ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– التحقيق الخامس – رئيس الوزراء يجيب على اسئلة المحققين على مدى أربع ساعات.
– ايام ثورة – النساء يتوقفن عن الصمت.
– “الجاسوسة الاسرائيلية في خدمة فينشتاين.
– شهادات جديدة: الافعال النكراء للوي سي كي.
– نتنياهو والشاهد الملكي: رواية مقابل رواية.
– البؤرة الاستيطانية ضد المستوطنة.
– لغز الحريري.
– يوم فتاك في الطرقات.
معاريف/الاسبوع:
– رئيس الوزراء في التحقيق – للمرة الخامسة.
– أين الحريري؟ – احتدام التوتر بين الرياض وبيروت.
– التحقيق مع شمرون: البحث عن “الدليل الذهبي”.
– طيارون من فرنسا والمانيا في مناورة جوية متعددة الجنسيات.
– ضغط سعودي على ابو مازن لتبني صيغة ترامب؛ السعوديون يقولون لابو مازن: إما ان تقبل صيغة ترامب أو تستقيل.
– امرأتان اخريان تدعيان بتحرش غابي غازيت بهما.
– قضية الحريري: الرئيس الفرنسي يدعى على عجل الى السعودية.
هآرتس:
– قضية 4000: ادلة في ملف بيزك تعزز الاشتباه بان نتنياهو أدار علاقات خُذ واعطِ مع المالك الوفيتش.
– لطيفة وأخوها سافرا في السيارة مبتسمين، يستمعان الى الموسيقى وعندها فتح الجندي النار.
– المحكمة الحاخامية تقر اتفاق طلاق يمنع المرأة من الشكوى بالاغتصاب ضد زوجها.
– التحقيق مع نتنياهو للمرة الخامسة في ملفي 1000 و 2000 ومواجهته لشهادات جديدة.
– الائتلاف يوافق على تلطيف حدة قانون القومية؛ كبير في الليكود: نتنياهو سيحبط مشروع الحل الوسط.
اسرائيل اليوم:
– نتنياهو بعد التحقيق: “اقول بثقة كاملة – لن يكون شيء”.
– على مدى أربع ساعات: رئيس الوزراء يخضع للتحقيق في ملفي 1000 و 2000.
– نكتة سيئة: “لوي سي كي هو الاخر تحرش جنسيا.
– التحقيق الخامس لرئيس الوزراء.
– عائلة شاؤول غاضبة على الصليب الاحمر: “اورون محتجز في غزة – وهم يضيفون زيارات للمخربين”.
– سكان نتيف هأغوت: سنكافح الاخلاء – حتى بثمن العنف.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10– 11 – 2017
معاريف / ضغط سعودي على ابو مازن لتبني صيغة ترامب؛ السعوديون يقولون لابو مازن: إما ان تقبل صيغة ترامب أو تستقيل
معاريف – بقلم ياسر عقبي – 10/11/2017
بعد ثلاثة أيام من رحلة ابو مازن المفاجئة الى السعودية، يدعي مصدر فلسطيني بان قادة المملكة أمروا رئيس السلطة إما أن يتبنى صيغة السلام التي يوشك الرئيس الامريكي دونالد ترامب على عرضها قريبا – أو أن يستقيل.
واقتبست قناة التلفزيون الاسرائيلية i24 NEWS عن مصدر فلسطيني يقول ان أبو مازن استدعي الى الرياض للقاء مع الملك سلمان ومع ولي العهد محمد بن سلمان، أُوضح له فيه بان ترامب سيعرض قريبا خطته للسلام – والتي عمل عليها صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنير – بين إسرائيل والفلسطينيين. وقدر المصدر بأن أبو مازن سيستقيل بسبب الضغوط عليه لقبول الخطة. بالمقابل، نفت مصادر فلسطينية التقارير في الموقع الإسرائيلي.
وكانت رحلة أبو مازن الى الرياض تمت على خلفية استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري والتوتر المتصاعد بين السعودية وايران. وأفادت صحيفة “الرأي اليوم” الصادرة في لندن بان المملكة تريد ضم السلطة الفلسطينية الى التحالف المخطط له بهدف صد ايران وحزب الله، بالتنسيق مع الإدارة الامريكية.
يديعوت / نطلق في كل الاتجاهات
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 10/11/2017
الكثير من الحواجب رفعت قبل اسبوعين في قيادة الحكم السعودي وفي العائلة المالكة، عندما كشف الامير محمد بن سلمان ولي العهد مشروعه. فقد لمعت عينا الامير ابن الـ 32 بانفعال حين أعلن عن اقامة المدينة الكبرى، التي تقع على مساحة هائلة في الصحراء السعودية وتنبسط الى داخل مصر والاردن – وكله باستثمار نصف تريليون دولار. حتى في مملكة النفط وصنابير الذهب يبدو هذا المبلغ خياليا تماما، بعيد عن أن يكون في متناول اليد، ولكن الامير أصر. فقد قال: “نحن ملزمون بالتحرر من ادماننا على النفط. نخلق أماكن عمل لملايين الشباب العاطلين عن العمل ونفتح السعودية على العالم الواسع”. وفي نفس الوقت تعهد ايضا برفع المملكة الى مسارات الاسلام المعتدل. وأطلق تلميحا شديد الوضوح نحو المؤسسة الدينية في المملكة إذ قال: “قدر طويل من السنين ضاع على سلوك ظلامي ومتطرف”. على ما جرى بعد بضع ساعات تشهد التغريدات في الشبكات الاجتماعية. فقد نقل الامير الملياردير الوليد بن طلال رسالة فظة الى ولي العهد، في أنه لا يعتزم أن يستثمر حتى ولا دولار واحد في “مشروع الهذيان”، على حد وصفه. وزير الحرس الوطني، متعب بن عبدالله، ابن الملك السابق، حذر من “الحلم المبالغ فيه” ونبه من أنه سيتعين عليه “فرض النظام” في العائلة المالكة منعا للصدمات. وفي النشرات الاخبارية لقناة “ام بي سي” التي بملكية المليونير وليد الابراهيمي بث تقرير تحفظ من المشروع الطموح.
ولكن ولي العد، الذي هو ايضا وزير الدفاع، نائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية، لم يسمح لاي شيء أو أحد ان يقف في طريقه. ووثقت عصبة مستشاريه ردود الافعال وأعدت قائمة اسماء، وفي ظهيرة السبت القيت القنبلة. بداية، اغلقوا المجال الجوي للسعودية في وجه الرحلات المسافرة كي لا يحاول الناس الهرب، ومنعوا اقلاع الطائرات من المهابط المحفوظة للشخصيات الهامة في الرياض وفي جدة. واعتقلوا الامير وليد بن طلال في المطار قبل لحظة من اقلاعه في رحلة أعمال. بن طلال، الذي حذره مسبقا مصدر استخباري غربي من أنهم “يوشكون على اعتقالك”، لم يصدق بان ولي العهد سيتجرأ على عمل ذلك، خاب ظنه. ومع عودته الى بيته في الرياض صادر مرسوم ملكي يعلن عن تشكيل “لجنة مكافحة الفساد”. وتصدر اسم الملك سلمان الوثيقة، ولكنها منحت ابنه محمد، ولي العهد، الصلاحيات للاشراف على اللجنة الجديدة الى جانب المدعي العام، رئيس أجهزة الامن وثلاثة مسؤولين كبار آخرين.
“نعلن بذلك عن حرب ضد ضعفاء العقل وعديمي الضمير”، هكذا كتب في المرسوم، “ممن يستغلون مكانتهم العليا لجمع مال خاص، يرتبون لانفسهم صفقات من خلف ظهر الحكم، يوزعون الرشوات ويعملون بطريقة تبنوها لانفسهم، بخلاف المصلحة العامة، على حساب ابناء الشعب السعودي”.
كل من يعرف السعودية يعرف بان هذه الظواهر موجودة هناك منذ عشرات السنين. في السعودية لا تعقد صفقات دون دفع رشوى لموظف، لضابط، لوزير. وفجأة تذكر احد ما بان يعالج هذا. جلس الامير محمد بن سلمان في استديوهات التلفزيون الرسمي واعلن بان كل من يشتبه بالفساد، سيعتقل؛ حساباته البنكية ستصادر، وعندما سترفع ضده لائحة اتهام سيقدم الى المحاكمة.
ولكن الدراما لم تنتهي مع الاعتقالات. ففي يوم الاحد ليلا نشرت في السعودية أنباء عن حادثة مروحية قتل فيها الامير منصور (42) ابن الامير مقرن الذي كان ولي العهد حتى قبل سنتين ونحيَ عن منصبه. وفي الغداة تبين أن منصور حاول الهرب من الاعتقال، خرق حظر الطيران للشخصيات الهامة وصعد الى المروحية. فأطلقت طائرة مقاتلة من سلاح الجو السعودي صاروخا نحو المروحية فأسقطتها. فقتل كل المسافرين.
“المعتقلون لن ينالوا معاملة مفضلة”، تعهد المدعي العام السعودي، الشيخ سعود بن عبدالله. “في ختام التحقيق سيتلقون بالضبط ما سيتلقاه كل مواطن يرسل الى السجن”.
تأييد ترامب
هذه موجة الاعتقالات الثالثة في غضون ستة أشهر، منذ رتب لنفسه الامير بن سلمان مكانة ولي العهد وتحدد كالرجل القومي في المملكة. أبوه، الملك سلمان ابن الـ 81، يعاني من المرض ويصعب عليه أداء مهامه؛ وحتى السير صعب عليه، ولكن في حزيران أدار حملة تنحية محمد بن نايف من منصب ولي العهد في صالح ابنه المفضل. بن نايف، الذي كان مقدرا ومرتبطا باسرة الاستخبارات في واشنطن، تلقى عرضا لا يمكن رفضه: إما أن يقف أمام الكاميرات، ويقسم الولاء لابن عمه ويخلي له المقعد الذهبي، أو أن يقضي نحبه في حادث طرق غامض. ومنذئذ مرت ستة أشهر وهو قيد الاقامة الجبرية، بعيدا عن مركز الامور في العائلة الملكية. الامير وليد بن طلال ورئيس الحرس الوطني الامير متعب، توجها الى ولي العهد، طلبا تحرير الامير محمد واصطدما برد فعل غاضب. وقد صفي الحساب معهما يوم السبت الماضي.
في موجة الاعتقالات الثانية، في منتصف ايلول، ارسل الى السجن أربعين رجل دين، رجل أعمال وصحافي تجرأوا على “رفع الرأس” مثلما شرح واحد من وزراء حكومة الرياض. فقد وجهوا سهام النقد بتلميحات واضحة، الى فشل السياسة الخارجية التي يقودها الامير بن سلمان: الحرب في اليمن، التي تكلف عشرات ملايين الدولارات وجبت حتى الان حياة اكثر من عشرة الاف من رجال الجيش من الجانب السعودي. التصعيد مع ايران؛ الملايين التي استثمرت في الكفاح لاسقاط الاسد وأدت فقط الى تعزيز قوته في سوريا؛ الحصار على قطر الذي تحطم؛ و “رؤيا 2030” التي في اطارها يتعهد الامير بضم النساء الى سوق العمل ويجلسهن أخيرا خلف المقود. موضوع قيادة السيارات وإن كان استقبل بفرح لدى الشباب، ولكن المؤسسة الدينية حرصت على أن تنقط الى الخطب في المساجد تلميحات سامة ضد “كسر قيم العائلة”. وكل من لمح، اعتقل.
عدد الكبار الذين اعتقلوا هذا الاسبوع ليس واضحا: فيوم السبت نشرت اسماء 49 معتقلا واول أمس نشر أن العدد ارتفع الى 500. وبالتوازي جمد 1.700 حساب بنكي للكبار. وبين المعتقلين الذين نشرت اسماؤهم: 11 أمير، 4 وزراء، قائد سلاح البحرية و 3 عظماء اعلام. واستكمل الامير محمد بن سلمان بذلك سيطرته على كل اذرع الامن ومراكز القوى في السعودية، اسكت الاعلام المستقل في بلاده (اذا كان يوجد كهذا) وخصص لمشاريع، ولا سيما لمشروع المدينة اياها مبالغ مالية هائلة. اذا نجح مبعوثوه في وضع اليد على حسابات في البنوك في الخارج وضموها الى المصادرات المالية في السعودية، فالتقدير هو أنه سيتراكم لديه 2 تريليون دولار.
نشر جهاز الاستخبارات الفيدرالي في ألمانيا تحذيرا استثنائيا ضد “المراهن السياسي الذي من شأنه ان يهز العالم العربي”، فيما أن المقصود هو ولي العهد السعودي. فردت اسرة الاعمال التجارية الدولية بعصبنة. سعر برميل النفط في السعودية هبط هذا الاسبوع الى دون 60 دولار، وخسر سعر الدولار 20 في المئة، وهبط اليورو بمعدل مشابه والاستثمارات الكبرى التي خطط لها لان تضخ من الخارج تجمدت دفعة واحدة. فمن يرغب في أن يخاطر بأعمال تجارية في دولة يعود المدعى العام فيها ليحذر بان موجة الاعتقالات لم تنتهي بعد.
حمدين (44) مدير مكتب وساطة في مجال العقارات في جدة، كتب لي هذا الاسبوع انه “راض بالذات عن الهزة، ولكنه قلق من الاثار على المدى البعيد”. وقبل اسبوعين بعث لي بخطة مفصلة لمشروع “المدينة” وأعلن بانه يؤدي التحية بفخار لولي العهد الذي “يفكر بالشباب ويعتزم قيادة السعودية الى العصر الحديث”. سألته اذا كان سيعرض ترشيحه للعمل في المدينة الجديدة. وردا على ذلك بعث لي ببوستر الرجال الآليين الذي من المخطط ان يتولوا منشآت الضيافة والتسلية هناك. فقد كتب يقول: “كان بودي جدا أن اعمل في المشروع ولكني لا انتمي الى الطبقة الصحيحة ولا توجد لي علاقات مع القيادة”.
إذن من سيجند لالاف أماكن العمل، تساءلت. فشرح حمدين بان الامير يحيط نفسه بمئات خريجي الجامعات من الغرب ممن “كانوا حتى الان عاطلين عن العمل، محبطين والتحول يخلي لهم الطريق”. الصحافي السعودي القديم كمال الخاشوغي، الذي طرد من صحيفة “الوطن” واوقف نشره في صحيفة “الحياة” المقدرة، نجح في الهجرة الى الولايات المتحدة، ومن هناك ينتقد “التهور، الوحشية وانعدام المسؤولية لدى ولي العهد عديم التجربة”. أنا لست من معارضي الامير بن سلمان، كما يدعي، “ولكن يهمني ما يحصل في وطني، التي اغلقت لي التوتير، تنصتت على مكالماتي الهاتفية وأخيرا طردتني كعقاب على مقال اوصيت فيه بعدم القفز فرحا في اعقاب انتخاب الرئيس ترامب”.
هذا الاسبوع كان ترامب هو الزعيم الوحيد في الغرب الذي أيد خطوات ولي العهد السعودي. فقد أجرت صهره جارد كوشنير زيارة سرية لدى سلمان قبل بضعة ايام من الهزة، ويحتمل أن يكون وضع في سر الخطوة. “افهم جيدا دوافعه وقراراته واعرب عن تأييدي له”، غرد ترامب في اثناء “ليل السكاكين”. بين الاثنين، كما يبدو، نشأ تفاهم شجاع، لا يخلو من المصالح. فأول زيارة له خارج البلاد كرئيس أجراها ترامب الى السعودي (ومن هناك طار الى مطار بن غوريون)؛ ابنته ايفانكا تعهدت بان تستثمر في المشاريع للشباب في السعودية، ووزارة الدفاع السعودية وقعت على صفقات سلاح وشراء طائرات قتالية من الولايات المتحدة.
سجن طائر
بالتوازي مع الهزة السعودية وقعت دراما في بيروت ايضا، وهناك علاقة بين الحدثين. سعد الحريري، الذي استقال هذا الاسبوع من رئاسة الحكومة اللبنانية، هو من مواليد السعودية: ابوه، رفيق الحريري، الذي هو الاخر كان رئيس الحكومة اللبنانية، اقام وأدار هناك شركة بناء كبرى. ونشرت السعودية رعايتها ومولت، فأثرى الحريري، وبعد ان صفي، ورث سبعة ابنائه ماله الطائل. الابن سعد (47)، يحمل مواطنة سعودية الى جانب المواطنة اللبنانية ودخل السياسة رغم أنفه، في اعقاب ضغط مارسته عليه المملكة في الرياض.
لا جدال في أن الاستقالة فرضت عليه من ولي العهد السعودي، في خطوة استهدفت هز ايران، لبنان وحزب الله: النص الذي تلاه امام الكاميرات كتب له، والتباهي الغريب “سنقطع يد الارهاب الايراني” بدا غير مصداق في ضوء حقيقة أنه قبل بضع ساعات من الخطاب التقى في بيروت مع نائب الرئيس الايراني، علي أكبر ولايتي وتحدث عن “حديث طيب ومبتسم”.
عندما قال امين عام حزب الله نصرالله ان السعوديين وضعوا الحريري في الاقامة الجبرية، حرصت الرياض على أن تلتقط صور رئيس الحكومة اللبناني المستقيل مع سلمان ملك السعودية. وعندما اعرب الرئيس اللبناني عن قلقه من ملابسات اعتقاله، صعد الحريري الى طائرة رسمية وارسل الى جولة لقاءات في ابو ظبي والبحرين. في بيروت يصرون على أن هذه “طائرة سجن” تستهدف ضمان الا يفر رئيس الوزراء المستقيل.
في السعودية تنتظره ديون بعشرات ملايين الدولارات إذ ان المملكة أغلقت شركة أبيه بعد 39 سنة من النشاط. ووضع الحريري في جيبه الملايين ولكن مئات العمال يطالبونه برواتب ستة اشهر، والان، بعد أن رفعت حصانته السياسية، يهددون بدعوى قضائية ضده. وأعلن الحريري هذا الاسبوع بانه لا ينوي العودة الى لبنان قريبا “لاسباب امنية” ولكن رئيس الدولة ميشيل عون يصر على رفض الاستقالة ويواصل دعوته لـ “دولة رئيس الوزراء”.
قريبا: إمراة في الحكومة
إذا تجسد حلم الامير بن سلمان، فانه سيصبح قريبا الملك الاصغر في العالم. خطته هي أن يجسد بعد 30 سنة “رؤيا 2030” لتغيير وجه السعودية: تحويل السعودية الى دولة رائدة في العالم العربي، التحرر من اقتصاد النفط، توسيع دوائر العمل، ادخال مستثمرين اجانب، فتح المملكة المحافظة امام السياحة من كل العالم، تغيير صورتها المتصلبة ورفع مستوى مكانة المرأة. وقريبا جدا كما يعد، ستعين إمرأة في منصب وزيرة، ولاول مرة ستفتح دور سينما ومطاعم مختلطة للرجال والنساء.
في اسرائيل لا يردون حاليا على المجريات. فمن نشر هنا الشهر الماضي انباء عن زيارة سرية “لامير سعودي هام قد يكون حتى ولي العهد بن سلمان” – اختطف نفيا قاطعا في وسائل الاعلام السعودية. “ما له ليأتي؟” عجب مصدر أمني اسرائيلي كبير. “اذا كانت حاجة للحديث، هناك طرق، هناك تفاهمات، مثل التفاهم الذي تحقق حول حرية الابحار الاسرائيلي في البحر الاحمر قبيل نقل جزيرتي تيران وسنافير من مصر الى السيادة السعودية.
“هناك توافق في الاراء حول الخطر الايراني، والسعودية حتى اكثر حزما من اسرائيل في هذا الشأن. بالنسبة لنا، السعودية ليست دولة عدو، ولكننا لا نكشف عمق العلاقات مع الدول العربية كي لا نمس بالثقة التي يعطيها الطرف الاخر. اذا كان مكان للكشف، فانه سيكون بموافقتهم فقط”.
ولا ينصدم المصدر الاسرائيلي من اعتقال الكبار. “ففي السعودية لا يوجد نظام ديمقراطي. يوجد أمير شاب يستعد لان يكون الملك التالي، ولديه مخططات اقتصادية وطموحات لـ 70 في المئة من الـ 33 مليون من سكان المملكة – الشباب في سنوات الثلاثين. وهو ملزم بان يجد لهم حلولا، وفي طريقه الى الهدف يقرر تنظيف الميدان من معارضيه. ما هو غير الواضح هنا؟”.
معاريف / هذيان بلباس أكاديمي
معاريف – بقلم آريه الداد – 10/11/2017
اقتبس بضعة صحافيين هذا الاسبوع مقالا بقلم اللواء يوآف فولي مردخاي منسق أعمال الحكومة في المناطق، العقيد ميخائيل ميلشتاين – مستشار الشؤون الفلسطينية في مكتب المنسق والمقدم احتياط يوتام اميتاي – عالم نفسي اجتماعي ومستشار تنظيمي. المقال، الذي يحمل عنوان “غزة الاخرى” قطاع غزة بين الطريق المسدود وبارقة الامل”، نشر في تشرين الاول من هذا العام في نشرة “تقدير استراتيجي” من انتاج معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل أبيب. كل العناوين والتوصيفات هذه تبني مستوى من التوقع لبحث اكاديمي. وبالفعل، فان الوثيقة مكتوبة وفقا لافضل القواعد الاكاديمية. في مقدمته ملخص وفيه وعد: “يعرض المقال الواقع المتشكك في قطاع غزة… القسم الاول من المقال يركز …”، وفي سياق المقال يعرض “مسار التطرف…” وفي قسمه الاخير يشدد على الحاجة الى “بشرى حقيقية…”، وبعد الملخص – مقدمة. وبعدها ثلاثة فصول قصيرة وجدول، وفي النهاية – خلاصة. يرفق بالمقال قائمة 18 مصدر، وهو مزروع بتعابير مثل “يمكن الادعاء”، “هنا يمكن الاقتراح، بالحذر المناسب”، “الادعاء الاساس الذي طرح في المقال”، “نقطة منطلق المقال”. باختصار: مقال اكاديمي – علمي. مع ادعاء، اثبات، واستنتاجات. لفخار الاكاديمية الاسرائيلية.
المشكلة هي في المضمون.
يصف الكُتّاب المحترمون الوضع القاسي في قطاع غزة: فقر وبطالة تحت حكم فاشل لحماس. ليس شيئا لا يقرأ في كل صحيفة يومية. بعد ذلك يبحث المقال في نشوء جيل شاب وغاضب في القطاع، جيل متعلم نسبيا ومحبط، ذي فكر متطرف حتى مقارنة بحماس. ليس شيئا لا يكتبه كل صحفي اجنبي يزور القطاع بعد حديث مع شابين في مقهى. بعد ذلك يبحث المقال في “مسار التطرف” الذي مر به القطاع منذ 1947، رغم تغيير الحكم، من عهد الحكم المصري، عبر الحكم الاسرائيلي، حكم السلطة والان – حماس. من كرب الى كرب.
مسار التطرف ينبيء، برأي الكُتّاب، بما سيحصل في غزة اذا ما حل الجيل الجديد، الغاضب، محل حماس. ويستهدف هذا الفصل توجيه القاريء الفهيم الى الاستنتاج بان علينا أن نحمي حكم حماس من كل ضر، كي لا يكون الحال اسوأ (كم اكثر “تطرفا” يمكن أن يكون؟ داعش؟ يقطعون الرؤوس بدلا من التفجر في باص؟ حماس يمكن “ردعها” وداعش يمكن فقط قتله؟ حسنا من ناحيتي. حماس يمكن اقناعها بالحصول على الف قاتل مقابل جندي واحد وداعش لن يوافق؟ حسنا. فبعد بضع سنوات من حكم منظمة “اكثر تطرفا من حماس” لا بد أن الكُتّاب سيوصون بحماية حكمها كي لا يأتي “حكم أكثر تطرفا”. فهمنا المبدأ العلمي).
وعندها يأتي فصل الخلاصة: التوصيات.
لو كان هذا مقال رأي في صحيفة لكان ممكنا ازاحته بتقدير “هراء هاذ” والتخلص منه. ولكن هذا مقال “اكاديمي”. فالكُتّاب يقترحون على اسرائيل أن تبادر الى نوع من “مشروع مارشل” دولي، يشكل “بشرى حقيقية” للغزيين. والبشرى حسب مردخاي تتضمن “مناطق صناعية متطورة، مجالات سياسية، قنوات مواصلات حديثة وبنى تحتية تلبي احتياجات السكان”. كيف؟ من خلال “استثمارات دولية جدية”. جدية لدرجة انها ستجعل القطاع جنة عدن، وبالتالي، كون كل شيء سيكون جيدا جدا، “لن يتاح لحماس الاعتراض على التغيير او حتى منعه”. هذا ينبغي أن يكون متداخلا بالطبع مع “تقييد التعاظم العسكري لحماس وانتهاء الاشتراط باعادة الاسرى والمفقودين”. حسنا بالتأكيد. فحماس تنتظر فقط مثل هذه الفرصة. في هذه اللحظة لا يزالون يخجلون من أن يقترحوها بأنفسهم.
خسارة أن خيال الكُتّاب انحصر بهذه المواضيع ولم يتضمن رؤيا مستقبلية من الازدهار الثقافي: اوبيرا، باليه، متاحف. سيارة وبركة لكل غزي، تصفية الفوارق والمساواة الاجتماعية، تحول ديمقراطي، حقوق نساء وتعددية دينية، دوائر جامعية لتعليم النوع الاجتماعي، واعادة اعمار الكنس المحروقة في غوش قطيف كنصب تذكارية للسلام والتعايش. خسارة.
نأمل خيرا
اللواء مردخاي وشريكاه (هكذا يكتبون في الاكاديمية) يعرفون جيدا بان المال الذي ستضخه الاسرة الدولية في إطار “مشروع مارشل” الذي يقترحونه – سيصل على الفور الى ايدي حماس. كما أنهم يكتبون ذلك (“صحيح أن من هو كفيل ظاهرا ان يتمتع بالتنمية الهامة لقطاع غزة هو قبل كل شيء حكم حماس”)، ولكنهم يعلقون آمالهم في أن المنظمة الارهابية الاجرامية “ستكون مطالبة بان تتصرف وفقا للاشتراطات الواضحة من الجهات الدولية”. لماذا لم يحصل هذا حتى اليوم؟ هل حتى اليوم “لم يطلبوا” استخدام المال لبناء المستشفيات ومنشآت تطهير المجاري؟ أم أنهم لم ينجحوا في فرض الاستخدام المناسب للمليارات التي ضخت حتى الان الى القطاع؟ لماذا جعل الغزيون الجنة المزدهرة لغوش قطيف التي ابقيت لهم صحراء ومصانع لانتاج الصواريخ؟
للكُتّاب المحترمين جواب بسيط على هذه الاسئلة: ما يفصل بين الجحيم الغزي الحالي وبين هذيانهم الحلو هو “غياب الارادة الطيبة من اصحاب المصالح في المجال”. ها قد وجدنا الحل All We Need Is Love .
وفقط حفظا لكرامة الكُتّاب فاني أُلجم ردود فعلي لجملة الترهات – بلباس اكاديمي هذه. كم من المال ضخ حتى الان الى القطاع من جهات دولية؟ كم منه استخدم ويستخدم لانتاج الاف الصواريخ وحفر الانفاق؟ لماذا برأيهم اذا ما ضخ مال أكثر فانه لن سيستخدم بالضبط لذات الاغراض؟ كيف بالضبط ستطبق الاسرة الدولية مطالبها؟ ولماذا لم ينجح هذا حتى اليوم؟ وماذا اذا اخذت حماس المال وانتجت صواريخ اخرى وطائرات غير المأهولة وحفرت مزيدا من الانفاق، ماذا ستعمل عندها الاسرة الدولية؟ هل ستوقف “مشروع مارشل”؟ تجتث “البشرى الحقيقية”؟ ولكن عندها من شأن الشباب المتعلمين والغاضبين ان يسيطروا على القطاع ويجعلوه اكثر تطرفا من حماس. وماذا سنعمل عندها؟ نأمل خيرا. كُتّاب المقال لا يقترحون شيئا غير ضخ المال لحماس دون أن يقترحوا أي سبيل حقيقي غير أمل عديم الاساس في أن في المستقبل سيكون الحال افضل.
ان الاستخدام التلاعي باصطلاح “مشروع مارشل” هو فقط واحد من مؤشرات التضليل المقصودة من جانب الكُتّاب. لقد كان “مشروع مارشل” مشروعا لاعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. متى؟ بعد أن هُزمت المانيا واستسلمت. ليس قبل. فالامريكيون ليسوا مجانين. لم يضخوا لالمانيا النازية وللبلدان التي احتلوها حتى ولا سنتا واحدا قبل أن ينتصروا ويسيطروا على الارض. ما يقترحه منسق اعمال المناطق هو أن ينقل العالم المال لحماس على أمل أن تصبح فجأة “يد سارة” او “جناحي كرامبو”. لا يعقل كيف أن اناسا يعرفون جدا العرب وحماس، كاللواء مردخاي، ينسون بأن “سبب وجود” حماس هي حربها الاجرامية ضد اسرائيل. لا حاجة بالذات الى هذه المنظمة الارهابية الاسلامية لمعالجة المجاري في غزة. فاذا ما تخلت عن “المقاومة” ستبقى بلا هوية.
شيء غريب جدا يحصل من منسقي الاعمال في المناطق. فهم يبدأون بالتماثل مع زبائنهم. للواء يوآف مردخاي ماض عسكري فاخر: جولاني، ضابط في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، وحدة 504 المجيدة، كلية المخابرات للغة الغربية، درجات علمية اكاديمية. كيف يمكن أن نفهم توصياته بضخ مبالغ مالية هائلة لحماس؟ لعل الوزير يوفال شتاينتس بالغ حين قال عن اللواء مردخاي انه “يتلقى التعليمات من ابو مازن”، ولكن عندما انفجرت قبل بضعة اشهر فضيحة اقرار اضافة 14 الف وحدة سكن لقلقيليا على حساب المناطق ج، على شفا طريق رقم 6، تحدث بضع وزراء في الكابنت إذ قالوا ان منسق الاعمال يضلل الكابنت ويعمل من خلف ظهره.
في كل الاحوال: “غزة الاخرى” توجد حاليا فقط في هذيان كُتّاب المقال. الهذيانات يمكنها أن تكون بريئة وغير ضارة. اما هذيان يتضمن توصية بنقل المليارات لحماس – فهي ليست كذلك.
معاريف / اسرائيل المستفيد الاول من الاحداث بلبنان دون ان تكون متورطة
معاريف – 10/11/2017
في خضم الازمة اللبنانية والسعودية واستقالة الحريري وعدم معرفة مصيره وطبيعة القيود المفروضة عليه في المملكة، تبحث اسرائيل عن مصالحها في تفاصيل الاحداث.
فقد نشرت صحيفة “معاريف” العبرية خبرا قالت فيه ان اسرائيل تتابع عن كثب بكل الوسائل العلنية والسرية المتوفرة لديها الأزمة السياسية الحالية في لبنان، مشيرة ان الفوضى في لبنان تخدم مصالح إسرائيل وتضعف رغبة حزب الله في المبادرة إلى جولة حرب أخرى مع إسرائيل، وتشغل الحزب في ازمة سياسية داخلية، وكل مسعى لتقليص تأثير إيران في المنطقة يخدم المصلحة الإسرائيلية.
واضافت الصحيفة ان لدى إسرائيل 3 أهداف هي الهدوء على الحدود وعدم الاستفزاز من أجل عدم التصعيد وبذل كل مسعى لإضعاف حزب الله، وانه للمرة الأولى منذ 40 عاماً إسرائيل هي المستفيدة الأساسية من الأحداث في لبنان من دون أن تكون متورطة فيها.
وقالت الصحيفة ان السبيل أمام السعودية للرد على حزب الله هو تشغيل خلايا لبنانيين أو أجانب لتنفيذ عمليات ضد أهداف في لبنان.
إسرائيل اليوم / أصحاب السيطرة
إسرائيل اليوم – بقلم اللواء احتياط يعقوب عميدرور – 10/11/2017
وقعت هذا الاسبوع عدة أحداث يبدو ظاهرا ان لا ارتباط فيما بينها، ولكن في نظرة أعمق، تؤكد تواصل العواصف في الشرق الاوسط. فمن جهة واحدة من المنطقة، في لبنان، استقال رئيس الوزراء سعد الحريري بعد أن هرب الى السعودية. وزعم انه فعل ذلك في اللحظة الاخيرة، قبل أن يصفيه حزب الله مثلما صفى أباه. وكان هناك من اتهم السعودية بانها ضغطت عليه ليستقيل. مهما كانت اسباب هذه الخطوة فقد كشفت استقالته واقعا تعرفه اسرائيل ولكنه يحظى بالتجاهل في العالم: حزب الله هو الذي يدير لبنان. رسميا لبنان هو عضو في الامم المتحدة، ولكن يكون من كل ناحية عملية “لا توجد دولة لبنانية”. صحيح انه يوجد دستور لبناني تدار بموجبه ظاهرا، ولكن في المواضيع الهامة ليس القرار في يد الحكومة او البرلمان بل في يد حزب الله.
حزب الله هو التنظيم العسكري الاقوى في لبنان، ولهذا فهو يفرض ارادته على باقي اجزاء السكان ليس هذا فقط بل وله تأثير حقيقي على الجيش اللبناني – الذي يفترض ظاهرا أن يشكل وزنا مضادا له، اما في الواقع اللبناني فلا امل في أن يصطدم هذا مع التنظيم الشيعي.
في هضبة الجولان، في الجانب السوري، سجلت شبه دراما، عندما كان يخيل أن قوات الثوار تهدد القرية الدرزية الحضر في شمالي الجبهة: قرية بقيت موالية للاسد، واغلب الظن بعض من رجالها تعاونوا مع حزب الله ضد اسرائيل. الدروز من الجانب الاسرائيلي من الجدار لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم وهددوا باجتياز الحدود لمساعدة اخوانهم. وحتى في اوساط الدروز داخل اسرائيل سُمعت اصوات مشابهة. وتدخل الجيش الاسرائيلي بحذر وبشكل منع امكانية المذبحة. ولكن المشكلة بقيت بلا جواب لا لبس فيه. فالحدث يشكل تفكير بانه رغم الجهود الروسية للوصول الى وقف النار ورغم ضعف الثوار من خلال الحلف بين الاسد، الايرانيين والروس، فمن تحت ذلك يشتعل الجمر. فالثوار لم يقولوا بعد كلمتهم الاخيرة، ولكن من ناحية استراتيجية حسم مصيرهم على ما يبدو.
آمال كبرى، تحديات كبرى
في السعودية، التي فر اليها رئيس الوزراء اللبناني، يجري صراع عسير من تحت السطح. القليل منه انكشف هذا الاسبوع على الملأ. كان هناك من قدر بان تغيير الاجيال في الاسرة المالكة من جيل ابناء الاب المؤسس الى جيل الاحفاد – لن يمر بهدوء. ويبدو الان بان هذا التقدير يتحقق. فاعتقال الكبير من الاسرة المالكة هو حدث استثنائي يشير الى الاضطراب الداخلي. في الدول الدكتاتورية نشأ مؤخرا تكتيك للتخلص من الخصوم تحت غطاء المعركة ضد الفساد، والحال هو أنه يوجد فساد كثير. دون صلة بالصراع الداخلي، اطلق من اليمن صاروخ نحو مطار الرياض عاصمة السعودية. ويشير هذا الحدث التكتيكي الى مشكلة استراتيجية: السعودية فشلت حتى الان في قتالها ضد الحوثيين وحلفائهم الايرانيين في اليمن. ويؤثر الفشل في اليمن عمليا على أمن المملكة؛ بينما الفشل في سوريا، بعيدا عن حدود السعودية يشكل تذكيرا بالصراع الواسع ضد ايران، والذي يجري حتى الان دون نجاح.
توجد السعودية في مفترق طرق. الآمال في تغيير ايجابي، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان كبيرة للغاية. وفي نفس الوقت فان التحديات التي يفرضها الواقع، في السعودية نفسها وخارجها، تطرح علامات استفهام غير قليلة على قدرة المملكة على الوجود بالشكل الذي اديرت فيها منذ تأسيسها – كحلف بين عائلة سعود والحركة الوهابية المحافظة.
في غزة، لاول مرة بنى الجهاد الاسلامي نفقا وصل الى داخل اسرائيل، انكشف وفجر. وفقد التنظيم عددا من قياداته وهدد بالرد. ولكن هذا لم يأتِ في اثناء الاسبوع الاول للهجوم. الحدث وملحقاته تشير الى أن الهدوء في القطاع لا ينبع من تخلي منظمات الارهاب عن رغبتها في المس باسرائيل؛ بناء القوة مستمر، وفي يوم الأمر ستنطلق المنظمات لتفعيل مخططات اطلاق النار. ومع ذلك في غزة، يتثبت جيدا الفهم بان ثمن المواجهة سيكون عاليا جدا. يدور الحديث عن عنصر هام للغاية في الردع، دون الاستخفاف بالطبع بالضغط المصري وبرغبة حماس في تحقيق اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
هل ستغير الميليشيات الميزان؟
في الاحداث في سوريا وفي غزة يبدو الذراع الطويل لايران. فهي رب البيت في لبنان – كمن يسيطر على حزب الله، وكمن بسبب نشاطها ونواياها فر الحريري الى السعودية. فقد جلبت ميليشيات مسلحة من كل ارجاء العالم الشيعي (اكثر بكثير من عدد المتطوعين الذين قاتلوا في صفوف داعش)، والحريري على ما يبدو فهم بانه بعد أن نجحت ايران، بمساعدة روسية في تثبيت مكانتها في سوريا، فان الصراع الايراني سينتقل الى لبنان. الجهاد الاسلامي هو الاخر اقامته ايران، وان كان مدى سيطرتها عليه اقل من سيطرتها على حزب الله، فهو الاداة الاساس لها في القطاع. حقيقة ان الجهاد امتنع حتى الان عن الرد، رغم الضربة المدوية التي تلقاها، تشير الى قدرة الاكراه لدى حماس وعلى كونها اقوى بكثير من باقي التنظيمات. ولكن حفر النفق نفسه، وحقيقة أن مقطعا منه وصل الى الاراضي الاسرائيلية، تثبت أنه تحت حكم حماس اكتسب الجهاد الاسلامي قدرات لم تكن لديه في الماضي. ومقابل نجاح مصر في فرض ادخال السلطة الفلسطينية الى القطاع كرب بيت مدني، من المهم أن نتذكر هذا ايضا.
من هذه الاحداث تنشأ عدة حقائق تؤثر على المجريات في الشرق الاوسط، الذي يواصل الحراك. صحيح أنه ليس واضحا كيف ستبدو المنطقة بعد بضع سنوات، ولكن معقول الافتراض بان ايران ستبقى القوة الدينامية في المجال. كما انها ستواصل تثبيت قوتها في سوريا، ووفقا لرد اسرائيل سيتضح أي مكانة ستحظى بها هناك، وهل ستنجح في أن تبني في الدولة قواعد لها ولحزب الله.
كما توجد ايضا مسألة نشر الاف رجال الميليشيات، الذين بات وزنهم في سوريا يزداد كلما وجد النظام وحلفاؤه صعوبة في تصفية المعارضة. ولن يكون من المفاجيء اذا انتقل قسم هام من الميليشيات الى لبنان ليغيروا الميزان العسكري حيال اسرائيل وكذا القوة النسبية للطائفة الشيعية في النسيج اللبناني الآخذ في التفتت.
ويوجد سؤال مشوق آخر: هل سينجح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تثبيت مكانته، والتخلص من الجهات المعارضة لتتويجه واحداث التغييرات التي اعلن عنها في السعودية. وستؤثر قدرته في الداخل على قوته في الخارج. فنتائج الصراع بين السعودية – كمن تريد أن تقود العرب السُنة، وبين ايران – زعيمة الشيعة في كل المجال (الان يدها ممدودة ايضا شرقا، الى باكستان وافغانستان، حيث جند جزء من الميليشيات)، ستقرر بقدر كبير مستقبل الشرق الاوسط.
هآرتس / أدلة جديدة في علاقة مشبوهة بين نتياهو ومالك شركة “بيزك” و “واللا” الإخباري
هآرتس – 10/11/2017
كشفت أدلة جديدة في الملف 4000، الذي يدور حول مالك شركة “بيزك” وموقع “واللا”، شاؤول أولوفيتش، وأحد المقربين من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن الأخير كان يملك علاقات “تبادل مع مالك بيزك”، لكنه غير مشتبه رسميًا بعد ولم يُفتح أي تحقيق ضده.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن الأدلة الجديدة التي كُشفت تظهر وجود علاقة بين نتنياهو وأولوفيتش، بموجبها يحصل الأخير على تسهيلات ومناقصات مقابل تغطية داعمة في موقع “واللا”، الذي يعتبر الأكثر انتشارًا في إسرائيل، ويتم تنسيق الأخبار والمواد المنشورة مع الناطق بلسان نتنياهو.
وبحسب الصحيفة، قدم نتنياهو تصريحًا كاذبًا لمراقب الدولة، وأخفى عنه حقيقة علاقة الصداقة التي تجمعه بأولوفيتش، وقام الأخير بإصدار تعليمات لنشر تغطية داعمة لنتنياهو في موقع “واللا”، وبالمقابل حصل على تسهيلات لبيزك بقيمة مئات الملايين.
وقام الموقع واسع الانتشار بنشر الأخبار الداعمة لأسرة نتنياهو فقط وتغاضى عن أخطائهم ورفض انتقادهم، وكذلك قام بالتنسيق مع الناطق بلسان رئيس الحكومة، نير حيفتس، حول أي الأخبار تنشر وبأي صيغة، لا سيما الأخبار المتعلقة بزوجة رئيس الحكومة، سارة.
وبعد ذلك، قام نتنياهو بتعيين المقرب منه، شلومو فيلبر، في منصب مدير عام وزارة الاتصالات، وهي الوزارة التي كان يتولاها نتنياهو في حينه، وفي يومه الأول عقد فليبر لقاءً مع أولوفيتش، وبات فليبر هو المتهم الأساسي في القضية ومن جملة الشبهات الموجهة إليه هو تحوله إلى “وكيل لبيزك”، و”تسريب معلومات لها”، في حين أوصت السلطات بتقديمه للمحاكمة.
وقالت الصحيفة إن التحقيقات في الملف 4000 لم تكشف حتى اليوم عن أسباب استغلال فليبر لمنصبه لصالح شركة بيزك.
وتابعت “تظهر المعلومات أن مقربين من نتنياهو متورطون أيضا”، دون مزيد من التفاصيل.
ولفتت الصحيفة إلى انه “على الرغم من أن سلطة الأوراق المالية الإسرائيلية حصلت على هذه المعلومات منذ عدة أشهر إلا أن رئيس السلطة شموئيل هاوسر وفريقه لم يجروا استجوابا كما أن المدعي العام لم يأمر بفتح تحقيق في هذه القضية”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن سلطة الأوراق المالية الإسرائيلية رفضت التعليق على هذه المعلومات.
هآرتس / صراع السعودية ضد ايران من شأنه – أن يورط اسرائيل في حرب في لبنان
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 10/11/2017
خلال أقل من 24 ساعة، في نهاية الاسبوع الماضي، قامت العائلة المالكة في السعودية بعدة هزات في الشرق الاوسط، التي صعدت معركة السيطرة الاقليمية الجارية مع ايران. المخطط السعودي، أو كان شيء كهذا، لم يتم كشفه بعد. ولكن التطورات رفعت مستوى التوتر في عواصم الدول المجاورة وأدت الى موجة من التوقعات بشأن الخطوات القادمة للسعودية.
في البداية جاء اعلان استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية. في الساعات الاولى تم تبرير استقالته بخوفه من مقامرة لتصفيته من جانب حزب الله بأوامر ايرانية. ولكن كلما مر الوقت فان الامر يبدو وكأنه املاء من الرياض التي لم تكن راضية عن الطريقة التي أجبر فيها الحريري على التعاون السياسي مع حزب الله في الحكومة. جهات في حكومة لبنان ادعت أنه محتجز في الرياض رغم أنفه. أمس أمرت السعودية والكويت مواطنيهما بالمغادرة الفورية للبنان.
بعد بضع ساعات اعلنت السعودية عن عملية اعتقالات واسعة النطاق لأمراء ورجال اعمال بتهمة الفساد. في حين أن الأمراء كان يتم جمعهم في معتقل خمسة نجوم في فندق “ريتس كارنتون” في الرياض، حدثت حادثة جوية غريبة على الحدود الجنوبية للسعودية. في غداة ذلك اليوم تبين أن الأمير الذي كان في الطائرة المروحية حاول الهرب الى خارج حدود المملكة، وتم اسقاط طائرته على أيدي سلاح الجو السعودي. الركاب التسعة وطاقم الطائرة قتلوا. المتمردون الحوثيون في اليمين المدعومين من ايران اطلقوا في هذه الاثناء صاروخ نحو مطار الرياض الذي تم اعتراضه بنجاح من خلال صواريخ امريكية. وردا على ذلك قامت السعودية بفرض حصار بحري وبري على اليمين. ولكن هذه لم تكن التطورات الوحيدة المرتبطة بالسعودية هذا الاسبوع. رئيس الولايات المتحدة ترامب غرد بأقوال داعمة للخطوات التي اتخذها الملك سلمان والرجل القوي في المملكة ولي العهد محمد بن سلمان (صهر ترامب، جارد كوشنر، زار السعودية واسرائيل قبل ايام قليلة من موجة التطهيرات في المملكة)، في اسرائيل، كما جاء في القناة 10، ارسلت وزارة الخارجية لسفاراتها رسائل توافقت تماما مع التفسيرات السعودية لاستقالة الحريري وألقت على ايران كامل المسؤولية عن الازمة في لبنان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سافر في زيارة مستعجلة الى مصر والسعودية. وفي بروكسل ورد نبأ مفاجيء، عن رغبة وفد سعودي رفيع المستوى في الوصول في الاسبوع القادم لاجراء عدة مباحثات حول طرق محاربة الارهاب، والتي دعيت اليها قبل عشرة اشهر.
هل يوجد خط واحد يربط بين كل هذه النقاط – وبينها وبين الازمة المختلقة التي افتعلتها السعودية واتحاد الامارات ومصر مع قطر المارقة في الصيف الماضي؟ هل ترتبط ايضا بعملية المصالحة بين فتح وحماس والتي بدأ تنفيذها في غزة في الاسبوع الماضي، بقيادة القاهرة؟ الحكمة المقبولة في اوساط رجال الاستخبارات والخبراء الاكاديميين تقول إن الامر يتعلق بخطوات استهدفت تثبيت سيطرة ولي العهد محمد بن سلمان تمهيدا لنقل الحكم من والده (82 سنة).
ليس من الواضح أن السعوديين سيكتفون بذلك. العائلة المالكة قريبة بشكل خاص من ادارة ترامب – السعودية هي احدى الدول القليلة اضافة الى اسرائيل التي استقبلت بحماسة فوزه في الانتخابات الرئاسية، في مثل هذا الاسبوع قبل سنة. في السنة الاخيرة يتم نشر تقارير متزايدة في وسائل الاعلام العالمية عن تنسيق سياسي متزايد بين الرياض والقدس، والذي يقترن ايضا بالتعاون الاستخباري. اسرائيل والسعودية تعتبران ايران عدوا مشتركا، وهما محبطتان من عدم قدرة الغرب على مواجهة زيادة نفوذ ايران في المنطقة، التي تسمى “الهلال الشيعي”.
هذه الاحداث المتواصلة والتي بدايتها من الازمة القطرية، تعزز التقدير بأن امامنا عملية سعودية أوسع – محاولة طموحة لانشاء نظام اقليمي جديد. جزء منه هو المصالحة الداخلية الفلسطينية، التي تحتاج الى دعم اقتصادي من السعودية واتحاد الامارات، وهو لا ينتهي عند هذا كما يبدو. في جهاز الامن وفي المستوى السياسي مستعدون للاحتمالية المعقولة وهي أن تقوم ادارة ترامب بطرح وثيقة سياسية جديدة على اسرائيل والسلطة الفلسطينية، في محاولة لتحريك العملية السلمية المتوقفة. عملية كهذه يجب أن تكون منسقة بين واشنطن والرياض.
ولكن من المحتمل أن تكون لطموحات السعودية نتائج اخرى ايضا. عنوان المقال الذي نشره في بداية هذا الاسبوع سفير الولايات المتحدة السابق في اسرائيل، دان شبيرو، في النسخة الانجليزية لصحيفة هآرتس، “سؤال: هل السعودية تدفع اسرائيل الى حرب مع حزب الله وايران؟”. شبيرو الذي كان ايضا مستشارا لبراك اوباما لشؤون الشرق الاوسط يطرح احتمالية أنه ازاء نجاح نظام الاسد في البقاء بعد الحرب الاهلية في سوريا، تريد السعودية نقل ميدان القتال مع الايرانيين من سوريا الى لبنان – ومعنيين بأن تقوم اسرائيل بهذا العمل القذر لصالحهم. هنا يمكن حدوث ردود فعل متسلسلة لهذه الخطوة. وحسب تقدير شبيرو تأمل السعودية بأن استقالة الحريري ستجبر حزب الله على مواجهة تداعيات الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان – والمنظمة الشيعية بدورها يمكن أن تبادر الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل من اجل توحيد الجمهور اللبناني حولها. لقد حذر شبيرو بأنه “يجب على اسرائيل أن لا تكون أداة لعب في أيدي السعودية لادخالها الى مواجهة مبكرة جدا”.
شبيرو ليس الوحيد الذي يطرح سيناريو كهذا. دوف زكهايم، الذي شغل مناصب رفيعة المستوى في البنتاغون في ادارة ريغان وبوش، كتب هذا الاسبوع في مقال نشر في مجلة “فورين بوليسي” عن التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية والامارات واسرائيل، وذكر بأن زيارة كوشنر للرياض كانت هي الثالثة منذ دخول ترامب الى البيت الابيض. وحسب اقواله، على ضوء الربط بين القادة الثلاثة، ترامب ونتنياهو وابن سلمان، فان كل الاحتمالات مفتوحة. “هؤلاء الثلاثة يخططون لشيء ما – وهذا يبدو مخطط من اجل الضغط على ايران”.
اسرائيل كما كتب هنا في السابق، تتصرف الآن في الشرق الاوسط في ظروف حساسة جدا. نجاح معسكر الاسد في الحرب الاهلية وتواجد روسيا المتزايد في سوريا والتأثير الكبير لايران، خلقت وضعا جديدا وغير واضح. وبالذات بسبب ذلك، حسب رأي هيئة الاركان العامة، هناك حاجة الى تحديد قواعد اللعب التي يجب أن تحافظ على حرية عمل اسرائيل العسكرية في الجبهة الشمالية. من هنا كما يبدو، تأتي التقارير الكثيرة عن هجمات سلاح الجو في سوريا. ولكن هذه الظروف ايضا تزيد بصورة دراماتيكية مخاطرة التدهور غير المخطط له، كنتيجة لحادثة معينة تخرج عن السيطرة. اذا كانت السعودية حقا تزيد من اشعال النار بين الطرفين بصورة متعمدة، فهذا سيتحول الى خطر ملموس.
في الجيش الاسرائيلي يتحدثون عن أن كل عملية ترتكز على الاستخبارات الدقيقة والتفكير المعمق، قبل تقديمها للمستوى السياسي للمصادقة عليها. وحتى الآن يبدو أن هذه فترة متوترة، حتى بالمقارنة مع احداث السنوات الماضية، التي تميزت بالتغيرات السريعة التي سيطرت على المنطقة منذ اندلاع الثورات العربية في كانون الاول قبل سبع سنوات.
ليست مؤامرة، بل هراء
نتساريم شتاء 2001: في مكتب قائد الكتيبة في الموقع العسكري الذي يدافع عن المستوطنة المعزولة، يجلس اربعة ضباط من غولاني مع عيون منتفخة اضافة الى ضيف. الانتفاضة الثانية اندلعت قبل بضعة اشهر من ذلك، واللواء يتحمل جزء كبير من عبء القتال في قطاع غزة – الدفاع عن خطوط التماس الطويلة التي تقع تحت الهجوم المتواصل من اطلاق النار، قذائق مدفعية وعبوات ناسفة.
اريئيل شارون الذي كان رئيسا جديدا للحكومة في حينه، كان شخصا يحب المزاح وعلق في الغرفة المجاورة صورة اهود باراك على لوحة تصويب. الصورة كانت مليئة بالثقوب جراء السهام. في ايار السابق انسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان، بعد 18 سنة من معركة دفاعية عقيمة. نفس الضباط كانوا فقط في جبهة القتال ايضا في لبنان، سلسلة غير منتهية من الاحداث الصغيرة والقاتلة في حرب عصابات، التي انتهت بتراجع أحادي الجانب لاسرائيل.
على الاقل في نظر نفسها، تلك كانت مجموعة تم اعدادها للقيام باعمال عظيمة. يوجد فيها قادة لهم تجربة قتالية، قادوا بتميز وبشجاعة الجنود نحو المواجهة. المحادثة تركزت حول قائد أرفع، تورط في شكوى انضباطية، نائب رئيس الاركان بوب كفدان، الذي هو مؤمن كبير بروح الانسان، برأه من كل تهمة بعد بضعة ايام.
بعد مرور 16 سنة أعلن آخر الضباط في تلك الغرفة عن استقالته من الجيش. وهو العميد مردخاي كهانا، ضابط التخزين القتالي الاول، والذي تورط في قضية الحاوية التي احتفظ فيها، حسب الاتهام، ببندقية كلاشينكوف تم أخذها غنيمة، وامور اخرى محظورة. زملاءه في الغرفة ايضا لم يصلوا الى طاولة هيئة الاركان: اثنان اضطرا الى الاستقالة في ظروف انضباطية، وبالنسبة للثالث يبدو أنه لم يتحرر اطلاقا من ظل حادث عملياتي صعب.
في الشبكات الاجتماعية انتشر تفسيران تآمريان للقضية الجديدة، التي كشفت عنها كرميلا منشه في “كان” (هنا). النظريتان مدحوضتان بنفس الدرجة، حسب النظرية الاولى، كهانا وهو إبن شقيق الحاخام مئير كهانا، قام بتخزين سلاح لاهداف سياسية. وحسب النظرية الثانية فان هذه ببساطة سلسلة اخرى من سلسلة التنكيل بالضباط الكبار المتدينين.
في الحادثتين، هذا هراء تام. كهانا الذي كان سيترك الجيش في السنة القادمة، هو ضابط شجاع ومحبوب، والذي حسب الاتهام ارتكب مخالفة صبيانية وغبية. تلك ظهرت كخروج كبير عن الاوامر، الى درجة أنها اجبرت رئيس الاركان غادي آيزنكوت على تسريحه – وكهانا الذي فهم ذلك فضل الاستباق والاستقالة بنفسه. ولكن لهذا الضابط لا توجد أي خلفية سياسية معروفة، والاحتفاظ ببندقية بدون اذن ليس “تخزين سلاح”. ايضا ادعاء التنكيل بالضباط المتدينين مدحوض. من خلال منصبه، كان كهانا مسؤول ايضا عن جهاز الحماية في الحدود، الذي يشمل كتائب مشاة مختلطة يخدم فيها رجال ونساء معا. في السنة الاخيرة اشرف على برنامج لتشجيع تجنيد الشبان المتدينين لوظائف قتالية، الذي اثار ضده غضبا في اوساط الحريديين.
الاسئلة التي ثارت حول القضية مختلفة. وهي تتعلق بالصعوبة التي يواجهها الجيش الاسرائيلي في تثبيت ثقافة ملزمة للانضباط، حتى في اوساط الضباط الكبار. آيزنكوت يبذل جهدا كبيرا للوعظ وتطبيق القانون، لكن مرة تلو الاخرى يستغرب من الامور التافهة التي يتورط بها الضباط. حقيقة أن عدد لا بأس به من الضباط يأتون من اللواء الفاخر الذي تربى فيه هو نفسه وكان قائدا له، هي حقيقة ترمز لشيء ما. لا يوجد خلاف حول الاخلاص والروح القتالية التي تميز غولاني، من تل الفخار ومعارك جبل الشيخ وحتى بنت جبيل والشجاعية. ولكن في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور بالتربيت المستمر على أكتاف المقاتلين، فان آيزنكوت يتجاهل الاحداث الانضباطية المتكررة في الوحدات القتالية – لا توجد طريقة للفصل بين فرض الانضباط في الحياة اليومية وبين الانضباط في القتال، الذي يكلف عدم الخضوع للاوامر حياة الناس.
حسب ادعاء آخر تم طرحه، الجيش الاسرائيلي ينكل عمدا بالضباط الذين اظهروا شجاعة في المعركة، وبهذا فانه يبقي القيادة القتالية مخصية وخائفة دائما وضيقة الأفق. هذا ادعاء تم طرحه للمرة الاولى قبل عقد من الزمن، حول قرار رئيس الاركان في حينه، غابي اشكنازي، الذي أقال عميدين هما تشيكو تمير وعماد فارس بسبب مخالفات انضباطية شديدة. قبل بضع سنوات ادعى الجنرال غرشون هكوهين، الذي تسرح في حينه، أنه في القيادة العليا “يوجد هناك أكثر من اللازم اشخاص متميزين وأقل من اللازم قطاع طرق”. هذه الادعاءات لا تخلو من الاهمية – وفي حالة تمير، يوجد في الجيش من يأسف لابعاده ايضا الآن (آيزنكوت فحص اعادته الى منصب قائد الذراع البري، لكن في نهاية المطاف قرر أن لا). لكن الادعاء السياسي الذي يقول إن الجيش يبعد ضباط مؤهلين ذوي مكانة، ويبقي عمدا فقط المتوسطين، هو ببساطة ادعاء غير مقبول. فرض الانضباط ليس أمرا هامشيا، ويوجد ايضا حدود لتحمل رئيس الاركان، اذا اراد ان يواصل الجيش أداءه كما هو مطلوب.
المصدر / “لماذا يجب أن نقيم دكتاتورية أخرى في المنطقة؟”
وزيرة العدالة الاجتماعية في حكومة نتنياهو: القضية الفلسطينية ليست مشكلة إسرائيل فقط، إنها مشكلة إقليمية.. وعلى العرب أن يساعدونا في إقامة دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء .
المصدر – 10/11/2017
أجرت وزيرة العدالة الاجتماعية في حكومة نتنياهو، غيلا غمليئيل، وهي سياسية من أصول شرقية، مقابلة مع مجلة يهودية دينية، نشرت اليوم الجمعة، عرضت فيها رؤيتها السياسية في القضية الفلسطينية. وقالت إنها تعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية لأنها أراضٍ إسرائيلية – يهودا والسامرة. وهي تقبل حكم ذاتي فلسطيني هناك لا أكثر.
وأضافت أن القضية ليست فقط قضية حق، مشيرة إلى أن اليهود يملكون حقا طبيعيا للبقاء في يهودا والسامرة، إنما هي أيضا قضية أمنية، موضحة أن انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية من أجل إقامة دولة فلسطينية سيشكل خطرًا على دولة إسرائيل.
“هذا ما حدث لنا في لبنان عندما انسحبنا، وكذلك في غزة، المجتمع الدولي لم يحمينا رغم الوعود بوضع قوات دولية على المناطق الحدودية”.
وحين سئلت الوزيرة المقربة من نتنياهو عن بديل لإقامة دولة فلسطينية أجابت: إن كنت هناك ضرورة سياسية لإقامة دولة فلسطينية ولا مفر من ذلك، يجب أن ندرس فكرة إقامتها على أراضٍ عربية، مثل شبه جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية ليست مشكلة إسرائيل فقط إنما مشكلة العرب كذلك ويجب عليهم أن يساعدوا في حلها.
وعن السؤال إن كانت الدول العربية أو الأجنبية ستقبل هذا الحل البديل، أجابت الوزيرة بنعم. وأوضحت الوزير مزايا هذه الفكرة قائلة: هذا الحل سيمكن ربط الدولة الفلسطينية بغزة دون مشكلة، وستمكن إقامة ميناء كبير، وإن احتاجت مصر المساعدة فيمكن دعمها ماليا. وأشارت الوزيرة إلى أن شبه الجزيرة التابعة لمصر نقطة ضعف تعزز فيها تنظيم داعش.
وقالت الوزير إن إسرائيل مستعدة لتساهم في بناء هذه الدولة في الزراعة الصناعة والهايتك. وأوضحت أن إقامة هذه الدولة لا يعني إخلاء الفلسطينيين في الضفة، إنما سيكون أمامهم خياران، إما البقاء تحت الحكم الإسرائيلي في الضفة دون هوية وإما الانتقال إلى دولتهم في سيناء.
وشددت الوزيرة المقربة من نتنياهو على أنها تعارض مبدئيا إقامة دولة فلسطينية قائلة “لماذا نحن بحاجة إلى دولة دكتاتورية أخرى في الشرق الأوسط؟”، وتابعت “إن كان ذلك يعيق إقامة العلاقات مع الدول العربية فيمكن أن ندرس بدائل أخرى غير دولة فلسطينية في الضفة”.
هآرتس / اصرار السعودية على السير في الاتجاه – المعاكس أدى بها الى طريق مسدود
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 10/11/2017
أكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا في الحرب في اليمن منذ اندلاعها في 2014. مليون مواطن تقريبا أصيبوا بمرض الكوليرا. حسب معطيات الامم المتحدة، أكثر من سبعة ملايين مواطن يعانون من الجوع، ومئات الآلاف أصبحوا بلا مأوى. هذه المعطيات الفظيعة التي تبدو شاحبة مقارنة مع المذابح التي تجري في سوريا في السنوات الاخيرة، لا تكفي لاثارة الرأي العام العالمي، أو على الاقل الحكومات في الغرب.
طائرات السعودية واتحاد الامارات القتالية تقوم بقصف تجمعات المتمردين الحوثيين بلا توقف، والتي يعيش فيها ايضا مدنيون أبرياء، لكن هذه حرب تعتبر “حرب مبررة”. لقد تم وضعها في اطار حرب الاخيار ضد الاشرار: السعودية ضد ايران والولايات المتحدة ضد الارهاب. هذه ايضا هي الحرب الاولى منذ الربيع العربي التي تحارب فيها دولة عربية في اراضي دولة عربية اخرى. هذا حدث حتى سوريا لم تنجح في تحقيقه. التطور الجديد هو الحصار البحري والبري الذي فرضته السعودية في هذا الاسبوع على اليمن كرد على اطلاق صاروخ بالستي من الاراضي اليمنية نحو العاصمة الرياض. وهو الصاروخ الذي تم اسقاطه بواسطة نظام الدفاع ضد الصواريخ.
الحرب في اليمن هي الفشل العسكري والسياسي المدوي الأكبر الذي وضعت السعودية نفسها فيه، بعد وقت قصير من تتويج الملك سلمان في كانون الثاني 2015. ومن اجل جلالها، أسست التحالف العربي الذي شاركت فيه مصر والسودان، اللتان تسهمان بنصيبهما في الدوريات على شواطيء اليمن. وقد تولى ادارة التحالف ولي العهد محمد بن سلمان الذي حل محل الامير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد وقائدا للحرب. في غياب بيانات رسمية عن تكلفة الحرب، فان التقدير هو نحو 200 مليون دولار يوميا، تنفقها المملكة على الحرب التي لا تبدو نهايتها في الافق.
المأساة الانسانية في اليمن لا تقلق السعودية وشريكتها الولايات المتحدة، التي تؤيد السعودية بشكل كامل. يبدو أن هذا التأييد مقابل تعهد السعودية بشراء السلاح بقيمة 110 مليارات دولار، الذي وقعت عليه السعودية مع ادارة ترامب. ولكن السلاح الدقيق الذي تشتريه السعودية منذ عشرات السنين وقدرتها العسكرية، لا تنجح في هزيمة الحوثيين الذين تسليحهم، رغم المساعدة الايرانية، اقل بكثير من تسلح السعودية. تفسير ذلك يكمن في ظروف المنطقة وطبيعة القتال التي تحتاج الى الدخول البري الواسع للدولة من اجل حسم المعركة، وهي خطوة تحجم المملكة عن القيام بها حتى الآن.
ليس فقط على الصعيد العسكري تجد السعودية صعوبة في هزيمة الحوثيين، ايضا جهودها لاحياء النظام اليمني برئاسة عبد ربه منصور هادي، الذي يحظى بالاعتراف الدولي، لم تثمر نتائج حقيقية. هادي الذي قواته ونظامه تمثل فقط جنوب الدولة، يدير بقدر، ما يمكن تسمية نشاطه ادارة من العاصمة السعودية الرياض شؤون الدولة بواسطة محادثات هاتفية وبريد الكتروني. هو لا يريد ولا يستطيع العودة في الوقت الحالي الى مدينة عدن، التي يوجد فيها مركز ادارة المحافظات التي لم يتم احتلالها من قبل الحوثيين. تقارير في وسائل الاعلام العربية تقول إن السعودية لا تسمح لهادي بالعودة الى اليمن لأنه هو ووزرائه وعدد من الضباط الكبار يقضون وقتهم في فنادق في الرياض وكأنهم رهائن.
ولي العهد السعودي أعلن مرات كثيرة مؤخرا بأنه يتوق الى انهاء الحرب في اليمن. ولكن حتى الآن لم يطرح خطة مقبولة، رغم الانتقاد الداخلي لطريقة الادارة الفاشلة. محمد بن سلمان يجب عليه ايضا التنافس مع أجندة محمد بن زايد، ولي عهد دبي. بن زايد يعارض اخراج القوات من اليمين ويدفع نحو استمرار الحرب حتى الحسم العسكري. بن زايد يوجد له وزن كبير في اتخاذ القرارات السعودية، ليس فقط بسبب اسهام دولته العسكري في الحرب، بل ايضا لأن له علاقة جيدة مع الادارة الامريكية ومع المصريين، كما أنه ايضا شريك حيوي في فرض العقوبات الاقتصادية على قطر وفي الحرب الشاملة ضد ايران.
عندما يطلب رئيس الجهاز الامني في امارة أبو ظبي، ضاحي خلفان، اقالة الرئيس اليمني، فان هذا يعكس عمق الفجوات في وجهات النظر بين السعودية وحليفتها. ومشكلة وليي العهد هذان هي أن قواتهم لا تستطيع احتلال العاصمة صنعاء. طالما بقيت هذه المدينة تحت سيطرة الحوثيين، ففقط تنازلات سياسية واقتصادية كبيرة، تشمل توزيع جديد في الميزانية وتعيين وزراء وربما رئيس حكومة، يمكنها اقناع المتمردين بنزع سلاحهم.
مقامرة وحشية
ليس فقط رئيس اليمن ممنوع من العودة الى بلاده. منذ هذا الاسبوع يمكنه تبادل الذكريات مع نظيره سعد الحريري، رئيس حكومة لبنان الذي استقال بشكل مفاجيء. منذ يوم الجمعة الماضي هو يوجد في الرياض ولا ينوي تركها. خصومه في لبنان يقولون إن السلطات السعودية لا تسمح له بالعودة الى لبنان، في حين أن مؤيديه يقولون إن وجوده في السعودية هو لاسباب أمنية على خلفية تهديد حياته. هذه ليست المرة الاولى التي يمكث فيها الحريري خارج البلاد بسبب تهديدات ارهابية. في العام 2011 بعد سقوط حكومته تنقل بين باريس والرياض مدة خمس سنوات الى حين عاد الى لبنان. الحريري نفسه قال إنه التقى مع سفراء وشخصيات غربية هامة، لكن حتى الآن لم يقم بنشر أي نبأ رسمي حول اسباب مكوثه هناك. ومتحدثون سعوديون ايضا يملأون افواههم بالماء.
لا شك أن النظام في السعودية، واكثر دقة الامير محمد، هو الذي دفعه الى الاستقالة بهدف جر لبنان الى طريق مسدود وفوضى سياسية، من اجل أن يسحب من ايران وحليفها حزب الله شخص شرعي مثل الحريري. وربما من اجل اثارة الاحتجاج الجماهيري الواسع، للي ذراع حزب الله وايران واجبارهما على رفع ايديهما عن الدولة. هذه عملية دراماتيكية تحول السعودية الى متدخلة بصورة مباشرة وفظة في شؤون لبنان الداخلية (مثلما في اليمن)، وترسم خطوط الجبهة السياسية بين السعودية وايران. ولكن مشكوك فيه أن تنجح هذه المناورة. فحزب الله لا ينوي التنازل عن مواقعه السياسية في لبنان، وايران من شأنها أن توسع تدخلها في الدولة. المقامرة السعودية يمكن أن تبدو فشل آخر مؤلم لسياسة وحشية تعارض بصورة بارزة الاستراتيجية السعودية التقليدية التي اعتمدت على دبلوماسية سرية والكثير من الاموال.
مبالغة في التقدير
إن احصاء مخزون حالات الفشل السعودية لا يمكنه أن يقفز على اضاعة الفرصة التاريخية التي سنحت لها: انشاء علاقة جديدة مع العراق بعد سقوط صدام حسين في 2003. خلال هذه السنوات قاطعت السعودية النظام العراقي، ايضا حتى لو لم تعلن عن ذلك رسميا، واغلقت عدد من المعابر الحدودية ومنعت الرحلات الجوية المباشرة بين العراق والمملكة.
في الوقت الذي سارعت فيه ايران وتركيا الى اقامة علاقات مع النظام العراقي الجديد، وحظيت بفوائد سياسية واقتصادية كبيرة، بقيت السعودية في الهامش. في الشهر الماضي حدث تغير طفيف في سياسة السعودية تجاه العراق، حيث وقعت الدولتان على اتفاقيات تعاون، وانشأتا مجلس للتعاون وتم فتح معبر عرعر البري أمام الحركة. ولكن هذه الخطوات قليلة جدا ومتأخرا جدا، لذلك فهي تعتبر باردة مقارنة مع مكانة ايران القوية في العراق، التي حصلت عليها بشكل سريع بعد وقت قصير من سقوط صدام حسين، سواء كان ذلك بفضل صلة الشيعية مع النظام العراقي، وبالاساس بفضل الاستثمارات التي استثمرتها في البنى التحتية العراقية.
سوريا تختتم سلسلة خسائر السعودية. الحرب في سوريا برهنت على أن السعودية يمكنها، على ابعد تقدير، أن تؤيد وتمول وتسلح مليشيات تحظى برعايتها، لكنها لم تنجح في انشاء تحالف عربي يحارب ضد جيش بشار الاسد، وهي ايضا ليست شريكة ناجعة في الخطوات السياسية التي تتخذها روسيا من اجل تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا والتوصل الى حل سياسي. في هذا الشأن كانت مساهمة السعودية اقامة تحالف للمليشيات التي تم اشراكها في المفاوضات السياسية، لكنه لا يمثل كل المتمردين.
“التحالف السني” الذي أقامه الملك سلمان من اجل محاربة داعش وكبح تأثير ايران، لم يسجل نجاحا حقيقيا وهو يعاني من الانقسام الداخلي، في حين أن تركيا وايران أصبحتا شريكتين في العملية السياسية السورية. وقطر التي فرضت عليها السعودية عقوبات شديدة من اجل التخلي عن ايران، لم تغير سياستها ولم تخضع لاملاء السعودية. ومصر أوضحت أنها لا تعارض استمرار ولاية الاسد (وتركيا ايضا). الحرب ضد داعش ايضا أدارتها قوات كردية وقوات بدعم امريكي في سوريا. في العراق، الجيش العراقي مع مليشيات شيعية وبالتعاون مع الاكراد، كانت القوة الحاسمة في الانتصار.
على خلفية ذلك، الاسئلة المطروحة هي هل مكانة السعودية لا تحظى بالمبالغة في التقدير في الغرب، وهل الشراكة الاستراتيجية معها تستند في الاساس على قدرتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية المخزونة في اراضيها، وليس على قدرتها في التأثير على العمليات السياسية والعسكرية في الشرق الاوسط. جزء من الاجابة سيكون متعلقا بالطريقة التي يدير فيها ولي العهد المملكة. حتى الآن نجح الامير محمد بن سلمان في الاساس في عمليات استعراض قوته وفي موجات الغضب الموجهة ضد خصومه.
المصدر / 100 طائرة و1000 طلعة جوية – إسرائيل تستضيف تمرينا جويا دوليا الأكبر في تاريخها
تستضيف إسرائيل في هذه الأيام تدريبا جويا يضم 1000 جندي من 8 دول، يعد الأكبر في تاريخها والأكبر عالميا لعام 2017. ضابط في سلاح الجو “تمرين ذو أهمية استراتيجية عظيمة لإسرائيل” .
المصدر – 10/11/2017
أنطلق مطلع الأسبوع الجاري، التدريب الجوي الأكبر في العالم لهذا العام، بول فلاغ أو “العلم الأزرق”، في جنوب إسرائيل، ويستغرق لمدة أسبوعين. وخلاله ستحاكي الدول ال8 المشاركة، سيناريوهات حرب جوية بين الدول المشاركة.
ووصف سلاح الجو الإسرائيلي الذي يستضيف التمرين بأنه الأضخم الذي جرى في إسرائيل والأكبر عالميا لهذا العام، مع الذكر أن التمرين يعقد في إسرائيل للمرة الثالثة، وتشارك فيه السنة كل من الولايات المتحدة، وألمانيا، وبولندا، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان والهند.
ويضم التمرين نحو 1000 مقاتل من الدول المختلفة و100 طائرة، معظمها مقاتلات من طراز “تورنادو” الإيطالي، و “يوروفايتر” الألماني، و “ميراج” الفرنسي، وال F15وال F16 الأمريكي والإسرائيلي. ويحضر التمرين مندوبين عن جيوش أجنبية أخرى مثل بريطانيا والنمسا للمراقبة وتجهيز جيوشهم للمشاركة في السنوات القادمة في التمرين الذي يعقد مرة كل سنتين.
وحسب سلاح الجو الإسرائيلي، سيلغ عدد الطلعات الجوية في التمرين أكثر من 1000. وضمن السيناريوهات الحربية التي يتدرب عليها الجيوش كيفية التهرب من منظومات الدفاعات الجوية وقصفها، وإنزال قنابل، ومواجهة طائرات دون طيار وبعد. وقد خصص الجيش الإسرائيلي قوات أرضية وجوية للقيام بدور العدو.
ووصف طيارون إسرائيليين يشاركون في التمرين، للإعلام الإسرائيلي، إنه حدث دولي ذو أهمية سياسية استراتيجية لإسرائيل. وهو المكان للتعرف على القدرات الحقيقة لسلاح الجو. وقال أحدهم “إنها تجربة مثرية للغاية. فنحن نقاتل حربا ضد طائرات ألمانية وأمريكية ونتعرف على قدراتنا الحقيقية، محاولين أن لا نكشف كل ما نعرفه”.
وأوضح ضابط آخر أن التمرين يدل على قوة إسرائيل في المنطقة لكنه لا يعني أن الدول المشاركة في التمرين تشكل ائتلافا ما في حال نشوب حرب في المنطقة. وشدد على أن الجيوش المشاركة تعد جيوشا رئيسية في العالم وجاءت لتتدرب على مواجهة الإرهاب والطائرات دون طيار.
وضمن السيناريوهات الحربية التي يتدرب عليها الجيوش كيفية التهرب من الرادرات الأرضية وقصفها، وإنزال قنابل، ومواجهة طائرات دون طيار وبعد. وقد خصص الجيش الإسرائيلي قوات أرضية وجوية للقيام بدور العدو.
وقال طيار ألماني تحدث مع الإعلام الأجنبي إن التمرين مفيد للغاية ويمكن التعلم منه الكثير، خاصة المقارنة بين طائرات حربية غير طائراتنا مثل ال F15 وأضاف “يشرفني أن أتمرن إلى جانب سلاح الطيران الإسرائيلي”.
هآرتس / المتطرفون من الطرفين
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 10/11/2017
“الطرفان في بورما يرتكبان جرائم حرب”. هكذا علل نائب القنصل الاسرائيلي في نيويورك، أمير سجي، التقارير عن نقل اسرائيل السلاح الى جيش بورما، حين نفذ هذا تطهيرا عرقيا على أبناء الروهينجا. في خطاب ما كان ليخجل طفلا في الروضة شرح سجي لحاخامين امريكيين، احتجوا على العلاقات التجارية العسكرية بين الدولتين بان “الوضع الحالي بدأ بعد أن هاجم المسلمون مواقع لجيش بورما”. وعلى حد قوله، فقد تبنت اسرائيل “سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبورما أو أي دولة اخرى”. “عدم التدخل” هي سياسة غامضة يمكن ان تشكل مبررا لمواصلة بيع السلاح لبورما، وبنفس الوقت بيع السلاح ايضا لـ “المتطرفين من الطرفين”.
أما الادعاءات عن تدخل اسرائيل في المذبحة نفسها فقد ردها سجي واتهم – كالمعتاد – وسائل الاعلام، التي تعرض اسرائيل “كالدولة الاسوأ في العالم”. ولكن اذا كانت اسرائيل تبيع السلاح لبورما، فكيف أنها لا تشارك في التطهير العرقي؟
في الشهر الماضي أصدرت محكمة العدل العليا قرارها في التماس رفعته منظمات حقوق الانسان ضد بيع السلاح لبورما، ولكن هذا بقي سريا في أعقاب فرض أمر حظر نشر. اذا كانت الدولة، باقرار محكمة العدل العليا، تخفي عن ناظر الجمهور الحقيقة، فلا يتبقى للجمهور الا ان يعتمد على وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان.
وبالتوازي، هدد رئيس بلدية بئر السبع، روفيك دانيلوفيتش هذا الاسبوع جمعية منتدى التعايش في النقب، التي تهدد باجراء نقاش في ملجأ بلدي في الاسبوع القادم عن صناعة السلاح الاسرائيلية ومبيعاتها في العالم، لمنعها من استخدام الملجأ. يستخدم دانيلوفيتش ذريعة فنية، ولكنها تحركها الرغبة في كم الافواه. “النية هي لاجراء نقاش يتضمن تشهيرا بدولة اسرائيل، قيمها وصورتها”، هكذا اتهم الجمعية، وهكذا أدخلها ايضا في تصنيف “المتطرفين من الطرفين”. اذا كان لدانيلوفيتش اهتمام حقيقي بقيم الدولة، فبدلا من اختلاق ذرائع هزيلة لادعاءات عديمة الاساس ضد “الرسول”، من الافضل له أن يأتي بنفسه الى نقاش منتدى التعايش، يطلع على الحقائق المعيبة عن صفقات السلاح الاسرائيلية مع اسوأ الانظمة، وينضم الى الكفاح الحقيقي في سبيل صورة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى