ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– أمام المحققين – التحقيق مع نتنياهو للمرة السادسة.
– الرئيس تحت الهجوم.
– الشرطة عرضت على شمرون أن يكون شاهدا ملكيا.
– الحسم والعاصفة – ريفلين يرد طلب العفو والسياسيون يهاجمونه.
– القانون ضد المراقب: فيتو كحلون.
– يتقاربون – روسيا، ايران، تركيا.
معاريف/الاسبوع:
– اليمين ضد الرئيس ريفلين: ترك اليئور ازاريا لمصيره.
– سارة نتنياهو: لم أطلب من ملتشن زجاجات نبيذ.
– الرئيس يرد طلب ازاريا للعفو.
– في المرة السادسة: التحقيق مع نتنياهو تحت طائلة التحذير في قضية الهدايا.
– الحكومة تقر اغلاق منشأة حولوت بعد ثلاثة اشهر.
– كحلون يعرقل مشروع قانون لتقييد صلاحيات المراقب.
– السلطة تعوض بعشرات الملايين عائلات ضحايا عملية في 2001.
هآرتس:
– ليبرمان يحسم: “صوت الجيش” تنقل لوزارة الدفاع.
– التحقيق مع نتنياهو في ملف 1000 ومواجهته بشهادات ملتشن ورجاله.
– ريفلين يرد طلب ازاريا: “العفو سيمس بالجيش والدولة”.
– ريفلين يخفف من عقوبة يونتان هيلو الذي قتل رجلا اغتصبه.
– سلطة الهجرة تعمل على ابعاد إبنة لناجين من الكارثة من اسرائيل بدعوى أن أباها غير دينه.
– النائب مسلم يبادر الى قانون لمعاقبة صحافي ينشر مادة تحقيق بالسجن لمدة سنة.
– نتنياهو: اذا طرحت صيغة سياسية، فان الاعتبارات الامنية ستتصدر.
اسرائيل اليوم:
– حورب يستقيل، العلاقة مع الشرطة تستمر.
– أكثر من نصف سكان الدولة يعانون من السمنة وزيادة الوزن.
– للمرة السادسة: التحقيق مع نتنياهو في ملفي 1000 و2000.
– عائلة ازاريا: نحن خائبو الأمل من عدم منح الرئيس العفو.
– السلطة ستعوض عائلات مقتولين بعشرات ملايين الشواقل.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 11 – 2017
هآرتس / نتنياهو : اذا طرحت صيغة سياسية، فان الاعتبارات الامنية ستتصدر
هآرتس – بقلم يونتان ليس – 20/11/2017
تناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس التقرير عن خطة السلام التي تعدها إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب. فقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة ان “موقفي من هذه الخطة سيتقرر وفقا للمصالح الامنية والقومية لدولة اسرائيل”.
وأفادت أول أمس شركة الاخبار بان خطة ترامب لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ستتضمن تبادلا للاراض، ولكن ليس وفقا لخطوط 1967، واقامة دولة فلسطينية. ولكن مصدرا في الادارة قال، دون التطرق الى التقرير مباشرة، ان “تقارير من هذا النوع هي مثل المرق الذي يعد من أفكار مختلفة”، ولا تمثل ما تعده الادارة عمليا.
وحسب التقرير نقلا عن مصادر اسرائيلية، فان ترامب يعتزم “ان يعرض على الفلسطينيين دولة”. الى جانب ذلك سيحصل الفلسطينيون على مئات ملايين الدولارات من الدول العربية السنية. واضافة الى ذلك، نشر في شركة الاخبار بان واشنطن ستعترف بمعظم المطالب الامنية لاسرائيل. كما قيل في شركة الاخبار انه في هذه المرحلة لن يكون اخلاء لليهود أو العرب، ومسألة القدس ليست على جدول الاعمال.
يديعوت / التقارب الروسي، الايراني، التركي
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 20/11/2017
في القدس يخافون من التقارب المتسارع لمحور روسيا – ايران – تركيا.
ففي انطاليا في تركيا انعقد أمس لقاء ثلاثي بين وزراء الخارجية لروسيا، ايران وتركيا. ويعد هذا لقاء مفاجئا أي من الاطراف المشاركة فيه لم يعلن عنه مسبقا. لقاء ثلاثي آخر، لرؤساء اركان الدول الثلاثة سيعقد اليوم أو غدا، وفي اطاره ستجرى استعدادات للقاء قمة للزعماء الثلاثة – الرئيس الروسي بوتين، الرئيس التركي اردوغان والرئيس الايراني روحاني – والذي سيعقد يوم الاربعاء القريب القادم في سوتشي في 22 تشرين الثاني. والوتيرة التي تجرى بها هذه اللقاءات غير مسبوقة، وهدفها أغلب الظن هو اعطاء جواب للخطوات السعودية ضد ايران وحزب الله بدعم من أمريكا واسرائيل.
وأشارت مصادر مطلعة في القدس الى أن سلسلة اللقاءات المكثفة هذه تستهدف السماح للاعداد السريع لاتفاق بين الدول الثلاثة حول صورة سوريا في اليوم التالي للتسوية الدائمة. وحسب المصادر، فان الحديث يدور عن خطوة مقلقة جدا لاسرائيل، إذ لا شك ان هذا المحور سيمس بالمصالح الاسرائيلية في الساحة السورية قبيل كل تسوية دائمة.
في اسرائيل يخافون من ان يكون توثيق أواصر هذا المحور يثبت التواجد الايراني في سوريا ويسمح بحفظ المصلحة الايرانية فيها، ولا سيما في ضوء الاتفاق الروسي الامريكي الذي وقع مؤخرا في المسألة السورية. فهذا الاتفاق يؤدي عمليا الى انهاء التواجد الامريكي في المنطقة والتخفيف الكبير للتواجد الروسي على الارض السورية. والى هذا الفراغ، كما يخافون في اسرائيل، سيدخل الايرانيون – باسناد روسي – لحماية نظام الاسد. وفي الغرب يقدرون بان الرئيس بوتين سيعلن عن اخراج اساس القوات الروسية من سوريا منذ نهاية كانون الاول، في اثناء انعقاد طاقم القيادة العليا الروسية الذي يقف على رأسه.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت أمس بعد لقاء الوزراء بانه بحثت في المحادثات الشروط الثلاثة لتخفيض مستوى العنف في ما يسمى “المنطقة الخامسة” في سوريا. والمعنى هو ان الروس، الاتراك والايرانيين توصلوا الى تفاهمات حول النفوذ التركي في شمال سوريا، في منطقة ادلب – عرفان، المجاورة للحدود مع تركيا. ويدور الحديث عن اتفاق مصالحة اقليمية يمس بمصالح الاكراد السوريين، الذين يسيطرون على اجزاء من هذه المنطقة. ويأتي التحالف التركي مع الروس للتخريب على السياسة الامريكية التي تؤيد مصالح الاكراد السوريين في المنطقة.
وبالتوازي شدد الروس اعمال القصف في معقل داعش الاخير في سوريا – البوكمال. وأعلن الروس بان طائرات القصف الاستراتيجية اجتازت سماء ايران، وهو مؤشر آخر على توثيق التعاون.
وكجزء من تدخل الروس في سوريا، فقد استدعوا ايضا نحو الف من رؤساء العشائر السوريين الى اجتماع يعقد في سوتشي، بهدف اشراكهم في الحوار حول المصالحة الوطنية وكتابة الدستور السوري الجديد. وهؤلاء رؤساء عشائر مسلحة، يتواجدون في اجزاء مختلفة من سوريا ويحتفظون بميليشيات مسلحة؛ بعضهم قاتلوا ضد نظام الاسد. يحاول الروس مصالحتهم مع النظام والقبول بحكم الاسد.
امس دمرت دبابة عسكرية اسرائيلية موقعا سوريا في شمال هضبة الجولان بسبب خرق اتفاق فصل القوات بين الدولتين في العام 1974 والذي يمنع الاحتفاظ بقوات وبناء مواقع بحجم معين في مناطق تخفيف تواجد القوات التي تقررت بعد حرب يوم الغفران.
هآرتس / مبروك، ولد للعرب غيتو آخر
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 20/11/2017
الزعيم السياسي نمر مرقص المتوفى روى قصة ذات مرة عن أحد فلاحي احدى القرى، الذين جاءوا قبل بضع سنوات لتهنئة صديقهم بمناسبة ولادة إبنه، الذي قال لهم: اذهبوا وباركوا للسادة، لقد ولد لهم خادم جديد. هذه هي طريق الحياة. الفقراء يولد لهم أبناء فقراء، والاغنياء يولد لهم أبناء اغنياء. هكذا ايضا بالنسبة للبلدات: سفيون الغنية تجلب للعالم قيصاريا الاكثر ثراء، والقرية العربية ستلد غيتو آخر.
مبروك. بعد سبعين سنة من الآلام ستنشيء الدولة مدينة عربية، تكون مكتظة لدرجة الاختناق، كما قال البروفيسور يوسف جبارين في المؤتمر الاقتصادي لـ “ذي ماركر” في الناصرة في الاسبوع الماضي – 19 ألف وحدة سكنية سيتم بناءها على مساحة تبلغ 2700 دونم. والمثل العربي يقول “صام طول اليوم وأفطر على بصلة”. وحسب اقوال جبارين المدينة ستكون مكتظة أكثر بضعف ونصف من تل ابيب، ذروة اللامعقول: في الناصرة العليا يعيش الآن حوالي 40 الف نسمة على مساحة 33 ألف دونم، وفي الناصرة العربية التي عمرها آلاف السنين يعيش 76 ألف نسمة على مساحة 14 ألف دونم.
لقد شاركت، للاسف، في الجزء الاخير من النقاش الاول في المؤتمر. وقد تحدث هناك المحامي ايرز كمنتس، نائب المستشار القانوني للحكومة. وقد سألته اذا كان هذا هو الرجل الذي سميت على اسمه الخطة التي سيؤدي تنفيذها حسب التقديرات الى هدم حوالي 50 ألف منزل لم تحصل على رخصة بناء. عندما كانت الاجابة بنعم، أصبت بخيبة أمل. لقد اعتقدت أن شخصا مثله يقض مضاجع آلاف الاولاد العرب وعائلاتهم، يجب عليه أن يظهر بصورة اخرى أكثر صلابة. وهنا، لخيبة أملي، فان هذا الرجل الذي يقوم بهدم المنازل، يبدو رجلا لطيفا.
للدهشة، عندما سمعت جزء من اقوال المحامي كمنتس عن ضرورة التسوية في الوسط العربي، فقط وافقته. فالامر يتعلق بقليل من النظام، بدل أن يكون في العلبة الواحدة عشر قطع من السردين البشري، ستحتوي بتدخل الدولة على 20 قطعة.
البروفيسور جبارين يعتقد أن سخاء الحكومة لاعطاء تراخيص البناء للعرب الهدف منها منع سكن العرب في البلدات اليهودية. هذا جيد. والعرب سيكونون مسرورين بهذا الانجاز حتى لو كان بسبب الخوف من افساد المدن اليهودية بالعرب. ولكن الرأس العنصري (ليس اليهودي، لا سمح الله) يقوم بالخطوة المطلوبة بتشويه فظيع: اوروبا حاصرت اليهود في غيتوات، والآن اليهود يحاصرون العرب في غيتوات.
في المقابل، على نفس الارض، يتم انشاء غيتوات من نوع آخر. صحيح أنها واسعة، لكنها تشبه الغيتوات المخصصة فقط لليهود. وليس مجرد يهود، بل يهود يبحثون عن حياة جيدة، ولا يعنيهم اذا كانت منازلهم تتسبب ببؤس حياة سكان المنطقة المحيطة، الذين يتم خنقهم بسبب النقص في الاراضي التي سلبت منهم.
يوجد بين سكان غيتوات اليهود أناس طيبون، يعتبرون التعايش المشترك مع العرب عزيزا على قلوبهم. بين الفينة والاخرى يستضيفون عربا في الغيتو الواسع الخاص بهم، والعرب من ناحيتهم يستضيفونهم في الغيتو المكتظ الخاص بهم. وهناك تكون جولة من البكاء تفطر القلوب. هؤلاء يبكون واولئك يمسحون الدموع، وبعد ذلك كل واحد منهم يعود الى الغيتو الخاص به. أحدهم الى الغيتو الواسع والآخر الى الغيتو المكتظ.
حسب تقديري المتواضع، دموع العرب جفت، ومناديل اليهود الجيدين نفدت.
لقد حان الوقت لتغيير الطقوس. مطلوب من سكان هذين الغيتوين الجيدين أن يصرخوا وأن يطالبوا بتوقف الغيتو الواسع عن أن يكون غيتو. قبل كل شيء من اجل الصحة النفسية لساكنيه.
في المرحلة الاولى يجب عليهم دعوة العرب للسكن في الغيتو الخاص بهم، واذا ثارت معارضة على ذلك، فيجب أن يكون نضال على شكل اليشوف الجماعي: هل هو يشوف عنصري أو يشوف انساني.
يديعوت / مبادرة ترامب للسلام – موتها المعروف مسبقا
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 20/11/2017
الاسبوع الماضي، في واشنطن، سمعت من اعضاء معاهد البحث المقربة من اذن ادارة ترامب أن مبادرة السلام الجديدة للرئيس توشك على التجسد قريبا. ففي الاسابيع القريبة القادمة، كما تقول الشائعات، ستعرض على الطرفين. وكل ما يعرفونه، وكل ما نشر حتى الان، أكثر غموضا من أن نتناول الصيغة الجديدة بجدية. فالمخفي حاليا هو الاعظم.
ولكن ينبغي قول الحقيقة. ليس هاما ماذا ستكون عليه مبادىء الصيغة الجديدة، واضح بقدر عال جدا من اليقين بان المبادرة الجديدة لن تؤدي الى اتفاق. العكس هو الصحيح، فهي ستعيق الاحتمال بالتسوية لانه مع كل الاحترام لترامب، فانه لن يعيد اختراع الدولاب، كما ليس هاما ما سيعرضه على الفلسطينيين. فجوابهم معروف مسبقا. ليس بسبب أن الخطة ستكون سيئة بهذا القدر. ليس بسبب انها لن تمنحهم دولة. هم سيقولون “لا” لان هذا هو ما يعرفون قوله. الخطة الوحيدة حتى الان التي قالوا لها “نعم” هي المبادرة السعودية – العربية.
ثمة جدال حول عنصر في المبادرة يعنى بمسألة اللاجئين، والتي هي المسألة الاصعب. كانت هناك حتى تصريحات من زعماء عرب توضح بان الحديث لا يدور عن “حق العودة”. هنا وهناك كانت حتى تصريحات من زعماء فلسطينيين فهم منها التنازل عن حق عودة جماهيرية. ولكن في الزمن الحقيقي، على طاولة المفاوضات، رفض الفلسطينيون كل مبادرة لم تتضمن عودة جماهيرية. أو، كما قال نبيل شعث، وزير خارجية السلطة سابقا وأحد اعضاء فريق المفاوضات: “نحن نقصد دولتين – واحدة فلسطينية، واخرى ثنائية القومية”. ويعتبر شعث واحد من أكثر المعتدلين في القيادة الفلسطينية.
وعليه، كما اسلفنا، ليس هاما ماذا ستكون عليه الخطوط الهيكلية لمبادرة السلام من انتاج ادارة ترامب – الجواب الفلسطيني سيكون سلبيا. صعب قليلا أن نفهم كيف يجد الاشخاص الاذكياء في قيادة الادارة الامريكية، السابقة مثلما هي الحالية، صعوبة في أن يفهموا الامر. وحتى الموافقة العربية على صيغة ترامب لن تجدي نفعا. فقد كانت في حينه موافقة عربية ذات مغزى لصيغة كلينتون، ولكن هذا لم يقنع عرفات. فقد قال لا.
يحتمل انه كان ممكنا قبل عقدين الوصول الى صيغة دولتين للشعبين. ففي العام 1988، أعلن عرفات، بضغط امريكي، عن الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. بعد سبع سنوات من ذلك تبلورت مسودة اتفاق بيلين – ابو مازن، والتي لم تتضمن حق عودة الى داخل اسرائيل. غير أن هذا تاريخ. في العقدين الاخيرين أخذ الموقف الفلسطيني في التطرف. فالفلسطينيون جعلوا رفض الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية احد مبادئهم الاساس.
وحصل شيء آخر في العقد الاخير منظومة واسعة من الدعاية ما بعد الصهيونية والمناهضة لها، في العالم الحر وفي داخل اسرائيل توفر مبررات للموقف الفلسطيني الاخذ في التصلب. “يجب الاعتراف بحق العودة”، كما يوعظهم ممثلو النخب التقدمية. ومع موقف كهذا، يعزز “التقدميون” على اصنافهم معسكر الرفض الفلسطيني. فاذا كان هذا هو ما يقوله لهم الاوري افنيريون، في العالم وفي اسرائيل، فلماذا يعرضون موقفا اكثر اعتدالا؟
في هذه الاثناء فان كل جولة مفاوضات فاشلة تعزز فقط اليمين المتطرف في اسرائيل، الذي يسخر بالمساعي للوصول الى سلام. والنتيجة ليست جمودا. النتيجة هي اتساع آخر لمشروع الاستيطان، وليس فقط في داخل الكتل بل وايضا خارجها. الفلسطينيون يتطلعون الى دولة واحدة كبرى. واليمين المتطرف، الذي له تمثيل في الحكومة، يصبح ذراعهم التنفيذي.
هذا لا يعني انه يجب ان نيأس. هذا فقط يعني انه بدلا من مبادرة سلام اخرى، وبدلا من السعي الى اتفاق، والذي في الظروف الراهنة ليس هناك أي احتمال لتحقيقه، توجد حاجة للسعي الى تسوية. ولغرض الامر يمكن أن نتبنى جزءا من الخطوط الهيكلية لمبادرة السلام التي سبق ان وضعت على الطاولة في الماضي وتنفيذها، في ظل خلق فصل ديمغرافي (بما في ذلك الوقف التام للبناء الاسرائيلي خارج الكتل)، مع سيطرة أمنية في غور الاردن وفي نقاط امنية اخرى. “خطة القادة”، التي اسمها الرسمي “الامن اولا”، تضع خطوطا هيكلية لمثل هذه التسوية.
يحتمل أن يفهم الفلسطينيون في يوم من الايام بان قول “لا” يدحرجهم من سيء الى اسوأ. ولكن لا حاجة لانتظار الصحوة. لا حاجة للقول اليوم سيأتي. هناك حاجة لجلب هذا اليوم. ان لم يكن الحكومة الحالية، فلعله إذن، ولعله فقط، الحكومة القادمة.
هآرتس / لنقوم باعادة بناء مستوطنات شمال السامرة
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 20/11/2017
مقال يوتم بيرغر “في اليمن يناضلون على حق العودة”، الذي نشر في “هآرتس” في 16/11، أثار ذكريات تعود للاخلاء في آب 2005 عندما تم اخلاء آلاف العائلات بالقوة من منازلهم. والسؤال ما زال مطروحا: لماذا تم ذلك؟ ما هو المنطق الذي أدى بشارون، المهندس المؤيد لجزء كبير من المستوطنات التي تقع خلف خط وقف اطلاق النار للعام 1949، لاتخاذ قرار اخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال السامرة؟ لماذا قرر عدد كبير من اعضاء الليكود اتباعه، وأن يتركوا حزبهم ويؤيدوا الانفصال؟.
غوش قطيف، خلافا لكفار دروم ونتساريم التي أقيمت في مركز قطاع غزة، يقع في المنطقة الجنوبية للقطاع، وكان تجمع للمستوطنات معزول نسبيا. دوغيت، نيسانيت وايلي سيناي كانت تجمع صغير آخر، ثلاث مستوطنات في المنطقة الشمالية من قطاع غزة. في حين أنه ربما كان لاخلاء كفار دروم ونتساريم مبررا أمنيا، لماذا فرض على سكان غوش قطيف وعلى سكان شمال القطاع اخلاء بيوتهم؟ ببساطة كانت هناك اعتبارات اخرى هي التي دفعت شارون لاتخاذ هذا القرار.
بعض الذين وافقوا على تأييد الانفصال قالوا لشارون إنه لا يوجد سبب حقيقي لاخلاء دوغيت ونتسانيت وايلي سيناء. ولكن شارون أصر على أنه يجب اخلاء كل المستوطنات من قطاع غزة، الموجودة خلف خط الهدنة للعام 1949. لا شك أن شارون كان متحمسا لاعطاء اشارة على استعداد اسرائيل للانسحاب من كل المناطق التي احتلها الجيش المصري عندما هاجم اسرائيل في العام 1948. هل كان ذلك سيكون سابقة لانسحابات مستقبلية من مناطق تقع خلف خطوط الهدنة للعام 1949؟ يصعب ايجاد منطق آخر لهذه الخطة.
ولكن ما يثير الاستغراب أكثر هو قرار شارون أن يرفق الانسحاب من قطاع غزة باخلاء المستوطنات في شمال السامرة: كديم، غانيم، حومش وسانور. هذه المستوطنات لم تكن لها أي صلة بقطاع غزة. ما هي الفائدة المتوقعة من خطوة كهذه؟ هل شارون أشار بذلك الى أن هذه هي مجرد البداية، وأن كل المستوطنات في يهودا والسامرة، كل ما بني خلف خط الهدنة للعام 1949 معد للاخلاء بالقوة؟ اهود اولمرت، وريثه، تحدث بصراحة عن نيته للذهاب في هذا الاتجاه.
منذ ذلك الحين دخل مصطلح “الكتل الاستيطانية” الى قاموس الخطاب السياسي في اسرائيل. يبدو أن كل المستوطنات في يهودا والسامرة كانت معدة للاخلاء، باستثناء الكتل الاستيطانية. ولكن عمليا، الكتل الاستيطانية الوحيدة التي أقيمت خلف خط الهدنة للعام 1949، كانت مستوطنات غوش قطيف والمستوطنات في شمال قطاع غزة. وهذه تم هدمها بالفعل. في الوقت الذي أقيم فيه عدد كبير من المستوطنات في يهودا والسامرة، كانت معاليه ادوميم واريئيل بالتحديد ليست كتل استيطانية معزولة، وهي محاطة بقرى فلسطينية كثيرة. غوش عصيون كان كتلة استيطانية في الايام التي سبقت اقامة الدولة، لكنه الآن محاط بمناطق فلسطينية مكتظة بالسكان. من المفهوم والمبرر الرغبة في أن يتم ضم المستوطنات الكبيرة الى داخل حدود اسرائيل في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين، حتى لو لم تكن كتل استيطانية.
في هذه الاثناء، تلاشى جزء كبير من تأييد الجمهور للانفصال عن قطاع غزة، الذي كان يوجد عند تنفيذه. تطورات حصلت بعد ذلك، مثل سيطرة حماس على قطاع غزة والهجمات الصاروخية على البلدات الاسرائيلية، كشفت عن انعدام منطق تلك الخطوة. رغم ذلك، الآن اصبحت هذه حقيقة واقعة.
شمال السامرة، خلافا لقطاع غزة، يوجد تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي. يجب فحص اعادة بناء كل المستوطنات في شمال السامرة، التي تم هدمها في حينه، أو عدد منها.
هآرتس / محادثة رواق في عهد السيسي
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 20/11/2017
المعرض المصري الهام “تاون هاوس” الواقع في زقاق مكتظ في مركز القاهرة، يشق طريق مستقل بعقده عدد متنوع من لقاءات المثقفين بين جدرانه. في تشرين الاول عقد في مبنى شبه مدمر محاط بالسقالات، لقاء مثير بين الكاتب طلال فيصل والمخرج بسام مرتضى حول: هل يستطيع الكاتب خلق بيوغرافيا، وحتى اوتو بيوغرافيا، من اجل وصف نسيج حياة حقيقي، لكن ليس بالضبط عنه أو عن موضوع كتابه.
هذا ليس مجرد سؤال نظري يتعلق بمسألة أدبية خاصة، بل هو يتعلق مباشرة بالموضوع المؤلم الخاص بالرقابة، التي تلقي بثقلها على الانتاج الفني في مصر. المعرض الذي أسس في العام 1998، تم اعداده ليكون بيت للفنانين من أبناء الجيل الجديد. بعد الربيع العربي تم استخدامه لعقد اللقاءات والعروض، اساسا لمن وجدوا صعوبة في أن يجدوا لأنفسهم مجال عمل في اطار المؤسسات الرسمية، في اعقاب انتقادهم الشديد للحياة تحت نظام عبد الفتاح السيسي الجديد. في 2015 قامت القوات الامنية التابعة لوزارة الداخلية بمداهمة المعرض، وصادرت لوحات وحواسيب، وأصدرت أمر باغلاقه بذريعة أنه لا يفي بالمواصفات والتعليمات الخاصة بتوفير وسائل الحماية. من الواضح أن الامر يتعلق بتبرير لا أساس له. لو كان حقيقيا فان آلاف البيوت في القاهرة وفي ارجاء الدولة كان يجب أن تغلق.
في السنة الماضية جدد المعرض نشاطاته. توجد فيه مكتبة فنية تضم حوالي 400 كتاب، وفي قاعة “الروابط” المجاورة يتم عرض مسرحيات “فرنج”، وفي ارض المعرض نفسها يتم الآن عرض معرض صور لفنون الشوارع ولوحات غرافيك رسمت على الجدران العامة في فترة الثورة. تلك صور بهيجة وتشكل تاريخ حي وحساس لفترة عاصفة. لقد تحولت الى جزء لا ينفصل عن المشهد الفني، الذي أثمر أدبا اكاديميا متشعبا، مثل “جدران الحرية” وهو الكتاب الشامل لبسمة حمدي ودون كارل، وهما خبيران بفن الغرافيك، الذي صدر في 2014. ولكن نشاط المعرض يستمر في اشغال الجهات الاستخبارية، هم يطلبون من اصحابه تقديم برامجهم والحصول على ترخيص لكل نشاط. “في كل مرة نحن نخشى مجددا من أن يأتوا لاغلاق المكان. لا أحد يشرح لنا الشروط المطلوبة، فقط يشيرون لنا بأنه يجب علينا عدم عشر انتاجات من شأنها المس بمشاعر المواطنين. يجب علينا التخمين ما الذي يمكن أن يمس بالمشاعر، في الوقت الذي من الواضح لنا فيه أن المقصود هو مشاعر النظام”، قال للصحيفة أحد العاملين الكبار في “تاون هاوس”.
الفنانون ليسوا هم فقط الذين يتشجعون لشد حدود الرقابة. “اداة العمل” الناجعة لحركات الاحتجاج، الفيس بوك وتويتر، أظهرت ايضا قوتها، حيث جرى في بداية الشهر تمهيدا لعقد مؤتمر الشباب الدولي الذي بادر اليه الرئيس السيسي في شرم الشيخ، تم فتح حساب في تويتر عنوانه “يجب علينا التحدث”. هذا الشعار كان شعار المؤتمر. ولكن آلاف الشباب في مصر لم يقصدوا الحديث الذي سعى اليه الرئيس. لقد طلبوا منه اطلاق سراح كتاب المدونات في الانترنت وشباب تم سجنهم بسبب انتقادات اسمعوها. “حرروا الجيل المصري المسجون، حرروا المستقبل”، طلب أحدهم؛ “علينا التحدث عن الثقافة وحرية التعبير”، كتب شخص آخر وأشار الى أن مكتبة “الكرامة” في القاهرة والتي عقدت فيها دورة لتأهيل الصحافيين، تم اغلاقها من قبل الشرطة. “لماذا شوكان معتقل منذ اربع سنوات؟”، طلب كثيرون معرفة السبب، والمقصود هو المصور الصحافي محمود أبو زياد، الملقب بـ “شوكان”، الذي اعتقل في 2013 عندما قام بتصوير المواجهات بين قوات الامن ومؤيدي الاخوان المسلمين.
خلافا لمن يستخدمون الشبكات الاجتماعية، فان معارض مثل “تاون هاوس” (ليست الوحيدة) تحاول تثبيت الانتقاد الفني من خلال السير بين النقاط. مؤخرا عقد في “تاون هاوس” سيمنار في موضوع “اعادة كتابة النقد”، الذي نوقشت فيه طرق لعرض نقد فني وثقافي بصورة تتملص من كلمات “الرقابة”، “الحكومة” و”السياسة”، التي تم منع ذكرها في اطار الفن. “يجب علينا اختراع لغة جديدة، تستطيع تجاوز القيود التي تفرضها الحكومة”، قالت سارة بهجت في هذا الشهر، وهي من المسؤولين عن نشاطات المعرض، في موقع “الفنار” الذي يعمل في مجال التعليم العالي في الشرق الاوسط. هذه يجب أن تكون لغة تستطيع فك الرموز وتحليل الانتاجات الفنية السياسية بصورة لا تغضب النظام – تحدي مركب، لأنه يتطلب اظهار الاحباط والضائقة بصورة لا تؤدي بالعاملين فيه الى ما بين جدران السجن. هذا النضال على تشكيل الوعي هو أمر يهتم به السيسي جدا، لأن فيه تهديد للاستقرار ومن شأنه أن يخلق تمردا مدنيا. إن مبادرته لعقد مؤتمر الشباب الدولي هي جزء من جهوده لكبح ثورات النقد. الفن حسب رأيه يجب أن يخدم الشعب، أي النظام.
التعبيرات الفنية للاحتجاج بعد الربيع العربي لم تنضج بعد لتصبح حركة أو تيار في الفن. ومن اجل تحولها الى ذلك يجب على الفنانين الاقناع بأنه يمكنهم احداث تغييرات ملموسة، وخلق كتلة حرجة من المؤيدين، والتي ستتحول في نهاية المطاف الى قوة سياسية. في الظروف السائدة الآن في مصر يصعب علينا توقع أن تتحول الثقافة الى رأس حربة تجند الجمهور. ولكن القيود الملقاة عليها تخلق اهتمام داخل مصر وخارجها.
معاريف / اختاروا معسكرا
معاريف – بقلم أوري سفير – 20/11/2017
ينقسم العالم الغربي اليوم الى معسكرين: يتشكل المعسكر الاول من الدول والحكومات التي تواصل السير في المسار الدولي الذي وضعه الرئيس الامريكي السابق براك اوباما. فقد سعى اوباما الى عالم ليبرالي مع مساواة في الحقوق على خلفية النوع الاجتماعي، الدين، العرق والقومية؛ عالم بلا حدود بالنسبة للتجارة الحرة وهجرة اللاجئين وعالم يقدس حقوق الانسان والمواطن. وقد عمل على المصالح الامريكية من خلال الدبلوماسية الجماعية مع القوى العظمى الاخرى. واتخذت القرارات انطلاق من الفهم المتبادل وانطلاقا من الاجماع الدولي، دون اكراه من “الشرطي الامريكي”.
في هذا العالم، كان لمجلس الامن في الامم المتحدة دورا ايجابيا، مثلما في موضوع فرض العقوبات على ايران وكوريا الشمالية. وضمن امور اخرى، وضع الرئيس السابق حدا لحربين في افغانستان وفي العراق، وتقدم بحلول دبلوماسية في موضوع السلاح الكيميائي في سوريا والسلاح النووي في ايران. وفضل الاتفاقات غير الكاملة على الحروب العابثة. كان ديمقراطيا في الوطن وفي العالم. ومعه سارت الديمقراطيات الاساسية في العالم، بمن فيها المانيا، فرنسا، معظم دول الاتحاد الاوروبي، كندا واليابان. كان لامريكا اصدقاء في العالم، ولهذا فقد كانت اقوى. الكثيرون يشتاون لاوباما في امريكا وخارجها.
ويوجد عالم يسير في طريق دونالد ترامب، الذي يقود امريكا الى سياسة وفكر قومي انعزالي، وعنصري ضد الاقليات، في ظل المعارضة لسياقات العولمة في مجالات الدبلوماسية، التجارة الحرة وجودة البيئة من ناحية الفكر، في هذا المعسكر توجد بقدر معين ايضا بريطانيا تريزا ماي بسبب الخروج من الاتحاد الاوروبي. روسيا، الصين، دول الخليج وبقدر كبير ايضا دولة اسرائيل تحت حكم بنيامين نتنياهو. ترامب خطير لامريكا. في عالم اليوم لا يمكن الوصول الى استقرار دولي من خلال اكراه الشرطي الامريكي، مثلما يمكن للرئيس الامريكي أن يتعلم بالطريق الصعب.
في اسرائيل، ولا سيما في حكومة نتنياهو، يسيرون بسرور في اعقاب ترامب. رئيس وزراء اسرائيل، مثل ترامب ايضا، لا يريان في استخدام القوة مخرجا أخيرا، ينفران من الوحدة متعددة الجنسيات كالامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، يعجبان بفلاديمير بوتين ويريان في الدبلوماسية الدولية بالطرق السلمية كأمر ساذج. على المستوى الداخلي هما متشابهان ايضا: النفور من النخب التقليدية، الصراع رجل اضعاف السلطة القضائية والاعلام، اقصاء الاقليات. وثيقة الاستقلال الاسرائيلية والدستور الامريكي هما بعيدان عنهما.
سياسيان مخضرمان ومحبان للابهة، يقومان على اساس تأييد شعبوي وديماغوجي من الطبقة الوسطى القومية. بالنسبة لامريكا، يحتمل جدا أن يكون هذا فصلا عابرا، ربما في 2020. اما بالنسبة لديمقراطيتنا الهزيلة، فهذا تدهور خطير، ويقترب اليوم الذي يتعين فيه على مواطني اسرائيل ان يقرروا لاي قسم من اسرة الشعوب يرغبون في الانتماء.
معاريف / الامر الأعلى
معاريف – بقلم أفياهو سوفير – 20/11/2017
الكثير من الكلمات سكبت في الايام الاخيرة على قول آفي غباي الاستفزازي الذي جاء فيه ان “اليسار نسي ما يعني أن نكون يهودا”. مستشارون للحظة، سياسيون متقاعدون وصحافيون يريدون أن يكونوا سياسيين في المستقبل نهضوا واحدا واحدا كل بدوره، ليقولوا له، لغباي، انه محق – انه اخطأ – انه اتخذ خطوة لامعة – انه فقد قاعدته. ماذا لا؟ دون أن نقول اذا كان غباي، الذي انطلق الى الوعي العام – الاعلامي وقرر جدول الاعمال، ان هذه هي احدى امنيات كل سياسي، قد أصاب ام اخطأ، وقبل ان تمر دقائق المجد وبات قوله ينطوي في النسيان، أريد أن اسأل سؤالا: أولم يكن جديرا أن يستخدم قول غباي لاجراء نقاش جماهيري حقيقي على هويتنا؟ ان نضع للحظة الانشغال المهووس باقتباسات عن مساعدة ارنون ميلتشن او الرسائل القصيرة لاحدى عاملات منزل رئيس الوزراء، ونثير نقاشا معمقا لا يعنى فقط بـ “نعم بيبي، لا بيبي”؟ ربما نعود للحظة الى إحاد هعام، سيركين، بيرنر أو لاد غوردون وموشيه هاس. فما بالك بن غوريون وهرتسل. فهم لم يتمكنوا من أن ينسوا ماذا يعني أن يكون المرء يهوديا، إذ انهم انشغلوا بحماسة شديدة في تصميم الهوية اليهودية المتبلورة. ونحن؟
“خلاص اسرائيل سيأتي من الانبياء وليس من الدبلوماسيين”، صرخ في الكونغرس الصهيوني الاول إحاد هعام. “الصهيوني يرى اليهود – أناسا منفصلين يوحدهم رغم انفهم “العدو المشترك”؛ ولكنه لا يرى اليهود – كتلة واحدة تتطلع الى العيش في وحدتها حتى بدون كل اضطرار خارجي”، واصل وقال في “الكونغرس”. ولكن ليس هو فقط. فالرجل الذي اتخذ القرار الاهم في السبعين سنة الاخيرة وأقام دولة اسرائيل، انشغل هو الاخر بذلك بقدر غير قليل. فقد زعم بن غوريون بان “الوعي اليهودي” الذي بوسعه أن يوحد ويرص صفوف كل أجزاء اليهودية، في البلاد وفي المنفى، رغم الخلافات في مواضيع الايمان والقومية، والتي يمكن اكتسابها ليس بلا جهود تربوية موجهة، سواء للشبيبة الاسرائيلية أم للشبيبة في الشتات – من الواجب أن ترضع من المصادر المبكرة للشعب اليهودي”.
هذا ليس لان رئيس الوزراء الاسبق كان معفيا من الاخطاء في المواضيع الاجتماعية. في ورديته، مع قيام الدولة، وجه تعليماته لبناء أتون الصهر. هذه العبارة الرهيبة، التي تصف فكرا اشكاليا في اساسه محاولة غير ناجحة للطلب من المهاجرين الجدد الى اسرائيل الاقتطاع عن عالمهم الثقافي الغني، عن عاداتهم، عن الهوية التي يحملونها في داخلهم ويرتبطون بها بارواحهم، وتسييرهم في خط انتاج موحد ينتج “اسرائيليين موحدين”، باء بفشل ذريع. فأحد الحجارة الاساس للمجتمع القوي هو جمع الناس ذوي الثقافات المختلفة التي يعظمونها، وبالتوازي يبنون من فوق الخلافات فيما بينهم نسيج ربط مشترك.
بعد 70 شتاء، في بداية شهر كسلو 2017، لا يزال النقاش على هويتنا اليهودية رائجا. ولكن بخلاف الحوار المقبول، فان هويتنا اليهودية ليست متعلقة بكمية الفرائض التي جمعها الانسان بالتواتر الذي يضع فيه الكيبا على رأسه او بالعادات الاخرى التي يتبناها لنفسه. هويتنا اليهودية متعلقة بالمضامين التي ننشغل بها، بالقيم التي نتبناها لانفسنا ونجتهد لتحقيقها.
لقد جلبت اليهودية الى العالم الكثير من الامور الهامة، ولكنها بالاساس عرفت كوكب الشمال بالنسبة للامر الاهم، منظومة العلاقات بيننا. “و”احب لغيرك مثلك” هو الامر الاعلى لليهودية”، قال محقا الشيخ. “بهذه الكلمات الثلاثة تبلورت التوراة الانسانية الخالدة لليهودية، وكل أدبيات الاخلاق التي في العالم لا يمكنها أن تقول أكثر. دولة اسرائيل ستكون جديرة باسمها فقط اذا ما كان نظامها الاجتماعي والاقتصادي، السياسي والقانوني، يقوم على اساس هذه الكلمات الثلاثة الخالدة”. وهذا كله نسيناه. حان الوقت لان نتذكره من جديد.
هآرتس / غباي يتسبب بضرر كبير
هآرتس – بقلم رامي لفني – 20/11/2017
لقد تعبنا من الحديث عن الهراء الذي يطلقه آفي غباي. لقد مللنا من الانجرار الى الموقف اليساري الواعظ الصديق. من المتعب أن تكون مرة اخرى متكدرا وساخرا تجاه حزب العمل ورؤساءه، وقد ضاقت النفس من النزاعات التطهرية داخل المعسكر، والقلب يتوق الى بشائر اخرى والى روح كريمة وموحدة وتحسين المعنويات المحبطة، لكن لا يمكن حل اقوال غباي كتفاهات، حكايات وألاعيب سياسية عابرة، حيث تعتبر جميعها مجرد كلمات. هذه الكلمات – كجزء من مقاربة ثابتة، مبنية على كلمات حساسة، تغير اليسار.
هذه الكلمات تغذي خطوات عميقة لتلاشي ايديولوجي – كما أن بلاغة شيلي يحيموفيتش المؤيدة للمستوطنين، بصفتها رئيسة حزب العمل، وضد التركيز على السلام، تركت ارثا سلبيا، ومثلما أن اقوال اسحق هرتسوغ بعدم وجود امكانية للسلام مع الفلسطينيين في السنوات القريبة القادمة وموقفه الاعتذاري، تركت ارثا ضارا على الحزب ومؤيديه. ايضا الخط الذي يقوده غباي سيكون له تأثير بعيد المدى، وزملاءه في الحزب يعرفون ذلك. لذلك فانهم يصمون الآذان عن تصريحاته، وصمتهم البائس يصادق على صحة هذه التصريحات.
إن أكثر من يثير اليأس في ادعاءاته هو أن اليسار “نسي ما معنى أن يكون يهوديا” وتخلى عن هويته اليهودية لصالح ليبرالية لا جذور لها. لقد سبق ذلك اقوال مثيرة للغضب عن الايمان بالله وعن التوراة، والتفاخر بكونه تقليدي ويحمل القبعة في جيبه.
المشكلة ليست طريقة حياة غباي. فقد سبق وكانت شخصيات كبيرة في اليسار الصهيوني حافظوا على الفرائض، بل المشكلة هي أنه بسبب جهله وانتهازيته، يشوه رؤية اليسار للدين والدولة. ويخلق تشويش واحراج بشأن “الهوية اليهودية” لحركة العمل ويتبنى التشهير المعروف لليمين، الذي يقضي بأن العلمانية السياسية لليسار ليست حجر الاساس في التفكير القومي الاشتراكي – الديمقراطي له، بل هي تعبير عن التعالي والانفصال. غباي يدعي فعليا أن هرتسل، دافيد بن غوريون، بيرل كتسنلسون، اسحق رابين وشمعون بيرس لم يكونوا يهودا تماما، لأنهم كانوا علمانيين، وفي الاساس سعوا الى دمج السياسة الجديدة في صورة عالم علماني عقلاني.
إن من يحتج على صدق الرواية اليهودية لليسار الاسرائيلي لا يعرف أي شيء عن التاريخ السياسي للشعب اليهودي ودولة اسرائيل. لأن جذور اليسار الفكرية هي في حركة التنور اليهودية وفي الفكر الصهيوني – فرعان وضعا الجسم الاكبر وذو العلاقة للانشغال بالهوية اليهودية الحديثة ومعناها، أكثر مما يستطيع اليمين المتدين أن يطرحه. اليسار أخذ من التنور الفصل بين الدين والسياسة “كن يهوديا في بيتك وانسانا في الخارج”. ومن الصهيونية أخذ وضع القومية وليس الدين كقاعدة جديدة للتضامن المجتمعي اليهودي.
باستثناء هوامش بسيطة، اليسار الاسرائيلي لم يتنازل في أي يوم عن يهوديته، بل أسسها على القومية اليهودية بدل الدين. هذا أحد الفروق التي تميزه عن اليمين. وعليه تستند الفجوات بينهما في مواضيع ارض اسرائيل وطابع الدولة والمواطنة والتعامل مع الاقليات. لا يوجد لليسار حق في الوجود، في اسرائيل وفي العالم، دون مبدأ العلمانية السياسية. فقط هذا المبدأ يمكنه أن يكون الاساس لشراكة شجاعة بين المتدينين والتقليديين والعلمانيين.
يعتقد غباي أن هذا لا يكفي، وأن ابعاد الدين عن الجماهيرية السياسية، يخلق “عجز يهودي” لليسار. وعندما يلتقط صورة في صلاة في احتفال عام كرئيس لحزب العمل، فانه لا يقوم بذلك تعبيرا عن ايمانه الشخصي الذي يجب احترامه، بل هو يدمج بشكل متعمد الدين والسياسة – مثل نفتالي بينيت – ويضر بالانجاز التاريخي الهش لليسار العلماني الذي نجح في فصل السلطتين.
غباي يطرح يهودية اليسار العلماني على أنها فارغة، بتعارض مشوه للآباء المؤسسين لحركته، الذين اعتقدوا أن هذه يهودية كاملة، بل أكثر كمالا من يهودية اليمين، لأنها غير قائمة على الارجل الضعيفة للدين والفلوكلور، بل على قومية يهودية، تشمل كل عناصر الحياة. هذه الرؤية كانت مصدر قوة اليسار، لا مصدر ضعفه. غباي يتسبب بضرر كبير. في حزب سليم كان هناك من سينهض للتصادم معه. ومن هنا يجب عليه دفع ثمن افعاله.
يديعوت / الاتفاق القديم : الأداة الردعية والقانونية الأهم في الجولان
يديعوت – بقلم رون بن شاي – 208/11/2017
إطلاق النار الردعي الذي قام به الجيش الإسرائيلي، أمس وأول أمس، باتجاه الأراضي السورية هو بمثابة إشارة أخرى تبثها إسرائيل فيما يتعلق بالخطوط الحمراء التي وضعتها في هضبة الجولان. لقد كان هذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تطلق فيه دبابة إسرائيلية تحذيرًا باتجاه قوة سورية تقيم موقعًا، يُفترض أنه يدافع عن قرية الخضر الدرزية في مواجهة تنظيم جبهة النصرة الذي يهددها.
في الظاهر فإن للجيش الإسرائيلي والقوة السورية التي تقيم التحصينات غربي قرية الخضر ذات الهدف، وهو الدفاع عن الدروز القاطنين في القرية. قبل حوالي أقل من اسبوع حاول رجال جبهة النصرة المرتبطين بالقاعدة أن يحتلوا القرية من هذه الناحية، حتى إنهم أدخلوا إليها سيارة مفخخة أدت لمقتل تسعة دروز سوريين.
الموقع الذي يقيمه الجيش السوري الآن يُراد منه قطع طريق الهجوم هذا، وكما ذكر فإن إسرائيل أعلنت أنه عند الحاجة فإنها سوف تدافع عن الدروز السوريين في قرية الخضر بسبب التحالف الذي تقيمه دولة إسرائيل مع الدروز من مواطنيها. إذًا فلماذا تزعج دولة إسرائيل الجيش السوري في الدفاع عن الدروز هناك، بل وتمنعه بالقوة من القيام بذلك؟
والجواب هو ان السوريين يقيمون المنطقة المحصنة الجديدة داخل المنطقة العازلة ما بين خطي العزل (السوري والإسرائيلي) في هضبة الجولان. حسب اتفاق فصل القوات من العام 1974 الذي تقرر بعد حرب “يوم الغفران”، والذي يمنع الجيش السوري ان يقيم مواقع أو ان يتواجد في هذه المنطقة؛ لذلك فمثلًا عندما أقام الجيش السوري موقعًا على الجانب الشرقي من قرية الخضر لم تقل إسرائيل شيئًا، إذ ان الموقع على المدخل الشرقي من القرية لا يقع داخل المنطقة العازلة في الأرض السورية.
يقع الموقع الجديد الذي يدشنه السوريون داخل المنطقة العازلة، لذلك فإن إسرائيل أطلقت النار رغم ان هذا الموقع يخدم في الحقيقة أمن سكان القرية التي أعلنت إسرائيل رسميًا أنها تستعد للدفاع عنهم. السخافة واحدة من بين الكثير من الخصائص التي يتميز بها الشرق الأوسط، وسبب هذه السخافة هو ان إسرائيل – اليوم وأكثر من أي وقت مضى – غير مستعدة لأي خرق ولو كان صغيرًا لاتفاقية الفصل بين القوات قبل 43 عامًا.
تناقض مع المصلحة الآنية
من بين الاتفاقيات القائمة بين دول عربية وإسرائيل، هذا هو الاتفاق الأقدم الذي ما يزال الطرفان يحترمانه؛ لكن الآن أصبح هذا الاتفاق مهمًا لإسرائيل أكثر ممّا كان عليه الأمر في السنوات العشرين الأخيرة. ذلك – وكما هو معروف – بسبب كون الإيرانيين وحزب الله يريدون إدخال رجالهم، وسيما الميليشيات المسلحة، إلى هضبة الجولان السورية، إلى المنطقة القريبة من خط الفصل مع إسرائيل. إسرائيل كانت قد أعلنت أنها لن تسمح بذلك، واتفاق الفصل بين القوات يمنحها الأساس القانوني والدولي للقيام بذلك.
اتفاقيات الفصل بين القوات لا تتضمن المنطقة العازلة فحسب، والتي مساحتها بضع كيلومترات؛ فعلى جانبي المنطقة العازلة توجد قطاعات تخفيف قوات يمنع فيها على الجيش الإسرائيلي والجيش السوري أيضًا الاحتفاظ بقوات مسلحة عدا عن عدد محدد. في المنطقة العازلة يمنع منعًا باتًا الاحتفاظ بقوات مسلحة، لذلك فبين خطي العزل لا يوجد قوات سورية ولا إسرائيلية، كل ما يوجد هناك اليوم ثوار لا غير. على جانبي المنطقة العازلة هناك قطاع صغير يسمح فيه للجيش السوري والجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بـ 75 دبابة و600 من رجال الجيش. عدا عن قطاع التخفيف الأول، هناك أيضًا قطاع التخفيف الثاني، حيث يسمح فيه لكلا الطرفين الاحتفاظ بـ 450 دبابة، ولكن هذا القطاع أبعد من 20 كم عن خط الفصل من كلا الجانبين.
ماذا يعني هذا كله عمليًا؟ يعني أنه إذا حاول الإيرانيون الاحتفاظ بقواتهم (على سبيل المثال: حزب الله أو ميليشيات شيعية أو حتى رجال الحرس الثوري) على مسافة أقل من 20 كم من الحدود مع إسرائيل؛ فإن ذلك يكون خرقًا لاتفاقية الفصل بين القوات التي تشرف عليها الأمم المتحدة. الروس سيفهمون ذلك على الفور، كذلك الأمريكيون، والأمم المتحدة التي تشرف على تطبيق اتفاق الفصل بين القوات.
من أجل ذلك، توضح إسرائيل ان الأمر يعارض قليلًا مصالحها المباشرة، بحيث لن تسمح للنظام السوري بالدفاع عن الخضر بثمن خرق اتفاقية الفصل بين القوات. اليوم – أمام الإيرانيين وحزب الله – هذا الاتفاق هو الأداة الردعية والقانونية الأهم.
يديعوت / المستوعبون والمطرودون – من جدير ان يكون اسرائيليا؟
يديعوت – بقلم يرون لندن – 20/11/2017
في الاسبوع الاخير وصل الى البلاد نحو 100 مهاجر من “بني منشه”، ممن انضموا الى اكثر من 1.000 من بني قبيلتهم الذين يعيشون بيننا منذ زمن بعيد. في غضون جيلين – ثلاثة اجيال سيختلطون في عصيدة الهويات للمجتمع الاسرائيلي، والفضوليون فقط سيسألونهم من أين جاء آباؤهم. هؤلاء المهاجرون الجدد ينتمون الى احدى القبائل الكثيرة التي تعيش في ميزورم، الدولة الشرقية الابعد في الاتحاد اليهودي. وبتأثير المبشرين الانجليز تبنى معظم سكانها الدين البروتستانتي وخرجت منهم مجموعة طورت اسطورة اصلها من قبيلة منشه التي ابتعدت حتى أواخر اطراف آسيا.
في ذاك الاسبوع أعلن الوزيران درعي واردان بانهما سيغلقان منشأة حولوت، وسيطردان من الدولة المحبوسين فيها أو سينقلانهم الى السجون. ومراجعة في الفرق الذي بين المستوعبين والمطرودين سيضرب مثلا عن سياسة الهجرة التي تعبر عن الحرج بالنسبة لغاية وجود الدولة وطابعها المرغوب فيه.
دول اخرى تصنف من يطرق ابوابها وفقا لمبدأ المنفعة التي قد تنشأ عن المهاجرين للدولة المستوعبة. وهناك من تضيف الى ذلك قوانين هجرة تتأثر بالحساسية الانسانية، وفي بعض الحالات تقبل لاجئين من ابناء جماعات عرقية لها صلة تاريخية بالسكان المستوعبين. هكذا تتصرف المانيا.
هدف اسرائيل مختلف: فهي تأسست كبلاد ملجأ لليهود الذين عاشوا في أغلبيتهم الساحقة في البلدان المسيحية، غير أن مخزون هؤلاء اليهود أبيد أو هاجر الى العالم الجديد، اختلط بالاغيار، بات يقل ويرفض العرض الصهيوني. ولما كان اليهود في اسرائيل يخافون من ضياع مكانتهم كمجموعة الاغلبية في دولتهم، فهم يبحثون عن يهود من حيث يجدون، يقنعونهم بالهجرة الى هناك، وفيما هم يثورون على مظاهر اللاسامية يصلون لان يعاني يهود الشتات من أزمات اقتصادية ومن احتدام اللاسامية في بلدان اقامتهم مثابة “أولم نقل لكم”.
بالمناسبة، فتحة هروب من هذا التضارب وجدها الصهاينة المتدينون، وهذا هو احد التفسيرات لقوة جذبهم. فحسب رأيهم، اللاسامية هي مجرد ضربات سوط من خلاله يشجعنا الرب على تجسيد غايتنا وقيادة العالم نحو خلاصه. بالنسبة لهم فان الامر الالهي هو المبرر للصهيونية ولا حاجة الى ضائقة اليهود كي تبررها.
لما كانت مسيرة “العودة” لا تتم بالسرعة المتوقعة، لان اللاسامية والضائقة الاقتصادية لا تحتدمان بشدة، فقد كيفت اسرائيل “قانون العودة” لاغراضها الديمغرافية واستوعبت مئات الاف الاشخاص من الاتحاد السوفياتي ممن ليسوا يهودا ولكن قطرة “دم يهودي” في عروقهم، او أنهم متزوجون ممن هم كذلك. ولولا “المشكلة الديمغرافية” لمشكوك ان تكون الدولة التي يسيطر عليها الفقهاء ستسمح لهم بالمجيء الى هنا، وينبغي الافتراض بانه لولا هذه المشكلة لما اعترفت بيهودية مهاجري اثيوبيا وبالتأكيد ما كانت لتفتح ابوابها امام اقربائهم الذين تنصروا طوعا أم غصبا. وكذا “بنو منشه” وصلوا الى صهيون على أجنحة الخوف الديمغرافي. ورافق هذا التوقف الرومانسي لبعض الحاخامين في العثور على القبائل الضائعة التي تعيش خلف البحار واعادتهم الى أصولهم من خلال التهويد الارثوذكسي.
ان اشتراط الحق في الهجرة بالتهويد الارثوذكسي لم يطرح على سليلي الاتحاد السوفياتي، ممن لم تكن دوافع هجرة معظمهم كدوافع “بني منشه”. فهؤلاء تهودوا وهاجروا بإثر ايمان ساذج باسطورة أصلهم الاول، فيما ان مئات الاف “السوفيات” السابقين ممن ليسوا يهودا وصلوا الى هنا لسبب مشابه لذاك الذي حرك الافارقة – الرغبة في تحسين وضعهم الاقتصادي.
لنحاول احداث النظام في القوانين والانظمة: اغياب من افريقيا يطردون ويحبسون، الاقرباء المتنصرون ليهود اثيوبيا يستقبلون بعد عذابات انتظار طويلة لسنوات عديدة، أغيار من اثيوبيا يستقبلون بترحاب بعد تحقيق بشأن صلتهم العائلية باليهود، واغيار من الهند يستقبلون بعد أن اجتهدوا وتهودوا. لا العدل ولا قوة الصلة بالتاريخ وبالثقافة اليهودية هي ما يوجه سياسة الهجرة، بل كمية الغدد اللونية في جلدة من يريدون الدخول الى هنا. الهجرة لاسرائيل أسهل كلما كان لون الجلدة اقل غمقا.
معاريف / العاصفة التي أثارها آيزنكوت في وسائل الاعلام العربية
معاريف – بقلم ياسر عقبي – 20/11/2017
المقابلة التي أجراها رئيس الاركان غادي ايزنكوت، الاسبوع الماضي، لموقع ايلاف السعودي سيطرت على عناوين الاخبار ليس فقط في وسائل الاعلام الاسرائيلية بل أيضًا في العالم العربي أجمع. في ردود فعل على المقابلة بوسائل الاعلام العربية لوحظ وجود معسكرين رئيسيين: معسكر ضد السعودية، التي شدد على أن هذه المقابلة تثبت وجود تعاون بين النظام السعودي وبين اسرائيل، وآخر هو المعسكر الذي أشار إلى “الحاجة للتحالف حتى ولو مع الشيطان الصغير، كما تقول ايران، من أجل محاربة نظام اية الله”.
يذكر أن حديث أيزنكوت نشر على خلفية التوتر في المنطقة أمام ايران واستقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري. ايزنكوت قال في مقابلة لصحيفة “ايلاف” “اننا مستعدون لتبادل المعلومات بين الدول العربية المعتدلة”، وأضاف أن “هناك اتفاق كلي بيننا وبين السعودية، التي لم تكن يومًا عدو، التي لم تحاربنا ولم نحاربها. أنا أعتقد أن هناك اتفاق كلي بيننا وبينهم في كل ما يتعلق بالخط الايراني”.
المقابلة أثارت كثير من ردود الفعل حيث أنها المرة الأولى التي يُجري فيها ضابط اسرائيلي مقابلة مع وسائل اعلام في المملكة العربية السعودية، التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
“هذه التصريحات التي نشرها الموقع السعودي، التي تم اختيارها بعناية وفي الوقت المناسب تشير الى أن هناك تعاون عسكري سعودي اسرائيلي” كتب السياسي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير موقع الرأي اليوم اللندني، المعروف بمواقفه المعارضة للرياض. “تبادل المعلومات العسكرية لا تتم إلا في وقت الحروب، وفي اطار التحالف ضد عدو مشترك. القيادة الاسرائيلية معنية بجر البلاد الأكثر قداسة لفخ سلسلة حروب تدمرها وتدمر المنطقة، تتسبب بخسارتهم الاقتصادية، تمس بأمن واستقرارهم وربما ايضًا تؤدي لتقسيمها. الأيام ستثبت” حسب ما قاله عطوان.
كذلك في الشبكات الاجتماعية حظيت المقابلة بتغطية واسعة مما أدى بالأخبار المتعلقة باستقالة الحريري والقضاء على داعش بشكل نهائي في معقلها الاخير في سوريا أن تدفع جانبًا.
من ناحية الموقع السعودي، المقابلة هي انجاز غير مسبوق، حيث أنها جعلت العالم أجمع يقتبس منه وليس فقط في العالم العربي . وكالات أنباء مثل رويترز والاي بي، صحف مثل نيويورك تايمز، وشبكات مثل سي ان ان.
رغم مرور ثلاثة أيام على المقابلة إلا أن الموقع ما زال يواجه ردود فعل قاسية، خصوصًا من جانب إيران وداعميها في العالم العربي.
في ايران احتفلوا بالمقابلة التي استغلتها كأساس للهجوم القاسي على المملكة العربية السعودية. وسائل الاعلام في ايران افتتحت النشرات الاخبارية ليس باقتباسات من المقابلة ولكن بدلالتها على أنها تشكل “تطبيع العلاقات بين اسرائيل والسعودية” مستشهدين بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “للكيان الصهيوني”.
من تجاهل بشكل واضح المقابلة هي الصحافة السعودية. خبر التحقيقات مع نتيناهو للمرة السادسة من طرف الشرطة الاسرائيلية سيطر على عناوين الاخبار في الصحيفة الاكثر انتشارًا “عكاظ”. كذلك في صحيفة “الرياض” لم ترد أي كلمة بخصوص المقابلة، لكن هناك ردود فعل سعودية نُشرت في صحف “الشرق الاوسط و”العربية”. حسب مصادر، رغم التجاهل” الا ان هناك مسؤولون في السعودية باركوا المقابلة التي أجراها موقع ايلاف. رغم انفراد موقع ايلاف في لندن بشكل تام إلا أنه يمكن التأكيد أن مقابلة كهذه لم تكن ستنشر دون موافقة من العائلة المالكة في الرياض.
المصدر / التحريض ضد رئيس دولة إسرائيل آخذ بالازدياد
بعد أن أعلن ريفلين أنه يرفض العفو عن الجندي القاتل من الخليل شهد موجة من التحريض ضده. في أعقاب نشر صورته مع الكوفية أعلنت الشرطة أنها بدأت بالتحقيق في القضية
المصدر – بقلم عامر دكة – 20/11/2017
نشر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أمس (الأحد) في صفحته على الفيس بوك منشورا أعلن فيه أنه يرفض طلب العفو عن إلؤور أزاريا، الجندي الإسرائيلي القاتل من الخليل، فأثار ردود فعل كثيرة. أيد جزء منها القرار وفي المقابل عارضه جزء آخر، وكان هناك أيضا عدد كبير من التعليقات القاسية، كان جزءا منها تحريضيا. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقا عقب نشر صورة ريفلين في شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يعتمر الكوفية.
كانت التعليقات مروّعة بشكل خاص وتضمنت التمنيات بالموت للرئيس والنعوت مثل “نازي”، “حاوية قمامة” و “مريض”. كتب بعض المتصفحين “رئيس العرب واليساريين” وريفلين “ليس رئيسنا”.
وأشار البعض الآخر من المتصفحين إلى أن ريفلين رفض طلب أزاريا، رغم أن ريفلين كان معروفا بآرائه اليمينية. وكتبت متصفحة للرئيس “كيف سقط الأبطال، أخجل من رئيس دولتي”. وكتب متصفح آخر: “أصبح جلدك كجلد التمساح، أنت خائن بغيض”.
في الإعلان الذي أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة، أوضح الرئيس قراره كاتبا: “عند الأخذ في الحسبان كل الاعتبارات، فإن التخفيف الإضافي للعقاب سيضر بقوة الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل. إن قيم الجيش، بما في ذلك طهارة السلاح، تشكل أساس قوة الجيش، وعاملا هاما في النضال العادل من أجل حقنا في الحفاظ على وطن قومي آمن وبناء مجتمع قوي”.
رد وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، على قرار الرئيس قائلا “كانت لدى الرئيس ريفلين فرصة لوضع حد لهذه القضية التي هزت أركان المجتمع الإسرائيلى. بصرف النظر عن الثمن الشخصي الذي دفعه الجندي وأسرته، كنت أعتقد وما زلت أنه في هذه الحالة الفريدة كان من المناسب أيضا النظر في المصلحة العامة، وفي الحاجة إلى إنهاء الشرخ في المجتمع … ”
وانتقدت وزير الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، (الليكود)، قرار الرئيس قائلة: “من المؤسف جدا أن الرئيس ريفلين خضع للضغوط الباطلة مُفضّلا التخلي عن إليئور”. وأضافت: “كانت لدى الرئيس فرصة لينقل إلى الجنود رسالة أنه حتى عندما يخطئون، فسيتم الحكم عليهم تأديبيا ولكن لن نتخلى عنهم. ولا يتوجب على إليئور أن يقبع في السجن يوما واحدا إضافيا”.
وتحدث الوزير نفتالي بينيت مع والدة أزاريا وقال لها إنه “يأسف لعدم العفو عن ابنها”.
أعربت عائلة أزاريا عن “خيبة أملها وحزنها” إزاء قرار الرئيس وعدم العفو عن ابنها بناء على طلبه الذي قدّمه قبل نحو شهر.
وكان وزير الدفاع الأسبق ورئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك مندهشا من التحريض بسهولة والتشيجع على اغتيال الرئيس، لهذا غرد اليوم صباحا في في حسابه على تويتر “إن قرار الرئيس ريفلين هام. مَن يدافع بجسده عن قيم الجيش الإسرائيلي، لا يرضخ للمتحمسين في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع…”.
أوضح يولي إيدلشتاين، رئيس الكنيست وعضو الحِزب الحاكم “الليكود” قائلا: “من الجيد جدا ان الشرطة فتحت تحقيقا. آمل أن تعثر على من نشر هذه الصورة … إنها ليست مجرد صورة مع الكوفية فحسب، بل هناك عشرات الآلاف من التعليقات التي نُشرت في شبكات التواصل الاجتماعي، وأريد أن أقول بشكل قاطع – ليس من حق الرئيس أن يتخذ قرارات تتعلق بالعفو بل من واجبه أيضا. يجدر بكل من يحاول شن هجوم أن يسكت ببساطة”.
هآرتس / تدين اجتماعي
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/11/2017
الخطوة الاخيرة، حاليا، في الغاء المصلحة العامة في صالح مجموعة فئوية صغيرة تمت في نهاية الاسبوع، مع خضوع بنيامين نتنياهو لتهديدات وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، في مسألة اعمال البنية التحتية في خطاب اسرائيل يوم السبت. فالسرعة التي حلت فيها الازمة مقلقة، ولكن تقلق اكثر منها محاولة نتنياهو ادخال اعتبارات دينية الى القانون الذي ينظم العمل يوم السبت. مضاف الى ذلك “قانون الدكاكين” الذي يسعى الى الافراغ من محتواه لقرار محكمة العدل العليا الذي سمح للمصالح التجارية بالعمل يوم السبت، فان الحديث يدور عن مس ملموس بالجمهور العلماني، ولكن ليس فقط به. يبدو أن هذا من ناحية نتنياهو هو ثمن متدن، ثمن مستعد لان يدفعه لارضاء الاصوليين.
ان تهديد الوزير ليتسمان بالاستقالة والحل الذي حيك له يبدوان كأمر سيء على نحو خاص: فبعد أن اتفق في غضون بضع ساعات بان العمال غير اليهود هم وحدهم من سينفذون اعمال البنية التحتية اللازمة، ارسل المراقبون – غير اليهود بالطبع – للتأكد من ذلك. بل وتعهدت وزارة العمل بان ترسل الى وزير الصحة قائمة كاملة من العمال يوم السبت، كي يتأكد أحد مساعديه من أنه لا يحول أي شك فوق غير يهوديتهم.
ان مثل هذا السلوك ليس مقبولا في دولة تدعي انها دولة سليمة. فمن أجل تعظيم سيطرة كهنة الدين المحليين يعمل الان وزير العمل والرفاه، حاييم كاتس، على مشروع قانون سيدخل أيضا “المس بتقاليد اسرائيل” و “المراعاة لمدى المس بالمجال العام” الى قائمة اعتبارات في اصدار تراخيص العمل يوم السبت. يبدو أن احتياجات الجمهور التي شكلت في الماضي اعتبارا لتوزيع التراخيص، مثل الطفيف قدر الامكان بمسافري القطار، وبالحق لتحديد اعمال الصيانة في ايام السبت – لم تعد واردة. فالوزير كاتس هو مجرد المنفذ: فالقرار في التشريع الذي من شأنه أن يمس بالمصالح العاملة يوم السبت في مجالات التجارة، الصناعة، السياحة وغيرها، اتخذ في الاسبوع الماضي في جلسة نتنياهو مع رؤساء يهدوت هتوراة وشاس.
كما أن “قانون الدكاكين” الذي تعمل عليه الاحزاب الاصولية، سيمس بالجمهور. في هذه الاثناء تأجل النقاش فيه أمس في اللجنة الوزارية لاسبوع لان الائتلاف يحاول الوصول الى “تفاهمات”. ويقول مشروع القانون ان قوانين البلدية التي اقرت منذ 2014 لدى السلطات ستستوجب اقرارا من وزير الداخلية. أما زعيم شاس فلن يقر خطوة كتلك التي قررتها بلدية تل أبيب – يافا، والتي سمحت بفتح الدكاكين يوم السبت ونالت أيضا حماية المحكمة العليا.
تعديلان تشريعيان يهددان بتغيير الوضع الراهن يشهدان على شهية اصولية لا تعرف الشبع وعلى رئيس وزراء مستعد للتعاون كي يضمن بقائه السياسي. اما الثمن فيدفعه الجمهور كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى