ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– سعد الحريري: “ايران وحزب الله تحاولان اغتيالي”.
– اسرائيل تتعهد بحماية قرية درزية داخل سوريا.
– يغادر ويهاجم.
– الدروز أولا.
– قضية خادمة التنظيف لدى سارة نتنياهو – بريد مراسلين.
– عودة قانون الحصانة.
– تخفيض الضرائب والمساعدة للشباب.
– ليبرمان وكحلون: لن نجلس في حكومة برئاسة غباي.
معاريف/الاسبوع:
– نتذكر – 22 سنة على الاغتيال.
– الحريري يستقيل: أينما توجد ايران، توجد حرب.
– جمع الجثث سيتأخر بسبب “مبرر أمني موضعي”.
– “الخلاف يهدد باشعال شقاق أخوة”.
– يوفال رابين: جعلوا أبي قاتلا.
– الجيش الاسرائيلي: لن نسمح بالمس بقرى درزية خلف الحدود.
– هرتسوغ يقول للدول العربية المعتدلة: “المنطقة ناضجة لمسيرة سلمية”.
هآرتس:
– رئيس وزراء لبنان يستقيل ويهاجم ايران.
– في مهرجان اغتيال رابين لم ينشغلوا بالصغائر كالسلام أو الاحتلال.
– رئيس الوزراء منع العمل على قانون عقوبة الموت، وبعدها أعلن بأنه يؤيده.
– على خلفية الانهيار، بلفتنيك يفحص امكانية استثمار 3 مليارات دولار في “تيفع”.
– كحلون وليبرمان: لن نجلس في حكومة غباي.
– نتنياهو: ينبغي فحص نماذج سيادة جديدة للدولة الفلسطينية.
اسرائيل اليوم:
– الازمة في لبنان: “نداء صحوة للعمل ضد ايران”.
– نتذكر رابين: “رسالة مصالحة”.
– توتر على الجدار.
– دراما في لبنان: رئيس الوزراء الحريري يستقيل “بسبب ايران وحزب الله”.
– ريفلين يقلع في زيارة الى اسبانيا: “صديقة حقيقية”.
– رئيسة الوزراء ماي: “بالقطع – لن نعتذر على تصريح بلفور”.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 11 – 2017
هآرتس / نتنياهو: ينبغي فحص نماذج سيادة جديدة للدولة الفلسطينية
هآرتس – بقلم انشل بابر – 5/11/2017
صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس في لندن بأنه قبل التوجه لاقامة دولة فلسطينية “يجب اعادة النظر في النموذج الحديث للسيادة، والسيادة عديمة القيود، وهل هي قابلة للتطبيق في كل مكان في العالم”. وكان نتنياهو قال ذلك في مناسبة جرت في معهد البحوث “تشاتهام هاوس” في المدينة. وعندما سئل عن امكانية أن تقوم دولة فلسطينية، حذر قائلا: “في الشرق الاوسط رأينا قدرا كبيرا من الدول التي فشلت. فحين تغادر قوة غربية، حين تغادر قوة اسرائيلية، مثلما رأينا في غزة، تستبدل على الفور بالاسلام الكفاحي”. وشدد على أنه في كل وضع، بالنسبة لاسرائيل فان “الاعتبار الحاسم سيكون دوما أمنيا”، وبالتالي، يجب النظر في انواع مختلفة من السيادة لا تتضمن بالضرورة سيطرة على الحدود والمجال الجوي. “اسألوا صديقي (رئيس وزراء اليونان اليكس سبراس)، وسيقول لكم إن ليس هو من يسيطر على اقتصاد اليونان”.
حاول نتنياهو أن يشكك في اقواله في المسلمات في موضوع المسيرة السياسية مع الفلسطينيين فقال “الارض مقابل السلام، هذا جيد، ولكن ليس الارض مقابل الارهاب”. وفي السياق انتقد مطالبة الفلسطينيين باخلاء المستوطنين متسائلا “من زاوية نظر الفلسطينيين لماذا يجب اخراج اليهود من اجل السلام؟ هل احتاج لأن أخرج مواطنين عرب من اسرائيل مقابل السلام؟”. ووصف نتنياهو المطالبة بالاخلاء بأنها “تطهير عرقي”.
وتركزت معظم تصريحات نتنياهو “تشتهام هاوس” بايران. فقد قال إن “لقد دخل رجال العصور الوسطى عبر شقوق الانظمة التي دمرت – الاسلام المتطرف، الشيعة بقيادة ايران والسنة المتطرفين بقيادة القاعدة، والآن داعش ايضا. الأنباء السيئة هي أنه بينما تقاتل البرابرة فيما بينهم، فان القوة الأشد التي تغلبت هي ايران، التي تضرب الدولة بالاخرى – عبر الرسل. لبنان، اليمن، والآن يحاولون في سوريا ايضا”.
ووصف نتنياهو القيادة الايرانية بأنها “عصابة، طائفة، مكتب سياسي، مجلس حكماء يديرون ايران” ويتآمرون لتحقيق “هدف السيطرة العالمية وسيطرة الاسلام”.
لقد انتهى اسبوع احياء الذكرى المئوية لتصريح بلفور بمظاهرة ومسيرة احتجاج لمنظمات مؤيدة للفلسطينيين في مركز مدينة لندن. وادعى المتظاهرون بأنه شارك فيها 15 ألف شخص، أما عمليا فلم يشارك إلا نحو 5 آلاف، معظمهم من اعضاء منظمات اليسار المتطرف في بريطانيا، ومنهم جماعات صغيرة من المتظاهرين اليهود من حركات مؤيدة للفلسطينيين ومن طائفة ناتوري كارتا الاصولية.
هذا ولم يشارك في المسيرة مسؤولون كبار في الساحة السياسية البريطانية. ومع ذلك، في المهرجان الختامي الذي عقد خارج البرلمان بثت تهنئة من زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن. وكان كوربن رفض الاسبوع الماضي المشاركة في الحدث المركزي لاحياء مئة عام على تصريح بلفور.
يديعوت / أخرج لنا الكلمات من الفم
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 5/11/2017

ما كان يمكن لأفضل كتاب الخطابات في اسرائيل أن يصيغوا على نحو أفضل خطاب رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، ضد حزب الله وايران.
لقد وصف هذا الخطاب بدقة، حتى وإن كانت بلغة هجومية، التحدي الذي تقف أمامه اسرائيل والشرق الاوسط بأسره في مواجهة محور ايران – سوريا – حزب الله. فقد اختتم اسبوعا من الاحداث العاصفة في الجبهة الشمالية التي أعطت الانطباع بأنه لا يوجد علاقة فيما بينها، ولكنها جميعها تشهد على مستوى التفجر العالي في المنطقة وتؤشر أساسا الى نهاية الحرب الاهلية في سوريا، بآثارها على لبنان ايضا.
يوم الاربعاء، وحسب منشورات اجنبية، هاجمت اسرائيل ارسالية من الصواريخ الدقيقة كانت في طريقها الى مخازن حزب الله في لبنان. واذا كانت اسرائيل هي التي فعلت ذلك حقا في مثل هذه الفترة الحساسة، فلا يمكن التقدير بأن هذه كانت ارسالية استثنائية ولاحت الفرصة لضربها قبل وصولها الى لبنان، حيث لا توجه اسرائيل ضرباتها.
أما الحدث في قرية الحضر فهو جزء من محاولة لتصميم خط الحدود مع اسرائيل في ختام القتال في سوريا. فالثوار، من رجال جبهة النصرة، نجحوا في هجومهم بقتل تسعة من سكان القرية الدرزية التي تقع في الاراضي السورية، بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. وبعد الهجوم – وفي اعقاب ضغط شديد من وجهاء الطائفة الدرزية في اسرائيل، ممن دفعوا بمئات الشبان الى مجدل شمس وطالبوا بعمل اسرائيلي من اجل اخوانهم – أصدر الجيش الاسرائيلي بيانا استثنائيا قال فيه إنه لن يسمح باحتلال القرية.
في اثناء الحدث اجتاز مع ذلك بضع عشرات من الدروز الجدار باتجاه سوريا، فاضطر الجنود الى ملاحقتهم واعادتهم. ينبغي الأمل بأن يستنفد جهاز القانون محاسبتهم. وهنا المكان للايضاح بأن الجيش الاسرائيلي لم يخطط لارسال لواء غولاني لاحتلال القرية بقوات مشاة. فللجيش الاسرائيلي سيطرة ممتازة من جبل الشيخ، ومن خلال المعلومات الاستخبارية والنار من الجو ومن الارض كان يمكنه أن يحقق السيطرة.
وعودة الى رئيس الوزراء الحريري، الذي ألقى خطابه من السعودية وبلغ هناك ايضا عن الخطة لاغتياله. اذا كانت المعلومات مصداقة، فمن غير المستبعد أن تكون محافل غربية ساعدت في اطلاع الحريري عليها، ولكن توجد امكانية في أن تكون هذه نوعا من الاحبولة الاعلامية.
في هامش المصالح ليس لأحد من المحافل في الساحة مصلحة في فتح حرب الآن، ولكن هذا لا يعني بأن الحرب لن تندلع. فحزب الله بحاجة الى الهدوء كي يعمل على اعادة بناء قواته التي ستعاد الى لبنان من سوريا، وسينشغل من الآن فصاعدا حتى الرأس في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية. ليس للايرانيين مصلحة في استخدام حزب الله في هذا الوقت، بل الابقاء عليه لغرضه الأصلي – استخدامه عند الطواريء ضد اسرائيل في حالة هجوم على المنشآت النووية الايرانية. كما ليس لاسرائيل مصلحة في فتح الحرب، ولكن التطورات الميدانية تستوجب اعمالا عسكرية مشروعة، أحدها من شأنه أن ينتهي بالتدهور الى الحرب. وعليه، ينغبي ادارة هذه الاعمال بالحذر اللازم وأن نكون جاهزين لامكانية الحرب – حتى لو لم تكن مخططة.
معاريف / اسرائيل تنجرف الى الحرب
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 5/11/2017
كيف يدور الدولاب. ففي معظم الحرب الاهلية في سوريا،التي تتواصل منذ ست سنوات ونصف، عملت اسرائيل أساسا ضد نظام بشار الاسد وحلفائه، حزب الله وايران. فقد هاجم سلاح الجو قوافل ومخازن سلاح، ولا سيما صواريخ بعيدة المدى وعناصر للصواريخ من ايران ومن سوريا الى حزب الله في لبنان. معظم هذه الاعمال – نحو مئة هجوم، مثلما قال قائد سلاح الجو السابق امير ايشل – نفذت دون أن تأخذ اسرائيل المسؤولية عنها.
لقد كانت السياسة رسميا هي سياسة “عدم التدخل”. أما أول أمس، فلاول مرة منذ بدء الحرب، أعلنت اسرائيل علنا بأنها ستتدخل فيها. وما تسبب بالتغيير كان عملية شديدة القوة لسيارة متفجرة أدخلها ارهابيو جبهة النصرة، الذين هم في واقع الامر فرع سوري للقاعدة، الى القرية الدرزية الكبيرة الحضر التي في سفوح جبل الشيخ.
العملية ومحاولة رجال جبهة النصرة احتلال القرية أدت الى موجة غضب من ردود الفعل من جانب الدروز في هضبة الجولان وفي الجليل. بل إن بضع عشرات قطعوا السياج الفاصل وتسللوا الى سوريا لمساعدة اخوانهم خلف الحدود. واضطر جهاز الامن والقيادة السياسية، ممن تخوفوا من أن يهيج الدروز في اسرائيل فينضموا الى الحرب في سوريا، للرد والاعلان بأن الجيش الاسرائيلي سيتدخل في الحرب ولن يسمح بالمس بالدروز السوريين.
المفارقة هي أن قرية الحضر وسكانها الدروز يعتبرون مؤيدين للاسد، وفي الماضي جند حزب الله من صفوفهم مخربين حاولوا تنفيذ عمليات على طول جدار الحدود مع اسرائيل.
على مدى سنين اتهم نظام الاسد اسرائيل بمساعدة “الارهابيين”، أي، الثوار، بمن فيهم رجال القاعدة. أما اسرائيل فنفت ذلك وهي تسعى الى الابقاء على الهدوء على حدودها، وفي هذا الاطار تمنح المساعدة الانسانية لسكان القرى في المنطقة.
كما تمكنت من أن تنقل الى رجال النصرة رسائل واضحة (وكذا لفرع داعش في جنوب الهضبة) تحذرهم من أن يتجرأوا على العمل ضدها ويخرقوا سيادتها. وقد استوعبت الرسائل جيدا، ولكن يبدو أن رجال النصرة لم يرتدعوا وعملوا يوم الخميس في القرية الدرزية.
والآن يمكن القول إنه اضافة للاهداف الاربعة التي وضعتها اسرائيل لنفسها في الحرب في سوريا: عدم التدخل، الحفاظ على الهدوء على الحدود، الرد بالنار على كل خرق لسيادتها ومنع نقل السلاح المتطور الى حزب الله، أضيف هدف خامس – حماية الدروز في سوريا (الذين يبلغ عددهم نحو مليون نسمة)، ولكن معظمهم يؤيدون النظام. لا مجال لأن نستبعد امكانية أن هذا ينطبق ليس فقط على الدروز قرب الحدود، بل ايضا في جبل الدروز في جنوب شرق سوريا حيث يتواجد التجمع الاكبر لأبناء الطائفة.
هآرتس / جيش الدفاع لا ينوي الدخول الى سوريا
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 5/11/2017
مواجهة محلية بين جيش سوريا ومنظمات المتمردين المتطرفين في شمال هضبة الجولان خلقت منذ ساعات الصباح توترا شاذا في الحدود السورية – الاسرائيلية. هجوم رجال تنظيم جبهة النصرة على القرية الدرزية الخضر أدت الى تهديد اسرائيلي فريد للدفاع بالقوة عن القرية. بيان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بهذا الشأن نشر في أعقاب توجه قيادة الطائفة الدرزية في البلاد الى رئيس الاركان غادي آيزنكوت.
الجانب السوري للحدود في الجولان ينقسم الى ثلاثة مناطق تأثير أساسية: في الجزء الشمالي، من بلدة القنيطرة شمالا يسيطر نظام الاسد، حيث يدافع عن القرية المجاورة الخضر ميليشيات درزية محلية لمساعدة جيش سوريا، في القسم الاوسط، الاكبر، تسيطر تنظيمات المتمردين، وفي القرى الاقرب الى الحدود مع اسرائيل تسيطر ميليشيات محلية وتحظى من اسرائيل على مساعدة انسانية واسعة (وحسب ما نشر في وسائل الاعلام العالمية، أيضا سلاحا وذخيرة). في نفس الوقت هذه الميليشيات تتعاون مع رجال النصرة والذين بشكل عام ظلوا في القرى الشرقية الابعد عن الحدود. في الجزء الجنوبي للهضبة السورية يسيطر فرع محلي لتنظيم داعش، الذي يحارب باقي تنظيمات المتمردين. في صباح يوم الجمعة شن متمردو النصرة هجوما من الجنوب والشرق على قرية الخضر. في تفجيرهم لسيارة ملغمة قتل تسعة اشخاص – جنود من جيش الاسد وعدد من السكان الدروز. في أعقاب الحادث انسحبت وحدة عسكرية من القرية. متمردو النصرة استغلوا النجاح، قربوا قواتهم الى القرية من عدة جوانب (ايضا من الشمال، في الطريق الذي يشرف على الاراضي الاسرائيلية) وابتدأوا بقصف الخضر. هذا التطور أثار قلقا في اوساط الدروز في اسرائيل، منذ ساعات الصباح جاء مئات الدروز الى مجدل شمس، لكي يشهدوا ما يحدث في الجانب السوري. زعيم الطائفة الشيخ موفق طريف اتصل برئيس الاركان من أجل طلب مساعدة عسكرية للدروز في الخضر.
على هذه الخلفية، نشر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيانا يقول “ان الجيش الاسرائيلي جاهز ومستعد لمساعدة سكان القرية وان يمنع المس بها أو احتلالها وذلك من خلال واجبه نحو السكان الدروز”. جاء الاعلان بعد وقت قصير من تصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في محاضرة في تشاتهام هاوس في لندن، بان اسرائيل لا تتدخل في القتال.
ولكن الخضر هي حالة شاذة: ان الخوف في اوساط الدروز في اسرائيل كبير – وجيش الدفاع الاسرائيلي (ويبدو ان ذلك بالتنسيق مع المستوى السياسي) يريد أن يوضح أنه لن يقف مكتوف الايدي. القصد ليس ارسال جنود اسرائيليين للقتال والتعرض للاصابة داخل اراضي سوريا، بسبب نزاع محلي. من المعقول أنهم في الجيش يقدرون أنه باشارة علنية كهذه، من خلال التهديد باستخدام “نيران مضادة” (هجوم من الجو أو دبابات ومدافع) ما يكفي لردع قوات النصرة من مواصلة التقدم نحو القرية. على هذه الخلفية تلقى آيزنكوت المحادثة من الشيخ طريف وارسل قائد المنطقة الشمالية يوآل ستريك للحديث مع زعامة الطائفة في قاعدة لجيش الدفاع في هضبة الجولان. بعد وقت قصير من التهديد الاسرائيلي وردت تقارير تفيد بان المتمردين انسحبوا من معظم المواقع التي احتلوها بالقرب من القرية الدرزية.
قبل حوالي سنتين، في ظروف مشابهة نقل الجيش الاسرائيلي تحذيرا لقوات النصرة عندما اقتربوا من القرية – وقد انسحبوا ردا على ذلك. الاعلانات هذه المرة أكثر علنية. هي تعكس ثانية زيادة التوتر في الجبهة السورية بالتحديد على خلفية الثقة الذاتية الجديدة التي يستجمعها نظام الاسد (من المعقول أن هجوم المتمردين استهدف استباق محاولات الجيش السوري للتقدم نحو الجنوب، من خلال استغلال زخم النظام في مناطق أخرى). أول أمس وحسب وسائل الاعلام العربية، اطلقت بطارية سورية النار المضادة للطائرات على طائرات سلاح الجو في سماء لبنان بعد أن هاجم مخزن للاسلحة لحزب الله في سوريا. وتيرة الاحداث المرتبطة باسرائيل في الشمال تزداد – ومعها تتزايد عصبية كل الاطراف.
إسرائيل اليوم / علينا الحذر من الدخول الى مستنقع ليس لنا
إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 5/11/2017
اسرائيل وجدت نفسها أمام معضلة حقيقية في أعقاب جهود ميليشيات جبهة النصرة التابعة للقاعدة لاحتلال القرية الدرزية خضر من يد نظام الاسد في سوريا. من جانب فان حكومة نتنياهو تحذر وبحق الا تكون متورطة في الحرب الاهلية الدموية التي تجري منذ سنوات في سوريا. ومن جانب آخر تتزايد الضغوط الدرزية للسكان الاسرائيليين في هضبة الجولان وفي اعقابهم الدروز في باقي أنحاء اسرائيل للقيام بمساعدة اخوتهم ومنع سيطرة المعارضة السنية على القرية.
20 الف درزي يعيشون في هضبة الجولان. القليل منهم مؤيدين لاسرائيل واغلبيتهم العظمى يؤيدون سوريا. عندما قامت اسرائيل بالخطوة المختلف عليها بضم الجولان في 1981 تم منح سكان هضبة الجولان الامكانية لاخذ الجنسية الاسرائيلية ولكن فقط حوالي 700 منهم قاموا بذلك حتى اليوم. خلافا لاخوانهم الذي يعيشون في اسرائيل والذين يشعرون بتماثل مع الدولة ويخدمون في الجيش الاسرائيلي، فانهم وهذا من حقهم الكامل كطائفة تعيش تحت الاحتلال، مخلصون للنظام السوري، يتعلمون في سوريا ويرون أنفسهم جزء من الاقلية الدرزية التي تعيش في سوريا. ان عداءهم وكراهيتهم للميليشيات التي تحارب ضد الاسد كبير جدا، الى درجة أنه قبل سنتين قاموا بعملية تنكيل جماعية بجريح سوري جيء به الى الجدار ونقل بسيارة اسعاف اسرائيلية الى مستشفى في البلاد، في محاولة لانقاذه. الدروز من هضبة الجولان يدعون الان ان اسرائيل تتعاون مع جبهة النصرة ضد اخوانهم ويؤكدون أنهم سيواجهون الشرطة والجيش الاسرائيلي اذا لم يسمحوا لهم بالقتال الى جانب سكان القرية السورية، وبفتح الجدار الامني والعبور نحو سوريا.
السؤال هو كما هو مفهوم فيما اذا كان هذا يشكل مصلحة اسرائيلية. هل سيكون صحيحا الان وعلى هامش الحرب السورية، الدخول في مشاركة ملموسة الى هذا الحد؟ ألا يشكل ذلك خضوعا لضغط عنيف، ومن هذه الناحية – سابقة خطرة؟ ان الامر يتعلق بمطالبة بان يقف الجيش الاسرائيلي الى جانب قوات بشار الاسد، امام المعارضة التي تقف ضده، من أجل الاخذ بيد من قاموا بضرب اسرائيل وحاولوا المس بها. لن يكون من السهل أن نشرح لأنفسنا ما يحدث بالضبط في الخضر: هل سنحارب ضد النصرة، حينئذ ننقل القرية الى أيدي المخلصين لحكومة سوريا، المدعومة من حزب الله؟
ان اسرائيل ليست مدينة لشيء لقرية الخضر. شباب من القرية انضموا في السنوات الاخيرة الى حزب الله وتسببوا بالضرر لجنود الجيش الاسرائيلي، اثناء تشغيلهم من قبل سمير قنطار. قبل أربع سنوات جرح دروز من القرية مظليين اسرائيليين، وفي 2015 قتل الجيش الاسرائيلي أربعة مخربين دروز، من سكان القرية، الذين خططوا لعمليات ضد جنودنا.
لهذا، لا يدور الحديث عن بلدة مقربة بشكل خاص الى اسرائيل والتي تدفع ثمنا بسبب هذا القرب، بل بأحد المعارك في مؤخرة الحرب الاهلية في سوريا، والتي من المفضل لنا الابتعاد عنها قدر الامكان.
الدروز من مواطني اسرائيل يستحقون بالطبع كل الحقوق كمواطنين متساوي الحقوق، وأيضا يستحقون معاملة خاصة تنبع من الحلف الدموي الطويل مع الدولة. ان بامكانهم أن يطلبوا من الدولة التدخل في الحرب في سوريا والحكومة من حقها أن تدرس فيما اذا كان هذا الامر يتوافق مع المصلحة الوطنية لنا. تستطيع اسرائيل أن تطرح هذا الموضوع امام الامريكيين والروس وان تطلب منهم بذل الجهود لمنع احتلال الخضر. ولكن الا تجتاز الجدار والا تنضم الى حرب ليست لنا بين السوريين وجبهة النصرة.
هآرتس / إنتهى الاحتفال
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 5/11/2017
طوال حوالي اسبوعين ضجت البلاد حول قائدها الميت. 22 عاما بعد مقتله، ما زال التجمع السنوي في ذكرى اسحق رابين الذي اقيم أمس، يثير انقسامات مرة، معظمها غير واقعية، تقريبا كلها حول أمور صغيرة – هذه السنة أكثر من أي سنة. طوال اسبوع كافحوا هنا ضد استبعاد كلمة قتل من الاعلانات، قبل ذلك تركز النضال ضد دعوة مستوطنة. المعسكر الذي لم يرفع في يوم ما اصبعا ضد المستوطنات وهو أبوها ومَن ولدها، استيقظ فجأة من نومه وناضل بشجاعة ضد خطاب المستوطن.
تجمعا لم يكن في يوم ما مهما أو مؤثرا، ويعتبر هو الموقع الاخير لمعسكر اندثر منذ زمن، تحول الى حدث قومي. بقايا المعسكر يتمسكون بكل قوتهم بهذا التجمع كاحتفال وثني قديم للذكرى والتطهر. هم يعرفون لماذا. باستثناء هذا التجمع لم يتبقَ الكثير. هنالك تجمع سنوي كبير، وهذا يدلل على أن معسكر السلام ما زال حيا، يناضل من أجل مبادئه ويناضل من أجل شكل الدولة. هو رعشات الاحتضار. بالضبط مثلما كان رابين الرجل بعيدا عن رابين الاسطورة، المعسكر الذي ناضل على منصة في الميدان بعيدا عن صورته في نظر نفسه. لقد حان الوقت ليتوقف عن الكذب. هذا التجمع هو يوم الغفران للمعسكر البائد. مثل اليهود المتدينين الذين يرتكبون الخطايا ويؤمنون بان “افتح لنا الباب” محو كل هذه الخطايا، هكذا يؤمن معسكر السلام الذي لا يناضل من أجل شيء، لانه اذا انشد مرة في السنة في الميدان “انا ذاهب للبكاء عليك، كن قويا في الاعالي” سيؤدي الى تطهيره من خطايا صمته ولامبالاته الصارخة، اغماض عيونه وقلة حيلته. كلما تحول هذا المعسكر الى معسكر فارغ اكثر، وينحرف شيئا فشيئا نحو اليمين، هكذا يتحول النقاش حول طابع الاحتفال الى طابع أكثر صخبا. مسائل تنظيمية تحولت الى فكرية. هم يناضلون كالاسود على من سيدعى، غضب مقدس حول كل كلمة في الاعلان. الخواء الفكري كان يجب أن يملأ بشيء ما. التجمع هو المضمون.
لقد حظيت بالتعرف على رابين عن قرب طوال عدة سنوات وأن أقدره جدا. عملت مع شمعون بيرس وحسدت رجال رابين، رجال العدو: لقد احبوه. حتى اليوم أحتفظ ببطاقتين كتبهما لي، الاولى في 13 حزيران 1982: “الى جدعون ليفي، ارجع لك بهذا مبلغ 200 شيكل اقترضتها منك يوم الجمعة”، كل البساطة والتواضع والتي تبدو اليوم خيالية في بطاقة لرئيس حكومة سابق ولاحق، لم يكن لديه في جيبه قرشا ليركب سيارة أجرة، وان يرجع الى بيته يوم الجمعة. البطاقة الثانية ذات طابع شخصي، وهي أكثر إثارة.
لقد قيل كل شيء عن استقامته، قيادته، تواضعه وجديته. لقد أخذ عدة خطوات شجاعة، ولكنها لم تكن شجاعة بما فيه الكفاية. هو لم يكن المهاتما غاندي لاسرائيل، كما يقال في الاساطير التي نسجت حوله. بعيدا عن ذلك. قتله، ورثته والفراغ الذي وجد منذ مقتله زاد من قوة شخصيته لمستويات اسطورية. هذا التعاظم تم تطويره بايدي اليسار الصهيوني بهدف تعظيم شخصية المعسكر في نظر نفسه. المعادلة واضحة: اذا كان رابين مناضلا اسطوريا من أجل السلام، حينئذ فان المعسكر الذي يحمل دوما ذكراه هو معسكر سلام، ليس أقل تصميما.
ليس لهذا أساس. قتل رابين لم يؤدِ الى قتل السلام والذين تآمروا لم يتقدموا منذ ذلك الحين اي خطوة. لهذا فان هذه التجمعات ليست فقط زائدة بل هي ضارة. هي تمكن من القيام بعرض عبثي، وكأنه بقي هنا معسكر لم يعد قائما. وكأنه يكفي بالتجمع السنوي في الميدان الفارغ طوال ايام السنة، من أجل ان يحول لا شيء الى معسكر سلام مقاتل.
في اليوم التالي للتجمع، بعد انتهاء النشوة، يجب أن يضرب الواقع وجوه أعضاء حركات الشبيبة من ذوي القمصان الزرقاء، والذي منذ فترة لم يظهر، شبيبة الشموع الذين بلغوا الرشد بدون أن يعملوا شيئا وكبار السن الذين ما زالوا يذكرون وفقط يتشوقون: ليس هنالك معسكر سلام ذو أهمية في اسرائيل. باستثناء عدة مجموعات مصممة وتستحق التقدير، ليس هنالك معارضة حقيقية للحكومة وليس هنالك مقاومة حقيقية للاحتلال. من هنا ليس هنالك احتمال للتغيير من الداخل. انتهت المراسم.
هآرتس / المراوح و “بتسيلم”
هآرتس – بقلم عميره هاس – 5/11/2017
أحد الاقوال الهرائية الذي اعتاد ياسر عرفات قولها وحتى اليوم بالامكان سماعه يكررها من خلال عدد من رجاله – لولا مقتل رابين من قبل يغئال عمير ، فان مسيرة السلام كانت ستستمر وتصل الى نهايتها السعيدة. دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
عرفات وأوساطه كان يجب عليهم تبرير اتفاق اوسلو في نظر أنفسهم وفي نظر شعبهم. كان عليهم تبرير الاخطاء الشديدة التي ارتكبوها في المفاوضات (في البداية بسذاجة وعدم اكتراث، وبعد ذلك بخليط من السذاجة، عدم اكتراث، الغباء وقلة الحيلة، وضعف متزايد، اغماض العين، حسابات شخصية تتعلق بالبقاء، فساد). السياسة الاسرائيلية لم تتشكل ولا تتشكل حسب قرارات رجل واحد. وبالتأكيد ليس عندما يدور الامر حول المسألة الاساسية لوجودنا الصهيوني: ماذا بحق السماء يعملون مع كل العرب هؤلاء الذين دخلوا الى بيتنا اليهودي. الاجابة الصهيونية عن هذا السؤال اليوم هي واقع الجيوب الفلسطينية المكتظة، المتقزمة داخل الفضاء اليهودي النهم للاراضي التي وعده الله بها. سواء كان الله موجودا أم لا.
ان شخصا واحدا لا يمكن أن يكون مسؤولا عن هذا الواقع السهل، حتى ولا المفكرين الجيوسياسيين الاذكياء جدا لدينا شمعون بيري أو اريئيل شارون، أو شلومو موشكوفيتس والذي من 1988 وحتى 2013 وقف على رأس مجلس التخطيط الاعلى في الادارة المدنية، والتي ثبتت الابرتهايد المخطط في الضفة. من أجل تشكيل واقع الجيوب السكانية احتاجوا نسيجا كاملا من الايديولوجيين، الجنرالات، القانونيين، الموظفين، المحتاجين الى سكن فاخر، كهنة، سياسيين، جغرافيين، مؤرخين، مقاولين وغيرهم.
لهذا أيضا لا يكفي شخص واحد من أجل وقف سياسة يشكلها نسيجا كاملا ومصمما ومنسقا. حتى ولا رابين، حتى لو افترضنا للحظة بانه فهم حقا ان اتفاقا معقولا يمكن ان يكون قائما فقط على دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
صحيح، ان رابين قد دعا مستوطني الجولان بالمراوح. ولكنه ايضا قال يا ليت غزة تغرق في البحر. كما أنه أحسن في تحديد تطلعات اسرائيل من المتعهد الثانوي الفلسطيني عندما قال: السلطة الفلسطينية ستحكم بدون “محكمة عدل عليا” وبدون “بتسيلم”. ومع ذلك، ولكن اكثر اهمية من اقواله الحقائق على الارض، التي ثبتت قبل القتل.
فيما يلي أسس وقع الجيوب، والتي هي عكس الدولة: فصل القطاع عن الضفة الغربية، فصل القدس الشرقية عن باقي الاراضي الفلسطينية، منطقة ج، قيادة فلسطينية ضعيفة، تعزيز الاستيطان والمستوطنين، نظامين قضائيين غير متساويين – واحد لليهود والاخر للفلسطينيين، استخدام الذريعة الامنية كوسيلة كولونيالية. هذا واقع لم يكن ليوجد بين يوم وليلة. في عهد رابين، الاغلاق على قطاع غزة، اي نظام منع الحركة، ازداد وتعزز. لم يُسمح للطلبة بالعودة للدراسة في الضفة، وها هو فجأة يسمح لطلاب بيرزيت بالعودة. سألوه لماذا فقط تسمح لهم، أجاب كما قال لي احد من اعضاء لجن الارتباط الفلسطينية حينئذ: “لان عرفات طلب ان أسمح للطلاب بالعودة، وقد ذكر فقط جامعة بيرزيت”.
لقد أيد رابين شق شبكة الطرق الالتفافية في الضفة – شرط مهم لجذب مستوطنين جدد وتقسيم التواصل الجغرافي الفلسطيني. هذا يعني، تقوية المرحلة الانتقالية مقابل التنازل عن مرحلة الدولة الفلسطينية. مروان البرغوثي وبمزيج من السخرية والجدية اعاد على مسامعي المحادثة التالية بين رابين وعرفات – رابين: “ولكن كيف سيصل المستوطنون الى بيوتهم في المرحلة الانتقالية ان لم يكن لهم شوارع خاصة”؟ عرفات: “أهلا وسهلا. يمكنهم السفر عبر مدننا”. رابين: “ولكن اذا ضربهم شخص ما، سنوقف المفاوضات واعادة الانتشار؟”. عرفات: “لا سمح الله. حينئذ، يمكنك شق هذه الطرق”.
كرئيس حكومة ووزير للدفاع عاقب رابين الفلسطينيين في الخليل على المذبحة التي ارتكبها ضدهم باروخ غولدشتاين. فقد فرض الجيش الواقع تحت سلطته على الفلسطينيين قيودا كبيرة جدا على الحركة، والتي تزداد شدة وهي مسؤولة عن اخلاء وسط المدينة من السكان الفلسطينيين. رابين هو الذي رفض اخلاء مستوطنو الخليل. سياسة الترانسفير الهادئة في القدس (سحب المواطنة من مواليد المدينة الفلسطينيين) بدأت سرا – كالمعتاد بدون أن يعلن عنها رسميا – في فترة ولايته كرئيس حكومة. النضال ضدها بدأ فقط حين بدأت البينات بالتراكم في 1996. التقسيم المصطنع لمناطق أ وب وج كتوجيه لاعادة انتشار الجيش على مراحل، تم فرضها في المفاوضات على الاتفاق الانتقالي، الذي وقع في ايلول 1995. كما هو معروف هذا التقسيم كان يجب أن ينتهي في 1999. لا نعرف فيما اذا كان رابين شريكا في هذه الخدعة الشرير، والتي تحت قناع التدرج لاسباب أمنية أبقت منطقة ج كخزان ارضي لليهود. ولكنه هو الذي صك المقولة المقدسة “ليس هنالك تواريخ مقدسة”، في سياق تنفيذ اتفاق أوسلو.
لقد نجح القاتل كثيرا، لانه وخلافا لدعاية اليمين، فان الحكومة برئاسة حزب العمل لم تكن تنوي قطع الحبل السري التي كانت مربوطة به مع اساليبها وأهدافها الكولونيالية. النقاش مع الخصوم في الليكود ليس ولم يكن على المبدأ، بل فقط على عدد من البانتوستانات التي ستعطى للفلسطينيين وحجمها.
معاريف / المفتاح الضائع
معاريف – بقلم المحامية موريا شلوموت – 5/11/2017
تحدث رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي مؤخرا فقال إنه في رؤياه يرى المستوطنات تبقى على حالها حتى بعد التسوية السلمية، وأضاف بأن افكارا من هذا النوع تدور في الميدان. لم يشر غباي الى تلك الافكار، ولهذا فقد أثار عليه معسكر السلام الذي يدعي منذ عقود بأن المستوطنات هي أحد العوائق الأساسية لتحقيق تسوية مصالحة اسرائيلية فلسطينية، وبدون اخلائها لن يكون ممكنا قيام دولة فلسطينية مستقلة وسيادية ذات تواصل اقليمي معقول يسمح بحياة دولة سليمة.
تخلق المستوطنات والمستوطنون الذين يسكنون فيها لدى الكثير من رفاقي ورفيقاتي في معسكر السلام الاحساس القاسي بأنه فضلا عن السلب والسطو المتواصلين، فانهما هما اللذان يؤديان الى المأزق السياسي – الامني الذي علقنا فيه: من جهة، لا يمكن مواصلة ادارة النزاع، ومن جهة اخرى، كيف سنخلي 400 ألف مستوطن يبذل ممثلوهم كل جهد مستطاع للاستيطان في قلوب التيار السياسي الأساس والحديث الى المجتمع الاسرائيلي عبر تقشير الباذنجان في “ماستر شيف”.
لقد اعتدنا على التفكير بأنه بدون اخلاء المستوطنات كلها لن نتمكن من التقدم نحو حل متفق عليه. لدي سبب وجيه للافتراض بأن غباي يعرف أنه يوجد حل واحد يسمح للاسرائيليين بالبقاء في نطاق الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنه حتى قبل تصريحه هذا كان قد اطلع عليه. لا يمكن أن نعرف اذا كان هذا الحل هو ما قصده غباي في اقواله، ولكن اذا لم يكن كذلك، فيجدر به أن يقصده.
قبل 17 سنة، حين كنت جزء من قيادة السلام الآن، عاد اهود باراك من كامب ديفيد وعلى لسانه بشرى قاسية: “لا يوجد مع من يمكن الحديث أو ما يمكن الحديث فيه”. لن أنسى كيف أنه بهراء لفظه سحب باراك من أيدينا المفتاح للحل وأحل في معسكر السلام وباء خطيرا من اليأس، سقط الكثيرون ضحايا له. فكرة الفصل، نحن هنا وهم هناك، تحولت مع السنين من أداة للبقاء الى ايديولوجيا حقيقية.
“دولتان، وطن واحد”، حركة سياسية فكرية اسرائيلية فلسطينية، وجدت المفتاح الضائع وهي تعرض على مواطني وسكان المجال كله فكرا يؤيد فكرة الدولتين انطلاقا من فكر الشراكة بدلا من الفصل. وحدها رؤيا تطرح دولتان مستقلتان وسياديتان – اسرائيل وفلسطين – تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى في علاقات من الشراكة بينهما حدود مفتوحة تسمح بحرية الحركة، التجارة، العمل بل والسكن (الاقامة)، كفيلة بأن تهز من الأساس الوضع الراهن وتضمن سلاما دائما على مدى السنين وليس مجرد هدوء مؤقت بين حربين. رؤيا تضمن أن تبقى القدس موحدة عاصمة للدولتين هي رؤيا تنظر الى الواقع الجغرافي والديمغرافي في العينين دون أن تخافه. أما مشكلة اللاجئين الفلسطينيين فستلقى جوابا لها في اطار الدولة الفلسطينية، التي سيكون بوسعها أن توطن اللاجئين في نطاقها، وهم – مع أبناء وبنات المكان – سيتمكنون من التحرك في المجال، الوصول الى الاماكن المقدسة، الصلاة، الزيارة وخوض التجربة الكاملة للانتماء العميق لكل أجزاء البلاد.
أما الاسرائيليون، الذين نسميهم اليوم مستوطنين، فلن يتمكنوا إلا في هذه الوضعية، واذا كانت هذه ارادتهم، من البقاء في كل أجزاء البلاد. اولئك الذين يختارون البقاء والسكن قرب قبور الآباء في نابلس أو في الخليل، في شيلو أو في عصيون، سيتمكنون من عمل ذلك كسكان دولة فلسطين، تحت القانون الفلسطيني، تماما مثلما يمكن للفلسطينيين أن يسكنوا كسكان تحت القانون الاسرائيلي. لا يدور الحديث عن رؤيا ساذجة، بل العكس، هذه محاولة شجاعة للنظر الى الواقع دون التنكر له أو الكفاح ضده: دون تحريك الحدود، دون اخلاء مئات الآلاف قسرا من بيوتهم، دون ادارة ظهر المجن لاحساس الانتماء العميق لكل اجزاء البلاد ودون التنكر لحق تقرير المصير للشعبين. لقد قُيض لنا أن نعيش في المجال كدولتين، وقُيض لنا أن نعيش فيه معا. غباي مدعو لأن يتبنى كل الرؤيا وألا يكتفي بعناوين فارغة المضمون والسياق.
اسرائيل اليوم / سوريا : معركة أخرى تمهيدا للنهاية
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 5/11/2017
المعارك التي اندلعت في الجولان السورية حول القرية الدرزية خضر لا تبشر باشتعال كبير على الحدود الشمالية، وايضا ليس على تحول في الحرب لصالح المتمردين. بل بالعكس، كما يبدو الامر يتعلق بالمعركة الاخيرة في الحرب في الدولة المجاورة، والتي موضوعها محاولة الطرفين لرسم الحدود وتشكيل وجه المنطقة الحدودية الحيوية جدا بالنسبة لاسرائيل.
في سوريا نفسها تقترب الحرب الاهلية من نهايتها. في كل يوم يحقق جيش بشار الاسد انجازا آخر في حربه ضد المتمردين، وفقط في نهاية الاسبوع الماضي تمكن من استكمال احتلال دير الزور، المدينة الكبرى في شرق الدولة، وبهذا أن يرجع لهذه المنطقة التي كان مسيطرا عليها حتى الاونة الاخيرة من قبل داعش، سيادة الدولة السورية.
من الصعب التصديق بانه فقط قبل سنة أعلن أحد كبار جهاز الامن في اسرائيل ان بشار يحصل على راتب رئيس ولكنه يسيطر فقط على أقل من ربع سوريا. اليوم يسيطر بشار ولو بسيطرة غير كاملة وفعالة، على حوالي 90 في المئة من مساحة سوريا. وكفة موسكو وطهران هي الراجحة.
في الحقيقة أن الحرب في سوريا قد حسمت كما يبدو. وحتى أن النظام الامريكي أرسل في الاونة الاخيرة احد كبار رجالاته باجراء محادثات في دمشق من أجل فحص امكانية تجديد العلاقات بينه وبين واشنطن. في النهاية، فان الفشل المتواصل في ظل ادارة اوباما وفي ظل ادارة ترامب هو الذي منح النصر لبشار وأسياده. فقط في الجبهة مع اسرائيل تتواصل معارك قوية بين المتمردين وبين قوات النظام السوري، وفيما يتعلق بنا – ايضا السكان الدروز في الجولان السوري الذين يدعمون بشار. السبب ان النظام السوري لا زال لم يسيطر على هذه المنطقة تنبع كما يبدو من قربها من الخط الحدودي ومن الخوف السوري الا ترد اسرائيل وتصيب القوات التي يمكن ان يرسلها من اجل السيطرة على هذا المجال، سواء مقاتلين شيعة او رجال حزب الله.
طوال سنوات الحرب في سوريا امتنعت اسرائيل عن انشاء قطاع آمن في الجولان السوري، كما عملت في حينه في لبنان. ولكنهم في القدس لم يخفوا موضوع المساعدة للسكان المحليين في الجانب الاخر من الحدود، بل وتفاخروا اكثر من مرة بالتأثير الموجود لاسرائيل على مجموعات المتمردين العاملة في هذه المنطقة. ولكن نظرا لان معسكر المتمردين ليس متماثلا، وان اسرائيل مضطرة الى التسليم بحقيقة انه موجود في جبهة النصرة، التي تمتنع عن اقامة اي علاقة مع اسرائيل ولكنها تحظى بصورة غير مباشرة من الرعاية التي تمنحها اسرائيل للمتمردين.
المعارك التي اندلعت في الجولان السوري نابعة من محاولة الطرفين المتقاتلين توسيع المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم تمهيدا لامكانية انه في هذه المنطقة كما هو الامر في المناطق الاخرى في سوريا سيفرض الامريكيون والروس وليس بالضرورة موافقة اسرائيل ورضاها، وقفا لاطلاق النار ويعقبه عملية تسوية بين النظام السوري والمتمردين. ونظرا لان الدروز في الجولان هم جانب في الحرب، الى جانب النظام السوري، فقد وصلت النيران ايضا الى قراهم.
الدروز في سوريا يدعمون كما هو معروف بشار، حتى ولو كان ذلك بدون حماسة زائدة. لقد امتنعوا عن التجند بشكل كبير لميليشيات النظام واكتفوا بالدفاع عن مصادر رزقهم. ان مصير عدد من القرى الدرزية في شمال سوريا والتي وقعت بايدي المتمردين لم يتحسن. عدد من سكانها قتل، وفرض على الاخرين التحول الى مسلمين سُنة.
الازمة في نهاية هذا الاسبوع في الجولان تم احتواؤها كما يبدو، وعاد الوضع الى سابق عهده والى حين الاشتعال المحلي القادم بمبادرة النظام السوري أو اعداؤه. ولكن السؤال الكبير هو مستقبل هذه المنطقة. تجربة الماضي في لبنان تعلم انه مع انتهاء القتال يطلب السكان المحليين الذين طلبوا الدعم من اسرائيل، “العودة الى البيت”، حيث أنه في العلاقة مع السلطة ومع مؤسسات الدولة توجد مصالحهم بعيدة المدى. من هنا فان من الواضح ان التحدي الذي يقف امام اسرائيل – الحفاظ على تحالف الدم مع الطائفة الدرزية في اسرائيل، التي تخاف على مصير اخوانها من الجانب السوري من الحدود وفي نفس الوقت ضمان ان الهدوء في منطقة الحدود السورية – الاسرائيلية سيستمر ايضا في المستقبل.
اسرائيل اليوم / معضلة الخضر: اسرائيل بين المطرقة والسندان
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 5/11/2017
أحداث نهاية الاسبوع في هضبة الجولان كانت تذكيرا بالسهولة التي يمكن ان تسحب فيها اسرائيل الى الحرب الاهلية في سوريا. على ما يبدو لم يحدث شيء جديد – المتمردون في هذه الحالة تنظيم تحرير الشام (المعروف باسمه السابق جبهة النصرة) – نفذت عملية انتحارية ضد مؤيدي الرئيس الاسد في القرية الدرزية الخضر. ولا في أي مرحلة كانت هذه القرية واقعة تحت خطر احتلال. ولكن هذا الحادث هدد في اشعال الجبهة كلها.
الدروز في اسرائيل كانوا مقتنعين بان اخوتهم في سوريا يتعرضون للخطر، وعملوا بمحورين متوازيين: رؤساء الطائفة ضغطوا تلفونيا على رئيس الدولة والجيش، وموازاة ذلك ارسلوا الوحدات الى الميدان. مئات الشباب وصلوا الى الجدار وفي مرحلة معينة اخترقوه. لقد تطلب الجيش جهودا مضاعفة من أجل تهدئة النفوس: الاول للردع أمام تحرير الشام والذي حذر بانه سيتم ضربه اذا ضرب الخضر، الثاني التهدئة امام وجهاء الطائفة في البلاد والشباب الذين اقتحموا الجدار والذين اقنعوا بالعودة الى المناطق الاسرائيلية. اسرائيل وجدت نفسها في هذه الحالة بين المطرقة والسندان. الحلف مع الدروز في اسرائيل واضح تماما، ولكن الخضر هي قرية معادية، مخلصة للرئيس الاسد. سبق وارسلت خلايا من داخلها عملت تحت امرة حزب الله بهدف تنفيذ عمليات ضد جيش الدفاع الاسرائيلي. من هنا فان دعم الخضر ليس فقط دعم للدروز ولكنه سيبدو ايضا كدعم للاسد في حربه الداخلية في سوريا.
من جانب آخر، الامتناع عن دعم الخضر ليس فقط صفعة للدروز في اسرائيل (والذين جزء منهم لديهم علاقات عائلية مع القرية)، بل ايضا مساعدة للمتمردين – في هذه الحالة فرع القاعدة في الجولان؛ ليس لاحد في اسرائيل اي اوهام حول ما سيحدث اذا تم احتلال الخضر ويصبح رجال التنظيم على بعد متر من مجدل شمس.
الخيار الاسرائيلي كان قاطعا: بالضبط مثل الحال قبل سنتين ونصف، في الجولة السابقة والتي كان هنالك خوف من احتلال القرية، ايضا في يوم الجمعة اوضحت اسرائيل أنها ستدافع عن الخضر – كجزء من حلفها مع الدروز في اسرائيل. هذا لا يعني ان الجيش الاسرائيلي ينوي ارسال الوية مشاة ومدرعات الى الاراضي السورية: الخضر مسيطر عليها طوبغرافيا، وكان بالامكان منع وصول المتمردين اليها بالتعاون بين عمل جوي ونيران عن بعد. ولكن بالرغم من أن اسرائيل حسمت فان المشكلة ما زالت قائمة. ان من يريد جر اسرائيل الى الحرب الاهلية في سوريا او حتى فقط اختبار قضية الحلف مع الدروز في البلاد – يجب ان يضرب الخضر. هذه بشرى سيئة للاستراتيجية الاسرائيلية في سوريا لانها تأخذ جزء من السيطرة على الاحداث من ايدي اسرائيل وتنقله الى أيدي جهات غير مسؤولة في هضبة الجولان.
وفي حين أن الجبهة السورية هدأت أمس (مؤقتا على الاقل) فقد استيقظت الجبهة اللبنانية. استقالة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري صحيح أنها لا تمس مباشرة اسرائيل، ولكن خطاب استقالته سمع وكأنه اخذ من رف الرسائل لحكومة اسرائيل: اتهام حزب الله وايران بالعبث بالمصالح اللبنانية الداخلية، والتسريب حول محاولة اغتياله قبل ايام.
ليس هنالك شك بان الحريري خاف أن يقتل. ليس فقط بسبب ان هذا حدث لوالده، ولكن نظرا لانه يعرف اعداءه ويشخص دوافعهم. قراره بالخروج علنا ضد المحور الشيعي – ليس للمرة الاولى – هو ليس فقط شجاعة شخصية: بل دعوة للمجتمع الدولي لانقاذ لبنان، حيث ان الايام القادمة ستوضح فيما اذا عمل بصورة مستقلة او بارسالية من شركائه في السعودية. اقوال الحريري تورط حزب الله. هذا التنظيم ليس فقط اتهم عبر الرموز لمحاولة اغتيال وبصورة صريحة لمحاولة السيطرة على لبنان بل أيضا سيعتبر الان كمسؤول عن الفوضى السياسية التي من المتوقع أن تسود لبنان في اعقاب الاستقالة. هذا سيؤدي الى انه بدلا من الارتياح والعمل في اعادة التأهيل التي ستعقب الانتصار في الحرب الاهلية في سوريا فقد وجد حزب الله نفسه خلافا لرغبته في دوامة سياسية جديدة في لبنان.
المصدر / إسرائيل ضد جبهة النصرة: لن نسمح بإلحاق الضرر بدروز سوريا
بعد التصريح الاستثنائي للجيش الإسرائيلي أنه سيمنع إلحاق الضرر بقرية خضر الدرزية في الجولان، تنسق إسرائيل مع روسيا حماية القرية .
المصدر – بقلم يردين ليخترمان – 5/11/2017
أعلنت إسرائيل روسيا في إطار منظومة التنسيق الأمني بين البلدين، أنها تنوي منع إلحاق الضرر بقرية خضر الدرزية السورية، هذا وفق التقارير في القناة الإخبارية الإسرائيلية “مكان”.
قال مسؤول أمني كبير لقناة “مكان” إنه إذا عملت جبهة النصرة على احتلال قرية خضر، فإن الجيش الإسرائيلي قد يعمل ضدها مستخدما دبابات وأسلحة مدفعية، وحتى أنه سيستخدم سلاح الجو أيضا. وفق أقواله، نقل الجيش الإسرائيلي إلى جبهة النصرة رسالة قاطعة حول الموضوع، عبر الأمم المتحدة. كما وأوضح ذلك المسؤول أن كل الجهات الأمنية الإسرائيلية تؤيد خطة العمل هذه.
قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوآل ستريك، يعرض أمام زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل التطورات الأخيرة للاشتباكات على أطراف قرية حضر
في السنوات الماضية، منذ اندلاع الحرب السورية، حذرت إسرائيل أنها لا تنوي التدخل في هذه الحرب، لهذا فقد لقي تصريح الجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام الذي أوضح فيه أن إسرائيل ستعمل على منع إلحاق الضرر بسكان قرية خضر على يد جبهة النصرة التي تهدد باحتلالها، قبولا مدهشا في أوساط الجمهور الإسرائيلي. جاء التصريح الإسرائيلي الاستثنائي في أعقاب الضغط المتواصل الذي يمارسه زعماء الطائفة الدرزية في إسرائيل، الذين لديهم أقرباء دروز في قرية خضر.
رغم التصريح الاستثنائي، فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تتسمك برأيها الرسمي، وهي توضح أنها ليست معنية بتصعيد الأوضاع في الشمال، ولكن رغم ذلك لن تسمح بالمس بسيادتها أو بنقل أسلحة دقيقة إلى حزب الله. تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى تغيير الموقف الإسرائيلي قائلا: “نحن نحمي الحدود الشمالية.. ونحافظ على محبتنا ودعمنا لإخوتنا الدروز”.
تعرضت قرية خضر الواقعة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، في الأيام الماضية إلى صعوبات بسبب المعارك ضد تنظيمات المعارضة، لا سيما، جبهة النصرة. ونقلت مواقع سورية رسمية عن مقتل ‏9‏ أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح نتيجة تفجير سيارة مفخخة على أطراف البلدة الواقعة بريف القنيطرة.
يديعوت / الانقسام في المجتمع الفلسطيني – والتطبيع ليس نقمة
يديعوت – بقلم رامي الحنان – 5/11/2017
مع ختام مؤتمر منتدى العائلات الثكلى الاسرائيلي الفلسطيني، الذي انعقد في بيت جالا قبل نحو شهر، سرنا مع حركات “مقاتلون للسلام” و”نقف معا”، كألف امرأة ورجل نحو مدخل قرية الولجة كي نعبر عن التضامن مع سكانها. فالقرية تعاني منذ سنين من هدم المنازل والاعتقالات والاصابات والحصار الذي تفرضه عليها اسرائيل من خلال جدار الفصل. عندما وصلنا الى مداخل القرية، ورغم التنسيق المسبق، انتظرتنا مجموعة من نشطاء “ضد التطبيع” الفلسطينيين ممن لم يوافقوا على دخولنا. فبدأ جدال كبير في اوساط الفلسطينيين أنفسهم، فيما وقف جنود الجيش الاسرائيلي والنشطاء الاسرائيليون جانبا وهم ينظرون بذهول. وفي نهاية المطاف تقرر أن في مثل هذا الوضع المتفجر ادارة الظهر والعودة الى الوراء.
هذه الخاتمة غير المتوقعة للحدث أثارت عاصفة: فقد شعر بعض من الاسرائيليين بالاهانة، فيما شعر آخرون بخيبة الأمل. ولكن ما حصل يجسد أكثر من أي شيء آخر كم ينقصنا، نحن في اسرائيل، الفهم والوعي للسياقات الداخلية في المجتمع الفلسطيني والتي تعمل ضد الاجراء الذي يسميه الفلسطينيون “التطبيع” مع اسرائيل.
منذ مسيرة اوسلو تابع المجتمع الفلسطيني في المناطق بقدر متزايد من النفور، لقاءات التعايش والحوار المتزايدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. فبينما بدأ ممثلو الطرفين اللقاء في المقاهي في رام الله وفي تل ابيب، يسافرون معا الى المؤتمرات في خارج البلاد، يتعانقون ويتبادلون القبلات ويأكلون الحمص معا، في نهاية اليوم كان الفلسطينيون يعودون الى مخيمات اللاجئين التي يعيشون فيها والى الاحتلال المهين، بينما كان الاسرائيليون يعودون الى ديمقراطيتهم المريحة. هكذا حصل أنه في اوساط اجزاء واسعة من المجتمع الفلسطيني تعمق الاحساس في أنه بينما يتعانق هؤلاء ويتبادلون القبلات وكأن مظالم الماضي قد نسيت، على الارض نفسها، أخذ الوضع يحتدم فقط: عدد المستوطنين تضاعف، الحواجز، قيود الحركة، هدم المنازل، سلب الاراضي والقتل والاعتقال لمقاومي الاحتلال تزايدت. كل هذه خلقت حالة لا تطاق.
إن عدم الارتياح المتزايد من الواقع الذي لا يطاق وجد تعبيره في ظاهرة متزايدة من استخدام تعبير “التطبيع”. ففي الثقافة السياسية الفلسطينية يعبر هذا المفهوم عمليا عن المقاومة لكل عمل فلسطيني – اسرائيلي مشترك يخرج عن اطار الكفاح ويعتبر نوعا من التعاون مع الاحتلال. من ناحية فلسطينيين كثيرين يُعد الحوار العلني إياه مع الاسرائيليين استعراضا للتطبيع – وكأن الطرفين متساويان في قوتهما، والعدل ينقسم على نحو متساو بينهما. وعليه، فان كل تعاون وحوار بين الطرفين يشتبه بهما على الفور لدى الكثيرين كمحاولة للتطبيع ويصطدمان بمقاومة شديدة من اولئك الذين يحرصون في المجتمع الفلسطيني على منعهما – حتى بثمن مقاطعة نشطاء سلام اسرائيليين يسعون الى مساعدتهم.
من الصعب على الكثير من الاسرائيليين أن يسلموا بهذه المقاومة وهم لا يفهمون لماذا يرفض الفلسطينيون أيديهم الممدودة للسلام. وحتى لو كنا لا نستطيع أن نحاكم الخاضع للاحتلال من موقعنا الأعلى كحاكم، من المهم أن تستمر مساعي الكفاح المشترك ضد الاحتلال ومظالمه. محظور أن تثقل حادثة كالتي وضعت في بيت جالا على العمل المقدس لغرض المصالحة، أو أن تشكل ذريعة لأي منا للامتناع عن محاولة بناء الجسور الهامة جدا بين الشعبين. ومثلما نقف نحن احيانا أمام محافل في الحياة الاسرائيلية العامة ممن ينفرون من كل اتصال مع الفلسطينيين، هكذا ايضا على شركائنا الفلسطينيين أن يقفوا حيال النقد الحاد من محافل متطرفة تسعى الى الامتناع عن كل اتصال مع الاسرائيليين.
يجب محاولة فهم الواحد للآخر، احترام شركائنا الفلسطينيين الذين يقفون ببطولة في جبهة الكفاح حيال مجتمعهم، ومواصلة تعميق النشاط المشترك لاولئك الذين يعتقدون بأنه يمكن التعاون بالوسائل السلمية ضد الاحتلال.
المصدر / إسرائيل، تترقب الأوضاع السياسية في لبنان
استقالة رئيس الحكومة، الحريري، لم تثير دهشة كبيرة في إسرائيل والتقديرات هي أن: السعوديين مصرين على الاشتباكات مع إيران في كل الجبهات .
المصدر – بقلم شيمريت مئير – 5/11/2017
لم يستغرق رد فعل نتنياهو على إعلان الحريري المفاجئ وقتا طويلا: “تشكل استقالة رئيس حكومة لبنان، الحريري، وأقواله، تحذيرا للمجتمع الدولي للعمل ضد الهجومية الإيرانية، التي تسعى إلى تحويل سوريا إلى “لبنان 2″. تشكل هذه العدوانية خطرا ليس على إسرائيل فحسب، بل على الشرق الأوسط كله” قال نتنياهو وهو في لندن، في إطار زيارة دولية بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور.
يمكن أن نقدّر أن إسرائيل توقعت هذه الاستقالة، وإذا كانت هناك معلومات استخباراتية حول أن حزب الله ينوي اغتيال الحريري، فمن المفترض أنها كانت تعرف معلومات كهذه. على أية حال، من الغني عن البيان أن التوتر لدى الإسرائيليين الذين يسعون إلى الحفاظ على الهدوء في الحدود الشمالية من الدولة، قد ازداد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
إن القرار السعودي لزعزعة المنظومة السياسية اللبنانية يشير وفق رأي جهات إسرائيلية إلى رغبة السعوديين في إزالة الأقنعة في كل ما يتعلق بالاشتباكات مع إيران. يبدو أن السعوديين قد توصلوا إلى الاستنتاج أن الرابح من مشاهد “الوحدة” في لبنان هما إيران وحزب الله بشكل أساسيّ، اللذان يتمتعان بحصانة الحكومة اللبنانية، في كل ما يتعلق بزيادة قوة المنظمة العسكرية، وطبعا لأن الحكومة اللبنانية ليست خاضعة للعقوبات الأمريكية، رغم أن حزب الله عضو فيها.
وتلاحظ إسرائيل أيضا تغييرات في تصرفات إيران وحزب الله وثقتيهما، فوفق الرسائل اللتان ينقلاها إلى العالم فقد ربحا في سوريا، وآن الأوان الآن أن يتمتعا بثمار التضحية ذاتها. وتقول إسرائيل إن الإيرانيين طوروا ثقة ذاتية مبالغ بها ورغبة إقليمية مفرطة، لهذا أراد السعوديون التعرض لهم في كل الجبهات.
ورغم كل هذه الأقوال، فإن إسرائيل ليست معنية بمواجهات مع حزب الله، إلا أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن احتمالات التصعيد ازدادت في ظل عدم الاستقرار السياسي في لبنان. في الأسابيع الماضية، زادت إسرائيل من الهجمات التي تشنها ضد مجمّعات الأسلحة الإيرانية في سوريا، رغبة منها للإشارة إلى أنها لن تسكت على الحقائق التي تفرضها إيران في المنطقة. في الختام، ربما أصبح الطقس باردا إلا أن الحدود باتت مشتعلة وساخنة.
هآرتس / الوقت لرفع الاغلاق
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 5/11/2017
يضفي نقل السيطرة على المعابر في غزة الى السلطة الفلسطينية انطباعا على اسرائيل يشبه الانطباع الذي يخلفه عليها ثلج العام الماضي. فالانعطافة الاستراتيجية الهامة هذه، والتي ولدت المصالحة بين فتح وحماس، تُعد حدثا هامشيا مقارنة بالانجاز العسكري الذي حققه قصف النفق المؤدي الى داخل اسرائيل. وهنا تكمن الفجوة العميقة بين الاهمية السياسية للمصالحة وبين حدث مع كل أهميته هو حدث تكتيكي ولن يغير مدى التهديد على بلدات غلاف غزة.
إن المصالحة الفلسطينية الداخلية هي وليدة اتصالات متواصلة، جرت بين مصر، حماس، السلطة الفلسطينية، السعودية ودولة اتحاد الامارات. وبصفتها هذه فانها جزء لا يتجزأ من الجهد العربي لقطع حماس عن ايران ودفع المسيرة السلمية الى الأمام. من السابق لأوانه التهنئة بالمنجز، ولكن اذا كان نقل السيطرة على المعابر يشهد على جدية نوايا الطرفين في تحقيق المصالحة فهو يلزم اسرائيل باعادة النظر في سياستها في المناطق، ولا سيما الاعتراف بأن الاغلاق على غزة لم يعد أمرا ذا صلة. فبعد أقل من اسبوعين من المتوقع لمعبر رفح أيضا، وهو الذي يربط بين غزة ومصر، أن ينتقل الى صيغة نشاط عادي كذاك الذي ميزه قبل سيطرة حماس على غزة في 2007، وهكذا ينتهي الاغلاق المصري، الذي شكل الذراع الغربي لنظام الاغلاق على القطاع. في مثل هذا الوضع لم تعد جدوى عملية في الابقاء على الاغلاق من الجانب الشرقي للحدود فقط، حين يكون بوسع السكان والبضائع أن يمروا بشكل حر نسبيا عبر مصر.
هام بقدر لا يقل عن ذلك الاعتراف بأن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، التي ستضم ممثلي حماس، فتح وفصائل فلسطينية اخرى، تصبح الزعيمة والممثلة المتفق عليها لكل الشعب الفلسطيني، والتي ستكون مسؤولة عن الادارة الجارية للقطاع والضفة. ومع أن اسرائيل يمكنها أن تواصل التمسك بسياسة “لا يوجد شريك” وتدحر كل جسم فلسطيني تشارك فيه حماس، ولكن لا يمكنها أن تتملص من واجب التعاون مع حكومة فلسطينية متفق عليها وإن كان لغرض الادارة الجارية لحياة السكان.
بعد عقد من فرض الاغلاق على غزة، فان المصالحة الفلسطينية كفيلة بأن تطرح فرصة جديدة لتعديل السياسة تجاه القيادة الفلسطينية. فحماس تبدي استعدادا لمنع اطلاق الصواريخ والقتال ضد المنظمات العاقة، ومصر، شريكة اسرائيل في الحرب ضد الارهاب، تمد لها يدا شكاكة، والرئيس الفلسطيني، العدو المرير لحماس، مستعد لأن يقيم معها شبكة علاقات جديدة. أما اسرائيل فيمكنها وينبغي لها أن تنضم الى هذه الخطوة، فترفع الاغلاق الزائد عن غزة وتعترف بكل حكومة فلسطينية تقوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى