ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 6– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– اعتقال اثنان من رجال سر رئيس الوزراء والتحقيق معهما.
– الاقرب الى نتنياهو – المقربون يغوصون.
– اليوم العليا تبحث في التماس ضد مولخو.
– الوزراء يقرون قانون “بيبي 2”.
– الجيش الاسرائيلي يعترف: الجثث في أيدينا.
– ليبرمان يدعو الرئيس الى منح العفو لاليئور.
– الحراس يحصلون على صلاحيات الشرطة.
– ليل الأمراء.
معاريف/الاسبوع:
– اسرائيل: “في أيدينا خمس جثث لرجال حماس من النفق المفجر”.
– عائلتا غولدن وشاؤول: “بدلا من ممارسة الضغط، حكومة اسرائيل تغمز حماس وتستسلم لسجنائها”.
– رد الدولة على الالتماس: اخراج القتلى من النفق قد يعرض قوات الجيش الاسرائيلي للخطر.
– المحققون يجتاحون منزلي محاميين مقربين من نتنياهو.
– نصر الله: “الحريري معتقل في السعودية”.
– ليبرمان يدعو الرئيس للعفو عن ازاريا.
هآرتس:
– 25 قتيلا على الاقل في حادثة اطلاق نار في كنيسة في تكساس اثناء الصلاة.
– قضية الغواصات: اثنان من رجال سر نتنياهو يخضعان للتحقيق على مدى 15 ساعة.
– اللواء مردخاي: اذا لم يتحسن الوضع في غزة، قوة متطرفة من حماس قد تصعد الى السلطة.
– اسرائيل تحتجز جثث خمسة نشطاء الجهاد قتلوا في تفجير النفق من غزة.
– نتنياهو: ايران معنية بارسال غواصات لترسو في موانيء سورية.
– 11 امير وعشرات الوزراء السعوديون يعتقلون للاشتباه بالفساد.
اسرائيل اليوم:
– ورقة مساومة: خمس جثث مخربين بيد اسرائيل.
-مذبحة في كنيسة في تكساس.
– على مدى ساعات ومقرب آخر لرئيس الوزراء يحقق معهما في ملق 3000.
– نتيناهو يدعو الى وقف السيطرة الايرانية على المنطقة.
-قانون التوصيات يقر في اللجنة الوزارية واردان وبيتان يصطدمان.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 6– 11 – 2017
هآرتس / اللواء مردخاي: اذا لم يتحسن الوضع في غزة، قوة متطرفة من حماس قد تصعد الى السلطة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 6/11/2017
يدعو منسق أعمال الحكومة في المناطق، ا للواء يوآف مردخاي الى تفعيل نوع من “مشروع مارشل” لقطاع غزة، في إطاره تضخ الاسرة الدولية مبالغ مالية كبيرة لتحسين اقتصاد القطاع.
في مقال نشر الاسبوع الماضي في موقع معهد بحوث الامن القومي أوضح مردخاي بانه يعتقد بوجود “مؤامرة” بين الوضع المدني والاقتصادي في القطاع وبين الواقع الامني، وأن استمرار تفاقم الوضع سيسرع خطر التصعيد بين اسرائيل وحماس. وعليه فقد أوصى مردخاي اسرائيل بان تؤيد خطوة واسعة تجلب على حد قوله “بشرى حقيقية” للسكان المدنيين في القطاع.
وكان هذا جاء في مقال كتبه مردخاي مع رئيس دائرة الشؤون الفلسطينية في مكتبه، العقيد ميخال ميلشتاين، والمقدم احتياط يوتام أميتاي. ويصف الثلاثة مسيرة طويلة يفقد فيها حكم حماس في القطاع من قوته بسبب مسؤوليته عن حجوم الفقر والبطالة هناك. وبالمقابل، ينمو في غزة جيل جديد من الشباب من ابناء 15 – 30، يصفه كُتاب المقال كجيل محبط، متعلم نسبيا، ولكنه جيل يجد صعوبة في ايجاد عمل بسبب الوضع الاقتصادي. الجيل الجديد، كما كتبوا يقولون، “يتحدى مصادر الصلاحيات بل ويظهر احيانا موقفا متحفظا من الايديولوجيا التقليدية”.
وبرأي كتاب المقال، فان حماس تفهم بانها مسألة وقت فقط الى أن تنشأ في القطاع موجة احتجاج عنيفة على نمط الربيع العربي، كفيلة بان توجه ضدها. وهم يصفون ظاهرة سائدة بين الشباب ابناء اقل من 20، وفي الغالب من سكان مخيمات اللاجئين، من شدة اليأس من وضعهم يفضلون اجتياز الحدود الى اسرائيل كي يعتقلوا هناك ويحصلوا على وجبات ثابتة ويتمتعوا بتمويل من ابناء عائلاتهم من السلطة ومن حماس، لكونهم سجناء أمنيين.
ويحذر مردخاي، ميلشتاين وأميتاي من أن استمرار واقع انعدام الامل للسكان في غزة يسرع “مسار التطرف” الذي في نهايته قد يستولي على الحكم في القطاع جناح متطرف حتى أكثر من حماس. وعلى حد قولهم، فانه “دون الدخول في المصلحة الاسرائيلية بالنسبة لهوية الجهة الحاكمة في قطاع غزة… اذا لم يتم عمل يؤدي الى تغيير حقيقي في فهم الواقع المتدهور، من شأننا أن نصطدم بواقع تستولي فيه جهات أكثر تطرفا من حماس على الحكم في المستقبل”.
البشرى الحقيقية لسكان القطاع، كما يكتبون، ستأتي من “عملية تحويل القطاع الى محيط نام وفيه مناطق صناعية متطورة، مجالات سياحية، قنوات مواصلات حديثة وبنى تحتية تلبي احتياجات السكان” – وهي ظروف تختلف بشكل متطرف على الواقع اليوم. ولا يفصل الثلاثة بالضبط من أين ستأتي الميزانيات الكبرى اللازمة لذلك، ولكنهم يقولون ان هناك حاجة لنوع من “مشروع مارشل” محلي، بروح خطة المساعدة الاقتصادية الامريكية لاعادة بناء دول اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
المسيرة، يجب أن تكون على حد قولهم متداخلة مع ترتيب أمني واقتصادي، بتقييد التعاظم العسكري لحماس وحل مشكلة المفقودين الاسرائيليين في القطاع. وهم يذكرون بان في الفترة الاخيرة جرت محاولة في هذا الاتجاه، من خلال مبادرة المصالحة الفلسطينية التي تقودها مصر.
وعلى حد قولهم، فان “المسيرة مركبة من أساسها ولكنها ليست متعذرة. ما ينقص أساسا لحاجة دفعها الى الامام هو الارادة الطيبة من أصحاب المصالح في المجال”. ولا يشير مردخاي وشركاؤه في المقال ما هو المطلوب من اسرائيل لغرض تطبيق مثل هذه الخطوة، ولكن واضح أنه لن يكون ممكنا تحقيقها دون موافقة اسرائيلية على ترتيب بعيد المدى، وان كان بشكل غير مباشر، مع حماس، لضخ اموال كثيرة واعادة بناء واسع للبنى التحتية في القطاع.
وتناول اللواء احتياط سامي ترجمان، قائد المنطة الجنوبية في فترة حملة “الجرف الصامد” في نهاية الاسبوع التطورات الاخيرة في القطاع. ففي مقال نشره في موقع معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط، كتب ترجمان بان التجلد من جانب الجهاد الاسلامي وحماس بعد تفجير النفق الاخير يعبر عن تطور ما كان يمكن تصوره في الماضي.
والسبب الاساس للتجلد الحالي، برأي ترجمان، يرتبط بعملية المصالحة الفلسطينية. ومع أن اتفاق المصالحة محدود في حجمه، فان الطرفين، حماس والسلطة الفلسطينية تسعيان الى منع انهياره في مرحلة مبكرة بهذا القدر ولا يريدان ان يبدوا مذنبين في خرقه.
اسرائيل اليوم / لجنة بالكونغرس تبحث نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة
اسرائيل اليوم – 6/11/2017
من المقرر ان تعقد اللجنة الفرعية لشؤون الأمن في الكونغرس الامريكي الاربعاء المقبل، جلسة لمناقشة نقل السفارة الأميركية في إسرائىل من تل أبيب للقدس، وهو ما وعد به الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية وأجل التنفيذ إلى وقت لاحق.
وذكرت صحيفة “اسرائيل اليوم” – مقربة من نتنياهو -، أن المدير العام السابق لوزارة الخارجيةالاسرائيلية ومستشار بنيامين نتنياهو والمقرب منه، دوري غولد، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس مركز القدس لشؤون المواطنين والدولة، سيشارك في جلسة تعقدها اللجنة الأميركية بالكونغرس حول “نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس: فرص ومخاطر”.
وكتب رئيس اللجنة الفرعية الأميركية، رون دي سانتيس، في الدعوة التي وجهت لغولد، إن “النقاش يدور حول المواضيع المختلفة التي على المحك بكل ما يتعلق بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس”.
وقال إن استمرار بقاء السفارات الأجنبية خارج القدس “يبعد السلام، كونه يساهم في إحياء الوهم الفلسطيني بأن لا علاقة للشعب اليهودي ودولته بالقدس”.
وكرر أن موقف إسرائيل “الثابت هو أن السفارة الأميركية، والسفارات الأجنبية الأخرى، ينبغي أن تكون في القدس، عاصمتنا الأبدية”.
وأضاف: “ورغم خيبة الأمل من عدم نقل السفارة في هذا الوقت، تعرب إسرائيل عن تقديرها لتصريحات ترامب حول الصداقة والالتزام بنقل السفارة في وقت لاحق”.
هذا وفي شهر حزيران/ يونيو الماضي، قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب عدم نقل السفارة للقدس، وهو القرار الذي اعتبره نتنياهو في حينه مخيبًا للآمال.
هآرتس / القدس أولا
هآرتس – بقلم يوئيل حسون – 6/11/2017
“مخططات أحادية الجانب تعاملت مع الفلسطينيين في مدينة القدس كأدوات لعب، بالامكان تحريكها من هنا الى هناك من اجل تعزيز الاغلبية اليهودية وتحسين السيطرة الاسرائيلية في المدينة”، هكذا كتب في افتتاحية “هآرتس” في 29/10 كرد على مخطط قمت ببلورته مع الوزير السابق حاييم رامون، من اجل الانفكاك بسلام من القرى العربية في شرقي القدس.
إن استخدام صيغة الجمع تنبع من الخطأ الجوهري لهيئة تحرير “هآرتس” التي تعتقد أن المخطط الذي أقترحه يوجد في نفس التصنيف مع مخطط الضم لعضو الكنيست يوآف كيش والوزير زئيف الكين من الليكود. أنا مضطر للرد على هذا الادعاء، اساسا لأنه من المهم لي تمييز نفسي عن رؤساء اليمين، الذين سمو وحدة القدس دائما على ألسنتهم، لكن بأيديهم يجرون المدينة الى واقع ثنائي القومية، التي هي الشعار الترويجي للدولة ثنائية القومية التي ستصبح عليها اسرائيل اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين.
الخطأ الاول بشأن القرى الفلسطينية في القدس تم ارتكابه في الايام الاولى من حرب الايام الستة، عندما تم ضم هذه القرى الى حدود القدس لتكون كبيرة جدا أكثر مما ينويه الزوجان بشكل عام عند كسر الكأس في حفل الزفاف. إن تداعيات هذا القرار ما زالت تحملها القدس على ظهرها حتى الآن.
الآن بعد مرور خمسة عقود، تقف أمام حكومة اسرائيل ثلاثة خيارات فقط. وكل من يقول للجمهور شيء آخر فهو مخطيء ومضلل. الخيار الاول هو مواصلة الاستخفاف بأي حل يتم عرضه. الثاني هو الانضمام الى مبادرات الضم من قبل اليمين، التي تعني أن 200 ألف من سكان هذه القرى الفلسطينية سيتمكنون في الانتخابات البلدية القادمة في تشرين الثاني 2018 من احراز اغلبية فلسطينية في مجلس البلدية.
الحل الصحيح الوحيد والذي تمت صياغته من تفكير براغماتي ومطلع على الوضع، هو الانفكاك بسلام من هذه القرى الفلسطينية التي تم ضمها للقدس.
الوزير الكين الذي عرض تحويل القرى الفلسطينية الى مدينة جديدة، يعرف أن الوضع الحالي غير ممكن من ناحية كل الاطراف. خلافا لزملائي في اليمين الذين يحاولون تقسيم القدس وابقاء ارض اسرائيل كاملة، رؤيتي السياسية واضحة: فقط حل الدولتين لشعبين سيضمن استمرار وجود اسرائيل، بما في ذلك القدس، يهودية وديمقراطية. وما هو صحيح بالنسبة للقدس فهو صحيح بالنسبة للضفة الغربية كلها، لكن القدس أولا.
خلافا للمفهوم الغامض لليسار الاسرائيلي، الذي يتمسك بطاولة المفاوضات بدون أن يعطي اهتماما لحقيقة أن مسألة القدس ستكون دائما العامل الاساسي لتفجير المفاوضات، أنا أقترح البدء في الحل في القدس بصورة فعلية. إن تطبيق الحل يمكن البدء به في يوم الاربعاء من هذا الاسبوع، عندما ستصوت الحكومة مع مشروع قراري بنقل هذه القرى الى المنطقة ب. فقط هذا القرار يمكن أن يؤدي الى فتح نافذة لفرصة سياسية، الذي يعلن أن نية اسرائيل للتوصل الى حل متعلقة بالفصل بينها وبين الفلسطينيين.
ايضا هنا يجب قول الحقيقة البسيطة، التي يحاول امثال الكين وبينيت اخفاءها، وهي الانفكاك بسلام عن القرى الفلسطينية في القدس ليس بديلا لاقتراح اسرائيلي شجاع وحاسم. لهذا أنا اؤيد الحفاظ على السيادة الاسرائيلية في الاماكن المقدسة، من خلال خلق نظام عام جديد، يمكن من حرية الحركة والعبادة لكل أبناء الديانات في أرجاء البلدة القديمة. النظام الجديد يكون خاضع لاشراف أمني صارم، مع تدخل محتمل لقوات الامن الخاصة، تمكن من استمرار نسيج الحياة المشترك بين الاسرائيليين والفلسطينيين في البلدة القديمة.
أنا اقترح اعادة التفكير خارج الصندوق: في البداية نحدد الى أين تريد اسرائيل الوصول، وما هي مبادئها. الفلسطينيون من ناحيتهم يمرون بعملية موازية، وبوساطة دولية يتم التوقيع على اتفاق مباديء، يكون مقرونا بتشكيل طاقم لتنفيذ هذا الاتفاق. “اسألوا السلام للقدس، بارك الله فيكم”، كما هو مكتوب في المزامير وهذا ما اقترحه بالضبط: إن سلامة القدس كمدينة يهودية وديمقراطية متعلق بقرارات شجاعة تقودنا الى قرارات لا تقل شجاعة. بالتحديد حب القدس هو المفتاح لأي حل سياسي، وليس نقطة للخلاف.
المصدر / إسرائيل تشيد جدارا ارتفاعه 30 مترا على الحدود مع الأردن
تواصل وزارة الدفاع الإسرائيلية تشييد عائق عملاق على الحدود مع الأردن بهدف الدفاع عن مطار جديد تبنيه في جنوب إسرائيل.. شاهدوا فيديو للجدار الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا .
المصدر – 6/11/2017
جدار ارتفاعه 30 مترا على طول 5 كيلومترات: إسرائيل تبني عائقا ضخما على الحدود مع الأردن من أجل حماية مطار مقرر بناؤه بمحاذاة الحدود مع الأردن في صحراء العربة في جنوب إسرائيل. ومن المتوقع أن تنتهي عمليات التشييد التي وصلت تكاليفها إلى 85 مليون دولار، في الأشهر القريبة.
وقالت وزارة الدفاع التي تشرف على بناء الجدار إنه سيشمل مزايا طورت خصيصا لحماية المطار وسيستند إلى عشرات العواميد ليبلغ ارتفاع 30 مترا. وكانت الجهة المنفذة للمشروع ي وزارة الدفاع قد أخلت عشرات الألغام في المنطقة على طول 13 كيلومترا.
وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في حديثه عن الجدار “إننا نعزز أمننا على الحدود في وجه تحديات قائمة ومستقبلية. العائق الذي نقيمه في الجنوب يثبت إبداعنا وقدرتنا على بناء منظومة دفاعية قوية”.
رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جولة ميدانية على الحدود الشرقية (ديوان الحكومة الإسرائيلية للصحافة)
إلا أن القرار على بناء الجدار لم يتخذ فقط من باب حماية المطار الذي سيبنى في المنطقة، إنما يأتي في إطار استراتيجية دفاعية وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في محورها الدفاع عن إسرائيل عبر بناء جدران على حدودها. فإضافة إلى هذا الجدار، تقوم إسرائيل ببناء جدار على طول 15 كيلومترا على الحدود مع مصر، وكذلك تبني جدارا على الحدود مع لبنان.
يديعوت / وهم أحزاب الوسط – استراتيجية الخرق البالية
يديعوت – بقلم يرون لندن – 6/11/2017
تشير بعض الاستطلاعات الى تعزيز قوة “يوجد مستقبل” و “العمل” مقارنة بكتلة اليمين. الحزبان – الاول علنا والثاني عمليا – يتوجهان الى جمهور المترددين على يمينهما. وسأستخدم مثلا مستمدا من مجال الرياضة كي اشرح معاني استراتيجيتيهما.
في مسابقة شد الحبل درج الناس على ربط خرقة ملونة في وسط الحبل المشدود. وتحتها، على الارض، يخط خط أبيض. ويشكل حركة الخرقة في اثناء اشد، ابتعادها الى هناك او هناك عن الخط، تفوق هذا الفريق أو ذاك. والدور الاهم في المسابقة محفوظ للمتنافسين الاثقل المرابطين على الطرفين. وهذا يسميان “المرسى”. فهما يربطان ذيل الحبل حول خصريهما ويغرسان أعقابهما في الارض.
احزاب الوسط تشبه هذه الخرقة. فالمسافة التي بينها وبين القطبين تقيسها بدقة وبين الحين والاخير تغير اراءها كي تبقى في الوسط. أحيانا تعرف نفسها عن طريق النفي: لسنا يسارا ولسنا يمينا. وهي لا تؤثر على ميل الحركة. فهي موضوع قوى الجذب العاملة بين القطبين ومكانهما، بالنسبة للعلامة الدائمة، يتغير بتأثير موازين القوى بين اليسار واليمين.
والامثلة على ذلك كثيرة: فقد حرك المتطرفون اليساريون الوسط للاعتراف بالحركة الوطنية الفلسطينية وغير المتطرفون اليمينيون خريطة الاستيطان اليهودية، حرفوا الصهيونية نحو الدين السياسي ومنعوا تقسيم البلاد. اما الوسط الخرقي فاكتفى بالانجرار وبعد ذلك عزا شروط الاستسلام وأعلن عنها كفكر يحظر الخروج عنه. فقد سوغ ما يعتبر دنسا والحل الوسط الذي يكون احيانا ضروريا جعله طموحا. والمتوسط بين ضفتي الاردن وبين الاعتراف بحق تقرير المصير للفلسطينيين هو اقامة نوع من البانتوستانات (مثلما في جنوب افريقيا في عهد الابرتهايد) والمتوسط بين دولة علمانية ودولة شريعة هو حكم الشريعة في مجالات معينة وغض النظر في مجالات اخرى. الوسط يعتقد بان هذه هي السياسة الصحيحة أو، على الاقل، الافضل من كل بدائلها.
لا شك أن الاستراتيجية الخرقية هي السبيل السهل للامساك بالحكم او لاستبدال الممسكين به، إذ يكفي اقناع نسبة صغيرة من بين الناخبين المشككين لترجيح الكفة. والكفة تميل ليس بالذات بسبب اعتبارات تعمق الشكوك بل يخيل لهم أحيانا بان الريح غيرت اتجاهها. معظمنا يحب أن يكون من المجموعة المنتصرة فقط لان يدها هي العليا ومن هنا تنبع حماسة الخلق لاستطلاعات الرأي العام وعادة الاحزاب الضعيفة لاتهام المستطلعين بتزوير نتائجهم. فلاي غرض تنشر الاستطلاعات على نحو متواتر وبابراز كبير، ان لم يكن من أجل السماح للجمهور بمراجعة نفسه مقارنة بمكان الخرقة؟ أما للمرسيين، أبناء الاقلية العنيدة المصرة على جذب الحبل نحوها، فان نتائج الاستطلاعات لا تغير شيئا.
ان المواطن الذي يريد أن يؤثر، لا يعطي صوته لاحزاب الوسط التي تقترح تعديلات طفيفة على الوضع القائم، بل للاحزاب التي تدعو الى تغييرات برنامجية. احزاب الوسط لا تقترح أكثر من انعاش النخب السياسية الحاكمة، وهو أمر مجد بحد ذاته، ولكنه ليس هاما حقا مقارنة بحجم التحديات التي يقف امامها المجتمع الاسرائيلي. والجواب على هذه التحديات لا يعطى من خلال الحلول الوسط التي تكبح الحركة يمينا أو يسارا، بل من خلال مواقف متطرفة هي التي تقرر سير التاريخ.
هآرتس / لعنة بلفور
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 6/11/2017
بسذاجة ظننت أنه في 1948 ثار اليهود ضد الكولونيالية البريطانية، لكن في هذه الايام، ما هذه المفارقة، يحتفلون هنا بفخر كبير بالذكرى المئوية لتصريح بلفور، الذي كان ممثلا لامبريالية البريطانية. توجهت لصديقي الفهمان من اجل فحص هذا اللغز: “ممن تحرر اليهود في 1948، اذا كانوا قد وعدوا بدولة قبل ذلك بثلاثين سنة من قبل نفس البريطانيين الذين كان يجب أن يكونوا مستعبِديهم؟”، “أنت هاذٍ”، أجابني صديقي بشكل فظ: “لقد تحرروا من العرب”.
للخجل الشديد لم أفهم معنى اقواله البارعة. “بشكل عام الشعوب تثور ضد من يستعبدونها، مثلما ثار الهنود ضد الانجليز، ومثلما ثار الجزائريون ضد الفرنسيين، وشعب الاندلس ضد العرب. المحتلون يأتون، وفي نهاية الامر، بعد سفك الدماء الكثيرة يغادرون والشعوب تبقى”، قلت، ولكن قبل أن أنهي الجملة قال صديقي: “الوضع هنا معاكس قليلا. فاليهود الذين لم يكونوا هنا جاءوا وتحرروا من العرب الذين كانوا هنا. أليس الامر معقد كثيرا؟”.
منطق صديقي بدا لي غير منطقي. ومن اجل احراجه سألت: “هل الفلسطينيون يستطيعون الآن احتلال منهاتن، وبعد فترة يقومون بطرد سكانها ويتحررون منهم؟”. صديقي انفجر ضاحكا وقال “لا، يا حبيبي، الوضع هنا مختلف. هل يوجد للفلسطينيين وعد الهي في منهاتن للاجداد؟ هل يوجد لهم تصريح من أي زعيم لامبراطورية محتضرة؟ وبشكل عام هل توجد لهم قوة؟”. ورغم أنه أسقط في يدي، فقد سمحت لنفسي بأن أقول إنه مع ذلك من الصعب فهم كيف تحول الفلسطينيون بين ليلة وضحاها الى أناس يتحررون منهم. ولكن هنا ايضا كانت مفاجأة لي. “هل هناك شرف أكبر من هذا للفلسطينيين؟ أن الشعب اليهودي يتحرر من نيرهم مثلما يتحررون من نير دولة عظمى سيطرت على العالم.
صديقي الملتصق بأعماق التاريخ، ويتحدث وكأنه في هذا الصباح شرب قهوته مع نابليون، همس في أذني بسر مثير: “كما تعلم (وأنا بالطبع هززت رأسي وكأنني أعرف)، بلفور كان شخصا عنصريا، رأى في السود عرق أدنى ولاسامي، عارض دخول اليهود الذين هربوا من المذابح الى بريطانيا في طريقهم الى امريكا”، “اذا كان بلفور لاسامي فكيف وعدهم بأرض فلسطين؟”، سألت. “لقد كان مستعدا لأن يتعهد لهم بكل شيء، شريطة أن لا يدخلوا الى بريطانيا”، أجاب.
لم ينس صديقي ذكر جانب مضيء آخر لبريطانيا: “الامبراطورية في زمن احتضارها تقوم بالبحث عن شعوب اخرى تواصل المشروع الامبريالي. وهنا بتحويله بشكل مفاجيء العرب الى اناس يجب على اليهود التحرر منهم، فان بلفور منحهم كما يبدو هذه المهمة المطلوبة”. “لم لا؟”، أجبت بفخر، “إن العرب قاموا باحتلال الاندلس، وبيقين هم مستعدون لاعادة الوضع كما كان”. “هنا رأينا أن الوضع يعود الى سابق عهده على شكل خلافة داعش، الذي كان شعاره السيف والرأس المقطوع”، أجاب صديقي بسخرية، وعندها لخص الامر قائلا إن تصريح بلفور كان لعنة: “الصهاينة فهموا التصريح بصورة غريبة. فقد ظنوا أنهم بالتحديد هم ورثة الانجليز، ومن اليوم الاول لعبوا دور نفس الامبراطورية”.
أنا تعبت وقلت “دعك من الامبراطوريات. هيا نعود الى هنا. اذا كان القصد هو التحرر من العرب فهذا يقلقني، لأنه ما زال يوجد هنا عرب”. “ومن قال لك إن حرب التحرير من العرب قد انتهت؟”، قال صديقي، “انظر فقط الى الاحترام الكبير الذي يكنه رئيس الحكومة نتنياهو لرجل الترحيل، رحبعام زئيفي، وستفهم كل شيء”. اجل، في يوم ميلاد افنير نتنياهو هنأ زئيفي والده ووالدته وقال “الكثير من الاولاد اليهود والترحيل للعرب”. اذا كانت هذه التهنئة المناسبة بدل “السنة القادمة في القدس”، كما اعتادوا على التهنئة في الخارج، فكيف يمكن التشكيك بحقيقة أن حرب التحرير ما زالت مستمرة حتى طرد العربي الأخير؟.
ترحيل سعيد، أيها العرب.
هآرتس / تهديد على سيطرة ايران وحزب الله في لبنان
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 6/11/2017
بعد سنة بالضبط من تكليف الرئيس اللبناني، سعد الحريري، تشكيل حكومته، لم يكبد الحريري نفسه عناء العودة الى لبنان لنشر بيان استقالته فيه، بل أطلقه من السعودية مرفقا به تفسيره “للوضع في لبنان الذي يذكر بعهد اغتيال أبيه رفيق الحريري” وأن “ايران تحاول تدمير العالم العربي وأن سلاح حزب الله موجه ضد السوريين واللبنانيين”. فهل الخوف من تصفيته هو الذي يقف خلف قراره؟ نشرت وسائل الاعلام السعودية تفاصيل قليلة عن نية كهذه مقتبسة مصادر تفيد بأن أبراج الرقابة التي تتابع قافلة سيارات رئيس الوزراء لضمان أمنه، تعطلت، وذلك على ما يبدو منعا لاستدعاء المساعدة عند تنفيذ الاغتيال. ولكن اذا كان هذا هو بالفعل سبب الاستقالة، فلماذا لم يعلن عنها في بداية الاسبوع عند وصوله الى السعودية يوم الاثنين. يبدو أن الاسباب الحقيقية تتعلق بما سمعه في السعودية في الزيارتين اللتين عقدهما هذا الاسبوع، ولا سيما الزيارة التي أسمعه فيها تامر السبهان، الوزير السعودي لشؤون الخليج، عن أداء حكومة لبنان وفشلها في صد حزب الله والنفوذ الايراني في لبنان.
المعركة التي لا هوادة فيها بادارة ملك السعودية سلمان وإبنه محمد، الذي يدير المملكة عمليا، وجدت صعوبة في هضم استمرار ولاية وزراء من حزب الله في حكومة الحريري. فمنذ تشرين الثاني الماضي، الشهر الذي تشكلت فيه الحكومة، تشد السعودية على أسنانها حيال الخطوات السياسية التي يتخذها الحريري، بعد اربعين يوما من اقامة حكومة الوفاق والتي نجحت حتى الآن في الحفاظ على الاستقرار السياسي. وكان هذا الاستقرار تحقق ضمن امور اخرى، بفضل تنازل الحريري لحزب الله (وعلى أي حال لايران)، بما في ذلك الامتناع عن المطالبة بنزع سلاح حزب الله (رغم اعلانه أن هذا السلاح غير قانوني)، التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله في الحرب على الحدود اللبنانية في بلدة عرسال وطرد داعش من قرى الحدود الشرقية، وتأييده لتعيين ميشيل عون رئيسا للبنان، مرشح حزب الله، والذي عينه ايضا رئيسا للوزراء. الحوار السياسي “المرن” الذي أداره الحريري مع حزب الله أغضب ايضا عددا من مؤيديه البارزين في لبنان ممن طلبوا تحذيره من فخ العسل الذي أعده حزب الله، ولكن يبدو أن الحريري كان مقتنعا بقدرته على استخدام المنظمة لاغراضه.
وبالفعل، ساعد حزب الله الحريري في ادارة الحكومة، وخلافا لسلوكه في الحكومات السابقة لم يمنع مبادرات حكومية واجتهد لعدم احراج الحكومة التي يشارك فيها. المشكلة هي أنه كلما مرت الاشهر تبين ليس فقط للبنانيين، بل ايضا للسعوديين، بأن مرعيهم الذي يحمل في حقيبته جواز سفر سعودي وفرنسي يجد صعوبة في أن يقرر اذا كان هو “سعوديا أم ايرانيا”. والغضب السعودي تفجر بعد أن أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار الزعيم الايراني الاعلى، علي خامنئي، يوم الجمعة اثناء زيارته للبنان بأن “انتصار لبنان على الارهاب هو انتصار للمقاومة (أي حزب الله)، وأن ايران ستواصل الحفاظ على لبنان ولن تسمح للامور بالعودة الى ما كانت عليه سابقا”. واللقاءات التي عقدها ولايتي في لبنان مع الرئيس ميشيل عون، مع رئيس الوزراء ومع رئيس البرلمان نبيه بري، في اليوم الذي عقد فيه فلادمير بوتين زيارته في طهران، شدت حتى أقصى مدى شفا الصبر السعودي. فايران لا تظهر فقط على الملأ دورها في الشؤون اللبنانية وتحاول جذب روسيا ضد السعودية، بل إن رئيس الوزراء الحريري يستضيف المندوب الايراني وكأنه حليفه.
ويمكن للرحلة العاجلة التي أجراها الحريري الى السعودية أن تشهد على واحدة من امكانيتين، إما أن يكون تسلم رسالة من ولايتي كي ينقلها الى ملك السعودية أو أن يكون استدعي لحديث توبيخ بعد “عدم فهمه” للتلميحات الواضحة التي أسمعتها في أذنيه القيادة السعودية في يوم الاثنين. مشكوك فيه أن تكون هناك رسالة ايرانية ما، بل إن استقالة الحريري هي دليل على أن السعودية عرضت عليه مطالبة انذارية ليس فقط للكف عن سياسة التنازل لحزب الله، بل أن يستقيل من منصبه كي يدفع ايران وحزب الله الى طريق مسدود في لبنان.
الطريق المسدود هو على ما يبدو ما ينتظر لبنان الآن الذي تمر فترة عليه حتى ينتخب رئيس وزراء جديد. ومع أن الحريري سيبقى في منصبه الى أن يوجد له بديل، ولكنه سيكون متحررا من الاتفاقات التي توصل اليها مع حزب الله، كما يشير الى ذلك النقد الذي وجهه أمس ضد المنظمة بعد بيان الاستقالة. نظريا، يمكن للرئيس اللبناني أن يكلف باقامة الحكومة وزير أو نائب آخر، ولكن تجربة الماضي تفيد بأن تشكيل حكومة وفاق في لبنان مثلها مثل الاقتناص لفيل. والسيناريو المتفائل يتحدث عن فترة اسابيع كثيرة قبل أن تتشكل مثل هذه الحكومة. أما السيناريو الاسوأ فيطرح التخوف من مواجهات عنيفة بين مؤيدي الحريري ومؤيدي حزب الله، شغل مليشيات مسلحة واعمال ثأر ضد لاجئين سوريين، ممن يعلقون على أي حال منذ زمن بعيد في هجمة مدنية غير عنيفة تطالب بتركهم لبنان.
يفهم حزب الله وايران جيدا التهديد الذي تضعه أمامهما استقالة الحريري. والرد الايراني الذي يقول إن “الاستقالة هي مؤامرة من السعودية والولايات المتحدة” يدل على التخوف الايراني من فقدان السيطرة في الساحة اللبنانية التي دارت حتى الآن، الى هذا الحد أو ذاك، برضى من طهران. وفي نفس الوقت يجدر على المرء ألا يسارع الى تبني سيناريوهات المصيبة التي تفيد بأن حزب الله سيستغل الاستقالة كي يهاجم اسرائيل لاستعراض سيطرته في الساحة السياسية.
هآرتس / اخفاء المواقف لن ينقذنا
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 6/11/2017
خلافا لعدد من اصدقائي، قمت بتأييد اجراء المسيرة في ميدان رابين بمضمون مختلف عن الذي بلوره منظمو المسيرة “قادة من اجل أمن اسرائيل” و”طريقنا”. صحيح أنه لم يعجبني الشعار الغامض بشأن “وحدة الشعب”، لكنني اعتقدت أنه من المهم جدا أن يكون الميدان مليئا بأشخاص يعترفون بأن القتل كان قتلا سياسيا سبقه تحريض واستفزاز. وقد كنت مستعدا لدفع ثمن هذا الاختلاف بين مواقف الخطباء والمشاركين حول مصير المناطق، وحتى حول طبيعة المجتمع في اسرائيل.
الآن أنا أعترف بأنني اخطأت، وأنا أعرف أن مصدر الخطأ الوهم النابع من الرغبة في الاعتقاد بأن الكثيرين لهم نفس وجهة النظر فيما يتعلق بعملية القتل الاجرامية، وفيما يتعلق بالتحريض الذي سبقه. ولكن لأن رسالة وحدة الشعب، كما وردت على لسان المنظمين ووجدت التأييد من ممثل المستوطنين، هي رسالة مزيفة، حيث أنهم عندما تحدثوا هناك عن وحدة الشعب كانوا يقصدون الموافقة على تفسير اليمين لهذا المفهوم.
ليس غريبا أن اليمين فشل ايضا في محاولة تسويق يوم توحيد القدس. سنة تلو الاخرى تم الاحتفال بهذا اليوم من خلال مسيرة يقوم بها من يلبسون القبعات المنسوجة فقط. إن فشله ينبع من حقيقة أن احتفالات التوحيد بدت مزيفة والرسالة غير حقيقية، حيث أن مصير المدينة لم يتم حسمه بعد. أنا أعرف أن كل استطلاع للرأي سيظهر أن اغلبية الجمهور في اسرائيل تؤيد توحيد المدينة، لكن الحديث يدور عن تأييد جاء نتيجة تعطل فكري، وليس نتيجة ايمان متقد.
في المقابل، ايام احياء ذكرى قتل رابين أثارت مشاعر الكثيرين. فقد كانت فيها رسالة حقيقية لقيادة تريد مواصلة طريق السلام ومعارضة العنف. صحيح أن راديكالية معسكر السلام قد تضاءلت، لأن قوته ضعفت، إلا أنه ما زالت تظهر عليه علامات التمرد ضد الوضع القائم. وهذا الامر يضعفه يئير لبيد وآفي غباي أكثر فأكثر. أنا أعرف أن استراتيجيتهما من اجل الوصول الى الحكم ترتكز الى سحب اصوات من كتلة اليمين الى الكتلة التي يقودونها. المشكلة هي أنهما يدفعان مقابل ذلك ثمنا باهظا على صورة شل أي اعتقاد بتغيير الطريق، وتقديس التغيير الشخصي وكأنه هو الأمل المرجو. من خلال ذلك، هما يحولان أنفسهما الى بديل ضعيف وملغي. لقد قال لي ذات مرة صديق حكيم: “من لا يستطيع قيادة معارضة فليس من المؤكد أنه يستحق الحكم”.
غباي ولبيد يخافان من أنهما اذا زادا حدة الخط الايديولوجي فسيفشلان في تغيير الحكم. لا يوجد لي دليل على أنهما مخطئان، لكن يوجد لدي تخوف من أن الناس لن ينجذبوا الى التصويت لجهة باهتة وغير متحدية. أنا اعتقد أن معارضة تهب للدفاع عن المجتمع المدني والديمقراطي وتناضل ضد الفاسدين وأعوانهم البرلمانيين، التي تقول إنه يوجد للاحتلال دور هام في تحطيم الديمقراطية والمساواة – لها احتمال في الانتخابات.
مسيرة احياء ذكرى رابين حققت هدفها، في جذب مشاركين كثيرين وعرض وجوه متنوع، لكنها ساعدت ايضا في اخفاء معالم الحدود والتعتيم على الاختلافات في الرأي. هكذا وصلنا الى مرحلة فيها كلمات “الاحتلال والسلام” ليست محط اجماع.
اليمين يؤمن بالتخويف دون طرح أي أمل. قادة الخيار البديل يجب عليهم أن يعرضوا الى جانب الاخطار الأمل أيضا. فقط التسوية هي التي ستغير وضعنا الاستراتيجي.
كثيرون سيقولون لي إن الاستطلاعات الاخيرة تظهر أن استراتيجية لبيد وغباي تؤتي أكلها. وأنا أميل الى الاعتقاد بأننا نستخف بالاسهام الكبير لدافيد أمسالم ودافيد بيتان في تغيير التصويت الذي يظهر في الاستطلاعات.
معاريف / صفقة اسرائيل حماس لا تبدو في الافق
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 6/11/2017
لقد كان بيان الجيش الاسرائيلي بان اسرائيل تحتجز جثث خمسة حفرة النفق الهجومي من غزة مناورة مفاجئة لبيان استخباري ونفسي، ولكن مشكوك جدا أن تخدم هذه المناورة صفقة تبادل الجثث.
منذ انكشاف النفق الهجومي الذي حفره الجهاد الاسلامي قبل نحو اسبوع، حفرت اسرائيل سرا كي تكتشف جثث الحفرة الذين قتلوا في الهجوم على النفق الذي يوجد في قسم النفق الذي انكشف في اراضي اسرائيل.
من أجل اكتشاف ذلك كانت اسرائيل بحاجة الى وقت. وقد كسبته في اتصالات عابثة مع الصليب الاحمر الذي توجه اليها باسم حماس والجهاد الاسلامي.
فقد طلبت المنظمتان الفلسطينيتان من الصليب الاحمر أن يطلب من اسرائيل السماح لهما بالحفر للعثور على جثث رجالهما في قسم النفق الذي يوجد على مقربة من الحدود، ولكن في منطقة غزة ويسمى منطقة الفصل.
هذه منطقة فاصلة اقيمت بعد حملة الجرف الصامد في صيف 2014 بتوافق بين اسرائيل وحماس كجزء من الاتفاق لانهاء القتال. وحسب الاتفاق، فان المنطقة، بعرض 100 – 150 متر هي بسيادة غزة، ولكن محظور على سكان القطاع الدخول اليها. واذا دخلوا فمن حق الجيش الاسرائيلي أن يفتح النار. اما اسرائيل فقد أوضحت بانه طالما كانت حماس تحتجز جثتي جنديي الجيش الاسرائيلي اورون شاؤول وهدار غولدن ومواطنين حيين – أبرها منغيتسو وهشام السيد، وترفض تسليم معلومات عنهم، فان طلب حماس رد وسيرد.
في هذه الاثناء ادعت منظمات حقوق الانسان في اسرائيل وشخصيات عامة أيضا بان على اسرائيل أن ترد بايجاب على طلب منظمتي الارهاب. وحتى في النيابة العامة للدولة كان عدم ارتياح من موقف اسرائيل. وذلك لان الاتجار بالجثث هو عمل غير انساني يتعارض وقيم دولة ليبرالية وديمقراطية.
ومع ذلك، هناك أوضاع وظروف لا يكون فيها مناص غير الموقف الوحشي تجاه عدو متوحش وعديم الرحمة، بتهكم يتاجر كل بضع سنوات بجثث أعدائه. هكذا تصرفت اسرائيل هذ المرة، وخير أن فعلت ذلك.
هذه ليست المرة الاولى التي تتم فيها بين اسرائيل ومنظمات ارهاب فلسطينية أو حزب الله صفقات، في بعضها تم تبادل الجثث أيضا. ولهذا الغرض يوجد في اسرائيل نوع من “البنك” للجثث – مدفن تحتجز فيه جثث شهداء العدو والمخربين، ممن يستخدمون كـ “اوراق للمساومة”.
خمس جثث حفرة الجهاد الاسلامي ستدفن في هذه المقبرة وستضاف الى باقي اوراق المساومة التي تحتجزها اسرائيل.
ولكن الامر لن يغير الواقع. فمنذ ثلاث سنوات تجري اتصالات غير مباشرة، من خلال وسطاء مختلفين، بين اسرائيل وحماس لتحقيق الصفقة. حماس تطلب، كشرط مسبق لكل تقدم، تحرير خمسين من نشطائها.
ويدور الحديث عن مخربين سابقين، كانوا في السجن، وتحرروا في صفقة شاليط في 2012، واعتقلوا واعيدوا الى السجون بعد قتل تلاميذ المدرسة الدينية الثلاثة في غوش عصيون – وهي الخطوات التي دهورت الطرفين الى حملة الجرف الصامد.
اسرائيل تعارض ذلك وتطلب أن تكون المفاوضات متوازنة وبلا شروط مسبقة. كما تشدد اسرائيل مواقفها مقارنة بسوابق الماضي، التي استسلمت فيها معظم مطالب منظمات الارهاب.
هذه المرة، مقابل جثث الجنود، تبدي استعدادها لان تعيد جثث فقط، وليس معتقلين، ومقابل المواطنين الاسيرين اعادة عدد صغير من المخربين، ولكن دون عودة الى شكل الصفقات الماضية لجندي واحد، او بضعة جنود، مقابل الف مخرب فأكثر.
وبالتالي، فان احتمالات صفقة التبادل بعيدة، بالضبط مثلما كانت قبل ثلاث سنوات، حين تمترس كل طرف خلف موقفه ورفض المساومة.
يديعوت / ليس الجميع يحتفلون – مشكلة بلفور
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 6/11/2017
وجدت صدفة وصفا مشوقا لرحلة اللورد آرثور جيمز بلفور في سفينة الى القدس. وجرت الرحلة في اذار 1925، وتوجت كانتصار مزدوج: بعد ثماني سنوات من “تصريح بلفور”، جاء اللورد وعقيلته على متن سفينة أبحرت في البحر الاحمر، في الطريق الى احتفال تدشين الجامعة العبرية في القدس. وقد دعي الزوجان كضيفي شرف ممن صار لاحقا الرئيس الاول لدولة اسرائيل، حاييم وايزمن.
في احدى المحطات توقفا في ميناء الاسكندرية المصري، ومراسل الصحيفة المصرية الرسمية “الاهرام” وصف بتفاصيل التفاصيل سلسلة من الاستقبالات: ما لبست السيدة، ما قاله اللورد وبأي استخفاف وتعال تعاطيا مع المحليين. في الاسكندرية حظيا باحترام عظيم لدى قادة الطائفة اليهودية والقنصل البريطاني. وفي القاهرة نظمت لهما مظاهرات احتجاجية فرقتها الشرطة. “ولكن اللورد تجاهل مظاهر الغضب وواصل طريقه وكأن شيئا لم يكن”، كما لاحظ الصحافي المصري.
هذا المقال، الذي امتشق الان من أرشيفات الصحافة في الدول العربية مع احياء 100 عام على تصريح بلفور يشكل اساسا لسؤال يطرح مؤخرا في عشرات الافتتاحيات في وسائل الاعلام العربي: 100 سنة مرت وما الذي بالضبط فعلتموه من أجل ابناء الشعب الفلسطيني؟ أين المساهمة العربية؟ لماذا يجلس الزعماء مكتوفي الايدي؟ لماذا يسكت الملوك والرؤساء؟
مشوق الانتباه الى التعبير: عندنا معروف هذا كـ “تصريح بلفور”، الذي يوفر شرعية لاقامة “وطن قومي لابناء الشعب اليهودي”، والذي أدى الى اقامة دولة اسرائيل، ولكن في الطرف الاخر يصرون على تسميته “وعد بلفور” – بسبب التوصية البريطانية بعدم ظلم حقوق “ابناء الشعوب الاخرى الذين يمارسون حياتهم في فلسطين”.
منذ 70 سنة وفي الطرف الفلسطيني وفي العالم العربي لا ينسون هذا ويصرون على أن يضيفوا اللقب المنكر “الوعد”، الذي أصبح “وعد بلفور المشؤوم”. من ناحيتهم، هذا نوع من صفقة القرن السابق بين حكومة جلالة الملك وبين قادة الجالية اليهودية ونجمت عنها المصيبة الكبرى: نقمة النكبة الفلسطينية. “اغتصاب فلسطين”، قالت صارخة الافتتاحيات، وابو مازن انطلق بطلبه الهاذي لاعتذار بريطانيا عما حصل قبل 100 سنة، وتعويض مالي للاجئين الفلسطينيين. وقد اوضحت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي بانها لا تحلم بالاعتذار.
في مقال شجاع وفظ نشر في نهاية الاسبوع في الصحيفة اليومية اللندنية – السعودية المؤثرة “الشرق الاوسط”، يدعو الصحافي القديم عثمان مرجاني الفلسطينيين الى “الكف عن التباكي، واجراء حسب النفس”. قولوا، يوبخهم، لماذا توجد لاسرائيل انجازات، وانتم نجحتم فقط في أن تكونوا متنازعين فيما بينكم؟ لماذا لا توجد فرصة لم تفوتوها على مدى المئة سنة التي مرت منذ “وعد بلفور”؟ انتم تلعنون تصريح بلفور، تدعون بانهم عقدوا من خلف ظهركم في صالح اليهود ومن اجل مصالح بريطانيا؟ أين كنتم على مدى السنين؟ لماذا لم تصعدوا الى العربة السياسية؟ “جلستم وشتمتم كل العالم، تباكيتم بلا خجل، والان تطالبون بالاعتذار والتعويض؟ عودوا الى الواقع. لن تحصلوا عليه، لان اليهود دوما قبلكم، يعرفون كيف يعملوا، ولديهم نجاحات مذهلة، علمية واقتصادية، ديمقراطية وحقوق الانسان، ليلوحوا بها”.
مرجاني، مواطن سوداني في أصله، سبق ان تلقى الضرب والتهديد على حياته في اعقاب مقالات التوبيخ للعرب. والمشوق هو انه في ذروة الكرب الفلسطيني، يحصل على المنصة المحترمة الممثلة بالصحيفة السعودية، لجلد ابو مازن ورفاقه، وكأن الكاتب هو وزير أو موظف كبير في حكومة اسرائيل. وعن الوليمة الاحتفالية التي عقدت في لندن لاحياء 100 سنة على وعد بلفور يطلق الى آذان الفلسطينيين بان “تستحقون” ويقول بلسان سام: “هذا الحدث يقول الكثير جدا عن وضع الامة العربية بشكل عام، ولا سيما عن الضفة في الطرف الفلسطيني”. كفوا عن العويل، كما يختم قوله، انظروا الى الامام وابدأوا في مراجعة أنفسكم، “حتى لا تفوتوا فرصة اخرى”.
هآرتس / غباي، من الافضل تصحيح مسارك
هآرتس – بقلم تسفيا غرينفيلد – 6/11/2017
من الجيد أن آفي غباي أعلن أنه ابتداء من السنة القادمة سيقوم حزب العمل بصورة دائمة بتنظيم احتفال احياء ذكرى اسحق رابين. هذا هو أقل المطلوب من حزب يؤيد السلام، والذي قتل رئيسه اثناء ولايته بسبب أنه أراد تطبيق سياسة السلام والمصالحة مع الفلسطينيين، وللأسف أن هذا الامر لم يحدث حتى الآن.
هناك من يقولون إن عدد من الاشخاص جاءوا الى الميدان، وهكذا لم يكن التجمع مثيرا للسخرية تماما. رغم أن كل جانب في تنظيمه شهد على خضوع كامل للاجندة والدعاية غير المتوقفة لليمين، ولا سيما اليمين الاستيطاني الذي دعي ممثلوه للتحدث فوق المنصة.
منذ 22 سنة واليمين يبذل كل ما في استطاعته لاقناع الناس بأن “الشعب” له، وأن من يسعون الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ويعرفون أن اتفاق كهذا مقرون باعادة اراضي واقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، هم اشخاص حاقدون يقسمون الشعب ويمنعون وحدة القلوب. المتهمون بتحطيم الوحدة الوطنية ليسوا رجال اليمين الذين هبوا بغيظ غير مسبوق ضد زعيم منتخب وخلقوا جو تحريض دائم، أدى في نهاية الامر الى قتله، بل الذين يدعون الى السلام والذين تجرأوا على عدم الموافقة على سلب الاراضي والحرب الأبدية للاستيطان، وهم الذين يجب عليهم الآن اظهار الشجاعة ومد اليد للوحدة من جديد.
هذا التجمع هو تجمع مستفز جدا لأنه هو ومنظموه اظهروا فعليا الموافقة على هذا الاتهام من قبل اليمين ضد من يؤيدون السلام في اسرائيل، بأنهم المسؤولون عن التقسيم المرير للمجتمع الاسرائيلي. بدلا من المساءلة حول التحريض والكراهية والقتل، فان منظمي التجمع وجدوا أنه من الصحيح التكفير عن الجريمة وطلب العفو والوحدة. ما الذي يمكنه التعبير أكثر عن الاعتراف بالخطأ الفظيع على عدم الموافقة مع اليمين من دعوة مستوطنين ورجال يمين الى المنصة من اجل التعبير بقلب منفتح عن عفوهم؟.
يتبين أن منظمي التجمع كانت نواياهم حسنة، وبالامكان أن نأمل أن معظم المشاركين في التجمع محسوبين على من يحترمون ذكرى رابين الحقيقيين، الذين قرروا عدم الاساءة لرئيسهم المقتول. ولكن هذا الخضوع للدعاية المستمرة لليمين والاستخذاء أمام أجندة من بوقاحتهم وحقدهم يواصلون انزال الكوارث الحقيقية على اسرائيل – كل ذلك باسم رابين، الذي لا يمكنه الدفاع عن احترامه. وباسم الجمهور الاسرائيلي الذي بقي مخلصا لفكرة السلام والمصالحة مع الفلسطينيين – هذا كثير جدا.
من يؤيدون السلام في اسرائيل لم ينجحوا منذ سنوات في صياغة قرارات الحكم، وهناك حاجة الى فحص عميق لاسباب ذلك. ولكن يجب عدم الخطأ وافتراض أنهم تنازلوا عن مواقفهم أو أنهم مستعدون لاحتمال كل ما يقال باسمهم، بالاساس عندما يكون هذا القول يلغي وجهات نظرهم الاساسية جدا. هذه الامور موجهة بالاساس الى غباي، الذي عليه أن يقود الآن معسكر السلام. مثلما كان من المحظور عقد تجمع خضوع باسم مؤيدي السلام، كذلك ليس من الصحيح تبني مواقف يمينية فاقعة، كما بدأ غباي عمله. خاصة أنه لم يكن صحيحا تبني في حزب العمل رجل يمين متطرف مثل موشيه يعلون، الذي أعلن مرارا وتكرارا عن معارضته لحل الدولتين.
من المحظور أن تؤدي تضليلات الاستطلاعات الى فقدان القيم الاساسية هذه. مقاعد من اليمين، ايضا اذا جاءت (ليس واضحا أن هذا سيحدث)، لا تبرر خضوعا لمباديء اليمين وانسحابا من المواقف الجوهرية جدا لحزب العمل.
اسرائيل اليوم / الهزة في لبنان – الكرة لدى حزب الله
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 6/11/2017
دوامة من الغموض تلف استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية. ليس واضحا اذا كان الخوف على حياته، أم ملله، أم أن استقالته هي جزء من خطوة واسعة غايتها التشويش على اجراءات السيطرة الايرانية على سوريا ولبنان.
لقد تسلم الحريري مهام منصبه قبل سنة بالضبط، في ما بدا في حينه كبداية عصر جديد، واعد، في السياسة اللبنانية الداخلية. وكانت هذه جولته الثانية في المنصب: في الجولة السابقة، التي استمرت سنة، انسحب في 2011 بعد أزمة سياسية حادة ادت الى استقالة وزراء حزب الله من حكومته- وحلها. هذه المرة يبدو الامر مغايرا. ليس فقط لان تعيينه – بالتوازي مع انتخاب رئيس جديد، ميشيل عون – وضع ظاهرا حدا للجمود السياسي الذي ألم بلبنان، بل بشر بالانطلاق الى طريق جديد، علامته الابرز كانت اقرار ميزانية الدولة لاول مرة بعد سنوات طويلة.
غير أنه تغير في الاسابيع الاخيرة شيء ما. فقد بدأ الحريري ينتقد حزب الله بنبرات لم تفتأ تشتد، وبالاساس سيدته ايران على تدخلها الفظ في الشؤون الداخلية للبنان. وبلغت الامور الذروة في خطاب استقالته الذي القاه في السعودية؛ بعد ساعات من نشر خطة اغتياله. ووجه اصبع الاتهام الى حزب الله، الذي كان مسؤولا ايضا عن اغتيال أبيه، رفيق الحريري، في تفجير السيارة المفخخة في 2005 في بيروت.
معقول أن تكون المعلومة عن الاغتيال المرتقب قد تلقاها الحريري من السعودية. فللسعوديين مصلحة عميقة في لبنان ليس فقط بسبب صداقتهم طويلة السنين مع الحرير وعائلته: فهم معنيون بان يعززوا (أو للدقة ينقذوا) السنة في لبنان من السيطرة الايرانية – الشيعية. ويدور الحديث عن جزء من الصراع بين السعودية وايران، والذي يجري في كل المنطقة، واصبح لبنان الان رأس حربته.
لقد مل السعوديون على ما يبدو ان يشكل مرعيهم الحريري ورقة تين لنشاط ايران وحزب الله. بينما يعالج هو المشاكل الداخلية والاقتصادية للبنان، يعود حزب الله كمنتصر من سوريا ويوضح بان وجهته نحو مساعدة ايران في استكمال سيطرتها على المنطقة. وقد تحدثوا الى رأسه وبطنه على حد سواء؛ لرأس – الا يخدم حزب الله، ولبطنه – ان حياته في خطر من قبل حزب الله. ومن أدار هذه الحملة السعودية كان ولي العهد، محمد بن سلمان الذي يخوض حاليا نوعا من الثورة في السعودية، في اطارها شرع في نهاية الاسبوع في صراع ضد الفساد في الدولة، تضمن الاطاحة بمسؤولين كبار واعتقالهم. فقد اتهم محمد بن سلمان مؤخرا من قبل طهران باجراء اتصالات سرية مع اسرائيل، على خلفية تماثل المصالح بين الدولتين في الصراع ضد ايران – والجاري في لبنان ايضا.
صحيح أن استقالة الحريري لا تلمس اسرائيل فورا، ولكن سيكون لها تأثير على الساحة الشمالية. فلبنان يعلق الان في دوامة سياسية، وحزب الله متهم بذلك مرة اخرى. وبدلا من ان يعود متوجا بالمجد من المعارك في سوريا، يعتبر مسؤولا عن ضياع الامل الذي كان كاملا في حكم الحريري، وعودة انعدام اليقين الى لبنان.
سطحيا، هذه وضعية مريحة لاسرائيل. فحزب الله المنشغل بالشؤون الداخلية سيكون متفرغا اقل للمغامرات العسكرية. والاهم من ذلك، فان الاستقالة تعقد بقدر ما المخططات الايرانية للسيطرة على المجال، وتضع السعودية ايضا – وليس فقط اسرائيل – كمن تعمل علنا كي تكبح ذلك. الكرة الان توجد في ملعب حزب الله؛ وعلى اسرائيل أن تحرص، كما هو الحال دوما، الا تطلق هذه الكرة في اتجاهها.
اسرائيل اليوم / السعودية : ولي العهد يقوم بالتنظيم
اسرائيل اليوم – بقلم د. غادي حتمان – 6/11/2017
التاريخ الحديث للعربية السعودية كدولة قومية، مليء بالاحداث التي في اطارها لم يقم ملك في منصبه بادارة شؤون المملكة في سنواته الاخيرة. هكذا كان الامر بالنسبة للملك خالد والملك فهد والملك عبد الله. وهكذا هو الوضع الآن بالنسبة للملك الحالي سلمان. العملية الدراماتيكية في نهاية الاسبوع الماضي والتي اعتقل فيها 11 أمير تم اتهامهم بالفساد – اضافة الى وزراء سابقين – هي عمليا الدليل على أن ولي العهد محمد بن سلمان (32 سنة) هو الرجل القوي في المملكة.
لماذا الامر يعتبر عملية دراماتيكية؟ لأن ولي العهد اتخذ خطوة غير مسبوقة من حيث حجمها، تعبر عن قوة سلطته في السنة الاخيرة. في البداية قام بتعيين شقيقه سفيرا للمملكة في الولايات المتحدة، وأخوة آخرين أشقاء قام بتعيينهم في وظائف اساسية اخرى. حتى الآن لا يوجد شيء مفاجيء. في المملكة التي تسمى على اسم عائلة سعود، من الطبيعي أن الاخوة من الدرجة الاولى يكونون أكثر اخلاصا ويعززون أسس النظام.
التعيين الأهم هو تعيين خالد قائدا للحرس الوطني. الامير عبد العزيز المقرن، إبن فرع جانبي من العائلة، هو تغيير لقواعد اللعب. المقرن كان في العقد الاخير مسؤولا عن العلاقة المباشرة مع القبائل، وتعيينه في المنصب الجديد هو في الحقيقة عقد تحالف مع هذه القبائل وضمان ولائها لولي عهد محمد بن سلمان. عندما يتم تتويجه بصورة رسمية. بهذه الخطوة، قفز محمد بن سلمان عن شقيقه من الدرجة الثانية. اعتقال عدد من الأمراء في نهاية الاسبوع الماضي بتهمة الفساد هو تعبير واضح على أنهم يعتبرون في نظره غير مخلصين له.
اضافة الى ذلك، كل من يتحدى الآن خطوات ولي العهد يتم اعتباره خائنا لأنه يعارض المصلحة القومية للسعودية. وهذه المصلحة القومية يتم املاءها بصورة دائمة بواسطة المصلحة العائلية في البقاء وطرح تهديدات خارجية – حقيقية وغير حقيقية – على استقرار المملكة (والعائلة). وهذا هو الوضع الآن. الرياض ترى تهديدا حقيقيا في التأثير الايراني، ليس فقط على دول الخليج، بل ايضا على الخريطة السياسية في الشرق الاوسط. حسب رؤية ولي العهد، فان تحالف مع القبائل القوية هو أمر حيوي، حيث أن الهدوء الداخلي سيمكن من مواجهة افضل للعدو الخارجي. الطريقة الافضل للقيام بذلك هي تعيين شخص معروف لهذه القبائل شخصيا. رؤساء القبائل سيظهرون ولاءهم للمقرن، والاخير الذي يدين بتعيينه لولي العهد، سيبقى مخلصا للفرع الحاكم من العائلة.
هكذا يبنون هوية جماعية اساسها هو عائلي – قبلي. ويجدر الانتباه الى أنه في الوقت الحالي أن باقي مواطني السعودية (اغلبية شيعية كبيرة في شرق الدولة وسكان منطقة الحجاز في غرب الدولة) ليسوا جزءا من نظام الاحلاف الذي ينسجه محمد بن سلمان. عندما يحدث ذلك، يمكن أن يكون ذلك بداية لبناء هوية وطنية مشتركة لكل المواطنين. ولكن مشكوك فيه أن محمد بن سلمان سيتوجه الى الاقليات لسبب بسيط وهو الشعور بأنه قوي بما يكفي لادارة شؤون المملكة. ايضا المذهب الديني الوهابي الذي يسود في المملكة، والذي يرى في الشيعة كفار، لا يسمح بتنازلات سياسية واجتماعية من اجل خلق قاعدة وطنية مشتركة. كل ذلك يؤدي الى استنتاج أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان الذي يواصل الاعتماد على ولاء قاعدته عائلية – قبلية.
يديعوت / قرار إسرائيلي بتوسيع صلاحيات حراس الأمن
يديعوت – 6/11/2017
قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، توسيع صلاحيات حراس الأمن في مراكز التسوق وأماكن الترفيه والسكك الحديد وغيرها منعا لوقوع أي عمليات ضد الإسرائيليين.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصادرة اليوم الاثنين، فإن القرار سيسمح لحراس الأمن باعتقال أو منع أي شخص مشتبه فيه بالدخول لتلك المناطق أو طلب تحديد هويته، مشيرةً إلى أن الصلاحيات تشمل أيضا إمكانية استخدام القوة بحق المشتبه به لاعتقاله أو وقفه لحين وصول الشرطة.
ووفقا للصحيفة فإن القرار اتخذ بعد سلسلة من الهجمات التي كان فيها حراس الأمن عاجزين عن العمل وانتظروا الشرطة.
وقال أردان بأن الهدف من هذا القرار هو زيادة الشعور بالأمن للمواطنين. مشيرا إلى أن حراس الأمن يمتلكون مهارات قادرين من خلالها على الاستجابة لأي حدث .
المصدر / مجازر في دور العبادة
أصبحت دور العبادة في الولايات المتحدة، مصر، إسرائيل، العراق، وفي أماكن كثيرة حول العالم، هدفا مفضّلا لدى الإرهابيين والمهوسين لتنفيذ “المجازر الدموية”. هل هناك تفسير لهذه الظاهرة؟
المصدر – بقلم عامر دكة – 6/11/2017
تحدثت وسائل الإعلام في العالم اليوم (الإثنين) صباحا عن المجزرة البشعة التي حدثت أمس (الأحد) بحق المصلين المسيحيين أثناء صلاة يوم الأحد في تكساس، الولايات الأمريكية.
قُتِل 26 شخصا أثناء هذه الحادثة في الكنيسة، تراوحت أعمار الضحايا بين 5 حتى 72 عاما، ومن بينهم ابنة الكاهن وعمرها 14 عاما. وأصيب 20 شخصا آخر أيضا. لم يتضح الدافع وراء هذه الهجمة البغيضة، لكن قالت الشرطة إن الحديث يجري عن إطلاق نار الأكثر فتكا في الكنيسة في الولايات المتحدة بشكل عام وفي تكساس بشكل خاص.
وأوضحت الجهات الأمريكية المسؤولة عن إنفاذ القانون أن مطلق النار هو رجل عمره 26 عاما يُدعى دوين بطريك كالي، من سكان مدينة مجاورة. ما زالت الأسباب والدوافع (حتى لحظة كتابة هذا المقال) لدى كالي للوصول إلى الكنيسة وهو يرتدي ثوبا أسود ويقرر إطلاق النار، قيد الفحص. رغم هذا، يبدو أنه من السهل في الولايات المتحدة، التي يمكن فيها شراء الأسلحة بسهولة ودون تقييد، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يشنوا عملية قتل بسهولة ويلحقوا ضررا بالكثير من العائلات، المدن الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
من الجدير بالذكر أنه في الأول من تشرين الأول هذا العام، حدثت المجزرة الأفظع في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن أطلق رجل عمره 64 عاما يدعى سيتفان بادوك، كان مسلحا بأسلحة أوتوماتيكية، النيران من الطابق 32 في الفندق الذي نزل فيه في لاس فيغاس، نحو 22.000 شخص متسببا بقتل 59 شخصا وجرح نحو 600 شخص آخر.
ومقارنة بالحادثة الرهيبة التي حدثت أمس (الأحد)، لم يكن إطلاق النار في لاس فيغاس موجها نحو أي دار عبادة. يتضح من تحقيقات المسؤولين القانونيين في الولايات المتحدة وفي دول أخرى في العالم أن دور العبادة أصبحت هدفا محتملا جدا لعمليات القتل والمجازر. يعرف القتلة سواء كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو كانوا إرهابيين ينتمون إلى تيارات ومجموعات إرهابية متطرفة، أن دور العبادة هي نقطة الضعف لدى الكثيرين في العالم، لهذا هم يعملون ضد هذه الأهداف لزيادة حجم الصدمة والإضرار بأكبر عدد من الأشخاص أثناء الصلاة.
ولمزيد الأسف، وقعت أحداث قتل خطيرة ومروعة في دور العبادة في الشرق الأوسط. مؤخرا، في شهر نيسان، غمرت مصر موجة من الإرهاب ضد الكنائس القبطية. يتذكر العالم جيدا كيف نجح منتحر في تفجير نفسه عند مدخل الكاتدرائية القبطية في الإسكندرية، وقتل 18 شخصا وجرح 40 مصليا. في شهر أيار هذا العام، قُتِل 28 مسيحيًّا، على الأقل، أثناء عملية إطلاق النيران على حافلة كانت تنقل مسافرين مسيحيين أقباط من جنوب القاهرة، عشية شهر رمضان. وقد أعلنت داعش مسؤوليتها عن كلا العمليتين الخطيرتين.
مرت إسرائيل أيضا بتجارب صعبة: بتاريخ 18 تشرين الثاني عام 2014 أثناء صلاة الصباح، في إحدى الكنس المركزية في القدس، قتل مسلحان فلسطينيان 6 أشخاص وجرحا 7 آخرين في عملية رهيبة. كان منفذا العملية فلسطينيان من حي جبل المكبّر، وقد دخلا إلى قاعة صلاة مركزية وهما يحملان فؤوسا وبنادق وبدآ بمهاجمة المصلين. لقد توفي الفلسطينيان بعد معركة طويلة دارت بينهما وبين قوات الشرطة التي هرعت إلى المكان.
إحدى الحالات الصادمة التي شهدتها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في التسعينيات، هي المجزرة الكبيرة ضد المسلمين في المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي أسفرت عن مقتل 29 مصليا مسلما على يد المستوطن القاتل باروخ جولدشطاين، طبيب يهودي من سكان كريات أربع المجاورة للخليل. تعتبر هذه المجزرة، العملية الإرهابية اليهودية الأكبر منذ عام 1948. أدت هذه الحادثة إلى ردود فعل جماهيرية صعبة في الشارع الإسرائيلي والفلسطيني على حدِّ سواء، وإلى زيادة العنف، الذي دام عدة أشهر.
هناك الكثير من الحالات في الشرق الأوسط التي يشكل فيها المصلين في المساجد، الكنائس، والكُنس، ودور عبادة أخرى، هدفا للإرهابيين لتنفيذ عمليات تسفر عن وفاة آلاف الأشخاص، وتحدث هذه العمليات لدوافع دينية أو أخرى من خلال تجاهل قدسية هذه الأماكن.
هآرتس / الوزراء كمدافعين عن نتنياهو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 6/11/2017
عاصفة من مشاريع القوانين العقيمة – التي كل غايتها هي تضليل الجمهور بحيث لا يرى موجة التحقيقات الجنائية القريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتهدد بوضع حد لحكمه – ضربت أمس اللجنة الوزارية لشؤون التشريع. وبخلاف موقف المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، والنائب العام للدولة، شاي نيتسان، قرر الوزراء اقرار “قانون منع توصيات الشرطة”، الذي يحظر على الشرطة نشر توصيات في ختام تحقيقاتها. واتفق على اعادة صياغة مشروع القانون، بالتنسيق مع وزارة العدل ووزارة الامن الداخلي، وأغلب الظن سيركز على منع نشر موقف الشرطة في مسألة حجم الادلة في ملفات الفساد العام.
وزراء الائتلاف، وعلى رأسهم وزير العدل آييلت شكيد والوزير ياريف لفين، لم يتأثروا بمبررات مندلبليت ونيتسان ضد مشروع القانون: لا بحقيقة أن الشرطة والنيابة العام تعملا صبح مساء في ملفات معقدة، بحيث أن موقف فريق التحقيق معروف على أي حال للنواب العامين؛ ولا بحقيقة أن تشويش العمل سيتسبب بالتسويف والتعذيب لعشرات الاف المشبوهين، ولا بحقيقة ان مشروع القانون سيمنع الشرطة من أن تقول بان في نظرها أيضا لا مكان لرفع لائحة اتهام.
اضافة الى ذلك، فان قرار اللجنة الوزارية لشؤون التشريع يتجاهل الصلة الشخصية المحددة التي بسببها يتم العمل على مشروع القانون – محاولة حماية نتنياهو. وحتى مندلبليت قرر النظر مباشرة الى الدوافع المرفوضة التي تحرك خطى التشريع الاخيرة من جانب الائتلاف ونقل على لسانه احتجاجه على أنه يتعرض للهجوم بوسائل غير ديمقراطية. غير أن موقف المستويات المهنية العليا، التي تضم المستشار القانوني، النائب العام للدولة بل والمفتش العام للشرطة لا يؤثر بالوزراء المسؤولين عن أجهزة انفاذ القانون. شكيد في وزارة العدل وجلعاد اردان في وزارة الامن الداخلي، يواصلان العمل بهدف المس بالاجهزة التي يتوليان المسؤولية عنها.
ان الدوافع التي تحرك النواب والوزراء للعمل على مشروع القانون الهدام لا يتعلق بالطبع بالخطر الوهمي الذي في “تلوث” موقف النيابة العامة، اذا ما اطلعت على موقف المحققين بالنسبة للادلة في أي تحقيق، بل بنشر موقف الشرطة على الجمهور – والخوف من الآثار السياسية لهذه الادلة على حكومة نتنياهو. غير ان الجمهور يستحق الحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات عن الشبهات ضد منتخبيه، وليس العكس.
اذا بقيت في حكومة نتنياهو محافل مستعدة لان تضع مصلحة الدولة والجمهور قبل المصلحة الشخصية للزعيم، والامور موجهة أولا وقبل كل شيء لوزير المالية موشيه كحلون – فان عليها أن تعلن بانها لن تساهم في خدمة مشروع القانون الهدام والفاسد هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى