ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5– 10 – 2017

إسرائيل اليوم / تعيين العاروري نائبا لهنية.. حماس لا تتخلى عن طموحاتها في الضفة
إسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 6/10/2017
كتب المحلل الإسرائيلي، يوآف ليمور، في صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن تعيين صالح العاروري، نائبا لرئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في خضم محادثات المصالحة مع السلطة الفلسطينية، يدل على أن الحركة لم تتخل عن خطتها الاستراتيجية السيطرة على الضفة الغربية.
وقال المحلل الإسرائيلي إن العاروري، خلافا لهنية والسنوار، رجال غزة، فهو رجل الضفة، من منطقة رام الله، وبناء على ذلك سيكون ممثل الحركة في الضفة.
وأوضح ليمور أن العاروري الذي خرج من السجن الإسرائيلية عام 2010، بعد قضاء 18 سنة في السجن، وطرد إلى خارج البلاد، كان مسؤولا في السنوات الأخيرة من قبل حماس على بناء بنية تحتية عسكرية في الضفة الغربية. في البداية من دمشق، ومن ثم من تركيا فقطر واليوم من لبنان.
وأضاف أن اختيار هنية العاروري رقم 2 في الذراع السياسي للحماس، يعني كذلك أن هنية ينوي البقاء في غزة في المستقبل، ويتكل على العاروري أن يدير شؤون الحركة خارج البلاد.
يذكر أن العاروري خطط للانقلاب على السلطة الفلسطينية قبل 3 أعوام. وكانت إسرائيل قد كشفت المخطط قائلة إن العاروري تمكن من تجنيد 100 ناشط حمساوي وتسليحهم وكان الهدف من هذا التنظيم إطلاق عمليات ضد مؤسسات السلطة بهد إسقاطها والسيطرة على الضفة.
وكتب المحلل أن الذي يعرف العاروري عن قرب يعلم أنه لن يغيّر نهجه في إطار منصبه الديبلوماسي الجديد. ” العاروري ذكي جدا، ومتطرف جدا ومتمسك بالدين ويتكلم اللغة العبرية بطلاقة ويعرف إسرائيل على نحو عميق. وقد اكتسب ذلك خلال فترة سجنه الطويلة في إسرائيل”.
معاريف / نائب زعيم حماس الجديد : المسؤول عن العمليات في الضفة – صالح العاروري
معاريف – بقلم اليئور ليفي – 6/10/2017
في السنوات الثمانية الاخيرة عمل صالح العاروري كي يخرج الى حيز التنفيذ عمليات ضد اسرائيليين في اراضي الضفة الغربية. من أماكن اختبائه في خارج البلاد – سوريا، تركيا، قطر والان لبنان – وجه النشاط العسكري لحماس في الضفة. أما الان فقد انتخب في منصب جديد: نائب زعيم حماس.
تقرر في الايام الاخيرة تعيين العاروري ليكون رقم اثنين لزعيم المكتب السياسي للمنظمة اسماعيل هنية، الذي حل محل خالد مشعل في الانتخابات الداخلية الاخيرة التي جرت في بداية السنة.
العاروري (51 سنة) ليس غريبا على قوات الامن في اسرائيل: فمنذ ابعادة في 2010 يعمل من خارج البلاد لتشغيل وتفعيل خلايا حماس في الضفة في محاولة للمس باسرائيل. ولد في قرية قرب رام الله في 1966 ودرس في جامعة الخليل. وبعد تأسيس حماس أصبح واحدا من مؤسسي الذراع العسكري للمنظمة في الضفة وشارك في الانتفاضة الاولى. في 1992 اعتقلته اسرائيل وحكم بالسجن 18 سنة. قبل ثماني سنوات حرر من السجن – وأبعد. بداية سكن في سوريا ومن هناك انتقل الى تركيا. في اسرائيل لم يروا بعين العطف حقيقة أن العاروري يوجه العمليات من هناك وفي اثناء بلورة اتفاق المصالحة مع أنقرة طلبت اسرائيل طرده. في 2015 استجاب أردوغان – وانتقل العاروري للسكن في قطر مع معظم قيادة حماس. وفي السنة الاخيرة ابعد من هناك أيضا، على ما يبدو بسبب ضغط امريكي، وانتقل الى لبنان حيث يسكن اليوم. بين نشاطات المنظمة التي ربط بها اسمه: ادارة المفاوضات غير المباشرة لصفقة شاليط واختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في 2014. ظهوره في شريط الفيديو الذي وثق فيه يمتدح العملية يثير تخوفا من أنه ساعد في تنفيذها – ولكن حتى اليوم لم يصدر أي تأكيد رسمي على دوره المباشر.
ينتمي العاروري للمدرسة المؤيد لايران في حماس والتي تتبنى موقف اعادة بناء العلاقات مع طهران. والتقدير هو أن هو وزعيم حماس في غزة يحيى السنوار، المرتبطان ارتباطا وثيقا بالذراع العسكري قد يجعلا المنظمة أكثر كفاحية. من بين الشخصيات الثلاثة الكبار في حماس – هنية، السنوار والان العاروري ايضا – هو الوحيد الذي لا ينتمي الى معسكر غزة – بل يرتبط أكثر بالضفة وحماس في الخارج.
يأتي التعيين على خلفية اجراء المصالحة الجارية في الاسابيع الاخيرة بين غزة والسلطة الفلسطينية: في بداية الاسبوع القادم سيصل وفدا فتح وحماس الى القاهرة للشروع في المداولات على بنود المصالحة، وذلك بعد الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله الى القطاع وتلقي المسؤولية عنه.
ومع ذلك، في حماس أعربوا عن خيبة أمل كبيرة من ان الحمدالله، الذي أنهى أمس زيارته الى غزة، لم يعلن عن سحب أبو مازن العقوبات عن القطاع.
يديعوت / السنوات تمر والطريقة ذاتها
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 6/10/2017
ليس واضحا اذا كانت هذه المرة، على سبيل التغيير ستحظى السلطة الفلسطينية بالفعل بموطيء قدم في القطاع. وحتى لو حصل هذا، فانه سيكون عديم المعنى، لانه أولا كي تتمكن حماس من أن تكون شريكا في الحكم الفلسطيني يتعين عليها ان تستوفي “شروط الرباعية” التي تتضمن الالتزام بالاتفاقات السابقة، الاعتراف باسرائيل ومعارضة العنف. اما حماس فقد رفضت هذه الشروط المرة تلو الاخرى. وثانيا، حماس لا تعتزم نزع سلاحها او نقل السيطرة العسكرية الى السلطة الفلسطينية. وهي معنية، في اقصى الاحوال، بـ “نموذج لبنان”. اي توجد حكومة رسمية، منتخبة ظاهرا، ولكن السيطرة الحقيقية في الدولة هي لحزب الله. هكذا بحيث أن النية قد تكون بعض السيطرة الادارية للسلطة في القطاع لغرض الاستعراض امام الاسرة الدولية، ولكن النتيجة ستكون تعزيز القوة السياسية والعسكرية لحماس في الضفة الغربية.
الواضح هو أن اسرائيل ملزمة، حقا ملزمة، بان تعرض على سكان القطاع العالم بأكمله – ازالة الاغلاق، ميناء بحري، وغيره وغيره – شريطة أن تنزع حماس سلاحها. وستتصرف اسرائيل بحكمة اذا كانت هي التي ستبادر، الان بالذات، بمثل هذا العرض. والاستجابة له ستكون انتصارا للعقل السليم. ولكن لا أمل في أن يحصل هذا. رد سلبي سيوضح أن حماس تفضل الاغلاق والمعاناة وصناعة الموت على التطور والازدهار. والمسؤولية عن المواجهة التالية، التي ستأتي في موعد ما، ستكون على حماس. وستخرج اسرائيل الى المعركة مشحونة بعدالة الطريق. ليس متأخرا الخروج بمثل هذه المبادرة. والكرة توجد في القدس.
*
قبل ستة أسابيع نشرت امورا عن مسلسل تلفزيوني لاسامي في تركيا وعن اقتصادي اردني يروي في مقابلة تلفزيونية عن سيطرة عائلة روتشيلد على معظم البنوك في العالم، ومن خلالها السيطرة على كل دول العالم باستثناء ثلاثة – كوريا الشمالية، كوبا وايران.
هذا الاسبوع قرأت “سلام، لاجئون!” كتاب آخر ممتاز من انتاج توبيا تننبوم، عن اللاجئين في المانيا، ولمفاجأتي، دون صلة بالموضوع المركزي يكتب هناك تننبوم عن مجلة اقتصادية تسمى “أسبكت” نشرت معلومات عن “بنك عائلة روتشيلد” وتروى هناك، ويا للعجب، القصة ذاتها. لا يحتمل. فكرت في نفسي. اتصلت بتننبوم. هو على عادته، يوثق ويسجل كل قصة ولقاء له. لانه ينجح دوما في أن يصدر قصصا هي على حدود الـ “لا يحتمل”. وبعد بضع دقائق اعطاني التقرير الاصلي. والحديث يدور، بالفعل، عن القصة اياها، مع تغيير صغير واحد. حسب المجلة الالمانية، ايران تفقد الاستقلالية لان روتشيلد تسيطر منذ الان على منظومتها البنكية. بمعنى، ان هذه القصة الفيظعة، اللاسامية بكل معنى الكلمة نشرت في صحافة تبدو جدية قبل ان تصل الى “الخبير” الاردني، الذي سارع بالطبع على شرائها وتسويقها.
ما الذي يمكن ان يضاف؟ لا شيء.
*
“جامعة بريطانية قصقصت عنوان محاضرة لناجية من الكارثة تنتقد” اسرائيل”. كان هذا عنوان صدر في “الغارديان البريطانية”، صحيفة القوى التقدمية. “نقد؟” فكم الافواه بلا توقف يتحقق أساسا تجاه من يحاول أن يقول شيئا ما في صالح اسرائيل. إذن ماذا حصل هناك؟ وبالفعل يتبين أن واحدة، هي مريكا شرفاد، كانت ستعطي محاضرة تحت عنوان “انتم تفعلون للفلسطينيين ما فعله النازيون لي”، في إطار “اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي” في جامعة مانشستر. بكلمات اخرى، تلك الناجية من الكارثة جاءت لتروي بان اسرائيل هي في واقع الامر وريثة الدولة النازية. هذه بضاعة مطلوبة في الدوائر التقدمية وفي دوائر اليمين المتطرف. فهم متحدون في هذا الشأن. اما السفارة الاسرائيلية في لندن فطلبت تغيير العنوان في الصحيفة. واستجيب للطلب.
عمليا، الناجية من الكارثة تفعل لاسرائيل ما فعله النازيون لليهود: أكاذيب وفريات دم. لان الصحيفة وشرفاد على حد سواء يسعيان الى التشبيه بين عدد الابرياء الذين قتلهم التحالف الغربي، وكان جنود بريطانيا جزءاً مركزيا فيه، منذ اجتياحهم للعراق وافغانستان وبين العدد الادنى بكثير من الابرياء الذين مست بهم اسرائيل. يمكنهم ان يراجعوا المعطيات بشكل نسبي وبشكل مطلق على حد سواء. والنتيجة هي قاطعة لا لبس فيها. فهم قتلوا أكثر. اكثر بكثير، نساء أكثر، اطفال أكثر. ولكن لم تعمد اي صحيفة بريطانية او جامعة بريطانية، وكذا لا اوروبية ولا أمريكية، الى عقد ندوة مع محاضرة تشبه بين بريطانيا والنازيين. أما هذا التشبيه باسرائيل فمسموح به.
حسب التعريف الوارد للاسامية، والذي تبناه قبل بضعة اشهر البرلمان الاوروبي، فان مثل هذا التشبيه هو لاسامية صرفة. اما المحاضرة، بالمناسبة، فلم تخضع لمقص الرقابة. فقد تمت، ووحده عنوانها هو الذي تغير.
*
في حزب العمال البريطاني لا يقولون “ايها اليهود انصرفوا، بل يقولون فقط “ايها الصهاينة انصرفوا”. هذا ما حصل في ندوة حزب العمال في مدينة بريتون، حيث كان احد ضيوف الشرف هو ميكي بيلد، اسرائيلي سابق. فحتى هيئة لاصهيونية صرفة مثل “صوت يهودي للسلام” قرر التنكر لبيلد بسبب ملاحظات لاسامية. ولكن في ندوة حزب العمال اصبح خطيبا مركزيا. المشوق هو أن مطلب طرد الصهيونية من الحزب تصدره يهوديان هما نوعامي فيمبروم – ادريسي وميخائل كلمنوفتش.
ان الميزة الكبرى للاسامية الجديدة التي تتخذ صورة اللاصهيونية، هي في أنها تسمح لليهود أيضا بان يصبحوا لاساميين. قلة صغيرة تستغل هذه الفرصة حتى منتهاها.
*
الهجوم على دير ياسين اصبح علامة طريق في حرب التحرير. كان اجماع على أن الحديث يدور عن مذبحة. لا خلاف في أنه في أعقاب النبأ عما حصل هنا، في نيسان 1948، كان أيضا هروب جماعي وتنديد دولي. واعتزم البريطانيون قصف المكان كي ينتقلوا من اعضاء منظمتي الانفصاليين، الليحي والايتسل. ولكن مقاتلي الهاغناة احتلوا مكانهم. والغي القصف.
عاد البروفيسور اليعيزر تاوبر الى ذاك الحدث الذي اصبح وصمة عار، وأجرى، أغلب الظن، بحثا متشددا ودقيقا للغاية، في ظل مطابقة متكررة لمصادر المعلومات، الشهادات والتسجيلات من المصابين. والاستنتاج القاطع هو أنه لم تكن هناك مذبحة. لم تكن اصابة مقصودة، وبالتأكيد ليست منهاجية، للابرياء. لم تكن هناك اعمال اقتصاد، لم يكن تنكيل جنسي. ولكن قصص الفظاعة سادت في تلك الايام، احيانا كجزء من الخصومة بين الهاغناة وبين المنفصلين. ومثلما هو الحال دوما، كان هنا تضليل ايضا، حين نشرت صور من مذبحة نفذها العرب ضد العرب كصور من دير ياسين. السنوات تمر، ولكن الطريقة تبقى أبدا دوما.
كتاب تاوبر، “دير ياسين: نهاية الاسطورة” تعزز أمورا سبق أن كتبت في الماضي من اوري ميلشتاين، ويبدو أنه في اللغة التي هي ادبية وبحثية في نفس الوقت فانها توسع اليراع. فالحديث يدور عن كتاب واجبة قراءته لكل من يريد أن يعرف المزيد عما حصل هناك وعن الطريقة التي تنشأ فيها الفرية. الكتاب لا يتملص من الادعاءات القاسية. بل العكس يبحث فيها ويدحضها بيد فنان.
هآرتس / الحكومة سمحت للفلسطينيين – بالعمل في اسرائيل في فترة الاعياد
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 6/10/2017
لقد سبق قرار الحكومة الاستثنائي بفرض اغلاق لمدة 11 يوما على المناطق – من عشية عيد العرش حتى نهاية يوم السبت القادم – عدة جولات من المشاورات التي اجراها وزير الدفاع ليبرمان مع رؤساء الاجهزة الامنية. جيش الدفاع كما كتب هنا في السابق يعارض العقاب الجماعي الموسع في المناطق في اعقاب عمليات ويرى اهمية كبيرة لاستمرار تشغيل العمال الفلسطينيين في اسرائيل، كوسيلة لضبط اندلاع اعمال العنف. ولكن الظروف في هذه الحادثة كانت مختلفة قليلا.
في الجولة الاولى من المشاورات قبل رأس السنة أيد الشباك والشرطة المقاربة المشددة، أوصت الشرطة باغلاق في رأس السنة ويوم الغفران، وبعد ذلك اغلاق لمدة 11 يوما. من بداية عيد العرش وحتى يوم السبت القادم. في الشرطة برروا التوصية ايضا بحقيقة أنه في فترة العيد تجري احتفالات عامة كثيرة تقتضي جهودا كبيرة لتأمينها وتلقي بعبء استثنائي على رجال الشرطة. جيش الدفاع اقترح الاكتفاء بفرض الاغلاق في ايام العيد نفسها (رأس السنة ويوم الغفران واليوم الاول والاخير من عيد العرش) وتأجيل اتخاذ قرار عن الفترة التالية طبقا للتطورات الامنية. في المرحلة الاولى وافق ليبرمان على توصية الجيش.
العملية في 26 ايلول التي قتل فيها فلسطيني ثلاثة رجال أمن اسرائيليين في مدخل هار أدار، أنهت جزء من الافتراضات المسبقة لأن المنفذ كان لديه، بصورة شاذة عن منفذي العمليات في السنوات الاخيرة – تصريح للعمل في المستوطنات – بعد عمليات شديدة التي تكشف قصورات في الاستعداد الدفاعي لاجهزة الامن، يكون هناك ميل للانكماش – وتجميد الوضع من اجل فحص نقاط الضعف ومنع عمليات اخرى.
بعد حدوث العملية على الفور حدث رئيس الاركان موقفه. اوصى جيش الدفاع ليبرمان بفرض اغلاق مستمر لمدة 11 يوما من بداية عيد العرش وحتى يوم السبت، 14 تشرين الاول، كما تقرر أخيرا. كانت عدة تبريرات لتوصية الجيش، منها الجو الملبد في فترة الاعياد، التي فيها يزداد الاحتكاك نظرا لزيارة يهود الى جبل الهيكل، والخوف من أن يحاول مخربون القيام بمحاولة تقليد العملية الناجحة في هار ادار. بعد فرض الاغلاق تم العثور أول أمس على جثة مواطن اسرائيلي، روبين شمرلينغ. الشرطة تشك انه قتل من قبل عمال فلسطينيين بسبب ما يمكن ان يكون مزيجا من الدوافع الوطنية والجنائية. يمكن ان يكون لفرض الاغلاق في فترة الاعياد تداعيات متناقضة. لفترة قصيرة يقوم الاغلاق بتقليص الاحتكاك المحتمل بين الاسرائيليين والفلسطينيين في حدود الخط الاخضر. على المدى البعيد يكون من شأنه تسريع ميل معاكس وتشجيع فلسطينيين اخرين على عمليات ارهابية، في غياب مصدر لكسب الرزق.
لقد كان لوزير الدفاع بالتأكيد اعتبارات اخرى لفرض الاغلاق الطويل. منذ تسلمه منصبه في ايار السنة الماضية يميل ليبرمان الى تأييد خطوات عقابية شديدة جدا كرد على العمليات. في الغالب يتم نوع من عملية شد الحبل المتبادل بينه وبين الجيش – الى حين اتخاذ قرار تسوية. يوجد للوزير ايضا مصلحة سياسية للوضع نفسه، في نظر ناخبيه يظهر بأنه يتخذ اجراءات قاسية ضد الارهاب. في خلفية ذلك حدث في الاسبوعين الاخيرين تقدم ملحوظ في عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، التي في اعقابها هاجم ليبرمان ورئيس الحكومة نتنياهو تصرف قيادة السلطة. العملية في هار ادار وبعدها زيارة وزراء السلطة الى غزة بالتأكيد لم تشجع وزير الدفاع على تأييد اعطاء تسهيلات للفلسطينيين.
قانون لنا وقانون لهم
فور تنفيذ العملية في هار ادار سمعت في الائتلاف والحكومة مطالبات بوقف سياسة تصاريح العمل في اسرائيل، أو على الاقل اعادة فحصها. في نفس الوقت تم الحديث عن ضرورة فرض اغلاق طويل في فترة الاعياد. رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان (الليكود) دعا الى “الوقف الفوري لدخول الفلسطينيين الى اسرائيل والفحص المجدد لسياسة التصاريح”. وزير الامن الداخلي جلعاد اردان قال إنه يجب ان يتم فحص مجدد للتصاريح، “في الوقت الذي يوجد فيه ارهاب على خلفية ايديولوجية وتحريض في الشبكات الاجتماعية، ليس دائما يمكن معرفة من أين تأتي الضربة القادمة”. وزير الاتصالات والمعلومات اسرائيل كاتس اضاف بأنه “سيكون للعملية تداعيات قاسية على قدرة تشغيل فلسطينيين والتخفيف من شروط العبور”.
هذا الخط يكون مناسبا فقط كما يبدو عندما يكون الحديث عن اسرائيل الواقعة في حدود الخط الاخضر. عندما نصل الى المستوطنين الذين تصنف قيادتهم على الجناح الاكثر يمينية في الائتلاف فان قواعد اللعب تكون مختلفة. في الاعلان عن فرض الاغلاق الطويل لم يتم ذكر السياسة المتعلقة بدخول عمال فلسطينيين للعمل في المستوطنات وفي المناطق الصناعية الاسرائيلية في الضفة الغربية. من المعقول ان هذا لم يكن صدفة. معظم المستوطنات مرتبطة تماما بالعمال الفلسطينيين من اجل اعمال البناء والصرف الصحي. ورؤساء المستوطنات قريبين بدرجة كافية لآذان الحكومة من اجل ان تهتم بمصالحهم. العمل الفلسطيني في المستوطنات (الذي يتم تحت اشراف اكثر صرامة للمسؤولين عن الامن) ستستمر كالعادة في الفترة بين ايام عيد المظلة، في حين تكون ممنوعة داخل اسرائيل.
هذا ليس كل شيء، امس (الخميس) اجريت مشاورات هاتفية في اعقاب الطلب الذي تقدم به وزير الزراعة اوري اريئيلي، بدعم الشرطة ووزارة الامن الداخلي وموافقة الجيش. اريئيلي الذي هو من الجناح الديني المتطرف في البيت اليهودي، حصل من ليبرمان على مصادقة لدخول استثنائي الى اسرائيل لحوالي عشرة آلاف عامل فلسطيني في فترة الاعياد. معظم العمال سيعملون في فرع الزراعة، وعدد قليل منهم في مجال الصرف الصحي لدى السلطات المحلية والمستشفيات. لا يمكننا عدم الانفعال من قدرة المستوطنين وممثليهم في الحكومة على الامساك بالحبل من طرفيه. من جهة الاولى، لتجميع مكاسب سياسية سهلة لطرح موقف متصلب تجاه الفلسطينيين وقت تنفيذ العملية القادمة والتأكد بسرعة ان لا تمس الخطوات العقابية بصورة غير مباشرة بمصالحهم الانتخابية الهامة. بهذه المناورة المحكمة فان العمال الفلسطينيين هم مجرد أداة لعب، والمستوى المهني في جهاز الامن ينجر خلف اللاءات السياسية.

خصومة
هار ادار والنقاشات حول فرض الاغلاق اوجدت جولة اخرى من الخصومة المتواصلة، التي تجري في معظمها من خلف الكواليس بين القيادة العليا للجيش الاسرائيلي والشرطة. في المقابلة في موقع العملية قال المفتش العام للشرطة روني الشيخ إنه “ليست هناك صورة محددة للمخرب. يمكن ان يكون كل واحد قرر… ونفذ ونفس عن غضبه بالقيام بعملية”. قائد لواء القدس، المفتش يورام هليفي، سئل في ذلك المساء في مقابلة تلفزيونية هل كان للمنفذ تصريح عمل في اسرائيل، واجاب بنعم: “هار ادار هي اسرائيل”. فعليا، رغم ان معظم سكان المستوطنة لا ينظرون اليها كمستوطنة، هار ادار توجد خلف الخط الاخضر – وكان للمنفذ تصريح عمل فقط في المستوطنات وليس داخل اسرائيل.
هذا التمييز ليس بالضرورة دراماتيكيا. حسب الاعتقاد أن المنفذ لديه عائلة وليس لديه ماضي امني، كان سيحصل على تصريح ايضا داخل اسرائيل. ولكن في الجيش تولد الانطباع أن ليفي يخفي الحدود بصورة متعمدة بين الامرين وان الشيخ، الذي كان في السابق احد رجال الشباك، يختلف مع منطق وجهة النظر التي يحملها آيزنكوت بشأن الحاجة الى دخول العمال الى اسرائيل. التوتر تزايد بعد ايام معدودة، عندما قال مصدر مجهول في احدى قنوات التلفاز بأن ليبرمان تبنى توصية الشرطة حول الاغلاق المتواصل، خلافا لتوصية الجيش. فعليا، كما قلنا، الجيش حدث توصيته فور حدوث العملية، وقرار ليبرمان بشأن الاغلاق اتخذ بعد بضعة ايام فقط من ذلك. مكتب ليبرمان والمتحدث بلسان جيش الدفاع سارعا الى نشر تكذيبات، والاعلان مر بتخفيف واضح بين عناوين الصحيفة والتقرير نفسه، بعد بضع دقائق.
الخصومة بين الجيش والشرطة بدأت بقضية البوابات الالكترونية في المسجد الاقصى في تموز الماضي. وبازدياد حدة الازمة في الحرم – بوضع البوابات، كرد على عملية اطلاق النار التي قتل فيها شرطيان اسرائيليان – زاد الانقسام (الشرطة ايدت بقاءها والجيش والشباك عارضا ذلك)، زادت التسريبات المتناقضة الى وسائل الاعلام.
بصورة شاذة، عزز النقاش ايضا التحالف في القيادة بين الشباك والجيش. رئيس الشباك الحالي نداف ارغمان منفتح اكثر من سابقيه على التعاون الاستخباري الكبير مع الجيش، ومواقفه في النقاشات المختلفة قريبة جدا من مواقف ايزنكوت، وحقيقة أن الشيخ هو من خريجي الشباك (واعتبر من اقوى المرشحين لرئاسة الشباك حتى تعيينه المفاجيء مفتش عام للشرطة بعد انهيار الترشيحات في موجة الوراثة) هذه الحقيقة هي ايضا تسهم كما يبدو في خلق موازين القوى الشاذة في قمة القيادة الامنية.
في احتفال الذكرى السنوية لشهداء حرس الحدود الذي صادف اليوم التالي لموت جندي حرس الحدود سولومون غباريا في عملية هار ادار، تبين خلاف اخر بين الطرفيمن. اردان اختار هذه المنصة لتوجيه الانتقاد لخطة رئيس الاركان لتحسين ظروف الجنود في الجيش الاسرائيل بزعم أن الخطة تميز ضد جنود حرس الحدود. حسب الخطة التي طرحها ايزنكوت في الشهر الماضي فان من يعتبر رأس حربة – في الاساس رجال جهاز الهجوم (المشاة والمدرعات) والوحدات الخاصة – سيحصلون على امتيازات مقارنة مع الجنود الآخرين، وحتى لو كانوا يخدمون في وحدات مقاتلة. “للاسف” قال اردان “جنود حرس الحدود النظاميين لا يوجدون داخل تعريف محاربي رأس الحربة”. وقد ذكر القائمة الطويلة لقتلى حرس الحدود في العمليات في السنتين الاخيرتين وقال “ليس هناك حربة اكثر من هذه، ساعمل بكل قوتي من اجل تضمين مقاتلي حرس الحدود في الخطة الجديدة. ان جندي حرس الحدود يستحق راتب مثل نظيره في غولاني. هذا يستحقونه، بحق وليس احسانا”.
لكن في الجيش يعارضون مطالبة المساواة ويرفضون سكوت قادة الشرطة بأن عدم تضمين حرس الحدود في الوحدات الهجومية ينبع من قلق القيادة العامة ازاء الارتفاع في معنويات المتجندين للخدمة في هذا السلاح على حساب الوية المشاة. جنود حرس الحدود النظاميين، يقولون هناك، يخدمون ايضا في حيفا وتل ابيب، ليس هناك تشابه بين الصعوبات التي يواجهونها وبين ظروف خدمتهم (نوعية المواقع، الاجازات) وبين التي يواجهها مقاتل غولاني او مقاتل المدرعات. الخطة اعدت لايجاد تمييز بين مقاتل مهاجم يقف امام العدو في الحرب وبين باقي الجنود، واضافة حرس الحدود لوحدات الهجوم تقتضي ايضا ضم وحدات اخرى تخدم في المناطق او على الحدود مثل كتائب المشاة المختلطة (كركال ودوميو) او كتائب الانقاذ والنجدة لقيادة الجبهة الداخلية.
المصدر / نتنياهو: أتمنى أن يبقى أولادي خارج السياسة
المصدر – 6/10/2017
كان جواب رئيس الحكومة الإسرائيلي على سؤال الإعلامي الأمريكي إن كان يشجع أولاده على دخول السياسة قاطعا، قائلا “كلا” .
أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقطع مسبق لمقابلة شخصية أجراها الإعلامي الأمريكي هارفي ليفين، من قناة فوكس (FOX)، في مقر نتنياهو في القدس، ستنشر بكاملها يوم الأحد القريب، أنه يأمل أن لا يدخل أولاده السياسة لأنها “حياة قاسية”.
وسأل الإعلامي الأمريكي نتنياهو بعدها إن كان يحاول إقناعهم بالبقاء خارج السياسة، فردّ “نعم، لكن دون نجاح كبير”. وأضاف أنه يشعر أن واحدا من أبنائه يميل إلى دخول السياسة دون ذكر اسمه.
وعلى الأغلب، فنتنياهو يقصد ابنه يائير، البالغ من العمر 22 عاما، والذي يظهر إلى جانبه أكثر، وحسب مصادر في الحكومة الإسرائيلية وحزب ليكود، له تأثير كبير على والده، وهو يسعى إلى تعزيز قوته في حزب ليكود.
يذكر أن يائير أثار عاصفة قبل أشهر بعد أن نشر على صفحته الشخصية على فيسبوك بوستا اتسم بالعنصرية ضد منظمات وشخصيات يسارية، والأصعب أن البوست حظي على إعجاب من الزعيم السابق لمنظمة “كو كلوكس كلان” العنصرية، ناكر الهولوكوست، دافيد ديوك، ما أجربه على شطب البوست من شدة الانتقادات ضده.
نذكر كذلك أن لرئيس الحكومة تنياهو ثلاثة أولاد، ابنة من زواج سابق، اسمها نوعا تبلغ 39 عاما، وولدان من زوجته الحالية، سارة، وهما يائير، يبلغ من العمر 26 عاما، وأفنير وعمر 22 عاما.
هآرتس / ترامب: نتنياهو لا يريد السلام
هآرتس – بقلم ايريس ليعال – 6/10/2017
صباح الخير، سيد ترامب. أو كما يقولون لدينا، اكتشفت امريكا. لم نكن متفاجئين مثلك بالضبط من اكتشاف ان نتنياهو ليس هو الجهة التي يصعب اقناعها “في كل ما يتعلق بالجهود من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين”، كما كتب اول أمس براك ربيد نقلا عن سبعة مصادر اجنبية واسرائيلية طلبت عدم ذكر اسمائها (هآرتس). وقد اشارت هذه المصادر الى أنه في اللقاء بين ترامب والسكرتير العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش، بعد يوم على لقائه مع نتنياهو في نيويورك، قال ترامب انه “لا يصر فقط على دعم اتفاق السلام، بل هو نجح في صفقات كثيرة وصعبة. ولكنه دائما سمع ان الصفقة الاصعب منها جميعا هي تحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين”، ولهذا قال انه يريد محاولة التغلب على هذا التحدي.
كيف سيقوم الرئيس بعمل الشيء غير الممكن. سيحضر الطرفين الى طاولة التفاوض وسيتغلب على العقبات التي لم ينجح فيها احد من اسلافه؟ حسب المصادر الدبلوماسية فان ترامب يقدر ان الرئيس محمود عباس كبير السن ويواجه مشاكل سياسية داخلية، لكنه يهتم بأن يبقي من خلفه ميراثا. في حين أن نتنياهو يدرك أنه لن يحصل على رئيس امريكي مؤيد ومصغي لاحتياجات اسرائيل الامنية اكثر منه. كما اسلفنا، الرئيس الذي هو بلا شك رجل اعمال مجرب (رغم انه ليس بالتأكيد رجل اعمال ناجح) قام بتقدير الربح والخسارة المتوقعة للطرفين وتوصل الى نتيجة أن أحدهما، الفلسطيني، يريد أن يترك لشعبه اتفاق كجزء من ميراثه، في حين أن الآخر سيأتي الى طاولة المفاوضات كمن يتخبطه الشيطان.
يبدو انه لم يسبق أن قيل شيء كهذا بصورة واضحة الى هذا الحد: نتنياهو لا يريد التوصل الى اتفاق سلام. صحيح أن هذا ليس جديدا على أحد بأنه غير متحمس، ويضع العقبات، متردد وخاضع لضغوط داخلية. ولكن جميعنا نعيش بايمان عام وفارغ من المضمون بأننا كأمة نبعد عن الشر كما تأمر التوراة ونفعل الخير ونحب السلام ونسعى اليه. هذا محفور عميقا في نفوسنا وجزء اساسي من تكويننا، وحتى ان اشخاص متطرفون جدا من اليمين يصرون على تعريف انفسهم كمحبين للسلام. لهذا السبب كان لمقولة اهود باراك “ليس هناك شريك” تأثير كبير جدا. كما يبدو، تبين اخيرا ما هي المشكلة الحقيقية.
لهذا يوجد شيء من الحكمة في صياغة ترامب المحددة هذه، شيء من شأنه أن يفاجيء ايضا المصوتين لنتنياهو الغارقين في وهم أنه لا يوجد من نتحدث معه، لكن توجد ارادة. نتنياهو هو الذي لا يريد اتفاق السلام، لأنه حسب رأيه ليس ضروريا. هو يؤمن أن الشرق الاوسط الجديد لا يشبه المخلوق المتخيل لشمعون بيرس، يوجد فيه واقع جيوسياسي جديد، يكون فيه للولايات المتحدة وروسيا وظيفة اكثر سيطرة، قوة ايران ستكبح، الفلسطينيون سيستمر خنقهم تدريجيا في قطاع غزة وسيستمر قطعهم عن السكان في الضفة الغربية، وفكرة الدولة الفلسطينية ستهمل وتنسى من قلوبهم. هل هناك من يمكنه القول بصورة مؤكدة إن هذا غير ممكن، أننا لا نستطيع العيش هكذا الى الأبد، نسيطر على شعب مقموع وبائس، مسلوب ومنزوع الحقوق؟.
هذا ما لا يفهمه من يصمم الصفقة: اذا كان نتنياهو لا يريد اتفاق سلام، فان هذا لن يحدث. واذا كانت حاجة له، فسلسلة من الكوارث ستمنع وصوله الى الطاولة.
معاريف / تهديد السلام
معاريف – بقلم الون بن دافيد – 6/10/2017
عناوين كثيرة ارتبطت هذا الاسبوع بالنصوص والصور عن المصالحة التي تمت في قطاع غزة. كان هناك حتى من استخدم كلمة “تاريخي” (الكلمة المحفوظة بشكل عام لاحداث على مستوى مصيري). وحتى رئيس الوزراء هرع الى تحذيرنا من تهديد محتمل “بالسلام”. ولكن اذا كان احد ما يعتقد بان حركة حماس رفعت علما أبيض وهي توشك على تسليم ابو مازن المفاتيح لذخره التاريخي الحقيقي – يجدر به ان يعد حتى المئة.
كان غريبا حقا ان نشهد اسماعيل هنية يصافح رامي الحمدالله كريه نفسه، او أن يقسم يحيى السنوار بان “يقطع رقبة من يعارض المصالحة” فيما تروي عيناه بانه سيسعده ان يقطع بالذات رقبة شريكه الجديد ماجد فرج، رئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية الذي وقف الى جانبه. ما رأيناه حقا هو عرض تجميلي لوحدة اضطرارية احتمالها في ان تصبح مصالحة حقيقية طفيفة.
بعد عشر سنوات من ركل حماس لرجال فتح واقامتها دولة غزة، علقت في ازمة. فسيدتاها – قطر وتركيا – ابتعدتا ولم تعودا تضخا المال اليها مثلما في الماضي. في مصر، التي هي المخرج الوحيد لغزة الى العالم، استقر نظام معاد لحماس، والقطاع بمليوني سكانه، يغرق في أزمة اقتصادية شديدة لم يشهد لها مثيل، تهدد باخراج الفلسطينيين الى الشوارع.
لقد كانت مصر هي أول من لاحظ الضعف فقررت ان تملي على حماس قواعد اللعب الجديدة في أن في الخلفية ايمان مصري هاذٍ بانه يمكن استبدال حكم حماس بحكم محمد دحلان. ورد ابو مازن بعدهم فقطع بوحشية ثلث الواحد، 4 مليار دولار التي تنقلها السلطة الى غزة كل سنة، الامر الذي يزيد فقط الضغط على حماس. وبيأسها، اضطرت حماس الى طأطأة الرأس والمشاركة في المسرحية التي كتب سطورها المصريون.
ولكن مشكوك أن حتى ابو مازن، الرجل الحكيم في آخر ايامه، الذي على مدى 12 سنوات حكمه وجد صعوبة في أن يفرض إمرته على جنين وعلى طولكرم، يؤمن بأنه سيتمكن من دخول غزة كزعيم للقطاع. وخطابه المتملص هذا الاسبوع كشف عن مشاعره. سيسر ابو مازن ان يتخلص من حماس بالحساب الذي فتح قبل عقد بالانقلاب في غزة وليس أقل من هذا التعاون مع حماس لصد عدوهما المشترك دحلان.
من الجانب الاخر، من خلف ابتسامات حماس تنطلق نار الكراهية الدائمة لفتح والرغبة في تخريب ما تبقى من الحركة الوطنية الفلسطينية، التي بنهجها العلماني والذي يميل الى التسويات مع اسرائيل تعكس النقيض لكل ما تؤمن به حماس.
في اللحظة التي تنتهي فيها العناقات الزائفة ويجلس فيها الطرفان للبحث في المسائل الجوهرية، ستظهر الثغرات التي لا يوجد اي سبيل لجسرها. لقد كانت حماس مستعدة لتواجد السلطة الفلسطينية في المعابر مقابل الغاء عقوبات السلطة، ولكن ابو مازن لم يكن مستعدا للاكتفاء بذلك. فهو يريد كل شيء، وسيحصل على ما يبدو على القليل.
لا يوجد أي احتمال لان ينزع السنوار سلاح ذراعه العسكري او يعطي لفتح سيطرة أمنية في غزة. وحماس ترى بنفسها المنطقة الاقليمية العربية الوحيدة التي تديرها حركة الاخوان المسلمين. “المشروع” كما يسمي هذا رجال حماس بينهم وبين أنفسهم ولا نية لهم بالتخلي عنه. وبسرور سيمنحون ابو مازن امكانية الاهتمام بالمجاري والطرق المتفككة لغزة، ولكنهم لن ينقلوا اليه “المشروع”.
إذن يحتمل أن نحصل على مظهر سطحي لوجود رجال السلطة في المعابر، فيما أن من يسيطر عليها عمليا هم رجال حماس، ويحتمل أن نرى السلطة تتسلم معالجة الشؤون المدنية لغزة، بل ولعل المصريون سيتمكنون من التجوال كعرابين فخورين على مدى بضعة اشهر، ولكن المصالحة الحقيقية لن تكون هنا.
الصفقة المصرية
خطط المصريون هذا الاسبوع للاحتفال بنجاح خطوتهم في غزة، ولكن عندها جاءت الصفعة الرنانة من واشنطن والتي كشفت بعضا من العلاقات السرية التي تقيمها مصر مع كوريا الشمالية. فما نشرته “واشنطن بوست” عن سفينة لارسالية 30 الف صاروخ آر.بي.جي من كوريا الشمالية الى مصر جاء ليوضح للقاهرة بان صبر الامريكيين نفد.
للمصريين تقاليد طويلة من العلاقات مع كوريا الشمالية، مستمرة منذ أكثر من 50 سنة. فقد رابط طيارون من كوريا الشمالية في مصر عشية حرب يوم الغفران، وواحد منهم علق حتى في معركة جوية مع سلاح الجو الاسرائيلي (وفي النهاية اسقط بنار مضادة للطائرات مصرية). وحتى بعد اتفاق السلام مع اسرائيل، الذي منح مصر المساعدة الامريكية العسكرية الثانية في حجمها بعد اسرائيل، واصل المصريون شراء صواريخ ارض – ارض كورية شمالية.
العلاقات الحميمة لم تنقطع حتى بعد أن فرضت الامم المتحدة والولايات المتحدة عقوبات خطيرة على دكتاتورية عائلة كيم، وعبدالفتاح السيسي، الزعيم الحكيم بشكل عام، أصر على الابقاء عليه. وحذرت الولايات المتحدة، اسرائيل وغيرها من الدول مصر المرة تلو الاخرى من مغبة مواصلة شراء السلاح من كوريا الشمالية. وعلم في الماضي انه احبطت أيضا تهريبات لوسائل استراتيجية زودها الكوريون للمصريين.
مصر على اي حال لا تتمتع بصورة ايجابية خاصة في واشنطن، ولكن السيسي لم يقرأ الخريطة مع انتخاب دونالد ترامب. وحتى بعد ان حُذر في مكالمة هاتفية معه في شهر تموز بوقف شراء السلاح من كوريا الشمالية، وصلت الباخرة مع ارسالية الصواريخ في آب، فاقتطع ترامب 300 مليون دولار من المساعدات لمصر. سكتت القاهرة، ولكنها على ما يبدو واصلت اعمالها مع بيونغ يانغ، مما دفع الامريكيين الان الى الكشف عن ذلك على الملأ.
ترى مصر في كوريا الشمالية شريكا هاما. ومنذ عشرات السنين تتسلى مصر بفكرة تطوير قدرة نووية، واذا اختار المصريون السير في هذا المسار، فثمة فقط دولة واحدة ستبيعهم الادوات. فقد اشتروا ارسالية الـ آر.بي.جي من كوريا الشمالية ليس كي يوفروا بضعة دولارات، بل ليساعدوا صديقا في ضائقة. ولكن مع رئيس مثل ترامب، الذي لا يتحمس على اي حال للمساعدة العسكرية والاقتصادية السخية التي تمنحها بلاده لمصر (اكثر من 1.5 مليار دولار)، فان مصر ملزمة بان تكون أكثر حذرا. والايام ستقول اذا كانت تعلمت الدرس.
وتحمل هذه الايام معها درسا لنا ايضا: الاستفتاء الشعبي على استقلال كتالونيا وكردستان هو دليل آخر على أن التطلع للاستقلال الوطني وتقرير المصير لا يخبو في اي مكان. الاسكتلنديون، البالميون وكنديو كويباك – الشعوب التي تعيش في رفاه اقتصادي وتتمتع بحقوق المواطن الواسعة – لم تتخلى عن تطلعاتها للاستقلال. فهل يصدق أحد ما حقا بان شعبا يعيش تحت نظام عسكري منذ 50 سنة سيتخلى في اي مرة عن هذا التطلع؟ نقطة للتفكير.
هآرتس / ميرتس أنهت حياتها
هآرتس – بقلم رون كحليلي – 6/10/2017
لا يجد شيء اسمه يسار صهيوني. الحرب العالمية الدائرة في ميرتس (غلئون ضد غيلاون وبالعكس)، التي تحولت مؤخرا الى الضائقة الكبرى في اليسار الاسرائيلي الذي لا ينجح في خلق فضاء يمكنه الدخول اليه، وتمت مواجهته مرة تلو الاخرى بالادعاء الحكيم بأنه لا يوجد مكان، يوجد هنا يسار، ومن المحظور اطلاق النار داخل حاملة الجنود المدرعة.
ليس هناك شيء اسمه يسار صهيوني لان المصطلحين – “يسار” و”صهيوني” – هما مصطلحان متناقضان ولن يلتقيا أبداً. في الوقت الذي فيه التعريف الاساسي لليسار العالمي هو “مساواة للجميع، بدون تمييز في الدين، العرق والجنس”، فان تعريف الصهيونية الاساسي هو “وطن قومي للشعب اليهودي”، والتفسير الواضح لذلك هو أن هناك افضلية شاملة لليهودي، ليس فقط بسبب ماضيه القريب في اوروبا، بل بسبب أنه يهودي ببساطة. من اجل ان نخلق هنا اليسار الذي تحتاجه جدا اسرائيل الديمقراطية، حيث لا توجد ديمقراطية بدون كتلتين سياسيتين متساويتين، يجب على ميرتس – الحزب الذي سلب وأنهى قيم اليسار الى درجة أنه لم يبق منها شيء سوى بعض التل ابيبية السابقى – أن يتخلى عن سلاحه وأن يعترف بفشله وأن يتشتت بين الاحزاب الاخرى. أنا على قناعة بأن كل عضو من اعضاء الكنيست (الممتازين في هذا الحزب غير المؤثر سيجد بسهولة هدف وأجر بديل).
لماذا هذا هام؟ لماذا هذه الخطوة ليس فقط مطلوبة بل هي واجبة؟ ليس لأن ميرتس، حسب بعض الاستطلاعات التي تلامس نسبة الحسم من الاسفل، بل لأنه لا يوجد لميرتس حق وجود اخلاقي طالما أنه يمسك هاتين الصفتين في نفس الوقت. إن التمسك بالربط غير الممكن بين اليسار والصهيوني يشهد ليس فقط على الحفاظ العميق واستخذاء غير مكتمل للتيار الاسرائيلي العام (الذي لا يشتري هذه الكذبة وبحق)، بل هو ايضا يشهد على الاستخدام الفارغ، التبذيري، من قبل ميرتس للقيم العالمية التي تآكلت على مدى السنين، الى درجة تحولها الى نكتة كبرى لليمين الشعبوي.
واضيفوا الى ذلك حقيقة أن ميرتس، رغم جهوده السيزيفية، ليس ممتازا في الاتصال مع المجتمعات غير الاشكنازية – علمانية، برجوازية وتل ابيبية، وأنه لم يبرز اطلاقا في نضالات العمال، مثلا، أو في نضالات اجتماعية (شرقيون، اثيوبيون، حريديون وحتى روس). وربما دعمه لاغلبية المعارك والعمليات العسكرية التي قامت بها اسرائيل، ولا نريد التحدث عن تركيزه على الاحتلال، أو على حقوق النساء (التي يمكن ان نجدها في احزاب اخرى من اليمين واليسار). وستصلون ايضا الى نفس النتيجة وهي أن ميرتس أنهى حياته. ميرتس يجب عليه النزول عن المنصة لوحده وبدون مساعدة وبقامة مرفوعة، وأن تمكن اليسار الجديد المتنوع والاكثر قتالية والذي سيعرف من جديد الصهيونية واهدافها، من تجربة حظه. وكما قال الشاعر “لا يوجد مكان لحصانين على المذود”.
هذا لن يكون امرا سهلا، الصهيونية هي مركب دراماتيكي، تقريبا مقدس في نظر معظم اليهودي، وفي نظر اولئك الذين يعرفون انفسهم كيسار ايضا. ولكن لنتذكر ما سببته الصهيونية للفلسطينيين والشرقيين والحريديين على سبيل المثال، والثقافة والقضاء والتعليم ايضا. ان هذا سيمكن من تنظيف جدي للقيم الاكثر اساسية للمجتمع الاسرائيلي، صياغة اهداف اهخلاقية وحقيقية، وربما يساعد في بلورة رؤيا جديدة تخرج من هذا الرماد.
بسبب ان الصهيونية، لكن لا تقلبوا هذا، هي الرافعة التي بمساعدتها اقيمت دولة اسرائيل، وحيث أن الدولة قد اقيمت فلا حاجة الى هذه الروافع، فقد اصبحت زائدة ويمكن تخزينها والانتقال الى الصفحة القادمة في كتاب تاريخنا جميعا. وإلا، اسمحوا لي بأن اكشف لكم، ستتحول الصهيونية الى المبرر للاحتلال والقمع والقوة الفظاعة. لقد حدث ذلك.
معاريف / اللوبي الاسرائيلي
معاريف – بقلم جاكي خوجي – 6/10/2017
في الاسابيع الاخيرة كتبت هنا عدة مرات عن مؤشرات حب الاستطلاع التي تصدر من بغداد عن الاتصال مع اسرائيل. العراق اليوم هو احدى الدول المثيرة للاهتمام في المنطقة. فوسائل الاعلام الاسرائيلية تقل من الاهتمام بها إذ بعد كل شيء، فان مشاكلها لا تتعلق بنا حقا. ظاهرا على الاقل. ففي كل ما يتعلق بالدول العربية يحب الاسرائيليون ان يسمعوا السطر الاخير. فهل هم يحبون اليهود أم يكرهونهم.
معظم سكان العراق لا يهتمون على الاطلاق بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. بعضهم ينفر من اسرائيل، من بواقي عصر صدام حسين. وولدت السنوات الاخيرة مجموعة ثالثة ممن يدعون الى تجديد العلاقات مع اليهود.
بخلاف الاعتقاد السائد هنا، فان ايران لم تسيطر على العراق ولم تحتله. صحيح أنها قوة ذات مغزى في الجهد الاقليمي لنيل اكبر قدر من النفوذ في العراق، ولكنها لا تعمل هناك بحرية. رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي ينفر من الايرانيين ويسعى الى التضييق على خطاه. وتحظى سياسته بالتأييد من الداخل ومن الخارج، ولا سيما من جانب واشنطن، وتثير الهجمات عليه من جانب طهران ومؤيديها في بلاده. ومؤخرا صعد نجمه بشكل واضح بين الجمهور بسبب موقفه الصلب في مواجهة مسعود البرزاني في مسألة الاستفتاء الشعبي الكردي.
نشر موقع “مونيتور” الاخباري الامريكي قبل بضعة ايام تقريرا عن اللوبي المؤيد لاسرائيل في بغداد. الكاتب، الصحافي العراقي عدنان ابو زيد، اهتم لدى متصدري الرأي لمعرفة ما هو موقفهم من الاتصال مع الاسرائيليين. ليس هذا استطلاعا علميا بل جملة اقتباسات تبعث على التفكير، ولكن بوسعها أن تؤشر الى ميل آخذ في التعزز.
“العداء لاسرائيل ليس مصلحة الشيعة”، أجاب كاتب الرأي علي مارد الاسدي. “على الشيعة واليهود أن يتوصلوا الى تفاهمات على اساس انساني مشترك تضمن الحياة بسلام في الشرق الاوسط”. وعلى حد قوله فانه “اذا وضعنا جانبا تأثير الاجندة الايرانية وبقايا الثقافة البعثية، فلن تجد حتى ولا سبب منطقي واحد لوضع العداء تجاه اسرائيل. ولا سيما حين تكون لمعظم الدول العربية، بما في ذلك الدولة الفلسطينية نفسها، علاقات مع تل أبيب”.
وقال الاسدي ان هناك انعطافة دراماتيكية في الرأي العام العراقي في طالح المسألة الفلسطينية. وعدد سببين مبدئيين للامر. تأييدهم لصدام حسين الذي يكرهه العراقيون، واستخدامهم للارهاب. وأجمل في القول: “معظم الشيعة في العراق يحملون احساسا بالذنب لانهم لم يعملوا على انقاذ الجالية اليهودية المحبة للسلام، والتي كانت تعيش الى جانبهم بسلام وانسجام على مدى مئات السنين في وطن واحد”.
ويقول المحلل السياسي ماهر عبد جودة: “حتى في أوساط السُنة في العراق هناك الكثيرون ممن ينظرون بعين العطف الى السُنة في السعودية، في الاردن وفي دول الخليج، يتطلعون الى اقامة علاقات مع اسرائيل”. وعلى حد قوله، فان اسباب ذلك هي طائفية. “فهم يكرهون ايران الشيعية، المعادية لاسرائيل”.
ويقدر بانه اذا ما بحثت حكومة العراق في اقامة اتصال مع اسرائيل، فانها ستشجع المعارضة من جانب الاحزاب المؤيدة لايران، “ولكن الرأي العام الشيعي لم يعد معاديا لاسرائيل مثلما في الماضي، بسبب دور العرب، ومنهم الفلسطينيون، في العمليات في العراق”.
وأجملت عضو البرلمان شروق عبايجي الامر فقالت لـ “مونيتور” ان العديد من المواطنين العراقيين يريدون العلاقات مع اسرائيل. ولكن مواقفهم لا تمثل الخط الرسمي. عبايجي هي ليبرالية شيوعية، عضو في حزب الاتحاد المدني الديمقراطي. وهي تقول ان “اسرائيل تعمل على تشجيع هذه الميول”.
ان عضو البرلمان النشيطة مخطئة، بالطبع. فاسرائيل الرسمية لا تهتم بالاتصالات مع العراق، لا علنا ولا سرا.
برأي مصمم؟
بعد جهد جهيد توجهت الى مديرية التنسيق والارتباط في حاجز ايرز عميدة كلية التعليم في جامعة غزة، د. فتحية سامية. فقد عانت من سرطان الرحم، ونسق اطباؤها لها معالجة مدفوعة الاجر في مستشفى اسوتا في تل أبيب. من اسرائيل لم يصل جواب، ولكن د. فتحية لم تيأس. فقد رفعت طلبا آخر في اعقاب موعد جديد للعلاج في أسوتا، ولكنها لم تتلقى جوابا. فرفعت طلبا آخر. هكذا خمس طلبات على الاقل، كان آخرها يوم الاربعاء الماضي.
الطلبات من سكان القطاع للخروج الى اسرائيل تعالجها مديرية التنسيق والارتباط في الجيش الاسرائيلي في حاجز ايرز. سلسلة طلبات د. فتحية اجيب عليها المرة تلو الاخرى بان الموضوع قيد البحث. وعلى مدى الفترة قالت المخابرات للجيش الاسرائيلي انها لا تشكل خطرا أمنيا. ولكن في هذه الاثناء تدهور وضعها، وتضررت قدرتها على الكلام.
د. فتحية ليست وحيدة. فقد وصلت الى جمعية أطباء لحقوق الانسان، التي تعنى بقضيتها، أربع نساء اخريات مثلها، توجدن في حالة صعبة وخطر على الحياة، وتطلبن الخروج لتلقي العلاج في اسرائيل. وكلهن لا تستجاب طلباتهم لاسباب مشابهة. ويقول رجال الجمعية ان الجيش الاسرائيلي يماطل في الرد على طلب المحاضرة ويتعاطى معها باستخفاف. وصادق الجيش الاسرائيلي لها أمس بالدخول الى اسرائيل لاول مرة بعد ان سألنا عن الموضوع. وقالت مديرية التنسيق لنا ان طلباتها لم تصنف كعاجلة.
على مدى عشر سنوات من الاغلاق رفضت اسرائيل الاف الطلبات للدخول اليها من غزة. ومعظمها لاسباب امنية. بعضها بسبب البيروقراطية (احيانا تأتي التفاصيل من الطرف الفلسطيني بشكل غير مرتب). المجموعة الثالثة ترفض لاسباب سياسية. ومشكلة د. فتحية معقدة اكثر من أن تجد لها مكانا في اي من هذه المجموعات، ولكن هذا لا يهم. في السطر الاخير، مريضة سرطان، مطلقة وام لاطفال، تتوق للخروج لتلقي العلاج لانقاذ حياتها وغير خطيرة امنية، تجد نفسها مضطرة لان تنتظر الاذن لنصف سنة.
لو شاء الطرف الاسرائيلي لاخرج من غزة مريضة حتى باخطار ساعات قليلة. ولكن الاسرائيليين في حاجز ايرز يعرفون كيف ينتهجون سياسة اخرى. الرفض لغرض الرفض. الرفض السياسي على طلبات خروج الغزي غير المحظور من ناحية المخابرات هو أحد الحجارة الاساس للاغلاق. هذه سياسة تستهدف تعذيب سكان القطاع على أمل ان يحملوا الناس الذنب. الجمهور المستهدف الاساس لهذه السياسة هم التجار، المرضى، الرياضيون والفنانون. بهذا الترتيب الى هذا الحد او ذاك. ويخفي الرفض اعتقادا اسرائيليا ساذجا بانه باثقال اليد على السكان سيزداد استياء المواطن المسكين. وستصعد صرخته الى السماء وتدفع حماس الى الكف عن التسلح او عن حفر الانفاق وانتاج الصواريخ. هذا الاعتقاد ساذج لان الجمهور المقموع، الذي جرب الحروب، والخاضع لحكم متصلب، بصعوبة يكون قادرا على أن يطعم نفسه. فكيف سينشيء من داخله احتجاجا. صحيح أن اسماعيل هنية ورفاقه عرضة للتمرد، ولكن ليس بتمرد شعبي على نمط الهجوم على الباستيل، بل بانقلاب سلفي، جهادي، من شأنه ان يجعلنا جميعا نشتاق لحماس.
اسرائيل ليست ملزمة بانقاذ مرضى القطاع. ولكن لا يحق لها ان تستخف بكرامتهم. فما الذي سيتعلمه عن الاسرائيليين اطفال د. فتحية وطلابها في كلية التعليم؟ ماذا سيمر في رأسهم عندما يهزمها المرض؟ كيف سيشرحون بعد جيل لاطفالهم حقيقة ان اليهود كان بوسعهم ان ينقذوها ولكنهم تكاسلوا برأي مصمم؟ مثل هذه السياسة تدخل الكراهية المجانية للمجتمع الاسرائيلي في قلوب الفلسطينيين. واستخدام نساء القطاع ممن اصيبوا بامراض قاسية لن يربي محمد ضيف ولن يمنع اي عملية ان تكون طريق د. فاطمة لتلقي العلاج في اسوتا مسدودة .
اسرائيل اليوم / مصابون بالجنون
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 6/10/2017
الزوج الذي يضرب زوجته نمر الجمل، قاتل الثلاثة في هار أدار هو الاخير في القائمة الطويلة من المنفذين الفلسطينيين للعمليات – من المصابين بالاكتئاب، المرضى النفسيين أو اولئك الذين “نزلوا للحظة عن الخطوط” – ممن قتلوا واصابوا اليهود فشطبوا بذلك دفعة واحدة تصنيف “المجانين” كما شخصهم المجتمع الفلسطيني.
الجمل، مثل عشرات آخرين من القتلة المأزومين، أعاد مكانته في المجتمع الذي يعيش فيه كانسان طبيعي بل واكتسب لنفسه بطاقة دخول الى “قصر المجد الفلسطيني” كشهيد – كل ذلك بدم الثلاثة الذين قتلهم قبل اسبوعين في هار أدار.
كلما ارتفع عدد المرضى النفسيين الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات اجرامية، يعتاد الكثيرون على تصنيف مسرحية الدم لهؤلاء المضطربين كنوع من العمليات بحد ذاته. هذا التصنيف اشكالي. فهو اكثر مما يسهل على المنفذين من هذا النوع الجديد من العمليات، فانه يقدم تنزيلات للمجتمع الفلسطيني الذي يتبناهم، هم ايضا الى حضنه.
فالمجتمع السليم والسوي يبعد المضطربين عن صفوفه ويعالج ازماته. أما في المجتمع الفلسطيني بالمقابل فيعطي قتل اليهود للمرضى النفسيين ايضا مكان شرف في المصاف الوطني – الديني لديهم.
في المجتمع الفلسطيني يدخل قتل اليهود الى مؤسسة الشهادة حتى اولئك الهامشيين الاكثر اشكالية وغرابة، تحت أجنحة الطبيعية الشوهاء التي خلقتها هذه المؤسسة.
هناك قليل جدا من اليهود المضطربين نفسيا، هذا اذا كانوا على الاطلاق، ممن خرجوا لقتل العرب كحل لالامهم. وفي معظم دول العالم المتنور يكون من الصعب ان نجد اصحاب خلفية شخصية اشكالية ممن يجدون مخرجا لازماتهم بالذات من خلال العمليات الانتحارية وقتل أبناء الجماعات القومية أو الدينية المناوئة.
والاستنتاج الطبيعي هو إذن ان الضائقة الشخصية للفلسطيني أو للفلسطينية ممن يخرجون للمس باليهود هو ان “الزبد”، وان شئتم الجنون هو الذي يطفو. وهو يرضع من نبع اعمق بكثير. فالمجتمع الذي يعظم القتلة هو مجتمع مجرم. مجتمع يعانق مجانينه الذين قتلوا ويجعلهم نموذجا للقدوة هو مجتمع مريض مصاب بالجنون بقدر لا يقل عن مجانينه.
لا تنقص النماذج. فالعديد من العمليات من مصدر المشاكل على انواعها، والتي سجلت بأحرف من ذهب في التاريخ الدموي الفلسطيني أو كما وصفتهم وكالة الانباء الرسمية في السلطة الفلسطينية ذات مرة بانهم “الشهداء الاموات: الطريق الى التميز والعظمة طريق اولئك الذين يعرفون الطريق الى النصر العظيم”. هذه إذن قائمة جزئية فقط من السنوات الاخيرة: جميل التميمي، الذي ادين بارتكاب اعمال شائنة بحق ابنته وحاول الانتحار بشفرة، قتل بطعنات السكين في القطار الخفيف في القدس، الشابة البريطانية حنه بلدون.
فؤاد التميمي الذي فتح النار على الشرطة الاسرائيلية كان سارقا ومدمنا. منى فادي ابو طير (52) أم لخمسة، كانت تعاني حسب جهاز المخابرات من اكتئاب طويل، حاولت طعن اليهود في البلدة القديمة.
عبدالله طقاطقة من بيت فجار، الذي كان حسب الجيش الاسرائيلي مضطر نفسيا، حاول أن ينتحر بواسطة الهجوم بسكين على الجنود. أماني سباتين، ام لاربعة من قرية حوسان، تنازعت مع زوجها وعلقت في أزمة نفسية شديدة، حاولت دهس الجنود في مفترق غوش عصيون فقتلت باطلاق النار عليها.
أحد يوسف عامر، من قرية مسحا الذي حاول طعن الجنود على حاجز الزاوية، جنوب الكنا، قتل باطلاق النار. ومن رسالة الانتحار التي كتبها تبين انه نفذ العملية بسبب دين لعدة مطاعم.
رقية أبو عيد، ابنة الـ 13 من قرية عناتا التي حاولت طعن الحارس في حاجز عناتوت، ركضت عمليا نحو موتها وهي محبطة وغاضبة في اعقاب نزاع شديد مع أخيها.
عصام ثوابتة ابن الـ 34 من بيت فجار، يتلقى العلاج في مستشفى الامراض العقلية في بيت لحم، قتل هدار بوخارس ابنة الـ 21 بطعنات السكين. ج. مريض بانفصام الشخصية من قرطاس اصيب بعد عملية الطعن التي نفذها. ع. الذي حطم هرب صديقته قلبه قرر ان يثبت لها بعملية ضد اليهود بانها لم تقدره بما يكفي.
تطهير الصورة للمضطرين
المشكلة كما أسلفنا ليست فقط مع المضطربين نفسيا ممن ينطلقون الى المس باليهود. المشكلة الاكثر حدة هي في المجتمع الذي ينقل الهامشيين الاكثر اشكالية من القسم غير المقدر في المجتمع الى القسم المقدر لديه بفضل المس باليهود.
ان هذا الانتقال الحاد لا يتاح الا في محيط يعظم فيه الارهاب كل الوقت. مثل هذا الانتقال ليس ممكنا الا في مجتمع يربي ابناءه بشكل منهاجي على كراهية اسرائيل واليهود.
في هذه الايام بالذات نشر منتدى الشرق الاوسط ومركز شمعون روزنتال بحث د. روني شكيد ود. اهرون غرويس – عن كتب التعليم الجديدة الذي اصدره مركز المناهج التعليمية في السلطة الفلسطينية في رام الله لاطفال السلطة في السنتين الاخيرتين. يدور الحديث عن عشرات عديدة من الكتب. 200 صفحة من التقرير تفيد بمزيد من التطرف في الموقف من اليهود، من اسرائيل ومن السلام. واليهود الذين يعيشون في البلاد لا يعتبرون هناك كسكانها. واسرائيل هي ليست دولة ذات سيادة. اما العبرية كاللغة القومية للشعب اليهودي فتشطب.
أحد الكتب يؤكد أن اليهود الذين سيتبقون في البلاد بعد “طرد الغزاة” سيبيدهم المسلمون ويشاركهم في ذلك الشجر والحجر. ويبرز في غيابه كل موقف من موضوع الكارثة. وتمجد كتب التعليم في السلطة ذابحي اليهود في الخليل وفي صفد في 1929. والقاء الزجاجات الحارقة على الباص الاسرائيلي يوصف كـ “احتفال شوي”. حتى لو لم يكن في هذه الكتب دعوة صريحة للارهاب، فان تعظيم الارهاب موجود بالتأكيد فيها. وتعريف النزاع هو الاخر تغير. فلم يعد النزاع العربي الاسرائيلي بل النزاع العربي الصهيوني.
إذ ان احتمالات الحل للنزاع مع الصهاينة اقل بكثير من احتمالات الحل للنزاع مع اسرائيل. وأخذ الباحثان الانطباع بان “كتب التعليم في السلطة الفلسطينية تعد التلاميذ نفسيا وفكريا لصراع عنيف لتصفية اسرائيل وازالة سكانها اليهود تحت شعار “تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني”.
ان النتائج والميول التي يصفها غرويس وشكيد في بحثهما وكذا تطهير الصورة الذي يحظى به المضطربون نفسيا بعد قتلهم لليهود مغروسة في دوائر الحالة الطبيعية الفلسطينية، خارج جدران المدارس وخارج عالم مصابي المصير. عندما تعلن حماس بانها “تربي اطفالها على حب الجهاد والشهادة، وعندما تحتفل الامهات الفلسطينيات بموت ابنائهن كشهداء، وعندما تبث فتح او التلفزيون الرسمي للسلطة صور الاطفال يحملون البنادق لا عجب في ان الجنون ينخرط جيدا هو الاخر في حياة الشهادة، ويصبح جزءاً لا يتجزأ منها.
هآرتس / لا يوجد شيء يسمى ارهاب سياسي
هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – 6/10/2017
جاء في عنوان “هآرتس” الرئيسي أول أمس أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قال لسكرتير الامم المتحدة العام إن بنيامين نتنياهو اكثر تشددا من محمود عباس فيما يتعلق بجهود تحقيق السلام. هذا غير ممكن. نتنياهو صديقنا؟ بيبي؟ اكثر تشددا من محمود عباس؟ بيقين حدث خطأ. فنتنياهو يحب السلام جدا، سنة تلو الاخرى وقف على منصة الامم المتحدة واعلن بشكل صريح أن “شعب اسرائيل يصلي من اجل السلام، أنا ما زلت ملتزما برؤيا السلام”.
هذا فقط بسبب “عدم وجود شريك” و”نحن محاطون بحيوانات مفترسة” وأن “عباس لا يمثل كل الشعب الفلسطيني وأنهم غير ناضجين للديمقراطية، انظروا ماذا حدث في غزة. هل استغلوا الفرصة التي منحناها لهم؟ هل قاموا ببناء ميناء هناك وهل ركزوا على الصيد وكسب الرزق من السياحة؟ يا ليت لو كانت لديهم حكمة بن غوريون السياسية، لكانت قامت لهم في اليوم الذي أعطيت لهم فيه الضفة الغربية حماستان.
ان الانضمام “أحادي الجانب” للسلطة الفلسطينية للانتربول – أي دون موافقة السيد الاسرائيلي – تم اعتباره في اسرائيل على أنه “هزيمة سياسية” في اليمين، لشديد الدهشة في الوسط وفي اليسار. أي سبب في العالم يمكن أن يكون للناس الذين يؤيدون اقامة الدولة الفلسطينية، لاحباط اقامة البنى التحتية والمؤسسات الديمقراطية في الطرف الفلسطيني؟.
وزير حماية البيئة والقدس زئيف الكين أوضح أن “اسرائيل لا تستطيع ضبط نفسها ازاء الحرب الدبلوماسية التي تجريها ضدنا قيادة السلطة الفلسطينية”. عفوا، يا الكين، لكن ما الذي تعنيه بـ “حرب دبلوماسية؟”. المنطق المريض الذي انتشر في خطاب اسرائيل السياسي مكن من ظهور تناقضات ذاتية مثل “الحرب الدبلوماسية” و”الارهاب السياسي”. الدبلوماسية هي النقيض الكامل للارهاب. ان من يعارضون الصراع المسلح – أي الارهاب – يؤيدون الدبلوماسية. ولكن في اسرائيل حتى هذه تعتبر ارهاب. اذا ما هو النضال الشرعي في نظر الاسرائيليين؟ حسب تلك البساطة الشديدة التي يتعاملون بها مع مصطلح الارهاب، يمكن ان نسمي ما يفعله الاسرائيليون بالفلسطينيين بـ “ارهاب منطقي”: فلسطين غير ناضجة لأن تكون عضوا في الانتربول لأنها ليست دولة، ولن نسمح لكم في أي يوم أن تصبحوا دولة.
وفد كبير من السلطة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله وصل في يوم الثلاثاء الى قطاع غزة كجزء من لقاءات المصالحة مع حماس. “لن نسمح بنموذج حزب الله”، أوضح عباس لحماس، وشرح أنه عندما ستنضم حماس الى مؤسسات م.ت.ف سيكون لزاما عليها قبول مبادئها. “نحن في الضفة الغربية نتصرف حسب قانون واحد وسلطة واحدة. ومن يحوز سلاح مرخص، حتى لو كان من فتح، فأنا أصدر أمر باعتقاله”، قال. اللقاء الفريد من نوعه بين الطرفين جاء نتيجة جهود الوساطة التي قامت بها مصر، والتي تضمنت وفدا رفيع المستوى من المخابرات المصرية الذي وصل الى غزة للاشراف على اندماج الحكومة الفلسطينية بغزة. وعندما وصل الحمد الله الى غزة قال إن هذه تعتبر لحظة تاريخية.
لحظة تاريخية؟ لقد أضحكتم الاسرائيليين. هل يوجد للحيوانات المفترسة لحظات تاريخية؟ “مصالحة وهمية”، هكذا استخف نتنياهو بالأمر. “الامر لا يتعلق بمصالحة فلسطينية، بل ارتباط أبو مازن بمنظمة ارهابية قاتلة. ان نقل الاموال لحكومة حماس مثله مثل نقل اموال من اسرائيل لداعش – سنحصل على صواريخ تطلق علينا مقابل هذه الاموال”، قال وزير التعليم لدينا، الخبير في “نقل الاموال”، كما عرف ذلك المعلمون لدينا في هذا الاسبوع. اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. أي أنها ستفعل كل ما في استطاعتها من اجل منع اقامة ديمقراطية اخرى.
هآرتس / نتنياهو أصعب من عباس
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 6/10/2017
استند اليمين الاسرائيلي الى المباشرة غير السليمة سياسيا التي تميز بها دونالد ترامب حيث تكشف الربط السياسي من جانب الفلسطينيين. ولكن يخيل أن من انكشف رفضه هو بالذات بنيامين نتنياهو، الذي قال عنه ترامب للامين العام للامم المتحدة الشهر الماضي انه أصعب من عباس في كل ما يتعلق بمساعي تقدم السلام.
في الجمعية العمومية للامم المتحدة الشهر الماضي توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتأثر للفلسطينيين وناشدهم الوحدة كي لا يفوتوا الفرصة. اما للاسرائيليين فقال: “لنا في مصر تجربة رائعة وهائلة من ناحية السلام معهم. يمكننا أن نكرر الخطة الرائعة”. ليست دعوة السيسي الى الوحدة السياسية مرضية ومتسرعة. فقد قال السيسي الامر بعد أن عاد وفد من كبار رجالات حماس من زيارة الى القاهرة، وفي اعقابها زار هذا الاسبوع ممثلو حكومة السلطة غزة وشرع الطرفان في محادثات مصالحة ستستمر الاسبوع القادم في القاهرة.
منذ زمن والسيسي مصمم على اعادة تحريك المسيرة السلمية. ولكن يبدو أنه مثلما لاحظ ترامب، الطرف الاسرائيلي لا يوجد شريك جدي. في السنة الماضية التقى السيسي مع نتنياهو ومع رئيس المعارضة اسحق هرتسوغ، في لقاء سري في أعقابه أجرى الرجلان اتصالات لتشكيل حكومة وحدة. والكل يتذكر كيف انتهت هذه “الاتصالات”: انعطافة حادة من اليمين من جهة نتنياهو وتعيين افيغدور ليبرمان وزير للدفاع.
في ضوء الجدية التي يبديها السيسي، والثمار الاولية التي اعطتها مساعيه، فان رد حكومة اسرائيل معيب. “نحن غير مستعدين لقبول مصالحات وهمية”، قال نتنياهو باستخفاف عن اللقاء، وكأن اسرائيل لا تستخدم الانقسام الفلسطيني كي تشكك بشرعية عباس. وبعد ذلك عدد قائمة الشروط التي تحققها وحده يريحها. بل ان وزير التعليم نفتالي بينيت دعا الى وقف تحويل الاموال الى السلطة الفلسطينية.
بينما يتعاون الفلسطينيون مع المصريين في خطوة المصالحة، التي اذا نجحت ستكون ذات مغزى هائل لمستقبل غزة – والتي تكاد الظروف فيها لا تكون مناسبة لحياة الانسان – ومستقبل القيادة الفلسطينية، وستساعد في استئناف المسيرة السلمية، تواصل حكومة اسرائيل عزف الاسطوانة المشروخة ذاتها وترفض اعطاء فرصة حقيقية للتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى