ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 24– 10 – 2017

يديعوت احرونوت:
– وبعدنا الطوفان؛ خطاب المخلل لنتنياهو.
– ريفلين: “نحن نشهد رياح ثورة أو انقلاب”.
– خطاب رئيس الوزراء: المخللون والحقائق.
– مندلبليت ضد “قانون بيبي” – سخيف، غير صحيح وغير مناسب.
– الرئيسة ناؤور: لا يمكن تهديد العليا.
– خطابات المعارضة – “مخللون؟ كان هذا خطاب المغلوطين”.
– الجيش الاسرائيلي وليبرمان – رأس برأس.
– الـ غور يهاجم ترامب: تغريداته لن تجدي نفعا.
معاريف/الاسبوع:
– ريفلين: “الحاكم هو ايضا الضحية”.
– “خطاب المخللين” لنتنياهو.
– نتنياهو الكلاسيكي.
– مندلبليت عن القانون الفرنسي: “سخافة ستشطب عن جدول الاعمال”.
– بينيت: يوجد قضاة في القدس نسوا انه توجد حكومة ايضا.
– ناؤور: الساحة السياسية حاولت التأثير على قضاة العليا.
– ليبرمان: حزب الله أطلق النار على الجولان بأمر من نصرالله.
هآرتس:
– الشرطة تفحص اشتباه بالجنائي ضد رئيس الائتلاف بيتان.
– ريفلين: توجد رياح انقلاب. الحكم يضعف حماة الحمى.
– رسالة آيزنكوت لم تتسلل: قائد الاستخبارات الميدانية يجمد لجمعه السلاح.
– انتصار جارف للانعزاليين في استفتائين شعبيين في ايطاليا يمنح ريح اسناد لزعيم اليمين.
– بيتان: بدون دعم كحلون لمنع التحقيق مع رئيس الوزراء، سنذهب الى الانتخابات.
– الشرطة تعتقل في الليل 51 من سكان حي في شرقي القدس، 19 منهم قاصرون.
اسرائيل اليوم:
– الاتفاق الذي سيسمح بطرد المتسليين.
– الدولة توقع على اتفاق مع دول في افريقيا لاستيعاب المتسللين.
– كبير في الادارة الامريكية: “ترامب سيعرض خطة سياسية حتى نهاية كانون الاول”.
– بطاقة حمراء للمتسللين.
– اقتراح لتغيير تعريف القدس في قانون القومية: “الكاملة والموحدة”.
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 24– 10 – 2017
هآرتس / كبير في الادارة الامريكية: “ترامب سيعرض خطة سياسية حتى نهاية كانون الاول”
هآرتس – بقلم ارئيل شميدبرغ – 24/10/2017
“خلافا للتقارير في اسرائيل في الاونة الاخيرة، يعتزم الرئيس ترامب وضع خطة سياسية شاملة على الطاولة – وسيتعين على الطرفين أن يتعايشا معها”، هكذا قال لـ “اسرائيل اليوم” مصدر كبير في الادارة الامريكية، طلب التبليغ عن التفاصيل باسم مغفل. تتزايد مؤخرا التقارير عن الخطة السياسية التي يبلورها الرئيس، وزيارات مبعوثه الخاص الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلت تكاد تصبح أمرا اعتياديا. الان، يبدو وضع الخطة الامريكية على الطاولة أقرب من أي وقت مضى. وقال مصدر ان “الخطة ستعرض على الاسرائيليين والفلسطينيين حتى نهاية كانون الاول 2017”. وعلى حد قول المسؤول الامريكي، الذي يوجد على اتصال متواصل مع القيادة العليا في القدس، لا يعتزم الرئيس الدخول في مفاوضات طويلة مع الطرفين مثلما فعل سلفه في المنصب، الرئيس براك اوباما. “ليس لدى دونالد ترامب الوقت للالعاب. هذه خطته – وهذا ما سيكون. بخلاف التقارير التي نشرت في نهاية الاسبوع في اسرائيل، فان الخطة ستكون مثابة إما كل شيء أو لا شيء”، على حد قوله فان “الرئيس لا يريد أن يعلق بوضعية مفاوضات طويلة من المعقول أن تعلق. ترامب يفهم بانه اذا وفر للطرفين مجالا للمفاوضات – “فسيسوفوها””.
وعندما طلب من المسؤول الامريكي الكشف عن بعض مما هو متوقع في الخطة، اجملها بشكل كفيل بان يقلق غير قليل من المحاكم في القدس. “اسرائيل ستكون راضية من 50 في المئة من الخطة والفلسطينيون سيكونون راضين عن 50 في المئة من الخطة. كل المقصود هو منع وضع يجلس فيه الطرفان ساعات في غرفة مغلقة وكل ما يفعلونه هو اتهام الواحد الاخر. ولما كان لن يعطى الطرفان مثل هذا الخيار، فان السؤال الكبير هو من يحطم الاواني أولا ويكون مسؤولا عن افشال الخطة”.
كما أشار المصدر الى أن ترامب سيقود خطوة تطبيع العالم العربي مع اسرائيل وهكذا يخفف عن الطرفين في كل ما يتعلق بتأثير الخطوة على السياسة الداخلية. من ناحية اسرائيل، فان تطبيع العلاقات مع العالم العربي يشكل قفزة درجة من ناحية اقتصادية ودبلوماسية؛ من ناحية رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، ستسمح له الخطوة باتخاذ قرارات تاريخية في ظل التشاور والمراقبة من دول عربية اخرى. “افترض أنكم انتبهتم للقرارات والخطوات الدراماتيكية في صالح اسرائيل والتي يتخذها ترامب في الاسابيع الاخيرة”، قال المسؤول اياه في الادارة الامريكية ويقصد بيان ترامب عن النية لترك اليونسكو ولاحقا الخطاب عن الاتفاق النووي مع ايران. “هذا ليس صدفة. الرئيس يريد أن يفهم الجمهور في اسرائيل وكذا ائتلاف نتنياهو بانه لن يسمح لاحد بالمس باسرائيل – ومن جهة اخرى فانه يريد اتفاقا تاريخيا”.
“على اسرائيل أن تفهم بانها لا يمكنها أن تتوقع فريق مبعوثين افضل – ثلاثة يهود يعتمرون الكيبا”، قال المسؤول، قاصدا سفير الولايات المتحدة في اسرائيل دافيد فريدمان والمبعوثين غرينبلت وجارد كوشنير. وقال المصدر اياه بانه بينما أن صهر الرئيس والمبعوث غرينبلت هما “متفائلان” ويؤمنان بقدرة الامتيازات الاقتصادية على تحسين الوضع السياسي، فان فريدمان هو “الرجل مع الارجل على الارض” الذي يفهم بانه ليس بسيطا “عقد صفقة”.
الخطة والائتلاف
أعلنت مصادر سياسية في القدس اطلعت على مضمون البيان وتحدثت مع “اسرائيل اليوم” بان خطة الرئيس من شأنها ان تحدث هزة ارضية حقيقية من ناحية سياسية في اسرائيل. “اذا كان هناك أحد ما يعرض الائتلاف اليوم للخطر، فهذه هي خطة ترامب العتيدة”.
يديعوت / نعم، أنا مخللة وعندي سبب
يديعوت – بقلم سيما كدمون- 24/10/2017
كان يمكن لهذا ان يكون خطابا احتفاليا، رسميا، مكتلا. يوجد ما يكفي من الامور التي يمكن لرئيس الوزراء أن يقولها لمواطني دولته، وتوقيت بدء دورة الكنيست هو فرصة جيدة. ولا سيما لمن امتنع بثبات عن لقاء الصحافة الاسرائيلية، وكل ما يسمعه الجمهور منه هي خطابات حماسية في لقاءات التأييد التي يعقدها الليكود.
كان يمكن لرئيس الوزراء ان يستخدم هذا الخطاب لشيء متصالح، ملطف، موحد، مرة واحدة وبعد سنوات من تغذية الشقاق والنزاع، ليكون ما ينتظر من زعيم ان يكون. ان يذكرنا بان ذات مرة كان رؤساء الوزراء هم لنا جميعا. انه كانت أزمنة، احداث، خطابات وحتى لحظات شعرنا فيها باننا شعب واحد. انه كان زعماء، من اليمين ومن اليسار عرفوا بين الحين والاخر كيف يترفعوا عن السياسي، الشخصي، المصلحي. ليس دوما، ليس كثيرا، ولكن احيانا.
ولكن هذا اقوى منه. الاحتقار، الاستخفاف، المقت والاستياء سيطرت على نتنياهو أمس أيضا، بالضبط مثلما في المرات التي وقف فيها أمام نشطاء الليكود يحرض مؤيديه ضد المعارضة، ضد اليسار، ضد الاعلام، ضد النيابة العامة – ضد كل ما يخيل له أنه ضده وضد عائلته.
نتنياهو، مفوت الفرص الوطني، فوت هذه الفرصة هذه المرة ايضا. ومن كل ما كان يمكن له أن يكون هذا الخطاب، بقينا مع خطاب المخلل – كل من برأي رئيس الوزراء “مخللون ويطيرون”، ولعل هذا هو تعبير مجازي عمن ينتقدون سياسته، قيمه ونمط حياته. إذ كيف يمكن، برأي نتنياهو ان يكون المرء غير راض عما يحصل في الدولة وان يسافر ايضا الى لندن أو الى برلين. كيف يمكن للمرء أن يحب البلاد بكل روحه، وفي نفس الوقت أن ينتقد رئيس وزرائنا.
المخللون، هم برأي نتنياهو ملائكة التخريب لدولة اسرائيل. اولئك الذين لا يفكرون مثله. اولئك الذين ليسوا ميري ريغف، دافيد بيتان ونافا بوكر. المخللون هم المعارضة، وسائل الاعلام، حماة الحمى. كل اولئك الذين ينظرون بعيون تعبة لما يحصل في دولتنا. الى ما سرنا اليه.
نعم، سيدي رئيس الوزراء، نعم أنا مخللة. مثل الكثير جدا من المواطنين المخللين الاخرين الذين يرون الى أين تأخذنا هذه الحكومة. نحن مخللون حين نرى الاستخفاف الذي تبديه تجاه التحقيقات ضدك، ومن جهة اخرى تفعل كل ما هو ممكن لوقفها لدرجة تهديد رئيس الائتلاف للتوجه الى الانتخابات. نحن مخللون من كل الاسباب التي ذكرها امس رئيس الدولة، والذي بشجاعة فعل ما كنا نتوقع من منتخبينا أن يفعلوه – وانتقد بشدة دولة “كله سياسي” التي صرنا عليها. الاعلام سياسي، المؤسسات الديمقراطية سياسية، المحكمة العليا سياسية، جهاز الامن سياسي وحتى الجيش الاسرائيلي سياسي. نحن مخللون من الانتقاد الذي وجهه اليك امس المستشار القانوني للحكومة حين تحدث عن القانون الفرنسي الذي تتصدره انت كي تنقذ نفسك من لائحة الاتهام المحتملة ضدك.
نعم، سيدي رئيس الوزراء، نحن مخللون بسبب كل الامور التي احصاها رئيس المعارضة في خطابه الاتهامي: مخللون ومحبطون وخائبو الامل من وضع ووجه اسرائيل، على حد قول هرتسوغ.
نحن مخللون سيدي رئيس الوزراء لاننا تحت حكمك نشعر باحساس مخلل.
معاريف / لنصلح الديمقراطية
معاريف – بقلم نداف هعتسني – 24/10/2017
كلام جميل كثير كان في الخطاب الدراماتيكي للرئيس في الكنيست أمس. ولكن اذا كان روبي ريفلين يريد ان يعرف كم أخطأ، والى اي زقاق مظلم علق في اقواله، فان عليه أن يستمع للثناء الذي اغدقوه عليه. وبالاساس عليه أن يقلق من مدائح السياسيين مثل تسيبي لفني التي تأثرت جدا من الرسمية الضائعة في خطابه. وكما ينبغي أن نتذكر فان لفني كانت من قادة المتآمرين الذين سرقوا اصوات مقترعي ومنتسبي الليكود، خانوا تعهداتهم الانتخابية واقاموا المخلوق الاسوأ الذي نشأ في اي وقت من الاوقات في السياسة الاسرائيلية – حزب كديما. مثل شارون، اولمرت، موفاز وآخرين، اجتازت لفني الخطوط وانضمت دفعة واحدة الى المعسكر المتنور، ابناء النور الذين يحمون باجسادهم “حماة الحمى”. هذا هو المعسكر الذي لا يكف عن الثناء لمن يفر من صفوف مؤيدي جابوتنسكي وبالتالي يخون كل ما أمل به فخامة الرئيس منذ البداية. وهذا هو المعسكر الذي صفق امس بجموعه لريفلين، وذلك فقط لانه عذب الائتلاف الحالي. فاي بهاء هناك في خيانة المباديء، في سرقة المقاعد، في هجر القواعد الايديولوجية التي ادعى ريفلين حتى اليوم بانه يؤمن بها؟ فليستمع الى المدائح ويبدأ بالقلق.
ولكن التشويش الاخطر لدى فخامة الرئيس لا ينبع من المجاملات، والبهاء الزائف. بلغة عالية وبذكر معارضته الشديدة للانقلاب الدستوري الذي أحدثه اهرون باراك، انضم ريفلين الى جوقة مناوئة. وبالفعل مثلما قال هو نفسه، فان القاضي باراك ورفاقه احدثا انقلابا ولكن لسبب ما لم يشدد على أن هذه خطوة غير شرعية، لم تنتهي ولن تصلح حتى اليوم. وقد قال ريفلين عمليا النقيض التام: قدم تأييدا لم هو نفسه هاجمه في الماضي. كان ملزما لان يقول ان هذا الانقلاب يقوض في كل يوم المبادىء الاساسية للديمقراطية، تلك الديمقراطية التي مجدها فخامة الرئيس. انقلاب اخذ الحكم من ايدي الناخبين ممن يفترض بهم ان يقرروا الطريق الذي تسير عليه الدولة والزعماء الذين يقودونها. وبدلا من أن يقول ان دولة اسرائيل لا يحكمها اليوم منتخبو الشعب، بل نخبة ضيقة، مهما كانت ذكية ومحترمة، دافع ريفلين عن المتآمرين وهاجم من جاء للاصلاح.
على مدى معظم السنوات التي سار فيها ريفليين في حقول الاسياسة الاسرائيلية، منذ 1977، تنزه الليكود في الحكم ولكنه لم يحكم حقا. فقد سيطر على الدولة مقررو الازمنة في المعسكر الخصم، وتحكمت بها نخب قضائية او سلطوية ليس هذا هو دورها. في كل تلك السنين، فان من أخصى قوة حكم “المعسكر الوطني” ومنعه من أن يقود وفق طريق اغلبية الناخبين، حظي بلقب “حماة الحمى” وارتفع الى مكانة القدسية. اما ريفلين فقد وفر أمس لهذا التشويه الختم الرئاسي.
رغم أقوال الرئيس، فان التشويش الخطير هذا الذي حل في نسيج الديمقراطية الاسرائيلية يجب اصلاحه. هذه هي المهامة الكبرى للائتلاف الحالي. مهامة ديمقراطية عليا، طاهرة اليدين بقدر لا مثيل له. هذه مهامة ملزم كل انسان أن يتبناها حتى لو لم يكن تلميذ جابوتنسكي ومؤيد لبلاد اسرائيل الكاملة.
ما الذي يجعل فخامة الرئيس ينسى من اين جاء والى اين يسير، ويتبنى عالما من المفاهيم معاكسا حول الديمقراطية يمكن لنا فقط أن نخمن. اذا كان السبب يكمن في الحساب العسير الذي لديه مع بنيامين نتنياهو، فقد حان الوقت لان يصحو. فنتنياهو بعيد عن ان يكون وليا. وبالفعل يوجد الكثير مما يمكن انتقاده في سلوكه، ولكن هذا ليس سببا لقلب العالم رأسا على عقب والوقوف ضد المهامة الاهم الا وهي اصلاح الديمقراطية الاسرائيلية.
يديعوت / عقل أكثر، دبابات أقل – الحرب الرقيقة
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 24/10/2017
وكأن بالعناوين أخذت من القرن السابق: السوريون يطلقون الصواريخ نحو اراض مفتوحة، اسرائيل تدمر ردا على ذلك مدافع سورية، الايرانيون يهددون بنشر قوات شيعية في سوريا، اسرائيل تعلن عن “خطوط حمراء” وتهدد بمواجهة عسكرية، حماس وفتح تجريان اتصالات عقيمة على حكومة وحدة، رئيس الوزراء يعلن عن مقاطعة للفلسطينيين، والكل هنا يصفقون للقيادة السياسية – الامنية. ها نحن أريناهم ما هو الردع.
غير ان الحديث يدور هنا عن سياسة أمنية وهمية، عرض عابث من زعامة بصعوبة ترى طرف أنفها، وتنشغل من الصباح حتى المساء باطفاء الحرائق. هذه زعامة ترى الامن القومي عبر القشة الاقليمية الرقيقة. كل ما هو ليس حزب الله، حماس وايران، – وكأنه غير موجود. وكأن العالم من حولنا لا يتحرك في العقود الاخيرة ونحن لا نزال عالقين في عصر الحلول بالقوة على نمط اعمال عمليات الرد والعقاب بصفتها الفعل السياسي – الامني المركزي. فالقيادة السياسية – الامنية الحالية لا تحل المشاكل، لا تواجه المشاكل، بل ببساطة تدحرها الى الجيل التالي من خلال ممارسة القوة.
مفهوم الامن الاسرائيلي، اذا كان ثمة شيء كهذا، تبلور في موعد ما هناك في عصر الحرب الباردة. كانت في حينه قوتان عظميان – الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. كانت لهما سيطرة كاملة على انتاج واستخدام السلاح النووي. ووضعت القوتان العظميان على مدى السنين قواعد لعب خلقت الردع المتبادل. واحتمال أن تشعل مواجهة محلية في زاوية ما من المعمورة في ذاك الوقت نزاعا نوويا كان احتمالا طفيفا. في حرب الايام الستة وفي حرب يوم الغفران هدد الروس باستخدام السلاح النووي بلجم الانجاز الاسرائيلي. ولكن مشكوك أنهم كانوا مستعدين لان يدخلوا بسبب ذلك في مواجهة نووية مع الامريكيين. غير ان الازمنة تغيرت. اليوم يوجد في العالم تسع دول نووية، وهي تعمل في ساحات مختلفة، في ملاعب مع قواعد لعب مختلفة، وتهدد باستخدام سلاحها النووي حتى في النزاعات المحلية. الهند – الباكستان مثلا. لا توجد اليوم قوانين لعب واضحة. لا توجد اليوم رقابة على كمية الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة نووية. والباكستانيون حتى لا يكلفون نفسهم عناء انتاج الصواريخ التي يمكنهم ان يعطلوها بعد الاطلاق، اذا ما وقع خطأ وأحد لا يفهم منطق كوريا الشمالية. ولا غرو أن اليابان وكوريا الشمالية توجدان على شفا التحول الى دول نووية، والايرانيون يسيرون في اعقابهما.
العالم اليوم هو اكثر خطرا بكثير من ناحية التهديد النووي مقارنة بالستينيات والثمانينيات من القرن العشرين. وهذا سيتفاهم في العقد القادم، حين ستنضم الى الدائرة الدموية دول اخرى. في عالم متفجر كهذا ينبغي جدا الحذر وليس مهما في اي زاوية على وجه المعمورة. فعندما تقصف اليوم في سوريا عليك ان تأخذ بالحسبان بانه قد تنشأ ردود فعل متسلسلة اقليمية أقل وعالمية. وبذات القدر يمكن لهذا ان يصل الى هنا على خلفية ازمة بين الهند والباكستان، او كنتيجة لازمة نووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
في مثل هذا الوضع، من اللعبة النووية غير الواضحة، تستند دول في العالم بقدر اقل على استخدام القوة العسكرية لحل المشاكل، وبقدر اكبر على استخدام “القوة الرقيقة”. يدور الحديث عن كل تلك الاليات التي لا تشغل سلسلة تفجير من أ جل تحقيق الاهداف السياسية. الدبلوماسية، روافع الاتصالات والاقتصاد، الحرب النفسية، حرب السايبر، نشاطات سرية لقوات خاصة وأجهزة استخبارات، التخفي عند المس بالعدو والابقاء على “مجالات غموض” كي لا يدفع العدو الى الرد. باختصار: دبابات اقل وعقل أكثر. ولكن اسرائيل لا تزال ليست هنا. وليس صدفة انها دحرت عن الاتفاق النووي مع ايران وانها تدحر عن الاتفاف في سوريا إذ انها لا تستخدم على نحو سليم، هذا اذا كانت تستخدم، الوسائل “الرقيقة” التي في حوزتها، كي تصل الى انجازات اقليمية – سياسية. عندما لا تنجح في تحقيق القدرات الرقيقة، فان ما يتبقى لها هو القصف انطلاقا من العادة القديمة لثلاثة مدافع سورية، وتخلق في الجمهور بانك حللت المشكلة.
لدى اسرائيل “قدرات رقيقة”. دفع حماس الى أذرع مصر ودحر الاخوان المسلمين عن غزة هو مثال على انجاز اسرائيلي ولد من خطوات اقتصادية ودبلوماسية صحيحة. لسنا ملزمين دوما بنطح الحائط بالرأس.
هآرتس / الغاء عرض فيلم في رام الله بزعم تشجيعه للتطبيع
هآرتس – بقلم عميره هاس – 24/10/2017
في اعقاب مطالبة نشطاء المقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل و”شباب ضد التطبيع”، قامت بلدية رام الله بالغاء عرض فيلم “ملف رقم 23” للمخرج اللبناني زياد دويري، والذي اسمه بالانجليزية “الاهانة”. هذا الفيلم كان سيختتم يوم أمس مهرجان الافلام السنوي الرابع “ايام سينمائية” الذي اقيم في خمس مدن فلسطينية. وموضوع الفيلم هو مواجهة لفظية تطورت الى مواجهة جسدية وقضائية بين لاجيء فلسطيني ولبناني مسيحي.
نشطاء المقاطعة ومؤيدوها يرون في عرض الفيلم – في اطار مهرجان برعاية البلدية ووزارة الثقافة الفلسطينية – تشجيعا للتطبيع مع اسرائيل، لأنه قبل خمس سنوات صور المخرج فيلمه السابق “الهجوم” في اسرائيل، ورغم الانتقادات لم يتراجع عن ذلك حتى الآن. بلدية رام الله بررت هذا الموقف بضرورة الحفاظ على سلامة الجمهور. وحسب مصادر فلسطينية فقد ضغطت اجهزة الامن الفلسطينية على البلدية من اجل الغاء العرض، لا سيما عندما علمت أنهم يخططون لاجراء مظاهرة احتجاج امام قصر الثقافة اثناء عرض الفيلم.
في الاعلان الاول لحركة “الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل” (باكبي)، الذي نشر يوم السبت، باركت الحركة المهرجان وباركت الممثل المقدسي كامل الباشا الذي حصل على جائزة الممثل المتميز في مهرجان السينما الدولي في فينيسيا (لكنها لم تشر الى أنه حصل على الجائزة بسبب مشاركته بفيلم “ملف رقم 23”). وفي الاعلان بينت الحركة أن الفيلم الحالي لا يمثل التطبيع، خلافا لفيلم دويري السابق. “التعامل مع اسرائيل على أنها دولة طبيعية يعادل المشاركة في الحرب الاعلامية لها”، كتب في الاعلان الذي دعا الى نقاش مفتوح مع منتجي الافلام الفلسطينية حول مباديء محاربة التطبيع. وبعد احتجاج متصفحون كثيرون على أن موقف اعلامي غير واضح حول عرض الفيلم، نشر في اليوم التالي اعلان آخر للحركة طلبت فيه الغاء العرض “لمنع المخرج من استغلال عرض الفيلم في فلسطين المحتلة لتشجيع التطبيع في العالم العربي”.
قبل ذلك نشر “شباب ضد التطبيع” اعلانا بلهجة أكثر شدة من اعلان حركة المقاطعة، بل ودعوها للعمل حسب القواعد التي وضعتها. وقد كتب في هذا الاعلان أن ادارة المهرجان رفضت الغاء العرض. “عرض الفيلم في مهرجان فلسطيني يعتبر اهانة لجميع الفلسطينيين والأحرار الذين يؤيدون القضية الفلسطينية. ومن المخجل أن دويري الذي طرد من مهرجانات في لبنان وتونس، يتم عرض انتاجه في رام الله في مهرجان يدعو الى دعم السينما المقاومة”. هكذا كتب في الاعلان الذي كان كما يبدو الدفعة الاخيرة لقرار الغاء العرض.
وقد كتب ايضا في الاعلان أن “التبرير القائل إنه يشارك في الفيلم فنان فلسطيني لا يُحل التطبيع ولا يعفو عنه، بل فقط يثير تساؤلات الفنانين الفلسطينيين وحدود اختياراتهم في التعاون الفني. اعلان حركة المقاطعة اكتفى بالقول إن عرض الفيلم يشجع التطبيع. وحسب رأينا هذا القول كاف لالغاء العرض”. أول أمس بعد الظهر أعلنت البلدية عن الغاء العرض.
حسب ما نشر في الصحف الفلسطينية كرد على الغاء العرض، أعلن الممثل الباشا أنه سيقاطع من هذه اللحظة حركة المقاطعة الفلسطينية ولن يحترم قراراتها. النقاش في الفيس بوك الذي ركز في الايام الاخيرة على العرض نفسه، تطور الى نقاش حول الالغاء. والذين أيدوا الالغاء كتبوا ملاحظات مثل “الغاء العرض يعتبر رسالة للمخرج وليس لفكرة الفيلم”. ومن عارضوا الغاء العرض رأوا فيه انتصار “للزعرنة والشعبوية الفارغة” ومس بحرية الرأي والتعبير.
هآرتس / غباي رجل منحنى “غاوس” للتوزيع الطبيعي
هآرتس – بقلم نحميا شترسلر – 24/10/2017
لقد نجح آفي غباي في تشويشه. فهل الحديث يدور عن شخص يؤمن بأقواله، أو شخص يريد لفت الانظار، وكل ما يسعى اليه هو الاصوات في صناديق الانتخابات. في كل الحالات الحديث لا يدور عن رجل يسار. فرجل اليسار لا يستطيع القول “أنا لا أتعامل مع حقوق الفلسطينيين”. ورجل اليسار يرى بالفلسطينيين اشخاص لهم حقوق مثله بالضبط. واذا كان يتمتع بالاستقلال والتقدير والحرية فهو يحق له ذلك ايضا. ومن خلال هذه الرؤيا الاخلاقية انبعث حل الدولتين.
ولكن ليس فقط أن غباي هو شخص غير يساري، بل هو ليس ليبرالي ايضا. لأن الليبرالي ايضا يؤمن بالحقوق المتساوية لكل الناس. من هنا فان غباي هو “رجل وسط” بدون هوية واضحة. لقد اعتاد على قول اقوال مجمع عليها في محاولة لوضع نفسه في مركز التوزيع الطبيعي “منحنى غاوس”، حيث يتركز هناك غالبية الناخبين.
هذا ايضا هو السبب في أنه لم تكن له مشكلة في أن يكون في يوم ما في حزب يميني مثل حزب “كلنا”، وفي اليوم التالي يرشح نفسه لرئاسة حزب العمل، رغم أنه لا يؤمن بمواقفه السياسية. لأنه ببساطة كانت هناك فرصة للقيادة، وقد قام بتسلق العربة رغم أنه في السابق صوت لليكود. لذلك فان مواقفه بالنسبة للسياسة هي تضليل كبير. فمن جهة قال إنه “يؤمن بحل الدولتين”، لكنه من الجهة الاخرى قال إنه “يمكن ايجاد حلول لا تقتضي الاخلاء”. على من هو يضحك؟.
الامر يتعلق بمئة ألف شخص الاكثر تطرفا لدينا، والذين يعيشون في عشرات المستوطنات التي أقيمت خارج الكتل الاستيطانية بهدف مسبق وهو منع التوصل الى اتفاق. واذا بقي هؤلاء المستوطنون في منازلهم بعد اقامة الدولة الفلسطينية فسيكون هذا وصفة مؤكدة للانفجار. ممن سيحصلون على الخدمات؟ ومن سيعطيهم الميزانيات والمخصصات الكبيرة التي يحصلون عليها الآن؟ ولمن سيدفعون الضرائب؟ ومن سيدافع عنهم عندما يقومون باقتلاع اشجار زيتون جيرانهم؟ وماذا سيحدث عندما يقوم شرطي فلسطيني بتحرير مخالفة سير لهم؟ الحديث لا يدور عن رجال سلام وأخوة، بل عن اشخاص يكرهون الفلسطينيين بشكل كبير، يستخدمونهم كحطابين وسقائين. فهل سنترك هؤلاء في قلب الدولة الفلسطينية الصغيرة، التي تم تقسيمها من خلال البؤر الاستيطانية؟ من هنا يتبين أن من يريد ابقاء هذه المستوطنات فهو لا يريد أي اتفاق أو أي انسحاب. نقطة.
إن من يريد سلطة بأي ثمن فهو يبتعد مثل الابتعاد عن النار عن كل ما تنبعث منه رائحة اليسار. أولا، هذا اليسار أقلية، وهو يريد الاكثرية. ثانيا، يصعب الفوز مع كلمة يسار، لقد نجح اليمين في تحويلها الى كلمة مرادفة هي الضعيف، الخائن، من يحب العرب ويكره اليهود. اليسار يمثل ايضا بصورة غير واعية كل ما هو “غير ناجح”. ونحن نقول “لقد استيقظت على الجانب الأيسر”، “لبست القميص على الجانب الأيسر” و”أعسر اليدين”. وغباي لا يريد النضال من اجل تغيير ورفع اشارة “يسار”.
وبدل عرض حزب العمل كمن يعرض الحل الوطني الوحيد للصراع، حل الدولتين الذي يمنع تحولنا الى دولة ثنائية القومية، وأن يقف بصورة واضحة ضد الاحتلال الذي يأكلنا من الداخل ويؤكد على أن اليسار محب للدولة ويهتم بها، يقوم غباي بالركوع للوسط.
نفس الشيء بالنسبة للاقتصاد. فهناك ايضا غباي يتملق الاغلبية. فهو ضد صفقة الغاز لأنها شعبية. وقد قام باقتراح خطة اقتصادية عظيمة، توزع لكل من يتحرك مئات المليارات، رغم أن الامر يتعلق بشعارات فارغة. وهو يؤيد أي جماعة ضغط تريد شيء ما، مثل تأييده لأجور الحد الأدنى للمعوقين. من أين سيأتي المال؟ شولمان سيدفع. ايضا هذا هو السبب في أنه أدخل “قيم يهودية” الى حزب العمل ووقف ضد القائمة المشتركة.
الحديث هنا يدور عن مواقف تمثل مركز الاجماع، وجميعها تدور حول الشعبوية. لأن هذا هو غباي، وهو يبحث عن الوسط المحدد للتوزيع الطبيعي. إنه رجل التوزيع الطبيعي، رجل منحنى “غاوس”.
يديعوت أحرونوت / تنشر تفاصيل لقاء تركي الفيصل برئيس الموساد في نيويورك
يديعوت أحرونوت – 24/10/2017
كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّه بعد ساعات عدة على نفي السعودية لما انتشر من أخبار حول زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى كيان العدو، عُقد في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية لقاء ضم مسؤولين أمنيين سابقين في جهازي استخبارات كيان العدو مع نظرائهم في السعودية، الدولة العربية التي تدعي-في العلن- العداء لـ”إسرائيل”” حسب الصحيفة.
ووفق “يديعوت أحرونوت”، فإن “رئيس الموساد السابق إفرايم هليفي تحدث مع نظيره المتقاعد في جهاز الاستخبارات السعودي تركي الفيصل على منصة أمام المجتمع الأميركي، وقد ناقش الاثنان القضايا المختلفة المتعلقة بالشرق الأوسط-النزاع مع الفلسطينيين، و”صفقة” النووي الإيراني والقتال في سوريا الذي يتأثر من وجود روسيا”.
وأضافت الصحيفة أن “الفيصل أوضح في مستهل كلامه أنه على الرغم من لقائه مرات عدة مع مسؤولين سابقين في المؤسسة “الأمنية” “الإسرائيلية” منذ استقالته من منصبه، إلا أنه لم يتحدث مع ممثلين حاليين في الحكومة والسلطات الصهيونية”.
وقال الفيصل خلال اللقاء “أنا لا أعتقد أن هناك علاقات تحت الطاولة، أنا أعتقد أن السيد بنيامين نتنياهو رسم لنفسه صورة أن هناك تفاهمات تحت الطاولة بين السعودية و”إسرائيل” بسبب إيران، وهو يحاول عرض تأييد من العالم العربي لبلورة صفقة من دون الالتزام بحل القضية الفلسطينية”، بحسب الفيصل.
ولفتت الصحيفة إلى أن” هليفي فاجأ الحضور عندما تحدث عن لقاء سري أجراه كمال أدهم، سلف الفيصل، في جهاز الاستخبارات السعودي في لندن في السبعينيات، مع وزير الخارجية الصهيوني حينها أبا إيبان، وبحسب كلامه، “كان كل شيء جاهزًا للقاء لكن هذه المحاولة باءت بالفشل، ولم يستطع إيبان حضور اللقاء لأن زميله في العمل لم يوقظه في الوقت المحدد، أنا آسف لذلك، ربما اليوم كل شيء يبدو مختلفا”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ” اللقاء العلني بين هليفي ونظيره السعودي، والذي شارك فيه أيضًا النائب السابق لوزير الحرب الأميركي ميشال فلورنوي كان ذروة المؤتمر الذي نظّمه منتدى سياسات “إسرائيل” في مركز سترايكر في كنيس عمنو-أل في منهاتن الأميركية بعنوان “قادة من أجل أمن “إسرائيل””.
هآرتس / توجد لنا أجمل دولة
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 24/10/2017
“توجد لنا أجمل دولة”، قال لي سائق سيارة عمومية نقلني من تل ابيب الى منزلي، اثناء جلوسي بجانبه. وقد اعتقدت أنه شعر بالحاجة الى تفسير اقواله، لهذا استمر في سرد قصته علي: “لقد هاجرت عائلتي من العراق، وهي ليس لديها أي شيء. فقد أخذ العراقيون حتى الخواتم من اصابع النساء قبل السماح لهم بالخروج من هناك. وقد سكنوا في خيمة في معسكر للمهاجرين قرب نتانيا، ومن هناك انتقلوا الى منزل بني بصورة مستعجلة، حيث عاشوا مع اولادهم الستة في غرفة واحدة.
“قبل بضع سنوات كنت شخص مستقل، وأدرت شركة لصقل المجوهرات. ولكن مؤخرا بسبب مشكلات في هذه المصلحة قررت العمل كسائق لسيارة عمومية. لي ولدين أحدهما طبيب والآخر مهندس يعمل في الهاي تيك. توجد لنا أجمل دولة. وأنا لا أعرف لماذا الناس يحتجون”.
لقد فكرت بيني وبين نفسي أنه يوجد في اسرائيل بالتأكيد مئات آلاف الاشخاص مثله، مهاجرون من العراق واليمن وايران ومصر والاتحاد السوفييتي سابقا، ولا شك لدي، الكثير من المواطنين العرب الذين يشعرون أن اسرائيل أعطتهم فرصة التحسين الكبير لوضعهم المهني والمادي والطبقي. ولا شك لدي أنه بعد جيل سينضم اليهم المهاجرون من اثيوبيا. اسرائيل هي أجمل دولة.
اذا كان الامر كذلك فمن الذي يحتج؟ وعلى ماذا؟ المحتجون هم في الاساس من الجماعات السكانية الثرية والمثقفة. قلبهم مع الفلسطينيين، و”الاحتيال” يمنعهم من النوم. وينضم اليهم الذين ليست لهم أي مشاعر نحو الفلسطينيين، لكنهم يريدون الانفصال عنهم، ويؤمنون بأن انهاء الاحتلال سيؤدي الى تحقيق هذا الطموح. شعارهم هو “نحن هنا وهم هناك”. وبالنسبة لهم اسرائيل هي الأسوأ بين الدول. لأنه لا يوجد أي شيء جميل هنا. وحلمهم هو اسقاط الحكومة برئاسة الليكود، وهم لا يعرفون أن تأييد المصوتين لهذا الحزب ينبع من ايمانهم بأنه توجد لنا أجمل دولة. اذا لم ينجح هؤلاء المنتقدون في اقناعهم بشيء آخر، فان هذه الحكومة ستستمر في الحكم.
هل ملايين الاشخاص الذين يستمتعون من الحياة في اسرائيل لا يبالون بمصير الفلسطينيين؟ اذا قمنا باجراء استطلاع فيمكن الافتراض أن يضع المستطلعون الاهتمام بمصير الفلسطينيين في مكان أدنى بكثير من اهتمامهم بأمن اسرائيل، الذي تهدده طموحات الفلسطينيين. ومن يعتبرون انفسهم ليبراليين ويهتمون بالفلسطينيين، ألا يعرفون أن اسرائيل أحسنت صنعا لملايين الاسرائيليين، كما يبدو، هذا لا يعادل في نظرهم المظالم التي ترتكبها اسرائيل حسب رأيهم ضد الفلسطينيين. هذه هي الاجابة. كل شيء حسب طريقة نظر الشخص.
إن اهتمام الليبراليين بمعاناة الآخرين هو ظاهرة طبيعية ومحقة تماما. الليبراليون الذين هم بشكل عام اثرياء ومثقفون، هم الذين جاءوا ببراك اوباما الى البيت الابيض، وأيدوا سياسته، التي كان اساسها مساعدة المضطهدين، السود والمهاجرون من المكسيك. ولكنهم كانوا ايضا الذين تجاهلوا من يعيشون في المركز الصناعي في الولايات المتحدة، والذين فقدوا مصدر رزقهم وتدهوروا في السلم الاجتماعي. هؤلاء الناس اعتبروا هيلاري كلينتون وريثة اوباما، فقاموا بالتصويت لترامب.
من ناحية اجتماعية هذه الظاهرة لا تختلف عما حدث في اسرائيل. ولكن يوجد بين الدولتين فرق كبير. معظم الاسرائيليون يدركون الاخطار الامنية التي تهدد اسرائيل، وتوجد لذلك اهمية في اعتباراتهم السياسية.
هآرتس / نظرة قريبة على الاوهام التي يسوقها يعلون
هآرتس – بقلم شاؤول اريئيلي – 24/10/2017
“خطر الخطأ القومي كان محفورا في كوننا بلاد ذات رؤيا، حيث أن الرؤيا تهدف الى تغيير الواقع، لكن عظمة الرؤيا هي واقعيتها، التي تتمثل في أنه رغم أن الرؤيا تهدف الى السمو على الواقع، فان اقدامها دائما مغروسة في هذا الواقع. هذا هو الفرق بين الرؤيا والخيال الذي يحلق على أجنحة الاوهام”، هذا ما كتبه يهوشفاط هركابي في كتابه عن متسادا (1982). لا توجد اقوال مثل اقوال موشيه “بوجي” يعلون امام طلاب المعهد في بيت شيمش، ما يمثل تجسيدا لكيفية أن الجهل بتاريخ الشعب اليهودي الحديث وكيفية تجاهل الواقع وضروراته بهدف أن تشكل الاوهام الواقع المأمول، هو الوصفة المجربة للانزلاق نحو الكارثة.
لقد بدأ يعلون اقواله بـ “أنا ادعي أن الحدود يرسمها تلم المحراث، والحدود يرسمها بيت الاطفال”. لا توجد اسطورة تاريخية مفندة أكثر من هذا الادعاء. من بين كل المستوطنات اليهودية في ارض اسرائيل، فقط المتلة هي التي أثرت على تحديد حدود فلسطين – ارض اسرائيل الانتدابية. لقد اعتبرت المتلة من قبل البريطانيين والفرنسيين “دان التاريخية”، التي تمثل صيغة التوراة لارض اسرائيل “من دان وحتى بئر السبع”. وقد ضم الى اراضيها ومنحها “اصبع الجليل” في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في 1920.
اقتراحات مختلفة لتقسيم البلاد بين العرب واليهود تم تقديمها عدة مرات عن طريق جهات مختلفة واعتبارات مختلفة في الاعوام 1922 – 1947، لكنها لم تتحقق. في قرار التقسيم ايضا في العام 1947، الذي لم يطبق، تم تضمين اعتبارات اخرى اضافة الى توزيع السكان، مثلا في النقب، بين بئر السبع وخليج العقبة، لم توجد أي مستوطنة يهودية. ومع ذلك، تم تخصيص للدولة اليهودية لاستخدام هذه المنطقة كممر بري للبحر الاحمر من اجل التصدير الى افريقيا وشرق آسيا. في المقابل، حسب هذا القرار كان يجب أن يبقى ما لا يقل عن 33 مستوطنة يهودية في اراضي الدولة العربية. لأنها كانت تقع بعيدا عن مراكز الاستيطان اليهودي. بالضبط مثل المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، والتي لا توجد أي احتمالية لضمها الى اسرائيل في اطار الاتفاق الدائم. القدس ايضا، التي كان يعيش فيها 100 ألف يهودي، الذين يشكلون سدس السكان اليهود في ارض اسرائيل، لم يتم شملها في الدولة اليهودية، بل في اطار جسم منفصل، بسبب أهميتها بالنسبة للديانات الثلاثة.
حدود دولة اسرائيل تم تحديدها في حروب اسرائيل وبالاساس في حرب الاستقلال. الجغرافي جدعون بيكر يصف بشكل موسع كيف أن “حرب البندقية” وليس “تلم المحراث” هي التي رسمت الحدود. خطوط الهدنة تم تحديدها وفقا لخطوط مواقع القوات في نهاية الحرب. المناطق التي تمت اضافتها الى اسرائيل هدفت قبل كل شيء الى خلق تواصل جغرافي منطقي وواسع بين المناطق الثلاثة التي تم تخصيصها للدولة اليهودية. وفقدان عشر مستوطنات يهودية، منها مستوطنة غوش عصيون، لم يثني بن غوريون عن انهاء الحرب والتوقيع على اتفاق الهدنة. الاستيطان في المناطق المحتلة جاء بعد الحرب.
هكذا هو الامر بالنسبة لحرب الايام الستة. اسرائيل احتلت سيناء وهضبة الجولان، والمستوطنون جاءوا في اعقاب الجيش الاسرائيلي. عندما فضلت اسرائيل سلام استراتيجي مع الدولة العربية الاكبر، قامت باخلاء جميع المستوطنات في سيناء. قطاع غزة هو مثال آخر. ففي الوقت الذي ادركت فيه اسرائيل في ولاية شارون، أنها تدفع ثمنا باهظا للتمسك بالمستوطنات المعزولة في غزة، قامت بالانفصال.
“في المكان الذي لا يوجد فيه بيت للاطفال لا يوجد جيش”. اذا أردت الاحتفاظ بأرض يجب أن يكون هناك مستوطنون”، واصل يعلون اقواله. هل حسب رأيه احتفظ الجيش الاسرائيلي بشبه جزيرة سيناء، التي مساحتها أكبر بستة اضعاف من مساحة دولة اسرائيل، فقط من اجل السبعة آلاف اسرائيلي الذين كانوا يعيشون هناك؟ ألم يقم باخلائها رغم وجودهم هناك؟ هل النقب الذي يشكل 60 في المئة من مساحة دولة اسرائيل بقي من اجل عشرات آلاف الاسرائيليين الذين يعيشون في جنوب بئر السبع؟ هل اسرائيل لم تقم باخلاء غزة وشمال السامرة رغم أنه كانت فيها مستوطنات ورياض للاطفال؟ هل لا يقوم يعلون بتحويل الجيش الاسرائيلي الى جيش الدفاع عن المستوطنات؟.
يعلون يستمر ويقوم بتحديد السياسات: “نحن لا نستوطن فوق كل تل. يوجد مكان كاف للاستيطان في يهودا والسامرة لمليون أو مليوني شخص آخرين، ويوجد ما يكفي من الاماكن المناسبة لنا من ناحية سياسية. ونحن نقوم بذلك بسياسة متزنة”.
أولا، ليس هناك مثل غور الاردن يجسد ما هي “المنطقة المناسبة من ناحية سياسية” – من خطة الون في 1967 وحتى موقف يعلون المعروف، وهو عدم اخلاء غور الاردن في أي سيناريو. فعليا، بعد عشرين سنة من الاحتلال والاستيطان، ورغم اعلان يغئال الون عن احضار مليوني يهودي الى منطقة غور الاردن واعلان شارون عن اسكان مليون يهودي هناك، بقيت هذه المنطقة على حالها مثلما كانت وقت احتلالها تقريبا. مجلس اقليمي صغير يعيش فيه خمسة آلاف شخص، حتى أن بعض مستوطناته فقدت في السنة الاخيرة عددا من سكانها (مثل الحمرا ويفيت وارغمان). أو أن يعلون يرى في موقع “بيت البركة” الذي اشترته جمعية امريكية يقف من ورائها المليونير الامريكي آرفن موسكوفيتش وزوجته، منطقة مناسبة من ناحية سياسية؟ هذا الموقع مساحته 40 دونم ويقع خارج غوش عصيون ويحاذي مخيم العروب للاجئين، والذي عندما كان وزيرا للدفاع صادق على ضمه الى الاراضي التي تقع تحت ولاية المجلس الاقليمي غوش عصيون.
ثانيا، من أين سيأتي المليون أو المليوني يهودي؟ حيث أن توقعات مكتب الاحصاء المركزي تفترض عدم حدوث هجرة الى اسرائيل. هل يقصد يعلون الهجرة من داخل اسرائيل الى الضفة الغربية؟ حيث أن المعطيات التي نشرت من مكتب الاحصاء المركزي تشير الى انخفاض حاد في الزيادة السنوية للاسرائيليين في يهودا والسامرة، من 10.3 في المئة في 1996 الى 3.4 في المئة في 2016، وتشير الى التحول في مصادر الزيادة. في 1996، 68 في المئة جاءوا نتيجة الهجرة وفي 2016 انخفضت نسبة الهجرة الى 22 في المئة. ايضا اذا تغير هذا التوجه فانه في غياب الهجرة، فان الامر يتعلق بنقل “من جيب الى جيب” وليس بسبب التكاثر الطبيعي اليهودي، وهو نقل يخلق واقع يلزم بانشاء دولة وفقدان الرؤيا الصهيونية.
ثالثا، أين ينوي يعلون اسكانهم؟ 52 في المئة من المناطق ج هي اراض بملكية فلسطينية خاصة معترف بها من قبل اسرائيل. فهل يعتمد على “قانون التسوية” غير الديمقراطي؟ أو أنه ينوي ارسال الاسرائيليين الى مناطق تدريب الجيش الاسرائيلي في صحراء يهودا؟.
المستوطنات في الضفة الغربية صحيح أنها تملي الحدود الشرقية لدولة اسرائيل. ولكن هذا من شأنه أن يحدث فقط في اطار الاتفاق الدائم. اتفاق على تبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين يتعلق بالكتل المركزية القريبة من الخط الاخضر بمساحة تبلغ 4 في المئة واخلاء المستوطنات المعزولة، التي تضر بصورة كبيرة بالتواصل الجغرافي الفلسطيني وبالامكانية الكامنة للتطوير الشامل لها.
يجب التأكيد على ثلاثة امور في هذا السياق، والتي تجسد الثمن الثقيل لأوهام يعلون. أولا، تبادل الاراضي لن يضيف أي متر مربع واحد الى مساحة دولة اسرائيل لأنها مرتبطة بنسبة تبادل 1:1. ثانيا، كلما زاد عدد هذه الكتل، فسيطلب من المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة وبيسان ولخيش التنازل عن مساحة اكبر من اراضيها، والتوقف عن كونها مستوطنات زراعية جماعية. ثالثا، خط الحدود سيتضاعف طوله بثلاثة اضعاف، من 313 كم الى حوالي 900 كم. وهذا يعني أن تكلفة التغيير كبيرة بدرجة لا تقاس مع الفائدة منه. مشروع الاستيطان هو المشروع العقاري الاكثر فشلا في تاريخ الصهيونية. وهو مشروع يؤدي باسرائيل الى الاضرار بمستقبل المستوطنات التي كانت مشاركة في اقامتها، والتي تحظى بالشرعية الدولية لصالح مستوطنات جديدة عدد منها اقيم خلافا للقانون والاحتيال والسرقة ودون أن تساهم في أمن الدولة.
إن اقوال يعلون المقطوعة عن الواقع وضروراته، ليس فيها رؤيا بل وهم خطير. وهذه الحالة والظروف لا تشبه العملية الفريدة لاقامة دولة اسرائيل. إن الحملة الانتخابية القريبة، والواقع غير الحقيقي الذي يبنيه نتنياهو وزملاءه بشكل دائم وبتصميم، تمكن السياسيين من مواصلة اظهار عدم المسؤولية فيما يتعلق بمستقبل المجتمع الاسرائيلي ودولة اسرائيل عن طريق عدد من الشعارات التي ليس لها اساس تاريخي أو تقديرات مستقبلية ناضجة. اذاً يجب الحذر من هؤلاء السياسيين.
المصدر / الجيش يُنكر أقوال وزير الدفاع ليبرمان
المصدر – بقلم عامر دكة – 24/10/2017
وزير الدفاع الإسرائيلي يدعي أن نصر الله أخفى حادثة إطلاق النيران باتجاه إسرائيل عن نظام الأسد لجر إسرائيل في المستنقع السوري، ولكن الجيش أوضح أنه ليست لديه معلومات مؤكدة .
وقال ليبرمان: “لم يحدث انزلاق النيران بل كان إطلاقا معتمدا بمبادرة حزب الله”. وأضاف: “أصدر نصر الله أمرا لعدم إبلاغ نظام الأسد بإطلاق النيران، بهدف جر إسرائيل في المستنقع السوري”. ولكن يتضح من فحص أجرته صحيفة “هآرتس” اليوم صباحا (الثلاثاء) أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لا تعرف هذه الحقيقة.
تتمة للفحص المذكور أعلاه توجهت صحيفة “هآرتس” إلى مكتب ليبرمان لتلقي رد، فعلمت أن: “هذه المعلومات تستند إلى رأي الوزير وتقديراته”.
في الأسابيع الماضية، اتهم ليبرمان ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إيران بمحاولة توسيع تأثيرها العسكري عمدا في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، فحذرا أنهما لن يسكتا إزاء خطوات طهران.
عرّف الجيش الإسرائيلي إطلاق القذائف يوم السبت بصفته خطوة استثنائية، ولكن كان من الصعب عليه أن يحدد إذا كان الحديث يجري عن انزلاق النيران عمدا نتيجة تبادل إطلاق النيران بين النظام السوري ومنظمات الثوار في الجهة الشرقية من الحدود. بما أن إطلاق النيران حدث في ساعات الصباح الباكرة عندما لم يكن تبادل إطلاق النيران، ثارت شكوك أن الحديث يجري عن استفزاز مخطط. ولكن يتضح من فحص صحيفة “هآرتس” أن التقديرات التي طرحها ليبرمان التي تشير إلى أن حزب الله أصدر أوامره لإطلاق النيران ليست معروفة لأشخاص آخرين في المنظومة الأمنية.
وتتصدر القضية السورية الآن مركز القلق الأمني الإسرائيلي. وصل ليبرمان أمس إلى الكنيست مباشرة بعد زيارة عمل في واشنطن، كان الشأن السوري في مركزها. إن زيادة قوة المحور المتطرف الإيراني – السوري – حزب الله هو السبب الذي يجعل ليبرمان يطالب بميزانية إضافية لميزانية الأمن، ويقدر مبلغها بنحو مليار دولار.
اسرائيل اليوم / الصراع على ميزانية الدفاع يعود ثانية
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور- 24/10/2017
تنضم الى العاصفة الثابتة التي ترافق نقاشات الميزانية السنوية عاصفة اخرى وهي المطالبة بزيادة ميزانية الدفاع. الجيش الاسرائيلي يعمل في السنوات الاخيرة في ظل الخطة متعددة السنوات “جدعون”، والتي خطط لها أن تستمر حتى منتصف العام 2020. هذه الخطة تمت بلورتها بعد سنوات كثيرة عمل فيها الجيش الاسرائيلي بميزانية لسنة واحدة فقط، الامر الذي أدى الى مساومات دائمة بين وزارة الدفاع ووزارة المالية، وقيدت قدرات الجيش الاسرائيلي على التخطيط للمدى البعيد.
الطرفان، الدفاع والمالية، تضررا من عدم وجود خطة متعددة السنوات. المالية – من المطالبة الروتينية، والمبالغ فيها احيانا، بزيادة ميزانية الدفاع، وتضخم عدد النظاميين. الدفاع – من نقص القدرة على التخطيط للمدى البعيد فيما يتعلق بالمشاريع والمخازن والتدريبات وجنود الاحتياط. والاسوأ من ذلك الاضرار المستمر والخطير بالجنود النظاميين، الذين اضطروا الى تحمل الادعاءات الدائمة بأنهم مجموعة من اصحاب الملايين التي تقوم بنهب الصندوق العام. الخطة متعددة السنوات هدفت الى وضع نهاية لكل ذلك. تحديد ميزانية الدفاع بحيث تكون أكبر من السنوات السابقة. ولكنها ميزانية محددة تغطى بخطة عمل واضحة تتضمن زيادة نجاعة الجيش الاسرائيلي. هذا الامر مكن الجيش الاسرائيلي من القيام بدورة، في كل ما يتعلق بالتدريب ومخزون الاحتياط، التي كان الجانب الآخر لها التخلي، كجزء من تطبيق توصيات لجنة لوكر، عن آلاف الجنود النظاميين.
الآن يطلب وزير الدفاع ليبرمان فتح تلك التفاهمات، وأن يضخ للجيش الاسرائيلي زيادة كبيرة للميزانية تقدر بـ 4.5 مليار شيكل سنويا. السبب: التغييرات في الشرق الاوسط، التي تضع أمام اسرائيل تهديدات لم تكن موجودة عندما تم الاتفاق على الميزانية الحالية.
ليبرمان قصد في الاساس التغيرات في سوريا. عندما تم الاتفاق على الخطة متعددة السنوات في 2015 كان يبدو أن الحرب الاهلية السورية ستستمر بلا نهاية، وأن الاسد لن ينجح في أي وقت في اعادة الدولة الى سيطرته الكاملة (“لا يمكن صنع بيضة من العجة”، اعتاد على القول وزير الدفاع السابق يعلون). ايران ايضا لم تكن في حينه لاعبة هامة في المنطقة، وروسيا كانت قد وضعت طلائع قواتها في سوريا.
لقد تغير الوضع منذ ذلك الحين بصورة كبيرة جدا. التهديد الوجودي زال عن نظام الاسد، وفي كل يوم يقوم باسترجاع مناطق جديدة الى سيطرته. روسيا تحولت الى عامل تأثير يوجد هنا من اجل البقاء، ومثلها ايضا ايران – التي تخطط لانشاء قواعد دائمة جوية وبحرية في سوريا، وأن تضع فيها مليشيات شيعية مقاتلة. كل ذلك يضع امام الجيش الاسرائيلي تحدي استراتيجي يختلف عن الذي كان قبل سنتين. وهذا لن يحدث في صباح الغد، لكن التوجه واضح ويستوجب الاستعداد له، اساسا في كل ما يتعلق بالاستخبارات والتسلح الدقيق بانظمة الدفاع الجوي وطائرات اعتراضية وتسريع التدريبات لقوات المشاة والاستعداد الذي له تكلفة عالية.
وحتى الآن علينا أن نسأل، اذا كان ذلك يبرر توسيع اطار الميزانية. الآن تقدر ميزانية الدفاع بـ 52 مليار شيكل (اضافة الى المساعدات الامريكية بالدولارات)، التي معظمها غير مخصص لزيادة قوة الجيش الاسرائيلي بل لامور اخرى، مثل التقاعد (8 مليارات)، اعادة التأهيل والمعاقين (3.5 مليار)، العائلات الثكلى وتخليد الذكرى (1.6 مليار) وغيرها.
الجيش الاسرائيلي سيجد صعوبة في ايجاد الاموال المطلوبة لزيادة قوته الآن. الاصلاحات لزيادة النجاعة في السنتين الاخيرتين لم تبق الكثير من الدهن الذي يمكن ازالته. الامريكيون ايضا لن يساعدوا: المساعدات المالية للعشر سنوات القادمة التي ستبدأ في 2019 تم الاتفاق عليها مسبقا. وفي فترة التقليصات الكبيرة في الولايات المتحدة، مشكوك فيه تبرير زيادة المساعدات لاسرائيل. ورد وزارة المالية متوقع: الحديث لا يدور عن مجرد خرق للاتفاق، بل عن أن الاحتياجات كثيرة – من المعاقين والبنى الاساسية وحتى التعليم والرفاه – وفي الاساس مقيدين، وزيادة ميزانية الدفاع ستؤدي الى المس بقطاعات اقتصادية اخرى.
المعنى هو تجديد المعركة على الميزانية. السياسيان ليبرمان وكحلون ربما سيربحان من حرب كهذه، التي ستوفر عمل لا بأس به للصحافيين الاقتصاديين والعسكريين والسكرتاريا في الوزارتين. ولكن بشكل موضعي هذه المعركة هي معركة سيئة للجميع، ونهاية هذه العملية معروفة مسبقا: سيتم ايجاد تسوية مبايية تعطي اضافة معينة اكبر من التي أرادتها وزارة الدفاع واصغر من التي وافقت عليها وزارة المالية. للأسف، في الطريق اليها سيملأ الطرفان من جديد شرايين الدم الفاسد التي فرغت اثناء بذل الجهود الكثيرة التي تمت في السنوات الاخيرة.
المصدر / لماذا ظهر نتنياهو مع علبة مخللات في مكتبه؟
المصدر – 24/10/2017
نتنياهو ينعت معارضيه بأنهم يشبهون المخللات في خطاب افتتاح دورة الكنيست الشتوية، في إشارة إلى نكدهم الدائم رغم النعيم الذي تعرفه إسرائيل في عهده .
خصّص رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، جزءا كبيرا من خطابه خلال افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الإسرائيلي، لإحصاء إنجازات حكومته وبالمقابل إلى مهاجمة المعارضة الإسرائيلية التي لا تكف عن رسم صورة قاتمة لإسرائيل في عهده، بأسلوب تهكمي أثار ردود فعل عديدة في إسرائيل.
فنعت نتنياهو المعارضة الإسرائيلية بأنها تشبه “المخللات”، قائلا إن المعارضة الإسرائيلية تقول إن إسرائيل تتدهور تحت قيادته، ولا تكف عن كيل الانتقادات اليومية بأن الائتلاف الذي يقوده يلحق الضرر بإسرائيل في الداخل والخارج. وهاجم نتنياهو المعارضة بأنه لا تعرف إلا التذمر والنكد.
وأوضح نتنياهو في خطابه أن الاقتصاد الإسرائيلي والقوة العسكرية لإسرائيلي تعززا في ولايته الأخيرة، إلا أن المعارضة تواصل التذمر بدل توجيه التقدير له ولحكومته. وقال نتنياهو: “إنكم تحجزون الرحلات الجوية إلى لندن وبرلين كل أسبوع، ومن ثم تعودون إلى إسرائيل لتنتقدوها”، وقصد نتنياهو أن إسرائيل اقتصاديا قوية، الدليل هو أن مواطنيها يسافرون كثيرا إلى خارج البلاد، لكن المعارضة تواصل التذمر عن الوضع في إسرائيل.
ولم يكتفِ نتنياهو بذكر المخللات في خطابه، فقد قام بنشر صورة غير عادية إلى صفحته الخاصة على فيسبوك، وهو مع علبة مخللات في مكتبه وكتب: “الشعب الإسرائيلي يحب المخلالات لكنه ليس عابس الوجه (مخلل الوجه)”.
وزخرت صفحة نتنياهو بتعليقات معظمها سخر من التشبيه الذي استخدمه نتنياهو لنعت المعارضة، ومن الصورة التي نشرها على صفحته الخاصة. وقال البعض إن نتنياهو يحاول صرف النظر عن التحقيقات التي تجريها الشرطة معه مستخدما حيل عديدة منها علب المخللات. وآخرون كتبوا إنه لا يليق برئيس حكومة أن يتصرف على هذا النحو.
هآرتس / لنتوقف عن تسليح القتلة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 24/10/2017
رغم أن اسرائيل لا تؤكد بشكل رسمي بانها تصدر تراخيص لشركات السلاح الاسرائيلية لبيع السلاح الى بورما، فان الصور تتحدث من تلقاء ذاتها. فقد نشر سلاح البحرية البورمي على صفحته على الفيسبوك صور سفن الدورية الاسرائيلية الجديدة من طراز “سوبر دبورا 3” التي تنتج في مصنع “رمتا” للصناعة الجوية. وعليها موقع اطلاق النار لشركة “البيت”. وسفن الدورية هي مجرد جزء من صفقة أوسع، وقعت بين اسرائيل وبورما وتقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات. وحسب تقارير من بورما، فان مصنع “رمتا” سينقل سفينتي دورية اخريين على الاقل لسلاح البحرية البورمي، ستبنيان في بورما نفسها بمساعدة تكنولوجية اسرائيلية.
رغم قول الامم المتحدة ان الجيش في بورما يرتكب تطهيرا عرقيا، ورغم قيود السلاح المختلفة التي فرضت علينا من جانب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، واصلت اسرائيل بيع السلاح الى بورما وتسليح مرتكبي جرائم الحرب ضد الاقلية الاسلامية من ابناء الروهينجا. منذ شهر آب الماضي تدفق الى بنغلادش اكثر من نصف مليون لاجيء من ابناء الروهينجا، وهؤلاء يشهدون على الافعال الفظيعة التي ترتكب في بورما بما فيها القتل والاغتصاب المنهاجيين. ولكن مع أن اسرائيل على علم بالمصيبة الجارية، رفضت الدولة الشهر الماضي في ردها على التماس الى محكمة العدل العليا ضد بيع السلاح الى بورما والذي تقدم به نشطاء لحقوق الانسان، الاعلان عن انها ستتوقف عن بيع السلاح لبورما. وبقي قرار العليا في الالتماس سريا وفقا لطلب الدولة.
لا توجد كلمات لوصف مدى العار في أن حكومة اسرائيل سلحت بشكل مباشر او غير مباشر جيش بورما، في الوقت الذي يرتكب فيه تطهيرا عرقيا. ولعار اسرائيل، فان حالة بورما ليست استثنائية، بل هي فقط الاخيرة في قائمة طويلة من الانظمة الاجرامية التي ترتكب جرائم ضد الانسانية، زودتها اسرائيل على مدى السنين بالوسائل القتالية، واشركتها في تجربتها العسكرية، وبالعلم أم بالتدريب. ولكن الى جانبها، ومع الصناعة الامنية تجلس في قفص اتهام التاريخ أيضا شركات السلاح الاسرائيلية الخاصة التي ترتزق من المساعدة العسكرية للانظمة التي تقتل النساء، الاطفال والابرياء. اما حقيقة أن الشركات عملت بترخيص من حكومة اسرائيل فلا تعفيها بصفتها هذه من المسؤولية عن العار.
على حكومة اسرائيل أن تزيل الوصمة الاخلاقية العالقة بها. فالاستقطاب السياسي في اسرائيل لا علاقة له بهذا الكفاح: احزاب الائتلاف والمعارضة يجب أن ترتبط معا للعمل من أجل الوقف الفوري لاصدار التراخيص لشركات السلاح الاسرائيلية لبيع السلاح الى بورما، والغاء صفقات سابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى