ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم12– 4 – 2017

اسرائيل اليوم / الضربة في سوريا: الحراك السياسي
اسرائيل اليوم – بقلم زلمان شوفال – 12/4/2017
اطلاق الصواريخ الامريكية على موقع سلاح الجو السوري في حمص ردا على استخدام السلاح الكيميائي ضد السكان المدنيين في ادلب، كان خطوة تكتيكية لها أبعاد محدودة، لكن تأثيرها استراتيجيا بالتأكيد.
فيما يتعلق بموضوع سوريا نفسه، أعطيت الولايات المتحدة فرصة أخرى، وهذا أمر نادر في التاريخ، لاصلاح الخلل منذ 2013 عندما استخدمت دمشق السلاح الكيميائي وأمريكا لم تفعل أي شيء. الامر الاكثر اهمية هو أن الخطوة الامريكية أحدثت هزة في طهران وبيونغ يانغ. معظم المراقبون يتفقون الآن على أن عدم وفاء الرئيس السابق اوباما بعهداته القيام بعملية عسكرية ضد نظام الاسد اذا تجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعها اوباما نفسه بخصوص استخدام السلاح الكيميائي، كان السبب المركزي في الحاق الضرر بمصداقية الولايات المتحدة في نظر حلفائها في الشرق الاوسط وفي العالم، ايضا زيادة تدخل روسيا العسكري في سوريا وشعور النظام السوري بالثقة الزائدة. مثلما قال هنري كيسنجر للمراسل جيفري غولدبرغ: “إن مصداقية الدولة هي الضمانة أن تثق الدول الصديقة بتعهداتها واستماع الاعداء لتحذيراتها”.
يبدو أن قادة دمشق اعتقدوا أن ما كان هو الذي سيكون، أي أنهم قادرون على الاستمرار في ظل ادارة ترامب، بما في ذلك في موضوع السلاح الكيميائي. ولكن ترامب غير قواعد اللعب، ورده السريع وضعهم في مكانهم الصحيح.
إن من يشعرون بعدم الراحة في هذه الايام هم مساعدو فلادمير بوتين للشؤون الامريكية الذين لم يفسروا تصريحات ترامب بشكل صحيح، خاصة اثناء معركته الانتخابية، حيث استنتجوا خطأ أنه يريد سياسة انفصالية وعدم التدخل. هم لم يعرفوا كما يبدو أن الرئيس الذي يزيد ميزانية الدفاع لدولته بشكل كبير ويعين اشخاص مثل الجنرال ماتيس، وكيلي وماكماستر في مناصب رفيعة جدا في الجهاز العسكري في الولايات المتحدة، يريد اصلاح مكانة الولايات المتحدة الدولية وعدم الاستمرار في سياسة التراجع، خاصة في الشرق الاوسط. “امريكا أولا” لا تعني امريكا ضعيفة أو تتجاهل محيطها.
اضافة الى كل ذلك، يجب على ادارة ترامب الآن فحص ما خلفته ادارة اوباما فيما يتعلق بالشرق الاوسط بشكل عام، وايران بشكل خاص. صحيح أن ادارة اوباما قد اعتبرت ايران عدوة تهدد المصالح الامريكية، لكن عمليا تم تجاهل دورها كمحركة للارهاب ومهددة لدول اخرى في الشرق الاوسط ولها طموح للسيطرة من خلال الجهاد الشيعي. على العكس، اعتقدت واشنطن اوباما أنه يجب منح طهران دور عملي وشراكة سياسية اقليمية في وجه العالم العربي السني برئاسة السعودية.
ادارة ترامب، ونتيجة الاستمرار الذي ميز احيانا السياسة الخارجية الامريكية، أو لأنه لم تضع لنفسها بعد سياسة واضحة في المواضيع الدولية الحساسة، تبدو الآن تناقض نفسها في بعض الاحيان. فالولايات المتحدة شريكة مع الحكومة العراقية في الحرب ضد داعش، بل تساعد في تدريب وتسليح الجيش العراقي – رغم أن حكومة بغداد وجيشها والمليشيات الشيعية التي تلعب دور هام في المعارك، هي أداة في أيدي طهران من اجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية والجيوسياسية.
يضاف الى ذلك أن الشراكة العلنية بين الولايات المتحدة وروسيا في الحرب ضد داعش في سوريا تُمكن حليفة روسيا، ايران، من رفع مستوى دعمها لحزب الله، واقترب قواتها أو القوات التي تعمل تحت إمرتها من الحدود الاسرائيلية والاردنية. ونحن نأمل أن الادارة الامريكية الجديدة ستستعد في الاشهر القادمة بشكل مناسب لمواجهة هذه التحديات. اسرائيل لا تريد تأجيج الصراع بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، أو في أماكن اخرى، بل العكس. ورغم ذلك يجب أن تكون متيقظة لخطورة العلاقة بين موسكو وطهران، وموقف الولايات المتحدة من ذلك.
يديعوت / ليس الجهل فقط
يديعوت – بقلم اورلي أزولاي – 12/4/2017
شونس سبايسر ليس قلم الرصاص المبري جدا في القرطاسية التي جلبها ترامب معه الى البيت الابيض، غير أنه في هذه المرة لم يظهر فقط الجهل بل اللاسامية المبطنة: “حتى رجل منكر كهتلر لم يستخدم السلاح الكيميائي”، قال وهو يحاول مهاجمة روسيا والاستخدام الذي فعله الاسد بالسلاح الكيميائي على مواطنيه.
من الصعب التصديق بان شخصا لا يعرف ما حصل في محارق هتلر وصل الى المنصب السامي للناطق بلسان البيت الابيض. ولكن في عصر ترامب، الذي اخترع كاريزما الجهل، فان حتى هذا يغتفر. مرتان كرر سبايسر القول الغبي – مرة بمبادرته ومرة اخرى بعد أن ذكر له صحافي ما نسيه، أو ما لم يعرفه، أو ما فضل ألا يعرفه – ولكن سبايسر بقي على حاله.
لقد كان سبايسر بحاجة لان يخرج عن طوره كي يبرر الهجوم الامريكي على قوات الاسد واطلاق الصواريخ الجوالة على اهداف حول دمشق. كانت بحاجة لان يبرر ذلك ليس فقط لان العملية تعتبر غير ناجعة ولا تغير بصفتها هذه الوضعية في سوريا، بل بالاساس كي يرضي المعجبين بترامب من اليمين، ممن انتقدوا العملية في سوريا من الجانب اللاسامي. فقد ادعى الناطقون بلسان “آلت رايت”، الحركة العنصرية المصابة باللاسامية، في الشبكات الاجتماعية بان ترامب استسلم لصهره اليهودي ولابنته المتهودة وانطلق الى عمل عسكري في سوريا كي يرضي اسرائيل ويرضيهما. كان يمكن لترامب أن يتباهى بالمحاضرات في الكنس بان لديه أحفادا يهود، ولكن قاعدة قوته تتشكل من مندوب الحركات التي تتبنى تفوق العنصر الابيض والناطقون بلسانها يتحدثون عن اليهود بمفاهيم مأخوذة من الدعاية النازية.
في الايام الاخيرة غرقت الشبكات الاجتماعية بالمادة الدعائية لهذه الحركات، والتي هددت ترامب كمن أحاط نفسه بمستشارين يهود وادعت في سلسلة من الكاريكاتورات اللاسامية بانه أسير في شباك اليهود ويعمل من أجل مصالحهم.
عن وعي أو عن غير وعي، في هذا الاستعراض البائس الذي تحدث فيه عن هتلر حاول سبايسر ان يصد وابل الهجمات على ترامب وادارته بانهما ليسا عنصريين بما يكفي كما يرغب مؤيدوهما في أن يكونا. واذا ما أدار ترامب الظهر لهؤلاء الاشخاص، فانهم سيركلونه في الانتخابات القادمة. من الصعب القول ان ترامب لاسامي. فبالنسبة له الجهل هو قوة، وكل ما تبقى هو استعراض ومصالح. ولكن اولئك الذين يحيطون به يعرفون بالضبط كيف ينبغي له أن يرضي جمهورهم الانتخابي، وما قاله سبايسر امس وان كان مصابا بالجهل الا انه يكشف ايضا مستويات من اللاسامية يفهمون في البيت الابيض بانه ينبغي التعبير عنها، إذ ان هذا ما يريده الجمهور في عصر ترامب. من اعتقد ان ترامب سيخرج ضد المسلمين دون أن يحاولوا في محيطه القريب ان يمسوا ايضا باليهود يعيش في نكران تام. ما قاله سبايسر لم يكن زلة لسان؛ بل هذه هي الاستراتيجية الجديدة.
هآرتس / يجب اعادة الجثامين وليس اضاعتها
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 12/4/2017
تُكتب قصص الرعب حول شؤون كهذه. والاكثر نجاحا منها تتحول الى افلام بنسبة مشاهدة عالية، واحيانا تتم اضافة ملاحظة “مبني على قصة حقيقية”. حول هذه القصة المخيفة التي نشرها أور كشتي عشية العيد (“تعترف اسرائيل بأنها أضاعت جثامين مخربين دفنوا في البلاد”، “هآرتس”، 10/4) يمكن أن نكتب “هذه هي القصة الحقيقية، لكن للأسف الفيلم ضاع في الأرشيف”.
من بين 123 جثمان أرادت العائلات الفلسطينية استرجاعها تم ايجاد جثمانين فقط. اثنان يعنيان شيئا رغم ذلك. اثنان لأورن شاؤول وهدار غولدن، هذا هو عدد الجثث التي تريد اسرائيل من حماس أن تعيدها. جثتان لاهود غولدفاسر والداد ريغف، هو عدد الجثث التي أطلقت اسرائيل من اجلها سراح 199 جثة لبنانية في صفقة مع حزب الله. وهنا تجدر الاشارة الى أن اختطافهما كان المبرر لحرب لبنان الثانية.
لو كان يوجد لدى حماس أو حزب الله 123 جثمان لاسرائيليين لكان يمكن توقع حرب عالمية. ليس هناك مبرر أو تفسير كان يمكن أن تفيد المنظمتان في حينه. هل كان أحد ما يصدق أن منظمات كهذه تسيطر على كل شيء ستفقد 123 جثمان، 10 جثامين، جثمان واحد؟ لكن المحظور على المنظمات الارهابية مسموح للدولة خاصة الدولة التي تقدس الجثث، والتي هي على استعداد لارسال الجنود للموت من اجل انقاذ الجثث، والتي لا تتردد في القتل الجماعي للناس من أجل اعادة جثامين اليهود.
إن دولة اسرائيل تعترف ايضا بأهمية جثامين الفلسطينيين، فهي التي تستخدم العقاب غير الانساني الذي حسبه لا يتم اعادة جثامين الفلسطينيين كوسيلة ردع أمام تنفيذ العمليات. صحيح أنه كانت هناك حاجة لقرار محكمة العدل العليا لاعادة سبعة جثامين في كانون الاول الماضي، لكن هذا القرار أثار الغضب الشديد، ليس بسبب الخوف من أن اعادة الجثامين ستؤدي الى مظاهرات كبيرة واخلال بالنظام وحملة ضد اسرائيل، بل لأن الانتقام لم ينجح.
لكن في قصة العائلات الفلسطينية التي تطالب منذ سنوات باعادة جثامين أبنائها، لا يوجد مجد قومي ولا مفاوضات حول اعادة جثامين وأسرة مفقودين أو رافعة ضغط ضد العمليات أو حتى الانتقام. في نهاية المطاف الحديث يدور عن اهمال. لم يكتبوا بالضبط أين دُفنت الجثث، أحد الشركات التي قامت بدفن المخربين أغلقت وتم اتلاف الوثائق. وفي التأمين الوطني لم يكن تسجيل مرتب حسب شركات الدفن، وبعض الاوراق تم اتلافها بعد سبع سنوات. كل شيء حسب الاجراءات. من المؤكد أنه لم يكن هنا أمر سيء. هذه أمور تحدث. الاوراق تضيع. هذه هي الحال في حالة الحرب. في كل دولة يوجد نصب تذكاري للجنود الذين لا يعرف مكان دفنهم. اذا سيكون للفلسطينيين ايضا. الامر ليس صعبا على الفهم.
خطأ. الدولة عرفت مكان دفن الفلسطينيين. هي التي قامت بدفنهم، هي التي قررت عدم اعطاءهم للعائلات، هي التي كانت مسؤولة عن كرامة الميت حتى لو كان الحديث يدور عن مخربين قتلة. الدولة لم تزعم أبدا أنه يجب اتلاف أو اخفاء جثامين المخربين، بل العكس. إن البعض منهم كان بمثابة بضاعة تذهب الى التاجر مقابل جثث اليهود. هذا المنطق المشوه الذي تستخدمه الدولة يحتاج الحفاظ على هذه “البضاعة” مثل بؤبؤ العين، ولا أحد يعرف متى يتم استخدامها للحصول على جثث اليهود. لكن اسرائيل لم تستطع الحفاظ على هذه الوديعة.
الاستنتاج هو أنه محظور على الدولة اللعب بجثامين الفلسطينيين، لا كبضاعة ولا كوسيلة للردع، لا كوديعة للمستقبل ولا للانتقام. جميع الجثامين، بما فيها المعروف مكانها، يجب اعادتها على الفور بدون شروط وبدون تردد من اجل اخلاء المكان لدفن الخجل.
هآرتس / الاحتفال بدون اليساريين
هآرتس – بقلم حيمي شيلو – 12/4/2017
قررت الحكومة في الاسبوع الماضي أن الاحتفال المركزي لاحياء اليوبيل لحرب الايام الستة سيتم في عصيون ويتمحور حول “تحرير يهودا والسامرة وبنيامين والجولان وغور الاردن”. بدلا من التركيز على الامور المجمع عليها مثل انجازات الجيش الاسرائيلي، الاقلية مقابل الاغلبية أو التحول الذي حدث في اعقاب الحرب فيما يتعلق بالأمن الشخصي ومكانة اسرائيل الدولية – تفضل الحكومة أن تحتكر لنفسها ميراث الحرب وابعاد قسم كبير من الجمهور اليهودي في البلاد وفي الخارج عن احداث اليوبيل، ممن يعتقدون أن “للتحرير” توجد أطراف هنا وهناك لا تريد الانضمام الى الاحتفال.
وزيرة الثقافة ميري ريغف التي بادرت الى هذا الامر مع وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت قالت إن “الصلة العميقة مع ارض اسرائيل يجب أن تكون فوق أي خلاف سياسي”. إنها على حق بالطبع، لكنها تدعي السذاجة. وعندما طرحت الاقتراح لاول مرة في تشرين الثاني الماضي طلبت دمج احتفالات تحرير المناطق مع يوم تحرير القدس. وأشار الوزير زئيف الكين إن هذا الامر غير مناسب لأن القدس تحظى بالاجماع. الامر الذي يعني أنه من الواضح لريغف والوزراء الآخرين أن قرار توحيد الذكرى السنوية للوبيل لحرب “التحرير” سيثير الجدل والاختلافات، لكن لا مشكلة لهم في ذلك لأن هذا بالضبط هو ما يقصدونه.
إن احتفالات “التحرير” ستكون طاهرة: لن تشمل أي حديث عن الاحتلال أو القمع أو حرمان ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق غير المحررة من الحقوق الاساسية. ولن يشمل الأمر آلاف المشاركين الذين تحول هذا التحرير المذكور بالنسبة لهم الى استعداد بشكل لا يقل عن الفلسطينيين، وهي بالتأكيد لم تهتم بالثمن الاقتصادي والدولي والاخلاقي الذي دفعته وتدفعه اسرائيل. هذا دون الحديث عن أن الحدث ايضا ليس سهلا بالنسبة لعرب اسرائيل الذين تتعامل معهم الحكومة وكأنهم هواء، وهذا سيجعله صعبا أكثر، حيث لن يتم الاكتفاء بعدم الراحة اذا كان بالامكان وضع اصبع في العين.
الحديث يدور عن مرحلةاخرى في سياسة منهجية وهي تطبيع الاحتلال وتحويل معارضته الى موقف يعبر عن الانهزامية والخيانة، التي هي من العلامات الفارقة البارزة لحكومة نتنياهو – الأكثر يمينية في تاريخ الدولة. وهذا يجد تعبيره في ادخال مضامين قومية متطرفة الى الخطط التعليمية والصراع ضد المنظمات المدنية التي تحارب ضد الاحتلال واعتبارها خائنة وتحويل دعوة مقاطعة المستوطنات الى سبب لمنع دخول اسرائيل وما أشبه. الكثيرون في المعارضة يتعاونون مع هذه الخطوة في محاولة للتملص من وصمة يساري ومعهم ايضا وسائل الاعلام التي تتجاهل في تقاريرها المتعلقة بالمناطق، الملاحقة والاهانة التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ خمسين سنة.
إن المبدأ الذي يوجه الحكومة هو “إما أن تكون معنا أو ضدنا”. نتنياهو ووزراءه لا يهتمون بالجدل الايديولوجي مع خصومهم من اليسار، بل يهتمون بسحب شرعيتهم والتشكيك بولائهم وابعادهم عن المعسكر. من لا يتفق معهم يقال إنه يغرس السكين في ظهر الأمة. هذا التكتيك ينجح: الكثير من اليساريين في البلاد واليهود الليبراليين في الخارج يشاهدون الصورة المتغيرة لاسرائيل ويقولون لانفسهم اذا كانت هذه هي الصهيونية، فهم كما يبدو ليسوا صهاينة. من الواضح أن العكس هو الصحيح: محاولة الفتنة والتسلق على الخلافات واقصاء اجزاء من الشعب، مثلما تصرفت الحكومة في قرارها إحياء ذكرى حرب الايام الستة في احتفالات تحرير يهودا والسامرة، وهذه هي اللاصهيونية بعينها.
هآرتس / استراليا في خطر
هآرتس – بقلم عميره هاس – 12/4/2017
لماذا تخاف الحكومة الاسترالية من الفلسطيني باسم التميمي، من قرية النبي صالح؟ في الاسبوع الماضي في 5 نيسان قامت بالغاء تصريح الدخول الذي أعطته له قبل ذلك بيوم.
التميمي، ومعه نشطاء المقاومة الشعبية من قريته ومن الضفة الغربية، نجح في السنوات الاخيرة باثارة الانتباه الدولي الخاص تجاه افعال الاحتلال الاسرائيلي، وتم استدعاءه الى جولة محاضرات ولقاءات في استراليا من قبل منظمة يسارية وبعض المجموعات المؤيدة للفلسطينيين. وهم ايضا فوجئوا مثله من الالغاء التاريخي لتصريح الدخول. وكما هو متوقع، فقد احتفلت مواقع الانترنت المؤيدة للاحتلال.
في وثيقة الالغاء (التي نشرت في موقع سلطة البث الاسترالية) كتب: “تبين مؤخرا لقسم المعلومات أن هناك خطر وأن بعض الجمهور سيرد بشكل سيء على وجود السيد التميمي في استراليا بسبب مواقفه من التوتر السياسي المتواصل في الشرق الاوسط… إن وجوده في استراليا قد يشكل خطرا على نظام الحكم والمجتمع هناك”.
كان يمكن لرجب طيب اردوغان وفلادمير بوتين أن يصيغا منطق كم أفواه الصوت المعارض بطريقة افضل. ما سيقوله التميمي لا يعجب جهات خفية، مثلما كتب في استراليا. وبين السطور كتب: تستطيع الجهات فعل ما تريد من اجل اسكات أو الحاق الضرر بالاعمال التي سيشارك فيها، والسلطات الاسترالية ستكون بدون أي قدرة بسبب قوتهم (السياسية والاقتصادية والجسدية)، أي أنه يشكل خطرا لأن هناك من سيستغل قوته بشكل سيء لاسكاته.
“مواقفه” هكذا كتب في الوثيقة الرسمية، وكان الحديث يدور عن صالون جدل وليس شهادة لا يمكن انكارها من المصدر الاول حول نظام الفصل العنصري الذي تتبعه اسرائيل. التميمي كان يتحدث عن الارض والغابة والمجال الجماهيري والينابيع التي سيطرت عليها اسرائيل في قريته والقرى المجاورة في صالح المستوطنين اليهود. وعن منع اسرائيل لاضافة طابق في بيت قائم في الوقت الذي تزداد فيه البيوت على التل المقابل في مستوطنة نفيه تسوف.
كان التميمي سيتحدث عن الاقتحامات العسكرية وتخويف الاطفال وعن الجنود الذين قتلوا قريبين له – دون تشكيلهما خطر على حياة الجنود. يمكن أنه كان سيقول إن هذه هي طبيعة النظام الصهيوني، وكان سيعلن عن تأييده لحل الدولة الواحيدة لليهود والفلسطينيين. وكان سيذكر النشطاء اليهود الاسرائيليين الذين يقفون الى جانب قريته منذ 2009. ما المخيف هنا؟.
كل توقع حول ما حدث في اليوم مر بين اعطاء التصريح وبين الغاءه سيكون معقولا: مكالمة هاتفية من السفارة الاسرائيلية لوزارة الخارجية الاسترالية، رسالة في البريد الالكتروني من منظمة يمينية أو يمين يهودي أو يمين افنغلستي، رجل اعمال يهودي أو مقرب من اسرائيل يرسل رسالة الى عضو في البرلمان، وليقوم الاخير بالاتصال مع قسم الهجرة، أو أن رجل الاعمال لديه علاقات مع وسائل الاعلام، وقام بارسال رسالة نصية الى موظف رفيع المستوى. هل يبدو هذا لاساميا؟ المشكلة ليست في التوقعات، بل في طريق العمل غير الديمقراطية التي تصدرها اسرائيل .
ردا على اسئلة مراسل إي.بي.سي قال المتحدث بلسان قسم الهجرة إن الحكومة في استراليا تؤيد حرية التعبير، لكنها ايضا مسؤولة عن منع “التشهير بالمجتمع الاسترالي أو تعريضه للخطر”. كل ذلك سيتسبب به التميمي وحده؟.
اسرائيل الرسمية ومن يؤيدون الفصل العنصري يعارضون اقواله مسبقا. ولو أنهم استطاعوا تكذيب شهادته ومناقشة استنتاجاته لما كانوا عملوا على منع مجيئه. إن غضبهم يعبر عن الضعف الذي يقومون باخفائه من خلال التهديد والتخويف. وحكومة استراليا، لاسبابها الخاصة، تخشى منهم وتقرر العمل مثل المقاول الثانوي لاسرائيل.
هآرتس / يجب إضاءة جفعتايم ونشر التوراة في المدينة
هآرتس – بقلم أور كشتي – 12/4/2017
في الاسبوع الماضي وصل عدد من نشطاء جمعية دينية الى مدرسة حكومية في جفعتايم في اطار مراسيم “خبز الفطير” قبل عيد الفصح. وكان الجمهور الهدف هو تلاميذ الصفوف الاول حتى الثالث الذين سمعوا القصص عن الحاخامات وطُلب منهم التصرف مثل النبي الياهو من اجل “تسريع انبعاث الشعب اليهودي” و”مجيء المخُلص”. هذه الاقوال الغريبة في أساسها للاطار العلماني كانت مستفزة بشكل خاص، ايضا على خلفية الرسائل الدينية الواضحة التي يتم نقلها الى الاولاد العلمانيين في التحضيرات لعيد الفصح وأغانيه.
إن ما قام النشطاء الدينيون بتوزيعه جعل الاطفال يتعلمون كيف “ضرب الله مصر وبعثنا”، وكيف يمكن الصلاة والسلوك في عيد الفصح مع التشديد على عدم أكل الخميرة. بعد بضعة ايام سيسأل بعض الاولاد الوالدين لماذا يأكلون الارغفة، مثل الاولاد الذين انتقدوا “العريشة غير المناسبة” في اعقاب نشاط مشابه في المدرسة في عيد العرش. في روضة اطفال في جفعتايم ايضا قال المرشد الديني إن قصص الارث تحول المستمعين الى اشخاص افضل. لا حاجة الى التفسير، الرسالة واضحة، على الأقل مثل التعالي الديني.
في موقع الانترنت أعلنت الجمعية الدينية “مرحافيا” بأنها “تقوم بالتأثير على جيل الغد في جفعتايم الذين يحتاجون الى تعميق الهوية اليهودية مثل الهواء للتنفس”. إن شاء الله (تحت رعاية الدولة) كما يقولون، سيقومون قريبا بافتتاح نواة جديدة لفتيات الخدمة الوطنية اللواتي سيدخلن الى رياض الاطفال والمدارس. والهدف هو اضاءة جفعتايم، ونشر التورات في المدينة.
“مرحافيا” هي جزء من جسم قطري تابع للجمعيات المقربة من البيت اليهودي، والتي تعزز نشاطها بين عيد الفصح ويوم الاستقلال، بتمويل من وزارة التربية والتعليم، يدخلون الى المؤسسات التعليمية العلمانية تحت هدف اكساب تعلم اليهودية كثقافة متعددة وملاءمة ذلك مع شريحة الهدف. وليس مهما اذا كان موضوع تسريع الانبعاث ليس جزءً من اهتمام الفئة المستهدفة.
حسب منظمة “هوية” التي تمثل المراكز الارثوذكسية لتعميق الهوية اليهودية في التعليم الرسمي، فان 60 ألف طالب علماني شاركوا في هذه السنة في النشاطات المذكورة أعلاه. مدير عام المنظمة هو نشيط في حزب وزير التربية والتعليم. منظمات تعددية تقوم بنقل جزء بسيط من الدروس والارشادات في المدارس الحكومية وبفضل عشرات السنين من الميزانيات السخية للمنظمات الدينية التي توجد فيها أنوية وفتيات الخدمة الوطنية. الحديث لا يدور عن سوق حرة تتنافس فيها الاطراف بتساوي، بل عن سوق مغلقة. بعد تجفيف خيار التعددية تزعم وزارة التربية والتعليم بأن الحديث يدور عن العرض والطلب.
قبل 23 سنة تبنت الوزارة تقرير لجنة شنهار الذي جاء فيه أن من يعلمون اليهودية في المدارس العلمانية يجب أن يكونوا “اصحاب مواقف ولهم نمط حياة مقبول على الجمهور العلماني على اختلاف ألوانه”. تبنت لكنها لم تنفذ. فالميزانيات ما زالت تذهب الى المنظمات الارثوذكسية التي لا تهتم بطرح “موقف منفتح لليهودية أو الامتناع عن الدعوة أو الموقف أحادي الجانب”، مثلما جاء في التقرير.
عندما تقوم وزارة التعليم بالحد من التعليم العلماني، تكون المسؤولية على أولياء الامور أكبر. فهم فقط يمكنهم اقامة سور واق ضد هذه الحماسة التبشيرية التي تحاول الدخول الى المدارس.
معاريف / رئيس الشاباك لأفغاني يتحدث بالتفصيل – الحلقة الثانية
معاريف – بقلم يشاي هولاند – 12/4/2017
إنها المرة الأولى على الإطلاق التي يجلس فيها رئيس “الشاباك” السابق يورام كوهين ليجري لقاءً صحفيًا شاملًا، بعد ان أمضى معظم سنين حياته الراشدة في عالم من الظلال، في الأسبوع الماضي التقينا عدة مرات، ومن لقاء إلى آخر كان يختفي، التردد الأولي في الاحتكاك مع وسائل الإعلام، عدوة السرية، أخذت بالتلاشي.
هل للعمل في الخدمة السرية هالة حقًا؟
“إنه عمل صعب ورمادي، لكن هناك حالات وخصوصية ما للعمل الاستخباراتي السري والتنفيذي، والتي تأخذ المفترض من عالم الخيال، كما ان فيها إبداع وخطر أيضًا، وفي بعض الأحيان تقنية متقدمة وإنجازات كذلك ونتائج استثنائية للغاية. الشاباك يعمل بعيدًا وعميقًا إلى أبعد الحدود، فهو يفكر ويرى ويسمع وينفذ التحليلات، دماغ العاملين في المنظمة والمعرفة المتراكمة هما سره، فهو جسد له دماغ مجدٍ ويعمل بطريقة مهنية وفاعلة، خصومه ربما يرون بصماته في الميدان لكنهم لا يتسللون إلى أسرار رأسه”.
هل تعرضت حياتك ذات مرة للخطر؟
“بالطبع، وبالذات عندما كنت شابًا وكان عملي ميدانيًا”.
هل مررت بلحظات من الخوف؟
“هناك خشية وليس خوفًا مشلًا، ولكنه خوف يجب عليك ان تواجهه، إذا فشلت قد يترك ذلك فيك ندوبًا نفسية مدى الحياة، ليس مجرد الخوف؛ إنما الشعور بالمسؤولية الشخصية بمنع العمليات ووقوع الخسائر في الأرواح، من يتواجدون في الميدان مستوى المخاطرة التي يقومون بها والمخاوف التي يختبرونها واسعة النطاق أكثر من تلك التي يتعرض لها من يقومون بالأعمال الاستخبارية المهمة في مقر القيادة أو في مكتب أيّ كان، لذلك فالمقاتلون والمنسقون والعاملون الميدانيون الآخرون هم من يتعرضون للخطر، وطالما كنت مديرًا وتقف في الخلف فلديك مسؤولية أكبر تجاه الأشخاص، لكن من الناحية الجسدية الخطر الشخصي الذي تتعرض له مختلف”.
عندما طالبته بنموذج عن حدث كهذا، كرر دراما محاصرة السفارة الإسرائيلية في القاهرة في صيف 2011 بعد أشهر قليلة من تعيينه رئيسًا للشاباك، “لقد كان حدثًا دراماتيكيًا ومعقدًا للغاية، كان من شأنه ان ينتهي بكارثة” لقد وصف للمرة الأولى ما جرى هناك من منظوره.
“في أحد أيام الجمعة العاصفة في مصر (أغسطس 2011) حاصر عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والتي تقع في القسم الأعلى من مبنى متعدد الطبقات، في السفارة تواجد في ذلك الوقت ستة من موظفي السفارة، ثلاثة منهم حراس، الكثير من المتظاهرين شرعوا في صعود الدرج والسيطرة على المبنى وألقوا الزجاجات الحارقة وحطموا المحتويات والعتاد، وحاولوا التسلل بعنف إلى السفارة. أصبح موظفو السفارة محاصرين ومهاجمين، غير قادرين على مغادرة المكان، لقد كان هناك خطر حقيقي على حياتهم وصعوبة في إخراجهم من المبنى، في غرفة العمليات المركزية الواقعة في وزارة الخارجية أدار الأزمة كل من رئيس الحكومة ووزير الخارجية وجهات أمنية رفيعة وأنا شخصيًا بصفتي رئيس الشاباك بالتعاون مع غرف العمليات التي فتحت في الموساد والجيش الإسرائيلي.
لقد كان لدينا الكثير من المعضلات، سواء بخصوص قدرة الجهات الأمنية المصرية على السيطرة على المبنى في الظروف التي طرأت أو بخصوص تعليمات إطلاق النار الصادرة للحراس أو بخصوص خطط الإنقاذ أو إخلاء أسر المبعوثين من القاهرة. قبل الفجر، وبعد ساعات طويلة ومتوترة، وصلوني هاتفيًا بقائد القوة الخاصة المصرية، ومن خلال تنسيق متواصل بيننا نجح أفراد الأمن المصريين بالوصول إلى جماعتنا في السفارة.
معضلة أخرى تطورت خلال هذا الحدث، كانت تتعلق بالسؤال: هل الأكثر صوابًا هو الانتظار لعدة ساعات ومغادرة السفارة خلال النهار أو استغلال لحظات الظلام الأخيرة والمخاطرة بالخروج بمساعدة القوات الأمنية المصرية؟ بعد الكثير من التشكك والارتباك، وفي ظروف من عدم التيقن التام والخطر الكبير، قررنا الاعتماد على حكم وخبرة قائد القوة المصرية الخاصة المتواجد في المكان، والسماح لهذه القوة بإنقاذ الموظفين وشق طريق بين الجماهير الصاخبة وصولًا إلى مكان آمن. من الصعب أن تصف بكلمات قليلة هذا الأداء وشجاعة الحراس في الحادثة والتوتر الشديد الذي ساد غرف العمليات في البلاد. لقد كانت حادثة تطلبت مني أنا أيضًا قدرة مهنية وقيادية عالية؛ ذلك انه في مثل هذه الأحداث المطلوب إدارة مخاطر معقدة، وكذلك قرارات صائبة قد تنتهي في بعض الأحيان بمأساة، ولحسن طالعنا انتهت الحادثة بإنقاذ جماعتنا بسلام”.
ليس هناك فرصة لتحقيق اتفاق الآن
بصفته متواجدًا لسنوات طويلة في مراكز صناعة القرار فقد كان مطلعًا على السلوك السلطوي في الغرف المغلقة، وجمع حكمة في الحياة لا يحظى بها الكثيرون هنا، إنها حكمة تساعده على بلورة مواقف بشأن القضايا الجوهرية الإسرائيلية، وكذلك طبعًا بشأن القضية الأبدية الاشتعال المطروحة في جدول الأعمال؛ العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية. يورام كوهين يريد صفقة مع جيراننا، بل إنه مستعد لدفع ثمن مقابله، لكنه أيضًا صارم للغاية بشأن فرص جدواه.
“نرغب بشدة أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين”، قال “إنها مصلحة إسرائيلية عليا لجيلنا والأجيال التي من بعدنا، ما هو شكل الاتفاق وما هو محتواه؛ نترك الأمر للمفاوضين، لكن لدينا هنا سكان فلسطينيون متجذرون لا يذهبون إلى أي مكان، ومن الناحية السياسية اعترفت إسرائيل إلى حد ما بوجود شعب آخر هنا، بل وأعلنت ان هذين الكيانين المسميان غزة والضفة هما في الحقيقة كيان واحد، المشكلة كما هو معروف ان بيننا وبينهم عداء كبير للغاية، متجذر، كان في السابق عداءً دينيًا صعبًا للغاية، وبعد ذلك بكثير عداء وطني جغرافي وذهني، وما إلى ذلك”.
ستة ممّن سبقوه في المنصب قاموا بدور مركزي في فيلم “حراس العتبة” الذي أعده درور موريه، وأسمعوا فيه تجديفًا بالسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ العام 67 وإلى يومنا هذا، يعتبر الفيلم كنز إعلامي لليسار الراديكالي، وتعرض للانتقاد ليس قط من قبل الدوائر اليمينية، فقد أبدى الكثيرون استغرابهم، وكان يورم كوهين واحدًا منهم. “فاجأني الفيلم كثيرًا”، يكشف عن رأيه الآن “لم أعرف إطلاقًا انه ينضج أو ان رؤساء الشاباك يتحدثون فيه، واضح انه بالنسبة للمخرج والمنتجين للفيلم فهو إنجاز، ولكني أعتقد ان الفيلم يعاني من أمر إشكالي للغاية. رغم احترامي للأشخاص الذين تحدثوا في الفيلم فهم أيضًا أصدقاء وقادة لي، أعتقد انه كانت هناك بعض الجمل التي ربما كان الأجدر ألا تقال، سواء عن جنود الجيش الإسرائيلي أو المجالات الأخرى.
لكن عدا عن ذلك فالفيلم ليس متزنًا، المخرج أتى بنظرة محددة للعالم، وأعد الفيلم بصورة غير متزنة، يقدم الجانب الإسرائيلي وكأنه لم يتقرب إلى الجانب الفلسطيني ولم يحاول إيجاد حل سياسي، وأنه في الحقيقة لم يستخدم سوى الذراع العسكري الأمني كمحتل ومعترض للعمليات، هذا غير صحيح، قادة إسرائيل وقعوا مع الفلسطينيين اتفاقية أوسلو وخاطروا كثيرًا، إسرائيل أيضًا انسحبت من غزة، رابين وشارون وأولمرت وباراك حاولوا التوصل إلى اتفاقيات سخية، سواء مع عرفات أو أبي مازن.
الآن، نحن لسنا موجودين، ولو في بداية الطريق للمصالحة الحقيقية بين الشعبين، حتى وإن تحدث القادة فيما بينهم، ورؤساء الأجهزة الأمنية يتحدثون فيما بينهم، بل وحتى ربما رجال الأعمال يتحدثون فيما بينهم. ما تزال شدة العنف والأجيال المتورطة في العنف والتحريض القائم في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك مستويات القيادة الفتحاوية؛ هذا كله يشهد على أننا ما زلنا بعيدين للغاية عن إنجاز اتفاق، وما زلنا بحاجة – قبل أي شيء ولأنها مصلحتنا ألا نعيش إلى الأبد على حرابنا – أن نجد حلًا أو إطارًا ما يسمح لهم على الأقل وفق بعض المعايير العيش إلى جانبنا، سيديرون حياتهم في المجال المدني الاقتصادي والحفاظ على النظام والقانون والأمن الداخلي، وطالما سمح الوضع الأمني بذلك، فلنقلص إلى الحد الأدنى دخولنا إلى مناطقهم بهدف إحباط العمليات”.
هذا هو بالضبط الموجود اليوم: الحكم الذاتي؟
“كان هناك خطاب في الكنيست لرابين، يبدو لي قبل مقتله بشهر تقريبًا، قال فيه ان المقصود ان يكون للفلسطينيين دولة ناقصة. في زمنه كان هذا هو الهدف في المسافة ما بين الحكم الذاتي الزائد والدولة الناقصة، للأسف الشديد لستُ أرى اية طريق واقعية للتوصل في الفترة القريبة القادمة إلى حل نهائي تحل فيه جميع الخلافات الصعبة، وأن تخاطر إسرائيل بنقل جميع الصلاحيات الأمنية للدولة الفلسطينية”.
هل هناك أي اتفاق يستطيع أبو مازن أن يوقعه؟
“ربما يوقع اتفاقًا يلبي الشروط التي يضعها، الأمر الذي قد يكون إشكاليًا جدًا للجانب الإسرائيلي. الفجوات التي بيننا وبينهم كبيرة للغاية، لا أرى الآن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي، لن يكون واقعيًا الاعتقاد بأن مجرد تغير النظام – سواء كان تغيرًا سياسيًا في إسرائيل أو تغير نظام الحكم في الولايات المتحدة، بل حتى تغير القيادة الفلسطينية بحوافز جديدة – سيقود إلى اتفاق، لقد كانت هناك فترات أخرى فيها مقترحات سخية للغاية، بما في ذلك اقتراحات جغرافية من قبل الجانب الإسرائيلي أمام قائدين (عرفات وأبو مازن) ولم نتوصل إلى اتفاق. نعيش اليوم وضعًا مختلفًا عمّا اقترح عليهم، وسيجدون صعوبة في الرجوع إلى الوراء؛ ورغم ذلك فإن التحدث له أهمية والمفاوضات والحوار ومحاولة التوصل إلى اتفاق، وإن كان تدريجيًا”.
كوهين يذكر المجهود الفاشل الذي بذله جون كيري لإحلال السلام هنا، كرؤية غضة لتفاؤله بشأن اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، “لقد كانت محاولة جدية قدّم في نهايتها الأمريكيون للطرفين مقترحهم للاتفاق الإطاري. وحسب ما أعلم رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو تلقى هذه الوثيقة وقدم تحفظات عليها، ولكنه بشكل عام وافق على قبولها كوثيقة أساسية لمواصلة المفاوضات مستقبلًا، سواء كان اتفاقًا نهائيًا أو مرحليًا. في المقابل الجانب الفلسطيني الذي تلقى نفس الوثيقة لم يرد بالإيجاب إلى يومنا هذا، أي انه ورغم ان الجانبين لم يحصلوا على كل ما يريدون إلا ان الجانب الإسرائيلي أبدى استعداده، وربما الجانب الفلسطيني في الواقع رفض المقترح الأمريكي”.
للربيع العربي – الذي يصفه رئيس “الشاباك” السابق بـ “الشتاء الإسلامي” – من وجهة نظره أثر مهم على التنازلات التي تستطيع إسرائيل تقديمها لأبي مازن أو أخلافه، “لا نعرف كم سيستمر ذلك، الآن هي في الأساس حروب دينية داخل الدول العربية نفسها، لكن هذه الموجات الارتدادية يمكن أن تصل سريعًا إلى منطقتنا وإلى حدودنا من دول كثيرة؛ لذلك حتى لو أن إسرائيل اتخذت قرارات سياسية فلن يكون بمقدورها التنازل في القضايا الجوهرية الأمنية. إليك مثلًا: اتخذت إسرائيل قرارًا بالانفصال عن غزة، وسلّمت المفاتيح بطريقة منظمة للسلطة الفلسطينية، والتي عملت هناك عامًا، ارتكب أبو مازن هناك أخطاء مدمرة؛ وافق على سبيل المثال – على خلاف موقفنا – على طلب قيادة حماس بالانضمام إلى قوات أمن السلطة في غزة (حوالي 7000 من رجال حماس، وأصبحوا طابورًا خامسًا مكّن من الانقلاب العسكري في غزة بعد حوالي عام)، لا يمكن السماح لحدث مشابه بأن يقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، سواء في انقلاب عسكري أو نتيجة انتخابات في السلطة الفلسطينية. للأسف الشديد السلطة غير قادرة على أن تمنح المواطن الإسرائيلي أمن محاربة الإرهاب بالحجم والقوة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
حتى وإن أرادت ذلك؟
“حتى وإن أرادت فهي غير قادرة، حتى وإن تلقينا تقنية أمريكية من أي نوع أو حتى إن قالت جهات في إسرائيل ان قدراتنا الدفاعية قادرة ان توفر استجابة له عن بعد؛ التاريخ يثبت ان هذا أمر لم ينجح في اختبار الواقع، ولا شك انه لن ينجح في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، إذ ان المسافات هنا قصيرة، ولن يكون بالإمكان ان نوفر في المستقبل استجابة نوعية تشبه ما هو متوفر اليوم، حيث نحن على الأرض. لذلك لا يجدر وليس صوابًا ان تعطي إسرائيل في الظروف القائمة مفاتيح الأمن للسلطة الفلسطينية، المسؤولية الأمنية يجب ان تبقى في أيدينا.
وكما تعرف فالعمليات يجب ان ننفذها بطريقة ذكية وفورية بأقل الأضرار التي تقع للشعب الفلسطيني، والسماح بحرية التحرك ما أمكن هذا الأمر، والسماح بالعمل في إسرائيل ما أمكن الأمر، والسماح بحرية العبادة ما أمكن الأمر؛ إنها مصلحتنا، فكلما تطور الشعب الفلسطيني من الناحية التربوية والاقتصادية كلما قلت رؤيته للقبضة الأمنية الإسرائيلية تمسك بحلقه وزاد شعوره نحونا كوننا جيران نسمح لهم بالعيش والتعلم وتكوين الأسر والتقدم”.
هل المطالبة بتجميد الاستيطان مقبولة لديك؟
“في جميع مناصبي المختلفة لم يطلب مني إطلاقًا أن أبدي موقفًا في قضية من هذا النوع، ولا أنوي أن اتخذ موقفًا دون ان أعرف جميع الضغوطات والتحديات والفرص السياسية المتوفرة الآن أمام الحكومة الإسرائيلية. ورغم ذلك، بما ان الاتفاق مع الفلسطينيين هو مصلحة قومية إسرائيلية من الدرجة الأولى، أعتقد انه سيكون من غير الصواب استراتيجيًا وسياسيًا، ولا حتى ثقافيًا، أن نصل إلى وضع نقرر فيه حقائق لا يمكن التراجع عنها على الأرض.
إذا أوجد وضع تكون فيه خارطة المنطقة تشبه جلد زرافة كثيرة البقع من البلدات اليهودية والفلسطينية المتداخلة، بغض النظر عمّن يكون رئيسًا للحكومة بعد عشرين أو ثلاثين عامًا، حينها وحيث ينبغي على الكنيست أن تتخذ قرارًا سياسيًا؛ سيكون من غير الممكن تطبيقه، وقد تحدث حينها مأساة للطرفين، إذ ان العيش في الحياة إلى أن نبلغ وضعًا يعيش فيه ملايين الأشخاص بيننا ونحن بينهم، والتوتر الأمني لا يتوقف، وإضافة الضغط السياسي الدولي مع احتمال المقاطعة والعقوبات المختلفة، أعتقد انه أمر غير صحي، بل وعديم الجدوى. رغم انه واضح انه بالنسبة لحلمنا فإنه بمفهوم ما (الحلم المحطم)، وعمومًا بالمقصود مناطق مهد الشعب العبري التي سار فيها قضاة وملوك شعب إسرائيل، ولكن من جهة أخرى الفلسطينيون لا يختفون، إنهم بالملايين، ولهم ما لهم من حقوق”.
وإذا استغرق الأمر مائة عام أخرى، هل ستقول لقادة المستوطنين: لا تقيموا مستوطنات الآن؟
“يجب اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمصيرية بخصوص مستقبل يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ولأننا نجد صعوبة في أن نتوصل إلى اتفاق فيما بيننا، فالأجدر على الأقل ان نحدد المجالات الإجماعية، سواء إذا أسمينا ذلك تجمعات أو أسميناها أي شيء آخر. البناء من دون تخطيط في أي مكان فقط لأننا نستطيع، وبعد ذلك الخروج باتفاق من هناك قد يكفنا خسائر في الأرواح أيضًا والأموال كذلك، ووجع القلب أيضًا، وكذلك ندوب وصدمات اجتماعية؛ لذلك يجب ان نفكر مسبقًا من أي المناطق لن ننسحب تحت أي ظرف، ونحدد الأماكن التي نتوسع ونبني فيها في الأماكن الأخرى، لن نخلي أي شيء الآن، ولكن لا يجب ان نخلق واقعًا لا يمكن تغييره”.
اسرائيل اليوم / يجب تركيز الجهد الامريكي على آسيا
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 12/4/2017
هجمة صواريخ “توما هوك” الامريكية في سوريا كانت صحيحة. وليس صدفة أنها حصلت بأثر رجعي على تأييد المحافظين والليبراليين في الكونغرس وزعماء في الغرب. هذه الهجمة هي اصلاح متأخر لخطأ تاريخي لاوباما (الذي تجاهل الخطوط الحمراء التي وضعها)، وتعبر عن أن الولايات المتحدة لن تنغلق على نفسها، بل ستكون ذات صلة بالاحداث التي يصمت العالم عليها.
إن اختبار نجاح الهجوم لا يقاس بعدد القتلى في سوريا أو عدد الطائرات السورية التي تم تدميرها، بل في فهم بشار الاسد أنه رغم الدعم والمساعدة التي يحصل عليها من روسيا وايران وحزب الله، إلا أنه مكشوف ومعرض للاصابة.
سقطت صواريخ توما هوك في سوريا بعد ايام معدودة من قرار وزير الخارجية الامريكي الجديد ريكس تالرسون القول إن الشعب السوري فقط هو الذي يقرر مصير الاسد. الشيطان وحده هو الذي يعرف من جعل هذا الشخص يقول ذلك. أي شعب بالضبط؟ الشعب الذي يضربه الاسد بالسياط وبالسلاح الكيميائي؟ والذي قتل منه مئات الآلاف؟ والشعب المعروف جيدا لعائلة الاسد، الذي هرب منه الملايين الى تركيا والاردن والغرب؟ وكيف سيحسمون بالضبط؟ في الانتخابات الديمقراطية التي تجري كل اربع سنوات في سوريا، التي تنجح في اعطاء الشعب السوري إسم عائلة واحدة منذ 46 سنة؟ أنا على قناعة بأن تالرسون سيحاول جعلنا ننسى هذه الاقوال. وآمل أن تكون سياسة الولايات المتحدة من وراء نسيانها.
لقد بدأت التراجيديا في سوريا بسبب الاسد واشتدت بسببه وتحولت الى قتل جماعي للشعب بسببه وهي لا تنتهي بسببه. ويمكن أن نضيف عوامل اخرى في سوريا والعالم العربي، وايضا ضعف المجتمع الدولي والمصالح المتناقضة للدول التي قررت التدخل في كارثة سوريا. ولكن محظور التشويش، اذا تم ابعاد الاسد سيكون بالامكان التوصل الى تفاهمات حول المستقبل الفيدرالي لسوريا وتعزيز التحالف الذي سيقضي على داعش في الرقة.
يحتمل أنه مثلما في الاساطير، فان طبيب العيون الذي درس في بريطانيا لم يحلم بأن يكون رئيسا لسوريا. ويمكن القول إنه لولا موت باسل الاسد في حادثة الطرق لما كان في هذا المنصب. يمكن أنه حاول في السنة الاولى القيام باصلاحات والتنصل من مستشاريه المحافظين، لكن منذ سنوات طويلة وهو يعمل على تدمير كل ما يقف في طريقه من اجل حماية الكرسي. إنه مهووس ويعتبر منتقديه ومعارضيه ارهابيين، ومثل القيصر نيرون سيكون مستعدا للعزف في الوقت الذي تحترق فيه بلاده طالما هو قادر على الاستمرار في العزف.
ضربة صواريخ توما هوك لا يجب أن تكون وحدها، ويجب على الجهد الامريكي القادم أن يركز على بشار الاسد نفسه.
اسرائيل اليوم / الحرية والهوية اليهودية
اسرائيل اليوم – بقلم اريئيل بولشتاين – 12/4/2017
في ساعات ما بعد الظهر في يوم الاثنين، قبل طقوس عيد الفصح ببضع ساعات، كنت مهتما بالقراءة في الفيس بوك، الصفحات الخاصة للآلاف من اصدقائي في ارجاء العالم كانت متشابهة الى درجة كبيرة: يهود في استراليا والسويد وروسيا والارجنتين والولايات المتحدة وتركيا قاموا بوضع صور طاولات معدة للعيد. صحيح أن الطاولات كانت مختلفة، وكذلك الأدوات والطعام الذي عليها، لكن على كل طاولة وضع خبز الفطير.
أنا أذكر الفطير في طفولتي في كشنيف في بداية الثمانينيات. إلا أنه حسب رأيي لم يكن هذا “خبز الفقراء”. الفطير الذي كان والدي يحضره في كل ربيع من الكنيس اليهودي في المدينة، كان يذكر بخروج اليهود من العبودية في مصر، ولكن بالنسبة لنا عبر ذلك عن هويتنا اليهودية. لقد كان في قطع العجين الصلبة هذه شيء جذاب. شيء يبعد سنوات ضوئية عن الوضع السوفييتي المحيط بنا جميعا. شيء يفصل اليهودي عن قيود “الوطن الاشتراكي” بشكل سحري ويربطه بسلسلة اجيال الشعب اليهودي. في العبودية الحديثة للاتحاد السوفييتي، هناك تعبير عن العبودية القديمة. عندما نظرنا الى الفطير وقمنا بأكله لم نستطع عدم التفكير بأنه هناك في ارض الميعاد يجلس أبناء شعبنا وهم أحرار.
إن ذلك هو شيء رمزي، حيث أقامت سلطات الاتحاد السوفييتي اثناء عيد الفصح في العام 1984 “مؤتمر مناهضة الصهيونية من قبل الجمهور السوفييتي”. ودور هذا الجسم، الذي تشكل من اليهود الذين تم اختيارهم من قبل الـ كي.جي.بي هو شطب الشيفرة الجينية القومية ليهود الاتحاد السوفييتي. وبهذا فصل ملايين اليهود عن شعب اسرائيل وارض اسرائيل.
طرق مصر القديمة مثل القاء الاطفال الذكور في النهر، لم تعد مناسبة. وبدلا منها بحث فرعون الحديث في الكرملين عن طرق جديدة لا تقل فظاعة، دمجت بيت العصا والجزرة. اليهود الفخورون والشجعان الذين تجرأوا على احياء إرث آبائهم وعلموا العبرية وحلموا بالهجرة الى اسرائيل، تم وضعهم في السجون وفي معسكرات العمل وتمت معاقبتهم بوسائل كثيرة. اليهود الذين كانوا على استعداد لخيانة أبناء شعبهم والتشكيك بكل ما ربطنا بجذورنا، حصلوا على التقدم والأوسمة وملاطفة النظام لهم.
لقد انتهت عبودية اليهود في مصر عندما تجرأ يهودي واحد على العمل كانسان حر – في البداية أمام مصري ضرب يهودي آخر وبعد ذلك أمام فرعون القادر على كل شيء. وعبودية اليهود في الاتحاد السوفييتي انتهت عندما تجرأ مئات اليهود على العمل كأحرار. الروح اليهودية ليوسف مندلفيتش ويوسف بغون وفلادمير سلفيك وافرايم حولميانسكي ونتان شيرانسكي ويولي ادلشتاين وغيرهم تبين بأنها أقوى من كل العصي والجزر لفرعون الحديث.
إن التشابه بين العبوديتين وبين الهجرتين كبير. وليس صدفة أن تم اختيار جملة “إرسل شعبي” كشعار لتحرير اليهود من “جنة عدن السوفييت”. إن الخروج من مصر كان المرحلة الاولى لتشكلنا كشعب. والخروج من الاتحاد السوفييتي أعاد للشعب أحد فروعه الكبيرة. تذكروا ذلك جيدا عندما تأكلون قطعة فطير اخرى.
موقع واللا العبري الاخباري – المتحدث باسم البيت الأبيض يعتذر عن المقارنة بين هتلر والأسد
موقع واللا العبري الاخباري – 12/4/2017
اعتذر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، الليلة الماضية، عن حديثه أمس خلال مؤتمر صحفي تطرق فيه للهجوم الكيماوي، الذي تنسبه واشنطن لنظام الأسد، وكان سبايسر صرح بأن “هتلر لم ينحدر لتلك الهاوية ويستخدم سلاحًا كيماويًا”.
في مقابلة لشبكة (CNN) في وقت لاحق، قال سبايسر أن حديثه كان “قاسيًا”، وادعى أنه حاول إثارة الجدل حول الاستخدام الوحشي للغاز من قبل الأسد ضد شعبه. “استخدمت بشكل خاطئ مقارنة غير مقبولة بشأن المحرقة، ليس هناك مجال للمقارنة؛ لذلك فأنا أعتذر عن ذلك، لقد كان من الخطأ قول ذلك. كان عليّ أن أركز على نفس القضية”.
وفي مقابلة أخرى أوضح “حاولت أن أخلق مقارنة لم يكن لها أي داعٍ، كان عليّ ان أركز على نظام الأسد وخطره، دون مقارنات. لقد كان هذا خطئًا من قبلي، لم أفعل ذلك من قبل ولن أفعله ثانية”، مضيفًا “لا أريد أن أحول الأنظار عن جهود الرئيس بخلق استقرار في سوريا. عندما تقوم بخطأ فأنت مسؤول عنه، ما قلته اليوم لا يمثل الرئيس”.
وكان سبايسر قد قال في المؤتمر أن “الأسد أسوأ جدًا من هتلر”، وأنه “بسبب هذه الحقيقة” التي هي بالتأكيد غير صحيحة، لأن ألمانيا النازية أبادت ملايين الناس عن طريق الغاز في المحرقة، “على روسيا ان تسأل نفسها إذا ما كانت تريد ان تدعم هذا الأمر”. وعندما طلب منه أحد الصحفيين توضيح كلامه، قال سبايسر أنه “عندما يتعلق الأمر بغاز السارين فهتلر لم يستخدم الغاز ضد أبناء شعبه بنفس الصورة التي استخدمها الأسد”، في هذه المرحلة بدأ بالتلعثم، وأشار الى أن هتلر استخدم الغاز في “مراكز المحرقة”. سبايسر عرف خطأه هنا، وواصل حديثه قائلًا “أنا أفهم، لكني كنت أقصد أن الأسد أسقط قنابل الغاز في وسط المدينة”.
حديث سبايسر أثار غضبًا شديدًا على الشبكات الاجتماعية، فقد كتب السناتور الديمقراطي بن كاردين “ليعطي شخص للمتحدث باسم البيت الأبيض دورة حول تاريخ هتلر”، وبعد ذلك تطرق لاعتبار معسكرات الإبادة “مراكز المحرقة”. حقًا؟ المصطلح الذي تبحث عنه هو “معسكرات إبادة”.
شيلسي كلينتون، ابنة المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، أشارت أيضًا للحديث بالقول “أتمنى أن يفرغ سبايسر القليل من وقته للتوجه لمتحف المحرقة، إنها على بعد مسافة بسيطة من البيت الأبيض”.
مركز التراث آنا فرانك طالب الرئيس دونالد ترامب بإقالة سبايسر، مدير المركز ستيفن غولدشتاين قال ان حديث سبايسر “إهانة بشعة لمجموعة من الناس لم يسمع مثلها من قبل من متحدثي البيت الأبيض؛ ولذلك يجب إقالته”. نفس المطلب سمع من نانسي بلوسي، مسؤولة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، وبيّنت ان “على ترامب ان يستنكر حديث سبايسر”.
معاريف / خط فيض الماء
معاريف – بقلم ران ادليست – 12/4/2017
جاء الربيع وحل الفصح وبعده الصيف. الصيف في الشرق الاوسط ليس فقط مسألة حر، بل أساسا مسألة ماء؛ والادق هو بالنسبة لقسم من مواطني المنطقة، النقص في الماء وسياسة النقص. فضائقة الماء تصعد الى جدول الاعمال مع صعود درجات الحرارة، وهي مهددة أكثر من أي وقت مضى.
الاضطرابات في سوريا، والتي اندلعت قبل نحو ست سنوات وبشرت بأزمة انسانية لا تطاق، بدأت بسبب تواصل الجفاف. المياه التي لم تجري دفعت الى السطح المشاكل الاساس للاقليات السنية، مثل الحرية الشخصية، الهوية الوطنية والفقر المدقع في مواجهة الدكتاتورية العلوية لنظام الاسد.
في هذه الايام تصل اضطرابات المياه التي ليست في نهر الاردن الى ضواحي عمان، وهي تعرض للخطر النظام بشكل يدفع دولة اسرائيل الى الحساب كيف تنقذ الملك ونظامه بما يتجاوز توريد المياه الدائم. فالمشاكل الحادة، التي لها آثار أمنية على دولة اسرائيل، هي أزمات المياه في الضفة وفي قطاع غزة. فشبكة توريد المياه في غزة تنهار، وسياقات الملوحة المتسارعة تصفي مستويات المياه الجوفية بسبب تسلل مياه البحر فتزيد خطر الانفجار في وعاء الضغط الغزي.
لقد قضت اتفاقات اوسلو بان تحصل اسرائيل على 80 في المئة من مياه الخزان الجوفي للجبل، وهو واحد من ثلاثة خزانات للمياه الجوفية المشتركة بين إسرائيل والفلسطينيين. وتقرر في الاتفاقات الا يقيد توريد المياه للاسرائيليين، بينما يقيد التوريد للفلسطينيين بكمية مقررة مسبقا – نحو 118 مليون متر مكعب. والنتيجة اليوم هي ان المستوطنين يتمتعون بتوريد غير محدود من المياه، بينما لا يستهلك الفلسطينيون سوى 75 في المئة مما خصص لهم بسبب عتاد النهل المصاب بالخلل والمحاولات الفاشلة للتنقيب عن المياه في الحوض الشرقي للخزان الجوفي. تتمتع اسرائيل اليوم بـ 86 في المئة من مياه الخزان الجوفي، والفلسطينيون بـ 14 في المئة. تبيع شركة “مكوروت” المياه للفلسطينيين، ولكنهم لا يصلون الى الحد الادنى من الاستهلاك. فقد قضت منظمة الصحة العالمية والوكالة الامريكية للمساعدات الدولية بان استهلاك المياه الذي توصي به للفرد لتلبية الاحتياجات الاساسية يبلغ 100 لتر في اليوم. اما استهلاك المياه المتوسط في اسرائيل للاستخدام البيتي، التجاري والصناعي فهو 287 لتر للفرد في اليوم، أي نحو أربعة اضعاف الاستهلاك الموازي في المناطق.
نحو 200 بلدة فلسطينية في المنطقة ج، التي تحت سيطرتنا ومسؤوليتنا، لا ترتبط بشبكة المياه. فعشرات الالاف يخزنون في اشهر الشتاء المياه ذات الجودة المتردية. بعضهم لا يستهلك سوى نحو 20 لتر في الشهر للفرد ويضطرون لشراء المياه باسعار الكولا تقريبا. ويدفعهم النقص الى الارتباط بشكل قرصني بخطوط مياه المستوطنات أو التخريب على تلك الخطوط.
لقد كان السبيل الاسرائيلي لمواجهة الوضع هو رفع مستوى توريد المياه للقرى الفلسطينية. ليس لكلها، بالطبع، بل فقط لتلك المجاورة للمستوطنات التي تخرب على انابيب المستوطنين. اما الحل الحقيقي فهو، بالطبع، التخلي عن الخزان الجوفي للجبل في صالح خمس منشآت التحلية في اسرائيل، والتي تغذي على أي حال معظم استهلاك المياه.
موقع واللا العبري / حزب الله يعيش أزمة، وحماس تخاف من الضربة القادمة
موقع واللا العبري الاخباري – بقلم أمير بوحفوت – 11/4/2017
خلال مقابلة معه، فتح باب العميد درور شلوم، رئيس وحدة البحوث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، ومذكرة سرية وصلت نصب عينيه، بعد ذلك بوقت اتضح أنها كانت تقريرًا استخباراتيًا عن الهجمة الكيمياوية التي نفذها نظام الأسد في إدلب ضد المواطنين، والتي انتهت بمقتل العشرات، أغلبهم نساء وأطفال. منذ أن تم تعيينه في منصبه قبل عام، تمر الساعات ببطء، يوم يوم، ساعة ساعة، في ضوء المهام المعقدة الملقاة على كتفيه.
الحوار معه تناول جميع النواحي المظلمة في الشرق الأوسط، من دولة لدولة، من تهديد لتهديد. في الوقت الذي ينهمك فيه الناس في الجبهة الشمالية أو الجبهة الجنوبية وقلقهم من حرب الصيف؛ يؤكد العميد شلوم أن على رأس سلم أولوياته تهديد واحد واضح، إنه إيران. “النووي الإيراني هو قضية يجب علينا متابعتها، صحيح أنه ليس هناك تهديد قائم، وأنه تم توقيع صفقة مع القوى، لكن علينا أن نرصدها وأن نلاحظ إذا ما كان الاتفاق فعلًا قائمًا، والأخذ بعين الاعتبار الاحتمالات الأسوأ” أوضح، “لكن إيران ليست فقط قصة نووي، طهران هي مولد الظواهر السلبية بالشرق الأوسط، إنها موردة السلاح في المنطقة، تمول جهات، متخصصين، وتنظيمات مختلفة وتنشر أيديولوجية ترفض قيام إسرائيل. في نهاية الامر، أن ترى ذلك في ساحة القتال، في الشمال والجنوب. هي لا تنجح – في واقع الأمر – بتصدير ثورتها، لكنها بالتأكيد ترسل أسلحتها لأماكن كثيرة، من الشمال، وحتى اليمن”.
رئيس وحدة البحث تحدث عن التهديدات الأخرى: حزب الله، حماس، الجهاد العالمي. حسب قوله، تلك التحديات التي تواجه إسرائيل مرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي قد تنفجر في قطاع غزة، “نحن ننظر للاعبي المنطقة. استقرار الأنظمة في منطقتنا لم يغب عن عينينا، الاضطراب لم ينته”.
المؤشرات المقلقة في المنطقة تنبع من ثلاثة أسباب رئيسية: المشكلة الاقتصادية، اللاعبين الدوليين، و”الدولة الإسلامية”، التي فعليًا انتهت وفقدت أغلب المناطق، لكن تعاليمها المتطرفة ما زالت موجودة في قلوب البعض، “الشرق الأوسط بلا مأوى، بلا عمل، وبلا أمل. معظم السكان هم شبان تحت عمر 24، أغلبهم عاطلين. في سوريا، العراق، ومصر هناك ملايين الأطفال لا يذهبون للمدارس، وأكثر من 10 مليون شخص في الشرق الأوسط لاجئ أو مشرد. نحن ما زلنا فيلا في غابة. حتى الأفكار التي تسلل لهنا تشكل خطر: صحيح أن النشطاء صعب ان يدخلوا هنا، لكن الفكر الداعشي موجود وقائم هنا”.
درس من 73
في مكتبه يضع صورة باللون الأبيض والأسود لمسؤولي وحدة البحث في 1973 تكريمًا لهم، صدمة حرب يوم الغفران – بما في ذلك فشل الاستخبارات بتوفير تحذير استراتيجي حول الحرب – تحوم كسحابة فوق رأسه. اشارة تحذير، بسرعة خاطفة وصل الحوار للدروس العميقة المستفادة من تلك الحرب.
التحول الاستراتيجي الذي قام به أنور السادات في بداية السبعينات، بعد أن فهم ان الاتحاد السوفييتي لن ينجح بإطعام الشعب المصري الجائع، لم يتم ادراكه في قسم الاستخبارات ولا في القيادة السياسية. مثلما قرر موشيه ديان، ساد في إسرائيل قرار مفاده “أفضل شرم الشيخ بلا سلام على السلام بلا شرم الشيخ”، لكن دور الاستخبارات كان يشير لفرص أخرى أيضًا، مثل السلام مع مصر.
“لقد أضاعوا ذلك، أنا أذكر ذلك لأن هذا موجود اليوم: وظيفة الاستخبارات أن تشير الى مجالات الفرص” قال العميد شلوم، الذي أوضح أنه يدرس الزوايا “الرمادية” في الشرق الأوسط، التي لا تشمل فقط التهديدات، بل أيضًا نقاط النور. “السادات ذهب لعملية محدودة من وجهة نظره، لكن هنا وصفوا ذلك كتدمير للهيكل الثالث. لو كانوا يعلموا أنها عملية محدودة، لكانت استخبارات ذات ستسمح بتفكير يستوعب العدو في سيناء، ولم نكن عبرنا القناة”.
حسب قوله، إسرائيل لم تستغل الاستخبارات التي بحوزتها، “كانوا يعلمون عن الصواريخ المضادة للدبابات التي تمتلكها مصر، لقد كتبوا عن ذلك في وثيقة بوحدة البحث في الساحة التكنولوجية، الموجودة اليوم أيضًا، لكن لم يطبقوا ذلك في المنطقة. المعلومات عن العدو لم تستغل في نهاية الأمر، وهذا خطأ كبير جدًا. يجب إحضار المعلومات الاستخباراتية للساحة”.
حديثه يبدو معروفًا وواضحًا، فبعد حرب لبنان الثانية سُمع انتقاد مشابه، معلومات موجودة وذات صلة في جهاز الاستخبارات لا تصل دائمًا للميدان، وفي الحالات التي وصلت فعلًا فيها، ليس دائمًا يتم تحديثها. التغير الدراماتيكي في هذه القضية بدأ عند رئيس قسم الاستخبارات السابق اللواء أفيف كوخافي، واستمر مع رئيس وحدة الاستخبارات الحالي. خطة العمل تشمل هدفًا واحدًا: تقديم الاستخبارات للقيادة التكتيكية، وكذلك للقيادة السياسية والعسكرية، وتنفيذها.
“أنا أعتبر ذلك بمثابة درس لي”، أوضح العميد شلوم مُصرًا على الربط بين التاريخ والواقع الحالي، لقد أشار للشوط الذي قطعه حزب الله وحماس وطموحهم وتطلعهم لإنتاج صواريخ أكثر دقة، “أنا أنظر لقدرات العدو، وأرى تطورًا هائلًا. والكمية – في مرحلة معينة – تتحول لجودة”، موضحًا “كما هو الحال اليوم، اللاعبون الذين يهددون إسرائيل موجودون على مفترق طرق، وبحاجة لاتخاذ قرارات تؤثر تأثيرًا كبيرًا على المواجهة المستقبلية”.
كل ذلك لم يمنعه من أن يكون متفائلًا بشأن المسألة المركزية، “احتمالية اندلاع حرب استباقية من طرف أعدائنا – على جميع الجبهات – ضعيفة، واحتمال نشوب تصعيد واسع النطاق يؤدي لحرب ضعيف” أوضح العميد شلوم. مع ذلك، أشار إلى أنه “لا يمكن إقصاء احتمالية أن يحدث تدهون فعلًا، لكننا حققنا الردع في جميع الساحات، الجميع يدرك التفوق الكبير للجيش الإسرائيلي، أنا أقول ذلك بحذر كما هو واضح، لكنهم يفهمون أننا نحن أيضًا قطعنا شوطًا، قدرات الجيش تعتبر الأكثر تطورًا مقارنة بأي وقت مضى”.
رغم عملية “الجرف الصامد” التي استمرت 51 يومًا؟
“لماذا رغم؟ في الجرف الصامد أظهر الجيش قدرات عالية جدًا. بالنهاية، النتيجة كانت أننا اليوم نشهد أكثر الفترات هدوءًا في قطاع غزة”.
“حزب الله هو مافيا”
طوال الحوار ويؤكد رئيس وحدة البحث على أن الردع الإسرائيلي “جدير بالثقة وعميق”، حسب اعتباره. “أعداؤنا، خصوصًا في الشمال، لديهم ما يكفيهم من التحديات، حزب الله منشغل بالحرب السورية، الذي كان يفضل أن يتجنبها، لديهم أكثر من 1700 قتيل في الساحة، وحسب تقديري فالعدد يقترب من 2000. أنا أراهن لك أن هذا سيتفاقم قريبًا، لأنهم في طريقهم لمعركة في حماة (المدينة الخامسة بمساحتها في سوريا)، إنهم يتعاملون أيضًا مع تحدٍ اقتصادي كبير جدًا، وليس لديهم نقص بآليات القتال فقط، بل أيضًا بالوقود والغذاء. هناك جدال داخل حزب الله حول ضرورة الحرب في سوريا”.
العميد شلوم أولى أهمية كبرى لاغتيال رئيس أركان حزب الله مصطفى بدر الدين، الذي اغتيل في انفجار غامض (مايو 2016) قرب مطار دمشق. ان هذا “آل سوبرانو” قال العميد شلوم في محاولة منه لوصف المكائد والمؤامرات داخل حزب الله بقيادة حسن نصر الله، “إنهم يتهمون نصر الله بقتل واحد من داخل المافيا الخاصة بهم، يتهمونه بالتعاون مع قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني)، إن هذا خطأ كبير”.
حسب تقدير العميد شلوم، بين بدر الدين وسليماني جرى جدل حول إدارة الحرب في سوريا. من جانبه أرسل حزب الله آلاف المقاتلين، أغلبهم قتل هناك، بينما أرسلت طهران فقط مستشارين وقادة كبار واكتفت بتمويل آلاف أعضاء الميلشيات الشيعية التي ساعدت في الحرب. التوتر بين الطرفين – حسب تقدير جهاز الاستخبارات – أدى في نهاية الأمر للاغتيال الذي أثر في نهاية الأمر على مكانة نصر الله، “إنهم لن يسقطوه غدًا، لكنه محاط بالتحديات، هذا لن يُضعفه، إذا كنا نستطيع أن نقول ذلك بحذر، لديه حنجرة عميقة”. ويحتمل أن يكون هناك مزيد من الاغتيالات.
هنا أيضًا يوجد خطوط تشابه بين ساحات أخرى، “حماس أيضًا لا تريد تصعيدًا واسع النطاق الآن، الجرف الصامد كان صعبًا جدًا بالنسبة لها، هم يستطيعوا ان يقولوا كلامًا كله غطرسة، وإسماعيل هنية يستطيع أن يلوح بعلامة النصر على الأنقاض، لكن هذه تمامًا هي الصورة الحقيقية، أنقاض. في الجرف الصامد شهدوا تجربة أخرى من حيث قوة الجيش، وهم يدركون أنه في حال وقع تصعيد جديد فإننا سوف نأتي بقوة أكبر من السابق”.
حسب قوله، حماس تقف على مفترق الطريق، “يحيى السنوار، شخصية متطرفة جدًا، صعد الآن للحكم، وهناك خلافات داخلية في قطاع غزة، خالد مشعل في حالة ترقب. حماس تواصل عدم اعترافها بإسرائيل، ولن تعترف باعتقادي، لكنهم يتحدثون عن دولة على حدود 67 ومستعدون لليوم الذي يلي أبو مازن، مشعل يريد ان يحصل على مكانة جيدة قبيل اليوم الذي سيتم به اختياره ويصبح قائدًا للشعب الفلسطيني كله”. مع ذلك، فقد أكد على أن القرارات في حماس تتخذ بالاتفاق، وأن سياسات الضبط للتنظيم مستمرة، حتى الساعة، حتى منذ اختيار السنوار لمنصب رئيس الحركة في القطاع.
في الوقت نفسه، يضيف “حماس تواصل استعدادها للحرب القادمة” إنهم يبنون أنفاقًا تحت أرضية، ليس فقط هجومية، بل أيضًا دفاعية. نحن نأخذ هذا التحدي في الحسبان. يصعب عليهم إدخال مواد ذات جودة للقطاع بسبب إجراءاتنا المتشددة. احتمال تدهور الوضع في قطاع غزة عالٍ جدًا، لأن حماس تعاني من أزمة اقتصادية واستراتيجية”.
يديعوت / وجه لا بين الحقيقي
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 12/4/2017
على مدى سنوات حاولت مارين لا بين ان تشرح لفرنسا وللعالم بانها لا تسير في خط أبيها، جان مري لا بين، مؤسس حزب “الجبهة الوطنية”. فقد ادين لا بين الاب، ضمن امور اخرى، في محكمة في فرنسا بعد أن ادعى بان أفران الغاز هي عنصر هامشي في التاريخ. وبعد أن انتخبت مارين زعيمة للحزب، وواصل الاب طريقه، لم تتردد في اقالته من منصب رئيس الشرف للحزب. اما الان فهذه هي مارين بعظمتها نفسها. فقد ادعت أول امس، في تصريح تتميز به دوائر اللاساميين، بان الفرنسيين لم يبعثوا باليهود الى معسكرات الابادة.
ان البرنامج السياسي لـ “الجبهة الوطنية” ليس لاساميا. وبمفاهيم عديدة بشرت بالتغيير الذي تمر به اوروبا. فاستطلاعات الرأي العام تشير الى أن الاوروبيين يحتفظون بمواقف أقرب الى مواقف ترامب من الامريكيين. فبينما معظم الامريكيين لم يتحمسوا من المرسوم الرئاسي المتعلق بالهجرة، فان 55 في المئة من الاوروبيين، حسب الاستطلاع الذي أجري في ثماني دول رائدة، أعربوا عن تأييدهم لتقييد هجرة المسلمين. في المانيا، التي فتحت بوابات بلادها لموجة هائلة من الهجرة، أيد 51 في المئة تقييد الدخول للمسلمين. وتلقى الميول المحافظة والسير يمينا العطف غير الخفي في اليمين الاسرائيلي. حتى حدود معينة هذا بالتأكيد هو عطف مطلوب. فاليمين الاوروبي يبدي مواقف معقولة أكثر، بل واحيانا عاطف، تجاه اسرائيل. خيرت فيلدر الهولندي هو أيضا يمين متطرف. وهو عاطف كبير على اسرائيل وبريء ايضا من اللاسامية. غير أن الصورة بعيدة عن ان تكون وردية. فمعظم احزاب اليمين المتطرف في اوروبا تعاني من مستوى معين من اللاسامية. اسوأها هما حزبا “الفجر المذهب” في اليونان و “يوبيك” في هنغاريا. بعدهما يأتي “حزب الحرية” النمساوي، الذي كاد يفوز برئاسة الدولة.
لقد نشأ بعض من هذه الاحزاب على خلفية نازية جديدة واضحة. وتحاول بعضها التحرر من الارث القديم ولكن هذا لا ينجح دوما. “الجبهة الوطنية”، مثلا، بقيت دفيئة للاسامية، رغم التغيير المزعوم من جانب مارين لا بين. وحتى اليهود بدأوا يصدقون بان هذا التغيير حقيقي. فحسب أحد الاستطلاعات، فان 7 – 8 في المئة من يهود فرنسا أيدوا لا بين في الانتخابات السابقة للرئاسة. ولكن يتبين بان الابنة، بالضبط مثل الاب، تعاني من المرض الاوروبي العتيق ذاته. فهي ايضا من اللاساميين.
النقطة الاهم هي ان حتى عندما يتحفظ قادة احزاب اليمين المتطرف من التصريحات اللاسامية، تثبت استطلاعات مختلفة اجريت في اوروبا في السنوات الاخيرة بان كارهي المسلمين هم ايضا بشكل عام كارهي اليهود، وقسم من اولئك الذين يعربون عن تأييدهم الحماس لاسرائيل يقصدون اساسا اسرائيل تلك التي في نظرهم تقاتل ضد المسلمين. وهم لا يقصدون اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
اليسار الاوروبي لا يختلف. بل ربما العكس. فبينما يحاول اليمين الاوروبي التنكر للوثائق اللاسامية، وليس بنجاح دوما، فان الاحساس هو ان الاتجاه مختلف في اليسار الاوروبي. في حزب العمال – الليبر البريطاني، مثلا، فقدوا خط الفصل بين مناهضة الصهيونية واللاسامية، او على الاقل الادعاء بوجود مثل هذا الخط.
ليست القصة هي جيرمي كوربين، زعيم الحزب، الذي جعل رجال حماس وحزب الله اصدقاءه. فقد استقال اليكس تشالمرس، رئيس الخلية الطلابية لحزب العمال في جامعة اكسفورد، قبل سنة من رئاسة الخلية بسبب الرائحة اللاسامية لدى رفاقه في الخلية. ومؤخرا فقط قررت لجنة داخلية للحزب تبرئة كين لافينجستون، رئيس بلدية لندن سابقا، من الاتهامات باللاسامية. وحسب “الجارديان” اليسارية نشرت شجبا حادا للحزب. صحيح ان الدعم لحزب العمال في انخفاض، ولكن الانباء السيئة هي أنه يصبح شعبيا في أوساط الشباب.
هكذا بحيث أن ثمة قاسما مشتركا بين اليسار المتطرف واليمين المتطرف – الكراهية والعنصرية. وليس مهما ان تكون هذه كراهية اليهود أم المسلمين. فالعنصرية هي عنصرية. والكراهية هي كراهية، والخوف من الاسلام قريب من اللاسامية أكثر من العطف على الصهيونية.
يديعوت / التصريح غير المفهوم للناطق بلسان البيت الابيض: حتى هتلر لم يهبط الى مستوى استخدام السلاح الكيميائي../ الكارثة – والحقائق البديلة
يديعوت – بقلم تسيبي شميلوفيتس – 12/4/2017
إتهم البيت الابيض روسيا أمس بانها كانت على الاقل تعرف بالهجمة الكيميائية التي خطط لها الاسد، ولكن هذا العنوان سرعان ما غرق بالذات بسبب الناطق بلسان البيت الابيض. ففي استعراض للصحفيين سعى فيه الناطق شون سبايسر لان يهاجم روسيا على دعمها للاسد امتشق قولا بائسا ومثيرا للحفيظة على نحو خاص، إذ قال: “حتى هتلر لم يهبط الى مستوى استخدام السلاح الكيميائي”.
وكان رد فعل الصحافيين بالصدمة التامة، وسبايسر، الذي حاول اصلاح المصيبة، أوضح انه قصد القول ان “هتلر لم يستخدم الغاز على شعبه بالطريقه التي استخدمها الاسد… فقد جلبهم الى “مراكز كارثة””. هذا الايضاح الغريب وحقيقة أنه وصف معسكرات الابادة كـ “مراكز كارثة” زادت الحرج فقط.
وعقبت منظمات يهودية بحدة على أقول سبايسر. فقد غردت منظمة “آنا فرانك” اليهودية في حسابها على التويتر قائلة: “على الرئيس ان يقيل سبايسر فورا بسبب نفيه للكارثة”. كما انتشرت القصة كالنار في الهشيم في شبكة الانترنت وعجب الكثير من المتصفحين فيما اذا كان اليهود الالمان الذين ارسلوا الى غرف الغاز لم يكونوا ألمان أنفسهم، كونه قال ان هتلر لم يستخدم الغاز ضد “ابناء شعبه”.
وفي وقت لاحق في مؤتمر صحفي حاول الناطق بلسان البيت الابيض تعديل نفسه مرة اخرى فقال: “لم أحاول بأي شكل التقليص من الطبيعة الفظيعة للكارثة، بل أردت أن أري الفرق بين هذا وبين استخدام الطائرات لغرض قصف الابرياء بالسلاح الكيميائي”.
هذه السقطة لسبايسر، فضلا عن كونها محرجة ومثيرة للحفيظة بشكل لا يطاق، لن تساعد البيت الابيض بقيادة ترامب على ازالة الاحساس السائد بانه يعمل في أجواء تبدي على الاقل التسامح تجاه اللاسامية. هكذا مثلا في يوم الكارثة الدولي نشر البيت الابيض بيانا أحيا فيه الحدث دون أن يذكر كلمة “يهود” حتى ولو مرة واحدة. اضافة الى ذلك، فمستشار واحد للرئيس على الاقل، ستيفان غوركيه، مقرب جدا من المنظمات النازية الجديدة في هنغاريا. واذا لم يكن هذا بكاف، فان ترامب نفسه امتنع على مدى أسابيع طويلة عن التنديد بسلسلة من الاحداث اللاسامية التي هزت يهود الولايات المتحدة، بما في ذلك التخريب في المقابر اليهودية.
المصدر / السوريون يشيدون بترامب: كشف حقيقة الأسد
المصدر- 12/4/2017
معارضو الأسد من السوريين والعرب يشيدون بالموقف الجديد والجريء للرئيس الأمريكي من نظام بشار الأسد، ويشيرون إلى أن ترامب كشف حقيقة بشار الأسد بعد أن قال إنه “شرير وحيوان”
سجلت نسب التأييد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العالم العربي، اليوم، ارتفاعا جديدا، بعد أن واصل ترامب في هجومه على نظام بشار الأسد وحلفائه، في أعقاب الهجوم الكيماوي الذي شنه الأسد على إدلب. وقد قال ترامب في آخر تصريح له عن الأسد وروسيا، إن روسيا تدعم إنسانا شريرا و”حيوان”.
“بصراحة، بوتين يدعم شخصا شريرا. اعتقد أن هذا الأمر سيء لروسيا، وسيء للبشر، وسيء لعالمنا. حين تُسقط غازا، أو قذائف، أو براميل غاز مليئة بالمتفجرات، على مجموعة كبيرة من البشر.. وبعدها ترى مشاهد أطفال مبتورة الأطراف وبدون وجوه.. إنه حيوان” قال ترامب في حديث مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.
وأطلق متابعون عرب على تويتر وفيسبوك هاشتاغ #بشار_الأسد_حيوان، معربين عن تقديرهم لمساعي الرئيس الأمريكي في نزع الشرعية عن الرئيس السوري الذي استعاد قوته في الأشهر الأخيرة بفضل الدعم الروسي. وكتب البعض أن ترامب كشف حقيقة الأسد، وهي أن الأسد من المخابرات، لارتباط الصفة “حيوان” مع هذه الكلمة.
ويواصل الرئيس ترامب في ضغطه على روسيا بتغيير موقفها من الأسد، مع العلم أن بقاء الأسد في الحكم بعد ست سنوات من الثورة ضده، تمكن حتى اليوم بسبب دعم روسيا له. وكان وزير خارجية ترامب قد قال أمس إن على بوتين الاختيار بين الوقوف إلى جانب الأسد وحزب الله والوقوف إلى جانب أمريكا.
ورغم أن ترامب قال في نفس المقابلة إنه لا ينوي الدخول إلى سوريا، فقد أدهش بموقفه الحازم من بوتين والأسد كثيرين في العالم، افترضوا أن الرئيس الأمريكي ينوي صرف النظر عن ما يقوم به الأسد في سوريا لصالح إقامة علاقات طبية مع الرئيس الروسي.
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن ما يميز ترامب في الوقت القصير الذي قضاه في البيت الأبيض أنه لا يملك سياسة واضحة ومتماسكة إزاء قضايا كثيرة، وفي الحالة السورية، إن قراره الأخير يدل على أنه رئيس مرن ومتقلب.
أما بالنسبة لعلاقة ترامب والعرب، فلا شك أنها اتخذت منحى آخر بعد أن أثار أزمة مع العالم الإسلامي عقب قراره منع دخول مواطنين مسلمين مع 6 دول إلى الولايات المتحدة. وسادت الفكرة في العالم العربي أن ترامب عنصري.
هآرتس / دائرة التغطية على الشرطة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 12/4/2017
دائرة التحقيقات مع الشرطة، “ماحش”، ليست ضمن الشرطة ولا حتى في الوزارة العليا للشرطة، وزارة الامن الداخلي. فهي تحقق في إطار وزارة العدل، برئاسة مدير يحمل درجة مسؤول كبير وموازٍ لنائب عام لوائي، بعد ان تبين ان وحدة التحقيقات الداخلية في الشرطة “ياحف” لا تنجح في اداء مهمتها. فأفراد الشرطة الذين انضموا الى “ياحف” كانوا يميلون الى معاملة زملائهم الشرطة الخاضعين للتحقيق بتسامح. وكان ترفع محققي “ياحف” مشروطا بالنية الطيبة للقادة الخاضعين للتحقيق ورفاقهم. في هذه الظروف، لم تقضي “ياحف” على ثقافة الكذب في الشرطة، بل قدمت لها بنصف فم ختم التسليم الاضطراري.
يفترض بـ “ماحش” أن تكون كل ما لم تكنه “ياحف”، ولكن حسب تقرير مراقب الدولة الاسبوع الماضي، فان النتائج في غاية الغرابة. فحسب التقرير، فان المعالجة النظامية لعنف أفراد الشرطة تجاه المواطنين – سواء من “ماحش” في الجوانب الجنائية ام من دائرة الانضباط في القيادة القطرية في الجوانب الانضباطية – عليلة من أساسها. فالشكاوى، في معظمها، لا تفحص كما ينبغي ومعظم الملفات تغلق دون تقديم احد الى المحاكمة. وفي سياق الاجراء أيضا يحظى افراد الشرطة المشبوهون بالعنف بمعاملة مفضلة. أما افراد الشرطة الذين يقدمون الى المحاكمة فلا يجمدون والمدانون منهم لا يقالون دوما.
الاستنتاج هو أن المنظومة الشرطية تكرس التغطية، تشجع أفراد الشرطة على الامتناع عن إدانة رفاقهم، تثبط همة المواطنين المشتكين وتعتمد على تعاون “ماحش”. فمعالجة الاحداث الموثقة بالكاميرات لا تشهد على معظم الحالات، التي تسود فيها القاعدة المثيرة للحفيظة: حين لا تكون أدلة، فان المواطن الذي يعتدى عليه يصبح بطريقة عجيبة هو المعتدي على الشرطة. ان عمل المراقب في هذه الحالة معمق، ويحتمل أن تكون هناك أهمية لحقيقة أن احد مستشاريه، عميحاي شاي كان حتى قبل سنوات قليلة لواء في الشرطة، رئيس شعبة المقدرات البشرية المسؤول عن دائرة الانضباط.
المشكلة هي ان المفتش العام روني ألشيخ، الذي كان ضابطا في المظليين وكان معظم سنوات عمر كراشد رجل مخابرات، يتمترس في موقع الدفاع عن الشرطة وكأنه نما في صفوفها. وكأنه لم يعلل وزير الامن الداخلي جلعاد اردان جلبه من المخابرات أملا في شد المنظومة. لقد علق ألشيخ في مواجهة مزدوجة مع “ماحش” – في مسألة تعيين اللواء روني رايتمن قائدا لوحدة تحقيقات لاهف 433، وفي مسألة الحدث الفتاك في أم الحيران. ورغم الميل العام في “ماحش” في الرقة تجاه أفراد الشرطة، فان ألشيخ يصف الوحدة بانها متصلبة اكثر مما ينبغي. واذا كانت ماحش هي العدو، فواضح ان افراد الشرطة هم “قواتنا، مهما كانوا عنيفين.
ان للشرطة غاية مزدوجة: حفظ النظام والخدمة. وبلا ثقة جماهيرية سيصعب على الشرطة اداء مهامها، واذا فهم المواطنون فان لا معنى للشكوى، على شرطي او على مجرم، فان الجريمة ستزدهر. ان معالجة العنف الشرطي لا يمكنه أن يعتمد على تجاهل الواقع، يجب تبني استنتاجات المراقب والمعالجة المتشددة لافراد الشرطة الذين يستخدمون العنف ضد المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى