اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 16– 10 – 2017
المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 16– 10 – 2017
يديعوت / مصادر فلسطينية: حماس تعهدت بعدم اطلاق الصواريخ على اسرائيل أو تنفيذ عمليات
يديعوت – بقلم جاكي خوري وآخرين – 16/10/2017
تعهدت حماس في اطار اتفاق المصالحة مع فتح الا تعمل على تنفيذ عمليات ضد اسرائيل، فلا تطلق نحوها الصواريخ ولا تتخذ اي خطوة تؤدي الى الصدام معها من قطاع غزة أو من الضفة الغربية. هكذا قالت امس مصادر فلسطينية لصحيفة “الشرق الاوسط”. في حماس لم يؤكدوا ولم ينفوا التقرير، ولكن مسؤولين كبار في المنظمة اشاروا الى أن مسألة الكفاح ضد اسرائيل لم تبحث في المحادثات التي جرت بين المنظمتين في الاسبوع الماضي في القاهرة.
في اتفاق المصالحة الذي وقع الاسبوع الماضي في مصر اتفق الطرفان على ألا تتخذ خطوة من طرف واحد من شأنها ان تشوش الاتفاق، سواء كانت هذه خطوة سياسية من جانب السلطة الفلسطينية تجاه اسرائيل أم عمل ارهابي من جانب حماس. وقال مصدر فلسطيني لـ “هآرتس” انهم سواء في فتح ام في حماس يتصرفون بحذر شديد بهدف عدم التشويش على التفاهمات التي أدت الى التوقيع على الاتفاق. واضاف بان حماس تسعى الان الى العمل في الضفة من ناحية سياسية، دون عراقيل من جانب أجهزة امن السلطة. وعليه، على حد قوله، فان كل الاعمال ضد اسرائيل تمس بهذا الهدف، وبالتالي اذا كان الحديث يدور عن نوع من التفاهم الهاديء، فهو نوع من التكتيك وليس قرارا استراتيجيا.
وكما افيد في الاسبوع الماضي، فان وفدي فتح وحماس سيلتقيان في القاهرة مرة اخرى في 21 تشرين الثاني مع ممثلي باقي الفصائل الفلسطينية للبحث في تشكيل حكومة جديدة تضم ممثلين عن الجميع وتعمل على الانتخابات في مناطق السلطة.
وحسب الاتفاق، تمنح حماس صلاحياتها الادارية في غزة للحكومة الفلسطينية، والسلطة تسيطر في المعابر بين غزة واسرائيل ابتداء من الاول من تشرين الثاني، ويسيطر حرس الرئيس الفلسطيني في معبر رفح على الحدود المصرية، ويرابط مراقبون اوروبيون في المعابر لمنع تهريب السلاح، ويندرج الموظفون الذين عينتهم حماس في الجهاز الاداري للسلطة ولجنة مشتركة تعيد بناء جهاز حفظ النظام والمخابرات حيث سينخرط رجال حماس. ولم تطرح مسألة سلاح حماس في المداولات، ومن غير المتوقع أن تطرح قريبا.
والى ذلك يبحث الكابنت السياسي الامني اليوم في سياسة اسرائيل من اتفاق المصالحة تمهيدا لامكانية أن تتشكل حكومة وحدة فلسطينية. وكان رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت أعلن مؤخرا بان على اسرائيل أن تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية في اعقاب المصالحة، ولكن ليس واضحا اذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معنيا بذلك.
في جلسة وزراء الليكود أمس طرح الوزير زئيف الكين الموضوع وسأل نتنياهو ما هي السياسة من العلاقات مع السلطة. واشار مصدر شارك في الجلسة الى أن نتنياهو قال لــ الكين ان نقاشا في هذا الشأن سيجرى في جلسة الكابنت، وشطبه عن جدول الاعمال. بعد بضع ساعات من ذلك، في جلسة رؤساء احزاب الائتلاف، طرح بينيت الموضوع، وحظي برد مشابه.
هذا وأعلن الوزير الفلسطيني للشؤون المدنية حسين الشيخ امس بان وفدا من الحكومة برئاسة مدير المعابر نظمي مهنا سيصل الى القطاع في غضون يوم لتنسيق أخذ المسؤولية عن المعابر، بما في ذلك معبر رفح بالتنسيق مع السلطات في مصر. وبالمقابل، اعلن الجيش المصري أمس عن تصفية 24 ارهابي في اثناء هجوم من الجيش المصري في شمال سيناء. حسب بيان الجيش، فقد قتل ستة جنود في الهجوم. وفي اعقاب الحدث تقرر عدم فتح معبر رفح مثلما أعلنت سلطة المعابر في القطاع في وقت سابق، واوضحت الحكومة المصرية بان المعبر لن يفتح كالمعتاد طالما لم تأخذ السلطة المسؤولية الكاملة عنه.
هآرتس / ما الجديد في غزة
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 16/10/2017
لقد وقعت فتح وحماس على اتفاق آخر للمصالحة، وهذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة. في هذه اللحظة يبدو أن الاتفاق يبشر بالتغيير. قبل أكثر من عشر سنوات طردت قوات حماس رجال فتح من غزة في حرب اهلية دموية. الآن جاءت السلطة التي تسيطر عليها فتح الى غزة من اجل تسلم السلطة المدنية في القطاع. والاتفاق هو نتيجة مصالحة مشتركة بين فتح وحماس والرئيس المصري السيسي.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدعي منذ سنوات أنه يمثل الشعب الفلسطيني، ولهذا فان له صلاحية التفاوض باسمه. ومنذ أن انفصلت حماس عن فتح اصبح هذا الادعاء فارغ من المضمون. ورغم أن عباس حضر اجتماعات دولية كممثل للشعب الفلسطيني، فان العالم يعرف أنه لا يستطيع أن يأخذ على عاتقه التزامات باسم كل الشعب، لهذا فهو لا يستطيع التفاوض باسمه. ورغم كل الانكارات إلا أنه هو نفسه يعرف ذلك. فقد كان يحتاج اذا الى الشرعية، واتفاق المصالحة من شأنه تشكيل خطوة في طريق هذه الشرعية.
في السنوات الاخيرة تلاشت تدريجيا صلاحيات حماس في غزة نتيجة العمليات التي شنها الجيش الاسرائيلي حيث تدهورت جدا ظروف الحياة في القطاع، وزادت المعارضة لحماس في اوساط السكان في القطاع، لأنهم يعرفون أن قيادة حماس غير مستعدة للتخفيف من معاناتهم. كذلك اصبحت حماس معزولة أكثر، ويبدو أن مصادر التمويل لها من الخارج قد جفت. كما أن المساعدات المالية التي تم تقديمها لغزة في السابق من قبل الرئيس عباس تم تأخيرها بشكل متعمد. لقد شعرت حماس بأنه لا خيار لها سوى التوصل الى اتفاق مصالحة، ويبدو انها مستعدة لنقل السلطة المدنية في غزة الى السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح. ويمكن الافتراض أنه بدون مصر لم يكن الاتفاق ليتحقق. يوجد للمصريين مصالح، ولا يقل عن ذلك، يوجد لهم تأثير على الطرفين. حكومة مصر غارقة في حرب يومية ضد الارهابيين الذين يتركزون اساسا في سيناء، وأحد اهداف سياستها الاساسية هو أن تمنع حماس من مساعدة هؤلاء الارهابيين ومنحهم ملجأ في غزة.
من ناحية مصر، الحصول على مساعدة حماس في حربها ضد الارهاب، هو اضافة اخرى. هل يستطيع اتفاق المصالحة مساعدتها في ذلك؟ الايام ستجيب عن ذلك. السيسي يهتم ايضا بتحسين موقف مصر باعتبارها دولة عظمى في العالم العربي، وهذا الاتفاق يساهم في ذلك.
يوجد لمصر ذخر يمكن بواسطته أن تستخدم تأثيرها وقوتها مثل السيطرة على الدخول الى والخروج من قطاع غزة. هذه المعابر هي شريان الحياة بالنسبة للسكان في القطاع، وبالنسبة لحماس نفسها. مصر يمكنها ايضا التأثير على علاقة عدد من الدول العربية مع حماس، أي أنها تستطيع أن تصعب جدا حياة حماس.
هنا بالضبط يوجد التقاطع بين المصالح الاسرائيلية والمصرية. فاسرائيل تقوم بمساعدة مصر في محاربة الارهاب في سيناء. واذا كان الاتفاق سيدعم المصريين في هذه الحرب، فان هذا الامر سيخدم ايضا المصالح الاسرائيلية.
لكن مصلحة اسرائيلية الاساسية هي نزع سلاح حماس في القطاع. آلاف الصواريخ التي تملكها حماس والجهاد الاسلامي تشكل خطر دائم على السكان الاسرائيليين في جنوب اسرائيل. وكلما زاد مدى هذه الصواريخ فان اجزاء اكبر من اسرائيل ستكون معرضة للخطر. إن القضاء على هذه القدرات كان يجب أن يكون أحد اهداف عملية “الجرف الصامد”، والاتفاق بين فتح وحماس ربما يكون خطوة اولى في هذا الاتجاه. ويمكن ايضا أن يكون مناسبا بالنسبة لمصر، حيث أن اندلاع متجدد للاعمال العدائية بين حماس واسرائيل لن يفيد المصالح المصرية. واذا صمد الاتفاق فان هذا الامر سيكون النقطة القادمة في المفاوضات. هي تستطيع وسائل الضغط التي توجد لدى مصر في كل ما يتعلق بحماس أن تؤدي الى تحقق هذا الهدف؟ سنعيش ونرى.
هآرتس / غباي عن النزاع مع الفلسطينيين: ليس متأكدا أنه يوجد شريك في الطرف الاخر
هآرتس – بقلم الموغ بن زكري – 16/10/2017
صرح رئيس حزب العمل آفي غباي امس عن النزاع مع الفلسطينيين فقال انه “ليس واثقا من وجود شريك في الطرف الاخر”. وقال غباي ذلك في اجتماع لحزب العمل في ديمونا، بعد يوم من تصريحه بانه لن يجلس في حكومة مع القائمة المشتركة. وعلى حد قوله “التقي في الاشهر الاخيرة الكثير جدا من السياسيين ورجال الامن الذين انشغلوا في المفاوضات مع الفلسطينيين. واسأل الجميع السؤال التالي. هل يوجد شريك؟ هل يوجد مع من يمكن عقد اتفاق؟ النصف يقولون لا والنصف يقولون نعم. وبشكل مفاجيء فان الاشخاص ذوي الخلفية الامنية يقولون نعم. لا للتوجه نحو الكفاح بل مجرد المحاولة”.
وادعى غباي في الندوة بان دولة اسرائيل بحاجة الى “الجيش الاقوى” واضاف بانه دوما “يجب أن نكون عدوانيين”. واضاف رئيس حزب العمل بانه “في الامن لا يمكن للمرء أن يكون مساوما. فلا يمكن للمرء أن يكون “حسنا أنا افهم، حسنا اطلقوا صاروخا واحدا”. لا يوجد شيء كهذا. اطلقوا صاروخا واحدا – انت تطلق عشرين. فقط هكذا يفهمون في الشرق الاوسط”.
ولاحقا قال غباي: “بداية علينا أن نفهم شيئا بسيطا جدا – نحن الاقوياء هنا. كل الوقت يخيفوننا، ولكننا نحن الاقوياء هنا. نحن أقوى من العرب. ونحن لا حاجة بنا لان نخاف منهم – العرب عليهم ان يخافوا منا”.
يديعوت / حتى الاحبولة الاعلامية التالية
يديعوت – بقلم سيما كدمون- 16/10/2017
أحداث اليومين الاخيرين تعزز التحليلات السائدة التي تفيد باننا كلما اقتربنا من تحقيقات رئيس الوزراء – ستتحرر كوابح السيميتريلا التي يقودها نتنياهو في طريق مزروع بالالغام.
قبل بضعة اسابيع كتب في هذه الصفحة بان من يرغب في أن يرى الى اين يتجه نتنياهو، سواء الى الانتخابات أم للحفاظ على حكومته، فلينظر الى الشكل الذي يعالج فيه القانون الفرنسي. والحديث يدور عن ذاك القانون الذي يحظر التحقيق مع رئيس وزراء مقيم، وسيطرح على التصويت مع بداية الدورة الشتوية للكنيست. وها هو هنا، هذا القانونن الرامي الى وقف التحقيقات مع رئيس الوزراء. اذا اجيز القانون، وان كان سينطبق على الولاية التالية، الا انه ما الذي سيمنع نتنياهو من أن يقود الامور نحو انتخابات عاجلة، حتى قبل أن ترفع لائحة اتهام، واقامة حكومة ووفقا للقانون الجديد يوقف التحقيقات ضده. هل يبدو هذا مستبعدا؟ متعذرا؟ نحن نتحدث عن نتنياهو، سيداتي سادتي. لا شيء مستبعد عند الحديث عنه.
قبل الكثير من السنين كان هنا اعلان شعبي عن البيرا، سرعان ما اصبح جزءا من اللهجة الاسرائيلية. “ما الخبر؟ بيرا نشر”، كان هذا هو الشعار الذي يردده الجميع. وقد صار الامر على النحو التالي: احد ما يتحدث عن شيئين لا يوجد بينهما اي قاسم مشترك، فيرد عليه محادثه متسائلا فيقول ولكن ما الخبر فاذا بالاول يتذاكى ويرد: بيرا نشر.
كان ينبغي لهذا أن يكون الرد على العلاقة التي بين توبيخ نتنياهو أول أمس للمفتش العام روني ألشيخ، الذي يسمح للتسريبات التي يزعم انها تخرج من صفوف الشرطة، وبين المبادرات الجديدة التي طرحت امس عن اغلاق هيئة البث العام والعمل على قانون منع التحقيقات مع رئيس الوزراء.
ستسألون – ما الخبر؟ بيرا نشر، بالطبع. غير أنه عند الحديث عن نتنياهو، هناك دوما علاقة، حتى لو بدت في البداية مستبعدة تماما. وهذه يفترض أن تخدم بشكل ما احتياجات رئيس الوزراء: توجيه الاهتمام الجماهيري نحو جهة اخرى، جهة اكثر راحة له من الموضوع الذي على جدول الاعمال؛ خلق احبولة اعلامية ما لاهداف بقاء العائلة؛ غرس سكين، منجل او غرض حاد آخر في قلب “المؤامرة” التي يراها نتنياهو في خياله، حيث تكون الشرطة، النيابة العامة، المستشار القانوني، الاعلام – كلهم يتعاونون على الاطاحة به عن كرسيه. كل هذا حين لا يكون هناك اي شيء، لم يكن شيء ولن يكون شيء ايضا.
في السبت ليلا، بعد البث في اخبار القناة 2 عن التحقيقات التي تنتظره في الاسابيع القريبة القادمة، سارع نتنياهو الى مهاجمة المفتش العام عن التسريبات، دون أن ينسى الهدف الدائم عن حملة الصيد الاعلامية الموجهة ضده. ليس واضحا ما الذي حرك نتنياهو بالرد هكذا على شيء ما معروف منذ زمن بعيد – في أنه سيستدعى الى التحقيقات بعد الاعياد. وبدلا من الارتياح على اكاليل غار نهاية الاسبوع، استخدام النجاح من ناحيته، بخطاب ترامب في موضوع الاتفاق الايراني واعلان الولايات المتحدة في موضوع الانسحاب من اليونسكو – اختار نتنياهو الانفلات على الشرطة. ماذا أجدته هذه التوبيخة للمفتش العام – بل وأكثر غرابة من هذا: للمستشار الخارجي للشرطة، ليئور حورب. ماذا لرئيس الوزراء الذي ينشغل بالتهديد النووي، بالاتفاق بين فتح وحماس، واغلاق الحسابات مع مستشاري الاعلام. عفوا، ولكن أليس هذا صغيرا عليه بعض الشيء؟
من غير المستبعد ان في اجتماع التأييد التالي الذي سينظمه له دافيد بيتان، الى جانب الانفلاتات على ميني نفتالي سيتضمن خطاب رئيس الوزراء تشهيرات ايضا ضد حورب، الذي حتى السبت ليلا كان يمكن ان نحصي بمئات قليلة اولئك الذين عرفوا على الاطلاق من هو. يا له من رفع للمستوى هائل لمكانة حورب. ويا له من تقليل محرج من مكانة نتنياهو.
شيء واحد يمكن قوله بيقين: لو كان الى جانب نتنياهو مستشار اعلامي مثل شايا سيغال الراحل، ما كان هذا ليحصل. فمستشار جدي ما كان ليسمح لنتنياهو ليجعل حساباته الشخصية مع اناس عديمي المكانة العامة على هذا المستوى. لماذا من هم، كان سيسأل سيغال.
ولكن هذا هو الحال عندما يكون مستشاريك الاعلاميين هم زوجتك وابنتك. يحتمل ان يكون نتنياهو هو الاخر فهم الخطأ في رده المتسرع الذي لم يجديه نفعا، ولدى نتنياهو مثلما لدى نتنياهو – لكل منتهى سبت يوجد يوم احد، دوما يمكن ان يطلق الى الهواء احبولة جديدة، جملة تثير عاصفة، مبادرة تبقى على ارضية غرفة تحرير الاخبار. وبمعونة الوزير درعي، الذي كان منذ زمن غير بعيد الراشد المسؤول في الحكومة، ومؤخرا يستخدم كسيارة انقاذ لنتنياهو، طرح موضوع اغلاق الهيئة الذي بالطبع صعد فورا الى جدول الاعمال الاعلامي، داحرا الى الاسفل موضوع التسريبات.
نوصي بحرارة رجال الهيئة الا يدخلوا في حالة ضغط. اولا، لان هذا ما يريده نتنياهو: الضغط. توجد هنا ايضا محاولة اخرى للتهديد، للردع، للاظهار من هو هنا الرئيس. هذا لن يحصل، وليس بسبب معارضة الوزير كحلون. ببساطة سيكون لنتنياهو امور اكثر الحاحا لينشغل بها في الفترة القريبة القادمة بما في ذلك تلك التحقيقات والتوصيات بلوائح الاتهام لزوجته. ونعم – لا يوجد له اي دافع للدخول في مواجهة مع وزير ماليته رغم ان كحلون نفسه اكثر نضجا اليوم بكثير للوصول الى حلول وسط مع رئيس الوزراء. يمكن المراهنة على أنه بالاجمال يدور الحديث هنا عن تصريح غريزي آخر يثير حوارا اعلاميا، سرعان ما سيخبو في غضون ايام.
حتى الاحبولة الاعلامية التالية.
يديعوت / من الجرف الصامد حتى اتفاق القاهرة – ضوء في نهاية النفق
يديعوت – بقلم يارون لندن – 16/10/2017
يشكك الخبراء في الشؤون العربية في قدرة فتح وحماس على اقامة حكم فلسطيني مشترك. فمحاولات المصالحة السابقة فشلت والخبراء يعتقدون بان الظروف التي هيأت الاتفاق الذي وقع في القاهرة لا يمكنها أن تطفيء العداء العميق الذي بين زعماء الطرفين. فالفوارق الكبيرة في الظروف وفي التقاليد على جانبي الفاصل الجغرافي تشكل هي ايضا عبئا ثقيلا على الحمل. والكل يشير الى أن الاتفاق يتجاوز المسألة الحاسمة – السلاح. واضح أنه لا حكما ناجعا بلا سيطرة حصرية على القوات المسلحة، وطالما لم ينزع سلاح حماس فلن تبقى الحكومة الموحدة الا اذا ارادها قادة الذراع العسكري.
ان التجربة طويلة السنين تعزز الشكوك. منذ بدأت تتبلور الهوية الوطنية الفلسطينية، شوشت المصالح العائلية والاقليمية عملية ترجمة الفكرة الفلسطينية الى سياسة عملية. فالانقسام، المرض العضال للمجتمع الفلسطيني، منح الحاضرة العبرية والدولة التي ورثتها قدرة مناورة زادت بالتدريج فارق القوة بينها وبين اعدائها. من ناحية اسرائيل كان هذا فوز عظيم، ولكن في انقسام الفلسطينيين تكمن ايضا نقيصة بارزة: غياب زعامة فلسطينية موحدة، تسيطر بيد قوية على الارض الاقليمية التي تحت حكمها، يبعد فرصة السلام. طالما كان يخيل بانه طرأ تقارب ما بين مواقف الطرفين احبطته منظمات المعارضة الفلسطينية بالنار والدم. وعرض هذه الحقيقة التاريخية لا ينظف الحاضرة العبرية ودولة اسرائيل من دورها في المسؤولية على استمرار المواجهة.
ان الادعاء بان “لا يوجد مع من يمكن الحديث” ليس صحيحا، ولكن صحيح الادعاء بان كثيرة الاحتمالات الا يكون محادثونا هم من سيسيطرون في المستقبل القريب. هذا تخوف لا يمن الاستخفاف به بمجرد اهماله وبالتالي محظور تنفيذ اتفاقات حل وسط اقليمية بلا فترة اختبار طويلة جدا. اما الفلسطينيون، بالمقابل، فيخطئون اذا ما وافقوا على مفاوضات لا نهاية لها، بلا هدف محدد وفي ظل التسليم بان يفعل الاسرائيليون في هذه الاثناء كل ما يروق لهم في المناطق المحتلة.
الاستنتاج هو أن تعزيز وحدة القيادة الفلسطينية سيجدي اسرائيل التي تتطلع الى السلام بينما اسرائيل التي لا تتطلع الى ذلك لن تستمد منفعة من التحول في اوساط خصومها. فهذا التحول سيضعها امام خصم أقوى بقليل في الساحة الدبلوماسية، ولكن فوارق القوة العسكرية والتنظيمية عظيمة لدرجة انه لا يوجد في ذلك خطر جدي. الفضل يكمن في زيادة الاحتمال في أنه بالذات مع خصم متبلور سيكون ممكن الوصول الى اتفاق قابل للدوام. هذا صحيح حتى اذا سيطرت حماس على السلطة الفلسطينية، وذلك لانه سواء في المسيرة السلمية ام في الحرب من الاسهل الوقوف امام جسم متماسك من الوقوف أمام جسم مطاط. في هذا لا فرق بين حكومة اسرائيلية متساومة وبين حكومة اسرائيلية متصلبة.
اذا كنت محقا، فينبغي إذن انتعاش التقديرات بشأن منفعة حملة “الجرف الصامد”. لا شك أننا فتحنا معركة دون أن تتحدد اهدافها ودون أن يفكر القادة باهمية كامل المعلومات الاستخبارية التي كانت تحت تصرفهم. لا شك أن هذا لم يكن نجاحا عسكريا. ورغم ذلك فالدمار الذي زرعناه في القطاع، الحصار الاقتصادي الذي فرضناه عليه، بخل دول الخليج وشراكتنا المصلحية مع مصر أجبرت زعماء حماس باعادة النظر في المسار. يحتمل الا تكون صدفة ان استبدلت قيادة المنظمة ومن يقف على رأسها الان هو الارهابي الصلب يحيى السنوار. شخص كهذا فقط يمكنه أن يحظى بما يكفي من الثقة ويعترف بان الطريق مسدود وان معاناة السكان خطيرة لدرجة الخطر على النظام في القطاع، وان ابو مازن المكروه بالذات يمكن ان ينقذه. في هذا، مهما كان الامر غريبا، تعلل رأي الصقور في إسرائيل. القوة الوحشية بالذات والتي استخدمناها قربتنا قليلا من التوافقات مع الفلسطينيين.
معاريف / يحرق النادي
معاريف – بقلم بن كسبيت – 16/10/2017
نبأ موشيه نوسباوم الذي أضرم نار الجنون الدائمة في بلفور لم يتضمن أي تسريب. كان هذا نبأ عاديا عن “بعد الاعياد” نشر مثله تقريبا في كل وسائل الاعلام. ونشرته أخبار 2 في المكان الخامس أو السادس في جدولها، بعد ان استعرضت بتوسع الموضوع السياسي العزيز جدا على رئيس الوزراء، والذي كان لنتنياهو فيه انجازات مناسبة في نهاية الاسبوع.
فضلا عن ذلك: في عهد المفتش العام روني ألشيخ تقلصت جدا التسريبات التي تخرج من الشرطة في مواضيع التحقيقات بما في ذلك تحقيقات رئيس الوزراء. كل من يعنى بالمهامة يعرف هذه الحقيقة. والمراسلون الصحافيون يتفاجأون المرة تلو الاخرى من التقدم في التحقيق، والتفاصيل التي تخرج، لا تأتي من ناحية الشرطة. فهي تأتي من ناحية وزارة العدل وخير ان هكذا. كما أن المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت يعرف بان الجمهور من حقه أن يعرف ما يحصل في تحقيقيات رئيس وزرائه ومطلوبة هنا شفافية معينة دون المس بتقدم التحقيق.
كل ما قيل أعلاه يثبت أن الهجمة المهووسة التي قام بها رئيس الوزراء على المفتش العام للشرطة الذي عينه هو في المنصب، نائب رئيس المخابرات سابقا، لا تتعلق بالتسريبات بل بخطة مرتبة ومخططة مسبقا. وعن هذه الخطة روى قبل اسابيع طويلة مسؤول كبير في الليكود الذي قال: “انه سيتجاوز كل سلطات انفاذ القانون وسيحاول سحق شرعيتها. سيهاجم الشرطة، المحكمة، النيابة العامة، الجميع. سيحرق النادي، كي يصل الى مرحلة التوصيات لرفع لوائح اتهام ضده بينما قاعدته باتت محرضة ومقتنعة بان المباراة مباعة.
نعم، كل شيء يحصل امام ناظرينا. جمهور محرض يهتف في اعقاب رئيس الوزراء بان “التسريبات هي ضد الديمقراطية”، بينما الحقيقة معاكسة: الاعلام هو جزء حيوي في الديمقراطية والاعلام يتغذى بالتسريبات التي تساعده على أن يساعد في تنظيف الاسطبلات. واذا بتنا نتحدث عن تسريبات غير قانونية ويطالبون بالتحقيق فيها، فاني اقترح البدء بالتسريب الذي الحق الضرر الاكبر بالامن القومي بدولة اسرائيل في العقد الاخير: تسريب عرض الجيش الاسرائيلي عن احتلال غزة في اثناء جلسة الكابنت في ذروة حملة “الجرف الصامد” في صيف 2014. لقد سبق أن كتبت مرات عديدة بان هذا التسريب خرج من ساحة رئيس الوزراء، وانا اكتب هذا مرة اخرى. كل وزراء الكابنت الكبار يعرفون هذا. ولكن هذا على ما يبدو كان “تسريبا قانونيا”.
بالمناسبة، أمر أخير في موضوع التسريبات: على نتنياهو أن يأمل بان يكون اكبر قدر ممكن من التسريبات في مواضيع تحقيقاته. لان كل محقق مبتدىء بان التسريبات بشكل عام تضر التحقيق، تكشف نوايا المحققين وما يوجد او لا يوجد لديهم وتسمح للطرف الاخر بالاستعداد او بالتشويش.
لاريئيل شارون ايضا كانت في حينه “متلازمة يوم الاحد”. فقد كان رجاله المقربون يعرفون بانه عندما يعود من المزرعة في يوم الاحد، بعد الاجازة الاسبوعية مع الابناء (مع جلعاد اساسا) فان الامر الاول الذي يطلبه في جلسة الطاقم في الاحد صباحا هو “قتل عرفات، على الفور والتو”. كانت هذه مسرحية عادية في السنتين الاوليين من الولاية، حين كان شارون يشد على اسنانه في مواجهة العمليات الدموية للانتفاضة الثانية. وبشكل عام كان يستغرق الرفاق يوم – يومين لتهدئته. كانوا يدعون عاموس جلعاد من تل أبيب أو السكرتير العسكري موشيه كابلنسكي، ويشرحون لاريك بان هذا ليس بسيطا بهذا القدر الى ان يهدأ.
لقد رأى نتنياهو نبأ نوسباوم في منتهى السبت في المنزل في بلفور. حسنا، جيد. هذا أزعجه في الاحتفال بالانجاز السياسي. وهو لم يفهم بان استخدام النبأ العادي هذا هو الذي سيمنعه من الاستمتاع بثمار الخطاب الهام لترامب. واستخدم قصة نبأ موسباوم هذه الى مستويات مشوشة العقل تماما وتفجر على المتفش العام الذي عينه هو نفسه قبل سنتين. وبينما كان اللهيب يشتعل عقدت جلسة رؤساء الاحزاب، وهناك اضاف آريه درعي مساهمته في الشعلة واقترح اغلاق هيئة البث. لدرعي حساب طويل مع موتي غيلات الذي عاد ليصطدم به في “كان 11″، ولكن المشوق هنا هو نتنياهو الشرطي الذي سارع الى الانضمام الى تأييد حماسي لمبادرة درعي لدرجة ان “وزير الاتصالات” ايوب قارة حاول الانخراط هو ايضا في الجلبة وسارع الى التغريد كم يسره بان رئيس الوزراء “استجاب لمبادرته” لاغلاق الهيئة اخيرا.
اذا لم يكن كل هذا لنا، لكنا نحن ايضا سنضحك. فانفجار نتنياهو على الهيئة جاء في اعقاب سلسلة تغريدات من رجال “كلنا” ممن هرعوا للدفاع عن الشرطة والمفتش العام في ساعات الصباح. ولما كان رجال “كلنا” يعتبرون من انقذوا الهيئة فقد سارع نتنياهو للانتقام من كحلون. هذا حتى ليس سلوكا صبيانيا. هذا سلوك سائب، من جانب مسؤولنا الراشد الجمعي. “لا يوجد في مكتب نتنياهو من يوقف الجنون”، قال لي امس مسؤول كبير في الائتلاف، “كل يعمل ما يراه، لا يوجد عمل مشترك، لا توجد دراسة، لا يوجد تفكير، لا يوجد لجام، لا توجد كوابح ولا توجد توازنات”.
أتذكرون كيف هاجم نتنياهو مزبدا مشروع قانون الوظائف الذي تقدمت به آييلت شكيد ويريف لفين في جلسة الحكومة قبل اسبوعين؟ وكيف أنه اعلن بان هناك حاجة الى مشروع قانون أكثر جرأة بكثير وان هناك حاجة الى ثورة، وما هذا المشروع الهزيل؟ كل هذا أعلنه بعد دراسة استمرت اشهر من جانب وزيرين نشيطين. عندها مر اسبوعان، وامس طرح ذات مشروع القانون بالضبط لاقرار الحكومة. في هذه الاثناء أبلغ المستشار القانوني مندلبليت نتنياهو بان صيغة شكيد لفين هي الوحيدة التي يمكن اقرارها، ولا بديل لها. وهكذا كان. “اغلاق الهيئة” هو الاخر استمر ساعتين الى أن نزل في صندوق بريد الصحافيين ايضاح من مكتب نتنياهو بان هذه كانت على الاطلاق “فكرة درعي” ونتنياهو سيبحث فيها مع كحلون عند مداولات ميزانية 2019.
كل هذا حصل بعد الظهر. وكيف احترقت الطبخة في المساء؟ عندها طل نبأ في اخبار 2 بانه في الاسبوع القادم، مع بدء دورة الكنيست الشتوية، سيتقدم النائب دودي مسلم بمشروع القانون الفرنسي الذي يمنع التحقيق مع رئيس وزراء مقيم. في محيط كحلون سخروا مرة اخرى. فهم يسمون هذا المشروع بانه القانون الاساس للملك. هذا القانون لن يجتاز حاجز المستشار القانوني او محكمة العدل العليا، ويخيل لي انه لن يجتاز حتى حاجز الائتلاف.
“أتريدون قانونا يمنع التحقيق مع رئيس الوزراء بأثر رجعي؟” هكذا يسألون لدى كحلون، “تفضلوا أهلا وسهلا يجب ان يتضمن ايضا مادة تقيد ولاية رئيس الورزاء بفترتين. وهذا ايضا بأثر رجعي”. وعندها سينقذ نتنياهو من التحقيق وينسحب من الحياة السياسية مع الانتخابات. الحقيقة هي أن هذا بدأ يبدو مخرجا مريحا للجميع، قبل أن تكون حاجة لاستصدار أمر جماعي لهذه الدولة للدخول الى المستشفى قصرا.
اسرائيل اليوم / السعودية: سلاح من الغرب ومن الشرق
اسرائيل اليوم – بقلم شاؤول شاي – 16/10/2017
في الاسبوع الاول من شهر تشرين الاول جرت زيارة اولى تاريخية للملك السعودي الى موسكو. وفي اطار الزيارة وقعت بين الدولتين اتفاقات اقتصادية وامنية بحجم عشرات مليارات الدولارات. فالسعودية توشك أن تشتري من روسيا اسلحة مختلفة درة التاج فيها هي منظومة الدفاع الجوي المتطورة من طراز اس 400.
لقد اقامت السعودية اساس مشترياتها الامنية، منذ اقامة المملكة، على العتاد العسكري الامريكي والبريطاني وتشكل حليفا استراتيجيا للغرب، وبالتالي فان الخطوة الحالية تتطلب فحصا دقيقا لاسبابها ومعانيها. تأتي زيارة الملك الى موسكو بعد عدة اشهر من زيارة الرئيس ترامب الى الرياض، وفي هذه الزيارة ايضا وقعت صفقات اقتصادية وامنية بحجم عشرات مليارات الدولارات. لقد استجابت واشنطن عمليا لكل المطالب السعودية لتزويدها بالاسلحة المتطورة.
على نحو مفاجيء، فان الولايات المتحدة ليس فقط لم تنتقد الخطوة السعودية – الروسية بل بعد وقت قصير من النشر بان السعودية ستشتري اسلحة الدفاع الجوي الروسي، أعلنت الولايات المتحدة بانها ستبيعها منظومة اعتراض الصواريخ الباليستية من طراز THAAD .
يمكن للولايات المتحدة ان توفر كل الاحتياجات العسكرية للسعودية، وبالتالي فان القرار السعودي بالتوجه الى روسيا لا ينبع من احتياجات عسكرية صرفة. يبدو أن التغييرات الاستراتيجية التي تحدث في المنطقة وتعاظم قوة ونفوذ روسيا هي التي أدت الى قرار السعودية تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، رغم الخلافات الأساسية القائمة بين الدولتين في المسائل المركزية المتعلقة بالدعم الروسي لنظام الأسد وعلاقات موسكو القريبة من العدو الأساس للسعودية – ايران.
السعودية لا تتخلى عن تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ولكن في اعقاب ازمة الثقة الناشئة بين المملكة وإدارة أوباما والشكوك السعودية في سياسة إدارة ترامب، يتبنى السعوديون سياسة خارجية اكثر استقلالا، في ظل محاولة الكسب من المنافسة بين القوى العظمى لضمان المصالح الاستراتيجية للمملكة. تعد السعودية اليوم مستوردة السلاح الثانية في حجمها في العالم، وكل الدول المنتجة للسلاح، وعلى رأسها القوى العظمى، معنية بأن تحظى بنصيب كبير بقدر الإمكان من الميزانيات الهائلة التي تستثمرها في التعاظم العسكري.
ان سياسة التقرب من روسيا وتنويع مصادر السلاح ليست سياسة مميزة للسعودية. فقد سبقتها مصر، التي تثبت علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا. الصين هي الأخرى تحاول الدفع الى الامام بنفوذها في المنطقة اليوم، ولا سيما في المجال الاقتصادي ولكن أيضا وقعت على صفقات لتزويد السعودية بوسائل قتالية، وكذا لمصر ودول أخرى في المنطقة، وان كان بحجم اكثر تواضعا بكثير. في هذا الواقع، يمكن للسعودية ان تشتري تقريبا كل سلاح معنية به، ولهذا الامر معانٍ ثقيلة الوزن بشأن التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
تعيش دولة إسرائيل معضلة غير بسيطة. إذ ان السعودية تبني ظاهرا قدراتها العسكرية كرد على تطلعات ايران في الهيمنة الإقليمية، وفي هذه المسألة ينسجم الامر مع المصلحة في منع التوسع الإيراني. ولكن الوسائل القتالية الجديدة يمكنها ان توجه أيضا ضد إسرائيل، اذا ما تغير الواقع الاستراتيجي للشرق الأوسط في المستقبل. كما أن إسرائيل مطالبة بان تبدي تفهما للمصالح الاستراتيجية والاقتصادية الامريكية والامتناع عن محاولات عرقلة صفقات السلاح مع السعودية، ولا سيما في ضوء إمكانية ان يؤدي عدم استجابة الأمريكيين للسعوديين الى التوجه الى روسيا او الى دول أخرى. في الظروف الحالية فان إسرائيل مطالبة بان تتابع سياقات التعاظم في العالم العربي والحرص على وجود جواب مناسب سواء في الجانب الكمي أم في جانب الحفاظ على التفوق النوعي. من ناحية إسرائيل من الأفضل أن تكون الدول العربية متعلقة بالولايات المتحدة وليس بروسيا، التي تعد قدرة التأثير عليها محدودة للغاية. وبالتالي، من الأفضل لإسرائيل الا تعمل على عرقلة صفقات بيع السلاح الأمريكي الى السعودية بل ان تطلب من الولايات المتحدة “تعويضا” يسمح لنا بالحفاظ على تفوقنا العسكري.
اسرائيل اليوم / رغبة ترامب والواقع الفلسطيني
اسرائيل اليوم – بقلم زلمان شوفال – 16/10/2017
ان بيان الرئيس ترامب في المقابلة التلفزيونية والذي جاء فيه بان نقل السفارة الامريكية الى القدس سينتظر حتى بعد تحقيق اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني، لا ينبغي أن يفاجيء الا اولئك الذين اعتقدوا بالخطأ بانه مع انتخاب ترامب للرئاسة ستطرأ انعطافة 180 درجة في السياسة الامريكية تجاه كل المسائل في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، بما في ذلك مكان السفارة.
صحيح أنه لا شك أنه طرأ تغيير ا يجابي هام – سواء في تصريحات ام في تشديدات الادارة الحالية مقارنة بادارة اوباما، وحتى اذا رأت سابقة اخرى، ولكن الى جانب التغييرات لم يتوقف تماما بعد التواصل الذي يميز الكثير من المواقف والسياقات الامريكية في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. من جهة اخرى، وهذه الحقيقة ايضا يجب التشديد عليها، في مواضيع اخرى، اهم من نقل السفارة، طرأت تحولات ايجابية ذات مغزى، مثلما يشهد خطابه في الموضوع الايراني، والذي يقرر بان الاتفاق النووي العليل سيتم تغييره وسيوسع ايضا الى موضوع الصواريخ بعيدة المدى والنشاط الايراني التآمري – والا سيلغى! وكذا الغاء العضوية في اليونسكو هو جزء من الروح الجديدة التي تهب من البيت الابيض بقيادة ترامب.
ان الجانب المقلق مع ذلك في تصريحات ترامب بشأن الموضوع الفلسطيني ليس بالذات في سياق السفارة في القدس نعم أو لا، بل التعليل الذي طرح في سياق ذلك، اي الصلة المزعومة بين موضوع المستقبل الاسرائيلي – الفلسطيني وبين السلام في الشرق الاوسط كله. هناك من سيفسر بان الرئيس يتماثل عمليا مع مواقف المدرسة الشائعة في مؤسسة السياسة الخارجية الواشنطنية والاوروبية والتي تقول ان المشكلة الفلسطينية هي العامل الرئيس، وربما الوحيد، لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط كله – الموقف الجامد الذي لم يتغير رغم الواقع الحقيقي في المنطقة. عندما يقول الرئيس “اذا كان بوسعنا أن نصنع السلام بين الفلسطينيين وبين اسرائيل، فسيؤدي هذا في النهاية الى السلام في الشرق الاوسط” – فهل يعتقد حقا بانه ستنتهي بجرة قلم دوامة الدماء في سوريا، الحرب في اليمن، الصراعات في العراق، التهديد الارهابي الجهادي السُني من جهة والشيعي من جهة على معظم دول الشرق الاوسط، ناهيك عن مؤامرات اليهمنة لايران؟
يتطلع ترامب لاقامة “سلام مطلق بين اليهود والعرب، وهذا بالتأكيد هدف مناسب يشارك فيه معظم الاسرائيليين، ولكن كما يتبين في كل مرة من جديد، ليس كذا معظم الفلسطينيين. فاصطلاح “السلام المطلق” لا يختلف في جوهره عن تعريف بن غوريون في حينه لـ “السلام الحقيقي” او لنتنياهو الان، اي نهاية النزاع، وانتهاء كل الادعاءات المتبادلة، وبتعبير آخر، السلام ليس كتسليم عابر بالواقع، بما في ذلك الحلف الاستراتيجي لاسرائيل مع امريكا، بل قبول حقيقي وايديولوجي بوجود دولة اسرائيل كالدولة القومية اليهودية.
لا يوجد لشدة الاسف اي مؤشر على أن هذه الامور مقبول من القيادة الفلسطينية، و “المصالحة” بين فتح وحماس تؤكد ذلك. السلام “المطلق” اي السلام الذي هو نهائي ليس فقط من ناحية الزمن بل اساسا من ناحية حل كل المشاكل والخلافات، ليس بالتالي قابلا للتحقق الان، وعلى اي حال ايضا موضوع نقل السفارة سيبقى رهينة للابتزاز الفلسطيني. ومع ذلك ينبغي الامل في أن يتوجه ترامب، وبالذات لانه مصمم على الا يكون مقيدا بقيود الماضي، الى جذور المشكلة الفلسطينية، اسبابها ومصادرها وان يعمل بنشاط يتميز به على ايجاد سبل عملية لتحقيق تسويات عملية كهذه أو كتلك – ولكن بالتوازن الصحيح بالنسبة للعناصر التي تمنع حقا السلام في الشرق الاوسط.
هآرتس / غباي، القطار الى بلفور يمر عبر سخنين
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 16/10/2017
عندما يصرح رئيس حزب العمل آفي غباي بأنه لن يكون في الحكومة مع القائمة المشتركة، فانه عمليا يتنازل عن رئاسة الحكومة، حيث أنه اذا لم تدعمه القائمة المشتركة فلن تكون له فرصة لتشكيل الحكومة. لأنه يوجد لليمين المتطرف اغلبية في اوساط الجمهور الاسرائيلي.
هناك من يقولون أن تصريح غباي هو خطوة تكتيكية تهدف الى زيادة فرصه في الوصول الى رئاسة الحكومة. وهو يعطي اشارات بأنه مصنوع من مادة قومية مناوئة للعرب، على صيغة اقوال اسحق هرتسوغ، الرئيس السابق لحزب العمل، بأنه محظور الظهور كمحبين للعرب. لذلك تنضج مناورة بارعة: عشية الانتخابات غباي يقصي العرب، وفي يوم الحساب واثناء تشكيل الحكومة ينضم اليهم ويحظى بالمنصب المرغوب فيه. واليكم تصريح آخر قاطع: كل تقنع بقناع اليمين يبعدك. صحيح أن الجمهور وطني لكنه ليس غبيا، فهو يفضل الأصل. من جهة اخرى هناك من يقولون إن غباي من خلال تصريح الاقصاء تنازل عن امكانية أن يصبح رئيسا للحكومة، وفي هذه الاثناء يقوم بتأهيل نفسه كي يصبح جزء من الائتلاف المستقبلي مع اليمين. ومن المهم تذكر أنه عندما كان الوضع مختلفا فان رئيس الحكومة الذي انتخب في انتخابات مباشرة، اهود باراك، فضل الارتباط بحزب المفدال اليميني وابعاد الجمهور العربي الذي منحه 95 في المئة من اصواته.
أنا أراهن على أن هذه هي نية غباي، أن يعد نفسه ليكون جزء من العائلة. وعندما سأل الصحافي روعي كاتس، غباي – في نفس المناسبة في بئر السبع التي صرح فيها تصريحه الجاحد – عن تمكنه من اللغة الانجليزية (بعد طرح أحد مقربي نتنياهو هذا الموضوع العنصري)، بدل أن يرفض السؤال باستخفاف، انطلق غباي بحوار باللغة الانجليزية الطليقة وكأنه طالب في الصف الثامن، يريد اظهار قدرته أمام استاذه المحبوب. أجل، يا غباي، أنت اجتزت الامتحان. وشرقيتك لم تشكل عائقا أمام تقدمك نحو برج اليمين العاجي.
في الوقت الحالي يتوقعون من العرب أن يقول الواحد لصاحبه “سكوت، لا تقوموا بازعاج غباي، فبطلنا يخدع العدو، وعلينا أن نتحمل بصمت الاهانة والاعمال الجنونية. هذا هو الثمن الذي يجب علينا دفعه من اجل تحقيق هدفنا”. والمشكلة هنا هي أنه حتى لو تصرف العرب بأدب، فان اقوال غباي تقوم بتسميم الاجواء العامة. وكأنه لا يوجد ما يكفي من الضرر الذي تسببه الضجة الصادرة عن اليمين العنصري.
يجب علينا مع ذلك أن نذكر حقيقة اخرى وهي أنه يوجد للسكان العرب والعقلانيين اليهود في اسرائيل مصلحة مشتركة: ازاحة اليمين المتطرف. وهنا لا يصنع أحد معروفا للآخر. الجمهور العربي بحاجة الى حلفاء ديمقراطيين، والعقلانيين اليهود الذين يريدون اقامة مجتمع انساني يحتاجون الى الجمهور العربي. على هذا الاساس يمكن بناء شراكة. وبهذا يجب التوضيح لغباي أن قطار رئيس حزب العمل الذي سيصل الى شارع بلفور في القدس سيمر بالقرى العربية. هذا القطار يشبه القطار الحقيقي، لا مجازا، أن حكومة اليمين تهتم بأن لا يمر هذا القطار بالقرى العربية. نعم، يبدو لي أنه توجد علاقة بين القطارين. وعن هذا الاكتشاف العلمي سأكتب بشكل مستفيض مستقبلا.
اقوال غباي تثير الغضب في اوساط العرب والعقلانيين اليهود. ولكن محظور فقدان الاتجاه. يجب العمل من اجل توضيح اهمية هذا الارتباط للجميع. والعرب يقولون: “الوعاء الكبير يستوعب الوعاء الصغير”. وغباي ما زال طازجا في السياسة وسيتعلم أكثر. ولكن مع ذلك سنهمس في أذنه “هل بدأت منذ الآن في تحريم شركاء وتحليل شركاء آخرين؟”. وبالنسبة للعرب، تحريم آخر لن يضيرهم، فهم دائما بعيدين عن الحكم. وحتى اللحظة التي سيطلب فيها منك تشكيل الحكومة ما زالت الطريق طويلة. والآن يفضل أن تكرس جهدك للمسخ اليميني. العرب، لا تقلق، سيقفون في كل مفترق طرق في المكان الصحيح. قم بقراءة القليل من التاريخ فهي لن تضر صحتك.
هآرتس / ماوشل اسرائيل
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 16/10/2017
قبل 120 سنة، في 15 تشرين الاول 1897، نشر ثيودور هرتسل في الصحيفة الناطقة باسم الهستدروت الصهيونية “دي فولت”، أحد مقالاته اللاذعة جدا تحت عنوان “ماوشل”. إن مجرد عنوان المقال يوضح الطبيعة الراديكالية للرسالة الاساسية التي أراد مؤسس الصهيونية السياسية أن ينقلها لقرائه (كلمة “ماوشل” تعني اليهودي الصغير بالالمانية بدء من القرن السادس عشر، وفي فترة هرتسل ظهرت كثيرا في الصحف اللاسامية).
بنزاهة قومية غير عادية اعترف هرتسل في مقاله بأنه ليس كل ما قاله اللاساميون عن اليهود في عصره كان مختلقا ولا اساس له. اجل، الى جانب اليهودي العادي، الذي هو كما قال هرتسل “شخص مثل الآخرين، ليس أفضل أو أسوأ منهم”، يوجد “ماوشل”، “الرفيق الفظيع لليهود”، الذي يوفر للاساميين “الذرائع التي هاجمونا بها” – بكونه كذلك، فانه ليس أقل من “تشويه للطابع الانساني”. اساس هذا التشويه هو شهوة الطمع والقوة منفلتة العقال، التي من اجل اشباعها لا يستثني “ماوشل” ولا ينفر من أي خدعة أو تحايل – ايضا لو كان ذلك سيتسبب بالضرر الشديد للآخر، سواء كان يهوديا أو غير يهودي.
بعد 120 سنة يجب الاعتراف بأن تشخيص هرتسل هذا صالح حتى الآن بمعناه العميق بالنسبة لواقع اسرائيل السياسي. فمن جهة، هناك انسان اسرائيلي، وهو انسان مثل الآخرين، كما يقول هرتسل، لا افضل ولا اسوأ منهم. وكل ما يريده لدولته ليس أكثر أو أقل من الوجود القومي السياسي المشروع في حدود دولية معترف بها، من خلال الحرص على أن لا يأتي حق تقرير المصير لشعبه على حساب حق تقرير مصير شعب آخر. ولكن في المقابل يقف “ماوشل” الاسرائيلي – اذا كان ماوشل هرتسل قد جسد بشخصيته “تشويه الطابع الانساني” فيمكن القول عن “ماوشل” الاسرائيلي إن فيه شيء من تشويه الطابع القومي.
الـ “ماوشل” الاسرائيلي يختفي عميقا في اوساط مؤيدي الكولونيالية العنصرية الاستيطانية، داخل حكومته اليمينية المتطرفة، وفي شخصية من يقف على رأسها والمقربين منه. إن اساس تشويه الطابع القومي لكل اولئك مغروس في شهوة العقارات المسيحانية، التي لا حدود لها، والمجبولة بالرؤيا العنصرية عن تسامي القومية العرقية – الدينية اليهودية في الفضاء بين النهر والبحر. ومن اجل مواصلة اشباع تلك الشهوة المدانة، فان “ماوشل” خاصتنا لا يثنيه أي احتقار وكذب فظ، سواء كان الامر يتعلق باستخدام استخفافي لذكرى الكارثة، بهدف أن يضمن لاسرائيل المحتلة والمستوطِنة، لو حتى بالغمز، شيء من الحصانة الاخلاقية في وجه الانتقادات الدولية. أو سواء كان الامر يتعلق بادعاءات أورويلية (نسبة لجورج اورويل) من كل نوع، والتي تقول إن الفلسطينيين أنفسهم يريدون استمرار الاحتلال، لهذا فهم سيعملون كل ما في استطاعتهم من اجل استمرار اسرائيل في سلب اراضيهم.
عندما يحذر معارضو الاحتلال، الاسرائيليين واليهود في البلاد وفي الخارج، من الضرر الشديد الذي تسببه سياسة الاحتلال والاستيطان للبنية الاساسية الاخلاقية لحق تقرير المصير الاسرائيلي، يقوم “الماوشل” الاسرائيلي يمهاجمتهم بغضب شديد ووقاحة، وكأن مصدر عدم الشرعية المتزايد لاسرائيل في العالم هو “محطم الصمت” و”بتسيلم”، وليس الحكم العسكري الاسرائيلي الكولونيالي. وفي هجومه الشديد على “اليسار”، يهبط “ماوشل” خاصتنا الى اعماق غير معقولة من الانحطاط الاخلاقي: من جهة، هو يصنف من يعارضون الاحتلال كـ “لاساميين – ذاتيين”، بالضبط كما سمى “ماوشل” هرتسل الصهاينة “لاساميين يهود”. ومن جهة اخرى، نفس الماوشل الاسرائيلي يتبنى بارادته تشبيهات لاسامية حقيرة فيما يتعلق بمعارضيه، كما فعل قبل شهرين تقريبا يئير نتنياهو، الذي نشر في صفحته في الفيس بوك كاريكاتور لاسامي كرد على انتقاد والده رئيس الحكومة.
في الوقت الذي نشر فيه هرتسل “ماوشل”، كان الصهاينة أقلية صغيرة في اوساط الشعب اليهودي في ذلك الحين. ورغم ذلك لم يتردد هرتسل في تحدي معارضيه بصورة هجومية، لأنه شعر أن الامر يتعلق بما هو ليس أقل من مكان ومستقبل الشعب اليهودي في أسرة الشعوب: “لينتهي الصبر الكسول. مرة اخرى لا يجب أن نخجل من خدع الماوشل، لا يجب المرور عليها مر الكرام، يجب التصرف مع العدو باعتباره عدو… نريد رؤية كيف ستكون الامور اذا أعلنا عن مقاطعة الماوشل في كل المناطق”.
هل سيقوم من يعارضون الاحتلال والاستيطان، الذين يشكلون الآن مثل الصهاينة السياسيين في حينه، أقلية ضئيلة في اوساط شعبهم – الذين يناضلون مثل الصهاينة في فترة هرتسل من اجل الطبيعية السياسية لأمتهم – هل سيقومون بشجاعة بتبني المقاربة المقاتلة الهرتسلية ضد الماوشل الاسرائيلي؟ هل سيظهرون الشجاعة القومية والجماهيرية المطلوبة من اجل وضع “نهاية للصبر الكسول”؟ ونبذ الاقوال الفارغة عن “وحدة الشعب” المتخيلة، والتعامل مع الماوشل الخاص بنا “مثل التعامل مع العدو”، أي، الخروج ضد في احتجاج مدني غير عنيف لكنه مكشوف ومنظم وغير متسامح؟ حيث أن الماوشل الاسرائيلي الذي يتعاون في جعل الظلم حلال، تجاه الشعب الجار، يعرض للخطر بأفعاله بصورة عملية مكانة ومستقبل دولة اسرائيل في أسرة الشعوب. وبهذا هو يضر بانجازات الصهيونية الهرتسلية الثمينة.
هآرتس / ترامب ضد ما بعد الحداثة
هآرتس – بقلم تسفيا غرينفيلد – 16/10/2017
الجميع يضحكون، يبكون ويغطون وجوههم بأيديهم بيأس. رئيس الولايات المتحدة يشاغب وكأنه في روضة اطفال، وجميعهم يخافون على السلام العالمي. هناك محللون يعتقدون أن ترامب يرفض الاتفاق النووي مع ايران لأنه يصمم على تحطيم أي ذكر لارث الرئيس السابق براك اوباما. وهناك آخرون، مثلما حدث في الصراع مع كوريا الشمالية، يعتقدون أن ترامب دفع الى اخطار بسبب مزاجه الصبياني المشاكس.
في البلاد تحتفل آلة نتنياهو الاعلامية بالانتصار الكبير لرئيس الحكومة، وتولد الانطباع بأن ترامب سحر به واقتنع تماما بادعاءاته. فقط عدد قليل من الاشخاص، اذا وجدوا، يذكرون الحقيقة التي لها علاقة أكثر من غيرها بالتطورات الاخيرة وهي أن الادارة الحالية تخشى اساسا من تداعيات تهديدات ايران على دول النفط السنية. لهذا فان ترامب يحتج على العيوب البارزة في الاتفاق التي تبقي السعودية (واسرائيل) في خطر. الطريقة الوحيدة لاقناع ايران بقبول قيود اخرى على حرية نشاطها هي من خلال التهديدات.
هذا هو سبب المشهد السياسي الذي يجري أمام ناظرينا. ربما أن يؤدي الى كارثة، كما يخشى كل من ينتقدون ترامب، وربما تقتنع ايران أن من الافضل لها أن لا تبالغ. المقامرة ليست سهلة، لكن يبدو أن التاريخ سبق له وأثبت أن التنازل بأي ثمن تقريبا هو الذي أجل قليلا موعد الدفع، لكنه لم يؤد بالضرورة الى نتائج افضل. ومثلما قال تشرتشل عن فرنسا (وهناك من يقولون عن بريطانيا) عشية الحرب العالمية الثانية: “كان يجب عليها الاختيار بين الاهانة والحرب؛ وهي اختارت الاهانة وستحصل ايضا على الحرب”.
منذ الحرب العالمية الاولى تفضل الديمقراطيات في الغرب اجتثاث التوترات في مهدها، التي يمكن أن تقود العالم الى الحرب الشاملة. استراتيجيات الاحتواء وضبط النفس تشكل جزء بارزا من هذه المقاربة، التي حققت بهذه الطريقة 70 سنة من الهدوء النسبي للعالم. وحتى المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حول ازمة الصواريخ في كوبا في 1962 اثبتت أنه عندما يصل التهديد الى شواطيء الولايات المتحدة فان هذه الاستراتيجية تفقد صلاحيتها. إن عودة ترامب الى النماذج القديمة المتمثلة بالتصريحات العلنية عن مواجهة عسكرية، تخيف بدرجة كبيرة العالم، لأن معظم الدول الغربية تؤمن بأنه حتى اذا اصبحت ايران دولة نووية وابتلعت السعودية (أو اسرائيل)، واذا قامت كوريا الشمالية بابتزاز وتهديد كوريا الجنوبية واليابان – فانه لن يحدث لهذه الدول أي شيء. فهي توجد بعيدا عن تلك الصراعات المحلية. بسبب ذلك فان الشيء المهم هو منع الخلافات الدولية التي ستجرها رغم أنفها الى الحرب.
من الواضح أن ترامب لا يلعب حسب هذه القواعد. الافتراض لدى معظم المحللين هو أن التصرفات المشاكسة تجتث كل معنى عقلاني في تصرفاته، وتضعه كتهديد دولي فقط. ولكن من اعتادوا على مدى عشرات السنين على خطاب هدفه الخفي الاساسي هو الدفاع عن الغرب الثابت، حتى بثمن جرائم غير محتملة في الهوامش، لا يخطر ببالهم أن هناك خط متطرف واضح، يوجهه، ولا يرتبط بمواقف الجمهوريين أو الديمقراطيين.
ترامب يرى نفسه بصورة واضحة كمندوب الجماهير، وكمن انتخب لمنصبه من اجل تحطيم انظمة الكذب الاجتماعية والسياسية المتفق عليها، التي سيطرت على العالم منذ الحرب الباردة. ترامب ومن يؤيدوه يريدون العودة الى العالم الذي يحدد بصورة واضحة الشر، غير المستعد للتسليم بوجوده. رد الفعل على ما بعد الحداثة وعلى الخطاب المشوه الذي نما في اعقابه، يسير الى الأمام.
القناة العاشرة العبرية / الشروع ببناء 1600 وحدة استيطانية بالقدس المحتلة
القناة العاشرة العبرية – 16/10/2017
ذكرت القناة العاشرة العبرية أن آليات هندسية بدأت العمل، في المكان تمهيداً لبتاء 1600 وحدة استيطانية كان قد أقر بناؤها سابقاً.
وقالت القناة إن المشروع يهدد إمكانية التواصل الجغرافي بين الضفة الغربية والقدس كون المكان المستهدف بالبناء يفصل الضفة الغربية عن القدس من الجهة الجنوبية، وسبق للإدارة الأمريكية السابقة أن احتجت على المصادقة على البناء بهذه المنطقة.
يذكر انه وللمرة الاولى تتخذ اسرائيل القرار بالشروع فعليا بناء المئات من الوحدات الاستيطانية بمستوطنة “جفعات همتوس” بالقدس منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه.
اسرائيل اليوم / اليونسكو: يجب عدم اعطاء جائزة لأعدائنا
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 16/10/2017
ما هي قصة اليونسكو الحقيقية، أو مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان، أو الجمعية العمومية للامم المتحدة – منظمات تتخذ بصورة متواترة بدرجة كبيرة قرارات تثير الغضب الشديد؟.
الفلسطينيون عرفوا أنه من الغباء من ناحيتهم مواجهة دولة عظمى شرق اوسطية، عسكريا، بصورة عنيفة، وانه يفضل البحث عن ساحة لديهم احتمالات افضل فيها. الرئيس محمود عباس الذي عرف أن الائتلاف الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل لن يتوصل معه الى اتفاق يمكنه العيش معه، وجد طريقة يمكنه من خلالها اثارة اسرائيل، بطريقة يحترمها العالم ويؤيدها، بسبب أنه اذا كنا لا نستطيع مساعدة الشعب الفلسطيني في القضية المركزية فعلى الأقل يجب أن نؤيده في لدغ اسرائيل.
هذه العملية الفلسطينية تؤلمنا أقل بكثير من الانتفاضات: لم يصب أحد فيها، وهي تخلق حالات غير معقولة نجد فيها دول لا يوجد بينها وبين حقوق الانسان أي صلة، تديننا على المس بهذه الحقوق وتنسب لنا عدد لا بأس به من الافعال التي لم نقم بها (اضافة الى الافعال التي قمنا بها بأيدينا)، وتخلق تاريخ يعتبر أدب خيالي، بخصوص عدم الصلة بين الشعب اليهودي والقدس.
عند استعراض الدول التي تؤيد القرارات التي تمثل احيانا الجهل والغباء، نجد دول قمنا بزيارتها فقط بالأمس، واستقبلتنا بحفاوة وجعلتنا نشعر أنها صديقة. وعندما نسأل متخذي القرارات لماذا أيدوا هذا القرار أو ذاك، يفسرون لنا أنهم لم يعرفوا، وأنهم ربما يصلحون هذه القرارات في المستقبل ويفحصون من أعطى الأمر لذلك.
إذا ما العمل؟ الخروج من المنظمة الدولية الاكثر اهمية في العالم، أو من فروعها المختلفة، هو خطأ كبير. اعداؤنا سيكونون أول المصفقين لذلك. فهذا بالضبط ما يريدونه: اخراجنا من النادي. قرار بصيغة “سأذهب الى الجحيم اذا” سيتم استقباله من جهتهم بالاستحسان. ليس في خروجنا أي رافعة يمكن أن تهدد أحد. لن يأتوا للتوسل الينا من اجل البقاء، ولن يتعهدوا لنا بالجنة اذا تراجعنا.
القرارات التي سيتم اتخاذها مستقبلا ستستمر في أن لا تتخذ عن طريق اليونسكو ولا عن طريق مجلس حقوق الانسان، وايضا ليس على أيدي الجمعية العمومية للامم المتحدة، بل بواسطة الدول الاعضاء فيها. الامر الاخير الذي تؤدي الصهيونية اليه هو مغادرة النادي الدولي. وهذا بدون أي صلة بحقيقة كون السكرتيرة الجديدة لليونسكو (التي يعرفها كاتب هذه السطور شخصيا منذ الصغر) مؤيدة لاسرائيل. الدول الاعضاء في هذه المؤسسات لن تبدأ باتخاذ قرارات داعمة للحكومة الاكثر يمينية في اسرائيل، فقط بسبب تنازلنا عن العضوية فيها.
يجب علينا أن نفهم: مصلحتنا القومية منذ انشاء الحركة الصهيونية هي أن نكون جزء من أسرة الشعوب. لقد حظينا بهذا الاعتراف بعد عناء، ونحن احدى الدول الهامة في العالم، ايضا حتى لو كانوا غاضبين منا. والى حين انهاء الصراع بيننا وبين الفلسطينيين ستكون اغلبية كبيرة في المؤسسات الدولية تمنح الفلسطينيين التأييد الدبلوماسي. ويجب عدم اقناع أنفسنا بالتفكير أن زيارة ناجحة كهذه أو تلك ستغير هذا الوضع.
في هذه الاثناء يجب علينا الحذر من سابقة عضويتنا في مجلس حقوق الانسان الذي خرجنا منه وأغلقنا الباب من خلفنا، وعدنا اليه بعد بضع سنوات بهدوء.
المصدر / الطيران الإسرائيلي يدمر بطارية صواريخ سورية شرقي دمشق
المصدر – 16/10/2017
قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بطارية صواريخ سورية مضادة للطيران شرقي دمشق ردا على إطلاقها صاروخا باتجاه طائرات إسرائيلية خلال نشاط عسكري في لبنان.
تصعيد خطير بين إسرائيل وسوريا: أكد الجيش الإسرائيلي شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما على بطارية صواريخ مضادة للطائرات تابعة للجيش السوري، صباح اليوم الاثنين، وتدميرها، ردا على إطلاقها صاروخا باتجاه طائرات سلاح الجو خلال نشاط اعتيادي في لبنان.
وحسب التفاصيل التي نشرها الناطق بلسان إعلام الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، استهدفت طائرات الجو بطارية صواريخ من طراز SA5، منصوبة في رمضان، الواقعة على بعد 50 كيلومترا شرقي العاصمة السورية. وقال المتحدث إن سلاح الجو أطلق 4 صواريخ نحو البطارية.
وأوضح المتحدث أن الجيش الإسرائيلي قام بالرد على الصاروخ الذي أطلقته البطارية خلال ساعتين على وقوعه، مشددا على أن الرد الإسرائيلي سيكون حازما وسريعا. وأكد أن إسرائيل تحمل النظام السوري مسؤولية أي هجوم يحدث على الأراضي السورية ضد القوات الإسرائيلية. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي التصعيد “إلا أننا لن نقبل بأي استفزاز من جانب سوريا”.
وأشار المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى الجيش الإسرائيلي أعلم الروس بالعملية” قائلا “وزير الدفاع الروسي سيصل إلى إسرائيل بعد قليل وسنقوم بنقل كل التفاصيل عن الهجوم”.
هآرتس / يسار لليهود فقط
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 16/10/2017
رئيس حزب العمل، آفي غباي، أعلن أول امس بان حزبه لن يوافق على ضم القائمة المشتركة الى ائتلاف برئاسته. ففي مناسبة لجمع التبرعات في بئر السبع سمع غباي قاطعا على نحو خاص: “لن نجلس مع القائمة المشتركة في ذات الحكومة. نقطة. فليكن واضحا. انت ترى سلوكهم. أنا لا ارى اي شيء يربط بيننا ويصل بيننا، ويسمح لنا بان نكون معا معهم في ذات الحكومة”.
هذه أقوال خطيرة جدا. وهي خطيرة على نحو خاص عندما تسمع من فم الممثل الكبير لمعسكر اليسار – الوسط في اسرائيل، والذي يدعي بانه بديل لحكم الليكود. في اقواله شطب غباي عمليا فرصة حزبه لتشكيل حكومة في المستقبل. والى جانب ذلك تنم ايضا رائحة شديدة من القومية المتطرفة في اقواله. غباي لم يتعهد الا يجلس في حكومة واحدة مع ممثلي اليمين المتطرف – ولسبب ما كان هاما له أن يشطب مسبقا وفي كل الظروف القائمة المشتركة فقط، الممثلة الاصيلة لمعظم مواطني الدولة العرب.
القائمة المشتركة هي ائتلاف من عدة احزاب، تمثل معا التيار المركزي للمواطنين العرب والذين هم نحو خُمس مواطني اسرائيل. في هذا الائتلاف يوجد تنوع في الاصوات، بعضها متطرف أكثر وبعضها أقل. غباي لم يكتفِ فقط بشطبهم مسبقا بل شدد ايضا على أن ليس لحزبه اي شيء مشترك معهم. فليس له شيء مشترك مع سعي الجبهة وحركة التغيير لحل الدولتين، ليس له اي شيء مشترك مع كفاح القائمة المشتركة كلها ضد الظلم الذي يحيق بعرب اسرائيل ومن أجل مساواة الحقوق للجميع.
لم يتبقَ غير الاستنتاج بان غباي تحدث مثلما تحدث كي يعجب دوائر اليمين ويحاول جمع الاصوات في اوساط كارهي العرب في المجتمع. هذا كفاح مرفوض وعديم الامل. فمن أجل التعبير عن مواقف مرفوضة كهذه يكفي يئير لبيد، الذي رفض في حينه مسبقا “الزعبيز”. والان يتخذ غباي صورة محاكاة رخيصة لرئيس يوجد مستقبل. هكذا لن يصل ابدا الى الحكومة. الرسالة التي يطلقها الى الجمهور هي ان المعسكر الصهيوني برئاسته هو حزب يميني آخر متخفٍ يقصي العرب عن اللعبة السياسية، مثل تلك الاحزاب تقريبا. ان غمز العمل لليمين سبق أن جرب حتى التعب على مدى السنين وهو أحد الاسباب المركزية لاخفاقات المتتالية.
ان السبيل الوحيد لتغيير حكم اليمين هو من خلال توحيد كل قوى اليسار والوسط، وعرض بديل حقيقي. في اقواله اختار غباي طريقا آخر: محاكاة اليمين، رفض العرب وعرض يساري عابث.