ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 8– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– الشاهد الملكي غنور ادعى في تحقيقه: “مولخو كان يفترض أن يعالج الصفقة مع الالمان”.
– شمرون: ليس صحيحا، لا اتفاق كهذا.
– مندلبليت: مشاريع قانون رفعت رغم معارضتي.
– المأساة التي لا تنتهي – 14 سنة على بديل الحليب الفاسد لشركة رماديا.
– ترامب يحتفل بسنة على انتصاره في الانتخابات.
– ثورة المعلومات الحكومية: تدشين موقع حكومي للمعلومات يسمح بالوصول بسهولة وراحة اليها.
– المشتكية من جامعة تل ابيب تنكشف بشجاعة: “هو من يجب أن يكون في السجن وليس أنا”.
معاريف/الاسبوع:
– سفير اسرائيل في الولايات المتحدة يدلي بشهادته في قضية الهدايا.
– مشكلة الصندوق القومي ودفعاته للحكومة.
– نتنياهو: مأساة تصريح بلفور هي أنه استغرق 30 سنة لتنفيذه.
– بريطانيا رفضت نقل المال للجيش الاسرائيلي لمعالجة جرحى الحرب في سوريا.
– المعلمون يهددون باضراب جهاز التعليم يوم الاحد.
هآرتس:
– تحقيق الغواصات: مولخو يُقر بأنه التقى مع الشاهد الملكي غنور.
– امرأتان تشهدان أمام “هآرتس” باغتصاب اليكس جلعاد لهما.
– تعليل اسرائيل لتسليح بورما رغم التطهير العرقي: الطرفان ارتكبا جرائم حرب.
– السلطة لحماس: المعابر لن تعمل كما ينبغي اذا لم نسيطر أمنيا على كل غزة.
– تطورات قضية الغواصات: مولخو لم ينف لقائه بالشاهد الملكي غنور.
اسرائيل اليوم:
– المسؤولة في السلطة الحكومية: نشيطة بارزة ضد الدولة.
– ضد الدولة ولكن ليس ضد الراتب.
– القدس: سكان شرقي المدينة يستيقظون استعدادا للانتخابات.
– ملف 3000: يوم التحقيقات الثالث لشمرون ومولخو.
– كادت تقع مصيبة حين مرت طائرة في مسار انزال للجنود.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 8– 11 – 2017
هآرتس / السلطة لحماس: المعابر لن تعمل كما ينبغي اذا لم نسيطر أمنيا على كل غزة
هآرتس – بقلم جاكي خوري – 8/11/2017
بعد اسبوع من اعلان السلطة الفلسطينية تلقيها المسؤولية عن المعابر في قطاع غزة، علقت حماس وفتح في خلاف حول ادارة المعابر في القطاع.
وكانت الحكومة الفلسطينية التي اجتمعت في جلستها الاسبوعية أمس أعلنت بانها لا يمكنها أن تضمن التشغيل السليم للمعابر دون تلقي المسؤولية الامنية الجارية على قطاع غزة. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله الفصائل الفلسطينية التي ستجتمع في القاهرة في 12 من هذا الشهر للبحث في هذه المسألة للوصول الى صيغة متفق عليها بين كل الاطراف.
واستقبلت تصريحات الحمدالله بغضب في أوساط سكان غزة من رجال حماس ممن ادعوا بان تشغيل المعابر يجب أن يكون فوريا وان كل تأخير في تشغيل معبر رفح، الذي عمل بشكل جزئي فقط منذ صعود حماس الى الحكم، يشكل ضررا شديدا لسكان القطاع.
في بيان نشره اياد البزم، الناطق بلسان وزارة الخارجية في غزة والذي ينتمي لحماس جاء ان تصريحات الحمدالله غريبة لان حماس سلمت السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن كل المعابر وان رجالها تركوا كل مواقعهم هنا. وحسب البزم، فقد اتفقت الفصائل على أن يصل وفد أمني من السلطة الى القطاع للقاء رجال أمن حماس من أجل فحص ترتيب مسألة الامن الجاري، ولكن هذا الوفد لم يصل بعد.
اليوم، لا يوجد تواجد فعلي لرجال حماس في المعابر. فالموظفون ورجال الامن في الطرف الفلسطيني من معبر رفح تركوا مواقعهم بناء على طلب السلطة، وحل موقعان قرب المعابر الى اسرائيل: حاجز 44 قرب معبر ايرز، حيث كان رجال حماس يجرون تفتيشات أمنية ويجبون الضرائب ويحققون مع الداخلين الى اسرائيل، وموقع مشابه قرب معبر كرم سالم.
مسألة اخرى بقيت موضع خلاف هي تطبيق نموذج تؤيده السلطة يتم بموجبه تشغيل معبر رفح من مراقبين اوروبيين مثلما كان متبعا حتى صعود حماس الى الحكم في 2007. في حينه كان المراقبون يتابعون سير العمل في المعبر ويمنعون دخول محافل معادية، وكان لاسرائيل حق الفيتو على الاجانب ممن يريدون الدخول الى القطاع عبر معبر رفح.
في حماس يرفضون النموذج ويدعون بان اعطاء فيتو لاسرائيل على هوية الوافدين الى القطاع هو انبطاح لا يمكن التسليم به.
كما يتوقعون في حماس ان تبقي السلطة في جهاز المعابر بعض من رجالها. وشرحت أوساط حماس بان أكثر من 750 موظف، من رجال ادارة وأمن عملوا في المعابر وانه لا يوجد ما يدعو الى اعفاء الجميع. وقال المسؤول الكبير في حماس د. موسى ابو مرزوق ان “اتفاق القاهرة مبني على الشراكة والتعاون ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة”.
هذا وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى أول امس زيارة خاطفة الى السعودية، حيث التقى الملك سلمان. وضم الوفد الفلسطيني مسؤولين عن مسيرة المصالحة بين فتح وحماس، بمن فيهم رئيس المخابرات ماجد فرج، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ومدير المعابر عن السلطة نظمي مهنا.
يديعوت / العلاقات اليهودية العربية – المساواة، ولكن ليس للجميع
يديعوت – بقلم أفيعاد كلاينبرغ – 8/11/2017
نشر المعهد الاسرائيلي للديمقراطية مؤخرا تقريرا عن العلاقات اليهودية – العربية في اسرائيل تحت عنوان “شراكة محدودة الضمان”. ينبغي لهذا التقدير أن يقلقنا جميعنا. فما يفيد به هو أن اجزاء واسعة من الاغلبية اليهودية في اسرائيل لا تؤمن بمساواة الحقوق. وتتضح هذه الظاهرة على نحو خاص في اوساط المجموعة الاكبر في اسرائيل، من اليمينيين (الاصوليين، المتدينين القوميين والعلمانيين اليمينيين)، نحو 40 في المئة من المستطلعين (معظمهم من أهل اليمين) يعتقدون بان على اليهود ان يتمتعوا بحقوق زائدة في الدولة. نحو 41 في المئة (بنفس التركيبة) يعتقدون بانه لا يجب السماح للعرب بشراء الاراضي الا في البلدات العربية. ويعتقد 25 في المئة بانه لا يجب السماح لهم بشراء الاراضي على الاطلاق. ويعتقد نحو 51.5 في المئة بان من الافضل ان يعيش اليهود والعرب بشكل منفصل. اغلبية اليهود (نحو 66 في المئة) يعارضون ضم احزاب عربية (من اين نوع) للحكومة أو تعيين وزراء عرب. أغلبية اليهود (68 في المئة) يعتقدون بانه لا يمكن للانسان ان يشعر فلسطينيا وان يكون في نفس الوقت مواطنا مواليا للدولة. اغلبية اليهود (52.5 في المئة) يعتقدون بان العرب مواطني الدولة معنيون بتصفية الدولة. 58 في المئة (!) من المشاركين اليهود في الاستطلاع يعتقدون بانه يجب سحب المواطنة ممن هو غير مستعد لان يصرح بان اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. وبمراعاة حقيقة أن اغلبية المستطلعين العرب (67 في المئة) يعتقدون بان ليس لدولة اسرائيل الحق في تعريف نفسها كالدولة القومية للشعب اليهودي (بخلاف دولة كل مواطنيها التي يعترفون بها) – فان امكانية التفجر واضحة.
لا أعتقد بان العلاقة بين اليهود والعرب تنبع من العنصرية الصرفة، رغم ان العنصرية موجودة في المجتمع اليهودي (وفي العربي العربي، بقدر ما). فالتوتر بين اليهود والعرب في اسرائيل ينبع قبل كل شيء من النزاع القومي، الذي تستخدمه جهات اخرى في صالحها. معقول الافتراض مثلا بانه لولا النزاع لكان الجمهور التقليدي أقل انصاتا للافكار العنصرية التي تقدم نفسها كتقاليد اسرائيل – مثلما تتجاهل بقدر كبير المحاولة لتوجيه هذه الافكار تجاه المسيحيين مثلا. معقول الافتراض بانه لو كان الامر يتعلق بالتوتر بين الاغلبية والاقلية، دون النزاع العنيف بين اسرائيل والعرب ودون الصراع بين الغرب والاسلام المتطرف بالمعنى الواسع، لكانت المواقف أكثر اعتدالا. كما أن القيادة السياسية العربية، التي يبدو أنها أكثر تطرفا من جمهور ناخبها، تساهم في التوتر.
ولكن كل هذه المفاهيم لا يجب أن تواسينا. فالجمهور الاسرائيلي لا يكتي المطالبة بفرض “تفتيش أمني” اكثر تشددا على العرب. فهو يرى بعرب اسرائيل كقطاع مغروس غريب (ويا لها من مفارقة اذا اخذنا بالاعتبار بانهم هم اياهم السكان المحليون الاصليون وليسوا طائفة من المهاجرين)، أقلية يحتملون وجودها على نحو اضطراري. وتجد الامور تعبيرها بالاحساس في اوساط اليهود بان عرب اسرائيل معنيون بتصفية الدولة (الموقف الذي لا صدى له في اوساط المشاركين العرب في الاستطلاع) وكذا في احساسهم بانه لا توجد شرعية لمواطني اسرائيل الا يروا في انفسهم جزء من المشروع الصهيوني (أي، الاعتراف بالشرعية السياسية للدولة – مثلما تفعل أغلبيتهم الساحقة – ولكن ليس بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي). من هو عربي وليس مستعدا لان يقبل هذا التعريف (فلليهود الاصوليين مثلا مسموح رفضه) يجب أن يعاقب بسحب مواطنته، أي بسحب كل حقوق المواطنة لديه. كما أن الفكرة التي تقول ان السبيل الوحيد للعربي ليكون مواطنا مواليا هو رفض هويته الفلسطينية تعد رفضا لمبدأ الهوية القومية المزدوجة في اطار الولاء للدولة، والتي سمحت، ولا تزال تسمح، لليهود في كل العالم بان يشعروا بانهم مواطنون موالون لبلدانهم وابناء موالون لشعبهم.
ان العناصر المشابهة للابرتهايد الناشئة عن مواقف المشاركين في الاستطلاع (طلب الفصل، منع شراء الاراضي، طلب منح الحقوق الزائدة لليهود، عدم الاهتمام بلغة وثقافية العرب، معارضة وجود وزراء عرب في الحكومة) هي الاعراض لمرض تتبناه الثقافة الاسرائيلية كلها باسم الصراع القومي – رفض مبدأ المساواة، المبدأ الذي بدونه لا توجد ديمقراطية ولا حقوق انسان. والهجوم على مبدأ المساواة هو تعبير عن نزعة القومية المتطرفة التي تضرب جذورها في الثقافة الدينية (“انت اخترتنا”)، الثقافة السياسية (العالم كله ضدنا، نحن نوجد في خطر التصفية الدائم)، وثمارها تنبت في كل موقع وموقع. هذه الثمار سامة. من اللحظة التي يتقرر فيها أن المساواة ليست قيمة، لن يبقى التمييز في مجال واحد فقط. فهو سيتسلل الى كل مكان ومكان – تجاه كل من لا ترغب الاغلبية في خيره. ان الموقف المعادي والتمييزي تجاه العرب هو البداية. والتتمة ستأتي.
هآرتس / متجر للجثث
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 8/11/2017
بضاعة ثمينة وقعت في أيدي اسرائيل في اعقاب تفجير النفق في غزة. خمس جثث لنشطاء الجهاد الاسلامي توجد الآن على الرفوف، محفوظة بأكياس بلاستيكية، سيتم استخدامها كورقة مساومة في المفاوضات على اعادة جثث الجنود الاسرائيليين. جثث مقابل جثث، قالت اسرائيل، أسرى وجثث مقابل جثث، قالت التنظيمات في غزة.
الجثث كما هو معروف لا يوجد لها موعد انتهاء صلاحية. قيمتها في رمزيتها،ولها أهمية حقيقية فقط في نظر الاهالي وأبناء العائلة الذين فقدوا أبناءهم. ولكن كون الجثث ورقة مساومة يحولها الى ذخر وطني، الذي بناء عليه تقاس قيمة كل طرف. هذه منافسة فظيعة، في اطارها يتم فحص من هو الطرف الذي الجثث أكثر اهمية في نظره. اذا ارادت اسرائيل الظهور كدولة أكثر اخلاقية وتهتم بشهدائها مثل الجنود الاحياء فهي ستضطر الى “الخسارة” في المساومة مع التنظيمات الارهابية. واذا ارادت “الربح” في المنافسة فسيكون عليها الاعتراف بأنها ليست متسرعة، وتبادل الجثث سيكون فقط حسب شروطها، حتى لو كان عليها الانتظار الى نهاية العام.
الحقيقة هي أنه لا يوجد أي اساس انساني واخلاقي أو قيمي لهذه التجارة الفظيعة. الطرفان يجب عليهما اعادة الجثث التي توجد لديهما، وليس أن يحملوها اختبارات الترف. التعقيد يبدأ عندما ترفع التنظيمات الفلسطينية الثمن وتطلب مخربين احياء ايضا. افتراضهم هو أنه توجد لاسرائيل حساسية اخلاقية أعلى، لهذا فهي توجد في حالة ضغط أكبر.
دولة سليمة كانت ستتفاخر بهذه الصفقة، وكانت ستعمل على الحفاظ على صفة كهذه. ولكن اسرائيل لا ترى أمام ناظريها ألم العائلات أو الرمزية الكامنة في اعادة جثث الجنود، وهي تتمسك بالمبدأ الذي يمنع الخضوع للارهاب أو اجراء مفاوضات مع التنظيمات الارهابية. رغم أن المبدأين تم اختراقهما في السابق. فاسرائيل قامت باجراء مفاوضات مع تنظيمات ارهابية ومع حزب الله من اجل اعادة جثث جنودها، أو الجنود الاحياء. كما أنها قامت باطلاق سراح آلاف الأسرى في صفقات التبادل هذه. عدد من هؤلاء الأسرى عادوا للعمل في الارهاب، ولكن ايضا بدونهم فان صفوف التنظيمات كانت ستكون مليئة بـ “المخربين المحبطين” والمخربين اليائسين”، واثناء وجودهم في السجن ايضا لم تتوقف العمليات.
اسرائيل ليست لاعبة جديدة في ملعب الجثث. ففي شهر تموز أجبرت محكمة العدل العليا الدولة على اعادة جثث المخربين الذين نفذوا عمليات قاتلة في منطقة الحرم لعائلاتهم. التبرير كان اجرائي كما يبدو: لا توجد للشرطة صلاحية قانونية للاحتفاظ بالجثث واشتراط اعادتها بالموافقة على ترتيبات الجنازات. في استئناف آخر متعلق باعادة جثث مخربين (في ايلول) تساءل القاضي، اسحق دنسيغر، “هل من الصحيح أن دولتنا، الدولة اليهودية والديمقراطية، تتفاخر بأنها تعمل بناء على قيم اخلاقية وتتصرف بهذه الطريقة في موضوع اعادة جثث المخربين؟”. قيم اخلاقية؟ ليس عندما يديرون منافسة ليّ الاذرع مع حماس والجهاد الاسلامي، حيث أن شرف الدولة وليس أخلاقها، يقف هنا في الاختبار. العزة والاخلاق هي مثل الماء والزيت. ومحاولة المزج بينهما محكوم عليها بالفشل مسبقا.
يمكن فقط التساؤل ماذا كانت اسرائيل ستفعل لو لم تكن في أيديها الجثث الخمسة من اجل المساومة؟ هل كانت ستكون مستعدة لاطلاق سراح الاسرى مقابل جثث الجنود؟ اذا كان الجواب نعم فليس في الاحتفاظ بالجثث ما من شأنه أن يغير الوضع، وعلى اسرائيل اجراء المفاوضات على العدد. هل في المقابل هي مستعدة للاعلان أنها تتنازل عن المفاوضات وعن جثث الجنود لأنها غير مستعدة لاطلاق سراح أسرى؟ اذا كان الامر كذلك فيجب عليها الاعلان من الآن أنه ليس هناك ولن تكون مفاوضات مستقبلا. لذلك ستقوم باعادة جثث المخربين الى عائلاتهم. لأنه بدون أسرى أحياء ليس للجثث قيمة تجارية. وكل احتمال آخر هو مناقض للمنطق والاخلاق.
هآرتس / في المرحلة السياسية له فان اهود باراك ثرثار
هآرتس – بقلم روغل الفر – 8/11/2017
اهود باراك هو شخص غير منتخب. الجمهور الذي يؤيد نتنياهو – الذي يحاول باراك تغيير رأيه بنتنياهو من خلال نقاشاته في تويتر والافلام القصيرة والمقابلات الصحافية، لا يحترم رأيه ولا يثق به. “لدي رغبة كبيرة في أن يستيقظ الجمهور”، قال باراك. ولكن رغبته هذه لم يستجب لها رغم جهوده المحمومة التي لا تتوقف، والتي انجازها البارز هو تحويله الى كيس للكمات في نكات نتنياهو، الذي يستمتع بوصفه كعدو وهمي من السهل الاستهزاء به. “حسب رأيي، مواطنو الدولة ليسوا اغبياء”، اضاف باراك تملقه للجمهور دون الانتباه الى أنه اذا كانوا غير اغبياء فان جزء من عدم غبائهم تم التعبير عنه من خلال عدم ثقتهم به كزعيم. من هنا، فبقلة غبائهم لا يسمعون ثرثرته الحالية.
للأسف، في مرحلته السياسية الحالية، فان باراك هو في الاساس ثرثار. وإلا لماذا يعتقد أن مواطني الدولة ليسوا اغبياء؟ بهذا فانه مقتنع بأنهم يرون الصورة التي يراها. وما الذي يراه؟ “نحن نعرف من أين هو معروف لنا”، وقد اشار بذلك الى ازدياد عدد مقربي رئيس الحكومة الذين يتم التحقيق معهم. هذا مأخوذ من فيلم “العراب”! ليس واضحا كم من الجمهور يعرف “العراب”، ولكن من الواضح أن باراك ببساطة يثرثر. ليس فقط أنه لا توجد أي صلة بين “العراب” وبين قضايا نتنياهو، كما أنه لا توجد أي صلة بين باراك و”العراب” (وكذلك بين باراك والجمهور). حسب باراك، ايضا في “العراب” كان هناك “صعوبة كبيرة في تقديم رؤساء الهرم للمحاكمة”. وفي نهاية المطاف قاموا بارسالهم الى السجن بتهم السجائر والشمبانيا، والمافيا انهارت. من الافضل لباراك أن يشاهد فيلم “العراب”. ليس هذا ما يتناوله الفيلم، حقا ليس هذا، لكن باراك لم ينه الثرثرة عن المافيا. “في المافيا يوجد شيء اسمه اومارتا”. وتفسير ذلك “رمز الصمت”.
من الصعب تصديق أن المواطنين غير الاغبياء واصلوا الاستماع اليه في هذه المرحلة (“العراب”؟ اومارتا؟ ما الذي يثرثر به؟ لماذا لا يدخل الى لب الموضوع مباشرة؟). ولكن من واصلوا الاستماع حظوا بسماع الدرة التالية: “في الولايات المتحدة كسروا اومارتا (الصمت)، واذا كسروا الصمت عندها يتبين أن كل شيء ليس سهلا. يتحركون الى الأمام في كل الامور. وتتضح الامور ويصلون الى النهاية”. تخيلوا الآن أن الاقوال تقال بتصميم كبير وصلاحية كبيرة مع الكثير من تلويح اليد في الهواء. مسرحية حزينة.
لأن نتنياهو يستخدم باراك كعدو – وهمي، ايضا التلفزيون يتعامل معه كذلك. أمس سئل عن آفي غباي. في كل مرة يجلس فيها باراك في الاستوديو، فهو يأخذ مكان غباي. وبدلا من أن يقوم غباي، العدو السياسي الحقيقي لنتنياهو، ويرد على استدعاء مولخو للتحقيق، فان باراك هو الذي يقوم بذلك. جمله كثيرة وملتوية ومتشعبة ويتم قولها بسرعة الواحدة تلو الاخرى، ويقومون ببلعها مثل المعكرونة. إنه مثل المتقاعدين الذين يرفضون التوقف، وليس لطيفا القول لهم كفى.
هآرتس / ثورة اكتوبر، المصيبة والأمل
هآرتس – بقلم دمتري تشومسكي – 8/11/2017
في نهاية سنوات جيل بعد انحلال الاتحاد السوفياتي، يوجد تحت تصرفنا منظور تاريخي كاف كي ندعي بان الثورة البلشفية في روسيا – التي تكتمل اليوم 100 سنة على رزنامتها الغريغوريانية – قد تكون ولدت أعظم المصائب الاخلاقية للقرن السابق، والتي تواصل اعطاء الصدى في هذه الايام ايضا.
“ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبرى” (كاسمها السوفياتي) لم تكن فعل أيدي حفنة متآمرين متعطشين للدم وطموحين للحكم، مثلما اعتقد المؤرخون الغربيون ذات مرة، ممن كانوا مجندين ايديولوجيا لقضية “الحرب الباردة”. لقد كان دافيد بن غوريون محقا، وهو ذو الحس التاريخي الدائم، حين قال انه “وان كانت الكثير من مظاهرها (ثورة اكتوبر) أثارت فينا الفزع”، فانها كانت “الفعل المخلص الاكبر للشعب الذي يريد الى السلام والى الارض”، شعب “كان مئات السنين مداس للقياصرة والنبلاء والموظفين”، والذي وجد نفسه أخيرا “يقاد كالقطيع الى الذبح (المقصود الحرب العالمية الاولى)، دون أن يعرف من أجل ماذا”.
ولكن سرعان ما انفتحت هوة بين الفكرة والرؤيا من جهة وبين الحياة والواقع من جهة اخرى. “فالدولة الاشتراكية الاولى في المعمورة” التي جلبت الى العالم بشرى المساواة والعدل، ووعدت بوضع حد لاستغلال الانسان للانسان والشعب للشعب، ضحت على مذبح الثورة الملايين من مواطنيها في اعمال الكد في المزارع وفي الاعدامات الجماهيرية. فقد اقتلعت وهجرت شعوبا بأكملها وأقامت عمليا حكما مطلقا جديدا للحزب الشيوعي، الذي حل محل القياصرة والنبلاء في قمع الجماهير – وكل هذا باسم قيم الانسانية والتنور. من هنا كانت الطرق قصيرة نحو فقدان الثقة بهذه القيم من جانب مواطني الاتحاد السوفياتي – المسيرة التي تعمقت كلما واصل السوفيات تمجيد تلك القيم، بينما كانوا يدوسون بقدم فظة حقوق الانسان، المواطن والقومية.
لقد بلغ افلاس أسس الاخلاق المدنية والسياسية الذروة في النظام الشيوعي في أواخر ايامه. وكان جورج اورويل جعل لنفسه الحياة سهلة في كتابه “1984” حين وصف آلة الدعاية لدى الحكم الشمولي مثل النظام الشيوعي، كآلة تعمل عن طريق القلب المباشر والتبسيطي للقيم مثل جعل الحرب هي السلام والجهل هو القوة. اما الحقيقة فهي أن اجيالا من المواطنين السوفيات، بما في ذلك الجيل السوفياتي الاخير تربى على الادب والفن الذي حتى اليوم يمكن أن نرى فيه مثالا وقدوة للتعليم على مباديء عليا. كتب، قصائد وافلام سوفياتية، ولا سيما تلك المخصصة للاطفال والفتيان، مجدت المساعدة للغير، التضحية الذاتية من أجل الشعب والعالم، ونددت بالانانية، الانعزالية والعنصرية.
ولكن، في الحياة اليومية، وعلى خلفية المراتبية الاقتصادية، الاجتماعية – السياسية، والعرقية – القومية التي ثبتها النظام السوفياتي بين مواطني الدولة – سادت قيم أخلاقية معاكسة: داروينية اقتصادية، عدم مبالاة مدنية وآراء مسبقة عنصرية. وهكذا، بسبب الفجوة بين القيم والواقع، فان مفاهيم كالمساواة والعدل، كرامة الانسان بصفته انسانا وحق الشعوب في الحرية القومية – كانت في نظر الانسان السوفياتي العادي موضع هزء وسخرية.
ان آثار الانهيار الاخلاقي للنظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي تجاوزت حدود المجال ما بعد السوفياتي، ومهما كانت نتائج التحقيق في “المؤامرة الروسية” خلف انتخاب دونالد ترامب للرئاسة الامريكية، فان المهم هو ان ترامب كظاهرة ثقافية – سياسية لا يمكن أن تفهم بعمق دون اعطاء الرأي في سياقها الروسي ما بعد السوفياتي.
فبعد كل شيء، سواء في خطابه أم في اساليب عمله في ميدان التعليم، التعليم العالي والثقافة، جسد النظام السوفياتي في صورته تلك الرواية المتطرفة لمبادىء التنور. وعليه فان الفشل المدوي للمشروع الشيوعي يشكل اليوم في مواقع مختلفة من الخطاب الغربي، مثابة دليل على الافلاس الاخلاقي للتنور بعمومه – مما يسهل جدا هجمة ترامب وامثاله منفلتة العقال، ممن يتزايدون في اوروبا وفي اسرائيل، ضد عموم مقتضياته القيمية.
وبالنسبة لدولة اسرائيل، يمكن القول بثبات ان افساد المقاييس الاخلاقية – السياسية ما بعد السوفياتية اثر عليها في الجيل الاخير بشكل شبه مباشر. فبالنسبة للكثيرين من أوساط جماعات “الانسانية السوفياتية” ممن هاجروا الى اسرائيل مع انحلال الاتحاد السوفياتي وبعده، فان مبادىء الانسانية والمساواة بين الشعوب فقدت مفعولها القيمي، لانها شوهت بلا صلاح في زمن التجربة الشيوعية على الانسانت. واضح أن كتلة كبيرة من المواطنين الجدد ممن يحمل الكثيرون منهم اراء كهذه أثرت جدا في المناخ القومي المتطرف والعنصري في الدولة.
والأهم من هذا كان للتحول الاخلاقي المتأخر للثورة البلشفية دور ملموس في تحديد مستقبل اسرائيل في احدى اللحظات المصيرية في تاريخها: الانتخابات التي تلت اغتيال رابين. ينبغي الاعتراف بان اجزاء واسعة من بين الجمهور الغفير من سليلي الاتحاد السوفياتي اعتقدوا بانه بعد العصر الشيوعي السوفياتي ليس اخلاقيا تبني مواقف متماثلة مع اليسار – وقد كانوا مثابة الجهة المركزية التي كسرت المساواة في تلك الانتخابات البائسة، في صالح مؤيدي رؤيا يغئال عمير ورجال بلاد اسرائيل الكاملة.
رغم كل ما قيل أعلاه، فانه لشدة الحظ، مثلما كان هناك في الاتحاد السوفياتي “غريبو أطوار” واصلوا الايمان بافكار العدل والمساواة – هكذا أيضا في هذه الايام القاتمة، للاحتفالات القومية منفلتة العقال في أرجاء العالم، يوجد من هم يصرون على القتال في سبيل هذه الافكار. يكفي أن نذكر مثلا التأييد المثير للانطباع من جانب شباب الولايات المتحدة لبيرني ساندرز.
ينبغي الامل ان في اسرائيل أيضا يتعلم الناس الدرس الاهم لثورة اكتوبر: لا يجب التخلي عن قيم التنور، الانسانية والمساواة، بسبب حقيقة أنه باسم هذه القيم نشأ في القرن الماضي واقع اجتماعي وسياسي لقمع روح الانسان، وارتكبت جرائم ضد الانسانية. فتنازل من هذا القبيل سيشكل الانتصار التاريخي الاكبر لاسوأ ما في الشيوعية.
معاريف / الرأس عميق في الرمل
معاريف – بقلم نداف هعتسني – 8/11/2017
ليس لطيفا الاعتراف ولكن يوجد وجه شبه مخيف بين مواقف الامريكين من المذابح المتوالية لديهم وبين موقفنا من العدو الذي يسكن بين ظهرانينا، السلطة الفلسطينية. في اليوم التالي للمذبحة في الكنيسة في تكساس كان شيء ما محبط في الحديث مع الامريكيين عن بيع السلاح السائب لديهم. فقد قتل 27 شخصا من قبل غبي غضب على أهل زوجته، ولهذا فقد دخل الى كنيستهم وفتح النار في كل صوب. وقبل قراره في العروج الى السماء بعصف، اشترى من المحلات ثماني بنادق، هكذا، دون أي مشكلة؛ ما وفر له قوة نار مناسبة كي يقف بشرف في الصف الاول مع الذابح من لاس فيغاس وباقي المعقدين الذين بسبب هذا الهراء أو ذاك اشتروا سلاحا اتوماتيكيا وفتحوا النار.
في اليوم التالي لتكساس، تلوى معظم الامريكيين بالسنتهم قليلا، اخذوا نفسا عميقا وواصلوا الى الامام. حتى من يعارض منهم بيع السلاح شبه الحر في السوبرماركتات لم يفكر حقا أو يعتزم عمل شيء. هكذا هو ائتلاف السلاح، من المنتجين وحتى مؤيديهم في تلة الكابيتول، يواصلون بيع واقع وهمي ومنع كل عمل ناجع. تعيش الولايات المتحدة مع وحش أعمال الذبح التي واضح للجميع انها لن تتوقف رغم ان بوسعها ان تضع لها حدا شبه تام.
من الصعب الا يجد المرء تخفيفا عن الروح بين السخافة الامريكية النازفة هذه وبين السخافة الاسرائيلية الخطيرة حيال الوحش الذي أدخلناه بايدينا الى داخلنا. من السهل انتقاد عدم الاكتراث، التجاهل والتنكر الامريكي بالنسبة للسلاح، ولكننا نفعل ذات الشيء بالضبط مع الكيان الذي يعمل من رام الله، ذاك الذي ينشر كل الوقت الارضية من تحت اقدامنا. فنحن نزوده بالمال، بالحماية وبالشرعية بينما هو يحاول ابادتنا.
مؤخرا فقط توجه رئيس السلطة ابو مازن الى بريطانيا لطلب الاعتذار عن تصريح بلفور، الذي تكتمل له هذه الايام 100 سنة. فسلطة عباس تدير الان هجمة دبلوماسية ضد بريطانيا بسبب ذاك التصريح، رغم أن الانجليز خانوا لاحقا الشعب اليهودي وصك الانتداب وتفانوا للمحاولة العربية لابادة دولة اليهود المتشكلة. فالهجمة على الرسالة التاريخية للورد بلفور تدل على ما يزعج حقا الكيان الذي في داخلنا – ليس “المستوطنات” في يهودا والسامرة، بل حق الشعب اليهودي في بلاد اسرائيل ومجرد وجود دولة له هنا. فتصريح بلفور وادراجه في قرارات عصبة الامم يمنحان بالفعل الاعتراف الدولي بالصلة الحصرية للشعب اليهودي ببلاد اسرائيل. اما هذا المبدأ فشركاء اتفاق اوسلو غير مستعدين لان يقبلوه.
ومثال حديث العهد آخر على تجاهلنا. فبينما يواصل الفلسطينيون النشطاء من غزة حفر الانفاق الهجومية الى داخل اراضينا وسلاح الجو يقصف هنا، سمحنا لكيان رام الله بتوثيق الاتفاق مع غزة والحصول على “سيطرة” في معابر الحدود. وهكذا فاننا نمنح الشرعية وحبل النجاة للحفرة من غزة من خلال السلطة المعادية التي نتبناها في احضاننا كل الوقت. وهكذا، فنحن لا نتجاهل فقط معنى الحفر الغزي بل وايضا الحفر الرمللاوي. فأنفاق الابادة المجازية التي تحفرها سلطات رام الله كل الوقت ضدنا حتى أخطر. أنفاق التحريض، نزع الشرعية وتشجيع الارهاب.
مثل ما يكبت الامريكيون معاني بيع البنادق في فلمرت، نحن ايضا نعرف ولا نريد أن نفهم. نفهم ولا نفعل شيئا. الفارق هو ان المذابح في أمريكا، مهما كانت ممزقة للقلوب، لا تعرض للخطر مجرد وجود الولايات المتحدة. أما الانفاق التي يحفرها ابو مازن وشركاؤه فتسعى الى تصفيتنا والحلول محلنا. وعليه فان تجاهلنا اخطر بكثير من الغباء الامريكي.
هآرتس / عندما التقى رابين مع بلفور
هآرتس – بقلم ايلي فوده- 8/11/2017
اسحق رابين لم يلتق في أي يوم اللورد بلفور، ولكن في هذه السنة بعد موتهما، التقيا في فترة قصيرة بين يوم الذكرى الـ 22 لقتل رابين الذي احتفل فيه في هذه السنة في 1 تشرين الثاني وبين الذكرى المئوية لتصريح بلفور الذي تم الاحتفال به في 2 تشرين الثاني. يبدو أنه لا توجد صلة بين الحدثين: الحدث الاول يخلد قتل رئيس حكومة اسرائيل والثاني يخلد الاعتراف الذي منحته بريطانيا للطلب الصهيوني بالسيادة، على الاقل في جزء من ارض اسرائيل. الاول هو يوم ذكرى والثاني هو يوم عيد، لكن نظرة اكثر عمقا تظهر أن هناك الكثير مما هو مشترك بين الحدثين.
“يوم الذكرى لرئيس الحكومة اسحق رابين” – كنص القانون – هو امر مختلف عليه في اوساط الجمهور اليهودي، هذا الخلاف يعود للاسباب التي أدت الى قتل رابين. منذ تم تقرير تخليد ذكراه فان هذا التخليد ينسب لمعسكر اليسار. صحيح، بنيامين نتنياهو من خلال منصبه كرئيس للحكومة شارك في المراسيم الرسمية في الكنيست وفي جبل هرتسل، لكن اوساط اليمين لم تشارك في أي يوم في التجمع التقليدي السنوي، الذي أقيم في الميدان الذي سمي على اسم رابين. اليمين لم يستبعد من الاحتفال – هو الذي اختار بوعي الغياب عنه. هذه التجمعات نظمت بشكل عام من قبل الاحزاب والجمعيات التي تقع على يسار الوسط السياسي.
في هذه السنة نظم الاحتفال “قادة من اجل أمن اسرائيل” و”طريقنا”. إن تنظيم الاحتفال تحت شعار “نحن شعب واحد” ومحاولة تجنيد متحدثين من اليمين لا يمكنه اخفاء حقيقة ان مواقف هاتين المنظمتين مغروسة على يسار الوسط. اعلان رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي بأنه منذ السنة القادمة سيكون حزبه هو المسؤول عن تنظيم الاحتفال، يشير الى أن الاحتفال ما زال حتى الآن محسوب على طرف واحد. احياء ذكرى وعد بلفور كان له تاريخ مشابه.
كثيرون لا يذكرون أن الحماسة الكبيرة التي تملكت المجتمع اليهودي بعد الاعلان عن التصريح، أخلت مكانها للشك والتخوف من أن بريطانيا لن تقوم بتنفيذه. ايضا التصريح نفسه كان مثارا للخلاف في زمن الانتداب: اليمين التنقيحي رأى في بريطانيا دولة عظمى امبريالية يجب محاربتها، ورأوا في حاييم وايزمن نوع من وزلنغ (عميل) يهودي، الذي كان مستعدا للاكتفاء بانجازات جزئية والتنازل عن النضال العسكري بروح خطابات زئيف جابوتنسكي. حقيقة أن بريطانيا “اقتطعت شرقي الاردن من حدود ارض اسرائيل التاريخية”، كانت سببا لاستمرار النضال ضدها.
عدد من الجمهور المتدين القومي ايضا، وبيقين الحريدي، لم ير في التصريح وثيقة حسم للمصير، لأنه في نظرهم فان حق اليهود في ارض اسرائيل مسجل في التوراة. العداء الشخصي بين بن غوريون ووايزمن ساهم في تقليل أهمية التصريح في اوساط احزاب العمال.
بعد العام 1948 اختفى يوم تصريح بلفور من التقويم السنوي. وفقط اليوبيل في 1967 أعاده الى الحياة. النقاش الاحتفالي الذي أجري في الكنيست على شرف هذا الحدث كشف أن تصريح بلفور لا يحظى بالاجماع. منذ العام 1967 وحتى الآن، يوم بلفور تقريبا لم يتم الاحتفال به. كان ذلك أمرا رمزيا فقط، أنه في السنة السبعين قال شلومو هيلل، رئيس الكنيست، إنه قرر احياء ذكرى هذا الحدث، من اجل عدم القول “إن العرب فقط يقومون باحياء هذه الذكرى”.
منذ العام 1917 ذكر العرب تاريخ تصريح بلفور كيوم حزين، وقاموا باحيائه بالمظاهرات والاضرابات. هكذا في الوقت الذي نسي فيه المنتصرون وعد بلفور، فان من رأوا أنفسهم ضحايا، استمروا في احيائه والبكاء عليه. ايضا يوم الذكرى المئوية قاموا باحيائه في السلطة الفلسطينية بصورة بارزة. من جهتهم، تصريح بلفور يرمز الى بداية النكبة. لقد رأوا في الاحتفالات الاسرائيلية فرصة للحصول على الاعتراف الدولي بمطالبهم لاقامة الدولة وحل مشكلة اللاجئين.
النقطة الهامة في موضوعنا هي أن من يقود الاحتفالات في الذكرى المئوية لوعد بلفور في اسرائيل هي حكومة اليمين. روح الاسناد التي اعطتها الحكومة للجان التي نظمت الاحتفالات في البلاد وبريطانيا اوجدت صدى اعلامي مؤثر، تضمن زيارة نتنياهو في بريطانيا والتقائه مع رئيسة الحكومة هناك، احتفالات رسمية في البلاد، معارض، لقاءات اكاديمية ومقالات كثيرة في وسائل الاعلام. وقد تبين أن شخصية وايزمن حظيت باعادة الاعتبار عن طريق ابراز دوره في قرار نشر التصريح. بكلمات اخر،ى”تأمين تصريح بلفور من قبل اليمين، منحه مكانة اكثر اجماعا في المجتمع اليهودي. وهو يظهر ايضا الاهمية المتملصة للذاكرة الجماعية، التي ترتبط اساسا بالظروف الحالية. يمكن الافتراض أن عامل الزمن فعل فعله، العالمة الاجتماعية البروفيسورة فيرد فنتسكي – سروسي اشارت الى أن الامريكيين احتاجوا الى 60 سنة حتى يقرروا أن لنكولن هو أحد الآباء المؤسسين للأمة.
الاستنتاج هو أنه طالما أن اليمين لا يقود، أو على الاقل يشارك بصورة بارزة، في احتفالات ذكرى رابين، فان هذا اليوم سيستمر في أن يكون يوما مختلفا فيه. ولكن اليمين لا يمكنه المشاركة في التخليد اذا استمر هذا اليوم في كونه يوما مختلفا فيه. هذه الحلقة المفرغة سيتم حلها فقط اذا اعترف اليمين بأنه يتحمل مسؤولية معينة عن الكارثة، وطالما أنه لم يعترف بذلك، فانه لا يستطيع حقا التسليم به.
هل من الضروري الانتظار حتى يوم الذكرى المئوية؟.
معاريف / سبب للقلق
معاريف – بقلم ران ادليست – 8/11/2017
هناك أسباب عديدة تجعلنا ملزمين بالنشر الفوري لنتائج التحقيق مع الجنود الذين اطلقوا النار قبل نحو اسبوع على سيارة قرب حلميش، فقتلوا السائق واصابوا شقيقته. لا فكرة عندي عما حصل هناك بالضبط، ولكن ما نشر يبعث على تساؤلات تشغل البال يفترض بالنشر الفوري وحده ان يوضحها.
فحسب بيان الجيش الاسرائيلي، فان القوة التي رابطت في الميدان تلقت تقريرا عن سيارة مشبوهة طُلب منها ان توقفها. فلاحظت القوة السيارة، نزلت الى الطريق واشارت لها بالتوقف. ولما لم يستجب السائق لطلب الجنود، فردوا باطلاق النار. وفي ضوء نتائج التحقيق الاولي، تقرر فتح تحقيق من الشرطة العسكرية لفحص الحادثة وسلوك الجنود.
وحسب صحيفة “هآرتس” فان “محافل في الجيش وصفت اليوم الحادثة كاشكالية جدا”، مما يعظم الطلب للايضاحات حتى لو كان الجيش يخاف (عن حق، بالمناسبة، ولكن لا مفر) ان يواجه قضية أزاريا 2. لا يوجد تفصيل عن الحادثة، باستثناء شهادات فلسطينيين وبضع صور التقطت في الموقع. والاثر الاكثر اشغالا للبال هو شهادة تفيد بان السيارة اصيبت بالنار من الخلف، والصورة تشير الى مسافة اكثر من عشرة أمتار بينها وبين مطلقي النار ممن وقفوا على قارعة الطريق قرب الخيمة.
ووفقا للناطق العسكري، فان القوة تلقت تقريرا عن سيارة مشبوهة، وأفترض ان في التحقيق الذي جرى قالوا ما هو مدى الاشتباه الذي أخرج الجنود من الخيمة بمستوى ادرينالين دفعهم الى اطلاق النار، الا اذا كان السائق حاول دهسهم. هكذا حسب العناوين الرئيسة في “اسرائيل اليوم” وفي القناة 7 (“عملية دهس”). ومقابله يوجد تقرير فلسطيني يقول: “الاخ والاخت سافرا على مسافة نحو 100 متر خلفي… لم يكن جنود على الطريق، وأحد لم يؤشر لي أو لهم بالتوقف. الجنديان خرجا من الخيمة العسكرية وبدآ يطلقان النار نحو السوزوكي. واصابا الجزء الخلفي من بعيد. توقفت السيارة بعد بضعة امتار وعلقت على قارعة الطريق. وبدأ الاثنان يصرخان، وكانت هستيريا”.
ان القرار من نصدق هو شأن كل واحد وفقا لما يراه مناسبا، ولكن الاسئلة تفترض بيانا مفصلا من الناطق العسكري. فالفلسطينيون، بالمناسبة، حاولوا وقف نزف السائق واخذوا شقيقته الجريحة الى المستشفى. وماذا عن الجنود الذين اطلقوا النار؟ وفقا لشهادة الفلسطينيين، لم يتوجهوا الى السيارة التي اصيبت بالنار لفحص حالة المصابين وعادوا الى الخيمة. وحتى السلوك ما بعد اطلاق النار يستوجب التحقيق.
في حالة أزاريا، فقط لان الحدث صور،عرفت القيادة كيف تقول على الفور ان ازاريا اطلق النار بخلاف الاوامر والانظمة. افترض ان في حدث حلميش ايضا يعرف الجيش بالضبط ما حصل، ولا يوجد أي سبب الا يقول كلمته. صحيح أن الميل هو التغطية السريعة على الدم لغرض النسيان. كما أن الجيش لا يريد أن يصطدم مرة اخرى بعصبة ليبرمان، شفتل والظل. ولكن الدم الذي سفك عبثا يميل الى الصراخ. واذا كان الحدث مصابا بالعلة، فالجيش الاسرائيلي ملزم باجراء تحقيق شجاع وعلني. حتى لو كانت هنا امكانية كامنة لحالة ازاريا 2، حتى لو كان الحديث يدور عن صراع ضد الحكومة التي أسندت أزاريا 1.
هآرتس / ذريعة ثابتة
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 8/11/2017
بنيامين نتنياهو حصل على هدايا بمئات آلاف الشواقل من رجل الاعمال ارنون ملتسن، اذا حكمنا حسب نشرات الاخبار من التحقيق في ملف 1000، ورجال اعمال آخرين. لقد أدار مفاوضات سرية مع ناشر مكروه، كما يبدو، حول التدخل في سوق الصحافة مقابل تغطية ايجابية. في قضية الغواصات، في افضل الحالات، فان نتنياهو مكن اقاربه من استغلال قرابتهم من اجل كسب اموال من اعتبارات امنية. في قضية بيزك، كل الطرق تقود كما يبدو الى مكتب رئيس الحكومة، ولا نريد التحدث عن التقدير غير المعقول لمساعديه ومستشاريه الذين تورطوا أو عن الفضائح والدعاوى الاخرى التي تتورط فيها زوجته.
الرائحة النتنة معروفة، ايضا بدون لوائح اتهام. تفسيرات سخية يمكن الادعاء بها، أن ولاية نتنياهو الابدية اخفت لديه الحدود بين المسموح والممنوع وبين الشخصي والرسمي. بتفسير أقل سخاء، فان الحديث يدور عن فساد. السلوك غير السليم معروف منذ تسجيل “الشريط الساخن”، بار أون الخليل، الهدايا والسفريات. في الدول الديمقراطية كان يكفي قضية من قضاياه من اجل أن يؤدي ذلك الى التمرد في حزبه وحتى انهاء ولايته. ولكن اسرائيل ليست دولة من هذه الدول. رغم سجله تم انتخاب نتنياهو المرة تلو الاخرى رئيسا لليكود ورئيسا للحكومة. حسب رأي مؤيديه فانه يعتبر ملك اسرائيل أكثر من أي وقت آخر.
الوضع الحالي، مع ذلك، ليس الوقت المناسب لمصوتي الليكود ورؤسائه. التقارير التي تنشر في الصحف عن التحقيقات والقضايا، والتي في مركزها نتنياهو، تقض مضاجعهم، بوجود الحقائق الضاغطة. انهم يضطرون الى تذكر أن هناك شيء ما عفن في مملكة نتنياهو، وهذا ليس من الآن. ومن اجل شل الواقع الذي ينهش، فان نتنياهو ومساعديه يقتلعون أسنانهم. بدلا من الحقيقة القائمة فانهم يخلقون واقع خيالي.
في عالمهم، افعال نتنياهو تعتبر ضعفا انسانيا، مبالغة متوحشة ومؤامرة سيئة أو وصايا اشخاص حكماء. اخطاءه مهما كانت مؤسفة فانها فقط ذريعة في أيدي المؤامرة العالمية التي تعمل ضده. إن من يعرض نتنياهو للخطر، سواء كان الامر يتعلق بصحف محققة، شرطة مسائلة، نيابة عامة فاحصة، مستشار قانوني للحكومة يقرر وقريبا ايضا قاضي يحسم، كل ذلك سيضم تلقائيا الى بروتوكولات حكماء اليسار، من اوباما ومرورا بسورس وانتهاء بالصندوق الجديد، الذين يريدون اسقاطه من اجل اسقاط اسرائيل. هكذا يشملون تجربة نتنياهو للتملص من محققيه خلال الحرب الابدية بين اليمين واليسار والحرب الوجودية على ارض اسرائيل.
“إن ما يقلق الجمهور ليست الحقائق، وحتى ليست الحقائق المختلقة، بل فقط استمرار الطريقة التي تشكل كما يبدو جزء منها”، كتبت حنه ارندت (مصادر الشمولية) عن دعاية الكذب للحركات الشمولية في طريقها الى الحكم “عالم كاذب وثابت يناسب حاجات التفكير الانسانية أكثر من الواقع نفسه”. نتنياهو يقدم ذريعة ثابتة يتم استخدامها ايضا لغرض تبرئته الشخصية، ومن اجل تبرير عدم صنع السلام مع الفلسطينيين أو دعوات يائسة عن العرب الذين يتدفقون الى صناديق الاقتراع. وهو ينزل رجاله الى ملجأ خيالي، تدار منه حرب أبدية، فيها كل الوسائل المسموح بها، ضد اليساريين، المجرمين، وبصورة عامة ايضا اللاساميين.
الانباء السيئة، حسب ارندت، هي أنه منذ اللحظة التي يستطيعون فيها، فان القادة الشموليين يحاولون أن يفرضوا الرؤيا الوهمية الخاصة بهم على الواقع الرافض، الى حين حدوث الكارثة. الانباء الجيدة هي أنه عندما يتصدع العالم الوهمي – في حالتنا، عن طريق كشف فضائح وتحقيقات ولوائح اتهام لا تترك أي مجال للشك – فان اعضاء الحركة المخلصين يتركون بسرعة ابداعاته و”يتوقفون عن الايمان بالنظرية التي كانوا من اجلها مستعدون للانتحار”.
تايمز أوف إسرائيل / كيري : إسرائيل بلا قيادة ولا ترغب في تحقيق السلام
تايمز أوف إسرائيل – 8/11/2017
أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، في تسجيل صوتي، على أن إسرائيل تتجاهل التهديد الذي يشكله الجمود الدبلوماسي، محذرًا من انتفاضة فلسطينية عنيفة في حال عدم تحقيق تقدم في محادثات السلام.
وفي تسجيلات نشرتها القناة العاشرة، بالإمكان سماع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين السابق يشيد بالتزام السلطة الفلسطينية باللاعنف بعد موجة من الهجمات التي بدأت في خريف 2015، والذي تجاهله الإسرائيليون – كما قال – بسبب التشكيلة اليمينية للحكومة الحالية.
وسُمع كيري وهو يقول في التسجيل الصوتي ان “الفلسطينيين قاموا بعمل استثنائي في البقاء ملتزمين باللاعنف. وفي الواقع عندما وقعت انتفاضة [السكاكين] حافظوا على اللاعنف في الضفة الغربية”. وأضاف “هذا ما يغفله الإسرائيليون، لأن هذا ليس موضوعًا للنقاش. لماذا؟ لأن غالبية الوزراء حاليًا في الحكومة الحالية أعلنوا رفضهم التام لإقامة الدولة الفلسطينية”.
وأشارت القناة إلى أن تسجيل هذه التصريحات كان في مؤتمر عُقد في دبي العام الماضي، حضره قادة من الشرق الأوسط ورئيس “القائمة المشتركة” في إسرائيل أيمن عودة، كما ألقى زعيم المعارضة ورئيس “المعسكر الصهيوني” يتسحاق هرتسوغ كلمة في المؤتمر عبر الفيديو.
هذا ولم يتضح ما إذا كان كيري على علم بأنه يجري تسجيله أو ما إذا كانت المقاطع التي تم نشرها هي تصريحاته الكاملة.
وقال كيري “لا أعتقد أن فلسطين ستكون في مأمن إلى الأبد من حركات الحقوق المدنية التي اجتاحت بلدانًا أخرى في العالم”. على الرغم من ذلك، رأى كيري أن إسرائيل تتجاهل التهديد الذي يشكله الجمود الدبلوماسي، وقال “هذه ليست بقيادة”.
وأضاف “إذا لم يكن لديكم قادة يريدون السلام، إذا لم تتغير المعادلة؛ سأكون مندهشًا إذا لم نر في غضون السنوات العشر القادمة ظهور قائد فلسطيني سيقول بأننا حاولنا اللاعنف في السنوات الثلاثين الأخيرة وانظروا، لم نحقق شيئًا”.
“مع انعدام آفاق السلام” قال كيري في التسجيل “ان هرتسوغ قد يمثل أفضل أمل لإسرائيل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين”، مشيدًا بعدد من القادة الإسرائيليين السابقين الذين “يتعين اتباع أمثلتهم في مواصلة المفاوضات”.
وأوضح كيري “يجب أن يكون لديك الاستعداد لصنع السلام. إذا كان هناك استعداد لصنع السلام سيشير لك الناس إلى كيفية القيام بذلك.
كما شرح كيري عددًا من الخطوات التي تم اتخاذها لضمان أمن إسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية، والتي شملت – وفق قوله – موافقة ملك الأردن عبد الله على استضافة قوات إسرائيلية في مطار في المملكة و”نشر الأسلحة مسبقا” في الضفة الغربية.
وصرّح في التسجيل بأنه كان سيكون لإسرائيل الحق في الرد على تهديدات في الضفة الغربية في غضون دقائق في حال فشل الفلسطينيون في منع هذه التهديدات.
ردا على هذه التسجيلات، قال مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو سيواصل حماية أمن إسرائيل ومصالحها القومية، بغض النظر عن أي ضغوط من “جانب الذين حاولوا دفع إسرائيل لتقديم تنازلات خطيرة وفشلوا”.
وحمّل مكتب رئيس الوزراء أيضًا الفلسطينيين مسؤولية الجمود في محادثات السلام لـ “رفضهم الاعتراف بإسرائيل داخل أي حدود”، مشيرًا إلى أنه “من المؤسف أن كيري لا يزال غير مدرك لذلك”.
بدءًا من عام 2013، قاد كيري جولة رئيسية من محادثات السلام، التي انهارت في أبريل 2014. الفلسطينيون من جهتهم حمّلوا البناء في المستوطنات مسؤولية فشل المفاوضات، في حين هاجمت إسرائيل حركة “فتح” التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لموافقتها على اتفاق مصالحة مع حماس.
على الرغم من الفشل، حاول كيري مجددًا إحياء المفاوضات، واقترح خطة سلام إقليمي لتجديد المفاوضات نحو حل الدولتين والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في العام الماضي، وتُوجت هذه المحاولات بلقاء سري (21 فبراير 2016) بين نتنياهو وكيري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله، بحسب ما ذكرته صحيفة “هآرتس” في شهر فبراير، لكن نتنياهو رفض الاقتراح.
قبل تركه لمنصبه، ألقى كيري خطابًا طرح فيه رؤيته لمحادثات سلام مستقبلية، انتقد فيه إسرائيل على سياساتها الاستيطانية، مؤكدًا انها تعرض إمكانية التوصل إلى حل قائم على الدولتين للخطر.
اسرائيل اليوم / أداة لعرب بين السعودية وايران
اسرائيل اليوم – بقلم د. شاؤول شاي – 8/11/2017
الثوار الحوثيون في اليمن، المدعومون من ايران، اطلقوا في ليل 4 تشرين الثاني صاروخ باليستي نحو الرياض، عاصمة السعودية، اعترضته بنجاح منظومة الدفاع الجوي السعودية. والقت السعودية المسؤولية عن التصعيد على ايران، التي توفر بزعمها للثوار الحوثيين منظومات سلاح متطورة، ووصفت الحادثة كفعل حربي من طهران ضدها ووعدت برد قاطع.
بعد يوم من ذلك اتهمت السعودية ايران وحزب الله بالتآمر على اغتيال رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، الذي فر الى السعودية واعلن عن استقالته متهما ايران بمحاولة السيطرة على لبنان. وتعكس الاحداث الدراماتيكية الصراع الجاري بين ايران الشيعية وحلفائها وبين الائتلاف السني بقيادة السعودية على الهيمنة الاقليمية. ويجري هذا الصراع في بؤر الاحتكاك المختلفة في الشرق الاوسط: في العراق، في سوريا، في لبنان، في البحرين وفي اليمن، والذي يشكل ساحة مواجهة مركزية بين ايران والسعودية.
في ايلول 2014 سيطر الثور الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق صالح على العاصمة صنعاء ومنها وسعوا سيطرتهم الى باقي مناطق الدولة. بعد احتلال صنعاء من الثوار فر الرئيس الهادي جنوبا الى المحافظات السنية ومن هناك الى السعودية. اما التغيير الدراماتيكي في ميزان القوى الداخلي في اليمن فقد ألزم السعودية، التي رأت على مدى عشرات السنين في اليمن ساحة خلفية لها، ان تتجند لاعادة الحكم في الدولة الى الرئيس هادي الذي يعتبر حليفا لها. ولهذا الغرض جند السعوديون ائتلافا من تسع دول اخرى: مصر، الاردن، السودان، المغرب، السنغال، اتحاد الامارات، قطر، الكويت والبحرين. في 25 اذار 2015 بدأ الائتلاف بقيادة السعودية في حملة “عاصفة تصميم”، بهدف منع سيطرة الحوثيين وحلفائهم المدعومين من ايران على الدولة واعادة الحكم الى الرئيس هادي.
ايران ضالعة في ما يجري في اليمن منذ عقدين. ولكنها صعدت تدخلها وتأثيرها منذ بداية الحرب الاهلية في ايلول 2014. ويمنح الايرانيون الحوثيين المشورة العسكرية من خلال الحرس الثوري الايراني ومن خلال مستشارين من منظمة حزب الله، ويوفرون لهم وسائل قتالية متطورة بما في ذلك صواريخ ارض – ارض، صواريخ شاطيء – بحر، طائرات غير مأهولة، قوارب متفجرة تشغل من بعيد ووسائل لجمع المعلومات الاستخبارية. يبدو أن الساحة اليمنية تشكل من ناحية ايران نوعا من “المختبر” لتجربة وسائلها القتالية، ولا سيما في المجال البحري والصواريخ.
أحد مراكز القتال الاساس في الحرب في اليمن هو السيطرة على مضائق باب المندب، مسار الابحار الحيوي للتجارة بين اوروبا وآسيا وتوريد النفط لاوروبا. وتسيطر ايران على مضائق هرمز وسيطرة الحوثيين على باب المندب تمنح ايران سيطرة على المضيقين اللذين يشكلان مجالا لتصدير النفط من معظم الدول المصدرة للنفط والغاز في الشرق الاوسط.
لقد جبت الحرب في اليمن حتى الان حياة اكثر من 40 الف نسمة، اوقعت عشرات الاف الجرحى و 3 مليون نازح. نحو 14 مليون من اصل 26 مليون من سكان اليمن يحتاجون الى المساعدات ونحو 7 مليون يعانون من نقص خطير في الغذاء. في بداية 2017 انتشر في اليمن وباء الكوليرا وهناك تخوف من ان يخرج الوباء عن السيطرة فيفاقم اكثر فاكثر من الازمة الانسانية.
ان الحرب المتواصلة تشكل عبئا شديدا على اقتصاد السعودية وباقي اعضاء الائتلاف، ولا سيما في ضوء الازمة المستمرة في اسعار النفط والغاز والتي تؤذي مداخيل السعودية وباقي دول الخليج. وبالتالي للسعودية مصلحة في انهاء الحرب، ولكن فقط بشروط تضمن مصالحها وتمنع السيطرة الايرانية على اليمن.
سيكون لنتائج المعركة في اليمن آثار بعيدة المدى على مستقبل المنطقة كلها ومطلوب تجند من الولايات المتحدة والدول الغربية لدحر تهديد الهيمنة الايرانية والعمل على انهاء الحرب الاهلية وحل الازمة الانسانية.
اسرائيل اليوم / القدس : سكان شرقي المدينة – يستيقظون من اجل الانتخابات
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 8/11/2017
هل بعد سنة، للمرة الاولى بعد 1967، سيتم تسجيل مشاركة كبيرة لسكان شرقي القدس للانتخابات البلدية التي في السابق تم احباطها بتهديدات الارهاب الفلسطيني؟ مبادرتان توجدان الآن في مرحلة التنظيم: الاولى هي للدكتور رمضان دبش، رئيس ادارة تجمع صور باهر الذي اعلن عن نيته الترشح لمجلس المدينة، والثانية لاياد بيبوح، وهو معلم من شعفاط يحاول انشاء حزب مقدسي. الصوت العربي في انتخابات بلدية القدس يعادل الثلث، وربما أكثر من المقاعد في مجلس البلدية، لكن خلال الخمسين سنة الاخيرة باستثناء سنة واحدة فقط نسبة ضئيلة من السكان جاءت للانتخاب. احزاب عربية لم تشارك اطلاقا في الانتخابات. منظمات ارهابية مثل حماس تعتبر المشاركة في الانتخابات اعترافا بسلطة اسرائيلية على القدس. وهي تدعو لمقاطعتها وحتى يهددون بالمس بمن يشارك فيها.
في المقابل، اوساط كثيرة في المجتمع المدني العربي في شرقي القدس يريدون التركيز على العمل البلدي وليس على النقاش السياسي حول مستقبل المدينة. المواطنون عانوا طوال سنين من التمييز والاهمال الاسرائيلي المستمر. مستوى الفجوات في الخدمات والبنى التحتية بين الاحياء اليهودية والاحياء العربية مرتفع جدا. إن عملية الأسرلة في اوساط جزء من سكان شرقي القدس تساهم هي ايضا في الخطاب الجديد بهذا الشأن. هذا التوجه يتم التعبير عنه ضمن امور اخرى، في طلب متزايد للجنسية الاسرائيلية، وزيادة عدد المتقدمين لامتحان البغروت الاسرائيلي، وكما يتبين من استطلاعات كثيرة، ايضا بمعارضة تقسيم المدينة.
في الجانب الاسرائيلي ايضا يدركون هذه الروح الجديدة. المبادرتان الرئيسيتان لتغيير حدود القدس البلدية، اللتان توجدان الآن على جدول العمل، لا تنفصل عن السيناريو الذي يتم الحديث عنه. الاولى هي مبادرة قانون يقترح أن يقيم لبلدات “القدس الكبرى” بلدية عليا، لزيادة مساحة المدينة، وأن تضم داخلها ايضا مستوطنات مثل معاليه ادوميم وغوش عصيون، وتمكين سكانها ايضا من التصويت في انتخابات بلدية القدس.
المبادرة الثانية التي يسعى لتحقيقها وزير شؤون القدس زئيف الكين، تعمل على اخراج من حدود القدس الاحياء العربية الشمالية الواقعة خلف الجدار (مخيم شعفاط وكفر عقب) وأن يقيم لهما مجلس محلي اسرائيلي منفصل (هذه الفكرة وضعت وطورت للمرة الاولى من قبلي أنا في كتابي “القدس – وهم التقسيم”، الذي أصدره المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة). هذه الفكرة يتم فحصها الآن من قبل حكومة نتنياهو ومجلس الامن القومي. كما أنها مدعومة من قبل طاقم خبراء عمل في السنة الاخيرة على خطة “درع القدس” وقدمها لرئيس الحكومة. في هذا الطاقم كان هناك اصدقاء مثل الجنرال (احتياط) غرشون هكوهين والمستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الين بيكر وأنا والمستشار السابق لوزير شؤون القدس موني بن آريه وحاييم سلفرشتاين.
المصدر / نتنياهو يشن حربا ضد المنظمة الصهيونية الأقوى في إسرائيل
حكومة نتنياهو تطالب الصندوق القومي اليهودي، صاحب الفضل الكبير في شراء الأراضي لليهود ودعم الاستيطان اليهودي قبل قيام الدولة وبعدها، بنقل 80% من أرباحه إلى خزنة الدولة أو فرض الضرائب عليه.
المصدر – 8/11/2017
“لا ينسى أحد الدور التاريخي المشرف لصندوق القومي اليهودي، لكن هذا الدور انتهى واليوم أصبح الصندوق الذي لا يخضع لرقابة ويتمتع باستقلالية عبئا على خزنة الدولة، يخدم أعضاؤه والأحزاب التي تدعمه فقط” هذا ما قاله نائب وزير المالية الإسرائيلي، عضو الكنيست يتسحاق كوهن، عن الصندوق القومي اليهودي أو باسمه العبري “كيرين كايمت” في خضم الصراع الدائر بين الحكومة والمنظمة المستقلة.
فحسب التوجه الجديد للحكومة، هنالك خياران أمام الصندوق القومي اليهودي الذي لم يتجرأ أحد على المساس به إلى اليوم، إما نقل 80% من أرباح المنظمة إلى خزنة الدولة أو دفع الضرائب، علما أن المنظمة كانت معفية من دفع الضرائب حتى اليوم.
لكن هذه القرارات لن تمر بسهولة أمام أقوى المنظمات اليهودية في دولة إسرائيل، والكيان الذي كان مسؤولا في الماضي عن جمع تبرعات اليهود في العالم لشراء الأرضي في فلسطين. وفي الحاضر يملك نحو 13% من أراضي الدولة ويتصرف كأنه دولة داخل دولة. وتقتصر نشاطات الصندوق في الراهن على تطوير الأراضي بملكه والمساهمة في التربية اليهودية – الصهيونية وتشجير الأراضي والحفاظ على الأشجار.
وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حديثه عن خطوات الحكومة ضد المنظمة “الصندوق القومي – كيرين كيميت- تبيع سنويا أراضٍ عديدة وتدخل إلى صندوقها مليارات الشواكل. يجب أن تنتقل هذه الأموال إلى الخير العام”.
وكان الخلاف بين الدولة والمنظمة الصهيونية الأقوى في إسرائيل قد نشب بعد أن أخلت المنظمة باتفاق مع الوزارة المالية نقل 2 مليار شيكل لخزنة الدولة، مقابل أن تسمح الدولة للمنظمة في مواصلة ممارسة نشاطاتها واستقلالها. ورفضت المنظمة نقل الأموال.
والغريب في القصة أن جزء عظيم من الأراضي التي يملكها الصندوق القومي هي أملاك غائبين استولت عليها الدولة بعد عام 1948 وبيعت للصندوق. وحسب الاتفاق الأخير بين الدولة والصندوق، تقوم سلطة أراضي إسرائيل – المؤسسة الرسمية المسؤولة عن أراضي الدولة- بإدارة هذه الأراضي ونقل الأرباح إلى الصندوق القومي.
وقد أثيرت تساؤلات عديدة على مر الزمان حول تصرف الصندوق بهذه الأموال، وحامت شبهات حول رواتب خيالية للمسؤولين في الصندوق. يذكر أن المنظمة تتمتع بامتياز ليس له مثيل في إسرائيل، وهي أنها لا تختضع لرقابة رسمية أو غير رسمية، وحساباتها غير شفافة ومكشوفة.
وقد قرر المسؤولون الكبار في الصندوق الدفاع عن لمنظمة في وجه هجمة الحكومة بدعوى أن الحكومة تخل بالاتفاق معها عن طريق تشريعات تضيق نشاطات الصندوق. وقال مسؤولون في الصندوق إن الحكومة حصلت على 2 مليار شيكل من الصندوق، لكنها تطمع الآن وتريد المزيد.
ودافع مسؤولون عن المنظمة بالقول إنها مسؤولة عن تشجير الأراضي ودعم الزراعة والمناطق القروية في إسرائيل والحكومة ستدمر كل هذه النشاطات فقط لأنها تطمع بأموال الصندوق. “الحكومة تذبح بقرة مقدسة بعملها هذا” قال أحدهم.
هآرتس / حقل الغام سوري
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 8/11/2017
نقل رئيس الوزراء الى قيادة الطائفة الدرزية في اسرائيل رسالة واضحة وجلية تفيد بان اسرائيل لن تسمح باحتلال القرية الدرزية الحضر التي تقع في الجانب السوري من هضبة الجولان. هذا ليس فقط بيان تأييد قاطع للطائفة الدرزية، بل تهديد، موجه نحو الميليشيات المتطرفة، ولا سيما جبهة النصرة، المتفرعة عن القاعدة – من مغبة ان يتجرأوا على مهاجمة القرية. هذه رسالة بعيدة الاثر تجعل اسرائيل شريكا في الساحة السورية، إذ ان من شأنها أن تضطر الى تنفيذ تهديدها، اذا ما قررت الميليشيات مهاجمة القرية.
يشار الى أن ليس كل القيادة الدرزية في سوريا بشكل عام، وفي الحضر بشكل خاص، تؤيد التدخل الاسرائيلي. فقسم من السكان الدروز موالون لنظام الاسد، ويرون فيه الزعيم الشرعي للدولة بل وتطوعوا للخدمة في الجيش السوري. وليس واضحا من بيان رئيس الوزراء اذا كان يقصد أن يحذر ايضا النظام السوري من مغبة احتلال القرية التي توجد في السيادة السورية، أم فقط الميليشيات المتطرفة؛ فهل هو مستعد لمواجهة شاملة، أم أنه موافق من أن التدخل في قرية واحدة لن يؤثر على الساحة كلها؟
هوة واسعة توجد بين استعداد اسرائيل لمساعدة المواطنين السوريين، بمن فيهم الدروز، لمعالجة جرحاهم واطلاق ارساليات الغذاء، وبين التدخل العسكري الذي من شأنه ان يضع سكان الجولان، ممن يوجدون تحت سيطرة اسرائيل، امام خطر الرد السوري. كما أن الهجمات المتقطعة ضد قوافل السلاح، المتجهة نحو حزب الله لا تشبه القرار بالدفاع عسكريا عن سكان يوجدون في الارض السورية. التحذير، وحتى العمل الاسرائيلي، يمكن لهما أن يكونا مفهومين ومقبولين لو كانت اسرائيل مستعدة لان تدافع عن المواطنين السوريين ضد وحشية النظام أيضا والهجمات على التجمعات السكانية المدنية، التي يقدر عدد ضحاياها بأكثر من نصف مليون نسمة، او لو كانت مستعدة لان تستوعب بضعة الاف من اللاجئين السوريين من أصل ملايين النازحين.
كما أن عرض التأييد الاسرائيلي للدروز كتأييد يستند الى “حلف الدم” بين الدروز اسرائيل يبعث على العجب، اين كان الجيش الاسرائيلي عندما ذبح الدروز قرب مدينة ادلب قبل نحو سنتين؟ يمكن التخمين بان الدروز الذين يسكنون في الجولان السوري ايضا ما كان يمكنهم أن يتوقعوا مظلة اسرائيلية لو لم يعتبروا معقلا متقدما ضد توسع القوات الايرانية، او قوات حزب الله، في سوريا.
ان اسرائيل ملتزمة بالحرص على سلامة وامن كل مواطني الدولة، دروز، عرب ويهود ضد التهديد الخارجي، ولكن محظور عليها أن تدخل نفسها في جبهة مشتعلة من شأنها أن تخلق تهديدات جديدة وغير قابلة للتحكم ضدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى