ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 7– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– سمح بالنشر : المحامي اسحق مولخو، مبعوث نتنياهو تحت التحقيق.
– قضية بيزك: الوفيتش وفلبر في الطريق الى لوائح اتهام.
– مواجهة ليلية: المقربان من رئيس الوزراء يعودان الى غرفة التحقيق.
– الصديق السري.
– الطعام غير الصحي المقدم للاطفال في الروضات.
– المطالبة باستقالة رئيس شركة كيشت، الكس جلعادي.
– رئيس الاركان يتدرب على رفع الاثقال على سطح وزارة الدفاع.
معاريف/الاسبوع:
– مولخو في التحقيق في ملف الغوصات: “عملت من اجل الدولة فقط”.
– لبيد: يجب التحقيق مع رئيس الوزراء في قضية الغواصة.
– أم ثكلى تقول لنتنياهو: “أتنتظرون المصيبة التالية؟”.
– رئيس الوزراء: سنعيد الابناء، لا توجد هدايا بالمجان.
– ريفلين قبيل الخطاب في مجلس الشيوخ الاسباني:”هم لن يخيب أملهم.
– نواب عرب يتظاهرون امام السفارة البريطانية: ظلم تاريخي.
هآرتس:
– التحقيقات ضد رجال سر نتنياهو: مولخو مشبوه بملف الغواصات، والتوصية بتقديم فيلبر الى المحاكمة.
– مطلق النار من تكساس هاجم الكنيسة اعتاد اقارب زوجته على الصلاة فيها.
– عباس يسافر في زيارة عاجلة الى السعودية ويلتقي الملك سلمان.
– نزاع عائلي وولي عهد طموح يضعضعان استقرار السعودية.
– السعودية تتهم ايران وحزب الله باطلاق صاروخ نحوها من اليمين: هذا اعلان حرب.
اسرائيل اليوم:
– طب مريض: صناديق المرضى توفر، والمرضى يتضررون.
– قضية الغواصات: مواجهة الشاهد الملكي مع المحامي شمرون.
– رئيس الوزراء وعد بميزانية: العائلات الثكلى غضبت: “مطلوب افعال”.
– محكمة العدل العليا للدولة: ردوا على التماس عائلة غولدن في غضون عشرة ايام.
– تدشين معهد القدس للبحوث الاستراتيجية: من المهم أن تكون اسرائيل آمنة.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 7– 11 – 2017
هآرتس / عباس يسافر في زيارة عاجلة الى السعودية ويلتقي الملك سلمان
هآرتس – بقلم جاكي خوري – 7/11/2017
التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الرياض أمس بالملك السعودي سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان. وحسب مقرب من عباس، لم يكن مخططا مسبقا للزيارة وتقررت أول أمس. وقال المقرب لـ “هآرتس” ان الرئيس الفلسطيني سافر الى الرياض من شرم الشيخ، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال ان “الزيارة لم يخطط لها مسبقا. فقد أجريت أمس اتصالات وفي نهاية الامر تقرر أن يسافر ابو مازن الى السعودية في زيارة عاجلة لبضع ساعات”.
وقال السفير الفلسطيني في السعودية باسم الاغا قبل اللقاء ان عباس وسلمان سيبحثان في المواضيع المتعلقة بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وبالاتصالات الدولية لدفع المسيرة السياسية الى الامام. وضم الوفد الفلسطيني مسؤولين كبار يتولون بقدر كبير المسؤولية عن عملية المصالحة بين فتح وحماس، بمن فيهم رئيس المخابرات ماجد فرج، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ومدير المعابر عن السلطة نظمي مهنا. واشارت مصادر فلسطينية بانه من غير المستبعد أن يكون عباس وصل الى الرياض مع رسائل سمعها من الرئيس المصري السيسي في لقائهما في مصر.
في رام الله أعلنوا بان زيارة عباس تجري على خلفية الزيارة السرية التي عقدها قبل اسبوعين في السعودية مستشار الرئيس دونالد ترامب الكبير جارد كوشنير ومبعوثه الخاص للمسيرة السلمية جيسون غرينبلت في محاولة لدفع المسيرة السلمية الى الامام. وحسب التقديرات يحتمل أن تكون المواضيع التي بحثت في الزيارة كانت في بؤرة اللقاء. وتجري زيارة عباس الى الرياض على خلفية خلاف بين حماس وفتح في كل ما يتعلق بترتيبات المصالحة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله امس ان المعابر في القطاع لن تعمل بانتظام طالما لم تسوى مسألة الامن الجاري في القطاع وهوية القوة الشرطية التي سترابط في تلك المعابر. اما في حماس فانتقدوا السلطة على أنها غير مستعدة لدمج رجال حماس في ادارة المعابر.
يديعوت / الصهر والجيب
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 7/11/2017
يمكن أن نشبه اسحق (ايتسيك) مولخو ودافيد شمرون، وزيري البلاط الملوكي لرئيس الوزراء، لاثنين خرجا للسباحة في بركة عامة ولم يريا اليافطة التي تقول “يمنع الـ … من خشبة القفز”. في هذه المرحلة هما مثابة محقق معهما. وبالتأكيد يحتمل أن يخرج واحد منهما على الاقل وربما كلاهما، من هذه القصة دون لائحة اتهام. ولكن ضلوعهما في اثنتين من القضايا التي يتم التحقيق فيهما الان – تلك التي تركز على الغواصات والسفن وتلك التي تركز على العلاقات بين وزارة الاتصالات وشركة بيزك – يفيد بعماهما. كل يافطات التحذير كانت هناك، وهما لم يريا لانهما لم يريدا أن يريا.
بداية الخطيئة ينبغي ان نعلقها بالمستشار القانوني السابق، يهودا فينشتاين الذي سمح لمولخو بالانشغال بعملين متناقضين بالتوازي: ان يكون الرسول الخاص لرئيس الوزراء بمكانة موظف دولة، وكذا ان يواصل القيام باعماله كمحام خاص. عندما كان الياكيم روبنشتاين مستشارا قانونيا للحكومة لم يسمح بهذه الازدواجية خوفا من الفساد. اما فينشتاين فكان أكثر سخاء بكثير.
لحقيقة أن مولخو، بصفته رسولا خاصا، وشمرون، بصفته محاميا خاصا وعائليا، كانا رجلي السر الاكثر حميمية لرئيس الوزراء معان اقتصادية هائلة. فقد رأى الوزراء حاجة لتلبية مطالبهما. والمدراء العامون رأوا في كل توجه منهما توجها من رئيس الوزراء. ورجال اعمال كبار سعوا الى القرب منهما. شؤون الدولة الاكثر حساسية، شؤون الليكود، شؤون العائلة والمصالح التجارية المرتبطة بالحكومة، اديرت تحت جناحي مكتب المحامين أياه. وحتى لو كان شمرون ومولخو وليين صافيين، ما كان هناك سبيل للفصل.
واشتدت الامور في الحكومة الحالية، الرابعة في حياة بنيامين نتنياهو المهنية. وتواصل الجلوس في الحكم خلق، مثلما كان يمكن التوقع، مستنقعا، مياها ضحلة. اما مولخو وشمرون، الصهر والجيب فكانا ملكي المستنقع.
في الحكومة الحالية اصر نتنياهو على ان يتولى وزارة الاتصالات. اصر لدرجة أنه كان يخيل أن منصب وزير الاتصالات اهم له من رئاسة الوزراء. كان هذا غريبا، لان وزارة الاتصالات تعنى اساسا بالشؤون الفنية. والمرة تلو الاخرى أوصت لجان ما بجعلها هيئة حكومية بادارة موظف. اما نتنياهو فرفض الاستماع. فقد آمن بانه من خلال الوزارة المتواضعة هذه سينتقم من الصحافة الاسرائيلية، كريهة نفسه. وهو سيمزقها إربا.
ما الذي تبقى من السنتين ونيف التي تولى فيها منصب الوزير في وزارة الاتصالات؟ تحقيق جنائي من سلطة الاوراق المالية، والذي اسقط في هذه الاثناء مقربه، شلومو فيلبر ويهدد باسقاط صديقه الشخصي، شاؤول الوفيتش، وتعيين أيوب قارا وزيرا في اسرائيل. وعندما سيكتب قارا مذكراته سيكون بوسعه ان يسميها: “كنت وريث نتنياهو”. وهذا سيكون كتابا واسع النشر بلا شك.
لقد تباهى مولخو وشمرون في صفحة الفيسبوك لمكتبهما بانهما مكتبا رائدا في تمثيل هيئات الاتصالات. وكما قلنا فقد قاما بعملهما من خشبة القفز. وعندما نشرنا هذه الحقيقة التي كانت ظاهرة للعيان، استيقظت النيابة العامة من سباتها والزمت مولخو بالتوقيع على وثيقة سرية لمنع تضارب المصالح. ويلزم تعهد مولخو شمرون ايضا. لا سبيل للفصل بينهما: كلاهما يرتزقان من الفاتورة نفسها.
لست أدري ما فعله المحامي مولخو، اذا ما فعل شيئا، مع حكومة المانيا، مع حكومات في المنطقة ومع جهات في اسرائيل في قضية الغواصات والسفن، في صفقات الغاز وفي مواضيع اخرى تتعلق بالتحقيقات. أفترض أنه عمل بنية طيبة، في إطار التعليمات التي اصدرها له نتنياهو. ولكن اذا كان فعل افعاله بالتوازي مع صهره وشريكه في المكتب، الذي عمل مع الحكومة من أجل المحتال ميكي غانور، ممثل حوض السفن الالماني، فهذا يصرخ الى السماء. لا يدور الحديث هنا عن مال فراطة – بل عن ملايين؛ يدور الحديث عن أمن الدولة.
مولخو هو رجل كثير السحر. بخلاف البلاط الصارخ، فظ الروح الذي طوره نتنياهو حوله في الولاية الحالية، فان مولخو هو رجل رقيق ولطيف. وأنا واثق من ان التحقيق معه تحت طائلة التحذير، مثابة اعتقال نهاري، وليس أقل من هذا الاقوال التي قالها عنه قضاة العليا أمس، أهانته حتى التراب. فهو مقتنع حقا بانه فعل كل شيء من أجل الوطن.
ولكن يوجد فيه جانب آخر ايضا، على ما يبدو. والا فمن الصعب أن نفسر البلاغات والرسائل المهددة التي خرجت في السنوات الاخيرة من مكتب المحامين خاصته ضد اناس تجرأوا على انتقاد الزبون والزبونة نتنياهو؛ والا من الصعب أن نفسر المحاولة الفظة من مكتبه الخاص للامساك بالزبائن بالذات في وزارة الاتصالات بقيادة نتنياهو؛ والا من الصعب أن نفسر لماذا لم يهجر اعمال الخاصة لبضع سنوات من أجل الدولة التي هي هامة جدا له.
رغم التوصيات المنمقة لمولخو، شمرون، د. يوسي كوهن، د. يعقوب فينروت وآخرين، يقف نتنياهو اليوم امام مشكلة قضائية عسيرة. يخيل لي احيانا ان مصيره كان سيكون افضل لو كان توجه الى محامي شاب من المحامية العامة، غير ذكي وغير داهية. هناك اناس ماتوا من كثرة الاطباء، وهناك اناس تورطوا من كثرة المحامين.
هآرتس / السجان المكبل
هآرتس – بقلم عميره هاس – 7/11/2017
لقد شاهدنا غزيين سعداء. مراسلة “هنا” ذهبت أول امس الى حاجز ايرز، ودفعت الميكروفون الكاميرا أمام الخارجين من قطاع غزة من اجل الحصول على تنفس الصعداء. ما هذا الجمال. تم رفع نقطة الفحص لحماس، رجال الامن الملتحين لم يحققوا معنا، الانطباع الذي تم الحصول عليه من المقال ومن تقرير سابق في “هآرتس” هو أن حجر العثرة الوحيد الذي كان يقف أمام من يريدون الخروج من القطاع هو حماس. واليكم اسئلة لم يتم سؤالها، لهذا لم تتم الاجابة عليها ايضا: الآن من يريد أن يغادر هل يمكنه الخروج؟ ما الامر؟ (من العام 1991 ونحن نغادر فقط اذا صادقت اسرائيل على ذلك). كم هو وقت الانتظار لتصريح الخروج الاسرائيلي؟ (حوالي خمسين يوما). احيانا فقط من خلال تدخل قضائي من جمعية اسرائيلية مثل “غيشاه” أو “اطباء من اجل حقوق الانسان” (نحصل على التصريح). ما هو الفحص في الحاجز الاسرائيلي؟ (جهاز كشف دائري، توجيهات عبر مكبر الصوت، واحيانا خلع الملابس). ما المسموح أخذه؟ (محظور الحاسوب والغذاء وحقيبة مع عجلات ومزيل العرق).
خلافا للجهاد الاسلامي وحماس من هو غير المسموح بخروجه؟ (الاغلبية غير مسموح لها، جاري الذي تخضع ابنته للعلاج في القدس منذ تسعة اشهر، لم يحصل حتى الآن على تصريح لزيارتها. ومثله ثلاثة اصدقاء لي يحتاجون منذ سنة الى مراجعة للفحص. شباب كانوا يريدون الدراسة في الضفة الغربية لا يستطيعون ذلك لأن اسرائيل لا تسمح لهم. حوالي 300 طالب تم قبولهم للدراسة في الخارج ما زالوا ينتظرون تصاريح الخروج، وتأشيراتهم اوشكت على الانتهاء). هل تم التحقيق معك من قبل الشباك؟ (الآن لا، لكن يحدث أننا نصل الى الحاجز ويأخذونا جانبا، ويجلسونا ليوم كامل على الكرسي، وفي نهاية الامر يسألوننا بضعة اسئلة عن الجيران، عشر دقائق، أو يعيدوننا الى البيت دون توجيه أي سؤال. هكذا يضيع موعدنا في المستشفى أو موعد اجراء مقابلة للحصول على عمل).
الاسرائيلي يرفض ادراك أن القطاع هو سجن كبير، وأننا نحن السجانون، لهذا فهو مكبل بالجهل من تلقاء نفسه. ومقابلات صحافية تتحول بسهولة الى أدوات دعائية في أيدي من يشككون في السياسة. في المقابل، من الطبيعي أن يكون هناك حذف وتشويه للمقالات التي يكتبها من ينفذون السياسة، مثل المقال الذي نشره منسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآف مردخاي، الذي نشر في الاسبوع الماضي في موقع معهد بحوث الامن القومي.
إن الحذف والتشويه أعد للجمهور الواسع. على سبيل المثال: “حماس سيطرت بالقوة على قطاع غزة”. والعكس هو الصحيح: اسرائيل، الرباعية وفتح عملت بطرق عدوانية مختلفة لالغاء نتائج الانتخابات الديمقراطية، التي فازت فيها حماس. “حماس اصبحت المسيطرة؟” حيث اسرائيل تسيطر على الحدود، على المجال الجوي والبحري وعلى سجل السكان الفلسطينيين؟ “سلطة حماس تفقد قوتها بسبب مسؤوليتها عن مستوى الفقر والبطالة العالية. القراء الذين وصلوا الى هذه الجملة في المقال ربما نسوا جملة سابقة فيه: “وضع المواطن الغزي تدهور جدا منذ 2007، بالاساس بسبب القيود التي فرضتها اسرائيل على القطاع (من حيث الحركة من المنطقة واليها ومن حيث النشاط الاقتصادي)”.
الوظيفة تقيد مسبقا الكتاب في مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق، الذي ينفذ باخلاص تلك القيود، وحتى أنه يزيدها تشددا. التحذير في المقال من تفاقم الوضع الاقتصادي والنفسي في القطاع، لم ينضج الى درجة مطالبة شجاعة لواضعي السياسات من اجل رفع منع الحركة عن الناس، وعن المواد الخام والمنتوجات. صحيح أن الكتاب يرمزون للحكومة بأنه من الافضل السماح لعملية المصالحة الفلسطينية الداخلية أن تتقدم، وهم يطالبون بشجاعة الغرباء بأن يقوموا بتمويل اعادة اعمار ما دمرته وتدمره اسرائيل. هذا هو ما يفعله الغرباء منذ العام 1993 – يصبون الاموال لمنع تدهور أكثر خطورة والحفاظ على الوضع القائم المريح لاسرائيل. لقد حان الوقت لأن يحول الغرباء الاموال الى رافعة سياسية، تجبر اسرائيل على أن تعيد للفلسطينيين في القطاع حرية الحركة.
هآرتس / نزاع عائلي وولي عهد طموح يضعضع استقرار السعودية
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 7/11/2017
هل كل الاعتقالات التي بدأ بها ولي العهد السعودي ستكتفي فقط بــ 11 شخص من كبار الاثرياء وخصوم سياسيين، أو ستشير الى بداية عملية تتويج لمحمد بن سلمان ملكا؟ هل التوقيت ينبع من اندلاع مفاجيء للاخلاق استهدف تطهير الفساد أو من الشعور بالاستعجال لنقل السلطة في حياة الملك الحالي؟.
إن هذا الاهتزاز الذي يصعب توقع نتائجه، هو نتيجة عدة عمليات بدأت عند تتويج سلمان ملكا في العام 2015، والتي رافقها منذ البداية اقصاء كبير للموالين للملك عبد الله المتوفى. سلمان (82 سنة) هو آخر الاخوة من بين الاخوة السبعة السديريين (الاخوة السبعة الذين تم اعدادهم لتولي الحكم، وهم احفاد الملك عبد العزيز وزوجته حصة السديري). العرش من المتوقع أن ينتقل الآن للجيل الثاني، الذي يحتشد فيه مرشحون كثيرون، عدد منهم هم خصوم لمحمد بن سلمان، وآخرون لا يعتبرون أنفسهم مرشحين أو لا توجد لهم احتمالية.
الخصم الاشد، محمد بن نايف، الذي تم تعيينه في 2015 وليا للعهد، قام الملك سلمان بابعاده في شهر حزيران من هذا العام وسحب منه منصبه عندما قام بتعيين إبنه وليا للعهد بدلا منه. هناك تقارير تم نفيها في السعودية تحدثت في حينه عن أن الأمير إبن نايف اعتقل أو وضع تحت الاقامة الجبرية. الآن بقي تعزيز الجدار أمام من يمكنه الاضرار بالنقل المريح للسلطة من الأب الى الابن.
قائمة المعتقلين تشير الى اختيار دقيق لخصوم من قمة الهرم الاقتصادي والسياسي، منهم الامير الوليد بن طلال، الذي يعتبر أكبر أثرياء المملكة. وصالح كامل، الذي ورد اسمه دائما في قائمة أثرياء العالم والذي نشر علنا تأييده لبشار الاسد. وخالد التويجي، الذي كان رئيسا للبلاط الملكي في عهد الملك عبد الله وتم ابعاده عن منصبه قبل وقت قصير من تتويج سلمان بسبب اختلافات في الرأي ثارت بينه وبين الامير محمد بن سلمان. ومتعب بن عبد الله، إبن الملك عبد الله والذي تولى منصب قائد الحرس الوطني، وكان معارضا لسياسة سلمان في اليمن وسوريا. والأمير تركي بن عبد الله، وهو ايضا إبن الملك عبد الله والذي كان حاكم الرياض. والأخيران تم اعتقالهما ليس بسبب ظهورهما بصورة شاذة في اعمال الفساد، بل لأنهما يعتبران من أبناء الفرع المعادي في العائلة.
عدد من هؤلاء الاشخاص لم يترددوا في انتقاد سلوك الملك وإبنه، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي تعرضت لفشل تلو الآخر: الحرب في اليمن بعيدة عن الحسم، حيث أن الجيش السعودي غارق في المستنقع اليمني، ادارة الازمة السورية سحبت من أيدي السعودية، ورغم الاموال الهائلة التي قدرت بمئات ملايين الدولارات التي تم تبذيرها على مليشيات مختارة، لم تنجح المملكة في اسقاط بشار الاسد. الشرخ العميق مع قطر والعقوبات التي فرضت عليها من قبل السعودية في العملية التي انضمت اليها دولة الامارات والبحرين ومصر، تبدو الآن خطأ سياسيا كبيرا أدت الى الانقسام في مجلس التعاون الخليجي ولم تؤد الى تغيير سياسة قطر. تدخل الامير محمد في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لم يثمر حتى الآن، واجباره لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة من منصبه، هي خطوة سعودية يائسة، من المشكوك أن تحقق الهدف منها، وذلك بحبس الدولة الصغيرة في سجن فوضى، من اجل التشويش على ايران في ادارتها. يبدو أن التعاون الوثيق مع رئيس الولايات المتحدة ترامب هو الانجاز الوحيد الذي يمكن للمملكة أن تتفاخر به.
يحتمل أن يكون ثمل القوة الموجود لديه وقلة تجربته السياسية هي التي جعلت الامير محمد بن سلمان (33 سنة) يستخدم قوة السعودية الكبيرة، خلافا للنهج الدبلوماسي الذي استخدم من خلف الكواليس والذي ميز عهد الملك عبد الله. ويمكننا أن نضيف ايضا الى استعراض قوة الأمير، تصريحاته المتبجحة مثل “مشروع السعودية 2030” والذي من المتوقع أن يحقق تقدم اقتصادي، تنويع مصادر التمويل وتقليص الاعتماد على النفط، وبرنامج انشاء مدينة المستقبل في اطار مشروع “ان.إي.يو.ام” باستثمار 500 مليار دولار وحتى ترليون دولار. وكذلك ايضا الخطوة الرمزية التي سمح بها للنساء بقيادة السيارات. كل ذلك يخلق صورة دولة تتقدم نحو التطور والحداثة، لكن من أين سيأتي العمال الذين سيبنون هذه المشاريع؟.
السعودية هي دولة غنية جدا، وفائض العملة الاجنبية فيها يقدر بحوالي 700 مليار دولار، لكنها تعتمد ليس فقط على النفط، بل ايضا على 10 ملايين عامل اجنبي. من جهة، أعلنت الحكومة عن برنامج طموح لتقليص عدد الاجانب، ومن جهة تطمح لانشاء مشاريع ضخمة جدا دون أن تكون لها قوة العمل المهنية المحلية التي يمكنها تنفيذها. هذا فقط مثال واحد عن الفجوة بين القرارات والتنفيذ.
ايضا الحرب ضد الفساد التي استخدمت ذريعة للاعتقالات الاخيرة، لم تسجل انجازات حقيقية حتى الآن. وذلك لأن الفساد في السعودية هو فساد هيكلي ولا يقتصر على عدد من كبار اصحاب الاموال. الانظمة البيروقراطية تقتضي الدفع من تحت الطاولة، المستوردون والمصدرون ملزمون بدفع مبالغ لمن يمنحون التراخيص، علاقات مع السلطة من اجل الحصول على تسهيلات تكلف الاموال، علامات جيدة في المدارس والجامعات تقتصر فقط على الناس ذوي الحظوة، ومثلها ايضا الوظائف الحكومية التي تؤمن دخل معقول وتقاعد ولا تلزم بالعمل الحقيقي. من الافضل الآن أن لا نحبس الانفاس في انتظار مقياس النزاهة في المملكة.
يديعوت / وهم الدولة الفلسطينية – كفى نكذب على أنفسنا
يديعوت – بقلم يوعز هندل – 7/11/2017
يخرج الضغط من الناس أحيانا نتائج طيبة. فبعد سنة من انتخاب ترامب للرئاسة الامريكية، وفي ظل التحقيقات والتورطات من نتنياهو وعائلته، بدأ يتحدث عما يريده ايديولوجيا. فرؤساء الوزراء يتحدثون ايديولوجيا في وضعين. الاول هو قبل أن يكونوا في كرسي الحكم، والثاني بعد أن يتركوه. هذا هو احد الاسباب الافضل لتقييد ولاية رئيس الوزراء من أجل اعطائه زعما محدودا لتحقيق معتقداته أو لهجرها (في حالة أن يكون قد كذب).
في يوم الجمعة الماضي في معهد البحوث “تشاتهوم هاوس” في لندن سئل نتنياهو عن امكانية الدولة الفلسطينية. فأجاب باننا رأينا الكثير من الدول الاسلامية في الشرق الاوسط التي فشلت وينبغي اعادة النظر في نموذج السيادة الحديثة عديمة الحدود (بمعنى لا حاجة للاستناد الى حدود 1967 بعد اليوم). ولعله بدا للجالسين في الغرفة كتملص نموذجي آخر من التقدم نحو الدولة الفلسطينية، ولكن كانت هناك لحظة صفاء للحقيقة.
منذ خطاب بار ايلان الذي فرض عمليا على نتنياهو من الرئيس اوباما، تكذب اسرائيل على نفسها وتكذب على العالم. لا يوجد رئيس وزراء يؤمن بالعودة الى خطوط 1967 مع تعديلات حدودية طفيفة. لن يكون كهذا حتى ولو فقط بسبب القيود المعروفة للقدس، اللاجئين والمستوطنين الاسرائيليين. ولا يوجد زعيم فلسطيني يوافق على الاكتفاء بدولة تقوم على اقل من هذا. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يوافق عليها كل من يعنى بالمجال. ومن هنا يبقى الامر خاضعا للتفسيرات.
في السنوات الاخيرة عندما يتحدث الممثلون الاسرائيليون عن دولة فلسطينية فانهم يقصدون حكما ذاتيا موسعا يسيطر فيه الفلسطينيون حزبيا (وسياسيا) ولكن لاسرائيل قدرة وصول أمنية. وهم يقصدون المعابر الخاضعة للرقابة وباختصار شيئا ما يشبه جدا ما يوجد اليوم. الفارق الوحيد بين اليمين واليسار في هذا السياق هو في حجم الارض موضع الحديث. عندما يتحدث الفلسطينيون عن دولة فلسطينية فانهم يتخيلون في عقولهم اسرائيل، وعندما تعنى الاسرة الدولية بالدولتين للشعبين فانها ترى الخط الاخضر. هذه الفجوات هي مصدر الجدال مع الاسرة الدولية. وحيانا هي المصدر لسوء فهم دولة اسرائيل. السؤال الفوري الذي يسأل من جهتهم هو كيف يجسر بين التصريحات والافعال: اذا كانوا يريدون دولتين للشعبين فكيف إذن يبنون خلف خطوط 1967؟
قبل سنة عندما انتخب ترامب رئيسا كانت فرصة لمرة واحدة لبسط رؤيا اسرائيلية مختلفة عن خطاب بار ايلان، واقناع الامريكيين بنموذج سيادة آخر يختلف عمن جرى الحديث حوله منذ اتفاقات اوسلو في عدد لا يحصى من المحادثات. وقد اختارت اسرائيل ان تتلفظ بشيء ما غير واضح، وردا على ذلك طل مبعوثون ومبادرة سلام خفية لترامب لا احد يعرف حقا ما هي. الاستراتيجية الاسرائيلية منذ عقد كانت الكذب، والمناورة الى أن يمر الغضب. عمليا، الغضب لم يمر والكذبة لم تقدمنا الى أي مكان.
قبل سنتين جلست مع واحد من رؤساء الاحزاب في المعارضة الذي روى لي عن حملة سلبية خططت ضد نتنياهو. في احد الاستطلاعات فحصوا امكانية انهم اذا كانوا عرضوه ككاذب في المجال السياسي فهل سيجدي هذا في تهريب الاصوات. السياسة بشعة من كل الجوانب. والنتائج كانت مفاجئة: اليمين اعتقد انه يكذب من اجل بلاد اسرائيل. اما اليسار فاعتقد بانه يكذب ولا يقصد التقدم في المجال السياسي. الكل اتفق ولم يتفاجأ.
ما هو صحيح في العلاقات الداخلية اشكالي عند الانشغال بالعلاقات الخارجية. وبالتالي فان الحدث في لندن بالذات مشوق لانه أخرج من نتنياهو ما يقوله منذ زمن طويل جدا في الغرف المغلقة: الحقيقة عن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. لا يمكن الوصول الى حل مطلق واستقلال فلسطيني على نمط اسرائيل. هذا لن يحصل لانه خطير جدا ولا يهم كم خطاب بار ايلان سيطلق على الطري. ما يوجد هو في واقع الامر حكم ذاتي موسع، دولة ناقص، كيان أو حتى امبراطورية فلسطينية، اذا كانوا يريدون أن يسمونها كذلك. طالما كان واضحا بان الاساس لهذا هو مناطق السلطة القائمة، الفصل السياسي عن اسرائيل والحفاظ على القيود الامنية. سيادة من نوع آخر. كان ينبغي لنا ان نقول هذا منذ زمن بعيد.
يديعوت / جبهة ضد ايران – الفرصة الاخيرة لانقاذ لبنان
يديعوت – بقلم غيورا آيلند – 7/11/2017
استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري والاقوال الفظة التي وجهها لايران تخلق فرصة لمحاولة تغيير الواقع لدى جارتنا من الشمال. ولا اقصد التدخل العسكري من النوع الذي جربته اسرائيل في 1982، بل خلق ائتلاف دولي يخلق ضغطا على الرئيس اللبناني لتغيير الوضع في الدولة.
بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، ابو رئيس الوزراء المستقيل، في 2005، نشأ ائتلاف دولي طالب السوريين باخراج قواتهم من لبنان (في النقاش الذي أجراه رئيس الوزراء في حينه اريئيل شارون، اعتقد المشاركون بان المبادرة الدولية تتطابق مع المصلحة الاسرائيلية. ولكن بصفتي رئيس قيادة الامن القومي قدرت بان خروج السوريين من لبنان سيعزز بالذات النفوذ الايراني الاكثر خطورة). في نهاية المطاف تشكل ائتلاف برئاسة السعودية، فرنسا والولايات المتحدة – تلك الدول التي لها اليوم مصلحة وقدرة تأثير في لبنان – ومن خلال الضغط المنسق، الذي حظي بدعم الامم المتحدة، سارعت سوريا الى اخراج الفرق العسكرية من لبنان.
الضغط هذه المرة يجب أن يوجه نحو الرئيس المسيحي للبنان، ميشيل عون: فهو الذي يساعد ايران في السيطرة على بلاده وهو من أعلن بان حزب الله هو قوة حماية للبنان. وبقوله هذا فانه أخذ في واقع الامر المسؤولية عن كل افعال حزب الله واعترف ضمنا بان للمنظمة القوة لاملاء جدول الاعمال الامني في الدولة.
بدلا من محاولة اقناع بريطانيا تأييد تغيير الاتفاق النووي مع ايران، مثلما فعل رئيس الوزراء نتنياهو في زيارته الاخيرة الى لندن (إذ ان هذا هو جهد عابث لن ينجح)، كان من الافضل توجيه الاضواء الى النشاط الايراني في سوريا والان في لبنان. يجب توجيه الجهود السياسية بحيث تطلب الاسرة الدولية من رئيس لبنان، من البرلمان اللبناني ومن الشعب اللبناني أن يقرر: فهل هم معنيون بان يعتبروا كدولة سيادية أم انهم يسلمون بسيطرة ايران عليهم، من خلال حزب الله. اذا كان الخيار الاول بالفعل هو الجواب، فيجب أن يترجم هذا، على الاقل في المرحلة الاولى، الى الحصول على ثلاثة تعهدات منهم. الاول، طلب سحب القوات الايرانية، بما فيها الحرس الثوري، من نطاق الدولة. ثانيا، الطلب من حزب الله التعهد بالعمل فقط وفقا لتعليمات الحكومة القانونية للبنان. ثالثا، اعلان يقول ان حكومة لبنان مسؤولة عن حفظ الهدوء في الحدود الاسرائيلية.
ظاهرا تعد هذه كلمات فقط، اما عمليا فالوضع مختلف: توجد للبنان فرصة، ربما الفرصة الاخيرة، للتحرر من العناق الايراني. والسبيل الى تحرره يستوجب اتخاذ قرارات شجاعة وصحيحة: اذا رفض رئيس لبنان، ففي هذا اعتراف بان الانبطاح امام ايران وحزب الله سيستمر حتى سيطرتهما التامة على لبنان.
مركب آخر هنا هو الناتو: الطلب من لبنان لا يمكن ان يأتي دون تعهد دول الحلف مساعدته بشكل عسكري في حالة معارضة حزب الله. الغرب تردد في العراق وفي سوريا – ولهذا فانهما في واقع الامر “سقطا” في يد ايران. اذا كانوا يريدون منع استكمال التطويق الايراني في المنطقة، فيجب أن يمنعوا سقوط لبنان.
هل الرئيس ترامب يعرف، بخلاف سلفه، كيف يتعهد وكيف يستخدم القوة؟ يحتمل أن تكون هذه لحظة اختبار. لا يمكن أن نتوقع فعلا لبنانيا شجاعا دون دعم الغرب ولا يمكن ان نتوقع مبادرة امريكية دون طلب يأتي من الحكم القانوني في لبنان. وحده دمج الامور كفيل بان يؤدي الى النجاح.
وماذا عن اسرائيل؟ هي لا يمكنها أن تتدخل مباشرة. عندما حاولنا هذا في 1982، جررنا بلا حاجة الى الوحل اللبناني. ولكن اسرائيل يمكنها أن تفعل أمرين. بداية: محاولة اقناع دول الغرب لان تكون نشطة في لبنان وفقا للمسار الذي عرض هنا. ثانيا، العودة والايضاح بانه طالما كان الرئيس، الحكومة والجيش اللبناني يفضلون خدمة ايران، فسيكون لهذا تأثير دراماتيكي على “حرب لبنان الثالثة”، إذ انه اذا ما وعندما تندلع، فان اسرائيل لن تقاتل ضد حزب الله – بل ضد دولة لبنان التي تعطيه الرعاية.
هآرتس / خطة بن غوريون قلبت رأسا على عقب
هآرتس – بقلم أوري افنيري – 7/11/2017
أنا أكره الحقائق المفهومة بذاتها. القيم يمكن أن تفهم بذاتها، لكن التصريحات السياسية لا تفهم بذاتها في أي يوم. عندما أسمع مقولة سياسية مفهومة بذاتها، أبدأ بالشك.
الحقيقة السياسية المفهومة جدا بذاتها في هذه الاثناء تتعلق بايران. فهي عدونا اللدود وهي تريد ابادتنا، لذلك يجب علينا تدمير قدراتها قبل ذلك. من الواضح أن الاتفاق النووي بين ايران والدول الخمسة الاعضاء في مجلس الامن اضافة الى المانيا، هو تهديد فظيع. كان يجب علينا اصدار الأوامر لقادة الولايات المتحدة من اجل قصف ايران بالقنابل النووية وأن لا نبقي منها شيئا. وفي الحالة غير المعقولة جدا وهي أن يرفض الامريكيون مطالبنا، كان يجب علينا قصف ايران بأنفسنا، قبل حصول آيات الله على الوسائل التي تمكنهم من تدميرنا.
كل هذه حقائق مفهومة من تلقاء ذاتها. ولكن حسب رأيي، هي كلام فارغ وتفاهات، لا يوجد فيها أي شيء مفهوم بذاته، ولا يوجد فيها أي أساس للمنطق، ولا يوجد فيها اساس جيوسياسي وتاريخي وعملي. نابليون قال ذات مرة اذا أردنا فهم سياسة دولة معينة، فيجب علينا النظر الى الخارطة. الجغرافيا مهمة أكثر من الايديولوجيا، حيث أن الايديولوجيات تتغير مع الوقت، في حين أن الجغرافيا لا تتغير. الدولة الايديولوجية المتعصبة جدا في القرن العشرين كانت الاتحاد السوفييتي. فقد كرهت جدا سابقتها روسيا القيصرية، وتكرهها وريثتها روسيا فلادمير بوتين. ولكن انظروا الى الامر المدهش: القياصرة، ستالين وبوتين ايضا يتبعون نفس السياسة الخارجية. وكارل ماركس سيتقلب في قبره.
عندما ظهر بنو اسرائيل في التوراة، كانت ايران دولة حضارية. الملك قورش قام بارسال اليهود الى القدس وأسس ما سمي “الشعب اليهودي”. وحتى الآن اليهود مدينين له بالعرفان. عندما أقيمت دولة اسرائيل في 1948 رأى بن غوريون في ايران حليفة طبيعية، والآن هذا يبدو غريبا، كيف أنه حتى وقت قريب كانت ايران الدولة الاكثر تأييدا لاسرائيل في الشرق الاوسط. بن غوريون كان سياسيا عرف كيف يقرأ الواقع، وهو لم يكن ينوي صنع السلام مع العرب، لأن السلام كان مقرونا بترسيم الحدود ويمنع اسرائيل من التوسع، لذلك، بحث عن حلفاء من خارج العالم العربي.
لقد نظر بن غوريون الى الخارطة ورأى أن العرب المسلمين محاطون بكيانات غير عربية أو غير اسلامية. فقد كان المارونيون في لبنان (غير المسلمين) وتركيا (اسلامية غير عربية) والاكراد (مسلمون غير عرب) وايران (اسلامية غير عربية) واثيوبيا (غير عربية وغير اسلامية) وغيرها. على خلفية هذه الخارطة وضع بن غوريون خطة كبيرة: “حلف الضواحي”. وهذا كان شراكة لكل الكيانات المحيطة بالعالم العربي، وهي كيانات خشيت من القومية العربية لجمال عبد الناصر المصري وشركاءه في العالم الاسلامي السني. أحد أكبر المتحمسين لهذه الفكرة كان الشاه الايراني الذي تحول الى واحد من الاصدقاء المقربين لاسرائيل.
“ملك الملوك” كان ديكتاتورا عنيدا، ومعظم رعاياه كانوا يكرهونه، لكن في عهده تحولت ايران الى وطن آخر لاسرائيليين كثيرين. طهران تحولت الى مركز لرجال اعمال اسرائيليين، الذين أصبح البعض منهم أثرياء جدا. خبراء في الشباك قاموا بتدريب الشرطة السرية المكروهة في ايران، التي تسمى “سباك”. ضباط كبار في جيش الدفاع الاسرائيلي تنقلوا بحرية عبر ايران الى المنطقة الكردية في العراق ودربوا هناك قوات البشمارغا، وهي القوات الكردية التي حاربت نظام صدام حسين في العراق. معروف أن الشاه نفسه لم يحلم بمنح الاستقلال للمنطقة الكردية في ايران. هذا النعيم انتهى فجأة عندما قرر الشاه تسوية اموره مع صدام حسين لانقاذ عرشه الملكي، إلا أن ذلك لم يساعده. آيات الله (رجال الدين الشيعة) الذين كانوا يحظون بشعبية كبيرة قاموا باسقاط الشاه ومملكته، وانشأوا بدلا منها الجمهورية الاسلامية الشيعية. واسرائيل بقيت في الخارج.
مع كل ذلك، هل ايران الشيعية هي عدو فظيع لاسرائيل؟ أشك في ذلك. وكدليل على ذلك، عندما كان تحريض آيات الله ضد اسرائيل في ذروته، تم تنفيذ صفقة غريبة بين ايران واسرائيل. وقد سميت “ايران كونترا”، وكان أساسها: سياسيون امريكيون ارادوا تزويد السلاح لمتمردين يمينيين في نيكاراغوا، التي كان اليسار يسيطر عليها. القانون الامريكي منع ذلك. لذلك توجهوا الى اسرائيل. اسرائيل وفرت السلاح لآيات الله – نعم – وحصلت على الثمن. وهي نقلت الاموال لاصدقائنا في واشنطن الذين قاموا بنقله الى الارهابيين اليمينيين في نيكاراغوا، الذين سموا “كونتراس”. خلال هذه القضية سافر صديقي عميرام نير، الذي كان في حينه موظف في الحكومة، الى طهران والتقى هناك مع آيات الله. عندما يناسب الامر اهدافهم، فان آيات الله كانوا يعقدون بدون تردد الصفقات مع اسرائيل، التي هي نفس “الشيطان الاصغر”. ايران كانت بحاجة للسلاح الذي قامت اسرائيل بتوفيره لها، لأنها كانت في حالة حرب ضد صدام حسين في العراق. اسرائيل ساعدت ايران في تلك الحرب لأنها خشيت من صدام حسين. لذلك ساعدت اسرائيل ايضا في دفع الولايات المتحدة لمهاجمة العراق. وقد نجح هذا الغزو أكثر مما هو متوقع، حيث تم تدمير العراق، وكذلك ايضا الحاجز التاريخي أمام دخول ايران الى الشرق الاوسط.
هذا يبدو مثيرا. خطة بن غوريون الكبيرة وقفت على رأسها: في هذه الاثناء “الضواحي” للبنان وايران، بمساعدة تركيا، هي العدو الاكبر لنا، في حين أن الكتلة الاسلامية السنية (السعودية ودول الخليج والاردن ومصر) هي الصديقة المكشوفة لنا أو شبه السرية.
لقد سمعت قاريء نفد صبره وهو يصرخ: ما هذا الهراء؟ ماذا عن الخطر النووي؟ ماذا لو أن آيات الله المجانين حصلوا على القنبلة النووية وقاموا بابادتنا؟ أنا لا أخاف، ايضا اذا حصلت ايران على القنبلة النووية فسأنام بهدوء. لماذا؟ لأن اسرائيل لديها سلاح نووي ولها قدرة على الضربة الثانية. قصف اسرائيل يعني ايضا تدمير ايران. يمكن أن حكام ايران الحاليين هم متعصبون مجانين (أشك في ذلك)، لكنهم ليسوا انتحاريين. لا توجد أي اشارة واحدة تشير الى هذا الاتجاه. لهذا يبدو أنهم بالتحديد اشخاص منطقيين جدا.
لماذا اذا يسمع الايرانيون تهديدات مخيفة على اسرائيل؟ يوجد لهم سبب منطقي: انهم يأملون أن يصبحوا قوة رائدة في العالم الاسلامي، والطريق الاسهل لذلك هي شتم اسرائيل. طالما أن اسرائيل لم تصنع السلام مع الفلسطينيين فان الشعوب العربية في كل مكان ستكره اسرائيل. قادة ايران الحاليين أفضل بكثير في اسماع الشتائم عن “الشيطان الاصغر”. كما أن هناك خبراء يصادقون على أنه في الآونة الاخيرة ضعفت مكانة الاسلام في ايران وبدلا منه تعززت مكانة القومية الايرانية. عبادة الملك قورش الذي سبق النبي محمد بـ 1200 سنة، آخذة في الانتشار.
اضافة الى ذلك: منذ اكتشفت القنبلة النووية، لم تهاجم أي دولة نووية دولة اخرى لديها سلاح نووي. الهجوم على دولة نووية معناه الانتحار. حتى أن الولايات المتحدة “الشيطان الاكبر” لا تتجرأ على مهاجمة كوريا الشمالية الصغيرة بعد أن حصلت الاخيرة بحكمة على السلاح النووي.
لذلك أنا سأنام بهدوء حتى لو اصبحت ايران دولة نووية، ولكن عين من عيني ستبقى مفتوحة.
نظرة عليا / لبنان بعد استقالة الحريري – في ظل المواجهة السعودية – الايرانية
نظرة عليا – بقلم الداد شفيت ويوئيل جوجنسكي – 7/11/2017
أعلن رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري على نحو مفاجيء في اثناء زيارته الى السعودية عن استقالته من منصبه. وفي تعليله للاستقالة هاجم الحريري بشدة حزب الله وايران واتهمهما بالتخطيط لاغتياله. يبدو أن الخطوة هي نتيجة قرار السعودية، اتخذ في اطار صراع القوى بينها وبين ايران، التي تتعاظم في أعقاب الانجازات الايرانية في سوريا وفي العراق، والتي جسدت بان يدها الان هي العليا في عدد من الساحات في الشرق الاوسط. ليس واضحا كم هي هذه الخطوة جزء من استراتيجية مرتبة بلورتها القيادة السعودية، تتضمن ايضا فهم الخطوات الاضافية التي ستكون مطلوبة من أجل صد توسع النفوذ الايراني في المنطقة. وحتى لو كانت خطوة الاستقالة تدخل لبنان الى فترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي، فمن ناحية حزب الله وايران على الاقل، المصلحة ستكون عدم الانجرار الى المواجهات، على أمل ان يكون ممكنا استقرار الساحة السياسية في الدولة. حاليا، لا يبدو ان الخطوة ستؤدي الى تغيير في نهج حزب الله الحذر تجاه اسرائيل والانطباع هو أن المنظمة لا تزال معنية بمنع التدهور بينها وبين اسرائيل.
رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، أعلن على نحو مفاجيء في 4 تشرين الثاني، في اثناء زيارة له الى السعودية بانه يستقيل من منصبه. وفي تعليله للخطوة هاجم الحريري بحدة ايران وحزب الله وقضى بان طهران تحاول ان تثبت في لبنان الحقائق بالقوة. فقد قال ان “ايران تتجاوز الحكم اللبناني في محاولة لفرض واقع على الارض. واينما توجد ايران توجد حروب اهلية وخراب … ايديها في المنطقة ستقط”. ولم يوفر الحريري سوطه عن حزب الله ايضا. فعلى حد قوله “نجحت المنظمة في أن تفرض واقعا بقوة السلاح”: “نحن نرفض وجود سلاح ليس في ايدي سلطات الحكم الشرعي في لبنان”، اضاف قائلا. واتهم الحريري حزب الله بالمحاولة لاغتياله، مثلما اغتيل ابيه (شباط 2005).
يتولى الحريري مهام منصبه منذ كانون الاول 2016، بعد أن انتخب في اطار “صفقة” اتفق فيها بعد فترة طويلة من الطريق المسدود، الطرفان السياسيان الخصمان في لبنان “قوى 14 اذار” المدعومين من السعودية والغرب من جهة و “معسكر المقاومة 8 اذار”، الذي يقوده حزب الله من جهة اخرى، على تعيين ميشيل عون (الماروني) رئيسا، ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، الذي اخذ مكان أبيه كزعيم الطائفة السنية في لبنان، كرئيس للوزراء. وكان سلوك الحريري حتى موعد استقالته يشهد بالذات على محاولة من جانبه لايجاد القاسم المشترك بين المعسكرين، وان كان واضحا انه يعمل تحت ضغوط من جانب حزب الله وايران ولا سيما على خلفية التطورات في سوريا – هزيمة الدولة الاسلامية وتعزز سيطرة النظام السوري وايران، وكذا ضغوط متصاعدة من جانب الولايات المتحدة على حزب الله.
من عموم ردود الفعل حتى الان يبدو أن الاستقالة اخذت بالمفاجأة الشديدة عموم محافل القوى العاملة في لبنان، باستثناء السعودية. في اعقاب ذلك يتعزز الانطباع بان التوقيت نسق مسبقا مع اسياد الحريري السعوديين. وذلك بعد أن التقى بولي العهد محمد بن سلمان ومع مسؤولين سعوديين آخرين قبل بيانه. وتأكيد على ان استقالته نسقت على الاقل مع كبار رجالات المملكة، ان لم تكن فرضت عليه عمليا، يمكن ان نجده في اقوال تامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج والناقد الحاد لايران وحزب الله، الذي التقى الحريري هو الاخر. وكان السبهان دعا قبل بضعة ايام من استقالة الحريري الى اسقاط حزب الله ودعا الى معاقبة المتعاونين مع المنظمة.
يشار الى أنه في اواخر 2016 تحسنت قليلا العلاقات بين لبنان والسعودية، بعد أن منحت المملكة مباركتها للصفقة السياسية المتحققة. يحتمل أن يكون السعوديون أملوا في التأثير على الرئيس المنتخب عون ليهجر حلفائه السياسيين الحاليين. وفي اطار هذا ظهرت حتى تقارير حول زيارة مخطط لها من الملك سلمان الى لبنان وعين سفير سعودي جديد في لبنان، بعد أن مرت سنة دون أن يكون للمملكة سفير في الدولة. فضلا عن ذلك، فان التحسن في العلاقات بين الدولتين أدى ايضا الى تصاعد حاد في السياحة السعودية الى لبنان: فعدد السياح السعوديين الى لبنان تضاعف منذ بداية 2017، مقارنة بالسنة السابقة.
ترى السعودية حزب الله فرعا ايرانيا بكل معنى الكلمة، هدفه زيادة النفوذ الايراني في المنطقة وضعضعة استقرار الدول العربية، وليس منظمة مقاومة لبنانية. على هذه الخلفية، حتى لو كان التفسير الرسمي لاستقالة الحريري لا يزال محوطا بالغموض، يبدو أنها نتيجة تقدير سعودي بان الخطوة السياسية التي كانوا شركاء فيها في لبنان في 2016 لا تجدي من حيث تقييد قوة حزب الله وان الحريري كرئيس وزراء جر عمليا خلف جدول اعمال المنظمة، لا ينجح في تقليص نفوذها ونفوذ ايران في الدولة، وان هذا النفوذ يتعاظم فقط. يحتمل أن تكون قيادة السعودية تفترض بان الاستقالة ستقضم من الشرعية التي حصلها عليها حزب الله بفعل مشاركته في الحكومة اللبنانية. في اذار 2016 كان مجلس التعاون الخليجي قرر بدوله الستة ادراج حزب الله في قائمة منظمات الارهاب، والغت السعودية التمويل للجيش ولقوات الامن اللبنانية بحجم 4 مليار دولار، وذلك على ما يبدو بسبب الخوف من أن يجد السلاح طريقه الى حزب الله. وذلك رغم أن جزءا من السلاح، من انتاج فرنسا، وصل الى لبنان.
ليس واضحا كم هي خطوة استقالة الحريري جزءا من استراتيجية مرتبة، اعدتها القيادة السعودية ضد ايران وهل تتضمن ايضا خطوات اخرى ستكون لازمة من أجل تقليص نفوذ حزب الله وايران في لبنان. ومع ذلك معقول ان الخطوة اتخذت في اطار صراع القوى المتعاظم بين السعودية وايران ولا سيما في ضوء انجازات ايران في سوريا وفي العراق، والتي جسدت بان يدها هي العليا في عدة ساحات في الشرق الاوسط، وتطلع سعودي لوقف هذا الميل. بل ويحتمل أن تكون الخطوة جزءا من الاستراتيجية الامريكية، مثلما عبر عنها الرئيس ترامب، وغايتها زيادة الضغوط على ايران وحزب الله. في هذا الاطار اتخذ الكونغرس قانونا لتشديد العقوبات على حزب الله. ويشار الى أنه حسب التقارير في وسائل الاعلام، قام صهر الرئيس جارد كوشنير مؤخرا بزيارة السعودية، وفي اطارها التقى بوعي العهد محمد بن سلمان.
ان استقالة الحريري تصعد التوتر السياسي القائم على أي حال في لبنان. والانتقاد الحاد الذي ينطلق من جانب ايران وحزب الله على خطوة الحريري وتوجيه الاتهام الى السعودية بصفتها المسؤولة المباشرة عن ضعضعة النظام في لبنان تشهد على أنه في نظرهم، فان التسوية السياسية التي تمت في 2016 خدمت اهدافهم وان الفوضى السياسية المتوقع أن تنشأ الان في لبنان هي ذات امكانية كامنة لتفرض المصاعب عليهم في الطريق الى تحقيق اهدافهم.
حتى لو كانت خطوة الاستقالة تدخل لبنان في فترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي، فعلى الاقل من ناحية حزب الله وايران فان المصلحة ستكون الامتناع عن الانجرار الى المواجهات، على أمل أن يكون ممكنا استقرار الساحة. الى جانب ذلك، معقول بان تكون الضغوط التي ستمارس على المنظمة لن تحملها على التراجع عن الاهداف التي وضعتها لنفسها حتى الان مع التشيد على تعزيز وتطوير مستوى قوتها العسكرية. مشكوك أن يكون الرهان السعودي في أن توجه التهمة عن الاستقالة الى حزب الله فتضعف مكانته في الساحة اللبنانية، سيتحقق بالفعل. العكس هو الصحيح: يحتمل أن يستغل حزب الله الوضع، بمساعدة الرئيس عون، كي يعزز مكانته. بل ويمكن ان تكون النتيجة المباشرة لخطوة الاستقالة بالذات تقليص النفوذ السعودي – الذي كان محدودا على أي حال – على حكومة لبنان، وعمليا تترك الفراغ لايران. في كل الاحوال، حاليا، لا يبدو ان الخطوة ستحدث تغييرا في النهج الحذر لحزب الله تجاه اسرائيل حاليا؛ والانطباع هو أن المنظمة لا تزال معنية بمنع التدهور بينها وبين اسرائيل.
اسرائيل اليوم / ميرتس تقف في مفترق طرق
اسرائيل اليوم – بقلم يورام دوري – 7/11/2017
إن ما ميز ميرتس وسر قوته الانتخابية في التسعينيات من القرن الماضي كان تجددها ونضارتها. برئاسة شولاميت الوني تحول حزب ميرتس الى عنوان لشباب وشابات كثيرين ملوا من النظام القائم في الاحزاب الموجودة والسياسي الصحيح.
ميرتس الذي له 12 مقعد في الكنيست لم يكن حزبا يساريا بالمعنى التقليدي للكلمة. فقد كان حركة، وعاء للمحتجين: ضد الاكراه الديني، الفساد، الجمود السياسي، المحتجين ضد المس بحقوق المواطن.
ميرتس برئاسة الوني، الذي حصل على 10 في المئة من اصوات الناخبين للكنيست، طرح وجوه متمردة. الوني التي لم تخش من مواجهة رئيسة الحكومة القوية لحزب العمل، غولدا مئير، في الوقت الذي خاف فيه من هم أكبر منها وأقدم منها من فتح افواههم. كان منهم يوسي سريد الذي تمرد على الامور المتفق عليها وعلى اجراءات حزب العمل واستقال منه بعد أن انتقد بشدة سياسة قيادته (التي كان جزءا منها). ايضا امنون روبنشتاين الذي اعتقد أن حقوق المواطن فوق كل شيء، وكان كثيرون آخرون.
قوة ميرتس نبعت في الاساس من انفتاحه. الشباب شعروا بأنه ليس حزبا عاديا، لا يقدس مؤسساته التي كانت موجودة بصعوبة. النظام السياسي لمباي، الذي ورثه حزب العمل والمعراخ، لم يترك أي انطباع لدى مؤيدي ميرتس، بل العكس. المؤيدون من الشباب احتقروا مفاهيم مثل قرارات اللجان، نقاشات مركز وتحفظات في مكتب الحزب. هذا الامر بدا لهم أنه عفا عليه الزمن مع رائحة من الاتحاد السوفييتي (لمن نسي: تلك الايام كانت هي الايام التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي على اللجنة المركزية والمكتب السياسي التي فارقت الحياة).
الانفتاح كان سر قوة ميرتس. فميرتس كان حزبا شابا بقيادة شابة (شاب بمفاهيم تلك الايام)، وبالاساس مع افكار شابة. واذا استخدمنا مفاهيم اليوم فان ميرتس تلك الايام كان على صورة ميكرون الفرنسي، تشبراس اليوناني وكورتس النمساوي.
لقد مرت السنين، وميرتس كبر، ولا نقول شاخ. مواقفه بالنسبة للدين والدولة سرقت من آخرين. الحفاظ على حقوق المواطن بهتت. وفي النضال ضد فساد الحكم، ليس هو القائد. والايمان بالسلام كدين تحطم امام أمواج الشك التي تفشت في اوساط الشعب بعد “لا يوجد شريك” من مدرسة اهود باراك.
في الطريق الى العام 2018 يقف حزب ميرتس في مفترق طرق: العودة الى جذور الحداثة أو الغرق في الحفاظ على القائم. نسيان السلامة السياسية والعودة الى اندفاع الشباب أو الحفاظ على ثقافة سياسية مكروهة من قبل جيل الشباب. تقديس الأطر الحزبية القائمة أو اختراق الأطر وشق الصفوف.
جيل الواتس أب وانستغرام والتطبيقات الاخرى يقوم بالركل. كل الفيتو هو تجديد، مبادرة وابداع. في الوقت الذي يتردد فيه ميرتس بخصوص اجراء الانتخابات التمهيدية المفتوحة، يجب علينا تذكر أن من يصوتون بواسطة الهاتف المحمول وفي كل برامج الواقع في التلفاز ويجيبون على الاستفتاءات المختلفة، سيؤيدون فقط حزب يمنحهم الشعور أنه باستطاعتهم التأثير على مواقفه وعلى تشكيلة القيادة.
اذا قام ميرتس بتقديس ما هو قائم واغلق الابواب فان فرصته في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات القادمة، ضعيفة. واذا حدث ذلك، فان كل الحديث عن انشاء كتلة مانعة على صيغة 1992، سيتحطم أمام واقع الانتخابات.
اسرائيل اليوم / اسرائيل والاردن : يجب المبادرة الى تهدئة العلاقات
اسرائيل اليوم – بقلم اسحق لبانون – 7/11/2017
في مؤتمر دولي عقد في البلاد في ايلول الماضي، الذي شاركت فيه، حضر ايضا ضيف من الاردن معروف جيدا في اسرائيل. فقد شارك في السابق في محادثات السلام بيننا وبين الاردن، وهو لا يتردد في المجيء الى مؤتمرات تعقد لدينا حول مواضيع مختلفة. والآن هو يعتبر ممن لهم علاقات جيدة مع العائلة المالكة.
لقد تحدثنا في هذا المؤتمر عن الازمة الشديدة التي نشأت بين الدولتين في اعقاب اطلاق النار الدفاعي من قبل رجل الامن في السفارة الاسرائيلية في الاردن، والذي أدى الى قتل مواطنين اردنيين.
لم أر في أي مرة هذا الضيف الاردني غاضبا جدا مثلما رأيته في ذلك اليوم. فقد قال بحزم إن الاردن لن يوافق على اعادة السفيرة الاسرائيلية لأنهم يرون فيها المسؤولة المباشرة عن الازمة. وباقي جوانب الازمة، اضاف، كلها امور يمكن حلها. أنا أعترف أنني تفاجأت من اسلوبه ولهجته، التي لم تترك لدي أي شك بأنه يعبر عن موقف سمعه في الاردن.
بعد حديث طويل حاولت تهدئته، لكنه أصر على موقفه. وفي اعماقي غضبت من تصرفه لأنه في كل الاحوال، قرارات دولة مستقلة وذات سيادة مثل اسرائيل، هي قرارات سيادية ومستقلة. الاردنيون لن يملوا علينا ما سنفعله.
بسرعة وجدت أنني أتحدث عبر المصالح قصيرة المدى وليس عبر المنطق. لنتوقف لحظة ونفحص ما هي فائدة اسرائيل في الوقت الحاضر وازاء ما يحدث حولنا وتحديات مثل التي نواجهها: هل من الافضل الاستمرار بالادعاء أن الاردن بحاجة الى اسرائيل أكثر مما يحتاج الاردن الى اسرائيل؟ هل في نهاية المطاف سيقوم بتليين مواقفه والغاء تهديده؟ أو ربما من الافضل ايجاد طريق لتقصير هذه العملية واعادة العلاقات الى سابق عهدها؟ أنا اؤيد الحل الثاني.
في العالم الدبلوماسي هناك مفهوم يسمى “اغريمنت” (موافقة مسبقة) – الدولة التي تقوم بارسال سفير يجب عليها الحصول على موافقة الدولة المستقبلة، وبدون ذلك فان السفير لا يذهب الى تلك الدولة. التفسير العملي هو أنه يعطى للدولة المستضيفة الحق في رفض استقبال سفير لأي سبب كان. هذا حدث لنا مع البرازيل، واضطررنا لتعيين سفير آخر بعد سنة تقريبا. مصر عارضت ذات مرة تعيين سفير معين، لكنها اختارت القيام بذلك بهدوء. رغم عدم الارتياح، للاردن الحق في عدم استقبال سفيرنا أو سفيرتنا، هذا ليس مريحا، هذا مثير للغضب، لكن هناك قواعد لعب للدبلوماسية بين الدول. لهذا يجب العمل على حل الازمة بدون تأخير.
أحد الاحتمالات لذلك هو أن نعيد الى عمان الرجل الثاني في السفارة كمسؤول مؤقت عن السفارة، الى حين تعيين سفير أو سفيرة مجددا. ليس هناك فائدة من التخندق خلف المتاريس واطالة مدة الازمة اكثر من المطلوب، لأنه في نهاية المطاف، اذا واصل الاردن رفضه لاعادة السفيرة، فسنضطر الى قبول ذلك مع صك الاسنان. من الافضل، اذا كان الامر كذلك، استخدام دبلوماسية ناجعة بدلا من التصلب العقيم.
هآرتس / لم يعدن يسكتن
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 7/11/2017
شهادة اوشرات كوتلر ونيري لفنه ضد اليكس جلعادي، شهادة سيلفي كيشت ضد يوسف لبيد، شهادة ياعيل غيرمان ضد طبيب النساء الذي يعالجها – وكذا شهادات عديدة اخرى لنساء في البلاد وفي العالم – تكشف سلوكيات ذات نزعة قوة وزعرنة، القاسم المشترك بينها هو اباحة جسد وشرف النساء. وبفضل الشهادات تنبسط صورة واسعة من السلوكيات التي خافت النساء في الماضي من التمرد عليها واخترن حلول الكبت والانطواء حيال الاوضاع التي علقن فيها؛ بينما العديد من الرجال ممن شهدوا تلك الوضعيات ونفروا منها لم يشعروا بحاجة للعمل بتصميم كي يضعوا حدا لها. سنوات من الكفاح من اجل المساواة بين النساء والرجال، والتي تحظى الان باجماع واسع في المجتمع هي التي منحت النساء الشجاعة لاخراج شهاداتهن من غياهب الذاكرة. ولا تستهدف الشهادات خدمة حملات الصيد أو الثأثر بل المطالبة بالاعتراف بالظلم الذي لحق بتلك النساء، اللواتي اضطررن في الزمن الحقيقي لان يغرقن فيه وحدهن. ويحمل نشر الشهادات الان رسالة للنساء وللرجال على حد سواء: فجسد وشرف النساء ليسا سائبين. فالنساء لم يعدن يسلمن بسلوك يدخلهن في ضائقة؛ وسلوك الرجال الذين اساءوا استخدام مواقع القوة لن يكون بعد اليوم محميا بفكر الاخفاء القديم الذي لف الموضوع.
ان هذه الشهادات هي جزء لا يتجزأ من عملية التغيير النمطي الذي يمر به المجتمع. مسيرة تأتي لتضمن محيطا آمنا ومحترما ليس فقط للنساء بل لكل من يتعرض للاذى والتحرش على خلفية جنسية، بواقع أي علاقات قوى.
هذه خطوة في الطريق الى تغيير واقع حياة من تأذى بحيث لا تكون متعلقة بعد اليوم بحسن نية او بقامة المتحرش، وبمدى تصميم الضحية. واقع يختبر فيه النساء والرجال على حد سواء للمناصب والمواقع كمتساوين، على اساس كفاءاتهم ذات الصلة وليس على اساس الاستجابة لما اعتبر مرات عديدة كمغازلة او ملاطفة من جهة، وكرافعة ضغط متحرشة ومؤذية من جهة اخرى؛ واقع تكون فيه المعايير واضحة بما يكفي لتقليص “المناطق الغامضة” وتقليل “التشويش” التي تحت رعايتها تتم حالات ايقاع أذى متكررة، يكون المتأذي فيها في معظم الحالات هو الجهة الاضعف في المعادلة.
ان الاعتداء او التحرش الجنسي ليسا فعل مغازلة او عملا في مجال الرومانسية والجنس. مصدرهما في علاقات القوى التي تتضمن استغلال المكانة العليا من جهة في مقابل الضعف من جهة اخرى. ولما كان كذلك فليس لهما مكان في مجتمع متساو. ان كشف الشهادات، والمكان الذي اعطي لها في الخطاب العام، حيوي لخلق هذا التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى