ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 27– 10 – 2017

يديعوت احرونوت:
– الرئيسة حايوت والجدة استي.
– لم تغلق تل ابيب (الرئيسة المنصرفة مريم ناؤور)
– عاملة جديدة ترفع دعوى ضد سارة نتنياهو: “نكلت بي”.
– سيدتي الرئيسة – عصر جديد في المحكمة العليا: أداء – – القاضية استر حايوت اليمين القانونية كرئيسة جديدة.
– نتنياهو: بدلا من خلق هوة تعالوا نبني جسورا.
– بدون علم، بدون نشيد قومي مع ميدالية ذهبية.
– دعوة البابا الى القدس لسباق الدراجات الايطالي على شرف احتفالات السبعين عام لاسرائيل.
معاريف/الاسبوع:
– رئيسة العليا الوافدة استر حايوت: “تجري محاولات للمس بالسلطة القضائية”.
– عاصفة السبت والدكاكين- الاصوليون ضد محكمة العدل العليا: هذا انقلاب.
– رئيس السي.أي.ايه السابق: يجب اقرار بيع مفجرات الاحصانة لاسرائيل.
– تفاؤل في السلطة من امكانية تخلي حماس في القطاع عن سلاحها.
– نتنياهو وغولد يلتقيان قبل يوم من استقالة مولكو.
– توقعات الجو يوم السبت: امطار قوية وعواصف رعدية.
– يتجندون من اجل الاطفال: السماء هي الحدود.
هآرتس:
– محكمة العدل العليا تعلن بقاء الدكاكين في تل ابيبت مفتوحة في السبوت.
– اصلاحات في التبني ستسمح لمزيد من الاطفال الابقاء على اتصال مع اهاليهم البيولوجيين.
– المظاهرات ضد التجنيد تعمق الشروخ في المجتمع الاصولي.
– الرئيسة حايوت: محاولة للمس بالسلطة القضائية.
– شكيد عن ناؤور: كانت لنا خلافات ولكن عرفنا كيف نتعالى عليها.
– تركيا تتثبت في سوريا الى أن يقرر بوتين خلاف ذلك.
اسرائيل اليوم:
– الاصوليون: سنسن قانونا يتجاوز محكمة العدل العليا ضد قرار السبت.
– لحظة الحقيقة لكتالونيا.
– تقرير الكنيست: “توجد يهودية – ولا يوجد تدين”.
– بلدية القدس تقر بناء 700 وحدة سكن خلف الخط الاخضر.

المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 27– 10 – 2017
معاريف / تفاؤل في السلطة من امكانية تخلي حماس في القطاع عن سلاحها
معاريف – من ادام ريسغون – 27/10/2017
وصف مسؤول كبير في فتح مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن اقتراح زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في ان تكون م.ت.ف في وضعية معينة تسيطر على كل سلاح الفلسطينيين “هام وايجابي” وألح الى أن الامر كفيل بان يؤدي الى حل مسألة السلاح الذي لدى حماس.
“نحن سنجري حوارا مع حماس على موضوع السلاح”، قال أحمد مجدلاني لـ “جيروزاليم بوست” في مقابلة هاتفية، متناولا المحادثات التي ستجرى في القاهرة في نهاية الشهر القادم. واضاف: “نحن نؤمن بان اعلان السنوار هو خطوة هامة وايجابية تمهيدا لقبول سلطة واحدة وسلاح واحد في غزة”.
وجاء تصريحات مجدلاني وسنوار بعد نحو اسبوعين من توقيع حماس وفتح على اتفاق بادرت اليه مصر لتحقيق اتفاق المصالحة الفلسطينية واعادة السيطرة السلطوية للسلطة الفلسطيني في غزة. ومع ذلك، فان مسألة سلاح حماس بقيت نقطة خلاف بين الطرفين. وقالت مصادر في حماس انها لن تتخلى عن سلاحها أما في فتح فقالوا ان على السلطة الفلسطينية أن تسيطر على كل الاسلحة.
وقال السنوار يوم الثلاثاء في لقاء مع قادة الاتحادات الفلسطينية: “نحن، كشعب، لا نزال في مسيرة تحرر وطني، ولا يمكننا أن نتخلى عن سلاحنا. ولكن على سلاحنا ان يكون تحت مظلة وطنية موحدة يوجد فيها كل فلسطيني. وهذه المظلة يمكن ان تكون م.ت.ف”.
ومع ذلك، ليس واضحا اذا كانت تصريحات السنوار تشير الى تغيير في موقف حماس. وذلك لان السنوار لم يوضح في كل ظروف تحصل م.ت.ف على السيطرة على أسلحة المنظمات الفلسطينية، واذا كانت حماس لن تضغط لتبني استراتيجية المواجهة المسلحة مع اسرائيل او الغاء اعتراف م.ت.ف باسرائيل.
يديعوت / هذه باتت مشكلتنا جميعنا
يديعوت – بقلم عميحاي أتالي – 27/10/2017
تروي قصة عسكرية عن قائد كتيبة ترك جنوده الكتيبة الواحد تلو الآخر: واحد خفضت مرتبته، آخر اصيب، ثالث طلب النقل، رابع ذهب الى ضابط الامن وخامس أعلن بانه ملزم بان يخدم قريبا من بيته كي يعيل عائلته. وبعد أن طلب الجندي الخامس التسريح، أبلغ قائد اللواء قائد الكتيبة موقفا قاطعا: “الجندي التالي الذي يترك هو ايضا بطاقتك الى بيتك”. أي أنه يقول: قد يكون كل ترك بحد ذاته مبرر جدا، ولكن الاطار العام يشهد على مشكلة عسيرة لدى القائد.
وبالفعل، يحتمل أن يكون عامل ما في منزل رئيس الوزراء، كان قذرا حقا، عامل آخر لم يكن منضبطا، وثالث سيء، بطيء وجدير بتوبيخ شديد، والرابع لفق فرية. ولكن اذا تجمع كل هؤلاء معا في البيت الاكثر اهمية في اسرائيل فقد تكون المشكلة هي في ارباب البيت. وعندها تصبح هذه مشكلتنا جميعنا. سهل أن نستبعد الامور غير البسيطة التي يؤتى بها في هذه الصفحات بالقول انك لا بد ستسمع اليوم بان “وسائل الاعلام مرة اخرى تلاحق نتنياهو وزوجته”. سهل – ولكن ببساطة غير صحيح. لا، هذه ليست “وسائل الاعلام”. بل عمال يرفعون الواحد تلو الاخر دعاوى ضد السيدة نتنياهو في اعقاب ما تلقوا منها، بزعمهم، في اثناء عملهم في منزل رئيس الوزراء. لا، هم لا “يلاحقون” الزوجين. فقد شعروا بالاهانة – وتوجهوا الى المحكمة كي يطالبوا بما يستحقونه. عندما ترفع دعوى كهذه الى المحكمة وتصل الى الصحافة، فحكمها أن تنشر. نعم، هذا واجب وسائل الاعلام في الدولة الديمقراطية.
أحد الامور المذهلة للغاية بالنسبة للدعوى التي تنشر هنا هو موعد وقوع الاحداث الموصوفة فيها: بعد قضية الخادمة ليليان بيرتس، بعد قضية ميني نفتالي، بعد قضية غاي الياهو، ثلاثتهم عاملون لدى الزوجين نتنياهو في فترات مختلفة وتركوا عملهم بعد تجارب مشابهة – وفي ذروة التحقيقات ضد الزوجين وقرار المستشار القانوني للحكومة تقديم سارة نتنياهو الى المحاكمة (تبعا للاستماع) عن أحداث وقعت في داخل المنزل الرسمي. فالمثل يقول: “من يكتوي بالنار يجب أن يحذر الثلج”. لدى سارة نتنياهو يخيل ان هذه القاعدة لا تسري. فلا يعقل ان بعد كل التورطات للطاقم المحيط بنتنياهو وعقيلته، وفي ذروة فترة التحقيقات ضدهما، تواصل السيدة نتنياهو، وفقا لما يزعم في كتاب الدعوى، ذات السلوك بالضبط. وكأنهما لم يتعلما شيئا. ولا يهم اذا كان الحديث يدور عن عاملة عملت لزمن طويل نسبيا مع نتنياهو. فمن اوصافها يفهم ان قليلا جدا من الناس كانوا سيصمدون أكثر من بضعة ايام تحت مثل هذا النظام.
لقد كان الرد شبه التلقائي من مقربي عائلة نتنياهو والناطقين بلسانها على ادعاءات من هذا النوع هو أنها كلها كاذبة. ليتهُ ينهضُ مرة احد ما من محيطهما ويقول الحقيقة بشكل صريح: السيدة نتنياهو تواجه واقعا شخصيا وعائليا غير بسيط ومن الان فصاعدا لن تكون على اتصال مباشر مع العاملات والعاملين في المنزل. مسؤول المنزل هو من سيكون مسؤولا عن هذا وكل شيء سيتم معه.
لعله حان الوقت للقول “نعم، هذه امرأة معقدة، تواجه مصاعب مختلفة لا بد ان بعضها ايضا يتعلق بواقع الحياة المضغوطة التي فرضت علينا بسبب المناصب الهامة جدا لزوجها، ولكننا نساعدها ونبعدها عن الاتصال المباشر مع العاملين”.
سارة نتنياهو مهووسة نظافة، تحكم وربما حتى اهانة لعامليها. وفي محيطها بني حزام أمان بشري، يستجب فقط لكل نزوة لها بدلا من مساعدتها ببساطة. وحسب كتاب الدعوى فانها تطلب من العاملات ان يأتين في كل يوم عمل بعشرات قطع الملابس المعقمة، تشارك في طوابير نظافة مهينة لابنها يئير، تجبر عاملة اصولية على أن تستخدم فقط مراحيض الحراس، تقول للعاملة “انا لا احب من يسيرون، احب من يركضون” – وكل الحماة اولئك يقولون آمين.
بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يفترض أن يأخذ المسؤولية عن حياتنا جميعنا، يجب أن يبدأ باخذ المسؤولية عن الظلم المتواصل الذي يحاق بالعاملين، ولكن ايضا عن زوجته، عنده في بيت رئيس الوزراء. وهذه المرة، لغرض التغيير، عليه ألا يتهم وسائل الاعلام او يبدأ بحملة نزع شرعية عن شاب اصولية، كادحة ارادت فقط ان تعيل عائلتها بكرامة.
اسرائيل اليوم / بلدية الاحتلال بالقدس تبحث بناء 700 وحدة سكنية استيطانية
اسرائيل اليوم – 27/10/2017
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية اليوم، الجمعة، أن بلدية الاحتلال في القدس ستصادق الأسبوع المقبل على بناء قرابة 700 وحدة سكنية استيطانية. ونقلت صحيفة اسرائيل اليوم عن نائب رئيس البلدية، مئير ترجمان، قوله إن مخططات البناء المنوي المصادقة عليها هي نتيجة تغيير سياسة الإدارة الأميركية للرئيس دونالد ترامب.
وبحسب الصحيفة، فإن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس ستبحث خلال اجتماعها، يوم الأربعاء المقبل، في إضافة 500 وحدة سكنية في مستوطنة “رمات شلومو” و200 وحدة سكنية في مستوطنة “راموت”. ومخطط البناء في “رمات شلومو” سينفذ في أراض بملكية فلسطينية خاصة ستتم مصادرتها من بلدة شعفاط.
وتندرج هذه المخططات الاستيطانية ضمن الخارطة الهيكلية لبلدية الاحتلال المسماة “القدس 2000″، وتقضي بتوسيع مستوطنة “رمات شلومو” باتجاه الشمال، بينما يتم توسيع مستوطنة “راموت” باتجاه السفوح الشمالية الشرقية للقدس المحتلة.
لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال ستبحث بعد غد في المخطط الاستيطاني لبناء 500 وحدة سكنية في مستوطنة “رمات شلومو”، والذي يشمل مصادرة أراض بملكية فلسطينية خاصة
وتقضي المخططات الاستيطانية أيضا ببناء مبان عامة ومؤسسات دينية يهودية وواجهات تجارية وحدائق عامة. وسيتم تخصيص 40% من مساحة مستوطنة “راموت” كمناطق عامة.
وتزعم بلدية الاحتلال في القدس أنها ستبحث في مخططي بناء للفلسطينيين في بلدة صور باهر حيث تقضي خطة البناء هناك بإضافة 200 وحدة سكنية. لكن بلدية الاحتلال لا تفي بتعهداتها أبدا بكل ما يتعلق بمنح تراخيص بناء للفلسطينيين.
وقال ترجمان، الذي يرأس لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال، إنه “منذ دخول إدارة ترامب لا توجد لدينا تأخيرات. ونحن نبني في جميع أنحاء القدس من أجل إبقاء الأزواج الشابة فيها، والشقق الجديدة ستكون صغيرة من أجل أن تلائم الأزواج الشابة من حيث السعر”.
وفي غضون ذلك، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن تعيين بنحاس فالرشطاين، وهو أحد أبرز قادة المستوطنين، رئيسا للجنة ستعنى بشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية والبيوت التي بنيت بدون تصاريح بناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن “فالرشطاين هو شخص أخلاقي وسيسهم كثيرا في الاستيطان”.
هآرتس / ترامب لا يعارض مشروع “القدس الكبرى”
هآرتس – 27/10/2017
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية هيذر نوارت، إن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب “لا تعارض مشروع القانون الإسرائيلي المسمى بالقدس الكبرى”.
وأشار نوارت في تصريحات نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الجمعة، إلى ضرورة رفع القانون للجنة الوزارية المختصة بالتشريعات للمصادقة عليه.
وقال نوارت في تصريحاتها “أعلم أن التشريع في مراحله الأولى، وهناك بعض القضايا الداخلية، إلى جانب عدد من الخطوات اللازمة قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ”.
وأضاف أن إدارة ترامب لا تعارض مشروع القانون خلال المرحلة الحالية، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية ترى فرص اعتماد القانون ضئيلة.
وينص مشروع قانون “القدس الكبرى” على ضم مستوطنات الضفة الغربية المقامة على الأراضي الفلسطينية إلى سلطة بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي، وقدمه عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود يواف كيش.
وتوقعت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن يحظى الاقتراح بدعم اللجنة الوزارية المختصة بالتشريعات ومن ثم يصل إلى الجلسة الكاملة للكنيست.
صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية / رئيس CIA السابق: يجب بيع إسرائيل قنابل فتاكة لردع إيران
صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية – 27/10/2017
اعتبر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) السابق، مايكل هايدن، أن على الولايات المتحدة أن توافق على بيع إسرائيل قنابل “خارقة للتحصينات” مع قيود معينة بهدف ردع إيران.
وقال هايدن في مقابلة أجرتها معه صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ، نُشرت اليوم الجمعة، إنه “بإمكاني أن أرى وضعا تنفذ فيه بلادي خطوات من أجل إقناع إيران بجديتها” في منع تطوير البرنامج النووي الإيراني، وذلك من خلال “السماح لإسرائيل بشراء هذه القنابل تدريجيا، وتدريب الإسرائيليين عليها ولكن ينبغي إبقاء القنابل هنا في الأراضي الأميركية”.
وبحسب هايدن، فإن خطوة كهذه يمكن أن تنفذ “في أسوأ الأحوال” من أجل منع إيران من الوصول إلى قدرة استخدام سلاح نووي. وأردف أن قنابل من هذا النوع ستمنح إسرائيل القدرة على تدمير منشآت تحت سطح الأرض وتستخدم في إطار البرنامج النووي الإيراني وربما ستردع إيران من تطوير هذا البرنامج.
ومن شأن الاستجابة لاقتراح هايدن أن يغير قواعد اللعبة، إذ أن الولايات المتحدة رفضت حتى الآن بيع هذا النوع من القنابل الفتاكة لإسرائيل.
وأضاف هايدن بلهجة محذرة، أنه في حال لم يكن بحوزة إسرائيل سلاحا كهذا “فإنها قد تكون عنيفة أكثر (في حال هاجمت إيران) وستجرنا نحو ما نحن لا نريد أن ننجر إليه”.
وفي السياق نفسه، هدد وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، المتواجد في اليابان، أمس، بأنه “إذا لم تساعد الجهود الدولية التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في منع إيران من الحصول على قدرات نووية، فإن إسرائيل ستعمل عسكرية ضدها”.
موقع والاه العبري – تقرير أمني إسرائيلي / كيف يجمع الشاباك معلوماته ويجند عملائه؟
موقع والاه العبري الاخباري – 27/10/2017
سلط تقرير أمني إسرائيلي الضوء على أساليب عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وكيفية جمعه للمعلومات وتأهيل ضباطه ليكونوا مؤهلين لقيادة مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وتجنيد عملاء.
وذكر تقرير نشره موقع “والا” العبري الاخباري أن ضباط الشاباك يهتمون بكل كبيرة وصغيرة داخل التجمعات الفلسطينية بما في ذلك الحوادث ذات الصفة العادية التي يمكن أن تقود لمعلومات مهمة لاحقًا.
وضرب الموقع مثالا بتلقي الملقب “أ” وهو ضابط في الشاباك ومسئول عن منطقة في الخليل جنوب الضفة اتصالاً من أحد عملائه لأخذ تقريره عما دار في قريته مؤخرا.
ومن بين المعلومات التي سلمها العميل هو شراء شاب من حركة حماس عددًا من الهواتف النقالة على الرغم من فقره الشديد ما أثار شكوك ضباط الشاباك فطلب مواصلة متابعة الشاب لمعرفة المزيد من التفاصيل.
وجرى تحويل اسم الشاب المستهدف إلى دائرة المتابعات الالكترونية في الشاباك لمعرفة تفاصيل أخرى عنه وما إذا ألمح لأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد المتابعة تبين أن الشاب يمكث أوقاتا طويلة في المسجد بعد الصلوات، وأنه قام مع 3 من أصدقائه بحلق لحاهم فجأة الأمر الذي أوصل الضابط الإسرائيلي إلى توقيع قرار اعتقالهم، حيث تبين خلال التحقيق نيتهم تنفيذ عمليات والاختباء بكهوف شرق الخليل.
يشار إلى أن عددا من الشبان الفلسطينيين نجحوا خلال انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر 2016 بتنفيذ عمليات فدائية ناجحة وقتل جنود ومستوطنين إسرائيليين وفشل الشاباك في تعقبهم رغم تلميحهم بشكل واضح بنيتهم تنفيذ عمليات فدائية.
أكاديمية للغات
وركز التقرير الأمني على ما يسمى بأكاديمية اللغات لدى الشاباك وهو المكان الذي يجري فيه تأهيل ضباط يتحولوا إلى مسئولي مناطق مستقبلاً.
وفي الأكاديمية يعتاد الضباط المرشحون على الاستماع إلى أغاني عربية مثل أغاني المطربة اللبنانية الشهيرة فيروز وغيرها في محاولة لتقمص الدور كاملاً.
وبين التقرير أن الأكاديمية تضم مرشحين مفترضين من الشاباك وغيره من أذرع الأمن الإسرائيلية يتعلمون اللغة العربية ومعلومات عن الدين الإسلامي والثقافة والعادات والتقاليد للفلسطينيين، إلى جانب عادات ومصطلحات الشبان الفلسطينيين على شبكات التواصل المختلفة.
وأشار إلى أن أهم العوامل التي تهيئ ضباط الشاباك ليتسلموا مسؤولية المناطق هي نسبة إلمامهم باللغة العربية “التي تعتبر بمثابة رأس الحربة في تأهيل الضباط للمناصب العليا”.
ويتعلم الضباط بالإضافة للكنات العربية المحلية في كل منطقة ومنطقة، سور وآيات من القرآن الكريم “تساهم في إثرائهم بالمعلومات للانخراط في المجتمع الفلسطيني”.
وفي هذا السياق يتعلم الضباط أن لقراءة سورة الفاتحة عدة مناسبات من بينها خلال عقد القرآن بين الزوجين، وكذلك خلال وجود نية لمجموعة ما تنفيذ عملية لطلب نية التوفيق.
في حين يساعد التعمق في اللغة العربية ومعرفة اللكنات واللهجات لكل منطقة ومنطقة في إقناع العملاء المفترضين بالانخراط في صفوف الشاباك سواءً كانوا من حفار الأنفاق في غزة أو رجال أعمال في الضفة الغربية، على حد زعم التقرير.
وبحسب الموقع تعلم هؤلاء الضباط أن المعرفة الممتازة باللغة العربية هي كلمة السر في تجنيد المزيد من العملاء عبر معرفة عاداتهم وتقاليدهم وخلفياتهم الاجتماعية وبالتالي الدخول عليهم من هذه الأبواب.
ومعروف أن جهاز “الشاباك” الذي تأسس في عام 1949، يعتبر أصغر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية يتخصص في محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد الكيان.
معاريف / اللاءات الثلاثة
معاريف – بقلم جاكي خوجي – 27/10/2017
من المغري سماع التصريحات الحادة على لسان مسؤول حماس في غزة، يحيى السنوار، والاستنتاج بانها نبعت فقط من كراهية إسرائيل. فقد قال السنوار هذا الاسبوع انه في معركة “الجرف الصامد” هاجم نشطاء حماس اسرائيل 51 يوما على التوالي، أما اليوم، كما تباهى، فيمكن دس هذه النار في 51 دقيقة. ولم يكتفِ رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع بهذا، بل اضاف بان الاعتراف باسرائيل ليس على جدول الاعمال الان، وان الذراع العسكري لحماس لن ينزع سلاحه. ويوم الجمعة الماضي، في كلمة اخرى، أعلن السنوار بان مهمة حماس شطب اسرائيل عن الخريطة، وبالتالي فان الاعتراف بها ليس واردا.
السنوار (55 سنة) مكث في السجن 22 من سنوات حياته، وبالتالي ما الذي سيجعله فجأة ليثني على القدس. ولكن الدافع من خلف تصريحاته الاستفزازية اكثر تعقيدا بكثير من مجرد الموقف المعادي تجاه اسرائيل. عمليا، لم توجه اقواله الى الاذن الاسرائيلية. وليس صدفة انها انطلقت في ذروة المحادثات مع م.ت.ف. السنوار يريد جدا المصالحة. فبوسعها أن تنقذ غزة من الوحل وان تعيد القطاع الى ايامه الطيبة، الايام التي تمتع بها باتصال حار مع مصر من جهة ومع رام الله من جهة اخرى. المشكلة هي ان حركة حماس ليست من جبلة واحدة، بل مصنوعة من معسكرات. احد المعسكرات على نحو خاص يضع العراقيل في طريق السنوار ورفاقه. هؤلاء هم قادة الذراع العسكري وعلى رأسهم محمد ضيف، وهم يشكون في الكل. في مصر، في ابو مازن، في اسرائيل وحتى في اخوانهم في الحركة من أن يبيعوا القضية. ويكاد يكون في كل مسألة يرغب فيها السنوار ورفيقه صالح العاروري تسجيل تقدم، يقفز ضيف ورفاقه مع المصاعب. بل واحيانا يستخدمون الفيتو. احدى المسائل الاكثر حساسية هي مسألة الهدنة في الضفة. ومثلما انكشف في هذه الصفحة قبل اسبوعين، يقترح المصريون على حماس لجم انفسهم طوعا في مناطق الضفة كجزء من الرزمة التي تشمل عودة السلطة الى القطاع. اسرائيل في سر الامور بل ومستعدة، في اطار الاتفاقات، ان تخفف قليلا الضغط الامني على الحركة. ولكن الذراع العسكري يشك في أنه اذا ما انثنى، فسيضربه الجيش الاسرائيلي بكل مناسبة تقع في طريقه، مثلما يفعل في غزة. باختصار، يخشون مرة اخرى ان يخرجوا إمعات.
بعد خمسين سنة من مؤتمر الخرطوم الذي أخرج “اللاءات الثلاثة” الشهيرة (لا صلح مع اسرائيل، لا للمفاوضات معها ولا للاعتراف بها)، يصيغ الكبير في حماس لاءاته الثلاثة. لا للتفاوض، لا للاعتراف ولا لنزع السلاح. ولكن هناك فارق واضح بين الحالتين. ففي الخرطوم اتخذ القرار من العالم العربي كله. اما اليوم فهذه مجرد حركة واحدة، بل حتى مطاردة من اخوانهم. عقد فقط بعد 67 بادر الرئيس المصري انور السادات الى سلام تاريخي مع مناحم بيغن وحطم اللاءات الثلاثة بضربة واحدة. في حماس لا يزال هناك من يقولون ان السنوار مستعد لان يجتاز الروبيكون. مقابل تسوية مع اسرائيل، سينسى لاءاته صباح غد.
خيارات للهدنة
لقد سخر الكثيرون من احتفال المصالحة الذي جرى قبل ثلاثة اسابيع في القاهرة. ومراجعة دقيقة لما سبقه تعطي استنتاجات اقل تسرعا. يحتمل ألا نكون فهمنا مصر مرة اخرى. فقد اعتقدوا عندنا بان هذه هي النهاية. اما من ناحيتهم، فليس هذه سوى البداية.
وبالفعل، فان من لا يعرف تعقيدات المهامة وحده سيسخر بالانجاز الذي سجله حتى الان ضباط رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي. ففي غضون أقل من سنة دفع رجاله قادة حماس الى رفع أيديهم عن داعش، ودفعوهم لان يغلقوا الحدود في رفح في وجه المتسللين واجلسوهم مع خصومهم الالداء في قيادة السلطة. في هذه الاثناء، من خلف الكواليس، كل واحد تلقى مداعبته. فقد تبين للامريكيين بان الوسيط المصري عاد الى المدينة وبوسعه أن يأخذ على عاتقه مهام حساسة وان يربط الاطراف الواحد بالاخر؛ أما اسرائيل فوعدت بخيارات لهدنة سرية في الضفة مما لجم ردود فعلها على المصالحة. وعلى ابو مازن هدد المصريون بانه اذا خرب هذه المرة المصالحة، فانهم سيروون للعالم كله من هو الرافض الحقيقي في هذه القصة.
وعلى الطريق جندوا للمفاوضات العاروري، الرجل رقم 2 في المكتب السياسي لحماس. وقد ضم العاروري على اعتباره ممثل حماس في الخارج، كي يخلق اجماعا واسعا قدر الامكان بين المعسكرات المختلفة في الحركة. للمصريين مئات ساعات الحديث مع قادة حماس. وقد توصلوا الى الاستنتاج بان السنوار هو شخصية برغماتية. كما انهم يعرفون بانهم اذا طرحوا عليه مطلب نزع السلاح منذ هذه المرحلة، فسيفقدوه. واحد في القاهرة لم يذعر من تصريحاته هذا الاسبوع اذ انها تعتبر هناك كخطوة تكتيكية. مع هذه الرزمة سيحاول ضباط فوزي التقريب بين غزة ورام الله. فقد التقوا مع كل اللاعبين في المنطقة وعلى رأسهم اسرائيل، طلبوا (وحصلوا) على الهدوء الصناعي. والفرضية المصرية هي انه اذا فشلت مساعي الوساطة فسينفجر الواقع في وجه الجميع: وجه حماس، وجه عباس، وجههم ووجه اسرائيل. الان السؤال هو ما الذي يأتي أولا – اتفاق مصالحة حقيقي، ثمرة اشهر من المفاوضات المعقدة والعصبية، ام استفزاز ما يضع حدا لكل شيء.
قل من صديقك
في منتهى السبت نشر مكتب رئيس الوزراء بيان تضامن مع النظام المصري. وقد بادر اليه رئيس الوزراء في اعقاب حدث امني خطير وقع يوم الجمعة الماضي في الصحراء المصرية، على مسافة نحو 300 كيلو متر عن القاهرة. قوة خاصة اجتاحت معقل منظمة متطرفة متفرعة عن الاخوان المسلمين وفوجيء بضربة نار قوية. عشرات من رجالها اصيبوا، في ما تبين على الفور كاخفاق استخباري. وكان الضحايا هم رجال الوحدات الخاصة في وزارة الداخلية المصرية لمكافحة الارهاب. وحسب المعطى الرسمي، احصي في الميدان 16 قتيلا من بين لابسي البزات. بل ان منشورات غير رسمية ذكرت رقما أكثر بثلاثة اضعاف.
“لا يوجد اي فرق بين الارهاب الذي يضرب مصر والارهاب الذي يضرب دولا اخرى”، جاء في بيان العزاء من القدس. هذا بالطبع خطأ: فالازمة المصرية تختلف عن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وبالتالي فان موجة الارهاب التي اشتعلت في داخل مصر تختلف في ملابساتها ومصادرها عن العنف الذي يتخذه المتطرفون الفلسطينيون تجاه اسرائيل. تعرف القدس ذلك جيدا، ولكن لها مصلحة في أن تجمع حولها دولا تتعرض للعنف فتخلق تحالف المصابين. ولا سيما دولة عربية رائدة.
هام للقدس ايضا منح السيسي بعض الشكر. فالجيش المصري يطارد خلايا مطلقي الصواريخ، وهكذا يساعد جدا احباط هجمات الصواريخ على اسرائيل من اراضي سيناء. والشكر مطلوب ايضا بسبب مساعي رجاله حيال حماس، والتي تستهدف لجم تطلعاتها لتنفيذ عمليات من خارج القطاع.
صديق ما حاول ذات مرة اقناعي بقراءة اعلانات التعزية. فقد قال انه في داخل الاطر السوداء سأجد معلومات كثيرة، مشوقة لا مثيل لها. ولم يخطيء. فمن يريد ان يرسم خريطة علاقات اسرائيل مع اصدقائها في الشرق الاوسط، فليتابع برقيات الشجب والتعزية التي تتبادلها. في كانون الثاني 2015 توفي في الرياض ملك السعودية، عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد وفاته نشر رئيس الدولة روبين ريفلين، بتنسيق مع مكتب نتنياهو، تأبينا عاطفيا. من النادر أن يؤبن رئيس دولة اسرائيل زعيما عربيا ليس لاسرائيل علاقات معها. وقبل نحو شهرين نشر مكتب رئيس الوزراء في القدس تهنئة للشعب الكردي، ترحابا بالاستفتاء الشعبي للاستقلال الذي اجري في محافظات الاقليم. وبعد وفاة شمعون بيرس أبّنه وزير خارجية البحرين. تأبين قصير ولكن حار. “نم بسلام في قبرك”. كتب له الوزير خالد بن أحمد. ومع أن ليس للاكراد علاقات رسمية مع اسرائيل، ولا مع البحرين ايضا.
قل لي من هنأت، فأقول لك من هم اصدقائك. للبحرين، للسعودية، للاكراد وبالطبع لمصر، يوجد قاسم مشترك. كلها انظمة سنية. انتبهوا للمحور على الخريطة. فهو ينتشر من هنا، من منطقتنا ويمتد عميقا الى داخل الخليج. وفي الطريق يتوقف عند أربيل، عاصمة الاقليم الكردي، المحطة الهامة في مثلث الحدود بين سوريا، ايران وتركيا.
عودة الى منتهى السبت: رغم نوايا اسرائيل الطيبة، فما توقعه المصريون في نهاية السبت اياها المريرة كان بالذات شجب أمريكي. فالقاهرة تتطلع الى أن تعلن واشنطن عن الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية وهكذا ينال كفاحهم ضد الحركة العاقة التسويغ. فبالنسبة للسيسي ورجاله هذا هدف أعلى. وفي مساعي المصالحة بين الفلسطينيين مثلا، يسعى المصريون الى احتلال قلب البيت الابيض، من أجل تحقيق هذا الهدف ايضا. ولكن الشجب لم يأتِ وهكذا بقيت القاهرة مع جائزة الترضية من القدس.
إسرائيل اليوم / من “مبلغ الصفر” الى انجاز مزدوج
إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 27/10/2017
نحن لم نؤمن بان أمرا طيبا بهذا القدر حصل لنا: أن رؤيا ثيودور هرتسل تحققت بعد 13 سنة من موته، وان الامبراطورية البريطانية، التي كادت تحتل فلسطين، تعلن بشكل رسمي بانها مستعدة لان تمنح لليهود وطنا قوميا في بلاد اسرائيل. اما العرب فلم يؤمنوا بان أمرا فظيعا كهذا يحصل لهم: الامبراطورية التركية الاسلامية تنهار امام ناظريهم، فيما أن الحكام الجدد يتجاهلون تماما 90 في المئة من سكان هذه البلاد، يكتفون فقط بذكر عام للحقوق الشخصية لمن ليسوا يهودا، اما اليهود الـ 10 في المئة المتبقين – فيتلقون وعدا قوميا، انطلاقا من التقدير – أغلب الظن – ان بمساعدة اليهود الذين سيهاجرون من اوروبا قريبا سيصبحون أغلبية في البلاد. عالمهم خرب عليهم.
لقد مرت 100 سنة، والكل يسأل كيف حصل هذا؟ كيف ضرب لنا الحظ هكذا؟ لماذا اتخذ البريطانيون مثل هذا القرار، وكيف حصل ان قررت لجنة الانتداب في سان ريمو، بعد ثلاثة سنوات من ذلك، منحهم الانتداب على بلاد اسرائيل كي يوطنوا فيها الشعب اليهودي؟ فهل هذا تدين رئيس الوزراء لويد جورج ورئيس الوزراء في الماضي ووزير الخارجية والمستوطنات في تلك الساعة، اللورد بلفور، هو الذي دفعهما لان يريا في اليهود مبشري انتصار المسيحية؟ هل هو البروفيسور حاييم وايزمن، الكيميائي الكفؤ، الذي نجح في انتاج مفعل مصطنع لاغراض مدفعية جلالة الملك فساهم بذلك في نجاح الجيش البريطاني؟ هل كان هذا النشاط السري لحركة “نيل”، التي تحفظت المؤسسة اليهودية في البلاد من انها تساعد البريطانيين وبالتالي تعرض يهود البلاد للخطر، ولكن البريطانيين قدروا ذلك لدرجة أن أهرونسون حضر في المناسبة التي تلقى فيها اللورد ليونيل وولتر روتشيلد تصريح بلفور؟
هل كان اللورد روتشيلد هو الذي سعت الحكومة البريطانية الى ارضائه؟ النعجة السوداء في عائلة المصرفيين الذي درج على التجول في شوارع لندن في عربة مربوطة بحمارين وحشيين وأعجب النخبة البريطانية؟ هل كانت هذه مصلحة جغرافية سياسية لبريطانيا لضمان الطريق الى الهند، من خلال القاطع الاقليمي الذي كانوا سيحظون به؟ هل صدر التصريح من أجل غمز يهود امريكا؟
من الصعب الحسم ويحتمل جدا أن تكون هذه جملة من كل هذه العوامل معا، ولكن هذه كانت بلا شك لحظة رحمة من ناحيتنا. فالحركة الصهيونية، التي كان روتشيلد رئيس فرعها اللندني، حصلت لاول مرة على اعتراف رسمي، والتصريح هو قرار رسمي من الحكومة البريطانية، 12 مسودة سبقته. فلم يصدر اعتباطا أو على عجل.
بناء الرواية
لقد فهم الانتداب البريطاني بسرعة كبيرة المصاعب التي ينطوي عليها تنفيذ التصريح. ومنذ العام 1922 نزعت منه الضفة الشرقية للاردن. اما استياء العرب، خوفهم من الهجرة اليهودية التي ستجعلهم اقلية، العنف الذي استخدموه، العداء لليهود والعرب معا للسلطات البريطانية واتهامها بتفضيل الغير – كل هذه دفعت البريطانيين للبحث عن سبل الهروب. بعد نحو 20 سنة من ذلك اقترحت لجنة “بيل” التي اقامتها الحكومة البريطانية أن تقام غربي نهر الاردن دولتان، يهودية وعربية. دولة صغيرة لليهود ودولة أكبر للعرب. من تلك اللحظة اصبح حل الدولتين، الذين لم ينفذ ابدا، الفكرة الاكثر معقولية للتسوية بين الشعبين اللذين يعيشان هنا. اليهود لم ينجحوا في أن يصبحوا اغلبية، سواء بسبب القيود التي فرضتها عليهم سلطات الانتداب، أم لانهم فضلوا مقاصد اخرى كاوطان جديدة لهم. ولما لم يبدو انهم سيصبحون أغلبية في اقرب وقت ممكن ولما كانت كراهية اليهود في اوروبا بلغت ذرى لم يشهد لها مثيل حتى ذلك الحين، فقد وافقت القيادة الصهيونية على دراسة خيار الدولتين، بينما فضلت محافل اليمين اليهودي الانتظار. اما العرب، من ناحيتهم، فلم يوافقوا في اي شكل من الاشكال على ان تقام هنا سيادة يهودية، ولم يفهموا لماذا يتعين على الاغلبية العربية الكبرى غربي الاردن ان تتقاسم مع الاقلية اليهودية الصغيرة.
اما البريطانيون، فبدلا من الاصرار على الحبل الذي هم انفسهم اقترحوه، فقد تراجعوا عنه وتوجهوا الى فرض قيود اقسى على الطرف اليهودي، سواء على حقه في شراء الاراضي ام على حقه في الهجرة الى بلاد اسرائيل. من الصعب ان نعرف كم يهوديا كان يمكن انقاذه في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية لو كانت لنا منذ ذلك الحين دولة يهودية. من الافضل الا نفكر في ذلك.
وهكذا نشأت الروايتان. في الطرف اليهودي كان غضب شديد على البريطانيين الذين وعدوا بمساعدتنا في أن نقيم هنا “وطنا قوميا” (المفهوم الجديد في حينه الذي كان من الصعب تفسيره بغير دولة)، وفي الطرف العربي كان غضب متواصل على الاستعداد البريطاني لان تقيم بريطانيا هنا دولة للاقلية اليهودية.
صالح الطرفين
اعترف هنا باني الى ان بدأت نشاطي السياسي لم افهم شدة الكراهية الفلسطينية والعربية لما يسما بالعربية “وعد بلفور”. فكما يعد بالنسبة لنا انجازا صهيونيا لامعا، يعد من جانبهم كهزيمة لزعامتهم امام العالم التهكمي الذي سمح لشعب معظمه ان لم يكن كله يعيش في اوروبا، ان يهاجر الى بلاد كانوا هم العرب يسكنونها على مدى مئات السنين.
لقد كانت هذه اهانة تفسر لماذا يطلب الفلسطينيون من البريطانيين أن يتعذروا عن التصريح الذي صدر قبل 100 سنة. وبذات القدر يمكن ايضا للصهاينة ان يطلبوا من بريطانيا الاعتذار عن عدم الايفاء بكلمتها وعدم اقامتها وطنا قوميا لنا. لا حاجة بالطبع لان تعتذر حكومة بريطانيا عن تصريح بلفور، ومن حقها ايضا أن تكون فخورة في أنها منحت شرعية للحركة الصهيونية وعن أنها فهمت الحاجة العاجلة لاقامة سيادة يهودية من اجل انقاذ يهود اوروبا.
ولكن من مسافة الزمن على الجميع ان يفهموا بانه اذا لم يقم هنا الى جانب الوطن القومي للشعب اليهودي وطن قومي للفلسطينيين، فسنكون محكومين هنا بان نعيش على الحراب. على اسرائيل أن تكون موقع جذب لليهود وليس مكانا للخوف منه. فعدم اقامة وطن قومي للفلسطينيين ستتسبب، في مدى سنوات قليلة، بسيطرة اقلية يهودية على اغلبية عربية.
لا يوجد شيء اكثر من ذلك يتعارض مع رؤيا الصهيونية، التي لبابها دولة يهودية ديمقراطية. لقد حان لوقت لتحويل الوثيقة التاريخية لبلفور من تصريح عن “مبلغ الصفر” الى تسوية تجلب انجازا كبيرا للطرفين.
اسرائيل اليوم / مصلحة الهدوء
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 27/10/2017
لقد ارتفع التوتر في الشمال هذا الاسبوع درجة. وان كانت صغيرة، تكاد لا ترى، الا انه مع ذلك نجد ان الطرفين واصلا المسيرة البيطئة من التصعيد الذي من شأنه ان يدهورهما في نهاية المطاف الى حرب الشمال الاولى.
لقد بدأ هذا صباح يوم السبت، باطلاق الصواريخ الى الجولان. واليوم ايضا لا تعرف الاستخبارات الاسرائيلية ان تقول من المسؤول عن هذه النار، والتي في اطارها سقطت في الاراضي الاسرائيلية 4 من اصل 5 صواريخ اطلقت. سطحيا لم يبدو هذا كتسلل آخر عادي بل كحدث مخطط جيدا؛ الساعة (الخامسة صباحا)، الكمية، مكان الاطلاق (من قلب الاراضي التي يسيطر عليها الجيش السوري) وبالاساس حقيقة أنه لم تجري في تلك اللحظة اي مناوشات في المنطقة – كل هذه تثير الاشتباه بان أحدا ما خلف الحدود عمل بشكل مقصود.
المشبوهون الطبيعيون باطلاق مثل هذه النار هم ثلاثة: سوريا، حزب الله أو منظمة ثوار معينة تعمل برعايتهما. وزير الدفاع ليبرمان اختار أن يتهم حزب الله فيما قرر بان هذه كانت تعليمات شخصية من نصرالله الذي أخفى الامر عن سوريا، مسؤوليها وجيشها. اما في الجيش الاسرائيلي فقد فوجئوا من النشر الذي بدا كنبأ استخباري نوعي على نحو خاص. لا توجد معلومة كهذه، كما اوضحوا. اما ليبرمان فرد قائلا ان هذا ما قيل حسب افضل تقديره وتفكره، ولكنه شدد على أنه لن يتراجع عن كلمة قالها.
ليس واضحا ما هي مصادر ليبرمان. فقد تحدث في الكنيست، فور عودته من زيارة عمل في واشنطن. فهل سمع هذه الامور هناك ام من مصدر اجنبي آخر واذا كان كذلك – فكيف لم يطلع الجيش، رغم ان سكرتيره العسكري رافقه في رحلته، ولماذا حبذ ان يكشف النقاب عن ذلك بالذات في استعراض شبه عادي لاعضاء كتلته في الكنيست. لقد حبذ ليبرمان الا يبدد الغموض في هذا الشأن رغم أن المعنى واضح له: سيكون هناك من يشكك من الان فصاعدا بما سيقوله وسيفحصه، وكذا حزب الله لا بد سيبحث عن فرصة مناسبة كي يسخر من القيادة الامنية الاسرائيلية.
ولا يزال، يحتمل أن يكون ليبرمان محق، في أن حزب الله أو فروعه هم المسؤولون حقا عن اطلاق النار. عن أن ما يبدو كرد اسرائيلي سريع فقد نشرت اسرائيل اسم وصورة القائد العسكري للمنظمة في جنوب سوريا – منير علي نعيم شعيتو، المسمى الحاج هاشم.
يفيد سياق الامور بان لا صلة بين الاحداث. ومع ذلك فان رفع الستار عن شخصية ظلال كهذه، في هذا الوقت، له معنى واحد: حياته في خطر.
واجب السؤال لماذا اختارت اسرائيل ان تنقل الى الحاج هاشم رسالة بالكلمات وليس بالصواريخ. فاذا كان بالفعل شخصية مركزية في الشبكة التي يقيمها حزب الله وايران جنوبي دمشق، على بوابة الحدود في الجولان، فلماذا لا تقتله مثلما قتلت سلفه، جهاد مغنية وسمير قنطار، اللذين عزيت تصفيتهما لاسرائيل. ثمة بالتأكيد سبل لعمل ذلك دون تحمل المسؤولية ودون تصريحات علنية.
الجواب مزدوج: الخوف من التصعيد في الشمال، والرغبة في اثارة العالم للعمل. القسم الاول يعتمد على رد حزب الله على الحالتين السابقتين، اللتين اتهم فيه اسرائيل بتصفية رجاله. على مغنية رد بنار الصواريخ نحو قوة جفعاتي التي قتل فيها ضابط وجندي. وعلى قنطار اكتفى بزرع ساحة عبوات لم تلحق ضررا.
معقول ان هذا كان هو المستوى الادنى له الان ايضا، واسرائيل سعت الى الامتناع ليس فقط عن الاصابات في طرفها بل وايضا الى الخوف الدائم – الذي يظهر في كل تقويم للوضع من شعبة الاستخبارات العسكرية في السنوات الاخيرة، في انه رغم عدم رغبة الطرفين في الحرب الا ان تبادل الضربات الموضعية من شأنه أن يخرج عن السيطرة.
القسم الاخر يرمي في واقع الامر الى القول للعالم، “دير بالك”. الكشف عن تفاصيل الحاج هاشم كان المقدمة لما يختبىء خلفها – النشاط الكبير للمحور الشيعي في جنوب سوريا – واسرائيل سعت الى أن تقول من خلال ذلك انها في هذه اللحظة تكتفي بالمتابعة، ولكن لصبرها حدود. وعندما يضاف الى هذا بعض الامور الاخرى التي قيلت هذا الاسبوع – من نتنياهو الذي وضع النشاط الايراني في سوريا على رأس سلم التهديدات الامنية، وحتى ليبرمان الذي قال ان اسرائيل ستعرف كيف تعالج هذا التهديد وحدها – فان هذه الرسالة تتضح اكثر فأكثر.
تثبيت السيطرة الايرانية
يعتقد الكثيرون في اسرائيل بان ليس فقط ايران، سوريا وحزب الله، بل اسرائيل نفسها ايضا تسير هنا على حبل دقيق. فوزير الدفاع السابق موشيه يعلون واللواء احتياط عميرام لفين حذرا هذا الاسبوع صراحة من أن الهذر الزائد خطير، لان المستوى فيه يزيد من تصريح الى تصريح ومن شأنه أن يتدهور في اقرب وقت ممكن الى اعمال سيكون من الصعب منعها. وعلى فرض أنه من المشكوك ان يكون احد ما في اسرائيل يريد التصعيد – بالتأكيد ليس الحرب – يجدر العجب من الحاجة التي لا يمكن التحكم بها هذه للحديث بهذه الكثرة الزائدة.
حزب الله يحذر حاليا من الرد على اصبع الاتهام الذي وجهته اسرائيل له – بما في ذلك حول مسؤوليته عن اطلاق النار وعن نشاطه في الجولان. فتاريخ المنظمة وزعيمها يفيدان بان هذه صدمة لحظية اكثر من استراتيجية محسوبة: فالنشر عن نشاط الحاج هاشم اعطى صداه في وسائل الاعلام العربية واقتبس بتوسع في لبنان. كما أنه سيكون هناك على اي حال من سيتساءل في اعقاب ذلك اذا كان حزب الله يعرض المصلحة اللبنانية للخطر مرة اخرى، مثلما فعل في الحرب الاهلية في سوريا، وان نشاطه في ساحات اخرى قد يشعل النار في لبنان ايضا، وهذا سيكون تساؤل واجب لان حزب ا لله يعمل في هضبة الجولان ليس فقط ليساعد الاسد ويثبت السيطرة الايرانية في سوريا بل وايضا كي يبعد ساحة الحرب مع اسرائيل عن بيته، عن لبنان. ومن شأن هذا الواقع أن يكون معاكسا. بالتأكيد عندما اوضح حزب الله بانه سيرد من الاراضي اللبنانية على كل ما يعتبر في نظره كمس برجاله أو بمصالحه – ومعقول ان يفعل ذلك في المستقبل ايضا.
ان هذا التوحيد للجبهتين بين سوريا ولبنان يقلق اسرائيل جدا ليس فقط لانه يتم تحت ادارة ايرانية واضحة لاقامة جبهة شيعية تمتد من ايران وحتى البحر المتوسط بل لانه يقلص خطر التحكم بالنار في الاحداث المستقبلية. وذلك رغم انه ليس للمحور الشيعي حاليا مصلحة في المواجهة، واهتمامه منصب كله لاكمال النصر في الحرب الاهلية.
معقول بالتالي ان ليس لحزب الله اي رغبة في المواجهة مع اسرائيل ولا حتى لاسياده. ولما كانت هذه ايضا هي المصلحة من جنوب الحدود، ومطلوب تهدئة كي لا يتدهور تواصل الصواريخ والكلام الاخير الطرفين، بخلاف ارادتهما، الى حرب الشمال الاولى.
هآرتس / وعد بلفور: العلاقات والتداعيات
هآرتس – بقلم شلومو افينري – 27/10/2017
إن اهمية وعد بلفور في تاريخ الصهيونية واقامة دولة اسرائيل واضحة، لكن لهذا السبب بالذات يجب التعمق في الذكرى المئة بالعلاقات الدولية وتعقيدات صياغة وعد بلفور، حول ما يوجد فيها وما لا يوجد فيها. المفتاح هو جملة الافتتاح، التي جاء فيها أن حكومة جلالة الملك “تنظر بعطف الى اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل”. ولكن اضافة الى هذه الجملة يجب الانتباه الى غير الموجود في رسالة وزير الخارجية البريطاني الى اللورد روتشيلد، حيث لا يتم الحديث فيها عن اقامة دولة يهودية ولا الى تحويل ارض اسرائيل الى دولة يهودية، بل عن اقامة “وطن قومي”.
هذا الوعد ايضا لا يحدد أن ارض اسرائيل ستتحول الى وطن قومي للشعب اليهودي، بل أن هذا الوطن القومي سيقام فيها. هذه صياغة غامضة بصورة متعمدة، ولسنوات كثيرة سيكون مفتوحا لتفسيرات كثيرة ومتناقضة. اضافة الى ذلك: بعد هذه الجملة، لا يوجد في هذا التصريح ما من شأنه المس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في البلاد – رغم أنه لم يذكر بصورة صريحة العرب الفلسطينيون، فمن الواضح أنهم المقصودون.
للمرة الاولى أحرزت الحركة الصهيونية من خلال هذا التصريح الدعم السياسي للهدف الذي صيغ في بازل في 1897: اقامة وطن للشعب اليهودي في ارض اسرائيل. وعلى مدى سنوات نشاطه الدولي المكثف أراد هرتسل الحصول على ذلك على شكل ميثاق من الدولة العثمانية، ولم ينجح. وحتى اندلاع الحرب العالمية الاولى لم تتمكن الهستدروت الصهيونية من تحقيق هذا الهدف.
عند اندلاع الحرب وجدت الحركة الصهيونية نفسها في ازمة عميقة: الجزء الاساسي من قيادتها كان يتركز في المانيا وفي الامبراطورية النمساوية – الهنغارية، في حين اغلبية مؤيديها واعضائها جاءوا من الامبراطورية الروسية، التي ضمت في حينه معظم اراضي بولندا التاريخية (بما في ذلك اوكراينا وليطا). الحرب فصلت القيادة الصهيونية عن بيئتها الاجتماعية، ورغم هذا الوضع الصعب تم اتخاذ قرار بأن تحافظ الحركة الصهيونية على الحيادية. مركز نشاطها نقل الى كوبنهاغن ومن هناك كان يمكن اجراء الاتصالات مع مواطني الدول المتحاربة في الطرفين.
كان ذلك قرارا حذرا وحكيما، لكنه عمل على شل الحركة الصهيونية. كان هذا أحد الانجازات الكبرى لحاييم وايزمن، الذي كان في حينه يعيش في مانشستر في بريطانيا. والذي فهم أنه في الوقت الذي يكون فيه مصير العالم – ومصير ارض اسرائيل – سيتقرر في الحرب، فان حيادية الحركة الصهيونية تعني أنها تخرج نفسها من مجمل القوات العاملة في الساحة الدولية. قوة الحركة الصهيونية كانت صغيرة نسبيا، لكن الحيادية بقدر ما كانت مفهومة، جمدتها بشكل أكبر.
عندما تبين أنه في اعقاب انضمام الامبراطورية العثمانية الى الحرب، فان ارض اسرائيل سيتم احتلالها من قبل بريطانيا مستقبلا. كان وايزمن من الذين ادركوا أنه يجب على الحركة الصهيونية أن تجد طريقا لدى من سيقررون مصير اسرائيل بعد انتهاء الحرب. هذا الفهم السياسي لوايزمن دفعه الى استغلال علاقاته في تقديم موضوع الحركة الصهيونية لقادة بريطانيا. يجب علينا التذكر أنه لم يكن لوايزمن مكانة قيادية في الحركة الصهيونية. صحيح أنه كان في حينه شخصا معروفا، لكنه كان مجرد أحد نواب رئيس الفيدرالية الصهيونية في بريطانيا. اتصالاته مع القيادة البريطانية قام بها على مسؤوليته وبدون تفويض من القيادة الصهيونية، حيث أن حيادتها الرسمية شلتها بالفعل؛ بل انه كان هناك من اعتبروا نشاطاته مقامرة غير شرعية وحتى خطيرة.
السياق الأوسع لتصريح بلفور كان متعلقا بظروف انضمام الولايات المتحدة الى الحرب الى جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا في ربيع 1917. الولايات المتحدة لم تنضم بسهولة الى الحرب، وكان هناك مجموعتان سكانيتان في امريكا عارضتا ذلك، خلافا للموقف التقليدي بأنه لا يجب على الولايات المتحدة التورط في الصراعات الاوروبية. هاتان المجموعتان هما المهاجرون من المانيا واليهود.
وفي نظرة الى الوراء، يبدو هذا شراكة غريبة، لكن لم تكن الامور هكذا في العقد الثاني من القرن العشرين. جماعة المهاجرين الالمان التي كانت تعد في حينه حسب التقديرات 20 مليون مواطن امريكي تقريبا، كانت منظمة جزئية في المنظمة القوية “البوند الالماني”، التي الى جانب تركزها في الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية لم ترغب في رؤية وطنها الجديد يشارك في حرب ضد مسقط رأسها التاريخي. واليهود كان عددهم اقل بكثير، وكان هناك سببان لمعارضة اليهود المشاركة في الحرب.
القيادة اليهودية التقليدية كانت توجد بدرجة لا بأس بها في أيدي ارستقراطية المال اليهودي، والتي كانت تتكون في الاساس من القادمين من المانيا. هذه القيادة لم ترغب في المشاركة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد المانيا التي حافظت معها ومع ثقافتها ومع يهودها على علاقات هامة. من جهة، معظم المهاجرين اليهود الذين جاءوا من شرق اوروبا ووصلوا الى الولايات المتحدة من خلال موجات الهجرة بعد المذابح في 1881 – 1882 في روسيا، لم يتحمسوا من فكرة أن دولة الذهب الجديدة خاصتهم ستشارك في الحرب الى جانب النظام القيصري الذي هربوا منه. بين الجمهور الالماني والجمهور اليهودي نشأت علاقات سياسية للمشاركة في الحرب ضد المانيا.
الهدف الاساسي لوعد بلفور من ناحية بريطانيا كان تقليص معارضة اليهود في امريكا لشن الحرب. ومن بين الاسباب التي صيغ بها التصريح برسالة الى اللورد روتشيلد، كان اعتبار أن علاقات عائلة روتشيلد مع رجال رأس المال اليهود في نيويورك ستساعد في هذه المهمة.
في الذاكرة الصهيونية التاريخية يتم ذكر تطوير مادة الأستون من قبل وايزمن، الذي فتح أمامه الطريق للوصول الى واضعي السياسة في لندن، وكذلك قدرته على الاقناع، التي استندت الى لهجة دينية عميقة، ولا سيما لدى دويت جورج. ولكن الامر الذي حسم كان الاعتبار السياسي الواقعي الذي وجه ليهود الولايات المتحدة. المفارقة هي أنه بالضبط في الايام التي نشر فيها تصريح بلفور، سيطر لينين والبلاشفة على النظام في سانت بطرسبورغ، وهو تطور أخرج روسيا من دائرة الحرب.
مفارقة اخرى، التي ليس دائما تواجهها الذاكرة الصهيونية بصورة كافية، هي حقيقة أن تصريح بلفور اعطي على شكل رسالة شخصية للورد روتشيلد. صحيح أنه تم نشره علنا، لكن في نفس الوقت لم تكن بريطانيا قد احتلت معظم مناطق ارض اسرائيل، ولم يكن مؤكدا تماما أنها ستحكم البلاد. ولكن حكومة بريطانيا التي قررت اصدار التصريح كانت شريكة في اتفاق سايكس بيكو، الذي كان في حينه يعتبر اتفاق سري، والذي كان يعني أنه بهذه الشكل أو ذاك، فان بريطانيا أو فرنسا ستسيطر على المناطق التي سيتم احتلالها من الامبراطورية العثمانية.
حقيقة أن لندن كانت مرتبطة بتعهدات اعطيت لشريف مكة، الشريف حسين (بواسطة الاستخبارات البريطانية في القاهرة برعاية لورنس العرب)، وكذلك ايضا التناقض بين هذه التعهدات وتصريح بلفور (رغم صياغته الغامضة)، لاحقت بريطانيا في كل فترة حكمها في البلاد.
ولكن انجاز وايزمن الاكبر لم يكن في الحصول على تصريح بلفور، بل في الخطوات الاقل دراماتيكية والمعروفة بصورة أقل بيوم الاستقلال الذي أعقبه، وفي جهوده التي لم تتوقف لتثبيت الوعد الذي اعطي في التصريح في الاتفاقات السياسية التي اعقبت الحرب.
هذه النشاطات المحمومة لوايزمن بدأت زمن الحرب. مع احتلال جنوب البلاد من قبل بريطانيا في نهاية 1917 نجح وايزمن في اقناع السلطات في لندن بالسماح لوفد صهيوني برئاسته في المجيء الى البلاد. صلاحية هذا الوفد، الذي سمي في وثائق بريطانيا “زيونيس كوميشن”، وفي اللغة العبرية “وفد النواب”، لم يتم تحديدها بشكل واضح، لكن مجرد ارساله كان مؤشرا على مكانة الحركة الصهيونية في البلاد، التي اصبحت في حينه تحت الحكم البريطاني العسكري.
اضافة الى ذلك، وفد النواب لم يحصل على أي تخويل من القيادة الصهيونية الرسمية التي ارادت الاستمرار في الحفاظ على الحيادية. تشكيل الوفد تم بواسطة وايزمن شخصيا، وضم شخصيات من دول الاتفاق فقط – بريطانيا وفرنسا وايطاليا (هذا مزيج لم يمثل بالتأكيد تركيبة العضوية في الحركة الصهيونية أو قيادتها قبل اندلاع الحرب).
وفد النواب وصل الى البلاد، وبدون تفويض واضح تصرف وكأنه الحاكم في البلاد، وليس الحكم البريطاني العسكري برئاسة الجنرال اللنبي. وايزمن واصدقاءه تم استقبالهم استقبال الملوك في القدس وتل ابيب والحاضرات اليهودية. وحقيقة أنه رافقهم ضباط بريطانيون يهود بالزي العسكري (جيمس روتشيلد وادوين صموئيل، إبن المندوب السامي البريطاني الاول) أضافت بعدا رسميا لظهورهم. وايزمن قرر ايضا وضع حجر الاساس للجامعة العبرية في جبل المشارف في القدس، على اساس حقوق ملكية اراضي كانت في أيدي الهستدروت الصهيونية.
بهذا الشكل وبدون صلاحيات رسمية، ليست صهيونية أو بريطانية، أقام وفد النواب فعليا البنية الاساسية لما سيصبح مستقبلا المؤسسة ذات الحكم الذاتي في الحاضرة اليهودية في البلاد – كنيست اسرائيل والجمعية العمومية للمندوبين. الجنرال اللنبي لم تعجبه هذه الخطوات، التي كانت فعليا انشاء نوع من الادارة الموازية للحكم العسكري. وقد توجه باحتجاج للندن، لكن دون فائدة. وقد نجح وايزمن في وضع الحقائق على الارض.
الخطوة التالية حدثت في الساحة الدولية. لم يكن واضحا حتى ذلك الوقت تماما من سيحكم البلاد بعد انتهاء الحرب، والحدود التي رسمت في اتفاقية سايكس بيكو تركت مكانا واسعا لعدم الوضوح وللصراع بين بريطانيا وفرنسا. وايزمن كان مصمما على ضمان أن يكون الحكم فقط لبريطانيا – خلافا لرأي عضو الادارة الصهيونية ناحوم سوكولوف، الذي بسبب علاقته مع فرنسا أراد ضمان حكم مشترك انجلوفرنسي.
وايزمن اعتبر هذه المحاولة محاولة خطيرة وغبية: لقد كان لبريطانيا تعهد واضح للحركة الصهيونية في تصريح بلفور، في حين أن اعتبارات فرنسا في المنطقة كانت مختلفة، مع الأخذ في الحسبان ارتباطها بالطائفة المارونية والطوائف المسيحية الاخرى. وايزمن نجح في احباط جهود سوكولوف التي كانت تعني عمليا التآمر على الانجاز المتمثل بتصريح بلفور: في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920، قررت دول الاتفاق وضع فلسطين تحت الحكم البريطاني.
إن نقل السلطة في المنطقة من قبل عصبة الامم الى بريطانيا وفرنسا تم في اطار جديد – طريقة الانتداب – التي بحسبها تعهدت الدول العظمى أن تساعد الدول الجديدة التي تشكلت (سوريا، لبنان، العراق وارض اسرائيل) على الاستقلال. ولكن بالنسبة لارض اسرائيل، قررت عصبة الامم ترتيبات خاصة: مباديء تصريح بلفور تم تضمينها في صك الانتداب. في المادة 2 جاء أن حكومة بريطانيا ملزمة بالمساعدة في اقامة وطن قومي للشعب اليهودي، والمادة 4 جاء فيها أنه سيتم انشاء “وكالة يهودية” تمثل الحركة الصهيونية.
صك الانتداب حول وعد بلفور من وثيقة بريطانية الى جزء من القانون الدولي. وهذا الصك وليس التصريح هو الذي منح الموافقة الرسمية على اقامة وطن قومي للشعب اليهودي، من ناحية العلاقات الدولية والقانون الدولي. وفرض على بريطانيا ايضا واجب تحقيق هذا الهدف – في ظل التحفظات التي مصدرها تصريح بلفور، المتعلقة بحقوق الطوائف غير اليهودية. طريقة الانتداب اجبرت الدولة العظمى الانتدابية على تقديم تقرير للجنة الانتداب التابعة لعصبة الامم حول تحقيق اهداف الانتداب: في العشرينيات والثلاثينيات قدمت تقارير بريطانية لعصبة الامم المتحدة دورية، في حين أن مندوبين عرب ويهود احتجوا، كل واحد بطريقته، على السياسة البريطانية.
عشية النقاش حول تضمين مباديء تصريح بلفور في صك الانتداب، كان على وايزمن، الذي انتخب في حينه رئيسا للهستدروت الصهيونية التي انتقلت الى لندن، أن يواجه زعماء آخرين للصهيونية أقل تجربة منه وأقل معرفة للواقع العالمي.
رؤساء “عمال صهيون” طالبوا بأن يتضمن صك الانتداب بصورة واضحة تعهد بريطاني بتحويل ارض اسرائيل الى دولة يهودية وعدم الاكتفاء بالصيغة الغامضة، وطن قومي. لم يكن من السهل دائما على وايزمن أن يكبح طلبات لا معنى لها كهذه: كيف ستتبنى عصبة الامم، الوصية على مبدأ تقرير المصير (المشمول في فكرة الانتداب)، سياسة تمنح اليشوف اليهودي (الحاضرة) الذي كان يشكل في حينه حوالي 10 في المئة من اجمالي سكان البلاد، الحكم على الـ 90 في المئة الباقين؟ في نهاية المطاف نجح الموقف الواقعي والحكيم لوايزمن وحظي بدعم المؤسسة الصهيونية. وهكذا سجل في صك الانتداب الانجاز الدولي الهام الاول للحركة الصهيونية.
من الواضح أن الصيغة المركبة لوعد بلفور ولصك الانتداب وضعت بريطانيا في وضع غير محتمل، التي كان عليها تربيع الدائرة، حيث كان يجب عليها أن تساعد في اقامة الوطن القومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل، وعدم المس بحقوق السكان العرب الذين اصبحت مواقفهم آخذة في التبلور من ناحية قومية. في نهاية المطاف لم تنجح بريطانيا في تحقيق طلبات الطرفين.
في هذه الايام تبدو المسيرة التي قادت من وعد بلفور حتى قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني، مسيرة واضحة من تلقاء نفسها، وتقريبا حتمية. ولكن الامر لم يكن كذلك. لقد كان من الممكن أن تتشوش امور كثيرة في الطريق من خلال تقلبات الحرب والاتفاقات التي وقعت بعدها. وفقط تصميم وايزمن هو الذي ساعد على تحويل وثيقة بريطانية أحادية الجانب تمت صياغتها اثناء اشتعال الحرب الى حجر الاساس للحكم البريطاني في البلاد والقانون الدولي. لقد ادرك وايزمن أنه في الوضع الديناميكي القابل للتغير للحرب يجب أخذ المبادرة – بدون تفويض من مؤسسات الحركة الصهيونية. لقد دفع الى تفسير تصريح بلفور على أنه تصريح للبدء في التصرف في البلاد في فترة الحكم العسكري البريطاني كشركاء في تحديد ترتيبات الحكم المستقبلية، وعرف كيف يوجه الخطوات السياسية، بحيث أن لا يتحول التصريح البريطاني الى مجرد ورقة لا قيمة لها، كما حدث لوثائق كثيرة اخرى تم التوقيع عليها اثناء الحرب وبعدها.
إن دمج التصميم والمرونة كان من نصيب الحركة الصهيونية في طريقها نحو تحقيق السيادة. وقد كانت محظوظة لأنه كان لها قادة عرفوا كيف يدمجون هذه الصفات بصورة ذكية، وكذلك تجنيد الدعم من الداخل والخارج.
يديعوت / دعوى جديدة ضد سارة نتنياهو تتضمن التنكيل بعاملة
يديعوت – 27/10/2017
قدمت عاملة سابقة في مسكن رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، بنيامين نتنياهو، دعوى ضد زوجته، سارة نتنياهو، وذلك بادعاء أنها عانت من حالات تنكيل خلال عملها في النظافة.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت ، اليوم الجمعة، فإن العاملة “ش ر” (24 عاما) قدمت الدعوى يوم أمس، الخميس، إلى محكمة العمل في القدس، والتي تتناول أحداثا حصلت خلال الشهر الذي عملت فيها في النظافة، وحتى موعد استقالتها من العمل في مطلع الشهر الجاري.
ويصل المبلغ في الدعوى التي قدمتها ش ر إلى 225 ألف شيكل، والتي تشمل سلسلة عمليات تنكيل وإذلال من جانب سارة نتنياهو، وصلت إلى حد أنها كادت تتعرض للضرب من قبلها.
وضمن الادعاءات التي تسوقها العاملة، بحسب الدعوى، فإن سارة نتنياهو قالت لها إنها “لا تشغل عاملات سمينات”، ومنعتها من الأكل خلال أيام العمل.
وتبين أيضا أنه طلب من العاملة، رغم كونها متدينة حريدية، ارتداء بنطال أثناء العمل، إلا أنها أصرت على أن ذلك يتناقض مع قناعاتها. ووافقت نتنياهو على حل وسط، ولكنها طلبت من العاملة أن تجلب ثيابها بستة أكياس معقمة، وأن تتعهد بألا يلمس أبناؤها ثياب العمل بداعي “عدم نقل عدوى”.
كما طلب من العاملة عدم استخدام مرحاض مسكن رئيس الحكومة، وإنما المرحاض المخصص لحراس رئيس الحكومة خارج المكتب، والذي يستخدمه رجال فقط.
وتبين من الدعوى أن سارة نتنياهو اتهمت العاملة بسرقة أحذية، واتهمتها بأنه “لا يوجد أي شيء في رأسها”.
وفي إحدى الحالات، بحسب الدعوى، صرخت سارة نتنياهو في وجه العاملة، واقتربت منها ورفعت يدها لضربها، إلا أن الأخيرة فرت من المكان، وتركت العمل في مسكن رئيس الحكومة.
وتبين من الدعوى أيضا، أن يائير نتنياهو، ابن رئيس الحكومة، كان يقوم بفحص النظافة في مسكن رئيس الحكومة، ويبلغ والدته، بعد تمرير إصبعه على الأثاث، أنه لم يتم التنظيف في هذا المكان.
وجاء في الدعوى أن سارة نتنياهو منعت العاملة من الخروج في استراحة، وكانت تجيب على طلبها ذلك بالقول: “كنت في الأرجنتين، وعانيت من أجل “إسرائيل”.. كيف تتجرأين بهذه الوقاحة عل طلب استراحة”.
يذكر في هذا السياق، أن النيابة، وبتوصية من محكمة العمل، تراجعت عن الاستئناف الذي قدمته ضد قرار المحكمة بشأن مدير مسكن رئيس الحكومة السابق، ماني نفتالي، والذي قررت المحكمة تعويضه بمبلغ 155 ألف شيكل.
وعقبت عائلة نتنياهو، ردا على الدعوى التي تقدمت بها العاملة، بأن “الحديث عن محاولة ابتزاز من عاملة تم تشغيلها عدة أيام، وحاولت ابتزاز 225 ألف شيكل”، بحسب العائلة.
وادعت أن الحديث عن “دعوى عبثية لا أساس لها، ومليئة بالأكاذيب ومنسوخة ومكررة”، وأن ما جاء في الدعوى من قبيل الخيال.
هآرتس / كم سيعود من اللاجئين حقا؟
هآرتس – بقلم اوري افنيري – 27/10/2017
هناك مشكلة حقيقية تواجه المؤرخين: هم يريدون تنظيم الامور، لكن في الطبيعة وفي التاريخ لا يوجد الكثير من النظام.
في المقال الهام “هل سنعود الى حق العودة” الذي نشر في هآرتس في 20/10، حاول زميلي المؤرخ شلومو زاند ادخال ترتيب على النقاش الذي تطور على صفحات هآرتس بين بني بيغن وبيني حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. البروفيسور زاند قال إن بني بيغن يعارض عودة اللاجئين بصورة مطلقة، في حين أنني اؤيد عودة اللاجئين بصورة مطلقة.
من اجل التوصل الى هذا الترتيب الجيد اضطر البروفيسور زاند الى الغاء حلقة مركزية في اقواله.
صحيح أنني قلت في مقالي إنه لا يوجد أي زعيم فلسطيني سيوقع على اتفاق سلام لا يشمل بند يعترف بحق عودة اللاجئين. ولكن التأكيد هو على كلمة “مبدئي”. وقد اضفت على الفور أنه يوجد “فرق كبير” بين المبدأ وتطبيقه. فيما بعد تحدثت عن عدد كبير من المحادثات التي اجريتها مع زعماء فلسطينيين مثل ياسر عرفات وغيره، والذين وافقوا جميعهم على أن تحقيق حق العودة بصورة فعلية يجب أن يتم من خلال “الموافقة”. موافقة من؟ موافقة اسرائيل، كما هو معروف. ايضا مبادرة السلام السعودية التي تمت الموافقة عليها رسميا من جانب العالم العربي والاسلامي، تتحدث بصورة واضحة عن “الحل العادل والمتفق عليه” لمشكلة اللاجئين.
ليس هناك أحد يتوقع انتحار دولة اسرائيل والموافقة على استيعاب ملايين اللاجئين. القصد من متفق عليه هو أن اسرائيل ستوافق فعليا على استيعاب عدد من اللاجئين يتم الاتفاق عليه في المفاوضات. أنا افترض أن تكون تلك مفاوضات صعبة للطرفين. هناك من يتحدثون عن 50 – 100 ألف لاجيء. وأنا أكثر سخاء، اتحدث عن مئات الآلاف. وهذا ايضا عدد قليل بالنسبة لدولة 20 في المئة من مواطنيها هم من العرب. ومن اجل التوصل الى سلام يضمن وجود الدولة لاجيال، فان هذا ليس ثمنا باهظا (كم سنوفر من ميزانية الدفاع).
واضح للجميع أن عودة اللاجئين لن تكون الى منازلهم، لأن تلك المنازل هدمت منذ زمن، أو تم اسكانها بآخرين. وسيكون من الضروري اسكان هؤلاء اللاجئين من جديد، ربما بمساعدة اقاربهم الذين بقوا في البلاد. ولكن هذا ليس بالامر الهام. اذا تم تحديد العدد الاعلى من البداية، يمكن النقاش حول عدد اللاجئين الذين يريدون العودة الى داخل اسرائيل، لكن هذا نقاش لا اهمية له. لا أحد يعرف. لا شك أنه في أي استطلاع سيتم اجراءه سيجيب كل اللاجئون أنهم يريدون العودة. ومن الواضح أنه اذا كان الاختيار الفعلي سيكون بين العودة الى دولة معظم سكانها من اليهود وبين الحصول على التعويضات السخية، فان عدد معين منهم سيختارون التعويضات، وعدد معين سيختار العودة. إن كل تخمين بهذا الشأن هو تخمين اعتباطي. وأنا اتوقع أن الاغلبية العظمى من اللاجئين واحفادهم سيختارون الحصول على التعويضات وتثبيت وجودهم في البلاد التي يعيشون فيها منذ 80 سنة، أو الهجرة الى دول توفر الفرص وترغب في استيعاب اللاجئين مثل كندا واستراليا. ربما أن عدد من سكان مخيمات اللاجئين (التي تحولت منذ فترة الى بلدات) سيفضلون العودة الى ارض الآباء.
اذا كان عدد من يرغبون في العودة يزيد على العدد المتفق عليه بين الطرفين، تكون حاجة الى بلورة نموذج متفق عليه للاختيار.
البروفيسور زاند يذكر بأنه طالما كانت ابواب الولايات المتحدة مفتوحة أمام اليهود من شرق اوروبا، أي حتى 1924، فان اغلبية اليهود العظمى هاجرت الى الولايات المتحدة. وفقط اقلية صغيرة هاجرت الى ارض اسرائيل. إن طبيعة الانسان لم تتغير منذ ذلك الحين.
دائما ندمت على أنني لم أحظ برؤية مفاوضات بين مناحيم بيغن وياسر عرفات. لقد كان هناك الكثير جدا من الامور المشتركة بين الرجلين الحساسين والوطنيين، أكثر بكثير مما كان بين عرفات واسحق رابين، اللذان كان لهما مزاجين مختلفين جدا. من المفهوم أن هذا لم يكن ليحدث لأن بيغن الأب كان يؤمن أن كل ارض اسرائيل على ضفتي نهر الاردن، هي ملك للشعب اليهودي، وتعود اليه فقط. في هذا الشأن بيغن الابن متشدد أكثر من والده. وبسبب ذلك، أنا لا أفهم كل هذا النقاش بيننا. على فرض أن م.ت.ف تنازلت في الغد عن حق العودة، فهل كان بني بيغن سيوافق على اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية الى جانب دولة اسرائيل؟ من المفهوم أن لا. قضية اللاجئين يستخدمها من يؤمنون بأرض اسرائيل الكاملة فقط لحاجات دعائية، ومن المؤسف أن زاند يتعاطى مع هذا بجدية.
تقسيم البلاد أو ارض اسرائيل الكاملة – هذا هو النقاش الحقيقي. السلام أو الاحتلال. “دولتان لشعبين” أو طرد الفلسطينيين من فلسطين. وكل ما بقي هو نتيجة تترتب على ما سبقها. موضوع اللاجئين ايضا، الذي بمساعدته يقومون بتخويفنا. هذا هو ترتيب الامور، هذا هو الانقسام الحقيقي بين من يحترمون بني بيغن وبيني. وبالاجابة على ذلك يرتبط وجود دولة اسرائيل حتى بعد أن تتم مئة سنة، التي يتوقعها لها بنيامين نتنياهو في تقديره المتشائم.
هآرتس / الاغلبية “اليهودية” تقرر
هآرتس – بقلم كارولينا لندسمان – 27/10/2017
كثيرون في اليمين ثاروا ضد اقوال رئيس الدولة رؤوبين ريفلين في جلسة افتتاح دورة الكنيست. الوزيرة ميري ريغف اعتبرتها استخفاف بارادة الشعب. وقالت إن هذا خطاب غير ديمقراطي. لقد حذر الرئيس من ثقافة سياسية فيها “الاغلبية المتوفرة هي التي تقرر”. يمكن تفهم ريغف، حيث أن كل قوانين الديمقراطية سنت بالاغلبية المتوفرة. إن الدستور يشمل قرارات ديمقراطية للاغلبية العرضية، التي اجتمعت في السابق وسنتها. فلماذا يثور ريفلين ضد قرارات الاغلبية العرضية الحالية.
في خطابه اعترف ريفلين أنه في السابق كان من المنتقدين البارزين للثورة القانونية التي قادها رئيس محكمة العدل العليا السابق، اهارون براك. الانتقاد الذي وجه في حينه (وما زال يوجه من قبل اليمين) الى “اختراق حدود السلطة التشريعية بواسطة السلطة القضائية”، يمكن وصفه بصورة فظة على أنه توتر بين القيم السابقة والقيم الحالية. يمكن وصف السلطة القضائية بأنها وصية فعلية على القوانين والمباديء التي تعبر عن ارادة شعب “الأمس” (التي تبلورت على شكل قوانين وسوابق يحكم بناء عليها القضاة) وارادة شعب “اليوم”، كما يتم التعبير عنها بواسطة السلطة التشريعية.
اليسار يتهم اليمين بأن هذه ليست “قيم اليوم”، بل فقدان القيم. واليمين يتهم اليسار بالنفاق: بنية القوة القديمة، قال بنيامين نتنياهو وصرخت ريغف، ترفض تمكين بنية القوة الجديدة من الحكم.
يوجد في الموقف التكنوديمقراطي لليمين الجديد سحر. الديمقراطية تعني حكم الشعب، وماذا افضل من سؤاله ما الذي يريده. المشكلة هي في مفهوم “شعب”، أي قائمة المدعوين: من الذي نقوم بدعوته، وفي الاساس من الذي لا نقوم بدعوته للمشاركة في الانتخابات. ليس صدفة أن ريفلين هو الذي عبر عن عدم رضاه من الاغلبية العرضية في اسرائيل. فهو يؤيد الضم الكامل للمناطق واعطاء مواطنة متساوية لكل الفلسطينيين. وهو شخص معروف كـ “ديمقراطي حقيقي”. لماذا حقيقي؟ لأنه يعرف أن الديمقراطية تعني أنه لكل شخص يوجد صوت. اذا أراد اليمين اللعب بصورة تقنية، وتقليص الديمقراطية لتصبح آلية اجرائية فقط، وبالعكس، أن يعطي لنحو 13 مليون شخص يعيشون تحت حكم اسرائيل “بهذا الشكل أو ذاك” حق التصويت، عندها يمكنه الادعاء بلا كذب أنه يعبر عن رغبة الاغلبية.
سيقولون وبحق إن اليسار ايضا لا يؤيد اعطاء حق التصويت للفلسطينيين. هذا صحيح، لكن اليسار غير معني بضم المناطق. إن ذخر قيمه السياسية يعترف بأن هذا وضع من عدم العدل، الذي يجب السعي الى اصلاحه بواسطة دولتين لشعبين. ولكن اليمين الذي يريد الضم معني فقط بالسيادة على الاراضي الفلسطينية، وليس معنيا بالفلسطينيين أنفسهم، وهو غير مستعد لدعوتهم الى اللعبة الديمقراطية. وفي نفس الوقت هو غير مستعد لتحريرهم من اجل الذهاب الى دولة خاصة بهم. اذا كان ريفلين هو ديمقراطي حقيقي، فان نتنياهو وريغف هما ديمقراطيان غير حقيقيان. وفي حالة قانون “توسيع حدود القدس”، فهو يوفر نظرة على انواع الاحتيال التي يقتضيها مشروع الديمقراطية الوهمي لاسرائيل. مستوطنات سيتم ضمها الى حدود القدس البلدية، لكن ليس حدود القدس السياسية. هذه حدود بلدية “خرائطية” كرد على التهديد الديمغرافي. أي الديمقراطي. الوزير اسرائيل كاتس صاغ الهدف: “هذا سيضعف سيطرة العرب في العاصمة”.
المشروع الديمقراطي لليمين في اسرائيل يستوجب فعالية تشريعية من اجل منع الاقلية من التحول الى اكثرية. لأنه معني بأن يعطي فقط لاكثرية يهودية حق التقرير وليس لأكثرية حقيقية.
يديعوت – استطلاع / 51% من اليهود العلمانيين يتوقعون حربا أهلية بإسرائيل
يديعوت – 27/10/2017
قال 51% من اليهود في إسرائيل إنهم لا يعتقدون أن حربا أهلية ستنشب في إسرائيل، لكن 51% من اليهود العلمانيين يعتقدون أن حربا كهذه يمكن أن تنشب، وأيد هذا الرأي 25% من اليهود المتدينين. جاء ذلك في استطلاع نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة، بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية الثانية والعشرين لاغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحق رابين، على أيدي اليميني المتطرف يغئال عمير.
ووفقا للاستطلاع، فإن 46% من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن التعامل مع الخلافات السياسية في إسرائيل في الوقت الحالي، مشابه للتعامل مع خلافات كهذه في الفترة التي سبقت اغتيال رابين.
ورأى 45% من المستطلعين أن الصراعات الداخلية تشكل خطرا على المجتمع الإسرائيلي أكثر من الصراعات الخارجية، واعتبر 53% أن تغيير هذا الوضع سيحدث بفضل التربية على القيم منذ سن صغيرة.
وقال 73% من المستطلعين إنهم مقتنعون بأن لقاءات بين جماهير مختلفة، اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين، مهمة من أجل منع الصراعات بشكل كبير وحتى كبير جدا، لكن 78% أكدوا أنهم لم يشاركوا خلال السنة الأخيرة بلقاءات من هذا القبيل.
وشددت أغلبية كبيرة مؤلفة من 73% من المستطلعين على أن تفوهات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزرائه، وهي تفوهات يمينية متطرفة، تؤثر بشكل كبير وحتى كبير جدا على أجواء التقاطب الحاصل داخل المجتمع الإسرائيلي.
المصدر / سوري يستغيث في تل أبيب
المصدر – شيمريت مئير – 27/10/2017
المسؤول البارز في المعارضة السورية، كمال اللبواني، يزور إسرائيل مرة ثانية في محاولة أخيرة لضم إسرائيل إلى العمل ضد بشار الأسد
كانت المرة الأولى التي أبدى فيها الدكتور كمال اللبواني، رجل لطيف وقريب للقلب، غضبا حقيقيا، خلال لقائنا، بعد أن سألته إذا كان يوافق على الحقيقية أن الأسد انتصر. “لا تقولي إن الأسد انتصر، إنما سوريا ذبحت”.
وأضاف اللبواني متسائلا: “هل بعد الحرب العالمية الثانية كان يمكن القول إن هتلر انتصر”، إنما يعرف جيدا النقاط الحساسة التي تحرك الإسرائيليين. “بعد أن أسفرت الحرب عن مئات آلاف القتلى، ملايين الجرحى والنازحين، عن أي انتصار تتحدثين تحديدا؟”.
هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها اللبواني إسرائيل، رغم أنه يدرك المخاطر الكامنة، أملا منه النجاح في المحاولة الأخيرة، البائسة تقريبا، لدفع الإسرائيليين للعمل من أجل التصدي لنجاحات النظام السوري.
اللبواني من مدينة زبداني وهو طبيب، وناشط ومتحدث مركزي في المعارضة السورية. في نهاية التسعينيات أقام “الائتلاف الليبرالي الديموقراطي”، ناشد فيه إلى النضال غير المسلح ضد النظام السوري، ولهذا سُجن. وقد زار إسرائيل في عام 2014، وناشد إقامة علاقات سلمية بين إسرائيل وسوريا بعد سقوط نظام الأسد.
يعتقد اللبواني أن من واجبه أن يحطم المفاهيم السائدة. وفق منظوره، تسعى جهات في المنطقة لتكون عميلة لدى إيران ومصالحها، ليس بمحض الإرادة بل في ظل عدم وجود خيار آخر أمامها. فأشار إلى تقارب تركيا، والطالباني، وحماس، وحتى سعد الحريري (قتلت إيران وحزب الله والده) من طهران، التي تسعى إلى الهيمنة عن طريق تصدير الثورة الإسلامية.
وهو يقدر أن حزب الله وإيران سيقترحان على المعارضة السورية التعاون ولن يخشيا تحقيقا لهذا الهدف من التنازل عن بشار. وفق رأيه، على إسرائيل، الأردن، السعودية، ومصر الاستيقاظ وإقامة “منطقة آمنة” في جنوب سوريا، تسمح للاجئين السوريين العودة إليها من الأردن.
تجدر الإشارة إلى أن اللبواني التقى مع مسؤولين إسرائيليين كبار في تل أبيب، ويبدو أن القيادة الإسرائيلية تولي اهتماما أكثر فأكثر إلى أقواله. فهل في وسع اللبواني أن يغيّر سياسة عدم تدخل إسرائيل في سوريا؟ على الأغلب لا.
هآرتس / دعونا نعيش
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 27/10/2017
“عش ودع الاخرين يعيشون”، كتبت رئيسة المحكمة العليا المعتزلة، القاضية مريم ناؤور، في قرار اختارت تلاوته في احتفال اعتزالها – القرار الذي اقرت فيه محكمة العدل العليا القانون المساعد الذي يسمح بالاعمال التجارية في السبوت في تل أبيب.
هذه الكلمات أنهت عشر سنوات من الصراع القضائي الذي استهدف منع فتح الدكاكين والاكشاك في يوم الراحة. وبدأ الصراع برغبة اصحاب الدكاكين في تل أبيب في حماية رزقهم، ولكن مع مرور السنين تحول ايضا الى مواجهة بين العلمانيين والمتدينين. واتخذ الحسم بشكل مشابه: خمسة قضاة علمانيون أيدوا اقرار القانون المساعد، وقاضيان متدينان اعتقدا بوجوب الغائه وحظر فتح الاعمال التجارية في السبوت.
رغم ذلك، أوضحت رئيسة المحكمة العليا المعتزلة بان القرار لا يعبر عن فكر علماني أو ديني بل هو تفسير صحيح للقانون الذي يمنح البلدية حكما ذاتيا في كل ما يتعلق بتصميم الحياة في المدينة. القانون المساعد الذي أقره مجلس بلدية تل أبيب، كما شرحت تقول، يوازن بين الحق في المساواة والحرية الدينية وبين حرية العمل وحرية الضمير. وكتبت ناؤور تقول ان “التوازن لا يقدم فكرا على فكر آخر” وشددت على انه لا يقلل من مكانت وأهمية السبت. معناه هو أنه الى جانب حماية الطابع الخاص للسبت ينبغي السماح لكل فرد وفرد بان يصمم سبته وفقا لطريقه ووفقا لمعتقداته وأن يصب فيه مضمونا كما يراه مناسبا”.
وشددت الرئيسة الوافدة للمحكمة العليا، القاضية استر حايوت على أنه لا مبرر لتخوف وزير الداخلية آريه درعي من المس بطبيعة السبت في ارجاء البلاد، واشارت الى أن القانون المساعد هو متوازن ومعقول. اما درعي من جهته فسارع الى مهاجمة المحكمة العليا واتهمها بتنفيذ انقلاب. وحتى قبل نشر القرار بلور النائب موشيه جفني مشروع قانون يستهدف تعطيله والسماح لوزير الداخلية باغلاق تل أبيب يوم السبت.
بدلا من البحث عن السبل للالتفاف على المحكمة، كان يجدر بممثلي الاصوليين ان يستمعوا الى الرسالة التي خرجت منها والا يحاولوا فرض نمط حياتهم على سكان تل ابيب، المدينة ذات الطابع العلماني الصرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى