ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 14– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– ميلتشن ومساعدته الشخصية في شهادات دراماتيكية.
– “هذا استمر سنين: بيبي كان يطلب السيجار، سارة كانت تتصل وتقول انتهى المشروب وتطلب صناديق الشمبانيا”.
– في مرحلة معينة قلت لفريقي: عندكم شيك مفتوح لاعطاء بيبي وسارة ما يريدان.
– شوارع حمراء – الشوارع الخطيرة على الحياة.
– قبة حديدية في وسط البلاد – الجيش الاسرائيلي يستعد للتصعيد في اعقاب تهديدات الجهاد.
– يغيرون القيادات العسكرية – رئيس الاركان يقر جولة تعيينات في قيادة الجيش.
– توثيق الخوف والرعب على طرق السامرة – متى سيفهمون بان الحجر يقتل.
معاريف/الاسبوع:
– بطاريات القبة الحديدية تنشر في وسط البلاد.
– مئات القتلى في هزة ارضية في ايران والخوف على حياة الالاف.
– غباي: اليسار نسي ماذا يعني ان نكون يهودا.
– خوفا من ثأر الجهاد: نشر بطاريات القبة الحديدية في وسط البلاد.
– نتنياهو: اوضحنا لاصدقائنا في واشنطن وفي موسكو باننا سنواصل العمل في سوريا.
– الايرانيون: نحن لا نتدخل في ما يجري في لبنان.
– خلية النحل الجديدة لرئيس الاركان.
هآرتس:
– الجيش الاسرائيلي يصعد حالة التأهب وينشر قبة حديدية في وسط البلاد.
– شهادة مساعدة ميلتشن: نتنياهو طلب السيجار وطلب ان نرسل مهنيا لاصلاح تسرب مياه.
– آفي غباي: اليسار نسي كيف نكون يهوديا.
– مقتل 450 على الاقل واصابة الالاف في هزة ارضية في ايران.
– الرئيس اللبناني يرحب باستعداد الحريري التراجع عن استقالته.
– درعي منع دخول سياسيين اوروبيين الى اسرائيل بسبب تأييدهم للمقاطعة.
اسرائيل اليوم:
– مبادرة: “قانون الوضع الراهن” لازمة الدكاكين في السبت.
– ينقضون على هيئة الاركان.
– بطاريات القبة الحديدية تنشر في ارجاء البلاد.
– منع دخول مسؤولين اوروبيين طلبوا لقاء البرغوثي.
– غباي: اليسار نسي ماذا يعني ان نكون يهودا.

المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 14– 11 – 2017
هآرتس / الجيش الاسرائيلي يصعد حالة التأهب وينشر قبة حديدية في وسط البلا
هآرتس- بقلم عاموس هرئيل – 14/11/2017
جيش الدفاع الاسرائيلي اتخذ يوم الاثنين سلسلة من التحركات لزيادة درجة الاستعداد كما يبدو بالاساس على خلفية نية منظمة الجهاد الاسلامي للانتقام لموت 12 عضو من الجهاد وحماس والذين قتلوا في تفجير النفق في قطاع غزة قبل اسبوعين.
في الايام الاخيرة تبادلت اسرائيل والجهاد الاسلامي التهديدات. منسق الاعمال في المناطق اللواء يوآف مردخاي، أوضح أن اسرائيل ستضرب زعماء الجهاد الاسلامي اذا نفذ التنظيم عمليات انتقام. في رده على ذلك أعلن الجهاد الاسلامي بان التهديدات الاسرائيلية تمثل اعلان حرب.
في الخلفية تتزايد التوترات ايضا في شمال البلاد. في يوم السبت الاخير اسقط سلاح الجو عن طريق اطلاق صاروخ طائرة بدون طيار سورية اخترقت المنطقة العازلة في هضبة الجولان. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أوضح في اعقاب الحادث بان اسرائيل ستعمل على احباط تمركز المحور الشيعي في سوريا.
بالامس امتنعت اسرائيل عن نشر رد رسمي على الاتفاق الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والاردن بخصوص وقف اطلاق النار في جنوب سوريا. حسب الصيغة الرسمية للاتفاق، الذي وقع في نهاية الاسبوع، كل القوات الاجنبية – ومن ضمنها رجال الحرس الثوري الايراني والميليشيات الشيعية العاملة بتوجيه طهران – سيجبروا على الخروج من أراضي سوريا. ولكن الاتفاق لا يتضمن جدولا زمنيا لتنفيذه، والتفاهمات السرية بين الاطراف تضمن في هذه المرحلة فقط ابعاد الايرانيين والميليشيات الى بعد قصير نسبيا من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان.
يديعوت / التعيينات مقابل التحديات
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 14/11/2017
لرئيس الاركان غادي آيزنكوت حقوق كثيرة وفضائل كبيرة: فهو قائد متوازن، موضوعي ومهني لا يتدخل في السياسة ويعمل بنشاط لاعداد الجيش للتحديات المرتقبة في الشمال وفي الجنوب. ولكن لايزنكوت ايضا نواقص ترافقه على مدى حياته العسكرية ولا سيما في مجالين: موقفه من مسألة علاقة الجيش بالمجتمع، مثلما وجد تعبيره في قضية أليئور أزاريا أم في علاقاته مع حاخامي الصهيونية الدينية والتي وصلت مرة تلو اخرى الى نقطة الغليان؛ وسلسلة طويلة من تعيينات الضباط التي اثارت العجب والنقد حتى في اوساط اصدقائه.
ان هيئة الاركان التي يخلفها آيزنكوت، كما ينبغي القول بصدق، ليست الاكثر ألمعية التي شهدها الجيش الاسرائيلي وهذه المشكلة يجب أن تقلق كل مواطن. وبالنسبة للجولة الحالية، نبدأ بالذات بالتعيينات الاصغر: فقد أعلن آيزنكوت أن المقدم دافيد شابيرا، قائد كتيبة شمشون والمعروف بشكل أكبر كقائد أليئور أزاريا في الحادثة في الخليل، سيرفع الى منصب قائد لواء. مع أن شبيرا حصل عندما كان ضابطا شابا على وسام على أدائه في العملية في مدرسة مركاز هراف في القدس ولكن محافل في الجيش وجهت انتقادا لاذعا على سلوك كتيبته في الحدث في الخليل. وشبيرا ليس وحيدا: قائد لواء كفير أيضا، العميد جي حزوت، الذي كان مسؤولا عن الساحة في اثناء محاكمة أزاريا طرح اقتراحا اشكاليا على عائلته، رفعه رئيس الاركان الى منصب قائد فرقة.
وعودة الى هيئة الاركان الجديدة: عين آيزنكوت صديقه المقرب، اللواء تمير هايمن، رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية “امان”. واذا لم تسمعوا عنه الكثير حتى اليوم فهذا لانه لم يكن في ساحات القتال في حرب لبنان الثانية، في “الرصاص المصبوب”، في “عمود السحاب” وفي “الجرف الصامد”. إذن صحيح، ليس واجبا على كل قائد ان يشارك في كل حملة، ولكن ينبغي التشديد على أن من رفع حتى اليوم هايمن في كل المناصب – من قائد لواء عبر قائد فرقة وحتى قائد منطقة – كان دوما آيزنكوت.
أما رئيس شعبة الاستخبارات هيرتسي هليفي فنقله رئيس الاركان الى قيادة المنطقة الجنوبية، حيث سيجمع التجربة التي تعده للتنافس على منصب نائب رئيس الاركان. وبشكل مفاجيء، فضل آيزنكوت ارسال اللواء نداف فدان وليس اللواء اهرون حيوا للحلول محل اللواء روني نوما الى قيادة المنطقة الوسطى. وهنا يطرح السؤال لماذا نوما، المقاتل والقائد المقدر الذي لا يرتبط بهذه المفاسد أو تلك، لم يعين رئيسا لشعبة الاستخبارات. سؤال آخر هو لماذا اختار رئيس الاركان تعيين حيوا لمنصب اركاني آخر بعد أن سبق أن كان رئيس قسم العمليات. اذا كان رئيس الاركان لا يرى فيه امكانية كامنة للترفيع، فقد كان يتعين عليه أن يسرحه من الجيش، واذا كان له افق ترفيع – فقد كان من الافضل أن ينقله الى قيادة منطقة كي يجمع التجربة المناسبة.
وبالتوازي مع الاعلان عن جولة التعيينات في هيئة الاركان، نشرت أمس بطاريات القبة الحديدية في منطقة الوسط خوفا من اطلاق الجهاد الاسلامي للنار. ولكن من المهم الحفاظ على التوازن: للجهاد توجد كمية معتبرة من الصواريخ ذات المدى المحدود نسبيا، والقبة الحديدية اثبتت منذ الان 90 في المئة نجاحا في الجرف الصامد وهي تحسنت فقط منذئذ. ان التهديد المركزي يبقى في الشمال، حيث لحزب الله اكثر من 100 الف صاروخ، الكثير منها ذات دقة ومدى عظيمين.
على هذه الخلفية، هناك ضباط كبار سابقون يعتقدون بان الجيش البري ليس جاهزا كما ينبغي لمواجهة التهديد الذي يشكله سواء حزب الله ام الميليشيات الشيعية التي يستخدمها الايرانيون في سوريا. صحيح أن الصورة الاستخبارية لدى الجيش الاسرائيلي وقدرات سلاح الجو تحسنت دراماتيكيا منذ لبنان الثانية، ولكن للتعيينات في قيادة الجيش ولمستوى الجاهزية العامة معنى حرج قبيل الجولة القتالية التالية.
معاريف / بين التحقيقات وترامب
معاريف – بقلم البروفيسور آريه الداد – 14/11/2017
بين تسونامي شهادات وشكاوى النساء اللواتي يدعين بانهن تعرضن للتحرشات من شخصيات اعلامية في الماضي وفي الحاضر وبين الهزات الارضية لتحقيقات نتنياهو ومقربيه، والهزات الفرعية الناشئة عن الشهادات عما يجري في سمولنسكين 9 الطابق الثاني (المعروف باسم البيت في شارع بلفور)، كادت تخفى عن العين وعن الاذن الحراكات والتموجات التي تبشر بالهزة التالية المرتقبة لنا، وان كانت اكثر خطورة بكثير.
الرئيس الامريكي ترامب، الذي ينهي قريبا سنة ولاية اولى، يطبخ لنا شيئا ما. ومن شدة الانشغال بالتوافه، بتغريداته الغريبة، بالهراءات التي يتفوه بها وبعلاقاته مع روسيا – توقفنا عن متابعة ما هو هام حقا، لنا على الاقل: خطة “الصفقة المطلقة” التي يعدها للشرق الاوسط.
نسمع في الاسابيع الاخيرة المزيد فالمزيد من التسريبات عنها. فقد تحدثت “النيويورك تايمز” هذا الاسبوع بانها آخذة في النضوج ومن شأنها ان توضع قريبا على الطاولة في الطابق الاول في بلفور، مثلما ستوضع ايضا على طاولة ابو مازن في المقاطعة في رام الله. واذا كان ثمة قاسم مشترك بين هذين الاثنين – فهو معارضتهما المشتركة لـ “الصفقة”. صحيح أن الامريكيين يهدئون الروع في أنه لا توجد نية لان يفرضوا الخطة الامريكية على الطرفين، بل ان يقترحوها فقط. ولكن سلسلة اتصالات مع المصريين ومع السعوديين، مع الاردنيين والفلسطينيين، ومعنا تلمح بانه من خلف المجاملات يختبىء ضغط شديد.
حتى الان لم يفِ ترامب بشيء مما وعدنا به في ايام تنافسه على الرئاسة. فهو لم يلغِ الاتفاق مع ايران ولم ينقل السفارة الى القدس. ولكن تجميد هذه التعهدات بالذات يبث رسالة بانه يعتزم ان تكون جزءا من “الصفقة” التي يعدها لنا كي يخفف على ابتلاع المشروب السام. اسرائيل ستكون مطالبة بان تدفع بعملات سياسية واقليمية لقاء ما يبدو ظاهرا أن ترامب وعد به بالمجان، حين حاول ان يتخذ صورة محب اسرائيل، في الوقت الذي كان تعيين عشرات الملايين الافنجيليين المحافظين من مؤيدي اسرائيل هاما له.
لم تعرف تفاصيل الخطة بعد، ولكن في الطابق الاول في بلفور يعرفونها، والمباديء واضحة. فترامب يعتزم غصب اسرائيل على الموافقة على اقامة دولة فلسطينية في يهودا والسامرة وفي غزة. ولهذا الغرض فقد استخدم المصريين للوساطة في “المصالحة” بين غزة ورام الله. فهذه الوحدة الوهمية يحتاجها كي يسحب الارضية من تحت الحجج الاسرائيلية القوية: لا توجد امكانية لاقامة دولة فلسطينية وذلك ايضا بسبب الانقسام بين فتح والسلطة الفلسطينية وحماس القطاع، وحقيقة أن حماس هي منظمة ارهاب اجرامية. ينبغي الافتراض بان مستشاري ترامب هم الآخرون يفهمون بان المصالحة هي ظاهرية فقط ولكنهم يحتاجونها فقط الى أن تستسلم اسرائيل. ولهذا الغرض فانهم يتوسطون ايضا بين اسرائيل و “الدول السنية المعتدلة”، السعودية والخليجيات. ومقابل اعتراف اسرائيل بدولة فلسطينية في قلب وطننا، التخلي عن اقاليم من الوطن وتقطيع البلاد – ستمنح “المعتدلات” مباركتها للخطوة. واذا كان الامير السعودي الغريب، الذي يسيطر الان على السعودية، سيغمز وينثر التلميحات عن “اعتراف” ونتمكن من الطيران من فوقها، واذا ما اعيد فتح مكتب مصالح في الخليجيات – ينبغي لاسرائيل أن تكون سعيدة.
تلقى الصفقة نتنياهو ضعيفا؛ اضعف من المعتاد بسبب تحقيقات الفساد بحقه وبحق محيطه. وهو يخاف خوف الموت من ترامب. هناك من يقول حتى اكثر مما يخاف من سارة في يوم سيء. أعداؤه من الداخل يأملون في اسقاطه من القيادة بمعونة التحقيقات والاكتشافات. ولكن حتى لو لم ينجحوا في ذلك قريبا، فان نتنياهو الضعيف جيد لهم ايضا كي يستسلم بسهولة للضغط الامريكي. من شأن نتنياهو أن يقع في خطأ الأمل الوهمي في أن خطوة “سلام” دراماتيكية ستنزل عن ظهره الاعلام، الشرطة والمستشار القانوني. لقد حاول شارون هذا ونجح. اولمرت حاول هذا، ولكنه سقط قبل أن يتمكن. على نتنياهو ان يعرف بان احبولة كهذه لن تجديه نفعا. فاعداؤه من الداخل لن يتنازلوا الى أن يسقطوه عن كرسيه. وفي أقصى الاحوال سيمنحونه مهلة زمنية.
من شأن مقترعي الليكود ان يستنتجوا من كل هذا ان عليهم أن يعززوا قوة نتنياهو وان يقفوا خلف قيادته. خطأ. تأييدهم لن يمنع تقديم لائحة اتهام. ما سيمنع نتنياهو من الاستسلام لترامب والمعرفة بانه في اليوم الذي يسير فيه في مثل هذه الخطوة سيفقد تأييد “قاعدته”، ولن يكون له ائتلاف. لمثل هذا الاستسلام بالضبط يتمنى اعداؤه من الداخل. وهم يعرفون بان مثل هذا الاستسلام سيؤدي الى الانتخابات. وبالتالي، وان كان نتنياهو بحاجة الى تعزيز القوة، ولكن ليس طوابير المتزلفين المؤيدين له بعمى، بل بالذات بضغط مضاد من الجناح الوطني في حزبه وفي البيت اليهودي والذي ينبغي ان يأتي اليوم ليوضح له بان كل استسلام معناه نهاية حكمه. اذا علم نتنياهو بان نواب المعسكر الوطني لن يضلوا خلف التهديد بان سقوط نتنياهو معناه صعود اليسار الى الحكم، ويعرضوا مرشحا بديلا، عندها فقط يكون احتمال ان يجد نتنياهو القوة لرفض “الصفقة” الفتاكة التي يطبخها لنا ترامب ومستشاريه.
يديعوت / اختبار الاحتواء
يديعوت – بقلم يارون لندن – 14/11/2017
ما هي قصة مقبولة ناصر؟ مقبولة ناصر اختيرت بعطاء لوظيفة مديرة الاعلام بالعربية في السلطة الوطنية للامان على الطرق. واعلن وزير المواصلات بانه يجب ايجاد كل سبيل قانوني لتجميدها على الفور من منصبها. فاراؤها السياسية تثير حفيظته. واضح انه لا يوجد سبيل قانوني لتسويغ اقالتها ولهذا فاني افترض بانهم سينغصون عيشها على أمل أن تستقيل. ولمعرفتي غير القليلة بها، سأتنبأ بأنها لن تسهل حياة المنكلين بها.
ناصر هي صحافية عربية متفوهة، تتقن العبرية بطلاقة كأفضل الصحافيين اليهود. وهي ابنة لشيخين في العائلة الواسعة لعامل من عرابة. نسوية، علمانية، تبدو وتتكلم كطالبة “شمالية” في دائرة التاريخ للعلوم والافكار في جامعة تل ابيب. وهي تنتقد المجتمع العربي والمحافظ والبطرياركي ولكن حدة لسانها توجهها للدولة الصهيونية وقادتها. مثلا، مشروع تنمية حيفا السفلى، اقامة ابراج تجارية ومكاتب في حي معظم سكانه العرب طردوا او هربوا في حرب التحرير تعتبر في نظرها استمرارا للنكبة. وهي تتبنى عودة اللاجئين الفلسطينيين وكما شابه من أفكار من مدرسة التجمع الديمقراطي.
بخلاف الكثيرين الذين يرون فيها وفي العرب مثلها خطرا على الدولة اليهودية، فاني ارى في امكانية التعبير عن الافكار المستفزة لمعظم الجمهور اليهودي انتصارا صهيونيا. ولا بد ان رأيي هذا لن يروق لها، لانها ستجد صعوبة في ان توافق على ان ليس فقط انجازاتها المهنية ومكانتها الاجتماعية بل وحتى فكرها الديمقراطي الذي في اساس ارائها السياسية هو من المجتمع اليهودي الذي تبلور في هذه الدولة التي لا تحبها. ناصر لم تختار جنسيتها، ولكن في اجزاء هامة من ثقافتها ومن نمط حياتها ضالعة تماما في الجمهور العام وتمثل الصورة الاسرائيلية النشطة والمحببة. فرغم النزاع الكامن بين المواطن العربي الاسرائيلي وبين دولته، أشك في ان تتمكن من ايجاد مكان آخر تشعر فيه كبيتها.
لما كان أهم مصادر قلقي هو المستقبل وليس الجدالات التاريخية عن ذنب الطرفين في النزاع فاني لا آبه كثيرا بأمنية ناصر لعودة اللاجئين الفلسطينيين وتنديداتها بالصهيونية. والتي حتى في نظري تفقد معناها. أما عمليا فصورتها تعكس حياة الشراكة بين اليهود والعرب في ارضنا الاقليمية الصغيرة. والامل كامن في الحياة في تحققها وليس في الاماني التي ليس لها اي أمل بالتحقق.
افترض ان حتى المعارضين لتعيين ناصر لن يدعوا بان اراءها السياسية ستمنعها من أداء مهام منصبها الصغير جدا، ولكنهم يعتقدون بان شخصا أراؤه كارائها لا يستحق اي منصب عام. بودي ان اقول ان العربي وحده الذي يسجد لذكرى هرتسل، يعتقد بان تصريح بلفور هو وثيقة تقيم العدل مع سكان البلاد الفلسطينيين، يبرر مصادرة اراضيهم ومقتنع بان قانون العودة هو أحلى قانون، يستحق لان يتنافس على منصب عام، حتى ولو كان هذا اخلاء القمامة.
ولعلم وزير المواصلات: لا يوجد اي مواطن اسرائيلي عربي ينجح في اختبار الولاء الخاضع لهذه المقاييس. لا يوجد مواطن عربي ذو قدرة تفكير دنيا قادر على ان ينسى بان الصهيونية اوقعت مصيبة على ابناء شعبه. هناك واقعيون يكبتون المصيبة، هناك حالمون باصلاحها بالقوة الديمغرافية، هناك المتطلعون لاصلاحها بقوة الذراع، هناك الساعون الى منح حقوق سياسية جماعية للاقلية العربية، وقلة يريدون أن يلحقوا بدولة فلسطينية. اما الاغلبية فتفضل الصلة باسرائيل على كل بديل يوجد في بلدان الاسلام. الاغلبية تفضل طمس استيائها ولكن هناك ايضا من يعبرون عنه بصوت عال. ناصر تنتمي للاخيرين: فهي تعبر عن ارائها ومشاعرها، لان الكتابة هي مهنتها، والصحافي ذو الرأي والكرامة الذاتية لا يسمح للخوف بان يسكته.
هآرتس / الصهيونية العملية لميرتس
هآرتس – بقلم دمتري تشومسكي – 14/11/2017
يصعب معرفة إلى أي درجة استطلاع المقاعد لاخبار “القناة العاشرة” موثوقا، والذي يشير الى أن ميرتس تعزز مكانتها بصورة كبيرة – من خمسة مقاعد في الكنيست الحالية الى ثمانية مقاعد اذا اجريت الانتخابات الان – والى اي درجة يعبر عن مزاج الجمهور. ولكن يمكننا الافتراض بدرجة معقولية عالية، بانه اذا قامت ميرتس في أعقاب الكشف المثير وبالاساس المشين، لشرطة الافكار الاستيطانية بشأن غياب كلمة “صهيونية” من برنامجها الانتخابي، بعقد المؤتمر على عجل من اجل الاعلان بصورة احتفالية عن هويتها الصهيونية – لقد كانت تراوح على حافة نسبة الحسم حسب كل الاستطلاعات.
الحقيقة هي انه ليس هنالك اليوم حزب اكثر صهيونية من ميرتس، نظرا لانه لا يوجد اي حزب اسرائيلي يناضل من اجل المثل السياسية والاجتماعية للصهيونية بصورة متصقة وباصرار مثل ميرتس. ميرتس تريد وضع نهاية لمشروع الاحتلال والاستيطان غير القانوني، الذي يحول اسرائيل الى كيان مختلط – ما بين الديمقراطية والدكتاتورية وبين دولة قومية شرعية وحركة قومية – مسيحانية عديمة الحدود والقيود. هذه العملية تشير الى تحطم الحلم الصهيوني السياسي حول التطبيع القومي والاندماج في عائلة الامم الحرة التي تحترم القانون.
الى جانب ذلك، فان النضال الذي تديره ميرتس من أجل مساواة مدنية ما بين جميع الاسرائيليين، ومن أجل استيعاب ومشاركة كل مواطني الدولة، بدون تمييز ديني او قومي في تشكيل مستقبل الدولة – يساهم بصورة بارزة واضحة في تحقيق الرؤيا الاجتماعية للحركة الصهيونية. أساس هذه الرؤيا كان تغيير شكل الشعب اليهودي من طائفة اثنية – دينية في المنفى ومنغلقة بسبب الخوف من الانصهار، الى قومية سياسية حديثة، المستعدة لكي تقرب لنفسها وتدمج في دولتها بدون خوف مجموعات قومية وثقافية مختلفة.
المشكلة هي، ان المعنى المقبول لمفهوم “صهيونية” في الخطاب الاسرائيلي الحالي يخالف في المضمون للتوجهات الاساسية السياسية والاجتماعية للصهيونية الحديثة. في اسرائيل اليوم، في نظر معظم الاسرائيليين من كل الوان الطيف السياسي “ان تكون صهيونيا” معناه ان تؤدي التحية للاستيطان وان تهتف بقانون القومية. هذا، بالرغم من حقيقة ان الاستعداد القومي للشعب الفلسطيني المقترن باستمرار الاستيطان، يضع محل تساؤل شرعية الحق في تقرير المصير القومي لاسرائيل، والذي عملت الحركة الصهيونية الكثير من اجل تحقيقه. هذا بالرغم من أن قانون القومية، الذي يعلن عن الدولة وكأنها ملك حصري للعنصر القومي الاثني – الديني اليهودي، يرتكز في اساسه على تطوير عقلية شتاتية للتخويف من “الآخر”، والتي سعت الصهيونية لازالته.
في هذه الظروف فان تضمين مفهوم “صهيونية” كجزء من الهوية السياسية لميرتس، ستكون بالنسبة لها كمصيدة قاتلة انتخابية. انه من الواضح ان احدا من اولئك الذين يفسرون الصهيونية بالطريقة المقبولة اليوم – كجهد لتطبيق وتأمين السيطرة القومية اليهودية داخل دولة اسرائيل وفي المناطق التي احتلتها – لن يثق بقسم الولاء الصهيوني لميرتس التي تناضل ضد الاحتلال ومن اجل المساواة، ولن يخطر بباله تأييدها.
بالمقابل ونظرا لنفس التشخيص المشوق، والذي يعتبر مفهوما من تلقاء ذاته لدينا، للصهيونية مع حقوق زائدة لليهود وتفضيلهم على العرب الفلسطينيين، فان التماثل العلني لميرتس مع الصهيونية من شأنه أن يعرض للخطر القاعدة الداعمة التقليدية لها في اوساط الاسرائيليين المعارضين للاحتلال ولعدم المساواة، ولاستياء مواطني اسرائيل الفلسطينيين الذين ينمون أو يدرسون ان يعطوها صوتهم.
النتيجة المطلوبة هي، طالما أُعتبرت الصهيونية في نظر الجمهور الاسرائيلي كمفهوم مرادف تقريبا لزيادة التفوق الاثني – القومي اليهودي في الفضاء ما بين نهر الاردن والبحر المتوسط، فان من المحظور على ميرتس أن تعرف نفسها في برنامجها السياسي كحزب صهيوني. بدلا من ذلك على ميرتس أن تضيف وتشجع صهيونتها العملية. عليها مواصلة النضال العنيد ضد استمرار الاحتلال والاستيطان، المعارضة لـ “قانون الشعوب” والذي على اساسه طالبت الصهيونية بحق تقرير المصير للشعب اليهودي، وعليها أن تسعى لتعزيز قدرة الدولة على استيعاب “الآخر” والمختلف، بروح الرؤيا الطبيعية السياسية – القومية للصهيونية.
من الواضح أنه سويا مع هذا من المهم جدا ان تشرح للجمهور عمق الفجوة ما بين اسرائيل المحتلة والمستوطنة وبين الرؤيا السياسية للصهيونية، وبعد المسافة بين تجمع إثني ديني لديه سلاح نووي (حسب تقارير أجنبية) وبين الرؤيا الاجتماعية للصهيونية. ان هذا لا تستطيع ميرتس وحدها القيام به. هنا مطلوب تجند واسع، عالي الصوت ومصر لرجال الفكر والثقافة والاكاديميين الاسرائيليين، الذين يشخصون ويتألمون من تشويه أسس المشروع السياسي والاجتماعي للصهيونية، على يد القبلية الاثنوقومية لليمين واليمين – وسط الاسرائيلي. من الخطأ، ان معظم المثقفين هؤلاء صامتون، سواء بسبب اليأس او بسبب الخنوع للاسطورة الكاذبة حول خمود الدور الجماهيري للمثقفين في ايامنا. هذه الاسطورة تخدم خطاب اليمين كاسلوب ناجع لتحييد اليسار.
هآرتس / السبق الصحفي يتمثل في اليد الكاتبة
هآرتس – بقلم أمير روتم – 14/11/2017
منسق أعمال الحكومة في المناطق، اللواء يوآف مردخاي سوية مع اثنين من شركائه، نشر في مجلة معهد أبحاث الامن القومي مقالا تحت عنوان “غزة الاخرى: قطاع غزة بين طريق مسدود وبصيص أمل”. في هذا المقال يعطي اشارات حول سكان قطاع غزة، ويحذر من التطرف هناك ويقترح ما يشبه الحل.
من أجل أن نفهم أهمية المرحلة، يجب ان نتذكر أن قيادة تنسيق نشاطات الحكومة في المناطق هي حسب تعريفها، “المسؤولة عن تنفيذ السياسة المدنية والتنسيق الامني لحكومة اسرائيل في مناطق يهودا والسامرة تجاه قطاع غزة”. اللواء مردخاي إذن هو السلطة العليا بكل ما يتعلق بالاحتكاك ما بين اسرائيل وبين الحاجات المدنية للسكان الفلسطينيين في الضفة وغزة. هو ينفذ السياسات، يملي الاجراءات، مسؤول عن التصاريح ويقرر من وماذا سيدخل، وسيخرج، أو يبقى في مكانه – متى، وكيف وكم.
يبدو ان التشخيص الاكثر اهمية الذي يريد كُتّاب المقال طرحه هو انه قد نما في غزة “جيل جديد” ونظرا لان من يلبسون الزي العسكري هم كُتّاب المقال، فان ما يهمهم بالاساس هو ان هذا جيل يشكل خطرا على إسرائيل. “استخدام وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية والقدرة على التأثير على جهات دولية والقدرة على الانكشاف للعالم الخارجي، تخلق في اوساط الجيل الجديد وعيا يتهم بالاساس إسرائيل بالواقع الموجود في القطاع”. يبدو ان منسق الاعمال في المناطق ليس لديه فهما يختلف عنهم. “وضع المواطن الغزي تدهور جدا بالمقارنة مع الفترة التي سبقت 2007” يكتب، بالاساس بسبب التقييدات التي فرضتها اسرائيل على القطاع.
ليس هنالك جديد في هذا التشخيص، لان الاغلاق الخانق الذي نشرته اسرائيل على غزة قد دهور الحياة المدنية فيها؛ السبق الصحفي هو اليد الكاتبة. في السنوات الاخيرة، منسق الاعمال في المناطق اللواء مردخاي والوزير المسؤول عنه ليبرمان يخصصان الملايين للجهود الاعلامية بالانجليزية والعربية لدعم رواية تقول ان سكان قطاع غزة هم رهائن بأيدي حماس التي تستغلهم في حين أن اسرائيل التي تمكنهم وتطعمهم وتدعم اعادة الاعمار والتجديد.
منسق اعمال الحكومة في المناطق ينشر بصورة ثابتة ارقاما دقيقة الى هذه الدرجة او تلك عن شاحنات وكميات المياه والنفط التي تدخل من اسرائيل الى القطاع، ولكنه لا يقدم للجمهور الارقام المتدنية لمن لديهم تصاريح تاجر التي يصدرها منسق اعمال الحكومة في المناطق؛ والهبوط في نسبة الاستجابة لمنسق الاعمال في المناطق للمرضى الذين عليهم الخروج لعلاج ضروري غير موجود في القطاع، وعن العذابات الشديدة التي يجبر الطلاب على المرور بها والذين يريدون استغلال منح دراسية في الخارج.
وما هو العلاج الذي يقترحه اللواء مردخاي للنظام الذي هو بنفسه يقوده؟ “توجهات الحل الضرورية في الوقت الحاضر في قطاع غزة يجب أن تتضمن بشرى حقيقية للسكان الذين يسكنون فيه”. يقترح هو وزملاؤه عملية على شاكلة “خطة مارشال” لقطاع غزة. قصده هو أن تم تضمينها بمبادرات واستثمارات دولية جدية تمكن من اجراء اعادة اعمار وتغيير حقيقي في القطاع. المجتمع الدولي مدعو ثانية لانقاذ الوضع كبطل أعلى في كاريكاتير ساخر. وكأن اجراءات منسق الاعمال في المناطق وسلوكه لا تثقل جدا في كل يوم ايضا على مندوبي الدول والمنظمات الاجنبية، والغارقين في مئات المشاريع في القطاع، مشاريع تساعد في الحفاظ على السكان هناك بقدر الامكان ورؤوسهم فوق المياه المصابة. وكأن الحكومة ورؤساؤها لا تهاجم تلك الدول على “تدخلها” ولا تصنف المنظمات العاملة معها كعملاء وأكثر من ذلك.
الافكار جيدة والحلول مناسبة ولكن يكون من الاسهل والانجع والضروري اجراء تغيير نوعي في سلوك منسق اعمال الحكومة في المناطق نفسه. بدلا من مواصلة سياسة التأخير والمنع، في منح سكان القطاع امكانية الوصول التي يستحقونها كحق من أجل الحصول على موارد معيشة مناسبة، ومن أجل اقامة علاقات عائلية سليمة، ومن أجل تحقيق فرص التعليم والتطور. منسق الاعمال في المناطق نفسه يعترف بان التخفيف على سكان غزة تحمل معها معاني أمنية ايجابية، وأصلا كل شخص وكل علبة كرتون تخضع لفحص دقيق من قبل الجهات المسؤولة للحفاظ على سكان اسرائيل. هذه العملية، يلخص منسق الاعمال في المناطق، “تستطيع أن تحول قطاع غزة الى فضاء متطور ومركب من اساسه، ولكن هذا ليس غير ممكن”. من المهم تحديد من يوقف ذلك.
هآرتس / كيف ستنتهي اللعبة السعودية في لبنان
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 14/11/2017
عائلة الحريري اللبنانية وجدت نفسها في قطار جبلي، لا تظهر للعين نهاية خطه. اذا لم يكن يكفي أن رئيس العائلة سعد الحريري قد استقال من منصبه وهو الآن يوجد في اعتقال منزلي ديلوكس في الرياض – التقارير الكثيرة التي وردت من هناك في نهاية الاسبوع تتحدث ايضا عن نية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن يتوج مكانه شقيقه البكر بهاء الدين الحريري. أبناء العائلة وشخصيات كبيرة في حزب المستقبل الذي اقامه سعد الحريري، تم أمرهم بالمجيء الى الرياض من اجل اداء قسم الولاء لبهاء الدين. وحسب صحيفة “الاخبار” المقربة من حزب الله، فان الخطة هي ارسال سعد الى بيروت من اجل أن يعلن فيها عن استقالته، ومن هناك يغادر الى عاصمة اوروبية ويبتعد عن السياسة.
عائلة الحريري لم تتوقع أمرا كهذا، وهي ليست متسرعة للاستجابة لدعوة السعودية.رفيق الحريري والد سعد هو الذي قرر نقل التاج السياسي لسعد، بتفضيله على إبنه البكر بهاء الدين. وسعد نفسه المدعوم من قبل نازك، زوجة رفيق الحريري الثانية (التي ليست والدته) لا يستطيع كما يبدو رفض طلب السعودية، حيث أن حريته مرهونة بنجاح العملية. وليست هي وحدها فقط، فابن سلمان يستغل حقيقة أن سعد قد وضع في جيبه اكثر من 9 مليارات دولار، حصل عليها مقابل المشاريع التي فازت بها شركة “سعودي اوجا” التي هي بملكية عائلة الحريري. وحسب ادعاء السعوديين فان هذه المبالغ تم نقلها بصورة غير قانونية عن طريق خالد التويجري، الذي كان رئيس مكتب البلاط الملكي في عهد الملك عبد الله، والذي تمت اقالته عند تولي الملك سلمان الحكم. والآن هو معتقل مع طابور طويل من الامراء والوزراء.
سعد الحريري نفسه تبين أنه فشل اداري. شركة “سعودي اوجا” اعلنت افلاسها في شهر تموز الماضي واختفت. لا شك لدى العائلة أن إبن سلمان سرع تحطمها، حيث أن السعودية كان يمكنها ضخ الاموال للشركة. وبالمناسبة، لا توجد حاجة للقلق على مستقبل سعد الاقتصادي، لأنه توجد في حساباته البنكية والتي تنتشر في ارجاء العالم بضع مليارات من الدولارات. وشقيقه بهاء الدين ايضا لا ينتمي الطبقة الفقيرة. وهم يقدرون أن لديه 2.5 مليار دولار. ولديه شركة للعقارات تعمل في الاردن، وشركة اخرى تعمل في لبنان. وليست هناك محبة كبيرة بين الشقيقين. فبهاء لم ينس حقيقة أن والده فضل شقيقه الاصغر منه عليه.
على أي حال، العائلة يمكنها تعزية نفسها بحقيقة أن السعودية لم تتخلى عنها تماما، وما زالت تعتبرها دعامة قوية تستطيع الاستناد عليها في استمرار تأثيرها في لبنان. ولكن طبخة محمد بن سلمان يمكن أن تحترق لأنه ليس فقط عائلة الحريري وحدها هي التي يجب على الامير اقناعها – حزب المستقبل ايضا يجب أن يتبنى عملية الانقلاب، وليس جميع اعضائه مستعدون لطأطأة الرأس. وزير الداخلية، نهاد مشنوق، العضو البارز في الحزب قال في رده على تقارير عن نية تعيين بهاء لرئاسة الحكومة “لسنا قطيع يمكن نقل ملكيته من شخص الى آخر”.
ولكن المشنوق الذي كان المستشار السياسي لرفيق الحريري، يعرف ايضا أن تحدي قرار السعودية يمكن أن يكلف لبنان الكثير. السعودية التي فرضت قبل نحو سنة ونصف عقوبات اقتصادية على لبنان، حيث جمدت مساعدة بمبلغ 3 مليارات دولار خصصت للجيش اللبناني، وأوقفت صفقات تجارية بين الدولتين، تستطيع الآن أن تفرض عليه عقوبات مؤلمة. اكثر من 400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، وهم ينقلون حوالي 2.5 مليار دولار في السنة الى البلاد. واذا قررت السعودية تجنيد اخواتها في الخليج للانضمام الى العقوبات فان اقتصاد لبنان سيتلقى ضربة قاضية.
ليس من المؤكد أنه سيكون كافيا عن طريق سلاح الاقتصاد أن يتم استبدال السلطة. تعيين رئيس الحكومة حسب القانون هو أمر من مسؤولية الرئيس ميشيل عون، الذي هو حليف حزب الله. والعرف هو أن يتم التعيين بموافقة كل الاطراف. وحتى لو خضعت العائلة وحزب المستقبل لضغط السعودية فان حزب الله وحلفاءه في الحكومة والبرلمان احباط تعيين بهاء وادخاله الى طريق مسدود، سياسي، والذي هو مسدود أصلا اقتصاديا.
ليس واضحا أي مكسب سياسي يمكن للسعودية تحقيقه نتيجة لذلك، لا سيما أن الرأي العام في لبنان بدأ يستاء من التدخل الفظ وغير المسبوق في شؤون الدولة الداخلية. ربما أن المملكة تراهن على أن الضغط الاقتصادي سيجبر حزب الله على التنازل عن مواقعه السياسية، وبذلك يضر بمصالح ايران. ولكن في المقابل تستطيع ايران أن تحل محل السعودية كراعية اقتصادية وتقليص الخسائر التي ستتسبب بها السعودية. الاشارات السعودية بشأن خيار عسكري ضد لبنان – وهي اشارات تم استخدامها من قبل نصر الله من اجل القول إنه يوجد حلف عسكري بين السعودية واسرائيل، الذي في اطاره تم الاتفاق على أن تقوم اسرائيل بمهاجمة لبنان – غير مقنعة. فتح جبهة اخرى في لبنان اضافة للحرب الفاشلة التي تديرها المملكة في اليمن هو كابوس ايضا بالنسبة للمجتمع الدولي. هل يوجد للسعودية خطة، مهما كانت، لنهاية اللعبة اللبنانية التي بدأت بدحرجتها؟ اذا كان الجواب نعم، فهي نجحت في اخفائها تماما.
هآرتس / الترحيل العقلي
هآرتس – بقلم عميره هاس – 14/11/2017
يخلد ارث رحبعام زئيفي (“الترحيل الطوعي”) كل الوقت في غور الاردن. طريق 90 هناك يسمى على اسمه، في ظل تبني لقبه اللاذع – غاندي. في كل يافطة ملفتة للنظر كتب عليها “طريق غاندي” يرتبط التطلع الاسرائيلي غير الخفي للتخلص من الفلسطينيين بأحد الرموز الدولية للتحرر من الاستعمار.
فها هو وزير البناء والاسكان يوآف غالنت يأتي، بمساعدة هيئة البث “كان”، ليرحل الفلسطينيين. فقد قال في اخبار الصباح يوم الخميس الماضي في 9 تشرين الثاني إنه “في غور الاردن بعد خمسين سنة، يوجد 5 آلاف شخص بالاجمال”.
لم يقل يهودا، لم يقل اسرائيليين. قال “شخصا”. والمذيع المجرب لم يقاطعه وقال: “لحظة، لحظة، في غور الاردن يعيش نحو 70 ألف فلسطيني على الاقل، وهم كانوا هناك حتى قبل 1967. ففي العوجا وحدها يسكن نحو 5 آلاف شخص. وفي الجفتلك عدد مشابه. وتعالوا لا ننسى مدينة أريحا، التي يبلغ عدد سكانها 35 ألفا، وكذا آلاف عائلات الرعاة التي تعتبر الغور بيتها”.
روجت اخبار التلفزيون في الهيئة قبل مساء من ذلك لخطة الوزير غالنت لحث المزيد من اليهود على الهجرة الى الغور. فقد شرحت المراسلة فقالت إنه “يسكن في الغور اليوم نحو 6 آلاف شخص فقط”، وأحد لم يعدل عليها. والامر يتكرر في موقع “كان”: “يسكن في المنطقة اليوم 6 آلاف شخص فقط”، كما جاء في النبأ الذي يلخص التقرير في التلفزيون.
لقد أبدى غالنت وصحافيو الهيئة سوء معرفة متطرف لمعنى الكلمة التي اختاروها أو سمحوا باستخدامها، في السياق المذكور. فحتى لو كان الصحافيون أنفسهم يعارضون الابعاد، إلا أنهم نفذوا ترحيلا عقليا لعشرات آلاف الفلسطينيين، في ظل استيعاب الرؤيا الصهيونية المطلقة.
وها هي صدفة ليست بصدفة: بعد نحو ساعة من المقابلة الصحفية مع غالنت في الاذاعة في 9 تشرين الثاني، وصل جنود، بتكليف من قائد المنطقة روني نوما، لتنفيذ أكثر من شطب لفظي: فقد وضعوا على الطريق أمر ابعاد لنحو 300 راع فلسطيني وعائلاتهم، في منطقة المجلس القروي المالح. والامر ليس موجها لأحد ولم يسلم شخصيا لأي شخص. الجنود نفذوا الأمر، بل واستعرضوا الاستخفاف العميق بانسانية وحقوق الفلسطينيين، ربما مثلما تعلموا واستوعبوا من قادتهم في الجيش وفي الادارة المدنية وفي جهاز التعليم.
لم تنجح اسرائيل في اغراء عدد أكبر من الاسرائيليين للاستيطان في الغور، رغم وفرة المياه والارض التي تسرقها من الفلسطينيين وتنقلها الى المستوطنات. ولكنها نجحت بالفعل في تنغيص عيش الفلسطينيين فيه. فنحو 200 ألف على الاقل، ممن هربوا وطردوا في 1967، لا يسمح لهم بالعودة.
منذئذ واسرائيل تمنع التجمعات السكانية الفلسطينية في الغور من النمو والازدياد بشكل طبيعي، بجملة من الاساليب المخادعة التي فصلناها عشرات المرات، والتي تهرب الشباب من قراهم الى جيوب أ: المناطق المغلقة لاغراض التدريبات العسكرية، المحميات الطبيعية، البؤر الاستيطانية العنيفة، مصادرات الارض، منع الربط بشبكات المياه والكهرباء، محظورات البناء، الاغلاقات والحواجز، منع الوصول الى الينابيع، تجفيف الينابيع وهلم جرا.
لقد روى أحد الرعاة القدامى فقال لـ “هآرتس”: “في السبعينيات أطلق الجيش النار على قطعاني كي يطردنا. لم ننصرف، وعندها اعتقلونا وأفرجوا عنا مقابل الكثير من المال. بعثنا بأبنائنا للرعي بدلا منا، وعندها صادر الجنود القطعان وألزمونا بفديتها بثمن كامل. فديناها. وفي 1993 – 1994 بدأوا بسياسة هدم مبانينا”. بمعنى – مع بداية عصر “اوسلو”.
تراث غاندي للابعاد الطوعي لا يحتاج الى تخليد – فهو يخلد كل الوقت.
هآرتس / انهيار الديمقراطية
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 14/11/2017
لعلنا لا نشعر بكامل قوة انهيار الفكرة الديمقراطية التي كانت الأساس المتين في نظرتنا الذاتية كأفراد وكمجتمع.
هناك عامل مركزي لهذا الانهيار – وهو يوجد في الولايات المتحدة. فرغم حصانة الديمقراطية البريطانية، كانت الولايات المتحدة وما تزال المصدرة رقم واحد للديمقراطية والتنور.
لم يكن رئيس امريكي لم ير نفسه كمسؤول عن تصدير قيم الديمقراطية – وقد نجحوا في ذلك في بعض الاحيان، وفي غيرها تكبدوا اخفاقات مدوية. جورج بوش الابن شن حربا من اجل الديمقراطية في الشرق الاوسط، ولم يقبل أبدا جدول اعمال اليمين المتطرف في الولايات المتحدة. هكذا تصرف أسلافه ايضا، ممن رأوا في تصدير الديمقراطية وتثبيتها في دول مختلفة في العالم القيمة المضافة للحلم الامريكي.
صحيح أنه ينبغي التحفظ والذكر بأنه باسم الديمقراطية تضررت غير مرة ايضا القيم التي تقبع في أساس الديمقراطية نفسها – ولكن دونالد ترامب يقلب الفكر الامريكي رأسا على عقب. فهكذا مثلا اللقاء مع رئيس الفلبين، المتهم بجرائم ضد الانسانية، لا يقض مضاجعه. فقد جاء لعقد الصفقات وليس لتصميم القيم الاخلاقية. وهو لا يتطلع لأن يعرض دولته كنموذج للتنور، بل يسعى لأن تكون لها القوة لغرض القوة، وذلك لأن امريكا هي أولا.
إن الشعبوية والاستخفاف بحقوق الانسان والقيم الكونية اللذين يبديهما ترامب، يؤثران على العالم كله: هذا واضح في هجماته على الناتو، الذي يبدو الارتباط به لا يقاس إلا بالمقاييس الاقتصادية، والتلميحات التي نثرها عن أنه يتمنى انتصار اليمين القومي المتطرف في اوروبا.
إلينا ايضا تتسلل معايير ترامب. فمن يقودون الحرب ضد الجمعيات من اجل حقوق الانسان – حرب وإن كانت بدأت حتى قبل عهده – فقدوا الشعور بالخجل بالهام من روح ترامب. فاسرائيل تمتشق المزيد فالمزيد من الاظافر العنصرية. ترامب يوفر اجواء التفهم للعنصرية، ولهذا فان العنصريين الواضحين يؤيدونه، بمن فيهم اولئك الذين كانوا في الماضي يخجلون من اظهار عنصريتهم على الملأ. ومع أن العنصريين لم يبدأوا مع ترامب، إلا أن اوباما لم يخف من الوعظ ضد كل مظهر من التمييز والعنصرية. كانت هذه هي المعايير التي بثها الحكم – “الولايات المتحدة هي نور للاغيار”.
أما الآن، فاننا نوجد في عقود اخرى، أكثر ظلامية. ولكن بدلا من مكافحة الترامبية فاننا نساعدها، ونجعلها إبنة بيت عندنا ايضا. وها هو اصبح شرعيا تماما القول إن الجهاز القضائي منحاز، وتحقير وسائل الاعلام، ولم يعد فصل السلطات في نظر الحكم الحالي ضرورة ديمقراطية بل مجرد خيار.
في العالم يتنكرون له، يرون فيه شرا عابرا، ينتظرون اللحظة التي سيتخلص فيها مواطنو دولته منه. ونحن نكاد نكون الوحيدين الذين نهنيء ترامب بسبب الايمان السائد بأنه “جيد لاسرائيل” (على الاقل حتى يعرض صفقة، اذا ما عرضها، مع الفلسطينيين لا تطيب لمقدسي طريقه).
يشبه جدول اعمال نتنياهو المدني جدول اعمال ترامب منذ البداية، ولكن ترامب اعطى لنتنياهو الضوء الاخضر الذي كان ينقصه في عهد الرؤساء السابقين. خط مباشر يربط بين اييلت شكيد نقية التعبير وبين فاعلية حفل الشاي الامريكي. فالرغبة التي لا تكل ولا تمل لدى شكيد في “الحكم” ليست سوى غطاء للمس المتواصل والثابت بالديمقراطية التي انكبت دولة اسرائيل جدا على تطويرها منذ تأسيسها.
هآرتس / 10 ملاحظات عن جولة التعيينات في هيئة الاركان
هآرتس – بقلم يوآف ليمور- 14/11/2017
1- كانت هذه جولة التعيينات الاخيرة لرئيس الاركان آيزنكوت. مثلما عمل منذ بداية ولايته، في هذه المرة ايضا أدار مسيرة موضوعية ونقية، حيث كان الألوية يعرفون قبل سنة مسبقا ما ينتظرهم – ما يكفي من الوقت للاستعداد للمنصب ولتنفيذ مسيرة مرتبة من التداخل والتعلم.
2- أسماء معظم الضباط الذين عينوا لا تقول شيئا للجمهور، ولكن مقارنة بهيئات اركان الماضي يدور الحديث عن عصبة مهنية وعديمة الحساسيات. هذا يضمن الهدوء ليس فقط لآيزنكوت، بل ايضا لرئيس الاركان الذي سيأتي بعده – وهذا سيكون باحتمالية عالية جدا هو نائب رئيس الاركان الحالي، اللواء افيف كوخافي.
3- لقد كان كوخافي شريكا في التشاورات بشأن التعيينين المركزيين: رئيسا شعبتي الاستخبارات والعمليات، واللذين سيكونان اليد اليمنى واليد اليسرى له في أوائل عهده كرئيس للاركان.
4- تمير هايمن لم يكن الخيار الاول لآيزنكوت كرئيس لشعبة الاستخبارات. فقد فضل رئيس الاركان قائد المنطقة الوسطى روني نوما، ولكن وزير الدفاع ليبرمان لم يصادق على تعيينه.
5- هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يمنع فيها وزير الدفاع قائد المنطقة الوسطى من أن يعين كرئيس لشعبة الاستخبارات. في الجولة السابقة كان هذا وزير الدفاع يعلون هو الذي منع تعيين اللواء نتسان ألون. وفي الحالتين دفع الضابطان ثمنا لقاء العمود الفقري المهني الذي أبدياه، مما تسبب بتصنيفهما كـ “يساريين”. هذه بشرى سيئة للجيش وبشرى سيئة للمستوطنين، لأن الضباط الجيدين قد لا يرغبون في الوصول الى قيادة المنطقة الوسطى.
6- رئيس شعبة الاستخبارات هو منصب يختلف عن منصب كل لواء آخر. لأنه يتجاوز حدود الجيش. لهايمن الكفاءات للنجاح، ولكنه ليس رجل استخبارات ولم يحتك أبدا بالقيادة السياسية – وهما عائقان حرجان يقفان الآن أمامه.
7- تعيين ليئور كرميلي لرئاسة شعبة التنصت والحماية من السايبر هو قراءة واضحة لاتجاه مستقبل جهاز السايبر في الجيش الاسرائيلي. فكرميلي الذي ترعرع في قسم العمليات الخاصة وهو جزء لا يتجزأ من شعبة الاستخبارات، كفيل بأن يكون الرجل الذي يخرج جهاز السايبر من الشعبة اذا ما تقرر تشكيل قيادة خاصة به.
8- هرتسي هليفي يشار اليه منذ الآن ليكون رئيس الاركان بعد كوخافي. اهارون حليوه، الكفيل بأن يتنافس معه، وإن كان رفع لرئاسة الوسائل القتالية (المنصب الثالث في أهميته في هيئة الاركان)، سيحتاج الى أن ينتقل الى قيادة منطقة قبل أن يترفع الى الطابق الـ 14 في مبنى هيئة الاركان، الامر الذي من شأنه أن يعيقه لجولة اخرى.
9- منصبان بقيا مفتوحين للعام 2018 – نائب رئيس الاركان وقائد الذراع البري – وهما سيتفق عليهما مع رئيس الاركان القادم، بعد انتخابه. على نيابة رئاسة الاركان سيتنافس نتسان الون، روني نوما وقائد المنطقة الجنوبية الحالية، ايال زمير. اذا انتخب زمير، فمن المتوصع لالون ونوما أن يغادرا الجيش.
10- بالاجمال، عين أمس ثمانية ضباط: اربعة رفعوا واربعة غيروا المنصب. منهم ثلاثة مظليين (حليوه، امير برعم وموتي باروخ)، ثلاثة من خريجي المظليين (هليفي، كرميلي ونداف فدان) واثنان من المدرعات (هايمن وايتسيك ترجمان). لواء غولاني، الذي خرج في العقد الماضي رئيسي اركان (اشكنازي وآيزنكوت) سيتمثل في السنوات القادمة في هيئة الاركان بلواء واحد فقط (تمير يداعي).
اسرائيل اليوم / غزة : الجهاد الاسلامي يشحذ السيوف
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 14/11/2017
تفجير الجيش الاسرائيلي لنفق الارهاب للجهاد الاسلامي قبل نحو اسبوعين في داخل الاراضي الاسرائيلية خرق للحظة عابرة الهدوء المتوتر السائد على طول الحدود. وفي اسرائيل أملوا مع ذلك أنه بعد التفجير، الذي استهدف احباط عملية ارهابية مستقبلية للجهاد – في أن يعود الهدوء الى الجنوب.
على أي حال، كانت الضربة التي تلقاها الجهاد قاسية وأليمة. فقد قتل مسؤولون كبار له في الانفجار وفي محاولات الانقاذ الفاشلة بعده، وجثث بعض من مقاتليه بقيت مدفونة بين الانقاض. فضلا عن ذلك، فان تفجير النفق أفاد بأن اسرائيل تمكنت من ايجاد جواب عملياتي يسمح لها بتعطيل الانفاق، سلاح يوم الدين لدى الجهاد، وبالمناسبة، لدى حماس ايضا، في حالة مواجهة مستقبلية في غزة.
في اعقاب تفجير النفق عاد الهدوء بالفعل ليسود، ولكن تبين على التو بأن هذا كان هدوء خادعا، إذ عادت اوساط الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة لتحذر من أن في نية الجهاد الاسلامي الثأر من اسرائيل على الضربة التي تلقاها ومحاولة الرد بعملية ارهابية أو باطلاق الصواريخ الى اراضيها. ويختار مسؤولو الجهاد من جهتهم تجاهل التحذيرات من اسرائيل، ولا يخفون بأن في نيتهم بالفعل العمل ضدها.
في أساس التحذيرات الاسرائيلية تقبع رسالة واضحة للجهاد ولحماس ايضا. اسرائيل مصممة على الدفاع عن سيادتها ولن تسلم بعمليات ارهابية من اراضي القطاع. وفي نفس الوقت تطلق اسرائيل اشارة بأن وجهتها ليست نحو موجة عنف متجددة، وأنها تسعى لمواصلة الحفاظ على الهدوء على طول الحدود.
المشكلة هي أن الجهاد الاسلامي ليس شريكا في الحوار أو في التفاهمات مع اسرائيل. ويدور الحديث عن تنظيم متطرف يلتف حول ذراعه العسكري. وبخلاف حزب الله وحتى بخلاف حماس، ليس للجهاد ممتلكات، أي هيئات أو مؤسسات سياسية أو حتى اجتماعية واقتصادية الدفاع عنها هو اعتبار ينبغي له أن يأخذه في الحسبان. وعلى أي حال، ليس من خلفه سكان مدنيون يدعمهم ويتلقون منه الخدمات ومن شأنهم أن يشتكون منه في حالة جلب مصيبة لغزة. ففي مثل هذه الحالة سيتوجه سكان غزة، مثلما فعلوا في الماضي، الى حماس التي هي الحاكم وصاحب السيادة في القطاع.
تنزل قيادة الجهاد الاسلامي بأمان في دمشق، بعيدة ومنقطعة عن الميدان، يصعب عليها فرض إمرتها على نشطائها في القطاع. وفضلا عن ذلك، أصبح الجهاد الاسلامي أكثر من أي تنظيم فلسطيني آخر، ذراعا تنفيذيا ايرانيا، يتلقى املاءات وتوجيهات من طهران ويخضع قراراته لمصالح ايران، بشكل حتى حماس لا تتصور أن تفعله. وكل هذا لا يبشر بالخير، إذ من الصعب أن نتوقع من مثل هذا التنظيم ضبط النفس أو ابداء الاعتدال أو حتى التفكر والتروي.
وبالتالي، فان الكرة في يد حماس التي تبقى، رغم المصالحة الفلسطينية التي تتقدم بخطى السلحفاء، رب البيت الحقيقي في القطاع. يحتمل أن تكون حماس تأمل ألا ينفذ الجهاد الاسلامي تهديداته للعمل ضد اسرائيل، ويحتمل أن تكون حماس تعول على أن تبدي اسرائيل ضبط النفس وألا تؤدي الى التصعيد حتى لو هاجمها الجهاد.
ينبغي الأمل في اعقاب الرسائل التي لا لبس فيها من اسرائيل في الايام الاخيرة في أن يتوصل مسؤولو حماس في القطاع الى الاستنتاج المناسب فيكبحوا الجهاد، مثلما فعلوا غير مرة في الماضي، قبل أن يجلب المصيبة على غزة. ولكن حتى لو امتنع الجهاد عن المهاجمة في الايام القريبة القادمة، فان الانفجار التالي هو مجرد مسألة وقت.
المصدر / إسرائيل في حالة تأهب.. نشر بطارية لمنظومة “القبة الحديدية” في وسط البلاد
التقديرات الأمنية في إسرائيل هي أن حركة الجهاد الإسلامي لم تتخلَ عن مخططها الانتقام على مقتل نشطائه في النفق قبل أسبوعين، لا سيما بعد اعتقال قائد ميداني لها على يد الجيش في الضفة
المصدر – بقلم عامر دكة – 14/11/2017
نُصِبَت بطاريات القبة الحديدية في مركز إسرائيل في ظل تهديدات الجهاد الإسلامي الانتقام لمقتل نشطائه بعد أن فجّر الجيش الإسرائيلي نفقا قبل نحو أسبوعين على حدود قطاع غزة.‎ ‎
وقبل أيام قليلة، أصدر اللواء يوأف (بولي) مردخاي، منسق العمليات في الأراضي، بيانا تهديديا خطيرا ضد الحركة. وأشار مردخاي في مقطع الفيديو إلى تفجير النفق الإرهابي الذي تم اكتشافه وتفجيره قبل نحو أسبوعَين قرب الحدود مع قطاع غزة.
والآن، تهدد قيادة الحركة بالانتقام لتفجير النفق، الذي قُتِل فيه 12 عضوا من أعضائها. هذه هي المرة الأولى التي تُتخذ فيها خطوات استثنائية في إسرائيل رغم أنها لا تشمل التجنيد الاحتياطي منذ حرب غزة في صيف عام 2014.
فلدى الجهاد الإسلامي العشرات من صواريخ غراد المُحسّنة ذات مدى أكثر من 40 كيلومترا، وهي قادرة على إلحاق الضرر بالمدن المركزية في وسط إسرائيل مثل أشدود وبئر السبع، وربما لديه صواريخ بعيدة المدى أيضا. وما زالت لدى الحركة شبكة عملياتية نشطة في مناطق عديدة في الضفة الغربية، من بينها في جنين، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان في وسعها شن هجوم في ظل الضغط المزدوج الذي تتعرض له من قوات الأمن الإسرائيلية وأجهزة الأمن الفلسطينية.
وفى وقت سابق من هذا الأسبوع قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تعتقد أن حماس مسؤلة عن أي هجوم من غزة وإنها ستستخدم “يدا حديدية” ضد “كل من يحاول مهاجمتها”. وجاء في بيان الجهاد الإسلامي، رداً على ذلك، أنه سيعتبر أي هجوم موجه إليه كشن حرب ضده.
هناك تقديرات في المنظومة الأمنية أن الجهاد الإسلامي لم يتخلَ عن خطته الانتقامية بعد مقتل الناشطين. ويبدو أن الحركة تستعد لشن هجوم كبير ومدوي، وفي ظل هذه الظروف، من المتوقع أن ترد إسرائيل بشدة، لهذا ربما تحدث جولة العنف مع قطاع غزة قريبا وستكون الحرب الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يديعوت / ترقب حذر على جانبي الحدود
يديعوت – 14/11/2017
حذر شديد يسيطر على أجهزة الأمن الإسرائيلية في ظل احتمال نشوب تصعيد من قطاع غزة، في أعقاب تهديدات الجهاد الإسلامي بعد تفجير النفق نهاية الشهر الماضي. الاستعدادات تشمل اتخاذ تدابير دفاعية ونصب بطاريات منظومة “القبة الحديدة” في منطقة المركز والجنوب.
بجانب الاستعدادات والتدابير، تستمر حاليًا أعمال إقامة حاجز مضاد للأنفاق على الحدود، ربما ليس بالكامل. الأعمال تخضع لتقديرات وضع تجريها قيادة الجنوب، ممّا يعني ان الطواقم تدخل للعمل في المنطقة بتنسيق مع الجيش، كما يُطلب من الطواقم توخي الحذر في ظل القلق من إطلاق نار مضاد للدبابات أو قناصة.
المزارعون في غلاف غزة – رغم التوتر – عادوا للعمل كعادتهم في المناطق المحاذية للسياج، لكن فقط للضرورة. وكان جهاز الأمن نقل رسالة تحذير – بشكل استثنائي – لحركتي حماس والجهاد.
رغم التوتر الناشب في الجنوب، يبدو أن العلاقات بين إسرائيل والقطاع تتوطد بكل ما يتعلق بدعم السكان في كلا جانبي السياج، فقد التقى خلال الأسبوع الماضي ممثلون من سلطة المياه الإسرائيلية مع ممثلين من سلطة المياه الفلسطينية وممثلين من غزة من أجل خلق تعاون في هذا المجال. اللقاء الذي عُقد في قيادة التنسيق والاتصال قرب حاجز ايرز، جاء على خلفية اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، والذي في إطاره تحمّلت السلطة مسؤولية سكان غزة.
المصدر / زعيم اليسار الإسرائيلي يشكك بولاء اليسار للقيم اليهودية
أثار زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي، ضجة بعدما قال علنا ما همسه رئيس الحكومة نتنياهو في أذن الحاخام كبير إن اليسار نسي ما معنى أن تكون يهوديًا في انتقاد لاذع .
المصدر – 14/11/2017
يسعى زعيم معسكر اليسار الإسرائيلي وحزب “العمل”، إلى استقطاب أصوات المركز واليمين بكل ثمن: أثار زعيم حزب “العمل”، آفي غباي، أمس الاثنين، ضجة داخل بيته السياسي، بعد أن اتهم خلال لقاء مع طلاب جامعيين في مدينة بئر السبع، حزبه الذي يترأس معسكر اليسار، بأنه تخلى عن القيم اليهودية لصالح القيم الليبرالية.
والمقولة ” اليسار نسي ما معنى أن تكون يهوديًا” التي صرح بها غباي منسوبة لزعيم حزب “الليكود” ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي همس في أذن حاخام كبير، يدعى كادوري، عام 1997، والتقطت أقواله عن طريق الصدفة الميكروفونات. وأثارت يومها أقوال نتنياهو عاصفة سياسية كبيرة في إسرائيل.
وعقّبت طالبة جامعية حضرت اللقاء مع غباي على هذا التصريح بالقول إنها تشعر أن زعيم حزب العمل يغيّر اتجاها ولم يعد يمثل آراءها، فردّ غباي أن هذه آراؤه منذ زمن وليس جديدا. وكان السياسي حديث العهد، قد أثار ضجة جرّاء تصريحات وصفت بأنها تمثل اليمين الإسرائيلي وليس اليسار، منها أنه لن يجلس في نفس الحكومة مع قائمة عربية، وأنه لا يؤمن بإعادة الكتل الاستيطانية الكبرى مقابل السلام مع الفلسطينيين.
وحاول زعيم حزب العمل توضيح تصريحه فقال: “إننا يهود ونعيش في دولة يهودية. أعتقد أن مشكلة حزب العمل هي أنه ابتعد عن القيم اليهودية. إنه يفضل القيم الليبرالية على اليهودية”. وتابع “وجودنا هنا مرتبط بكتابنا المقدس وبشرائعنا ويجب علينا أن نكون فخوريين بذلك”.
وردّ نواب من حزب العمل على أقوال زعيم حزبها قائلين إن غباي لن يعلمنا ما هي القيم اليهودية. وقال زعيم حزب “يش عتيد” المعارض، يائير لبيد، في انتقاد لتصريحات غباي: “المحاولة أن تقرر للآخرين كيف يكونون يهودا محاولة مغيظة”.
هآرتس / شريحة السجناء الدنيا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 14/11/2017
يسمح الجهاز القضائي الاسرائيلي للسجناء بالافراج قبل انتهاء قضاء كامل المحكومية التي فرضتها عليهم المحاكم، طالما كانوا يستوفون الشروط المحددة في القانون. وعلى لجنة الافراجات التي تبحث في تقصير مدة الحكم، ان تبحث ضمن امور اخرى مدى خطورة السجين وفرصه لاعادة التأهيل. ولكن من فرض عليه الى جانب السجن دفع تعويض للمصاب بالجناية ولا يمكنه أن يفي بذلك، يصطدم بالغالب بمعارضة النيابة العامة، وكنتيجة لذلك لا يتمكن من احقاق حقه في الافراج المبكر. من هنا يتبين عمليا أن ليس للفقراء امكانية الافراج المبكر من السجون.
السجون هي صورة مرآة للمجتمع، بأمراضه، بانقساماته، بمعاييره المتبعة. والجهاز في هذه الحالات، بشكل لا لبس فيه، وبخلاف الاهداف الاصلية لجهاز الافراج المبكر، يحسن للاغنياء ويثبت نمط السلوك الذي يقضي بان من لديه الوسائل الاقتصادية، حتى لو كان سجينا، فله امتيازات: اذا ارتكب جريمة وفرض عليه السجن والتعويض، يدفع كامل المبلغ واذا استوفى شروط الافراج المبكر – يخرج ايضا من السجن. اما رفيقه الفقير، حتى لو ارتكب ذات الجناية واستوفى ذات شروط الافراج فيبقى على ما يبدو متخلفا. اضافة الى ذلك فان السجناء الذين لا ينالون الافراج المبكر لا يحظون ايضا ببرنامج اعادة تأهيل ومرافقة من سلطة تأهيل السجناء. والتي في اطارها يندمج السجين في العمل.
ان مهامة عقاب السجين ليست فقط الابعاد عن المجتمع، العقاب والردع، بل اعادة التأهيل ايضا. من سجنوا سيفرج عنهم في النهاية، وهناك مصلحة عامة في أن يتمكنوا من الانخراط في المجتمع كمواطنين عاديين. اما عمليا يبدو أن المجتمع الاسرائيلي يرى في السجن اساسا ردا وثأرا من مجرميه، في ظل تحرره من مسؤوليته عن الضعفاء. في الوضع السائد اليوم الكل يخسر: السجين الذي يمنع عنه التأهيل هو سجين ذو فرص أعلى للعودة الى الجريمة؛ فرص الضحية في أن تتلقى التعويض صغيرة (فيما أن هذه تزداد كل سنة بـ 7.5 في المئة وتجر وراءها عقوبات اخرى على السجين المفرج عنه)؛ وبالطبع – المجتمع.
تعاني اسرائيل اليوم من أزمة حبس. في قرار قضائي صدر في حزيران الماضي قضت محكمة العدل العليا بان الدولة لا تسمح بعيش انساني بكرامة للسجناء، ولا تستوفي مقاييس الحبس في الدول الغربية. ان الحاجة الى تحسين شروط الحبس وزيادة وتطوير بدائل الحبس القائمة هي حاجة حرجة. وفي بحث في الموضوع اجري امس في لجنة مكافحة المخدرات والكحول، وعدت رئيسة اللجنة تمار زندبرغ بمعالجة المشكلة. من الجدير في صالح السجين والمجتمع بشكل عام ان تحرص الدولة على أن السجين الذي يستوفي كل شروط الافراج المبكر باستثناء دفع التعويضات، ان يخرج من السجن، يعمل ويدفع من أجره التعويضات التي فرضت عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى