اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 4– 10 – 2017
هآرتس / بالرغم من تصريحات نتنياهو المسرحية الإسرائيلية هي في نجاح المصالحة الفلسطينية
هآرتس – بقلم عميره هاس – 4/10/2017
اسرائيل لم تحاول أن تمنع اعضاء حكومة رام الله وكبار قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الدخول هذا اليوم (الثلاثاء) الى قطاع غزة بسياراتهم التي تحمل لوحات فلسطينية. من السخرية أن نقول أن اسرائيل قررت ألا تشوش على العملية التي تضر بإستراتيجيتها التي استمرت طوال سنوات، منذ 1991 منذ أن تم فصل سكان القطاع عن الضفة الغربية. إن الاختلافات العميقة في الرأي بين الحركتين المتخاصمتين فتح وحماس وخاصة في شؤون السلاح والأجهزة الأمنية ستقوم بدورها، وفي النهاية ستمنع رأب الصدع. إذا لماذا ستقوم اسرائيل منذ البداية بالظهور كممثلة لدور الشيطان.
وهكذا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصدر تصريحاته المناهضة للمصالحة فقط بعد أن فتح حاجز ايرز لدخول البعثة الكبيرة من الضفة، ولم يقم وزير الدفاع لبيرمن باستخدام صلاحيته ولم يعطي توجيهات لإدارة التنسيق والارتباط بأن تقوم بما هي تحسن القيام به – حتى التلكؤ في إعطاء تصاريح الخروج.
يمكننا أن نأمل أنه مع ذلك هنالك في اسرائيل لن يفهمون أن المهمة الاولى الآن هي منع تدهور قطاع غزة الى كارثة بيئية – إنسانية أخطر من تلك التي هو فيها. هذا الأمر من الممكن ان يحدث فقط في الظروف التالية: أن يتم إلغاء التقييدات الاسرائيلية على إدخال مواد البناء ومواد الخام، وأن تكون آليات الإنقاذ وإعادة إعمار البنية التحتية والمرتبطة بتنسيقات مع أجهزة الأمن الاسرائيلية والدول المانحة، أسرع وأبطأ، وأن تتوقف المنازعات الفلسلطينية الداخلية حول جباية فواتير الكهرباء والضرائب. وهذا الامر يمكن تحقيقه فقط إذا كان للفلسطينيين جسم إداري واحد، وفقط اذا كان مقبولا- ولو جزئيا مناسبا للوضع الراهن – على اسرائيل وعلى الدول المانحة والمنظمات المانحة الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. وهذا الجسم يمكن ان يكون فقط هو السلطة الفلسطينية.
على الرغم من الإنكار، اسرائيل هي المسؤولة الأولى عن وصول غزة الى حدود الكارثة، ولكن بهذه اللحظة هذا لا يهم. الآن يجب التسامي فوق الشعارات المعتادة حول ” تمويل الإرهاب ” و”ارتباط أبو مازن مع تنظيم إرهابي قاتل” كما قال اليوم نفتالي بنت. الآن يجب العمل، ليس لدينا وقت. يجب أن نزيد فورا تزويد الكهرباء لقطاع غزة، ولمستوى أكبر من الكمية التي كانت قبل أن تقلص اسرائيل الكهرباء بناء على طلب عباس. إضافة الى ذلك يجب ضخ فورا عشرات الملايين من الأمتار المكعبة الأخرى من المياه من اسرائيل. المصلحة هي ليست فقط مصلحة الفلسطينيين أيضا لاسرائيل هنالك مصلحة في أن يتم معالجة مجاري قطاع غزة وتوقف تدفقها الى البحر، والا ينهار خزانها الأرضي من المياه بصورة كاملة وأن يكون العلاج الطبي لسكانها مناسبا. وكذلك يوجد مصلحة لاسرائيل في الا تنتنشر في القطاع أوبئة وأمراض.
كحركة سياسية ترى نفسها كممثلة أصيلة لكل الشعب الفلسطيني، في البلاد والمنفى، إن التنازل عن إدارة القطاع هو من مصلحة حماس. هذا بالرغم من أن الحركة ستفقد مراكز قوة وسيطرة اعتادت عليها في العشرة السنوات الأخيرة. يحيى السنوار واسماعيل هنية وهما من مواليد وسكان القطاع أحسا بجنودهما الكارثة البيئية الإنسانية. هما يعرفان أن حركتهما لا تستطيع على مواصلة تنفيذ تجربة في الإدارة على حساب رفاهية شعبهم. الخطوات العقابية التي أخذتها اسرائيل ودول الغرب ضد حكومة حماس المنتخبة فور إنشائها قبل 11 عام، تمكن الحركة من التنازل عن المفاتيح بدون أن تعترف بفشلها صراحة. في الضفة الغربية وفي الشتات الفلسطيني – لكن لأسباب واضحة ليس في قطاع غزة – يؤيدونها اختيارها طريق التسلح والمواجهة العسكرية مع اسرائيل. هذا كان كافيا لكي تقوم اسرائيل بتبرير معارضتها للمصالحة، لولا أن حلقت فوقنا التنبؤات المهددة الأمم المتحدة والقائلة بأن قطاع غزة لن يكون مناسبا للسكن الآدمي في 2020.
لماذا السلطة الفلسطينية وحركة فتح مستعدتان لأخذ مهمة إدارة الأزمة في قطاع غزة؟ يبدو أنه حتى الآن وجد من الصعب عليهم أن يظهر أن الأمر تم من خلال الشعور بالمسؤولية الرسمية، وليس لأسباب أنانية وحزبية. إن بعض سكان القطاع تولد لديهم الانطباع بأن البعثة القادمة من رام الله دخلت مثل الفاتح المنتصر. الرئيس محمود عباس، وفي مقابلة تلفزيونية أمس، نجح في تعكير المزاج بالشروط التي وضعها مسبقا أمام حماس، ومنها نزع سلاحها ووقف تدخل قطر في القطاع. في القطاع يعتقدون أنه كان من الإمكان القيام بذلك بصورة أخرى وترك الشروط للمفاوضات. عباس يتسبب في أن يتشكك الناس، إذا لما يكن في رغبة فتح فعلى الأقل في رغبته هو، أن يمكن حدوث المصالحة ورفع العقوبات التي فرضها على القطاع.
إن وقف التدهور نحو كارثة اعظم هي أحد التفسيرات لاستعداد السلطة للمصالحة. مواصلة النشاطات الدبلوماسية لقبول “دولة فلسطين” كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة – أيضا هذا تفسير ممكن. بتقديمهم لمطالب مختلفة للمجتمع الدولي بما في ذلك المطالبة بالضغط على اسرائيل، فإن عباس ومن بعده يجب عليهم أن يثبتوا أنهم يمثلون جميع الجماهير في المناطق المحتلة سنة 1967. التنازل عن القطاع وحتى لو كان مريحا من الناحية المالية، فإنه يضعف الموقف الدبلوماسي. إن التدخل العلني لمصر في عملية المصالحة هي رياح في أشرعة السلطة الفلسطينية وإشارة الى اسرائيل: أنه كما كان الحال في العهد المبارك وخلافا لطموحات اسرائيل فإن مصر لا تنوي أن تسمح للقطاع بالانضمام إليها والانفصال عن باقي السكان الفلسطينيين.
اسرائيل اليوم / اختبار المصالحة الفلسطينية – نزع سلاح حماس
اسرائيل اليوم – بقلم اللواء احتياط يعقوب عميدرور – 4/10/2017
ينطوي الاتفاق الذي سمح ظاهرا بعودة سيطرة السلطة الفلسطينية الى غزة على وعد كبير للفلسطينيين: فلا مزيد من الحروب الاهلية بين فتح وحماس. من الان فصاعدا شعب موحد يقرر مصيره وينهي الجدالات في داخله في اطار سياسي، وليس بقوة الذراع. فضلا عن ذلك، الان، بعد انتهاء الازمة، يفترض بالسلطة الفلسطينية ان تتلقى المسؤولية عن حياة المواطنين في القطاع، فتدفع كامل الرواتب لالاف الغزيين وتمول المزيد من الكهرباء في القطاع. وفي الجانب السياسي ايضا يعطي الاتفاق ميزة للفلسطينيين. فمن الان فصاعدا تتحدث السلطة باسم كل الشعب الفلسطيني، ولا يمكن تجاهلها بذريعة ان الشعب الفلسطيني منقسم بين سلطتين.
ولكن الاختبار الاكبر على الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان بوساطة مصرية، وتضمن ضغطا حقيقيا على حماس يوجد من زاوية نظر اسرائيل في مسألة اخرى، لا تتعلق مباشرة بشروط حياة الفلسطينيين. تتعلق المسألة بالقوة العسكرية في غزة، مجرد وجودها ومن يتحكم بها. وعليه، فاذا كانت السلطة تسيطر في غزة، فعليها أولا قبل كل شيء أن تنزع سلاح حماس. فحسب الاتفاقات التي اقيمت السلطة بموجبها، لا توجد اي امكانية للابقاء على السلاح الذي لدى حماس اليوم، لا بالكمية ولا بالنوعية. وبالمقابل، اذا واصلت حماس الاحتفاظ بقدراتها العسكرية، دون ان تتمكن السلطة من أن تفرض عليها شروط الاتفاق وتنزع سلاحها – سيكون واضحا ان الاتفاق هو ظاهري للعيان فقط، استعراضا غير مقنع من وحدة عديمة القيمة الحقيقية، مظلة للارهاب الفلسطيني ليس الا.
يمكن تهنئة الفلسطينيين بالانجاز الداخلي اذا كان حقا يمنع سفك الدماء، سواء كان فلسطينيا ام اسرائيليا. وفي نفس الوقت ينبغي أن يكون واضحا بانه اذا كان الاتفاق مثابة وثيقة “كلمات غامضة من خلفه تتعزز حماس فقط، محظور على اسرائيل السماح بتحققه. فلا يمكن ان يسمح في صالح المصالحة الفلسطينية الداخلية بتعزيز منظمة لا يتردد قادتها في الاعلان عن نيتهم القتال ضد اسرائيل، ومع كل الاحترام لتحسين مكانة ابو مازن، محظور ان تشوش مصالحه على مصالح اسرائيل وتمنع تحقيقها.
اذا كان ابو مازن يريد أن يربح من الاتفاق، سيتعين عليه ايضا ان يدفع الثمن: السيطرة على القوة العسكرية لحماس وحلها، في ظل ابقاء السيطرة الامنية في يد الشرطة الفلسطينية، مثلما في يهودا والسامرة. كل خطوة اخرى محظور على اسرائيل أن تقبلها. فهي لا تحتاج لان تحمل على ظهرها هذه المصالحة.
مفهوم أنه كلما تحققت الخطوة، هكذا ستكون السلطة مسؤولة ايضا عن مواضيع اخرى، كاعادة من سقط في الجرف الصامد او الاسرائيليين المعتقلين هناك بعد ان اجتازوا الحدود الى القطاع. ولكن الاختبار الاول والاهم هو نزع سلاح حماس.
موقع واللا العبري / ليبرمان عن المصالحة: دعونا نرى ماذا سيحدث هذه المرة
موقع واللا العبري الاخباري – 4/10/2017
علق وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على المصالحة الفلسطينية بالقول “دائمًا أنظر للحقائق، هذه ليست المحاولة الأولى، وكل المحاولات السابقة لم تنجح؛ لذلك أقترح أن نتحلى بالصبر قليلًا، فلا يجب علينا الرد على كل أمر، دعونا نرى تطورات العملية”.
وقال ليبرمان “نحن لا نبحث عن مواجهات، وهذا ليس هدفنا، من الواضح أن أبا مازن حاول تقويض العلاقات بيننا وبين قطاع غزة وجرنا لمواجهة هناك، كان يريد خنق خصمه في قطاع غزة من خلال إسرائيل. الآن، وتحت ضغط مصري، قرروا التوصل لمصالحة، دعونا نرى ماذا سيحدث هذه المرة”.
وأضاف ليبرمان، في مقابلة مع موقع “واللا” الاخباري، أن “هناك تنسيق أمني على الساحة، وعلى المستويات الأمنية، ولا يجب أخذ كل تصريح لأبي مازن على محمل الجد”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات لإطلاق سراح الجنود المحتجزين في غزة، أوضح “كل ما نستطيعه سنفعله، نحن نبذل جهودًا حثيثة من أجل إعادة جنودنا ومواطنينا لإسرائيل، لكن ليس كل شيء مرتبط بنا”.
وأردف بالقول “لن نعود لأخطاء صفقة شاليط؛ فقد رأينا الثمن الذي دفعناه مقابل ذلك، كم مواطنًا إسرائيليًا قتل على يد محرري صفقة شاليط؟ وكيف سيطروا على غزة، بما فيهم يحيى السنوار؟”.
ولدى سؤاله “هل ترانا منتصرين؟”، أجاب ليبرمان “وظيفتي هي منع الحرب، وهذا ممكن فقط بواسطة تقوية الردع الذي يعتبر اليوم مهمًا وكبيرًا. لا أحد يمسنا أو يحاول اختبارنا. من خلال عزيمتنا، جعلنا منظومتنا مستقرة، سواء في الشمال أو الجنوب، لم نعش هدوءًا وأمنًا كهذا من قبل في غلاف غزة منذ 67”.
وتابع ليبرمان “لا يمكن أن نفعل شيئًا للفلسطينيين أكثر مما فعلنا، لقد أعطيناهم دولة مستقلة في قطاع غزة، أبو مازن تلقى منا دولة مستقلة على طبق من فضة، أخلينا جميع المستوطنات، ونقلنا عشرات الآلاف من اليهود، عدنا لخطوط 67، ماذا تبقى؟ بعد عام ونصف من حصوله على مفتاح قطاع غزة، أبو مازن خسر الحكم هناك. الآن هناك حكم إرهابي يعمل بلا كلل من أجل ضربنا”.
وأشار إلى أن “كل الأموال التي تجمعها حماس من السكان تنفقها على الأنفاق والصواريخ بدلًا من التعليم والصحة والبنى التحتية. نحن ندعم أبا مازن وحكمه في الضفة الغربية، وكثيرًا ما تساعده من أجل التقدم على المستوى الاقتصادي ومجالات أخرى كثيرة، لا يمكن ان نفعل أكثر من ذلك”.
وردًا على سؤاله حول الخطوة القادمة “هل تريد أن تصبح رئيس حكومة؟ أجاب قائلًا “الخطوة القادمة هي منع الحرب، فعل كل شيء وتحقيق مهمتي على أكمل وجه، إنها مهمة ذات مسؤولية يومية وأنا أركز فقط بوظيفتي”.
اسرائيل اليوم / نتنياهو: “شروط اسرائيل: الاعتراف، حل الذراع العسكري وقطع العلاقة مع ايران”
اسرائيل اليوم – بقلم شلومو تسيزنا – 4/10/2017
“نحن نتوقع من كل من يتحدث عن مسيرة سلمية ان يعترف بدولة اسرائيل وبالطبع ان يعترف بدولة يهودية، ولسنا مستعدين لان نقبل مصالحات وهمية يتصالح فيها طرف فلسطيني على حساب وجودنا”. هكذا أوضح امس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جولة في معاليه ادوميم. وعلى حد قوله فان “من يريد ان يحقق مثل هذه المصالحة، فهمنا هو بسيط جدا: اعترفوا بدولة اسرائيل، حلوا الذراع العسكري لحماس، اقطعوا العلاقة مع ايران التي تدعو الى ابادتنا وغيره هنا وهناك. هناك أمور جد واضحة، وهذه الامور تقال ايضا بشكل واضح”.
اضافة الى ذلك أعلن نتنياهو في الجولة “عن زخم تنمية متعاظمة في معاليه ادوميم. نحن سنبني هنا الاف وحدات السكن. وسنضيف مناطق صناعية والتوسع المطلوب كي نسمح لتنمية متسارعة الى هذا المكان. هذا المكان سيكون جزء من دولة اسرائيل. أنا اؤيد هذا القانون المتعلق بالقدس الكبرى، والذي سيسمح للقدس وبناتها بالتطور في كثير جدا من النواحي”. وكرر نتنياهو هذه الرسائل ايضا في بداية ندوة التوراة التي انعقدت أمس.
“شروط ابو مازن”
جاءت هذه الاقوال في الوقت الذي جرت فيه في غزة امس – لاول مرة منذ ثلاث سنوات – جلسة الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله الذي وصل بمرافقة وفد كبير من السلطة. وفي المقابلات التي منحها أمس اتهم ابو مازن بان “اسرائيل تدعي بانه لا يوجد شريك للسلام بسبب الانقسام في الشعب الفلسطيني. وبالمقابل أعلنت بانها لن توافق على وحدتنا مع حماس لانها منظمة ارهابية. اسرائيل معنية بالابقاء على الوضع القائم لان الانقسام يمنع قيام دولة فلسطينية”. واضاف بانه كشرط لاستكمال المصالحة مع حماس، على المنظمة ان تنزع سلاحها ولن تحصل في غزة على “نموذج حزب الله”. وعلى حد قوله سيطلب من حماس ان تنقل الى الحكومة والى أجهزة السلطة السيطرة في القطاع، بما في ذلك الامن المدني والسيطرة على معابر الحدود. واوضح ابو مازن بانه “اذا وضعت حماس العراقيل – فمسيرة المصالحة ستتوقف… واذا ارادت حماس الانضمام الى م.ت.ف سيتعين عليها ان تقبل سياسة م.ت.ف”.
كما وصل الى غزة رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي، حيث التقى زعيم حماس، اسماعيل هنية، بعد ان التقى ابو مازن في المقاطعة. وعرض فوزي في جلسة الحكومة في غزة خطابا مسجلا للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال فيه: “هذا يوم تاريخي. الكل يخسر من الانقسام الفلسطيني. يجب حل الخلافات داخل الشعب الفلسطيني وبمساعدة الدول العربية”.
والى ذلك اتصل رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، بابو مازن وهنية ورحب بالاتصالات. وقال النائب عودة لهما ان الفلسطينيين في الجليل، في المثلث وفي النقب يقدرون اتفاق المصالحة ويعلقون عليه الآمال وشدد على توحيد كل الجهود لانهاء الاحتلال.
أثار عمل عودة عاصفة. فقد انتقد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الخطوة بشدة وقال: “لاسفي، القيادة السياسية لعرب اسرائيل، كما تتمثل في الكنيست بالقائمة المشتركة، أصبحت طابورا خامسا حقيقيا بلا هلالين، ممثلية كبيرة لمنظمات الارهاب في كنيست اسرائيل… حان الوقت لاستنفاد القانون مع اولئك الذين يتآمرون على شخصية الدولة”.
القناة العاشرة العبرية / رد إسرائيلي معتدل يشجّع تواجد فتح في قطاع غزة
القناة العاشرة العبرية – بقلم رفيف دروكر – 4/10/2017
المصالحة الفلسطينية تحدث بشكل متكرر، وبالتالي يمكن التنبؤ برد فعل الحكومة في كل مرة. مصالحات مشابهة حدثت في 2007 وفي 2011، وكذلك مصالحة جزئية في 2010 بعد أن انتهت مصالحة سابقة بالفشل، كما تصالحت فتح وحماس مرة أخرى في 2014، والان تتصالحان مجددًا.
حكومة أولمرت كانت الحكومة الأولى التي اضطرت للرد على مصالحة داخلية فلسطينية، فقد صعب عليها قبول حماس في الحكومة الفلسطينية، وقالت بأنها لن تتحدث مع حماس، بل ستجري حوارًا مع أبي مازن فقط.
حكومة نتنياهو ردت بعنف على مصالحات 2011 و2014، وثمة ادعاء بأن عملية “الجرف الصامد” كانت متعلقة بمحاولة اسرائيل التفريق بين حماس وفتح، بالإضافة لوقف تحويل الأموال، عقوبات ومطالبة العالم بعدم الاعتراف بحكومة فلسطينية موحدة.
على مدار سنوات، عبّرت إسرائيل عن موقفها الثابت بعدم الاعتراف بحماس كجهة تتحاور معها، حتى يعترف التنظيم بإسرائيل وينزع سلاحه، وهي شروط لا يمكن ان توافق عليها حماس، رغم أنها أحيانًا تتنازل وتقترب من شروط مشابهة.
إسرائيل تشجع دخول فتح لغزة
هذه المرة جاء الرد الإسرائيلي أكثر لينًا من أيّ وقت مضى، فلم يُعقد أي نقاش في الكابينت حول الأمر. تصريح نتنياهو معتدل جدًا بشأن “مصالحة زائفة”، لكن ليس هناك تهديد أو عقوبات، وإسرائيل سمحت لشخصيات فتح بالوصول لغزة.
يمكن تفسير ذلك من خلال تصرفات بطيئة أو عدم ثقة بالمصالحة الفلسطينية، لكن تحليلات أخرى تقترح أن تلجأ حماس هذه المرة لمحادثات المصالحة وهي ضعيفة وأبو مازن يصل قويًا. كذلك، نتنياهو على علاقة جيدة بمصر والسيسي، كما ان سيطرة فتح على جزء من المعابر في القطاع يعد أمرًا إيجابيًا بالنسبة لإسرائيل، التي فهمت بأنها لا تستطيع أن تعظم دور أبي مازن في غزة ولا أن تعيد احتلالها.
يجدر الإشارة إلى أن الأمريكان، وحتى المبعوث الخاص جيسون غرينبلات الذي عارض في السابق حكومة وحدة فلسطينية، أعربوا عن دعمهم لخطوة المصالحة.
هآرتس / ترامب: نتنياهو أصعب من عباس
هآرتس – بقلم براك ربيد – 4/10/2017
في لقاء مع الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتريش، على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك قبل نحو اسبوعين، قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الطرف الاصعب على الاقناع في كل ما يتعلق بالمساعي للوصول الى اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني. هكذا حسب مصادر غربية واسرائيلية ضالعة في مضامين اللقاء أو اطلعت عليه. وقال دبلوماسي غربي اطلع على تفاصيل اللقاء “لقد اوضح ترامب في اللقاء بان الزعيمين اشكاليان. ولكن السياق العام لاقواله كان أنه من بين الاثنين نتنياهو هو الاكثر اشكالية”.
المصادر السبعة – ستة منهم دبلوماسيون غربيون وواحد موظف اسرائيلي كبير سابق – طلبوا عدم ذكر اسمائهم بسبب الحساسية السياسية. واشاروا الى ان اللقاء بين ترامب وغوتريش، الذين انعقد في 19 ايلول في مقر الامم المتحدة في نيويورك واستمر ربع ساعة عني بنصفه على الاقل بالموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. ترامب، الذي كان قبل يوم من ذلك التقى نتنياهو في نيويورك عرض على غوتريش انطباعاته من حديث مع رئيس الوزراء وموقفه بالنسبة للمسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية.
وأشار الدبلوماسيون الغربيون الى أن ترامب كرر في اللقاء مع الامين العام تصميمه على تحقيق اتفاق سلام تاريخي. وقالوا ان ترامب قال لغوتريش انه على مدى السنين نجح في صفقات عديدة وصعبة، ولكنه كان دوما يسمع بان الصفقة الاصعب هي تحقيق سلام اسرائيلي – فلسطيني. وقال دبلوماسي غربي اطلع على تفاصيل اللقاء “شدد ترامب بانه يريد محاولة التصدي لهذا التحدي”. وقال الدبلوماسيون الغربيون انه في اثناء اللقاء قال ترامب مع ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كبير جدا في العمر ويعاني من مصاعب سياسية داخلية، ولكنه بحاجة الى تراث يخلفه وراءه. اما نتنياهو من الجهة الاخرى، كما قال ترامب، فيوجد في وضع يفهم فيه بانه لن يحصل على رئيس أمريكي اكثر عطفا يبدي تفهما أكبر لاحتياجات أمن اسرائيل، وعليه فهناك احتمال في ان يوافق على خطوات لم يوافق عليها في الماضي. واشار ترامب الى انه عندما تسلم مهام منصبه، اعتقد بان احتمال تحقيق الصفقة أقل. ولكن في ضوء المعطيات التي اشار اليها على عباس ونتنياهو، يعتقد بانه يوجد احتمال لتحقيق صفقة.
وعلى حد قول الدبلوماسيين الغربيين، شجع الامين العام ترامب على مواصلة الدفع الى الامام بمبادرة سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وشدد امامه على انه هو ايضا يعتقد بانه توجد فرصة لتحقيق اتفاق تاريخي. وروى الامين العام لترامب عن زيارته الى اسرائيل في شهر آب وشدد على أن زعيمي المعارضة اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني قالا له انه اذا تقدم نتنياهو في مسيرة سياسية حقيقية، فانهما سيدعمانه.
وافاد مسؤول كبير في البيت الابيض معقبا فقال ان “اللقاء بين ترامب وغوتريش كان قصيرا ولكنه كان مجديا، وركز في اساسه على الاصلاحات في الامم المتحدة وعلى العمل الممتاز للسفيرة الامريكية في الامم المتحدة، نيكي هيلي. وعلى حد قول هذا المسؤول فانه “بعد بحث في حماية الولايات المتحدة لاسرائيل في الامم المتحدة، بحث الطرفان باختصار في محادثات السلام المتواصلة فقال الرئيس ان احساسه يقول له ان الطرفين يريدان صنع السلام وانه متفائل بالنسبة لامكانية تحقيق صفقة. نحن نركز على المحادثات الناجعة وليس على ضجيج الخلفية”.
في 18 ايلول، قبل يوم من اللقاء مع الامين العام، التقى ترامب في نيويورك مع نتنياهو. وفاجأ الرئيس الامريكي رئيس الوزراء حين ركز في تصريحه امام الكاميرات في بداية اللقاء على المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية. فقد قال ترامب في حينه ان “السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيكون انجازا رائعا. نحن بالتأكيد نسير في هذا وهناك احتمال جيد بان يكون ممكنا تحقيقه”. وقال بضع دقائق من اللقاء غرد ترامب الرسالة اياها في حسابه على التويتر. اما نتنياهو فلم يتعاون مع حماسة ترامب وفضل تركيز تصريحه العلني في بداية اللقاء على الموضوع الايراني.
وفي 20 ايلول التقى ترامب في نيويورك بالرئيس عباس. وفي التصريحات امام الكاميرات في بداية اللقاء مع عباس واصل ترامب يبث التفاؤل، التصميم والالتزام الشخصي على العمل على مبادرة سلام في الشرق الاوسط. وتعاون عباس مع رسالة ترامب واثنى المرة تلو الاخرى على مساعيه لاحداث اختراق بين اسرائيل والفلسطينيين.
بعد بضعة ايام من عودته من نيويورك عقد نتنياهو اجتماعا لوزراء الكابنت السياسي الامني واطلعهم على محادثاته مع ترامب. وقال نتنياهو في جلسة الكابنت ان ترامب يعمل على خطة سلام وانه اخذ الانطباع مع الرئيس بان الاخير مصمم جدا على تحقيقها. وقال نتنياهو في جلسة الكابنت “لا شك ان الموضوع الفلسطيني هو موضع ثقيل وهام لدى ترامب. وترامب يبث جدية في هذا الموضوع. الامريكيون يعدون خطة. وانا عرضت على الرئيس مواقفنا. ترامب مصمم جدا وهو يريد أن يحقق الصفقة المطلقة”.
المصدر / بمناسبة العيد اليهودي.. نقل آلاف أغصان سعف النخيل من غزة لإسرائيل
المصدر – بقلم عامر دكة – 4/10/2017
نُقِلت إرسالية استثنائية عبر معبر كارم أبو سالم تحتوي على نحو 20.000 سعف نخيل من غزة إلى إسرائيل. تباع سعف النخيل هذه في إسرائيل، وجاء نقلها بعد تنسيق مع ممثلين عن السلطة الفلسطينية .
في بداية الأسبوع (الإثنين)، عشية عيد المظالّ، نُقلت إرسالية استثنائية تحتوي على نحو 20.000 سعف نخيل من قطاع غزة عبر معبر كارم أبو سالم إلى إسرائيل.
نُسقَ نقل هذه السعف إلى إسرائيل بين ممثلين من وزارة الزراعة الإسرائيلية وممثلين من السلطة الفلسطينية في غزة، عبر معبر كارم أبو سالم، وهو المعبر المركزي لنقل البضائع من غزة وإليها.
إضافة إلى آلاف الأطنان من الفواكه والخضراوات التي تُنقَل من القطاع إلى إسرائيل والعكس، نُقِلت هذا الأسبوع نحو 20.000 سعف نخيل إلى الأسواق الإسرائيلية. تعد سعف النخيل من الأجناس الأربعة التي يستخدمها ويباركها اليهود في عيد المظالّ.
وعلم المقيمون على معبر كارم أبو سالم أنه ستمر يوميًّا نحو 800 شاحنة من إسرائيل إلى غزة ذهابا وإيابا، وكما هو معتاد، لا سيما عندما يجري الحديث عن منتجات زراعية، تُنقل هذه البضائع سريعا حفاظا على طراوتها. بعد عملية فحص في المعبر، تُنقَل سعف النخيل إلى التجار ومن ثم إلى الأسواق الإسرائيلية وتستخدم لتحضير آلاف العُرش في إسرائيل ويستخدمها اليهود في عيد المظال القريب أثناء العيد والتبريكات.
معاريف / البناء، بالذات في هذا الوقت
معاريف – بقلم كارني الداد – 4/10/2017
أمس فقط صرح بنيامين نتنياهو في معاليه ادوميم عن نيته بناء مئات وحدات السكن في المدينة وان يؤيد خطة “القدس الكبرى”. صحيح أن هذه تصريحات ووعود متكررة ولا يزال – هذه فكرة ممتازة، يا دولة رئيس الوزراء. فعندما قرعت أجراس اليوبيل في غوش عصيون، وروى واضعو النص في الاحتفال الرسمي الذي مولته حكومة اسرائيل، كم هم المستوطنون أبطال وعن بلاد الاباء والاجداد التي عدنا اليها، وعن الاشواق وعن الصهيونية والرؤيا، كان هذا مثيرا للانفعال حقا. اما نحن، المستوطنين، فنعرف كل هذا، ولكن لم نعرف ان الحكومة تعرف. لم نعرف أنه بات مسموح لها أن تقول هذا.
لا، نحن لسنا في نشوى بسبب العناق الرسمي الحار. نحن على وعي تام بالوضع على الارض في مقابل الوعود. لحقيقة ان على الورق توج الاف وحدات السكن تحتاجها الارض حاجة ماسة، ولكن في الارض لا يزال الحال جافا. ولا يزال، فان هذه الاجواء الايجابية كفيلة بان تؤدي حتى الى فعل ايجابي.
في كل مرة يقيمون فيها صف تعليم أو كشك حارس في يهودا والسامرة، يصرخ اليسار على الفور ويهرع الى الامريكيين والى وسائل الاعلام. فالسؤال الذي يطرح نفسه في برامج الصباح في الغداة يقول “لماذا الان بالذات، في هذا الاوان بالذات، فهذا كفيل بان يخرب على مساعي اتفاق السلام القائمة/يمس بالامريكيين/يخرب على تغيير اتفاق القوى العظمى مع ايران/يدفع الادارة الامريكية الى وقف المساعدة، او لا سمح الله، يدفعهم لان يمتنعوا في التصويت التالي في مجلس الامن في الامم المتحدة والا يستخدموا الفيتوا المخلص لنا في كل يوم من التوبيخ الخطير. صحيح؟
إذن نحن نقول – نحن، في هذا الاوان بالذات، وليس لان كل هذا ليس هاما، بل لانه توجد دوما ذريعة لماذا لا. ولكن الان، حين تكون الادارة الامريكية هي الاكثر عطفا التي يمكن لنا ان نتخيلها – وليس لان هذا شرط في نظري، نحن دولة سيادية يفترض أن تحرص على مصالح مواطنيها وليس على ضغط دم عضو الكونغرس هذا أو ذاك – ونحن اقوياء، وحكومتنا يمينية، صهيونية وعاطفة. وبالتالي فاننا الان بالذات يجب أن نبني.
تريدون البناء في البلدات القائمة فقط؟ خسارة. توجد الكثير جدا من الجبال لاسكانها، ولكن حسنا. تعالوا نبدأ اينما اتفق. فأزمة السكن في البلاد كلها تجتاز الخط الاخضر، حيث أن المشكلة ليست السعر بقدر ما هو التجميد. نحن نريد أن نصدق وزير الدفاع ليبرمان الذي يقول ان هذه السنة توجد بدايات بناء هي الاكثر منذ العام 2000. نحن نريد أن نصدق نتنياهو حين يعد بان ها نحن لتونا سنسمع ضجيج محركات التراكتورات وطرقات الحافرات في الجبل. نحن نريد أن نشم هذا الغبار. فضلا عن البناء، وفي تواصل مستمر منه، هناك حاجة للسيادة. ومرة اخرى، اذا كان مريحا اكثر للحكومة ان تبدأه في البداية في المناطق ج فقط، فلا بأس. هذا سبيل جيد للبدء وللفحص. ولكن الوضع المعطى فشل في كل جانب ممكن، وهو واجب التغير. نعم، في هذا الاوان بالذات. أما التأجيل فسيكون تفويتا للفرصة وبكاء للاجيال.
هآرتس / سيبنى الهيكل
هآرتس – بقلم باري دنينو – 4/10/2017
في الشهر الماضي وخلال عطلة عائلية، زرنا متحف الموسيقى العبرية. هذا متحف جديد افتتح قبل سنة ونصف من قبل رجل الأعمال لورنت ليفي سوية مع إلدر ليفي – وهو رجل موسيقي وعازف على آلة القانون. كهاوي للموسيقى كان لدي حب استطلاع في هذه الزيارة وعلى ضوء “رؤيا” المتحف (من خلال الموقع): “نحن نؤمن بأن الموسيقى تهم الجميع بدون تمييز أو تفريق أو أفكار مسبقة”.
لذا دخول المتحف حصلنا على كرسات ودخلنا الى غرف العرض. استمتعنا جيدا وأخذنا انطباعا جيدا من التنوع في أدوات الموسيقى من كل الطوائف في اسرائيل. ولكن بالنظر المعمق الأكثر هنالك عدد من الامور يصعب تجاهلها.
كنت أتوقع من المتحف في القدس الذي يؤمن بأن “الموسيقى تهم الجميع بدون تمييز أو تفريق أو آراء مسبقة” أن يعرض – حتى لو كان بمليكة خاصة – الشروحات ليس فقط بالعبرية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، والإسبانية، بل أيضا باللغة العربية التي ما زالت أحد اللغات الرسمية في الدولة واللغة التي يتحدثها ثلث سكان القدس الكبرى.
السبب لتجاهل الجمهور العربي، والذي ربما يريد هو أيضا الاستمتاع بقدرة الموسيقى على “توحيد، إسعاد وإثارة الجميل الداخلي في كل واحد وواحدة” (كما هو مكتوب في الموقع)، يتضح عندما نصل الى المعروض الذي يشكل درة التاج في المعرض: الغرفة العبرية التي تحتوي على نموذج بالهيكل، والتجول فيها مع نظارات واقع متخيل. هنا تتضح طبقات أخرى وأهداف أخرى في المتحف، خلافا للموسيقى. الهيكل يكتسي هنا لحما وشحما – في هذه الأثناء بصورة متخيلة، ولكن مع نموذج طبيعي. بهذا فإن المتحف يستخدم كأداة إضافية لإعداد القلوب لبناء الهيكل.
من الواضح العلاقة المتخيلة بين الموسيقى والهيكل. في سنوات سابقة وأيضا اليوم من المعتاد قراءة قصيدة في صلاة الصبح والتي هي صفر المزامير، طبقا لغناء اللاويين في الهيكل وتقديم الضحايا. خلال الزيارة للغرفة العبرية حظيت أنا وعائلتي التجول في الهيكل وكذلك رؤية كيف يتم تقديم القربان (حاليا فقط بصورة مشابهة).
استطلاع موقع مؤسس المتحف لورنت ليفي يلقي الضوء على عقيدته والتي تقول “في التوراة يذكرون بصورة واضحة عدة مرات موقع سكن الشعب اليهودي. حدود الأرض الموعودة، أرض اسرائيل، وحتى انها محددة بصورة واضحة جدا. في سنة 2012 46 في المئة من الشعب اليهودي كان يعيش على الأرض الذي أورثها إياه الله لأجيال. إن عودة يهود الشتات الى البلاد والعودة الى التوراة هما الظاهرتان اللتان سنشهدهما في البلاد في السنوات القريبة. أي، سنتعلم التوراة بصورة مكثفة أكثر، وهكذا سنكشف اكثر من الجانب الإلاهي للعالم، لمصلحة القدس واسرائيل والعالم وكل انسان على وجه الأرض، هكذا سنبني من جديد الهيكل الثالث”.
المتحف لا يجنب هبات، ليس مدعوما من قبل جهات حكومية، ولكن زاره عدد ليس بالقليل من الطلاب في جولات منظمة للمدراس، وهو في طور التحول الى مؤسسة معترف بها – هكذا قالت المندوبة التي استقبلتنا في المدخل. المتحف بالتأكيد جميل – ثمة تفكير واستثمار بارز في تشكيل الأسقف والعرض، ولكن هذا ليس متحفا للموسيقى العبرية فقط – هذا مدماك آخر في التحضيرات لبناء الهيكل، حيث أنه وحسب ما يشهد مؤسسه، ” في الهيكل كان من المحظور تقديم القرابين، والاعتراف بالخطأ أو التقرب من الله – بدون موسيقى”.
مؤسسو المتحف يتجاهلون أقوال النبي يشعياهو ” أن بيتي بيت صلاة يدعو كل الشعوب”، الذي يقتضي تعاونا كبيرا مع ممثلي كل الأديان بما فيهم المسلمين وبالتأكيد ليس إبعادهم.
هكذا أضاعوا هدفهم المعلن، “لتوحيد، وإسعاد وإثارة الخير الداخلي في كل واحد وواحدة”، بواسطة الموسيقى. المتحف يشكل دليلا آخر للتوجه الذي نشهده في المؤسسات التعليم والثقافة، المتمثل بإبعاد اللغة العربية وكذلك إرسال رسائل دينية – مسيحينية تحت غطاء مضامين تعليمية.
هآرتس / حلول خاصة لنزاع فريد من نوعه
هآرتس – بقلم شاؤول أريئيلي – 4/10/2017
جارد كوشنير، الصهر اليهودي للرئيس الامريكي دونالد ترامب ومبعوثه الى الشرق الاوسط شكك في قدرة ادارة ترامب على ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وجاءت اقواله في شهر تموز من هذه السنة، مع مرور مئة عام على رصاصة بدء النزاع، المتماثلة مع تصريح بلفور (تشرين الثاني 1917). انتقد كوشنير من تشاور معهم وقال انهم يشددون امامه قائلين: “انت ملزم بان تفهم ماذا فعلوا في حينه”، أو “انت ملزم بان تفهم بانهم فعلوا هذا”. فعجب كوشنير: “كيف يدفعنا هذا الى تحقيق السلام؟ نحن لا نريد درسا في التاريخ. قرأنا ما يكفي من الكتب. تعالوا نركز على ايجاد حل للوضع”.
من جهة، ثمة في نهج كوشنير بُعدا عمليا مطلوبا اكثر من أي شيء آخر لتسوية النزاع، وهذا شيء ايجابي. فعلى مدى المئة سنة هذه تعلمنا بانه لا يمكن تسوية النزاع من خلال خلق رواية مشتركة للطرفين، تشكل أساسا للمصالحة. صحيح أن كل طرف يحتفظ برواية ذات مفعول قانوني، سياسي وتاريخي ولكنها تتضارب ورواية الطرف الاخر. والاحتمال لتسوية النزاع يكمن في ايجاد حل وسط يتناسب والمصالح الجوهرية للطرفين، كتلك التي تقوم على أساس المعايير التي أملت المفاوضات في نابوليس في 2008.
من جهة، على كوشنير وآخرين ان يستوعبوا بان حلا وسطا كهذا لا يمكنه أن يتناقض مع رواية الطرفين وبالتأكيد الا يتجاهلهما تماما. فهاتان الروايتان تصممان الوعي العام وتخلقان الظروف النفسية اللازمة للاعتراف بالحاجة الى دفع ثمن أليم. ينبغي ان يخصص للروايتين حضورا غامضا ذا مدى تفسير واسع، ولكن عديم الاثار العملية. لهذا الغرض، في إطار مهامه، يجدر بكوشنير أن يعترف ويفهم الطبيعة الخاصة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني والحلول المميزة اللازمة لتسويته.
لكل نزاع دولي مزاياه الخاصة، ولكن يخيل أن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فريد من نوعه، في التاريخ ما بعد “ربيع الشعوب”. لطبيعته الخاصة عناصر عديدة ومتنوعة يمكنها أن تشرح حقيقة أن هذا هو احد النزاعات الاطول والتعقيدات الكثيرة اللازمة لتسويته في اطار الاتفاق الدائم.
القضاء العام. في الكونغرس الصهيوني الاول في بازل في 1897، حيث اتخذ القرار الذي صاغه ماكس نورداو في إطار خطة بازل، وبموجبه “تتطلع الصهيونية لان تقيم للشعب اليهودي وطنا في بلاد اسرائيل، الموعودة حسب القضاء العام”. لم يسبق أن أخذت حركة وطنية شابة على عاتقها التزاما بحجم مشابه. فقد قضت بان الحق في تحقيق مبدأ تقرير المصير للشعب اليهودي في وطنه ستحسمه الاسرة الدولية.
لقد فهم قادة الحركة بان الطريق الذي سيجسد فيه الشعب اليهودي حقه في تقرير المصير سيكون شاذا، لان المأساة اليهودية ابنة الفي سنة كانت شاذة. فلم يعتقدوا بان هذا الشذوذ يقلل من المبرر الاخلاقي لتحقيق هذا الحق. وعليه، فبعد 50 سنة من ذلك، في اعلان الاستقلال في 14 ايار 1947، حرص بن غوريون على أن يشير الى حقيقة أن دولة اسرائيل اقيمت ايضا “على اساس قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة”.
تصريح بلفور. كان هذا تصريحا ذا مفعول قانوني، في اعتماده على المبدأ الامبريالي المتبع في ذاك الزمان، وبموجبه يمكن لكل دولة ان تشرع في حرب فتجتاح اراض وتقرر مصيرها. ويتميز التصريح بانه صدر للشعب اليهودي، الذي لم يكن مقيما في ذاك الوقت في البلاد، وحرم سكان البلاد العرب، مثلما كتب في 1979 عضو المجلس الوطني الفلسطيني ادوارد سعيد: “أهمية التصريح تكمن اولا وقبل كل شيء في حقيقة أنه كان الاساس القانوني لمطالبة الصهيونية بفلسطين”.
وبالتالي يرى اليهود في التصريح مدماكا أول في المفعول السياسي القانوني لمطالبتهم بالوطن القومي، بينما يراه الفلسطينيون رصاصة بدء النزاع ويقولون في ميثاقهم في 1964: “يقر المجلس ان العدوان على الامة الاسلامية وارضها بدأ في العام 1917”. موقفهم هذا في الرواية الفلسطينية لم يتغير حتى بعد مئة سنة كاملة. والرئيس الفلسطيني محمود عباس اصر على ذلك في خطابه في الامم المتحدة في ايلول 2016: “مئة سنة مرت منذ اعلان بلفور سيء الصيت. اذا لم يكن هذا بكاف، فقد جعل الامتداد البريطاني هذا القرار سياسة وخطوات ساهمت في الجرائم الاشد ضد الشعب الساعي الى السلام في بلاده”.
انتداب خاص. صك الانتداب على “فلسطين – بلاد اسرائيل” الذي قرر في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920 واقرته عصبة الامم في آب 1922 وجاء فيه ان على الانتداب البريطاني “ان يخلق في البلاد ظروفا سياسية، ادارية واقتصادية تضمن اقامة الوطن القومي اليهودي”. وهو شاذ للغاية، وثالث في الميزة الخاصة للنزاع.
بقيادة الرئيس الامريكي وودرو ويلسون، حل مبدأ تقرير المصير محل المبدأ الامبريالي وقرر كقاعدة بان “البلاد تعود لسكانها وليس لمحتليها”. ولكن بينما طبق هذا المبدأ في المناطق التي احتلتها الامبراطوريات في الحرب العالمية الاولى، فان المكان الوحيد الذي لم ينطبق عليه فيه كان في فلسطين. فقد ورد في 1947 في تقرير للجنة الامم المتحدة الخاصة بفلسطين ان “مبدأ تقرير المصير لم ينطبق على فلسطين عندما نشأ الانتداب في 1922 بسبب التطلع للسماح باقامة الوطن القومي اليهودي. والعرب الذين كانوا في حينه 90 في المئة من سكان البلاد اضطروا للاكتفاء بمساواة حقوق مدنية ودينية في دولة تقام للشعب اليهودي المنتشر في الشتات.
استيراد ديمغرافي. الميزان الديمغرافي في بلاد اسرائيل عند صدور تصريح بلفور وصك الانتداب كان 9:1 في صالح عرب وخلق تحديا خاصا غير مسبوق في الطريق الى اقامة دولة يهودية وديمقراطية. وبخلاف مسيرة تحديد الحدود بعد الحرب العالمية الاولى، حين بقيت الشعوب في اماكنهم، بما في ذلك الاقليات الكبرى، وحدود جديدة نشأت حولها – ففي الحالة اليهودية كانت حاجة الى استيراد الشعب اليهودي الموزع في العالم الى بلاد اسرائيل.
هكذا يصف زئيف جابوتنسكي ذلك، في مجلس بلاد اسرائيل في 1919: “في بلاد اخرى، المكان الذي يقيم فيه كل الشعب في بلاده – سهل وبسيط هو هذا المبدأ؛ ولكن ليس في بلادنا التي هي في هذا الشأن بلاد “اللاطبيعية”، بمعنى ان معظم مواطنيها يوجدون خارج حدود البلاد”. وعليه، فقد اضيفت حقيقة أن البلاد التي جيء اليها بالشعب اليهودي لم تكن فارغة من السكان. وشدد إحاد هعام منذ 1891 على أن “نحن معتادون على الايمان في خارج البلاد، بان بلاد اسرائيل هي الان كلها قفر… ولكن الحقيقة هي أن لا شيء كهذا”. ولسكان هذه البلاد كانت تطلعات قومية مختلفة عن تطلعات الحركة الصهيونية.
أرض مقلصة. حدود فلسطين – بلاد اسرائيل الانتدابية كما اتفق عليها في نهاية المطاف في 1922 كانت مختلفة عن تلك التي جرى الحديث فيها في مؤتمر السلام في فرساي في شباط 1916. فقد عرضت “لجنة المندوبين” في فرساي اقتراح الهستدروت الصهيونية، الذي تضمن اجزاء من لبنان، سوريا، الاردن ومصر اليوم بحجم نحو 45 الف كيلو متر مربع. ولكن في نهاية المطاف كان تحديد الحدود السياسية لبلاد اسرائيل، على نحو 27 الف كيلو متر مربع نتيجة وبقية لتحديد حدود الوحدات الاقليمية المجاورة لبلاد اسرائيل، وفقا لاعتبارات القوى العظمى المنتصرة، بريطانيا وفرنسا: شبه جزيرة سيناء اعطيت كلها لمصر على اساس الخط الاداري الذي وقع في 1906. شرق الاردن سلم الى العائلة الهاشمية، كتطبيق جزئي من الوعد البريطاني للحسين بن علي في 1915، والخط في سوريا ولبنان تقرر على اساس مصالح الفرنسيين.
نشوء شعب. ميزة خاصة اخرى تتعلق بان الفلسطينيين هم شعب نشأ تقريبا رغم أنفه، مثل شعوب عربية اخرى تبلورت في المجال العربي للامبراطورية العثمانية. في تقرير لجنة التقسيم في 1947 قيل ان “ارادة الشعب العربي في فلسطين لضمان وجوده القومي هي ارادة طبيعية بالتأكيد. ولكن القومية الفلسطينية، بخلاف القومية العربية، هي بحد ذاتها ظاهرة نشأت نسبيا منذ وقت غير بعيد”.
حتى نهاية القرن التاسع عشر لم يستخدم السكان العرب للبلاد اسم فلسطين للاشارة الى ارضهم الاقليمية الوطنية، إذ رأوا أنفسهم ينتمون الى “سوريا الكبرى”، في الجزء الجنوبي من المجال، الذي يضم اليوم سوريا، لبنان، اسرائيل والاردن. وفي المؤتمر الوطني العربي الاول الذي انعقد في يافا في كانون الثاني 1919، كان مطلب عرب البلاد ان يكونوا جزءا من سوريا الكبرى.
مع تثبيت الانتدابات في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920، تبين للعالم العربي بان بريطانيا لا تعتزم تنفيذ وعودها للحسين بن علي بشأن قيام مملكة العرب. وفرنسا، التي حصلت على الانتداب على سوريا، طردت فيصل من كرسيه في دمشق في معركة ميثلون في تموز 1920. وقضت هذه الخطوات على الحلم العربي العام ودفعت عرب بلاد اسرائيل الى بلورة مطلبهم السياسي في فلسطين – بلاد اسرائيل.
في المؤتمر الوطني العربي الثالث، في كانون الاول 1920، بدأوا يعرفون أنفسهم كاللجنة التنفيذية العربية الفلسطينية، وطلبوا تشكيل حكومة اصلية. في المؤتمر الوطني الرابع، في ايار 1921، باتوا يعرفون انفسهم كـ “الشعب العربي الفلسطيني”. وتبلورت الحركة الوطنية لعرب فلسطين – بلاد اسرائيل بسرعة ووصلت الى ذروتها في الثورة العربية في اعوام 1936 – 1939 وفي تشكيل اللجنة العربية العليا برئاسة المفتي امين الحسيني.
الكتاب الابيض. ميزة خاصة اخرى ترتبط بالشكل الضيق الذي طبق فيه البريطانيون صك الانتداب الذي أصدره لهم مؤتمر سان ريمو، في ارض ضمت في حينه بلاد اسرائيل ومملكة الاردن اليوم (نحو 130 الف كيلو متر مربع). ومع تجربة امبريالية عديدة السنين سبق أن وعدوا في تصريح بلفور في 1917 باقامة وطن قومي لليهود “في فلسطين”. أي، في جزء من بلاد اسرائيل، وليس فيها كلها. ولاحقا، بعد ان أطاح الفرنسيون بفيصل، سارع ونستون تشرتشل الى الاعلان في مؤتمر القاهرة في اذار 1921 عن منح شرق الاردن (نحو 91 الف كيلو متر مربع) الى الامير عبدالله (اما فيصل فحصل على العراق).
لضمان هذا القرار من الناحية السياسية – القانونية، نشر “الكتاب الابيض” الاول من قبل تشرتشل في حزيران 1922، وقبل اقرار صك الانتداب ادرج فيه بند يقول انه “في المناطق التي تمتد بين الاردن والحدود الشرقية لفلسطين… ستكون الادارة الانتدابية مخولة، بموافقة مجلس عصبة الامم، بمنع أو تأخير تطبيق شرط الانتداب هذا”.
بعد إقرار الانتداب على فلسطين من عصبة الامم في آب 1922، قبلت الحركة الصهيونية في ذاك الشهر في مؤتمر كلرسلباد كلا من الانتداب والكتاب الابيض. وكتب حاييم وايزمن في حينه يقول: “الوضع السياسي الحالي يوجد في ظل وثيقتين هامتين، صك الانتداب والكتاب الابيض للحكومة البريطانية… الكتاب الابيض، الذي وافقت الادارة الصهيونية عليه بعد مشاورات قاسية وطويلة مع الحكومة البريطانية ومع المندوب السامي – وليس بقلب سهل”.
وحتى جابوتنسكي أقر ذلك. ففي رد على أسئلة صحفية في اعقاب استقالته من الهستدروت الصهيونية قال: “أنا شريك كامل في مسؤولية الادارة في لندن على التوقيع على موافقتنا على الكتاب الابيض”. في ايلول 1922 نشر مرسوم الحدود من المندوب البريطاني السامي على فلسطين، هلبرت صموئيل، الذي قضى اخراج شرقي الاردن من انطباق تصريح بلفور، واقيمت امارة شرقي الاردن.
في 1937، في أعقاب الثورة العربية التي اندلعت قبل سنة من ذلك، نشرت لجنة “بيل” توصيتها بتقسيم فلسطين، حين أعلنت بان هذا “صراع بين حركتين قوميتين مطالبها ذات مفعول ولا يمكن التسوية بين مطالب الواحدة والاخرى، بطريق آخر. والاقتراح لتطبيق تصريح بلفور تقلص مرة اخرى الى نحو 17 في المئة فقط من مساحة البلاد بين النهر والبحر. وتجدر الاشارة الى أن باقي الارض، باستثناء منطقة القدس ورواق الى يافا يبقيان تحت سيطرة الانتداب، خصصت للامير عبدالله، وليس لدولة فلسطينية مستقلة.
أما البريطانيون، الذين يئسوا من امكانية ايجاد حل للخلاف بين الشعبين في البلاد، فلم يطبقوا في نهاية الامر صك الانتداب ولم يقيموا وطنا قوميا للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل. ففي نهاية شباط 1947، توجهوا الى الامم المتحدة، وهذه أمرت، في اطار قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947 انهاء الانتداب وخروج القوات البريطانية حتى 10 ايار 1948، واقرت مشروع التقسيم، الذي تضمن اقامة دولة يهودية على 55 في المئة من اراضي البلاد.
الاعتراف بعرب البلاد. الحركة الصهيونية، رغم أنها كانت تعيش صراعا على الحياة أو الموت مع الحركة الوطنية الفلسطينية، كانت أولى من اعترف بعرب بلاد اسرائيل كاصحاب حق تقرير المصير في اطار تقسيم البلاد. فقد قال بن غوريون في خطاب في عين حرود في 1924 انه “بالتأكيد يوجد للحاضرة العربية في البلاد حق تقرير مصير ولحكم أنفسهم. لا يعقل الاجحاف بهذا الحق أو التقليل منه”.
في شباط 1947، بعد مداولات على مستقبل بلاد اسرائيل في لندن، بعث بن غوريون الى وزير الخارجية البريطانية آرنست بوين، الرسالة التي تطلب التقسيم واقامة دولتين مستقلتين: “الترتيب الفوري الممكن الوحيد، الذي فيه اساس من الانتهاء، هو اقامة دولتين، واحدة يهودية وواحدة عربية”، كتب.
بدون حدود. دولة اسرائيل لم تعلن ابدا عن حدودها. لا في اعلان الاستقلال مع اقامتها في 14 ايار 1948، ولا على مدى 70 سنة وجودها. في العالم العربي يعتبر هذا استراتيجية توسع دائم على حسابهم، دون ايلاء اهمية للمسؤولية العربية في هذا الشأن. هكذا، مثلا، في المداولات في مجلس الامن في نيسان 1948، اعترف مندوب اللجنة العربية العليا، جمال الحسيني بان “مندوب الوكالة اليهودية قال لنا أمس انهم ليسوا الطرف المعتدي. وان العرب هم الذين بدأوا بالقتال… عمليا، نحن لا ننفي هذه الحقيقة… قلنا للعالم… نحن لا نوافق على أن تقسم فلسطين الصغيرة، ونحن نعتزم القتال ضده.
القرار بعدم الاعلان علن الحدود كان خيارا وعيا لحكومة اسرائيل كما وصف ذلك بن غوريون امام ادارة الشعب في ايار 1948. “قررنا التملص (وانا اختار عن قصد هذه الكلمة) من هذه المسألة لسبب بسيط: اذا نفذت الامم المتحدة قرارها – فنحن من جانبنا (وان اقول رأي الشعب) سنحترم كل القرارات. حتى الان لم تفعل الامم المتحدة ذلك… وعليه فليس كل شيء يلزمنا ونحن أبقينا هذا الموضوع مفتوحا. لم نقل “لا لحدود الامم المتحدة، ولم نقل عكس ذلك. ابقينا الامر مفتوحا للتطورات”.
الخط الاخضر. كقاعدة، الحدود المعترف بها لاسرائيل من الاسرة الدولية هي خطوط الهدنة في 1949 والتي تسمى الخط الاخضر او خطوط حزيران 1967. وهي تمنح اسرائيل 78 في المئة من ارض فلسطين. ومع نهاية حرب الاستقلال نشر وزير الدفاع المراسيم، التي تطبق القانون، الادارة والقضاء الاسرائيلي على الارض التي احتلت خلف حدود قرار التقسيم.
ورغم المادة في ميثاق الامم المتحدة التي تحظر الحصول على الاراضي بالقوة، فان قرار مجلس الامن 242 في تشرين الثاني 1967 منح اعترافا بالامر الواقع لاحتلالات اسرائيل في حرب الاستقلال. فقد دعا القرار الى سحب قوات اسرائيل المسلحة فقط من الاراضي التي احتلت في حرب الايام الستة، وهكذا اعترف بلا اي اتفاق، بسيادة اسرائيل على 23 في المئة اخرى من بلاد اسرائيل الانتدابية اضافة الى مناطق التقسيم. واصبح هذا القرار رسميا في الفتوى الاستشارية للمحكمة الدولية في لاهاي في حزيران 2004 حين اشار القضاة الى أن الضفة الغربية وقطاع غزة فقط هي اراض محتلة. ونال هذا الاعلان مرة اخرى اقرارا رسميا من الجمعية العمومية للامم المتحدة عند التصويت باغلبية 138 دولة في صالح قبول فلسطين، في خطوط 1967 كدولة مراقبة في الامم المتحدة.
انعدام الامن. ميزة خاصة اخرى في النزاع تتعلق بحقيقة أن اسرائيل لا تزال رغم قوتها تضع مسألة الامن كعامل مركزي يشترط تطبيق حل الدولتين. ومطالب اسرائيل في تجريد الدولة الفلسطينية من الجيش والسلاح الثقيل وحظر فلسطين من عقد تحالفات عسكرية مع دول اخرى وتواجد قوات دولية في الدولة الفلسطينية وغيرها يعكس هذه الميزة.
حق العودة. مطلب جزء من الفلسطينيين تحقيق حق العودة في دولة اسرائيل، حتى ولو بشكل رمزي هو الاخر ميزة خاصة. فالحل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين والذي يسمح لهم بالعودة الى دولة فلسطين ليس مقبولا من بعضهم وبشكل غير مسبوق يطلبون العودة بالذات الى اسرائيل وليس الى دولتهم. من ناحيتهم العودة معناها العودة الى قراهم حتى لو كانت في دولة اخرى وحتى لو كان بوسعهم العودة الى وطنهم وبلادهم.
يطالبون بالاعتراف. ميزة هامة وجديدة تتعلق بمطلب اسرائيل باعتراف الفلسطينيين بها كدولة يهودية. بمعنى الدولة القومية للشعب اليهودي. اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تطلب اعترافا بهويتها وليس فقط بسيادتها. اعتراف م.ت.ف بقرار 181 في تشرين الثاني 1988 وبدولة اسرائيل وبحقها في الوجود في حدود معترف بها وآمنة وفق قرار 242 و 338، مثلما صدر في 1993 لا يرضي اسرائيل.
تداخل مصالح. ميزة خاصة جدا هي وعي “اللامفر”، الضروري في الطرفين من أجل الوصول الى اتفاق. بمعنى استعداد كل طرف لحل وسط ينبع من الفهم بان قدرته على تحقيق مصلحته الوطنية الجوهرية تنطوي أيضا على أن يحقق الطرف الاخر مصلحته.
المسائل الجوهرية. الميزة الاخيرة تتعلق بان كل واحدة من المسائل الجوهرية الاربعة تتطلب مرونة وابداعية لمواجهة التوتر بين مواقف الطرفين. الموقف المبدئي الفلسطيني في ثلاثة مسائل (الامن، الحدود والقدس) واحد. انسحاب اسرائيلي الى خطوط 1967 مقابل تنازل فلسطيني عن تحقيق 100 في المئة من اراضي فلسطين، اي الاكتفاء بـ 22 في المئة من الاراضي الفلسطينية.
الموقف الاسرائيلي يطالب باحتياجات امنية تتمثل بعدم وجود جيش فلسطيني في الدولة الفلسطينية.
في مجال الحدود تطلب اسرائيل الامتناع عن اخلاء 600 الف اسرائيلي يسكنون خلف الخط الاخضر. وحل محتمل هو تبادل للاراضي.
في مسألة القدس مصلحة اسرائيل تتركز في الاماكن المقدسة. حلان مطروحان على الطاولة، واحد تقسيم السيادة في المبكى وحارة اليهود ونصف حارة الارمن وباقي جبل صهيون. والثاني تدويل الحوض التاريخي بادارة دولية وترتيبات بين اسرائيل وفلسطين.
مسألة اللاجئين تعاني من توتر ناشيء بين حق شخصي للاجيء وبين تهديد ديمغرافي على الهوية اليهودية في دولة اسرائيل. استيعاب اللاجئين في دولة فلسطين هو حل محتمل لهذه المسألة. ان معرفة كل وسيط لهذه المزايا للنزاع والحلول المقترحة يمكن ان تعفيه من الفشل والاحباط وتعفي الاطراف من جولة عنف اخرى.
عليه أن يضمن اطارا واضحا وتفصيليا لادارة المفاوضات، ولكن ان يعطي مكانا للروايتين واحساسا ذاتيا بالنسبة للعدل والنزاهة في الاتفاق. هذا الخليط يمكنه أن يضمن التزام الطرفين بالمفاوضات والتوقيع على الاتفاق وتطبيقه والعمل بتصميم على استقراره.
هآرتس / الإرهاب هو الصديق الجيد لليمين
هآرتس – بقلم حامي شليف – 4/10/2017
الرجل الذي نفذ المذبحة المروعة في لاس فيغاس تمت أسلمته قبل أن يعرف اسمه، وهو يواصل التأسلم أيضا بعد موته. عشرات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي التي تميل نحو اليمين تؤكد طوعا على صحة التقارير التي تقول أن ستيفن بادوك إبن ال 64 عاما والذي قتل العشرات وجرح المئات تحول الى مسلم دون ان يعرف أحدا من معارفه أو أقربائه عن ذلك. في البداية سمعنا الخبر عن تقرير في القناة الثانية في اسرائيل أن الأمر يتعلق بسمير الحجيب، والذي أسلم كما يبدو في سن ال 30. وبعد ذلك تجندت داعش للمهمة وادعت بأن المقامر من نفادا هو بالذات أبو عبد البار الأمريكي، ” وهو جندي في صفوف الإسلام” استجاب لدعوة زعيم التنظيم البغدادي ” لضرب الدول التحالف الصليبية”.
الدوافع السياسية لاؤلئك الذين يفتشون بإصرار عن علاقة بين فادوك والإسلام بدءا من دونالد ترامب ونزولا، مكشوفين وواضحين. إن القتل العشوائي الذي نفذ بدون علاقة بالإسلام يمنح اليسار الامريكي أداة لمشاكسة اليمين، الذي يدعم السلاح الحر للجميع. الإرهاب الإسلامي بالمقابل يعفي اليمين من الحاجة لتقديم شروحات ويمنحه ذريعة معروفة لإلهاب الحماس وإذكاء المشاعر، ولدعوة توحيد الصفوف وإدانة اولئك الذين لا ينضمون الى الجوقة باعتبارهم متعاونين، يقومون بغرز السكين في ظهر الأمة.
اليمين يكره الإرهاب ولكن الإسلام الراديكالي هو في حالات كثيرة هو صديقه الأفضل. إن إذلال أمريكا على يد ثوريين خُمانيين في ايران ساعدت ريجن على الفوز على كارتر سنة 1980، مثلما ساعد الحرب ضد القاعدة في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 جورج بوش أن ينتخب لفترة ثانية لسنة 2004. إن بحثا شاملا أجراه معهد راند قبل حوالي 10 سنوات في اسرائيل وجد أن الهجمات الإرهابية في وقت قريب من الانتخابات أضافوا لليمين الإسرائيلي تأييدا يقدر ب 1.35 في المئة من الناخبين، وهي نسبة كانت تكفي من أجل منح الفوز لاسحاق شمير في 1988 ولنتنياهو 1996. نتنياهو نفسه أكثر من أي سياسي آخر في العالم يشكل دليلا على أن سياسي يميني متكلم ومتمكن يستطيع أن يصعد الى القمة على ظهر إرهاب إسلامي وحتى أن يتحصن هناك لفترة تبدو أبدية.
ولكن إستناد اليمين على إرهاب إسلامي ليس تكتيكيا فقط هو جوهري، عميق ومسبب للإدمان مثل مخدر خطير. إن وجود عدو واحد كبير ومهدد يناسب وجهة النظر المبسطة في اليمين، التي تقسم العالم الى أسود أبيض، لمن هم معنا أو ضدنا. إن الحرب ضد الإسلام الراديكالي يمكن اليمين من تطوير قومية، ووطنية وكراهية الأجانب، التي تخدم اهدافهم. كلما نجح اليمين في نفخ وتعظيم التهديد الحقيقي الذي وضعه الإرهاب الإسلامي، يكون من الأسهل عليه خلق حالة طوارئ، تدفع الى الهامش حالات الفشل والفساد وتسهل المس بسلطة القانون وحقوق الفرد وتعفي الجمهور وقيادته من الحاجة لتقديم تبرير لأعمالهم. العمليات الإنتحارية الرهيبة في الإنتفاضة الثانية مثلا مسحت من الوعي الإسرائيلي العلاقة ما بين الإحتلال ونتائجه ومهدت الطريق للضم الفعلي، الذي لا تعترضه عقبات أو آلام ضمير والذي يجري اليوم.
ولكن بسبب التركيز الكبير على الإرهاب الإسلامي، وقد زرع اليمين بذور عربدته، في اسرائيل وأمريكا على حد سواء. هنالك مطابقة مباشرة بين الإدمان المستحوذ لأحزاب اليمين في العقود الأخيرة على الحرب الدائمة ضد الإسلام الراديكالي، وبين تحولها الى أجسام متعصبة، متطرفة وغير ديمقراطية، والذي تنفض من داخلها كل من هو متهم بالإعتدال والليبرالية أو بتفكير مركب قليلا. الإرهاب الإسلامي أيضا عندما يتم هزيمته في ساحة الحرب، لم يكن بوسعه ان يحلم عن نصر أجدى من هذا.
هآرتس / 11 يوم
هآرتس – بقلم اوري مسغاف – 4/10/2017
إهنأ بأعيادك. دولة اسرائيل تفرض احتراما لعيد العرش إغلاقا كاملا لمدة 11 يوم على الضفة الغربية، ولم يتحرك احد. اليسار منهك ويائس، الوسط لا مبالي وصامد، اليمين بالتأكيد راض. بالنسبة لأغلب الإسرائيليين هذا يبدو مقبولا عليه، أنه كرد على عملية واحدة لمنفذ منفرد يفرض حصار مطول على ملايين بني البشر. أناس من الدرجة الثانية كما هو معروف، وكأنه بالإمكان تقييد خطواتهم وتقييد حركتهم لفترة أسبوع ونصف من أجل أن يستطيع أبناء الشعب المختار أن يحتفلوا بهدوء في عرشهم ويتجولوا بسكينة في أرجاء البلاد الموعودة.
العملية هي فقط ذريعة. أيضا الأمر لا يتعلق بسابقة، بل بأمر اعتيادي. فقط الطول الاستثنائي يبرز قليلا القسوة والفظاظة. ولكن هذا طولا تم تحديده بالأساس من قبل التقويم السنوي، ومن الطريقة التي وضع بها العيد ونهاية الأسبوع الذي تلته هذه المرة. الحقيقة هي أنه بالنسبة للإسرائيليين فهذا يعتبر واقع طبيعي: في كل مرة يكون لديهم اعياد يكون لدى الفلسطينيين إغلاق يمكنهم أن يصلوا ويطلبوا العفو في يوم الغفران، ويمجد حرية الإنسان في عيد الفصح في احتفالهم بذكرى هربهم من السلطة المستبدة والقمعية في عيد العرش – وفي نفس الوقت شل حياة الرعايا خلف جبال الظلام. يتضح انه ليس هنالك حدود للعمى وإنعدام الوعي.
هذا حقا غرابة تاريخية. بعد مرور 50 سنة الانشغال بالاحتلال وبتداعياته يتركز على الاجراءات، بالرموز، بامور مقصورة على فئة معينة. بأي حماس يتعاملون هنا منذ سنة ونصف بمحاكمة اليئور ازاريا. كم هي الكلمات التي سكبت على مشهد واحد في فيلم “فوكستروت” وعلى المسألة الحامية هل التشكيل الفني له يمثل بصورة أمينة الواقع. يتناقشون كثيرا حول هل كان يجب على قاضي المحكمة العليا ان يذهب الى الاحتفال الرسمي بذكرى الخمسين عام على الاستيطان أم لا. ولكن ماذا بشأن الامر نفسه، مع الحياة نفسها؟ الاحتلال هو ليس فيلما أو احتفالا. الاحتلال هو القدرة – والاختيار المستمر – للسرقة بالقوة من اناس آخرين ارضهم، حريتهم واستقلالهم وحركتهم.
ليس فقط القسوة يوجد في الاغلاق الحالي ولكن الكثير من السخرية. السبب الوحيد الذي يمكن حقا فرض الاغلاق لـ 11 يوم هو سبب اقتصادي. الحديث يدور عن فترة يكون فيها الاقتصاد معطلا تماما تقريبا، إذن ليس من المطلوب قوة العمل الرخيصة للفلسطينيين. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان دائما تميز بحديثه، وكان بطلا كبيرا على الورق. هيا نره يفرض اغلاقا مطولا كهذا خلال ايام العمل. هيا نشاهد المستوطنات في الضفة والمناطق الصناعية المحاذية للخط الاخضر تدبر امورها بدون عمال فلسطينيين لمدة 11 يوم عمل كامل. في نهاية كل الكلام الفارغ عن الاحتلال المتنور، الجيش الاخلاقي والسلام الاقتصادي، يختفي مشروع كولونيالي واسع ومتقن.
مقال هيئة التحرير في “هآرتس” استغرب امس بقلق كيف سوت أجهزة الامن جميعها صفوفها مع الحكومة الحمقاء. كيف حدث أن الجيش، والشرطة وجهاز الامن العام صمتوا. حيث أن موقفهم التقليدي هو تمكين التطبيع، حيث أن العقوبة الجماعية أثبتت انها غير ناجعة بل ومن شأنها ان تؤدي الى نتائج عكسية. مهما كان هذا الرأي معتدل وحكيم ايضا هذا موقف جاء عن تجربة والذي يجب ان يدور النقاش الاخلاقي فوقها وتحتها. ولكن هذا النقاش تم استنفاذه في قضية ازاريا.
ولكن ما دام قد سُئل السؤال فليس هناك مناص من طرح اجابة مهما كانت مخيفة وتآمرية. هل من الممكن ان يكون الهدف المخفي للعقاب الانتقامي وغير المتوازن هذا هو بوادر المصالحة الفلسطينية بين الضفة والقطاع، بين السلطة وحماس؟ في المرة السابقة عندما حدثت مصالحة كهذه على شكل حكومة وحدة فلسطينية، استقبلته حكومة نتنياهو- بينيت – ليبرمان بعملية “ارجعوا اولادي” والتي قادت بسرعة الى معركة “الجرف الصامد”. ليس من الواضح ما هو التصعيد الذي يعدون له هذه المرة، ولكن ليس هنالك شك في أن الاغلاق لمدة 11 يوم على الفلسطينيين في الوقت الذي يقضي اليهود عيدهم ويستمتعون بهدوء يبدو كبداية جيدة.
هآرتس / شرطة كم الافواه
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 4/10/2017
التعليمات الجديدة في شرطة اسرائيل لترتيب منع التغطية الصحافية في ساحات الحدث (“افراد الشرطة يمكنهم ان يمنعوا التغطية الاعلامية بحجة أنها تصعد اجواء العنف”) هي حلقة اخرى وخطيرة في سلسلة أعمال تعسفية تستهدف التضييق على حرية المعلومات وحق الجمهور في المعرفة في اسرائيل والسماح للسلطات بالعمل بالخفاء. وبعد شطب الزينة اللفظية الفارغة والتصريحات عديمة الاساس عن اهمية “حرية التعبير، التغطية والتوازن المناسب” فان الوثيقة التي نشرتها الاسبوع الماضي المستشارة القانونية للشرطة على قادة الالوية ومحطات الشرطة تستهدف في جوهرها السماح لقادة الشرطة في الميدان بان يمنعوا تماما دخول الصحافيين الى ساحة الاحداث – وفقا لتفكرهم وبشكل متواصل وجارف.
وحسب التعليمات يمكن لافراد الشرطة “منع وصول الصحافيين الى مركز التغطية الاعلامية او تقييده”، ضمن أمور اخرى في حالات يكون فيها “تخوف من أن يؤدي دخول الصحافي الى تصعيد اجواء العنف الى مستوى من شأنه أن يعرض حياة الانسان (او) يشوش اجراءات التحقيق”، وكذا “التخوف من ان تشكل التغطية انتهاكا لامر حظر النشر”. الشرطان الاولان، اللذان يستندان الى احساس “التخوف” الذاتي يمكن أن يكونا عمليا على نحو شبه دائم في اثناء تغطية حدث عاصف، مظاهرة مثلا. اما الشرط الثالث فيشكل انتهاكا فظا للنظام القائم الذي لا يمنع فيه عن الصحافيين امكانية جمع المعلومات في الموضوع، حتى لو انطبق عليه أمر حظر النشر، الذي يفترض بان يكون مؤقتا.
وحسب التعليمات الجديدة ستكون لقادة الالوية برتبة عميد صلاحيات بعيدة الأثر أكثر: إذ يمكنهم ضمن امور اخرى أن يمنعوا “وصول الصحافي الى ساحة التغطية التي يتاح فيها الوصول للمدنيين”.
ان الظروف التي أدت الى وضع التعليمات تشهد على أنها ولدت بالخطيئة. فتغطية مظاهرات الاصوليين والمعوقين، التي أحرج توثيقها الشرطة واثار انتقادا على عنفها، هو الذي أدى الى نشر الوثيقة. لو كان منع دخول الصحافيين الى هذه الساحات، لما علم الجمهور بأي وحشية تصرف افراد الشرطة بحق المتظاهرين الذين حققوا حقهم الديمقراطي.
تنضم هذه الاجراءات المثيرة للحفيظة الى صورة عامة بشعة. ففي السنوات الاخيرة ارتفع جدا عدد طلبات أوامر منع النشر، بقيادة الشرطة. وترفع الطلبات من طرف واحد فقط (السلطات) ويد القضاة في الغالب رشيقة على الزناد. النتيجة هي خصي مستمر لحرية الصحافة والرقابة.
وجاء من اتحاد الصحافيين أمس انهم سيعرضون على الشرطة وعلى محكمة العدل العليا تحفظاتهم على مضمون الوثيقة. ينبغي الامل بان تتراجع الشرطة عن الخطوة التعسفية – وان لم يكن كذلك، فليوازن قضاة محكمة العدل العليا بتفكر أكبر بين المصالح العامة الحيوية لوجود الديمقراطية.