ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 15– 10 – 2017

المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 15– 10 – 2017
يديعوت / المصالحة الفلسطينية – ظل البرغوثي
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 15/10/2017
هاكم سيناريو ينضج على نار هادئة، من خلف الكواليس، تفاصيله لا تنكشف، وكل شيء منوط بكل شيء: اذا نجح اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في النجاة، فستعلن انتخابات للبرلمان الموحد، وفورها انتخابات للرئاسة. من جهة، حماس “أعطت كلمة” لوزير المخابرات المصرية في أنها لن تبعث بمتنافس على الرئاسة. من جهة أخرى فان فرص محمود عباس في الفوز، تبدو هزيلة. كما تلقى ابو مازن تلميحا شديد الوضوح الا يحاول فرض نفسه، في سنه المبالغ فيه.
صديقي القديم في غزة، البروفيسور في العلوم السياسية، محمد ابو سعده، يقترح رواية للزيارة السرية الى القاهرة التي أجراها، حسب منشورات اجنبية، وفد اسرائيلي الاسبوع الماضي، بالتوازي مع جهود المصالحة الفلسطينية. وعلى حد قوله فقد دخل الاسرائيليون ايضا الى مقر المخابرات المصرية. وحسب رواية صديقي من غزة، جاء الاسرائيليون ليطالبوا الوسيط المصري بان يضم تحرير المدنيين الاسرائيليين وجثتي الجنديين الاسرائيليين. ليس سرا أنه بدون صفقة لن يعادوا. وفي هذه الاثناء لا توجد قائمة اسماء ولكن يوجد تقدير جارف بان الثمن لن يكون متدنيا. وحسب معلومات صديقي الغزي، فقد تعهد زعيم حماس، يحيى السنوار، للمحامية فدوى، زوجة مروان البرغوثي بانه لن تتم صفقة مع اسرائيل هذه المرة دون تحرره. اما ابو مازن، كما يجدر بالذكر، فلا يصر على البرغوثي، ونتنياهو لا يبحث عن شريك مع “دم على الايدي”.
استطلاع للرأي العام أجراه مركز البحوث الفلسطينية في رام الله، البروفيسور خليل الشقاقي، يكشف عن معطيات مشوقة. 67 في المئة من 1.270 مستطلع في اعمار مختلفة في الضفة الغربية وفي غزة، يريدون لمحمود عباس أن يرحل. و 31 في المئة فقط يعربون عن الرضى من ادائه. ولو اجريت غدا انتخابات للرئاسة الفلسطينية، لكان اسماعيل هنية من حماس يحصل على 50 في المئة وابو مازن على 42 فقط. ويكشف هذا الاستطلاع ايضا عن الانقسام داخل فتح. فمتنافسون، مثل ماجد فرج وجبريل الرجوب، ممن يتماثلون مع ابو مازن، لا ينجحون في النهوض.
ولكن اذا تنافس البرغوثي فانه سيحصل على 59 في المئة، فيما سيحصل اسماعيل هنية على 36 في المئة. ولتعزيز الامر، طرح سؤال عن الانتخابات للبرلمان. فتح ستحصل على الاغلبية، شريطة ابعاد ابو مازن عن الحياة السياسية. فالغضب على ابو مازن، حتى بعد اتفاق المصالحة، لم يتبدد: في رام الله محبطون من ابتعاده عن الحياة اليومية، وغياب العلاقة مع الجيل الشاب. أما في غزة فيثور ضده غضب بسبب رفضه، الان ايضا، دفع حسابات الكهرباء، والتقليص في رواتب الاف الموظفين مما ادخل عشرات الالاف في ازمة.
استطلاع مواز للرأي العام، في مركز القدس، يعرض صورة مشابهة: البرغوثي، اذا تحرر، يتصدر بقوة كل منافسيه. ولمن يبحثون عن اعقاب محمد دحلان، الذي جندته المخابرات المصرية في صالح اتفاق المصالحة، فان فرصه في الانتصار في الانتخابات للرئاسة مخجلة. لدى خليل الشقاقي في المكان السادس، وفي استطلاع القدس يحصل على 1.5 في المئة فقط.
بعد احتفال العناق وطقطقات الكاميرات، فان الجدول الزمني سائل. ابو مازن يعلن في مقابلة للتلفزيون المصري بانه لا يسارع الى أي مكان. ورغم البلاغات في غزة بان ابو مازن سيصل “لزيارة تاريخية” في الشهر القادم، لم تصدر دعوة، لا يوجد تاريخ ولا توجد استعدادات. ولا حتى صور ابو مازن في الميدان، فقط صور الرئيس المصري. واذا كان سيصل على الاطلاق، فان ابو مازن يعرف بان عليه أن يلغي العقوبات، يعطي الحياة للمليونين ويضمن أن نفتح غزة اخيرا على العالم الواسع. قلنا ان ابو مازن لا يسارع؟ البرغوثي ليس بالضبط في رأسه وهو لا يريد دحلان في المحيط. أبو مازن يعرف انه حتى لو وصل لزيارة اخيرة الى غزة، بيدين فارغتين، فسيضربوه بالحجارة.
معاريف/ في السلطة يفحصون من سرب البنود السرية لـ “معاريف”
معاريف – بقلم ياسر عقبي – 15/10/2017
نشبت عاصفة في وسائل الاعلام الفلسطينية وفي العالم العربي كله بعد أن كشفت صحيفة “معاريف نهاية الاسبوع” بندا سريا جاء فيه أن رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج اشترط التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة بين فتح وحماس في أن تشمل الهدنة الضفة الغربية ايضا. ومعنى الامر هو أن حماس ستوقف العمليات ضد الاسرائيليين في يهودا والسامرة.
وزعم في أحد التقارير أنهم في السلطة الفلسطينية “يحطمون الرأس” ليعرفوا من سرب البنود السرية. وبالتوازي زعم أن “هذا رأي شخصي للكاتب جاكي خوجي ليس له أي اساس في الواقع. هذا تحليل الكاتب، مثل تحليل كل صحافي أو سياسي”.
في هذه الاثناء استمرت مسيرة المرحبين والمنتقدين التي تصل الى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وزعيم حماس اسماعيل هنية ردا على المصالحة التي وقعت في القاهرة. وفي يوم الجمعة اتصل الملك عبد الله، ملك الاردن، وهنأ رئيس السلطة بالمصالحة. اضافة الى ذلك، تواصل السلطة الفلسطينية منع المواقع الاخبارية لحماس العاملة من قطاع غزة كجزء من العقوبات التي فرضها أبو مازن على حماس.
اسرائيل اليوم / نظرية المراحل لحماس
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 15/10/2017
اتفاق المصالحة “التاريخي” بين حماس وبين السلطة الفلسطينية، الثالث في عدده في العقد الاخير، والذي وقع الاسبوع الماضي في القاهرة، استقبل بصمت صاخب ونال تجاهلا شبه تام، وقبل كل شيء في اوساط الفلسطينيين أنفسهم، وكأنه لا يدور الحديث عن “مصالحة تاريخية”، من شأنها أن تفتح صفحة جديدة وواعدة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.
يحتمل أن تكون أحداث دراماتيكية اخرى، مثل البطاقة الصفراء التي اصدرها الرئيس ترامب لايران يوم الجمعة، دحرت المصالحة عن العناوين الرئيسة. ولكن يخيل أن غياب كل رد فعل على الاتفاق يدل أكثر من أي شيء آخر على أن احدا لا يأخذه على محمل الجد، وفضلا عن ذلك، بان احدا لا يؤمن بتحققه. وفي اقصى الاحوال يرى فيه الفلسطينيون مثابة ترتيب عمل مؤقت ومريح، ولكن ايضا محدود في غاياته، يمكن للطرفين أن يكسبا منه دون أن يخاطر او يدفعا الثمن.
بالنسبة لحماس يدور الحديث عن انجاز ينقذهم من الضائقة التي علقوا فيها. بالضبط، بالمناسبة، مثلما أنقذ اتفاق اوسلو في ايلول 1993 عرفات وم.ت.ف من الطريق المسدود ومن العزلة التي وجدا نفسيهما فيها في اعقاب حرب الخليج. فبعد كل شيء، فان السيطرة الفاعلية لحماس في القطاع ستبقى وستتواصل – باستثناء أن هذه ستكون بستار وغطاء من الاحترام والشرعية الذي منحه اياها التواجد الرمزي والمحدود للسلطة الفلسطينية، ولا سيما في معابر الحدود.
الكل يشير الى الخطر في أن تصبح حماس توأم حزب الله في لبنان، الذي يعمل برعاية الحكومة في بيروت. وفقط للتذكير، فمن واشنطن قيل أن رئيس الاركان اللبناني دعي الى الولايات المتحدة كضيف على وزارة الدفاع الامريكية، كدليل على من تريد الولايات المتحدة رفع مكانته. وفي ظل ذلك، سارعت وزارة الخارجية الامريكية الى الدفاع عن الجيش اللبناني من غضب وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، الذي ادعى مؤخرا بان هذا الجيش يتعاون عمليا مع حزب الله، وانهما الاثنان اصبحا عمليا واحدا.
ولكن يخيل أن حماس تسير في أعقاب م.ت.ف التي تبنت في الستينيات “نظرية المراحل” الاصطلاح الذي استمدته من منظمات ماركسية ثورية كانت تعمل في حينه في العالم، وتقول ان طريق الثورة تمر في مراحل وكل واحدة منها تستوجب طريقة مختلفة في التعامل، بل وتبني سياسة معتدلة وبراغماتية اذا كان الوقع يتطلب ذلك – شريطة أن يبقى الالتزام بالهدف النهائي.
في اسرائيل يوجد الكثيرون ممن يرغبون في أن يروا في الاتفاق مثابة نزول من حماس عن شجرة الكفاح لتصفية اسرائيل، ولكن تجدر الاشارة الى أن حماس تشدد حاليا بانها لا تزال، رغم الاتفاق، ملتزمة بهدفها النهائي. وبالمقابل، ليس لابو مازن على أي حال ما يخسره. فقد عاد ليكون ذا صلة بل وعزز نفسه في نظر ادارة ترامب التي تسعى نحو “صفقة القرن”، اتفاق السلام التاريخي اياه الذي يخطط لفرضه على اسرائيل وعلى الفلسطينيين.
لقد تصرفت اسرائيل بحكمة في أنها لم تسارع الى الوقوف حيال مصر وواشنطن عرابتي الاتفاق. فالقاهرة تأمل في أن تتمكن من اغراء حماس خطوة إثر خطوة للامتيازات الاقتصادية لسكان القطاع ولكن ايضا بالضغط لنزع دخائرها؛ أما واشنطن فتأمل بان ابو مازن سينجح في نهاية المطاف في أن يسيطر بطريقة ما على القطاع. فبعد كل شيء، في الولايات المتحدة البعيدة يتأثرون في الغالب بالتصريحات ويميلون الى تجاهل التفاصيل والواقع على الارض. ولكن قصر النظر وعدم استعداد الولايات المتحدة لمواجهة الواقع على الارض هما اللذان سمحا لحماس منذ البداية للتنافس والفوز في الانتخابات الفلسطينية في العام 2006، ولاحقا السيطرة على غزة ايضا.
اسرائيل اليوم / بينيت: دعونا لا نتعاون مع حكومة المصالحة الفلسطينية
اسرائيل اليوم – بقلم شلومو تسيزنا – 15/10/2017
في اعقاب اتفاق الوحدة الفلسطينية بين فتح وحماس، سيطلب رئيس حزب البيت اليهودي الوزير نفتالي بينيت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الصباح الالتزام بقرار الكابنت من العام 2014 والذي يقضي بالمقاطعة التامة للعلاقات بين اسرائيل وحكومة الوحدة لفتح مع حماس.
يوجد اليوم تعاون بين اسرائيل والسلطة، سواء بالتنسيق الامني أم في تحويل أموال الضرائب، أم في سلسلة من المواضيع الاخرى بين الوزارات الحكومية المختلفة. وقال بينيت ان مهندس قتل الفتيان الثلاثة، صالح العاروري وقع بنفسه على اتفاق التعاون مع حكومة السلطة الفلسطينية وواضح أن التعاون معه سيعطي شرعية للمنظمة التي تسعى الى تصفية اسرائيل. وعلى حد قوله “لا يمكننا أن نطلب من العالم العمل ضد حماس بينما نحن أنفسنا نعمل معها”.
في 2014 تقرر تجميد المفاوضات وفرض عقوبات اقتصادية مختلفة على السلطة الفلسطينية والحكومة قالت انه بدلا من اختيار السلام، عقد ابو مازن تحالفا مع منظمة ارهابية اجرامية تدعو الى ابادة اسرائيل وأن ابو مازن عقد تحالفا مع ايران التي تدعو المسلمين الى قتل اليهود. اما الان فيطالب بينيت باعادة المصادقة على القرار مرة اخرى.
يديعوت / يلعب بالنار
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 15/10/2017
تعلمت اسرائيل على مدى السنين كيف تتعاطى مع ادارات امريكية نقدية وتعطل انتقاداتها. اما دونالد ترامب فيضع أمام اسرائيل تحديا من نوع جديد – التعاطي مع رئيس امريكي يكرر بلا تحفظ كل ادعاءات اسرائيل. لقد منحنا ترامب في خطابه يوم الجمعة عناقا شجاعا في كل ما يتعلق بايران. والتحدي هو منع هذا العناق من أن يتحول الى عناق دب.
ماذا تريد اسرائيل أن يحصل في اعقاب الخطاب؟ ما هي مصلحتها؟ الرأي الذي تبلور في قيادة جهاز الامن يقول الى هذا الحد أو ذاك ما يلي: الاتفاق النووي الذي وقع مع ايران سيء لاسرائيل، ولكن طالما كانت ايران تلتزم به فان التهديدات غير فورية. والاتفاق يعطي الغرب مدى زمنيا من 13 سنة من اليوم لكبح المشروع النووي.
ان تهديد ايران على اسرائيل يتركز في هذه اللحظة في موضوعين لا يغطيهما الاتفاق النووي – التقدم الايراني في تطوير صواريخ ارض – ارض دقيقة والتثبت الايراني في المجال السوري، في العراق وفي اليمن. ليست اسرائيل وحدها قلقة من هذين التطورين. فالدول السنية في المنطقة – السعودية، مصر، الامارات، وفي ظروف معينة تركيا ايضا – قلقة حتى أكثر منها. وتخشى دول الاتحاد الاوروبي من أن يهدد تطوير صواريخ ايرانية دقيقة اوروبا مباشرة؛ اما السيطرة الايرانية على سوريا فمن شأنها ان توقع على اوروبا موجة متجددة من اللاجئين السنة من سوريا.
ويشارك في هذا القلق جهاز الامن الامريكي. ليس صدفة أن ذكر ترامب في نفس واحد ايران وكوريا الشمالية.
في الموضوعين – الصواريخ والتوسع – يوجد اجماع شبه عالمي. حتى روسيا بوتين، التي تتعاون في هذه اللحظة مع ايران في سوريا، لا تسارع الى أن ترى هيمنة ايرانية في المنطقة.
وفضلا عن ذلك: في جهاز الامن الاسرائيلي لا يتعاطون مع ايران كرزمة واحدة. فللحرس الثوري أجندة واحدة: قائد قوات ايران في سوريا قاسم سليماني هو الممثل البارز لهذه الاجندة. تطلعه هو للوصول الى تواصل في السيطرة الايرانية من طهران حتى البحر.
للرئيس روحاني تطلع آخر: وجهته نحو تحسين الوضع الاقتصادي. لقد استثمرت ايران أكثر من مليار دولار في ا لسنة في سوريا: 800 مليون دولار آخر استثمرت كل سنة في حزب الله. مئات الضباط والجنود الايرانيين يقتلون في الحرب.
في جهاز الامن مقتنعون بانه في غضون شهرين – ثلاثة اشهر ستصفى آخر معاقل داعش في سوريا. وتصل اضرار الحرب حسب التقديرات في اسرائيل الى 280 مليار دولار. ويطالب الرئيس روحاني بالحصول على نصيب كبير من الاموال التي ستضخ لاعادة بناء الدولة. له مصلحة ايضا في دخول ايراني الى آبار النفط في سوريا. روسيا هي الاخرى تتوقع الحصول على نصيب من الاقتصاد السوري. اما الاسد فيناور في هذه الاثناء بكفاءة لا بأس بها بين سيدتيه. الاسرائيليون، الذين هزأوا به في بداية الحرب الاهلية، تعلموا كيف يقدرونه من جديد.
الموضوع الاساس بالنسبة لروحاني هو توسيع العلاقات الاقتصادية الايرانية مع العالم. وعليه فقد امتنع عن الخروج عن أي بند في الاتفاق النووي. وقد اعترف ترامب في ذلك في خطابه. وهو يتهم ايران بخرق “روح” الاتفاق، وليس بخرق الاتفاق.
استنتاج محافل في جهاز الامن في اسرائيل واضح: لا يوجد في هذه اللحظة مكان لالغاء الاتفاق؛ يجب استخدام الضغط الامريكي لابعاد تهديد الصواريخ وتلطيف حدة التوسع الايراني في المنطقة. مثل هذا الضغط ينسجم مع مصالح روحاني ومؤيديه ومع مصالح كل القوى العظمى، بما في ذلك روسيا. يمكن لاسرائيل أن تساهم بدورها – وهي تساهم منذ الان. في عشرات الهجمات التي كانت هذه السنة، حسب مصادر أجنبية، على مخزونات ايرانية في سوريا، وكذا، وربما اساسا، في تأثيرها على واشنطن.
كل ما قيل هنا يتعارض، ظاهرا، وسياسة حكومة اسرائيل. فنتنياهو يدعو في خطاباته لالغاء الاتفاق النووي من طرف واحد.
ولكن التناقض ظاهرا فقط. فلا ينبغي أن نستبعد امكانية ان يكون نتنياهو يعرض مطالبة الحد الاقصى كي يحسن نتيجة الحد الادنى. هو الاخر يفهم بانه لا يمكن الغاء اتفاق دولي دون مبرر حقيقي ودون موافقة المزيد من الدول التي وقعت عليه.
السؤال الى اين يقود ترامب – اذا كان يعرف الى اين يقود. ومثلما في الازمة مع كوريا الشمالية، يخلق ترامب في خطابه انذارا نهائيا. والانذار النهائي موجه للدولتين العاقتين، ولكن ايضا تجاه حلفائه في الناتو، ممثلي حزبه في الكونغرس والكونغرس كله. هذا رهان من شأنه ان ينتهي بمصيبة – او بحرب، او بفقدان مصداقية الولايات المتحدة.
“هو رجل خطير”، يقول عن ترامب منتقدوه في واشنطن، بمن فيهم منتقدوه في قيادة الحزب الجمهوري. والتخوف من قرار غير متوازن يتخذه ترامب هو تخوف كبير لدرجة أنهم يحاولون التداول الان في الكونغرس بمشروع قانون يسحب من الرئيس القوة لاستخدام السلاح النووي بقراره الشخصي. بكلمات اخرى، يحاول خصومه في الكونغرس أن يأخذوا منه الزر الاحمر.
من جهة اخرى، فان محاولة ترامب اصلاح أخطاء تاريخية ارتكبت ايضا تجاه النظام في بيونغ يانغ وكذا تجاه النظام في طهران تبعث على التقدير. لقد وضع المسدس على الطاولة فكيف سيستخدم أحد لا يعرف – ولا حتى دونالد ترامب.
هآرتس / الاغلاق استمر 26.5 سنة
هآرتس – بقلم عميره هاس – 15/10/2017
كم هي المسافة بعيدة بين شوكن 21 (مبنى “هآرتس”) وبين قلندية، نابلس أو جيوس، لكنها ذكرتني بعدد من المقالات التي نشرت في “هآرتس” قبل عيد العرش. وقد ذكرتني مرة تلو الاخرى بمقدار فشلي في محاولة وصف وتوضيح السياسة الاسرائيلية حول تقييد الحركة. ولأنني سجلت عددا كبيرا من الكيلومترات من الكلمات عن سياسة الاغلاق منذ تم وضعها في كانون الثاني 1991، فأنا أعترف بمسؤوليتي الشخصية.
لقد انتقد وبحق عدد من زملائي في الصحيفة، بما في ذلك المقال الافتتاحي، تعليمات المستوى السياسي والعسكري لمنع خروج الفلسطينيين من الضفة الغربية طوال ايام العيد وبين الاعياد. وقد تطرق الكتاب الى القسوة التي تم المس من خلالها بحياة عشرات آلاف العمال، وكذلك العقاب الجماعي المتمثل بالحصار.
ولكن هذه المقالات تولد الانطباع بأنه في الايام العادية الحواجز مفتوحة أمام الجميع. واذا كان الامر كذلك فانها جديرة بالكلمة التي يستخدمها الجهاز العسكري “المعابر”، وكأن الامر يتعلق بمعابر حدودية بين دولتين سياديتين متساويتين. من النقد الذي كتب في هذه المقالات كان يمكن أخذ الانطباع أنه مثل الاسرائيلي العادي الذي يستطيع الصعود الى الحافلة أو الى سيارته ويسافر نحو الشرق بصورة حرة، وحسب رغبته، في كل ايام الاسبوع وفي أي وقت في اليوم، هكذا يستطيع ايضا الفلسطيني العادي أن يصعد الى نفس تلك الشوارع الفاخرة وأن يسافر نحو الغرب، الى البحر والقدس والى العائلة في الجليل كما يشاء، تقريبا في كل يوم وفي كل ساعة، باستثناء أيام السبت والاعياد.
تعالوا اذا نعيد قول ذلك ثانية: الاغلاق لم يرفع منذ فرضه على سكان القطاع والضفة الغربية (لا يشمل شرقي القدس) في 15 كانون الثاني 1991. ولكننا الآن نعرفه بعد 26 سنة؟ الاغلاق هو اعادة الخط الاخضر، لكن باتجاه واحد ولشعب واحد. هو غير موجود بالنسبة لليهود، لكنه موجود بالنسبة للفلسطينيين (مع البديل الجديد – جدار الفصل).
احيانا يكون الاغلاق شاملا بصورة أقل واحيانا أكثر. أي أنه احيانا يحصل عدد اكبر من الفلسطينيين على تصاريح الدخول الى اسرائيل، واحيانا يحصل عدد أقل أو لا يحصل أحد على التصاريح اطلاقا، “غزة”. ولكن دائما يدور الحديث عن عدد قليل من الفلسطينيين الذين تمنحهم اسرائيل التصاريح. وفي الاساس لأن قطاعات من اقتصاد اسرائيل (البناء والزراعة، والمخابرات ايضا) بحاجة اليه. على مدى عقدين تقريبا احترمت اسرائيل حق حرية الحركة لجميع الفلسطينيين، باستثناء بعض الحالات، وقد دخلوا اليها وتنقلوا بين الضفة والقطاع دون الحاجة الى تصاريح محددة بفترة زمنية. ومنذ كانون الثاني 1991 فصاعدا تسلب اسرائيل حق حرية الحركة من جميع الفلسطينيين في هذه المناطق باستثناء بعض الحالات الاستثنائية حسب معايير وحصص تحددها حسب ما تراه مناسبا.
كانون الثاني 1991 هو تاريخ بعيد بالنسبة لكثير من القراء ومن يهتمون، الذين ولد عدد منهم بعد هذا التاريخ. ولكن بالنسبة لكل فلسطيني فوق عمر 42 سنة، فان كانون الثاني 1991 هو أحد التواريخ الكثيرة التي تحدد تراجع سلبي في حياتهم.
في تاريخ الجغرافيا في سيطرتنا على الفلسطينيين، يجدر بهذا التاريخ أن يتم التحقيق فيه كحجر اساس (ليس الاول أو الوحيد) في الابرتهايد الاسرائيلي: بلاد واحدة من البحر الى النهر، شعبان، حكومة واحدة سياستها تقرر حياة الشعبين. هذا معروف. نظامي قانون منفصلين، بنيتان اساسيتان منفصلتان وغير متساويتين، متطورة لأحد الشعبين ومتخلفة أو متدهورة للشعب الآخر. ولا يقل أهمية عن ذلك: حرية الحركة لأحد الشعبين ودرجات مختلفة من التقليص تصل الى مستوى غياب حرية الحركة للشعب الآخر. بحر؟ قدس؟ الاصدقاء الذين يعيشون في الجليل؟ كلهم بعيدون عن قلقيلية مثل البعد عن القمر، ليس فقط في فترة الاعياد.
التكنيك في فرض الاعياد هام ايضا. لا يقومون اطلاقا باجراء تغييرات جذرية مرة واحدة، لا يعلنون اطلاقا عنها علنا. دائما يعرضونها كرد وليس كبادرة (الاسرائيليون يرون بالاغلاق أداة مضادة للعمليات الانتحارية من خلال التجاهل السهل لتاريخ بداية فرضه، قبل وقت طويل من العمليات). منذ 1991 تطور سلب حرية الحركة تكنولوجيا: شوارع منفصلة، حواجز واساليب تفتيش أكثر اهانة واستغراقا للوقت، تشخيص بيومتري حيوي في العادة، وبنية تحتية تمكن من اعادة الحواجز والاغلاق لكل جيب فلسطيني في الضفة الغربية يحيط بمنطقة ج، التدرج المحسوب وعدم الاعلان مسبقا عن السياسة والاهداف، كل ذلك يجعل هذا الامر طبيعيا. الاغلاق (مستنقع ابرتهايد) اعتبر وضعا طبيعيا وثابتا، ووضع معياري يتوقفون عن الانتباه اليه. لهذا فان تشديده المؤقت والاعلان عنه يحظى بالانتباه والاعتراف.
من جهة اخرى، أنا لست من النوع الذي لديه جنون العظمة، لهذا أنا لا أضع على كتفي كل هذه المسؤولية. ان عدم قدرة الكلمات على وصف وتوضيح جميع ظواهر السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين بشكل كامل، هي ظاهرة فسيولوجية ونفسية لا ترتبط بقلة حيلة الكاتب/ الكاتبة الوحيد/ الوحيدة. هذه الكلمات لا تصل، ايضا لمعارضي الاغلاق، بكامل المعنى. لأنه يصعب العيش كل الوقت مع المعرفة والفهم بأننا انشأنا نظاما يمثل الظلام للآخرين، وأن تخطيطنا المتعمد لاساءة اوضاع الآخرين يعتبر خيانة. وبالاجمال، نحن نعيش بصورة لا بأس بها مع المسخ الذي صنعناه.
معاريف / الهدف: أن تتصبب ايران عرقا
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 15/10/2017
لأول مرة منذ دخوله البيت الابيض قبل تسعة اشهر تصرف دونالد ترامب كرئيس قوة عظمى وليس كصاحب نزوة يرد من البطن. أكثر من كل شيء تشهد على ذلك حقيقة انه قرأ خطابه من ورقة ونشره قبل موعده على الزعماء ومحطات التلفزيون في العالم.
لم يحطم ترامب القواعد. فهو لم يعلن انسحاب الولايات المتحدة من توقيعها على الاتفاق النووي للقوى العظمى الستة مع ايران. لم يطلب الغاءه بل تعديله وتحسينه فقط. ونقل لفترة مرحلية عبء الحسم منه الى الكونغرس، الى ايران والى باقي الدول الخمسة الموقعة عليه. من ناحية تكتيكية هذه خطوة حكيمة. فهي من شأنها أن تدخل زعماء ايران في حالة ضغط وتدفعهم لان يفكروا اذا كان ينبغي لهم الان ان يعيدوا النظر في المسار الذي اتخذوه في السنتين وربع السنة منذ التوقيع على الاتفاق.
يمكن أن نقسم خطابه الى ثلاثة اجزاء: الخطابية، الحقائق والخطوات العملية. في مجال الخطابية استخدم ترامب اصطلاح “الشر” لتعريف ايران. وهكذا فانه يسير في اعقاب الرئيس رونالد ريغان الذي وضع اصطلاح “امبراطورية الشر” في 1983 تجاه الاتحاد السوفياتي وجورج بوش الابن الذي وصف كوريا الشمالية، العراق وايران كـ “محور الشر”.
بعد مهلة من ثماني سنوات لحكم براك اوباما، عادت ايران لتلعب دور النجم على رأس دول الشر (الى جانب كوريا الشمالية). وعدد ترامب كل “جرائمها”: دعم منظمات الارهاب، حزب الله، حماس وكذا القاعدة، مساعدة النظام الاجرامي للاسد في سوريا، الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه، التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، السعي الى الهيمنة الاقليمية وانتهاك حقوق الانسان في الداخل. هكذا أيضا سعى ترامب الى التلميح بالاخطاء التي ارتكبها كريه روحه، سلفه في المنصب اوباما. ترامب يسعى في كل مناسبة وفي كل موضوع، في السياسة الداخلية (الصحة، الامتيازات الضريبية) والخارجية، لالغاء “إرث اوباما”.
من ناحية الحقائق سار الرئيس على حبل دقيق، يرتبط ويتأرجح بين عمودين. الاول هو للحقيقة والثاني هو لحقيقة أقل. فقد كان محقا حين ادعى بانه كان يمكن الوصول الى اتفاق نووي افضل، لان ايران كانت على شفا انهيار اقتصادي. كما أنه كان دقيقا حين وصف بان ايران تخرق روح “الاتفاق” في أنها تمنع المراقبين الدوليين من زيارة منشآت عسكرية مشبوهة بتطوير سلاح نووي وتطور صواريخ بعيدة المدى يمكنها أن تحمل رؤوسا متفجرة نووية. ولكنه لم يكن دقيقا ولم يقدم أدلة متماسكة عن أن ايران تخرق بنود الاتفاق.
وهو لم يفعل ذلك لان أجهزة الاستخبارات الامريكية، الاسرائيلية والغربية لم تجد هذه الادلة. ايران بالفعل تنفذ بنود الاتفاق نصا ولكنها تستغل كل ثغرة، كل غموض وكل صياغة مزدوجة اللسان كي تمس بروح الاتفاق. من هذه الناحية، كان الخطاب هو صوت ترامب اما اليدان فيدا نتنياهو. ففط قبل نحو شهر دعا رئيس الوزراء من على منصة الامم المتحدة العالم الى “تعديل أو الغاء” الاتفاق النووي. وأمل نتنياهو أن يلغيه ترامب، اما الرئيس الامريكي فيفضل، حاليا على الاقل، المطالبة بتعديله.
وهنا نصل الى السؤال الاهم: ماذا سيكون مصير الاتفاق؟ في خطابه خلق ترامب وضعا من عدم اليقين. فهو ومستشاروه يأملون بان تبدأ ايران بالتصبب عرقا من جديد. ان تبدأ مرة اخرى بالتخوف من ثقل ذراع الولايات المتحدة، فيما يكون في الخلفية التهديد لاستئناف العقوبات الاقتصادية عليها. وكتلميح عما سيأتي، وبالتوازي مع الخطاب، اعلنت وزارة المالية الامريكية عن نيتها فرض المزيد من العقوبات على الحرس الثوري. ولكنها تفرض بقوة دور الحرس الثوري في مساعدة منظمات الارهاب وبحكم دوره في تطوير الصواريخ، وليس بسبب الخروقات للاتفاق النووي. ليس مؤكدا ان ايران ستقع في الفخ ويحتمل أن “تقرأ الخدعة” لترامب وتعرض تهديداته كأداة فارغة.
كما نشأ أيضا وضع من “دهاء التاريخ”: بضغط الكونغرس حيث توجد اغلبية جمهورية، اضطرت ادارة اوباما على الموافقة على بند يقضي بانه اذا لم “يصادق” الرئيس على الاتفاق النووي، سينتقل الحسم الى الكونغرس. وقد فعل الكونغرس الجمهوري ذلك كي يمس بالرئيس الديمقراطي. اما الان، حين يكون الرئيس من الجمهوريين، فسيضطر الكونغرس الذي تحت سيطرتهم الى ان يتخذ حسما صعبا: هل سيلغي الاتفاق؟ وهل سيفرض على ايران عقوبات جديدة؟
ليس مؤكدا أنه توجد اليوم أغلبية في الكونغرس لخطوات كهذه. بسبب علامات الاستفهام الكثيرة عن سلوك وشخصية ترامب، فقد ازداد عدد خصومه حتى في المعسكر الجمهوري. بمعنى أنه توجد امكانية أن يمس الكونغرس الجمهوري بالرئيس الجمهوري بالذات. وتوجد بالطبع مشكلة أن هذا اتفاق متعدد الاطراف وبالتالي حتى لو فرض الكونغرس عقوبات جديدة، وينبغي لهذه ان تكون ناجعة، فينبغي ايضا ان يكون كل باقي الدول الخمسة الموقعة على الاتفاق، ستنضم الى الخطوة. أما حاليا فقد أعلنت أنها تعارض.
وختاما، فان خطاب ترامب هو مثابة خطاب بصيغة “امسكوني”. ليس مؤكدا أن يكون شركاؤه في الاتفاق (وكذا ايران) مستعدين لعمل ذلك.
هآرتس / امريكا واسرائيل ضد كل العرب
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 15/10/2017
كيف نزلت علينا كل هذه الخيرات، ولماذا نستحق ذلك؟ الهدايا الامريكية تنزل فوق رؤوسنا الواحدة تلو الاخرى كهدايا العيد. أولا، قرار امريكا الانسحاب من اليونسكو، وبعد ذلك مباشرة خطاب ايران. اسرائيل ردت كما هو معروف بفرح. ليس فقط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي نسب اليه اليمين هذا النجاح، بل ايضا رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي، سارع مرة اخرى الى تقليد يئير لبيد – نشر اعلان تأييد. وتسيبي لفني لم تبق متأخرة، وقد أثبت الاثنان أنه في هذه الايام لا توجد معارضة في اسرائيل.
وقد تجاهلوا ايضا أنه منذ فترة لم يتم نصب شرك خطير كهذا. ومنذ وقت طويل لم يكن محرجا الى هذه الدرجة التفيؤ في ظل ترامب والاستمتاع بفضائله – الدولة الوحيدة في العالم التي يحظى فيها بالتقدير. ومن المحرج ايضا التفكير بأن الولايات المتحدة ستنسحب من منظمة هامة جدا فقط من اجل اسرائيل – هذه خطوة لم تكن لتتخذها من اجل أي من حلفائها، من بريطانيا والمانيا وحتى اليابان وكوريا الجنوبية، اذا واجهوا وضعا مشابها. ولا يقل احراجا الاعتراف بأنه بسبب تأثير اسرائيل فان الاتفاق مع ايران والذي يمثل الانجاز الدولي الاكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة في السنوات الاخيرة، سينهار. ما هذه العظمة، نتنياهو وترامب معا ضد كل العالم.
صحيح أن اليونسكو أكثرت من توجيه الانتقاد لاسرائيل، مثل كل المؤسسات الدولية الاخرى، لكن في معظم الحالات كان انتقادها موضوعيا وجديرا. شرقي القدس هو حقا منطقة محتلة، مثل الخليل، وكل صرخات اسرائيل لن تساعد. ايضا حرية العبادة في القدس، حقا منتهكة وبشكل فظ من قبل اسرائيل. حاولوا أن تضعوا انفسكم مكان شخص من غزة (أو شاب من الخليل) يرغب في الوصول الى المسجد الاقصى.
ذات مرة أخفقت المنظمة بصورة شديدة عندما تجاهلت صلة اليهود بحائط المبكى. كان يجب انتقادها بسبب ذلك. وفي نفس الوقت اعترفت بستة مواقع في اسرائيل كمواقع تراث عالمي، هذا الاعتراف جلب في اعقابه الاحترام، وربما ايضا السياح. هناك حتى ميدان في حيفا يسمى على اسم اليونسكو. لقد تم طرد اسرائيل ذات مرة من هذه المنظمة في اعقاب الحفريات في منطقة الحرم، وتمت اعادتها الى المنظمة فقط بضغط الولايات المتحدة. لم يكن جيدا لاسرائيل أن تكون معزولة. في الوقت الحالي وفي اعقاب الولايات المتحدة يمكن أن تجد نفسها منبوذة بأيديها.
لا يوجد في هذه الخطوة صداقة كبيرة لاسرائيل، الخطوة التي قادتها عبثا سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، مسرحية ساخرة مثيرة من مدرسة ترامب، تخنق اسرائيل في تأييدها الاعمى والمتقد وتتسبب بالاضرار لها. وماذا سينتج عن ذلك؟ الولايات المتحدة ستنسحب من اليونسكو وستتبعها اسرائيل. امريكا ترامب واسرائيل نتنياهو تغنيان معا اغنية الصداقة. قريبا ربما يكون ايضا انسحابا مشتركا من الامم المتحدة. وايضا هذه المنظمة انتقادية بالنسبة لاسرائيل.
قرار الانسحاب من اليونسكو بقدر ما هو محرج، تم اتخاذه في الوقت الذي انتخبت فيه سكرتيرة جديدة لهذه المنظمة وهي اوديرا ازولاي، وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا، وهي ابنة اندريه ازولاي، مستشار ملك المغرب وأحد السياسيين المثيرين للانطباع، وهو يهودي من المغرب ناضل طوال حياته من اجل السلام العالمي في الشرق الاوسط، وهو صديق حقيقي لاسرائيل، خشي على مصيرها أكثر آلاف المرات من ترامب وغيره سوية. يمكن الاعتقاد أن السكرتيرة الجديدة تبنت قيم والدها، الآن ستقوم بادارة المنظمة بدون الولايات المتحدة واسرائيل اللتان عزلتا أنفسهما.
اذا كانت هدية اليونسكو من قبل ترامب هي ذات معنى رمزي، فان قراره تخريب الاتفاق مع ايران يمكن أن يتبين فيه خطر حقيقي. لقد قرر ترامب دفع ايران نحو القنبلة النووية، واسرائيل تصفق له على ذلك. كل العالم مع الاتفاق، باستثناء امريكا واسرائيل فقط، التي معظم رجال الامن فيها يؤيدونه. النتيجة مرة اخرى: امريكا واسرائيل ضد ايران. كان يفضل ألا نكون في هذا النادي. ولهذه الهدايا السخية كان من الافضل أن نقول: لا، شكرا. ولهذا القدر من مظاهر الصداقة يجب علينا أن نقول: شكرا، لدينا ما يكفي من الأعداء.
يديعوت / ما لم يقله ترامب – التهديد الايراني، الاختبار السوري
يديعوت – بقلم أفرايم سنيه – 15/10/2017
في خطابه عن ايران قال الرئيس ترامب أمورا صحيحة كثيرة. هذه امور سبق أن قيلت قبل التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران قبل سنتين. أما اليوم، فليس لالغاء هذا الاتفاق احتمال عملي. فليست الولايات المتحدة هي الشريك الوحيد له، وهي منعزلة عن الدول الاخرى الموقعة عليه حين يدور الحديث عن محاولة الغائه.
أمران كانا ينقصان في خطاب ترامب. الاول: تحديد هدف أعلى للاستراتيجية الامريكية. ينبغي لهذا الهدف أن يكون منع وصول ايران الى هيمنة اقليمية في الشرق الاوسط. فالسيطرة على عواصم المنطقة (وصحيح حتى هذه اللحظة – بغداد، صنعاء، دمشق وبيروت)، السلاح الباليستي وبالتأكيد السلاح النووي ليس أداة لتثبيت هذه الهيمنة.
النقيصة الثانية في خطابه: قول واضح حول التواجد الايراني في سوريا. اذا كان ثمة اتفاق بائس يتعين على الولايات المتحدة ان تلغيه فورا فهو الاتفاق الذي وقعته مع روسيا على مستقبل سوريا. فهذا الاتفاق يسمح بالتواجد على الارض السورية لقوات ايرانية وفروعها. وهذه ليست سوى حزب الله وميليشيتين شيعيتين اقامتهما في اثناء الحرب مع داعش. وسيسمح التواجد على الارض السورية لايران بان تحقق سياستها العدوانية التي أجاد الرئيس ترامب في وصفها.
يدور الحديث عن سلسلة من الفضائل الاستراتيجية العسكرية. الاولى: انتشار على مقربة من حدود اسرائيل في هضبة الجولان يسمح لحزب الله باطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية الى اراضي اسرائيل من ساحة اخرى. والثانية: التواصل الاقليمي بين ايران وبين لبنان عبر الاراضي السورية والعراقية. عمليا، هذا طريق لوجستي سريع سيسمح لايران بتعزيز ميليشياتها بسلاح متطور، سريع وبكميات كبيرة.
ثالثا: مطار بسيطرة ايرانية على الاراضي السورية سيعظم القدرة اللوجستية والعملياتية “لقوة القدس” وزبائنها في سوريا وفي لبنان. رابعا: انتشار على مقربة من الحدود الاردنية سيسمح بنشاط تآمري داخل المملكة الهاشمية بهدف دفعها الى الانهيار. وخامسا: ميناء على شاطيء البحر المتوسط لا يستخدم فقط كمقصد لارساليات الوسائل القتالية اضافة الى الطريق الجوي والبري، بل وايضا قاعدة لنشاط الذراع البحري للحرس الثوري، بما في ذلك استخدام صواريخ شاطيء – بحر حديثة.
كل الكلمات الصعبة التي استخدمها ترامب ضد الاتفاق مع ايران، صحيحة ايضا بالنسبة للاتفاق الذي هو نفسه وقعه مع الروس. اذا كان الاتفاق مع روسيا لن يتغير بحيث يمنع كل تواجد ايراني على الارض السورية – فالمعنى هو أن الولايات المتحدة منحت ايران ذخائر استراتيجية تجعلها منذ الان قوة مسيطرة في الشرق الاوسط. لكل الخطابية والتهديد الذي اطلقه الرئيس لا معنى ومغزى اذا ما اعطيت سوريا لايران كهدية من قبل ادارة ترامب.
اختبار جدية ترامب سيكون ليس في الاجراءات الملتوية في أروقة الكابيتول أو في المداولات العقيمة مع شركائه في الاتفاق النووي. اختباره الحقيقي، العملي والفوري، سيكون في الغاء الاتفاق مع روسيا على مستقبل سوريا.
لا يمكن لاي حكومة مسؤولة في القدس أن تحتمل الواقع الذي خلقه هذا الاتفاق، وهي ستضطر للعمل ضده بنفسها، مع أو بدون مباركة واشنطن. ينبغي أن نرى الواقع كما هو حتى في ظل الحماسة المغرورة التي تظهر في الخطاب الحازم للرئيس الامريكي.
هآرتس / يجب التحدث مع ايران
هآرتس – بقلم أمير أورن – 15/10/2017
“آية الله العزيز”، يتوسل لاري ديفيد في مسودة الرسالة التي بدأ في كتابتها وتخلى عنها، وانتقل الى محادثة عبر السكايب مع القنصل العام في لوس انجلوس، في احدى حلقات مسلسله “التهدئة”. ديفيد تشاجر مع جوليات من طهران. وما يقلقه هو استمتاع المشاهدين.
يجب على بنيامين نتنياهو أن لا يخشى أو يتوسل. فاسرائيل دولة قوية لا مثيل لها في محيطها، مع قوة كبيرة لديها غواصات في البحر وطائرات اف 35 في الجو وبطاريات مضادة للصواريخ واستخبارات اختراقية ووحدات خاصة وأحلاف استراتيجية واقتصاد متطور وميزانية دفاع كبيرة، لكنها تمتص هبة سنوية تبلغ 4 مليارات دولار. من موقف القوة هذا، لا تستطيع اسرائيل أن تتحدث فقط مع نظام آيات الله – الحديث مع هذا النظام يعتبر واجبا، ويشكل خيانة لهذا الواجب الاكتفاء بوصف ايران كشيطان أكبر. كاريكاتور مثل تلك القنبلة في الامم المتحدة، نتنياهو كبطل كوميديا، كابتن اسرائيل (ومقابله المشرفة على الطعام الحلال من المكان المخصص للبعثة – المرأة المدهشة له).
في خطابه أول أمس بدد ترامب الآمال الاخيرة لنتنياهو في أن يخرج من الرئيس الامريكي الاكثر فشلا في تاريخ الولايات المتحدة ازمة جديدة مع ايران. “ما تم فعله لا يمكن التراجع عنه”، اعترف ترامب، كل ما بقي هو تفاصيل، وكونغرس مناكف. إن رجل الصفقات في نظر نفسه انتقد ادارة اوباما بكونها “دفعت كل شيء مسبقا”، أمال رأسه أمام الحقيقة الاساسية في الدبلوماسية، الاستمرارية الحكومية في احترام الاتفاقات.
هذا الدرس تعلمه نتنياهو على جلده عندما لم يتجرأ على الغاء اتفاق اوسلو أ أو ب، الذي عقدته حكومة رابين رغم معارضة حزبه. ولكنه فقط حاول المناورة داخل الاطار. انه هو الذي اعطى الفلسطينيين الخليل. لقد كان من السهل عليه ايضا التصريح ضد اوسلو، والتعهد في الانتخابات بتحسينه، والعيش معه عندما وصل الى السلطة.
قبل اسبوع نشر الذراع البري في الجيش الامريكي صيغة محدثة غير سرية، لـ “الدليل الميداني 3.0” وهو الكتاب الاساسي للنظرية القتالية له. القاريء الهدف لها، لو أنه قرأ اكثر من 140 حرف، هو كما يبدو ترامب. لقد طرحت في توصيفات خطيرة لمواجهات عسكرية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران. ليس اعداء بحجم طالبان، بل حروب طويلة ومعارك شديدة لفرق – من الآن الفرق الاساسية بدلا من الالوية في ايام افغانستان والعراق – وحتى تجمع قوات من فرق فما فوق، على شاكلة الحرب العالمية الثانية، مع آلاف القتلى الامريكيين اسبوعيا. الانتصارات الباهرة التي يتخيلها ترامب، لن تكون قصيرة ورخيصة، القيادة تستهدف ردع الرئيس وصده عن اوهامه بدل تحويل تلك الاوهام الى تعليمات ملزمة. يوجد لها حلفاء في الكونغرس، برلين، لندن والقيادة العسكرية في تل ابيب، هذا اذا لم يكن في القدس.
ان سياسة اسرائيلية حكيمة عليها البحث عن حديث فعلي، سري في البداية، مع آيات الله. الزعيم الاعلى علي خامنئي، هكذا تذكر ضابط رفيع في الاستخبارات الاسرائيلية، كان رئيس ايران في الثمانينيات، في فترة قضية “ايران كونتراس”، وعلاقات امنية اخرى بين تل ابيب وطهران. الرئيس الحالي حسن روحاني يواجه بشجاعة حرس الثورة الايراني. ليس هناك عداء أبدي. الشاه المكروه، الصديق المشروط لاسرائيل، طرد قبل اربعة عقود، ماذا يهم الجيل الجديد. من اجل تبديد التعبيرات العملية للعداء، وايجاد مجالات اتفاق ومصالح مشتركة، يحتاج الامر الى قنوات. بدائل لا تنقص. في الامم المتحدة، بين السفراء، برعاية السكرتير العام، أو في كاليفورنيا، بين منظمة “القادمين من ايران” وبين القنصل، محاور لاري ديفيد، الاكثر تفضيلا – بواسطة الصديق المشترك لبيبي وروحاني، فلادمير بوتين. هذا ليس اكثر خياليا مما كان عليه التلمس السابق مع انور السادات في الظلام.
المصدر / اليمين الإسرائيلي يطالب بقطع العلاقات مع الفلسطينيين في أعقاب المصالحة
المصدر – بقلم عامر دكة – 15/10/2017
الوزراء اليمينيون في حكومة نتنياهو ليسوا راضين عن ردود فعله على اتفاق التسوية بين فتح وحماس، ويطالبونه بقطع العلاقات بشكل تام مع السطلة وإلغاء الاتفاقيات التي وُقّعت معها.
يثير اتفاق المصالحة بين فتح وحماس عاصفة في المنظومة السياسية الإسرائيلية. ففي حين أن سياسة نتنياهو التي تقضي بالانتظار ومراقبة التطورات ما زالت ثابتة، ليس كل الوزراء في حكومته راضين عن “التسامح” الذي يبديه. ويتزعم رئيس البيت اليهودي، وزير التربية، نفتالي بينيت، قائمة المعسكر الذي يطالب برد فعل صارم أكثر ساعيا إلى تحدي نتنياهو مُجددا.
اليوم صباحا، أعرب محللون سياسيون إسرائيليون أن بينيت سيشارك في جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية وسيطالب العمل ضد الفلسطينيين من خلال القيام بخطوتين: الأولى هي قطع العلاقات بشكل تام مع السلطة الفلسطينية، أما الثانية فهي إلغاء كل الاتفاقات التي وُقّعت مع السلطة الفلسطينية، ومن بينها بناء حي جديد في ضواحي رام الله وإقامة منطقة صناعية في معبر ترقوميا.
بشكل عام، لا تظهر المنظومة السياسية الإسرائيلية حماسا حول اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. ينعت الكثيرون الاتّفاق اتفاقا عديم الأهمية، لأنه فعليا كل ما طالب به أبو مازن – إقامة حكومة واحدة ذات مستودع أسلحة واحد – لم يتحقق، ولم يتخلَ الجناح العسكري لحركة حماس عن أسلحته.
يوم الخميس الماضي، أعلنت الحركتان أنهما توصلتا إلى اتفاق تسوية، وجاء هذا بعد تحقيق اتفاق تضمن ثلاث قضايا: حل الأزمة الإنسانية في غزة؛ نقل مسؤولية المعابر إلى أيدي حرس الرئاسة التابع لأبو مازن وإقامة لجان مراقبة مشتركة لتوحيد الصلاحيات، القوانين، والأسلحة في السلطة.
وفق التقارير في وسائل الإعلام العربية، سينتقل 3.000 شرطي من الضفة الغربية إلى غزة وسيتحملون مسؤولية المعابر. مع ذلك، لم ترد أية تقارير حول تفكيك الأسلحة التي بحوزة حماس، وليس واضحا بعد مَن سيكون في الواقع مسؤولا عن أمان السلطة.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قال بينيت: “لسنا قادرين على السماح بزعزعة قوتنا. لن نسمح أبدا بأن نطالب بفرض عقوبات ضد حماس لأننا في الواقع نعترف بها. تشكل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية الاعتراف بحماس كجهة شرعية”.
القناة العاشرة العبرية / نتيناهو تحت التحقيق : غضب ضد نتيناهو بعد مهاجمته للشرطة
القناة العاشرة العبرية – 15/10/2017
هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس، بصورة غير مسبوقة مفوض الشرطة روني الشيخ، مشيرًا إلى أن “الشرطة تقوم بتسونامي من التسريبات غير القانونية”.
نتنياهو نشر عبر صفحته الخاصة على “فيسبوك” أنه “حين دخل الشيخ لمنصبه اتخذ قرارين مهمين: ألا يكون هناك المزيد من التسريبات خلال التحقيقات، وألا يكون هناك المزيد من توصيات الشرطة”.
وادعى نتنياهو أنه “منذ تعيين المستشار القانوني ليئور حوفير كمستشار خارجي للشرطة بتكلفة ملايين على حساب دفع الضرائب ودون مناقصة، تحولت التسريبات غير القانونية لتسونامي، وقرار منع التوصيات اختفى كأن لم يكن. الجمهور أدرك منذ زمن ان هناك حملة إعلامية واضحة ضدي”.
هذا وردت الشرطة الإسرائيلية على نتنياهو مشددة على أن “الشرطة تقوم بعملها حسب القانون والدولة. لن يتم جرنا لهجمات لا أساس لها، هدفها عرقلة عمل الشرطة والمساس بشرعية سيادة القانون”.
وزير الأمن السابق ايهود باراك هاجم نتنياهو عبر حسابه الخاص على “تويتر” بالقول “نتنياهو مستعد لأن يحرق الدولة وهو في طريقه للقاع”، مضيفًا “إنه اضطهاد دنيء لمؤسسات الدولة. حين يهدد القانون بيبي، بيبي يهدد القانون”.
رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ قال “ما بدأ مع الفنانين، الصحفيين والقضاة، الآن وصل للشرطة؛ تحريض وانقسام من أجل تحقيق المصالح الشخصية بأي ثمن. حتى على حساب وحدة الشعب والمساس برموز القانون والحكم”.
بدورها، عضو الكنيست تسيبي ليفني هاجمت نتيناهو قائلة “انحطاط جديد، الآن حتى المفوض أصبح ضمن خطة نتيناهو”، مؤكدة على أنه “يجب الوقوف بجانب سلطات إنفاذ القانون ضد هجمات نتيناهو، الحفاظ على سيادة القانون مهمة أكثر منه”.
رئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد تطرق هو الآخر للقضية عبر حسابه على “تويتر” وكتب ان “مهاجمة نتيناهو للمفوض هو انحطاط جديد في محاولة لتهديد سيادة القانون في الدولة. إنه لأمر مخزٍ”.
وأضاف لبيد “إن مهاجمة رئيس الحكومة لرموز الشرطة وتشويه صورة مسؤوليها هي خطوة ساخرة هدفها زرع الخوف وردع جهات إنفاذ القانون. مخز أن يصل رئيس حكومة في إسرائيل لوضع كهذا من التهور واحتقار لرجال القانون الذين يقومون بدورهم كما يجب”.
بدوره، قال الوزير جلعاد أردان “توجهت للمستشار القانوني للحكومة وطلبت منه فحص أمر التسريبات من تحقيقات الشرطة”.
أما وزير الأمن ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان فانضم للحرب ضد الشرطة، وقال في مقابلة مع إذاعة الجيش صباحًا “ظاهرة التسريبات هي ظاهرة قبيحة، ليس هناك تسريبات تحدث بالمصادفة”.
عضو الكنيست دافيد مسلم أيد نتيناهو كذلك وصرح بأنه “على الشرطة أن تستيقظ صباح اليوم وتحقق في أمر التسريبات، هذا الأمر غير قانوني، رئيس الحكومة غير مخول بأن يقول للشرطة ان مسؤوليتها الحفاظ على القانون”.
هآرتس / اختبار نتنياهو بعد خطاب ترامب – ترجمة اقواله الى افعال
هآرتس – بقلم براك ربيد – 15/10/2017
في مساء يوم الجمعة، بعد بضع ساعات من الخطاب الذي طرح فيه الرئيس ترامب استراتيجيته الجديدة لمواجهة تهديد ايران، ارسل البيت الابيض رسالة في البريد الالكتروني الى وسائل الاعلام وفيه قائمة طويلة للردود الايجابية على اقواله. على رأس قائمة المباركين كان رئيس الحكومة نتنياهو، وبعده قائمة طويلة من السناتورات الجمهوريين.
نتنياهو يحب الخطابات، لا سيما عندما يكون هو الخطيب، وعندما تتحدث عن ايران. في ايلول 2012 خطب في الجمعية العمومية خطاب “الخطوط الحمراء” مع الكاريكاتور الشهير عن القنبلة، ومع التهديدات لايران. ولكن نتنياهو القى ذلك الخطاب بعد أن تخلى مرتين على الاقل في اللحظة الاخيرة عن نيته مهاجمة المنشآت النووية في ايران، حيث كان الخيار العسكري الاسرائيلي تقريبا غير حقيقي.
في آذار 2015، قبل اسبوعين من الانتخابات في اسرائيل، القى نتنياهو خطابه، المختلف فيه، امام الكونغرس الامريكي، وشن الحرب ضد الرئيس الامريكي في حينه براك اوباما، في محاولة لافشال الاتفاق النووي مع ايران. وفي مساء يوم السبت نشر نتنياهو في الشبكة فيلما قصيرا، الذي في معظمه “اخبار كاذبة”، ادعى فيه أن ذاك الخطاب الذي ألقاه قبل اكثر من سنتين ونصف هو الذي دفع ترامب الى الاعلان يوم الجمعة عن عدم مصادقته على الاتفاق النووي. في الواقع، خطاب نتنياهو في الكونغرس تسبب بالضرر للعلاقة مع الولايات المتحدة ومنع عن اسرائيل أي قدرة على التأثير على طبيعة الاتفاق النووي في اللحظة الاكثر حسما لبلورته. وحتى أنه كلف اسرائيل مليارات الدولارات التي كانت ستحصل عليها في اتفاق المساعدات الامريكية.
نتنياهو أحب خطاب ترامب. الرئيس الامريكي تبنى تقريبا وبشكل كامل رواية نظيره الاسرائيلي بشأن ايران وكونها اساس المشكلات في الشرق الاوسط، وتشكل تهديدا على كل العالم. الى جانب الانجاز الجوهري، نتنياهو ايضا كسب بدرجة كبيرة في الساحة السياسية وفي الرأي العام. نتنياهو في الاساس أحب النغمة، لأن الكلمات، على الاقل في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي، لم تحقق طموحاته. خلافا لآمال نتنياهو، ترامب لم يمزق الاتفاق إربا، ولم يعلن ان الولايات المتحدة ستنسحب منه.
في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي، اكتفى ترامب بخطوة تقنية، رمزية تقريبا. لقد اعلن أنه لن يصادق على الاتفاق وحول الكرة الى الكونغرس في محاولة لبلورة تشريع جديد، يفرض قيود اخرى على المشروع النووي الايراني ويحاول اطالة موعد انتهاء الاتفاق. ولكن محاولة بلورة تشريع يكون ايضا ناجعا، يمكن ايضا ان تحظى باغلبية (وتطلع لدعم الحزبين)، وايضا لن يفجر الاتفاق القائم، يمكن أن يتبين أنه مهمة صعبة، أو ربما غير ممكنة.
البشرى الاساسية والايجابية لخطاب ترامب تتعلق بالتحول الذي يجريه في السياسة الامريكية تجاه ايران في كل المواضيع التي لا تتعلق بالاتفاق النووي: برنامج الصواريخ البالستية، دعم حزب الله، التدخل في سوريا واليمن والمس بحقوق الانسان في ايران. مع ذلك من الصعب رؤية كيف يترجم البيت الابيض الكلمات الى افعال. الخطوة العملية الوحيدة التي نفذها ترامب حتى الآن في اعقاب خطابه هي فرض عقوبات اقتصادية جديدة على حرس الثورة الايراني.
لقد اوضح نتنياهو أنه يعتقد أن خطاب ترامب انشأ فرصة لتحسين الاتفاق النووي ومعالجة نشاطات ايران السلبية في المنطقة. تحليل نتنياهو صحيح. لقد سنحت لاسرائيل فرصة نادرة من اجل التأثير على سياسة الولايات المتحدة والتوصل الى تنسيق استراتيجي بعيد المدى مع الادارة الامريكية.
هذا التنسيق هو تنسيق حاسم في مواضيع مثل زيادة الرقابة على الاتفاق القائم والاستعداد للتهديد الذي سيأتي بعده، ايضا في المجال العسكري، منع تمركز ايران في سوريا، زيادة الضغط على حزب الله، وبلورة تحالف اقليمي مع الدول السنية.
ولكن من اجل حدوث هذا، ومن اجل ان لا يبقى خطاب ترامب فقط خطوة تشجيعية لرفع المعنويات، يجب على نتنياهو التخلي عن تصرفه العاطفي في موضوع ايران وادارة خطاب مهني، خالي من الشعارات، هاديء وحميمي مع ادارة ترامب ومع الدول الاساسية في الغرب وعلى رأسها المانيا وفرنسا وبريطانيا. هنا بالضبط اختباره. انغيلا ميركل، عمانوئيل ميكرون وتريزا ماي أبدوا قلقهم الشديد في نهاية الاسبوع من خطاب ترامب، بدون دعمهم لن يكون هناك أي احتمال لبلورة عملية ذات مغزى ضد مؤامرات ايران في المنطقة. بالاحرى في موضوع الاتفاق النووي. مبادرة سياسية اسرائيلية في الموضوع الفلسطيني أو الاستعداد للتجاوب مع برنامج السلام لترامب من شأنها ان تساعد ايضا في تحقيق هذا الهدف.
معاريف الأسبوع / كلمات ترامب باتت الآن في الأرشيف : هل وصلنا مرحلة الأفعال؟
معاريف الأسبوع – بقلم بن كاسبيت – 15/10/2017
ظاهريًا، خطاب الرئيس دونالد ترامب حول مصير الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران والدول الكبرى، يبدو انتصارًا مدويًا لسياسة رئيس حكومتنا نتنياهو التي ينتهجها منذ سنوات. يمكن أن أقول بملء الفم أن الخطاب بدى وكأن نتنياهو شخصيًا هو من صاغ كلماته، جميع الرسائل التي بثها رئيس الحكومة في السنوات الأخيرة كانت هناك، وبنفس اللغة.
الأمر الوحيد الذي كان من الممكن أن يحسن هذا الخطاب أكثر هو لو ان نتنياهو نفسه هو من ألقاه بدلًا من ترامب، انجليزية بيبي أفضل من انجليزية رئيس الولايات المتحدة، وكذلك قدراته الاستعراضية تبدو أفضل. لكن يجب ألا نكون مبالغين، ترامب أيضًا قدّم عرضًا ليس سيئًا، فقد ألحق هؤلاء الفرس بأجدادهم.
الآن، وبعد الخطاب، وبعد أن تلاشت هذه الكلمات في جوف الأرشيف التاريخي وآن أوان الأفعال؛ ما الذي بقي لنا؟ الصحيح لم يبقَ لنا الكثير، إذ أنه في السطر الأخير الرئيس ترامب لم ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، على العكس، فبمجرد أن أنهى أقواله نشرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية توضيحًا عاجلًا اكدت فيه على ان “الولايات المتحدة باقية في الاتفاق الذي ما يزال ساريًا وقائمًا”.
ما الذي حدث فعلًا؟ ترامب لم يصادق على الاتفاق كما يفترض ان يفعل رئيس الولايات المتحدة كل ثلاثة أشهر، وقد وبخ إيران وهددها قليلًا، وبعد أن انتهى من مرحلة التلفيق نقل البطاطا النووية المشتعلة هذه إلى الكونغرس. ما الذي سيحدث هناك؟ ليس كثيرًا، في الكونغرس أيضًا لن يلغى الاتفاق (الذي لا يمكن إلغاؤه من قبل الأمريكيين)، وهناك شك كبير في كونه سيجدد العقوبات.
لذلك فإن ما رأيناه نهاية الأسبوع في الخطاب الرئاسي المثير عن إيران هو نوع من الحلول الوسط اللفظية، ترامب أراد بشدة أن يلغي الاتفاق النووي (إذ ان هذا ما طلبه منه بيبي)، لكن جنرالاته ومعهم جليسات الأطفال خاصته في الإدارة (وزير الدفاع ماتيس، ووزير الخارجية تيلرسون، ومستشار الأمن القومي ماكماستر) صوبوه. لقد قال كل الأمور الصحيحة، لكنه لم يلحقها بأفعال كبيرة من أي نوع، في هذه الخطوة جعل ترامب من نفسه النسخة الأصلية من بنيامين نتنياهو؛ كلاهما يكثران من الخطابات ويقللان من الأفعال، نتنياهو أيضًا خطب ضد إيران لعشرين عام، وشكّل خيارًا عسكريًا مكلفًا، وهدد وتوعد وصرّح، وفي النهاية لم يفعل شيئًا.
ترامب الآن يعيش مرحلة الأقوال، وعلى خلاف نتنياهو فإنه قادر أيضًا على بلوغ مرحلة الأفعال، فهو القوى، الأعظم عالميًا، الذي بإمكانه أن يسمح لنفسه بأن يتورط في إيران أو أن يتلقى ردًا إيرانيًا، هل سيتم ترامب هذه الصفقة؟ ما كنت لأراهن على ذلك. في هذه الأثناء، وفي الأغلبية الساحقة من المجالات هو لا يتم أي صفقة، فهو لم يبنِ سورًا على الحدود مع المكسيك، ولم ينجح في إيجاد بديل لـ “أوباما كير”، وهو يفقد السيطرة على الإدارة والحزب الجمهوري، كما يتورط في تحقيقات يمكن ان تهدد حكمه. نسخة من نتنياهو، لقد قلنا من قبل.
الجدل حول الاتفاق النووي مع إيران سيحسمه التاريخ فقط، وجها هذه العملة كلاهما مخلص لأيديولوجيته ومقتنع بعدالته؛ هذا الأمر يذكرنا كثيرًا بالجدل حول مسودة الغاز هنا عندنا. أتباع أوباما مقتنعون بأنه لولا الاتفاق النووي لكانت إيران الآن دولة نووية، وأن الاتفاق جر برنامجها النووي إلى الخلف ولجمها لـ 15 عام على الأقل، مبغضو أوباما وأتباع ترامب مقتنعون بأن المقصود اتفاق خضوع تام يديم بقاء إيران دولة تقف على العتبة النووية، ويخلق لها منصة مريحة للقفز باتجاه النووي بعد ثمانية أعوام. الحقيقة موجودة في مكان ما بين هذه المعسكرات.
ترامب لديه ما يكفي من الأدوات لتغيير التاريخ والتأثير على اتجاه النسق النووي الإيراني، هل سيستخدم هذه الأدوات؟ لا يمكن ان نعرف، وهل استخدامها سيقودنا إلى الفناء أم إلى المآسي السابقة؟ في الوقت الحالي، في كل ما له علاقة بالأقوال فقد انتصرنا.
هآرتس / “إسرائيل” تفاجأت بانسحاب أمريكا من اليونسكو
هآرتس – 15/10/2017
ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، صباح اليوم الأحد، أن “إسرائيل” فوجئت من قرار الإدارة الأميركية بالانسحاب من منظمة اليونسكو، وأنها علمت بالقرار من وسائل الإعلام الأميركية.
وبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة لم تنسق مع “إسرائيل”، الأمر الذي كشف عن مشاكل خطيرة في عملية التنسيق بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين “إسرائيليين” طلبوا توضيحات من نظرائهم الأميركيين في هذا الصدد.
ووفقاً للصحيفة، فإن إدارة ترامب لم تعط “إسرائيل” أي إشعار مسبق بشأن هذه المسألة، مشيرةً إلى أن لقاءات عقدت مؤخرا بين دبلوماسيين “إسرائيليين” وأميركيين في نيويورك وباريس بشأن إمكانية الانسحاب من اليونسكو، إلا أنه لم يتم إبلاغ “إسرائيل” بمثل هذا الموقف رغم العلاقات الجيدة والوثيقة بين الحكومة “الإسرائيلية” وإدارة ترامب.
وقال مسؤول أميركي، حسب هآرتس، بأن عملية الانسحاب من اليونسكو عملية داخلية ولم يتم مناقشتها مع أي شخص خارج الإدارة الأميركية، وأنه تم إبلاغ “إسرائيل” بعد نشر الخبر في وسائل الإعلام الأميركية.
بدوره قال مسؤول “إسرائيلي”، لم تسمه الصحيفة، أن نتنياهو حتى اللحظة لم يتخذ قرارا بالانسحاب لكنه قد يكون هناك قرار خلال عام أو أقل من ذلك، وأنه سينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع بعد انتخاب فرنسية من أصول يهودية في منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية.
هآرتس / عناق دب نووي
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 15/10/2017
رغم حقيقة أن وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون أعلن بأنه “من الناحية الفنية” ايران لم تخرق الاتفاق النووي، أعلن الرئيس ترامب يوم الجمعة بان ايران خرقت الاتفاق عدة مرات، وانه لا يعتزم التوقيع على المصادقة عليه من جديد. مثل بنيامين نتنياهو، يؤمن ترامب بان الاتفاق سيء و “يسمح لايران بمواصلة اجزاء معينة من برنامجها النووي”، ومثل نتنياهو، يخشى من أنه “بعد بضع سنوات… سيتمكنون من تسريع تطوير السلاح النووي”.
باستثناء اسرائيل والسعودية، اللتين اعربتا عن تأييدهما لترامب، في العالم عبروا عن التحفظات والمخاوف. فقد أنهى ترامب خطابه بتحذير بانه اذا “لم تتوصل الادارة الى حل مع الكونغرس ومع حلفائها، فان الاتفاق سينتهي”. أما وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، فقد ذكرته بانه “لا يمكن لاي دولة أن تنهي الاتفاق مع ايران”.وافادت روسيا بأن ايران تنفذ التزاماتها. وادعت بريطانيا والمانيا وفرنسا بان الحفاظ على الاتفاق هو مصلحة مشتركة، وطلبت من الولايات المتحدة النظر في الاثار التي يمكن أن تكون لخرقه على أمن الولايات المتحدة وحلفائهم.
يوجد الصراع ضد الاتفاق النووي على رأس سلم أولويات نتنياهو منذ سنين. ويبدو أن ترامب يوشك على ان يفعل ما طلبه نتنياهو منه ومن العالم في عدد لا يحصى من المناسبات ومن على منصة الامم المتحدة الشهر الماضي: تغيير الاتفاق، أو الغاؤه. وملتزما بهدفه، كان نتنياهو مستعدا لان يعرض للخطر نفسه واسرائيل في نشاط دبلوماسي حثيث، من شأنه في نظر الكثيرين، في حالة الاشتعال العسكري أن يفسر كنشيط للغاية.
يدور الحديث عن رهان خطير في ضوء الواقع غير المسبوق في واشنطن. فالسناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كشف النقاب في الاسبوع الماضي بان تلرسون والجنرالين جون كيري وجميز ماتس منشغلون معظم الوقت في لجم الرئيس الذي من شأنه سلوكه أن يؤدي الى حرب عالمية ثالثة، وأن شيوخا جمهوريين كثيرين يفكرون مثله، ولكنهم يخافون التعبير عن رأيهم. لا هم، ولا زعماء العالم ولا نتنياهو بوسعهم أن يتوقعوا كيف سيتصرف ترامب في حالة الصدام مع الايرانيين. وفي خطابه شدد ترامب على ان اسرائيل والولايات المتحدة هما موضع الكراهية والتهديد من جانب ايران.
ان العناق الامريكي الذي يفرح نتنياهو وحكومته من شأنه ان يتبين كعناق دب. فحين يجر ترامب اسرائيل الى هذه الدائرة فانه يعرضها للخطر أيضا. لقد كان الانجاز الاكبر لاسرائيل في مساهمتها في تجنيد ائتلاف دولي ضد ايران، فحقق الاخير الاتفاق. اما الان فتعتبر اسرائيل كمن يفكك الائتلاف ومن شأنها أن تقف امام سند متهالك، حين تسعى مرة اخرى الى معون الاسرة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى