اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 10 – 2017
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 10 –2017
اسرائيل اليوم / هكذا شق طريق خالد مشعل الى قيادة السلطة../المصالحة – والشوكة : مشعل بدلا من ابو مازن
اسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي – 17/10/2017
ما الذي دفع حماس حقا لان توقع في الايام الاخيرة على اتفاق المصالحة مع م.ت.ف في القاهرة؟ معلومات وصلت الى “اسرائيل اليوم” تبين أن سبب ذلك هو ليس بالذات الرغبة في الوصول الى مصالحة حقيقية بل نية ذكية لشق طريق خالد مشعل الى كرسي الرئاسة الفلسطينية بعد عهد ابو مازن.
وأكدت هذه المعلومة مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، وكذا مسؤولون كبار في أجهزة المخابرات المصرية المطلعة على التفاهمات التي أدت الى التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي الذي وقع مؤخرا في القاهرة بوساطة المصريين. وحسب هذه المصادر، فان أحد الاهداف الاساسية في الاتفاق وبالاساس تنفيذ حماس له، التي افشلت في الماضي اتفاقات مصالحة سابقة هو شق طريق رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل الى كرسي الرئاسة الفلسطينية، اذا ما وعندما يعتزل رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن منصبه.
مشعل، الذي تولى قرابة عقدين من الزمان منصب رئيس المكتب السياسي للمنظمة، لا يزال يعتبر الرجل القوي في حركة حماس رغم أنه اعتزل منصبه وحل محله زعيم حماس في غزة اسماعيل هنية، الذي فاز في الانتخابات السرية لرئاسة المكتب السياسي لحماس التي اجريت مؤخرا. وقالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ “اسرائيل اليوم” انه رغم اعتزاله منصبه كرئيس للمكتب السياسي، لم يخفِ مشعل ابدا تطلعاته لخلافة كرسي الرئاسة الفلسطينية، وفي محادثات مغلقة قال لمقربيه انه سيؤيد اصلاحات بعيدة المدى في ميثاق حماس بحيث تسمح بانضمام المنظمة الى مؤسسات م.ت.ف – الخطوة التي ستسمح لممثل الحركة التنافس على كرسي الرئاسة الفلسطينية.
وبالفعل، بزعم مصادر فلسطينية ومصرية رفيعة المستوى، فان احد البنود المركزية في اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية الحالي والذي وقع في القاهرة يعنى بامكانية ان تجرى في المستقبل اصلاحات بعيدة الاثر سواء في م.ت.ف ام في حماس بحيث تسمح بانضمام المنظمة الى م.ت.ف – الخطوة التي من شأنها كما أسلفنا أن تشق طريق مشعل الى كرسي الرئاسة الفلسطينية.
وعلى حد قول مصدر مصري رفيع المستوى شارك في بلورة تفاهمات الاتفاق، فان ضم حماس الى م.ت.ف من خلال الاصلاحات حصل على موافقة مبدئية سواء من فتح أم من حماس، فيما أن الخطوة منوطة في أساها بتطبيق اتفاق المصالحة من جانب حماس.
وأضاف مصدر فلسطيني رفيع المستوى فقال لـ “اسرائيل اليوم” ان لمشعل، الذي لا يشغل اليوم أي منصب تنفيذي في المنظمة ويعمل اساسا سفير شرف لحماس في الدول العربية، ولا سيما في الخليج الفارسي، لا توجد أي نية لـ “الخروج الى التقاعد” و “انه يتطلع منذ الان نحو تحقيق حلمه في خلافة كرسي الرئاسة الفلسطينية، سواء في الصيغة الحالية لرئيس السلطة الفلسطينية أم رئيس الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وسواء في أوساط الفلسطينيين ام في اوساط المصادر المصرية التي شاركت في اعداد تفاهمات الاتفاق شددوا على ان مشعل كان هو الذي أصر على صياغة ميثاق حماس الجديد الذي نشرته المنظمة قبل بضعة اشهر فقط. وهذا ميثاق اكثر اعتدالا من ميثاق المنظمة السابق، والذي تشدد فيه حماس بانها ليست عدو الشعب اليهودي بل ترفض الصهيونية ومشروع الاستيطان بل ولا ترفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967. وذلك بخلاف الميثاق السابق الذي كان يرفض تماما وجود دولة اسرائيل.
“شخص الفرصة”
وقال مصدر مصري رفيع المستوى لـ “اسرائيل اليوم” ان “مشعل شخص الفرصة لتحقيق تطلعه لخلافة كرسي الرئاسة الفلسطينية في اعقاب الشرخ الذي نشأ في قيادة فتح مع مروان البرغوثي المحبوس في اسرائيل وحقيقة ان الاستطلاعات التي أجرتها محافل فلسطينية أظهرت انخفاضا دراماتيكيا في تأييد البرغوثي كخليفة لابو مازن، وكذا حقيقة أن ابو مازن لا يسارع الى تنشئة شخصية ترث مكانه مع حلول اليوم”.
وأضاف المسؤول المصري رفيع المستوى فقال ان “ابو مازن كبير جدا في السن وليس في كامل الصحة. والبرغوثي يحصل على تأييد الشارع الفلسطيني طالما هو في السجن الاسرائيلي، ولكن الاستطلاعات التي اجريت تشير الى أنه في حالة تحرره من السجن الاسرائيلي وقراره التنافس على كرسي الرئاسة الفلسطينية، فانه سيحصل على نسبة تأييد قليلة”.
شعبية عالية
وعلى حد قوله “ينبغي أن يضاف الى ذلك الفشل الذريع الذي تكبده البرغوثي في الاضراب عن الطعام للسجناء الفلسطينيين. اما مشعل، الذي يتمتع بعطف وشعبية عالية جدا بين الجمهور الفلسطيني، سواء في غزة أم في الضفة، فلا ينوي مواصلة التنقل بين الفنادق الفاخرة في دول الخليج الفارسي حيث يحل ضيفا منذ اعتزل منصبه، واتفاق المصالحة من ناحية مشعل هو بالتأكيد مرحلة اولى في تحقيق تطلعه لخلافة ابو مازن”.
وأكد مصدر رفيع المستوى في حماس هو ايضا ذلك. “هذه نافذة فرص مشكوك أن تتكرر في أي مرة”، قال المسؤول الكبير في حماس واضاف ان “صحيح انهم في فتح غير راضين عن تطلعات مشعل في أن يكون رئيس فلسطين في المستقبل ولكن قيل لنا من الوسطاء المصريين انهم في فتح لن يحبطوا المساعي لتحقيق اتفاق مصالحة فلسطينية داخلية فقط بسبب تطلعات مشعل المستقبلية”.
كما اكدت مصادر في فتح ذلك. فقد قال مصدر رفيع المستوى في اللجنة المركزية للحركة لـ “اسرائيل اليوم” ان “تطلعات مشعل واضحة ومعروفة لنا، ولكن الطريق لا يزال طويلا. بالتأكيد هذه شارة حمراء لمصادر كثيرة في م.ت.ف وفي فتح ولكن سنتصدى لهذه المسألة حين نطالب بذلك”. وعلى حد قوله “بداية لنرى حماس تطبق اتفاق المصالحة وتلتزم بكل شروط الاتفاق، واذا ما وعندما تنجح حماس في تطبيق اتفاق المصالحة ستكون حاجة الى اصلاحات وخطوات بعيدة الاثر سواء في م.ت.ف ام في حماس وكذا في الدستور الفلسطيني من اجل السماح لمشعل للتقدم بترشيحه للرئاسة الفلسطينية”.
قلق في الاردن
رغم بعض الارتياح في فتح وفي م.ت.ف فان من يقلق هي المملكة الاردنية. ففي عمان قال لـ “اسرائيل اليوم” مسؤول كبير انه “اذا تحققت بالفعل خطوة كهذه فان الاردن لن تسمح بذلك. ففكرة ان يكون نشطاء مسلحون من حماس على الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والمملكة الاردنية تثير عدم الارتياح في أوساط كل المحافل العليا في الاردن”.
والى ذلك، بحث الكابنت السياسي الامني في آثار اتفاق الوحدة الفلسطينية، فيما ان في الخلفية مطالبة الوزير نفتالي بينيت الالتزام بقرار الكابنت من العام 2014 بان تكون قطيعة مطلقة للعلاقات بين اسرائيل وحكومة وحدة فتح مع حماس.
هآرتس / غباي: لا حاجة لاخلاء مستوطنات في اطار اتفاق سلام
هآرتس – بقلم حايي لفنسون وآخرين – 17/10/2017
صرح رئيس حزب العمل، آفي غباي بان لا حاجة لاخلاء المستوطنات كجزء من اتفاق السلام مع الفلسطينيين. ففي مقطع من مقابلة في أخبار 2 بثت أمس سئل غباي هل مستوطني عاليه وعوفرا سيتعين اخلاؤهما في أعقاب تسوية مع الفلسطينيين. فأجاب رئيس العمل على ذلك قائلا: “اذا كنت تصنع السلام، فلم الحاجة الى الاخلاء؟ اعتقد أن الالية أو التعبير الذي اعتدنا على الحديث فيه هنا، بتعابير أنت تصنع اتفاق سلام – فبالتالي يتم الاخلاء، ليس بالضرورة صحيحا. اذا كنت تصنع السلام، فيمكنك ان تجد حلولا لا تستوجب الاخلاء”.
وفوجيء النواب من المعسكر الصهيوني أمس من تصريحات غباي، ورئيس الحركة، تسيبي لفني، شددت على أن الموقف الذي أعرب عنه غباي ليس موقفها، قائلة: “ليس موقف الحركة وليس موقف المعسكر الصهيوني”. وأثارت المقابلة حوارا يقظا بين النواب في المجموعات الداخلية لحزب العمل، ولكن نائبين فقط من الحزب عقبا على اقوال الرئيس بشكل علني.
بعد البث بعث غباي ببيان الى نواب العمل قال فيه: “انا اقف خلف ما قلته، ولكن ليس خلف العنوان والاطار اللذين اعطيا للتقرير الصحفي”. واضاف: “في كل لقاء، ندوة ومقابلة اشدد على التزامي بالسعي الدائم نحو اتفاق السلام، على اساس حل الدولتين، في ظل الحفاظ على امن اسرائيل، والتمييز الواضح بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة التي توقف فيها البناء. وبالمقابل، ليس هناك برأيي مجال لان نرسم في هذه المرحلة حدود المفاوضات وصيغة الحل، بما في ذلك مسألة الاخلاء الفوري لعموم المستوطنات، ولا مجال للالتزام بها كقول مسبق في هذه المرحلة… ما نشر اليوم لا يختلف عن الخط الثابت هذا، ولاسفي حظي باطار اعلامي مبالغ فيه”.
وقال مقرب من غباي لـ “هآرتس” ان رئيس العمل اتخذ عن وعي قرارا للمخاطرة بـ “فرار” قاعدته السياسية، في صالح الغمز لمقترعي الوسط واليمين الرقيق. لقد درج غباي على القول في الاحاديث الداخلية: “الليكوديون يحبونني وأنا اعرف كيف أتحدث معهم”. وكجزء من هذه الاستراتيجية، يضغط غباي جدا على موشيه (بوغي) يعلون للانضمام اليه. وفي حديث داخلي قال غباي: “اراؤنا الامنية متماثلة. وهو ليس ضد الدولة الفلسطينية كايديولوجيا”.
وكتب النائب ايتسيك شمولي على حسابه على التويتر بان “الانفصال الى دولتين هو مصلحة وجودية عليا ستستوجب تنازلا اليما واخلاء لاقاليم من الوطن”. أما النائب زهير بهلول فكان اشد حزما إذ قال ان “احتلال الحكم لا يتم من خلال التخلي عن المباديء والقيم الاساس للحزب”. واضاف “لا تحتمل تسوية سياسية دون اخلاء مستوطنات، أنا آسف ومتعجب من تصريح من انتخب لرئاسة معسكر السلام”.
أما النواب المتماثلين مع الخط اليساري في حزب العمل بما فيهم عمير بيرتس، شيلي يحيموفتش وستاف شابير، فحافظوا على صمت علني. ولم تعقب رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني، ميراف ميخائيلي هي الاخرى.
يديعوت / معضلة المصالحة الفلسطينية – النهاية معروفة مسبقا
يديعوت – بقلم عاموس يدلين- 17/10/2017
الآلية الفلسطينية الداخلية هي موضوع حساس ومركب بالنسبة لاسرائيل. فمن جهة فهي لا تسارع، وعن حق، في تدخل لا حاجة له، ومن جهة اخرى، فانه تتأثر بشكل مباشر من كل تطور ايجابي او سلبي في الساحة الفلسطينية. في السياق الآني، اسرائيل ليست جزءا وكذا ليست في مركز اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. ولا يزال، من المهم التشديد على ان اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي اشكالي جدا من زاوية نظر اسرائيلية.
ان فحص بنود الاتفاق يفيد بانه لا يعنى على الاطلاق بمسألة نشاط الذراع العسكري لحماس ولا بقبول شروط الرباعية من المنظمة الارهابية – وعلى رأسها الاعتراف باسرائيل ووقف الارهاب. في أساس النقاش ينبغي الاستيعاب بانه بدون قبول حماس لشروط الرباعية وحل ذراعها العسكري – فان الواقع لن يتغير ايجابا. معقول ان العكس هو الصحيح. فضلا عن ذلك، من ناحية تطبيقية توجد مواضيع جوهرية متعلقة بمستقبل الحكم الفلسطيني لم تحظى بالموقف. هكذا مثلا: لا يعنى الاتفاق بانضمام حماس الى م.ت.ف وبشكل سير الانتخابات المستقبلية في السلطة الفلسطينية.
على القيادة الاسرائيلية الواعية ان تفحص الاتفاق في ثلاثة ابعاد سياسية. أولا، البعد الانساني. فالتخفيف عن الازمة الانسانية في غزة هي مصلحة استراتيجية اسرائيلية، قبل كل شيء بسبب الاهمية الاخلاقية الكامنة في التسهيلات المحتملة عن السكان المدنيين الغزيين غير المشاركين في الارهاب. وذلك اضافة الى القوة الكامنة في ذلك في تأجيل جولة العنف التالية في القطاع. وتجدر الاشارة الى أن هذه بالذات نتيجة ايجابية محتملة لاتفاق المصالحة شريطة ان تستخدم حماس المقدرات المخصصة لها كي تخفف عن سكانها وليس كي تستعد عسكريا للمواجهة مع اسرائيل.
البعد الثاني هو سياسي. هنا الاخبار اقل جودة. اذا لم تقبل حماس شروط الرباعية، فان الافق السياسي – الهزيل على أي حال – سيتبدد تماما. في مثل هذا الوضع، فان جسما موحدا يضم حماس وفتح ليس شريكا بمفاوضات على اتفاق دائم. وحتى قبل اتفاق المصالحة كان من شبه المتعذر جسر الفجوات بين اسرائيل والسلطة التي تسيطر عليها فتح. اما اضافة حماس الى المعادلة فستستوجب من الرئيس ترامب ان يهجر “الاتفاق المطلق” وان يتبنى نهجا أكثر واقعية في مركزه العمل على اتفاقات انتقالية، أو اتفاقات جزئية.
البعد الثالث هو عسكري. برعاية اتفاق المصالحة، يمكن لحماس أن توجه المقدرات لانتاج الصواريخ وحفر الانفاق، على حساب اعمار القطاع والحرص على رفاه سكانه وهي المسائل التي تنتقل الى مسؤولية السلطة. واستمرار وجود الذراع العسكري لحماس ينطوي على مخاطر على المدى البعيد، إذ لا خلاف في ان المعركة التالية مع اسرائيل قد نصطدم فيها بعدو اكثر تسليحا وتحديا. كما ان الاتفاق سحق مبدأ تجريد الدولة الفلسطينية، الحيوي لكل اتفاق مستقبلي دائم، ويخلد عمليا استمرار وجود الذراع العسكري لحماس كعامل شرعي في الساحة الفلسطينية.
فخ آخر يكمن في الخطر الذي في الاعتماد على استعداد حماس (الذي اعربت عنه في الاتفاق) بعدم تنفيذ عمليات في الضفة الغربية. فالتجربة الماضية تفيد بان هذا رهان ذا نسبة نجاح غير واعدة: من شأن اسرائيل أن تجد نفسها في وضع لا تعالج فيه شبكات الارهاب لحماس وتسمح لحماس بان تقرر في كل لحظة تغيير السياسة والعودة الى العمليات متى تشاء ذلك. في ذات المرحلة، ستكون حماس تحوز بنية تحتية خطيرة ولوجستيكا مسنودة، برعاية اتفاق المصالحة.
ورغم الاشكاليات التي في الاتفاق قررت حكومة اسرائيل، في رد جدير بالاشارة، الا تعمل بفعالية ضده. وحيال ناظر اصحاب القرار في القدس توجد اعتبارات استراتيجية واسعة بما فيها علاقات اسرائيل الهامة مع مصر والولايات المتحدة والرغبة في الامتناع عن احراجهما. في القدس، مثلما في واشنطن وفي أماكن اخرى في العالم، يعرفون بان اتفاق المصالحة الحالي، تماما مثل الاتفاقات المشابهة في الماضي، من المتوقع أن يذوب على أي حال، طالما لم يعالج المشاكل الاساس التي تبقت هذه المرة ايضا دون جواب حقيقي.
هآرتس / كتالونيا ليست فلسطين
هآرتس – بقلم نيتسان هوروفيتس – 17/10/2017
لافتات ملونة كتب عليها “نعم” ما زالت معلقة في برشلونة على الشرفات، وهي الشاهد على دراما الاستفتاء الشعبي الذي جعل كتالونيا في حالة اضطراب كبيرة. “أهلا وسهلا بك في اسبانيا!”، هكذا رحب بالضيف بابتسامة ذات مغزى. لقد ولد وعاش في كتالونيا، ولكنه يتحدث الاسبانية في الاساس، ويتعاطف مع طلب الاستقلال، لكنه يخشى من انهيار الاقتصاد. وهو يجسد عقدة التناقضات التي تجثم فوق كتالونيا. هي غنية جدا لكنها تعاني من التمييز، وسكانها هم مواطنون اسبان، واسبانيا الآن هي ديمقراطية حيوية، لكن هناك من يتحدثون عن “الاحتلال”، وتوجد لها صلاحيات وميزانيات لتطوير الثقافة واللغة الكتالونية، رغم أنها لغة الأم لأقل من نصف السكان.
يمكن التعاطف مع المشاعر القومية للكتالونيين الذين عانوا في فترة الحكم الفاشي وقبله، وسيكون من الجيد اذا تمكنت كتالونيا من الاحتفاظ بمداخيلها لنفسها بدل تقاسمها مع مناطق اسبانية فقيرة. ولكن بالاجمال، ما هو السيء اليوم؟ كتالونيا هي مكان مرغوب فيه، وهي مكان يجذب الثقافة والعلم والرياضة. كل شيء يوجد هناك. والتذمر الاساسي هو من طوفان السياح، وقد كنا نأمل أن يكون هذا الطوفان لدينا. لماذا نهز هذه السفينة؟ يوجد لها نظام مستقل هو الاوساع من نوعه في اوروبا، واذا حظيت بالاستقلال فسيكون طموحها الاكبر هو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وهي موجودة هناك كعضوة محترمة. وبشأن المال، كدولة غنية يجب عليها دعم الدول الاخرى (واسبانيا) عن طريق الاتحاد الاوروبي. فلماذا كل هذه الفوضى؟ لا يوجد هناك أي منطق.
اقليم برشلونة هو وطن لأكثر من ثلثي سكان كتالونيا. وهو أحد الاماكن المزدهرة ليس فقط في اسبانيا، بل في كل اوروبا. تطوير حضري ممتاز، معالم هندسة معمارية، مطاعم مزدهرة. الوفرة توجد في كل زاوية. مركز تجاري يتطور بوتيرة سريعة، ومصنف بين الأوائل من حيث مستوى الحياة في العالم. وليس غريبا أن الجمهور تظاهر من اجل البقاء في اسبانيا. بالطبع كل ما تم ذكره لا يبرر العنف الذي استخدمته شرطة اسبانيا ضد السكان الذين ارادوا التصويت في الاستفتاء. وما حدث هنا هو مسيرة كبيرة للحماقة: قرار حكومة كتالونيا اجراء الاستفتاء كان خطأ كبيرا، تعليمات مدريد لمنع ذلك بالقوة كانت عملا بائسا، قرار برلمان كتالونيا “منح التفويض” لرئيس الولاية من اجل الاعلان عن الاستقلال هو أمر اعتباطي ورد اسبانيا الذي حدد للرئيس انذار نهائي هو عمل غبي. منذ الاستفتاء هربت من هناك مئات الشركات ومن بينها بنوك. ويقولون الآن إنه لا يوجد في اسبانيا ما يكفي من السلالم من اجل انزال زعماء الولاية والدولة عن الاشجار العالية التي تسلقوها في هذه الازمة التي لا لزوم لها.
في اليمين الاسرائيلي كان هناك من فرحوا بالضائقة الاسبانية، لأن اسبانيا “معادية لاسرائيل وتؤيد الفلسطينيين”. والآن “سنريهم ماذا يعني ذلك”. هذا الادعاء مثير للضحك ويدلل على الجهل في افضل الحالات وعلى الكذب في اسوأ الحالات. في كل المجالات وفي كل المعايير يوجد فرق كبير بين الفلسطينيين وبين كتالونيا أو منطقة الباسك وفلاندريا وأي منطقة اخرى في غرب اوروبا: الحقوق الاساسية مثل حرية الحركة والاحتلال العسكري والعنف والوضع الاجتماعي البائس – قمع شديد للنزاع القومي الذي هو ليس مجرد قصة تاريخية، لكنه واقع مشتعل ويسفك دماء اليهود والعرب.
إن امتحان التطلع الى الاستقلال هو قبل كل شيء امتحان لحقوق الانسان: هل لابناء الجماعة توجد مساواة في الحقوق امام القانون، تمثيل مناسب، قدرة على الانتخاب والترشح لكل المؤسسات وحماية اجتماعية؟ هل الحقوق القومية التي هي حقوق مشروعة تجد لها اجابة مناسبة في الاطار القائم، أو أنه يجب انشاء اطار سيادي جديد؟ حسب هذه الاختبارات كانت هناك عدالة كبيرة في النضال الصهيوني وفي مطالبة اليشوف اليهودي بدولة. كذلك يوجد عدل وشرعية ايضا في النضال الفلسطيني من اجل اقامة دولة الى جانب اسرائيل، وليس مكانها. وكتالونيا؟ يجب عليها البقاء في اسبانيا، وأن تواصل ازدهارها.
هآرتس / حزب “لا يوجد مستقبل”
هآرتس – بقلم سلمان مصالحة – 17/10/2017
“لن نجلس في حكومة واحدة مع القائمة المشتركة”، هذا ما أعلنه آفي غباي في يوم السبت للثقافة في بئر السبع، واضاف “أنا لا أرى أي صلة بيننا”. وهو لم يكتف بذلك. ففي نفس المناسبة لم يستبعد الجلوس في حكومة مع حزب كلنا والاحزاب الحريدية وحتى مع افيغدور ليبرمان وحزب اسرائيل بيتنا. “حسب رأيي، نحن، حزب العمل، سنكون بيت كل الاسرائيليين”، قال من يتفاخر بأنه سيكون البديل لحكم نتنياهو.
بسبب سماع اقوال رئيس حزب العمل، يستطيع نتنياهو النوم بهدوء. ان شعار “العرب يتدفقون في الحافلات” من انتاج نتنياهو، يواصل عمل العجائب في معسكر الخصم الذي ينافسه على العرش. تصريحات غباي هذه تعزز فقط معسكر اليمين، الذي يريد ارساله الى المعارضة كما يبدو له.
“سنكون بيت كل الاسرائيليين”، قال غباي. وفي نفس الوقت يعلن أنه مستعد للجلوس مع حزب ليبرمان والاحزاب الحريدية، ولكن ليس مع العرب. أي أنه يستثني كل العرب وكل من يمثلونهم في الكنيست من تعريف “الاسرائيليين”. لهذا هو يطرح نفسه كنسخة اخرى باهتة ليئير لبيد. تصريحاته عن حزب العمل والمعسكر الصهيوني، الصفة المناسبة والمطلوبة: حزب “لا يوجد مستقبل”.
من سبقه في منصب رئيس حزب العمل، اسحق هرتسوغ، قال في عدة مناسبات قبل الانتخابات الاخيرة إنه من اجل جذب المصوتين يجب التوقف عن اعطاء الشعور بأن اعضاء الحزب “يحبون العرب”. وهو بذلك حول نفسه الى بديل باهت لنتنياهو، الذي استخدم هو نفسه “سلاح يوم القيامة” في يوم الانتخابات، وهو الشعار الذي رجح كفة النتائج.
يجب أن يكون واضحا لكل من له عقل أنه في الوضع الحالي في البلاد وعلى خلفية النزاع القومي الطويل الذي لا نرى نهايته في الأفق، فان اليمين دائما يستل سلاح التحريض القومي، من اجل اثارة الخوف وجمع صفوف القبيلة اليهودية امام اعداءه. عند الحاجة يلصق بهم “حب العرب” لاسقاطهم في حلبة المصارعة والحصول على هتافات قبلية يهودية ممن يجلسون في المدرجات، المصوتين.
يجب العودة وتذكير كل من يريدون تغيير هذا النظام السيء بأنه لا يوجد بديل لحكم اليمين الذي سيطر على البلاد منذ فترة طويلة، دون الاستعانة بممثلي الجمهور العربي في الكنيست. لقد حدث هذا الامر في ولاية اسحق رابين، الذي بقي رئيسا للحكومة بفضل الكتلة المانعة لحزب العمل. ويجب تذكير من نسي بأن اسحق رابين، ضمن امور اخرى، قتل على هذه الخلفية. في حملة تحريض الجمهور التي قادها اليمين ضد رابين سمع اكثر من مرة ادعاء “لا توجد اغلبية يهودية” للسياسة التي يتبعها.
ولأنه من الواضح أن حكم اليمين لن ينتهي في البلاد دون اشراك المواطنين العرب، فانه يجب على كل من يريدون التغيير البدء بالعمل كمعارضة مقاتلة، والتوقف عن ارضاء اليمين وقول الامور بصورة حاسمة وواضحة. ومن ضمن امور اخرى يجب عليهم القول بصوت واضح إن المواطنين العرب هم جزء من اللعبة السياسية الشرعية في اسرائيل. هذه اللعبة تتضمن ايضا المشاركة في الائتلاف المستقبلي. عضو الكنيست احمد الطيبي يستطيع أن يكون وزيرا للصحة، وعضو الكنيست ايمن عودة يمكنه أن يحل محل الوزير اردان في وزارة الامن الداخلي. وقارنوا ماذا كان سيحدث لو أن هذا تحقق. من الواضح أن كل الجو المدني في اسرائيل بين اليهود والعرب كان سيتغير تماما.
على خلفية ذلك، يجب على ممثلي الجمهور العربي في الكنيست الاعلان بصورة لا تقبل التأويل: لا توجد وجبات بالمجان، من يريد تغيير الحكومة بالاعتماد على اصواتنا يجب عليه دفع المقابل بالوزارات، وإلا، اذهبوا وابحثوا عنا.
هآرتس / نتنياهو: لن نعترف بالمصالحة بين فتح وحماس
هآرتس – بقلم براك ربيد – 17/10/2017
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس في جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابنت) إن موقفه هو أن اسرائيل لن تعترف باتفاق المصالحة بين فتح وحماس ولن توافق عليه، لكنها لن تمنع تطبيقه على الارض ولن تقطع علاقتها مع السلطة الفلسطينية. وهذا حسب ثلاثة مصادر شاركت في الجلسة وطلبت عدم ذكر اسمائها بسبب الحساسية السياسية.
حسب هذه المصادر، نتنياهو قال للوزراء إنه اذا تم تطبيق اتفاق المصالحة وعاد رجال السلطة الفلسطينية لادارة الوزارات الحكومية المدنية في قطاع غزة وتشغيل المعابر الحدودية هناك، فهو يعتقد أنه يجب التعاون معهم. لأن هذا الامر يخدم مصالح اسرائيل في منع الازمة الانسانية وتحسين ظروف الحياة لسكان القطاع. مع ذلك، قال نتنياهو في الجلسة إنه اوضح لمصر والولايات المتحدة أنه من ناحية سياسية اتفاق المصالحة لا يغير أي شيء بالنسبة لاسرائيل. حسب اقوال هذه المصادر اضاف رئيس الحكومة أن رسالته لمصر والولايات المتحدة كانت أنه لا يوافق على الادعاء الذي يقول إن اتفاق المصالحة يشجع تجديد المفاوضات السياسية. لأنه في الوقت الحالي الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسيطر ايضا على مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد قال موظف امريكي رفيع المستوى ردا على ذلك إن ادارة ترامب تتابع تنفيذ اتفاق المصالحة، وهي على اتصال مع المصريين والاسرائيليين والفلسطينيين.
جلسة الكابنت استمرت حوالي ساعتين ونصف وكانت النقاش المنظم الاول الذي أجراه الوزراء بخصوص المصالحة التي تم توقيعها في يوم الخميس الماضي. في نهاية الجلسة تقرر أن يتم اجراء نقاش اليوم من اجل تمكين كل الوزراء من التعبير عن مواقفهم. في النقاش الذي سيجري اليوم يتوقع أن يقرر الوزراء بشأن سياسة اسرائيل بخصوص اتفاق المصالحة.
وزير التعليم نفتالي بينيت صرح مؤخرا في وسائل الاعلام حول ضرورة قطع العلاقة مع الفلسطينيين في اعقاب اتفاق المصالحة. ومع ذلك، حسب مصدر مطلع على مجريات الجلسة، فان التوجه الظاهر هو تبني سياسة حسب الخطوط التي وضعها نتنياهو – عدم الاعتراف بالاتفاق الى جانب الامتناع عن تعويقه والحفاظ على علاقة عمل مع السلطة الفلسطينية.
موقف نتنياهو من اتفاق المصالحة الحالي يختلف عن موقفه من اتفاق المصالحة الذي توصلت اليه فتح وحماس في نيسان 2014 والذي انهار بعد بضعة اشهر. في 2014 اتخذ الكابنت قرارا بتجميد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ووقف المحادثات بين الوزراء الاسرائيليين ونظرائهم الفلسطينيين. بعد لقاء وزيرة العدل تسيبي لفني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن، رغم قرار الكابنت، هوجمت بشكل شديد من قبل نتنياهو ومستشاريه.
في الاسبوع الماضي بعد الاعلان عن اتفاق المصالحة ردت اسرائيل بضبط النفس. مكتب رئيس الحكومة امتنع عن مهاجمة الاتفاق، ورد بصيغة دبلوماسية على هذه الخطوة. “اسرائيل ستفحص التطورات على الارض وستعمل وفق ذلك”، قالوا في حينه في مكتب رئيس الوزراء. وأضافوا بأن اسرائيل ستعارض اتفاق مصالحة لا يشمل تلبية مطالب الرباعية – الموافقة على الاتفاقات الدولية، الاعتراف باسرائيل ونزع سلاح حماس.
اتفاق المصالحة بين فتح وحماس تم التوقيع عليه في القاهرة في الاسبوع الماضي. وحسب البيان الختامي الذي اصدره الطرفان فان الحكومة الفلسطينية ستبدأ بمهامها في القطاع في فترة لا تتجاوز الاول من كانون الاول. وحسب معلومات غير رسمية جاءت من القاهرة، فان الامور الاساسية التي اتفق عليها الطرفان هي دمج موظفي حماس في وزارات السلطة الفلسطينية واعادة بناء جهاز الشرطة في القطاع وادارة مشتركة للمعابر هناك.
معاريف / الأسد يحاول رسم خط أحمر جديد
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 17/10/2017
الحادثة الخطيرة أمس هي محاول من بشار الاسد لرسم خط أحمر جديد لسلاح الجو الاسرائيلي واجباره على الكف عن العمل في لبنان. ولكن السؤال الاكب والاهم هو اذا كان فعل ذلك بمبادرته أم بالتنسيق مع روسيا وايران، والاخطر من كل ذلك – ربما بتعليمات منهما.
منذ عشرات السنين، ولا سيما منذ حرب لبنان الثانية التي نشبت في 2006 يعمل سلاح الجو دون عراقيل في سماء لبنان، ولا سيما بهدف جمع المعلومات الاستخبارية. هكذا كان امس ايضا، حين حلقت طائرات السلاح في مهامة تصوير عادية جدا.
ما كان استثنائيا هو حقيقة أن نظام الاسد، لاول مرة، أطلق النار نحو طائرات اسرائيلية في سماء لبنان، حتى لو اخطأت الصواريخ أرض – جو السورية هدفها. في نهاية المطاف يدور الحديث عن صواريخ قديمة يعرفها سلاح الجو منذ 1983.
حتى الان، على مدى ست سنوات ونصف السنة من الحرب الاهلية في سوريا، هاجم سلاح الجو أكثر من مئة مرة اهدافا في الدولة، معظم الهجمات كانت موجهة ضد محاولات ايران وسوريا نقل صواريخ دقيقة وبعيدة المدى أو قطع غيار لصواريخ كهذه، الى حزب الله في لبنان.
وحسب منشورات أجنبية، بين الحين والاخر هوجمت ايضا مخازن ومعامل صواريخ في سوريا. الجيش السوري، بسبب أزمته الكبيرة وضعفه، كاد لا يرد على الهجمات، وسلم بها الى هذا الحد أو ذاك.
قسم من الهجمات، ولا سيما منذ تثبت الجيش الروسي في سوريا واقامته ايضا منظومة متطورة مضادة للطائرات، مع بطاريات صواريخ متطورة تمت من سماء لبنان كي لا تمس، حتى ولا ظاهرا، بالسيادة السورية وتقليص خطر الاحتكاك مع روسيا وبطارياتها.
واذا كان كذلك، فلماذا قرر نظام الاسد تنفيذ اطلاق النار وما هو مدى دور روسيا وايران في القرار؟ هذا سؤال يشغل بال محافل الاستخبارات في اسرائيل. واضح أن ثقة الاسد بنفسه تتزايد منذ انجازاته في الاشهر الاخيرة في الحرب، انجازات من خلالها يستعيد السيطرة على اجزاء واسعة من الدولة.
هذا الاسبوع احتلت ايضا مدينة الرقة، “عاصمة الدولة الاسلامية”. وهكذا عمليا انتهت فكرة الخلافة ككيان اقليمي. هذا الامر يزيد اكثر فأكثر ثقة النظام.
ان اطلاق الصاروخ السوري يمكن ان يفسر كأمر بسيط، ولكن ايضا كأمر ضروري. والبسيط هو مزدوج: يمكن أن يكون هذا رد لمرة واحدة من النظام على الهجوم على مصنع الصواريخ في الشهر الماضي في عمق الاراضي السورية، والذي نسب لاسرائيل، أو رغبة من نظام الاسد لمزيد من التثبيت لسيادته والاشارة لاسرائيل بالكف عن الهجوم في سوريا، ولا حتى من الاراضي اللبنانية.
ولكن توجد ايضا ضرورة. ينبغي أن نأخذ بالحسبان ايضا بان اليدين هما يدا الاسد، اما الصوت الآمر فهو صوت النظام الايراني. فمن غير المستبعد ان تكون ايران هي التي طلبت من جيش الاسد ان يطلق النار كي يقول لاسرائيل انه من الان فصاعدا لن تكون الطلعات الجوية فوق سماء لبنان – والموجهة أولا وقبل كل شيء ضد حزب الله، الحليف والفرع المتقدم لطهرن حيال اسرائيل – نزهة سهلة بل وستنطوي على خطر.
وثمة حتى مكان لتفسير بعيد المدى يقول ان ايران استخدمت سوريا ليس فقط كاشارة لاسرائيل بل وايضا للولايات المتحدة في اعقاب قرار ترامب عدم اقرار الاتفاق النووي. أي ان وسعها أن تشعل الشرق الاوسط أكثر فأكثر.
ولكن فوق كل ذلك، فان عدم اليقين الاكبر يرتبط بروسيا. فهل عرفت مسبقا بالقرار السوري لاطلاق الصاروخ؟ هل عرفات بل واقرت هذه العملية؟ اذا كان لا، فالامر يمس بمكانتها في سوريا حيث انها من جهة تتعاون مع ايران في ادارة الحرب ضد اعداء النظام، ولكن من الجهة الاخرى تتنافس معها ايضا على النفوذ وعلى الاعمار الاقتصادي المتوقع ما بعد الحرب.
واذا كانت عرفت وأقرت، فلماذا فعلت ذلك؟ هل تلعب لعبة مزدوجة، تقر فيها لجيش الاسد ان يدافع عن نفسه ضد هجمات اسرائيل ومن جهة ثانية تقبل دون ان يرف لها جفن هجمات سلاح الجو الاسرائيلي ضد اهداف سورية؟
في كل حال، ردت اسرائيل ردا محدودا. هكذا ترغب اسرائيل في أن تؤشر الى انه غير معنية بالتصعيد. ومن وجهة اخرى، أوضح رئيس الوزراء نتنياهو مرة اخرى بان اسرائيل لن تسمح بالمس بها، وان من سيفعل ذلك سيعاقب.
كل هذا يشهد على ان الاطراف، رغم انها لا تريد الحرب، فانها تحدد خطوطها الحمراء في محاولة لتأكيدها وتثبيت واقع جديد لليوم التالي للحرب الاهلية في سوريا. من ناحية اسرائيل نشأ على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان واقع جديد.
هآرتس / اليمين لم يكن “جميلا” في أي يوم
هآرتس – بقلم عوزي برعام- 17/10/2017
الكاتب موشيه شمير الذي تولى معي عضوية الكنيست للمرة الاولى في فترة الانقلاب في الاعوام 1977 – 1981، لم أكن اعرفه شخصيا قبل الالتقاء معه في الكنيست، لكنني قرأت كتبه، وقد أحببت قسم منها. لقد كنت اعرف أن الالتقاء معه سيكون مليئا بالكراهية تجاه كل من يذكره بماضيه السياسي – وهذا ما حدث.
هذا الشخص الذي وقف ضد رئيس مباي، مئير يعري، لأنه بدا له كمعتدل جدا، ورأى في الاتحاد السوفييتي في حينه دولة مثالية يجدر تقليدها، ترك بعد سنوات اليسار وذهب الى اليمين، ونشر مقال تحت عنوان “اليمين جميل”. في حينه اعتقدت أن الامر يتعلق بمحاولة للحصول على الشرعية لوجهة نظر سياسية (حيث أنه في الثلاثين سنة من اقامة الدولة لم تعرف أي حركة سياسية نفسها على أنها يمين)، والتي هي شرعية حقا، لكن ليس فيها أي شيء جميل.
في السنوات الاخيرة، اليمين يزداد قوة، ليس هنا فقط بل في ارجاء العالم. ومن ضمن امور اخرى، بسبب ازمات الهجرة. ولكن بدون السياق، فان كلمة يمين عديمة المعنى. اذا ما هو اليمين، هل هو انغيلا ميركل أو دونالد ترامب؟ ميركل تحاول المناورة بين مصالح دولتها وبين الايمان بأن كل الناس يستحقون العيش بكرامة. في حين أن ترامب يمثل يمين قبيح، ضحل وشعبوي يظهر احتقاره الشديد لوسائل الاعلام وسلطة القانون، وللفقراء الذين لا يوجد لهم تأمين صحي والأقليات ايضا. بسلوكه هذا يكشف ترامب عن الشر المصفى، الذي يمكن أن يندلع ايضا في انظمة تعتبر ديمقراطية.
بنيامين نتنياهو اكثر حكمة وأهلية من ترامب بدرجة كبيرة. ولكنه يعرض سلوكا بائسا ومتعجرفا لا يناسب اسرائيل، ويذكر بسلوك ترامب. الشرطة الاسرائيلية التي تقوم بالتحقيق معه، يسميها “عش الدبابير” من خلال هجوم شخصي على المستشار الخارجي لها. وهو يجند الشبكات الاجتماعية من اجل ذرف دموع التماسيح واظهار نفسه كشخص مضطهد، وقد اعاد بدون خجل التعيينات السياسية، وهو يعطي دعمه لوزيرة العدل التي تريد حل الجهاز القضائي، ويدعم ايضا وزيرة الثقافة التي تسيء للاعمال الفنية الاسرائيلية في العالم. وبشأن العنصرية ضد العرب – تصريحات رئيس الحكومة والوزراء واعضاء الائتلاف تذكر بتصريحات منظمات اليمين الامريكية سيئة الصيت.
مؤخرا ظهرت هنا دلائل على بداية موضة اعلامية، تحاول اظهار التفهم لخطوات ترامب الهستيرية، ونسب منطق غير قائم لها. من يؤيدون هذه الموضة يذكرون بأخطار الاسلام المتطرف في محاولة لشرح خطوات ترامب، لكن هذه ما زالت موضة قبيحة لأن هذه الأخطار لا يمكنها أن تحلل حفل الشاي هذا الذي يترأسه شخص مجنون.
اليمين لم يكن في أي يوم جميل، حتى في ايام موشيه شمير. ولكن ربما هو حتى لم يقدر أن اليمين المجرم والمليء باحتقار الديمقراطية وكل اجهزتها، سيسيطر بهذا الشكل على اسرائيل والولايات المتحدة.
لست على يقين أن من يؤيدون اليمين سيتحفظون من اقوالي، لأنه في عالم القيم في عهد ترامب ما هو السيء في الظلم؟.
يديعوت / انتهينا من التهديد
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 17/10/2017
منذ نصف سنة على الاقل واسرائيل تتجلد على نار صواريخ مضادات الطائرات السورية نحو طائرات سلاح الجو. منذ نصف سنة على الاقل واسرائيل تهدد سوريا بانه اذا لم تتوقف النار، فان بطاريات الصواريخ هذه ستضرب.
قاعدة حديدية في سياسة الامن الاسرائيلية تقول ان كل منظومة مضادات طائرات “تضيء” و “تستهدف” بطاريات الصواريخ فيها طائرات سلاح الجو – ستدمر. فما بالك اذا ما اطلقت الصواريخ. ان التفوق الجوي الاسرائيلي، أي حرية عملها في الساحة، هو أحد النقاط الاكثر حساسية في مفهوم الامن الاسرائيلي، ذاك الذي يضمن تفوقها العسكري.
منذ شهر آذار من هذا العام غيرت سوريا سياستها في الرد على أعمال سلاح الجو في سوريا: فلم تعد تتجاهل وتختبيء خلف نفي اسرائيل للهجمات، بل رد فاعل في محاولة لاسقاط طائرة مأهولة او غير مأهولة لاسرائيل تعمل في الجبهة. وبالفعل، في اثناء هذه الاشهر اصطدمت طلعات التصوير والتجوال لسلاح الجو عدة مرات بنار مضادات الطائرات السورية. ولم تنشر اسرائيل عن هذه الاحداث – ربما لاسباب سياسية امنية وربما لانه لم تنشأ الظروف للرد بالهجوم على البطاريات – ولكنها نقلت الى السوريين تحذيرات صريحة، تبين أن دمشق لم تأخذها على محمل الجد.
بعد ان تبين بان الايرانيين أيضا لا يأخذوننا على محمل الجد (في طهران لم يتأثروا عندما أعلنت اسرائيل بانها لن تقبل قواعد ايرانية دائمة على الاراضي السورية)، لم يعد بوسع اسرائيل أن تسمح لنفسها بمواصلة التهديد دون الرد. وأمس نشأت للجيش الاسرائيلي فرصة لتحقيق سياسة “السماء المفتوحة” والايضاح على الطريق للايرانيين ايضا باننا جديون تماما.
وعليه فلم تهاجم اسرائيل فقط بل ونشرت، وهكذا تخلت عن وعي عن “مجال الغموض” الذي سمح حتى الان للرئيس الاسد بالامتناع عن رد دراماتيكي.من اصدر الضوء الاخضر للهجوم يقدر على ما يبدو بان تدمير البطارية والنشر لن يؤديا بالضرورة الى تدهور عسكري في المنطقة.
توجد هنا محاولة لاعادة الرئيس السوري الى حجومه الطبيعية، إذ ان الاسد في الاسابيع الاخيرة يتصرف وكأنه انتصر في الحرب. فجأة يخرج للصلاة بعيدا عن المنطقة الآمنة في دمشق ووزراء حكومته يجرون جولات في الجبهات وبشكل عام يشعر الحكم السوري بالانتعاش. وجاء النشر ليقول له: اذا واصلتم الاستفزاز، فسنواصل تقزيمكم.
لا يمكن ان نقطع الهجوم الجوي هذا عن زيارة وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرجيه شويغو، ولقائه مع وزير الدفاع ليبرمان أمس. فالاسرائيليون الذين حضروا اللقاء لاحظوا أن الوزير الروسي كان في مزاج سيء، ربما بسبب التوقيت. فالهجوم الاسرائيلي ضد منشأة عسكرية سورية، في عمق سوريا، في الوقت الذي يتواجد فيه وزير الدفاع الروسي في اسرائيل، ينقل عمليا للسوريين رسالة تقول ان “روسيا لن تقف خلفكم بشكل تلقائي، واذا اختار الاسد دهورة الوضع، فانه سيدفع الثمن على ذلك”.
بالمناسبة، ليست هذه هي المرة الاولى التي يقر فيها ليبرمان هجمات في سوريا بينما يوجد في لقاءات مع الروس. فقبل بضعة اشهر ايضا، عندما التقى في موسكو بنظيره الروسي، اقر هجوما. أما لرجال جهاز الامن الذين فوجئوا فشرح يقول ان “الروس يحتقرون الضعف ولا يحترمون اولئك الذين لا يقاتلون في سبيل مصالحهم”.
هارتس / البنك الدولي يتراجع عن تمويل مشروع للصرف الصحي شمال قطاع غزة
هارتس – 17/10/2017
كشفت صحيفة هآرتس العبرية اليوم عن أن البنك الدولي تراجع عن تعهده بتمويل مشروع تنقيه مياه الصرف الصحي شمال قطاع غزة حيث انه لحتى الآن لم تصل الاموال لتشغيل المنشأة فالأعمال اوشكت على الانتهاء من بناء المشروع والذي من المقرر ان ينتهي نهاية العام الحالي .
وتابعت هآرتس “البنك الدولي تراجع عن تعهده بتحويل الاموال والتي تقدر بمليون ونصف مليون دولار وان لم تصل الاموال لاستكمال المشروع فإن مياه الصرف الصحي لشمالي قطاع غزة ستهدد مصادر المياه داخل قطاع غزة.
وحذرت مصادر في سلطة البيئة الاسرائيلية من انه في حال لم ينفذ المشروع المذكور فانه يشكل تهديدا للابار الجوفية جنوب الدولة العبرية .
وقالت الصحيفة إن الاموال حصل عليها البنك الدولي من الدول المانحة لبناء مشاريع داخل قطاع غزة .
اسرائيل اليوم / بشار الاسد يحاول استخدام القوة
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 17/10/2017
أبكر من المتوقع ومما قدرت اسرائيل، الحرب السورية الاهلية تقترب من النهاية. بشار الاسد، الشخص الذي اكثرنا تأبينه في السنوات الاخيرة صمد في هذه الحرب، بل ويتوقع أن يخرج منها منتصرا. في طريقه الى الانتصار قتل على يديه أو هرب من امامه نصف أبناء شعبه تقريبا، لكن جيشه حافظ على جزء هام من قوته وقدرته التي كانت لديه قبل اندلاع الحرب في الدولة.
الاسد يصمم على اعادة سوريا الى سيطرته الكاملة. هذا هدف طموح، لكن حتى الآن تمكن من السيطرة على ثلاثة ارباع الدولة فقط، حتى لو أن هذه السيطرة غير كاملة وغير ناجعة. هذا على الرغم من أن ربع مساحة سوريا كان تحت سيطرته قبل سنة.
بشار الاسد لم يكن يستطيع تحقيق هذا الانجاز بدون مساعدة روسيا وايران، ومن الواضح أنه تحول الى شخص يتعلق بالمساعدة التي تمنح طهران، وبالاساس بموسكو، حق قول الكلمة الاخيرة. ولكن جهود بشار لايقاف الدولة على اقدامها، والى جانب ذلك جهود ايران لتثبيت حضورها العسكري في سوريا، وجهود موسكو لتحويل هذه الدولة الى قاعدة روسي، لا تتناقض، لهذا ستستمر هذه الجهود بكامل قوتها.
هذه هي اللحظة التي توجه فيها بشار لدفع حسابات الماضي لاسرائيل، وفي الاساس رسم خطوط حمراء للمسموح والممنوع، بعد أن عمل سلاح الجو الاسرائيلي في السنوات الاخيرة في سماء سوريا كل ما أراد. منطق بشار واضح. حتى لو قامت اسرائيل بتدمير عدد من بطاريات الصواريخ السورية، وقد تم تدمير العشرات منها على أيدي المتمردين في الحرب، فان اسقاط طائرة اسرائيلية واحدة سيؤدي الى التأثير المطلوب وهو انتصار ظاهري هام بالنسبة لبشار، اغلاق حسابات وربما ايضا رسم خط احمر يجب على اسرائيل أن تحذر من تجاوزه في المستقبل.
الاسد لا يبحث عن الحرب، لكنه مستعد للمخاطرة ودفع الثمن من اجل تحقيق اهدافه. من المهم التذكير بأن الامر لا يتعلق بحادثة اولى من اطلاق صواريخ سورية مضادة للطائرات على طائرات اسرائيلية، لكن هذه هي المرة الثالثة في السنة الاخيرة التي يريد فيها السوريون تحدي اسرائيل. لأن قرار اطلاق صاروخ هو قرار غير آني يتخذه قائد صغير، يمكن الافتراض أنه في دمشق وعلى أعلى المستويات قد اتخذوا قرار للبحث عن مواجهة توفر للاسد البضاعة المطلوبة.
بشار الاسد يشعر بالراحة، ويبدو أن ثقته بنفسه عادت اليه، لكن الحديث ما زال يدور عن رئيس دولة مدمرة، يقف على رأس جيش متعب وقابل للاصابة. ويمكن الافتراض أنه تنتظرنا احداث جوية اخرى، لكن لأن بشار غير معني بالحرب الشاملة، فان السؤال المطروح هو من الذي سيرفع يده أولا، ونحن نأمل أن يكون هذا بشار بعد أن يشعر بقوة الضربة الاسرائيلية له، وتصميم اسرائيل على عدم السماح له باملاء قواعد لعب جديدة في الحدود الشمالية.
اسرائيل اليوم / مقاتلو داعش يبحثون عن ملجأ
اسرائيل اليوم – بقلم ايلي كرمون – 17/10/2017
التحالف برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، ومن الجهة المقابلة ايران وحلفائها، يدمرون بمنهجية صفوف المقاتلين المحليين والاجانب لداعش. مؤخرا سلم مئات الجهاديين أنفسهم، والمقاتلون الاجانب لا يسمح لهم بالمغادرة. أين سينتشر مقاتلو داعش الذين ما زالوا على قيد الحياة من اجل اللجوء وبناء قاعدة جغرافية جديدة.
حوالي 30 – 40 في المئة من المقاتلين الاجانب في داعش عادوا الى اوروبا، ومعظمهم معروفون ويوجدون تحت الرقابة. ولن يبقى مقاتلون كثيرون في سوريا والعراق. والباقون سيجدون صعوبة في العودة الى تركيا التي أغلقت حدودها. لقد غيرت تركيا سياسة ضبط النفس امام داعش بسياسة عدم ضبط النفس في اعقاب عملية “الفرات” في شمال سوريا في آب 2016. أنقرة تأمل أن الجدار الامني الجديد الذي اقامته على طول خمس مقاطعات على الحدود بين تركيا وسوريا، سيشكل عائقا مضمونا.
ايران عملت على تسهيل دخول نشطاء القاعدة ومجاهدين آخرين الى افغانستان، قبل وبعد عمليات الحادي عشر من ايلول. على خلفية الحرب بين ايران وأتباعها في سوريا والعراق وبين داعش، ووجود علامات على أن ايران تحولت الى هدف مفضل لتنظيم الدولة الاسلامية، فمن المتوقع أن تقوم طهران بوقف تدفق المقاتلين اثناء هربهم الى الدول المجاورة.
في اليمن يحارب داعش ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في العام 2014، مع ذلك، داعش فشل في تجنيد الدعم، ومقاتلوه هناك يقدرون ببضع المئات مقابل آلاف مقاتلي القاعدة الذين يسيطرون على مساحة كبيرة في شبه الجزيرة العربية.
في سيناء نجح ذراع داعش هناك في التغلب على هجمات الجيش المصري، واحيانا كان يتسبب باصابات كبيرة في صفوف القوات الامنية، لكن لا توجد أي اشارة تدل على أنه يستطيع الانتشار وأن يشكل حصن جغرافي هام من أجل لجوء المقاتلين اليه. بعض القبائل في سيناء، بما فيهم قبيلة الطرابين، قامت بالانتفاض في أيار ضد داعش وبدأت بالتعاون مع المصريين. على خلفية تحسن العلاقة بين مصر وحماس فقد مكنت حماس من تحويل غزة الى قاعدة للعمليات ضد الجهاديين في سيناء. وكرد على ذلك نشر فرع سيناء التابع لداعش تصريحا يعارض الاتفاق بين المخابرات المصرية وحماس، وهدد بالانتقام. وهكذا ففي آب نفذ جهادي من غزة عملية انتحارية في حاجز أمني لحماس على حدود القطاع الجنوبية، وهي الحادثة الاولى في نوعها.
منطقتان جغرافيتان هما ارض خصبة لتمركز محتمل لنشطاء داعش الهاربين. صحيح أن التنظيم فقد في ليبيا السيطرة على معقله الاول في مدينة درنة وتم طرده من مدينة سيرت، لكن يبدو أنه قد انضم الى الألف مقاتل الباقين جهاديون من مناطق القرى الجنوبية والغربية. أحد التهديدات المتوقعة لتمركز داعش في ليبيا هو ضعضعة الاستقرار في تونس المجاورة، وفي المغرب والجزائر. وامكانية استخدام هجرة السكان لاشخاص من اصل افريقي في تنفيذ عمليات ارهابية في اوروبا. على سبيل المثال تم اكتشاف علاقة بين داعش في ليبيا وبين منفذ العملية في مانشستر ايرنا في بريطانيا في ايار 2017.
افغانستان التي هي قاعدة رئيسة للقاعدة والجهاديين من منظمات مختلفة في الثمانينيات والتسعينيات، يمكن أن تتحول مرة اخرى الى ملجأ آمن وقاعدة للارهاب في اوروبا (اسكندنافيا والمانيا)، وفي روسيا وفي الجمهوريات الاسلامية في وسط آسيا وفي الصين والهند. بعد أن اقام داعش في افغانستان وباكستان ولاية “خورسان” في كانون الثاني 2015، تكبد التنظيم خسائر كبيرة في المعارك مع خصومه من طالبان الذين لم يحبوا منافسته لهم. مع ذلك، التنظيم لم يرتدع من هذا الفشل، وفي السنة الاخيرة نفذ عدد من العمليات الارهابية الدموية ضد النظام في افغانستان وضد مليشيات شيعية.
الرئيس ترامب عرض في آب استراتيجية لحل النزاع في افغانستان، شمل نشر قوات امريكية اضافية من اجل اقناع طالبان الذي يسيطر على 40 في المئة من الدولة المقسمة، بأنه لا يستطيع الانتصار في ميدان القتال. وبقي أن نرى اذا كانت الاستراتيجية الجديدة ستشكل تحديا، ليس فقط للسيطرة الجغرافية لطالبان، بل ايضا وجود داعش المتزايد في افغانستان.
هآرتس / نتنياهو: سنتعامل مع موظفي السلطة في حال عودتهم لإدارة القطاع
هآرتس – 17/10/2017
كشفت صحيفة هآرتس صباح اليوم الثلاثاء , بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمس الاثنين خلال جلسة المجلس الامني المصغر الكابنت بأن اسرائيل لن تحاول منع تطبيق اتفاق المصالحة بين الحركتين , على حد قوله.
وأكد نتنياهو خلال الجلسة والتي ناقشت الرد “الإسرائيلي” على اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح , انه في حال عاد موظفي السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة فيمكن العمل معهم.
وتابع نتنياهو: موقف “إسرائيل” هو عدم الاعتراف بإتفاق المصالحة بين الحركتين فلن نقبل بهذا الاتفاق ولكن “إسرائيل” لن تحاول منع تطبيقه على ارض الواقع ولن تقطع “إسرائيل” علاقاتها بالسلطة الفلسطينية .
وابلغ نتنياهو وزراء الكابنت بانه في حالة تطبيق اتفاق المصالحة وعاد موظفي السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة وان يعودوا للمعابر الحدودية لقطاع غزة اعتقد بأنه يجب العمل معهم .
هآرتس / بينيت يريد التدمير
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/10/2017
يبحث الكابنت السياسي الامني اليوم في سياسة اسرائيل من اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، في ظل الاخذ بالحسبان امكانية تشكيل حكومة مشتركة للحركتين. وتتغيب عن بيان نتنياهو في موضوع المصالحة النبرة الكفاحية التي تميز ردود فعله الاشتراطية لكل تغيير أو تطور في الموقف الفلسطيني بشكل عام وامكانية المصالحة بين فتح وحماس بشكل خاص. وعلى سبيل التذكير، امتنع مكتبه عن أن يهاجم الاتفاق بحدة ورد بضبط دبلوماسي للنفس: “اسرائيل ستدرس التطورات على الارض وتعمل بناء على ذلك”.
وكما هو متوقع، فان النبرة مضبوطة النفس لا تلزم عموم وزراء الحكومة، وبالتأكيد ليس رئيس الحزب اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، التي تستوجب أهدافه السياسية الابقاء على توتر دائم. فالبيت اليهودي، الذي يحلم بضم الضفة الغربية ملزم بان يفعل كل ما في وسعه كي يفشل المسار الدبلوماسي، الكفيل بان يؤدي الى استئناف المفاوضات، وفي المستقبل، كما ينبغي الامل، الى الحل السياسي أيضا. وبناء على ذلك اختار بينيت توجيه النقد الى رد نتنياهو ودعا الى قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية. فقد قال وزير التعليم ان “المفاوضات مع السلطة الفلسطينية هي مثابة منح شرعية لحماس” واضاف: “هذه حكومة ارهاب وطنية، ليس لنا حق اخلاق في أن نتلعثم أو نتراجع. علينا ان نعمل بكل القوة ضد القتلة والا نكون شركاء بالصمت في تبييض حماس. ان وجود العلاقات معهم سيشجع الارهاب”.
ان بينيت يضلل بنية مبيتة. فالمصالحة الفلسطينية هي مصلحة اسرائيلية. أولا، لانها وليدة سياسة قادها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولاسرائيل مصلحة صرفة في تعزيز المكانة الاقليمية لمصر، وذلك بسبب التنسيق الاستراتيجي القريب بين الدولتين وفي ضوء نفوذ القاهرة على الفلسطينيين. ولكن الاهم من ذلك هو أنه بخلاف ما يروج له بينيت، فان الارتباط بين فتح وحماس يستهدف تلطيف مواقف حماس وليس دهورة السلطة الفلسطينية نحو الارهاب. صحيح انه لا يمكن ان نعرف ما يحمل المستقبل، ولكن في اتفاق المصالحة اتفق الطرفان على الا يتخذا خطوة من جانب واحد، سواء خطوة سياسية من جانب السلطة الفلسطينية مع اسرائيل ام عمل ارهابي من جانب حماس.
في حكومة اسرائيل يجلس حزب يعرف جيدا ما يريد ومعني بان يفرض على اسرائيل تغييرا دراماتيكيا. يريد بينيت وآييلت شكيد ابقاء اسرائيل خارج المسار الدبلوماسي، كي يدهورا الوضع رويدا رويدا الى مسار الضم. ولهذا الغرض فانهما سيفعلان كل ما في وسعهما كي يمنعا عن اسرائيل والفلسطينيين العودة الى طاولة المفاوضات. محظور السماح لهما بتخريب فرص وآمال الاسرائيليين والفلسطينيين في مستقبل افضل.