ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 11 – 2017

يديعوت احرونوت:
– جبهة الجنوب – “مقصلة للانفاق”.
– جبهة الشمال – “الجيش الاسرائيلي هاجم مخزنا للسلاح في سوريا”.
– عملية حسب الكتاب.
– الليبراليون والراديكاليون.
– 5 من قتلى العملية: اصدقاء صبا من الارجنتين كانوا في رحلة دراجات.
– يوفال رابين ضد نتنياهو: “ابي لم يهرب من المسؤولية ولم يتباكى”.
– زوجان طردا من كوخ سياحي لان الرجل كان عربيا والامرأة يهودية.
معاريف/الاسبوع:
– تقرير: الجيش السوري اطلق صواريخ مضادة للطائرات نحو طائرات سلاح الجو.
– جواب ترامب على الارهاب: سأعمل على وقف قرعة التأشيرات.
– 22 سنة على اغتيال اسحق رابين:”حان الوقت لوقف التحريض”.
– يوفال رابين: رابين لم يتباكى أبدا.
– رغم الزمن الطويل الذي انقضى – الانترنت لا تزال تغرق بالتحريض ضد رابين.
– ازالة يافطات كبرى مع صور كهانا وغوشتاين.
– نصرالله يلتقي رقم 2 في حماس: “سنكافح الصهاينة”.
– 100 عام على تصريح بلفور: نتنياهو في احتفال رسمي في بريطانيا.
هآرتس:
– حماس تسلم المعابر في غزة الى السلطة.
– يوفال رابين في جبل هرتسل: آلية التحريض لا تزال تضرب بنا.
– سوريا: اسرائيل هاجمت في اراضينا؛ تقارير عن نار مضادة للطائرات ردا على ذلك.
– عبر الاردن، مع بطاقات عبور فلسطينية: مئات الاسرائيليين يزورون لبنان كسياح.
– منظمة تغليت تقرر وقف اللقاءات بين مشاركي الجولات في اسرائيل وبين العرب.
– حول بيروت في 7 أيام.
اسرائيل اليوم:
– نتذكر رابين: دعوة للمصالحة.
– تقرير: اسرائيل هاجمت في سوريا؛ تأهب عال: توتر في الجنوب والشمال.
– 100 عام على تصريح بلفور: رئيس الوزراء يلتقي اليوم تريزا ماي في لندن.
– “دعوة للمصالحة الوطنية والاخوة”.
– منحة من الذهب – مشروع قانون: القدس تتلقى عشرات الملايين.

المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 11 – 2017
هآرتس / فتح المعابر تجعل الاغلاق على غزة لا لزم له
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 2/11/2017
عزف السلامين الوطنيين الفلسطيني والمصري حدد الانتقال الرسمي اليوم للسيطرة على المعابر في غزة الى ايدي حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. كان من المناسب ايضا أن يعزف السلام الوطني الاسرائيلي في هذه المناسبة حيث ان الاتفاق الذي عملت عليه مصر في الاشهر الاخيرة لو لم توافق عليه اسرائيل بهز رأسها وتعطيه موافقتها.
خلافا للسياسة الثابتة، والتي تقضي بعدم التعاون مع حماس او مع حكومة الوحدة الوطنية التي تضم حماس وفتح، فان اسرائيل رضيت بالاتفاق الجديد. لم يكن ذلك هو التجاهل الوحيد لاسرائيل في بنود اتفاق المعابر الذي وقعت عليه مع الفلسطينيين في 2005. بالرغم من ان المصريين، السلطة الفلسطينية وحماس اعلنوا بان ادارة المعابر، وخاصة فتح معبر رفح، سيتم حسب الاتفاق الذي وقعت عليه اسرائيل في 2005، الاتفاقات هذه المرة لا تتضمن اشرافا من قبل الاتحاد الاوروبي. اضافة لذلك، طريقة المراقبة، نقل البضائع واعطاء تأشيرات المرور للسكان، لن تتم طبقا لاتفاق 2005. ان الاهم هو ان معبر رفح والذي سيعود للعمل بعد اسبوعين بالرغم من أنه في الاتفاق فرضت اسرائيل قيودا على فتحه. ولكن في 2005 لم تشارك مصر في النقاشات، لهذا فانها متحررة من الشروط التي وضعتها اسرائيل في الاتفاق.
ان نقل ادارة المعابر الى ايدي الحكومة الفلسطينية – والذي هو جزء من المصالحة بين فتح وحماس ومن تعزيز العلاقات بين مصر وحماس – يضع اسرائيل امام تناقض سياسي وأمني. ليس فقط أنها وجدت نفسها مشاركة مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، خلافا لموقفها بل ان الفتح المتوقع لمعبر رفح يحول الاغلاق على غزة ليس ذو معنى. التبرير في نظر اسرائيل هو ان السيطرة على المعابر موجودة في ايدي رجال شرطة السلطة الفلسطينية ولهذا فان الاتفاق “مقبول”. بالرغم من ان هؤلاء يعملون بالتنسيق الكامل مع حماس.
مصر، التي كانت شريكة كاملة لاسرائيل في تطبيق الاغلاق، تنسحب فعليا من الاتفاق غير المكتوب معها. صحيح أن القاهرة ستواصل التدقيق على هوية المارين في المعبر وستعمل على منع حركة نشطاء الارهاب بين غزة وسيناء وبالعكس، ولكن بكل ما يتعلق بالعقاب الاقتصادي لغزة كوسيلة لسحق حماس – فانها تغير الاتجاه بصورة كاملة. وبهذا تتبنى مصر المصالحة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني كجسم مسؤول ومعترف به للدولة الفلسطينية.
نقل السيطرة على المعابر هي فقط خطوة اولى في تشكيل النظام الفلسطيني الموحد. هذه الخطوة هي جزء من الاعتراف الفلسطيني والمصري بان اتفاق سلام كامل قائم على صيغة الدولتين ليس واقعيا طالما انه توجد في اسرائيل حكومة يمين متطرف وطالما ان الولايات المتحدة تتعامل بالعملية السياسية كلعبة. بالرغم من تصريح محمود عباس القائل بان كل حكومة فلسطينية موحدة يتم تشكيلها يجب أن تعترف بدولة اسرائيل، فمن الواضح لحماس ان تصريحا كهذا ليس فقط غير ملزم لها الان بل هو ايضا ليس له تداعيات حقيقية. من وجهة نظر حماس، من المفضل قبول ما يمكن تحقيقه في المجال العملي، قبل النقاش في الجوانب الايديولوجية.
رئيس الذراع السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية يبدوان في هذه المرحلة كزعيمين برغماتيين. كلاهما دعم تغيير ميثاق حماس الذي نشر في شهر ايار الماضي، وكذلك قبل بشروط مصر التي أيدتها السعودية ودول الامارات. من ناحية حماس فان هذا تحولا استراتيجيا يشير الى استعدادها للتنازل عن اعادة اعتمادها على ايران. هذا بالرغم من الزيارة المغطاة اعلاميا التي قام بها عدد من زعمائها الى طهران في الشهر الماضي. الان تستطيع حماس الاستعداد للخطوات السياسية في فلسطين، من بينها انتخابات برلمانية ورئاسية، والتي من شأنها أن تجلب له مكاسب جديدة. اذا جلبت المصالحة الفلسطينية ايضا مكاسب اقتصادية هامة في غزة، مثل اقامة ميناء ومحطة طاقة جديدة – والتي خصصت لها اموال من قبل دولة الامارات – يمكن لحماس ان تعزز قوتها السياسية بصورة اكثر على الازدهار الاقتصادي منه على “نشاطات المقاومة”.
اتفاق المصالحة الفلسطيني ما زال غير مطبقا بصورة كاملة، وتنفيذه مملوء بالالغام المتفجرة التي من شأنها تدميره في المرحلة القريبة، عندما يتم فيها بحث توزيع الوظائف وتوزيع الميزانيات. تفكيك سلاح حماس ليس مطروحا على الاجندة، كما لا يوجد اتفاق حتى الان على موعد الانتخابات. ولكن مجرد نقل السيطرة على المعابر من شأنه أن يهدىء صراعات القوة، لانه لا يوجد اي طرف يريد ان يظهر كمسؤول ومتهم بتخريب قناة التطوير في غزة وفي إدامة الانقسام بين شطرين الوطن. ولكن يجدر القول ان هذه التبريرات لم يأخذها كلا الطرفين طوال اكثر من عقد ظلت فيها غزة تحت الحصار.
في هذا السياق تجدر الاشارة الى عقلانية مصر التي وافقت على فتح معبر رفح كمكافأة مقابل المصالحة. مصر ايضا أحسنت فهم عدم اشتراط فتح المعابر في تطبيق المصالحة واكتفت بشرط ان تقوم قوات من حكومة الوفاق الوطني بتشغيل المعابر في الجانب الفلسطيني. بهذا فان مصر نقلت الى ايديها قيادة المعركة السياسية الفلسطينية، وجددت دورها كراعية، ليس فقط في الجانب الاقتصادي والسياسي بل ايضا العسكري. ان منع المواجهة المتوقعة بين اسرائيل وغزة هي دليل هام على ذلك، وهي بذلك تلغي وحدانية اسرائيل في ادارة شؤون غزة.
السؤال الان هو هل اسرائيل ستحسن استغلال الظروف السياسية التي أجبرت حماس للقيام بمراجعة سياستها. هل ستوافق اسرائيل على التعاون مع حكومة الوفاق الفلسطينية أو أنها ستستمر في التمسك بسياسة الشعارات التي ترى غزة فيها فقط من خلال فوهات البنادق. على ما يبدو ان من هو غير معني بدفع عملية السلام ويرى في “السلام الاقتصادي” طريقا للهروب من المفاوضات السياسية، يجب عليه الان دفع المصالحة الفلسطينية والاعتراف بنتائجها السياسية من أجل تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. ولكن المنطق، ليس بالضرورة هو المنارة التي تنير طريق السياسة الاسرائيلية في المناطق.
يديعوت / جبهة الجنوب – “مقصلة للانفاق”
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 2/11/2017
بعد ثلاثة أيام من تفجير نفق الجهاد الاسلامي في داخل الاراضي الاسرائيلية، قرب كيبوتس كيسوفيم، تقدر أوساط الجيش الاسرائيلي بان ما لا يقل عن 14 مخربا من المنظمة قتلوا في الهجوم.
خمسة منهم على الاقل مفقودون في داخل الهرم، ويحتمل حتى أنهم في الاراضي الاسرائيلية. من ناحية الجيش الاسرائيلي لم ينتهِ الحدث بعد. ولا يزال التأهب عاليا ولا تزال بطاريات القبة الحديدية في مكانها. وفي خطوة غير مسبوقة تقرر وقف الاشغال على اقامة العائق التحت ارضي ضد الانفاق منعا لاصابة محتملة للاشخاص العاملين على المشروع من جانب الجهاد.
يمكن التقدير بانه في ضوء عدد المصابين العالي من الجهاد الاسلامي في الهجوم، فان التنظيم سيرد في المكان والزمان المريحين له. ويطلق ضابط كبير في المنطقة الجنوبية تحذيرا بان الرد الاسرائيلي على أي عملية سيكون قاسيا، وذلك أساسا لان تفجير النفق نفذ في الاراضي الاسرائيلية. وكشف النقاب عن ان الجيش الاسرائيلي انتظر الى أن يصل النفق الى الاراضي الاسرائيلية. ويتلقى الجهاد الاسلامي معظم المساعدات المالية من ايران. بالتالي فعلى الرغم من أن حماس معنية بتنفيذ اتفاق المصالحة ورغم الوساطة المصرية، يمكن للايرانيين أن يضغطوا على الجهاد كي ينفذ اطلاق للنار. يمكن التقدير بان رد الجهاد سيكون محدودا، بحيث يسمح لزعيم حماس في القطاع بمواصلة مساعي المصالحة والابقاء على حكمه. ما تحتاجه اسرائيل حيال قطاع غزة في هذه المرحلة هو هدوء لسنة وشهرين – موعد انتهاء اقامة العائق التحت ارضي الجديد تحت الجدار الفاصل، بحيث يوفر حماية تامة من الانفاق المتسللة.
وفي جهاز الامن طوروا نوعين من الحلول: الاول التكنولوجي – ذاك الذي عثر على نفق الجهاد في الاراضي الاسرائيلية على مستوى عال من الدقة، والثاني – العائق التحت ارضي. هكذا بحيث أنه اذا جرت اسرائيل الى مغامرة غير مخطط لها في غزة، فان موازين القوى حيال حماس في كانون الثاني 2019 ستكون مختلفة دراماتيكيا.
في اطار المحاولات لايجاد حلول بتهديد الانفاق اقام الجيش الاسرائيلي في فرقة غزة مختبرا خاصا تتركز فيه افضل العقول على الاطلاق. ويعمل المختبر تحت قيادة ضابط كبير من الفرقة، وفيه مهندسون، جيولوجيون، ضباط هندسة ومحافل استخبارات. ويجمع هؤلاء المعطيات الصادرة عن المنظومات التكنولوجية ويشكلون مثابة “العقل”. وقال الضابط الكبير: “توجد هنا قدرات احباط مثيرة للانطباع، وكل شيء يصل الى المختبر. توجد لهم قدرة على النظر والتفكير اذا كانت توجد أمور مشبوهة. ويعرفون كيف يشخصون كل أنواع المعطيات ويميزون أي حركة شاذة تحت الارض. ونحن نبني التكنولوجيا، الممارسات العملياتية، الاستخبارات والهندسة بحيث أن كل مجال يكمل الاخر”، شرح الضابط الكبير. “نحن نتقدم بالتوازي في اقامة حائط العائق وفي اللحظة التي ننهي مشروع في كل الحدود ستكون مقصلة تقطع كل الانفاق القائمة، اذا كانت قائمة، وتقطع كل نفق يحفر. في الجانب الاخر بدأوا يستوعبون هذا ويفهمون بانهم في مشكلة. هم يفهمون بانه لن تكون لانفاقهم قائمة. سنخلق ميزان رعب آخر تماما في العالم التحت ارضي، وتحدينا هو في الاعماق العميقة وليس الضحلة. نحن في الطريق لتجاوز العدو. ولا يدور الحديث هذا الاسبوع عن حدث مصادف.
نظرة عليا / حدود التجلد – وضع حماس في قطاع غزة واعتباراتها في المواجهة مع اسرائيل
نظرة عليا – بقلم يارون شنايدر – 2/11/2017
الازمة الاقتصادية الخطيرة وشروط المعيشة المتردية في قطاع غزة، بما في ذلك التقلص الكبير في توريد الكهرباء في اثناء السنة الاخيرة، شجعت قيادة حماس على الوجه الى عدة دول في المنطقة، وعلى رأسها مصر، قطر وتركيا، في محاولة لتحقيق حلول محتملة للضائقة. إن اعتماد حماس على الاتصالات الدبلوماسية مع هذه الدول يتم الى جانب تجلد عسكري طويل. بمعنى، الامتناع عن فتح النار نحو اسرائيل من جانب حماس نفسها وفرض الهدوء الامني على باقي المنظمات التي تخضع لامرتها في القطاع. وكما يبدو، فان قيادة حماس توصلت الى الاستنتاج بأن المواجهة العسكرية، في الظروف الحالية، لن تخدم مصالحها، بل العكس، ستفاقم شروط المعيشة. وعليه، فان مسؤولي حماس يفضلون العمل في قنوات دبلوماسية لمواجهة المشاكل المدنية. وقد أفادت هذه الدبلوماسية الاقليمية اسرائيل ايضا، إذ أنها تشكل بديلا لاحتمال التصعيد العسكري الواسع في جبهة غزة.
في العقد الماضي، منذ سيطرت حماس على قطاع غزة، نجحت المنظمة في تعظيم وتطوير قوتها العسكرية واعادة بناء القدرات التي تضررت كنتيجة لجولات القتال مع اسرائيل. ومع ذلك، على المستوى المدني – كمن يسيطر على نحو مليوني نسمة – تواجه حماس ازمة متفاقمة. فالضائقة المدنية في غزة، التي تجد تعبيرها في شروط معيشة متردية وفي معدل بطالة عال – أكثر من 40 في المئة، تفاقمت في اعقاب حملة الجرف الصامد، بسبب مصاعب اصلاح الاضرار التي أوقعها القتال واستمرار النزاع بين حماس والسلطة الفلسطينية، مما يعيق امكانية اطلاق مشروع اعمار واسع في القطاع. وتجد الازمة تعبيرها، ضمن امور اخرى، في تقليص كبير في توريد الكهرباء، التي تتواصل في مدة لا تزيد عن ست ساعات في اليوم في السنة الاخيرة، وكذا في تأخيرات مستمرة في دفع الرواتب للموظفين. حلول مثل “التسوية” السياسية بمشاركة اسرائيلية، تسمح بتسريع سياقات الاعمار والتنمية تبعا للرقابة الامنية الدولية، ليست خلف الزاوية. ولمسيرة المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية – التي تعمل عليها مصر – امكانية كامنة لتحسين حقيقي بطيء، ولكن لا يزال نجاحها موضع شك، اذا أخذنا في الحسبان محاولات المصالحة السابقة التي علقت في طريق مسدود.
وعليه، فقد وجهت قيادة حماس مساعي تجنيد المساعدات الاقتصادية الى آفاق دبلوماسية اقليمية: تبديد التوترات مع مصر، التي تتحكم بالبوابة الجنوبية للقطاع (“معبر رفح”)، وتوثيق العلاقات مع دول اخرى في المنطقة، بما فيها تركيا وقطر، من اجل زيادة المساعدة المدنية للقطاع بواسطة علاقاتها مع اسرائيل ايضا. في اطار الدبلوماسية الاقليمية، تتطلع حماس ايضا الى ازالة صورتها كمنظمة ارهابية اسلامية والدفع الى الامام بمكانتها كبديل سياسي للسلطة الفلسطينية. وبالتالي، في 1 أيار 2017، نشرت المنظمة “الوثيقة السياسية” – ورقة مباديء نضجت بعد حوار داخلي استمر نحو اربع سنوات وتسويق اعلامي من خلال رئيس المكتب السياسي المنصرف خالد مشعل، أساسا. تعرب الوثيقة عن تأييدها لصيغة “دولة في حدود 1967″، وإن كان دون التخلي عن مبدأ “عدم الاعتراف باسرائيل”، الذي يشدد عليه ميثاق حماس الاصلي ويميز بين البرنامج السياسي للمنظمة وبرنامج فتح/ م.ت.ف والسلطة الفلسطينية. وحتى لو لم يكن في الوثيقة السياسية التي نشرت مؤخرا تعبير عن تغيير جوهري في موقف حماس تجاه اسرائيل، فان مجرد نشرها وتسويقها في العالم العربي والعالم الغربي يشهد على دافع عال لدى قيادة حماس لتحسين مكانتها الدولية، بل ونيل شرعية أعلى بالنسبة لمنافسيها: قيادة فتح وأبو مازن على رأسها.
وفي نفس الوقت، تبقي حماس على ضبط للنفس عسكري – إذ تمتنع عن “اللعب بالنار” الذي من شأنه أن يجرها الى جولة قتالية طويلة ومضنية مع اسرائيل وتحرمها من امكانية قطف ثمار الجهد الدبلوماسي. وللتجلد الذي يميز في الوقت الحالي سياسة حماس عدة تعابير، على المستوى العسكري والمستوى الاعلامي:
1- الامتناع عن النار الصاروخية الى اعماق الاراضي الاسرائيلية، حتى كرد على هجمات اسرائيلية ضربت بنى تحتية ومنشآت عسكرية للمنظمة في اعقاب اطلاق صواريخ على اراضي اسرائيل من منظمات سلفية.
2- نقل رسائل التهديد – التي تدل على النية للامتناع عن تصعيد واسع، اذا ما وعندما تختار المنظمة الرد على الهجمات الاسرائيلية (في مقالات تحليلية في مواقع حماس عرضت مثلا صيغة “صاروخ ضد صاروخ”). في اعقاب تصفية نشيط المنظمة مازن فقها، التي ادعت حماس بأنه نفذها عملاء تعاونوا مع اسرائيل، نشرت المنظمة تهديدات على مسؤولين كبار في اسرائيل وشجعت تنفيذ عمليات في الضفة الغربية، ولكنها امتنعت عن التهديد بالرد من اراضي القطاع نفسها.
3- نقل رسائل تهدئة – على خلفية التدهور في العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية وتصعيد مساعي التقارب بين حماس ومصر، نشر الناطقون بلسان المنظمة رسائل موجهة للجمهور الفلسطيني في القطاع ولآذان اسرائيلية، تقول إن فتح جبهة قتال طويلة مع اسرائيل، ردا على الوضع في غزة وبهدف تغيير الظروف فيها وقواعد اللعب، ليس على جدول الاعمال.
صحيح أن حماس تنكب على الاعداد لمواجهة عسكرية، تجري تجارب وتحسينات على الوسائل القتالية وبين الحين والآخر تعود وتهدد (مثلما هددت قبل الجرف الصامد) بأن استمرار الاغلاق الاسرائيلي ورفض رئيس السلطة محمود عباس العمل على حل المشاكل المالية التي علق فيها القطاع، ستؤدي الى “الانفجار”، ولكن الى جانب استخدام تعابير “برميل البارود القابل للانفجار”، لا يعتقد الناطقون بلسان حماس صراحة بأن للمنظمة مصلحة في الحرب. يبدو أنها معنية بالتحذير من الانفجار وليس تسريع حدوثه.
أما اسرائيل من جهتها فيمكنها أن تستمد منفعة امنية من الاشارات التي تأتي من غزة، اذا ما سمحت بزيادة المساعدة المدنية من دول المنطقة للقطاع. كلما اتسع مجال المناورة الدبلوماسية لحماس وأدى الى خطوات تساعد في تخفيف حدة التوتر في القطاع وابعاد خطر التصعيد، هكذا يقل حافز حماس للتوجه الى الخيار العسكري ضد اسرائيل. ولكن كي يبقى التجلد ينبغي الاحتساب الجيد ايضا لقوة الرد على الاستفزازات العسكرية التي تأتي من غزة بين الحين والآخر – اطلاق الفصائل العاقة للصواريخ. فرد فعل يشذ عن اطلاق رسالة عسكرية محدودة لحماس كي تلجم هذه المنظمات، مثلا، اغتيال قادة المنظمة أو حملة واسعة النطاق لتدمير بناها التحتية العسكرية، من شأنه أن يدفع حماس لأن تضع حدا للتجلد وتنفذ تهديدات الرد من غزة.
اضافة الى ذلك، اجتازت حماس في الاشهر الاخيرة تغييرات داخلية لا بأس بها، مع تعيين زعيم جديد في غزة، يحيى السنوار، وتغيير رئيس المكتب السياسي خالد مشعل واستبداله باسماعيل هنية. فحاجة هذين الزعيمين لتحقيق مصالح حماس، ولا سيما من خلال الجهود لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الدول التي علقت الاتصالات معها في ازمة في السنوات الاخيرة – مصر من جهة وايران من جهة اخرى – تدخل القيادة الجديدة لحماس في فترة اختبار عملي، في مركزها مهام تجنيد الدعم المالي وبناء العلاقات الاقليمية.
تضطر قيادة حماس الى اختيار وجهتها. فمصر قادرة على أن توفر حلا حقيقيا للمشاكل الاقليمية في قطاع غزة، بينما يمكن لايران أن تساعد في بناء القوة العسكرية للمنظمة. فبعد فترة أطلق فيها مسؤولو حماس في غزة اشارات عن النية لتحسين العلاقات مع طهران، فانهم يركزون الآن جهودهم الدبلوماسية بالذات على تحسين العلاقات مع القاهرة.
صفحة جديدة في العلاقات مع القاهرة كفيلة بأن تخفف جدا وبشكل فوري من الازمة في القطاع، اذا ما فتح معبر رفح أمام دخول البضائع بشكل منتظم كما كان في الماضي. وبالفعل، تفتح مصر في الاسابيع الاخيرة البوابات لاوقات محددة، استنادا الى البلاغات التي تنقل للمواطنين في غزة. أما استمرار المساعدة المصرية لحماس وتوسيعها فتشترطهما القاهرة بالتعاون الامني الوثيق من جانب المنظمة، ولا سيما الحرب ضد التسلل والتهريب للسلفيين من غزة الى شبه جزيرة سيناء. وفي نفس الوقت فان القاهرة منصتة لمطالب اسرائيل في الامن الجاري – وهي شريكتها الاستراتيجية في مثلث الحدود الغزي. وستكون الاشهر القريبة القادمة بالتالي فترة اختبار لعلاقات مصر – حماس. هذا الاختبار، بحد ذاته، يضعف الاحتمالات لتصعيد تبادر اليه حماس من غزة ضد اسرائيل.
لاعب تعزيز آخر سعت حماس لأن تستعين به في الاونة الاخيرة هو مسؤول فتح في السابق وخصم أبو مازن في الحاضر، محمد دحلان، المتواجد خارج المناطق. يوجد بين حماس ودحلان تطابق جزئي في المصالح – كلاهما خصمان لعباس، وهذه الخصومة تزداد عقب خطواته المضادة، ولا سيما وقف تحويل الاموال الى حكم حماس. وتحدث نائب وزير الخارجية في حكومة حماس، غازي حمد، مؤخرا على نحو علني في صالح العلاقة مع دحلان. وعلى حد قوله، فعلى خلفية التطورات الاقليمية – ولا سيما تفاقم التوتر بين السعودية وحلفائها وبين ايران وقطر – هناك من هم معنيون باغلاق بوابات غزة ومعاقبة حماس بسبب علاقاتها مع قطر وايران. ويفهم من اقوال حمد بأن توجه حماس للاتصال مع دحلان هو محاولة للمناورة في متاهة المصالح الاقليمية أو لارضاء معسكر خصوم ايران وقطر. وعلى حد فهم حمد، فان دحلان هو جزء من الصراع الاقليمي على النفوذ في الساحة الفلسطينية. يتطلع دحلان للاستعانة بحماس كي يعود ليكون جزء من اللعبة السياسية الفلسطينية، وبالتالي، فانه يعد بالمساعدة في حل الازمة في غزة.
من ناحية اسرائيل، ينبغي التساؤل هل يمكن للاتصالات بين حماس وخصم أبو مازن أن يكون تأثير ساسي وأمني في الضفة. بمعنى، هل الشراكة بين دحلان وحماس كفيلة بأن تخلق دافعا لمحاولات ضعضعة حكم عباس من خلال اعمال الاخلال بالنظام والارهاب – مثلما سبق أن حاولت حماس في الماضي بلا نجاح. حاليا، يبدو أن حافز حماس لتعزيز العلاقة مع دحلان هو مالي وليس أكثر من ذلك، مثلما ارتبطت حماس، بالتوازي، مع الجهد المصري لتحقيق المصالحة مع السلطة الفلسطينية. هذا هو الآخر، كما يبدو، في التفكير في المنفعة الاقتصادية التي ستنشأ اذا ما عادت السلطة الفلسطينية لتتحمل العبء الاقتصادي لادارة القطاع.
يديعوت / الليبراليون والراديكاليون
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 2/11/2017
في الولايات المتحدة يحصل شيء مشابه لما يحصل في اوروبا. فالدوائر الليبرالية، وعفوا على التعميم، ترتبط بالذات بالمسلمين والراديكاليين.
الرمز الابرز في اوروبا هو طارق رمضان، رجل الاخوان المسلمين، الذين أصبح أيضا زعيما غير متوج للشبان المسلمين في اوروبا، وكذا جزءا لا يتجزأ من الدوائر التقدمية. اما في الولايات المتحدة فتحتل الخانة اياها ليندا صرصور. صرصور، عضو الحزب الديمقراطي، من منظمات مسيرة النساء ضد ترامب، هي محببة على السناتور بيرني ساندرز، بل وخطيبة شعبية في الجامعات في الولايات المتحدة. والعمى الليبرالي هو بالضبط ذات العمى.
في الصيف الماضي، خطبت صرصور امام جمهور مسلم. وصور الخطاب كله. لا يمكن نزع الاقوال عن سياقها. فالحديث يدور عن النقيض التام للاقوال التي تسمعها صرصور في الجامعات او في الحزب الديمقراطي. فقد تحدثت هناك ضد “اولئك الذين يقمعوننا” وقالت ان “مقاومتهم هي تعبير عن الجهاد”. كما أوضحت “اننا نكافح الطغاة ليس فقط عند الحديث عن الشرق الاوسط بل وفي الولايات المتحدة ايضا”.
وشددت صرصور على أن “هدفنا هو حماية جمهورنا وليس الاندماج كي نرضي احدا. وهدفنا الاعلى هو ارضاء الله، والله وحده”. فهتف لها الجمهور. وهناك تخوف، تخوف فقط، في أن يكون هؤلاء الذين هتفوا لها هم ذاتهم الذين يروون في الاستطلاعات بانهم امريكيون راضون يعارضون التطرف. هكذا بحيث أن الاستطلاعات هي الاخرى يجب أن تؤخذ بشكل محدود الضمان. ففيها شيء ما مضلل.
هذا لا يعني أن منفذ العملية الاوزباكستاني الذي قتل أول امس في منهاتن ثمانية اشخاص سمع بالذات صرصور وانطلق الى العملية. الموضوع هو ان تحريضا من هذا النوع، مع دعوات للجهاد او الانتفاضة يخلق اجواءاً، هكذا في اوروبا، هكذا في الولايات المتحدة وعمليا هكذا في اسرائيل ايضا. توجد أغلبية عربية فخورة بكونها اسرائيلية. توجد أغلبية تفضل الاندماج. ولكن توجد زعامة، من رائد صلاح وحتى حنين الزعبي، تروج لـ “المقاومة”. لا يزال العالم الحر لا يعرف كيف يعمل ضد هؤلاء المحرضين، الذين يعملون برعاية الديمقراطية وحرية التعبير، ويحظون بحزام من الحماية من الدوائر التقدمية الليبرالية. لهذه السخافة ثمن دموي. هذا الاسبوع في منهاتن تلقينا دليلا آخر على ذلك.
معاريف / الارث الدبلوماسي
معاريف – بقلم يوفال روتم – مدير عام وزارة الخارجية – 2/11/2017
مع احياء 100 عام على تصريح بلفور نوصي بتخصيص لحظة خاصة لذكرى حاييم وايزمن وناحوم سوكولوف. لقد لعب الزعيمان الصهيونيان دورا مركزيا في تقدم الصهيونية في أوساط الحكومة البريطانية وعملا بنشاط على بلورة التحالف الدولي الذي كانت بريطانيا بحاجة له كي تنشر الاعلان. اليوم ايضا يعمل الدبلوماسيون الاسرائيليون على مدار الساعة في أرجاء العالم لتقدم مصالح دولة اسرائيل ولحفظ مكانتها الخاصة كالوطن القومي للشعب اليهودي.
في العام 1917 عمل وايزمن بنشاط في لندن، طور علاقاته مع القيادة السياسية البريطانية، عرض اقتراحات ملموسة على الحكومة البريطانية وجند تأييدا اعلاميا للاعتراف بحق تقرير المصير للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل. وبالتوازي وطأت قدما سكولوف باريس وروما، حيث التقى برئيسي الحكومتين وبالبابا وتلقى منهم ريح اسناد للمشروع الصهيوني.
لم يكن تصريح بلفور بادرة طيبة من رجل واحد، بل خطوة منسقة من الحكومة البريطانية بتأييد من حلفائها. فقد واصل الدبلوماسيون الصهاينة في مساعيهم الدولية بعد نشر التصريح وتمكنوا من تجنيد التأييد العلني لرئيس الولايات المتحدة وممثلي اليابان، الصين وتايلندا.
لقد اصبح تصريح بلفور علامة طريق مركزي في الاعتراف الدولي بحق تقرير مصير للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل، عبر تبني لغة التصريح من عصبة الامم في 1922 وحتى قبول دولة اسرائيل كعضو في الامم المتحدة في 1949.
ان الكفاءات التي كانت تلزم وايزمن وسكولوف – النشاط والابداع، قدرة الاقناع، قدرات تجميد التأييد الاعلامي واقامة علاقات سياسية وشخصية من قادة الرأي العام والزعماء في ارجاء العالم – هي أدوات عمل الدبلوماسيين الاسرائيليين حتى يومنا هذا. وذلك الى جانب الخبرات الجديدة التي تضاف من مجال وسائل الاعلام والتكنولوجيا.
بعد مئة سنة على نشر تصريح بلفور يقف الدبلوماسيون الاسرائيليون في الجبهة في 103 ممثليات في أرجاء العالم ويكافحون في الساحة الدولية ضد الادعاءات العابثة للزعماء الفلسطينيين الذين يحتجون على تصريح بلفور ويهددون برفع دعوى ضد بريطانيا عليه.
يوضح الدبلوماسيون الاسرائيليون للحكومات الاجنبية ولوسائل الاعلام في ارجاء العالم بان رفض تصريح بلفور يعكس الرفض العنيد للاعتراف بدولة اسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي وتفضيل الزعماء الفلسطينيين لتنمية ادعاءات بحقوق حصرية على البلاد وعلى حساب السعي الى الحل الوسط والتصالح مع دولة اسرائيل.
يساهم الدبلوماسيون الاسرائيليون مساهمة حاسمة في الامن القومي لدولة اسرائيل. هم الجنود الذين يرابطون في الجبهة الدولية. بعيدا عن الوطن، يعمل الدبلوماسيون الاسرائيليون كل الوقت على توسيع مجال المناورة العسكرية والسياسية لاسرائيل من خلال بلورة تحالفات استراتيجية؛ على تعزيز الاقتصاد من خلال الدفع الى الامام بالتصدير، الاستثمارات وتنمية التعاون؛ وعلى الوصول الى اتفاقات طيران واعفاء من تأشيرات الدخول الى الدول المختلفة مما يسمح لمواطني اسرائيل بالسفر بحرية اكبر في العام.
بتصريح بلفور بدأت الدولة اليهودية المتجددة طريقها الدبلوماسي. وقد أصبحت دولة اسرائيل اليوم دولة رائدة ومؤثرة في مجالات عديدة، تنخرط في الاسرة الدولية وتؤدي فيها دورا رائدا ومركزيا. وسيواصل الدبلوماسيون الاسرائيليون رفع علم دولة اسرائيل في العالم ويتطلعون الى تواصل الفعل الدبلوماسي الصهيوني.
هآرتس / يا إلهي
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 2/11/2017
هاكم ذروة جديدة للوقاحة: اسرائيل تبرر الهجوم على نفق الجهاد الاسلامي في غزة بـ “خرق سيادتهم”، وتهدد بمواصلة ضرب كل من يحاول المس بسيادتها المقدسة. رئيس الحكومة، وزير الدفاع، رئيس الاركان رددوا كرجل واحد هذا الادعاء. أمر مضحك. دولة لا يوجد تقريبا اي سيادة حولها لا تخرقها ولا تحترم اي سيادة، والتي تسيطر بالقوة على مناطق ليس لها عليها اي مكانة سيادية، تقدس مفهوم السيادة عندما يكون الامر مريحا لها. هكذا يخترعون اسما سيئا للنفاق.
النفق في غزة، والذين سارعوا الى تسميته “نفق الجحيم”، صحيح أنها عرض للخطر أمن سكان اسرائيل. الجهاد ادعى بانه اعد لخطف جنود. خطف اشخاص من فراشهم هذا كما هو مفهوم حق محفوظ لجنود جيش الدفاع الاسرائيلي فقط. هم يقومون بذلك كل ليلة. في اسرائيل قالوا ان النفق اعد لقتل نساء وأطفال. على كل الاحوال ليس هنالك شك بان اسرائيل لها الحق بل ويجب عليها احباط التهديد لسلامة سكانها وضرب النفق. ولكن التوقيت الذي اختارته مشبوه: بالضبط عندما يحاول الفلسطينيين الاتحاد في غزة، عشية نقل الصلاحيات على المعابر.
ليس من الضروري ان تكون ممسوسا بالشك من أجل أن تفهم ان اسرائيل ستعمل كل ما بوسعها من أجل احباط الوحدة. هي خطرة على رفض اسرائيل ويهدد بكشف عارها. تخيلوا انه ظهر فجأة لا سمح الله شريكا فلسطينيا موحدا، حفظنا الله من ذلك. ولكن في غياب بينات، بالامكان السماح لاسرائيل بالاستمتاع من الشك وافتراض ان التوقيت كان مصادفة: كشفوا عن نفق وفجروه.
من الصعب اكثر تصديق ان اسرائيل لم تعرف انه يوجد في اعماق النفق قادة للجهاد. ربما لم تقصد عمدا قتلهم – وهذا مشكوك فيه جدا – ولكن من المؤكد بانها لم تعمل شيئا من أجل منعه. جيش الدفاع الاسرائيلي وجهاز الامن العام “الشاباك” الذين يعرفون لون الملابس الداخلية لكل مقاتل في الجهاد في كل لحظة معينة، لم يعرفوا ان قادة من المنظمة موجودين في النفق؟ أيضا للتغابي يوجد حدود. اسرائيل تفضل تقريبا دائما خيار التفجير على أي خيار آخر، بالاساس عندما تكون الوحدة الفلسطينية مهددة. اضافة الى ذلك لو كانت اسرائيل حقا تريد منع القتل الجماهيري تقريبا، لكان بامكانها عمل ما تتفاخر دائما بانها تقوم به في هجماتها على غزة: “الطرق على الباب”. ان تبلغ قبل عدة دقائق مسبقا عن التفجير القادم، من أجل منع قتل لا لزوم به. هي لم تفكر بان تقوم بذلك، ومن هنا فان قتل قيادات الجهاد كان بالنسبة لها هدفا أو على الاقل زيادة، هدية من الله من اللطيف أخذها.
ليس من الصعب تخيل ما كان ليحدث لو أن تنظيم فلسطيني قتل ثمانية ضباط كبار من الجيش الاسرائيلي. سماء غزة كانت ستصبح حمراء وبيوتها كانت ستهتز. انتبهوا ايضا للنقاش الذي ثار حول مسألة هل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي تأسف على القتل – انه لم يتأسف – وكأنه من المحظور التأسف على قتل العرب دوما، يجب فقط ان تصر به. هل من المسموح به ذكر ان قادة الجهاد، وهي منظمة متطرفة وعنيفة لا تعمل فقط بتقديم الصدقات، هم بشر وفي وضع هدوء ليس هنالك سبب لتصفيتهم؟
ولكن ادعاء خرق السيادة كان الاكثر وقاحة من بينها. لا يوجد لاسرائيل الحق بالقاء المواعظ حول احترام السيادة. في الوقت الذي يغزو فيه الجنود في كل ليلة مدن الضفة، مناطق أ من أجل التنكيل بسكانها، واظهار الحضور، الحفاظ على يقظة الجنود، تنفيذ اعتقالات، مصادرة نقود او جميعها معا، هي لا تستطيع المطالبة باحترام سيادتها. عندما تتصرف في سماء لبنان وكأنها سماؤها وتفجر في سوريا وكأنها اراضيها، وعندما تمنع الصيادين في غزة من الخروج الى البحر وتقصفهم، وتمنع الفلاحين من الاقتراب من الجدار وتطلق عليهم النار، كيف تستطيع ان تقدم ادعاءات بخصوص النفق باسم السيادة؟ عندما اطلق جنود جيش الدفاع الاسرائيلي أول امس النار على سائق بريء في مفتر حلميش وقتلوه وجرحوا شقيقته، فقط لانهم لم يتصرفوا كما أمرهم الجنود، بإسم اي سيادة تم هذا الامر، في منطقة من البلاد ليس عليها سيادة؟ ولكن اسرائيل في نظر نفسها هي سيدة العالم، يا إلهي. لهذا مسموح لها.
هآرتس / عفوا أننا قُتلنا
هآرتس – بقلم اوري مسغاف – 2/11/2017
تحت عرض طمس المعالم والتملق لتجمع احياء الذكرى المخطط له في ميدان رابين ينبض تيار من مشاعر الشعور بالذنب. لا يدور الحديث فقط عن جبن، بل أيضا بتشكك وندم. اجزاء هامة في المعسكر السياسي الذي ترأسه اسحق رابين، حتى لو لم يعترفوا بذلك فانهم في داخلهم اقتنعوا مع مرور السنين ان اليمين على حق. هذا لا يعني لا سمح الله ان رابين يستحق الموت، وأن حملة الدعاية ضده انحرفت هنا وهناك عن حدود المعقول، ولكن طريقه قادت الى كارثة. التجمع القريب بالتأكيد يبدو كحفلة ختامية لرحلة الجلد الذاتي هذه، مشروع نهائي. غسل الدماغ قد نجح. الرسائل في الاعلانات تبنت لب ادعاءات اليمين ضد رابين، قبل وبعد موته. “وحدة الشعب” خلافا للتقسيم الفظيع الذي حاكه رابين بسياسة التنازل عن الاراضي الذي حاول تطبيقها (وما زلنا نتذكر الملصق المشهور “استئصال المستوطنات يقسم الشعب”). “المستقبل الآمن لاسرائيل”، خلافا للكارثة الامنية التي جلبها رابين وشمعون بيرس (عمليات، عودة متوقعة لـ “حدود اوشفيتس”). “نحن شعب واحد” بالوان الازرق والابيض ونجمة داود الكبيرة كمراسلة غير معروفة مع الاتهام الشديد بان حكومة رابين تستند الى أغلبية غير يهودية، وتستعين بالعرب من أجل التنازل عن اراضي الوطن.
السلام كما هو مفهوم لا يظهر. هذا هو الخطأ الاول (“مجرمي اوسلو للمحاكمة”)، هذه هي الصدمة النفسية الحقيقية. كما أنه ليس من اللائق دعوة مستوطنين للمشاركة والقاء خطاب على المنصة، حيث أنه لا يتم ذكر الحبل في بيت المشنوق. وحتى كلمة “قتل” تم شطبها في البداية قبل أن تم ذكرها بضغط الانتقادات. معسكر مشاعر الذنب لا يعتقد ان رابين انتحر، أو قتل بايدي الشاباك كما يعتقد اليوم الكثيرون في الصهيونية الدينية. ولكن في اللا وعي هنالك وجهة نظر تقول ان رابين هو الذي تسبب في قتله أو على الاقل كان له دور في التطرف والتصعيد.
تجمع كهذا يمكن ان ينظمه فقط معسكر سياسي فقد الاتجاه، وكذلك فقد احترامه الذاتي. ولكن الحقيقة ان هذا بدأ فورا بعد القتل. مراحل العزاء المعروفة، الصدمة والغضب، استبدلت سريعا جدا بالانكار والشعور بالذنب. العمل السياسي الاول الذي قام به بيرس بعد أن تسلم رئاسة الحكومة بدل رابين كان ادخال المفدال الى الحكومة. أي، ليس فقط جائزة للمعسكر الذي جاء منه القاتل بل ايضا استيعابا سريعا للرسالة. بعد ذلك بدأت كل مبادرات “أمر التصالح” الذي بها بالاساس تصالح العلمانيون مع المتدينين لانهم شعروا أنهم مضطهدون جدا. الاعتذار الحقيقي جاء بالاساس من اليسار لليمين. عفوا اننا قُتلنا.
منذ ذلك الحين وحتى اليوم استمر الاتهام الذاتي بمعسكر السلام بنفس “العزلة”. حركة “جيل السلام” التي قامت بعد القتل مباشرة من أجل “مواصلة طريق رابين” وتسببت في تجنيد سياسي لكثير من الشباب، توجهت سريعا للعمل في “المجتمع”، و”التعليم”، المشروع الوحيد لها الذي بقي عاملا حتى اليوم هو مشروع الاعداد لتجنيد قتالي. حزب العمل المذعور عاد وتغير اسمه من اجل التملص من التهم التي القاها اليمين ضد رابين وحكومته. مرة كان “اسرائيل واحدة” واليوم هو “المعسكر الصهيوني”. مركز رابين يتفاخر الان بمعرض احتفالي. الموضوع: “خمسين سنة على حرب الايام الستة ورئيس اركان النصر اسحق رابين”. معنى ضمني ممكن لهذا الشعار: اتفاقات اوسلو كانت خطأ مؤقتا، الاحتلال هو انجاز دائم، رابين الحقيقي كان بطلا عسكريا. التجمع القريب بادر به جنرالات احتياط وحركة تسعى للاجماع، لا يسمح بالدخول لـ “سياسيين عاملين وممثلو احزاب”.
ولكن هذا بالضبط ما كانه رابين عندما قتل – سياسي نشيط وممثل للحزب. وللتجمع الذي في نهايته اطلقت النار عليه من الخلف سمي “نعم للسلام لا للعنف”. لم يسموه: نعم للوحدة لا للسياسة. أنا اعتقد ان رابين كان على حق ولا اشعر بالذنب. لهذا لن أذهب يوم السبت الى الميدان. ليس لدي ما أعمله هناك.
معاريف / ليست لعبة مبلغها الصفر
معاريف – بقلم ليلاخ سيغان – 2/11/2017
اليوم نحيي مئة عام على تصريح بلفور، الانجاز السياسي الاول للحركة الصهيونية التي تلقت من بريطانيا ورقة وفيها جملة بسيطة: التأييد لتطلعها لاقامة وطن قومي لليهود، طالما لم تتضرر حقوق الطوائف غير اليهودية في اسرائيل. مئة سنة مرت، وجملة واحدة بسيطة لا مجال للجدال فيها، انظروا كم عقدناها.
النائب زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) أعلن بأنه لن يشارك في الجلسة الخاصة بمناسبة مئة سنة على التصريح. فهو غير قادر لأنه عربي. فماذا هناك إن لم يكن في التصريح كلمة ضد العرب، وماذا في أنه عضو في برلمان دولة اليهود عن حزب المعسكر الصهيوني؟ لا تكونوا تافهين.
وبعد ذلك عصفت كأس الشاي مرة اخرى، حين أعلن آفي غباي بأنه لن يشكل ائتلافا (نظريا) مع القائمة المشتركة. وعلى الفور حظينا بوابل من ردود الفعل المتوقعة والممجوجة. ولكن أيها الرفاق، بربكم، مرت مئة سنة. دولة اسرائيل هي حقيقة ناجزة. دولة القومية اليهودية. نعم، يستحق العرب أن يعيشوا فيها بلطف، بمساواة، بكرامة متبادلة (بالضبط مثلما كتب في تصريح بلفور). ونعم، بلا صلة، الشعب الفلسطيني هو الآخر يستحق المواطنة في دولة خاصة به. ولكن كعرب، مسلمين، مسيحيين، بوذيين وملحدين – احترموا التطلعات المتحققة للشعب اليهودي في دولته، وعندها افتحوا فقرة جديدة، واطلبوا الاحترام ايضا لتطلعات اخرى. هذه ليست لعبة مبلغها الصفر.
اضافة الى ذلك، تبين أن ميرتس أسقطت كلمة “صهيونية” من برنامجها. “ما هي الصهيونية في العام 2017؟” تساءلت معقبة زهافا غلئون، بانعدام الانسجام الجدير بالاشارة. “ميرتس هو حزب يساري صهيوني واسرائيلي، مع اعضاء يهود وعرب. نحن صهاينة، ولم نطلب من العرب فيه تعريف أنفسهم هكذا. عرفنا أنفسنا كمن نعمل بروح مباديء وثيقة الاستقلال، ليس كصهاينة. أنا صهيونية لأني أعتقد أنه يحق للشعب اليهودي حق تقرير المصير، وللفلسطينيين حق خاص بهم. صهيونيتنا حاوية، هذا ما نعرضه”. اذاً أولا، اذا كانت صهيونية غلئون حاوية، بروح وثيقة الاستقلال، فلماذا لا ترى من الصواب استخدام الكلمة؟ ثانيا، لماذا على حد نهجها، لا يمكن للعربي أن ينتمي لحزب يعرف الصهيونية كحاوية ومتساوية؟ ربما بعد مئة سنة من المجدي الدوس على زر العودة الى الوراء.
بعد مئة سنة نوصي ايضا بالتوقف للحظة والتفكير. ماذا بالضبط يخرج من المراوحة التي لا تتوقف في وحل الظلم؟ دولة اسرائيل ستحتفل قريبا بسبعين عام مثلما كان يمكن لدولة فلسطينية أن تحتفل اليوم لو أنها قبلت في حينه مشروع التقسيم. وبالتالي، لماذا من الواجب الاصرار على عدم الاعتراف بحق شعب آخر في تقرير المصير من اجل الاعتراف بحق شعب آخر بتقرير المصير؟ أين يختبيء الجانب الايجابي في “الاحتواء” لمثل هذا الفكر، ناهيك عن الحماية المهووسة له، بل وباسم الديمقراطية، المساواة، الأخوة والتقدمية؟ لعله من المجدي العودة الى الجملة البسيطة إياها للورد بلفور، اعطاء الاحترام لتحقيق التطلعات القومية، نقطة.
وفي نفس الوقت، اذا كان قاضي العليا جورج قره جاء الى احتفال التنصيب لاستر حيوت، وقف واحترم المكان، فلا يمكن أن ننزل باللائمة عليه لأنه لم ينضم الى غناء “هتكفاه”. بيننا حتى لو كان غنى كل كلمات النشيد القومي، لكان على أي حال جاء مدعي الحكمة ليدعي بأن هذا لم يتم بالعاطفة الكافية. اذا بمناسبة احتفالات المئة لعله من المجدي أن نتوقف كلنا عن المبالغة بالتوافه. يجب الاحترام، مسموح عدم التماثل.
المصدر / استطلاعات: بنيامين نتنياهو يضعف
المصدر – 2/11/2017
الأحزاب اليسارية تحقق نجاحا بعد أن نُشر أن الجمهور الإسرائيلي يفقد ثقته باليمين وأن شعبية نتنياهو تشهد تراجعا
ما زال حزب الليكود، حزب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رائدا، ولكن اليمين الإسرائيلي، الذي يرأسه نتنياهو في هذه الأيام، يشهد تراجعا في شبعتيه. هذا ما يتضح من استطلاعات نُشرت أمس (الأربعاء) في قناتين تلفزيونتين إسرائيليتين كبيرتين.
وفق استطلاع “أخبار القناة الثانية” في حال إجراء انتخابات الآن، سيحظى الليكود بـ 24 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي، أي بـ 6 مقاعد أقل من المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة. سيحظى المعسكر الصهيوني (حزب العمل) برئاسة آفي غباي بـ 21 مقعدا، أي مقعد واحد أكثر من حزب “هناك مستقبل” الخاص بيائير لبيد. سيحصل البيت اليهودي برئاسة وزير التربية الحالي وممثل المستوطِنين، نفتالي بينيت، على 12 مقعدا، وهذا العدد شبيها بعدد مقاعد القائمة العربية المشتركة (ائتلاف الأحزاب العربية).
ويرد في تتمة القائمة حزب “كلنا” التابع لوزير المالية الحالي، موشيه كحلون، مع 8 مقاعد، حزب “إسرائيل بيتنا” وهو حزب وزير الدفاع الحالي، أفيغدور ليبرمان، مع 6 مقاعد، وحزب ميرتس مع 5 مقاعد، وحزب شاس مع 4 مقاعد فقط. إجمالي المقاعد لدى اليمين هو 62 مقعدا مقارنة بـ 58 مقعدا لدى اليسار (كما هو معروف يجب أن يكون في الكنيست 120 مقعدا).
في استطلاعات حول المقاعد في القناة العاشرة، كان الليكود رائدا وحقق 26 مقعدا، ولكن في هذا الاستطلاع لا يحقق اليمين غالبية ساحقة. وفق الاستطلاع، حقق حزب يائير لبيد، “هناك مستقبل”، وهو الحزب الثاني من حيث حجمه 22 مقعدا.
هبط عدد المقاعد لدى المعسكر الصهيوني إلى 19 مقعدا، متفوقا على القائمة العربية المشتركة التي حققت 12 مقعدا، والبيت اليهودي 11 مقعدا. تقدم حزب ميرتس في هذا الاستطلاع حاصلا على 8 مقاعد، ومتفوقا على حزب “كلنا” 7 مقاعد، و “إسرائيل بيتنا” 5 مقاعد، وحزب شاس 4 مقاعد فقط. في هذا الاستطلاع، للوهلة الأولى، حقق اليسار كتلة مانعة مع 61 مقعدا، ولكن صرح غباي أنه لن يجلس في الحكومة مع أعضاء الكنيست العرب.
اسرائيل اليوم / مئة سنة من تفويت الفرص
اسرائيل اليوم – بقلم رون بروشاور – 2/11/2017
يا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس – هذا الاسبوع نحيي مئة سنة على تصريح بلفور، الاعتراف الرسمي بحق الشعب اليهودي بوطن قومي في بلاد اسرائيل. الكثير من الامور حصلت في المئة سنة هذه. في اثنائها اجتاز الشعب اليهودي مآس فظيعة، ولكن في اثنائها ايضا تمكن من استخدام كل الأدوات التي تحت تصرفه في الطريق لتحقيق حقه في تقرير المصير واقامة دولة مزدهرة.
في المئة سنة إياها، سيدي الرئيس، أنت وزعماء فلسطينيين آخرين، لم تكفوا عن تفويت الفرص. مرة إثر مرة كنتم مطالبين باتخاذ قرارات تاريخية وشجاعة، ومرة إثر مرة رفضتم بفظاظة اليد التي امتدت اليكم. اسباب وجيهة دوما كانت لكم. افعال طيبة – قليل جدا.
وها أنت، في السنة الاخيرة، قررت اختيار مسار آخر يقوم على أساس التنكر للواقع – وأهم ما فيه محاولة النفي للوجود الخالد لدولة اسرائيل. بدلا من الاعتراف بأن اسرائيل لن تذهب الى أي مكان، قررتم، أنت ورفاقك، العودة في الزمن مئة سنة الى الوراء ومحاولة تغيير التاريخ. تسلقتم على سلم وهمي المرحلة الاولى فيه كانت طلبك الاعتذار من الحكومة البريطانية على نشر التصريح، في المرحلة الثانية حاولتم تجنيد الدول العربية لرفع دعوى تعويضات ضد الحكومة البريطانية وفي المرحلة الثالثة طلبتم الغاء تصريح بلفور.
أين بالضبط أين تعيش، سيدي الرئيس؟ بمطالباتك هذه أثبت لكل من لا يزال يحتاج الى الاثبات، بأن في نظرك التاريخ هو كقشرة الثوم وأن قيمته تتغير وفقا للحاجة. اذا شئت تبنيته ولوحت به بفخار، واذا شئت ببساطة طلبت الغاءه. أما الجمهور الذي يسمع اقوالك فملزم بأن يسأل نفسه اذا كنت هكذا تتعاطى مع الوثائق الرسمية والملزمة، فكيف سيكون ممكنا التوقع منك أن تلتزم باتفاق موقع؟ في اعمالك خدمت كل من يدعي بأن ليس لك وللمحيطين بك أي احترام للتعهدات والعقود.
سيدي الرئيس، بدعوتك الغاء تصريح بلفور، فانك في واقع الامر تطلب شطب الوطن القومي للشعب اليهودي فيما تزرع في جمهورك اوهاما في أنه فقط اذا انتظر ما يكفي من الوقت، فستكف دولة اسرائيل عن الوجود. يؤسفني، ولكن هذه المرة ايضا سينتهي هذا بالتضحية بالمستقبل الفلسطيني من اجل احبولة رخيصة من العلاقات العامة. أنت تعرف بأن مطالبك هي اضغاث أحلام لن تتحقق أبدا. كدبلوماسي خدم أكثر من 30 سنة في ارجاء المعمورة وفي كاملها، من الاهمية لي بمكان أن أشير أمامك ايضا – لا تتشوش وتسكر من التأييد العالمي الذي تتلقاه على تجارة الأوهام خاصتك.
صحيح أنه منذ قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني تساعدكم الامم المتحدة والوكالات الدولية المتفرعة عنها في الكفاح المضاد لاسرائيل. وصحيح أن اغلبيتكم التلقائية في الهيئات الدولية، التي تسمح لكم بأن تمرروا كل قرار مناهض لاسرائيل تقريبا، تمنحكم احساسا كاذبا في أن ها أنتم، بعد جهد قليل آخر، ستتمكنون من محو الدولة اليهودية والديمقراطية من على الخريطة. ولكن من مثلك يعرف بأن هذه مجرد أوهام، ومرة إثر مرة، تتحطم هذه على مذبح الواقع، وذلك لأنه مثلك، العالم كله ايضا يعرف بأن دولة اسرائيل هي حقيقة ناجزة، دولة منتجة وذات مغزى، جزء لا يتجزأ من أسرة الشعوب.
يا سيد عباس، كنت صبيا وشخت ايضا، من زعيم في منظمة ارهابية أصبحت رئيس سلطة يحافظ منذ 15 سنة على كرسيه رغم المصاعب. والمرة تلو الاخرى جلست أمام زعماء اسرائيل ورأيت أي شوط بعيد هم مستعدون لأن يقطعوه. المرة تلو الاخرى شهدت دولة اسرائيل تنفذ تنازلات من اجل التسوية، ومرة إثر اخرى فشلتم، أنت ورفاقك، في السمو الى عظمة اللحظة واتخاذ القرارات.
الآن، يا سيدي، حان وقتك لابداء الزعامة. حان وقتك لأخذ المسؤولية واعتزال اعمال تسويق الاوهام. لا تشوش شعبك بتوقعات شطب التاريخ، لا تشجعه بالأمل لبناء المستقبل، لا تبث فيه روح القتال على ما كان، بل روح التعاون بالنسبة لما سيكون.
مئة سنة من تفويت الفرص كافية، يا سيدي. لا تحكم على شعبك بمئة سنة اخرى من العزلة.
المصدر / تل أبيب تستعد لضربة تسونامي خطيرة
المصدر – بقلم عامر دكة – 2/11/2017
نحو %25 من حالات التسونامي التي حدثت في العالم كانت في البحر المتوسّط. كل 250 عاما بالمعدل، يضرب تسونامي شواطئ إسرائيل وكل 700 عام بالمعدل يُلحق تسونامي ضررا في المنطقة .
نُصبت لافتات تحذيرية من التسونامي اليوم (الخميس) صباحا، على طول شواطئ تل أبيب بمناسبة يوم رفع الوعي الذي يصادف بعد مرور ثلاثة أيام في العالم. أعدت بلدية تل أبيب المناطق التي من المحتمل أن تتضرر إزاء التسونامي، وطرق الفرار منها إلى المناطق المرتفعة.
سيشاهد عشرات آلاف المستجمين في شواطئ تل أبيب يوميا أربعة أنواع من اللافتات التحذيرية والتوجيهية: لافتة معدّة لمنطقة الفيضان تُنصب على طول الشاطئ، وتشير إلى بدء مسار الهروب، وتتضمن توجيهات التصرف الأساسية المعدّة للمواطنين؛ لافتة توجيهية للمنطقة الآمنة المرتفعة تهدف إلى توجيه المواطنين إلى مسارات الهرب مشيا؛ لافتة توجيهية للمنطقة الآمنة في بناية ولافتة في منطقة آمنة خارج منطقة الفيضان.‎ ‎
يوم الأحد القريب بتاريخ 05.11.17 سيُحتفل في أنحاء العالم بيوم رفع الوعي العالمي للاستعداد للتسونامي. ستصبح اللافتات التحذيرية قريبا جزءًا لا يتجزأ من المشهد في شواطئ البحر في دولة إسرائيل. وهكذا تنضم إسرائيل إلى دول أخرى في العالم، مثل الولايات المتحدة، إيطاليا، اليابان، تايلاند، تشيلي، وغيرها التي أعدت مسارات هروب من التسونامي في شواطئ البحر باتجاه المناطق الآمنة.‎ ‎
البحر المتوسط هو أحد المناطق الأكثر ضررا في العالم إزاء التسونامي. نحو %25 من حالات التسونامي التي حدثت في العالم كانت في البحر المتوسّط. كل 100 عام بالمعدل، يحدث تسونامي هام في منطقة البحر المتوسّط. كل 250 عاما بالمعدل، يضرب تسونامي شواطئ إسرائيل وكل 700 عام بالمعدل يُلحق تسونامي ضررا في المنطقة. تصل تحذيرات حول إمكانية حدوث تسونامي في إسرائيل من مراكز التحذيرات الدولية في حوض البحر المتوسّط.
هآرتس / تصريح بلفور
هآرتس – بقلم ديمتري تشومسكي – 2/11/2017
تصريح بلفور الذي مر عليه 100 عام يعبر بصورة بارزة ليس لها مثيل عن التناقض الداخلي والاخلاقي العميق ما بين الاهداف والوسائل، التي كانت متجسدة في التاريخ السياسي الصهيوني منذ سقوط الامبراطورية العثمانية. الهدف السياسي للحركة الصهيونية – تحقيق تقرير مصير قومي لليهود في منطقة اعتبرت في نظر اليهود وكثيرون من غير اليهود كمحط نظر للشعب اليهودي – كان بدون شك جديرا ومحقا. الحكومة البريطانية ساهمت في تحقيق هذا الهدف مساهمة جوهرية، عندما أعلنت عن دعمها لاقامة وطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل.
الى جانب ذلك، وربما اكثر من اي حدث آخر في تاريخ الصهيونية، يعبر تصريح بلفور عن الظلم الشديد نحو ابناء البلاد الفلسطينية، والتي كانت الطريق لتحقيق الاهداف السياسية للصهيونية مرتبطة به. الشعب اليهودي في ارض اسرائيل/فلسطين كان يعد في سنة 1917 حوالي 56 الف نسمة، اقل من 10 في المئة من مجمل سكان البلاد. وبالتحديد هو حظي بتعهد صريح لتحقيق حقوق سياسية قومية، مهما كانت صيغة التعهد (بيت قومي) ضبابية .
سكان البلاد العرب، الذين كانوا يشكلون الاغلبية في البلاد في ذلك الوقت، اعتبروا في التصريح كتجمع لطوائف وتجمعات، وكان عليهم الاكتفاء بحقوق دينية ومدنية شخصية. فعليا، طُلب من عرب اسرائيل الموافقة على تجميد حقوقهم الاساسية الديمقراطية لتشكيل مصيرهم ومستقبلهم، من أجل تمكين النمو الديمغرافي للمجتمع السكاني اليهودي. كما طُلب منهم ايضا التسليم بتحويلهم من اغلبية الى اقلية في وطنهم، في اعقاب هجرة يهود العالم الى البلاد، وهي عملية بدونها فان مفهوم “وطن قومي للشعب اليهودي” كان عديم المعنى.
ليس هنالك شك بان بذور الاستعباد القومي للشعب الفلسطيني، الذي يواصل حتى الان، تم زرعها في ارض اسرائيل/فلسطين مع تصريح بلفور. ولكن بصورة متناقضة، في ذلك التصريح نفسه تتجسد ايضا الامكانية الكامنة لاصلاح الخطأ. ان أمل الصهيونية ما بعد الحرب، والتي عُبر عنها بصورة صريحة في أحد المطالب التي عرضت امام لجنة السلام في فرساي في “بيان كوبنهاجن” للهستدروت الصهيوني العالمي في تشرين اول 1918، كان “تشكيل ارض اسرائيل كوطن وطني للشعب اليهودي”. وعد بلفور تضمن صيغة اكثر تواضعا – اقامة وطن قومي في (داخل) ارض اسرائيل – وفعليا تم الاشارة بهذا الى أن لحق تقرير المصير لليهود في البلاد سيكون هنالك حدود.
مؤسس الصهيونية الروحية أحاد هعام والذي كان يعمل كمستشار في الخفاء لحاييم وايزمن اثناء بلورة تصريح بلفور – والذي عرف بخوفه الشديد على الهيئة الاخلاقية للشعب اليهودي في عهد الصهيونية – كان من اوائل الذين شخصوا في تصريح بلفور البذرة التفسيرية التي تمكن رسم مستقبل قومي متساوي من أجل شعبي البلاد.
هكذا اقترح قراءته في 1920: “على ما يبدو، تعتقد الحكومة (البريطانية) ان الشعب الذي جاء فقط باسم القوة الاخلاقية لحق تاريخي لبناء وطنه القومي في البلاد والمسكونة حاليا من قبل آخرين، وليس هنالك هوة كبيرة ولا اسطول عظيم يقف خلفه “ليثبت أحقيته” – شعب كهذا ليس لديه سوى ما يعطيه اياه حقه بأمنة وعدل، وليس ما يأخذه محتلو العالم لانفسهم بالقوة ويخترعون لهم “حقوقا” مختلفة للتغطية على أعمالهم. وحق تاريخي لشعب بالنسبة لبلاد مسكونة من قبل آخرين ليس تفسيره سوى: “الحق في العودة والاستيطان في ارض آباؤنا، وفلاحتها وتطوير قواها بدون ازعاج (…) ولكن حقه التاريخي هذا لا يلغي حق اولئك الساكين في البلاد، الذين يأتون ويدعون بإسم الحق الواقعي للسكن والعمل في الارض منذ أجيال طويلة. أيضا هؤلاء، هذه البلاد هي وطنهم القومي في الوقت الحاضر ومن حقهم تطوير قواهم القومية بقدر استطاعتهم. هذا الوضع يجعل من ارض اسرائيل مكانا مشتركا لشعوب مختلفة، يحاول كل منهم ان يبني هناك وطنه القومي” (من مقدمة لطبعة جديدة لـ “على مفترق طرق”).
ان تفسير ثنائية القومية من قبل احاد هعام لتصريح بلفور أثرت جدا على اعضاء الجناح الراديكالي لجمعية “حلف السلام” (1925 – 1933)، والذين ايدوا اقامة دولة ثنائية القومية يهودية – عربية في ارض اسرائيل. ايضا اليوم فان مبدأ ثنائية القومية، والذي يقضي بان تكون ارض اسرائيل/فلسطين مكانا مشتركا لوطنين قوميين – ما زال ساري المفعول وضروري لتأمين مستقبل قوميتي البلاد. ولكن بعد اجيال من الصراع الدامي، وقمع مدني وقومي للفلسطينيين من قبل اسرائيل – فان الصورة الممكنة المرغوبة الوحيدة لتحقيق هذا المبدأ هي في هيئة دولتين لشعبين.
مثل ثنائية القومية على صيغة أحاد هعام ورجال “تحالف السلام”، ايضا ثنائية القومية لحل الدولتين الحالي، مرتبطة بدون شك بالطبقة العميقة لوعد بلفور، والذي بالرغم من توجهات التجاهل الواضحة للحقوق القومية للعرب الفلسطينيين، تضمن اساسا هاما ليس له مثيل: الوطن القومي اليهودي لا يشمل كل البلاد، بل يُنشأ داخلها، وهذا يعني – على جزء منها. هذا الامر يعطي لتقرير المصير اليهودي تفسيرا اخلاقيا، لان تحقيقه لن يكون مقرونا في السيطرة على مجمل سكان البلاد بل داخل حدود السيادة داخلها.
من هنا، فانه عندما يؤيد اسرائيليون اليوم انتهاء الاحتلال وتقسيم البلاد الى دولتين فانهم يشكلون مواصلو الدرب المخلصين لنفس المبدأ، والذي هو جوهري في تصريح بلفور، بشأن الطابع الجزئي لتقرير المصير اليهودي في البلاد. بالمقابل فان رجال الزمرة القومية العنصرية، التي تقف اليوم على رأس دولة اسرائيل وتسعى الى تحويل ارض اسرائيل بكاملها لدولة اسياد يهود وعبيد فلسطينيين – يزعزعون بدون توقف الاساس الحيوي هذا للتصريح البريطاني. بهذا فانهم يعرضون للخطر شرعية تقرير المصير لاسرائيل الذي ينبع بدرجة حاسمة من تلك الفكرة لوطن قومي جزئي ومحدود، والتي طرحت للمرة الاولى في تصريح بلفور قبل مئة سنة.
موقع واللاه العبري الاخباري / لحماية الدبابات : منظومة جديدة تكشف الألغام عن بعد
موقع واللاه العبري الاخباري – 2/11/2017
كشف موقع “واللاه” الاخباري النقاب عن منظومة خاصة ضد “تهديد القوات المناورة” تحيّد الألغام المغناطيسية دون أن يحتاج طاقم الدبابة لفعل أي شيء.
وبحسب الموقع، فقد طور مصنع “رماتا” هذه المنظومة في ظل الاستخدام المتزايد من قبل التنظيمات لألغام متطورة تتفجر تحت المركبات المدرعة، مشيرًا إلى دول كثيرة تعاني منذ عشرات السنين من الألغام.
وأشار إلى أنهم بدأوا في إسرائيل خلال العقد الأخير بالتعامل مع حقول الألغام القديمة على طول الحدود التي استخدمها الجيش ضد الإرهاب وجيوش غريبة، لكن في الفترة الأخيرة ازداد استخدام الألغام المتطورة من قبل التنظيمات.
وأوضح الموقع أن قوات “داعش” في العراق، سوريا وحتى في سيناء يستخدمون ألغامًا الكترو مغناطيسية متطورة تكشف وجود المركبات وتفجرها.
وذكر أن الحديث هنا عن ألغام قاتلة، وخصوصًا أن آلية العمل تستند على أساس الكشف عن المعادن والتفجير يتم تحت المركبة وليس بجانبها؛ لذلك فإن الجيش سيصبح قادرًا على التعامل مع ألغام مشابهة في إطار مناورة في عمق مناطق العدو، خصوصًا تنظيم حزب الله في لبنان، الذي يمتلك ألغامًا كثيرة ومتطورة.
هآرتس / من بلفور الى الدولتين
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 2/11/2017
68 كلمة تصريح بلفور كانت اساسات الشرعية الدولية لـ “الوطن القومي” الذي تطور الى دولة اسرائيل. على خلفية الحرب العالمية الاولى، وبفضل الوعي السياسي لحاييم وايزمن، نالت الحركة الصهيونية تأييد القوة العظمى الاكبر للتطلعات القومية التي رسمها ثيودور هرتسل. ومنح الاحتلال البريطاني للبلاد، بعد بضعة اسابيع من ذلك، مفعولا عمليا للاعلان الدبلوماسي، وشق الطريق لهجرة مئات الاف اليهود الى البلاد، لاقامة مؤسسات الحاضرة اليهودية وبعد نحو 30 سنة لولادة اسرائيل.
ولكن في تصريح بلفور كمنت ايضا بذور النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، لان البريطانيين حرموا السكان العرب – الذين شكلوا في حينه 90 في المئة من سكان فلسطين – حق تقرير المصير الذي منحوه لليهود في كل العالم، او للعرب في قسم من البلدان المجاورة. وتلقى الموقف البريطاني المؤيد للصهيونية مفعولا في صك الانتداب الذي اقرته عصبة الامم، ولكن الخلاف الذي اثاره تصريح بلفور لا يزال قائما حتى اليوم، بمرور 100 عام على نشره.
يرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريح بلفور تبريرا لموقفه في ان لليهود فقط حقوقا تاريخية وقومية في البلاد. ولهذا فقد كرس الاسبوع الاخير لمشاركته احتفالات المئة على التصريح والاحتلال البريطاني، الذي وصفه كـ “تحرير” البلاد من الحكم التركي. ومقابله، الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الحكومة البريطانية الحالية الى التنكر لتصريح بلفور، بصفته اذنا استعماريا لحرمانهم من حقوقهم وسلب اراضيهم.
هناك اسباب مبررة لمواقف الطرفين، ولكن بدلا من ان يبقيا النقاش فيه للمؤرخين، يصر نتنياهو وعباس على اشعال الجدال والبث لشعبيهما بان لا أمل لحل النزاع. نتنياهو يقول للفلسطينيين ان يتخلوا عن تطلعاتهم الوطنية؛ اما عباس فيقول لليهود ان وجودكم في البلاد ليس اخلاقيا لان معظمهم وصلوا الى هنا على حراب الامبرياليين.
ان المسؤولية العليا للزعيمين هي الحرص على المستقبل، وليس الانشغال حتى التعب بالماضي. وبدلا من المناكفة على وثيقة تعود لمئة سنة واستخدامها كذريعة لالغاء مطالب الخصم، على نتنياهو وعباس ان يعملا على تحقيق رؤيا الدولتين – اسرائيل وفلسطين – تتجسد فيهما التطلعات القومية للطرفين. لا يمكن لاي حدث لرئيس الوزراء مع نظيرته البريطانية تريزا ماي ان يحمل الفلسطينيين على قبول الظلم الاسرائيلي الى الابد، ولا يمكن لاي احتجاج فلسطيني ان يؤدي الى هجرة جماعية لليهود من هنا وتفكيك اسرائيل طوعا. وبدلا من أن نرى في ذكرى المئة على تصريح بلفور موعدا مناسبا لايجاد حل عادل، فان نتنياهو وعباس اضاعا المناسبة على مناكفة عقيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى