ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– نتنياهو يعرض: توثيق الصداقة مع ميلتشن.
– كذبة “نحطم الصمت”.
– البوم نتنياهو: ميلتشن وأنا.
– انتصار رئيس الكنيست: نتنياهو لن يخطب في احتفال اضاءة الشعلات.
– اصلاح الكونفلكس: الحاخامية تريد لقمة.
– رئيس الاركان آيزنكوت في مقابلة نادرة لوسيلة اعلامية سعودية: يوجد بيننا توافق كامل في مواضيع ايران.
معاريف/الاسبوع:
– رئيس الاركان يقول لصحيفة في السعودية: مستعدون للتعاون.
– حماس تتهم: الموساد صفى مهندسنا للطائرات غير المأهولة.
– المدينة الاكثر مركزية في اسرائيل: جفعتايم.
– نتنياهو ينقل الى محققيه صورا تشهد على صداقته مع ميلتشن.
– غباي يقول لباراك: ارحب بدخول كل انسان مناسب الى السياسة.
– شرطية متخفية تقبض على معلم للاشتباه بمداعباته للاطفال.
– شكيد في اللقاء: “اليابان حليفة لاسرائيل في المسألة الايرانية”.
هآرتس:
– اردان ودرعي: سنغلق منشأة حولوت، وطالبو اللجوء سيبعدون أو يسجنون.
– رئيس الاركان في مقابلة مع وسيلة اعلامية سعودية: لن نسمح باي تواجد ايراني في سوريا.
– السعودية: على حزب الله ان ينزع سلاحه من أجل الاستقرار في لبنان.
– حماس: الموساد اغتال نشيط المنظمة في تونس في 2016.
اسرائيل اليوم:
– تخرج الى النور؟ رئيس الاركان في مقابلة استثنائية لصحيفة سعودية: “مستعدون لتبادل المعلومات عن ايران مع السعوديين.
– بينيت منعت دخول “نحطم الصمت” الى المدارس تماما,.
– منشأة حولوت ستغلق: “فليختاروا بين الابعاد أو السجن”.
– معلومات سرية، تقارب علني.
– ثلث المتسللين اكثر من 9 الاف شيكل في الشهر.
– مبادرة في الكونغرس لتشريع قانون ضد مقاطعة الشركات الاسرائيلية.

اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 11 – 2017
المصدر / فلسطيني يدهس إسرائيلييْن ويحاول طعن آخرين
شهدت منطقة غوش عتصيون جنوب بيت لحم عملية دهس نفذها فلسطيني أسفرت عن إصابة اثنين أحدهم بجروح خطيرة.. وقوات الجيش أطلقت النار على الفلسطيني لإيقافه .
المصدر – 17/11/2017
أقدم فلسطيني، اليوم الجمعة، على دهس إسرائيلييْن عند مفرق جوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم، ومن ثم على طعن آخرين قبل أن تقوم قوات تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار صوبه بهدف إيقافه. وأسفرت عملية الفلسطيني عن إصابة شخصين، واحد بجروح متوسطة وآخر بجروح خطيرة.
وقال قوات الأمن الإسرائيلية إن أحد المصابين يبلغ 70 عاما والثاني يبلغ 35 عاما، وأشارت أن الفلسطيني أصيب بجروح خطيرة ونقل لتقلي العلاج في أحد مستشفيات القدس.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية إن منفذ العملية الشاب عز الدين علي ابو رميشان كرجة، يبلغ من العمر 17 عاما، من مدينة حلحول.
إسرائيل اليوم / تخرج الى النور؟ رئيس الاركان في مقابلة استثنائية لصحيفة سعودية: “مستعدون لتبادل المعلومات عن ايران مع السعوديين”
إسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي وآخرين – 17/11/2017
بعد وقت قصير من تأكيد رئيس الأركان غادي آيزنكوت أمس في مقابلة صحفية بان إسرائيل مستعدة لتبادل المعلومات الاستخبارية مع السعودية، تلقت أقواله اسنادا من مصادر رفيعة المستوى.
فقد أكدت مصادر عربية رفيعة المستوى لـ “إسرائيل اليوم” بان الدولتين تتخذان خطا منسقا لمنع التواجد الإيراني في المنطقة، ولا سيما في جنوب لبنان. وحسب تلك المصادر، فان الجهود تتم بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة مصر، الأردن ودول الخليج. وأكد مصدر آخر رفيع المستوى بان استئناف التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تم بناء على طلب السعوديين المعنيين بضم الفلسطينيين الى الجبهة لوقف “الهيمنة الشيعية” في الشرق الأوسط.
وتحدثت المصادر رفيعة المستوى في هذه المسألة على خلفية مقابلة نادرة منحها رئيس الأركان للموقع الاخباري السعودي “ايلاف”. وهذه هي المرة الأولى التي يقتبس فيها رئيس اركان إسرائيل باسمه الكامل، وهو لا يزال في بزته العسكرية في وسيلة إعلامية سعودية على هذا القدر من الشعبية.
“لن نبادر الى مواجهة في لبنان”
“للسعودية ولاسرائيل مصالح مشتركة ضد ايران”، قال الفريق آيزنكوت لموقع “ايلاف”، “دولة إسرائيل توجد الان في الوضع الأفضل من ناحية عسكرية. ولهذا فاننا نحظى بتقدير شديد من الدول المعتدلة في المنطقة”.
وتناول آيزنكوت في المقابلة منع التواجد الإيراني في سوريا. وعلى حد قوله فان “ايران تعمل وفقا لثلاثة أمور هامة. الأول، البرنامج النووي الذي تجمد بشكل مؤقت، ولا شك بشأن نواياها لتحقيق قدرات نووية. ثانيا، فرض نفوذها على المناطق المختلفة واستخدام الاذرع لتنفيذ المهام، مثل حزب الله، الحوثيين وكتائب الإسلام الفلسطيني. ثالثا، تحاول ايران تغيير المعادلة في المنطقة من خلال نقل المعلومات، بناء مصانع سلاح، توريد السلاح المتطور والطائرات غير المأهولة. هناك أمل في تصريحات وفي خطاب رئيس الولايات المتحدة ترامب الذي قال ان هناك حاجة لمنع البرنامج الصاروخي الإيراني وللتواجد في سوريا وفي العراق”.
وأضاف الفريق آيزنكوت بان برأيه “يوجد اتفاق كامل بيننا وبين السعوديين في كل ما يتعلق بالمحور الإيراني. نحن مستعدون لتبادل المعلومات اذا كانت حاجة الى ذلك. ونحن مستعدون لتبادل المعلومات مع الدول العربية المعتدلة، بما في ذلك المعلومات الاستخبارية لمواجهة ايران”.
وأوضح آيزنكوت طلب إسرائيل: “مغادرة حزب الله سوريا، وانسحاب ايران وميليشياتها من الدولة: “لن نسمح باي تواجد إيراني”. وفي تناوله لامكانية ان تهاجم إسرائيل لبنان قال رئيس الأركان: “ليس لنا نية للمبادرة الى هجوم على حزب الله، ولكننا لن نقبل تهديدا استراتيجيا على إسرائيل”.
وكان أجرى المقابلة مع رئيس الأركان الصحافي الإسرائيلي القديم مجدي الحلبي (53 سنة)، الذي عمل في الماضي مراسلا للمناطق في برنامج “مباط” في القناة الأولى. وقال حلبي لـ “إسرائيل اليوم” ان “الإحساس ان السلام مع السعودية أقرب من أي وقت مضى. فقد اجرت المقابلة في أجواء مريحة، وتلقيت أجوبة حقيقية وصادقة”.
“مبنى يذكر بمسجد”
وفي هذه الاثناء تكثر الأدلة على تثبيت وضع الجمهورية الإسلامية في سوريا. بعد النشر في البي.بي.سي بان ايران اقامت منشأة عسكرية دائمة على أراضي الدولة، نشرت أمس شركة ” ISD ImageSat International” صورة قمر صناعي للمنشأة، يقع على مسافة 50 كيلو متر فقط عن الحدود مع إسرائيل. وحسب رجال هذه الشركة، تبدو في الصورة تغييرات وترميمات أجريت على المنشأة مؤخرا. كما أشاروا الى أن أحد المباني الجديدة يشبه المسجد. واذا كان هذا التقدير صحيحا فيحتمل أن يكون هذا مؤشرا على تواجد إيراني او إسلامي غريب جديد.
تقرير: ملك السعودية سيستقيل
في الوقت الذي تؤشر فيه إسرائيل على توقيق العلاقات مع السعودية، يبدو ان من المتوقع في المملكة حدوث هزات. فقد أشار مصدر مقرب من العائلة المالكة السعودية لصحيفة “ديلي مي” بانه في الأسبوع القادم يعتزم الملك سلمان التخلي عن العرش.
وأفاد المصدر بان الملك سيواصل أداء دور تمثيلي على رأس الدولة بصفته “حامي الحرمين الشريفين” ولكنه سيكون عديم الصلاحيات. وعلى حد زعم المصدر “اذا لم يحصل شيء دراماتيكي، فان سلمان سيعين ولي العهد محمد بن سلمان ملكا على السعودية الأسبوع القادم”.
وأفاد المصدر بانه في اللحظة التي يصبح فيها الأخير ملكا، فانه سيركز بشكل ملموس على وقف التوسع الإيراني – بل وسيحاول اشراك الجيش الإسرائيلي في ذلك. وأفاد المصدر بانه “وعد منذ الان إسرائيل بمليارات الدولارات. فهو لا يمكنه أن يقاتل حزب الله في لبنان بدون إسرائيل، ولكن الخطة الثانية هي القتال ضد حزب الله في سوريا”.
يديعوت / بادرة سعودية طيبة
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 17/11/2017
المقابلة النادرة والشاذة التي منحها رئيس الاركان الاسرائيلي لوسيلة الاعلام السعودية ليست بادرة طيبة اسرائيلية. هذه بادرة طيبة سعودية هي جزء من عملية متواصلة لاعداد الرأي العام في داخل السعودية نحو تحويل العلاقات السرية بين الدولتين الى علاقات علنية.
لاسرائيل حلم قديم للحديث علنا مع السعوديين كجزء من تحالف اقليمي، مؤيد لامريكا، في مواجهة التعاظم الشيعي. لم يرغب السعوديون في هذه العلنية، وها هم اتخذوا الان خطوة صغيرة لها اصداء كبيرة: رئيس الاركان الذي ليس رجلا سياسيا ولكنه شخصية على مستوى وطني في اسرائيل، يتحدث مباشرة للجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للدولتين، بما في ذلك التعاون الامني.
لا يمكن لهذا النص ان يكون صدفة. فقد نسق كلمة بكلمة بين اسرائيل والسعودية. فحتى ظهور رئيس أركان اسرائيلي في وسيلة اعلامية سعودية ليس مجرد دس اصبع في العين الفلسطينية بل وأساسا توجيه الاصبع الوسطى للايرانيين، السوريين وحزب الله. هذه خطوة اخرى للفاعلية السياسية للاسرة المالكة السعودية، تماما مثل القصة التي أدت الى استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، على الاراضي السعودية.
من خلف هذه المقابلة يختبيء أغلب الظن حراك ما في خطة السلام الامريكية للشرق الاوسط، والتي يعدها منذ اشهر الثنائي غرينبلت وكوشنير، مبعوثا الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط. في اذار سيتعين على ترامب ان يقرر اذا كان سيسير في هذه الخطة بكل القوة أم انه يأخذ الانطباع بان لا أمل في تحقيقها فيتخلى عنها. لقد نشأ من قبل بضعة اشهر توافق ما، بوساطة امريكية، بين اسرائيل والسعودية بشأن سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بين الدولتين. فقد طلب السعوديون من اسرائيل خطوتين تصريحيتين وخطوتين عمليتين: على المستوى التصريحي طلبوا ان تعلن حكومة اسرائيل بانها تقبل فكرة الدولتين للشعبين. من ناحيتهم لا يكفي التصريح القديم لنتنياهو في هذه المسألة. اما التصريح الثاني الذي طالبوا به فكان أن تعلن حكومة اسرائيل بانها تقبل خطة السلام السعودية، مع التعديلات اللازمة. هذا لم يحصل.
أما في الوجه العملي فقد طُلب من اسرائيل ان تقوم ببادرة طيبة للفلسطينيين وتنقل اليهم قسما صغيرا من مناطق ب و ج. هذا ايضا لم يحصل. فرئيس الوزراء ووزير الدفاع لم ينجحا في ان يمررا في الحكومة حتى ولا تبييضا لمبان غير قانونية حول قلقيليا. اما الطلب العملي الثاني للسعودية وهو الذي بالذات تحفظه اسرائيل فهو عدم البناء الا في الكتل الاستيطانية.
وبالتوازي مع الخطوات الاسرائيلية، يفترض بالسعوديين ايضا ان ينفذوا ثلاث خطوات عملية: ان يفتحوا السماء امام الطيران المدني الاسرائيلي، ان يفتحوا خطوط الاتصال بين اسرائيل والسعودية وان يسمحوا لعدد من رجال الاعمال الاسرائيليين بالعمل مع السعودية. هذا أيضا لم يحصل بعد.
ولا تزال توجد مؤشرات على التقارب: ففي الفترة الاخيرة تنشر غير قليل من المقالات التحليلية في الثقافة السعودية تعبر عن موقف الحكم والذي أساسه “نحن حتى لو لم نكن نحب اسرائيل، فهذا لا يعني أن ليس لنا مصالح مشتركة معها”. هذا هو اعداد للرأي العام، تماما مثل المقابلة التي منحها الان رئيس الاركان لموقع الاخبار السعودي.
لا يتبقى الان غير أن ننتظر لنرى اذا كانت هذه المؤشرات تبشر بالفعل على تقارب، على اختراق. الامريكيون يتوقعون خطوة اسرائيلية دراماتيكية ليست اسرائيل حاليا، وبسبب المبنى الائتلافي القائم، بقادرة على اتخاذها. ولهذا السبب فان قرار الرئيس الامريكي في بذل الجهود السياسية على اتفاق اسرائيلي – سعودي منوط جدا بقرار رئيس الوزراء نتنياهو تغيير تشكيلة ائتلافه – أو التوجه الى الانتخابات.
معاريف / الثورجي والحائم
معاريف – بقلم اودي سيغال – 17/11/2017
هذا الاسبوع احيت اسرائيل 40 سنة على هبوط أنور السادات الى البلاد. هذا وكأن حسن نصر الله يصل الى مطار بن غوريون وبنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان يستقبلانه. شيء ما كهذا. ربما حسن روحاني يجتاز في سيارته جسر اللنبي. ربما.
لقد أذهل السادات الجميع وغير بخطوة سياسية، شخصية وانسانية وجه الشرق الاوسط. الرئيس المصري، رحمه الله كان المبادر، الثورجي والمحرك للاتفاق. فقد اجتاز الخط. تجرأ. وبالمقابل حصل على كل شيء. كل شيء. هذه ورقة تاريخية فائقة توجد في يد اسرائيل وبواسطتها يمكنها أن تقول اليوم لكل اصدقائنا واعدائنا انه في كل مرة تشخص فيها اسرائيل تغييرا عربيا حقيقيا وصادقا فانها سارت كل الطريق نحو الحل الوسط والسلام.
لقد كان السادات ثورجيا. إذ توجه بخلاف الرأي العام، قاد بخلاف الخط العربي العام ودفع على ذلك ثمنا باهظا. دفع عليه حياته. في هذه الايام نشهد ثورجيا عربيا آخر: محمد بن سلمان، ولي العهد في السعودية.
على مدى بضعة اشهر اتخذ عدة خطوات دراماتيكية: دخل في مواجهة مباشرة مع ايران، سمح للنساء لاول مرة بقيادة السيارات، عرض رؤيا للتغيير الاقتصادي وتحدث عن مدينة الحداثة “نيوم” على شاطيء البحر الاحمر. اعتقل امراء مشبوهين بالفساد وتدخل في لبنان. هلو؟ ماذا يحصل هنا؟ شيء ما يتحرك في العالم العربي. فقد فاجأ الايرانيين جدا لدرجة أن الزعيم الاعلى علي خامينئي اتهمه بالتعاون مع اسرائيل وحتى نسي أنه لا يعترف بها ويسميها بشكل عام “الكيان الصهيوني”.
دليل على التغيير المحتمل يمكن ان نجده في الصحيفة اللبنانية “الاخبار” التي تعتبر ذات مواقف مؤيدة لحزب الله، والتي كشفت النقاب عن وثيقة تفصل نوايا السعوديين لاستئناف المسيرة السياسية بوساطتهم وكذا تفاصيل عن “مشروع اقامة علاقات بين المملكة ودولة اسرائيل”. في امور كتبها كما تدعي الصحيفة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لولي العهد محمد بن سلمان جاء ان “التقارب السعودي من اسرائيل يتضمن مخاطر من جانب المملكة تجاه الشعوب الاسلامية، لان المسألة الفلسطينية تشكل مصدرا روحانيا وإرثا تاريخيا ودينيا”. وشرح الجبير بان المملكة السعودية لن تأخذ على عاتقها المخاطرة التي في التقارب مع اسرائيل الا اذا “لاحظت ان الولايات المتحدة تعمل حقا ضد ايران”.
“في بداية تطبيع العلاقات مع اسرائيل لن يكون الامر مقبولا في العالم العربي”، قال الوزير، هكذا “حسب الاخبار”. “ولكن السعودية ترى بان التكنولوجيا الاسرائيلية، مع القدرات الاقتصادية لدول الخليج، اضافة الى القوى البشرية العربية، ستؤدي الى انفجار هائل يحمل الشرق الاوسط الى الازدهار، الاستقرار والسلام”.
عاد الجبير وشدد على المصلحة السعودية حيال ايران، والتي تسبق في اهميتها المسألة الفلسطينية: “النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو الاطول في المنطقة، وقد استخدمه المتطرفون لتبرير اعمالهم”، كما جاء في الوثيقة. “لقد دفع كل الاطراف العاملة في المنطقة الى عدم مواجهة الخطر المركزي في المنطقة – ايران. وحل النزاع سيفتح الامكانيات للتعاون الامني، التجاري والاستثمارات وكذا التعاون الاكثر نجاعة في الصراع ضد ايران”.
وحسب التقرير فانه يوجد اقتراح دراماتيكي ومختلف تماما في موضوع التسوية: فالوثيقة تقترح لانه بخلاف الفهم التاريخي بشأن مكانة اللاجئين الفلسطينيين وبخلاف توصية الجامعة العربية، فان العرب الذين تركوا اسرائيل في 1948، سيتوطنون في الدول العربية التي يتواجدون فيها. وحسب التقدير في “معاريف الاسبوع”، فقد ورد في الوثيقة ان الاتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيترك القدس تحت سيادة دولية، وهي لن تكون جزءا من اسرائيل او من الدولة الفلسطينية. بمعنى ان الصيغة السعودية تجاه الولايات المتحدة هي بالضبط ما تريده اسرائيل: مواجهة وتصميم تجاه ايران. النووي مقابل فلسطين. توجد هنا فرصة نادرة لتغيير فكري في الشرق الاوسط.
مسرحية رجل واحد
المشكلة هي أن هذه الخطوة تمسك بنتنياهو وهو في وضع هو الاكثر اشكالية من اي وقت مضى. فقدرته على المناورة محدودة للغاية. وسحابة التحقيقات تلقي بظلال شك على كل قرار زعامي في الكسر يسارا وفي قدرته على قيادة تغيير جوهري في مواجهة اليمين في اسرائيل، اذا كانت بالفعل لحظة فرصة كهذه.
لقد نشر مراقب الدولة هذا الاسبوع تقريرا يقول ان اسرائيل لم تستعد كما ينبغي لتهديد الحوامات. واضح. فهذا شيء جديد ومختلف، القدرة على الاستعداد له تتطلب المرونة، السرعة والابداعية. فهل توجد في اسرائيل هذه القدرات في المجال الحزبي – السياسي؟ هناك شك كبير. ينبغي أن تضاف الى ذلك قوة ايران وتجربتها في التشويش على كل هذه الخطوة.
كما أن وضع الامير السعودي حساس الان. “كل ثورجي عربي يوجد على الفور في خطر على الحياة”، يقول لي مصدر سياسي كبير وخبير. عن ردود الفعل في السعودية كتب عاموس يدلين ويوئيل جوجنسكي من معهد بحوث الامن القومي فقالا انه “في هذه الاثناء يتعاظم احباط الجمهور الذي كان معتادا على الوفرة التي مصدرها مداخيل النفط، في اعقاب الانخفاض في الرواتب، التقليص في الدعم الحكومي والارتفاع في غلاء المعيشة وعلى خلفية الهبوط في اسعار النفط في السنوات الاخيرة. اذا تواصلت هذه الميول، فمن شأن بن سلمان ان يخسر التأييد له في الجانب شباب المملكة.
“موجة الاعتقالات والخوف من عدم الاستقرار السياسي من شأنهما ايضا أن يفرضا المصاعب على المملكة في تجنيد الاموال الاجنبية – وهو الامر الضروري لها كي تحقق مخططاتها الطموحة التي أعلن عنها ولي العهد – وتبعد المستثمرين المحتملين. وفي رد فعل على الوضع في المملكة، نشأت في ايلول 2017 في الشبكات الاجتماعية في السعودية حملة تدعو المواطنين الى الخروج للاحتجاج، وذلك ايضا على خلفية الاضطراب في اوساط الاقلية الشيعية في المملكة.
“في ايلول اعتقل رجال دين، أكاديميون وصحافيون بسبب الانتقاد الذي وجهوه لسياسة بن سلمان الاقتصادية، ضد سلوك الرياض في الازمة مع قطر وعلى الحرب في اليمن، التي شنها بن سلمان والتي تبدو بعيدة عن الحسم. وفي هذا السياق يذكر ان السلوك المتشدد الذي يتخذه بن سلمان، بعد سنوات من تميز السياسة السعودية بضبط النفس وبالحذر أثار تخوفا حتى في اوساط اجهزة الاستخبارات الغربية من المخاطر التي تنطوي عليها، بما في ذلك على استقرار المملكة”.
كتب يدلين وجوجنسكي بان بن سلمان الذي يحظى باسناد علني من جانب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يسير بالسعودية نحو حكم فردي مركزي. يبدو أنه بلغ منتهاه العصر الذي تميز بتوزيع القوة وبالحلول الوسط وبالتكافل بين الامراء وساهم بذلك في استقرار المملكة على مدى السنين.
لقد تحول الحكم في السعودية بقدر كبير الى مسرحية رجل واحد. فهل سيصمد هذا؟ وهل ستنجح ايران في وقف الثورجي وهل ستؤدي خطوته بالفعل الى تغيير ساحق في الشرق الاوسط؟ هذا منوط جدا بعناصر غريبة ومختلفة: ترامب، بوتين، نتنياهو، آريه هارو وأرنون ميلتشن. وحتى في عصر الانقسام فان هذه هي الدراما الافضل التي تجري هذه الايام.
هآرتس / برعاية الخطوات السياسية الروسية – ايران تتموضع في سوريا
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 17/11/2017
“إن من لا يؤمنون بجدوى الحل العسكري في سوريا، فليسحبوا قواتهم منها”، هذه كانت الاجابة الفظة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان على التصريح الامريكي الروسي، الذي بحسبه يوافق الطرفان على أنه لا يوجد حل عسكري للازمة السورية، بل فقط حل سياسي ودبلوماسي. التصريح المشترك للرئيس بوتين والرئيس ترامب برهن على التوافق بين الدولتين العظميين وعلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بينهما. وهو ايضا يقلق اسرائيل التي تخشى من أن حلا سياسيا سيبقي في سوريا قوات معادية يمكنها بعد فترة العمل ضدها.
موافقة الرئيسان ايضا على أنه يجب على كل القوات الاجنبية مغادرة سوريا – ليست مقنعة. حسب التفاهمات، روسيا ستعمل مع الرئيس الاسد من اجل أن يأمر القوات الاجنبية التي تعمل الى جانبه مثل ايران وحزب الله على ترك الدولة، والولايات المتحدة ستعمل مع الاردن من اجل ابعاد الجهاديين، ومن بينهم مقاتلو جبهة النصرة ومليشيات راديكالية سنية اخرى.
في توجيه نقله مصدر امريكي رفيع للصحافيين بعد التصريحات المشتركة جاء: “نحن (الولايات المتحدة) لا ننوي اجراء مفاوضات مع الاسد، وكما هو معروف ليس مع القوات الايرانية، بل مع روسيا”. كما أكد على الرعاية الامريكية والروسية لاتفاق المباديء الذي وقع في الاردن حول اقامة منطقة آمنة في جنوب سوريا، وهو الاتفاق الذي تعرض لانتقاد اسرائيلي كبير. في الحقيقة اسرائيل فضلت توجيه سهامها نحو روسيا، ولكن المسؤولية عن هذا الاتفاق ملقاة على الولايات المتحدة بنفس الدرجة.
التصريح المشترك كان يجب أن لا يكون مفاجئا لاسرائيل، لأنه في شهر نيسان، في اللقاء السابق بين ترامب وبوتين تم الاتفاق على أن مصير الاسد لن يبحث في هذه المرحلة، أي أن ترامب عرض في حينه تنازل هام آخر للسياسة الروسية. هذا التنازل تم التعبير عنه ايضا في التوجيه الصحفي الحالي، والذي اوضح فيه ترامب أن “الاسد يجب عليه الذهاب، لكن هذا قرار للشعب السوري كله، بما في ذلك الذين طردوا من بيوتهم، من خلال الانتخابات”. وأنه “في المواضيع التي يوجد للدولتين العظميين مصالح مشتركة فيها يمكن العمل معا”. هذه المصالح المشتركة لا تأخذ في الحسبان مصالح اسرائيل.
في هذه الاثناء، هذا هو فقط مجرد اتفاق مباديء لا يرسم خرائط نهائية، وربما أن صراخ اسرائيل سابق لأوانه. ولكن بعد أن صرح وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بأن “وجود القوات الايرانية في سوريا هو مشروع حيث أنها استدعيت من قبل سوريا”. وازاء تصريح اردوغان لا مناص من القول إن مبدأ مغادرة القوات الاجنبية لا يساوي الورقة التي وقعت عليها وثيقة المباديء. اتفاق المباديء ايضا لم يحدد متى ستغادر القوات ومن سيجبرها على الخروج. ايران، روسيا وتركيا ومعها المليشيات السورية والاجنبية التي تعمل باسمها في سوريا لا تنوي المغادرة. ومشكوك فيه أن تغادر ايضا بعد التوقيع على اتفاق انهاء الحرب في سوريا.
هذا هو الواقع الذي يجب على اسرائيل التعايش معه، اذا لم يكن في نيتها شن حرب ضد الشراكة الروسية – الايرانية، التي تحظى برعاية امريكية. هذه الشراكة تلقت دعم غير عادي من الاقوال التي قالها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في المؤتمر الذي عقد هذا الاسبوع في ايران تحت عنوان “500 سنة على التعاون بين ايران وروسيا”. لقد كتب ظريف أن هذا التعاون سيؤدي الى الامن والاستقرار، ليس فقط في الشرق الاوسط، بل ايضا في وسط آسيا والقوقاز. في الرسالة التي ارسلها لافروف في هذا المؤتمر، عبر عن الأمل بأن “التعاون الثنائي سيتحول الى تعاون استراتيجي”. لا يمكن أن يكون هناك تصريحات قاطعة وواضحة اكثر حول العلاقات الجيدة التي أوجدتها الحرب في سوريا بين ايران وروسيا. لهذا التعاون، كما هو معروف، يوجد ايضا جوانب اقتصادية هامة، مثل مد انبوب غاز من ايران الى الهند عبر باكستان، والاستثمار في البنى التحتية الايرانية، بما في ذلك اقامة محطات كهرباء نووية ستنقل الى الشركات الروسية.
الايرانيون لن يغادروا
علاقات روسيا مع ايران نجحت في التأثير على القيادة الايرانية لابعاد القوات الايرانية عن المنطقة الآمنة الجنوبية الى الشمال والشرق قليلا، وايضا التوضيح لايران أنه من الافضل أن لا تعطي اسرائيل الذريعة لمهاجمة سوريا، لكن حجم تواجد ايران العسكري في الدولة لم يتغير. حسب تقارير المعارضة في اسرائيل ومصادر مليشيات المتمردين فان مجمل عدد القوات الايرانية والقوات المؤيدة لايران يبلغ نحو 70 ألف مقاتل وهم منقسمون بين الحرس الثوري والجيش الايراني (حوالي 8 آلاف حتى 10 آلاف من رجال الحرس الثوري وحوالي 5 آلاف الى 6 آلاف من جنود الجيش)، وحوالي 20 ألف من رجال المليشيات الشيعية التي جاءت من العراق، وحوالي 12 – 15 ألف من رجال المليشيات الافغانية الذين تم تجنيدهم من قبل ايران، و7 – 10 آلاف مقاتل من حزب الله، و5 – 7 آلاف مقاتل باكستاني وفلسطيني.
يقف على رأس هذه القوات الجنرال جعفر الاسدي، الذي عين في منصبه بعد القائد السابق حسين همدان، الذي قتل في 2015. القوات الايرانية تعمل تحت قيادة مشتركة تسيطر على وتنسق نشاطاتها مع الجيش السوري في اربع جبهات. مقر هذه القيادة يوجد قرب مطار دمشق ويترأسها القائد سيد رضا موسوي، المسؤول ايضا عن التنسيق اللوجستي لقوة القدس في الحرس الثوري الايراني برئاسة قاسم سليماني. في منطقة الزبداني، شمال غرب دمشق، توجد قاعدة الشيباني التي استخدمتها قوات الحرس الجمهوري السوري وانتقلت الى سيطرة ايران. التقديرات تشير الى أنه يوجد فيها حوالي 3 آلاف جندي يقومون بمهمات في وسط سوريا. وكذلك قوات حزب الله ورجال مليشيات افغانية.
قيادة المنطقة الجنوبية تشرف على منطقة درعا والسويداء والقنيطرة، وقاعدتها المركزية توجد في المنشأة رقم 18.000، التي تقع على بعد 60 كم عن جنوب دمشق في طريق درعا، وليس بعيدا عنها توجد قاعدة اليرموك التي استخدمتها قوات حزب الله، في حين أن قاعدة أزرع قرب بلدة شيخ مسكين، تستخدم كقاعدة لوحدة الصواريخ من طراز “سام 1”.
في الجبهة الشرقية الشمالية يشغل الايرانيون قواتهم في منطقة الحسكة، الرقة، القامشلي والمطار العسكري قرب حمص. يوجد تحت تصرف هذه القوات مطار “تي 4” الذي يبعد نحو 50 كم عن مدينة تدمر. ويوجد فيه حسب تقديرات مصادر المعارضة الايرانية ألف جندي تقريبا. حوالي ألف جندي من حرس الثورة الايراني يوجدون في منطقة اللاذقية وطرطوس التي يسيطر عليها الجيش السوري. مؤخرا نشرت “بي.بي.سي” صور لمعسكر آخر أقيم على مداخل دمشق يمكنه أن يضم عدة آلاف من الجنود.
وحيد في ميدان القتال
إن انتشار القوات الايرانية، ومقر قيادتها وعدد المقاتلين، تطرح السؤال حول قدرة اسرائيل على منع أي تواجد ايراني في سوريا، كما قال الجنرال آيزنكوت في مقابلة مع موقع “ايلاف” السعودي. ولكن الانتشار يبرهن في الاساس على نقاط ضعف الجيش السوري، التي يحتاج فيها الى مساعدة ايران. حتى الآن هذه المساعدة وجدت تعبيرها في المعارك المحلية ومنها احتلال حلب. ولكنها لا تشير حتى الآن الى نية السيطرة على مناطق في سوريا من اجل اقامة جيوب ايرانية فيها. مصادر في المعارضة السورية قالت في تقاريرها إن جنود ومواطنين ايرانيين منشغلون ليس فقط بالحرب، بل بشراء العقارات، ولا سيما في المدن الكبرى. ولكن ايضا في هذا لا يوجد ما يكفي لاحداث تغيير ديمغرافي استراتيجي يمكنه أن يغير طابع سوريا.
الخوف الاسرائيلي من تموضع قوات ايرانية ورعاياها في الجزء السوري من هضبة الجولان، لا يمكن انكاره، لكنه يقتضي أن يتم فحص هل يوجد لايران وسوريا وسوريا مصلحة في فتح جبهة مع اسرائيل في سوريا. ايران روسيا معنيتان باستكمال العملية السياسية من اجل الابقاء على نظام الاسد وانهاء الحرب. من الواضح لايران وروسيا أنه اذا قررت اسرائيل الهجوم، كما يهدد وزير الدفاع ليبرمان، فان هذا الهجوم من شأنه أن يتسع ويصل الى قصر الرئيس السوري والى اهداف استراتيجية اخرى، والى لبنان ايضا ضد حزب الله، ولن يكتفي بمهاجمة الاهداف الايرانية. هكذا سيتم ايجاد ميزان ردع بين اسرائيل وسوريا وايران، يكون فيه تهديد اسرائيل لايران حقيقيا في هضبة الجولان أكثر من تهديد ايران لاسرائيل.
نقطة التحول في هذا الميزان يمكن أن تحدث اذا قرر الايرانيون اقامة نظام صواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى في جنوب هضبة الجولان. ولكن هذه الاحتمالية ايضا ما زالت غير موجودة على الطاولة، في الاساس بسبب معارضة روسيا لعملية استراتيجية ايرانية من شأنها أن تعمل ضد المصالح الروسية. في نفس الوقت، اسرائيل نفسها تعتبر الصواريخ بعيدة المدى الموضوعة في ايران تهديدا استراتيجيا لها أكثر من الصواريخ التي يمكن أن تكون موجودة في سوريا. بشكل عام، في حرب الصواريخ، اذا اندلعت، لا توجد أهمية كبيرة للبعد الجغرافي، طالما أن الدولتين، اسرائيل وايران، يمكنهما مهاجمة بعضهما عن بعد.
المشكلة الاكثر خطورة التي تشكل تحديا امام اسرائيل هي التحالف الذي نشأ بين واشنطن وموسكو في الساحة السورية، بصورة أن اسرائيل لا تستطيع توقع دعم امريكي اذا قررت مهاجمة سوريا. ترامب يواصل اظهار اللامبالاة تجاه العمليات العسكرية والسياسية التي لا تمس محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وازاء هزائم التنظيم فان من شأن الولايات المتحدة الاعلان أن اهداف حربها في سوريا والعراق تم تحقيقها بالكامل، وأن تقوم بسحب قواتها. اذا حدث هذا فستجد اسرائيل نفسها في عزلة سياسية، وفي حرب في ساحة حاولت منذ البداية أن لا تتورط فيها.
يديعوت / قطر اكسبرس
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 17/11/2017
في القاعة الفاخرة لفندق ريتس كرلتون في الدوحة، عاصمة إمارة قطر، تجلس في ليل يوم الاحد عصبة من الرجال بالجلابيب البيضاء وهم يتابعون هواتفهم الخلوية. يتابعون المقابلة مع رئيس وزراء لبنان المستقيل، سعد الدين الحريري، التي تجري من الرياض وتبث على التلفزيون السعودي. ويشاهد لابسو الجلابيب المقابلة المرة تلو الاخرى، ولا يصدقون اي كلمة، ويسجلون الملاحظات لانفسهم.
“يجدر بالحريري الا يروي قصص الف ليلة وليلة”، يقول احدهم، حارس قطري قديم، ويوصي بمتابعة التقارير التي تطالب باعادة الحريري الى بيروت. ويقول “لنراه يعود الى بيروت ويروي حقا ما مر عليه في السعودية”. وعندما يذرف السياسي دمعة، ويدعي بانه كتب خطاب استقالته بنفسه وانه غير محتجز قيد الاعتقال، فان القطريين لا يعودون قادرين على ضبط النفس. “يجب الامساك بهذا المجنون”، يقول لي رئيس خلية الحراس في الفندق عن ولي العهد السعودي، الامير محمد بن سلمان، “قبل أن يشعل كل الشرق الاوسط”.
خمس ساعات سفر فقط، 483 كيلو متر، تفصل بين الريتس كارلتون القطري وتوأمه الرياضي، الاكثر افتخارا. في الاول عقد هذا الاسبوع مؤتمر اقتصادي بمشاركة سياسيين، موظفين كبار، رجال اعمال واعلام من كل العالم، بما في ذلك من اسرائيل؛ في الثاني نزل في نفس الوقت عشرات الامراء، الوزراء، الضباط العسكريين وكل من يشتبه ولي العهد بان من شأنهم أن يخروا على مخططاته الطموحة. اسم اللعبة في ريتس كارلتون القطري وفي قصر الحاكم، تميم بن حمد: ضبط النفس. عدم اثارة اعصاب الامير بن سلمان، عدم خلق اسباب له لتجسيد خطته في تنفيذ انقلاب الحكم واسقاط الامير.
خمسة اشهر مرت على المقاطعة التي فرضتها السعودية على قطر، وتشارك فيها مصر، البحرين واتحاد الامارات في الخليج. وفي الدعوة الى المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد هناك هذا الاسبوع كُتب أن مواطني الدول المشاركة في المقاطعة لن يتلقوا تأشيرة دخول الى قطر. اما الاسرائيليون بالمقابل فقد استقبلوا بسرور في الدولة الاغنى في العالم والتي ليس لها علاقات رسمية أو علنية مع اسرائيل. وصل الى المؤتمر 8 اسرائيليين، بينهم النائب السابق أرال مرغليت، نجل رئيس الوزراء المغدور، يوفال رابين، العميد احتياط عيبال جلعادي وكذا د. نمرود نوفيك ونداف تمير، اللذين كانا مستشاري الرئيس شمعون بيرس. وكانوا جميعهم مرغوب فيهم في قطر. تجولوا بحرية في السوق وفي المتحف وتحدثوا العبرية. ضيوف آخرون وصلوا الى المؤتمر طلبوا منهم أن يسمعوا عن العلاقات بين اسرائيل والسعودية واذا كانت توشك على الارتفاع درجة قريبا. وعاد المضيفون وقالوا ان المشاكل التي تقلق قطر الان “تكاد لا تتعلق بالقضية الاسرائيلية”.
ومقارنة بزياراتي السابقة الى قطر، فقد ارسلت تأشيرة الدخول هذه المرة بالبريد الالكتروني قبل اسبوعين الى الرحلة وليس في اللحظة الاخيرة. ووافقت شركات التأمين الاسرائيلية على أن تؤمن لنا اغراضنا الشخصية والعلاجات الصحية فقط مع التشديد على انه “لن تكون تغطية في حالات نشوء حاجة للانقاذ (من الاختطاف) او البحث”.
في نافذة مراقبة جوازات السفر في الدوحة أعرض جواز السفر الاسرائيلي وتأشيرة الدخول. ينظر الموظف الى الوثائق، يطلب مني الانتظار ويذهب للتشاور مع المسؤولين عنه. اما الاسرائيليون الاخرون فقد اجتازوا نقطة الرقابة دون تأخير. ولكن جواز سفري الذي توجد فيه اختام من دول عربية اخرى يحتاج الى فحص أطول. وفي الغداة بات يعرف كل مشاركي المؤتمر، بمن فيهم الايرانيون بانه توجد هنا عصبة من الاسرائيليين. ويحظى يوفال رابين باهتمام خاص، ويتجول بحرية دون حراسة.
الرسام يحقق الملايين
هذه هي السنة الـ 12 التي تعقد فيها قطر مؤتمرا اقتصاديا، غير أن هذه المرة قرر الامير اجراء احتفال افتتاح. في الماضي درج في الاحتفال على أن يهاجم اسرائيل ورئيس وزرائها. وكان قد وعد بانه لن تكون علاقات مع اسرائيل “الى أن تجد المشكلة الفلسطينية حلا متفقا عليه لها”. اما الان فالامير مشغول مع ملك المغرب، محمد السادس، الذي جاء ليعرض الوساطة مع السعودية في محاولة لحل الازمة الاكثر تفجرا في الخليج. وبدلا منه افتتح المؤتمر وزير المالية المحلي شريف عمادي الذي القى خطابا قصيرا جدا: ولا كلمة عن المقاطعة لتخنق قطر، وتحيات حارة لمئات المشاركين ممن لم يخشوا من الوصول رغم انهم سيكونون عرضة من جانب السعودية.
ويشرح لي رجل اعمال محلي فيقول: “محظور علينا ان نثير اعصاب المجنون من السعودية. أول أمس قال بن سلمان ان قطر هي مجرد مشكلة صغيرة. ونحن نريد أن نحافظ على هذا الوضع: الا تبعث السعودية الينا بقوات عسكرية، مثلما يهدد ولي العهد. فقد أمرنا الحاكم بالسكوت في الموضوع السعودي، ونحن نطيع”.
تطل صورة حاكم قطر، الشيخ تميم، الان من كل زاوية في الامارة الصغيرة التي يعيش فيها ثلاثة ملايين نسمة، 70 في المئة منهم عمال اجانب. وفي ذروة الازمة مع السعودية علقت في ظلمة الليل الاف البوسترات الضخمة للامير. فهي تطل في المطار، في الميادين، في التجمعات التجارية الكبرى، في الوزارات الحكومية؛ كما يطل الامير من حائط قاعة فندقنا، ومن تحت الصورة تظهر كلمات”تميم المجيد يرد لكم الحب” و “اذا ما أحببتَ الحاكم فسيعيده اليك اضعاف”. وتأتي هذه البوسترات كي تعبر عن الولاء للحاكم على خلفية الازمة، ولم يكن نقد على ذلك.
وكان أعد صورة الامير الرسام المحلي احمد المعيد (21 سنة)، وقد فعل ذلك قبل شهرين “دليل تضامن وولاء”، ومنذ تلك اللحظة وهو يرتفع في حياته المهنية. رسوماته تعرض في معرض كبير، ووسائل الاعلام تتابعه، ويروى انه اصبح مليونيرا بفضل الالمعية التسويقية. وقال في مقابلة للصحافة “كنت قلقا من التهديد على حاكمي. فجلست ورسمت وبعثت الى القصر. لم أحلم بان تملأ صور رسوماتي الشوارع”.
يبقي الشيخ تميم (37 سنة)، على حالة انكشاف متدنية رغم الانكشاف الكبير الذي يحصل عليه في الاسابيع الاخيرة. وهو يسكن في قصر من الرخام الابيض في وسط الدوحة، متزوج لثلاث نساء وولد للاخيرة وليده الثامن. “الزوجة الاولى، الشيخة جواهر، وجدوها له في 2005 ضمن خطوبة داخل الحامولة بهدف توثيق العلاقات الاسرية”، يشرح لي رجل اعلام محلي. “الثانية، الشيخة عنود تزوجها في 2010 في إثر قصة حب ساخنة”. اما “الزوجة الثالثة، نورا، والتي تزوجها قبل سنتين، فقد جاءت لتعزز صورته الرجولية. ويحتمل ان تكون له زوجة اخرى رابعة، فالاسلام يسمح بالزواج من أربع نساء معا”.
مسيرة البقر
الطريق من مطار بن غوريون الى الدوحة تضمن وقفة في لارنكا، حيث صعدنا الى طائرة شركة الطيران الوطنية القطرية. وبسبب الحصار الجوي على قطر اغلقت في وجه الشركة المطارات والموانيء للسعودية، في البحرين وفي ابو ظبي. واضطر الطيار الى تنفيذ التفافة والطيران من فوق اماكن غير ودودة للاسرائيليين – سوريا، العراق وايران. لا يمكن للمسافر الاسرائيلي ان يمتنع عن السؤال ماذا سيحصل اذا ما وقع خلل في الطائرة يستوجب هبوطا اضطراريا. وعندما أعلن الطيار باننا سنهبط قريبا في مطار الدوحة، تنفسنا الصعداء.
قبل شهرين، في ذروة الازمة، بعد أن اعلن الامير بانه لن يوافق على اغلاق قناة “الجزيرة” التي بملكيته، تصاعد الصراع. “الجزيرة” التي تقع في داخل قاعدة عسكرية مغلقة، حطمت بفظاظة الاتفاق الذي تحقق في مجلس دول الخليج، وبموجبه لا يصار الى مهاجمة الزعماء، وسمحت للضيوف في الاستديو بالتهجم على بن سلمان وعلى السيسي، الرئيس المصري. وردا على ذلك اتخذت السعودية عقابا اصيلا: فقد فتحت بوابات حظائر البقر التي اقامها رجال اعمال من قطر وارسلت 5 الاف بقرة وعجل في مسيرة نحو معبر الحدود المغلق. ولم تنجو البقر في الحر الشديد. ولما لا توجد في قطر صناعات، وكل فرع الغذاء يقوم على الاستيراد اليومي من السعودية، فقط اضطرت الان الى قطار جوي: الحليب يستورد من ايران، الخضار والفواكه من جنوب امريكا، الاجبان من فرنسا، الخبز والمعجنات من عُمان. ويقول لي رجل اعمال محلي: “هذه فرصة لاسرائيل للدخول الى الصورة والدخول الى السوق القطرية”. ولكن الاسرائيليين ذوي جوازات السفر الاجنبية وحدهم يمكنهم أن يفعلوا ذلك، او اولئك الذين بامكانهم ان يبعثوا بالبضائع الى قطر عبر دولة ثالثة.
نتجول معا بين الرفوف في فرع شركة السوبرماركتات كارفور. حتى الخامس من حزيران، اليوم الذي اعلن فيه الحصار على قطر، كان 80 في ا لمئة من البضائع تأتي من السعودية. اما الان فيمكن للمرء ان يرى على الرفوف كتابات بالفارسية، بالاسبانية وبالانجليزية. ويشير مرافقي الى اليافطات: العنب هو استيراد من بريطانيا؛ الحمضيات من البرتغال؛ على بعض المعلبات لا توجد ملصقات. “هذه منكم، من اسرائيل”، كما يشخص. “تأتي عبر دولة ثالثة”. يتبين أنه بعد أن تخرج المعلبات من اسرائيل، تنزع الاشارات وترسل الى قطر عبر محطة انتقالية – قبرص، الاردن او احدى الدول الاوروبية. ويبدي خبراته فيقول: “نحن نعرف حتى منتجات التجميل للبحر الميت. من يقرأ الصورة يعرف بان النزاع في الخليج لن ينتهي قريبا، فاستغلوا الفرصة وشغلوا سلسلات التصدير لديكم. نحن جاهزون ومستعدون”.
الايراني قفز امامي
عندما يأتي دوري لالقاء الكلمة في المؤتمر عن صورة الوضع في الشرق الاوسط من زاوية النظر الاسرائيلية، لا يخف اي من المشاركين، بمن فيهم المندوب الايراني، من الكاميرا التي توثقنا نجلس حول طاولة واحدة. والاكثر تشويقا لديهم هو أن يسمعوا اذا كانت لاسرائيل مخططات لمهاجمة لبنان. المرة تلو الاخرى أسمع بانه تتوثق العلاقات بين نتنياهو وولي العهد السعودي، وعن الاستعدادات المشتركة لمهاجمة قواعد حزب الله في لبنان، لتصفية الحساب مع الايرانيين. وفجأة يقفز امامي الايراني الذي يستمع الى قصص المؤامرة عن الهجوم الثلاثي في لبنان. ويعلن “هذا لن يحصل. فالسعودية غارقة عميقا في اليمن، ونتنياهو لا يحلم بقيامه بالعمل الاسود والخطير من أجل بن سلمان”.
من يقف خلف بن سلمان هو الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي اعلن مع صهره غارد كوشنير عن صداقته الشجاعة معه. يثور موظف قطري كبير قد وقوف واشنطن خلف بن سلمان الذي تحدث مساندا لموجة الاعتقالات في الرياض وارسل بمبعوثين الى قطر يحملون توبيخات عن تمويل حماس لغزة. ويعترف الموظف بان “التمويل توقف، والان بسبب العزلة، يلقون بنا الى الايرانيين. قطر ملزمة بان تدافع عن نفسها، والايرانيون يعرضون المساعدة. ولي العهد السعودي كان واثقا من أن المقاطعة على قطر ستخلق هنا ثورة ضد الحاكم، ولكنه اخطأ. عرفنا كيف نجد الحلول. كما أننا مستعدون لحل الازمة في الخليج ونطرح اقتراحات. ولكن السعوديين يرفضون كل الصيغ ويواصلون التهديد”.
في الخارج نجد الحرارة 35، وهي أخف بكثير مما كانت في الايام الماضية. الاف العمال الاجانب يعملون على السقالات لانهاء انشاء متحف جديد، بتصميم ياباني، محطات القطار السفلي الجديدة والاستاد الوطني “خليفة”، حيث ستجرى العاب المونديال بعد خمس سنوات. قانون جديد يقرر ساعات العمل وشروط السكن والصحة للعمال. هذا القانون، كما يروى لي، لا يمنع رؤساء العمل المحليين من حث عمال البناء.
يبدو الاستاد الجديد كمبنى رائع. لا يوفر احد هنا. ولكن مرافقي المحلي ليس متفائلا وهو يقول: “لا تصدق ان المونديال يتم في قطر حقا. فبعد قضايا الرشوة وفي ضوء الوضع في الخليج، سيجدون في الفيفا ذريعة لينقلوا المباريات الى مكان آخر. نحن نواصل البناء والاستعداد ولكن احساسي يقول ان بريطانيا ستقتطف لنا المونديال”.
هآرتس / المبالغة السعودية : ولي العهد يطلق النار في كل الاتجاهات
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 17/11/2017
عالم السفن الفاخرة ينقسم الى يخت كبير ويخت كبير جدا. أحد أكبر اليخوت الفاخرة هو “سيرين” (هاديء بالعبرية)، والذي بني في العام 2011 ليوري شفلر، الملياردير الروسي، ملك الفودكا الروسية بشكل عام والستولتسنيا بشكل خاص. يبلغ طول اليخت، الذي هو أفخم يخت بنته شركة بناء السفن الكبيرة الايطالية “بنكانتيري”، 140 متر، وارتفاعه تقريبا 20 متر. هذا اليخت مخصص لاستضافة 24 شخص في ظروف “سوبر ديلوكس”، اضافة الى 52 شخص كطاقم خدمة له. ويوجد فيه مهبطين للطائرات المروحية وبركة سباحة داخلية وبركة خارجية وسينما حديثة رقمية ومنشأة رسو للغواصات عند الحاجة.
قبل سنتين، في الوقت الذي كان يجري فيه تقليصات واصلاحات في المملكة، نائب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي اصبح منذ ذلك الحين وليا للعهد والحاكم الفعلي، قام بشراء “سيرين” من شفلر مقابل 550 مليون دولار. هذه الصفقة الضخمة التي تم عقدها بعد أن شاهد الامير اليخت الفاخر اثناء ابحاره في مياه الريفيرا الفرنسية، اثارت انتقادا كبيرا في العالم العربي، لكن هذا الانتقاد مر قبل شهرين بهدوء. في ظروف غامضة اصطدم “سيرين” بجبل صخري في البحر الاحمر، على بعد 20 كم عن شرق شرم الشيخ. وقد تعرض لاضرار كبيرة، وفي الوقت الحالي هو خارج الخدمة. اسرائيل والولايات المتحدة عليهما الصلاة بأن لا يكون مصير يخت اللهو هذا لولي العهد السعودي يشبه الكوارث التي ستنبع من نزواته الاخرى الاكثر خطرا.
من كاره الى محب
أمر واحد مؤكد هو أنه في المنافسة على قلب الرئيس ترامب، فان اليخت الفاخر لمحمد بن سلمان هو ورقة رابحة. بنيامين نتنياهو يعرف يحصل على الراحة من اصحاب الملياردات، لكن ولي العهد السعودي هو “الصفقة الحقيقية”، مع ثراء، وبالاساس نمط حياة يمكن لشخص مثل ترامب أن يحسده عليه. عندما يتبادلون الاحاديث حول تجاربهم مع الطائرات الخاصة، القصور الصيفية وحياة الاثرياء والمشاهير، يكون إبن سلمان متحدثا جيدا بالنسبة لترامب. في حين أن نتنياهو هو “هاو” جاء الى ناد ليس عضوا فيه.
بنفس القدر، نتنياهو يمكنه التفاخر بالتحسين البارز في الاجواء بين اسرائيل والولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب، إلا أن الثورة التي قام بها الامير السعودي في العلاقة بين الرياض وواشنطن، أكبر وأكثر درامية بعدة مرات. بعد كل ذلك، خلافا لثناء ترامب الكبير على اسرائيل خلال الحملة الانتخابية للرئاسة، فانه وصف السعودية بالدولة الاصولية المتطرفة تنشر سم الاسلام الراديكالي، والدولة المسؤولة عن عمليات الحادي عشر من ايلول، التي يجب مقاطعتها.
انتخاب ترامب للرئاسة هدد كما يبدو خلق شرخ غير مسبوق في العلاقات المميزة بين الولايات المتحدة والسعودية منذ أن قام أمير شاب باسم الامير فيصل، الذي اصبح ملكا فيما بعد وهو عم محمد بن سلمان، بسحر واشنطن عندما زارها للمرة الاولى في تشرين الثاني 1943. محادثاته مهدت الطريق للقاء الشهير بين الرئيس روزفلت المريض والملك إبن سعود، الذي عقد في شباط 1945 على متن المدمرة الامريكية “كوينسي” في البحيرات المرة في مصر. وقد تم هناك وضع أسس التحالف الاستراتيجي للدفاع الامريكي مقابل نفط ودعم السعودية. هذا التحالف انتصر على اسرائيل واللوبي اليهودي في الصراع على توفير طائرات التجسس “ايواكس” في 1981، كما أن التحالف صمد في الامتحان الكبير عند غزو العراق للكويت في 1990، كما أنه حافظ على البقاء بعد العمليات الارهابية في 11 ايلول 2001، رغم أن منفذيها كانوا من المواطنين السعوديين وتربطهم علاقات متشعبة مع العائلة المالكة. ترامب، اذا حكمنا حسب تصريحاته في الحملة الانتخابية، كان يشكل خطرا واضحا، فوريا ونادرا، على التحالف الامريكي – السعودي. وعند معرفة نتائج الانتخابات، التي فاجأت الرياض مثل العالم، بدأ إبن سلمان بحملة تهدئة واستخذاء مكثفة لترامب ومحيطه القريب. فقد التقى مع الرئيس بصورة غير رسمية، واجرى معه لقاء رسمي أول في البيت الابيض في آذار، قبل قدوم نتنياهو الى واشنطن. في هذا اللقاء اتفقا على اعادة تقييم العلاقة بين الدولتين، وهي ثورة توضحت ابعادها للانظار في الاستقبال الاحتفالي الذي اقامته العائلة المالكة على شرف ترامب اثناء زيارته في الرياض في أيار، والذي تضمنت الرقص بالسيوف.
اثناء ملء جيوب منتجي السلاح الامريكيين بصفقات بمئات المليارات، فان ترامب ومحمد بن سلمان طرحا أمام العالم تحالف أخوي متجدد بكامل هيبته. في الغرف المغلقة، حسب المعلقين، شجع أحدهما الآخر على المضي قدما وأن يأخذ على عاتقه أخطار غير محسوبة تماما. كثيرون يخشون من أن عيونهم أكبر كثيرا مما يمكنهم استيعابه حقا.
وكأنه لا يكفي السعودية تورطها في اليمن، الذي يعتبر الامير هو المهندس المعماري الاساسي له، والذي تسبب بكارثة انسانية ومجاعة عامة، فان السعوديين ايضا فتحوا جبهة جديدة مع لبنان وحزب الله، حول قضية اختطاف رئيس الحكومة سعد الحريري الغريبة. قبل ذلك يجب أن لا ننسى أن السعوديين فشلوا في عملية طموحة جدا في عزل واخضاع قطر. وقد كان ترامب هو الذي شجع السعودية على هذه الخطوة، الى أن اوضح له مساعدوه أن الامر يتعلق بمقامرة ستكون الولايات المتحدة هي الخاسرة فيها.
وكأنه لا تكفي الاصلاحات المباركة بذاتها، التي يريد ولي العهد السعودي اجراءها في مملكته المغلقة والبدائية، وكأن تلك ليست مهمة ثقيلة جدا أن يقوم بتطبيق برنامجه الطموح لعدم اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط فقط في العام 2030. الامير ايضا يركل بشدة منهج التوازن والكوابح الداخلية الذي مكن العائلة المالكة من الحكم بهذه الدرجة أو تلك من الاستقرار منذ تأسيس السعودية في 1932. باعتقالاته وتطهيراته فان ولي العهد السعودي قد جمع كل الاوراق، لكن من شأنه ايضا أن يهدم كل البيت.
في رؤيته الطموحة فان ابن سلمان يريد المضي قدما بالسعودية الى القرن الواحد وعشرين، وفي نفس الوقت أن يضعها كقائدة للعالم السني ورأس الحربة امام الفيالق الايرانية الشيعية. على هذه الخلفية فانه هو ونتنياهو قاما بالضغط على ترامب كي يزيد حدة لهجته، وحتى أن يعمل على افشال الاتفاق النووي مع ايران، هذا الجهد الذي حقق حتى الآن نجاحا جزئيا. على خلفية قلق السعوديين من ايران وعدم رضاهم عن الاتفاق النووي لاوباما، فقد ازدهرت في السنوات الاخيرة ايضا الصداقة الاستراتيجية المدهشة بين اسرائيل والسعودية، التي يجد عدد من الاسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو، صعوبة في ضبط انفسهم في التحدث عنها بشكل مفصل، والتي وصف عمقها وحجمها أمس رئيس الاركان آيزنكوت في في اول مقابلة له مع صحيفة سعودية.
ربما في يوم ما سيتبين أن اسرائيل قدمت مساعدة كبيرة للسعوديين، وفي حالة اليمن يوجد لذلك ايضا سابقة تاريخية ذات صلة: في عملية “روتب” للموساد وجهاز الاستخبارات البريطاني في 1964 قامت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بنقل معدات عسكرية روسية أخذت كغنائم في عملية سيناء وتم انزالها بالمظلات للقوات اليمنية الملكية، التي حاربت جيش مصر والانقلابيين. السعوديون الذين دعموا الملكيين الذين هزموا تظاهروا بعدم معرفتهم عن المساعدة الاسرائيلية، لكن في حينه كان واضحا أنهم سيوافقون على غض النظر عن “الشيطان الاصغر” من اجل محاربة “الشيطان الاكبر” والاكثر تهديدا. في تلك الايام “الشيطان الاكبر” كان القومية، المناوئة للملكية، وعروبية جمال عبد الناصر. والآن هو الاصولية الشيعية المفترسة لنظام آيات الله.
مبادرة ولي العهد
المبادرة السياسية التي يعمل عليها ترامب وطاقمه هي محطة اخرى في حملة محمد بن سلمان، في عرضه الاول الاقليمي. الامير السعودي الذي عقد صلات قوية بشكل خاص مع صهر مستشار ترامب، جارد كوشنر، هو المسؤول الاول عن امتناع الرئيس الامريكي عن نقل السفارة الامريكية الى القدس. وهو ايضا الذي حث الادارة الامريكية على عرض خطة سلام اقليمية تشمل تطبيع واسع بين اسرائيل والدول العربية السنية، لكنها ايضا اطار اساسي لايجاد حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. عندما يقوم ترامب ومساعدوه ببحث المبادرة ومحاولة بلورة صيغ لا يتم رفضها من قبل أحد الاطراف، فهم يرون امام اعينهم طوال الوقت الامر الاساسي وهي عدم احراج العائلة المالكة السعودية. نحن لا نقامر كثيرا اذا قدرنا أن ابن سلمان السعودي يعرف تفاصيل الخطة المتبلورة في البيت الابيض أكثر من بن تسيون الاسرائيلي.
الامير السعودي يقامر بكل ما لديه. هو ينثر عشرات الرصاصات في الجو في نفس الوقت. إن كل انزلاق، ومن ضمنه مبادرة سلام تظهر السعوديين كمن باعوا الفلسطينيين مقابل ثمن بخس، من اجل أن يكتشفوا بشكل علني زواجهم الفاخر مع اسرائيل، يمكن أن يؤدي الى معارضة شديدة ترجح الكفة وتضعضع في نهاية المطاف المملكة، لهذا فان أي مبادرة امريكية ستستند بالضرورة الى المبادرة السعودية من العام 2002 في احدى نسخها. من اجل أن لا ينفجر الشرق الاوسط بضحكة جماعية، يجب على المبادرة الامريكية أن تتطرق الى اقامة الدولة الفلسطينية، وحدود ثابتة، ومستقبل المستوطنات وربما حتى القدس.
ليس مهم كم سيفاجئنا الامريكيون بحلول ابداعية استهدفت تربيع الدوائر، وليس مهم بأي درجة سينجح السعوديون في اخضاع محمود عباس كي يكون ولدا طيبا وأن يجلس بهدوء في الزاوية، وبدون أي علاقة مع الجبال والتلال التي سيتعهد بها الامريكيون والسعوديون لاسرائيل مقابل موافقتها، لا يوجد وضع يستطيع فيه ترامب أن يسحب مبادرة لا تؤدي بسرعة وبالضرورة، الى تفكك الائتلاف. البطانية أقصر من أن تغطي المبادرة التي يمكن للسعوديين التفاخر بها، لأنها يجب أن تكون مقبولة ايضا على نفتالي بينيت والبيت اليهودي والمستوطنين واجزاء كبيرة من الليكود.
في الوقت الحالي ليس من الواضح تماما متى سيتم طرح الخطة الموعودة. في الظروف الحالية حيث يتم شم رائحة صندوق الانتخابات، فمن المعقول الافتراض أن ازمة ائتلافية لن تؤدي الى تشكيل حكومة بديلة، بل الى انتخابات جديدة، يتنافس فيها نتنياهو أو لن يتنافس، هذا يتوقف على تطور التحقيقات معه، وأن يفوز أو لا يفوز، هذا يرتبط بقدرته على استغلال الوضع الامني المتصاعد لصالحه، أو عملية سياسية مهددة، أو كلاهما معا. بهذا المعنى، فان مبادرة امريكية جديدة يمكنها أن تخدم جيدا مصالح نتنياهو، وربما هذا ايضا يأخذه الامريكيون والسعوديون في الحسبان.
في توقيت سليم وبادارة محكمة يمكننا أن نرى نتنياهو يذهب الى الانتخابات بقبعة مزدوجة – باعتباره الشخص الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام ضغوط ترامب، لكن ايضا باعتباره الوحيد القادر على جذب اليمين الى اتفاق. يمكن أن نكون على يقين بأنه في اللحظة المناسبة سيدعي نتنياهو أنه أمام القضايا المصيرية الحاسمة التي تقف على رأس الاجندة، من مواجهة مصيرية مع ايران الى اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين، فقط المتآمرون والخائنون يمكنهم الاستمرار في التمسك بتقديمه للمحاكمة بسبب الشمبانيا والسيجار. أين هؤلاء أمام مستقبل الشعب اليهودي، سيقول نتنياهو بصوت حزين.
إسرائيل اليوم / كاره المفاجآت يعيش
إسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور أمنون روبنشتاين – 17/11/2017
قرار لجنة جائزة نوبل منح الجائزة الى جمعية تسعى الى تجريد العالم من السلاح النووي، ليس مثابة دعوة الى القتال: فمن يستخف بالقرار الاجماعي لمجلس الامن، مثل كوريا الشمالية التي تطور بفخار سلاحا نوويا وصواريخ باليستية لاطلاقه، لا بد لن يسمع صوت الناس الطيبين في اوسلو؛ فمنح الجائزة يشبه نداء المحكوم بالاعدام ويأمل بمعجزة لتنقذه.
بالاجمال، فان موضوع السلاح النووي وانتشاره أصبح موضوعا مركزيا في السياسة الدولية بشكل عام والاتفاق مع ايران بشكل خاص. ان انتقاد رئيس الوزراء للاتفاق برأيي محق. فالاتفاق يسمح لايران، بعد فترة قصيرة نسبيا من 10 – 15 سنة بتطوير سلاح نووي ولم يمنع تطوير صواريخ باليستية، ولكن احتمال الغاء الاتفاق، بخلاف تعديله، متدن.
ايران هي فقط واحدة من مراكز الخطر. كوريا الشمالية هي دولة فقيرة للغاية. ناتجها القومي في محيط 17 مليار دولار. وللمقارنة، فان الناتج القومي الاسرائيلي الاقل من حيث عدد السكان يبلغ 300 مليار دولار.
وبالفعل، يثبت الواقع بان مشاريع السلاح النووي باتت ارض ولا ترتبط بثراء الدولة النووية. الباكستان هي صاحبة القنبلة “الاسلامية”، (التعبير الذي تقشعر له الابدان) وناتجها القومي، بـ 220 مليون من سكانها، للعام 2016، و 283.6 مليار دولار، اقل من اسرائيل، وعلى الرغم من ذلك كان بوسعها أن تصبح قوة عظمى نووية.
لقد أصبحت انتاج السلاح النووي رخيص الثمن سواء بسبب التجربة المتراكمة أم بسبب امكانية شراء العلماء او العلم، الموجودين اليوم في العالم بوفرة. لروسيا وحدها يوجد احتياطي من العلماء، لن يرفض بعضهم الحصول على علاوة دخل.
معنى هذه الانباء السيئة هو أن العصر النووي يقترب من الشرق الاوسط. وقد اقلق هذا الكابوس اسحق رابين الراحل. فلم يكن ميله لتصديق ياسر عرفات، ولكنه كان مستعدا لان يسير في مسيرة اوسلو “لانهاء النزاع قبل أن يهددنا النووي”. وقد رأى رابين عن حق بان السلاح النووي سيلغي التفوق النووي لاسرائيل ويكشف عن ضعفها بسبب مساحتها الصغرى.
اسرائيل عرضة لهذا الخطر اكثر من كل جيرانها، إذ أن ثلاث دول ذات سلاح نووي تعاديها: كوريا الشمالية أثبتت هذا بتزويدها سوريا بالمنشأة السرية، والاثنتان الاخريان – الباكستان وايران – هما مسلمتان بهذا القدر أو ذاك معاديتان للدولة اليهودية. ايران بالطبع تقول هذا علنا، وعداء الباكستان على اي حال لا بد ازداد في اعقاب تقرب اسرائيل من الهند.
يحتمل أن يثبت المستقبل بان اسرائيل ستنجو من خطر الحرب النووية؛ يحتمل ولكن ليس معقولا ان يقع تحول ديمقراطي علماني في ايران؛ يحتمل أن يتبين للباكستان أنها تدفع ثمنا باهظا جدا على مقاطعة اسرائيل؛ يحتمل، والامر اكثر معقولية، بان تسلح الدول السنية – وعلى رأسها السعودية ومصر – بسلاح نووي، ان تهديدها بان تتزود بمثل هذا السلاح – سيمنع ايران من ان تستغل الثغرة التي ستتوفر في ختام الاتفاق الايراني، بل ويحتمل أن الحلف الذي نشأ في مجلس الامن في قراره تجاه كوريا الشمالية، سيتأزر بالشجاعة ويعاقب من يريد أن يعرض للخطر جيرانه بسلاح الدمار الشامل؛ ولكن في التخطيط السياسي يجب أن نأخذ بالحسبان السيناريو الاسوأ: اسرائيل مهددة بالسلاح النووي.
حكم مريح لاحداث التغييرات
على اسرائيل أن تتخذ ثلاث خطوات غير بسيطة وغير زهيدة الثمن:
1. أن تزيد جدا قدرتها على الردع. يقال ان حكام ايران غير عقلانيين ومن أجل الخلاص – اي تسريع مجيء الامام من خلال تدمير “الكيان الصهيوني” – لن يخافوا رد النووي. ولكن التجربة تثبت أن زعماء من هذا النوع مستعدون ان ينتحر الاخرون نيابة عنهم والا يخاطروا بفقدان حياتهم.
2. ان تستثمر في مزيد من المقدرات للدفاع ضد الصواريخ ونشرها على حدودها – سور الكتروني من الصواريخ المضادة للصواريخ.
3. ان تعد ملاجيء نووية بالتجمعات السكانية المختلفة (كأن تجعل كل مواقف السيارات التحت ارضية وكذا الانفاق حصينة من الاشعاع النووي، مثلما فعلت دول اخرى في اثناء الحرب الباردة).
ستتطلب هذه الخطوات الثلاثة استثمارا هائلا، والسبيل الى استنفاد هذه الوسائل يتطلب توسيعا كبيرا للناتج القومي. الامر ممكن بدون “آلام” كبرى ودون التنازل عن الكفاح في سبيل مجتمع عادل ومتساو أكثر. يمكن عمل ذلك من خلال ازالة العوائق الكثيرة التي تمنع النمو ومن خلال انتهاج التعليم للمواضيع الاساسية ومساواة الميزانية في كل مؤسسات التعليم المدعومة من الدولة.
ان الهدف الاهم للسياسة الاسرائيلية يجب ان يكون تحقيق اتفاق دفاع عن الولايات المتحدة. ادارة ترامب هي الاسهل لتحقيق مثل هذا الاتفاق، الذي سيغير مكانة اسرائيل ويبث لكل الدول النووية تحذيرا خطيرا من مغبة مهاجمة اسرائيل. سيكون ممكنا ربما تحقيق مثل هذا الاتفاق في ظرفين: مراعاة موقف الولايات المتحدة من الموضوع الفلسطيني وتجنيد كل مقدرات يهود الولايات المتحدة، ممن يعيش معظمهم في نزاع عميق مع حكومة اسرائيل، التي مست بالاغلبية غير الارثوذكسية في موضوع صيغة المبكى ومسألة التهويد.
تحت مظلة اتفاق دفاع مثل هذا يمكن البحث في تجريد الشرق الاوسط كله من السلاح النووي، ويمكن ايضا الحلم في الا نعرف بعد اليوم خطرا نوويا، اسرائيل بشكل خاص والعالم بشكل عام.
المصدر / 20 ألف طائرة مسيرة تحلق في سماء إسرائيل دون قيود أو رقابة
مراقب الدولة : الحكومة الإسرائيلية لا توفر ردا أمنيا لائقا على تهديدات الطائرات من دون طيّار.. ومسؤول طيران مدني يحذر “قد تُحدِث الطائرات من دون طيّار كارثة كبيرة” .
المصدر – بقلم عامر دكة – 17/11/2017
وجّه مراقب الدولة القاضي يوسف شابيرا، انتقادا عارما على وتيرة الاستعداد البطيئة لعلاج مشكلة الطائرات من دون طيّار، ووسائل الطيران الصغيرة التي تعمل عن بُعد، والتي يمكن شراؤها وتشغيلها بسهولة.
وفي تقرير قصير وسريع، تطرق المراقب أيضا إلى المخاطر الأمنية الكامنة بسبب نقص الأنظمة الإدارية وإنفاذ القوانين عند الاستخدام المدني للطائرات من دون طيّار وإلى التهديد الأمني المتزايد وفق تقديرات الجهات الاستخباراتية بسبب شرائها على يد منظمات إرهابية.
في السنوات الأخيرة استخدم كل من داعش وحزب الله طائرات من دون طيّار كثيرا في المعارك البرية في الحرب الأهلية السورية والحرب في العراق.‎ ‎لم تُستخدم الطائرات الصغيرة من دون طيّار لأهداف المشاهدة فحسب، بل لإلقاء عبوات ناسفة، إطلاق نيران، وقد استخدمت أيضا كألة “انتحار” تم تفجيرها فوق عددا من جنود وقوافل العدو. كما وتستخدم حماس والجهاد الإسلامى في قطاع غزة الطائرات من دون طيّار لجمع المعلومات الاستخباراتية على طول الحدود مع قطاع غزة، لهذا تستعد إسرائيل لاحتمال أن تستخدمها المنظمات الفلسطينية لأهداف هجومية.

وقد أدركت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن المنظمات الإرهابية قد اكتشفت حقا الخاصية الكامنة في استخدام الطائرات من دون طيّار لأغراض عسكرية وهي تنوي استخدامها أكثر.
وورد في التقرير أنه في السنوات الأخيرة ازداد عدد الطائرات من دون طيّار التي تعمل في إسرائيل والبلدان المجاورة نتيجة انخفاض أسعارها وسهولة شرائها وتشغيلها. وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 20.000 طائرة من دون طيّار وإلى أنها تشكل خطرا أمنيا، فضلا عن المخاطر التي تنطوي على تشغليها على يد الأعداء أو المجرمين.
ولا يرغب الجيش الإسرائيلي الآن في تحمّل المسؤولية لمعالجة التهديدات التي تشكلها الطائرات من دون طيّار لأنها تحت مسؤولية الأمن الداخلي. وعلى الرغم من أن الجيش يُعرّف هذه الطائرات بصفتها “تهديدا مقلقا”، فإن سلاح الجو ليس قادرا حتى الآن على توفير رد تام على التهديد الأمني الذي تشكله. بالمُقابل، تحتاج الشرطة الإسرائيلية إلى وقت وموارد لبدء التعامل مع هذه القضية.
يكمن الخطر الكبير في الطائرات المدنية من دون طيّار التي تحلق في سماء إسرائيل، وفي قدرتها على أن تشكل خطرا على مسارات الطائرات الجوية المدنية. لا يتعيّن على الإسرائيليين الذين اشتروا هذه الطائرات أن يصدروا رخصة أو تصريحا لتشغيلها. وقد أعرب طيّار حربي سابق أنه “عند اصطدام طائرة من دون طيّار بطائرة أخرى قد تدمّر بشكل كبير محرك الطائرة وتعرض الرحلة الجوية للخطر”. وقد اقترح مسؤول كبير آخر في مجال الطيران المدني “البدء بمحاكمة المجرمين الذين يشغّلون طائرات من دون طيّار ومصادرة الطائرات التي تحلق في السماء خلافا للقانون”.
وتوضح سلطة الطيران المدني أنه يتعين على هؤلاء الهواة الالتزام بقواعد الأنظمة الإدارية الخاصة بالطيران، بما في ذلك حظر تشغيل الطائرات فوق الجمهور، بالقرب من المطارات ومنصات الهبوط، والحفاظ على مشاهدة هذه الطائرات بشكل متواصل، الالتزام بقيود الارتفاع، وما إلى ذلك. ولكن في غياب المراقبة، يفعل الكثيرون ما يحلو لهم.
هآرتس / حق السطو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/11/2017
صادق المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت أول أمس على مصادرة ارض فلسطينية خاصة لاغراض عامة في المستوطنات. وذلك ردا على طلب من وزيرة العدل آييلت شكيد، في موضوع شق طريق للبؤرة الاستيطانية غير القانونية “حورشا”، وبدونه لن يكون ممكنا “تبييضه”. وتعتمد الفتوى زعما على قرار قاضي العليا سليم جبران في قضية عمونه، وبموجبه على القائد العسكري في الضفة ان يحرص ايضا على المستوطنين بصفتهم جزءا من سكان المنطقة. فقد اسند جبران قراره على اقوال أهرون باراك بان “للاسرائيليين في المنطقة الحق في الحياة، الكرامة، الملكية وباقي الحقوق التي يتمتع بها كل من يوجد في اسرائيل”. ومع كل الاشكالية التي في هذه الاقوال، فان الحجة في أن مندلبليت يطبق قرار جبران مدحوضة. فقد شدد جبران بان ليس في الحاجة الى حماية المستوطنين ما يطمس المكانة الخاصة للفلسطينيين كسكان “محميين” في القانون الدولي، وان على القائد العسكري ان يحذر في كل ما يتعلق بالمس بحقوقهم في صالح سكان الدولة المحتلة. ويفضل مندلبليت وشكيد ان يتجاهلا هذه الاقوال. كما أنهما ينثران الرماد في عيون الجمهور وذلك لان قرار المحكمة لم يعنى على الاطلاق لمصادرة الارض لاغراض الاستيطان ولم يقل ان الامر قانوني.
يمكن ان نتوقع من الان فصاعدا سلسلة من الفتاوى من مندلبليت لتخدم الشهية التي لا تعرف الشبع لدى المستوطنين للارض الفلسطينية الخاصة. ولكن في عملية التبييض القانوني تغيب كالمعتاد مسألة مجرد شرعية المستوطنات. فحسب القانون الدولي فان كل المستوطنات هي غير قانونية بحيث ان مندلبليت لا يمكنه ان يسوغ سرقة ارض فلسطينية في صالح اي مستوطنة باسم “احتياجات الجمهور”، فجمهوره الذي تقصده فتواه سرق الارض التي يقيم عليها. تتصرف اسرائيل كمنظمة جريمة، تعمل وفقا لقوانينها الداخلية ومقتنعة بانه يمكن أن تعتبر منظمة قانونية.
لقد زين مندلبليت فتواه بسلسلة من التحفظات الغامضة مثل “المعقولية والتوازن”. وليس لهذه المفاهيم اي معنى عملي أمام طمع السطو من جانب المستوطنين والحكومة. ان فتوى كهذه تساهم في خرق حقوق الفلسطينيين، في تنكر اسرائيل للقانون الدولي وللمس بشرعية جهازها القضائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى