ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 15– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– يتحرش بهن أكثر، يكسبن اقل.
– ضربة لاسرائيل من بوتين – روسيا: ايران يمكنها أن تبقى في سوريا.
– أزمة الاطفال المرضى بارتخاء العضلات – حل وهمي.
– مشروع التقسيم – سوريا.
– وزير الخارجية الروسي: “التواجد الايراني في سوريا شرعي”.
– جبهة مفاجئة في الامم المتحدة – اسرائيل والسعودية ضد سوريا.
– للمرة السادسة – التحقيق مع رئيس الوزراء نتنياهو الاسبوع القادم.
– من الشبكة الى الكنيست – نحن أيضا.
معاريف/الاسبوع:
– خيبة أمل في إسرائيل – روسيا: تواجد ايران في سوريا – شرعي.
– تسخين العلاقات: لاول مرة ملحق عسكري قبرصي في اسرائيل.
– نتنياهو يخضع للتحقيق الاسبوع القادم مرة اخرى.
– تأهب في الجنوب، توتر في الشمال.
– الرئيس الفرنسي يتحدث مع نتنياهو عن الازمة في لبنان.
– “علي اكسبرس” في خدمة منظمات الارهاب في غزة.
– فرنسا تدعو اسرائيل السماح لاعضاء الوفد بلقاء من يشاؤون.
هآرتس:
– روسيا: تواجد ايران في سوريا شرعي.
– التوتر في الجنوب: بطارية قبة حديدية في غوش دان.
– الشرطة تحقق مع شركة اسرائيلية تصدر طائرات صغيرة غير مأهولة مسلحة.
– في الولايات المتحدة وسعوا تعريف ضغط الدم العالي، وملايين الامريكيين في مجموعة الخطر.
– معبر رفح لن يفتح اليوم بسبب خلاف بين السلطة وحماس، والسكان في القطاع غاضبون.
– اقتراح في الكونغرس: لا يمكن لاسرائيل أن تستخدم المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة لاعتقال قاصرين فلسطينيين.
اسرائيل اليوم:
– رياح جديدة تهب من السودان.
– على الحدود: اقرار روسي على وجود ايران في الجولان.
– ضوء أخضر للايرانيين في سوريا.
– في غزة يشترون الوسائل القتالية في “علي اكسبرس”.
– الطريق الذي مر فيه المخرب من حلميش سيفتح للفلسطينيين.
– قريبا: تحقيق سادس مع نتنياهو.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 15– 11 – 2017
يديعوت / جبهة مفاجئة في الامم المتحدة – اسرائيل والسعودية ضد سوريا
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر – 15/11/2017
نشبت مواجهة حادة أمس بين ممثلي سوريا والسعودية في لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة، فيما كانت اسرائيل مرة اخرى في مركز الاهتمام. باستثناء أن هذه المرة ظهرت في الطرف الاخر من المتراس: بدلا من التعرض للنقد من الدول العربية، تعرضت للنقد لانها انضمت اليها.
في خطوة استثنائية انضمت اسرائيل الى مشروع قرار تقدمت به السعودية ضد نظام الاسد في لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة. وكانت اسرائيل تؤيد حتى اليوم قرارات من هذا النوع، حتى بمبادرة السعوديين، ولكنها لم يسبق لها أن شكلت “عرابا” لذلك وظهرت كمن تعطي رعاية رسمية الى جانب السعودية. اما أمس، فقد شكل الوفد الاسرائيلي الى الولايات المتحدة بقيادة السفير داني دانون، عرابا للقرار لاول مرة وانضم بشكل رسمي الى السعودية، الولايت المتحدة، فرنسا والمانيا التي تقدمت بمشروع القرار.
تندد صيغة القرار بـ “التدهور الخطير في وضع حقوق الانسان في سوريا، بما في ذلك القتل عديم التمييز والهجمات المقصودة على المواطنين والتي أدت الى موت أكثر من 400 الف مواطن بينهم 17 الف طفل، تجويع المواطنين كوسية قتالية واستخدام السلاح الكيميائي”. ويدعو القرار النظام السوري الى وقف الهجمات ضد سكانه. وقد اجيز القرار أمس في نيويورك عندما ايدته 108 دول، فيما عارضته 17 وامتنعت 58 دولة.
السفير السوري، الذي غضب من مشروع القرار، استغل ظهور اسرائيل في قائمة الدول التي تقف خلفه كي يهاجم السعودية. وقال: “بودي أن اهنيء السعوديين على انضمام اسرائيل الى القائمة “العرابة”، مما يجسد التحالف بين الدولتين”.
وبعد الجلسة الدراماتيكية قال دانون ان “نظام الاسد، بالدعم الكامل من ايران، يذبح سكانه على مدى السنين بوحشية لا تطاق وبلا رحمة. أما اسرائيل، التي على مدى السنين تقدم المساعدات الانسانية للمواطنين السوريين، فتقف مع الاسرة الدولية ضد هذا النظام الاجرامي”.
في تطور دبلوماسي آخر، اقترح أمس رئيس الوزراء تقديم المساعدات انسانية للمواطنين الايرانيين الذين تضرروا في الهزة الارضية التي المت بهم في بداية الاسبوع. وتوجهت اسرائيل منذ الان الى الصليب الاحمر في هذا الشأن ولكنها لاقت رفضا فوريا. واوضح نتنياهو قائلا: “ليس لنا خلاف مع سكان ايران، بل فقط مع نظام الطاغية الذي يحتجزهم كرهائن”.
يديعوت / مشروع روسي أمريكي لتقسيم سوريا بعد الحرب الاهلية
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 15/11/2017
الاتفاق الروسي الامريكي السري بشأن التسوية في سوريا يقضي بان انتشار قوات ايرانية بمحاذاة حدود اسرائيل سيتم في خطوتين. في المرحلة الاولى: يكون تجميد للوضع الذي يقرر بان القوات الايرانية والميليشيات المؤيدة لايران ستتواجد في مدى خمسة كيلو مترات عن خط الاشتباك الذي بين الثوار والجيش السوري في هضبة الجولان – وليس على مسافة خمسة كيلو مترات عن حدود اسرائيل، كما نشر. في المرحلة الثانية تبدأ المداولات في الطلب الاسرائيلي لابعاد هذه القوات الى مدى نحو 40 كيلو متر عن خط الحدود بين سوريا واسرائيل.
نفت مصادر دبلوماسية أمريكية ما نشر في اسرائيل بان الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة يسمح للايرانيين بان ينتشروا على مسافة خمسة كيلو مترات عن الحدود الاسرائيلية. العكس هو الصحيح: فقد أشار مصدر دبلوماسي رفيع المستوى الى أن النشر الذي أثار هنا الخواطر في الايام الاخيرة – ومصدره في الاستعراض الذي قدمه محفل في الادارة للصحافة الامريكية – ينبع من سوء فهم: الايرانيون لا يتواجدون على الجدار، بحيث أنه ليس هناك أي مجال للفزع في اسرائيل في ضوء ما يعتبر كاهمال للمصالح الاسرائيلية في محادثات الولايات المتحدة مع الروس.
في وثيقة اعدت بين واشنطن وموسكو قيل صراحة انه في المرحلة الاولى ستتواجد القوات المؤيدة لايران، العاملة الى جانب جيش الاسد، في مدى خمسة كيلومترات عن مواقع الثوار في هضبة الجولان – وليس في مدى خمسة كيلومترات عن حدود اسرائيل. في معظم اجزاء الجولان يسيطر الثوار على قاطع بعرض يتراوح بين 10 و 20 كيلومتر بل وحتى اكثر عن حدود اسرائيل. والمعنى هو أن الاتفاق الحالي يقضي عمليا بانه في معظم اجزاء الجولان ستنتشر العناصر المؤيدة لايران “فقط” على مسافة 15 كيلومتر على الاقل عن حدود اسرائيل، أما في منطقة شمال الهضبة – ولا سيما في الجيوب الدرزية حول قرية الحضر – ستتواجد بالفعل قوات النظام السوري على مسافة نحو خمسة كيلومترات عن حدود اسرائيل. وهذا أيضا تم بموافقة اسرائيل وكجزء من تعهداتها لمنح الدروز – مع انهم مؤيدون لنظام الاسد – الحماية من الاسلاميين، من رجال جبهة النصرة.
في المؤتمر الذي سينعقد قريبا في جنيف ستبحث كل الجهات المعنية التي سيدعوها المندوبون الامريكيون والروس في الاتفاقات الدائمة في سوريا. وعندها سنرى اذا كانت الولايات المتحدة ستصر على الطلب الاسرائيلي لابعاد القوات المؤيدة لايران الى مسافة 40 كيلومتر فأكثر عن الحدود الاسرائيلية. وتعترف مصادر دبلوماسية امريكية بتواصل الجهد الايراني لبناء معقل دائم داخل سوريا لتنفيذ الخطة بعيدة المدى المتمثلة في بناء محور مؤيد لايران من العراق، عبر سوريا وحتى لبنان. ومع ذلك، يصطدم الايرانيون بغير قليل من المصاعب في ضوء الصدام بين مصالحهم والمصالح الروسية: فالروس غير مستعدين مثلا للتسليم بمصاف ايراني مستقل على البحر المتوسط في ميناء طرطوس. كما أن القاعدة الجوية الايرانية ليست موجودة بعد، والجهود للوصول الى تفاهمات مع النظام السوري على اقامة قاعدة جوية ايرانية لا تزال مستمرة. وكذا القاعدة البرية التي يفترض ان تستوعب المقاتلين المؤيدين لايران من الباكستان وافغانستان – غير مأهولة ومشكوك ان تصبح مأهولة في الزمن القريب القادم في ضوء حقيقة ان اسرائيل عرفتها، بالاتصالات التي اجرتها مع الروس ومع الامريكيين بانها “هدف مشروع”.
وبالتوازي تطالب اسرائيل أن تبقى في أي تسوية دائمة في سوريا اتفاقية الفصل بين اسرائيل وسوريا في 1974 على حالها، نصا وروحا. بمعنى انه الى جانب منطقة الفصل على جانبي الحدود – المجردة تماما – سيبقى قاطعان قليلا التواجد بعرض 20 كيلومتر، يحظر فيهما تواجد قوات عسكرية ووسائل قتالية هجومية بحجوم كبيرة. ويتطابق عرض القطاعين مع طلب الحد الادنى الاسرائيلي لابعاد القوات المؤيدة لايران عن الحدود.
وعلى طول الحرب الاهلية في سوريا ايضا، وبتدقيق أكبر اليوم، قبيل التسوية الدائمة، تصر اسرائيل على الا يستغل السوريون الفوضى فيثبتوا حقائق على الارض بخلاف اتفاقات تخفيف القوات. وكل خرق ترفع عليه شكوى الى الامم المتحدة – او يعالج بالقوة.
يديعوت / التوتر في غزة – الصراع على النفق التالي
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 15/11/2017
فرضية العمل المركزية لدى رئيس الاركان للجيش للعام 2018، السنة الاخيرة لولايته، هي: تدمير كل الانفاق المتسللة – التي يعرف عنها أو التي لا يزال لا يعرف عنها – والتي حفرت او تحفر من قطاع غزة الى اراضي اسرائيل. كان يمكن لايزنكوت أن يصدر تعليمات من هذا النوع، إذ انه بعد مرور ثلاث سنوات على حملة “الجرف الصامد” توصل الجيش الى تكنولوجيا ووسائل تسمح باكتشاف وتدمير ناجع للانفاق بشكل عام وللانفاق المتسللة بشكل خاص.
هكذا بحيث أن التوتر اليوم على طول حدود القطاع لا ينبع فقط من تهديدات الثأر من جانب الجهاد الاسلامي بسبب تفجير نفقه في 30 تشرين الاول. فالطرفان – سواء اسرائيل أم المنظمات في القطاع – يوجدان الان في مرحلة نفخ العضلات والاستعدادات المتبادلة لليوم التالي لتدمير النفق المتسلل التالي.
تعليمات رئيس الاركان حادة وواضحة: اذا اكتشف نفق – فسيدمر. حكم النفق كحكم السلاح المهرب من سوريا الى حزب الله. وسيكتشف نفق ثان. إذ ان التقدير هو أنه منذ دمر 15 نفقا متسللا في “الجرف الصامد” واصلت حماس والجهاد الاسلامي في حفر الانفاق الى اراضي اسرائيل. واذا كانت حفريات، واذا كانت وسائل كشف ناجعة، فسيكون تدمير أيضا. هذه مسألة وقت فقط.
يتحدث الجهاد الاسلامي عن الثأر، ولكن في واقع الامر يسعى الى خلق الردع حيال اسرائيل: ان يجبي منها ثمنا عاليا بما يكفي كي تفكر مرتين قبل أن تقرر تدمير النفق التالي. اما في اسرائيل بالمقابل، فيستعدون لرد غير متوازن على كل محاولة للمس بسيادتها. معقول الافتراض بان قيادة المنطقة الجنوبية، الى جانب الاستعداد الدفاعي عن السكان، أعدت ردا يضرب نقاط ضعف الطرف الاخر – بدءا بالقادة العسكريين وانتهاء بالبنى التحتية العسكرية – وستحدد مستوى ثمن يعتبره الطرف الاخر يطاق.
حاليا تواصل حماس بنجاح جزئي محاولة لجم الجهاد الاسلامي كي لا ينفذ مخططاته. وأمام حماس اختباران حرجان من ناحيتها: فاليوم يفترض أن يفتتح معبر رفح، وفي الاول من كانون الاول ستدفع السلطة الرواتب لموظفي الدولة في غزة. ومن شأن النار ان تأكل الفرصة الهزيلة في تحقق المصالحة. ولكن الجهاد الاسلامي يتصرف بشكل مستقل. والمنشورات عن نشر القبة الحديدية في وسط البلاد تلمح بان المنظمة تخطط، أغلب الظن، لاطلاق الصواريخ نحو المناطق المكتظة بالسكان. يمكنها أن تطلق قذائف هاون نحو البلدات المحاذية للجدار، او تنفذ نار قناصة وصواريخ مضادة للدروع على طول الحدود، غير أن الجيش والسكان لا يوفران للجهاد اهدافا جذابة بما يكفي على ما يبدو بسبب الاستعدادات الخاصة. وما تبقى له هو اساسا النار الصاروخية الى اعماق الاراضي الاسرائيلية.
حماس هي منظمة تتعلم. وعليه فمن المعقول الافتراض بانها تتعاطى مع كشف النف وتدميره كحدث تأسيسي يستوجب التفكير المتجدد. فالانفاق المتسللة ليست فقط عنصرا مركزيا في الجهود الهجومية لمنظمات الارهاب بل وايضا سلاح ردعي حيال اسرائيل، الى جانب الصواريخ بعيدة المدى. غير أنه منذ بداية 2017 فهموا في القطاع بان شيئا ما في الطرف الاسرائيلي قد تغير: يوجد علم، توجد قدرات جديدة. واليوم، بعد تفجير النفق، هناك احساس في اوساط قسم من القيادة العسكرية لمنظمات الارهاب في القطاع بان عصر الانفاق آخذ في الانتهاء، ومشكوك أن يكون منطقيا مواصلة الاستثمار فيها لمبالغ طائلة حين يتبين ان لدى اسرائيل جوابا ناجعا لها. وذلك الى جانب العائق الذي يبنى كرد على الانفاق على طول الحدود.
يتعين على قيادة حماس ان تفترض بانه اذا كانت اسرائيل تعرف كيف تعثر على الانفاق الهجومية وتدمرها، فلعله توجد لها ايضا قدرة على العثور على الانفاق الدفاعية المنتشرة في غزة – عشرات الكيلومترات، طولا وعرضا. إن اساس الدفاع في القطاع مبني على هذه الانفاق. في مثل هذا الوضع ستقف المنظمة ليس فقط امام افلاس اقتصادي بل وايضا امام تحطم استراتيجيتها العسكرية.
هآرتس / يا سعودية، نحبك
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 15/11/2017
ليس هناك لاسرائيل حليف افضل من السعودية. فهي تحارب حزب الله، وحتى أنها عزلت رئيس حكومة لبناني لأنه عاش بسلام مع حزب الله على مدى سنة ونصف. لا توجد دولة في العالم، حتى الولايات المتحدة، تعمل باصرار كهذا ضد ايران، حتى أنها شنت حرب في اليمن، ليس من اجل اليمنيين الذين كان يمكنهم من ناحيتها الموت من الجوع، بل من اجل كبح نفوذ ايران. وهي تحذر حماس من تجديد علاقتها مع طهران وتضغط على واشنطن كي تستيقظ من سباتها من اجل العمل ضد التهديد الايراني. يبدو أنها حتى ستكون مسرورة بضم اسرائيل الى “المحور السني”. وكل الاحترام ايضا لولي العهد محمد بن سلمان، الذي طير بشجاعة عدد من الوزراء عن كراسيهم، ولم يخش من مواجهة الاوليغارتية الدينية السعودية.
السعودية هي حلم الدولة اليهودية. في سلوكها ازاء ايران، في الحقيقة هي تحطم المسلمة التي بنت الاستراتيجية الدفاعية لاسرائيل التي تقول إن الدول العربية تسعى الى القضاء عليها. ولكن في المقابل، السعودية تعزز موقف ايران كعدو نهائي.
لقد كان يمكننا توقع أن حلف كهذا مع دولة عربية ترى بنفس المنظار مع اسرائيل العدو اللدود، يستحق على الأقل اهتماما جديا بمصالح السعودية في الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية، لنتذكر، على سبيل المثال، المبادرة السعودية، التي عرضت تطبيع عربي مع اسرائيل مقابل الانسحاب من كل المناطق. لم يكن سيحدث أي ضرر لو أن اسرائيل مدت يدها للمملكة وعرضت البدء في المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس تلك المبادرة. وربما حتى دعوة السعودية للوساطة. ايضا ليست مرفوضة محاولة ايجاد تحالف عربي، يتكون من مصر والاردن واتحاد الامارات والسعودية من اجل هذا الهدف، حيث أن بنيامين نتنياهو لم يتوقف عن التفاخر بجودة العلاقات التي نجح “هو” بانشائها مع الدول العربية، وحتى مع الدول التي لم توقع على اتفاقات سلام مع اسرائيل. الحلف مع مصر يعمل بشكل جيد على الحدود الجنوبية، والهدوء والتعاون الاستراتيجي يسير بصورة مدهشة مع الاردن، ودولة اتحاد الامارات تحولت الى شريكة صامتة. كما يبدو ليس هناك اندماج قوى ناجح أفضل بالنسبة لاسرائيل.
المشكلة هي أنه حتى تحالف المصالح مع السعودية مصاب بعيب اساسي. فهي تطلب من اسرائيل دفع ثمن سياسي باهظ جدا. حسب رأيها من المسموح تعاون الدول العربية ضد اعداء مشتركين، لكن ليس مقابل احتمال جدي للسلام. الفائدة الامنية والاقتصادية الكبيرة التي يمكنها أن تتأتى من عملية سياسية تشارك فيها الدول العربية المناوئة لايران، أهميتها مثل قشرة الثوم بالنسبة لاسرائيل. وهي ستستمر في تحمل الثمن الاقتصادي والامني لتطوير نصف مليون مستوطن، دون الحديث عن تحطيم الديمقراطية الاسرائيلية. التحالف مع السعودية أو دول عربية اخرى – فقط بالمجان.
عندما تصرخ اسرائيل فرحا عندما يتم اطلاق صاروخ بالستي من اليمن على العاصمة السعودية، وتحتفل باقالة/ استقالة رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، حيث ترى في هذه الخطوة محفزا لتعزيز النضال ضد ايران، فهي تنطوي على نفسها مثل القنفذ في كل مرة يقوم فيها شخص ما بتذكيرها بالمبادرة السعودية. اسرائيل تفرض أن عدوا مشتركا سينسي السعودية والدول العربية الاخرى الامر المكروه الذي اسمه “العملية السلمية”.
في السنوات السبعة الاخيرة، منذ الربيع العربي. وفي السنوات الثلاثة الاخيرة منذ سيطر داعش على مناطق في سوريا والعراق، تغيرت في الشرق الاوسط تحالفات وائتلافات مثل المشكال (كلايد سكوب). إن من يعرف كيف يستغل الفرص، مثل روسيا وايران وتركيا، كسب مالا سياسيا. فرصة كهذه توجد الآن أمام اسرائيل، لكنها تعلمت جيدا الدرس الفلسطيني: هي لا تفوق أي فرصة لتفويت الفرص.
هآرتس / الجانب غير العقلاني لنتنياهو
هآرتس – بقلم سامي بيرتس – 15/11/2017
لقد شرح ذات مرة البروفيسور اسرائيل أومن، الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد، “من هو الشخص العقلاني”: هو الشخص الذي يعمل بشكل منطقي من اجل تحقيق اهدافه. الاهداف نفسها ليس بالضرورة أن تكون منطقية. الانتحاريون، على سبيل المثال، هم اشخاص عقلانيون، لأن هدفهم هو زرع الموت والدمار والرعب. وبنفس القدر ايضا فان الرائد روعي كلاين الذي قتل عندما ألقى بنفسه فوق لغم من اجل انقاذ جنود، فقد تصرف بشكل عقلاني، قال أومن. هذا يثير سؤال اذا كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخص عقلاني. ومن اجل معرفة ذلك يجب تحديد هدفه. من المعقول الافتراض أن نتنياهو سيوافق على القول إن هدفه هو الحفاظ على اسرائيل وأمنها، بهذا المعنى، لا يوجد سبب للتفكير بأنه غير عقلاني. هدف آخر يتفرع عن الاول هو الحفاظ على حكمه كي يستطيع ضمان وجود دولة اسرائيل.
من زاوية الرؤية السياسية يصعب الادعاء أن نتنياهو غير عقلاني. اسرائيل أخذت على عاتقها منذ اتفاقات اوسلو عدد من الأخطار. فقد وافقت على ادخال م.ت.ف ورجالها المسلحين الى الضفة الغربية وقطاع غزة وحصلت في المقابل على العمليات الارهابية الشديدة، وقد أخلت غوش قطيف وتلقت من غزة آلاف الصواريخ، خلال عدد من الجولات وعدد كبير من اطلاقات منفردة. معادلة “قمنا بالاخلاء وتم ضربنا” أثبتت نفسها. من هنا فان الشخص العقلاني يمكنه التوصل الى نتيجة أن التنازلات الجزئية والمرحلية لا تؤدي الى السلام. وفي ظل عدم وجود اتفاق على الحل النهائي يفضل التمترس من وراء الرفض السياسي.
معظم الاسرائيليون يؤيدون حل الدولتين، وهم على قناعة أنه لا يمكن ضمان وجود اسرائيل بدون جيش قوي، وهم مستعدون لتحمل المخاطرة من اجل اتفاق سلام، لكنهم يعرفون أن المخاطرات التي أخذناها على عاتقنا كلفتنا دماء كثيرة. هذا الوضع العالق يتسبب في وجود اليمين في الحكم، وأن بضاعته تعتبر في هذا الوقت مرتبطة أكثر بواقع لا يوجد حل/ شريك. وهذا منطق يسهل تفهمه.
لكن هناك مكان سلوك نتنياهو فيه يثير الشك بأنه غير عقلاني: المعايير الشخصية وسلوكه في مقر رئيس الحكومة. التحقيقات التي يتورط فيها نتنياهو – قضايا الهدايا (من رجال الاعمال، ومن بينهم ارنون ملتشن)، وملف 2000 (تنسيق الخطوات مع ناشر يديعوت احرونوت نوني موزيس لتضييق خطوات صحيفة اسرائيل اليوم) وملف 3000 (قضية الغواصات التي حقق فيها مع مقربيه ومحامييه دافيد شمرون واسحق مولخو، نتنياهو ليس متهما في هذه القضية)، كل هذه تضع عقلانية نتنياهو في مثار الشك.
إن الشخص الذي يريد حماية حكمه لم يكن عليه أن يقبل هدايا من رجال اعمال، وبالتأكيد ليس هدايا ثمينة تمنح له بصورة منهجية. لأن سلفه اهود اولمرت دخل الى السجن بسبب ادانته بتهمة تلقي الرشوة. هل هناك برهان أفضل من هذا على أن السياسيين الكبار لا توجد لهم حصانة؟ نتنياهو معروف بحذره الكبير عندما يدور الحديث عن أمن الدولة. فهو الذي أنفق 11 مليار شيكل على التأهب لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية (وهو التأهب الذي وصفه اولمرت بأنه “هذيان”)، كيف يعقل أن شخص حذر ويكره المخاطرات مثله مستعد لأن يأخذ على نفسه المخاطرة الكبيرة المقترنة بتلقي الهبات من اصحاب رأس المال.
ايضا لم يكن عليه التنسيق مع ناشر “كارتل” في سوق الاعلام، موزيس، اذا كان هدفه هو الحفاظ على حكمه. إن تسجيل محادثات نتنياهو مع موزيس تثير الانطباع بأنه خطا خطوتين أو ثلاث خطوات أكثر من اللازم في كل ما يتعلق بالمحادثات بين سياسيين وناشرين. نتنياهو يستطيع الاحتجاج على طريقة معاملته، لكن بيقين أن لا يحاول تنسيق عمليات تجارية تؤدي الى تقليص المنافسة بين “اسرائيل اليوم” و”يديعوت احرونوت”. هذه تعتبر مخالفة لقانون القيود التجارية. والسهولة التي انحرف بها رئيس الحكومة الى محادثات تنسيق مع مؤسسة مالية ضخمة كهذه تدلل على أن قدرته على الحكم قد تشوشت.
هآرتس / غباي يقوم بتحقير قاعدته
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 15/11/2017
مثل دونالد ترامب، ايضا رئيس حزب العمل آفي غباي يحتاج كما يبدو الى “مفسرين” مرافقين، سواء من خلال ايمان داخلي متقد أو اعتبار تكتيكي بارد استهدف أن يجمل نفسه في نظر اليمين – لكنه الآن يثير عاصفة في اليسار – غباي يقوم في الآونة الاخيرة باصدار تصريحات استفزازية. بعد ذلك تأتي طواقم التفسير، التي توضح أن اقواله تم اخراجها من سياقها، وأنه لم يقصد ذلك حقا، أو أغلقوا أنوفكم، وبعد ذلك افواهكم، فقط من اجل أن يكون بالامكان أخذ اصوات من اليمين والفوز على نتنياهو.
ولكن ايضا بصيغتهم المصفاة والممتلئة تماما، فان اقوال غباي الاخيرة في جامعة بن غوريون – حول أن اليسار نسي كيف يكون يهوديا، كرد على مقولة نتنياهو المشهورة للحاخام كدوري في العام 1997 – تثير الغضب وهي مدحوضة. رئيس حزب العمل ينسب لنتنياهو قوة عظيمة لا يملكها. وهو يخطيء ايضا في عدم فهم وفي التقمص العاطفي لمعسكر ايديولوجي، الذي ربما لا يتماثل معه لكنه يتفاخر بقيادته.
التأثير الاساسي لهمس نتنياهو السام كان تأثيرا شخصيا وليس دينيا. بعد أقل من سنتين من قتل رابين اثبت أنه في مجال الاعلام لم يتعلم نتنياهو أي شيء ولم ينس أي شيء. إن جملة نتنياهو لم تقل في سياق ديني، بل في سياق أمني، لذلك، هي لم تجعل اليساريين يمتنعون عن التقديس واشعال الشموع، أو نسيان القاعدة التعليمية للصهيونية. في المقابل، المقولة المستفزة زادت الاشمئزاز والقرف من نتنياهو نفسه، الذي اعتبر وكأنه يحاول مرة اخرى نزع الشرعية عن خصومه السياسيين من اجل أن يحظى بتأييد “القاعدة”.
ربما أن غباي لا يدرك ذلك، لكن الغضب على الهمس كان لبنة هامة في الاشمئزاز العام الذي أدى الى هزيمة نتنياهو الساحقة على يد سلف غباي، اهود باراك، في انتخابات 1999.
اقوال غباي لا أساس لها ايضا من ناحية تاريخية. واذا لم نرجع الى الوراء، الى مصادر العلمانيين واحيانا الملحدين، الذين يشكلون جزء كبيرا من حزب العمل، والذي اشمئز مؤسسوه من السلطة المشلولة والعفنة للحاخامات في البلدات في شرق اوروبا. بعد مرور مئة سنة على ذلك، فان اسباب ابتعاد اليسار عن الدين (الذي يمكن النقاش حولها) لا تختلف جوهريا. هي لا تنبع من همس نتنياهو المقسم للحاخام كدوري، بل من رد الفعل الطبيعي والمفهوم لاستمرار الاكراه الديني الارثوذكسي، سيطرة الحريديين على الائتلاف والتشخيص السام لمنتج غوش ايمونيم/ البيت اليهودي بين الايمان الديني والقومية المسيحانية، غير الديمقراطية والعنصرية في جزء منها.
أكثر مما نسي رجال اليسار ما معنى أن تكون يهوديا، كما قال نتنياهو، فان دولة اسرائيل برئاسته تنسى ما معنى أن تكون ليبراليا. في هذه المعركة يقف غباي في الجانب غير الصحيح من الساحة.
رئيس حزب العمل اثبت فعليا أنه يعرف كيف يضرب المتشككين، ولهذا ليس بالامكان أن نستبعد امكانية أنه في يوم ما سيتبين أنه تعلم من ترامب كيف يفعل افعال مثيرة بصورة دائمة بحيث تنتج عناوين صحفية مجلجلة، تؤدي في نهاية المطاف الى الفوز. ومع ذلك، فانه في قراره أن يعجب متطوعين من اليمين عن طريق تحقير مؤيديه في اليسار، فان غباي يأخذ على عاتقه مخاطرة مزدوجة. يمكن لناخبيه الهرب الى ميرتس و/أو يئير لبيد، عندها سيكونون مثل القائد الذي ينادي في ساحة المعركة “اتبعوني”، ويكتشف أن جنوده قد تركوه وحيدا، في الطريق الى هزيمة مؤكدة. ولكن قبل ذلك، اذا استمر في طريقه الحالي، فانهم سيتوقفون عن النظر اليه بجدية.
معاريف / اوقفوا هذه النغمة
معاريف – بقلم نداف هعتسني – 15/11/2017
فرصة كبرى تقف امام وزيرة العدل لاعادة السيطرة على تمثيل الدولة الى الحكومة، الان حين أعلنت رئيسة دائرة الالتماسات، المحامية اوسنات مندل اعتزالها. لسنوات طويلة تنتهج مديرة دائرة الالتماسات والنيابة العام للدولة سياسة مستقلة، تتضارب غير مرة، وبالذات في قضايا حرجة مع سياسة منتخبي الشعب. هذه ظاهرة تقترب من خرق الثقة وتشوش النظام الديمقراطي. يدور الحديث عن سياسة تتبنى الاستفزاز كايديولوجيا، والان قبيل التعيين الجديد، هناك نية لتخليدها. ومن شأن التعيين ان يتم من قبل النائب العام للدولة نفسه، والنتيجة واضحة. غير أنه على رأس الجسم الذي يمثل الدولة في الصراعات الهامة للغاية، وغير مرة امام اعداء الدولة، يجب ان يكون محام يمثل موقف منتخبي الشعب، طالما كان هناك سبيل قانوني شرعي لعمل ذلك
من أجل أن نفهم حجم العبث، مرغوب فيه أن نتذكر الى أي مدى خرقت المحامية مندل نفسها مواقف الحكومة بصراحة امام محكمة العدل العليا. هكذا مثلا، قبل بضع سنوات اتخذت اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان قرارا عني بقضايا بلدة مجرون. فقد قررت الحكومة بانه اذا ثبت شراء المستوطنين للارض، فسينظر بالايجاب في امكانية ابقائهم في مكانهم، وستتاح اجراءات التخطيط. غير أنه عندما ظهرت رئيسة دائرة الالتماسات امام القضاة، روت عن قرار الحكومة، ولكنها اضافت بان “المستشار القانوني للحكومة اعتقد بان الموقف، كما تعرضه اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان، يثير مصاعب قضائية”. وعليه، فقد طلبت تمديدا آخر لتبشر ما هو بالفعل موقف الحكومة.
هذا مثال متطرف على طريقة سلوك ذات مؤشرات تمرد ضد السلطات المنتخبة. فرئيس دائرة الالتماسات وكذا المستشار القانوني للحكومة ملزمان بتمثيل مواقف الحكومة، الا اذا كانت هذه غير قانونية على نحو ظاهر. ولكن اوسنات مندل لا تخفي رايها بانها هي ودائرتها لا تمثلان الحكومة والشعب بل ما تسميه “المصلحة العامة”. ففي مقال في مجلة “اعمال القضاء”، شرحت بان على النائب العام ان “يفكك كل قرار” للحكومة ووزاراتها وان يقرر بنفسه ما هو الموقف الذي يعرض في المحاكم. هذا فهم تآمري يقلب النوازع بين منتخبي الشعب والمعينين في الخدمة العامة. هذا هو الخط الذي تتخذه دائرة الالتماسات والنيابة العامة للدولة منذ جيل. ومن خلاله يخضع كبار الموظفين الحكومة المنتخبة، ويفرضون سياسة قضائية زائفة تنبع من فكر ايديولوجي سياسي.
لقد وجد التشويه تعبيره أساسا في الممارسة اليومية. فدائرة الالتماسات بالملفات موضع الخلاف السياسي، تساعد غير مرة محافل أجنبية ومعادية، حين لا تعمل كما هو متوقع منها للدفاع عن زبونها. غير مرة تجدها تعرض أمام ملتمسين معادين معطيات عديدة لم تكن لديهم وتستخدم لتقويض المواقف التي يفترض ان تدافع عنها النيابة العامة. هكذا، لسبب ما بالذات في ملفات الاستيطان في يهودا والسامرة، تتكبد دائرة الالتماسات هزائم متكررة أمام المنظمات التي تمثل مصالح أجنبية. لو كانت هذه الاخفاقات وقعت في أي جهاز آخر في الدولة، في الجيش مثلا، لتشكلت لجنة تحقيق ولاستخلصت استنتاجات متطرفة بشأن المسؤولين.
والان، رغم الفرصة للتغيير من الاساس لتمثيل الدولة امام المحكمة العليا، ليس واضحا اذا كانت وزيرة العدل مستعدة لان تقود الحرب على التعيين. في الفترة الاخيرة نجحت شكيد في أن تلجم بقدر ما مواقف دائرة الالتماسات، ولكنها عندما ستستبدل، سيعود الوضع الى سابق عهده. وعليه، فانها ملزمة بان تقتلع منذ الان من الجذور طريقة الحكم العابثة التي ثبتها ممثلو الدولة. هذه النغمة النشاز يجب أن تتوقف.
معاريف / قد اعذر من أنذر
معاريف – بقلم ران ادليست- 15/11/2017
قرر ثلاثة مسؤولين سابقين في رفائيل في الاونة الاخيرة تحطيم الصمت في الموضوع الاكثر حساسية في دولة اسرائيل؛ اكثر حساسية من فضيحة الغواصات أو ضيافات سارة. فالحديث يدور عن صمود الجمهور الاسرائيلي في أوقات الحرب، أو بالملموس: كي سيرد الجمهور في اسرائيل اذا ما وعندما تطلق على اسرائيل صليات صاروخية. ولتأكيد المشكلة، شرح العلماء الثلاثة بأن حتى صاروخا واحدا من تلك الموجودة في مخازن حزب الله أو سوريا، يضرب موقع المصانع البتروكيميائية في حيفا، كفيل بان يطير نصف مليون مواطن من منازلهم.
يكثر السياسيون من الثناء على حصانة الجبهة الاسرائيلية الداخلية، ولكن ليس واضحا على الاطلاق كيف سترد الجماعة الاسرائيلية عندما تتعرض لضربة حقيقية. وليس بالذات نهاية الطريق في حجم غزي (في هذه الحالة ستتفكك الدولة)، بل فقط كتلك التي يصفها الثلاثة ممن حطموا الصمت. نفتالي عميت، آفي فينراف وشايكا ستشبيرغر، خبراء الصواريخ الكبار السابقين في رفائيل، شرحوا في مقابلة تلفزيونية في اخبار 2 في نهاية الاسبوع الماضي بان كل طبقات الدفاع ضد الصواريخ التي يتباهى جهاز الدفاع بها – لن تمنع ضربات بحجم كارثي كما يوصف أعلاه. والسبب في ان السياسيين يعودون ليرووا لنا كم هي “القبة الحديدية” ناجحة، وكم هي “العصا السحرية” تغلق زاويتها و “الحيتس” يسيطر على الفضاء الخارجي – هو الخوف. ليس الخوف من صواريخ العدو، بل الخوف من الجمهور حين يفهم بان العاب القوة في سوريا او في القطاع من شأنها ان تؤدي الى تصعيد والى اطلاق للصواريخ. وماذا يفعل جمهور يفهم بانهم يضحكون عليه في موضوع حساس بهذا القدر؟ صحيح، سيتهم الحكومة ولعله حتى يطيرها.
لقد انضم ثلاثة محطمي الصمت الاخيرون الى التحذيرات المتكررة التي اطلقها موتي شيفر، وهو الاخر عالم قديم ومقدر في مجال الصواريخ عمل في رفائيل لسنوات طويلة. برأيهم، فان كل وسائل الدفاع التي طوروها هم أنفسهم لن تمنع الاضرار الرهيبة. من هنا فصاعدا يفترض بالمواطن العادي ان يتساءل اذا كان الوضع اشكالي هكذا – فكيف تلعب حكومة اسرائيل بالنار في الشمال وفي الجنوب. والجواب هو الغرور (هم قادرون)، الجهل (هم لا يفهمون الآثار) والاحباط (من فشلهم في منع التواجد الايراني في الشمال وعلائم الوحدة بين القطاع والضفة).
في جلسة الحكومة الاخيرة أعلن نتنياهو: “سنعمل في سوريا وفقا لاحتياجاتنا الامنية. والحقيقة: لا يمكن لاي ضربة لمخزن سلاح او للجيش السوري أن تخدم أمن اسرائيل، بل فقط ستزيد خطر الاشتعال. شيء ما يجب أن يحصل كي يثبت للحكومة باننا لن نسير كالخراف الى الجولة التالية التي تقودنا اليها. من يعتقد اننا “سننتصر” اذا ما قتلنا ودمرنا اكثر من القتل والدمار الذي سيلحقونه بنا، فليتذكر بانه في كل حروب الماضي التي “انتصرنا” فيها، دفنا امواتنا وعدنا الى الجولة التالية.
ان السبيل الوحيد لتعطيل التهديد هو الوصول الى تسوية رسمية لوقف النار مع سوريا، حزب الله وايران. حكومة اسرائيل ترفض كل تسوية لان هذه ستكون اعترافا مهينا بفشل سياستها حيالها. مريح للحكومة أن تبقي في الشمال وفي الجنوب أجواء الحرب وميزان الرعب الهش الكفيل بان يجرنا الى حرب أخرى، ولعل هذا هو بالضبط ما تريده.
اسرائيل اليوم / تلاقي المصالح الروسية – الايرانية
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 15/11/2017

الحرب في سوريا تقترب من نهايتها. بشار بالفعل يسيطر، وإن لم يكن بسيطرة كاملة، على معظم مساحة الدولة، وفي المقابل يتم تسجيل انخفاض في حجم العنف وعدد القتلى، وهذا يشكل بالنسبة له سبب للاحتفال، وقبله لروسيا المنتصرة الكبرى في هذه الحرب.
في هذا الانتصار الروسي – السوري – الايراني ساهمت أكثر من أي جهة اخرى، واشنطن. في البداية عن طريق وقوف ادارة اوباما مكتوفة اليدين، لكن ايضا ادارة ترامب التي تخلت عن المتمردين في تلك الدولة وتركتهم لمصيرهم. ولكن في النضال الناجح ايضا الذي أدارته امريكا ضد داعش في شرق سوريا، حيث أنه لا الروس ولا الايرانيين ولا الجيش السوري التابع لبشار هم الذين قاموا بالقضاء على خلافة داعش، بل امريكا وحلفائها الاكراد في سوريا والشيعة في العراق.
ولكن بدل الشكر، تقوم شخصيات كبيرة روسية بتوجيه الاتهامات، ومنها وزير الخارجية الروسي لافروف، الذي يتهم واشنطن بالتعاون مع رجال داعش. وحتى أنها تدعي بأن تواجد امريكا في سوريا غير شرعي ويعرض للخطر الاستقرار والسلام في هذه الدولة.
ليت أن هذه الادعاءات كانت حقيقية. حيث أنه كان للامريكيين تكتيك ناجح أدى الى انهيار داعش في الوقت الذي كانت فيه روسيا منشغلة في توسيع بلدات وقرى المتمردين في غرب سوريا. ولكن لم يكن لواشنطن في أي وقت، وليس الآن ايضا، استراتيجية شاملة بخصوص مستقبل سوريا. هكذا، فان الفراغ الذي انشأه انهيار داعش تقوم ايران بملئه.
بين موسكو وطهران لا يسود حب كبير، لكن ايران هي شريكة لروسيا في عملية حماية نظام بشار الاسد، وأكثر من ذلك، فرض سيطرة روسية في الشرق. وفي الطريق لذلك يراكم الايرانيون لأنفسهم أوراق ويحققون ايضا مصالحهم، ايجاد مجال نفوذ ايراني من طهران ومرورا ببغداد ودمشق وانتهاء ببيروت. الروس لن يسمحوا لأحد، في الوقت الذي سقطت فيه الفريسة في أيديهم، بمشاركتهم في الغنائم. وبيقين ليس الامريكيين. الرئيس ترامب ربما تعهد بأن يعيد الولايات المتحدة الى عظمتها، لكن ناحية روسيا فان واشنطن ما زالت هي كيس اللكمات الذي يضربونه باستمتاع كبير. الروس ايضا لن يسمحوا لاسرائيل بأن تمس بشراكتهم الاستراتيجية مع ايران، الحيوية لتثبيت مكانة موسكو في المنطقة. إنهم مصغون لاسرائيل ولا يكنون لها الشر. ولكن في موسكو فان خوف اسرائيل من ايران يبدو أمرا مبالغا فيه.
سوريا هامة للروس، لكنها أقل أهمية بالنسبة لامريكا. لهذا علينا الافتراض أن الاختلافات في الرأي بينهما ستحل في نهاية الامر عن طريق تنازلات امريكية. اسرائيل في المقابل هي حبة جوز قاسية على الكسر، وعلينا فقط الأمل بأن تظهر موسكو في المستقبل استعداد أكبر للاهتمام بقلق اسرائيل الشرعي حول مستقبل سوريا.
اسرائيل اليوم / اليسار، اليهودية والقيم المشتركة
اسرائيل اليوم – بقلم يورام دوري- 15/11/2017
الرئيس التاسع لاسرائيل، شمعون بيرس، الذي كان لي شرف العمل الى جانبه على مدى اكثر من عقدين، قال لي، من حين الى حين، انه قلق من تحول الميل في سلوكنا: من شعب التنور تحولنا الى شعب الجهالة. ولما كان كذلك، وفي ضوء اقوال رئيس حزب العمل، أول أمس عن أن “اليسار نسي معنى أن نكون يهودا”، قررت بداية أن استوضح معنى هذين المفهومين – اليسار واليهودية – وبعد ذلك الانتقال الى الاستنتاجات.
اليسار، بتعريفه الكلاسيكي، هو نهج حياة في مجالات المجتمع، الاقتصاد، الاخلاق والسلوك الانساني. وحسب فهمي، الفهم اليساري، فالانسان هو من يقف في المركز. لا الربح ولا النجاعة. وبروح هذا النهج فمحظور على هذين الاثنين ان يأتيا على حساب الانسان. هناك من سيسمون هذا انسانية، هناك من سيسمون ذلك اشتراكية، وهناك، والمعاذ بالله، يهودية. كونه في العصر الحالي لا يكون الحال مناسبا دون ملاحظة ساخرة، فاني كيساري (ويهودي ايضا) ما كنت لاوافق على ان اكسب بضعة ملايين لقاء عملي في شركة عامة تلاعبية (لو كانت لي فرصة لذلك) فيها عاملو مقاول اقر لهم أنا، الرئيس، ان يكسبوا 5 الاف شيكل في الشهر في اقصى الاحوال.
اليسار بالنسبة لي هو ايضا محبة الدولة، محبة الشعب اليهودي، الحرص على الامن القومي والشخصي، التقدير لجنود الجيش الاسرائيلي ورجال قوات الامن، وكذا الرغبة في تحقيق السلام – إذ ان السلام هو عنصر حيوي في مفهوم الامن لدي.
اليسار هو أيضا موقف ايجابي من الاقليات الذين يعيشون الى جانبي ويرون انفسهم مواطنين مثلي في دولة اسرائيل. ليس محاولة لفرض نهجي عليهم، لا التهديدات باصدار بطاقات صفراء لابناء الاقليات ممن لا يتحمسون مثلي بالضبط لرموزي.
باختصار، لعناية السيد غباي – فان اليسار بالنسبة لي هو فكر قيمي اخلاقي، وليس نهجا انتخابيا – وظيفيا.
والان الى اليهودية. هنا أيضا تعريفاتي بسيطة: بالنسبة لي ان يكون المرء يهوديا معناه قبل كل شيء هو أن يكون انسانا. أولم نخلق كلنا على صورة الرب. بالنسبة لي ان يكون المرء يهوديا هو أن يسير في اعقاب رؤيا الانبياء. وانا مع رؤيا النبي يشعياهو: “لا يرفع احد سيفه على غيره ولا يتعلم الحرب بعد اليوم”.
في المجال الاجتماعي فان أقوال النبي عاموس هي عمود النار الذي يضيء طريقي على مدى طول حياتي.
ولما كان الموقف من الاقلية العربية التي تعيش بين ظهرانينا يوجد على جدول الاعمال الوطني، فاني هنا ايضا استمد قيمي من اليهودية: “وتحبون الغريب إذ كنتم غرباء في بلاد مصر”.
ومن هنا واضح ان اليهودية واليسار على حد سواء هما مجموعة من القيم ورموز من السلوك نقاط الالتقاء بينهما لا تحصى. فاليهودية هي مصدر عقائد اليسار في كل مجالات الحياة. واليسار لا يمكنه أن ينسى ماذا يعني ان يكون المرء يهوديا، إذ انه كي يكون المرء يهوديا، وفق نهجي، هو ان يكون يساريا. الواحد هو وليد الآخر.
المصدر / بحث : قد تصبح إسرائيل صحراء قاحلة
يشير بحث إسرائيلي جديد إلى أن الجفاف الذي شهدته إسرائيل مؤخرا يشكل جزءا لا يتجزأ من التغييرات المناخية التي يعيشها العالم بأسره، وإلى أن إسرائيل قد تصبح صحراوية .
المصدر – بقلم عامر دكة – 15/11/2017
وقد أثبت بحث جديد أجراه معهد “وايزمان للعلوم” أن الخريف الجاف الحالي، وفصول الجفاف الثلاثة التي سبقته في السنوات الماضية في إسرائيل، تشكل جزءا لا يتجزأ من تغييرات المناخ العالمية نتيجة الاحتباس الحراري العالمي.
وزعم البحث أيضا أن المطر “يهرب” من إسرائيل ببساطة، مشيرا إلى أنه من دون الاستعداد المناسب، ستصبح منطقة شمال إسرائيل، التي تعتبر خضراء نسبيا، جافة تدريجيا في العقود المُقبِلة.
وفي مقالة نُشرت في المجلة العلمية “Nature Geoscience”، أفاد باحثون إسرائيليون بأن العواصف الممطرة تميل إلى التحرك شمالا، وأن هذا الاتجاه من المتوقع أن يتعزز. “إن آلية العمل التي تسمح للعاصفة بالتطور هي ذات الآلية التي تحركها شمالا. ومن المتوقع أن تكون هذه العواصف الممطرة أقوى في ظل الاحتباس العالمي، وأن يزداد تحولها شمالا أيضا”.
اسرائيل اليوم / السودان : اسرائيل لم تعد كلمة فظة
اسرائيل اليوم – بقلم الداد باك – 15/11/2017
حوالي الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، الشارع المليء بالحركة، تتوقف فيه الحركة تماما. يخرجون من حوانيتهم التجارية ومكاتبهم السجاد ويقومون بوضعه في الممرات، رجال من كل الاعمار يتركون اماكن عملهم ويسارعون في المجيء، ابواب المحلات تبقى مفتوحة، رغم أن اصحابها تركوها وانضموا للجموع المحتشدة التي تستعد لصلاة المغرب.
اهلا وسهلا بالقادمين الى الخرطوم، عاصمة السودان، من الدول الاسلامية الاكثر تطرفا، التي يتم فيها تطبيق قوانين الشريعة منذ عشرات السنين رسميا. “بعد ذلك”، قال لي أحد المحليين، “ليس فقط أنك لن ترى اعداما علنيا أو بترا لأيدي السارقين، سندعوك الى حفلة يرقص فيها الرجال مع النساء. ولكن سياسة التطرف الديني ضعفت في السنوات الاخيرة بصورة كبيرة”.
الحديث لا يدور هنا فقط عن التطرف الديني. ان اسم الخرطوم سبقها كعاصمة المعارضة للصهيونية ولاسرائيل. في نهاية آب 1967، بعد بضعة اسابيع فقط من انتصار اسرائيل في حرب الايام الستة، عقدت في الخرطوم قمة عربية بمبادرة الرئيس المصري في حينه، جمال عبد الناصر، وقامت ببلورة مباديء سياسة الرفض التي وجهت مقاربة الاغلبية العظمى للعالم العربي تجاه اسرائيل على مدى عشرات السنين: لا للاعتراف باسرائيل، لا للمفاوضات مع اسرائيل، لا للسلام مع اسرائيل – سياسة سميت باختصار “اللاءات الثلاثة”، ورفضت أي علاقة ممكنة مع دولة اليهود.
السودان استخدمت حتى الآونة الاخيرة كممر لتهريب لسلاح من ايران الى حماس والجهاد الاسلامي. وقصفت بسبب ذلك عدة مرات من قبل سلاح الجو الاسرائيلي، حسب مصادر اجنبية. اسم السودان يلمع مثل نجمة في “القائمة السوداء” للدول التي تدعم الارهاب. اسامة بن لادن، أبو نضال وكارلوس – الارهابي المعروف الذي فرض الخوف منه على العالم الغربي في السبعينيات والثمانينيات – ثلاثتهم وجدوا ملجأ لهم في السودان. كل المنظمات الاسلامية الاكثر تطرفا اعتادت على الاجتماع في الخرطوم من اجل تنسيق النضال ضد اسرائيل والغرب. والآن في الاشهر الاخيرة يجري في السودان، بالهام من الحكومة المركزية، نقاش عام مفتوح حول التطبيع مع اسرائيل، ولا يوجد أحد يحتج أو يحرق الصيغة السودانية في كشك الصحف.
لقد هبطت في السودان بعد بضعة ايام على اتخاذ الحكومة الامريكية قرار حول الخطوة الدراماتيكية جدا، التي لم تحظ بالاهتمام العالمي، وهي رفع جزء من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على السودان في 1997، وخنقت طوال عشرين سنة اقتصاد هذه الدولة العربية المسلمة. السودانيون يقولون إن رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تدعم الارهاب، هو مسألة ايام. السودان فعليا تم رفعها من قائمة الدول الاسلامية التي لا يسمح لمواطنيها بالدخول الى الولايات المتحدة. “اسرائيل”، قال لي عدد من المتحدثين معي حسب تقديرهم، “ساعدت في تغيير الموقف الامريكي”. آخرون يظهرون معارضتهم لأي مصالحة مع اسرائيل ويزعمون أن الحكومة السودانية وافقت على صفقة تضر بحقوق الفلسطينيين: رفع العقوبات مقابل الاعتراف باسرائيل. إن مجرد النقاش حول هذا الامر يظهر أن هناك تغيير عميق يحدث في الشرق الاوسط، “اللاءات الثلاثة” لم تعد تمثل الاجماع.
المصدر / نتنياهو: عرضنا تقديم مساعدات طبية لضحايا الزلزال في إيران
قال رئيس الحكومة الإسرائيلي خلال خطاب مصوّر لمؤتمر خاص بالجاليات اليهودية في أمريكا إنه عرض على الصليب الأحمر تقديم المساعدات الطبية لضحايا الزلزال في إيران وقوبل عرضه بالرفض.
المصدر – 15/11/2017
فاجأ رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، خلال خطاب مصوّر بث خلال مؤتمر “الجاليات اليهودية الموحدة”، وهو تنظيم جامع لكل الاتحادات اليهودية بأمريكا الشمالية، الحضور، حين قال إن إسرائيل توجهت إلى الصليب الأحمر واقترحت تقديم العون الطبي والإنساني لضحايا الزلزال الذي ضرب إيران والعراق.
وقال نتنياهو إنه يفهم أن ما يقوله مفاجئا لكنه شدّد قائلا “لا تشككوا في ما سمعتم. لقد قلت في أكثر من مناسبة أن لا مشاكل بيننا وبين الشعب الإيراني، إنما مشكلتنا مع النظام الشمولي الذي يحتجز الشعب الإيراني رهينة ويهدّد بتدميرنا”.
وأضاف: “إنسانيتنا أقوى من كراهيتهم. إسرائيل ستظل منارة للشعوب. لقد رأيت صورا قاسية لأولاد ونساء مدفونين تحت الركام جرًاء الزلزال، فأصدرت توجيهات لعرض المساعدة الطبية للصليب الأحمر في تلك المناطق”.
وأشار رئيس الحكومة الإسرائيلي إلى أن إيران الخطر الإيراني في المنطقة ساهم في تقريب إسرائيل من جيرانها في المنطقة إلى مدى بعيد. وقال إن إسرائيل فخورة بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها للجرحى السوريين.
وقال مصدر من ديوان رئيس الحكومة إن رسالة نتنياهو واضحة وهي التمييز بين الشعب الإيراني وبين النظام الديني في إيران. وأكد المصدر أن إسرائيل توجهت للصليب الأحمر وعرضت تقديم مساعدات إنسانية للمواطنين هناك لكن عرضها قوبل بفرض فوري.
هآرتس / نسي أنه ليكودي
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 15/11/2017
رئيس حزب العمل، آفي غباي، هو رجل يميني. انتخابه لرئاسة العمل يطرح السؤال: هل حين قرر التنافس على رئاسة العمل نسي أنه يمينيا، أم أن اعضاء حزب العمل ممن انتخبوه نسوا أنهم يساريين؟ مهما يكن من أمر، فان المعارضة لحكم اليمين في اسرائيل في مشكلة.
في ندوة في جامعة بين غوريون في بئر السبع عقدت أول أمس، انتقد غباي اليسار. فقد حذر الجمهور قائلا انه “في 1997 التقطت الكاميرا بيبي يقول اليسار نسي ماذا يعني ان نكون يهودا”، وعلى الفور أضاف: “ماذا فعل اليسار ردا على ذلك؟ نسوا أن يكونوا يهودا”.
ان القول البشع لنتنياهو في 1997 اصبح منذ زمن بعيد رمزا للتحريض والذي هو من العلائم المميزة لحكمه. والى جانب التحذير الذي نشره في يوم الانتخابات الاخيرة من “العرب المتدفقين بكميات هائلة الى صناديق الاقتراح”، فانهما يرسمان فكرا قوميا يهوديا متطرفا يركز على الذات ويقصي الآخرين، يتنكر للصهيونية الحديثة التي تطلعت الى تحويل اليهود من مجموعة عرقية – دينية الى قومية قطرية وحديثة. وعلى مذبح القومية اليهودية المتطرفة، ضحت اسرائيل نتنياهو وتواصل التضحية، دون التردد في استخدام الوسائل، بالمباديء المدنية الليبرالية التي كانت العمود الفقري للحركة الصهيونية، حفاظا على امتيازات اليهود بشكل غير متعلق بالديمغرافيا او بالحدود، وفي ظل سحق حكمها الديمقراطي.
اليسار لم ينس أبدا معنى ان نكون يهودا، بل اليمين هو الذي يتآمر على المشروع الاسرائيلي. ومن تصريحات غباي يبدو انه لا ينزل الى جذر المشكلة في تحريضات نتنياهو ضد اليسار. غباي يعرض قيمه اليهودية بفخار (“الناس يشعرون اني أقترب أكثر الى القيم اليهودية. نحن يهود. نعيش في دولة يهودية”)، مثل مهاجر غير قانوني مطالب بان يعرض أوراقا أمام شرطة الهجرة. هذا بدلا من أن يقف كمواطن اسرائيلي فخور ويبعث بالجحيم بمن عينوا أنفسهم رؤساء شرطة الهوية. ان القيم اليهودية لغباي – والنقاش المشوق الذي لا ينتهي في مسألة “ما هي القيم اليهودية” – ليست السؤال، وعليه فانها ايضا لا يمكنها أن تكون الجواب.
تحتاج المعارضة الاسرائيلية على نحو يائس لزعيم يرفض الحديث بلغة نتنياهو. زعيم يصيغ لغة جديدة – قديمة، تناسب شعبا سيدا، حرا في وطنه يعيش في حدود معترف بها وواثق بهويته الاسرائيلية، وليس لجماعة عرقية دينية متمترسة في ذاتها خوفا من التمثل أو الفناء. اذا لم يتذكر غباي قريبا بانه رئيس العمل، وليس الليكود، فانه لن يكون حتى مناسبا ليكون رقم اثنين ليئير لبيد، فما بالك ليقف على رأس الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى