ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 11– 10 – 2017

يديعوت / ليبرمان: “جيش لبنان هو جزء من حزب الله”
يديعوت – بقلم كورين الباز – الوش – 11/10/2017
حذر وزير الدفاع افيغدور ليبرمان من تعاظم حزب الله وقدر بانه في حالة اندلاع حرب في الشمال ستضطر اسرائيل الى القتال في عدة جبهات بالتوازي.
“في الحرب التالية في الشمال لن تكون فقط جبهة لبنان. هذه ستكون جبهة واحدة، جبهة الشمال، سوريا ولبنان معا”، قال ليبرمان واضاف: “لقد فقد الجيش اللبناني استقلاليته وأصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله”. وعلى حد قوله، فان الجيش اللبناني أصبح “جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله تحت قيادته”.كما حذر من أن كل مواجهة في الشمال قد تتطور الى مواجهة في جبهة الجنوب أيضا.
وكان ليبرمان قال ذلك في احتفال استضاف فيه في عريشة وزير الدفاع في الكريا جنودا من منظومة الدفاع الجوي، من المدرعات والمدفعية وكذا جنودا متطوعين معوقين.
وقال ليبرمان انه “من أجل نجاحنا جميعا فاننا ملزمون بان نكون متحدين. فحقيقة أن اجتماعكم هنا معا هي للتأكيد على اهميتكم في الحرب القادمة”. وادعى بانه رغم بذل اسرائيل “كل جهد مستطاع” لمنع الحرب، ففي ضوء تغييرات في المنطقة “الواقع هش ويمكن لهذا أن يحصل في كل لحظة”. لقد وجد حزب الله نفسه أمس على بؤرة استهداف الولايات المتحدة: فقد عرضت الادارة جائزة مالية لقاء معلومات تؤدي الى اعتقال اثنين من مسؤولي المنظمة، ممن خططوا لعمليات ضد امريكيين: على القبض على طلال حمية، المسؤول عن النشاط الخارجي، عرضت جائزة 7 مليون دولار، وعلى فؤاد شوكر، بين المسؤولين عن قتل 241 مظلي في العملية في بيروت في 1983، عرضت جائزة 5 مليون دولار.
يديعوت / المستوطنون خائبو الأمل – ألف وحدة سكن فقط ستقر للبناء في المناطق
يديعوت – بقلم يشاي فورات – 11/10/2017
بعد ثلاثة أيام من قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السماح للادارة المدنية ببناء اكثر من 3 الاف وحدة سكن في الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة، جاءت خيبة الامل. فقد علم المستوطنون أن الف وحدة فقط من هذه سترفع الى الاقرار النهائي.
كان يفترض لبناء الاف وحدات السكن الجديدة – في الكتل الاستيطانية، في المستوطنات المنعزلة وكذا في الخليل – أن يطرح يوم الثلاثاء في جلسة مجلس التخطيط الاعلى للادارة المدنية. وقد اتخذ قرار البناء في أعقاب اتفاق مبدئي مع الامريكيين، يقضي بأن تقر اسرائيل بناء مكثفا في المناطق مرة كل ثلاثة – أربعة اشهر بدلا من كل بضعة أسابيع. ومعنى الاتفاق هو أن الادارة الامريكية لم تعد تميز بين الكتل الاستيطانية وبين المستوطنات المنعزلة وأن واشنطن لن تشجب اسرائيل في اعقاب القرارات عن البناء في المناطق.
أما أمس فقد تبين لقادة المستوطنين بانه في الجلسة القريبة القادمة لن يرفع الى الاقرار الا نحو الف وحدة سكن، اما الباقية فهي زيادات بناء في مراحل التخطيط المختلفة. وفي مجلس “يشع” للمستوطنين يدعون بانه بعد ثماني سنوات من التجميد فان هذا يعتبر عددا صغيرا جدا بعيدا عن أن يلبي الحاجة الكثيرة.
“ينبغي أن نقول الحقيقة: فالتصريحات العالية عن 3.800 وحدة سكن تختصر بنحو 1.000 وحدة سكن للبناء”، قال معقبا يوسي دغان، رئيس المجلس الاقليمي “السامرة”، “لنصف مليون من السكان الذين ينتظرون بشرى حقيقية بعد ثماني سنوات من الجفاف، لا نجدنا سعداء بان نشكر كل لقاء كل عظمة تلقى الينا. فرئيس الوزراء يفوت هنا فرصة تاريخية مشكوك أن تتكرر. يوجد رئيس في الولايات المتحدة حتى لو لم يتفق معنا فانه لن يشجب مثلما كان في عهد اوباما. رئيس وزراء يميني لا يبني في هذه الفترة مستوطنات جديدة، لا يبني مناطق صناعية ويسمح بالبناء فقط على طريقة اوباما مع تعديلات طفيفة هو رئيس وزراء يفشل تنمية الاستيطان في بلاد اسرائيل”.
يديعوت / قضية الغواصات – الطلب الاسرائيلي الغريب
يديعوت – بقلم هولغر شتارك ورونين بيرغمان – 11/10/2017
خلف قضية الغواصات التي يجري التحقيق فيها هذه الايام في اسرائيل وفي المانيا يوجد، كما يتبين، طلب اسرائيلي غريب أيضا يتعلق، حسب مصادر المانية، بالتفاصيل الفنية للغواصات الاسرائيلية الثلاثة القادمة – وتتركز أساسا في تكبير الغواصة لاسباب غير واضحة.
في العدد الذي سينشر في المانيا غدا الخميس تكشف المجلة الالمانية “دي زايت”، على لسان مصادر في المانيا، عن أنه عندما أعربت اسرائيل عن رغبتها في شراء ثلاث غواصات اخرى عرض رجال سلاح البحرية ووزارة الدفاع على الالمان مخططا لغواصة جديدة يزيد طولها عدة امتار عن الغواصات الستة التي بنيت حتى الان. وقد اثار هذا التفصيل لدى بعض من المحافل الالمانية الاعتقاد بان هذا معد لاغراض اطلاق صواريخ جوالة ذاتية من داخل الغواصة، الامر الذي سيسمح لها بان تطلق قنبلة عادية أو نووية بوزن أكبر، الى مدى أبعد وفي ظل الحفاظ على سرية اكبر.
وحسب النشر في المانيا، فان شركاء المستشارة انجيلا ميركيل الائتلافيين، الاشتراكيين الديمقراطيين، عارضوا الطلب وطلبوا فتوى من خبير في مصلحة الاستخبارات الفيدرالية (BND)، الموازية الالمانية للموساد، لتقرر هل سيستخدم التوسيع لاغراض اطلاق سلاح نووي.
وكتب قسم التكنولوجيا في الـ (BND) فتوى تفهم منها عدة امكانيات. كل هذا حصل دون علم اسرائيل فيما وصلت المعلومات عن ذلك من مصادر المانية. في نهاية المطاف وافق الاشتراكيون الديمقراطيون على صيغة الغواصة، وحصلت اسرائيل، على الوقت على الاقل، على ما أرادت.
ولعل ذاك الطلب الغريب اياه هو الذي يشرح التغيير الدراماتيكي في موقف جهاز الامن، الذي عارض الصفقة على مدى فترة طويلة، ولكنه في النهاية سار على الخط مع موقف رئيس الوزراء ويعتقد الان بانه يجب تشترى ثلاث غواصات اخرى. “نحن نوجد في خطر شديد”، حذر مصدر كبير مطلع على تفاصيل التحقيق في قضية الغواصات المعروفة بملف 3000. “اذا تبين فساد اشد مما تبين حتى الان، فمن شأن اسرائيل أن تخسر العقد على الغواصات، والذي هو ذو اهمية دراماتيكية لامن اسرائيل”. واعرب المسؤول الكبير عن تخوفه من تفرع التحقيق في الفساد مما يجعل ميركيل تضطر الى الغاء الصفقة.
من تحقيق أجري في الاشهر الاخيرة في اسرائيل وفي المانيا، بالتعاون بين “يديعوت احرونوت” و “دي زايت”، تنشأ ادعاءات جديدة ايضا بشأن الفساد في القضية: بعضها من وثيقة سميكة الحجم، ثمرة تحقيق داخلي اجري في شركة تيسنكروف الالمانية، ونقلت مؤخرا الى محافل في اسرائيل.
ويكشف التحقيق النقاب ضمن امور اخرى عن ان دور المحامي دافيد شمرون في قضية السفن كما يتبين من الفحص الذي اجري في المانيا، اكبر بكثير مما هو معروف حتى الان.
شمرون، محامي، ابن عم ورجل سر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ادعى معقبا بانه قدم لوسائل الاعلام بانه لم يكن ضالعا في الشؤون التجارية لشركة تيسنكروف، بل مثل فقط بشكل شخص الشاهد الملكي في القضية ميكي غانور، الممثل السابق لتيسنكروف في اسرائيل حيال الشركة نفسها. ولكن من سجلات تتعلق بالمفاوضات التي ادارها تيسنكروف وممثلوها يتبين ظاهرا أن شمرون شارك في المداولات التي عنيت مباشرة بجوانب كهذه وغيرها من الصفقات. كما يتبين من وثائق وزارة الخارجية في برلين انه في 22 كانون الاول 2015 دعا غانور سفير المانيا في اسرائيل، كليمنس فون غاتسا، الى وجبة غذاء في مطعم في تل أبيب. وكان المشارك الثالث الذي حضر الحديث هو المحامي شمرون. وأكدت وزارة الخارجية هذا اللقاء ولكنها رفضت تقديم أي معلومات عنه.
وعقب المحاميان د. يعقوب فينروت وعميت حداد، اللذان يمثلان شمرون فقالا: “المحامي شمرون لم يكن ابدا شريكا لغانور وعمل كل الوقت كمحاميه فقط. شمرون عمل على نحو قانوني ولم تكن شائبة في أفعاله”.
رواية بوغي
ويوفر وزير الدفاع السابق، موشيه بوغي يعلون، هو الاخر اطلالة على ما وراء الكواليس في صفقة السفن: ففي حديث أجراه قبل بضعة اشهر مع مقربيه ادعى يعلون بانه مورست عليه ضغوط شديدة كي يلغي العطاء لبناء أربع سفن للدفاع عن طوافات الغاز تنافست عليه أحواض سفن كورية، وذلك كي تحظى تيسنكروف بالمشروع. “كان تدخل من مكتب رئيس الوزراء في محاولة لتقويض العطاء”، ادعى يعلون. “نتنياهو بنفسه جاء الي وقال: “لماذا يوجد عطاء؟ ألغوه””. أما مقربو نتنياهو فينفون ذلك: “أقوال يعلون مردودة. رئيس الوزراء ليس متورطا في تحقيقات السفن باي شكل من الاشكال، مثلما أكدت محافل انفاذ القانون المرة تلو الاخرى، بما في ذلك النائب العام للدولة”.
أما من جهة شركة تيسنكروف فجاء: “بعد نشر أمر التحقيق في اسرائيل علقت تيسنكروف على الفور علاقاتها مع الممثل غانور وشرعت في تحقيق داخلي… اذا وعندما يتبين من التحقيق في اسرائيل بان عاملين في الحاضر أو في الماضي في الشركة كذبوا في إطار التحقيق الداخلي، فستتخذ تيسنكروف ضدهم كل الوسائل القضائية التي تحت تصرفها”.
هآرتس / الدين كجسر بين الشعبين
هآرتس – بقلم شوكي فريدمان – 11/10/2017
اليهودية والاسلام هما دينان أخوان، وهناك الكثير من التشابه بينهما. ورغم ذلك فان الفكرة السائدة لدى المؤمنين في الديانتين هي أن هناك قوة كبيرة تفصل بينهما. والرؤيا السياسية ترى فيهما تهديدا. ولكن التشابه بين الديانتين والنظرة الايجابية لهما، يمكنها تحويلهما الى جسر. إن معرفة اليهود بالاسلام ومبادئه ومعرفة المسلمين باليهودية، عن طريق جهاز التعليم وعبر قنوات اخرى مثل الحوار بين الاديان، يمكنها بناء هذا الجسر وتحويل الديانتين الى عنصر مهديء وبناء للصراع المستمر بين من يؤمنون به. عيد العرش هو العيد الذي يوجه فيه اليهود انظارهم نحو الكارثة لأبناء الديانات الاخرى هو فرصة لوضع هذا كهدف لليهود والمسلمين.
بعد سنوات من تعلم التوراة والشريعة اليهودية في المدرسة الدينية، بما في ذلك التأهل للحاخامية، بدأت في دراسة الاسلام والبحث فيه. وقد اكتشفت عالم ممتع للاسلام الذي هو في نظر الاسرائيلي العادي يتلخص في الجهاد، مكة والاقصى والأذان، وتبين أنه عالم واسع الأفق وغني بالحكمة والقداسة. كانت هذه تجربة ثقافية مؤثرة، لكن الامر المثير في هذا التعليم كان اكتشاف التشابه بين اليهودية والاسلام. لقد عرفت أن المصادر والاحكام والمباديء وتفاصيل الدين الاسلامي تشبه بصورة مدهشة لتلك التي عرفتها من المدرسة الدينية. هذه التجربة جعلتني أغير نظرتي للاسلام ومن يؤمنون به.
الدين الاسلامي، كما وجد تعبيره في مصادره ومعتقداته المكتوبة، هو استمرار لليهودية. إن أبو الأمة ابراهيم هو أبو المسلمين. القرآن مليء بالقصص التناخية وامثالها. الآباء موسى وأنبياء التناخ هم أنبياء ايضا في نظر المسلمين. وهناك تشابه كبير ايضا في مباديء الايمان: في قلب الديانتين يقف الايمان باله واحد، والاشمئزاز من عبادة الأصنام. الديانتان تريان بصورة مشابهة وجود الاله ومراقبته لمخلوقاته، والجزاء والعقاب الذي يفرضه عليهم. الايمان يخلق العالم هو مبدأ اساسي للديانتين، وكذلك ايضا سبيل خلاص العالم بقدوم المسيح. في الديانتين هناك نص اساسي مقدس – التوراة والقرآن، وفيهما تفسير النص هو توراة شفوية، وتعتبر مقدسة ايضا.
لكن الامر الاهم هو التشابه في النظرة الشمولية والتشريعية – القضائية لليهودية والاسلام. الديانتان تريدان ترتيب الواقع لكل المستويات، من التفاصيل الهامشية للحياة اليومية وحتى انظمة الدولة وربما كل العالم. وفيهما تنظيم الواقع يمر من خلال قوننة شاملة. تقريبا لكل تصرف انساني هناك تطرق، ايجابي أو سلبي. عالم المؤمن مؤطر بسلسلة طويلة من الاوامر والممنوعات، سواء كان في تصرفه خلال وجوده داخل غرفته أمام الله، أو في تصرفه امام المحيطين به: العائلة، الجيران، الشركاء في العمل، الطائفة والمدينة والدولة.
هذه القوننة التي تدخل الشريعة الى كل زاوية من زوايا الحياة تعطي للديانتين قوة كبيرة للدين ولفقهاء الدين – المفتين والحاخامات والأئمة. هم المفسرون المؤهلون للنصوص المقدسة، وهم الذين يعطون الحكم النهائي للمواضيع الشخصية جدا للمؤمنين، وهم المؤثرون (حسب النموذج المثالي للديانات) على تصرف طائفة المؤمنين وعلى دولتهم. لهذا في الديانتين، تطور خطاب ديني متشابه. نفس الاعتبارات في اصدار الاحكام، نفس المواجهات مع الشياطين مثل العلم والحداثة، نفس التردد ازاء فقدان مؤمنين لصالح ايديولوجيات اخرى. وفي الديانتين فان دوافع المفتين هي الحفاظ قدر الامكان على السيطرة في أيديهم.
هناك في الاسلام وفي اليهودية ايضا امكانيات كامنة للعنف. ولكن التشابه بين الديانتين يمكنه أن يشكل اساسا ثابتا لبناء جسر بين من يؤمنون بهما. من الحوار بين زعماء دينيين ومؤمنين في الديانتين يمكن أن يتبين أنه مثمر وهام. اللغة الدينية المتشابهة، والحياة عبر تنفيذ الشريعة، يمكنها الاسهام في فهم تقبل الآخر. هذا الحوار بين الديانتين موجود الآن، لكن هناك امكانية لتوسيعه.
يمكن أن تكون هناك امكانية أوسع للتأثير عبر تعرف أبناء الديانتين على بعضهم. إن دمج عدد من الدروس التمهيدية في اطار المنهاج التعليمي في المدارس في اسرائيل عن الدين الآخر – اليهودية أو الاسلام – وتعرف قادة الرأي العام على مؤمني الدين الآخر، يمكنه فتح الباب لتغيير المقاربة لدى الطرفين، وتبني نظرة ايجابية، اكثر تركيبا وأقل شيطنة للطرف الآخر.
عيد العرش هو ذلك الوقت من السنة الذي توجه فيه اليهودية نظرتها الى خارج حدودها، وتعبر عن واجب المسؤولية تجاه أبناء الديانة الاخرى. هذه فرصة للنظر الى الآخر المسلم، جارنا، الذي يندمج داخلنا ويشكل جزء من نسيج حياتنا. معرفة الدين الآخر ستساهم بلا شك في خفض سقف الكراهية والاغتراب بين اليهود والمسلمين، وتستخدم كجسر بين مؤمني الديانتين الذين يعيشون معا في هذه البلاد.
معاريف / ليبرمان بتصريحاته الكثيرة – لا يساهم في تهدئة الوضع
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 11/10/2017
يكثر وزير الدفاع افيغدور ليبرمان في الاسابيع الاخيرة من اطلاق التصريحات والمقابلات الصحفية حول طبيعة المعركة التالية، اذا ما وعندما تنشب.
ليس مؤكدا أن كثرة التصريحات تساهم في تهدئة الخواطر. وبالتأكيد فانها تقف على نقيض من الهدوء السائد على حدود اسرائيل وتقديرات قادة الاستخبارات في اسرائيل بان احتمالية الحرب في لبنان، في سوريا أو في غزة ليست عالية.
وذلك لان الردع الاسرائيلي يعمل، وبالتأكيد في جبهة هي لحزب الله. وهذا لدرجة ان مؤخرا كشف مصدر امني كبير النقاب عن انه خشية الرد الشديد من جانب اسرائيل في حالة الحرب، فان المنظمة الشيعية اللبنانية تغير نظريتها الحربية.
حتى وقت أخير مضى كان التقدير انهم في حزب الله يعتقدون بانه كلما طالت الحرب في المستقبل مع اسرائيل يكون الامر افضل. أما الان فالتقدير هو أن حزب الله غير رأيه، لانه في حالة الحرب، فان الاستخبارات الدقيقة وقوة النار لدى الجيش الاسرائيلي ستلحق بهم ضررا شديدا للغاية.
الى هذا بالضبط يوجه ليبرمان أقواله. فمنذ حرب لبنان الاولى، في 1982، حاولت اسرائيل التمييز بين المسيحيين والدروز، الذين كانوا حلفاءها، وبين الشيعة المؤيدين لحزب الله.
استمر هذا الميل في حرب لبنان الثانية ايضا، في 2006، حين ميزت اسرائيل بين حزب الله وبين حكومة لبنان المؤيدة للغرب والجيش اللبناني. والضربات التي اوقعها الجيش الاسرائيلي كانت موجهة لحزب الله وكانت محاولة لتقليص الضرر للبنان الدولة.
أما في السنوات الاخيرة، فقد فهمت أوساط الجيش الاسرائيلي بان حزب الله والجيش اللبناني هما واحد. لهذا الغرض لا حاجة الى معلومات استخبارية دقيقة. فالرئيس اللبناني ميشيل عون قال هذا بنفسه.
على خلفية الحرب الاهلية في سوريا وثق حزب الله والجيش اللبناني التعاون بينهما، ولا سيما في الكفاح ضد تنظيم الدولة الاسلامية داعش.
والى ذلك انضمت ايضا مسيرة “التشييع” للجيش اللبناني: المزيد فالمزيد من ابناء الطائفة الشيعية يتجندون للجيش اللبناني وبعضهم يصلون الى رتب ومناصب عليا.
وبالتالي، فان الاستراتيجية الجديدة لاسرائيل، في حالة مواجهة في لبنان، هي عدم التمييز بعد الان بين الجيش اللبناني وحزب الله، الذي هو جهة هامة في حكومة لبنان.
واضح للجيش الاسرائيلي ايضا بانه في حالة الحرب مع حزب الله ستحاول المنظمة فتح جبهة ثانية ضد اسرائيل من الحدود السورية. وعن هذا ايضا تحدث وزير الدفاع.
بالفعل، فان مهمته هي اعداد الجيش للحرب والتحذير من عدم الاكتراث. ولكن السؤال هو فقط لماذا يتعين الحديث المرة تلو الاخرى عن مواجهة عسكرية، تعتقد محافل الاستخبارات بانها ليست في الافق.
إسرائيل اليوم / خطط لبناء 12 الف وحدة استيطانية في الضفة والقدس
إسرائيل اليوم – 11/10/2017
نقلت صحيفة “اسرائيل اليوم” العبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله ان الحكومة تنوي استكمال المصادقة على بناء 12 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة والقدس حتى نهاية العام الجاري 2017، وسط تشكيك المستوطنين.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية عن المصدر قوله إن “هذه النسبة توازي 4 أضعاف ما تمت مصادقته العام 2016″، مشيرًا إلى نية المجلس الأعلى للتخطيط والبناء المصادقة قريبًا على بناء 3736 وحدة استيطانية.
من جهته شكك مسئول مجلس مستوطنات شمال الضفة “يوسي داغان” بنسب البناء التي تعلن عنها الحكومة الاسرائيلية .
وقال للصحيفة إنها “نسب وهمية والوضع بالضفة يشهد تجميدًا صامتًا للبناء على غرار ما كان إبان الإدارة الأمريكية السابقة” حسب قوله.
اسرائيل اليوم / عندما يكون الايرانيون في حالة ضغط – يكونوا أول من يتراجع
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 11/10/2017
تفيد سلسلة البيانات والتصريحات الحازمة المهددة من جانب موظفين كبار في الحكم الايراني الى أمر واحد ووحيد – الضغط.
هذا الضغط واضح ومفهوم. فالاتفاق النووي جيد لايران. صحيح أنها ارادت اكثر، ولكن لا شك أنها بالاتفاق الذي تحقق كسبت أكثر مما خسرت. فقد كسبت رفع العقوبات التي معناها الوقت لبناء الاقتصاد، وكسبت الهدوء للتحرك بلا عائق على ثلاثة مسارات: تطوير الصواريخ، تصدير الارهاب والبحث العلمي النووي.
هذه المكاسب كانت معروفة ايضا عشية التوقيع على الاتفاق النووي. وكانت القوى العظمى قررت التنازل، لاسباب السذاجة (الولايات المتحدة)، التهكم (روسيا والصين) والرغبة في الصفقات (اوروبا). أما اسرائيل، التي حذرت على نحو ثابت، فقد وجدت نفسها في السطر الاخير خارج دائرة التأثير؛ في العالم فضلوا تصديق طهران، وليس القدس.
صحيح أن الرئيس ترامب يصف الاتفاق النووي “بالسيء”، وعن حق، ولكن مشكوك أن يكون بوسعه تغييره. هذا ليس اتفاقا امريكيا بل دولي، والشركاء الآخرون فيه (الاعضاء الدائمون في مجلس الامن والمانيا) أوضحوا منذ الان بانهم سيعارضون الغاءه بل وحتى ادخال تعديلات عليه. كما أن المعارضة من الداخل، في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، بالتأكيد لا تجعل الحياة سهلة عليه في تطلعه الى تحويل الاقوال الى افعال.
على أي حال، ليس لدى الامريكيين أي أدلة على ان ايران تخرق الاتفاق. صحيح أنهم في طهران يضعون المصاعب في وجه الرقابة من جانب مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن ليس في ذلك مثابة “مسدس مدخن”. في اسرائيل أيضا، التي تتابع ايران بدقة يعترفون بانه لا توجد مؤشرات على نشاط محظور – ولماذا يكون؟ كما أسلفنا، جيد لايران مع الاتفاق، ولا منطق في أن تخرقه. وعليه، فلا احتمال ايضا في أن تخرج منه بنفسها، رغم تهديداتها.
ولكن ايران بعيدة عن أن تكون ساذجة. فالاعمال القانونية ظاهرا التي تقوم بها (وبعضها تخرق مواثيق وقرارات اخرى) تقربها عمليا من القنبلة. فالتجارب على أجهزة الطرد المركزي المتطورة ستسمح لها بتخصيب اليورانيوم بسرعة بعد نفاد مفعول الاتفاق، والصواريخ ستكون المنصة التي تسمح لها بان تحمل البشرى النووية الى مسافات بعيدة.
من هنا ايضا ينبع الضغط الايراني. حتى اذا لم يلغَ الاتفاق النووي، يمكن للادارة في واشنطن ان تمس جدا بالخطة الاوسع: في البحث العلمي، في المشتريات، في مشروع الصواريخ. وعلى الطريق يمكن ايضا جعل حياة كبار مسؤولي النظام ومبعوثيه من الحرس الثوري وقوة القدس اصعب؛ مصادرة أموال، عقوبات وأوامر اعتقال دولية ستوضح بان ايران بقيت، على الاقل، بمثابة مشبوهة.
لاسرائيل دور هام في هذا السياق. عليها أن توفر المعلومات الاستخبارية والادلة، ولعله ايضا تأتي في المستقبل اللحظة التي ستكون فيها مطالبة بان تعود الى دور “المجنونة” التي تهدد بالهجوم. ولكن دروس السياقات التي سبقت الاتفاق النووي تفيد بان خيرا تفعل اسرائيل اذا ما أدارت الخطوة بتواضع، في الغرف المغلقة وبالتأكيد الا تتخذ صورة من يقودها. هكذا تمنع صدام محتمل آخر مع القوى العظمى والقاء المسؤولية على اسرائيل في حالة فشل الخطوة.
تفيد تجربة الماضي بانه طالما بقي أمام ايران تهديد حقيقي – فانها تكون أول من يتراجع. وسيكون هذا الان ايضا اختبار الادارة في واشنطن. فالاتفاق النووي لن تنجح على ما يبدو في تغييره، ولكن بوسعها ان تجبر ايران على النزول من الطريق السريع الى درب ترابي كثير التقلبات بنهاية مجهولة.
هآرتس / الفوضى في واشنطن تقتضي من – اسرائيل أن تكون اكثر حذرا
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 11/10/2017
هذا ما زال العرض الافضل في المدينة. لقد مرت تسعة اشهر تقريبا منذ أن ضرب اعصار دونالد ترامب واشنطن. واحيانا ظهر أن العالم بدأ يعتاد على وجبة الدراما اليومية. هجمة تغريدات في الصباح الباكر، تصفية حسابات متأخرة في تويتر زمن النوم واستقالة كل اسبوعين لموظف كبير في الادارة – يمكن بسهولة الادمان على الاثارة غير المتوقفة التي يزودنا بها اكثر رئيس غير عادي في تاريخ الولايات المتحدة. ولكن من قلب هذه الضجة يأتي مرة كل بضعة اسابيع تذكير بالاهمية الحقيقية لهذه الامور. وهذا كان شأن المقابلة التي اجراها في بداية هذا الاسبوع سناتور جمهوري هو بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، مع صحيفة “نيويورك تايمز”. السناتور الذي أعلن نيته للاستقالة من الحياة السياسية في العام القادم، ازاح الستار وسمح للجمهور الامريكي بالقاء نظرة على ما يجري من خلف الكواليس، بين البيت الابيض وتلة الكابتول.
في تلك المقابلة وفي تصريح سابق لوسائل الاعلام طرح كوركر الادعاءات التالية: دونالد ترامب يدير الادارة وكأنها برنامج واقعي خاص به، هذا “المجرب”، حلف كبار المسؤولين – جون كيري وجيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تلرسون – منشغل طوال الوقت في كبح الرئيس، الذي يمكن أن يدحرج كل الدولة الى الفوضى. فتصريحات ترامب في مجال السياسة الخارجية مقلقة ويمكن أن تؤدي بخفة الى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
كوركر حل بأقواله إن سناتورات جمهوريين كثيرين يعتقدون كما يعتقد، لكنهم لا يشعرون بأنهم احرار في التعبير عن آرائهم.
في الوقت الذي كان فيه ترامب منشغلا في اثارة وتحريض الرأي العام – ما اعتبر ترك مسبق مخطط له من قبل نائب الرئيس مايك تنيس الذي ترك مباراة كرة القدم بعد سجود اللاعبين احتجاجا على سماعهم النشيد الامريكي – كوركر اعطى تحذيرا شديدا من داخل التيار المركزي للجمهوريين. تصرف الرئيس، كما فهم من اقواله، يشكل خطرا واضحا وفوريا على السلام العالمي.
اسرائيل كانت وما زالت ساحة ثانوية بالنسبة للادارة الامريكية. كوركر وآخرون قلقون في الاساس من تبادل الاتهامات بين الرئيس ترامب ورئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون. ولكن موظفين وضباط اسرائيليين، لهم علاقات مستمرة مع نظرائهم في واشنطن، يجدون صعوبة في اخفاء تذمرهم من الاجواء الغامضة والفوضى التي ما زالت تلف نشاطات الادارة. وظائف هامة جدا لم يتم اشغالها بعد، ويبدو انه في حالات كثيرة ينشغل الموظفون في الادارة في الحفاظ على بقائهم الشخصي، ويحاولون عبثا توقع التصريحات القادمة للرئيس – التي يجب عليهم رسم السياسة الامريكية من خلالها. في الخلفية يكمن الخوف المشترك لكبار القادة في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، وهو أن المشكلة التي تميز كل اجراءات الادارة يتم استغلالها بصورة سيئة من قبل لاعبين منضبطين واكثر دقة في موسكو وبجين وطهران.
الواقع الامريكي غير المسؤول بكل المقاييس يقتضي من اسرائيل أن تكون اكثر حذرا. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابات ونقاشات من خلف الكواليس يضغط على ترامب للعمل على الغاء أو تعديل الاتفاق النووي بين الدول العظمى وايران. الاتفاق الذي وقع في فيينا في صيف 2015 مليء بالعيوب، لكن مشكوك فيه اذا كان نتنياهو (أو أي زعيم آخر) يستطيع توقع كيفية تصرف ترامب في حالة مواجهة مع الايرانيين.
في نفس الوقت، الآمال التي تسمع كل مرة في اليسار الاسرائيلي، أن الرئيس الامريكي سيقوم بحل النزاع مع الفلسطينيين مرة واحدة والى الأبد، من خلال تسوية مفروضة على الطرفين، تبدو مدحوضة. فالادارة حتى اليوم لم تظهر أي اشارة على طول النفس والتخطيط بعيد المدى والقدرة على التركيز، وهي الامور اللازمة لنجاح هذه الجهود في المكان الذي فشل فيه أسلاف ترامب.
المصالح الامريكية
الرئيس الامريكي روزفلت وصف السياسة الخارجية الامريكية كالحاجة الى “التحدث بلطف والامساك بعصا طويلة”. ترامب يتحدث كل الوقت، وعلى الاغلب بشكل فظ، لكنه لم يوضح حتى الآن ما هو طول العصا التي يمسك بها، واذا كان ينوي استخدامها. الحماسة التي استقبلت بها في اسرائيل ايضا الهجمات الصاروخية ضد القاعدة الجوية في سوريا و”القنبلة الاكبر” التي القيت في يوم ما في نيسان الماضي في افغانستان، تلاشت منذ زمن. الولايات المتحدة أخلت فعليا الساحة السورية لروسيا وايران اللتان تفعلان فيها كل ما يخطر ببالهما. الاختبارات الاساسية التي تشغل الادارة تنتظر، كما هو معروف، في كوريا الشمالية، وبمستوى ما في ايران، التي يتابع زعماؤها باهتمام كيفية تعامل الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية.
لقد قام ترامب بارسال اشارات في الاسابيع الاخيرة حول نيته الاعلان عن أن اتفاق فيينا لا يخدم المصالح الامنية للولايات المتحدة. وحتى يوم الاحد القادم، 15 تشرين الاول، يتوقع أن يحول هذا الموقف الى موقف رسمي. في هذه الحالة، الرئيس يحول للكونغرس القرار بشأن العودة الى فرض عقوبات اقتصادية على ايران. ولكن التصريح الامريكي لا يلزم كما هو معروف الدول الاخرى – التي في معظمها اعلنت تمسكها بالاتفاق – وكذلك قدرة الادارة على تمرير عقوبات جديدة في الكونغرس، امر مشكوك فيه، بيقين بعد أن اختار ترامب التشاجر مع كوركر، الذي يوجد دور مركزي للجنته في هذه العملية.
في هذه الاثناء اعلن وزير الدفاع الامريكي بأن الحفاظ على الاتفاق هو مصلحة امريكية، ورئيس الاركان المشتركة، جوزيف دينفورد، أعلن أن ايران لا تقوم بخرق الاتفاق (بالمناسبة، هذا أمر مختلف فيه، لأن الوكالة الدولية للطاقة النووية امتنعت عمدا عن التشدد باجراء فحص للمنشآت النووية الايرانية، التي يمكن أن يتبين أنها اشكالية). نيدي شيرمان التي ركزت علاقة وزارة الخارجية الامريكية على توقيع الاتفاق النووي في عهد ادارة اوباما، قالت في هذا الاسبوع إن ترامب سيرتكب “خطأ كبيرا” اذا تخلى عن الاتفاق النووي. وحسب شيرمان، ترامب محق في تشخيصه بأن نشاطات ايران تشجع على عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، لكنه يخطيء في قوله إن هذه النشاطات تعارض روح الاتفاق النووي. وحسب اقوالها فان تداعيات التخلي عن الاتفاق ستكون مدمرة لعلاقات الولايات المتحدة مع الاتحاد الاوروبي ومع الدول العظمى. وقد وجهت انتقادات كثيرة للادارة السابقة على الطريقة التي تمت فيها بلورة الاتفاق، من خلال تقديم تنازلات كثيرة لايران، لكن يبدو أنه سيكون من الخطأ تجاهل تحذيراتها.
في اسرائيل ايضا يمكن تشخيص الفجوة بين موقف المستوى السياسي والمستوى المهني حول ايران، على الرغم من أنه (بصورة شاذة) الخلاف هنا يدار بصورة داخلية جدا بعيدة عن الانظار. يمكننا التقدير أنهم في جيش الدفاع الاسرائيلي وفي الاجهزة الاستخبارية يعرفون العيوب في اتفاق فيينا (على رأسها الابقاء على قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم وعدم وجود قيود على برنامج الصواريخ). ولكن في نفس الوقت، يدركون الاخطار التي تحدق بتخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق.
رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال احتياط عاموس يادلين، بقي قريبا من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي. وهو يعبر بين الفينة والاخرى في تصريحاته عن الاجواء السائدة في هيئة الاركان العامة وفي الاجهزة الاستخبارية. في المقال الذي نشره في هذا الاسبوع يادلين ورئيس معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب، الباحث د. افنير غالوب، يدعون أن هذا ليس الوقت المناسب لالغاء الاتفاق النووي، ويطرحون بدل ذلك على اسرائيل التوصل الى تفاهمات اكثر عمقا مع الامريكيين فيما يتعلق التنصل الممكن من الاتفاق مستقبلا، اذا قامت ايران بخرقه. في نفس الوقت، يوصي الاثنان بتعزيز النشاطات الامريكية والاسرائيلية لوقف مساعدة ايران للمنظمات الارهابية والعصابات، ودفع مجلس الامن الى اتخاذ اجراءات ضد استمرار تطوير برنامج الصواريخ البالستية لطهران.
عدد من كبار رجال الاستخبارات في اسرائيل قلقون الآن اكثر مما يجري في الجبهة القريبة من ايران، سوريا، في اعقاب انتصار نظام الاسد في الحرب الاهلية هناك. اهتمام وسائل الاعلام تركز في الاساس حول نية نشر المليشيات الشيعية، ومن ضمنها حزب الله، قرب الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. ولكن العملية الايرانية واسعة ولها امكانية كامنة اكثر خطرا – تشمل نية انشاء مطار تحت سيطرة ايران في دمشق، وميناء على شاطيء البحر الابيض في طرطوس (قرب الميناء الروسي)، وربما ايضا وضع قوات برية أكبر في سوريا. في نفس الوقت، اسرائيل قلقة من امكانية أن تعيد ايران ملء مخازن الصواريخ الدقيقة في سوريا، التي فرغ معظمها اثناء الحرب الاهلية. وقلقة ايضا من محاولة ايران نشر صواريخ متقدمة مضادة للطائرات من انتاج روسيا في سوريا. هذه هي الخطوط الحمراء الجديدة لاسرائيل، التي سيرسمها وزير الدفاع افيغدور ليبرمان في الاسابيع القريبة القادمة اثناء لقاءاته مع نظيريه الروسي والامريكي.
حسب تقارير وسائل الاعلام الامريكية في الاسابيع الاخيرة يزداد التأييد في البنتاغون للقيام بعمليات مبادر اليها ضد حزب الله وضد حرس الثورة الايراني، الذي يبحثون في الادارة الامريكية فكرة بالاعلان عنه كتنظيم ارهابي. يبدو أن واشنطن اكثر استعدادا من السابق لزيادة جهود جمع المعلومات الاستخبارية عن حزب الله، وربما حتى التدخل بصورة نشطة ضد جهود تسليحه من قبل ايران. ربما أن ماتيس الذي يرى في نفوذ ايران المتزايد في المنطقة مشكلة ملحة أكثر من موضوع الذرة، سيعمل على عرض خطوات كهذه على ترامب كبديل عن فرض العقوبات على ايران.
هل ستتوقف الهدية عن العطاء؟
في هذه الاثناء، في الساحة الفلسطينية تم أمس في القاهرة افتتاح محادثات المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس بصورة رسمية. في جهاز الامن الاسرائيلي يعتقدون أنه رغم جهود الوساطة للمصريين، ما زالت هناك عقبات اساسية في طريق التوصل الى اتفاق. مسألة اساسية تتعلق بمستقبل السلاح الموجود في أيدي حماس في قطاع غزة. حتى الآن حماس ترفض تماما طلب السلطة الفلسطينية لاخضاع الذراع العسكري وسلاحه لسلطة الاجهزة في رام الله.
أحد الخيارات التي تطرح في اسرائيل هو موافقة الطرفين أخيرا على مصالحة محدودة، يتم فيها ازالة العقبات الاكثر تعقيدا واقلاقا للطرف الآخر. حماس ستوافق على حل اللجنة الادارية التي انشأتها في القطاع قبل سنة تقريبا. وهي اللجنة التي ازالت بصورة رمزية آخر بقايا وجود السلطة الفلسطينية هناك، رغم أن حكومة حماس أدارت فعليا القطاع منذ عقد، منذ أن طرد منها رجال فتح في حزيران 2007. في المقابل سيوافق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الغاء العقوبات التي فرضها على القطاع في الربيع الاخير – تقليص رواتب موظفي السلطة ودفع ثمن الكهرباء – التي فاقمت سوء الوضع لسكان القطاع في الصيف.
وسواء كانت هذه أخيرا مصالحة صغيرة أو مصالحة كبرى، فان اسرائيل سبق لها أن أوضحت موقفها في هجماتها الشديدة ضد المفاوضات من جانب نتنياهو وليبرمان في هذا الشهر. بالنسبة لنتنياهو فان الفرق بين الضفة الغربية وغزة هو ذخر سياسي اساسي، الهدية التي لا تتوقف عن العطاء – لأنه بمساعدتها يمكن ايضا اضافة الزيت على نار الكراهية بين الطرفين الفلسطينيين الصقرين، وايضا رفض توسلات المجتمع الدولي للعودة وتحريك العملية السلمية (بذريعة أن عباس لا يمكنه ضمان أن اتفاق سياسي مستقبلي يمكنه ان يضم ايضا القطاع).
في هذه الحالة ايضا يبدو أن موقف المستوى المهني في جهاز الامن مختلف قليلا. فهم يدركون هناك الاخطار الكامنة في المصالحة، مثل تعزيز موقف حماس في الضفة الغربية للمس بالتنسيق الامني مع اسرائيل، لكنهم يشخصون ايضا وجود مزايا – على رأسها احتمال تحقيق هدوء امني على حدود القطاع، لفترة زمنية طويلة نسبيا.
هآرتس / في هذه السنة ايضا هناك حصار – وتطلبون منا الغناء
هآرتس – بقلم عيديت غتلمان – 11/10/2017
في هذا الاسبوع يحتفلون في الكنس بعيد نزول التوراة – العيد الذي ينهون فيه قراءة الفصل الاخير من التوراة ويبدأون بقراءة سفر التكوين. نهاية القراءة في التوراة تشكل حادثة مؤثرة وترفع المعنويات، لهذا اعتادوا على الرقص وهم يحملون كتب التوراة، للسرور بها وتسبيح من أعطاها وشكره على اختياره لنا من بين كل الشعوب. عيد نزول التوراة ينهي ايام العرش وفترة اعياد شهر تشري كلها. وبعدها يأتي الغناء، ستتجدد وتعود ايام العمل العادية.
ولكن قبل عودة ايام العمل، في هذه الايام يتمتع شعب اسرائيل بعطلته بالتنزه والاستجمام. ومن اجل أن يستطيع القيام بذلك بدون خوف، يعيش في هذه الفترة آلاف الفلسطينيين تحت الحصار، وهكذا هي الحال ايضا في هذه السنة. هذه الايام تعتبر ايام توتر، وعملية هار ادار جاءت لاغلاق الطريق امام امكانية أن يكون الوضع مختلفا، حتى الجيش، الذي في الغالب يشكل عنصرا موازنا امام جهات سياسية يدها على زناد الاغلاق وفرض القيود الجماعية اكثر تساهلا، أوصى بالقيام بذلك.
ربما لا يوجد مناص من الاغلاق. حقيقة أنه حسب التقارير تمت المصادقة على دخول العمال الفلسطينيين الى المستوطنات، تشكك قليلا بهذا الافتراض، لكن ليس فيها وحدها ما يكفي لمناقضته. نفس الحكم بخصوص الخوف من أن يجر الاغلاق الى توسيع دائرة العنف. من الصعب الجدال حول قرارات الجهات الامنية دون أن تكون كل المعطيات معروفة. ولكن التفكير بالرقص وشكر الله في الوقت الذي يوجد فيه آلاف الاشخاص تحت الحصار، حيث توجد علاقة قوية بين الامرين، هذه العلاقة تتراوح بين اثارة عدم الارتياح واثارة للاشمئزاز.
اضافة الى ذلك، هي توفر فرصة لتذكر احد الفصول المعروفة حول قطع البحر الاحمر، الذي يتناول الحوار الذي جرى بين الله والملائكة. في هذا الحوار فان الملائكة تطلب الغناء أمام الله لخلاصهم الكبير من أيدي المصريين وعلى اغراقهم في البحر. ولكن الله اجابهم: “مخلوقاتي يغرقون وأنتم تغنون؟”. وهنا يطلب الله تذكير الملائكة بأن المصريين ايضا هم مخلوقاته وأن اغراقهم لا يسره.
هذا الفصل مثار خلاف، هناك من يريدون الاعتراض على الرسالة التي تقول إنه يجب عدم السعادة من سقوط المذنبين. أو على فكرة أن الله لا يكون مسرورا من سقوطهم. ولكن ما زال هذا هو التفسير المقبول، وحتى لو كان الحديث يدور عن تفسير وليس عن أساس في العقيدة، يجب على هذا التفسير أن يجد صداه في الكنس في فترة العيد، عندما نغني أمام الله، في الوقت الذي تغرق فيه مخلوقاته أمامه. حقيقة أن مخلوقات الله تسعى الى القضاء علينا والاضرار بنا، لا يمكنها أن توقف ذلك الصدى. ايضا المصريون الغارقون لم يحسنوا صنعا مع بني اسرائيل. ومع ذلك فان سقوطهم، حسب التفسير المعروف، أغضب خالقهم الى درجة أنه بسبب ذلك لا يتم أمرنا بأن نفرح في العيد السابع للفصح، الذي هو الوقت الذي حسب التراث حدث فيه شق البحر الاحمر.
يصعب علينا الاستخلاص من التوراة كل مباديء الاخلاق العالمية. ابحث هنا وهناك وربما تجد كل شيء. ولكن من خلال نظارات خاصة ترفع الشعب اليهودي فوق كل الشعوب وتؤطر القيم حسب هذا التعالي. وجهات نظر ليبرالية تؤيد التساوي بين الطوائف وبين المرأة والرجل، يصعب عليها العيش، بالتأكيد براحة، تحت سقف واحد مع التفسيرات الارثوذوكسية المركزية للشريعة.
هناك من سيقولون إن رؤية صحيحة للامور تلغي امكانية وجود شخص متدين وانساني. ولكن هذا استنتاج بعيد المدى، وهناك اسباب جيدة لعدم الأخذ به. المتدينون الارثوذوكس كثيرون، الذين يؤمنون بعدد من القيم الانسانية والليبرالية، تحترم حقوق الانسان. ولكن ايضا اذا كان يمكن تسوية التناقض الداخلي والامساك بالحبل من الطرف الديني والطرف الليبرالي بشكل مؤقت، فمن يعتقد في الحقيقة أن الانسان هو انسان، لا يستطيع أن يفرح حقا بفرح يتعلق بالمس بالآخرين. وليس مهما كم هي الدرجة التي يغلق فيها عينيه عندما يضم كتاب التوراة الى صدره ويشكر من أعطاه إياه على أنه لم يخلقه غير يهودي.
نظرة عليا / لا لالغاء الاتفاق الان، خلق الظروف الاستراتيجية لالغائه في المستقبل
نظرة عليا – بقلم عاموس يدلين وافنر غولوب – 11/10/2017
ليس هذا هو الوقت لالغاء الاتفاق النووي مع ايران، بل لخلق الظروف الاستراتيجية المناسبة لالغائه في المستقبل، اذا ما تقرر بانه توجد حاجة الى ذلك، وبناء روافع لبدئل مستقبلي افضل. شرط ضروري لذلك هو خلق الظروف الدولية للضغط على ايران كي تقبل القيود المقترحة أو الاعمال الوقائية التي توقف ايران اذا ما قررت الاندفاع نحو السلاح النووي. اما تأجيل القرار بشأن مستقبل “اتفاق فيينا” فلا يعني سياسة سلبية تجاه ايران. فالى جانب الجهود لتشكيل ائتلاف دولي حيال ايران يجب العمل ضد كل الاعمال الايرانية السلبي التي لا يغطيها الاتفاق والعمل على “اتفاق موازٍ” يرتب الاستراتيجية العامة حيال جملة من التهديدات من ايران.
حتى 15 تشرين الاول سيكون الرئيس دونالد ترامب مطالبا بان يجيب على سؤالين مركزيين بالنسبة للاتفاق النووي الذي وقع بين ايران والقوى العظمى في تموز 2015: هل ايران تستوفي التزاماتها في الاتفاق؟ وهل الاتفاق يخدم المصلحة الامريكية؟ اذا اجاب الرئيس بالسلب على احد السؤالين، فانه سيحرك نقاشا في الكونغرس الامريكي عن استئناف جزء أو كل العقوبات ضد ايران والشركات التي تتاجر معها. ومؤخرا صرح وزير الدفاع الامريكي جيمز ماتس بان الحفاظ على الاتفاق هو مصلحة امريكية. وأكد رئيس الاركان جيمز دانفورد بان ايران لا تخرق الاتفاق. ولكن الرئيس يعود ويعلن بان هذا اتفاق سيء وان في نيته الغاؤه، أو على الاقل فتحه من جديد للمفاوضات مع ايران. رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو هو الاخر دعا الى الغاء الاتفاق أو اصلاحه.
الاتفاق النووي مع ايران اشكالي بالفعل وينطوي على خطر استراتيجي لاسرائيل على المدى البعيد. ومع ذلك، سيكون من الخطأ الاعتقاد بان الغاء الاتفاق لا ينطوي على مخاطر استراتيجية. والزعامة المسؤولة ملزمة بفحص السيناروهات المعقولة والواقعية التي يمكن أن تنشأ في اعقاب الغاء الاتفاق وتقديرها بالنسبة لوضع ابقاء الاتفاق على حاله. وعلى التحليل أن يركز على ثلاثة اسئلة: هل يوجد بديل افضل للاتفاق؟ اذا كان الجواب ايجابيا – فكيف يمكن التوجه الى الغاء الاتفاق او الى اصلاحه على الاقل، وما هو الوقت المناسب لذلك. استنتاج التحليل هو أن هذا ليس الوقت لالغاء الاتفاق بل لخلق ظروف استراتيجية مناسبة لالغائه في المستقبل، اذا ما تقرر بانه توجد حاجة الى ذلك، وبناء روافع لبديل مستقبلي افضل.
في معهد بحوث الامن القومي وصف “الاتفاق الجيد” بانه اتفاق يعد أفضل من البدائل المركزية – قنبلة ايرانية أو القصف لايران. لهذين البديلين ثمن باهظ للغاية وعليه فيجب الامتناع عن معضلة “القنبلة أم القصف” حتى استنفاد كل البدائل الاخرى لوقف ايران عن انتاج قنبلة نووية. اولئك الذين يؤيدون اتفاق فيينا يدعون بانه افضل من باقي البدائل إذ أنه يرجع البرنامج النووي الايراني الى الوراء الى “زمن انطلاق” من سنة (الزمن اللازم لانتاج مادة مشعة لانتاج السلاح النووي) ويخضع البرنامج لقيود متشددة على مدى نحو 10 – 15 سنة. بالمقابل فان منتقدي الاتفاق يدعون بان عمليا يشق هذا الطريق لايران لتثبيت نفسها على الحافة النووية على “مسافة صفر” من القنبلة. في العقد الثاني منذ التوقيع على الاتفاق، سيسمح لايران بتجاوز الحافة النووية، دون أن يكون ممكنا وقفها. وحسب هذا المنطق يؤدي الاتفاق الى خيار القنبلة النووية الايرانية. حالة كوريا الشمالية، التي وقعت قبل عشرين سنة على اتفاقات مشابهة وهي اليوم مسلحة بسلاح نووي، تعزز هذه الحجة. معارضو الاتفاق يشيرون ايضا الى علاوة المقدرات التي توجد تحت تصرف ايران في أعقاب رفع العقوبات وتسمح لها ببناء قوة عسكرية تقليدية، مع التشديد على الصواريخ الباليستية، الدفاع الجوي المتطور وكذا تمويل أعمال تآمرية ومثيرة للاستقرار في الشرق الاوسط – والتي لا يتناولها الاتفاق.
الطرفان، مؤيدو الاتفاق ومنتقدوه – يعرضون تحليلا صحيحا ولكنه جزئي لنتائجه. في المدى القريب (5 – 8 سنوات قادمة)، يخلق الاتفاق واقعا استراتيجيا أفضل من بدائل “قنبلة أم قصف”. بعد ذلك، سيسمح الاتفاق بالتدريج بنشوء واقع أخطر، تتثبت فيه ايران على الحافة النووية. هذا الواقع سيكون الحال فيه صعبت جدا، وربما متعذرا، وقف ايران اذا قررت انتاج سلاح نووي. في ضوء ذلك فان الزمن الصحيح لفحص الغاء الاتفاق أو فتحه ليس اليوم، بل قبل قليل من رفع القيود عن البرنامج النووي الايراني (اعوام 2023 – 2025). وقبل ذلك، فان الاتفاق يكون افضل من البدائل الاخرى، طالما كانت ايران لا تخرقه. في هذه الفترة يجب التركيز على رقابة شاملة وعميقة على البرنامج النووي الايراني. يجب الحرص على الا تكون ايران قريبة اكثر من سنة عن القدرة لانتاج سلاح نووي، ومنع عملها الذي يعرض للخطر المصالح الامريكية والاسرائيلية ولا تغطى في اطار الاتفاق النووي: وقف برنامج الصواريخ والمس بالمساعدة الايرانية لمنظمات الارهاب والتآمر في المنطقة. وبعد ذلك، بالتدريج، يفقد الاتفاق مزاياه على البدائل الاخرى. لا ينبغي الوصول الى هذا الوضع بلا اعداد، وعند الحاجة سيكون مطلوبا ايضا تغيير الاتفاق او الغاؤه.
يبدو أن الرئيس ترامب يقدر بانه يوجد بديل افضل للاتفاق حتى في المدى الزمني القصير. في الايام الاخيرة نشر أنه لا يعتزم الانسحاب من الاتفاق ولكن الا يصادق أيضا للمرة الثالثة بان ايران تلتزم به أو ان الاتفاق يخدم المصالح الامريكية. ويعتزم الرئيس على ما يبدو الاعلان بان ايران تخرق الاتفاق ويفتح في الكونغرس النقاش على اعادة العقوبات. يمكن للكونغرس ان يقرر في غضون ستين يوما اعادة العقوبات، وعمليا “يقتل الاتفاق”. خيار آخر هو ان يقرر في هذه الاثناء عدم اعادة العقوبات ومواصلة البحث وهكذا الابقاء على اطار الاتفاق وعلى “العصا” المتمثلة بالاعادة الفورية للعقوبات. وسيخدم هذا البديل المحاولة الامريكية للضغط على ايران للموافقة على تعديل الاتفاق، بحيث تعالج نقاط الضغط فيه: استمرار جهود البحث والتطوير الايرانية، التي تحسن قدرات تخصيب اليورانيوم وتقصر زمن الانطلاق نحو القنبلة؛ الرقابة غير الوثيقة على المواقع العسكرية الايرانية – المعلنة وغير المعلنة؛ وكذا التواصل المحدود لتجميد البرنامج النووي. نظرا، يدور الحديث عن بديل يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية، ولكن ستكون حاجة الى انتاج ضغط غير مسبوق على ايران كي توافق على كل هذه التعديلات في الاتفاق.
لم توافق ايران على هذه التعديلات، في اطار المفاوضات معها في زمن ادارة اوباما. من الصعب أن نرى كيف سيكون ممكنا خلق ضغط كهذا اليوم، حين تكون كل القوى العظمى، باستثناء الولايات المتحدة لا تقبل الادعاء بان ايران لا تعمل وفقا للاتفاق أو “بروحه”. وقبل أن يتبلور ائتلاف مصمم برئاسة الولايات المتحدة يضم الشركاء الاوروبيين للاتفاق – بريطانيا، فرنسا والمانيا – فان الروافع التي سيكون ممكنا ممارستها على ايران ستكون اضعف من تلك التي استخدمت في المفاوضات في 2012 – 2015. ولضمان ضغط ناجع على ايران، على هذا الائتلاف ان يعمل بالتنسيق مع دول اخرى، تقيم تجارة واسعة النطاق مع ايران (بينها الهند، تركيا وكوريا الجنوبية). يوجد أيضا خطر الا يتمكن الرئيس في أن يتحكم على مدى الزمن في مجلسي النواب والشيوخ، حيث توجد اليوم اغلبية جمهورية تعارض الاتفاق. ومن شأن الغاء الاتفاق او فتحه بشكل أو في وقت غير مناسبين ان يؤدي الى واقع تتحرر فيه ايران من قيود الاتفاق ويكون طريقها عندها نحو القنبلة مفتوحا، بينما واشنطن معزولة وعديمة الشرعية للعمل على وقفها. هذا الواقع خطير إذ انه سيفاقم معضلة “القنبلة – القصف”.
ان تعديل الاتفاق هو بديل يجب السعي اليه في المدى الزمني المتوسط – البعيد، ولكن فقط بعد خلق الظروف الدولية للضغط على ايران كي تقبل القيود المطروحة. يجب أن نضمن بان يكون ممكنا العمل ضد ايران اذا ما قررت الانسحاب من الاتفاق، او كبديل، التوجه نحو القنبلة النووية. لهذا الغرض على الولايات المتحدة ان تطلق منذ اليوم معركة دبلوماسية دولية لخلق ائتلاف لتحسين الاتفاق مع حلفائها في اوروبا وفي آسيا. يجب أن تتبلور تفاهمات حول التعديلات اللازمة في الاتفاق والاشارة الى استراتيجية متفق عليها للعمل، اذا لم تستجب ايران لطلب تعديل الاتفاق.
في المدى الزمني القصير الذي يشكل فيه الاتفاق البديل الواقعي الافضل، وبالتأكيد طالما لم يتبلور بعد الائتلاف لتغيير الاتفاق، على الادارة الامريكية أن توجه سياستها بحيث أن الغاء الاتفاق سيكون نتيجة قرار ايراني او خروقات ايرانية فظة. في المدى الزمني البعيد، عندما يفقد الاتفاق فضائله المركزية، على واشنطن أن تقود نحو تغيير الاتفاق، وفي حالة الا يتحقق التغيير، ان تنسحب منه. فقدرة الولايات المتحدة في المستقبل على قيادة ائتلاف للعمل ضد ايران ستكون حرجة من اجل منع السلاح النووي عن ايران.
ان تأجيل القرار بشأن مستقبل “اتفاق فيينا” لا يعني سياسة سلبية تجاه ايران. فالى جانب الجهود لتشكيل ائتلاف دولي حيال ايران يجب العمل ضد كل النشاطات الايرانية السلبية التي لا يغطيها الاتفاق. والادعاءات التي طرحها رئيس الوزراء نتنياهو ضد الاتفاق قوية ولكن لا تندرج أي منها رسميا في الاتفاق. من المهم والممكن العمل حيال ايران في كل هذه المجالات، بالذات لانها ليست في اطار الاتفاق.
وبالتوازي على الولايات المتحدة واسرائيل أن تعمل على “اتفاق مواز” يحدد أي اعمال ايرانية ستعتبر خرقا فظا للاتفاق وبلورة اجماع حول الاعمال اللازمة للرد على هذه الخروقات. وعلى هذا الاتفاق الموازي ان يتناول تنسيق الجهد الاستخباري حيال البرنامج النووي الايراني، السياسة الاسرائيلية والامريكية التي ستتخذ في حالة محاولة ايرانية، سرية أم علنية، انتاج سلاح نووي، ووضع خطة لبناء قدرات اسرائيلية مستقلة لمواجهة هذا السيناريو. وفي الختام، على الاتفاق أن يتضمن سياسة مشتركة ضد التهديد الايراني غير النووي على اسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
في المدى البعيد حيال ايران، فإن تعديل الاتفاق وتمديد الفترة التي يعتبر فيها البديل الافضل، يجب أن يكون الهدف الاسرائيلي – الامريكي. ولتحقيق هذا الهدف ولمواجهة التهديدات الكامنة فيه هناك حاجة لمعركة دبلوماسية مسبقة وتنسيق اسرائيلي – امريكي وثيق. في اسرائيل توجد رغبة في استغلال تصميم الرئيس الامريكي على العمل لتغيير الاتفاق أو عند الحاجة لالغائه. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر بان خطوة متسرعة قبل خلق الظروف الدولية المناسبة ستضع الدولتين امام تهديدات خطير حتى اكثر من تلك النابعة اليوم من الاتفاق وتعرض للخطر امكانية تحقيق هدفهما المشترك – ألا وهو منع السلاح النووي عن ايران.
القناة العاشرة العبرية / إسرائيل تكتشف عملية تجسس قراصنة روس على أمريكا
القناة العاشرة العبرية – 11/10/2017
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، اليوم الأربعاء، تقريرًا يتحدث عن اكتشاف إسرائيل لقراصنة روس كانوا يتجسسون على الولايات المتحدة.
وأكد التقرير على ان ضباط استخبارات إسرائيليين حددوا في الوقت المناسب القراصنة التابعين للحكومة الروسية، وأن القراصنة بحثوا في أجهزة حول العالم على أسماء أكواد لأجهزة استخبارات امريكية. وجاء في التقرير أيضًا أن إسرائيل هي من حذرت الولايات المتحدة بشأن نشاطات القراصنة الروس.
وكان ضباط الاستخبارات الإسرائيليين كشفوا عام 2015 أن شركة “كاسبرسكي” الروسية المضادة للفيروسات لديها برنامج مراقبة طورته وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة (ناسا)، وأنه من المخطط استخدامه في وكالات استخبارات روسية. وفقًا لذلك، منعت الولايات المتحدة الشهر الماضي وكالات حكومية من تثبيت برامج أمن معلومات للشركة.
وحسب عدة اشخاص اطلعوا على القضية، فإن القراصنة وصلوا لوثائق متنوعة لـ “ناسا”. في الوقت نفسه، رفضوا في البيت الأبيض التعليق على الأمر، وكذلك “ناسا”، السفارة الاسرائيلية في الولايات المتحدة والسفارة الروسية.
يذكر أن “وول ستريت جورنال” نشرت الأسبوع الماضي ان قراصنة روس حصلوا على وثائق متنوعة لـ “ناسا” من شخص استخدم برنامج “كاسبرسكي” على جهاز الكمبيوتر في منزله. في “كاسبرسكي” نفوا أنهم يعلمون عن اختراق روسي.
هآرتس / نتنياهو الحشموني
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 11/10/2017
في أثناء عيد التوراة الذي أحياه رئيس الوزراء نتنياهو في منزله الاسبوع الماضي، ذكر ضيوفه بان مملكة الحمشونيين بقيت نحو 80 سنة فقط وأنه يعمل على ان يضمن بان تتجاوز اسرائيل هذا العدد من السنين وتصل الى المئة سنة. “نتنياهو قال، ان وجودنا ليس أمرا مسلما به وانه سيبذل كل جهد مستطاع كي يدافع عن الدولة”، قال شخص حضر المناسبة. أقوال نتنياهو توفر اطلالة ما على مزاجه كزعيم، إذ يتبين المرة تلو الاخرى بانه شخص ذو فكر متشائم، دفاعي وبقائي، يترجم في السنوات الاخيرة ايضا الى سياسة اسرائيلية هدامة: رفض سياسي عضال، ادارة ظهر لمبادرة السلام الاقليمية، عدم ثقة مطلقة بالاتفاقات الدولية وارتباط بالقوى الرجعية.
ان المقارنة بين فترة نتنياهو وفترة الحشمونيين من شأنها ان تحرج رئيس الوزراء. ففي اثناء سنوات حكمه، لم يقد نتنياهو نحو تحالفات مركبة أو مع معارك عسكرية استثنائية بهدف ضمان وجود الدولة. فقد عني اساسا بالابقاء على الوضع وفضل “ادارة النزاعات” على حلها. وإرثه هو إرث سلبية بقائية: سيفعل كل ما يلزم للحفاظ على حكمه (“العرب يندفعون الى صناديق الاقتراع”)، وسيفضل الانشغال بتخويف الشعب، لمنع أي حركة تنطوي على أخذ مخاطرة، ولكن في نهايتها قد تنشأ منفعة بعيدة المدى.
ان الاستعارة لدولة الحشمونيين وتشبيهها بدولة اسرائيل هامة بسبب السيادة في البلاد، التي يتمتع بها اليهود في الفترتين. ولكن التحدي الحقيقي في الاستعارات التاريخية هو التعلم منها. فالاسئلة التي يفترض بنتنياهو ان يسألها لنفسه هي العوامل التاريخية التي ادت الى نهاية الاستقلال الحشموني، وكيف يمكن الضمان الا تتكرر تلك الاخطاء التاريخية. يعرف نتنياهو جيدا بان قصة الحشمونيين هي قصة عن الحماسة الايديولوجية التي استبدلت بحماسة عسكرية. ويدور الحديث عن خليط فتاك، تميز بتوترات داخلية حول مسائل تسمى اليوم “الدين والدولة”، وكل ذلك تحت حكم سلالة أخذ الناس في مقتها. وبتعابير اليوم: “البيت اليهودي” يلتقي “العائلة الملكية”.
تثبت سنوات حكم نتنياهو بانه غير قادر على النجاح في المهامة الوطنية الواجبة من تشخيصه التاريخي هو نفسه: فهو ليس فقط لا يمتلك الكفاءة اللازمة لحل مشاكل اسرائيل، بل هو مسؤول بقدر كبير عن قسم واسع منها. نتنياهو ينبغي أن يستبدل بزعيم يفهم بان تحطم الرقم القياسي للحشمونيين – 80 سنة وجود – وايصاله الى 100 سنة، حتى وان كان كهدف مرحلي، لا يمكن أن يشكل اساسا لرؤيا دولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى