اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 9– 10 – 2017
يديعوت / “ادارة ترامب لا ترى في المستوطنات عائق للسلام”؛ هنا يبنون
يديعوت – بقام يوفال كارني وآخرين – 9/10/2017
قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السماح للادارة المدنية باقرار بناء اكثر من 3.800 وحدة سكن في الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة، في المستوطنات المنعزلة وفي الحاضرة اليهودية في الخليل.
وجاء القرار في اعقاب اتفاق مبدئي مع الامريكيين، يقضي بان تقر اسرائيل بناء مكثف في المناطق مرة كل ثلاثة – أربعة اشهر بالمتوسط بدلا من مرة كل بضعة اسابيع. ومعن الاتفاق هو أن الادارة الامريكية لم تعد تميز بين الكتل الاستيطانية وبين المستوطنات المنعزلة وان واشنطن لن تندد باسرائيل في اعقاب قرارات البناء في المناطق.
وكان يفترض بمجلس التحقيق الاعلى في الادارة المدنية ان ينعقد يوم الثلاثاء الاسبوع القادم كي يقر بناء الاف وحدات السكن. وسيقر المجلس ضمن امور اخرى اقامة 300 وحدة سكن في بيت ايل، 206 وحدة في تقوع، 158 وحدة في كفار عصيون، 190 في افني حيفتس، 102 وحدة في نجوهوت جنوب جبل الخليل، 97 وحدة في رحاليم و 48 وحدة في معاليه مخماش. اضافة الى ذلك سقر المجلس بناء 300 وحدة سكن في الحاضرة اليهودية في الخليل بعد أن بني في العشرين سنة الاخيرة أربعة مباني فقط.
“في ادارة اوباما كان تجفيفا كبيرا وتلقينا تنديدات على كل بناء في المستوطنات”، شرحت أمس محافل سياسية. “بعد دخول ادارة ترامب تقررت بين اسرائيل والادارة الجديدة معايير واضحة للبناء الذي لن يعارضه الامريكيون، مثل الغاء التمييز بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة. اضافة الى ذلك تم الايضاح بان الامريكيين لم يعودوا يقولون ان المستوطنات هي عائق للسلام”.
وعقب قادة المستوطنين بحذر على قرار نتنياهو. فقد قال رئيس مجلس جبل الخليل يوحاي دماري: “احيي رئيس الوزراء على النية باقرار مخططات بناء في جبل الخليل ويسرنا أن نحيي في اقرب وقت ممكن تنفيذ المخططات ايضا”. وفي الحاضرة اليهودية في الخليل قالوا ان “اقرار البناء في الخليل هو ايضا خطوة مطلوبة وخطوة صهيونية أولية ايضا في مواجهة السلوك الاجرامي والاستفزازي للسلطة الفلسطينية في الخليل”.
وبالمقابل، وقف رئيس مجلس السامرة، يوسي داغان ضد الخطة لانها لا تتضمن منطقة صناعية جديدة في السامرة وشق واسع للطرق الالتفافية. واضاف داغان بان “التقارير عن اقرارات البناء تثبت أنه بالفعل لا توجد بشرى من ناحية الاستيطان باستثناء الاحابيل الاعلامية والاعلانات المتكررة. كل وحدة ينشرها مكتب رئيس الوزراء تحصى على الاقل خمس مرات في المنطقة نفسها”. وتعقيبا على ذلك قال مصدر سياسي ان “داغان هو استفزازي، يحب الاحتجاج دون أن يأخذ بالحسبان الصورة العامة. مصلحتنا هي ان نقر عددا كبيرا من وحدات السكن دفعة واحدة. من شأن داغان ان يعرض للخطر انجازات رئيس الوزراء”.
أما رئيس كتلة المعسكر الصهيوني، يوئيل حسون فقال ان “قرار الحكومة البناء اساسا في المستوطنات المنعزلة يعرض للخطر استمرار سيطرتنا في الكتل الاستيطانية. عند ربط نجوهوت بغوش عصيون نخسر غوش عصيون. هذا بناء سياسي مشكوك ان يتحقق على الاطلاق”.
معاريف / هكذا تخفي إسرائيل صفقاتها الأمنية
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 9/10/ 2017
قبل أن يخرج مقاتلو الكوماندو البحري “شيطت 13” في يناير 2002 لعملية السيطرة على سفينة “كارين ايه”، التي خططت لنقل أسلحة من إيران إلى غزة؛ تلقوا تدريباتهم بدولتين على الأقل. إحدى هذه الدول هي الولايات المتحدة، حيث التعاون العسكري الأمني القوي مستمر معها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفي إطاره جرت تدريبات مشتركة وتبادل معلومات وخبرة عملية بين “شيطت 13” والأسطول الأمريكي.
هذه التفاصيل وردت في بحث نشره مؤخرًا عاموس جلبوع، رئيس وحدة البحث السابق في جهاز الاستخبارات، تحت اسم “دراما في البحر الأحمر”. حتى لو كان يريد ان ينشر أسماء الدول الأخرى التي تدرب بها المقاتلون، يمكن افتراض ان وحدة أمن المعلومات للجيش الاسرائيلي والرقابة العسكرية كانت ستمنع ذلك، فسياسات منع نشر تفاصيل حول صفقات سلاح أو تدريبات مشتركة مع جيوش أجنبية وعن تعاون أمني واستخباراتي هي أمر صارم، ولا تتناسب مع الادعاء بأن إسرائيل دولة غربية ديمقراطية لديها صحافة حرة.
لإسرائيل علاقات عسكرية وأمنية مع دول آسيوية كثيرة، ويمكن تقسيمها لمنطقتين جغرافيتين: دول القوقاز ووسط القارة، مثل جورجيا، كازخستان وأذربيجان، التي بسبب قربها من إيران اعتبرت حليفًا استراتيجيًا وسوقًا ضخمًا بالنسبة للصادرات الأمنية الإسرائيلية من مئات ملايين الدولارات سنويًا.
المنطقة الثانية في جنوب شرق آسيا، وأغلب الدول في المنطقة، ومن بينها تايلاند، الفلبين وماينمار، تشكل أسواقًا لتصدير السلاح والمعدات الأمنية لإسرائيل. اثنتين من الدول الكبرى والمهمة في جنوب شرق آسيا وعلاقات إسرائيل معها قوية هما الهند وسنغافورة. بالإضافة للمبيعات، التي تصل لعشرات مليارات الدولارات على مر السنين؛ هناك علاقات متبادلة مع الهند، تعاون في البحوث والتطوير ومنح تراخيص للإنتاج المحلي، أغلب التقارير حول بيع السلاح للهند، وحول زيارات ضباط للجيش وحول وبعثات بحث وتطوير يتم نشرها، رغم ان الرقابة حاولت أكثر من مرة منع ذلك.
تبرير مسؤولي وزارة الأمن يتمثل بأن أي نشر سيمس بالعلاقات الخارجية لإسرائيل والمصالح الأمنية لها، لكن فعليًا كان الهدف منع الجمهور من معرفة ان زيارة الوفد من الهند كانت على خلفية تحقيقات شرطة الهند ووزارة الدفاع الهندية بسبب تورط بعض الصناعات الأمنية الاسرائيل بدفع رشاوي لضباط ومسؤولين كبار، وحتى لوزير الدفاع الهندي.
وكذلك سنغافورة كان لديها علاقات قوية طوال سنوات مع إسرائيل، فالأخيرة ساعدت في إقامة جيش سنغافورة بعد ان أعلنت عن استقلالها قبل حوالي 50 عامًا، ومن وقتها أقيمت بين البلدين علاقات عسكرية وأمنية وعلاقات بحث وتطوير قوية.
سياسات التكتيم
تعبير “الوطنية هي الملاذ الأخير للنذل”، وبناءً على هذه المقولة يمكن توضيح ان منظومة الأمن كثيرًا ما تستخدم التبريرات الأمنية دون حاجة، وذلك من أجل إخفاء الاخفاقات، لحماية تجار الأسلحة أو خوفًا من العار. بعبارة أخرى، المؤسسة الأمنية غالبًا ما تحمل اسم الأمن عبثًا.
الصادرات الأمنية لإسرائيل تصل في المتوسط السنوي لـ 6 مليار دولار، وتعتبر بين 6% لـ 8% من إجمالي صادرات السلع والخدمات للدولة. مساهمة الصناعات الأمنية (حكومية، عامة، وخاصة) والجيش على الاقتصاد لا يقتصر فقط على الصادرات، فهو ينعكس أيضًا في إنتاح ومبيعات تقدر بمليارات الدولارات، وبحقيقة ان أكثر من مائة ألف رب أسرة يكسبون رزقهم منها.
وزارة الأمن، التي تشغل وحدة تحقيق صغيرة، تقلل – وليس عن طريق الصدفة – تحقيقات الاشتباه بمخالفات متعلقة بالصادرات الأمنية. على ما يبدو فإن الوزارة تقول لنفسها ان هدفها تشجيع الصادرات، ولذلك فمن الممكن ان تغض الطرف عن ذلك.
يمكن تقسيم أهداف الصادرات الأمنية لإسرائيل لثلاث مجموعات؛ الأولى: دول تقيم إسرائيل معها علاقات دبلوماسية، معظم دول العالم. إسرائيل والصناعات الأمنية سعداء بإجراء صفقات مع هذه الدول، والحديث هنا عن الولايات المتحدة، دول غرب أوروبا والشرق الأوسط ودول جنوب افريقيا.
المجموعة الثانية: دول تجري علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، لكن وزارة الأمن – لاعتبارات معينة – ترفض تقديم معلومات عنها، الحديث هنا عن دول يحكمها نظام قمعي يغرق في صراع داخلي من الحرب الأهلية أو مواجهات عسكرية، ومن المحتمل أحيانًا أن تكون هناك مشاعر خجل، فلا تتحدث إسرائيل عن علاقاتها الأمنية مع البعض، هذه المجموعة تشمل دولًا مثل أذربيجان التي تعيش صراعًا مع أرمينيا، جنوب السودان التي تجري فيها حرب أهلية، ماينمار التي يقوم جيشها بعمليات تطهير عرقي ويرتكب مجازر ضد ابناء روهينغيا المسلمين. في السابق باعت إسرائيل السلاح وقدمت استشارات أمنية لأنظمة دكتاتورية في أمريكا الوسطى، أمريكا الجنوبية وافريقيا، وأيضًا لدولتين كانتا متورطتين بقتل جماعي وتطهير عرقي، رواندا وصربيا.
المجموعة الثالثة: دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، غالبية الحديث هنا عن دول عربية وإسلامية، وهناك حساسية من نشر علاقاتها الأمنية مع اسرائيل. مثال على ذلك، في نهاية سنوات السبعينات باعت اسرائيل معدات عسكرية لإيران الخمينية، وقبل ذلك باعت طائرات لإندونيسيا، لكن هناك نموذجان مؤخرًا قد يشهدان على ان الاحتياطات الأمنية التي تتخذها إسرائيل كبيرة جدًا وغير ضرورية. النموذج الأول هي العلاقات الإسرائيلية – المصرية، هناك تقارير كثيرة تتحدث بتفصيل عن التعاون العسكري الاستخباراتي بين البلدين، وخصوصًا فيما يتعلق بالتعاون من أجل الحرب ضد “داعش”. وفقًا لنفس التقارير، الوحدة 8200 توفر معلومات للجيش المصري حول مقاتلي “داعش”، ومن وقت لآخر تدخل طائرات تابعة للجيش الاسرائيلي وتهاجمهم، لكن مفروض على صحفيي إسرائيل الامتناع عن نشر تقارير من مصادر أجنبية. الادعاء هو أن هذه التقارير – سواء كانت صحيحة أم خاطئة – ستضر بالعلاقات بين البلدين وتربك نظام السيسي، لكن لا يجب ان ننسى ان علاقات مصر وإسرائيل تستند على أساس المصالح، وطالما ان الحكومات في القاهرة وإسرائيل ترى في اتفاق السلام والتعاون الأمني مصالح واضحة لهم فليس هناك اي تقرير قد يمس بهذه العلاقات.
النموذج الآخر هو صفقات صادرات أمنية لعدة دول عربية، وهنا أيضًا تتحفظ الرقابة ومنظومة الأمن من أجل الحفاظ على المصالح القومية على ما يبدو، لكنهم فعليًا يحافظون على الصناعات الأمنية، السماسرة وتجار السلام. ولسنوات طويلة منع النشر حول العلاقات الأمنية بين إسرائيل وأبو ظبي.
يديعوت / خيبة أمل في القدس – ترامب: يعطي فرصة للسلام – قبل نقل السفارة
يديعوت – بقلم يوفال كارني – 9/10/2017
برد الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس التوقعات في اسرائيل بشأن نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس. فقد أوضح ترامب قائلا: “اريد أن اعطي فرصة للسلام حتى قبل أن افكر بنقل السفارة الى القدس. اذا كان بوسعنا أن نصنع السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، اعتقد أن هذا سيؤدي في نهاية المطاف الى السلام في الشرق الاوسط – وهذا أمر هام”.
ولاحقا شرح الرئيس الامريكي فقال: “نحن الان نعمل على خطة قال الجميع ان لا أمل في أن تنجح. معظم الناس يقولون ان هذه صفقة مستحيلة، ولكني لا اعتقد ذلك”.
هذا وهاجم وزير حماية البيئة زئيف الكين من الليكود أمس قرار الرئيس الامريكي مواصلة تأجيل نقل السفارة فقال: “يوسفني جدا أن الرئيس ترامب اختار تأجيل تنفيذ وعده الانتخابي بسبب الوهم بانه يمكن مع القيادة الفلسطينية الحالية التقدم في مسيرة سلمية حقيقية. كل من يرى التحريض الذي لا يتوقف في السلطة الفلسطينية، انتخاب مخرب مع دم على الايدي في منصب رئيس بلدية الخليل، وعناقات الاخوة والمصالحة مع مخربي حماس، يفهم أن آخر ما يمكن توقعه من ابو مازن ورجاله هو تقدم السلام”.
المصدر / صالح العاروري يتحدث بالعبرية
المصدر – 9/10/2017
“لم يفهم أحد ما أريده”، قال الصحفي الإسرائيلي الخبير بالشؤون الفلسطينية، غال برغير، بعد أن قدّم للمحررين التسجيلات الخاصة بالمقابلة مع صالح العاروري، الذي كان ناشطا حمساويا مجهولا لدى الكثير من الإسرائيليين حينها .
حدث ذلك بعد صفقة شاليط بقليل في عام 2011، عندها أجرى برغير مقابلة مع العاروري الذي عمل من دمشق حينذاك. وصف العاروري الذي انتخب مؤخرا بصفته “رقم 2” في حماس، بهدوء وبلغة عبرية سلسة، المفاوضات لإطلاق سراح شاليط، وشروط أسره من قبل حماس، ولكن أكثر ما هو مثير للاهتمام والدهشة يعود إلى الطريقة الإيجابية التي ينظر فيها القيادي الحمساوي إلى المجتمَع الإسرائيلي:
“طالما أن الإسرائيليين مستعدون من أجل شخص أو جندي أو مواطن إسرائيلي دفع ثمن باهظ لإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم هذا يشير إلى أن المجتمَع والدولة الإسرائيليين يسيران في الطريق الصحيحة”، قال العاروري.
“هذه هي نقطة القوة لدى المجتمَع الإسرائيلي، وأنا أذكرها أمام كل الفلسطينيين وأمام عناصر حماس أيضا: الدولة التي تشن حربا من أجل إطلاق سراح جندي وتطلق سراح ألف أسير مقابل جندي واحد جديرة بالاحترام. كوني أقف في الجانب الآخر، في جانب العدو، من الأفضل بالنسبة لي، ويسرني أكثر إذا توصل الإسرائيليون إلى عدم اهتمام بالجنود أو المواطِنين الإسرائيليين”.
يُعد صالح العاروري، أبو محمد، منذ سنوات قيادي حمساوي كبير، قضى فترة طويلة في السجون الإسرائيلية، وتعلم خلالها اللغة العبريّة. في السنوات الماضية، بدأ يعمل خارج البلاد، وهو مسؤول عن إعادة تأهيل البنى التحتية العسكرية التابعة لحماس في الضفة الغربية. كما هي الحال مع يحيى السنوار، العاروري مُطلع أيضا على النشاطات السياسية والعسكرية التابعة لحماس ويعد أمين سر الإيرانيين، الذين سعوا لدفعه قدما.
يديعوت / المذبحة في لاس فيغاس – المهم انه “ليس مسلما”
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 9/10/2017
من “نيويورك تايمز” حتى الصحف وقنوات الاعلام الكثيرة في العالم، حتى في اسرائيل، انطلق الاسبوع الماضي تنفس للصعداء رافقه ايضا هزء باليمين السياسي: فهو ليس مسلما! واو. يتبين أن القتل الجماعي في لاس فيغاس تم على يد “مجرد” مجنون، ستيفان بادوك، ولا حاجة لان يكون جهاديا كي تكون هذه مذبحة بلا رحمة.
أناس كثيرون جدا يعنون بالاعتذار بلا توقف. فقد قفزوا على فكرة أنه “ليس مسلما” كلقية. فها هو جاء لهم دليل بان لا صلة بين المسلمين والمذبحة. محقون. ولكن فرحتهم الهازئة تكشف شيئا ما اعمق بكثير. فهم يعانون من العمى. فم يقفز فرحا عندما ينفذ شخص “ليس مسلما” مذبحة فانه يبقي بشكل عام على الصمت عندما ينفذ “مسلم” مذبحة. ينبغي النظر الى الواقع كما هو دون نظارات “اليمين” او “اليسار” التي لا تشوش الرؤية فقط بل والتفكير ايضا.
أولا، كل شهر، في السنوات الاخيرة يقتل بين الف والفي شخص على ايدي منظمات الجهاد. ولا يدور الحديث عن قتلى حروب. يدور الحديث فقط، وحصريا فقط، عن اعمال ارهاب. عن معظمها لا يبلغ الاعلام الغربي، لان هذا لا يهم حقا ان يقتل ثلاثة أو خمسة أو عشرات في نيجيريا، في الصومال، في افغانستان او في الباكستان. قبل اسابيع غير عديدة نفذت شابتان مسلمتان عملية انتحارية في سوق يعج بالناس قرب مخيم لاجئين في نيجيريا. كل الضحايا كانوا مسلمين. اما عدد التقارير في وسائل الاعلام الغربية فكانت تقترب من الصفر.
ثانيا، في مراحل معينة كانت المسيحية اكثر اجرامية بكثير من الاسلام، وحتى لو اجتهد الاسلام، لن يصل الى الفضائع التي نفذت مثلا في الحملات الصليبية. كانت هذه مذبحة لا رحمة فيها بحق جاليات يهودية كاملة. فقد احرقت كنس بنزلائها. وفي حرب الثلاثين سنة، في اطار معركة دموية بين الطوائف المسيحية المتخاصمة، ذبح المسيحيون الواحد الاخر بكميات تجارية بحيث أن الصراع بين الشيعة والسُنة بدت الى جانبها كلعبة أطفال. الموضوع هو ان المسيحية شفيت من صناعة الدم، ام الاسلام فبعيد عن الشفاء.
ثالثا، مثلما كان معظم ضحايا الاجرام المسيحي الذي كان ذات مرة مسيحيين، فان معظم ضحايا المسلمين اليوم هم أيضا في غالبيتهم المطلقة، مسلمون. فالاحداث الارهابية في الغرب تشكل نسبة طفيفة من الارهاب اليومي الذي يعاني منه المسلمون أنفسهم: في 2016 قتل 21.245 شخصا، غالبيتهم الساحقة مسلمون. أما الحدث الارهابي الاخطر في الغرب فكان في نيس، عندما اندفعت شاحنة في يوم الباستيل نحو الجمهور المحتفل.
رابعا، مع كل عدم الاحترام للمجنون من لاس فيغاس، ينبغي لنا أن نتذكر ما كتبه مسلم شجاع، هو عبدالرحمن الرشيد، المحرر السابق لصحيفة “الشرق الاوسط”: ليس كل المسلمين ارهابيين، ولكن كل اعمال الارهاب تقريبا ينفذها مسلمون. وكان كتب ذلك في 2004، ومنذئذ والوضع يتفاقم فقط.
خامسا، يمكن الافتراض بان مسلمين كثيرين يعرفون أنه في كل مكان يرفع فيه الاسلام المتطرف الرأس، سواء كان هذا في الجاليات في الغرب أم في الدول الاسلامية، فان الدمار، القمع والخوف هي النتيجة المحتمة. المشكلة ليس فقط الارهاب، بل يدور الحديث ايضا عن قمع النساء والانعزالية التي تترك المسلمين متخلفين. اما الشجعان من بينهم فيخرجون في كفاح علني. ولكن رجال القوى التقدمية، بشكل عام، يديرون لهم الظهر. فهم يرفضون المشاركة في حملة الكراهية ضد الغرب او الصهيونية. وبالتالي فانهم غير جديرين بالتأييد.
مشكوك أن يكون يميني جدي واحد اعرب عن خيبة أمله من أن القاتل في لاس فيغاس لم يكن مسلما. ولكن واضح تماما بأن تنفس الصعداء لبعض من الناطقين بلسان اليسار يدل على شيء أخطر بكثير وذلك لانه عندما يكون مال هائل لا يزال يضخ من السعودية ومن قطر لتمويل مساجد وأئمة متطرفين، وعندما يكون المثقفون من قوى التقدم يمنحون تفسيرات وتعليلات للجهاد. وبعضهم يعرب عن عطفه لحماس ولحزب الله، وحين يكون التأييد في اوساط المسلمين للجهاد او لفرض قوانين الشريعة سواء في الدول الاسلامية أم في الغرب يتمثل بنسبة غير هامشية – فان الجهاد يمكنه أن يستمر ويعتمد على سذاجة قوى التقدم. فهي ستكون هناك دوما كي تقدر الناس. ستكون دوما هناك كي تقول ان لا مشكلة. ولمشاكل من هذا النوع يوجد ميل غريب. كلما تجاهلناها أكثر كلما غرقنا أكثر في النكران، فانها تكبر أكبر فأكبر.
معاريف / بديل اسرائيلي
معاريف – بقلم اوري سفير – 9/10/2017
منذ الحرب العالمية الثانية لم ينتخب في المانيا حزب يميني متطرف وعنصري للبرلمان. غير أنه في الانتخابات الاخيرة في المانيا، والتي انعقدت الشهر الماضي، تغير الوضع في أعقاب انتخاب حزب “بديل لالمانيا” الى البرلمان الالماني مع 13 في المئة من الاصوات ونحو 90 عضوا في البوندستاغ.
ان النجاح الانتخابي لليمين المتطرف يشير الى استمرار التغيير في العالم السياسي الغربي، والذي بدأ مع البريكزت البريطاني وتواصل مع صعود دونالد ترامب، انجازات الجبهة الوطنية لمارين لابين وما شابه. ان قادة “بديل لالمانيا” هم استمرار لترامب، وليس لهتلر، وان كانت خطاباتهم الديماغوجية بالالمانية، والتي تقول ان ليس لليهود في المانيا ما يدعوهم الى القلق، تثير احساسا جد غير مريح.
يمكن التقدير بان حتى بعد دخول هذا الحزب اليميني المتطرف الى البرلمان، ستواصل المانيا السير باستقرار نسبي بقيادة انجيلا ميركيل التي انتخبت للمرة الرابعة لمنصبها كمستشارة المانية رغم سياستها الليبرالية المؤيدة للهجرة الى الدولة. ستواصل ميركيل كونها زعيمة الاتحاد الاوروبي غير الرسمية، وائتلافها سيكون على ما يبدو مع الحزب الليبرالي وحزب الخُضر.
ما كان مفاجئا في قصة انتخاب حزب “بديل لالمانيا” كالحزب الثالث في المانيا كان غياب الرد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فمع أنه اتصل بميركيل، هنأها على نجاحها وحذر من كل موجة لاسامية، ولكنه لم يقل اي كلمة مباشرة عن “بديل لالمانيا”، الذي تؤيده محافل نازية جديدة ايضا. يبدو أن تهجمات نتنياهو يحفظها للعرب وللمسلمين. صحيح أنه كان بعض الوزراء نددوا بالظاهرة بلهجة هزيلة، ولكن اذا راعينا معناها – فهذا ليس كافيا.
في مستويات معينة قد يذكرنا “بديل لالمانيا” بالبديل لاسرائيل، والتي من شأنها أن تتحول الى دولة ابرتهايد ثنائية القومية مع قمع الاقلية العربية الاسلامية وتوسيع الاستيطان بلا لجام.
بقدر كبير، باستثناء العنصر اللاسامي، فان حركة اليمين الالماني كما أسلفنا تنتمي الى عائلة البريكزت البريطاني، لترامب ولرفاقه في الجنوب الامريكي الانعزالي والعنصري، لليمين الهنغاري الذي رفض نتنياهو شجبه ولزعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لابين. هذا ناد يهدد عالم العولمة الليبرالي، حرية الهجرة، الاتحاد الاوروبي، المنظمات والمواثيق الدولية. فترامب، الذي ينفر من انجيلا ميركيل أكثر مما ينفر من “بديل لالمانيا”، يقود هذا العالم الى مطارح خطيرة.
لقد عاد نتنياهو من زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة بحماسة اكبر من حماسة الرئيس ترامب. فالتهجمات على ايران وكوريا الشمالية والسير على حافة الازمة والمواجهة المسلحة تعد لدى رئيس الوزراء كالسياسة الصحيحة. وفظاظة ترامب تجاه وسائل الاعلام الامريكية، ومنظومة انفاذ القانون والمحافل والنبرة العنصرية تجاه الهسبانيين والسود معروفة جيدا لرئيس وزرائنا. وبينما في المانيا، في بريطانيا، في فرنسا، في هولندا وفي دول اخرى نجد ان اليمين البديل هو ظاهرة تبعث على القلق في اوساط الحكومات المختلفة، فانه هو الذي في الحكم في الولايات المتحدة وفي اسرائيل.
معاريف / رسالة وطنية
معاريف – بقلم د. رويتل عميران – 9/10/2017
في الاسبوع الماضي باغلبية ساحقة من نحو 90 في المئة، صوت سكان اقليم كتالونيا في صالح الانفصال عن اسبانيا واقامة دولة كتالونية مستقلة. اغلبية مشابهة من الاكراد صوتوا قبل نحو اسبوعين في صالح اقامة دولة كردستان وانفصالها عن العراق. صحيح حتى كتابة هذه السطور، المحكمة الدستورية في اسبانيا جمدت نشاط البرلمان الكتالوني في محاولة لمنع الاعلان عن دولة مستقلة اليوم. واستقلال الاكراد هو الاخر موضع شك كبير.
العراق، تركيا والولايات المتحدة ايضا، والتي تخشى من تعاظم عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، ليست مؤيدة متحمسة على اقل تقدير لكفاح الاكراد طويل السنين نحو الاستقلال. ورغم عدم اليقين الذي يرافق الكفاحين العرقيين لتقرير المصير القومي، فانهم يقفون امامنا ويوضحون لكل من تمكن من النسيان لانه لم يقم بعد النظام الذي يمكنه أن يقمع ويقضي الى الابد على المشاعر القومية، ولا على مشاعر الفلسطينيين ايضا.
رئيس الوزراء نتنياهو، وكذا وزير الدفاع ليبرمان، اعربا منذ وقت غير بعيد عن تأييدهما لاقامة دولة كردية مستقلة. فالمصالح الاستراتيجية والاقليمية لاسرائيل والتعاون العسكري مع الشعب الكردي على مدى السنين تقبع في اساس التحالف الخفي – العلني بين الشعب الكردي واسرائيل.
اما الاستفتاء الشعبي الكتالوني بالمقابل فقد لاقى عدم اكتراث في اسرائيل، وفي اقصى الاحوال القلق على مصير منتخب برشلونه. غير ان اسرائيل لا يمكنها أن تعيش على مدى السنين في ازدواجيتها الاخلاقية. فتأييدها للشعب الكردي سيطرح على اي حال السؤال المبدئي: متى يستحق الشعب السيادة؟ الجواب، مثلما يثبت التاريخ، وبشكل عام عندما يقرر الشعب بان جوانبه الثقافية، لغته وصلته بارض معينة يجب أن تترافق وحكمه لنفسه، وعندما يكون الشعب مستعدا لان يكافح في سبيل ذلك.
بخلاف الكتالونيين والاكراد في شمال العراق الذين يتمتعون بالحكم الذاتي، فان الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال. حكومة اليمين في الولايتين الاخيرتين تسير بصمت على الخط مع أجندة حزب البيت اليهودي؛ الحزب الذي خط على علمه ليس فقط معارضة كل مفاوضات مع الفلسطينيين، بل التنكر لهويتهم القومية. كل هذا في ظل القضاء على امكانية الحل السياسي ونسج حلم عن ضمهم وحرمانهم من حقوقهم المدنية.
الكتالونيون، الذين شهدوا منذ القرن الثامن عشر فترات من الاحتلال والحكم الذاتي بدرجات مختلفة، لم يكفوا عن الحلم بالتحرر السياسي الكامل. الاكراد، الذين يتمتعون منذ العام 1991 بالحكم الذاتي والذي تحسن منذ سقوط صدام حسين في 2003، يواصلون هم ايضا السعي بلا كلل الى اقامة دولة ومستعدون لان يدفعوا على ذلك بدمهم. كل من يروي لنفسه قصصا عن ان الشعب الفلسطيني، الذي ليس له الكثير مما يخسره، سيقرر في يوم صاف ببساطة هجر فكرة اقامة الدولة – ليس سوى متعلل بالاوهام.
ان الشرعية الاسرائيلية للكفاحات الوطنية في ارجاء العالم ستزيد الضغط على دولة اسرائيل بالسعي الى حل الدولتين. وحتى لو لم ينضج الوقت لاتفاق سلام، فان العطف الاسرائيلي على الشعوب المحيطة الساعية الى التحرر لن يسمح للقدس بالتنكر لوجود الشعب الفلسطيني ولحقه الاساسي في دولة.
إسرائيل اليوم / سوريا مصالح وخطوط حمراء
إسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 9/10/2017
معقول انه كانت لاسرائيل مبررات وجيهة لماذا لا تهاجم المحارق في سجن سدنايه في دمشق حيث اخفى نظام الاسد جثث السجناء الذين قتلهم: بخلاف نقل السلاح المتطور الى حزب الله، ليس في المحارق اي تهديد على اسرائيل.
يدور الحديث عن موضوع اخلاقي فقط. فقد قامت دولة اسرائيل من رماد ملايين ادخلت جثثهم الى المحارق في الكارثة. فمن اقسم بان “ابدا لن يتكرر”، لا يمكنه أن يقف جانبا عندما يكون على مسافة بضع عشرات الكيلو مترات من هنا، في سوريا، تستخدم مرة اخرى المحارق لتشويش اثار جرائم ضد الانسانية.
لقد انكشفت المعلومات عن وجود المحارق بشكل مخطط له من قبل وزارة الخارجية في واشنطن. والامريكيون، الذين عرفوا بان السوريين سيسارعون الى النفي، نشروا حتى صورا جوية “مدينة” للمحارق، والى جانبها تقديرات عن الفظائع التي ارتكبت فيها.
الاستنتاج الواجب ما كان يفترض ان يكون بالاقوال، بل بالافعال. فاذا كانت الولايات المتحدة مقتنعة بالمعلومات التي نشرتها، فقد كان عليها أن تهاجم المنشأة وتدمرها. ولكن بدلا من ذلك، دحرج الامريكيون المسألة الى بوابة روسيا – الحليفة الحقيقية في سوريا – بطلب ان تعمل لمعالجة الامر.
من الصعب ان نجد منطقا في السلوك الامريكي: ليس هكذا تتصرف من تدعي قيادة العالم وتقرر له المعايير الاخلاقية. بالمقابل، يمكن لنا ان نجد بالذات ثباتا في موقف واشنطن: حتى عندما كشفت اسرائيل استخدام الاسد للسلاح الكيميائي ضد معارضه، فعلت الولايات المتحدة كل شيء كي لا تتصدى للمشكلة.
وفقط عندما قتل في 2003 أكثر من الف مواطن في هجوم كيميائي في ضواحي دمشق، اضطرت الادارة الى العمل. وتهديداتها بالهجوم أدت في حينه بالاسد الى التخلي عن ترسانته الكيميائية باستثناء قدرة طفيفة تبقت له. وعندما استخدمت هذه القدرة في وقت مبكر من هذه السنة، عملت الادارة مرة اخرى، هذه المرة بطريقة عسكرية. فقد جاءت عشرات الصواريخ الجوالة لتقرر للاسد خطا أحمر واضحا، او كما قالت الادارة في واشنطن – هناك افعال “لا يمكن للعالم المتحضر أن يتجاهلها”.
ثمة في هذا التعريف ازدواجية غير قليلة. ففي الحرب الاهلية في سوريا قتل حتى الان نحو 600 الف شخص. واصيب الملايين. نحو نصف البيوت دمرت وأكثر من 30 في المئة اصبحوا لاجئين. اما العالم فلم يهمه هذا كثيرا الى أن بدأ اللاجئون يتسللون الى اوروبا. ولولا بدأ داعش في تنفيذ العمليات في الغرب، لبقيت الحرب موضوعا سوريا داخليا. كان يفترض بالمحارق أن تكون خطا أحمر. فالدرس من الحرب العالمية الثانية لا يزال طريا، وصارخا – وكان يفترض العمل. ليس فقط من جانب الولايات المتحدة؛ فاوروبا اظهرت مرة اخرى كم هي واسعة الفجوة بين الاقوال والافعال. عن روسيا والصين لا يوجد على الاطلاق ما يمكن الحديث. فهما تريان في سوريا صفقة، وليس بشرا.
الامر الذي يعيد الكرة الى اسرائيل. فقد كان النهج السائد في البلاد على مدى سنوات الحرب في سوريا ان هذه ليست شأننا: طالما كانوا يقتلون الواحد الاخر فهم لا يقتلوننا. مبدئيا، النهج الصحيح، إذ يترك اسرائيل خارج دائرة القتال. أما اخلاقيا فالنهج اشكالي لانها هي ايضا تغض النظر عن الفظائع.
تحت حجة الخوف من التصعيد امتنعت اسرائيل في كل مرة عن العمل في مواضيع لا ترتبط بامنها مباشرة. هذا شرعي بالطبع، ومع ذلك فانه يخلف احساسا غير مريح. فبالاجمال، نجد ان الفظائع في سوريا مستمرة وكأن لا شيء، في الغرب (وعندنا ايضا) – كله حكي.
هآرتس / بشرى غزة
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 9/10/2017
خسارة أن المحلل افيشاي بن حاييم في اطار برنامجه الـ “دي.ان.ايه اليهودي” في القناة العاشرة لم يفحص جينات وزير الدفاع افيغدور ليبرمان. أنا استطيع الرهان على أنه لن يكون لي دي.ان.ايه يهودي ولا عربي ولا روسي حتى، بل سيكون دي.ان.ايه اللؤم، اذا كان يوجد شعب بهذا الاسم. حقا لقد حان الوقت لاختراع جهاز ما ليفحص مقدار اللؤم المطبوع في الـ دي.ان.ايه بدل النسب العرقي. دي.ان.ايه عرقي يثير الاشمئزاز، لا سيما عندما يستخدم لتحديد من هم الأبناء (البيولوجيين، كما هو معروف) الذين سيرثون عقارات الآباء.
في وقت كتابة هذه السطور كانت قد مرت ستة ايام على بداية الاغلاق الذي فرضه ليبرمان على المناطق المحتلة. وشكرا لله لأنه لم يبق سوى خمسة ايام وسينتهي الاغلاق الكبير. عندها الحواجز والتفتيش الامني والمداهمات ستتجدد بصورة نشطة بهدف اغلاق الفجوة التي نشأت بسبب ايام الاغلاق، والتي قضى فيها السادة الاجازة بدون ازعاج.
من الذي يقول إن هناك عدل في العالم؟ لا يوجد عدل، يوجد فقراء وأغنياء، ضعفاء وأقوياء، من هم فوق ومن هم تحت. وعندما تكون فوق أنت لا تتهم الذين داسوا عليك عندما كنت في الاسفل. وسيقولون لكم يا حبوب، أنت الآن فوق. اذا قبل أن تعظنا حول ماذا فعلنا عندما كنا في الأعلى، عليك أن تكون عادلا مع الذين ألقيتهم الآن الى الأسفل. الاختبار هو في هذه اللحظة، عندما تستطيع فعل شيء، وليس عندما يدور الدولاب ثانية، وينقلك الى الاسفل، لأن الدولاب مثل الحياة لا يتوقف، مرة تكون فوق ومرة تكون تحت.
ولكن الآن ايضا، حيث يوجد الفلسطينيون في الاسفل ويقعون تحت الحصار، الشمس وكأنها لا تفرق أن ليبرمان يوجد في الجوار، وتواصل الاشراق. والفلسطينيون بوقاحتهم مثل القطار الذي تعطلت فرامله، يسرعون نحو الوحدة. وفي حكومة اليمين الاسرائيلية يشدون شعرهم، وكل واحد منهم يسارع الى تهديد الفلسطينيين بعدم التوحد. وفي نفس الوقت يحرضون أمم العالم ضد الخطوة المطلوبة، التي لا بديل لها من اجل التوصل الى اتفاق سلام. هكذا مرة اخرى، بعد مرات كثيرة سابقة، السياسة التي تتبعها اسرائيل تتناقض مع شعوب المنطقة. فما هو الخطأ في توحد الشعب الفلسطيني، وبدل وجود قيادتين أن تكون له قيادة واحدة؟ كل جار جيد يصلي من اجل سلامة بيت جاره. وفقط في اسرائيل كل استقرار في بيت الجار يعتبر قنبلة نووية موقوتة. ان الذي تثير فيه رفاهية الجار مشاعر الحزن على نمط 9 آب (العبري) يجب عليه فحص أين يوجد الخلل لديه، ويجب عليه اجراء حساب للنفس، وكيف جاءته هذه المصلحة التي تتصادم مع مصالح جاره.
إن بشرى الوحدة من غزة هي بشرى للمجتمع الاسرائيلي العقلاني ايضا. فهكذا يمكن التحدث مع قيادة فلسطينية واحدة، بدل الحديث مع طرف والتخاصم مع الطرف الثاني. واذا عدنا الى السؤال اليهودي القديم “هل هذا جيد لليهود؟” فالجواب يكون بسيطا: نعم، هذا جيد لليهود، لأنه جيد للفلسطينيين. واذا كان جارك متخاصم مع نفسه فهذا ليس جيدا بالنسبة لك ايضا. وهذا جيد لليهود لأنه اضافة الى القيادة الواحدة فانه يتم بذل جهود كبيرة لتنفيذ مبدأ سلاح واحد.
اذا كان يوجد حكماء في القدس كل هدفهم هو عمل الخير مع اليهود، فيجب عليهم المساعدة على اتمام المصالحة. وكما أنه يوجد لاسرائيل بنك اهداف من اجل ضرب الفلسطينيين، فانه لديها ايضا بنك واسع يضم عدد لا يحصى من الفرص لمساعدتهم، مثل الجار الجيد. وبدل اهانة محمود عباس، الذي تبين أنه ليس “منتوف الريش” ويمكنه تنفيذ برنامج بعيد المدى كهذا، يجب على اسرائيل دعم جهود المصالحة. وبدل فرض حصار ليبرمان حان الوقت لاظهار وجه متفائل، يكون له دي.ان.ايه كله خير في هذه المرة.
معاريف / بصوت نقي، عال وواضح
معاريف – بقلم المحامي حيليك غوتمان – 9/10/2017
قرار محكمة العدل العليا في موضوع المظاهرات ضد المستشار القانوني للحكومة في بيتح تكفا، والتي تتواصل منذ نحو خمسين سبتا، جاء هذه المرة بصوت نقي، عال وواضح، بخلاف القرارات المؤقتة في شهر آب، حين كانت غامضة وغير قاطعة وتقررت فيها قيودا غير سهلة على منظمي المظاهرات.
لا اعتقد بان ثمة مكانا لممارسة الضغط من أي نوع كان على المستشار القانوني بالنسبة للقرارات المتعلقة بتقديم المشبوهين الى المحاكمة. وهناك اقتراب خطير من مخالفة تشويش اجراءات التحقيق. ولكن المسألة المركزية القيمية التي كانت امام ناظر المحكمة هي مسألة التوازن المناسب بين حرية التعبير وحرية التظاهر من جهة وبين الحق في الخصوصية للسكان على مقربة من الميدان من جهة اخرى. وعن ذلك سبق أن قال القاضي دينسنغر في المداولات في آب: “حق سكان الحي في الهدوء… في اطار التوازنات، يوجد في مكان منخفض جدا في الادنى”.
الشرطة، وكذا سكان الميدان ومحيطه، اعتقدوا بانه حسب القانون، تحتاج المظاهرة الى رخصة لم تصدر لها. اما المنظمون من جهتهم فاعتقدوا ان لا حاجة الى رخصة وينبغي الاكتفاء باصدار بلاغ فقط كي يتاح لسلطات انفاذ القانون بتنظيم نفسها لغرض الحفاظ على النظام العام. وبالفعل، في أمر الشرطة الانتدابية، التي في ضوئها نعيش اليوم ايضا، جاء انه اذا اعتقد قائد اللواء بان تحقق الامن او النظام العام يوجد في خطر، فانه مخول بان يطالب كل من يعقد اجتماعا او مسيرة بطلب رخصة من الشرطة قبل خمسة ايام من الحدث على الاقل. غير أن هذه وردة فيها شوكة. ففي مادة ملاصقة يوصف الاجتماع على النحو التالي: “خمسين شخص او اكثر يحتشدون لالقاء خطاب أو محاضرة في موضوع سياسي”.
وهكذا تكون محكمة العدل العليا اتخذت قرارا قيميا ولا لبس فيه، معناه هو تعظيم الحق في التظاهر. من المهم الاشارة الى ان القاضية استر حايوت التي ستتسلم في سياق هذا الشهر مهام منصبها كرئيسة لمحكمة العدل العليا، والتي كتبت القرار الاساسي تقول: “المستشار القانوني للحكومة ليس محصنا من النقد العام”. هكذا ايضا القضاة. وبالمناسبة، في هذه الايام تنقل المظاهرة التي جرت امام بيت الرئيسة المنصرفة ناؤور – في موضوع اللاجئين الذين يغرقون جنوب تل أبيب – الى بيت الرئيسة الوافدة حايوت.
كما قالت القاضية حايوت: “ان النقد على سلطات الدولة وعلى الشخصيات العامة هو روح الديمقراطية”. مشوق أن نرى كيف سيؤثر قرار محكمة العدل العليا الهام والقيمي والمبدئي على استمرار المظاهرات في ميدان غورن.
هآرتس / نزاع فريد، عبرة فريدة
هآرتس – بقلم زئيف ب. بيغن – 9/10/2017
في مقاله “حلول فريدة لنزاع فريد في نوعه” (“هآرتس”، 4/10) عرض شاؤول اريئيلي مرة اخرى حلا للصراع الطويل: “تسوية تلبي المصالح الجوهرية للطرفين، التي تستند الى معايير أملت المفاوضات في انابوليس 2008”. هنا، على الرغم من كل اشارات الواقع، فان الافتراض أنه لهذا النزاع الفريد يجب أن يكون حل متفق عليه بين اسرائيل وم.ت.ف، ما زال يراوح في الساحة مثل دجاجة مقطوعة الرأس. هذا تفكير لم يعد موجودا. الآن تعمل ردود الفعل.
في انتقاله من الصعوبات الخاصة الى الصيغة المخلصة، أهمل د. اريئيلي حقيقة أنه في العام 2008 رفضت قيادة م.ت.ف “المعايير” ثلاث مرات: في ايلول امتنع محمود عباس عن الاجابة على الاقتراح بعيد المدى الذي قدمه رئيس الحكومة اهود اولمرت (“منذ ذلك الحين لم ألتق معه”، قال بعد ذلك اهود اولمرت)، وفي تشرين الثاني رفض طلب وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس، بأنه يوافق على اقتراح اولمرت، وفي كانون الاول عندما توسل اليه الرئيس الامريكي جورج بوش بأن يبلغه عن موافقته على الاقتراح في مكتبه في البيت الابيض وأن لا يتم الاعلان عن ذلك، رفض عباس ذلك مرة اخرى. وعن هذا الامر كتبت رايس في مذكراتها (“لا يوجد احترام أعلى”، 2011: “الفلسطيني وقف مصمما والفكرة ماتت”).
وحتى الآن ما زال يقف مصمما، ملتصقا بزاويته ولا يستطيع الحركة. كل خيول الرئيس وكل رجاله لا يمكنهم تحريكه من مكانه هو وزملائه في قيادة م.ت.ف ورجال حماس ايضا. الفكرة ماتت.
بعد ثلاثة اسابيع سيكون قد مر على وعد بلفور مئة سنة. اخلاصا لميثاق م.ت.ف قال عباس عن ذلك في السنة الماضية في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة: “لقد مرت مئة سنة على وعد بلفور سيء الصيت، والذي بواسطته منحت بريطانيا بدون أي حق صلاحيات أو نوع من الموافقة، ارض فلسطين لشعب آخر، الامر الذي مهد الطريق لحدوث النكبة لأبناء الشعب الفلسطيني، واقتلاعهم وسلب اراضيهم.
من هذه الاقوال المليئة بالتعابير، اختار اريئيلي أن يقتبس فقط الكلمات الثمانية الاولى، والتي معناها السياسي واضح: مع الكيان اليهودي الصهيوني الذي أقيم على أساس الظلم الفظيع والمستمر هذا في حدود 1949، لا يستطيع قادة جيراننا الفلسطينيين التوقيع على اتفاق سلام، يتم الاعلان فيه كما هو مطلوب عن انهاء النزاع وانهاء المطالب المتبادلة.
اريئيلي يعترف بـ “الحقوق الشخصية للاجيء في العودة الى بيته”، أي، في الجيل الخامس والسادس ايضا، حسب تعريف الامم المتحدة الذي يدين اللجوء، والذي وضع من اجل هؤلاء اللاجئين فقط، لكنه ايضا يرى التناقض بينه وبين الشخصية اليهودية لدولة اسرائيل. ومن اجل حل هذه المشكلة لديه وصفة: “استيعاب اللاجئين في الدولة الفلسطينية بشكل عام، أو في اماكن تواجدهم الحالية، أو في دولة ثالثة (من ضمنها اسرائيل)، حسب رغبتهم وموافقتهم الفردية”. والى هذا الخليط يضيف ايضا “الاتفاق على صيغة مشتركة بخصوص الروايات حول موضوع اللاجئين”، ويضيف “القليل من التعويضات المختلفة”. ضعها على نار هادئة والمشكلة ستحل.
ولكن في الحقيقة تعمل قواعد اخرى. فقط قبل اسبوعين، في 24 أيلول، قررت اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف مرة اخرى أنه “القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة هي القاعدة الوحيدة لتسوية شاملة توفر الامن والاستقرار لجميع الدول، ومن ضمنها دولة فلسطين في حدود 1967، والحفاظ على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى بيوتهم حسب قرار 194 للجمعية العمومية عام 1948”. الاكتفاء بـ “دولة فلسطين في حدود 1967” يناقض كما هو معروف حق اللاجئين في “العودة الى بيوتهم”، لكن هذا الحق يسبق كل الحقوق.
“هناك ستة ملايين لاجيء فلسطيني ينتظرون ما يحق لهم، وأن يمكنونهم من العودة الى بيوتهم، حسب قرار الامم المتحدة 194″، كتب عباس في صفحته على الفيس بوك قبل سنة. مليون ونصف منهم يعيشون في فلسطين على بعد مسافة قصيرة عن القرى التي عاشوا فيها في السابق، وهم لا يتنازلون عن ذلك. بالنسبة لهم ولـ م.ت.ف ليس هناك حل سوى تحقيق حقهم الشخصي في الاختيار بين العودة الى بيوتهم أو التعويضات. بوابة الدخول الى مخيم اللاجئين “عايدة” (بالعربية معناه التي عادت): فوق البوابة وعلى امتدادها وضع مفتاح كبير وهو رمز “العودة”. مع رموز كهذه، التي تورث من جيل الى جيل لا يمكن أن يكون تنازل. من صيغة قرار 194 تستنتج م.ت.ف أن القرار وضع بصورة شخصية في أيدي كل لاجيء، وليس هناك أي تنظيم له صلاحية التوقيع باسمه على اتفاق يقيد حقه. هنا هو واقف.
بعد بضعة ايام على فشل مفاوضات كامب ديفيد، أحسن عباس شرح موقف م.ت.ف (“الايام”، 30/7/2000). “الوفد الفلسطيني رفض تحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالعودة، حتى لو عرضوا علينا ثلاثة ملايين لاجيء، كما قلنا لهم. لأننا أردنا أن يعترفوا بالمبدأ، وبعد ذلك نتوصل الى اتفاق حول برنامج زمني فيما يتعلق بعودة اللاجئين أو تعويض من لا يريد العودة”. ومنذ ذلك الحين لم يتغير أي شيء. توقيع م.ت.ف على اتفاق سلام مع اسرائيل، يتضمن ايضا تقييد عدد اللاجئين الذين سيسمح لهم بالعودة الى بيوتهم الاصلية، والاعلان عن “انهاء المطالب” المتبادلة، يوجد فقط في خيال الخبراء. لهذا، من ظروف النزاع الفريدة هذه تبرز عبرة سياسية فريدة: اتفاق دائم مع قيادة جيراننا ليس في متناول اليد، مهما كانت تشكيلة الحكومة الاسرائيلية. وفي المستقبل؟ جواب جزئي يوجد في الكتب التعليمية التي طبعتها ونشرتها السلطة الفلسطينية في العام 2016 (حسب مركز البحوث السياسية للشرق الاوسط). في الصف الحادي عشر يتعلمون، مثلا، أن الخط الاخضر هو “خط وهمي ظهر باللون الاخضر في الخرائط بعد حرب الايام الستة، من اجل الفصل بين المناطق الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في العام 1948 وبين المناطق التي احتلتها في العام 1967”. ويتعلمون في الصف الثالث: “لنغن ونحفظ عن ظهر قلب: سأروي بدمي ارض النبلاء وأطرد الغازي من ارضي وأدمر بقايا الغرباء. يا ارض الاقصى والاماكن المقدسة، يا عرش العظمة والنبل، صبرا صبرا، لأن النصر لنا والفجر سيبزغ من الظلام”. وكل من سيقرأ هذا سيفهم.
هآرتس / جزء سيبقى هناك
هآرتس – بقلم الكسندر يعقوبسون – 9/10/2017
عاد بنيامين نتنياهو وأعلن أنه لن يتم اخلاء أي مستوطنة. هذه الاقوال تعتبر انهاء لحل الدولتين، لكن يجب لفت الانتباه الى ما لم يقله نتنياهو. فهو لم يقل إن جميع المستوطنات ستبقى تحت سيادة اسرائيل، أو أن المستوطنات ستبقى تحت الحكم الاسرائيلي. وهو لم يقل في أي يوم إننا لن ننسحب من اجزاء من الوطن في يهودا والسامرة. أربما يكون المغزى الحقيقي لاقواله مختلف عما يعتقده مؤيدوه أو معارضوه؟.
يجب علينا كما هو معروف أن نأخذ في الحسبان امكانية أنه لاقوال نتنياهو لا يوجد معنى واحد، بل عدة معان محتملة، وفقط فيما بعد سيتبنى واحدا من هذه المعاني كـ “معنى حقيقي”. وهذا الامر سيتم بالتأكيد على خلفية الاعتبار الاعلى الذي يتمثل بضمان استمرار ولايته، والذي يعتبر في نظره مصلحة وطنية حيوية. التقدير الذي سيتم عرضه هنا هو أحد هذه المعاني الحقيقية الممكنة لتصريح نتنياهو. وهو أنه لن يتم اخلاء أي مستوطنة.
اذا قدمت ادارة ترامب في الاشهر القريبة القادمة الخطة السياسية التي يعمل عليها بجدية كبيرة في الوقت الحالي، حسب اقوال نتنياهو، فان رئيس الحكومة لا يرغب بالتأكيد في رفضها بصورة مطلقة. حيث أنه في كل ما يتعلق بعدم استعداده لسماع “لا”، فان الرئيس ترامب جدي جدا بالتأكيد، اكثر من سلفه. ليس بالامكان تخيل خطة سلام امريكية دون أن تتضمن كيانين سياسيين حتى نهر الاردن – اسرائيلي وفلسطيني.
لنفرض أن ترامب سيتجاهل المواقف والمشاعر الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، ولا يدعو في خطته الى كيان فلسطيني بالاسم الصريح “دولة” (بادعاء أن هذا الموضوع متروك للمفاوضات). حتى الآن معنى انشاء كيان كهذا تقسيم جغرافي. واذا لم يتم اخلاء أي مستوطنة، فان تفسير ذلك بالضرورة، هو أنه ستكون هناك مستوطنات ستبقى تحت السلطة الفلسطينية، حيث أن المستوطنات تنتشر على الارض بصورة اعدت لمنع أي تقسيم.
اذا وافق نتنياهو على خطة كهذه فسيتم اتهامه بالتأكيد من قبل اليمين الايديولوجي بخيانة تعهداته أو مجرد الخيانة. اجابته يمكن أن تكون على النحو التالي:
“لا يوجد هنا أي خرق لتعهداتي. منذ خطاب بار ايلان وأنا أدعم حل الدولتين. هل سمع أحد ما أنني تراجعت عنه؟ كما هو معروف، الدولة الفلسطينية يجب أن تكون دولة منقوصة، بسبب القيود الامنية، لكن ايضا للدولة المنقوصة هناك ارض. مؤخرا قلت إنني غير مستعد للتعهد بالمصطلح الدلالي “دولة”، حيث أنه ليس واضحا اذا كان الحديث يدور عن دولة على صيغة ايران أو على صيغة كوستاريكا. ربما أنكم لم تنتبهوا، لكن كوستاريكا هي دولة ايضا، مع تواصل جغرافي كبير تحت سيادتها؛ صحيح، ليس لها جيش. دائما أكدت أنه يجب منع قيام دولة ثنائية القومية. اذا كان هناك كيانين سياسيين فكيف لن يتم اخلاء أي مستوطنة، النتيجة واضحة: من يعيش خلف الحدود التي ستحددها المفاوضات، لا يجب عليه الاخلاء (في الحقيقة لماذا يطرد أو يبعد أي شخص عن بيته اذا كنا نتحدث عن السلام بين الشعبين؟)، بل يمكنه البقاء في المنطقة الفلسطينية”.
مؤخرا تبنى نتنياهو مطلب أنه في كل اتفاق المسؤولية الامنية العليا حتى نهر الاردن ستبقى في أيدي اسرائيل. كما يبدو، ليس تفسير ذلك قيود على السلطة الفلسطينية، بل مطالبة بسيادة فعلية لاسرائيل. هذا سيبقي للفلسطينيين أقل من كوستاريكا بكثير، لكن يمكننا أن نفسر بطرق مختلفة مصطلح “مسؤولية امنية عليا”. شيء واحد مؤكد وهو أن تبني هذا الشعار سيسهل جدا على نتنياهو الادعاء بأنه لم يتخل عن أمن اليهود الذين سيبقون تحت السيادة الفلسطينية، لأن المسؤولية الامنية العليا ستبقى في أيدي اسرائيل.
هناك علامات واضحة على أن نتنياهو يفحص هذه الفكرة، بما فيها نبأ لم يتم نفيه وهو أنه طرحها في المحادثات مع جون كيري. ليس تفسير ذلك بالضرورة أن نتنياهو يتوقع أو يهتم بأن تخرج هذه الفكرة الى حيز التنفيذ. ولكن من يؤيدون المستوطنات يجب عليهم معرفة أن القول “لن يتم ازالة أي مستوطنة” ما زال لا يوضح في أي دولة سيكونون.
هآرتس / لماذا يشتاق الجميع لجابوتنسكي
هآرتس – بقلم آفي شيلون – 9/10/2017
هناك حق في ادعاء آدم راز (“هآرتس”، 6/10) بأن شوق اليسار – وقسم من اليمين – الى ايام جابوتنسكي وهو على رأس الحركة التنقيحية، يشوبه “حنين مزيف للماضي”، أو تجاهل لافعاله واقواله في وقتها الحقيقي. لا شك أنه على الاقل في عدد من الحالات استخدام جابوتنسكي هدف في الاساس الى مناكفة الليكود في الوقت الحالي، ويأتي بدرجة اقل نتيجة تقدير عقيدته. الذين يتحدثون الآن عن الفجوة بين زمن بيتان وريغف وبين زمن جابوتنسكي وبيغن ينسون أنه عندما كان مناحيم بيغن في المعارضة، وعندما كان في الحكم، تمت مقارنته بهتلر واتهم بالانحراف عن طريق جابوتنسكي. وفي ايام جابوتنسكي فان الوصف الدارج له كان فاشي.
في المقابلات التي اجرتها رفيت هيخت في 23 ايلول مع بيتان وآخرين، والتي دللت على رؤيا ضحلة وبعيدة عن رؤيا الآباء المؤسسين – كشفت ايضا عن تشابه وتأثر بالماضي. لا يمكن فصل العلاقة التي شجع عليها بيغن بين الدين والقومية، لاشتعال هذه الظاهرة في الجيل الحالي، وايضا اشمئزاز جابوتنسكي من حكم اليسار يوجد الآن في عداء الليكوديين لخصومهم. نحن غير مضطرين الى قراءة كتابات زعماء الماضي – فالتأثير يسري بطرق مختلفة.
لا يمكننا مع ذلك وصف جابوتنسكي كـ “أبو الحركة الريغفستية” (نسبة لريغف) كما يظهر في عنوان ومضمون مقال راز. جابوتنسكي كان شخصا مركبا، غير مواقفه ايضا، ويمكننا العثور على اقتباسات يمكن أن تصنفه مع اليمين ومع اليسار. حتى اليمين العنصري يمكنه التوقف عن الطريقة التي قسم بها العالم الى أعراب، والتي وجدت حسب رأيه بسبب تأثير العوامل الطبيعية على جوهر الظواهر (جابوتنسكي “العرق”، 1913). ولكن جابوتنسكي لم يكن شخصا عنصريا، حيث أنه في عهده كان مفهوم “عرق” يوازي مفهوم “اثني”، ولم ير أي فرق تراكبي بين الاعراق، بل اختلافات ثقافية. جابوتنسكي كتب ايضا أنه لو كان الامر ممكنا لكان يتوق الى “الفوضى الحذرة، جنة الفرد”، لكن مشكوك فيه أنه يمكن تصنيفه مع “فوضويون ضد الجدار” في هذه الايام.
فحص شامل لجابوتنسكي يدل على أنه حقا قد وضع الاساس ليمين ليبرالي في جوهره يختلف عن اليمين الحالي. علاقته بالعرب كانت تكتنفها رؤيا استشراقية، لكنها نبعت من علاقة احترام. ايضا فكرة “الجدار الحديدي” الشهيرة التي طلب فيها من الصهاينة التسليم بأنه يجب عليهم العيش على حد السيف الى أن يستجيب العرب للمصالحة. هذه الفكرة رضعها من اساسها من اعترافه السابق بأن العرب لكونهم سكان اصليين مهددين من قبل المحتلين، هم على حق حسب رأيهم (هو فقط اضاف أنه في ميزان العدل الشامل، اليهود يستحقون أكثر).
في هذا السياق، وخلافا لموقف نتنياهو، يعارض جابوتنسكي تعريف الدولة المأمولة كدولة “يهودية” (زعم أنها ستكون هكذا نظرا للاغلبية فيها)، واقواله معروفة كأقوال مؤيدة للحقوق المتساوية للعرب في الدولة. معروف أن جابوتنسكي لم يكن اشتراكيا، ولكن في بداية طريقه لم يرفض الشيوعية حتى، والميمات الخمسة التي طرحها لم تكن شعار فارغ. فقد عبرت عن رؤيا يمكن الآن رؤيتها كاشتراكية ديمقراطية.
صحيح أن استخدام كتابات جابوتنسكي كمرآة لتوجهات الليكود الآن مبالغ فيه. ولكن عرضه كأب لـ “الريغفستية” مبالغ فيه، وهو مثال على الطريقة التي يستطيع فيها اليسار واليمين الراديكالي ايجاد قاسم مشترك في نظرتهم للتاريخ والحاضر.
اسرائيل اليوم / طهران وواشنطن، من سيرفع يده أولا
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 9/10/2017
حتى قبل أن ينفذ الرئيس ترامب تهديده بابلاغ الكونغرس أن ايران لا تفي بالاتفاق النووي الذي وقعت عليه قبل سنتين مع الادارة الامريكية، فقد سارعوا في طهران الى شحذ السيوف. قائد الحرس الثوري، علي جعفري، أعلن بلسانه الطويل عن تهديداته المستمرة بأنه سيمحو اسرائيل عن الخارطة، وقد وجه للحظة النار الى واشنطن وهدد بأنه اذا نفذ ترامب تهديده وفرض عقوبات اقتصادية على حرس الثورة كتعبير عن عدم رضاه عن الوظيفة السلبية التي يقوم بها، ضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط، فان ايران ستهب لمحاربة جيش الولايات المتحدة كما تحارب داعش.
مشكوك فيه أن تهديد كهذا سيؤثر على أي شخص في الولايات المتحدة، حيث أن ايران لا تشارك اطلاقا في الحرب ضد داعش. هذه المهمة تتركها للامريكيين وحلفاءهم. داعش يستخدم بالنسبة لها غطاء لتدخلها العسكري في العراق وسوريا حيث تحارب هناك المتمردين “المعتدلين” الذين يحاولون الوقوف في طريقها لغرس وتد في “الهلال الخصيب” وانشاء ما يشبه الممر البري حتى بيروت.
ولكن المقاربة مع داعش تتعلق بالموضوع وتعلم شيئا ما عن الحالة النفسية عن طابع وماهية حرس الثورة، ذلك الجسم المتطرف غير المساوم الذي يحمل اسم الثورة الاسلامية عبثا ويستغلها لنشر تأثير وحكم ايران في ارجاء الشرق الاوسط. ولكن الهدف الحقيقي هو تحقيق مصالحه الذاتية، التي يقف على رأسها الحفاظ على مكانته في النظام الايراني. من ناحيته، ابناء الشعب الايراني يمكنهم دفع ثمن مغامرة، على الاغلب ضائقة اقتصادية وفقر. الدم سيسفكه آخرون يخدمون ايران، سواء كانوا عراقيين أو سوريين أو لبنانيين أو فلسطينيين، والآن ايضا يمنيين.
تغريدات اخرى تقلق أكثر سمعت من جهة الرئيس الايراني روحاني ووزير خارجية ظريف. كلاهما يخشى على مصير اقتصاد ايران الراكد وكلاهما يعرف أن الناخبين في ايران يطلبون بتحسين الوضع بسرعة، كما وعدوا عشية التوقيع على الاتفاق النووي. ولكن في الوقت الحالي الفجوة بين التوقعات والواقع ما زالت كبيرة. مع ذلك، روحاني وظريف ليسا في حالة دهشة. وزير الخارجية الايراني ذكر اسمه في الاسبوع الماضي كمرشح حقيقي للحصول على جائزة نوبل للسلام بسبب الاتفاق النووي البائس الذي نجح في استخلاصه من أيدي ادارة اوباما. ان مجرد مستوى الوعي يبرهن على الحالة الاوروبية النفسية السائدة وايضا على الفجوة المتسعة – ليس بين المجتمع الدولي وطهران، بل ايضا بين زعماء العالم وترامب. هذا يمكنه أن يشكل عقبة جدية في طريق ترامب لتجنيد الدعم الدولي لجهوده من اجل فتح الاتفاق النووي وادخال تعديلات وتحسين عليه.
ولكن ترامب من ناحيته لا يخشى من الساسة المنافقين في ارجاء العالم، الذين يديرون ظهرهم للولايات المتحدة وايضا للحقيقة ويسارعون الى تقديم الشروحات بأن الاتفاق النووي هو الصفقة الافضل في المدينة. وهو لا يخشى ايضا من مستشاريه في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، الذين وقعوا طوال الوقت لعدم وجود رئيس يوقفهم، على سياسات هوت بموقف واشنطن الى الحضيض الذي نوجد فيه اليوم.
يبدو أن التحدي الذي يواجهه ترامب هو ترامب نفسه. ان سلوك فظ، ولغة مهينة ومحقرة، أمام الخصم والعدو، التهديد، واخيرا تصرفات غير متوقعة، كل ذلك يعتبر ذخر ثمين لمواجهة البلطجية المجاورين في كوريا الشمالية وطهران. ولكن المهمة بقيت نفس المهمة، لتحويل اقوال عالية النبرة وتغريدات في تويتر الى سياسات، واكثر من ذلك، الى خطة عمل فعلية تنفذها الولايات المتحدة على الارض. حيث انهم في طهران لا يتأثرون من هذه الاقوال، بل في الاساس من الافعال. وفي الميدان نفسه فان افعال واشنطن هي عكس الاتجاه الصحيح – عناق الدب الروسي وتقديم العراق وسوريا الى ايران من خلال التخلي عن الاكراد، الحلفاء المخلصين للولايات المتحدة في المنطقة.
الاعلان المتوقع لترامب هو خطوة اولى في الاتجاه الصحيح، لكن بدون الاصرار على مواصلة الرحلة الطويلة، لن تؤدي هذه الخطوة الى أي مكان.
هآرتس / الرهان السائب لنتنياهو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 9/10/2017
بخلاف رأي معظم زعماء العالم وأذرع استخباراته، ثابت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رأيه بان لا فضائل للاتفاق مع ايران وان ليس له سوى نواقص. وكان ضحى بعلاقاته مع الرئيس براك اوباما، الحزب الديمقراطي وقسم هام من يهود أمريكا لقاء الحق في اسماع رأيه امام الكونغرس في اذار 2015، وهو متمسك به اليوم ايضا. صحيح أن اسرائيل تتباهى بكتلة دول سُنية، برئاسة السعودية، والتي تدعم صراع نتنياهو، ولكن زعماءها يحافظون على صمت سري. وحيال المعارضة القاطعة من الصين، روسيا والاتحاد الاوروبي، وباقي دول العالم، يقف نتنياهو كالزعيم الوحيد الذي يعارض الاتفاق، ويحث الرئيس الامريكي دونالد ترامب، على التراجع عنه بمطلب التعديلات التي لن توافق طهران عليها ابدا.
في الشهر الماضي وقف نتنياهو مرة اخرى على منصة الامم المتحدة، أغدق الثناء المبالغ فيه على ترامب ودعا الى “الغاء أو تعديل” الاتفاق النووي. وفي بداية الاسبوع القادم من المتوقع للرئيس الامريكي ان يبادر الى شرخ سياسي حول الاتفاق، من خلال الامتناع عن اصدار المصادقة الدورية للكونغرس بان طهران تفي بتعهداتها. وحتى اكثر الناطقين كفاءة في البيت الابيض وفي مكتب نتنياهو سيجدون صعوبة في التنكر في المستقبل للصلة بين الحدثين.
لقد سبق لمساعدي ترامب أن المحوا بانه كفيل بان يكتفي بعناوين رئيسة وبالضجيج الذي تحدثه تصريحاته، اما نتنياهو فليس كذلك. فالاتفاق النووي لن يهتز عمليا الا اذا استغل مجلس الشيوخ الستين يوما المخصصة له في أعقاب بيان الرئيس كي يجدد العقوبات التي جمدت في اطار الاتفاق النووي. اما نتنياهو، مباشرة ومن خلال المنظمات والشخصيات الذين يسيرون خلفه، فسيضغط على الشيوخ لتشديد الضغط على طهران وهكذا يعرض الاتفاق للخطر. وفي افضل الاحوال فانه كفيل بان يتكبد هزيمة مشابهة لتلك التي الحقها به اوباما في الماضي، أو في أسوأ الاحوال، ان يتخذ صورة من دفع الولايات المتحدة نحو مواجهة سياسية من شأنها أيضا ان تتدهور الى اشتعال عسكري.
يدور الحديث عن رهان سائب حتى لو أخذنا بتحفظات نتنياهو على الاتفاق، فما بالك اذا اعتقدنا بان الغاء الاتفاق سيكون سيئا للدولة. فاسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بنشاط على هذا القدر من التظاهر والقطع في موضوع مختلف عليه بهذا القدر، ومن شأنه أن يشعل النار بل ويجبي ضحايا امريكيين. ان وعود نتنياهو بان مثل هذه المواجهة تخدم مصالح امريكية، ستذكر الكثيرين بكلمته في الكونغرس في 2002 حين وصف صناعة نووي متطورة في العراق لم يكن لها أي اساس، ودعا الى القضاء على نظام صدام حسين، ووعد بان الامر سيؤدي الى الخلاص والنجاة للشرق الاوسط. في حينه لم يكن سوى مواطن خاص، واقواله لم تترك سوى وصمة شخصية. اما الان فهو رئيس وزراء، واسرائيل كلها من شأنها أن تدفع ثمن ثقته المبالغ فيها بنفسه.