش” في سيناء؟ السبب الأول هو في الظاهر غياب الاستخبارات، وسيما المعلومات بشأن الأهداف الدقيقة التي تمكن سلاح الجو المصري من قصف نشطاء التنظيم من دون إصابة السكان المحليين، في غياب المعلومات الجيدة عن الأهداف تصيب طائرات ومروحيات الجيش المصري وطائراته غير المأهولة أيضًا السكان المدنيين عندما تهاجم أهداف “داعش”، السكان المدنيين والذين هم في الغلب ابناء قبائل بدوية يذوقون الان الامرين لذلك فهم يساعدون داعش ويسمحوا لهم من الاختباء بينهم والانطلاق من بينهم إلى العمليات الهجومية والعودة وهكذا دواليك.
السبب الثاني هو كما يبدو تعاطي القوات الأمنية المصرية مع السكان البدو في سيناء عمومًا، وهو في الظاهر عامل سلبي يسمح لـ “داعش” بأن يختفي ويظهر من داخل القبائل البدوية من وسط وغرب سيناء دون أي ازعاج. سبب ثالث وهو أساليب القتال التي يمارسها الجيش المصري، والتي تناسب قتال جيش نظامي ولا تناسب المطاردة الموضعية للإرهابيين ومحاربي العصابات الذين يختبئون في المغارات والأنفاق تحت الأرض ويظهرون لفترات زمنية قصيرة ويعودون للاختفاء. حرب كهذه تستلزم ليس فقط معلومات استخباراتية دقيقة وغزيرة؛ إنما تستلزم أيضًا أساليب قتال تختلف عن تلك التي تميز الجيش النظامي التقليدي الذي يقاتل جيشًا نظاميًا آخر.
للأسف الشديد، حتى العملية التي أعلن عنها الرئيس السيسي كرد على العملية في المسجد لن تحسن الوضع كثيرًا، وإنما فقط ستصعد أكثر ضد السكان البدو وتدفعهم إلى أحضان نشطاء “داعش” في سيناء. رغم ذلك يحتمل ان تنظيم حماس الذي قرر مؤخرا استراتيجية للتعاون مع مصر سيتجند الآن لمساعدة السيسي ورجاله، ما تزال اللعبة مفتوحة لم تحسم.
معاريف / لماذا قدّم وزير الصحة الإسرائيلي استقالته من حكومة نتنياهو ؟
معاريف – 26/11/2017
قدّم وزير الصحة “الإسرائيلي” يكوف ليتسمان، اليوم الأحد، استقالته من الحكومة “الإسرائيلية”، فيما سيبقى حزبه “يهودات هتوراه” ضمن حكومة نتنياهو، ولن ينحسب من الائتلاف الحكومي.
ووفقا لصحيفة معاريف العبرية، سيتولى حقيبة وزارة الصحة رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو.
وجاءت استقالة ليتسمان، بسبب تشغيل خطوط القطارات في يوم السبت خلافاً للشريعة اليهودية.
هآرتس / داعش مات في سوريا – في سيناء يتقاتلون على قيادته
هآرتس – بقلم عوديد غرانوت – 26/11/2017
المذبحة التي ارتكبها عشرات نشطاء داعش في المسجد في شمال سيناء هي مذبحة غير مسبوقة، سواء في عدد الضحايا المذهل، أم في اختيار الهدف أم في مجرد الاطلاع على أنه علقت في اذرع التنظيم في ارجاء الشرق الاوسط حيوانات اجرامية ومجنونة، رغم ان قلبه في سوريا وفي العراق كاد يكف عن الضخ.
معظم المصلين في المسجد ممن حصدوا في سيناء هم “صوفيون” وهو فرع من الاسلام السني. من حيث المبدأ، يرى فيهم داعش كفارا، ولكن الفرع المصري للتنظيم ركز حتى الان على اعمال ضد قوات الامن المصرية في سيناء وضد الاقلية المسيحية القبطية. اما القرار السابقة للتنظيم للعمل هذه المرة ضد الصوفيين ايضا، وفي داخل مسجد، بيت الله للصلاة، يمكن أن يشهد ايضا على مرحلة جديدة في تاريخ داعش، بعد سقوط الخلافة في سوريا وفي العراق.
الانطباع هو أنه في هذه المرحلة ابتدأ صراع قوة وسيطرة بين الفروع المختلفة على موقع القيادة. وبدلا من الاستثمار في تجنيد المتطوعين وضم اعضاء جدد، يحاولون الان ان يثبتوا من خلال احصاء الجثث من هو الاقوى، من هو الاكثر وحشية ومن هو الاكثر تطرفا في ايمانه.
في هذه المنافسة يوجد لداعش عدة مزايا تفوق واضحة على الفروع الاخرى. فقد كان موجودا على الارض حتى قبل ان تتأسس الدولة الاسلامية، وهو يتشكل في معظمه من شباب محليين اقتربوا من الدين وهو يستمد القوة من الاحباط المتواصل الذي يشعر به البدو في سيناء من اهمال السلطات في معالجة امورهم.
يجد الجيش المصري صعوبة جمة في القضاء على الارهاب الداعشي في سيناء رغم تواجد اكثر من 40 كتيبة مشاة ومدرعات، ادخلت الى هناك باذن من اسرائيل وبموافقتها. واسباب ذلك هي النقص في المعلومات الاستخبارية وفي الدوافع، ولكن بالاساس غياب وحدات مختصة لمكافحة الارهاب وتغيير اساسي في صيغة القتال.
لاسرائيل مصلحة مفهومة في ما يجري في سيناء وكذا تصميم على احباط محاولات عمليات داعش على طول الحدود الجنوبية. وتبلغ مصادر أجنبية عن مساعدة اسرائيلية لمصر في الاستخبارات بل وفي الاحباطات المركزة من ا لجو. ولكن اسرائيل لا يمكنها ان تقوم بمهامة الجيش المصري، الذي يتعين عليه الان ان ينتقل من القصف الجوي الذي يمس بالغالب بالابرياء ايضا، الى اعمال موضعية مركزة واكثر نجاعة.
المصدر / السكة الحديدية التي قد تفكك حكومة نتنياهو
قد تؤدي أعمال الصيانة التي يقوم بها 100 عامل يهودي في سكة الحديد في إسرائيل في أيام السبت، إلى تفكيك حكومة نتنياهو الحالية وإجراء انتخابات في إسرائيل خلال أشهر قليلة
المصدر – بقلم عامر دكة – 26/11/2017
في نهاية الأسبوع، تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى ضغط استثنائي. علاوة على التحقيقات الكثيرة التي أجرتها الشرطة معه في قضايا فساد متنوعة، يبدو أنه طرأت أيضا أزمة تحالف التي قد تهدد بإسقاط حكومته.
منذ يوم الخميس الماضي كان من الواضح أن أزمة أعمال القطار في يوم السبت (أمس) ستؤدي إلى مشكلة فى المنظومة السياسية. فمن المعلوم، يُعتبر يوم السبت مُقدّسا في إسرائيل، ويُحظر على اليهود العمل فيه إلا إذا كان الحديث يجري عن أعمال لإنقاذ الأرواح. وقد غضب شركاء نتنياهو المتديّنين لأن وزير العمل والرفاه قد سمح لنحو 100 عامل يهودي بالعمل يوم السبت لإصلاح منظومة السكة الحديدية في أنحاء إسرائيل، وقد خُطط لهذه الأعمال مسبقا قبل عام.
وهدد وزير الصحة يعقوب ليتسمان، وهو عضو في الأحزاب الدينية والأحزاب الائتلافية بأنه إذا لم يُعثر على حل مناسب يمنع العمال اليهود من العمل يوم السبت، فسيعلن استقالته. وبالفعل، بعد مناقشات مطوّلة، لم يتم التوصل إلى حل لهذه الأعمال لهذا أعلن ليتسمان عن استقالته صباح اليوم (الأحد). وتقدّر جهات سياسية أن حزبه سيظل في ائتلاف نتنياهو رغم استقالته.
وأعرب نتنياهو عن أسفه لاستقالة ليتسمان. وقال الحِزب الحاكم، الليكود ، في بيان له إن: “رؤساء الكتل (الدينية) قد أوضحوا أنهم لا يعتزمون الاستقالة من الائتلاف، لهذا من الممكن التوصل إلى حل مثالي يحافظ على قدسية يوم السبت ويلبي احتياجات الجمهور فيما يتعلق بوسائل النقل الآمنة والمستمرة”.
وفق تقديرات مختلفة، يفكّر نتنياهو في إجراء انتخابات في ظل التحقيقات الكثيرة التي يخضع لها، ولكنه يحاول الآن منع انهيار الحكومة الحالية. وفى نهاية الأسبوع الماضي ذُكر أن عددا من كبار أعضاء حكومة نتنياهو بما في ذلك وزير المالية موشيه كاحلون ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قد طلبوا الاجتماع مع مستشاريهم للاستعداد لاحتمال عدم تمكّن الحكومة من الصمود في ظل هذه الأزمة وإعلان نتنياهو بين ليلى وضحاها عن إجراء انتخابات.
هآرتس / نتنياهو وحوتوبيلي ضد اليهود
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – /11/2017
الشجب الحاد الذي نشره بنيامين نتنياهو والتهديد باقالة نائبة وزير الخارية تسيبي حوتوبيلي، في أعقاب تصريحاتها عن يهود الولايات المتحدة، مصابين بالازدواجية. فقد قال “اقوالها لا تعكس موقف دولة اسرائيل”.غير أن اقوال حوتوبيلي تمثل باخلاص موقف حكومة نتنياهو، وهي لهذا السبب بالذات اشكالية. فالموقف ببساطة يعاني من “انفصام الشخصية”: فالحكومة تعمل بكل القوة كي تبادر الى قوانين، تفضل الطابع اليهودي للدولة على الطابع الديمقراطي.؛ وبالتوازي تتنكر لليهود الاصلاحيين والمحافظين في الولايات المتحدة من خلال تشريع ضد التيارات غير الارثوذكسية وتجميد صيغة المبكى، بحجة أنهم “خارج اللعبة الديمقراطية”.
عندما لا يكون مريحا لنتنياهو وحكومته مع الديمقراطية، فانهما يبرران ذلك في أنهما قبل كل شيء يهود، وعندما لا يكون مريحا لهما مع قسم من اليهود – يتذكرون بانهم قبل كل شيء ديمقراطيون. فأغلبية يهود العالم هم ليبراليون وطلب اليهود غير الاسرائيليين من التيارات غير الارثوذكسية أن تقر حكومة اسرائيل اقامة ساحة صلاة متساوية في الحائط الغربي هو طلب شرعي تماما. من الصعب الادراك بان دولة اسرائيل تمس بحرية الدين لملايين اليهود المؤمنين، وذلك فقط لانهم ليسوا مواطني اسرائيل (ولهذا فان معظمهم لم يخدموا في الجيش الاسرائيلي). في هذا الموضوع ليس لليهود من مواطني اسرائيل افضلية على اليهود الذين هم ليسوا مواطني الدولة.
بالضبط مثل نتنياهو الذي انثنى امام ضغط الاحزاب الاصولية وجمد صيغة المبكى، مست حوتوبيلي باسم الديمقراطية بحرية الدين لملايين اليهود. “هذا هو وطن الشعب اليهودي من كل التيارات، كلهم مرغوب فيهم أن يأتوا هنا للتأثير على السياسة الاسرائيلية”، قالت نائبة الوزير في مقابلة مع i24، ولكن هذا صحيح فقط بالنسبة لشؤون دولة اسرائيل، وليس بالنسبة لحرية الدين لليهود الامريكيين.
لما كان الجدال مع يهود أمريكا يخرج جدا عن “صيغة المبكى”، وفتحت سياسة اليمين هوة ايديولوجية بين يهود امريكا الليبراليين وبين اسرائيل، فقد انتقلت تصريحات حوتوبيلي الى المسارات المعروفة التي يتحرك عليها خطاب اليمين بشكل عام وخطاب حوتوبيلي بشكل خاص والذي يكون فيه الاسرائيليون او اليهود الذين ينتقدون الاحتلال وتراجع اسرائيل عن قيمها الليبرالية – موضع تشهير. هكذا نجد أن الناطق بلسان “نحطم الصمت” دين يسسخروف هو “خائن”، واليهود الامريكيين الذين يكافحون ضد الاحتلال ينالون لذعة ذات رائحة لاسامية (“لمعظم اليهود لا يوجد ابناء يخدمون كجنود. هم لا يبعثون ابناءهم الى المارينز في افغانستان او في العراق، ولمعظمهم حياة مريحة”). ان حوتوبيلي تمثل باخلاص حكم نتنياهو، واقالتها ستكون ازدواجية اخلاقية بحد ذاتها، الا اذا استقال معها رئيس الوزراء ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى