اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 25– 10 – 2017
يديعوت احرونوت:
– حياة عيدن تكلف 2.5 مليون شيكل في السنة.
– استطلاع: 63 في المئة ضد القانون الذي يمنع تحقيقات نتنياهو.
– فحص شرطي ضد رئيس الائتلاف دافيد بيتان.
– نتنياهو: ارث غاندي لن يمحى.
– صرخة العائلات الثكلى أمام منزل رئيس الوزراء: “ملزمون بمنع العملية التالية”.
– على بؤرة الاستهداف – رجل حزب الله في الجولان.
– الكراهية في ميل صعود.
معاريف/الاسبوع:
– مندلبليت: القانون الفرنسي – مس بسلطة القانون.
– مندلبليت يحذر: “منصب رئيس الوزراء سيصبح مدينة ملجأ للمجرمين.
– نواب في الليكود يدعون الى الغاء مؤسسة الرئاسة.
– ريغف تشفق على قصاب وتهاجم الرئيس ريفلين.
– يوم الذكرى الرسمي لرحبعام زئيفي – ذكرى موضع خلاف.
– كاتس: اليابان تقف امام كوريا الشمالية مثل اسرائيل امام ايران.
– تقرير لموقع اخبار لبنان: “حزب الله سينسحب من سوريا بشكل كامل في 2018”.
– زعيم حماس السنوار: “سنطلق الى تل ابيب في 51 دقيقة ما اطلقناه في 51 يوما”.
هآرتس:
– الدولة تستخدم سرا ذراعا قانونيا في الخارج ضد نشطاء بي.دي.اس.
– تقديم 30 شخص للمحاكمة في قضية مجلس الاشغال العامة؛ مقربو ليبرمان سيتهمون بالرشوة.
– الاتفاق مع رواندا تغير، والدولة ستعمل مرة اخرى على حبس طالبي اللجوء دون قيد زمني.
– مستشار النمسا القادم كورتس يعلن عن نيته تشكيل ائتلاف مع اليمين المتطرف.
– مندلبليت عن المستشار الخارجي لشكيد: “لا علة في سماع مصادر مختلفة”.
اسرائيل اليوم:
– بديل مغنية: الهدف رقم واحد للجيش الاسرائيلي في الجولان ينكشف.
– وجه حزب الله في الجولان السوري.
– التقدير: “القانون الفرنسي” سيجاز – اذا لم ينطبق على قضايا رئيس الوزراء.
-في اليمين يرحبون: “يجب طرد المتسللين”؛ في اليسار غاضبون: “خطوة خطيرة للغاية”.
– غضب في الاردن على المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 25– 10 – 2017
اسرائيل اليوم / غضب في الاردن على المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية
اسرائيل اليوم – بقلم دانيل سيريوتي – 25/10/2017
رد الاردن توجها من الرجل القوي في حماس، خالد مشعل، لفتح ممثلية للمنظمة في المملكة يمكنها أن تعمل على دمج مؤسسات حماس في م.ت.ف وتنفيذ خطتها لخلافة أبو مازن كرئيس لفلسطين – هذا ما علمت به اسرائيل اليوم.
أكدت مصادر فلسطينية واردنية رفيعة المستوى لـ “اسرائيل اليوم” على أنه في لقاء عقد قبل بضعة ايام في قصر الملك في عمان بين الملك الاردني عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، أعرب الملك عن تحفظه من صيغة المصالحة الفلسطينية. وقال عبد الله لابو مازن ان دمج حماس في مؤسسات م.ت.ف، امكانية ان يتنافس مشعل على رئاسة السلطة الفلسطينية وسيطرة حماس في الضفة الغربية تشكل خطرا على أمن الاردن ومن شأنها أن تحدث عدم استقرار الامن الداخلي في الاردن. واطلع الملك عبد الله أبو مازن على طلب توجه به خالد مشعل باسم حماس لفتح ممثلية في المملكة وبرد طلبه، وقال له ان الاردنيين يخشون من أن يعزز تواجد حماس في الضفة الغربية واستئناف نشاط المنظمة في الاردن مكانة حركة الأم لحماس في المملكة – الاخوان المسلمين.
حسب زعم المصادر الاردنية والفلسطينية، كان اللقاء متوترا وفي المملكة شدد الملك على أنه يسود في الاردن غضب شديد على أن الفلسطينيين لم يطلعوا الاردنيين على مضمون الصيغة للمصالحة الفلسطينية الداخلية. وكان بلور الصيغة الوسطاء المصريون قبل التوقيع على الاتفاق في القاهرة. وبزعم الملك – فان الصيغة لا تراعي المصالح الامنية للاردن في كل ما يتعلق بنشاط حماس في الضفة الغربية، باشراك المنظمة في حكومة الوحدة الفلسطينية وبدمج الحركة في مؤسسات م.ت.ف.
في المقابل، ادعى رئيس السلطة الفلسطينية في اللقاء بأن الاردن هجر المسألة الفلسطينية في صالح الخطة الاقليمية التي يبلورها الرئيس ترامب. ويدعي المستشرق القديم بنحاس عنبري، من المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية، والذي يعنى ببحث مسائل سياسية ودبلوماسية في الشرق الاوسط ويستند الى مصادر رفيعة المستوى في القصر في الاردن، في مقال نشره في موقع المركز، بأن المصالحة الفلسطينية الداخلية تستهدف منذ البداية تحقيق خطة الرئيس ترامب الاقليمية، والعمل وفقا لطلب السعوديين والمصريين على الوحدة الفلسطينية الداخلية – في ظل قطع حماس عن الحركة الأم، الاخوان المسلمين، وتحسين العلاقات مع ايران.
يديعوت / استطلاع: 63 في المئة ضد القانون الذي يمنع تحقيقات نتنياهو
يديعوت – بقلم مينا تسيمح ومانو غيفع – 25/10/2017
أظهر استطلاع اجراه معهد “مدغام” بادارة مينا تسيمح ومانو غيفع بأن اغلبية الجمهور بمعدل 63.1 في المئة يعارضون ما يسمى قانون بيبي الذي يعفي رئيس الوزراء من التحقيقات بحقه، بينما يؤيده 31.7 في المئة. وعند تحليل التصويت من حيث مقترعي الاحزاب المختلفة تبين أن حتى في اوساط مؤيدي الليكود كان التصويت شبه متساو، اذ حصل القانون على تأييد 49.9 في المئة بينما عارضه 47.5 في المئة. وينقسم التأييد والمعارضة على الاحزاب ايضا، إذ أن هذه الاغلبية المعارضة للقانون تتشكل من المعسكر الصهيوني، اسرائيل بيتنا، يوجد مستقبل، كلنا والبيت اليهودي وميرتس. أما جمهور القائمة المشتركة فقد كان 49.9 في المئة ضد و36.5 في المئة مع.
يديعوت / على بؤرة الاستهداف – رجل حزب الله في الجولان
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 25/10/2017
يبدو أنكم لم تسمعوا حتى اليوم أبدا عنه، لكن الحاج هاشم، المكلف من حسن نصر الله كمسؤول عن جبهة الجولان السوري من دمشق وحتى خط الحدود مع اسرائيل هو الرجل الذي سيرسم لحزب الله بأكبر قدر ممكن وجه الحرب التالية في الجبهة السورية.
هو إبن 50، ولد باسم منير علي نعيم، وتلقى لقب الحاج هاشم اثناء خدمته طويلة السنين في حزب الله. وكان ضمن امور اخرى مسؤولا عن عملية اطلاق النار في كيبوتس متسوبا في 2002. في حرب لبنان الثانية تكلف بقيادة جبهة القتال ضد الجيش الاسرائيلي، ومنذئذ جمع تجربة عملياتية كبيرة. في منصبه الاخير في لبنان كان قائدا للجبهة من شمال الليطاني.
في حزيران 2016 قرر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله تعيينه قائدا للجبهة الشمالية للمنظمة في سوريا. فمنذ 2011 وحزب الله يشارك في الحرب الاهلية السورية ويقاتل الى جانب جيش الاسد بسبب الخوف من داعش وبنية الحفاظ على ذخائر المنظمة في سوريا. وخرج التعيين الى حيز التنفيذ بعد مقتل مصطفى بدر الدين، الذي كان قائد الجيش الاعلى لحزب الله في سوريا، بأمر من نصر الله. وبعد القتل اجرى الامين العام جولة تعيينات في المنظمة وفي اطارها رفع هاشم.
حددت الاستخبارات الاسرائيلية هاشم بأنه الشخصية الاساس وليس صدفة: ففي اطار منصبه يقود الجبهة الاكثر اهتماما من ناحية اسرائيل، حيث يوجد اليوم تنسيق بين ايران، حزب الله وجيش الاسد، ووحدات حزب الله المختلفة تنفذ لديه نوعا من العمل الميداني. وتقدر محافل في اسرائيل بأن نحو 8 آلاف مقاتل من المنظمة يتواجدون اليوم على الاراضي السورية. وقتل حتى الآن هناك نحو ألفي نشيط، ومن اللحظة التي ينتهي فيها القتال في المنطقة ستنسحب هذه القوات عائدة الى لبنان. في الوقت الذي يتجادل فيه الجيش الاسرائيلي ووزير الدفاع حول من نفذ اطلاق النار نحو الجولان يوم السبت، فان من يعرف بيقين هوية مطلق النار هو هاشم المسؤول ايضا عن اطلاق الطائرات الصغيرة غير المأهولة للمهام الاستخبارية قبل شهر في الجولان، واعترضها صاروخ باتريوت اسرائيلي.
ويثير الحاج هاشم اهتمام شديد باسرائيل، سواء بسبب ماضيه في العمليات الخاصة التي قام بها حزب الله، أم بسبب منصبه الحالي في سوريا، ويبدو أنه على وعي بالاهتمام الذي يثيره. ويحرص هاشم على التجول مع حارس مدني، يحوز شقة في لبنان وشقة اخرى في دمشق، ويبدو أن الاستخبارات الاسرائيلية تعرف سلوكه جيدا. كما أنه على وعي من السوابق الماضية – حسب منشورات اجنبية صفى الجيش الاسرائيلي في 2015 الجنرال الايراني وإبن عماد مغنية، جهاد، في غارة جوية في اثناء جولة في الجولان بعد محاولته تشكيل جبهة في الجولان باسناد ايراني.
يمكن التقدير أن كشف التفاصيل عن هاشم جاء لاطلاق اشارة له بشكل واضح بأن اسرائيل تستهدفه، تعرف عنه اكثر مما يخيل له، كمن يدير المعركة امامها، وتطلق رسالة بموجبها أنه اذا واصل نشاطه – فنهايته ستكون كنهاية أسلافه. في ضوء الثقة الكبرى بالذات التي جمعها محور ايران – سوريا – حزب الله في اعقاب النجاح في سوريا، من المشوق أن نعرف كيف سيردوا هناك على نشر هوية الجنرال الذي كان يعتبر حتى الآن مجهولا.
يديعوت / تجنيد الاصوليين – مساواة زائفة في العبء
يديعوت – بقلم حاييم رامون – 25/10/2017
قضت محكمة العدل العليا مؤخرا بوجوب الغاء القانون الذي يعفي الاصوليين من التجند للجيش الاسرائيلي، لأنه يتعارض ومبدأ المساواة في العبء. يبدو أن القضاة غير واعين للواقع: فمن عموم ابناء الـ 18 من مواطني دولة اسرائيل، بمن فيهم العرب، يتجند أقل من 50 في المئة، والظاهرة آخذة في الاحتدام، وبعد بضع سنوات فان اقلية أقل من 40 في المئة سيخدمون في الجيش. الدولة تعفي من الخدمة ثلثي البنات ومعظم الشبان العرب والاصوليين – من عموم اعفاءات التجنيد للاصوليين لا يشكل الاصوليون إلا 20 في المئة. وينبغي أن يضاف الى ذلك حقيقة ان الجيش الاسرائيلي يعفي الكثيرين من واجب العبء الكامل بالخدمة الالزامية ويسرحهم من الخدمة بعد سنتين. والاساس يشكل من يخدمون في الاحتياط على مدى السنين أقلية بين الاقلية. ولعله هنا يوجد عدم المساواة الاكبر في تحمل العبء.
لقد جعلت حكومات اسرائيل على اجيالها الجيش جيش تجنيد للمدارس الدينية. ففي منظومة تجنيد الجيش الاسرائيلي يسود واقع عبثي، وحزين. فحين يصل اصولي ابن 17 للامتثال الاول، يحاول ضابط التجنيد أن يحدد له موعدا لتجنيده للجيش. والحوار الكفيل بأن يجري بين
الاثنين يكون على النحو التالي تقريبا: “أنا لا أريد التجند”؛ “اذا عليك أن تذهب للتعلم في مدرسة دينية”، “أنا لست تلميذا ذكيا، ولست ملائما للتعلم في المدرسة الدينية”؛ “اذا لم تذهب الى مدرسة سأضطر الى تجنيدك”؛ “واذا كنت أريد أن اعمل أنال رزقي؟”؛ “اذا ذهبت للعمل فانك ستخرق القانون، واذا أمسكوا بك سنضطر الى تقديمك للمحاكمة”؛ “اذا كيف سأنال الرزق؟”؛ “لا تقلق، فالدولة ستحرص لك على منحة معيشة، ولكن لا تنسى كل سنة أن تجلب بطاقة من رئيس المدرسة الدينية بأنك لا تغالط”. هكذا اصبح ضابط التجنيد للجيش الاسرائيلي ضابط تجنيد للمدارس الدينية.
في الولايات المتحدة حيث يعيش آلاف الاصوليين، الوضع معاكس: معظم خريجي المدارس الدينية الثانوية يتوجهون للعمل لنيل الرزق. وقلة منهم فقط يواصلون التعلم في المدارس الدينية. أما في اسرائيل، فيكاد يكون كل ابناء هذه الاجيال يواصلون التعلم في مدارس دينية كي يتملصوا من التجنيد، والغالبية الساحقة من الرجال الاصوليين لا يخدمون في الجيش.
واضح أن محاولة تجنيد الشبان الاصوليين قسرا، في ظل فرض العقوبات، لن تجذب الاصوليين بأعداد كبيرة الى مقر التجنيد – بل ستؤدي فقط الى مواجهة جبهوية في داخل المجتمع في اسرائيل، والى شق واسع بين الاصوليين وعموم السكان. والدليل على ذلك هي المظاهرات العاصفة للجناح المقدسي. وعليه فقد حان الوقت للتخلي عن تجنيد الاصوليين، بالضبط مثلما لا يعقل تجنيد العرب قسرا.
الحل بسيط وواضح: الاصولي الذي يمتثل في مكتب التجنيد يحصل على اعفاء من التجنيد. ومن جهة اخرى، تكف الدولة عن منحه كل المخصصات التي يتلقاها اليوم. واذا رغب فليذهب للدراسة في مدرسة دينية. واذا كانت رغبته أن يعمل فليعمل وينال الرزق. بالضبط مثل كل الآخرين الحاصلين على الاعفاءات.
وحسب التقدير، نحو ثلثين من كل وردية اصوليين سيتوجهون الى سوق العمل وليس الى الدراسة الدينية، لأن تهديد التجنيد لن يحوم فوق رؤوسهم. وهم سيتطلعون للانتقال الى مسارات التأهيل المهني كي يزيدوا الاحتمال في الحصول على عمل مهني ورفع اجورهم. وهكذا يزيد الضغط الداخلي لادخال المواضيع التعليمية الاساسية لتلك المدارس، ومعدل المتطوعين للخدمة العسكرية
الكاملة أو الخدمة الوطنية سيرتفع. وهكذا فان العلاوة السنوية للناتج القومي لمثل هذه الخطوة ستبلغ نحو 9 مليارات شيكل، وسيحقق تنفيذ هذه الخطة على الفور توفيرا سنويا بنحو 2 مليار شيكل من ميزانية المخصصات. ويكرس هذا المبلغ لدفع أجر بمستوى الاجر المتوسط في الاقتصاد لكل جندي في الخدمة الالزامية في سنة خدمته الثالثة، اضافة الى منح التسريح – ويتسرح هؤلاء الجنود، فيما يكون في حسابهم الشخصي أكثر من 100 ألف شيكل. أما الميزانية المخصصة للاصوليين المتملصين من الخدمة فتتجه الى الجنود في الخدمة الالزامية، ممن يتحملون العبء الاكبر من الآخرين. اضافة الى ذلك سيعفي الاقتراح الشبان الاصوليين من قيود المؤسسة الاصولية. زعماؤهم لن يحبوا أبدا اعطاء حرية الاختيار للشبان، ولكنهم لن يتمكنوا من المعارضة. باختصار، سيبعث تنفيذ اقتراحي هذا الاصوليين الى سوق العمل طوعا وسيثيب جنود الخدمة الالزامية بمخصص خدمة وتسريح من الاحلام.
عندما اقترحت هذا قبل نحو سنتين، قال لي زعماء الجمهور الاصولي انهم سيفعلون كل شيء كي يحبطوه لأن من شأنه أن يسرع الثورة في العالم الاصولي. تطبيقه سيضعف قوتهم ولكنهم لن يتمكنوا من معارضته علنا.
هذا هو اختبار نتنياهو، غباي ولبيد: فهل سيقومون بعمل شجاع ومجد ويشطبوا بمرة واحدة والى الأبد مسألة تجنيد الاصوليين عن جدول الاعمال الوطني؟.
هآرتس / الدولة تشغل سرا ذراعا قانونيا في الخارج – ضد نشطاء بي.دي.اس
هآرتس – بقلم حاييم لفنسون وبراك ربيد – 25/10/2017
الحكومة تشغل سرا منذ سنتين ذراعا قانونيا في اوروبا، في شمال امريكا وفي دول اخرى بهدف محاربة نشاطات حركة الـ بي.دي.اس، والتي تعمل على تشجيع مقاطعة وسحب الاستثمارات ومعاقبة اسرائيل. الوثائق التي وصلت الى “هآرتس” والمحادثات مع موظفين كبار يعملون في هذا الموضوع تكشف عن أنه من أجل القيام بهذه النشاطات استأجرت الدولة خدمات مكتب المحاماة العالمي “سدلي اوستن”، من أجل القيام بالاجراءات القانونية من قبل اسرائيل ضد نشطاء الـ بي.دي.اس، بتكلفة تصل حوالي مليوني شيكل. في وزارة العدل ووزارة الشؤون الاستراتيجية يرفضون الكشف عن طبيعة النشاطات القانونية ويصفونها بأنها “حساسة جدا من ناحية سياسية”.
قبل حوالي سنتين اتخذ الكابنت السياسي الامني قرارا حديثا حدد وظائف وزارة الشؤون الاستراتيجية كمسؤولة عن تنسيق النشاط ضد سحب الشرعية من اسرائيل وضد حركة المقاطعة، وحدد أهداف وخصص لها موارد كثيرة. وزارة الشؤون الاستراتيجية تحول أموال لتمويل لنشاطات وزارة الخارجية في أرجاء العالم والى منظمات يهودية في الخارج من أجل نشاطات دعائية في الجامعات. اضافة الى ذلك فانه في وزارة الشؤون الاستراتيجية يعمل جهاز يقوم بتنفيذ نشاطات سرية لم يتم نشر طبيعتها. المديرة العامة للوزارة سيما فاكنن – غيل قالت سابقا في الكنيست بان هذا الجهاز يعمل في “جمع معلومات والقيام بهجمات”.
في السنة الاخيرة توجه المحامي ايتي ماك باسم مجموعة نشطاء حقوق انسان، الى وزارات الحكومة المختلفة، بطلب الحصول على معلومات عن الاتصالات التي تمت مع جهات في الخارج بشأن النضال ضد الـ بي.دي.اس. في وزارة الخارجية ادعوا بعدم وجود اتصالات كهذه. في وزارة العدل تم اعطاء وثائق موضوعها هو النشاطات القانونية في الخارج، ولكن اجزاء كبيرة منها تم التحفظ منها لاسباب أمنية وسياسية.
من هذه الوثائق يتضح أن قسم المهام الخاصة في النيابة العامة للدولة، المسؤولة عن معالجة الشؤون السياسية الامنية، اجرت بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاستراتيجية في بداية 2016 مناقصة لمكاتب المحاماة الدولية بهدف “القيام بتجهيز وثائق واستشارات قانونية، القيام بالاجراءات القانونية (تقديم دعاوي او تمثيل) عند اللزوم… محاربة ظاهرة الـ بي.دي.اس وخاصة في كل ما يتعلق بالدعوات والمبادرات بفرض مقاطعة وعقوبات سواء على شركات اسرائيلية أو على شركات أجنبية تمارس نشاطات تجارية في اسرائيل”. التفصيل الدقيق لنوعية الخدمة تم التستر عليه في الوثيقة. حسب ادعاء وزارة العدل فقد تم طمس التفاصيل لوجود خوف أن يؤدي نشرها “التسبب بضرر للعلاقات الخارجية للدولة والاضرار بقدرة هذه الجهات في توفير الخدمة المطلوبة”.
في شباط 2016 اتصلت وزارة العدل مع مكتب محاماة معين ولكن في ايار طلبت استبداله بعد أن ثارت مخاوف بوجود تضارب في المصالح مع المكتب الذي تم اختياره. لهذا تمت المصادقة على الاتصال بمكتب آخر بمبلغ 290 ألف يورو، مع احتمالة زيادة العقد بـ 200 الف يورو على ساعات عمل اضافية. لجنة الاتصالات صادقة على خيار آخر، لزيادة الاتصالات بنفس الشروط بـ 773 الف يورو اخرى. المبلغ الاجمالي لتكلفة الاتصالات هو 925 الف يورو أي حوالي 4 مليون شيكل.
لجنة العطاءات قررت عدم نشر موضوع الاتصالات في جهاز المعلومات الحكومي “منوف”، نظرا لحساسيتها للعلاقات الخارجية للدولة. الحظر الذي فرض على نشر الاتصالات هذه من شأنه ان يشير على أن الخدمات القانونية ليست مجرد كتابة استشارات قانونية عن قانونية هذا النشاط او ذاك، بل تجهيز دعاوي مدنية ضد نشطاء مؤيدين للـ بي.دي.اس، وان اسرائيل لا تريد ان تظهر كممولة لهذه الدعاوي من أجل الا يتم اعتبارها كمن تتدخل في شؤون دول اخرى.
المحامي ايتي ماك قال لـ “هآرتس” بانه “هنالك خطر منحدر زلق في سرية النشاطات الاسرائيلية في العالم ضد نشطاء ونشاطات الـ بي.دي.اس، وكذلك من المقلق جدا المصطلحات العسكرية التي يستخدمها موظفون كبار في وزارة الشؤون الاستراتيجية، في حربهم ضد مدنيين في الخارج، الذين ينتقدون دولة اسرائيل”. حسب اقواله، “وشبيها بالصعوبة التي تواجهها دولة اسرائيل في تسويق الاحتلال ايضا النظام في جنوب افريقيا وجد صعوبة في تسويق”الابرتهايد”. بريتوريا قامت بعملية سرية للتضليل والملاحقة للنشطاء المناوئين للابرتهايد، والتي أدى كشفها الى استقالة رئيس الحكومة ولاحقا الى فتح تحقيق جنائي والى تقديم دعاوي مدنية في الولايات المتحدة. نحن نأمل الا تستغل اسرائيل السرية من أجل اجتياز الخطوط الجنائية”.
الأموال للنشاطات القضائية يتم تحويلها عن طريق نظام في وزارة العدل، المسمى “التعامل مع سلطة دولية”، والمستخدم للتعاقدات الدولية. من تقرير التعاقدات لوزارة العدل يتضح أنه في اطار هذا النظام تعاقدت الدولة في اذار 2016 مع مكتب محاماة دولي “سدلي اوستن” مقابل خدمات استشارية بدون اعلان عطاء. في الربع الاول والثاني لسنة 2017 تم دفع 219 الف دولار للمكتب. موظف كبير أشار الى أنه في السنتين الاخيرتين انفقت اسرائيل حوالي مليوني شيكل على نشاطات قضائية لمكتب “سدلي اوستن” بخصوص نشاطات الـ بي.دي.اس – أي حوالي نصف الاربعة ملايين شيكل التي خصصت لهذا الغرض.
“سدلي اوستن” هو مكتب محاماة امريكي، من المكاتب الكبيرة في الولايات المتحدة والذي يوظف 1.900 محامي: وقد اشتهر كمكان تعرفت فيه ميشل روبنسون التي كانت حينئذ محامية شابة على أحد المتدربين في المكتب – براك اوباما، رئيس الولايات المتحدة السابق. المركز الرئيسي للمكتب يقع في شيكاغو ولديه أربع فروع في اوروبا: بروكسل، لندن، ميونخ وجنيف.
لقد توجهنا بالسؤال الى مكتب “سدلي اوستن” حول ما هي الخدمات التي يقدمها مقابل الاموال التي يتلقاها من حكومة اسرائيل ولكن سؤالنا لم تتم الاجابة عليه. موظفان اسرائيليان كبيران لهما علاقة بهذه القضية اشارا الى ان النشاطات التي ينفذها مكتب “سدلي اوستن” لمصلحة اسرائيل حساسة جدا من ناحية سياسية لانه يتم تنفيذها في دول أجنبية.
المصدر / إسرائيل تكشف عن هوية قائد حزب الله في الجولان.. من يكون؟
المصدر – 25/10/2017
الجيش الإسرائيلي يكشف عن الهدف رقم 1 في حزب الله بالنسبة له في سوريا، وينقل رسالة مفادها أنه يتعقب كل خطوة يقوم بها. اقرأوا عن القائد المغمور الذي تصدر الصحف الإسرائيلية .
تصدر القائد في حزب الله الملقب باسم “حاج هاشم”، اليوم الأربعاء، الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية، تحت عناوين مشابهة مفادها أن الجيش الإسرائيلي يكشف عن أن الرجل هو قائد قوات حزب الله في الجولان، ويعد الهدف رقم 1 لإسرائيل. من يكون “الحاج هاشم”؟
– عُين “الحاج هاشم” في منتصف عام 2016 قائدا لجبهة الجنوب لحزب الله في سوريا، خلفا لمصطفى بدر الدين الذي تقول إسرائيل إن نصر الله أمر باغتياله
– اسمه منير علي نعيم شعيتو، يبلغ من العمر 50 عاما، ولقبه في حزب الله “الحاج هاشم”، عنده 4 أولاد واسم زوجته هناء
– حسب الاستخبارات الإسرائيلية، كان المدبر لعملية إطلاق النار بالقرب من كيبوتس “متسوبا” عام 2002، التي راح ضحيتها 6 إسرائيليين
– لعب دورا بارزا خلال حرب لبنان الثانية، حيث كان قائدا على جبهة قتالية ضد الجيش الإسرائيلي. وشغل بعدها منصب قائد منطقة شمالي نهر الليطاني.
– الاستخبارات الإسرائيلية تعده من أخطر رجال حزب الله في سوريا، ومفتاح التنسيق بين حزب الله وإيران والأسد
– يظهر دائما في جولاته الميدانية مع حارس مدني، ويملك شقة في لبنان وأخرى في دمشق
– إسرائيل تقول إنه المخطط لعملية إطلاق طائرة مسيرة إلى المناطق الإسرائيلية في الجولان قبل شهر، في مهمة استخباراتية، قام الجيش الإسرائيلي بالتعرض لها وبإسقاط الطائرة
– حسب الاستخبارات الإسرائيلية، “الحاج هشام” يعلم جيدا إنه مستهدف ومراقب ومصيره سيكون مشابها لمصير جهاد مغنية، نجل رئيس الأركان في حزب الله، عماد مغنية .
هآرتس / ملجأ الثقافة
هآرتس – بقلم عميره هاس – 25/10/2017
ان قائمة النشاطات الثقافية في رام الله في مساء يوم السبت خلقت معضلة: هل نذهب لنشاهد الافلام الدولية في مهرجان السينما السنوي في مركز خليل السكاكيني، أو ان نشاهد الافلام القصيرة المتنافسة على جائزة المهرجان والتي تعرض في قاعة في البلدية؛ هل نذهب الى افتتاح معرض “التحولات” لاحد أبناء أم الفحم كريم أو شقرة، في جاليري زاوية في البيرة أو الى حفل توقيع كتاب “رام الله العثمانية 1517 – 1918” الذي كتبه سميح حمودة من (مواليد بيت لحم ومحاضر في جامعة بيرزيت) والذي أصدره معهد دراسات فلسطين؟ مناقشة الكتاب، بمشاركة الكاتب والباحثين المثيرين نظمي الجعبة وسليم تماري، يجرى في البلدية بالضبط في وقت افتتاح المعرض. ولشديد الاسف في نفس الساعة – مؤسسة “برنبويم سعيد” يقدم كونشيرت في قاعة ادوارد سعيد في مبنى جمعية “الهلال الاحمر” في البيرة.
في كل مكان يعيش فيه الناس، هنالك انتاج وابداع ومن يريدون اثراء أنفسهم بها. هنا، كما في كل مكان الابداع هو ايضا تعبير عن استمرارية الوجود الاجتماعي، ايضا حيث يكون الموضوع هو التهجير والتفكيك. هكذا فليس من المستغرب هذا النشاط الثقافي، والذي ايضا تجمع نتاجات فلسطينية ومبدعين فلسطينيين من كل ارجاء العالم (حتى من غزة). وهنا في الحقيقة الخط الاحمر ممحي. أن حضور فلسطينيين مواطني اسرائيل في هذا الحدث الثقافي والادبي في الضفة الغربية هو أمر مفهوم بذاته. فلسطين تقريبا كاملة.
عدد من المؤسسات الثقافية المحلية والدولية تحاول بكل قوتها الا يكون المشهد الثقافي هو من نصيب طبقة ضيقة وان تصل دروس الفن ايضا الى الاطفال الذين ليسوا فقط من الطبقة الوسطى – العليا. ان دمقرطة وغرس العمل الثقافي هو تحدٍ لكل مجتمع طبيعي، خاصة في العصر الليبرالي الجديد. ولكن هنا ليس بالامكان الحديث عن طبيعية. حيث من كلا جانبي الخط الممسوح ولكنه الخط الذي يفرق ويميز، حيث المنظمات السياسية الفلسطينية القديمة مخيبة للامال، متكلسة، متفككة، يتناقص اعضاؤها وليس فيها القدرة على التغيير – فان الفضاء الثقافي، الادبي، الفني يزداد قوة أكثر فأكثر في البناء المستمر، الديناميكي، للهوية والانتماء (والذي خطأ يعتبر “حماية”). ان أحدا لا ينسى انه على بعد كيلو متر من قاعة ادوارد سعيد ينتصب مشرفا على ما حوله المبنى المهدد، الوقح والعنيف للادارة المدنية. ايضا عندما يصلون في الليل الى القصر الثقافي فان الناس يعرفون انه الى الجنوب الغربي منهم وعلى بعد 2 كيلو متر يقبع مئات الاسرى في سجن عوفر المغطى بلوحات اسمنتية، من أجل حجبه عن انظار الاسرائيليي – فقط، الذين يسافرون على خط 443. جزء من شارع لا يصله الفلسطينيون يشكل الحدود الجنوبية لجيب رام الله. حد صناعي وعنيف، ولكنه حقيقي جدا.
بالرغم من ادراك جدران الاسلاك الشائكة، فخر الصناعة الاسرائيلية وبكل طبيعيتها، فان النشاط الثقافي يساهم في تبديد السياسة التي تعم في كل جيب فلسطيني، منفلت. هنا هي توأم للنشاط الاكثر جماهيرية – الاستهلاك. بدون قصد فان اشباع الحاجات الثقافية، التعليمية والاستهلاكية التي يتم الحصول عليها في الجيوب الفلسطينية تطبعها. تكيف الناس للحدود المصطنعة وللحواجز المجزئة التي بنتها اسرائيل باحكام شديد وظلم.
ان وهم عالم بلا حدود، الذي تعرضه الشبكات الخيالية والعداوات التي يتم التخلي عنها فيها يوجد لها تأثير يطبع تجزئة الفضاء. القرى التي يهددها باستمرار المستوطنون والجيش، الاحياء في القدس التي دفعت بها اسرائيل نحو الفقر، مخيمات اللاجئين التي تتفشى فيها البطالة والجيوب الاخرى – تتحول الى بعيدة جدا داخل المتاهة المصطنعة لشوارع فاصلة وخاصة، حواجز متسلطة في القدس ليس لاحد رغبة في الاصطدام بها. وهكذا فان الجيب بكل ما يقدمه من اشباع للحاجات يتحول الى ملجأ من الخبر القائل بان شيئا غير طبيعي.
نظرة عليا / زيارة الملك سلمان الى موسكو – شرعية للنفوذ الروسي في الشرق الاوسط
نظرة عليا – بقلم تسفي مغين ويوئيل جوجانسكي – 25/10/2017
الزيارة التاريخية للملك سلمان الى موسكو حملت أهمية كبيرة للدولتين. فللسعودية وروسيا سلسلة من المصالح المشتركة وعلى رأسها السعي الى استقرار اسعار النفط، وكذا شراء وسائل قتالية وتكنولوجيا نووية واهتمام بالاستثمارات المشتركة. وفضلا عن ذلك، تفهم موسكو أن ليس فقط من الصعب عليها أن تزيد نفوذها في الشرق الاوسط دون تحسين علاقاتها مع الرياض، بل إن للرياض لا يزال نفوذ لا بأس به على قوات المعارضة للاسد، وبالتالي على فرص التسوية في سوريا، بل ونفوذ على قوات اسلامية في روسيا نفسها.
في بداية تشرين الاول زار روسيا ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، ووصفت الزيارة في السعودية بالتاريخية، سواء لأن هذه كانت الزيارة الاولى للملك السعودي الحالي الى موسكو (فقد زار سلمان روسيا في 2003، حين كان وليا للعهد) أم بسبب المواضيع التي بحثت فيها. روسيا هي الاخرى أولت الزيارة اهمية شديدة لاعتبارها السعودية دولة اساس في الشرق الاوسط، واعتبرت الزيارة بالفعل انجازا من ناحيتها، اعترافا من السعودية بنفوذها في المنطقة. وفضلا عن سلسلة الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت في اثناء الزيارة، ليس واضحا بعد أي تفاهمات سياسية ملموسة، هذا اذا كانت على الاطلاق، قد توصل اليها الطرفان، ولكن اذا ما نجحا في الوصول الى توافقات في الموضوع السوري، فقد تكون لهذا مساهمة حقيقية في تقصير الحرب الاهلية في الدولة.
منذ اقامة العلاقات بين السعودية وروسيا في 1991، بعد سنوات من العداء الطويل، تتواصل العلاقة والتعاون الثابتين بين الدولتين. وقام الرئيس فلادمير بوتين نفسه بزيارة السعودية في 2007. ومع أن العلاقات بردت في 2011 على خلفية التأييد الروسي لنظام بشار الاسد، ولاحقا، في 2015، بسبب التدخل الروسي عمليا الى جانبه في الحرب الاهلية. ولكن في السنة الاخيرة يظهر تقارب متجدد بين الرياض وموسكو. وذلك على ما يبدو عقب فهم سعودي بأن يدها باتت الآن هي السفلى في كل ما يتعلق بما يجري وبصورة الوضع في سوريا. يحتمل ايضا أن تكون العلاقات في ميل تحسن في اعقاب عدم اليقين في السعودية بالنسبة لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الشرق الاوسط.
لقد وجد التحسن في العلاقات تعبيره في حجم التجارة بين الدولتين وفي التوقيع على سلسلة اتفاقات في مجال النفط والمشتريات الامنية. كما أن حجم الزيارات المتبادلة ازداد بما يتناسب مع ذلك. ففي أيار 2017 زارت الرياض رئيسة البرلمان الروسي، فالنتينا متباينكو – وعندها تلقى الملك سلمان دعوة رسمية لزيارة موسكو. زيارة وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوبيك، الى السعودية، قبل ذلك، جاءت للبحث في الاتفاقات بشأن تقليص انتاج النفط. وفي أيار زار موسكو ايضا ولي العهد الحالي، محمد بن سلمان، وبحث هناك في مواضيع الطاقة والمسائل الامنية والاقليمية على جدول الاعمال. وفي ايلول الماضي زار السعودية وزير الخارجية الروسي، سرجي لافروف، في محاولة لموضعة روسيا كوسيط في الازمة بين قطر وبعض من جيرانها في الخليج.
المواضيع الاساس على جدول الاعمال المشترك بين السعودية وروسيا:
أ- تصميم التسوية المستقبلية في سوريا – للسعودية مصلحة واضحة في أداء دور مؤثر في الملعب الاقليمي، حيث تصبح روسيا هناك لاعبا مركزيا. وبشكل محدد، فان السعودية معنية بضمانة روسية لمكانة السكان السنة. كما تسعى المملكة الى التأثير على موسكو لحصر النفوذ الايراني في سوريا. أما روسيا من جهتها، التي يوجد بينها وبين طهران خلافات في موضوع سوريا وفي مواضيع اقليمية اخرى، معنية بألا تعتمد على ايران فقط كقوة محور اقليمي، وعليه فهي تحرص على التقدم في علاقاتها مع عموم الدول السنية الهامة. وأملت السعودية في أن تساعد مقدراتها الاقتصادية في التأثير على سياسة روسيا في الشرق الاوسط بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص. وذلك في شكلين: من خلال محاولة رفع ثمن التدخل الروسي في سوريا، ومن خلال محاولة عرض حوافز اقتصادية مختلفة على الروس مقابل هجران الاسد. وقد فشل هذان السبيلان. وفي الرياض يسود فهم بأن نظام الاسد والقوات الموالية له ستبقى وستحكم القسم الهام من سوريا في المدى المنظور. ومن غير المستبعد أن تكون تتحقق الآن في الرياض تعديلات متجددة للسياسة تجاه الساحة السورية.
ب – المستوى الاقتصادي – في مجال النفط، توصلت السعودية وروسيا لاول مرة الى تفاهمات بشأن سياسة انتاج النفط المرغوب فيها، بل ووقعتا على اتفاق (سينفد موعده قريبا) لتقليص انتاج النفط، وذلك لضمان اسعار مستقرة في هذه السوق. ويرى السعوديون بالتفاهمات في مجال النفط رافعة اضافية للتأثير على روسيا في المواضيع السياسية. موضوع آخر هو الاهتمام الشديد من جانب السعودية بالمساعدة التكنولوجية – النووية. ففي اثناء زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قيل إنه وقعت اتفاقات على مشاريع تكنولوجية بمقدار 10 مليارات دولار. كما علم أن الأمير وقع على معاهدة تعاون نووي – مدني. وفي خلفية الامور، فان حلفاء مركزيين للرياض، وعلى رأسهم اتحاد الامارات العربية، يعززون هم ايضا، سواء العلاقات الاقتصادية أم الامنية مع موسكو. وذلك، كوزن مضاد لايران، ناهيك عن أنه واضح أنه في المدى المنظور لن تتمكن هذه الدول من تفكيك الشراكة بين طهران وموسكو، والتي يحركها ضمن امور اخرى، الخوف من الاسلام السني الراديكالي.
ج – الوسائل القتالية – جرى في الماضي الحديث عن اهتمام سعودي بشراء وسائل قتالية من روسيا، وقبل نحو خمس سنوات علم أنه وقع بين الدولتين على عقد مشتريات بمبلغ 20 مليار دولار. ولكن هذا الاتفاق لن يخرج الى حيز التنفيذ، وذلك ضمن امور اخرى، بسبب خلاف بين الرياض وموسكو حول سلوك ايران في الشرق الاوسط، وخاصة في سوريا. ويدور الحديث الآن عن صفقة كبيرة مدماك مركزي فيها هو التوقيع على مذكرة تفاهم في موضوع شراء المنظومة الروسية المتطورة المضادة للطائرات “اس.400”.
د – جوانب عالمية – روسيا، التي كما اسلفنا، تعتبر السعودية دولة مركزية في الشرق الاوسط، معنية بابعاد الرياض عن واشنطن، ناهيك عن أن موسكو على وعي بأهمية الولايات المتحدة لأمن المملكة. أما من ناحية السعودية، فان تحسين العلاقات مع روسيا يفترض أن يشكل تعويضا محتملا لحالة تكرار البنود في العلاقات مع الولايات المتحدة.
لقد كانت السعودية حتى وقت أخير مضى الرمز اليميني في المحور السني في معارضته لروسيا، فيما كانت مصر والاردن لا تشاركانها هذا الموقف. وباستثناء الخلاف بين الدول في مسألة سوريا، لا تزال توجد بينها رواسب من الماضي تجعل من الصعب تسخين العلاقات، وذلك ضمن امور اخرى، بسبب الدعم السعودي للمجاهدين في افغانستان والثور في الشيشان. ومع ذلك، فان للرياض وموسكو سلسلة مصالح مشتركة وعلى رأسها السعي الى استقرار اسعار النفط – في هذا الموضوع نشأ بينهما تعاون ناجح – وكذا شراء وسائل قتالية وتكنولوجيا نووية والاهتمام بالاستثمارات المشتركة. فضلا عن ذلك، تفهم موسكو بأن ليس فقط من الصعب عليها أن تزيد نفوذها في الشرق الاوسط دون تحسين علاقاتها مع الرياض، بل إنه لا يزال للرياض تأثير لا بأس به على قوات المعارضة للاسد. وبالتالي على احتمالات التسوية في سوريا، بل وتأثير على قوات اسلامية في روسيا نفسها.
وبالنسبة لاسرائيل، في روسيا يتابعون باهتمام الخطاب حول التقارب السعودي – الاسرائيلي كجزء من بلورة جبهة اقليمية مضادة لايران. كما ان موضوع المسيرة السياسية الاسرائيلية الفلسطينية احتل مكانا، وان كان كما يبدو هامشيا، في المحادثات التي دارت في زمن زيارة الملك السعودي الى موسكو، وذلك كجزء من جهود روسيا لاحياء المسيرة بقيادتها أو على الاقل بمشاركتها.
هآرتس / في انتظار المعارضة
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 25/10/2017
أول أمس واثناء افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، عدد المراسلون البرلمانيون العقبات التي يجب على الائتلاف حضورها من أجل تحقيق مبادراتها. لا يبدو أنها ستكون عالية جدا. لقد أصبح واضحا للجميع انه منذ شهور طويلة ورئيس الحكومة يركز كل خطواته وسياساته نحو هدف واحد: الدفاع عن نفسه في وجه التحقيق، وربما ايضا الحصول على جائزة اسرائيل لزوجته عن نشاطها والتي ستحصل عليها في ظل البهجة التي تجتاح وزيرة الثقافة. ما لم نعرفه بوضوح هو ان اعضاء الكنيست سيتحولون الى قطيع من الاغنام الخانعة، المؤمنون بان مصيرهم الشخصي مرتبط برباط لا ينفصل بمصير رئيس الحكومة. يجب عدم الاستخفاف بهذا الانجاز: رئيس الائتلاف الذي نجح في ايصال كل اعضائه الى وضع من العبودية الشاملة، من خلال التهديد بتصفية سياسية لكل من ينبس ببنت شفة ولو بتعليق بسيط – يحتاج الى مؤهلات خاصة.
ثقافة العبودية هذه لم تكن لتقوم لولا انه قام من المقاعد الخلفية لليكود دافيد بيتان وميكي زوهر ويوآف كيش ودافيد امسالم وقالوا لانفسهم: “ما الذي يمنعنا من تجنيد غالبية في الكنيست لكل مشاريع القرار التي وضعت في المخازن حتى وقت قدومنا؟” كلهم فهموا: لقد حان الوقت حيث كل شيء مسموح.
والعقبات؟ هي ليست في الحقيقة عقبات. وسائل الاعلام تنتقد؟ سنجري مناقشات مع الجمهور في شبكات التواصل الاجتماعي، يقول لنفسه رئيس الحكومة؛ المحكمة تمنع قوانين غير دستورية؟ إذن سنضع فقرة تغلب في القانون الاساسي؛ رئيس الحكومة يخضع للتحقيق؟ لهذا سنحبط ذلك، حتى لو كان التحقيق في ذروته.
هذا ليس فقط بيتان وجماعته. ايضا وزيرة العدل آييلت شكيد تتجرأ أكثر على خلفية مناخ “الكل مسموح”. قادة الائتلاف سيعرضوا عليها تأييد كل قانون تريده – مثلا، اجبار كل محامي اجتياز برنامج تعليمي بإسم “اليهودية تسبق الديمقراطية” – وبشرط أن تدعم “القانون الفرنسي”، الذي يمنع التحقيق مع رئيس الحكومة الذي يشغل منصبه. هكذا تسير الامور. وماذا مع موشيه كحلون؟ ايضا لهذا يوجد حل: لن نعطيه شيئا وسنفشل كل مبادراته. يريد انتخابات؟ ليس هنالك مشكلة، ولكن قبل ذلك سنمرر القانون الفرنسي.
اذا كانت”اسرائيل اليوم” قد حاولت دفع ضريبة كلامية محدودة من أجل الظهور بمظهر رسمي في الايام الاولى للمحرر الرئيس بوعز بسموت – فانها الان قد رجعت للعمل بصورة مكشوفة لدى نتنياهو. الصحيفة تشن حملة علنية ضد شرطة اسرائيل – يوميا، بدون توقف، حملة غير مخفية. ان كل شيء مباح.
في وضع كهذا يخوض يئير لبيد وآفي غباي الحرب السابقة. الامة لن تنقسم على خلفية مسألة الاستيطان. كلاهما زعماء المعارضة وعليهم الاستعداد لحرب دفاع عن الكنيست من مسحها من قبل المملكة. عليهم ادارة معارضة مقاتلة تنهك السلطة.
المعارضة لا يجب ألا تغلق على نفسها الكنيست. يجب عليها أن تكون جزء من احتجاج جماهيري كبير. معظم الجمهور يريد ديمقراطية قوية، وليس من هو على شاكلة دافيد بيتان في قيادة الدولة ورئيس حكومة يهرب من القانون.
ان مؤيدي اليمين المشروطين يمكن لحملة كهذه أن تجرفهم. لامبالي اليسار والمركز بالتأكيد. لقد كان للاحتجاج الاجتماعي في 2011 مبررا اقل من قبل الجمهور الاسرائيلي اقل من الموجود حاليا. أنا أتفق انه يجب أن يكون لاحتجاج كهذا طابع قومي – اسرائيلي، ولكن هدفها يجب أن يكون هو الاثبات على أن من لا يشمئز من شيء ربما يحصل على غالبية في الكنيست – ولكن لا يحصل على غالبية لدى الشعب.
هآرتس / ملامح للخوف
هآرتس – بقلم حامي شليف – 25/10/2017
السناتور الشاب جون كندي حصل قبل خمسين سنة على جائزة “بوليستر” عن كتاب “ملامح الشجاعة”. الذي كتبه كما يبدو وهو ما زال ينام على فراشه بسبب اصابة قوية في ظهره. في الكتاب الذي ظل ضمن قائمة اعلى الكتب مبيعا حتى بعد أن تبين انه كتب فعليا بواسطة أحد مساعديه فان كندي يصف لحظات مهمة في حياة ثمانية سناتورات في التاريخ الامريكي، والذين اظهروا شجاعة سياسية في ساعة الاختبار. لقد اصطدموا وجها لوجه مع زملائهم ومع ناخبيهم، معرضين مستقبلهم السياسي للخطر، من أجل التمسك بالمبدأ والنضال من أجل القيم. لقد فضلوا احتياجات الامة على مصالحهم الشخصية.
ان خطاب الرئيس روبين ريفلين في الكنيست هذا الاسبوع كان فصلا في ملامح الشجاعة. ريفلين نظر الى بنيامين نتنياهو والى حزبه مباشرة وجها لوجه، والقى خطابا توراتيا تقريبا ضد محاولاته لتخريب الديمقراطية وسلطة القانون. لقد صاغ ريفلين اقواله بصورة حادة بالرغم من أنه كان يعرف ان الامر يتعلق باجتياز الخط الذي سيحوله الى هدف مفضل للهجمات الغاضبة لليمين الغاضب. خلافا لدوافعه المكشوفة والمخفية ليس هنالك شك بان ريفلين لم يكن ليخرج بهذا الهجوم ضد نتنياهو لو أن شخصا ما من زعماء حزبهم المشترك كان يستجمع ما لديه من قوة للقيام بذلك قبله وبدلا منه.
ولكن لانه في الليكود لم يقم احد. للديمقراطية الاسرائيلية ولمؤسساتها الرسمية ولقيمها الليبرالية ليس هنالك ما يكفي من الفرق في أوساط مصوتي اليمين. زعماء الحزب الموجودون حول طاولة الحكومة تجاهلوا بصورة صارخة ريفلين، وتبادلوا فيما بينهم الضحكات والنكات اثناء خطابه، وكأنهم لم يكونوا العنوان الاول لرسائله. في اليوم التالي ارسلوا كلابهم الهجومية الى وسائل الاعلام من أجل أن يؤشروا على الرئيس كخائن آخر متملق ومتعاون مع اليسار، والذي يصفي حساباته الشخصية مع نتنياهو. ان هذا اسهل كما هو مفهوم من النظر في المرآة التي وضعها الرئيس وليروا فيها المتسببين والمساعدين والمتعاونين الرئيسيين لمحاولة الانقلاب ضد الديمقراطية الاسرائيلية.
في المستوى الاعلى لحزب السلطة لم يوجد ولو رجل واحد – او إمرأة ليقف في وجه محاولة المس بالمحكمة العليا وتقليص صلاحياتها. لم يقف احد امام تحريض نتنياهو ضد وسائل الاعلام وجهوده بتخويفها. إن احدا لم يحتج ضد الرغبة في خرق التوازن الهش ما بين اليهودية والديمقراطية. ان احدا لم يقل كلمة عن مناورات التملص من قبل نتنياهو بواسطة قوانين الحصانة، واتهام الشرطة ونسبة دوافع غريبة للمدعين العامين والقضاة. ان احدا لم يحتج عندما استغل نتنياهو المنبر الرسمي الذي اعطي له في افتتاح دورة الكنيست من أجل ان يدير من خلاله حربه الشخصية ضد المحققين.
الثورة المضادة لليمين قال ريفلين “احتقرت جلال جابوتنسكي. لقد تحدث وكأنه الشخص الاخير المتبقي من الحركة والفترة اللتان كانتا ولم تعودا قائمتين. اولئك الذين من بين اصدقاؤه الذين تمسكوا بالدولة ورفضوا عبادة الشخصية طردوا، انهكوا او تم اسكاتهم منذ فترة طويلة من قبل نتنياهو. من بين المتبقين يوجد بعض المتعصبين او/و الاغبياء المتحمسين في قضم أسس الحياة المشتركة في الدولة، ولكن اغلبهم يعتبرون صورا للخوف. لا يناسبهم الدفاع الان عن قيمة أو مبدأ. “تجولوا في شوارع القدس… اذا وجدتم رجلا، اذا كان هنالك قاضيا يطلب الثقة – وساغفر لها” هكذا اشترط يرمياهو. ولكن في الحزب السابق لجابوتنسكي وريغن وريفلين لن نجد اي صدّيق. التاريخ ان لم يكن الناخبون لن يغفر ابدا.
معاريف / جنبًا إلى جنب .. إسرائيل وإيران تشاركان في مؤتمر عسكري في إيطاليا
معاريف – 25/10/2017
شارك قائد سلاح البحرية الإسرائيلي الياهو شربيت في مؤتمر دولي، بجانب قائد سلاح البحرية الإيراني حبيب الله سياري في إيطاليا.
وبحسب صحيفة “معاريف” فإن “مؤتمر القوات البحرية الإقليمية للبحر الاسود والبحر المتوسط” عُقد الأسبوع الماضي في فينسيا، بمشاركة قادة كبار من سلاح البحرية لـ 50 دولة.
وأوضحت الصحيفة أنه بجانب وفد سلاح البحرية الاسرائيلي، شارك في المؤتمر وفد من إيران برئاسة قائد سلاح البحرية الإيراني حبيب الله سياري.
وأشارت إلى أن اسرائيل تشارك في المؤتمر، الذي يقام كل سنتين، منذ عام 1995، لكن مشاركة ممثلين إيرانيين في مؤتمر كهذا أمر جديد.
ووفق مصادر إسرائيلية فإنه لا يُذكر أن حدث ذلك في حادثة مشابهة ضمن مشاركة عسكرية رفيعة المستوى منذ الثورة الخمينية في أواخر السبعينات.
وفي رد على مشاركة قادة سلاح البحرية الإسرائيلية والإيرانية بجانب بعضهم البعض، نقل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان “قائد سلاح البحرية كان في المؤتمر مثل كل عام، ممثلًا عن الجيش الاسرائيلي هناك. وفيما يخص سلاح البحرية الإيراني فإنه أمر لا يتعلق بنا”.
هآرتس / خطوة لم يسبق لها مثيل : حكومة نتنياهو تضم أجزاء كبيرة من أراضي الضفة
هآرتس – 25/10/2017
ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن وزراء الحكومة “الإسرائيلية” سيصادقون الأحد المقبل على ضم مستوطنات “غوش عتصيون ومستوطنة معالية أدوميم للقدس.
ووفقاً لمشروع القانون ” القدس السيادية ” الذي يعمل عليه رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، فسيتم ضم السلطات المحلية التابعة للمستوطنات والأحياء الاستيطانية الواقعة خارج الأراضي المحتلة عام 48، للنطاق البلدي لبلدية القدس.
ومن المتوقع أن يلاقي مشروع القرار معارضة شديدة من قبل السلطة الفلسطينية والتي ستري بتلك الخطوة بدء عملية ضم حقيقية لأراضي الضفه الغربية وضمها لـ”إسرائيل”.
ووفقاً لهأرتس، فتنياهو أعطى موافقته لبدء تطبيق اجراء القانون في شهر يوليو الماضي بعد العملية التي وقعت في المسجد الأقصى، وبعد قضية وضع البوابات الممغنطة علي بوابات الأقصى.
إسرائيل اليوم / وعد بلفور: التوقيع القانوني
إسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ابراهام تسيون – 25/10/2017
في الاسبوع القادم، في 2 تشرين الثاني سنحتفل بمرور 100 عام على وعد بلفور – الوعد الذي تعهد بوطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل. هذا الوعد المكون من بضع سطور فقط هو الذي وضع الاساس للاعتراف بالحق القانوني والدولي للشعب اليهودي على أرض اسرائيل على جانبي نهر الاردن. لقد كان هرتسل هو الشخص الاول الذي عبر علنا عن طموحات الشعب اليهودي كقومية ولكن تصريح بلفور أعطى للمرة الاولى القاعدة القانونية الدولية لذلك. هذا الوعد في الحقيقة هو “المغنا كارتا” للشعب اليهودي في العصر الحديث.
سنة 1917 منحت الشعب اليهودي بعد 1800 عام من المنفى والضياع، اللحظة المناسبة التي تأتي مرة واحدة في حياة كل شعب. رئيس حكومة بريطانيا حينئذ كان لويد جورج ووزير الخارجية في حكومته كان بلفور، كلاهما كانا مؤمنا بشدة بحق الشعب اليهودي في العودة الى بلاده طبقا للتوراة. لقد اراد القدر وسنة 1917 لم تبتسم للحلفاء (بريطانيا، فرنسا، ايطاليا وروسيا) في حربها ضد دور المحور (المانيا، القيصرية النمساوية الهنغارية وتركيا) وطلبت مساعدة الشعب اليهودي لتجنيد روسيا والولايات المتحدة لصالح الحلفاء. وكان من حسن حظ الشعب اليهودي أنه كان على رأس الفيدرالية الصهونية شخص بمستوى حاييم وايزمن. والذي كان لديه القدرة على الوصول مباشرة الى مجلس الوزراء البريطاني والى رئاسته. وهكذا ولد التصريح الذي صودق عليه من قبل الدول العظمى الحلفاء ودول اخرى. هذه المصادقة منحت لهذه الوثيقة مكانة دولية أكثر بكثير من تعهد وحيد الجانب من قبل حكومة بريطانيا للفيدرالية الصهيونية. تجدر الاشارة الى انه في فترة الحكم التركي فان فلسطين (أرض اسرائيل) لم تكن موجودة كوحدة منفصلة بل كجزء من سوريا. البريطانيون فصلوا فلسطين عن سوريا واعترفوا بها كجزء منفصل فقط من أجل ان يقام عليها وطن قومي للشعب اليهودي.
في نيسان 1920 عقد مؤتمر دولي في سان ريمو بمشاركة الدول المنتصرة وحلفائها من أجل تقسيم الشرق الاوسط بين شعبين: الشعب اليهودي والشعب العربي. للشعب العربي أعطوا العراق، سوريا ولبنان، وفي نفس الوقت خصصوا للشعب اليهودي فلسطين على جانبي نهر الاردن. قرارات سان ريمو كانت ذات طابع دولي، واستخدمت كأساس وقاعدة لصياغة الانتداب البريطاني على ارض اسرائيل والذي اعطى للبريطانيين كوصي فلسطين بهدف واحد ووحيد وهو ان يقام فيها وطن قومي للشعب اليهودي.
وعد بلفور، وقرارات سان ريمو والانتداب البريطاني تشكل القاعدة القانونية حسب القانون الدولي لحق الشعب اليهودي على كل اجزاء ارض اسرائيل، وبضمنها يهودا والسامرة ومنطقة غزة. نقطة مهمة جدا هي حقيقة انه عندما دخلت تلك الوثائق الدولية الى حيز التنفيذ، الشعب اليهودي باغلبيته العظمى كان يعيش خارج اسرائيل والعالم فعليا اعترف بحقه بتقرير المصير في ارض اسرائيل بالرغم من أن عرب البلاد كانوا حينئذ اغلبية واضحة. وقد حصل العرب على على حقهم في تقرير المصير في كل مناطق الشرق الاوسط باستثناء أرض اسرائيل. في ارض اسرائيل لم يُعطَ لهم اي حق سياسي وهذا الامر يبرز بصورة غير مباشرة في كل الوثائق الدولية التي ذكرتها.
العرب ومؤيدوهم يتجاهلون تماما الوضع القانوني الواضح الذي ذكر اعلاه. هكذا ايضا فان المحكمة الدولية في هاغ وكذلك ايضا عدد لا بأس به من اليهود والاسرائيليين، وكأن التاريخ ابتدأ في 1967 وكل ما سبقه تبخر واندثر. الحق في تقرير المصير لليهود والعرب سبق وتم تحديده، اتفق عليه وصودق عليه في بداية سنوات العشرينيات من القرن الماضي. الفلسطينيون الذين كانوا حينئذ جزء لا يتجزأ من العالم العربي وكانوا ممثلين في مؤتمرات السلام في فرساي، باريس ولوزان من قبل البعثات العربية الى مؤتمرات السلام وعلى رأسها الامير فيصل، يأتون الان ويطلبون تقرير مصير وكأنه لا يوجد ماضي.
اخيرا، وعلى قاعدة قانونية وليس سياسية، من المهم ان يعرف اولئك الذين يكافحون من اجل اقامة دولة فلسطينية على اجزاء من ارض اسرائيل الانتدابية ان يعرفوا انهم بهذا لا يُرجعون اراضي تعود للشعب الفلسطيني بل يعطون اراضي الآباء التي تعود للشعب اليهودي حسب القانون الدولي.
المصدر / توطيد العلاقات بين إيران وحماس.. هل حقا نسيت رواسب الماضي؟
المصدر – د. راز تسيمط – 25/10/2017
رغم موقف النظام الإيراني الأيدولوجي المتطرف تجاه إسرائيل، فإن موقف الجمهور الإيراني معقد أكثر ويتميز بدعم الفلسطينيين إلى جانب التحفظ من المساعدة المالية لحماس، التي تأتي على حساب معالجة ضائقة مواطنيها
بتاريخ 24 تشرين الأول، نشرت الصحيفة الإيرانية “الشرق” مقابلة مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح العاروري، المتواجد في طهران في هذه الأيام. في مقابلة مع قيادي حمساوي طُرحت أسئلة ثاقبة حول موقف حماس في السنوات الأخيرة تجاه إيران وسوريا. سُئل العاروري، كيف يمكن أن تثق طهران بحماس مِن جديد، بعد أن تخلت عنها حماس التي تمتعت بدعم إيران طيلة سنوات، لصالح السعودية.
تأتي زيارة الوفد الحمساوي برئاسة العاروي إلى إيران للمرة الأولى منذ أن بدأ العاروري بشغل منصبه وبعد التوقيع على اتفاق التسوية والمصالحة بين حماس وفتح. تطرقت لقاءات الوفد مع المسؤولين الإيرانيين إلى التطورات في الحلبة الفلسطينية وإلى تعزيز التعاون بين إيران وحماس بعد سنوات من التوتر بينهما.
ازدادت المُساعَدة الإيرانية لحماس بشكل ملحوظ بعد سيطرة الأخيرة على قطاع غزة في حزيران 2007. اعتقدت إيران أن ترسيخ سيطرة حماس هام لإدارة النزاع المسلح ضد إسرائيل وضروري لدفع تأثيرها في الحلبة الفلسطينية. رغم هذا أدت الحرب الأهلية السورية إلى شرخ عميق بين إيران وحماس. بينما عززت طهران دعمها لنظام الأسد، تخلت حماس عن إيران ودعمت المعارضة السورية. أدى إحباط إيران من إدارة حماس إلى تقليص المساعدات التي حصلت عليها الأخيرة بشكل ملحوظ، رغم استمرار العلاقة بين إيران والجناح العسكري لحركة حماس. أثارت الحرب في غزة في صيف 2014 أملا مجددا في طهران فيما يتعلق بإمكانية إعادة تأهيل علاقاتها مع حماس، ولكن دعم حماس للهجوم العسكري السعودي في اليمن في آذار 2015، وزيارة خالد مشعل إلى الرياض في تموز 2015، عززا الأزمة في العلاقات.
إن تعزيز الكتلة الداعمة لإيران برئاسة زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، العاروري وآخرين، في الانتخابات الأخيرة التي أجرتها حماس، وكذلك الضائقة المادية التي تعرضت لها، ورغبة إيران في القيام بدور مركزي في الحلبة الفلسطينية، شق جميعها الطريق لتحسين العلاقات بين إيران وحماس. في بداية شهر آب، زار علي أكبر ولايتي، مستشار كبير لزعيم إيران، لبنان والتقى بوفد من المسؤولين في حماس. بالمقابل، استغلت حماس مراسم أداء القسم للرئيس روحاني لزيارة وفدها إلى طهران. التقى الوفد مع مسؤولين إيرانيين كانوا قد شددوا أمامه التزام إيران بمتابعة دعمها للفلسطينيين.
رغم موقف النظام الإيراني الأيدولوجي المتطرف غير المتساهل تجاه إسرائيل، فإن موقف الجمهور الإيراني معقد أكثر ويتميز بدعم النضال الفلسطيني من أجل استقلاليته إلى جانب التحفظ من المساعدة المالية والعسكرية للفلسطينيين بشكل عام ولحماس بشكل خاص، لأنها تأتي على حساب الاهتمام بضائقة المواطنين. ولكن لا يؤثر هذا الموقف حقا في بلورة سياسية إيران.
خلافا لما كتبه منسق العمليات في الأراضي، اللواء يوآف (بولي) مردخاي قبل عدة أيام في صفحته على الفيس بوك ردا على زيارة الوفد الحمساوي إلى طهران، لا تدير إيران شؤون حماس في هذه المرحلة في قطاع غزة. رغم هذا، لا شك أنه للمرة الأولى هناك مصالح مشتركة بين إيران المعنية بأن تطأ قدمها مجددا في قطاع غزة وتعزز تأثيرها في الأراضي الفلسطينية، وبين حماس التي تحتاج الآن إلى مساعدة إيران المالية والعسكرية أكثر من أيّ وقت مضى. في ظل هذه الظروف يبدو أن كلا الجانبين مستعدان لنسيان الماضي، رغم أن التطوّرات في الشرق الأوسط في السنوات الماضية أثبتت أن التحالفات والتعاونات في المنطقة مؤقتة وتتغير دون توقف.
هآرتس / صناعة الشقاق
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 25/10/2017
وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس على منصة الكنيست، في افتتاح الدولة الشتوية، وهزأ بلا خجل بالمعارضة والاعلام، فيما كان يدحرج عينيه نحو السماء ويتساءل ما الذي يريده منه منتقدوه.
“هناك كلمة دارجة اخرى في قاموسه: الشقاق”، قال نتنياهو، “كل هذا “شقاق”. الرد على انباء كاذبة في وسائل الاعلام – هذا شقاق؟ الشكوى من التسريبات المغرضة، غير القانونية، هذا شقاق؟ انتقاد صفقة اشكالية لمستشار سياسي بالملايين على حساب دافع الضرائب، هذا شقاق؟ هذا مس بسلطة القانون؟ بالديمقراطية؟”.
ولكن ادعاء نتنياهو بالبراءة لا يتنافس إلا مع ازدواجيته الاخلاقية. الشقاق هو افتتاح الدورة الشتوية للكنيست. ووصف المعارضة والاعلام بـ “المخللين”؛ الشقاق هو التحذير في يوم الانتخابات من 20 في المئة من مواطني دولة اسرائيل ممن يحققون حقهم في الانتخاب، فقط لانهم عرب؛ الشقاق هو الخطابة في شارع ديزنغوف بعد العملية والحديث عن “دولة داخل دولة”، بدلا من القول للمواطنين العرب إنهم جزء منا؛ الشقاق هو التصدير لوسائل الاعلام ردود فعل تحدد الصحافيين كأعداء الدولة؛ الشقاق هو الملاحقة منفلتة العقال لجمعيات حقوق الانسان واستهدافها كـ “خونة”؛ الشقاق هو اطلاق اصبع الاتهام نحو محكمة العدل العليا، والانفلات عليها حين تلغي قانونا سن عن وعي وهو غير دستوري؛ الشقاق هو الشروع في حملة تحريض منسقة ضد المفتش العام والمستشار القانوني للحكومة حين لا يكونا بالاجمال إلا مؤديين لمهامهما؛ الشقاق هو تشجيع خطاب سياسي يوجد فيه “اعداء داخليين” و”خونة” ويشكك بولاء المواطنين، الجنود والقادة في الجيش الاسرائيلي؛ الشقاق هو جعل طالبي اللجوء من افريقيا اعداء الجمهور وموبئة يجب انقاذ سكان جنوب لبنان منها في ظل اشعال اوار الكراهية والعنصرية ضد الاجانب.
لقد شكل خطاب رئيس الدولة رؤوبين ريفلين بأثر رجعي ردا ممتازا على تساؤلات رئيس الوزراء مدعية البراءة. فقد وصف ريفلين الهجمات على المعارضة، المحكمة العليا، شرطة اسرائيل، قادة الجيش الاسرائيلي ووسائل الاعلام بالضبط كما هي: “محاولة متواصلة لاضعاف حماة حمى الديمقراطية الاسرائيلية”. كما قوض ريفلين الاتهام الذي يقول إن المعارضة لا تثور إلا لأنها ليست في الحكم، وليس بسبب الاضرار المقصود بمنظومة التوازنات والكوابح في النظام الديمقراطي في اسرائيل. “للحكومة، للمشرعين، لكم، الحق والواجب لاجراء تغييرات عامة، احيانا دراماتيكية. ولكن، يا سادتي، ما علاقة هذا والمس بشرعية المؤسسات نفسها؟”. هكذا قال لنتنياهو ووزرائه بشجاعة، من يحمل وحده ما تبقى من الرسمية الاسرائيلية.