ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم14– 4 – 2017

هآرتس / قبل أن يكلف هذا دما
هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – 14/4/2017
“قبل لحظة من أن يكلف هذا دما، يا صحيفة “هآرتس”، كفوا”، هدد وزير التعليم وممثل المستوطنين في الحكومة، نفتالي بينيت، ردا على مقال يوسي كلاين (“نخبتنا الدينية”، “هآرتس”، 13/4/2017). دم من سيكلف هذا، أيها الوزير بينيت؟ في حينه، في اعقاب تهديدات على حياة روبين ريفلين كرد على تنديده لعملية قام بها مخربون يهود في قرية دوما، طلبت المستوطنة المتطرفة دانييلا فايس تهدئة الخواطر. ففي مقابلة مع القناة الاولى قالت: “يمكنني أن اوجه رسالة الى ريفلين، يمكنك أن تنام بهدوء. هذا هراء. احد لن يقتله. فهو ليس هاما بما يكفي من أجل أن يقتلوه”. نقل رسالة ممن، يا سيدة فايس؟
لم تقرر فايس سياسة رد القوميين المتطرفين اليهود، وبقدر ما هو معروف فهي ليست منفذتها، بل مجرد ثرثرت حولها. السياسة واضحة: حين يكون أحد ما من المعسكر الخصم هاما جدا، يقتلوه. وحسب تلك السياسة عمل يغئال عمير. مذكور قوله بعد قتل اسحق رابين: “لم اطلق النار على بيرس، لانه كان هدفا ثانويا”. بينيت وفايس لا يتنكران للاحتمال الكامن العنيف في رد فعل معسكرهما، بل فقط يوضحان بان هذا ليس عنفا غير منضبط.
العنف هو جزء من ترسانة ردود فعل اليمين القومي المتطرف، ولما كان استخدامه ينطوي على اعتراف بقوة واهمية الضحية المحتمل، يمكن القول ان اليمين القومي المتطرف يوجد في ذروة نقاش داخلي: هل “هآرتس” هامة بما يكفي كي يكلف هذا دما؟ وبالفعل، من يتابع ردود الفعل على المقالة التي تثير حفيظة اليمين القومي المتطرف، يمكن ان يلاحظ بانها تتراوح بين طرفين. في احدهما توجد تعابير التهديد والوعيد. يمكن للتهديدات ان تكون مبطنة (مثل تهديد جلعاد اردان قبل بضعة اسابيع)، او مباشرة (بما في ذلك التمنيات بالموت، الاغتصاب والضرر الجسدي لابناء العائلة في الشبكات الاجتماعية وفي الشارع). وفي الطرف الثاني من ردود الفعل يوجد الغاء تام للقوة المميزة للصحيفة.
ليس البحث فقط في اهمية “هآرتس”. فكل من يعتبر – ولو للحظة – متماثلا مع معسكر الخصم الايديولوجي يكون ضحية محتملا للاعتداء. يمكن لهذا ان يكون وزير الدفاع موشيه يعلون، رئيس الاركان جادي آيزنكوت، نائبه يائير غولان، كل لواء يفتح فمه. العنف والتهديدات توجد في كل مكان. والتلويح بالعنف من اليمين القومي المتطرف في اسرائيل هو الحقيقة الاكثر نفيا. والسر الذي يعرفه الجميع. عندما يندلع العنف الجسدي، يكون هذا دوما عشبة ضارة، أناس غريبو الاطوار، حفنة، استثناء.
متى ينتقلون من الاقوال الى الافعال؟ هذا منوط باهمية “العدو السياسي”. هكذا مثلا رد نتنياهو في اعقاب مشاركة حجاي العاد، مدير عام “بتسيلم” النقاش في مجلس الامن: “في الديمقراطية الاسرائيلية تجد تعبيرها ايضا منظمات هاذية وهامشية مثل “بتسيلم”. أي “بتسيلم” ليست هامة بما يكفي. فهل محكمة العدل العليا هامة بما يكفي كي يمارس ضدها العنف؟ حسب النائب موطي يوغاف من البيت اليهودي، بالتأكيد. “على محكمة العدل العليا يجب أن ترفع كفة جرافة دي – 9″، قال.
اليمين القومي المتطرف لا يتردد في العنف حين يكون لازما برأيه، ولهذا نخاف منه. الكل يسيرون على البيض. ليست امكانية العنف التي يمكن استخلاصها من التشبيه في مقال يوسي كلاين هي التي انتجت جملة التنديدات والتهديدات من اليمين ومن الوسط، بل العنف الحقيقي الذي يهدد كل من ليس مشاركا في طقوس التنديد العلنية للضحية الدوري. فمهامة الفاشيين يقوم بها الخوافون. والخوف هو رد فعل طبيعي على العنف. وتوسيع دائرة الشاجبين ومشاركة الوسط واجزاء من اليسار هي الانجاز الاكبر لليمين القومي المتطرف. فمن يزرع العنف يحصد الخوف. نتنياهو، يائير لبيد، اسحق هرتسوغ وآخرون ليسوا هم أول ذوي القلوب الضعيفة في التاريخ. اين يختبىء الاسرائيليون الشجعان الذين يمكنهم أن ينقذوا دولة اسرائيل.
معاريف / زبون مفضل
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 14/4/2017
1- أعلنت الصناعات الجوية في الاسبوع الماضي عن صفقة سلاح بمبلغ 2 مليار دولار مع الجيش الهندي. وهذه تعتبر الصفقة الاكبر، ليس فقط في تاريخ الصناعات الجوية، بل في تاريخ الصناعات الامنية في اسرائيل. وحسب المعايير الدولية تعتبر هذه صفقة كبيرة. لقد باعت اسرائيل لجيش الهند اجهزة دفاع جوية من نوع “ام.آر.سام”، واضافة الى ذلك ستزود سلاح البحرية الهندي اجهزة دفاع جوية من نوع “ال.آر.سام”، والتي سيتم وضعها على حاملة الطائرات الاولى في الهند. هذه الاجهزة هي من تطوير عائلة صواريخ “براك”.
في الـ 25 سنة الاخيرة يوجد تعاون عسكري وثيق بين الدولتين. وقد تحولت الهند الى السوق الوحيدة الهامة للصناعات الامنية الاسرائيلية – بالنسبة للشركات الكبيرة ايضا ومنها رفائيل والصناعات الجوية والصناعات العسكرية والبيت، وبالنسبة لمصانع صغيرة ومتوسطة ايضا. هذا التعاون مر بأزمات عندما تم اتهام رفائيل والصناعات الجوية بدفع الرشوة لوزراء وموظفين رفيعي المستوى في الحكومة الهندية.
وزارة الدفاع لا تعطي تفاصيل حول حجم بيع السلاح الاسرائيلي للهند أو أي دولة، لكن حسب التقديرات فانه منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في التسعينيات وصلت المبيعات الى مبلغ 20 مليار دولار تقريبا. وقد شملت الصفقات بيع الرادارات والصواريخ والاجهزة الاستخبارية واجهزة الرقابة ضد اطلاق النار ومراكز رقابة وسيطرة وما أشبه.
تعتمد بعض الصفقات على منح الترخيص لانتاج بعض الاسلحة أو مكوناتها في الهند. والبعض الآخر من الصفقات يختص بالتعاون والبحث المشترك، وهذه هي الحال بالنسبة للصفقة الحالية.
لقد تم تطوير جهاز “براك” في نهاية السبعينيات في الصناعات الجوية ورفائيل للدفاع عن السفن ضد الصواريخ. وهو معقد أكثر من رادار الرقابة على اطلاق النار. وقد اعتبر في حينه تطور نوعي، حيث أن الصاروخ الذي يتحرك بشكل عمودي يحمل رأس متفجر كبير نسبيا يزن حوالي 20 في المئة من وزن الصاروخ. ومنذ ذلك الحين تم ادخال تعديلات وتحسينات اخرى كي يتم استخدام الصاروخ في سلاح البر وضد الطائرات.
الصاروخ الاخير الذي تم بيعه للهند هو “براك 8″، وجميع سفن سلاح البحرية في اسرائيل تمتلكه. وفي حرب لبنان الثانية اصيبت سفينة سلاح البحرية “حنيت” بصاروخ ايراني أطلقه حزب الله من الشاطيء. وقد حدثت الاصابة لأن قادة “حنيت” قرروا وقف جهاز الدفاع اثناء الابحار قرب الشاطيء اللبناني.
لقد استخلص سلاح البحرية الدروس في حينه، وغير الاوامر والاجراءات. وفي تشرين الاول 2014 تحدث سلاح البحرية عن تجربة ناجحة اخرى لصاروخ “براك 8” في الدفاع امام صواريخ “يحونت” الروسية. وتمت التجربة في اطار تحسين اجهزة الدفاع التي تهدف الى حماية السفن من الصواريخ، وكذلك حقول التنقيب عن الغاز في اسرائيل. أحد سيناريوهات الجيش الاسرائيلي هو أنه عند نشوب الحرب مع حزب الله أو حماس ستحاول صواريخ العدو الاضرار بالسفن وحقول الغاز.
سلاح البحرية قلق جدا من صواريخ “يحونت” الفتاكة والاكثر تطورا في العالم. هذا هو صاروخ روسي يحلق أمتار محدودة فوق سطح البحر. وقد زودت روسيا سوريا بهذه الصواريخ، وحسب تقدير الاستخبارات الاسرائيلية يوجد لدى حزب الله عشرات من هذه الصواريخ التي تم تهريبها أو سرقتها أو اعطائها للمنظمة الشيعية. القصف في سوريا، الذي ينسب في السنوات الاربعة الاخيرة لسلاح الجو الاسرائيلي يهدف الى منع وصول صواريخ “يحونت” من سوريا الى لبنان.
لقد اشتكت اسرائيل في السابق لروسيا بسبب نقل هذا السلاح، وقدمت معلومات استخبارية تؤكد ادعاءها. وكان الرد الروسي أنه اذا كان هذا الامر صحيحا فان هذا تم بدون علم روسيا. ولكن اسرائيل تجد صعوبة في تصديق التبرير الروسي.
عودة الى الهند. هذه الدولة الكبيرة تحولت ليس فقط الى سوق للسلاح الاسرائيلي، في السر يوجد تعاون في مجالات عسكرية مختلفة وفي الموضوع النووي ايضا، كما نشر مؤخرا مراسل من الهند، قبل الزيارة المتوقعة لرئيس الهند في اسرائيل.
يوجد لدى الهند صاروخ باسم “برهاموس”. وقد تم تطويره بالتعاون مع سوريا، وهو يشبه صواريخ “يحونت”. وقبل أن تقوم الهند بشراء صواريخ “براك 8” من اسرائيل، قام سلاح البحرية هناك باجراء الكثير من التجارب لمعرفة قدرة هذا الصاروخ. وخاصة قدرته أمام “برهاموس”. يمكن القول إنه في سياق التعاون وصفقات السلاح تعتمد اسرائيل على الصاروخ الهندي من اجل معرفة مزايا “يحونت” وتحسين أداء “براك 8” ضده.
إن الصفقة الكبيرة ليست ذات أهمية مالية فقط، فمن ورائها قصة لافتة لها أهمية استراتيجية لاسرائيل.
2- ما الذي حدث بالفعل في الساعة 2:40 من صباح يوم الجمعة في 17 آذار؟ في الاعلان الرسمي لمتحدث الجيش بعد بضع ساعات، جاء أن اجهزة الدفاع الجوي في اسرائيل اسقطت صاروخ سوري من انتاج روسي مضاد للطائرات. وبعد ذلك تبين أن صاروخ “حيتس 2” أطلق باتجاه صاروخ سوري متجه الى الضفة الغربية والمناطق الاسرائيلية في شمال القدس ومنطقة غور الاردن.
يبدو أن الاعلان المختصر لمتحدث الجيش لا يروي القصة كاملة. وبكلمات اخرى، الجيش الاسرائيلي لا يكشف الحقيقة حول هذه الحادثة بشكل كامل.
في تلك الليلة استمر سلاح الجو الاسرائيلي بالقصف في سوريا، وهو القصف الذي استهدف مخازن وقوافل السلاح المتقدم لحزب الله، والذي كان موجها ضد المواقع العسكرية في اسرائيل. وتم اطلاق الصواريخ الروسية من بطارية سورية على الطائرات الاسرائيلية. وكانت وجهة أحد الصواريخ السورية هي جنوب – جنوب غرب. نظريا كان من المفروض أن يسقط في الاراضي الاسرائيلية. ولكن عندما يخطيء هذا الصاروخ هدفه، فمن المفروض أن يعمل الجهاز الذي يجب أن يدمره في الجو ويسقط بقاياه على الارض.
وبسبب أن هوية الصاروخ لم تكن معروفة، كان هناك تخوف من سقوطه في الضفة الغربية أو في اسرائيل، ويبدو أن بطارية حيتس اطلقت عليه صاروخ أو صاروخين. وقبل الاطلاق تم تشغيل صفارات الانذار في بعض مناطق غور الاردن التي كان يحتمل اعتراض الصاروخ فوقها.
بعد ذلك ببضعة ايام قال قائد الدفاع الجوي، العقيد تسفي حايموفيتش “التهديد كان بالستيا، وحول هذا الامر لا يوجد تساؤل أو مفارقات”. وحسب حايموفيتش تم اتخاذ قرار اسقاط الصاروخ من قبل قائد بطارية الحيتس خلال اجزاء من الثانية، وبسبب سرعة الرد المطلوب لم تتم استشارة قائد سلاح الجو ورئيس الاركان، اللذان صادقا على القرار فيما بعد.
يوجد لصاروخ حيتس 2 رأس متفجر من المفروض أن يصيب مقدمة الصاروخ البالستي الذي يقوم باعتراضه. والمقدمة هي الجزء الوحيد الذي يصل الى الهدف عند الحديث عن صواريخ سكاد أو شهاب التي توجد بحوزة ايران وحزب الله. ويتم ملء المقدمة بالمواد المتفجرة. ولكن مقدمة صاروخ “سام 5” القديم لا توجد فيها مواد متفجرة، بل يوجد فيها “مواد حديدية” فقط وهي كابل رادار وأدوات اخرى. وكذلك جهاز التدمير الذاتي، اضافة الى القاطع الحديدي.
باختصار، لا يمكن أن تكون شظايا الحيتس قد اصابت الصاروخ من سوريا. وبكلمات اخرى لم يكن هناك اعتراض بكل معنى الكلمة.
أنا أحاول منذ اسبوعين الحصول على ردود من متحدث الجيش. وقد طلبت معرفة اذا كانت أجزاء من الصاروخ السوري قد سقطت في اسرائيل، واذا كانت الصور التي نشرت حول الاجزاء التي سقطت في الاردن هي لصاروخ حيتس. وقد رفض متحدث الجيش الاجابة، واكتفى بالقول إن الحادثة قيد الفحص من اجل استخلاص الدروس.
هذا التملص يثير التساؤل، وقد يكون للجيش الاسرائيلي ما يخفيه وعدم كشف الحقيقة للجمهور. وهو الامر الذي يذكرنا بالقبة الحديدية قبل سبع سنوات. في السابق زعمت رفائيل ووزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي أن القبة الحديدة تستطيع اسقاط القذائف أو الصواريخ قصيرة المدى، أي 5 كم. ومما تبين في الحربين الاخيرتين في قطاع غزة، رغم الانجازات الكبيرة للقبة الحديدية، إلا أن هذه القدرة لا يمكنها اسقاط الصواريخ قصيرة المدى.
هآرتس / يومان للاستفتاء الشعبي – هل تركيا ستكون على صورة أردوغان
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 14/4/2017
“لا تعرضوا عالمكم للخطر ولا تضروا بأماكنكم في العالم الآخر إذ تصوتون ضد الاصلاحيات الدستورية”، هكذا حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مهرجان جماهيري اجري الاسبوع الماضي في مدينة بورصة غربي الدولة. فالتأييد للاصلاحات يوازي في نظره الفريضة التي تجزي ببطاقة دخول الى الجنة، ولديه ما يستند اليه. إذ حين يسمي الفقهاء معارضي الاصلاحات “كفار” وعندما يتصل الدعاة بالمواطنين الاتراك الذين يسكنون في المانيا ويحذرون مما ينتظرهم في العالم الآخر اذا صوتوا “ضد”، واضح ان الاستفتاء الشعبي الذي سيجرى بعد غد يشبه حرب جوج وماجوج، ابناء النور ضد ابناء الظلام، الوطنيون ضد الخونة.
ان حرب الله ورسوله اردوغان ضد كارهي تركيا توشك على حسم تاريخي. وحسب اردوغان ومؤيديه، فان الصراع على توسيع صلاحيات الرئيس ليس مجرد بحث داخلي آخر يعنى بالمكانة والقوة، بل بحث يتعلق بمستقبل تركيا وعموم مواطنيها. “بضع دول بارزة تحاول الاثقال علينا من خلال دعمها لمنظمات الارهاب”، احتج اردوغان في مهرجان في مدينة تشوروم شمال انطوليا. “هذه الدول تخوض علنا حملة ضد نجاح الاستفتاء”، واصل الرئيس واضاف تحذيرا: “نحن سنلقن درسا شديدا لكل اولئك الذين يلوحون لنا باصابعهم”. فمن هي تلك الدول؟ على رأسها تقف المانيا وهولندا، اللتين شبه اردوغان سلوكهما بسلوك النازيين، بعد ان منعتا ظهور الوزراء من أنقرة امام المواطنين الاتراك الذين يسكنون فيهما. كما توجد أيضا دول اسكندنافية خافت، رسميا على الاقل، من الاضطرابات بين المؤيدين والمعارضين.
ان معارضة الدول الاوروبية للنشاط السياسي التركي تستند الى عداء عميق، كما يبدو. فهذه العلاقات العكرة تطورت في السنوات الاخيرة، فيما طور اردوغان هجماته على الخصوم السياسيين، الصحافيين، القضاة والمدعين العامين، حبس المعلمين والموظفين، وقدم الى المحاكمة زعماء الحزب الكردي ومس بكل ما تعتقد اوروبا بانها تمثله. هذه الضغينة لم تبدأ بعد محاولة الانقلاب العسكري ضد النظام في تموز 2016، والذي انتج احدى حملات التطهير الاوسع في تاريخ تركيا الحديث، بل منذ 2013، في المظاهرات الجماهيرية في حديقة غازي، التي سعى اردوغان لجعلها مركزا تجاريا. والحقيقة هي أنه ما كانت لتقع أي مصيبة لو سمحت الدول الاوروبية لمندوبي اردوغان الظهور امام الجماهير التركية، إذ أن يائير لبيد ايضا يتلقى منصة عامة في اوروبا، حيث يطلق شعاراته. وبالتالي يمكن التقدير بانه لو كان الامر يتعلق برئيس تركي آخر وليس باصلاحات تستهدف منحه وفرة من الصلاحيات، لكانت الدول الاوروبية قد تثاءبت في اقصى الاحوال.
لا مكان للمعارضين
ظاهرا لا حاجة لاردوغان لان يوسع صلاحياته – فهو احد الزعماء الاقوى الذين شهدتهم تركيا. وحزبه، حزب العدالة والتنمية، يسيطر في الدولة منذ العام 2002 ولا يترك مجال عيش لاي حزب آخر. هكذا، مثلا، يمكن لاردوغان ان يقر كل قانون يريده تقريبا، وهو يشن حربا في سوريا ويبعث بالقوات الى العراق دون ان يراعي احزاب المعارضة المتناقصة، والسياسة الخارجية التركية تتقرر في القصر الرئاسي وليس هناك من يشكك فيها. واذا لم يكن هذا بكاف، فان رئيس الوزراء بن عليه يلدريم يعمل كمدير عام للرئيس، والجيش اصبح في عهد اردوغان جسما طائعا مرضوضا بالضربات القضائية والجماهيرة التي مست بمكانته، والاعلام مطارد، والاقتصاد، رغم الازمات الموسمية، لا يستسلم.
كما أن التقدير بان اردوغان يحتاج الى صلاحيات واسعة كي يغير طابع الدولة، مثلا، وجعلها دولة شريعة، ليس دقيقا بالضرورة. فـ 18 بند من الاصلاحات الدستورية لا تتحدث عن الغاء مبدأ العلمانية الذي قرره مصطفى كما أتاتورك. فاردوغان يسوق الدين بشكل شخصي ومباشر وليس عبر التشريع – فهو يقترح على النساء ان يلدن اطفالا اكثر، وبـ “توصيته” كفت شركة الطيران التركية عن توزيع الكحول في رحلاتها الداخلية، وزوجته، أمينة، تظهر على الملأ بالحجاب، وقد أثار في جهاز التعليم اصلاحا كي يتمتع طلاب المدارس الدينية بمكانة مساوية لمكانة خريجي المدارس العلمية عند تسجيلهم في الجامعات.
اردوغان هو رجل مؤمن كان نشطا في احزاب دينية قبل أن يقيم حزبه، ولكنه ليس متزمتا دينيا. والاصلاحات التي يريد أن يحدثها في الدستور يحتاجها اساسا كي يثبت أن بوسعه ان يحقق ما يريد. وتتوقع له استطلاعات الرأي العام في تركيا انتصارا طفيفا بنحو 52 في المئة من الاصوات، ولكن مقربيه اعلنوا منذ الان انهم اذا خسروا في الاستفتاء فانه كفيل بان يعلن عن حملة انتخابات جديدة للبرلمان، كي يحاول للمرة الثالثة في اقل من سنة أن يحقق الاغلبية التي يحتاجها كي يقر تعديلات الدستور دون استفتاء شعبي. اردوغان لا يعتزم التوقف، ومثلما حقق في 2007 التعديل للدستور الذي قرر لاول مرة انتخاب رئيس الدولة مباشرة، هكذا يعتزم تغيير نظام الحكم التركي من جمهورية برلمانية الى جمهورية رئاسية.
مثلما في الولايات المتحدة، ولكن لا
الفكرة السائدة هي أن اردوغان يسعى لان يكون سلطانا – حاكما واحدا كلي القدرة – ولكن الادق هو تشبيهه بمؤسس الجمهورية أتاتورك، الذي كان رئيسا عظيم الصلاحيات سيطر من خلال حزب واحد لسنوات طويلة. زعيمان بنيا ديمقراطية سلطوية لا تحتمل الخصوم السياسيين، كلاهما يمقتان الحكم المبني على الائتلاف، وكلاهما اعادا من جديد تعريف الهوية القومية التركية. أتاتورك “شطب” الاقليات العرقية والقومية ومنح الجيش الصلاحيات العليا. اردوغان يقاتل ضد الاكراد ويجتهد لالغاء وجودهم السياسي، ويرى في معظمهم عنصرا معاديا يمس بالقومية التركية.
منذ الستينيات والسبعينيات دفعت احزام مختلفة كالحزب القومي “حزب الانقاذ الوطني”، الى توحيد منصبي رئيس الوزراء والرئيس. ولكن الانشقاقات السياسية أدت الى عدم نجاح البرلمان التركي على مدى 150 جلسة في انتخاب رئيس – الامر الذي ساهم في الانقلاب العسكري في العام 1980. ومع ذلك، فالعسكريون الذين قادوا الانقلاب عارضوا توحيد المنصبين وفي دستور العام 1982 تقرر أن الرئيس هو “شريك ايديولوجي للمؤسسة”، أي عليه ان يدعم الجيش والا يمارس الصلاحيات.
في العام 2005، بعد ثلاث سنوات من النصر الجارف في الانتخابات، طرح حزب العدالة والتنمية فكرة الرئاسة التنفيذية وسعى الى انتخاب الرئيس مباشرة، ولكن مطلبه رفض من المحكمة الدستورية. وتعتمد الامنية برئيس قوي اساسا الى الفشل الطويل لحكومات الائتلاف في قيادة الدولة، فيما أن احدى المشاكل المركزية هي الشرعية المزدوجة، لرئيس الوزراء والرئيس. ظاهرا، يوجد خلف هذه المواقف فكر براغماتي يعتمد على الايديولوجيا، ولكن عمليا في كل واحدة من المرات التي طرحت فيها طريقة الحكم على البحث، كان واضحا ان سبب ذلك شخصي ويتعلق بتطلعات الزعماء لتركيز الصلاحيات في فترة ولايتهم.
الان ايضا، لا يتعلق الاستفتاء الشعبي فقط بطبيعة من يقف على رأس تركيا. فالصلاحيات التي سيحصل عليها اردوغان ستجعله رب البيت في البرلمان ايضا. وهو يمكنه ان يصبح عضو حزب، هكذا بحيث يكون رئيس دولة لحزب وليس للجمهور كله، وبقدر كبير سيكون محصنا من المحاكمة بسبب الاجراءات المعقدة وشبه المتعذرة لالغاء حصانة الرئيس القائم. كما يمكنه أن يحل البرلمان ويفرض الفيتو على القوانين (وهذه صلاحيات معطاة له الان ايضا)، والتحكم بالجهاز القضائي من خلال مجلس قضاة ومدعين معظم اعضائه يقرهم او يرفضهم. ويمكنه أساسا ان يؤثر بشكل جوهري على مدة فترة ولايته كرئيس. اذا انتصر في الاستفتاء الشعبي، سيكون اردوغان نوعا من الرئيس الامريكي، ولكن دون قيود التوازنات والكوابح المتبعة في الولايات المتحدة.
ان معارضي اردوغان في تركيا وفي الدول الغربية خائفون، وعلى ما يبدو عن حق على مكانة حقوق الانسان والمواطن في تركيا المستقبلية. ولكن المس بهذه الحقوق لم ينتظر الى أن يتمتع اردوغان بالصلاحيات العليا، كما يمكن أن يشهد عشرات الصحافيين المعتقلين والاف الموظفين والجنود الخاضعين للتحقيق أو اولئك الذين سبق ان حوكموا. ومن جهة اخرى، فان مؤيديه يشيرون الى الانجازات الاقتصادية والى الاستقرار السلطوي الذي حققه.
ترى إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في اردوغان شريكا، بخلاف سلفه براك اوباما، وسيتعين على الدول الاوروبية أن تبتلع الضفدع حتى لو واصلت معارضة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، إذ أن تركيا هي شريك تجاري حيوي واتفاق اللاجئين حيوي للدول الاوروبية بقدر لا يقل وربما اكثر مما لتركيا. كقاعدة، الدول الاوروبية، وليس هي فقط، لا تتأثر جدا بالزعماء الذين يتصرفون بانسانية – ففي عشرات السنين الاخيرة فضل الغرب زعماء طغاة يمكن ان يسرق الجياد معهم.
اسرائيل اليوم / فظاعة عدم اليقين
اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب عميدرور – 14/4/2017
من حسن حظي، لم أقم بنشر مقال في الاسبوع الماضي. لأنني كنت سأكتب مثل المحللين الآخرين أنه في ظل قيادة الرئيس ترامب يبدو أن الولايات المتحدة لن تقوم بالرد على الهجمة الكيميائية الفظيعة للاسد ضد أبناء شعبه. ولكن يجب قول الحقيقة، وهي أن هذا الحدث مفاجيء اكثر، لم يكن هناك أي منطق في الهجمة الكيميائية، وبفضل مساعدة روسيا وايران وحزب الله والمليشيات تحسن وضع الاسد، ولا يوجد أي تهديد فوري لنظامه باستثناء التعرض لحياته شخصيا (هذا الخطر موجود، بغض النظر عن الوضع العام). صحيح أنه في ادلب يوجد عدد كبير من المتمردين، لكن تنقصهم القيادة الموحدة، وهم لا يستطيعون تهديد النظام، بل ازعاجه فقط. اضافة الى ذلك، بسبب بقاء بعض جيوب المقاومة الحقيقية في سوريا كان باستطاعة النظام الافتراض أنه قادر على مواجهة المتمردين في ادلب في المرحلة القادمة من تعزيز سيطرته في الميدان. واختبار وضعه بشكل موضوعي لن يؤدي الى الاستنتاج بأنه سيتخذ هذا الاجراء الدراماتيكي الذي لا حاجة اليه.
فقط مشاعر الاستخفاف بالعالم ومعرفة أن حلفاءه اقوياء وسيقدمون له المظلة غير المشروطة هي التي دفعت الاسد الى اتخاذ قرار استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين. كان من المنطق التفكير أن زعيم في وضعه الحساس، على الاقل من ناحية الشرعية الدولية، سيتردد قبل استخدام الوسائل غير المقبولة على العالم، لكن الاسد لم يتردد.
عمل لا يُغتفر
هاتان الحادثتان تشيران الى التحدي القائم الآن في ادارة سياسة الامن القومي في دولة مثل اسرائيل: دولة صغيرة مع هوامش خطأ ضيقة، لكن رغم ذلك يجب أن تكون حذرة جدا.
المشكلة هي أن العالم من حولها لا يعمل حسب المنطق، وهي توجد في قلب الشرق الاوسط الذي تسوده الفوضى التي لا تنتهي، الاحداث اليومية تؤثر على الوضع وتخلق الضغط من اجل الرد، واحيانا بشكل فوري. لذلك يجب بلورة مباديء اساسية لمنع الانجرار الى الامور التي لا يجب الوصول اليها.
السؤال الهام هو ما الذي ستفعله الآن الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تقفان وجها الى وجه على طرفي المتراس. من جهة يوجد الزعيم الروسي صاحب الخبرة والقدرة والذي نجح حتى الآن في استغلال ضعف الادارة السابقة في واشنطن من اجل تحقيق المصالح الروسية في الشرق الاوسط. والآن يجد نفسه في سلة واحدة مع ايران وسوريا: الاولى تعتبرها واشنطن المصدر لكثير من مشكلات الشرق الاوسط. والثانية هي التي استخدمت السلاح الكيميائي خلافا لتعهدات روسيا.
فيما يتعلق بالاحداث الشديدة في ادلب تقول الولايات المتحدة لروسيا: لقد تعهدتم باخراج السلاح الكيميائي من سوريا، لذلك المسؤولية تقع عليكم. قوموا بعلاج هذا الامر وإلا سنقوم نحن بعلاجه.
فيما يتعلق بايران وتحالفها مع روسيا، تقول واشنطن إن الحديث يدور عن مصلحة حيوية للولايات المتحدة، وعلى موسكو أن تقرر من تفضل، الولايات المتحدة أم ايران. الاسئلة حول استمرار خطوات الولايات المتحدة تنبع من عدم وضوح سياستها في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، أي الى أي درجة سيكون الرئيس مستعدا لتجاوز تصريحاته بأنه ليس رئيس العالم، بل رئيس الولايات المتحدة فقط.
بالنسبة للزعيمين الحديث يدور عن السياسة الخارجية، مع مصالح وتفسيرات تتعلق بالمجتمع الدولي الذي يجب أن يتعاملوا معه. مثلا قبل كل عمل تطلب روسيا القيام بخطوات رسمية في الامم المتحدة، ولا تتردد في احباطها من خلال الفيتو عندما يكون الامر مريحا لها. أما واشنطن، حسب تصريحات الرئيس، كان من المفروض أن تأخذ في الحسبان الاعتبارات المتعلقة بحاجات الولايات المتحدة فقط، تتحدث بمفاهيم الاخلاق الانسانية كمعيار لسلوكها وردودها.
هذا يعتبر تغييرا جذريا في التوجه، ولكن بالنسبة للزعيمين يعتبر هذا اختبارا داخليا ايضا. الرئيس بوتين لا يمكنه اظهار الضعف في المفاوضات امام واشنطن، لأن مكانته في روسيا تعتمد الى حد كبير على الطريقة التي عمل بها حتى الآن أمام الغرب برئاسة الولايات المتحدة واوروبا. بالنسبة للرئيس ترامب هذا اختبار دولي أول قام فيه الطرف الثاني بالاستفزاز من خلال خطوة فظيعة من الناحية الموضوعية، لا تُغتفر، وتظهر في الصور الفظيعة. لذلك كان من السهل على الرئيس أن يعمل، رغم أن هذا كان مناقضا لتصريحاته حول سياسته الخارجية التي سيستخدمها بعد الانتخابات. خطوة كهذه تعطيه نقاط ايجابية كثيرة، سواء في الولايات المتحدة أو في العالم وفي المنطقة المتعطشة للقيادة الامريكية بعد السنوات العجاف للرئيس السابق.
لا شك أن ترامب استوعب ذلك بشكل أفضل بعد لقائه مع ملك السعودية والملك الاردني ومع الرئيس المصري، وهي اللقاءات التي أضيفت للقائه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ومنحته صورة جيدة عن الواقع.
مضاد للصدام
هل الظروف الجديدة ستؤثر على حرية العمل التي كانت لاسرائيل في سوريا، سواء فيما يتعلق بمنع نقل السلاح لحزب الله، أو منع اقامة مواقع من قبل منظمات معادية في الجانب السوري من هضبة الجولان؟ نظريا، التوتر بين موسكو وواشنطن لا يجب أن يؤثر على خطوات اسرائيل المحدودة، لكن في الواقع الوضع الجديد يتطلب الحذر اكثر في اتخاذ القرارات، وتوثيق الصلة بين اسرائيل وروسيا “لمنع التصادم عن طريق الخطأ”.
في حالة التوتر يكون الجميع اكثر حساسية. محظور تجاهل ذلك، لكن في نفس الوقت يجب الاستمرار بنفس المباديء لاحباط التهديدات. هذا مثال على وضع المباديء الاساسية، التي بناء عليها يجب اتخاذ القرارات، حتى لو تغيرت الظروف تحت وطأة الاحداث. يجب فعل ذلك بحذر، لكن دون الشذوذ عن الجوهر والحيوي لأمن الدولة ومستقبل علاقاتها مع المجتمع الدولي.
معاريف / امريكا فيما بعد
معاريف – بقلم الون بن دافيد – 14/4/2017
في هذا الاسبوع بدأ عهد دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة. بعد اشهر استمر فيها في ادارة الحملة وكأن الانتخابات لم تنته بعد، ويبدو أن ادارة ترامب بدأت أخيرا في الحكم. ما زال هناك صك للاسنان، لكن للمرة الاولى هناك علامات على عمل الهيئة وبلورة السياسة من اجل عودة الولايات المتحدة كلاعب دولي له تأثير، دون جر العالم الى الحرب.
ترامب بدأ يتخلص من التعيينات الغريبة التي اجراها بعد الانتخابات. فقد أقال مايك فلين، وأقصى ستيف بانون. ومؤسس “مراكز المحرقة” المتحدث شون سبايسر حصل في هذا الاسبوع على درس هام. وزير الخارجية ريكس تالرسون ومستشار الامن القومي هيربرت ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس، هم جمهوريون عنيدون وجديون، أخذوا المبادرة وهم يخلقون من اجل ترامب سياسة خارجية تعيد الولايات المتحدة الى مكانتها المناسبة في الساحة الدولية. شعار الانتخابات “امريكا أولا” تم التخلي عنه، وبدلا منه هناك اهتمام كبير ومبرر في السياسة الخارجية.
مع كل التقدير لـ ايفانكا وكعكة الشوكولاتة التي اكل منها قبل اعطاء الامر بالهجوم، يبدو أن قراره الصحيح والناجح بالرد ضد سوريا، كان نتيجة خيار واع من بين عدة خيارات. بخطوة واحدة نجح ترامب في اعادة الولايات المتحدة الى مكانتها الدولية وحظي بالتأييد الواسع، سواء في اوساط الجمهور الامريكي أو في اوساط الرأي العام العالمي.
في اسرائيل يقتنعون أن روسيا أعطت الضوء الاخضر للاسد من اجل الهجمة الكيميائية في خان شيخون. وفي البيت الابيض يقولون نفس الشيء، رغم أن ماتيس والبنتاغون أقل قناعة. والامر الواضح هو أن هذه الهجمة كانت تعبيرا عن عدم دقة الاسد الذي تخيل أنه فوق الحصان. مشكوك فيه أن يتجرأ من الآن فصاعدا هو وحليفته روسيا على استخدام غاز السارين من جديد.
إن تبادل الاتهام الشديد بين موسكو وواشنطن انشأ الازمة، ولكن يبدو أنه لدى ادارة ترامب مستويين من السياسة الخارجية: المستوى الكلامي، الذي يجد تعبيره في تويتر. والمستوى العملي الذي يديره اشخاص مثل تالرسون. ولدى روسيا ايضا كانت هناك فجوة بين تصريحات الكرملين الشديدة وبين التسامح تجاه ترامب في وسائل الاعلام الروسية، التي يسيطر عليها بوتين كما هو معروف.
تالرسون هو رجل اعمال بارد المزاج، أدار في السابق شركة تصل ارباحها الى أكثر من الناتج القومي في اسرائيل. وتم ارساله الى موسكو، وخلافا للتصريحات الروسية بأنه غير مرغوب فيه، حظي بلقاء مدة ساعتين مع بوتين. وفي نهاية اللقاء تم اعادة التنسيق الجوي بين الدولتين. هذه ليست ازمة حقيقية.
إن قصف سوريا كان فرصة بالنسبة لترامب لازالة الاشتباه بأن روسيا تقوم باستخدامه وابتزازه، روسيا ايضا تجندت في جهد تطهيره. نظريات المؤامرة المشوشة في الانترنت أخذت الامر بعيدا، وكأن الهجمة الكيميائية والرد الامريكي تم التخطيط لهما في موسكو، وروسيا اختارت عدم اسقاط الصواريخ الامريكية.
إن غيمة الاشتباه حول صلة ترامب مع روسيا لم تختفي تماما. وعندما تتم قراءة تبادل الاحاديث بين البيت الابيض والكرملين، يتضح أن هناك أمر خفي عن الانظار. وعند اعتقال القرصان الالكتروني في اسبانيا وتقدم التحقيق في علاقة ترامب وروسيا، فان هذه الغيمة تتكدر أكثر.
الامر الذي يخشى منه بوتين هو وجود رئيس امريكي يفعل به ما فعله للولايات المتحدة: تهديد استقراره من خلال الكشف عن فساده، والامور التي قام بجمعها. لذلك مهم لبوتين بقاء ترامب في منصبه. هذه ضمانة له. قد يهاجمه بالتصريحات من اجل نفي صلته به. ولكن في نفس الوقت يقدم له انتصارات سياسية لضمان بقائه. على هذه الخلفية تزداد أهمية الثلاثة، رجل اعمال وجنرالين، كي يمكنوا الولايات المتحدة من ادارة سياسة مستقلة بقدر المستطاع امام موسكو.
تالرسون سافر الى موسكو من اجل فحص امكانية التفاهمات المستقبلية، وليس من اجل صياغة وثيقة زواج أو تحالف شجاع. في هذا المكان لدى الولايات المتحدة ليونة للتنازل في موضوع اوكرانيا والقرم، الذي لا يعنيها أبدا. ولكن طموح روسيا بأن يقوم ترامب بتفكيك الناتو، تبخر. وخلافا لجميع تصريحات الانتخابات، وقف ترامب في هذا الاسبوع من وراء الحلف الاطلسي.
من أزمة الى فرصة
التوقعات من القمة الاولى، كما تبدو الامور، بين ترامب وبوتين، حول صفقة دولية كبيرة، ما زالت سابقة لأوانها. فستكون هناك خلافات كثيرة ويمكن أن يتم التوصل الى بعض التفاهمات، بما في ذلك في الموضوع السوري. روسيا لا تلتزم فعليا بالاسد، ومن المهم لها أن تبقى سوريا تحت رعايتها، لكن الاسد شخصيا غير هام. واذا لاحظت مرونة في موقف امريكا في الشؤون الاقرب لها، فلن تتردد بالتضحية بالاسد.
ليس هاما اذا كان تواجد ايران في سوريا سينتهي في الاتفاق المستقبلي. روسيا تريد استقرار الجزء الغربي من سوريا، وهي تدرك أن هناك اغلبية سنية. لذلك هي لن تصمم على السيطرة الشيعية هناك.
اسرائيل من ناحيتها خلقت علاقة جيدة مع المتمردين السنة على الحدود في هضبة الجولان، ويا ليت كان باستطاعتنا الحديث بشكل أكثر تفصيلا عن هذا التعاون الرائع. ولكن سنكتفي بالقول إن هناك علاقة تفوق الخيال. ومن الاجدر أن تقوم اسرائيل بنسج علاقة مشابهة في الحدود الجنوبية، خاصة أمام تصاعد تهديد داعش. ومن الصحيح انشاء علاقة مشابهة مع القبائل البدوية في سيناء.
إن التحذير الذي حصلنا عليه بخصوص سيناء قبل العيد، تبين أنه دقيق. داعش في سيناء قام بعمليتين في مصر، وأطلق الصواريخ على اسرائيل. ونحن نأمل انتهاء الامر عند هذا الحد. إن قرار قيادة داعش لجميع الفروع هو زيادة العمليات في عيد الفصح، وهذا تم في روسيا ومصر والسويد والمانيا. وهذه اشارة الى ما سيحدث بعد هزيمة الدولة الاسلامية في سوريا والعراق: البنية المادية سيتم تدميرها، لكن الفكر والالهام سيبقيان. ورغم ذلك، سوريا هي بند واحد في النقاش الذي سيتم بين ترامب وبوتين. ومن المهم بالنسبة لترامب التقدم في الشرق الاوسط، في سوريا وفي الموضوع الفلسطيني. ولكن ما يقلقه في الوقت الحالي هو كوريا الشمالية، حيث يظهر هناك واقعية سياسية لافتة. بعد الحملة الانتخابية التي اعتبرت الصين تهديدا مركزيا على الولايات المتحدة، فهم ترامب انها شريكة هامة من اجل كبح كوريا الشمالية. بعد ثلاثة ايام من اللقاء الناجح له مع رئيس الصين، اتصل معه الرئيس الصيني وقال له إنه يقوم بعلاج الامر.
من اجل اظهار الاخطار قام ترامب بالقاء الاسطول الامريكي مع حاملة الطائرات “كارل ولسون” التي تم ارسالها الى منطقة كوريا، الى داخل المعادلة، ورد كيم جونغ اون بالاعداد لتجربة نووية اخرى. الصين دفعت الان الى الزاوية وهي ستضطر الى الاثبات بأنها قوة عظمى مسؤولة تستطيع خفض التوتر، أو ستستمر في سياسة العزلة والحياد في الازمات الدولية. واذا فشلت الصين أمام كوريا الشمالية، سيشعر ترامب بأنه يستطيع علاج الديكتاتور في كوريا الشمالية.
ما زال من الصعب معرفة اذا كان ترامب سينجح في تجاوز العقبات الداخلية. فهو ما زال يعيش ازمة أمام معظم وكالات الاستخبارات الامريكية. وهذه الازمة قد تدمره. ولكنه يعبر عن فرصة لاحداث نظام عالمي واقليمي جديد يعيد شريكتنا الاستراتيجية الى مكانتها وترتيب علاقات القوى بين السنة والشيعة في المنطقة. ومن المهم أن نكون نحن ايضا شركاء في بلورة هذا النظام الجديد.
هآرتس / مُتهكمان مع قوة كبيرة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 14/4/2017
هناك تغيير كبير يجري على الساحة الدولية بشكل متسارع. فقبل اسبوع تقريبا تردد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في الرد على الهجمة الكيميائية لنظام الاسد في ادلب. وقد قدم متحدثو الادارة في البداية ردود متلعثمة، واغلبية التقديرات في وسائل الاعلام اعتبرت أن العلاقة بين ترامب وروسيا ستؤدي الى عدم موافقته على معاقبة سوريا من خلال قصفها. في صباح يوم الجمعة الماضية قامت الولايات المتحدة باطلاق 59 صاروخ على موقع سلاح الجو في حمص، الذي خرجت منه الطائرات السورية لقصف ادلب. ومنذ ذلك الحين يهدد ترامب بقصف آخر في سوريا. والادارة في واشنطن تطلب من روسيا التنصل كليا من الرئيس بشار الاسد. والرئيس الروسي بوتين يعتبر أن نظيره الامريكي أهانه، وهو يزعم أن العلاقات بين الدولتين تضعضعت منذ مغادرة الرئيس براك اوباما البيت الابيض.
هذه التطورات المتطرفة تثير الاشتباه بأن “نظرية ترامب” حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والتي بدأ المحللون في الولايات المتحدة بالتحدث عنها في أعقاب القصف في سوريا، توجد فقط على الورق. وحسب ما يحدث في الآونة الاخيرة يبدو أن الرئيس لا يواظب على افعاله ورسائله، بل يتعامل بغموض مقصود، بسبب تعوده على ذلك أو من اجل ترك مجال واسع لنفسه من اجل العمل.
على مدى الحملة الانتخابية عمل ترامب على ابراز مسألتين اساسيتين متناقضتين. المسألة الاساسية هي رغبته في “تحويل امريكا الى قوة عظمى من جديد”. وكجزء منها قام بابراز الحاجة الى جعل الشؤون الداخلية وعلى رأسها ترميم الصناعة الامريكية، كأولوية عليا وأهم من الشؤون الخارجية.
اضافة الى التركيز على الشؤون الداخلية وعدم تخصيص الاموال والجنود للحروب البعيدة، أكد ترامب باستمرار على رسالة اخرى وهي الحاجة الى اصلاح مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى في نظر المجتمع الدولي. في تلك الفترة وفي الاسابيع التي تلت فوزه وتنصيبه رئيسا، برز أمران آخران وهما الحاجة الى الاثبات بأنه أفضل من اوباما، والحاجة الى التقرب من بوتين.
مسؤولون في الادارة الامريكية، تحدثوا بعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة، قالوا لنظرائهم في اسرائيل إن الرئيس يبحث عن ساحة مناسبة لاظهار القوة فيها أمام المجتمع الدولي. وفي تلك النقاشات تم ذكر كوريا الشمالية كهدف أول بالنسبة للادارة. بسبب القلق الذي تسببه لحلفاء الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية واليابان، وطبيعة النظام الجنوني هناك وحقيقة أنه يمتلك السلاح النووي. وللمقارنة، وصف الامريكيون ايران وسوريا وحزب الله وكأنهم في أولوية ثانوية في نظر الادارة الجديدة. قرار الاسد استخدام السلاح الكيميائي، بسبب الثقة الزائدة بالنفس والرغبة في ابعاد المتمردين عن ادلب، أثر على ترامب، وأصبحت سوريا هي العنوان. وبعد فترة قصيرة من القصف الامريكي في سوريا بدأ ترامب في توجيه التهديد المباشر ليونغ تانغ، وربطها مع ما فعله في سوريا.
لقد تم القصف الامريكي العقابي بعد أقل من 72 ساعة على نشر التقرير الاولي حول المذبحة الكيميائية التي قام بتنفيذها نظام الاسد في سوريا. وقد عبر ترامب عن تأثره من صور “الاطفال الجميلين” والقتلى الذين شاهدهم في التلفاز. وقد تحدثت وسائل الاعلام الامريكية عن تأثير إبنته وزوجها العاطفي على هذا القرار. ويبدو أن هذا يعتبر معاكسا لموقف مستشاره الاستراتيجي ستيف بانون.
لقد اتبع ترامب في الايام التي أعقبت عملية القصف في سوريا، لهجة شديدة تجاه روسيا. وقد رد بوتين على ذلك بالمثل. وكل هذه الامور تحدث في ظل زيارة وزير الخارجية الامريكي في روسيا. وفي المقابل، بعد مجيء تالرسون أعلنت روسيا عن استئناف التنسيق لمنع الصدام الجوي مع الولايات المتحدة في سوريا، وهو الامر الذي قامت بتجميده في أعقاب القصف الامريكي في سوريا.
إن الحديث الذي يدور عن زعيمين مُتهكمين يوليان أهمية كبيرة لعنصر المفاجأة، ونظرتهما للحقيقة مطاطية بشكل كبير، يصعب القول ما اذا كان هذا الصراع سيتأجج ويتزايد. أمس استطاع ترامب تغيير وجهة الامور عندما غرد في حسابه في تويتر قائلا “إن الامور بين الولايات المتحدة وروسيا سيتم تسويتها”.
لقد حصل ترامب في الساحة السياسية الامريكية، على كل الاحوال، على مكسب فوري، ليس فقط العناق الذي حظي به بشكل مفاجيء من المحافظين والليبراليين الذين يؤيدون تدخل الولايات المتحدة العسكري، بل ايضا حرف النقاش عن التحقيق في علاقة هيئة الحملة الانتخابية التابعة له مع بوتين، والادعاء أن الرئيس الجديد هو عمليا دمية روسية.
إن شهر العسل لم يستمر طويلا، أولا، بسبب طبيعة النظام الامريكي الجديد، في البداية جاء الظهور المخيف لمتحدث البيت الابيض، شون سبايسر، الذي دافع عن أدولف هتلر. وبعد ذلك جاءت التصريحات الاشتراكية لترامب في المقابلة التلفزيونية، والتي تحدث فيها عن كعكة الشوكولاتة الفاخرة التي أكلها مع الرئيس الصيني عندما صادق على الهجوم (تحدث خطأ عن العراق بدلا من سوريا).
يبدو أن ترامب قام من الناحية الاخلاقية بالخطوة الصحيحة عندما قرر عدم الصمت على الهجمة الكيميائية للاسد. وبهذا يكون قد فعل أكثر من سابقة، الذي قام بتغيير الاتجاه في العام 2013، وتراجع في اللحظة الاخيرة عن تنفيذ تعهداته باستخدام القوة في حال تجاوز النظام السوري الخطوط الحمراء التي وضعتها الولايات المتحدة.
من الصحيح أن براك اوباما قد حقق نتيجة هامة وهي الاتفاق مع روسيا على تفكيك معظم الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا. ولكن تردده والغاء قرار العمل كان لهما تأثيرا سيئا في معظم عواصم الشرق الاوسط، من القاهرة والرياض وحتى القدس. اضافة الى ذلك، تبين أنه منذ نيسان 2016، كما ذكرت صحيفة “هآرتس”، فان الاسد عاد الى استخدام السلاح الكيميائي ضد المتمردين. والهجمة الكيميائية الاخيرة تطرح من جديد التقديرات الامريكية المتفائلة حول حجم تفكيك السلاح الكيميائي. وقد تحدثت المعطيات عن 95 – 98 في المئة.
إن تفاقم الوضع بين الولايات المتحدة وروسيا وايران من شأنه أن يؤثر على اسرائيل. وفي يوم الاحد الماضي نشرت وسائل الاعلام التابعة لحزب الله وايران وروسيا ونظام الاسد بأن القصف الامريكي في سوريا قد تجاوز الخطوط الحمراء، وأن التحالف المؤيد للاسد سيرد بشكل شديد على أي اعتداء على سوريا. “من الآن فصاعدا سنرد بشكل شديد على كل اعتداء وكل تجاوز للخطوط الحمراء، من أي جهة كانت”، جاء في التصريح، “الولايات المتحدة على يقين بأننا نستطيع الرد”. وليس من الواضح مدى مصداقية هذا التصريح. هناك تصريحات رسمية مشابهة من روسيا وايران عبرت عن تأييدها ودعمها للاسد، لكنها لم تتحدث عن التهديد المباشر بالرد.
هل تصريح القيادة المشتركة هذا، في حال كانت له مصداقية، يتحدث فقط عن الولايات المتحدة أو أنه يشمل اسرائيل ايضا؟ في 17 آذار فقط، في أعقاب تسارع الاحداث الاستثنائية، تحدثت اسرائيل للمرة الاولى بشكل مباشر عن القصف الذي قامت به في سوريا. صحيح أن وسائل الاعلام العربية تحدثت عن قصف قوافل السلاح ومستودعات السلاح لحزب الله في سوريا منذ كانون الثاني 2012، ورغم اعلان اسرائيل بأن هذه هي سياستها، إلا أنها لم تعترف بشكل مباشر بأي هجوم. اثناء القصف في الشهر الماضي في جنوب شرق سوريا، تم اطلاق صواريخ ارض جو على الطائرات الاسرائيلية، وأحد هذه الصواريخ دخل الى المجال الجوي في اسرائيل، في غور الاردن، الامر الذي أدى الى اتخاذ قرار اسقاط الصاروخ واصدار اعلان رسمي حول الحادثة. وفي نفس الوقت هددت سوريا أكثر من مرة بالانتقام من اسرائيل.
يمكن التعامل مع تهديدات سوريا على أنها تهديدات فارغة من المضمون. والامر الاخير الذي يريده الاسد هو المواجهة مع اسرائيل. ولكن التهديد الروسي والايراني غير المباشر لاسرائيل هو أمر أكثر خطورة. فزيادة تدخل روسيا لصالح نظام الاسد، في البدء من خلال نشر سربين من الطائرات الحربية في شمال غرب الدولة، وبعد ذلك وضع بطاريات دفاع جوي بعيدة المدى، الامر الذي كان له تأثير على قدرة اسرائيل على المناورة. ولكن حسب تقارير وسائل الاعلام العربية فان هذا لم يؤد الى وقف استهداف قوافل السلاح لحزب الله في سوريا.
لقد قامت روسيا واسرائيل ببلورة تفاهمات لمنع الصدام الجوي بينهما، وقد منع الطرفان اكثر من مرة صداما غير مقصود. وقيل إن روسيا غضبت من القصف الاسرائيلي في 17 آذار لأن ذلك تم قرب موقع عسكري لها في سوريا.
في الخلفية هناك تخوف اسرائيلي، ويتم الحديث عنه بشكل علني، وهو أن استمرار تقدم النظام في جنوب سوريا أو وقف اطلاق النار طويل المدى في الدولة سيعمل على تجديد سيطرة الاسد على الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان، ويعيد المليشيات الشيعية وحرس الثورة الايراني أو مقاتلي حزب الله الى الحدود.
يمكن لهذه الجبهة أن تمتد الى لبنان ايضا. وقد نشرت “الاندبندنت” البريطانية في هذا الاسبوع مقال لنيكولاس نو، وهو باحث غربي يعيش في بيروت، ويتوقع الحرب في الوقت القريب بين اسرائيل وحزب الله. واستنتاجه هو أن التفسير الخاطيء لنوايا اسرائيل، وعلى خلفية استكمال استيعاب الصواريخ المضادة للصواريخ “مقلاع داود” ونجاح صاروخ “حيتس”. وكما تبدو الامور هنا فان القيادة في اسرائيل لن تستفيد في الوقت الحالي من المواجهة مع حزب الله، وهي تدرك امكانية تعرض الجبهة الداخلية لاعداد كبيرة من الصواريخ من لبنان.
إن انطباع نو هو أن الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، “مسحور بفكرة أن الشعب الاسرائيلي تحول الى شعب ضعيف يدافع عنه جيش ضعيف لن يتمكن من تحمل الحراك السكاني الذي سيفرضه هجوم حزب الله”. وهذا هو تحليل خاطيء لنصر الله. ورغم ذلك، أضاف أنه خلال 13 سنة من متابعة المواجهة مع اسرائيل، لم يرى هذا القدر من الخوف في القيادة السياسية في لبنان من امكانية الحرب في الوقت القريب.
المصدر / ألف امرأة إسرائيلية يتظاهرن لتحريك عملية السلام
المصدر – بقلم عامر دكة – 14/4/2017
نساء إسرائيليات يطالبن من المجتمَع الإسرائيلي “بذل كل الجهود والمحاولات للتوصل إلى حل عادل”
سافرت ألف امرأة من حركة “نساء يصنعن السلام” أمس (الخميس) في قطار تل أبيب وتوجهن نحو بلدة بيسان بهدف طلب تحريك العملية السياسية. وفي بيسان خرجت النساء في مسيرة ومن ثم وقفن وقفة احتجاجية فيها.
شاركت في المسيرة نساء، أطفال، وعائلات من كل أنحاء البلاد تعبيرا عن دعمهم للحل السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وادعت منظمات المسيرة أنه يجب “بذل كل الجهود والمحاولات في مجالات مختلفة في البلاد – مجال العلم والتكنولوجيا، الزراعة، والتفكير الإبداعي للتوصل إلى حل. “نطالب بصفتنا نساء، أمهات، بذل كل المساعي للتوصل إلى حل”، قالت النساء في المسيرة.
شارك في المسيرة أيضا رؤساء بلدات المنطقة وعضو كنيست من الليكود، يهودا غليك. ألقى عضو الكنيست غليك خطابا قال فيه للنساء “أقمنا دولة نكون فيها متضامنين مع معاناة الآخر… هناك أشخاص لا أمل لديهم، ولكن أنتن النساء لديكن رؤيا بعيدة المدى. لا تفقدن الأمل. تذكرن أنه قبل مئة عام فقط لم يكن للنساء حق الاقتراع واليوم ننظر إلى هذا الموضوع كمفهوم ضمنا”.
حركة “نساء يصنعن السلام” هي حركة نسوية إسرائيلية تعمل من أجل اتفاقية سلام بين دولة إسرائيل والفلسطينيين.‎ ‎أقيمت الحركة في صيف عام 2014 بعد مقتل الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير ومقتل الشبان اليهود الثلاثة الذي أدى إلى حملة الجرف الصامد.‎ ‎تعتبر الحركة يسارية ولكنها تعرّف نفسها بصفتها غير سياسية، من بين أمور أخرى، لأن فيها عضوات من يمين الخارطة السياسية، وجزء منهن من سكان المستوطنات.‎ ‎
في شهر تشرين الأول عام 2016، أجرت المنظمة مسيرة احتجاجية شارك فيها آلاف النساء والرجال اليهود والعرب بالقرب من بيت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بهدف الدفع قدما حلا سياسيا وفورا.
يديعوت / أم كل القنابل – على الجميع ان يقلقوا
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 14/4/2017
لا يوجد زعيم في العالم لا يفغر فاه الآن لمشاهدة صور القصف العظيم لـ “ام كل القنابل” في أفغانستان ويسأل نفسه: إلى اين يقود ترامب العالم؟ ما هي الرسالة التي يبثها لي وكيف سيؤثر هذا على دولتي؟ الجميع – حتى حلفاء الولايات المتحدة – قلقون.
القنبلة العظمى، التي لم يتجرأ أي رئيس امريكي على استخدامها حتى اليوم، وان كان فقط لحقيقة أنها ابقيت للوضع الاقصى من “يوم الدين”، باتت خطوة ثالثة في سلسلة أحداث غير متوقعة تخرج من الغرفة البيضوية في غضون اسبوع واحد.
هذا تصعيد بوتيرة مفزعة: فقد بدأ بوابل من 59 صاروخ جوال (تومهوك) أطلقت نحو مطار عسكري في سوريا، كان يتواجد فيه عسكريون روس. في حينه صفقوا لترامب على شطب السياسة الخارجية الهزيلة لسلفه براك اوباما. ولكن بعد ذلك بُشرنا بجيش امريكي يبحر نحو كوريا الشمالية. وأمس انزلت كاسحة المحصنات الاكبر في العالم – GBU 43 – على نطاق بري لداعش في افغانستان.
والسبب، ظاهرا، كان موت جندي أمريكي في اشتباك مع رجال داعش في هذه الجبهة قبل بضعة ايام. الحدث الذي بحث عن رد فعل سرعان ما تحول – بأمر من الرئيس ترامب – الى استعراض للقوة الاستراتيجية الوحيدة التي تقف خلفه هي: أنا اعيد امريكا الى عظمتها. أحد لن يناطحنا. لا كوريا الشمالية، لا الايرانيين، وكذا يجدر بالروس أن يعرفوا باننا غير متوقعين.
بالاجمال، أنتجت الولايات المتحدة نحو عشرين قنبلة كهذه، استخدمت منها حتى يوم امس قنبلتين لاغراض التجربة على تدمير منشآت تحت أرضية تشبه تلك التي في ايران او في كوريا الشمالية. وقد تمت التجربة أمام زعماء اصدقاء كي “يثقوا” بقدرات الولايات المتحدة – والا يأخذوا المبادرة في أيديهم.
ويدور الحديث عن قنبلة موجهة بالـ جي.بي.اس، مع منظومة صواعق ذكية على نحو خاص. وهي تلقى من ارتفاع عال من طائرة قصف من طراز بي 2، او طائرة النقل والهجوم – MC 130 C – (والتي من بوابتها الخلفية القيت أمس). ويبلغ وزن القنبلة نحو 10 طن. وهي تحمل أكثر من 8 طن من المواد المتفجرة، وحسب الادبيات المهنية يمكنها أن تخترق، بسرعة الصوت، بين 12 و 20 متر من الاسمنت المسلح – وان تنفجر في داخل فضاء.
في التجربة التي أجراها الامريكيون في الولايات المتحدة “شطب” جبل في داخله سلسلة من الانفاق. وهذا ما حصل في أفغانستان أمس.
اذا فهم الكوريون الشماليون الرسالة – فهذا خير. ولكن اذا كان رد فعل كوريا الشمالية سيكون اطلاق صاروخ باليستي او تجربة نووية – فما الذي يتبقى في الترسانة الامريكية؟ أن تقصف كوريا الشمالية وتدخل في مواجهة عسكرية مع الصين؟ وماذا ينتظر العالم في المرحلة التالية؟ رد فعل عاطفي من رئيس ليس واضحا اذا كانت له أي سياسة مرتبة لليوم التالي؟ هذا ما ينبغي أن يقلق حقا، ليس فقط أعداء الولايات المتحدة بل واصدقائها ايضا.
المصدر / لمحة إلى عمل الاستخبارات الإسرائيلية في الضفة الغربية
المصدر – 14/4/2017
متابعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتقالات، إعداد حزمة استخبارات، وإغلاق مخارط لإعداد الأسلحة. لمحة إلى طاقم الاستخبارات الجديد الذي يعمل على إحباط ظاهرة الإرهابي الفردي .
متابعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتقالات، إعداد حزمة استخبارات، وإغلاق مخارط لإعداد الأسلحة. لمحة إلى طاقم الاستخبارات الجديد الذي يعمل على إحباط ظاهرة الإرهابي الفردي .
في مقابلة خاصة لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، تحدث 5 ضباط استخبارات إسرائيليين بشكل استثائي عن النشاط الواسع للمنظومة الأمنية الإسرائيلية لمواجهة ظاهرة “الداهس الفردي” أو “الطاعن الفردي”.
وفي المقابلة، أوضح ضباط استخبارات إسرائيليّون بارزون أنه بهدف تجنب وقوع القتلى الإسرائيليين الكثيرين أثناء الهجمات في الأشهر الأخيرة وإحباط مثل هذه العمليات، كان على الأجهزة الأمنية المختلفة العمل مع القوات المختلفة وتبادل المعلومات بشكل دوري وليس التركيز على الحماية فقط بل على شن الهجوم أيضا. أصبح التعاون بين جهات استخباراتية تابعة للشرطة، الشاباك، والجيش الإسرائيلي ناجعا بشكل خاصّ. بالإضافة إلى ذلك هناك طاقم خاص في الجيش يعمل على إجراء بحوث عملية للتغلب على ظاهرة الإرهابي الذي يعمل بشكل مستقل وجعل تنفيذ عملية قد تؤدي إلى مقتل الإسرائيليين من قبله، صعبا.
فمثلا، يتحدث عناصر الاستخبارات عن العملية الصعبة التي وقعت في منشأة سارونا في آب 2016.‎ ‎اشترى الفلسطينيان سلاحا بمبلغ زهيد. عرف ضباط الاستخبارات أن البذلة التي لبسها الإرهابيان كانت أغلى من السلاح. لذا بدأت نشاطات واسعة في الضفة الغربية للقضاء على ظاهرة السلاح. “يصل سعر بندقية “كارلو” إلى 2.000 شيكل، ولكن أصبح سعرها في السوق في وقتنا هذا بعد العثور على مخارط الأسلحة، ما معدله 7.000 شيكل”، قال أحد الضباط.
إضافة إلى التعامل مع الأسلحة، يعمل طاقم خاص أيضا على متابعة أعمال التحريض في شبكات التواصل الاجتماعي وفي المدن الفلسطينية. يتضمن النشاط إغلاق مطابع تعمل على نشر منشورات تحريضية. “نحضر بروفيلات للمشاركين في الاحتجاجات وفي شبكات التواصل الاجتماعي، نراقبهم ونعتقلهم”.
يحضر أفراد الطاقم الجديد ما يعرف بلغة الاستخبارات “حزمة استخبارات” تتضمن حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي، أماكن السكن، العمل، التاريخ العائلي، والانتماء إلى منظمات مختلفة في الضفة الغربية.
ثمة حلبة عمل أخرى هي محاولة حماس تعزيز نشاطها في مدن الضفة الغربية: لا سيّما في الخليل، نابلس، وجنين. يجمع أفراد الاستخبارات معلومات عامة عن أشخاص ينتمون إلى المنظمة ويحاولون بناء على هذه المعلومات إلحاق ضرر اقتصادي بحوانيت أو جمعيات تجند الأموال لحماس.
نفذ في شهر تشرين الأول عام 2015 إرهابيون من مناطق الضفة الغربية 59 عملية، في كانون الثاني 2016 انخفض عدد العمليات إلى 21، وفي آذار 2107 أشارت المعطيات إلى انخفاض وصل إلى 5 عمليات فقط.
هآرتس / قضاء اسرائيلي وليس عبريا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 14/4/2017
يتمثل أحد الجوانب الحساسة في مجال عمال محكمة العدل العليا بتحديد حجم صلاحيات المحاكم الحاخامية. ومع ان هذه تقضي حسب القضاء العبري، فان حدود صلاحياتها مقررة في القانون الذي سنه البشر – قانون القضاء في المحاكم الحاخامية من العام 1953. ويمنح هذا القانون المحاكم الحاخامية صلاحيات حصرية للبحث في شؤون الزواج والطلاق لليهود في اسرائيل، وصلاحيات موازية للبحث في مواضيع تتعلق بذلك – بما فيها النفقة، رعاية الاطفال وتوزيع الممتلكات.
في 2006 قضت محكمة العدل العليا بانه بغياب الصلاحيات القانونية، لا يمكن للمحاكم الحاخامية البحث في النزاعات من خارج نطاق صلاحياتها ولا حتى على سبيل التحكيم. ومنذئذ تحاول الاحزاب الاصولية اقرار تعديل للقانون يخول المحاكم الحاخامية الفصل في الخلافات في العقود، الممتلكات والاضرار العادية، تبعا لاتفاق الطرفين للبحث في هذه الهيئة وليس في محكمة عادية. وانضمت هذا الاسبوع الى مشاريع القوانين الخاصة التي رفعها نواب من هذه الاحزاب في العقد الاخير وزارة شؤون الدين ايضا، والتي نشرت مشروع القانون الحكومي في هذا المجال.
بخلاف مشاريع القوانين الخاصة، التي سعت الى منح المحاكم الحاخامية صلاحيات “التحكيم” تسعى الحكومة الى منحها صلاحيات قضائية كاملة، بتحفظ واحد: مثل التحكيم، وبخلاف صلاحيات القضاء في المواضيع الناشئة عن الزواج والطلاق، يمكن للمحاكم ان تبحث في العقود المدنية فقط تبعا لتوافق الطرفين. المشكلة هي أن هذه التوافقات عديمة القيمة في وضع يكون ممكنا فيه ممارسة الضغوط على النساء كي يوافقن “طوعا” على ذلك.
يبدو أنه رغم أن واضعي القانون يفهمون بان القضاء العبري العتيق ليس مناسبا للحسم في مسائل قانونية عصرية، وبالتالي فقد قرروا بان القرار لا يمكنه أن يمس بالتشريع “المدني” الذي يحمي حقوق النساء، العاملين وذوي الاعاقة. ولكن هذا لا يكفي. فالنزاعات القضائية في اسرائيل يجب أن تحسم حسب القانون الاسرائيلي، التي وضعت معاييره في مؤسسات التشريع والقضاء في المجتمع الاسرائيلي. على الحكومة والنواب ان يعارضوا ميل التوسيع للقضاء حسب القضاء العبري. يجب تشجيع كل الجماعات الاهلية، بما في ذلك الاصوليون، على التوجه الى محاكم الدولة. اذا كانت قوانين الكنيست جيدة بما يكفي لاغراض تلقي الميزانيات – فهي جيدة بما يكفي لغرض تحديد احكام التوكيل أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى