اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 18– 4 – 2017
هآرتس / الخليل أصبحت خالية والحواجز تزداد
هآرتس – بقلم عميره هاس – 18/4/2017
الجنود الذين تجولوا بين البيوت واشجار الزيتون طلبوا رؤية بطاقة هوية خالد أبو شخيدم (20 سنة) من الخليل. خالد أخرج بطاقة الهوية من جيبه. الجنود قاموا بفحص الرقم المكتوب بخط اليد على غطاء الهوية باللون الاخضر، والذي يناسب القائمة الموجودة لديهم. فتركوه. خالد عاد الى بيته الذي يبعد ثلاثة امتار عن المكان الذي أوقفوه فيه.
عمل الجنود حسب الاوامر في يوم السبت ذاك، الذي سبق عيد الفصح. ومنذ سنة ونصف يمنع الجيش الاسرائيلي دخول الفلسطينيين الذين لا يسكنون في غرب الخليل القديمة، التي يبلغ عدد سكانها 1200 شخص: في أعلى تل الرميدة وحتى شارع الشهداء في الاسفل. أبو شخيدم مثل جيرانه، يعرف أن بطاقة الهوية يجب أن تكون في الجيب دائما، حتى لو خرج لالقاء القمامة أو لارشاد الزوار الاسرائيليين على الطريق.
لقد مرت عشرين سنة منذ التوقيع على اتفاق “واي” الذي يقضي بنقل 80 في المئة من الخليل للسلطة الفلسطينية. وكل عائلة فلسطينية بقيت من اجل السكن في الـ 20 في المئة الباقية. المنطقة التي تسمى “اتش 2” هي مثال على قدرة التحمل الكبيرة.
عائلة أبو شخيدم تعيش في تل الرميدة قرب موقع الحفريات الأثرية التي تقوم بها الادارة المدنية وجامعة اريئيل، والتي تم تجميدها. وقد قال الأب مجد في مكالمة هاتفية أمس مع الصحيفة إنه خلال عيد الفصح تجول في الحي كثير من الزوار اليهود. ايضا القناة 7 تحدثت عن “الاعداد الكبيرة التي تقوم بالتجول في المواقع المقدسة في الحاضرة اليهودية… وألف مقاتل من الجيش الاسرائيلي والشرطة وحرس الحدود”، الذين تم تخصيصهم للحراسة. وحسب تقرير “ضابط الدفاع التابع لكتيبة يهودا، ايتان دانا، قال إنه ليس هناك موعد أفضل لأخذ العائلة لتطبيق كلمات اغنية “قم وتجول في البلاد مع حقيبة على الظهر وعصا”. ولكن في الاعياد وفي ايام السبت وفي الصيف والشتاء محظور دخول الفلسطينيين من جنين ورام الله الى المنطقة، حتى لو كان لهم أقارب يعيشون فيها، أو ولدوا فيها وغادروها الى خلف الحواجز.
أعلن الجيش الاسرائيلي منع الدخول الى تل الرميدة وشارع الشهداء في نهاية تشرين الاول 2015. ورغم رفض الخضوع لطلب الادارة المدنية، والتسجيل من قبل “السكان الدائمين”، فان ميزان القوى والاقتحامات الليلية للجنود وممثلي الادارة المدنية، أجبرت الفلسطينيين على الخضوع. وقد مر18 شهرا وما زال المنع قائما. الاعلان في تشرين الاول 2015 عن اعلان المنطقة تم الغاءه في أيار 2016، لكن هذا الالغاء يُمكن الاجانب والاسرائيليين الذين ليسوا مستوطنين من دخول المنطقة – وليس الفلسطينيين الذين يعيشون على مسافة قصيرة من المنطقة المعزولة. ومن اجل عدم التورط مع الاسماء العربية، سجل الجنود الرقم المتسلسل في القائمة التي لديهم على غطاء بطاقات الهوية لكل من يعيش في تل الرميدة – إن حق الدخول الى البيت يتعلق بعدة ارقام. ومنع الدخول لا يسري على الاولاد تحت سن 16 سنة، ورغم ذلك فان الجيش الاسرائيلي يمنع دخول الفلسطينيين الذين تبلغ اعمارهم 16 – 30 سنة منذ تموز 2016 الى مناطق اخرى في “اتش 2”.
منقطعون عن العائلة
هذا المنع أضيف الى قيود كثيرة على الحركة التي فرضتها اسرائيل بالتدريج على الفلسطينيين في منطقة “اتش 2” في الخليل منذ العام 1994، بعد أن قتل باروخ غولدشتاين 29 مصليا في الحرم الابراهيمي. حركة السيارات الفلسطينية ممنوعة في جزء كبير من البلدة القديمة، مركز الخليل، التي يوجد فيه كثير من المستوطنات. جزء كبير من شارع الشهداء في الشرق مغلق تماما أمام عبور الفلسطينيين، بما في ذلك الذين ما زالوا يعيشون هناك. وهم يخرجون عن طريق الاسطح أو الادراج الخلفية. مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية “أوتشا” قام باحصاء 18 حاجزا فيها جنود. 14 حاجز منها يكون فيها احيانا جنود، اضافة الى 70 عائق دائم (جدار اسمنتي، مكعبات اسمنتية وبوابات يتم اغلاقها)، تفضل مركز البلدة القديمة عن باقي اجزاء المدينة.
في نهاية شهر آذار الماضي تم تعليق أمرين عسكريين في تل الرميدة حول السيطرة على عدة اراضي، حيث ينوي الجيش الاسرائيلي اقامة المزيد من الحواجز الكبيرة في قلب الحي من اجل وضع بوابات للفحص وبوابات دائرية وكاميرات وفواصل بين الجنود وبين المارة. أحد الحواجز سيقام بدل حاجز غلبرت قرب مسجد جبل الرحمن، والآخر قرب بيت قفيشة. ومعروف أنه لم يتم تقديم أي اعتراض على السيطرة على الارض. وهذا الامر تم توقيعه باسم قائد المنطقة الوسطى، الجنرال روني نوما، وهو ساري المفعول حتى نهاية آذار 2020. في السنة الماضي قدمت لجنة تطوير الخليل وعدد من السكان دعاوى لمحكمة العدل العليا ضد مصادرة الاراضي من اجل توسيع ثلاثة حواجز اخرى. وقد رفضت المحكمة هذه الدعاوى. وحسب السكان، ليس هناك من يحاول اقناع القضاة من جديد، لأن كل شيء متعلق بالأمن. يعتقدون في الخليل أن الحواجز الجديدة ستعزز الفصل، لكن المتحدث بلسان الجيش قال “هذا يعتبر جزء من تطوير القدرة العملياتية والبنى التحتية في المستوطنة اليهودية في الخليل، حيث تم اعمار مواقع رقابة وتطوير معابر ومنها المعابر التي يُتحدث عنها، والتي صدر أمر السيطرة عليها في الاسبوع الماضي.
حسب الجيش الاسرائيلي، تمت اقامة المعابر كـ “جزء من استخلاص الدروس في اعقاب العمليات الارهابية في السنة الماضية التي أدت الى تغيير نظرية الدفاع. هذه المعابر ستزيد مستوى الأمن من جهة، وتحسن نسيج الحياة من جهة اخرى، أي حركة السيارات والسير على الاقدام، سواء لليهود أو الفلسطينيين”.
إن وجود حاجز عليه جنود مسلحين، من اجل الفصل بين السكان وبين الحانوت أو العيادة لا يعتبر بالنسبة للفلسطينيين تحسينا، بل قيود اخرى واهانة. جميلة الشلالدة التي تعيش في بيتها القديم والجميل في شارع الشهداء قالت إنها لا تخرج الى المدينة التي توجد خلف الحاجز سوى مرة واحدة كل عشرة ايام. العبور صعب جدا بالنسبة لها. “لا يمكن التعود على المنع، رغم أننا قررنا البقاء هنا”، قالت للصحيفة. بعض الجيران الذين نزلوا من الطابق الاعلى الى الساحة الداخلية للبيت للتحدث، الاخوان زيدان ومفيد الشرباتي، الاول فقد عينه بسبب حجر رشقه عليه المستوطنون قبل بضع سنوات. والثاني ضربه الجنود، واحتاج الى اجراء عملية جراحية في الاردن. الثلاثة يعتقدون أنه في السنة ونصف الاخيرين كان هناك ثماني عائلات لم تتحمل العزلة الاجتماعية والعائلية فقررت ترك تل الرميدة. ولماذا لا يغادرون؟ خاصة بسبب معرفة أن المستوطنين قد يسيطرون على البيت، كما قالت الشلالدة والأخوان الشرباتي. يقولون إنه على مدى سنين، وخاصة في الاشهر الاخيرة، توجه اليهم المستوطنون واقترحوا عليهم المال الكثير مقابل البيوت التي يعيشون فيها. وفي الثمانينيات اقترحوا على الأخوين الشرباتي الهجرة الى افريقيا مقابل البيت، لكنهم رفضوا. مفيد الشرباتي قام باضافة غرفة على السطح للعائلة التي كبرت. وقال إن القائد العسكري قد سمح له، لكن المستوطنين قاموا بتقديم شكوى وتم وقف البناء. اكياس الاسمنت تتلف مع الوقت وهي على السطح وقضبان الحديد تصدأ.
بيوت فارغة
عشية نقل الصلاحيات للسلطة الفلسطينية في الخليل في 1990 كان يعيش في المنطقة التي اصبحت “اتش 2″، 35- 40 ألف فلسطيني. 12 ألف منهم كانوا قرب المستوطنات التي ما زالت معيقات الحركة فيها صعبة، والحياة فيها مشلولة بالكامل. بعض الفلسطينيين غادروا بسبب هذا الضغط. ومن بقي هم فقراء وعنيدون. في العام 2006 فحصت “بتسيلم” ووجدت أن سكان 1040 شقة غادروا (41 في المئة من اجمالي عدد الشقق) منذ 1994. في استطلاع لجنة تطوير الخليل من العام 2015 زاد العدد الى 1105 من الشقق التي تمت مغادرتها. حوالي 1800 مصلحة تم اغلاقها بشكل دائم بسبب 500 أمر عسكري والبعض بسبب عدم وجود الزبائن أو النقل أو اعتداءات المستوطنين والتشديد العسكري.
عندما تزوجت شلالدة وانتقلت الى السكن في الشارع قبل ثلاثين سنة كان يعج بالحياة والمحلات والسيارات وضحك الاولاد واحاديث الجيران. الشلالدة قامت بذكر المحلات الواحد تلو الآخر: مخيطة السلايمة، وهي عائلة انفصل عنها الزوج بعد أن قرر ترك الحي، وصالونات الحلاقة ليغمور وأبو ماهر دعيس، وحانوت الزجاج لزلوم، ومخيطة اخرى للهشلمون، ومحل النرجيلة لسعدي الآغا، ودكان الجعبة، منجرة أبو عويضة، المركز الطبي، نادي رياضي، مقر صحيفة الشعب. ولم يبق أي شيء من هذا العمل الاقتصادي والاجتماعي، الغني والمتواصل، فقط أبواب حديدية قام الجيش باغلاقها بشكل دائم في العام 2000. وفوق هذه المحلات المغلقة توجد شقق سكنية، ومن خلف القضبان الحديدية اطفال ينظرون الى الخارج بفضول. “عندما يكون هناك حماية على النافذة من اجل منع دخول حجارة المستوطنين فهذا يدل على وجود أناس في البيت، وعندما لا تكون الحماية فهذا يعني ان السكان تركوا منذ زمن”، قال عماد أبو شمسية من تل الرميدة، الذي قام بتوثيق الجندي اليئور ازاريا وهو يطلق النار على عبد الفتاح المصاب، بعد عدة دقائق من محاولة طعن جندي. ومنذ ذلك الحين أحاط الجيش الاسرائيلي بيت أبو شمسية بالجدران الاسمنتية وتم وضع كاميرا على البيت المقابل من اجل متابعة تحركاته.
صديق أبو شمسية، بديع دويك، قال لضيفة نرويجية اسرائيلية انضمت للجولة، إنه يحظر عليه مواصلة السير في شارع الشهداء. “أنت مسموح لك”، قال. فبدأت بالبكاء. “لم أتوقع أمر كهذا”، قالت. وقد قصدت كل ما شاهدته وسمعته في جولتها في المنطقة: “البيوت الفارغة، الدرج في الشارع الذي تسير عليه امرأة عجوز، الاصلاح البطيء لبيت المعاق الذي لا يحصل على تصاريح ادخال العمال ومواد البناء. عربات المحلات التجارية التي ينقل بها السكان البضائع والطعام، طفل من عائلة العزة الذي مرض ومات في الشتاء بسبب تأخر سيارة الاسعاف، وقد تم سماع جنود الجيش في حاجز غلبرت وهم يقولون: “لو كانوا اسرائيليين لكان سمح لهم بالعبور”.
الضيفة النرويجية الاسرائيلية سمعت من شلالدة وعائلتها أن العزلة والانقطاع عن المجتمع هي امور صعبة جدا، وأن هذا يؤثر على الاطفال. والبالغون في حالة اكتئاب دائم. صحيح أن هناك مبادرات فلسطينية اجتماعية تحت شعار “تفكيك غيتو الخليل”: في البيت الذي غادره اصحابه، اقاموا روضة للاطفال، وأجروا مسابقة دينية باشراف وزارة الاديان من اجل تشجيع الناس على المجيء. وهم يقومون بنشاطات تصويرية للاولاد ويوزعون كاميرات الفيديو على بعض المدارس، واحيانا يتظاهرون، مع اصدقاء اسرائيليين، ضد اغلاق الخليل. وعندما يتم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع والضرب والاعتقال. قبل شهر بادروا الى زرع اشجار الزيتون في حي وادي نصارة شرق “اتش 2”. وقد كان ثمن لهذا النشاط: اربعة نشطاء تم اعتقالهم بعد أن قال المستوطنون للجيش إن هناك اعمال محظورة. وقد تم عرضهم على المحكمة العسكرية في عوفر وتم اطلاق سراحهم بعد ثلاثة ايام بكفالة بلغت 3.500 شيكل، وحظر عليهم الدخول الى ساحة الجريمة مدة عشرة ايام. وتم تقديم لائحة اتهام ضد النسيط عيسى عمر، أحد مؤسسي “شباب ضد المستوطنات”. وقد جاء في لائحة الاتهام 18 بندا شملت المشاركة في مظاهرة غير قانونية واهانة جندي. وسيتم استئناف محاكمته في عوفر في الصيف.
العيش في المجاري
المشكلة الاكبر بالنسبة لعائلة أبو شخيدم و20 بيت آخر في أعلى التلة، هي المجاري. فلم يتم ربط الحي مع شبكة الصرف الصحي البلدية. وحفر الامتصاص تحتاج الى التفريغ مرة كل بضعة اشهر، لكن لا يتم السماح لسيارات النضح بالدخول إلا بعد التنسيق مع الادارة المدنية. وقد طلب السكان خلال سنوات من البلدية ارسال سيارة تفريغ حفر الامتصاص. والموظفون في البلدية يقولون إن التنسيق مع الجانب الاسرائيلي لم ينجح. فتقوم العائلة بتفريغ الحفر بنفسها بواسطة مضخات منزلية يتم ربطها مع الموتور الصغير، ويتم تفريغ مياه الصرف الصحي قريبا من البيت. عملية التفريغ تستمر ايام بدل ساعات في حال لو كانت هناك سيارة مخصصة لذلك. مجد أبو شخيدم لا يدخل سكان آخرين الى الشقة في الاعلى كي لا يزيد الضغط على المجاري. وقد قام باخلاء الشقة الارضية بسبب ذلك. ولكن المتحدث بلسان منسق شؤون المناطق قال “الادارة المدنية لم يصلها أي طلب لادخال سيارات المجاري، وعندما يتم تقديم الطلبات ستتم الموافقة عليها”.
قبل ثلاث سنوات بدأت بلدية الخليل بالتحدث عن ربط البيوت بشبكة المجاري بعد الحصول على التمويل المناسب، قال أبو شخيدم. وقبل شهرين جاء موظفون من البلدية والجرافات وبدأوا الحفر مدة يوم كامل. وحسب التنسيق مع الادارة المدنية كان من المفروض أن يعودوا بعد اسبوع، لكنهم منعوا من الدخول في حاجز قفيشة، فتوقف العمل. القنوات التي تم حفرها قرب بيته لا تسمح بدخول سيارة المجاري. وقال عمر إن البلدية فحصت مياه النبع القريب ووجدت أنه قد تلوث.
وجاء من مكتب منسق شؤون المناطق: “العمل من اجل ربط البيوت بشبكة المجاري تمت المصادقة عليه من الادارة المدنية، وقد بدأ قبل بضعة اشهر. ولكن بسبب مخالفات البناء لبلدية الخليل تم وقف العمل . وبعد تقديم خطة مفصلة سيتم استئناف العمل”. وقالت البلدية لأبو شخيدم إن العمل ينتظر موافقة المسؤول عن الحفريات الأثرية في الادارة المدنية. وقد قامت سيارات البلدية الفلسطينية باخلاء الفطير الذي تراكم قبل الفصح قرب منازل المستوطنين. وحسب اتفاق “واي” فان اخلاء قمامة المستوطنين والخدمات البلدية الاخرى المقدمة لهم، هي من مسؤولية الفلسطينيين.
المصدر / إسرائيليون ضد صحيفة “هآرتس”: تجاوزت الخط الأحمر
المصدر – 18/4/ 2017
كاتب في صحيفة هآرتس يشبّه الإسرائيليين أتباع التيار “الديني القومي” بحزب الله، ويثير ضجة في إسرائيل، وآلاف الإسرائيليين يلغون الاشتراك المالي للصحيفة
أثارت صحيفة “هآرتس” في الأيام الأخيرة ضجة كبيرة في إسرائيل، في أعقاب نشرها لمقالة رأي مثيرة للجدل، قال فيها كاتب المقالة إن الإسرائيليين من التيار “الديني القومي” – معظمهم من المستوطنين، والحزب السياسي الذي يمثلهم في إسرائيل هو “البيت اليهودي” – أصبحوا أسوء من حزب الله.
وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد عقّب على المقالة على صفحته الخاصة على “فيسبوك”، قائلا إن كاتب المقالة أساء لشريحة كبيرة من الإسرائيليين، معروفة بولائها وعطائها لدولة إسرائيل، مطالبا صحيفة “هآرتس” بالاعتذار. وحمّل سياسيون آخرون الصحيفة المسؤولية بالسماح بنشر المقالة، مع العلم أنها تسيء لفئة كبيرة من الإسرائيليين، وتنشر بذور الفرقة بين الإسرائيليين.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان “أناشد جميع مواطني إسرائيل التوقف عن شراء صحيفة هآرتس فورا”. قائلا إن الصحيفة أصبحت منبرا لكارهي إسرائيل. وكتب ليبرمان أن الكاتب يوسي كلاين -كاتب المقالة ضد المتدينين القوميين- يحرض ضد جمهور رائع يخدم الدولة على أحسن وجه.
ونشرت الصحيفة اليسارية مقالة أرسلتها عائلة إسرائيلية تنتمي للتيار “الديني القومي” قالت فيها إنها قرّرت إلغاء الاشتراك للصحيفة في أعقاب المقالة الأخيرة، بعد 40 عاما على قراءة هآرتس. وقالت العائلة إن صحيفة “هآرتس” أصبحت منبرا لصوت واحد في إسرائيل، وهو اليسار المتطرف. واستهجنت العائلة كاتب المقالة الذي وصف التيار الصهيوني القومي بالأعداء، كاتبا أنهم يطمحون إلى السيطرة على الدولة.
وكذلك أشارت العائلة إلى مقالة أخرى نشرت في هآرتس، هاجم كاتبها منتج شوكولاتة إسرائيلي لأنه يتبرع للمستوطنات، مطالبا بمقاطعة الشركة. وقالت العائلة إنها قررت إلغاء الاشتراك المالي للصحيفة ومقاطعتها مثلما نادى الكاتب بمقاطعة الشركة الإسرائيلية فقط لأنها تتبرع للمستوطنات.
وشارك إسرائيليون آخرون على فيسبوك قرارهم إلغاء الاشتراك للصحيفة، بعد أن تجاوزت الخط الأحمر وقارنت بين فئة من الإسرائيليين بمنظمة إرهابية حزب الله .
يديعوت / العاب الجوع – في اسرائيل يستعدون للتصدي لمئات السجناء المضربين
يديعوت – بقلم مئير ترجمان وآخرين – 18/4/2017
شرع 1.187 سجينا فلسطينيا من اصل 6.200 يحتجزون في السجون في اسرائيل باضراب عن الطعام يقوده مروان البرغوثي. وينتمي معظم السجناء المضربين لفتح والجبهة الشعبية، وقد خطط للاضراب منذ زمن طويل ولم يكن قرار لبدء في 17 نيسان مصادفا، فهذا موعد يحيى فيه “يوم السجين الفلسطيني” في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
البرغوثي، المحكوم لخمس مؤبدات، يحتجز في السجن الاسرائيلي منذ العام 2001. ووجه وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، تعليماته للقائم باعمال مأمور السجون، أشير فاكنين ألا يخضع لتهديدات الاضراب عن الطعام والا يجري أي مفاوضات مع السجناء الامنيين. والسؤال الكبير من يتراجع أولا – السجناء الامنيون أم مصلحة السجون – اذا ما وعندما يصل المضربون الى وضع خطر الحياة. قبل نحو سنة أقر القانون للتغذية القسرية بمبادرة الوزير اردان هكذا بحيث أنه عند الحاجة واذا استمر الاضراب، فسيتم الاستعداد ايضا لمثل هذا الخيار.
بدأ الاضراب يوم الاحد، عشية العيد، حين أعاد نحو 700 سجن امني وجبة المساء خاصتهم. وصباح العيد اتسعت دائرة المضربن لتشمل 1.187 سجينا أمنيا، معظمهم من فتح وبعض قليل منهم يتماثل مع حماس. اما السجون التي أعلن فيها السجناء عن الاضراب فهي: جلبوع، مجيدو، نفحة، كتسيعوت، شيكما، رمون، هداريم ونيتسان.
وحسب مصادر في مصلحة السجون فان “كل من يدخل دائرة الاضراب عن الطعام يعاقب فورا بتحديد النزهة اليومية بساعة واحدة، باخراج الامتعة الشخصية غير الملزمة حسب اللوائح من حجرته، ومنع التلفزيون، ومنع الكنتينا والزيارة العائلية”. وفي خطوة شاذة، أمر الوزير اردان كجزء من الاستعداد للاضرب باقامة مستشفى ميداني قرب سجن كتسيعون في جنوب البلاد. وحسب تعليمات وزارة الصحة يجب الاخلاء من السجن الى المستشفى المضرب عن الطعام الذي يتبين ترد في أدائه الصحي ويدخل في مرحلة خطر الحياة. حتى اليوم لم تتم تغذية المضربين عن الطعام قسرا. وتقرر الان بان يتم اخلاء من يقرر الطبيب ذلك اولئك السجناء الامنيين من السجن الى الاشراف الطبي في المستشفى الميداني كي لا تمتلىء المستشفيات في السجون في أرجاء البلاد.
وفي قيادة السلطة الفلسطينية سمع في الايام الاخيرة انتقاد للبرغوثي لانهم في رام الله يعتقدون بانه قرر الاضراب انطلاقا من مصلحة سياسية لتعزيز مكانته العامة. وتأتي هذه الخطوة بعد أن ابعد عن مراكز اتخاذ القرار في فتح، في ختام المؤتمر السابع لفتح والذي عقد قبل اكثر من شهرين. وكان البرغوثي يتوقع أن ينتخب نائبا لرئيس فتح، ولكن ابو مازن اختار محمود العالول. وبالتالي لم تسمع سوى اصوات قليلة في رام الله في الايام الاخيرة تأييدا للاضراب. كما أن ابو مازن يعرف بان التصعيد الميداني في اعقاب الاضراب عن الطعام لن يخدم مصلحته قبل القمة المخطط لها بينه وبين الرئيس الامريكي دونالد ترامب في 5 أيار. وكان ابو مازن نشر أمس بيانا دعا فيه الاسرة الدولية للتدخل لانقاذ حياة السجناء – ولكنه امتنع عن ذكر اسم البرغوثي نفسه.
أما الوزير اردان فقال امس ان “اضرابا يقوده البرغوثي تحركه دوافع سياسية فلسطينية داخلية ولهذا فانه يتضمن مطالب غير معقولة بالنسبة للظروف الاعتقالية. وجهت مصلحة السجون للعمل بكل طريقة ممكنة لاحتواء الاضراب في داخل جدران السجن وشرطة الاسرائيل للاستعداد لتقديم كل مساعدة لازمة لمصلحة السجون في كل سيناريو قد ينشأ”.
يديعوت / ريح اسناد للاكاذيب
يديعوت – بقلم ين – درور يميني – 18/4/2017
ذات مرة كنا اصدقاء. بالنسبة لي، مثل مروان البرغوثي الجيل الجديد من الفلسطينيين الواعين. في تلك الايام من التسعينيات كان مؤيدا للمسيرة السلمية تأييدا حقيقيا. لم تكن له في حينه ازدواجية لسان.
لم يقل أي شيء للاسرائيليين وشيء يعاكسه للجمهور العربي. بل العكس. في آذان الاسرائيليين كان مثالا. وفي آذان العرب كان يثني على السلام. ذات مرة كنا معا في مدينة في اسبانيا وارادت الجالية العربية المحلية اجراء استقبال للفلسطينيين وحدهم. اما البرغوثي فدعاني الى اللقاء مع ممثلي الجالية. كان هناك ايضا فارس قدورة، سفيان ابو زايدة وغيرهما. في مرحلة معينة أخذ زمام القيادة. انتم تروننا، قال، نحن معا أكثر من مئة سنة في السجن. دفعنا ثمنا وجئنا مع اسرائيليين كي نجلب روح السلام. نحن لا نحتاجكم كي تعيدونا الى النزاع. قال وخرج ومن الغرفة. هكذا كان البرغوثي في منتصف التسعينيات. لاحقا تغيرت الامور. قال على مسمعي شكاوى عن اسرائيل لا تنفذ دورنا في الاتفاق. ولا سيما بالنسبة لاقامة المزيد من المستوطنات. ولكن شيئا لا يبرر تدهوره الى تخوم الارهاب والاجرام.
قبل بضعة ايام نشرت “النيويورك تايمز” مقالا للبرغوثي اشتكى فيه من الاحتلال الاسرائيلي ومن “المعاملة السيئة للسجناء”. ثلاث مشاكل تظهر في المقال وفي المنصة التي اتيحت له: أولا، يعرف البرغوثي، والصحيفة تعرف انه في العام 1999 اقترحت اسرائيل على الفلسطينيين دولة بل وتقسيم القدس، ورغم ذلك ردوا بالارهاب – والبرغوثي كان من قادة هذا الرد. لا يمكث البرغوثي في السجن لانه كافح الاحتلال أو من أجل الحرية والتحرر. فقد توجه البرغوثي الى الارهاب كي يكافح ضد مجرد وجود اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي.
ثانيا، يكذب البرغوثي عن وعي – وكذا ايضا الصحيفة الهامة التي تنشر الكذب عن وعي: مشكوك أن يكون هناك مخربون في العالم، في فرنسا وفي الولايات المتحدة ينالون ظروفا على هذا القدر من الروعة مثل المخربين المحبوسين في السجون في اسرائيل. في غوانتنامو حتى لا يحلمون بمثل هذه الظروف. ولا المخربين الذين يمكثون في السجون في فرنسا.
المشكلة الثالثة هي “النيويورك تايمز”. فليست هذه هي المرة الاولى التي تنشر فيها الصحيفة أكاذيب فظة تحت غطاء مقالات الراي. فالمرة تلو الاخرى تنشر في السنوات الاخيرة مقالات تتحدث عن “قوانين الابرتهايد” في إسرائيل. وعند الضغط على الرابط يصل المرء الى قائمة القوانين التي نشرتها “عدالة”. لا يوجد هناك ولا حتى قانون ابرتهايد واحد. ولكن اضافة الرابط تخلق دوما انطباعا من الجدية. نحن في عصر الانباء الملفقة والـ “نيويورك تايمز” تشارك فيه. وكي تضيف الخطيئة الى الجريمة لم تشر الصحيفة الى ان البرغوثي هو مخرب ادين بسلسلة اعمال قتل في محكمة مدنية في اسرائيل. فهل الصحيفة المجيدة كانت ستنشر مقالا مشابها لمخرب من الطالبان قتل مواطنين أمريكيين، ام ربما مقالا لمعتقل في غوانتنامو ؟ يخيل أن الجواب معروف.
يحتمل أن يعود البرغوثي ذات يوم ليكون الرجل الذي كان. حبذا. انشاالله. لا يبرر نشر مقال لمخرب. هذا لا يبرر نشر اكاذيب لبترير اضراب يخوضه مجرمون. هذا لا يبرر الرسالة المزدوجة للصحيفة الرائدة. ليس هكذا يتم التقدم نحو السلام. هكذا تمنح ريح اسناد للارهاب والاكاذيب.
المصدر / إسرائيل تهاجم “نيويورك تايمز” بسبب مقالة البرغوثي
المصدر – 18/4/2017
غضب في إسرائيل على صحيفة “نيويورك تايمز” التي نشرت مقالة لمروان البرغوثي ووصفته بالقائد والمشرع الفلسطيني دون ذكر ضلوعه في تخطيط وقتل إسرائيليين كثيرين، والصحيفة تنشر توضيحا .
هاجم وزراء ونواب في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في أعقاب نشرها مقالة لمروان البرغوثي المحكوم في إسرائيل بخمسة أحكام بالسجن المؤبد لضلوعه في عمليات قُتل فيها عشرات الإسرائيليين، ومنحه منبرا دون ذكر أسباب سجنه. ووصف سياسيون المقالة بأنها “عملية إعلامية”.
وقد أرفقت الصحيفة توضيحا بعد يوم على نشر المقالة، ظهرت فيه المعلومات الناقصة، وقالت الصحيفة: “البرغوثي أدين ب5 جرائم قتل وانتماء لمنظمة إرهابية” وأضافت “البرغوثي لم يدافع عن نفسه خلال المحكمة رافضا الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية” جاء في الملاحظة التي أرفقت للمقالة.
وردّت الخارجية الإسرائيلية على المقالة في بيان: “الأسرى الفلسطينيون ليسوا أسرى سياسيين. إنهم قتلة وإرهابيون أشرار. محاكمتهم تمت وفق القانون. وظروف سجنهم تتماشى مع القانون الدولي”. ووصف النائب الإسرائيلي، مايكل أورن، السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، المقالة بأنها “عملية إعلامية” نفذها البرغوثي في صحيفة معروفة، “معمما منشورا لداعمي المقاطعة وناشرا الأكاذيب”.
وقال البرغوثي في المقالة التي أثارت غضب إسرائيل “الإضراب عن الطعام هو أكثر الوسائل مسالمة للنضال ونقل الرسالة إلى خارج غرف السجن المظلمة، إنها تسبب العناء فقط للمشاركين فيها، لهم ولأقاربهم”. وأضاف “إسرائيل وصفت الأسرى بأنهم إرهابيين لكي تشرعن الانتهاكات، والاعتقالات العشوائية، والتعذيب، والإجراءات العقابية، والتقيدات التي تفرضها عليهم”.
وتوالت ردود الأفعال الغاضبة في إسرائيل على المقالة، فقال الوزير يسرائيل كاتس “في حين يضرب القاتل القذر البرغوثي في السجن لتحسين ظروف الأسرى، وعائلات الضحايا الإسرائيليين يتألمون ويتذكرون، الحل الوحيد هو – إعدام الأسرى”. وقالت نائبة وزير الخارجية، تسيبي ليفني “منحت “نيويورك تايمز” منبرا لإرهابي دون الذكر أنه خطط لقتل اليهود بدم بارد لكونهم يهودا”.
وقرّرت مصلحة السجون الإسرائيلية في أعقاب نشر المقالة وإعلان الإضراب، نقل البرغوثي، في خطوة عقابية أولى، من سجن “هداريم”، حيث مكث، إلى سجن “كيشون” في حيفا. وأوضح مسؤولون في مصلحة السجون أن خطوات عقابية أخرى ستتخذ ضده. وتقوم مصلحة السجون في الراهن بإجراء فحص لمعرفة كيف تم نقل المقالة لصحيفة الأمريكية.
وكان وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، قد أوعز مصلحة السجون في الأشهر الأخيرة الماضية، إلى اتخاذ إجراءات مسبقة استعدادا للإضراب المتوقع، ومن هذه الإجراءات إقامة مستشفى ميداني بجوار سجن “كتسيعوت” لعلاج الأسرى في المكان، ومنع نقلهم إلى خارج منطقة السجن للمستشفيات مدينة.
هآرتس / الصراع ضد اسرائيل وضد عباس
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 18/4/2017
الاضراب عن الطعام الذي بدأه أمس 1200 سجين أمني في اسرائيل، يتوقع أن يزيد التوتر في الايام القادمة بين اسرائيل والفلسطينيين. واذا تشعب الاضراب وامتد، يمكنه السيطرة على برنامج العمل السياسي والامني في الفترة التي ستعلن فيها ادارة ترامب عن نية اعادة تحريك العملية السلمية.
لكن مثل ازمة اخرى تصاعدت مؤخرا حول توفير الكهرباء لقطاع غزة، يبدو أن خلفية تطور الاضراب تكمن في صراع القوى في الساحة الفلسطينية الداخلية بشكل لا يقل عن ارتباطها بالصراع ضد اسرائيل. إن الاضراب عن الطعام جاء بمبادرة شخص واحد هو مروان البرغوثي، الذي هو من أهم اعضاء فتح في السجن الاسرائيلي.
إن اهتمام وسائل الاعلام بالاضراب المتواصل سيخدم مروان البرغوثي في خطواته أمام السلطة الفلسطينية التي تؤيد الاضراب رسميا، لكنها فعليا قلقة من كل نتيجة تعزز مكانة القائد السجين، الذي هو ليس مقبول على محمود عباس ورجاله. وقد حقق البرغوثي نجاحا أوليا أمس عندما كتب من سجنه مقال نشر في “نيويورك تايمز” (محررو الصحيفة قاموا بحذف السبب الذي اعتقل من اجله البرغوثي: لقد تم اعتقاله ومحاكمته في 2002 بسبب ارسال المخربين لتنفيذ العمليات التي قتل فيها خمسة مواطنين اسرائيليين في ذروة الانتفاضة الثانية).
من المتوقع أن يزور عباس البيت الابيض في بداية الشهر القادم. وفي نهاية أيار سيبدأ شهر رمضان، وهذان موعدان هامان. واذا استمر الاضراب حتى ذلك الوقت، يمكن أن تنشأ ازمة حقيقية. كلما استمر الاضراب كلما اصبحت الامور اكثر تعقيدا. أخذ المضربين الى العلاج، المفارقة المتعلقة بالتغذية القسرية وخطر موت سجناء، كل ذلك يمكنه اشعال المناطق.
لقد ركز البرغوثي مطالب السجناء المشتركة كي يوحدهم. حماس التي تنسق مواقفها مع البرغوثي بشكل مستمر أعلنت عن تأييدها الجزئي. وثلث سجناء فتح انضموا الى الاضراب. وفي مظاهرات التضامن في ارجاء الضفة الغربية لاحياء يوم الأسير شارك آلاف الفلسطينيون. صحيح أن المشاركين كان عددهم كبير إلا أنه لم يخرج عن المألوف بعد.
في الجانب الاسرائيلي ليس في نية وزير الامن الداخلي جلعاد اردان التفاوض مع الأسرى أو الاستجابة لأي طلب. في السابق كانت هذه المواقف يتم التراجع عنها عندما يتواصل الاضراب وتتعقد الامور. ولكن في الواقع السياسي الحالي يبدو أنه ليس لاردان مجال للمناورة، وسيجد نفسه ملزم بالتشدد. في جميع الحالات هذه ازمة تحتاج الى ادارة متواصلة خشية من التأثير خارج السجون.
يبدو أن البرغوثي ومنظمون الاضراب الآخرون سيقفون أمام عقبتين في محاولة التقدم بهذه الخطوة. العقبة الاولى تتعلق بمستوى الاهتمام الدولي بالاضراب. في ظل واقع يتم فيه قتل مئات الاشخاص بسبب الارهاب في حلب وادلب، سيكون من الصعب تجنيد التأييد والاهتمام من قبل العالم العربي بالأسرى الفلسطينيين. العقبة الثانية تتعلق بالظروف في السجون الاسرائيلية. دون الاستخفاف بالصعوبات التي يواجهها السجناء لا يمكن تجاهل حقيقة أنه في السنوات الاخيرة تم تسجيل احداث لشباب من غزة قاموا باجتياز الحدود الى داخل اسرائيل وبحوزتهم سلاح من صنع محلي، فقط لأنهم اعتقدوا أن الظروف في السجن الاسرائيلي أفضل من العيش في القطاع.
انقطاع الكهرباء في غزة
في هذه الاثناء تجددت ازمة الكهرباء في قطاع غزة. حكومة حماس عادت وقلصت تزويد الكهرباء، حيث تتوفر لست ساعات يوميا. وفي الخلفية يوجد صراع اقتصادي مع السلطة الفلسطينية حول من الذي سيدفع ثمن الوقود الذي يتم نقله من اسرائيل الى محطات الطاقة في غزة. حتى بداية الشهر الحالي مولت قطر هذا الامر، لكن السلطة أعلنت رفضها العودة لدفع المال.
إن هذا القرار يضاف الى قرار آخر لعباس وهو تقليص 30 في المئة من رواتب موظفي السلطة في القطاع. وقد قال الرئيس الفلسطيني مؤخرا إنه ضاق ذرعا من تقديم المساعدة منذ عشر سنوات لحكومة حماس في غزة، التي لا تقدم له أي شيء في المقابل، وتهدد السلطة ايضا بأنه اذا لم تعطيها حماس الصلاحيات في القطاع، ومنها المسؤولية عن المعابر الحدودية والنشاطات الامنية، فستوقف تماما ارسال الاموال الى القطاع. ومشكوك فيه أن يتم تنفيذ هذا التهديد، لكنه يعكس محاولة لعباس باتباع خط متشدد اكثر ضد حماس ورئيسها الجديد يحيى السنوار.
في موضوع البرغوثي ايضا، صراع القوى هذا بعيد عن الانتهاء. ولكن في هذه الحالة ايضا فان الطرفين الفلسطينيين المتنافسين يوجهان الاتهامات للاحتلال الاسرائيلي. القطاع ما زال يستطيع البقاء والعمل في ظل ازمة الكهرباء ايضا. ولكن استمرار الازمة سيساهم في زيادة التوتر مع اسرائيل، في الفترة التي يبدو فيها أن عباس يبذل الجهد الكبير من اجل منع اطلاق الصواريخ من قبل المنظمات السلفية على مستوطنات غلاف غزة.
هآرتس / روسيا هي صديقة أعدائنا
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 18/4/2017
عدو العدو هو صديق، وصديق العدو هو عدو. كيف يمكن تعريف علاقة فلادمير بوتين معنا؟ إنه عدو داعش الذي هو عدو لاسرائيل، لكنه في نفس الوقت صديق ايران وحزب الله وروسيا – أعداء اسرائيل.
هل اختيار بوتين خاطيء؟ ففي روسيا يجلس كل من سرجيه لافروف ووليد المعلم وجواد ظريف، وزراء خارجية روسيا وسوريا وايران، وهم ينسقون المواقف وينفون أن قوات نظام الاسد استخدمت السلاح الكيميائي ضد المدنيين، هذا على الرغم من الأدلة الواضحة. لا شك أن بوتين يعرف هذه الحقيقة، لكنه يراهن على الاسد، حليف ايران. وقد قرر دعمه. ويمكن القول إنه ما زال يعتمد على اعتقاد أن الاسد سينتصر على داعش. ونتيجة لذلك فان روسيا تستمر في الاحتفاظ بقوات عسكرية في سوريا وتزيد من تأثيرها في الشرق الاوسط. إن علاقة بوتين ما زالت جيدة مع اسرائيل، لكن في المقابل هو يؤيد الجهات التي تسعى الى تدميرها. فكيف ذلك؟.
قسم من الاجابة يتعلق بوجود داعش، وهي التنظيم الاسلامي المتطرف الذي يسعى الى اقامة الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا. وقد نجح في التسلل الى ليبيا وشبه جزيرة سيناء، وهو يقوم باستخدام الارهاب ضد الكفار في جميع أنحاء العالم. لا شك أن داعش هو عدو يجب القضاء عليه. وقد أقيم تحالف واسع من اجل محاربة هذا التنظيم. والاسد يزعم أنه ضمن هذا التحالف. ولكنه هو نفسه ارهابي يحارب الارهابيين ويريد تأييد العالم ودعمه له. وبوتين يصمم على محاربة داعش، وقد قرر دعم الاسد في “محاربة الارهاب”.
لقد بدأ دونالد ترامب السير في نفس الطريق. في البداية اعتقد أنه لا يجب عزل الاسد واسقاطه لأنه يحارب العدو المشترك، داعش. ويعتقد محاربون كثيرون يتقاتلون فيما بينهم في سوريا أن داعش اسوأ من الجميع. ورغم ذلك فمن السهل الانتصار عليه. لا توجد حاجة الى توحيد القوى مع الاسد من اجل استكمال هذه المهمة. فاذا كنت تقاتل الى جانب الاسد، مثلما تفعل روسيا، فانك ستجد نفسك تقاتل الى جانب حزب الله الذي يتدرب في ايران ويحصل على التمويل منها. وبالتوازي، المليشيات الايرانية تشارك في الحرب ضد داعش في الموصل في العراق.
يبدو أن ترامب قد نجح في تحطيم هذا الاطار من خلال نفي استخدام الاسد للسلاح الكيميائي واطلاق الـ 59 صاروخ “توما هوك” على سوريا، من اجل التأكيد على جدية اقواله. إن استخدام الاسد للسلاح الكيميائي حطم وهم حوله وحول حلفائه، ويمكن لموسكو أن تستوعب ذلك ايضا.
في الوقت الذي يزول فيه غبار صواريخ “توما هوك” يزداد في واشنطن الادراك بأن العدو الحقيقي للغرب في الشرق الاوسط هو ايران. فقد سيطرت طهران عمليا على لبنان وضربت جذورها في سوريا وهي تحاول تعزيز مكانتها في اليمن. يمكن الانتصار على داعش، لكن مواجهة ايران تحدٍ أكبر، لا سيما بعد ازدياد قوتها في أعقاب الاتفاق النووي الذي وقع عليه براك اوباما. هذا هو التحدي الحقيقي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس اعترف بذلك قبل بضع سنوات عندما قال إن التهديدات الثلاثة الاولى التي تواجهها الولايات المتحدة هي “ايران، ايران، ايران”. وايران ايضا هي عدو اسرائيل الرئيس.
خلافا للسنوات الثمانية من عهد اوباما يمكننا الآن توقع تنسيق حقيقي بين واشنطن والقدس فيما يتعلق بايران. لأنه يتبين أن صديقتنا الولايات المتحدة هي ايضا عدوة أعدائنا.
المصدر / انتصار أردوغان بعيون إسرائيلية
المصدر – عامر دكة – 18/4/2017
خبير إسرائيلي بشؤون تركيا يرد على الأسئلة الصعبة: كيف يؤثر انتصار أردوغان في العلاقات التركية الإسرائيلية؟ وهل بات المجتمَع التركي مقسّما؟
صوّت الأتراك أمس الأول، الأحد، في استفتاء شعبي حول توسيع صلاحيات الرئيس طيب أردوغان وتأسيس نظام رئاسي تنفيذي. ورد الإعلان الرسمي عن نتائج الاستفتاء بعد ساعات حاسمة أصبحت فيها المنافسة كبيرة بشكل خاص – بعد فرز أكثر من %99 من الأصوات اتضح أن هناك تأييد 51.4% من الأصوات في حين كانت نسبة المعارضة 48.6%. أعلن الرئيس أردوغان عن فوزه قبل نشر النتيجة الرسمية مثيرا احتجاجا من قبل المعارضة التي أعلنت أنها تنوي الطعن في صلاحية بطاقات التصويت.
أثار فوز أردوغان صدى كبيرا في كل أوروبا والشرق الأوسط. كان رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب من المهنئين الأوائل الذي سارع لتهنئة الرئيس التركي، وتناقش الزعيمان حول الرد الأمريكي على استخدام سوريا سلاحا كيميائيا. جاء على لسان البيت الأبيض أن ترامب شكر أردوغان على دعمه للهجوم الأمريكي.
بهدف معرفة إلى أين تتجه تركيا بعد الاستفتاء الشعبي ومعرفة مكانة الرئيس الجديد، تحدثنا مع دكتور نمرود جورن، خبير إسرائيلي بشؤون تركيا ورئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية “متفيم”.
هل تعتقد أن نتنياهو سيتصل بأردوغان وسيهنئه؟
“أعتقد أننا سنعرف الإجابة في الأيام القادمة. في هذه الأثناء ليس هناك بيان رسمي من القدس في هذا الشأن. إذا فحصنا
قائمة الدول التي هنأت أردوغان، فلم تهنئ أية دولة غربية ديموقراطية أردوغان سوى المحادثة طبعا التي أجراها ترامب مع أردوغان”.
لماذا تعتقد أن ترامب كان من أوائل من اتصل بأردوغان لتهنئته؟
“في الحلبة الأمريكية هناك فجوة بين حقيقة أن الرئيس الأمريكي اتصل بأردوغان وهنأه بفوزه وبين بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي كان فاترا.
يشكل الاتصال الهاتفي بالنسبة لأردوغان من رئيس دولة غربية عظمى لا سيما في ظل الانتقاد الأوروبي الخطير الذي يتعرض له مساعدة في الحلبة الداخلية ضد كل ادعاءات التزييف. من المؤكد أن أردوغان سيستخدم هذه المكالمة لتعزيز نتائج الانتخابات وزيادة أهميتها ولمهاجمة المعارضة الداخلية.
يهدف ترامب إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول المركزية في الشرق الأوسط وعلى رأسها تركيا”.
ماذا سيحدث الآن في تركيا؟
“قانونيا ستتغير طريقة الحُكم. كما هو معروف ستُلغى وظيفة رئيس الحكومة وسيُعين أردوغان وزراءه. إضافةً إلى ذلك، ستكون لدى أردوغان قوة أكبر في البرلمان، خلافا للوضع اليوم، فسيكون الرئيس قادرا على إصدار مراسيم رئاسية دون موافقة البرلمان وكذلك سيستطيع حله. في الواقع سيبدأ سريان مفعول التغيير بعد الانتخابات في عام 2019، ولكن بدأت المنظومة السياسية بالاستعداد لهذه التغييرات الهامة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر النتيجة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أوقفت تركيا عبور اللاجئين من أراضيها إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من الاتفاق مع بروكسل، ولكن قال أردوغان إنه قد يفكر في هذه الترتيبات مجددا بعد الاستفتاء الشعبي.
لا شكّ أن هناك قوة كبيرة لدى أردوغان قبل توسيع صلاحياته الجديدة التي منحها له الشعب التركي، ولكن بعد محاولة الانقلاب تعزز الشعور لديه أن هناك حاجة لاستغلال الفرصة وإجراء استفتاء لإجراء تغييرات دستورية، لتعزيز مكانته أكثر فأكثر، وقد عمل على هذا الهدف طيلة نحو عقد”.
ما رأيك في ادعاءات تزييف أوراق الاقتراع؟
“هذه ظاهرة مثيرة للقلق من دون البحث حقا ما الذي حدث في الواقع. أعلن حزب الشعب الجمهوري في تركيا (CHP)، من أحزاب المعارضة، أنه يعتزم الاعتراض على %37 من بطاقات الاقتراع استنادا إلى تقارير حول تزوير بطاقات الاقتراع.
كانت ثقة الشعب التركي بالانتخابات في الماضية أعلى. وردت في الانتخابات السابقة تقارير حول تزييف ولكنها تضاءلت سريعا. يدور الحديث هذه المرة عن ظاهرة أكبر بكثير. هناك شعور عام لدى الشعب التركي أن تصريحات السلطات والمؤسسات بات موثوق بها أقل الآن.
الشعب التركي مقسم جدا، فهناك من يعارض أردوغان كثيرا وبالمقابل هناك من يدعمه كثيرا”.
هل ستؤثر التغييرات الجديدة في الدستور التركي في العلاقات التركية الإسرائيلية؟
“لم تتطرق الحملة الانتخابية الخاصة بأردوغان فيما يتعلق بالتغييرات الدستورية إلى الموضوع الإسرائيلي ، خلافا لما كان متبع في الانتخابات السابقة. فقد ركز أردوغان حملته الانتخابية ضد الدول الأوروبية وسيتابع هذا بعد الاستفتاء الشعبي أيضا.
بالنسبة لاستئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا، يبدو أن الجانبين راضيان عن التقدم وهكذا سيكون الحال بعد الاستفتاء الشعبي أيضا”.
ما زال فوز الرئيس أردوغان في الاستفتاء الشعبي متعلقا بالالتماسات التي يقدمها معارضوه ضد التزييف الذي حصل أثناء الاقتراع. ولكن حتى لو تخطى أردوغان هذا العائق فقد يكون فوزه منوطا بشروط معينة. إن الفجوات في المجتمَع التركي بين من يؤيد زيادة صلاحيات الرئيس وبين من يعارض التعديلات الدستورية الجديدة (لا سيّما في المدن الكبرى، إسطنبول، وأنقرة) آخذة بالاتساع. لا يمكن أن نحدد فوز أردوغان كانتصار ساحق، قاطع، يعرض رأي أغلبية من المؤيدين مقابل أقلية من المعارضين. هل وسع أردوغان حدود صلاحياته هذه المرة كثيرا؟ يبدو أن نتائج الاستفتاء الشعبي لا توفر إجابات واضحة لهذا السؤال أيضا.
يديعوت / كل بدائل نتنياهو – سيد شوكو آخر
يديعوت – بقلم ناحوم برنيع – 18/4/2017
سفن أب هو مشروب غازي بطعم الليمون. في السبعينيات شرع منتجوه بحملة دعائية تحت شعار “نحن الـ un-cola”. عمليا قالوا، كل من مل طعم الكوكا كولا او توصل الى الاستنتاج بان المشروب الشعبي يخرب على صحته، مدعو لان يختارنا. واعتبر الشعار ألمعيا. وعلى الرغم من ذلك فقد انقضى عهده، لان الناس، حتى اولئك الذين هم عطشى للتغيير، لا يكتفون بمعرفة ما لا. فهم يريدون ان يعرفوا ما نعم.
كلما طال عهد نتنياهو في الحكم، يكثر السياسيون الذين يسعون لان يسوقوا انفسهم كـ unbibi. وآخر من صعد الى هذه الموجة هو جدون ساعر. في خطوة احتفالية للعودة التي نظمها لنفسه، حرص على أن يكرر كل الشعارات التي تجتذب التصفيق في اجتماعات مركز الليكود. وغير ذلك لم يقل شيئا (وفي النهاية تبين أن حتى العودة هي خدعة: فساعر كان هناك، في مناسبات اعضاء مركز الليكود، كل الوقت. هو وعقيلته الصحافية. الفارق الوحيد هو أنه لان بدأ يجمع لنفسه التبرعات).
وهو الحال بالنسبة للمرشحين الاخرين لخلافة الكرسي المنشود. ليس لهم ما يعرضوه غير حقيقة ان اسمهم ليس نتنياهو وزوجاتهم ليست خبيرة نفسية للاطفال في الخدمة العامة. ليس لهم ما يعرضوه في الامن، في المجتمع، في الاقتصاد، في الثقافة، في السلام. لهم انتقاد شخصي، صريح ومبطن، على نتنياهو، ولكن ليس لهم انتقاد على سياسته.
يائير لبيد هو الموهبة الاكثر كفاءة في دوري الـ un-bibi. فقد اختار، بكلماته، الا يكون معارضة – أن يكون بديلا. هذا يعني، ان يقلص قدر الامكان كفاح حزبه ضد الحكومة، كفاح كان سيلونه بالوان يسارية، وليبني صورته كنتنياهو محسن.
وكما تفيد الاستطلاعات الاخيرة، ففي اختيار لبيد يوجد منطق تسويقي. جزء لا بأس به من الجمهور الاسرائيلي تعب من الوجود الطويل لنتنياهو في حياته، ومستعد، في الاستطلاعات على الاقل، لان يقول انه سيصوت لمرشح آخر. ولكن لهذا الجزء من الجمهور لا يوجد انتقاد حقيقي على خطوات الحكومة وسياستها. ومثلما في النكتة العسكرية القديمة اياها، البشرى الطيبة هي أننا سنبدل الملابس الداخلية، اما البشرى السيئة هي اننا سنبدلها فيما بيننا.
ثمة شيء مثير للحفيظة، تهكمي، جبان في هذا الهزال. في الافق تنتظر معاضل أصعب بكثير، اكثر تعقيدا بكثير، من مسألة ماذا سيكون غدا لون شعر نتنياهو. ولا اقصد فقط النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فالدولة تتغير أمام ناظرينا: تتغير في مستوى تسامحها تجاه الاقليات، تجاه حرية الصحافة، تجاه مكانة الدين اليهودي في التشريع وسلم الاولويات الوطني؛ الفجوة الكبيرة في المداخيل تهدد التكافل الداخلي، فكرة المجتمع المتجند؛ الحكومة لا تقدم أجوبة على هذه الاسئلة. بعضها تستغل لتحريض الاسرائيليين الواحد ضد الاخر.
نتنياهو يقدم للاسرائيليين وهم الوضع الراهن غير القائم: الحياة لا تحتمل الجمود، والواقع يتغير كل يوم في الجانب اليهودي من الضفة – في المستوطنات – وفي جانبها الفلسطيني؛ وهو يتغير في غزة؛ وهو يتغير في الشرق الاوسط ويتغير في المجتمع الاسرائيلي في الداخل. الازمة ستأتي في عهد نتنياهو أو بعده. فماذا يقترح خلفاؤه لا يقترحه هو؟
الشاعرة حايا شنهاف كتبت قبل سنين قصيدة جميلة للاطفال، لحنها يوني ريختر وغناها اريك آينشتاين. وهي تقول هكذا: “سيد شوكو يذهب ليزور/رفيقه، سيد شوكو آخر/يلمع حذاءه، يمشط شعره/ويسير مع عصا ومنشفة…”. يلتقي سيد شوكو الاخر ويسأله: “ماذا نفعل؟ ورفيقه يقترح: “ربما نذهب لنزور/رفيقنا/سيد شوكو آخر؟:”وعندها السيدان الشوكولاتيان يسيران ويجدان سيد شوكو ثالث وهكذا دواليك. والسائل يسأل: لماذا نجتهد كثيرا كي نبدل سيدا بسيد اذا كنا في نهاية الامر كلنا مصنوعون من الشوكو ذاته؟
يديعوت / الحلفاء علموا عن أهوال المحرقة ولم يفعلوا شيئًا
يديعوت احرونوت – 18/4/2017
نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية الليلة مقابلة مع مؤلف كتاب “حقوق الانسان بعد هتلر” دان بيلش، الذي نجح بوضع يده على وثائق سرية للأمم المتحدة لم تكن معروفة للجمهور لحوالي 70 عام. في الكتاب يذكر أنه في نهاية عام 1942 تقريبًا علمت الولايات المتحدة، بريطانيا، ودول الاتحاد السوفييتي عن عملية قتل لما لا يقل عن 2 مليون يهودي وعن 5 مليون آخرين كانوا تحت خطر حقيقي. مع ذلك، لم يتم فعل أي شيء من أجل العمل على إنقاذهم من الموت.
بيلش يعرض في الكتاب حديث لفيسكونت كرنفورن، وزير وعضو في مجلس الحرب لونستون تشرشل، الذي قال انه غير مسموح اعتبار اليهود حالة خاصة، وأن بريطانيا “مزدحمة” بالمهاجرين ولا يمكن استيعابهم.
الكاتب، الذي شغل منصب برفسور في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة لندن، قال للصحيفة البريطانية أن الحلفاء بدأوا بصياغة لوائح اتهام بتهمة ارتكاب جرائم حرب بناء على أساس شهادات شهود عيان تم تهريبهم من معسكرات الإبادة أو أولئك الذين وصلوا عبر قطارات دول أخرى كانت تحت سيطرة النازيين.
ووُجد بين الوثائق السرية للأمم المتحدة أيضًا وثيقة للائحة اتهام تمت صياغتها ضد الظالم النازي أدولف هتلر بتهمة ارتكاب جرائم حرب منذ عام 1944.
استنتاج آخر وجده الكاتب هو ان جهود الممثل الأمريكي في الأمم المتحدة بلجنة جرائم الحرب التابعة للمنظمة هاربرت بال تم ايقافها على يد شخصيات عملت في الخارجية الامريكية وكانت لهم وجهات نظر معادية للسامية. وأوضح بيل لاحقًا أن تلك الشخصيات في الخارجية الأمريكية كانت قلقة من ان تتضرر العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والولايات المتحدة بعد الحرب في حال تم تقديم لوائح اتهام ضد شخصيات ألمانية حول تدخلهم بالأمر. فقط بعد الإشارة العلنية لبيل، وافقوا في الخارجية الأمريكية على تقديم لوائح اتهام في محاكم نورنبرغ ضد المسؤولين النازيين.
بيلش يوضح أيضًا أن الوثائق التي استند عليها البحث في كتابه كانت مخفية عن الباحثين لمدة 70 عامًا، من كان يريد ان يبحث في تلك الوثائق كان يحتاج لأن يحصل على موافقة حكومية، ومن الأمين العام للأمم المتحدة بنفسه.
معاريف / إنتهى الاحتفال
معاريف – بقلم بن كسبيت – 18/4/2017
تعالوا نصلي لان تجد حكومة نتنياهو الشجاعة، التصميم وطول النفس كي لا تستسلم لمطالب السجناء الامنيين الفلسطينيين.
فقد كشفت “معاريف” النقاب قبل سنوات طويلة عن الظروف المبالغ فيها التي يحظى بها هؤلاء السجناء. ومؤخرا فقط اتخذت عدة خطوات لتقليص هذه الفضيحة. والان يبدأ اضراب عن الطعام. يعرف الفلسطينيون بان قوة صمود حكومة اسرائيل محدودة. الخوف من الاضطرابات، من الاستيقاظ المتجدد للانتفاضة أو الضغط الدولي، كل هذه سترعب نتنياهو وحكومته. ان لم يكن الان فبعد بضعة ايام. كله مسألة صبر.
الامر الاول الذي كنت سأفعله، لو كانت الحكومة تعينني لمعالجة هذه الازمة، هو العزل الفوري بين سجناء فتح والمنظمات التي تأتمر بإمرة السلطة الفلسطينية، وبين سجناء حماس والجهاد الاسلامي. كنت سأتنازل لسجناء السلطة الفلسطينية بشكل محدود: لا للالقاب الاكاديمية، لا للهواتف الحرة، لا للتسهيلات بكل ما يتعلق لزيارات أبناء العائلة، ولكن نعم لمطالب منطقية اخرى: هواتف عامة في السجن تحت الرقابة، تحسين جودة العلاج الطبي وما شابه. حان الوقت لاعطاء حوافز لاولئك الذين اختاروا طريق المفاوضات، على اولئك الذين اختاروا طريق الجهاد.
وبتعبير آخر: من الان فصاعدا، ظروف سجناء حماس ستشبه بالظروف التي نالها جلعاد شاليط في سجن حماس، للظروف التي يحظى بها أبرا منغيستو والمواطن الاسرائيلي الاخر، وبالطبع عائلتي غولدن وشاؤول. على سجناء حماس أن يمكثوا في حجراتهم، اذا كان ممكنا بالانعزال، دون أي ظروف سهلة كانت. نقطة. لا سبب يجعلنا نحسن حياة أعضاء هذه المنظمة دون جباية ثمن. مهما كلف الامر.
الامر الثاني الذي كنت سأفعله، هو هجمة اعلامية. البدء باظهار الوجوه، الصور، الافعال والضحايا. وبانتشار واسع قدر الامكان، في كل اللغات. لنري ايضا الظروف التي حظوا بها حتى الان: القاب اكاديمية حرة، طبخ ذاتي، كنتينا حرة، بضائع من الخارج دون قيود (زيت زيتون، أرز، فول وما شابه)، امكانية الحمام الخاص، ماركات بشكل مفتوح (بدلات رياضة، احذية رياضية وما شابه)، انعدام امكانية التفتيشات في الحجرات، عدم تقييد الامتعة الشخصية، وغيرها وغيرها.
هكذا تصرفت دولة اليهود الإمعات حتى الان مع اولئك الذين استهدفوا روحها. ليس بعد اليوم. احيانا ينتهي الاحتفال، ويغلق المخيم الصيفي. ليت نتنياهو وجلعاد أردان يكون لهما التصميم للوقوف عند هذه المباديء حتى النهاية دون التراجع.
الامر الثالث الذي كنت سأفعله لو كان بوسعي أن اهمس في اذنيهما، هو أن أروي لنتنياهو بان هؤلاء السجناء هم جميعهم وقعوا عقودا في هيئة البث. كل ما يتبقى سيحصل وحده. التصميم، قوة الصمود، الاستعداد لدفع كل ثمن، كل ذلك سيأتي طبيعيا.
هآرتس / اتفاق إسرائيلي – ألماني على إلغاء صفقة الغواصات
هآرتس – 18/4/2017
اتفقت إسرائيل وألمانيا قبل عدة أسابيع أنه في حال كشف تحقيق الشرطة في قضية الغواصات المسماة “حقيبة 3000” عن أعمال فساد متعلقة بشراء الغواصات من ألمانيا؛ فإن المفاوضات حول الأمر ستتوقف وستلغى.
قادة إسرائيليون وألمان كبار أشاروا إلى أن الاتفاق أُدخل لبند جديد في مشروع مذكرة تفاهمات حول شراء الغواصات، كشرط لألمانيا على التوقيع المتوقع أن يجرى بعد عدة أسابيع.
في 31 أكتوبر 2016 أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على منصة الكنيست أن إسرائيل ستوقع قريبًا على مذكرة تفاهمات مع ألمانيا لشراء ثلاث غواصات جديدة. بعد أسبوعين من ذلك نقل الصحفي في القناة العاشرة رفيف دروكر أن ديفيد شمرون، المحامي الشخصي لنتنياهو، يشغل أيضًا منصب محامٍ ممثل شركة “تيسنكروب” الألمانية، التي تشتري منها إسرائيل غواصات وزوارق صاروخية لحماية منصات الغاز. نتنياهو ادعى بأنه لم يكن يعلم عن أي علاقة بين مقربه وبين ممثل الحوض الألماني، وأنه لم يتحدث معه مسبقًا بشأن الأمر.
في النصف الأول من العام الماضي كشفت تفاصيل أخرى حول صفقة الغواصات، وحول صفقة شراء سفن وقائية، من بين أمور أخرى نُشر أنه في البداية أراد نتنياهو أن يشتري ثلاث غواصات جديدة، إضافة للستة الموجودة، لتوسيع أسطول الغواصات لتسعة. بالإضافة لذلك نُقل ان رئيس الحكومة بحث احتمال شراء سفينتيْن مضادتيْن للغواصات من حوض السفن الألماني. علاوة على ذلك، وفي أعقاب معارضة وزير الأمن آنذاك موشيه يعلون ومسؤولي الجيش، تقرر عدم شراء السفن المضادة للغواصات، وأن الغواصات الجديدة ستستبدل بغواصات أقدم، والمتوقع ان تنتهي صلاحيتها على مشارف عام 2030.
بعد الكشف عن القضية مباشرة، أعلن المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت أنه ليس هناك مجال لتدخل الشرطة بالقضية، لكن بعد عدة أيام من ذلك غير وجهته، وأعلن أنه أمر الشرطة بفتح تحقيق بالقضية. بعد 3 شهور من ذلك، وفي نهاية فبراير من هذا العام، أعلن المدعي العام شاي نيتسان عن تحويل تحقيق الشرطة لتحقيق جنائي، الشبهة تتمثل بأن عدة متورطين في القضية نفذوا مخالفات فساد عام، نيتسان أوضح أن نتنياهو غير مشتبه به بالقضية.
التوقيع على مذكرة التفاهمات بين إسرائيل وألمانيا كان مفترضًا أن يتم قبيل نهاية عام 2016، لكن توالي التقارير في الإعلام الإسرائيلي والألماني وتحقيقات سلطات إنفاذ القانون في كلا البلدين كان لها دور في تجميد عملية المفاوضات لأكثر من أربعة شهور. مسؤولون إسرائيليون كبار – طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الأمر – أشاروا إلى أن مكتب رئيس الحكومة توجه عدة مرات لمكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بطلب للتوقيع على مذكرة التفاهمات، لكن في كل مرة كان الجواب ان الوقت غير مناسب.
اسرائيل اليوم / ترامب غير المعادلة
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 18/4/2017
في صيف 2013 حدث شيء ما في الساحة السورية الدامية زعزع صداه كل العالم: عندما لم يف الرئيس اوباما تعهده الواضح ولم يرد عسكريا على استخدام قوات الاسد للسلاح الكيميائي ضد المدنيين المعزولين في اطراف دمشق. هذا التسامح اعتبره فلادمير بوتين مثابة ضوء اخضر لتعميق تدخل روسيا في سوريا وضم شبه جزيرة القرم ومحاولة تمزيق شرق اوكرانيا عن سيطرة الحكومة في كييف. بعد مرور 100 يوم على أداء ترامب ليمين القسم، يمكن القول إن القوة العظمى الامريكية نجحت في اصلاح مكانتها ومصداقيتها التي سقطت في عهد اوباما.
في الساحة السورية نفذ ترامب وعود سلفه. وقبل أقل من اسبوعين قام بالرد العسكري بواسطة صواريخ “توما هوك” بعد الاستخدام الفتاك الذي قام به الرئيس السوري بغاز الاعصاب ضد أبناء شعبه في ادلب. ايضا استخدام القنبلة الثقيلة ضد اهداف داعش في افغانستان في الاسبوع الماضي عبر عن التصميم والقوة. يمكن القول إن هذه الصورة للقوة العظمى المصممة والقوية والتي لا ترتدع عن استخدام القوة الزائدة، قد دخلت الى وعي رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون. ففي المرحلة الحالية على الأقل يبدو تهديد بنهاية العالم، فارغ من المضمون وبدون أي غطاء ملموس. والدليل على ذلك هو أن كوريا الشمالية هي التي تراجعت في صراع الردع هذا.
على الرغم من اقوال كيم المنفعلة ورغم استعراض القوة الستالينية الذي تم في “يوم الشمس” في بيونغ يانغ، فانه يمتنع في الوقت الحالي عن اتخاذ خطوة تصعيدية واستفزازية. وقد اكتفى في منطقة اجراء التجربة النووية باطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى، مثلما كان يفعل في الماضي القريب. قررت كوريا الشمالية عدم تغيير قواعد اللعب، واطلاق الصاروخ فشل بشكل محرج، وهذا يضر بشكل كبير بنظرية الردع الكورية.
خلافا لسلوك الرئيس الـ 44 بالنسبة للسلاح النووي الايراني، فان الرئيس الحالي لم يخشى من تهديد بيونغ يانغ، بل على العكس، قام بارسال عدة رسائل لكوريا الشمالية من اجل ردعها، سواء من خلال العمل في سوريا أو من خلال استخدام “أم القنابل” في المعارك في افغانستان، أو من خلال تعاطيه مع الساحة الكورية نفسها. في هذا السياق كانت المناورة العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية مجرد بداية لعدة خطوات، ستكون ذروتها وصول قوة بحرية تحمل صواريخ من النوع الذي تم استخدامه في سوريا في الآونة الاخيرة. وزيارة نائب الرئيس مايك بنس في سيئول. ايضا تهديد الرئيس ترامب بعلاج التهديد النووي لكوريا الشمالية بشكل أحادي الجانب، إلا اذا استخدمت الصين الضغط الناجع. وكل ذلك فعل فعله.
حتى الآن لم تخرج الازمة عن السيطرة. الفجوة البارزة بين الصواريخ البالستية بعيدة المدى والتي عرضت في “يوم الشمس” وبين الاستخدام الفاشل لصاروخ بمدى متوسط، هي برهان، حتى الآن على الأقل، على نجاح نظرية ردع ترامب دون الاضطرار الى القيام بخطوات اخرى. الايام ستقول اذا كانت هذه الازمة ستشق الطريق الى حقبة جديدة أقل تهديدا في شبه الجزيرة الكورية وكل العالم.
اسرائيل اليوم / انتصار آخر كهذا وسيضيع
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 18/4/2017
في يوم الاحد، يوم الاستفتاء الشعبي في تركيا، من اجل المصادقة على تغيير الدستور، كان من المفروض أن يكون يوم رئيس تركيا رجب طيب اردوغان الكبير. يوم يقف فيه معظم الاتراك من ورائه، ويمنحونه التأييد الساحق لاحداث التغيير الذي سيزيد قوته وصلاحياته كرئيس. اضافة الى الانتقال الى طريقة الحكم الرئاسية كما في الولايات المتحدة، لكن بدون مجلس شيوخ ووسائل اعلام تتنصت وتكبح الرئيس، تغيير الدستور يهدف الى تمكين اردوغان من البقاء في منصبه حتى 2029. وهذه فترة كافية لتغيير وجه الدولة من الاساس. وشطب إرث مؤسسها كمال اتاتورك واعادة بنائها من جديد حسب اردوغان، كدولة تدير الظهر للغرب وتتجه نحو ماضيها العثماني والاسلامي.
كل شيء كان مُعدا لاحتفال الانتصار. في نصف السنة الماضية، منذ قمع محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، التي لم يتبين حتى الآن من وقف من ورائها، تعرضت تركيا الى الرعب الذي يستطيع اردوغان فقط نشره. 100 ألف موظف دولة تقريبا، ومن ضمنهم قضاة ورجال شرطة وجنود واكاديميون وصحافيون، تمت اقالتهم من وظائفهم، و40 ألف منهم تم سجنهم بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب. وقد قام اردوغان، كالعادة، بتأجيج الغرائز، خوف وهدد، بل وأثر على العلاقة بين تركيا والاتحاد الاوروبي وحول الاوروبيين الى كيس للكمات، مثلما فعل في السابق مع اسرائيل، وكل ذلك من اجل الحصول على الاصوات.
لقد خاب أمل اردوغان. الاصلاحات التي أراد ادخالها الى الدستور تمت المصادقة عليها باغلبية بسيطة، 51 في المئة فقط. فعلى الرغم من الانتخابات الصاخبة وحملات التخويف، إلا أن نصف اصحاب الاقتراع في تركيا، أي 24 مليون شخص، لم يرتدعوا وقالوا “لا” لاردوغان. والأمر البارز بشكل خاص هو حقيقة أنه في معظم المدن الكبرى والهامة ومراكز الحكم والثقافة والاقتصاد، مثل اسطنبول وأنقرة العاصمة وأزمير وديار بكر، سجل خصوم اردوغان الانتصار، ليكتفي بالتأييد الواسع الذي حصل عليه في المناطق الريفية في الدولة.
نتائج الاستفتاء تشير الى أن قوة اردوغان تنبع من ضعف خصومه، حيث أنهم منقسمون وتنقصهم الشخصية الكاريزماتية التي تقودهم في المعركة السياسية الدائرة على مستقبل الدولة. ويصعب التفكير بقاسم مشترك بين الاكراد في شرق الدولة الذين قالوا لا لاردوغان وبين النخب في اسطنبول وأنقرة، التي تعادي اردوغان ايضا، وتعطي ولاءها لارث اتاتورك، لكنها ترفض التحدث مع الاكراد والاعتراف بهم كجزء مميز في النسيج التركي.
يصعب اعتبار نتائج الاستفتاء الشعبي على أنها تفويض واضح لاردوغان من اجل احداث التغيير في الدولة التركية. وهذه اشارة تحذير لأنه ذهب بعيدا، لكن اردوغان لا يتوقف عند الضوء الاحمر. وقد أعلن أن اغلبية صوت واحد فقط في الاستفتاء الشعبي تعتبر انتصارا يمكنه من الاستمرار فيما يريد أن يفعله. اردوغان على قناعة بأنه سيبقى في الحكم الى الأبد، لكن يومه سيأتي.
السؤال هو ما الذي سيبقى من تركيا، الدولة التي التزمت بالعلمانية والتقرب من الغرب والانفتاح والديمقراطية، بغض النظر عن النواقص فيها.
مووقع واللا العبري / ليس فقط ظروف السجن: رائحة صراع سياسي تنبعث من إضراب الأسرى
مووقع واللا العبري الاخباري – 18/4/2017
1,187 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بدأوا، أمس، إضرابا مفتوحًا عن الطعام، اختيارهم للوقت لم يكن صدفة، في الـ 17 من ابريل يُحيي الفلسطينيون “يوم الأسير”، والإضراب هدفه زيادة الدعم للأسرى والمضربين عن الطعام. فعليًا خرج آلاف المواطنين في مظاهرات تضامن مع المضربين، احتشدوا في عدة مناطق واستعدوا لمواجهة مع قوات الأمن الإسرائيلية.
وراء الإضراب يقف مروان البرغوثي، الذي اعتقل عام 2002 وحكم عليه خمس مؤبدات، لكنه غير معروف كقائد بارز للأسرى بشكل خاص، فهو لم يعتد العمل من أجل حقوق الأسرى خلال الـ 15 عامًا الأخيرة، ولم يسارع للإضراب عن الطعام من أجل التعاطف مع زملائه في السجون، حين كان هناك إضرابات في ظروف مختلفة، فماذا حدث للبرغوثي جعله يخرج الآن تحديدًا ويقرر أن يتخذ خطوة كهذه؟
يبدو أن السبب هو بالأساس إحباط البرغوثي، المسؤول في فتح، من قيادة التنظيم، ومحاولة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن إبعاده عن قيادة الحركة. وليست التطورات التي ولدت على خلفية توتر حاد أو أزمة بين مصلحة السجون وبين الأسرى الفلسطينيين؛ بل خطوة سياسية مخطط لها ومنظمة بقيادة البرغوثي، الذي يحاول ان يثبت الآن للجميع ان ما نجح بنسيانه في السياسة الفلسطينية، الآخرين لم يتعلمونه بعد.
البرغوثي انتخب فعليًا في المرتبة الأولى للجنة المركزية، الجهة الأكبر في فتح، لكن “زملائه” في قيادة التنظيم قلقوا أن أحدًا من رجاله لا يستطيع ان ينجح في المهمة، لذلك قاموا بإبعاده. البرغوثي توقع ان يمنحه أبو مازن منصبًا رسميًا أو مكانة، نائب رئيس الحركة مثلًا.
رغم ذلك، ينفي مقربو البرغوثي ان الخلفية للإضراب سياسية. حسب قولهم، مطالب البرغوثي وزملائه في السجون من مصلحة السجون منذ نصف عام، وحتى قبل انتخابات اللجنة المركزية. في الواقع، المحادثات بين الجانب الإسرائيلي والأسرى حول تلك المطالب بدأت قبل ذلك، ومع كل ذلك، هذا الإضراب تنبعث منه رائحة قوية للسياسة الداخلية، وليس فقط نضال من أجل تحسين أوضاع الأسرى الأمنيين.
البرغوثي ليس “زعيم تنظيم” محاط بالمسلحين منذ فترة طويلة مثلما كان في بداية العقد الماضي، هو الان يبلغ من العمر 58، وجدٌ لأحفاد، وبحكم مكانته يشغل مجموعة ليست صغيرة من الأفراد خارج السجن. في المقال الذي كتبه البرغوثي ونُشر أمس في نيويورك تايمز، والذي يوضح به لماذا بدأ في إضراب عن الطعام؛ دليل آخر على ان الإضراب كان مخططًا له مسبقًا وبعناية كبيرة، بشكل يهدف لخلق دعم واسع، ليس فقط وسط الجمهور الفلسطيني، بل أيضًا العالم.
علاوةً على ذلك، البرغوثي قدم مطالب تمت على أساس اتفاق جماعي في الرأي، ولا يوجد أي قائد فلسطيني يستطيع أن يتفوه ضدهم. تقريبًا كل مسؤولي فتح وحماس كانوا في السابق في السجون الإسرائيلية، وجميعهم يرون ان تلك المطالب مبررة، حتى ولو كان البرغوثي يسرق منهم الأضواء.
بالإضافة لذلك، صراع البرغوثي ورجاله للعودة للمنصة السياسية عبر السجون وتحسين حقوق الأسرى لن يحسم خلال الايام القريبة؛ بل في وقت لاحق أي بعد مرور عدة أسابيع.
لم ينضم كل أسرى فتح للإضراب، في الوقت الذي ادعى فيه رجال البرغوثي ان هذه قوات “احتياط”، أي سينضمون للمضربين عن الطعام في وقت لاحق، جزءٌ منهم رفضوا. أسرى حماس ايضًا رغم أنهم أعلنوا عن دعمهم للانضمام للإضراب؛ إلا أنهم ممنوعون في المرحلة الحالية من فعل ذلك، في ظل القلق من ان البرغوثي يسرق منهم تلك المسرحية.
غير واضح ما مدى درجة تعاطف الجمهور الفلسطيني مع الخطوة؟ وماذا سيكون موقف السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الخاصة بها؟ هل سينجح رجال البرغوثي بخلق مظاهرات دعم جماعية أكثر في الأسابيع القادمة؟ وهل ستشارك السلطة الفلسطينية مع الإجراءات “الشعبية” أو ستحاول منعها؟
مع كل ذلك، يجب ان يؤخذ بالحسبان رد مصلحة السجون وصناع القرار في حكومة إسرائيل على الإضراب. في حال انتهى الإضراب دون تنفيذ أي من تلك المطالب، فستكون هذه هزيمة للبرغوثي، وفي حال تم تنفيذ جزء من تلك المطالب على الاقل فإن البرغوثي سيعود وسيظهر كالقائد الوحيد الذي يستطيع ان يقود صراعًا حقيقيًا في إسرائيل ويسجل إنجازات.
هآرتس / نبذ الخبيز
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 18/4/2017
أعلنت النائبة تمار زندبرغ من ميرتس في أثناء عيد الفصح بانها تفكر باقتراح تشريع يلغي “قانون الخبيز”، الذي يمنع عرض شيء مخبوز علنا في أثناء العيد. واشارت زندبرغ الى ان القانون مات، عمليا، قبل سنوات، ولكن مؤخرا هناك من يحاولون اجراء انعاش له، “كجزء من عملية التطرف الديني الذي تحاول أقلية في المجتمع الاسرائيلي املاءه”.
مشروع زندبرغ، الذي سيوضع على طاولة الكنيست بعد العيد فورا، هو مبادرة في مكانها وزمانها. فاسرائيل تجتاحها موجة عكرة من الاكراه الديني ومحاولات من دوائر في الوسط الاصولي لاجبار الاغلبية التي تحترم القانون على التسليم باملاءات القضية، ضمن امور اخرى في مسألة الخدمة في الجيش الاسرائيلي. قصة الخبيز في الفصح هو تعبير آخر عن هذا التشويه؛ فدولة سليمة النظام لا يحق لها أن تسلم باستمراره.
تماما مثلما يحظر على الدولة أن تجبر المواطنين المؤمنين بقوانين الحلال أكل الخبيز في الفصح، او الفرض على النباتيين أكل اللحم، محظور عليها أن تتدخل في ما يجري في صحون العلمانيين وفي معداتهم. من هو معني بالامتناع عن شراء الخبيز أو أكل الخبيز يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يجبر اولئك غير المعنيين به.
ان الجانب السخيف في العرف السنوي للفصح هو المناورة الدائمة المتمثلة “ببيع الخبيز للغريب” – صيغة احتفالية للغش الذاتي الذي يسمى “غريب السبت”، والذي يتضمن ارسال مراقبين دروز في السبوت الى بيوت التجارة والترفيه للتأكد من أن اليهود لا يدنسون يوم العطلة. ومثل شعار “صور في يوم عادي”، فان بيع الخبيز لمدة اسبوع، الذي في نهايته يشترى مرة اخرى، يدعو المتدينين الى أنه ها هي وسيلة لممارسة الفريضة، التقاليد، دون التضحية الحقيقية.
مسلية بقدر أقل بكثير هي اجراءات الانفاذ التي وثقت في الاسبوع الماضي – التفتيش عن الخبيز في حقائب الزوار الذين يزورون المؤسسات العامة كالمستشفيات. فالحراس الذين كلفوا بالكشف عن السلاح الذي يمكن ان يستخدم للقيام بعمليات أو الاعتداء على الطاقم الطبي، كانوا مطالبين بان يبحثوا عن الساندويشات والكعك وان يحبطوا باجسادهم ادخال الاغذية الخاطئة، وكأن الرغيف والكعكة من شأنهما أن يغريا مؤمنا متزمتا ويحرفاه عن التمسك بالفريضة. هذا جهل محزن، تحت غطاء “نبذ الخبيز” وتهديد لقاعدة “عش ودع الاخرين يعيشون”.
ان ظاهرة ملاحقة الخبيز تعكس انزلاق اسرائيل في المنزلق السلس نحو دولة الشريعة التي تتدخل في حياة مواطنيها دون وجه حق. واقتراح زندبرغ يمكن أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح لو لم تصطدم بحكومة تعمل على تدخل الدين في كل جوانب الحياة في دولة اسرائيل.