اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 18– 10 – 2017
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 18– 10 – 2017
معاريف / شروط اسرائيل للمفاوضات السياسية
معاريف – بقلم ينير كوزين – 18/10/2017
1. أن تعترف حماس باسرائيل وتوقف الارهاب وفقا لشروط الرباعية.
2. نزع سلاح حماس.
3. اعادة شهداء الجيش الاسرائيلي والمدنيين الاسرائيليين المحتجزين في غزة.
4. السيطرة الامنية الكاملة للسلطة الفلسطينية في غزة وفي المعابر، بما في ذلك منع التهريب.
5. استمرار احباط شبكات الارهاب لحماس في يهودا والسامرة من قبل السلطة الفلسطينية.
6. قطع حماس عن ايران.
7. ضخ الاموال والعتاد الانساني الى غزة فقط وحصريا من خلال السلطة الفلسطينية.
اسرائيل اليوم / خطة حماس: السيطرة على م.ت.ف
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 18/10/2017
التقارير التي تقول ان اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي يستهدف شق الطريق لضم حماس الى م.ت.ف وفي مرحلة لاحقة يتيح لها ولزعيمها السابق خالد مشعل احتلال تاج القيادة، ليست مفاجئة ويمكنها حتى أن تشرح الاستعداد المفاجيء من جانب حماس للوصول منذ البداية الى اتفاق مصالحة مع السلطة في ظل تخليها، حتى وان كان بشكل رمزي، عن حكمها في غزة.
من المهم أن نتذكر بان سيطرة حماس بقوة الذراع على قطاع غزة في حزيران 2007 جعلتها حاكم القطاع وسيد مصير سكانه، ولكنه لم يمنحها الشرعية الفلسطينية الداخلية والدولية ولا الاحترام الذي تحتاجه كي تتحول من حركة سياسية ومن ميليشيا عسكرية تحظى باحترام العالم كممثل وكزعيم الفلسطينيين.
ان السبيل الى تحقيق مثل هذا الهدف يمر عبر م.ت.ف، المنظمة العليا لمعظم التيارات الفلسطينية، والتي تمتعت منذ قيامها في كانون الثاني 1964 باعتراف وشرعية عربية ودولية وحتى اسرائيل اعترفت بها باتفاق اوسلو كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
بعد كل شيء، عرفات هو الاخر شق طريقه في حينه الى القمة من خلال السيطرة على م.ت.ف . خطواته الاولى اتخذها بشكل عام في منظمة فتح التي اسسها مع رفاقه في كانون الثاني 1965 في دمشق برعاية سوريا. وشكلت فتح وزنا مضادا ومنافسا لـ م.ت.ف، المنظمة الاعلى التي اقيمت بالهام مصري. اما عرفات فبقي لاعبا هامشيا في الساحة الفلسطينية وفقط بعد حرب الايام الستة استغل الهزيمة العربية كي ينضم على رأس فتح الى م.ت.ف وفي وقت لاحق السيطرة عليها والتحول الى أن يصبح زعيمها.
مشعل بالتالي يسعى الى السير في طريق عرفات، وهذه خطوة لمن يتطلع الى قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية، وبشكل خاص بعد أن فهم بان القوة العسكرية بل والسيطرة بقوة الذراع على هذه الارض الاقليمية أو تلك لن تمنحه الشرعية التي يحتاجها.
من الصعب الافتراض بان رجال فتح سيسلمون طواعية مفاتيح القيادة وينبغي الافتراض بان القاهرة ايضا غير معنية بتعزيز حماس. ولكن لسياقات شبه ديمقراطية كهذه آلية خاصة بها. في 2006 اقنعت واشنطن اسرائيل بالسماح لحماس بالتنافس في الانتخابات بدعوى أنها على أي حال ليس لها أي أمل في أن تفوز. غير ان حماس هي التي انتصرت عمليا في الانتخابات، وينبغي الافتراض بان هذه هي مناورة سياسية يسعى خالد مشعل الى تكرارها الان من خلال الانضمام الى م.ت.ف والتنافس على قيادتها.
اسرائيل اليوم / عاصفة مشعل: “فليكشف الملحق السري”../ في فتح يعدون: سنحبط كل انخراط لحماس في مؤسسات م.ت.ف
اسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي – 18/10/2017
عاصفة في قمة القيادة الفلسطينية في أعقاب كشف “اسرائيل اليوم” بان تفاهمات الاتفاق تتضمن بنودا سرية – وعلى رأسها اصلاحات تسمح بدمج حماس في مؤسسات م.ت.ف، الخطوة الكفيلة بشق طريق رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، خالد مشعل، الى منصب رئيس السلطة الفلسطينية بل والى منصب الرئيس اذا ما قامت دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في م.ت.ف وفي فتح في اعقاب التقرير بانه سيطلبون اجتماعات عاجلة للجنة التنفيذية لـ م.ت.ف واللجنة المركزية لفتح وسيطالبون بالكشف عن تلك البنود كما سيطالبون بتعهد بعدم تنفيذ عمليات ارهاب من مناطق الضفة الغربية مقابل التنسيق مع حمال لكل خطوة سياسية مستقبلية في المفاوضات مع اسرائيل اذا ما وعندما تتحرك المسيرة السلمية العالقة.
وقال مصدر كبير في فتح لـ “اسرائيل اليوم” انهم في فتح سيعملون على احباط امكانية أن تندرج حماس في مؤسسات م.ت.ف: “لن نسمح باي شكل من الاشكال ان يفرش بساط أحمر لخالد مشعل كي يسيطر على المنظمة أو يعين رئيسا لفلسطين. لقد فشلت حماس عمليا في الانقلاب السلطوي الذي قامت به في غزة، والان تحاول المنظمة بطرق الخداع السيطرة على الحكم في الضفة الغربية أيضا. هذا لن يحصل لا بعد سنة ولا بعد عشرين سنة. فإما أن تكون وحدة وطنية وشراكة حقيقية من أجل الشعب الفلسطيني أو انها خطوة دهاء اخرى من حماس للسيطرة على الضفة الغربية ايضا، مثلما فعلت في قطاع غزة وحملت السكان هناك الى الفقر المدقع ومعدلات البطالة الاعلى في العالم”.
وأعرب مصدر مصري كبير، مشارك في تطبيق تفاهمات اتفاق المصالحة عن تخوفه من أن كشف الملحق السري – الذي يتضمن بنودا سرية تتعلق بدمج حماس في مؤسسات م.ت.ف وتنسيق الخطوات السياسية بين فتح وحماس في كل ما يتعلق بالمسيرة السلمية مع اسرائيل – سيؤدي مرة اخرى الى انهيار اتفاق المصالحة. “هناك غضب شديد في أوساط قيادة فتح في مسألة البنود السرية وتقينا رسائل من عمان ايضا بان الاردنيين لا يرتاحون، هذا على أقل تقدير، من امكانية أن تدخل حماس في مؤسسات م.ت.ف ويرث خالد مشعل مكان ابو مازن”، قال، “اذا كانت حماس في الماضي هي التي احبطت اتفاقات المصالحة – فهذه المرة الخوف هو أن يفعلوا في فتح كل شيء كي يضعوا العراقيل ويحبطوا تطبيق الاتفاق، فقط كي لا يسمحوا بادخال حماس الى فتح وامكانية ان يتنافس مشعل على الرئاسة الفلسطينية”.
يديعوت / اذا كان هذا زعيم اليسار، فمن الافضل التصويت لليمين
يديعوت – بقلم أفيعاد كلاينبرغ – 18/10/2017
المعضلة التي يقف أمامها رجل أو إمرأة الوسط – اليسار الاسرائيلي، ولنقل المعسكر الصهيوني، الذي يسعى الى الوصول الى الحكم، بسيطة رياضيا ومعقدة ايديولوجيا. فمن اجل خلق ائتلاف يحظى بثقة الكنيست لا يكفي اجراء جولة كراسي موسيقية في داخل الكتلة بل يجب نقل المقاعد هذه من اليمين الى الوسط – اليسار.
ان فرضية كل من يدعون التاج من اليسار، منذ 1977، هي أن ليس لمصوتيهم خيار حقيقي للتصويت من خارج الكتلة. فهم “في الجيب” إذن. والفرضية الثانية كانت هي أن جزءا على الاقل من مصوتي اليمين سيكونون مستعدين لتغيير تصويتهم اذا اقتنعوا بان حزب الوسط المذكور مبطن برجال أمن وبتائبين من اليمين وانه أقل يسارية واكثر يمينية مما اعتقد. وهدف المهاجمين للحصول على ديوان رئيس الوزراء هو بالتالي التزلف لتلك المقاعد القليلة التي يمكنها ان تنتقل من كتلة الى كتلة بتصريحات يمينية. هذه التصريحات وان كانت ستغضب رجال معسكر”هم”، الا أنهم مع حلول الوقت سيصوت هؤلاء في داخل الكتلة (في اقصى الاحوال سيتحركون قليلا الى اليسار في داخل الكتلة بمعنى انهم سيصوتون لميرتس وليس للمعسكر الصهيوني). والمخاطرة الوحيدة التي يأخذها هؤلاء التكتيكيون ومستشاروهم بالحسبان هي امكانية أن يبقى مصوتوهم في البيت في ظل النفور من قيادتهم. وهم يفترضون بان هذه المخاطرة قليلة. في لحظة الاختبار فان اعتبار “كله الا بيبي” سيتغلب.
لهذا التكتيك الذي لم ينجح حقا في الحملات الانتخابية الاخيرة، توجد جوانب استراتيجية لا يحسب المستشارون حسابها حقا. فمعسكر يقوده على مدى السنين زعماء ينشغلون في قسم كبير من الوقت بالتزلف لاولئك الذين خلف الجدار، الحذرون، لاعتبارات تكتيكية من ألا يقولوا أي شيء لن يحبه رجل اليمين الذي يفكر ربما في التفكير بالتصويت للعمل، يفقد عموده الفقري الاخلاقي والاستعداد للتجند. ولما كان يعتبر كمخزون قوى “مؤكدة” ليس الا، فمن الصعب جدا حمله على العمل الى ما هو اكثر من التصويت، في ظل اغلاق الانف، في يوم الانتخابات.
ان الخطوة الاكثر ذكاء المتمثلة بـ “الى اليمين سر” تكرر نفسها منذ سنوات عديدة. لا حاجة للمرء لان يكون خبيرا كبيرا كي يشخصها. وعلى الرغم من ذلك فان تصريحات آفي غباي الاخيرة تجاوزت خطا ما، ان لم يكن أحمر فأخضر. كيفما اتفق نجد أن التفافة غباي الى اليمين تبدو صادقة قليلا وقاطعة قليلا اكثر مما ينبغي. فقد بدأ هذا بالاعلان بانه لن يجلس في ائتلاف مع القائمة المشتركة. ان مجرد الاعلان ليس غير معقول، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان مواقف قسم من اعضاء القائمة المشتركة. ولكن غباي لم يسارع الى الايضاح لماذا لا يعتزم. ففي المقابلة التي منحها فور التصريح اياه امتنع غباي عن الايضاح بانه لا يرفض المصوتين العرب ولا يرفض التعاون مع ممثليهم ممن هم مستعدون للوصول الى توافقات مع الكتلة الائتلافية التي يأمل في قيادتها.
ان هذا الرفض للايضاح، حتى في ضوء الانتقاد الذي اتهمه باخراج مواطني اسرائيل العرب عن الجدار، هو رفض اشكالي. فلم نكف عن التساؤل ماذا يعني هذا بالضبط، فاذا بغباي يوفر لنا قولا آخر، هذه المرة في مواضيع المستوطنات. وهذه المرة ايضا بدا هذا بقدر أقل مثل غمزة لليمين وبقدر اكثر كعناق عاصف. عندما سئل هذا كان سيخلي عاليه وعوفرا، اللتين توجدان خارج “الكتل الاستيطانية”، لم يجب غباي “بيسارية” (بالتأكيد) ولم يتملص (احتمال آخر). بل أجاب بـ “يمينية” جارية: “اذا كنت تصنع السلام فلماذا تحتاج للاخلاء؟ اعتقد بان الالية أو الاصطلاحية اللتين اعتدنا على استخدامهما هنا، بتعابير اذا كنت تصنع السلام فانك ستخلي – ليستا صحيحتين بالضبط”.
“الالية أو الاصطلاحية”، على حد تعبير غباي، بالفعل “ليستا صحيحتين بالضبط”. فاليمين/الظروف/الفلسطينيون خلقوا وضعا حتى في الوسط لا يعتقدون بان اتفاقات السلام تستوجب اخلاءاً شاملا (اذ انه توجد “الكتل” المقدسة). والسؤال هو ليس اذا كان الاخلاء ضروريا، بل اذا كان الاخلاء، كل اخلاء، محظورا. يخيل أن غباي يميل الى الموقف الثاني – موقف يميني صرف (السلام مقابل السلام، ولن يخلى أي شبر). اذا كان هذا زعيم اليسار، فقط بات من الافضل التصويت لليمين.
أريد أن آمل بان غباي ليس رجل اليمين. اريد أن آمل بانه يفهم بانه لا يمكن الوصول الى الحكومة من خلال تصفية ايديولوجية لمعسكره. لننتظر ونرى.
هآرتس / فيزا للتنكيل
هآرتس – بقلم عميره هاس – 18/10/2017
لماذا دولة اسرائيل تقلق الى هذه الدرجة من فلسطينية من رام الله متزوجة من مواطن دولة اوروبية معينة، أو من فلسطيني من بيت لحم يوجد لزوجته جواز سفر امريكي؟ ما الذي يقلقها من الزواج المختلط حتى تمد يدها الطويلة الى غرف نومهم وتسحب من هناك الزوج أو الزوجة من سكان الضفة الغربية، وتقوم بطردهم الى خارج البلاد.
نشر في “هآرتس” مقال عن التنكيل الاسرائيلي – الرفض الممنهج للمصادقة على بقاء زوج غير فلسطيني مع عائلته في الضفة الغربية. المقال ابتلع في الثقب الاسود الاسرائيلي لـ “لا يعنينا”. ولكن منذ ذلك الحين اتصل ازواج آخرون لابلاغي أن اسرائيل تجبرهم على العيش منفردين. الامر يتعلق بالسياسة وليس بعدد من الحالات الخاصة.
طرق الفصل الاجباري متنوعة، في أساسها التجميد الطويل لجمع شمل العائلات والذي تحدد فيه اسرائيل متى سيبدأ ومتى سينتهي وكم عائلة يشمل ومن من العائلات. جمع شمل العائلات هو منح الاقامة وبطاقة الهوية من السلطة الفلسطينية. لهذا يعيش الازواج في منازلهم بواسطة فيزا سائح يتم تمديدها لفترات، سواء من خلال الادارة المدنية أو بعد سفر قصير الى الخارج.
فجأة يستيقظ الازواج ويكتشفون أن طلب تمديد الفيزا مرفوض؛ أو أن التصريح الذي أعطي لهم مدته قصيرة؛ وأنهم مهددون بأنهم اذا استمروا في العمل في الضفة فسيتم طردهم لأن هذا يشكل خرقا لشروط الفيزا كما يبدو؛ أو أنه قبل العودة الى البلاد يجب عليهم دفع مبلغ ضمانة غير معقول، يصعب عليهم الحصول عليه؛ أو يتم استدعاء الزوجة الى محادثة تهديد في مكاتب الادارة المدنية. “لقد دخلت الى البلاد عن طريق مطار بن غوريون”، هكذا تحدد الموظفة الجريمة النكراء التي ارتكبتها تلك الزوجة. أو ببساطة لا تكون موافقة على تمديد فترة الفيزا، وفي مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق وفي الادارة المدنية لا يوجد من يقوم بالاتصال.
رحلة صعبة من المعاناة اجتازها ازواج مختلطون في الضفة الغربية قبل 11 سنة تقريبا – بعد سنوات كان فيها اتفاق غير مكتوب، يتم بحسبه تمديد الفيزا السياحية للازواج بصورة ثابتة. ازواج مختلطون تنظموا واثبتوا أن الامر غير متعلق بـ “مشكلة شخصية”، بل بقرار سياسي اسرائيلي. ممثليات اجنبية اظهرت عدم الارتياح، ونتيجة ذلك فان عملية جمع شمل العائلات تم احياءها لفترة قصيرة. وفي مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق صيغت تعليمات كان من شأنها تمكين الازواج من مواصلة العيش في بيوتهم.
ما الذي حدث فجأة كي تقوم اجهزة السيطرة الاسرائيلية عادت لتفعيل التنكيل بالازواج؟ جواب منسق اعمال الحكومة في المناطق لم يعط لنا. وفقط يمكن التخمين: الضعف الفلسطيني، دونالد ترامب، صعود اليمين في اوروبا، نحن نستطيع ذلك، هذه طريقة اخرى لطرد وتهجير الفلسطينيين من هنا،حيث أن الامر يتعلق باسرائيل الكاملة، والديمغرافيا خاصتنا تخشى من الاطفال الفلسطينيين الجدد.
هناك أمران بارزان آخران هنا. الاول هو أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن مسؤولية تمثيل مواطنيها. “لا يمكننا فعل أي شيء”، قال موظفو وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارة الشؤون المدنية (التي تعمل مقابل منسق اعمال الحكومة في المناطق). لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بطرح هذا الامر في المحافل الدولية مثلما تطرح موضوع الحرم؟. والامر الثاني هو، حسب شهادات الازواج غير الفلسطينيين، أن غالبيتهم واجهوا ايضا استسلام ممثلياتهم، ممثلو الولايات المتحدة العظمى، المانيا القوية، فرنسا النبيلة. أنتم تعرفون جيدا أن مواطنتكم غير يهودية، المتزوجات من اسرائيليين يهود لا يواجهن مثل هذه المعاملة القاسية. هل تمييز فظ كهذا وبصق اسرائيل في وجه مواطني هذه الدول هي أمور سهلة الى هذه الدرجة في نظركم.
هآرتس / ماذا بشأن العرب – هل يريدون المشاركة في الحكومة؟
هآرتس – بقلم سامي بيرس – 18/10/2017
أحد السياسيين الذين خاب أملهم من شمعون بيرس قال ذات مرة إن بيرس يهتم فقط باصدقائه الجدد، أما الاصدقاء القدامى فهم في الجيب. هذا الامر يذكر بعلاقة اعضاء حزب العمل بالاحزاب العربية. فهم يسعون خلف اصوات الوسط واليمين، على فرض أن الاحزاب العربية لم توصي في أي يوم الرئيس بمرشح من اليمين لتشكيل الحكومة. رئيس حزب العمل آفي غباي لا يختلف عن أسلافه في هذا المنصب. ورغم ذلك، خيبة أمل اليسار منه لأنه استبعد الائتلاف المستقبلي مع القائمة المشتركة، كانت متوقعة. ولكن اذا كانت توجد خيبة أمل منه فماذا بشأن القائمة المشتركة؟ هل اعضاؤها كانوا مستعدين للمشاركة في الحكومة برئاسة غباي؟.
الاجابة على ذلك هي “لا”. ليس هناك اهتمام لدى الحزب الذي يمثل الوسط العربي الذي يشكل حوالي 20 في المئة من سكان اسرائيل، بأن يكون شريكا في أي حكومة، وبالذات حكومة اليمين. ولكن في حكومة رابين وباراك لم تشارك الاحزاب العربية ايضا. وحتى في فترة نشوة اوسلو، وفرت الدعم من الخارج ولم تفكر في الانضمام الى الحكومة. الاحزاب العربية على مر اجيالها طالبت المساواة والمشاركة وتوزيع الموارد العادل. ولكن خلافا للاحزاب الحريدية التي أرادت التواجد في الحكومة دون الاهتمام بمن يرأسها، من اجل الحصول على الانجازات لناخبيها، لا تريد الاحزاب العربية الانضمام الى الحكومة. الشأن السياسي – الامني يسبق في اعتباراتها مشكلات التعليم والصحة والبنى التحتية والرفاه.
في الواقع الامني توجد امكانية كامنة لاحتكاك سياسي – قومي يومي. المشاركة في حكومة تقوم بقصف غزة أو توسع الاستيطان وغير مستعدة لانهاء الاحتلال، تقع على كل اعضائها مسؤولية جماعية، وهذا هو الامر الاخير الذي تريده الاحزاب العربية. ما يثير حب الاستطلاع رؤية عضو الكنيست احمد الطيبي وزيرا للصحة، أو عضو الكنيست أيمن عودة وزيرا للاسكان، يمكنهما احداث تغيير هام للسكان العرب. ايضا في الوسط العربي يوجد كثيرون كانوا يريدون رؤية اعضاء الكنيست العرب يشاركون في ادارة شؤون الدولة. ولكن القائمة المشتركة تقدم صفقة متشددة: قوموا بانهاء الاحتلال، وحققوا السلام والمساواة، وبعد ذلك سنتحدث. في هذه الاوضاع، غباي يقول الحقيقة. وقد كان بامكانه أن يكون مهذبا أكثر ويقول “سنكون سعداء من رؤية أي حزب عربي في حكومة برئاستي وهو يوافق على خطوطنا الاساسية”، لكن هذه الاقوال هي علاقات عامة فارغة. والحقيقة تكون أفضل من النفاق.
غباي يتصرف في هذه المرحلة بصورة عملية وانتهازية، هدفها أن ينقل للمعسكر الصهيوني أكبر قدر من الاصوات من حزب يوجد مستقبل، وربما من الاحزاب اليمينية. هذا هو ايضا الاساس في تصريحاته ضد اخلاء المستوطنات. ايضا القائمة المشتركة تفضل مقاربة عملية تتمثل بالتوجه الى القاسم المشترك للوسط العربي بدل ما يمكن أن يبدو مثل التعاون مع حكومة لا تعمل على انهاء الاحتلال. ربما يكون من الاجدر أن تتعلم شيئا من تجارب السياسيين الذين ارادوا كل شيء أو لا شيء.
الرئيسة السابقة لحزب العمل، شيلي يحيموفيتش، التي فازت في انتخابات 2013 بـ 15 مقعدا، سئلت ذات مرة لماذا ترفض الانضمام الى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وكان ردها أنه “لن يسمح بتطبيق سياستي”. وقد لاحظت في هذه الاجابة شيئا من الدلال. في الخارطة السياسية الحالية، أي حزب لا يمكنه أن ينفذ بواسطة 15 مقعدا سياسته. يستطيع أن يحظى على الاكثر باربع وزارات هامة وأن يحدث فيها ثورات. وأن يقوم بدور لاعب الفيتو فيما يتعلق بالمواضيع الاساسية. لقد كان بامكان يحيموفيتش أن تنفذ جزء من سياستها، لكنها فضلت عدم تنفيذ شيء. وهذا ما قامت به الاحزاب العربية حتى الآن. غباي ليس بحاجة الى القائمة المشتركة في تركيبة الحكومة الحالية، لكن هذا الامر لا يعفيه من الشراكة مع الوسط العربي، الذي يوجد لليهود معه الكثير من الامور المشتركة، سواء رغبنا في ذلك أو لا.
معاريف / شريك ارهاب
معاريف – بقلم ميخائيل كلاينر – 18/10/2017
على قرار الحكومة ان يختبر بعيون عملية وبعيون قيمية. فعلى المستوى العملي وضعت حكومة اسرائيل أمس امام الفلسطينيين قدرا لا يمكنهم الصمود امامه. فكل ذي عقل يفهم بان المصالحة الفلسطينية لا تستهدف نزع سلاح حماس، لا تستهدف هجر طريق الارهاب ولا حتى لتغيير كتب التعليم الفلسطينية التي ترفض حق اسرائيل في الوجود والتحريض والكراهية لروح السلام وروح المصالحة. على المستوى العملي، قيد قرار حكومة اسرائيل الفلسطينيين، قيد نفسها وقيد المسيرة السياسية.
على المستوى القيمي، فان القرار هو قرار بائس. إذ يفهم منه وكان حماس هي سلطة الشر بينما السلطة الفلسطينية هي منظمة الخلاص. هذا قرار يعيدنا الى عهد اوسلو البهيج والى التوقع بان السلطة ستقوم بالعمل من أجلنا. وهو يشهد على قراءة غير صحيحة للخريطة إذ ان كل ما تغير من عهد اوسلو هو انه في حينه كانت الاتفاقات بين حماس وفتح تتم في الظلام بينما هي تتم الان في وضح النهار. فهل سار الاثنان معا دون ان يلتقيا؟ بدلا من ان يميط اتفاق المصالحة اللثام عن وجه ابو مازن، وفر له قرار الحكومة خشبة قفز لتلقي شرعية دولية واسرائيلية.
حتى لو كان الحديث يدور عن قرار تكتيكي في اساسه، جاء لان يرفع التعاون بين السلطة وحماس الى السطح ضد العدو المشترك، الا وهو “الكيان الصهيوني”، فان التاريخ سبق أن علمنا بان في الشرق الاوسط للتصريحات قوة أقوى من الواقع. هنا الاقوال تخلق هيمنة، تتوج ملوكا، تقيم دولا وتخلق اتفاقات تمنح قوة وشرعية لاعدائنا وتطلب تنفيذا لها من جانب اسرائيل، الى جانب طلب التسامح والاحتواء من جانبنا تجاه خروقات فظة من الجانب المقابل.
الاسود يقرر الابيض. الضوء يقرر الظلام. قرار الحكومة يميز السلطة الفلسطينية عن حماس ويعرضها كعامل ايجابي وطاهر مقابل قوى الشر لحماس. كان ينبغي القول ان الزرزور ذهب ليزور الغراب، إذ ان “الشريك” انكشف كشريك ارهاب وليس كشريك سلام، وثبت بانه لا يوجد ولا يمكن ان يكون لنا حوار مع ابو مازن. ان قرار الحكومة يساهم في تشويش المفاهيم السياسية – الاخلاقية في منطقتنا، ويؤكد فقط الحاجة الى انعاش ايديولوجي وبحث عن حلول جديدة وابداعية ترسم للعالم الغربي المشوش الطريق لاعادة تعريف المفاهيم الاخلاقية والقيمية لمكافحة الارهاب، والتي منها تستمد الادوات والوسائل اللازمة لهذا الكفاح.
معاريف / على مسار خطير
معاريف – بقلم نداف هعتسني – 18/10/2017
تصوروا شخصا يحرص على تعزيز جدران بيته ضد الرياح والامطار ولكنه لا يفعل شيئا ضد مرض عضال يأكل جسده. صحيح ان الرجل يتباكى ويتهم الفيروس بصرخات النجدة، ولكنه يمتنع عن تعزيز جسده ويصد عن تناول الادوية. هكذا بالضبط يتصرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – من جهة يقاتل مزبدا ضد النووي الايراني، ومن جهة اخرى يترك سائبا قلب البلاد لزحف سرطاني من السلطة الفلسطينية. يخنق الاستيطان ويعزز العدو الابومازني الذي يرتبط الان بحماس.
يدعي نتنياهو كل الوقت بان الاستيطان هام وان السلطة الفلسطينية محرضة وخطيرة. ولكن دوما توجد له معاذير لعدم العمل. في فترة اوباما اوضح بان هذا هو الرئيس الاكثر عداء لاسرائيل ويجب الانتظار الى أن يتغير. اما الان فهو يدعي بان لدينا في واشنطن الصديق الافضل في أي وقت من الاوقات ولكن النتيجة أخطر بكثير. في هذا الوردية الصديقة نبني أقل مما في الايام الاكثر ظلما لاوباما.
لقد أثبتت مسألة النووي كم أن نتنياهو يعرف كيف يتجرأ حين يكون الحديث يدور برأيه عن مصلحة حرجة لاسرائيل لدرجة الوقوف ضد الرئيس في الكونغرس. وها هو من أجل منع السيطرة الفلسطينية على قلب البلاد، ومن أجل البناء في الاحياء اليهودية في القدس لا يتجرأ على تحريك ساكن. الحقيقة هي انه يسترق الى الفكر ان نتنياهو لا يريد حقا البناء ومعني بتعزيز ابو مازن وكأنه هو ايضا يعاني من متلازمة دان مريدور وتسيبي لفني وتبنى مواقف اليسار، ولكنه يخشى الاعتراف بذلك لاعتبارات البقاء السياسي. ولكنه اذا كان يريد البناء حقا، فان مخاوفه ليس اقل من خطا فتاك. فضمان البقاء والازدهار لدولة اسرائيل الصهيونية يكمن في يهودا والسامرة. فلا يمكن ان تكون لك دولة حين يكون حكم معاد واجنبي يسيطر على سلاسل الجبال، ولا يمكن تبرير وجود الشعب اليهودي في “فلسطين” بلا ازدهار صهيوني في بيت ايل، الخليل والقدس. والى جانب ذلك فان استمرار وجود السلطة الفلسطينية خطير اكثر حتى من التحول النووي لايات الله.
ان القول الاخير لترامب بالذات بالنسبة لعدم نقل السفارة الى القدس يجسد حجم فشل نتنياهو. فقد أوضح ترامب بانه يريد أن يعطي فرصة اخرى للمفاوضات ولهذا لانه لا ينقل السفارة. من ناحية اسرائيلية، فان هذا هو تكسير للقواعد. إذ انه حتى حسب نتنياهو لن نتخلى ابدا عن القدس الموحدة، فما بالك عن غربي القدس. وبالتالي ما الصلة بين المفاوضات وبين السفارة في غربي العاصمة؟ الحقيقة هي أن هذا القول يؤكد كم حصل ان البيت الابيض لم يوضع امام الاعتراف بان مثل هذه الخطوة التفكيرية تؤدي بالضرورة الى طريق مسدود في المفاوضات. وهو يجسد كم أن نتنياهو لا يضع خطوطا حمراء ويزرع في واشنطن الاحساس بان الانسحاب والاقتلاع في يهودا والسامرة – الاستسلام للعدو الفلسطيني – لا يزال ممكنا.
في ضوء الاستراتيجية الامريكية الحالية في الشرق الاوسط، فان خطأ نتنياهو جذري اكثر بكثير. فمثلا الصمت المغلوط امام الخطوة المصرية لتقريب رام الله وغزة، والتي هي جزء من المحاولة الامريكية لاعادة تنظيم القوى في الشرق الاوسط. وتسخين العلاقات بيننا وبين العالم العربي ايجابي من ناحيتنا فقط اذا كان لا يتضمن تضحيتنا على المذبح الفلسطيني. اذا كنا سنطالب مرة اخرى بان ندفع بمصالحنا الحيوية ثمنا للانسجام الواشنطني المزيف، فليتفجر الانسجام. وما يحصل اليوم في خط فتح وحماس هو جزء من مسار خطير محظور علينا حقا السكوت امامه. هكذا فان اخطاء سياسة نتنياهو خطيرة لدرجة أنها تغطي على الانجازات التي لا بأس بها للسياسة الخارجية الاسرائيلية.
هآرتس / شكرا لك، يا آفي غباي
هآرتس – بقلم عبد ل. عزب – 18/10/2017
شكرا لك، يا آفي غباي، رئيس المعسكر الصهيوني. شكرا لك لأنه اصبح واضحا الآن لكل العالم أنه ليس للفلسطينيين “أي شريك” في السلام. شكرا لك لأنك أوضحت مرة اخرى لكل من كان له شك في ذلك أن مفهوم “وسط سياسي” هو مفهوم كاذب في اساسه في افضل الحالات. وفي الوضع الحقيقي هو يمين قومي اسرائيلي. نعم، أنت قومي يميني، ليس لأن تصريحاتك في يوم الثقافة في بئر السبع جاءت بشيء جديد بالنسبة لي. ولكن في قولك إنك لن تجلس مع القائمة المشتركة في حكومة واحدة، هناك شيء من الاعلان عن نوايا يجب عدم الخطأ في فهمها: لقد جئت من الليكود وستعود الى الليكود. هذا على الاقل ما يبدو لك.
منذ انضمامك لحزب العمل “لعب الفأر بعبي”، كما يقول المثل العربي عندما يريدون التعبير عن تشككهم بشخص ما. لقد كنت من اللحظة الاولى متهما في نظري. وتصريحاتك كانت غامضة، وقريبة من ابقاء جسر من اجل الهرب الى حضن اليمين الذي جئت منه. وأنت لم تقم في أي يوم بانتقاد بنيامين نتنياهو على أي فعل قام به. بل بالعكس، بعد انتخابك شاركت ذات مرة في مظاهرة امام منزل المستشار القانوني للحكومة، وعلى الفور قمت باسماع عدد من التصريحات التصالحية تجاه اليمين. وقبل بضعة ايام كتبت أنك تؤيد خطوات نتنياهو (وإله اليمين الاسرائيلي الجديد دونالد ترامب) ضد اليونسكو.
إن انضمامك لحزب هو صفقة تجارية بكل معنى الكلمة، حيث أنك رجل اعمال ناجح. إن مباديء حزب العمل تهمك مثلما تهمني اسعار مواد التجميل التي تستخدمها رهانا. حزب العمل يعتبر بالنسبة لك مكان آخر للعمل، دوره هو تحقيق نجاحك المهني، وهو سطر آخر في سيرتك الذاتية وصولا الى السطر الموعود وهو “رئيس حكومة اسرائيل”. من ناحية ايديولوجية وناحية عملية ليست لك أي علاقة مع العمل والعمال، ولا مع حقوق العمال أو الحياة المشتركة بين اليهود والعرب. ومثل أي شخص انتهازي، تقوم باسماع تصريح مخالف لموقف جمهور الليكود، وبعد ذلك على الفور تقوم باسماع صلية من التصريحات تصالح ذلك الجمهور. ولكن بقولك ذلك فانك تنسى حقيقتين. الاولى، أنه لا يوجد ولا يمكن أن يوجد وسط سياسي في اسرائيل بشكل خاص وفي العالم بشكل عام. التجربة التاريخية تثبت أن ما يبق هو إما يسار أو يمين. والشعب في اسرائيل يعرف ذلك، وهو يميل في معظمه نحو اليمين. وهذا توجه يزداد ويتعزز، سواء بسبب غباء هذا الشعب، الذي اختار الطريق القومي والفاشي مثل شعوب اخرى، والذي سيدفع مقابل ذلك ثمنا باهظا في المستقبل. أو بسبب خضوع اليسار لنفس الجمهور، ومحاولة جذب “جماهير اخرى”.
الحقيقة الثانية هي أن يئير لبيد ما زال يعيش بيننا، حي يرزق. وللتذكير، لبيد بدأ طريقه في حزبه الآخذ في التلاشي، والذي لا مستقبل له باستخذاء أمام اليمين. لقد أقام حزبه في مستوطنة، وكان تصريحه الاول بعد انتخابه للكنيست هو أنه لن يقيم كتلة مانعة مع “الزعبيين”. وها هو الآن، ورغم سلوكه اليميني – القومي على شكل ملاحقة استحواذية لمنظمات حقوق الانسان، أو المحسوبة على اليسار (دائما حقوق الانسان واليمين عدوين لدودين)، ومحاولاته اليائسة بأن يبدو مقبولا في نظر مصوتي اليمين، فان نتنياهو وجمهور ناخبيه، يحتقرونه بصورة مثيرة للشفقة، حتى لدى كاره شديد لطريقه مثلي.
إذا على مهلك في استخذائك لليمين. خلافا للبيد، أنت حتى ما زلت لم تشارك في حملة انتخابية واحدة كرئيس حزب. واذا كنت لا تفهم حتى الآن أن ناخبي نتنياهو لن يوافقوا في أي يوم على قومي يميني هاوي مثلك، لأنهم يريدون شخص قومي يميني حقيقي، يجدر بك أن تفهم ذلك. لقد حاول اسحق هرتسوغ استخدام هذا الاسلوب قبلك، وحزب العمل واجه رفضا تلو الآخر، ولا نريد التذكير بتنكيل نتنياهو به، عندما أراد هرتسوغ ضمه الى الحكومة، لكنه في الحقيقة استخدمه كسوط لتهديد نفتالي به.
وبمناسبة ذكر بينيت، يا سيد غباي، نحن لم نسمع منك في أي يوم تصريح يتحفظ من مشاركة مستقبلية مع اليمين المتطرف. حسب سلوكك حتى الآن، يبدو أنك لن تستبعد مشاركة مع بنتسي غوفشتاين وكهانييه. مرافعاتك من شأنها أن تذكرني بأنه ايضا عمير بيرتس الذي أيدته، استبعد في حينه مشاركة مع القائمة المشتركة “في تركيبتها الحالي”. هذه حقيقة ثابتة. إن احترامي لعمير بيرتس ينبع اساسا من كونه زعيم عمالي نما من الضواحي، ولم ينس ذلك في أي يوم. ولكن بيرتس هو ايضا زعيم “يسار صهيوني”، لذلك هو مصاب بامراض ذلك اليسار. ايضا اسحق رابين اخطأ في حينه في استبعاد حداش والحزب الديمقراطي العربي، لكنه أقام معهم كتلة مانعة بشكل علني. وقد حظي مواطنو اسرائيل العرب بالقليل من الفائدة بسبب ذلك.
عندما نفكر بشكل جيد في تصريحات آفي غباي، نكتشف جانبا ايجابيا آخر وهاما: هل ربما أخيرا يفهم زهير بهلول وجماعته أنهم يعملون في خدمة زعيم قومي لحزب قومي؟ وأنه قد حان الوقت لأن يلقوا في وجه هذا الحزب العنصري ورئيسه استقالاتهم؟ لأنهم يعملون تحت قيادة رئيس هو في الحقيقة عدوا لشعبهم؟ هذا لن يحدث بسبب الكرسي، الكرسي. أو ربما كما قال جدي المتوفى “مئة صرخة على الذئب لن تجعله يشعر بالخجل”؟.
معاريف / لا تدعوهم يخدعوكم
معاريف – بقلم ران أدلست – 18/10/2017
ذات يوم قام سياسي كبير للغاية في حكومة اسرائيل ليطرح مسألة محارق اوشفيتس. ولم يكن الموقف في يوم الكارثة أو في يوم مظاهرة نازية، ولا حتى امام تصريح لاسامي من زعيم يميني. فسبب أقوال المسؤول الكبير كانت فظائع النظام السوري. وكان السبب الحقيقي على ما يبدو هو الحاجة العاجلة للتغطية على انهيار سياسة حكومة اسرائيل في كل جبهات سياسة الخارجية والامن ولا سيما في الجبهة السورية. فبين الحين والاخر، مثلا، يقصفون هناك، حسب تقارير اجنبية، مخزن سلاح أو قافلة مشبوهة. هذا لا يعني أن السوريين أو حزب الله سيتوقفون عن التسلح، ولكن في هذه المناسبة يمكن صرف الانتباه ايضا عن تحقيقات رئيس الوزراء مثلا. فالدم والنار وعواميد الدخان تحسن دوما مع من يريد ان يصرف الانتباه عن المشاكل التي ينطوي عليها سلوكه.
هذا لا ينجح دوما. فلا تزال توجد لنا الكارثة. فهي كل حياتنا، وستنقذنا من كل ضائقة كما تقول القصيدة. كل شيء بدأ عندما انتشرت شائعة تستند الى معلومات استخبارية مثبتة ويمكن نشرها على هذا النحو في ايار الماضي بان سوريا تحرق جثث ضحايا الحرب. وكمن رأى بأم عينيه جرافة عسكرية اسرائيلية تجمع الجثث وتلقي بها في قبر جماعي في مكان ما في الصحراء، لست واثقا ما الذي يبعث هنا على الصدمة أكثر، قبر جماعي أم مدخنة جماعية. النتيجة؟ كان في اسرائيل من طرح امكانية مهاجمة “منشأة” حرق الجثث. فالفكرة غبية على أي حال؛ نوع من فائض الدافعية ونقص العقل شائع جدا وبشكل عام يفشل على الفور. حتى الامريكيين على ما يبدو فهموا بان كل ما تريده حكومة نتنياهو هو مبرر لاثارة الجلبة.
ان الجانب الصادم في القصة والذي أثار عنوانا رئيسا في اسرائيل اليوم هو تصريح المسؤول الكبير: “ينبغي الايضاح بانه توجد أفعال لا يمكن للانسانية أن تمر عنها بصمت. دولة اعدم فيها الملايين من ابناء شعبها في المحارق لا يمكنها أن تقف جانبا عندما يحصل هذا لشعب آخر على مسافة كيلو مترات عن حدودنا. فما بالك عندما يقف كل العالم صامتا بالضبط مثلما حصل قبل اكثر من سبعين سنة. هذا السبق الاعلامي (اعلامي ومهني بالفعل) نشر بعد أن تبين بان الولايات المتحدة تمتنع عن الهجوم. وتضمن النشر النص المرافق الذي لا يستهدف بالطبع الا الاسرائيليين الذين تقشعر ابدانهم مع ذكر الكارثة. وفي هذه الاثناء، هكذا على الطريق الى اللامكان، يغذون هنا ذكرى الكارثة ودرسها، ويخفضون من قيمة فظائع محارق اوشفيتس والدرس الانساني العام.
هذا هو التكتيك الدائم للسياسيين المتورطين في كل العالم، من ترامب وحتى نتنياهو. عندما تعلق في موضوع على جدول الاعمال فانك ستختلق فضيحة ما أو عدوا ما أي صرف للانتباه ليعنى الجميع به. شيء ما مثل “منذ هتلر لم يقم طاغية مثل احمدي نجاد”، على لسان بنيامين (تشرتشل) نتنياهو.
هآرتس / حق العودة ليس أمرا معقدا
هآرتس – بقلم اوري افنيري – 18/10/2017
زئيف ب.بيغن، إبن مناحيم بيغن، هو انسان لطيف جدا، من نوع الناس الذي ترغب أن يكون صديقك. ولكن للأسف مواقفه محببة بدرجة أقل. فهو متطرف أكثر من والده. مناحيم بيغن، بعد أن ترأس الايتسل، جلس مع انور السادات وصنع السلام. إبنه اقرب الى غولدا مئير، التي تجاهلت خطوات البحث عن السلام التي قام بها السادات، والتي جلبت لنا حرب يوم الغفران. بيغن الابن مخلص للعقيدة الصهيونية، التي اقامها زئيف جابوتنسكي، والتي كانت احدى مزاياها الاهمية التي اعطتها الحركة للكلمات المكتوبة والتصريحات، في حين أن حركة العمل برئاسة دافيد بن غوريون لم تعط تقريبا أي قيمة للتصريحات واحترمت فقط “العمل على الارض”.
في الاسبوع الماضي كتب بيغن احد مقالاته الفريدة. وكان هدفه الاساسي أن يثبت أنه ليس هناك أي امكانية للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين. حسب رأيه، هذا سحر عبثي لهواة السلام الاسرائيليين، (هآرتس، 9/10). من خلال اقتباساته من نصوص فلسطينية مختلفة، وخطابات وحتى كتب تعليمية، اثبت بيغن ان الفلسطينيين اطلاقا والى الأبد لن يتنازلوا عن حق العودة. ولأن حق العودة يرتبط بنهاية الدولة اليهودية، قال بيغن، فان السلام هو حلم يقظة.
أحد المفكرين المتعمقين، الكسندر يعقوبسون، توصل الى نفس الاستنتاج تماما (هآرتس، 26/9). وقد وجه مقاله لي شخصيا، وقال إنني “مخلص لاسرائيل، لكن ليس للحقيقة”. وهو يتهمني باظهار التسامح مع الـ بي.دي.اس، التي تهدف الى تصفية دولة اسرائيل. كيف عرف ذلك؟ هذا بسيط جدا: الـ بي.دي.اس توافق على حق عودة الفلسطينيين. وكما يعرف كل انسان، فان حق العودة يعني نهاية الدولة اليهودية.
هذا جيد، أنا اعارض الـ بي.دي.اس لاسباب اخرى. الحركة التي انتمي اليها، كتلة السلام، كانت هي التي فرضت (في 1997) مقاطعة المستوطنات. هدفنا كان ابعاد الجمهور الاسرائيلي عن المستوطنين. الـ بي.دي.اس تحقق النتيجة المعاكسة، فهي تريد فرض المقاطعة على كل دولة اسرائيل، وأن تدفع الجمهور الاسرائيلي نحو المستوطنين.
الحقيقة هي أنني لا اريد دعوة العالم لمقاطعتي.
ولكن من بين بنود حملة الـ بي.دي.اس، يقلقني أكثر من أي بند آخر، البند الذي يدعو للاعتراف بحق عودة الفلسطينيين. وحسب رأيي هذا بند مضحك. ايضا خلال ألف سنة لن تنجح الـ بي.دي.اس في اجبار الدولة على تطبيق ذلك ضد ارادتها. اذا لماذا الانفعال؟.
قبل كل شيء سأسلط الضوء على الحقائق. عندما تركت بريطانيا فلسطين في 1948، كان يعيش بين البحر والنهر حوالي 1.2 مليون عربي وحوالي 635 ألف يهودي. وفي حرب 1948 هرب/ طرد حوالي 720 ألف عربي. اليوم يسمون ذلك تطهير عرقي. في المنطقة التي احتلها اليهود بقي عدد قليل من العرب، لكن في المنطقة التي تم احتلالها من قبل العرب لم يبق يهودي واحد. ولحسن الحظ، لقد نجح العرب في احتلال مناطق قليلة (شرقي القدس، غوش عصيون وغيرها)، في حين أن الطرف اليهودي احتل مناطق واسعة ومأهولة. لقد كنت جنديا مقاتلا وشاهدت هذه الامور بعيني.
اليوم يبلغ عدد اللاجئين العرب حوالي ستة ملايين شخص. منهم 1.5 مليون يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، و1 مليون في قطاع غزة، والباقون يوجدون في الاردن ولبنان وسوريا وفي ارجاء العالم. هل هؤلاء جميعهم حقا يريدون العودة الى داخل اسرائيل اذا سنحت الفرصة لهم؟ هذا هو السؤال المطروح.
قبل سنوات حدثت معي حادثة غير عادية، لقد تم استدعائي لالقاء محاضرة في نيويورك، ولدهشتي وسروري رأيت في الصف الاول صديقي الشاعر العربي الشاب راشد حسين، من قرية مصمص قرب أم الفحم. وقد توسل لي كي ازوره في شقته غير البعيدة عن نيويورك. وعندما وصلت اصبت بالدهشة. فالشقة صغيرة وكانت مليئة تماما: احتشد فيها لاجئون فلسطينيون من كل الفئات، شباب وشيوخ، رجال ونساء. وقمنا باجراء نقاش مطول مفعم بالاحساس حول موضوع اللاجئين.
عندما خرجنا من هناك قلت لزوجتي: “هل تعرفين بماذا شعرت؟ شعرت أن قليلين منهم يريدون العودة الى البلاد حقا، لكنهم جميعا على استعداد للتضحية بحياتهم من اجل حقهم في العودة”. رحيل التي لها قدرة خارقة على الفهم، ردت بأن هذا كان شعورها ايضا. الآن، بعد عشرات السنين من ذلك التاريخ، أنا على قناعة بأن هذا ما زال صحيحا.
أنا أعتقد أنه يوجد فرق كبير بين المبدأ وبين تطبيقه. المبدأ لا يمكن نفيه. فهو يعود للاجيء الفرد. وهو معجون بالقانون الدولي وهو مقدس. كل اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يتضمن بند يصادق على ان اسرائيل تقبل بصورة مبدئية حق العودة للاجئين الفلسطينيين واحفادهم. لا يوجد أي رئيس فلسطيني سيكون مستعدا للتوقيع على اتفاق سلام لا يتضمن هذا البند. يمكنني تخيل المشهد: بعد أن تم الاتفاق في مؤتمر السلام على هذا البند، سيأخذ الرئيس نفسا عميقا ويقول: الآن، اصدقائي، تعالوا ننتقل الى المشكلة الحقيقية. كيف سنحل مشكلة اللاجئين عمليا؟.
هناك انواع مختلفة من اللاجئين، ليس هناك حل واحد يناسب الجميع. هناك العديد منهم الذين بنوا خلال الخمسين سنة الاخيرة حياة جديدة في دول اخرى. هم لم يكونوا يحلمون بالعودة الى قرية آبائهم، حتى لو كانت ما زالت قائمة. وهناك بينهم اشخاص اقطاعيين، وهناك أثرياء وهناك أثرياء جدا.
أحد هؤلاء هو صديقي (هل مسموح لي تسميتك هكذا؟)، سلمان أبو ستة، الذي كان في طفولته صبيا حافي القدمين في النقب. في 1948 هرب مع عائلته الى غزة، وبعد ذلك تحول الى مقاول ناجح جدا في بريطانيا وفي دول الخليج. وقد التقينا في مؤتمر للسلام في باريس، وبعد ذلك كان بيننا حديثا مطولا ومؤثرا على وجبة عشاء خاصة. لم يكن بيننا اتفاق. أبو ستة يصر على أنه يجب السماح بعودة كل اللاجئين الى داخل اسرائيل، حتى لو تم اسكانهم جميعا في صحراء النقب. لم أر في ذلك أي منطق عملي.
على مدى السنين كانت لي مئات المحادثات مع الفلسطينيين حول مشكلة اللاجئين، بدء بياسر عرفات وانتهاء بسكان مخيم للاجئين قرب بيروت. الاغلبية كانت ستوقع اليوم على صيغة تدعو الى “حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين”. “متفق عليه” يعني متفق عليه مع اسرائيل.
هذه الصيغة تظهر ايضا في مبادرة السلام العربية للسعودية والتي وافق عليها رسميا كل العالم الاسلامي تقريبا.
كيف سيبدو ذلك فعليا؟ تفسير الامر أنه سيعرض على كل عائلة لاجئين الاختيار بين العودة الفعلية وبين التعويض المعتبر. العودة الى أين؟ في حالات نادرة جدا، القرية ما زالت قائمة وفارغة. يمكننا تخيل اعادة اعمار تلك القرى – ربما قريتين أو ثلاث قرى – على أيدي سكانها الاصليين. فلسطينيون بعدد متفق عليه سيسمح لهم العودة الى داخل اسرائيل، وخاصة من توجد لهم عائلات هنا. يصعب على الاسرائيليين هضم ذلك، صعب، لكنه ليس صعبا جدا. يعيش في اسرائيل الآن حوالي 2 مليون مواطن عربي، يشكلون اكثر من 20 في المئة من اجمالي عدد السكان. عدد آخر – لنقل ربع مليون – لن يحدثوا أي تغيير جذري.
كل الباقين سيحصلون على التعويضات السخية، اموال ستساعدهم على تأسيس حياتهم في اماكن تواجدهم الآن. أو من اجل الهجرة الى دول اخرى ترغب في استقبالهم (هم وأموالهم). جميعهم سيحصلون على التعويضات. من أين سيأتي المال؟ يجب على اسرائيل دفع جزء منه (حيث أنها ستوفر الاموال الكثيرة من خلال تقليص ميزانية الدفاع). المؤسسات الدولية يجب عليها الاسهام بشكل سخي.
هل هذا ممكن؟ نعم، بالتأكيد. وأنا اتجرأ على قول اكثر من ذلك: اذا كان الجو مناسبا، فان هذا سيكون معقول جدا. خلافا لما يعتقد زئيف ب. بيغن في النصوص المكتوبة، التي هي ثمرة اقلام ديماغوجيين يهتمون بمصالحهم)، عندما ستنطلق عملية كهذه لن يكون أي امكانية لوقفها. ويجب أن لا ننسى للحظة أن هؤلاء “اللاجئين” هم بشر.
هآرتس / الليكودي الجديد
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 18/10/2017
آفي غباي، الذي انتخب بعصف لمنصب رئيس حزب العمل على أمل أن يبث أمل في معسكر السلام، يثبت على انه لا يختلف عن سابقيه ممن وقعوا في فخ التزلف لليمين. فدوامة غباي – التي بدأت بتصريحاته “لن نجلس مع القائمة المشتركة في ذات الحكومة… فأنا لا أرى أي شيء يربط بيننا”، وتواصل بالقول ان لا حاجة لاخلاء مستوطنات كجزء من اتفاق السلام، تفيد بان رئيس حزب العمل يوجد في ذروة حملة عليلة للترويج لنفسه.
ان خدعة غباي للعلاقات العامة، الذي اعلن في اثناء حملته الانتخابية لرئاسة العمل بانه رجل اليسار، وفي خطاب النصر الذي ألقاه شدد على انه مطلوب لاسرائيل “زعامة تحرص على ديمونه ايضا وليس على عمونه فقط”، معروفة حتى التعب. ففي محاولة للغمز لمصوتي اليمين، ينطلق زعيم حزب العمل في جملة متنوعة من التصريحات اليمينية التي اساسها التنكر للعرب ودعم المستوطنات. فقد قالت شيلي يحيموفيتش في اثناء ولايتها كرئيسة للحزب: “لا أرى في المستوطنات خطيئة وجريمة” و “ان نسمي العمل يسارا هو ظلم تاريخي”، واسحق هرتسوغ قال: “علينا ان نتوقف عن اعطاء احساس باننا دوما نحب العرب”.
نتيجة هذه الخطوات معروفة هي ايضا: فمصوتو اليمين لا تغريهم محاكاة سيئة لحزب يميني ويبقون في بيتهم السياسي، بينما رؤساء العمل يتبدلون الواحد تلو الاخر. غريب أن غباي بالذات، الخبير في اساليب الادارة لا يستوعب هذه الاخفاقات المتكررة. ولكن الضرر من تصريحاته يفوق بكثير الحقل الانتخابي. فالى جانب رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد الذي يعنى بتزلف عديم الغاية للجمهور الانتخابي اليميني – الديني – القومي الوهمي، في ظل اقصاء سياسي للعرب واليساريين (والذي يتضمن ملاحقة منظمات حقوق الانسان من أجل الكسب السياسي)، فانهما عمليا يشرعان نزع الشرعية عن مقاومة حكم اليمين. فهروب قادة أحزاب المعارضة من “مواقف اليسار” كما يهرب المرء من النار يساهم في اعتبارهم هكذا وكذا شطب المعارضة الفكرية لطريق اليمين. فاذا كان حتى رئيس حزب العمل يخجل في أن يعبر بصوت عال عن مواقف اليسار السياسي، فكيف يمكن أن نلوم التحقير الذي يكنونه في اليمين وفي الوسط لليسار؟
ان اعضاء العمل، وكذا اعضاء معسكر اليسار، يستحقون زعيما يبدي ولاء لقيمهم الاساس. فليس اليسار فقط بل والدولة – كل دولة – بحاجة الى معارضة حقيقية. فقد أخذ حزب العمل مخاطرة ورهانا على مرشح مغفل نسبيا على أمل انعاش صفوفه. الويل اذا ما تبين بان بدل ايضا فكره. اذا لم يصحو الحزب وبسرعة فان المعسكر الصهيوني ومعه باقي المعارضة، يحكمون على أنفسهم بالفناء والانغماس في الليكود.