اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10 – 4 – 2017
يديعوت /عملية في غزة؟ “سنقلب كل حجر” – مقابلة مع وزير الدفاع افيغدور ليبرمان
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع ويوفال كارني – 10/4/2017
بعد مرور عشرة اشهر على تولي افيغدور ليبرمان منصب وزير الدفاع، أصبح ينظر الى قطاع غزة بعيون واقعية. هذا الشخص الذي وعد هو ونتنياهو في انتخابات 2009 باسقاط حكم حماس، ووعد بعد انتخابات 2015 بقتل اسماعيل هنية خلال 48 ساعة، يعرف أن الوضع أكثر تعقيدا. بكلمات اخرى، ما تتم رؤيته من بئر السبع يختلف عما تتم رؤيته من مكتب وزير الدفاع.
في بداية المقابلة قال ليبرمان “أنا على يقين من أن الهجمة الكيميائية نفذت بأمر مباشر من نظام الاسد ونفذتها الطائرات السورية”. هذه الاقوال أثارت عاصفة في روسيا، وبالتحديد من قبل بوتين. وما أكد على هذه الاقوال هو عشرات الصواريخ الامريكية التي تم اطلاقها على سوريا، والتي اعتبرها ليبرمان “رسالة هامة ضرورية وأخلاقية للعالم الحر الذي لا يتحمل جرائم الحرب للاسد ضد الأبرياء. وابلاغ الجيش الاسرائيلي بالضربة قبل حدوثها هو برهان على عمق العلاقة وقوتها بين اسرائيل وبين الحليفة الاكبر الولايات المتحدة”.
ما هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من المذبحة المتواصلة في سوريا؟
“الدرس هو أنه يجب على اسرائيل الاعتماد على نفسها فقط. لقد حاول الاسد في السابق الحصول على السلاح النووي، وحزب الله لا يختلف عنه. وهم يسألون: لماذا لا يوجد سلام في الشرق الاوسط؟ إن كلمة سلام ليس لها دور هنا. يمكن التوصل الى اتفاق سياسي وليس الى سلام”.
في الاشهر الاخيرة استبدل ليبرمان تصريحاته المتشددة بتصريحات معتدلة بعد تولي منصب وزير الدفاع.
في هذه المقابلة يصمم رئيس اسرائيل بيتنا على أنه قد سمع عن تصفية مازن فقها النشيط في حماس، في نشرات الاخبار، وهو يعتبر أن هذا تصفية حسابات داخلية. “هذا ما يميز التنظيمات الارهابية. وبالتأكيد أنتم تذكرون عندما قتل يحيى السنوار في شباط 2016 محمد شتيوي. وقد فعل هذا على مسؤوليته، وغضب منه خالد مشعل. الآن دخل القائد الجديد وهو يريد الاظهار بأنه هو صاحب القرار”.
هل يمكنك القول بأن اسرائيل لا صلة لها بقتل فقها؟
“يمكنني القول بيقين إن هذه تصفية داخلية. ولن أكون متفاجئا اذا قام أحد ما بقتل رئيس ايران، حسن روحاني، في الانتخابات في 19 أيار”.
السياسة الجديدة
في هذه الاثناء لا توجد تصفيات، لكن ليبرمان يقول إنه منذ توليه منصب وزير الدفاع، حدث تغيير في السياسة الاسرائيلية تجاه الحدود المخترقة. “عندما توليت وزارة الدفاع قلت إننا سنرد بشكل مختلف. وليست لنا نية للمبادرة الى الحرب في الشمال أو في الجنوب، لكننا لن نقبل أي استفزاز. وعلى كل اطلاق نار سيكون رد قوي”.
هل تقول إن هذه السياسة لم تكن سياسة سلفك بوغي يعلون؟
“لا. لم يكن الرد قويا. طوال الوقت رأينا البينغ بونغ. يوجد تغيير جوهري وهذا ينجح. اذا أخذنا النصف الثاني من العام 2016 فهو النصف الاكثر هدوء في القطاع منذ العام 1967”.
ألا تعتبر هذه لعبة خطيرة في ظل التهدئة؟
“ليس هناك شيء كهذا. فالسكان في غزة يعانون ليس بسبب اسرائيل، بل بسبب سياسة حماس. لقد انسحبنا من القطاع كليا، وقمنا باخلاء جميع المستوطنات. وأنا أعتقد أن الانفصال كان أمرا هستيريا. وقد قال لي شارون قبل اقالتي من الحكومة: غزة ستكون سنغافورة الشرق الاوسط. وما الذي تفعله حماس الآن، تجبي الضرائب من السكان في القطاع، وبدل الاستثمار في محطات الكهرباء والمياه والبنى التحتية تقوم بحفر الانفاق وانتاج الصواريخ. في السنوات العشرة الماضي أنفقوا مليار دولار. واذا لم يتنازلوا عن الصواريخ والانفاق فهذه ستكون مشكلة السكان في غزة. فليأخذوا مصيرهم في أيديهم”.
في نهاية المطاف، ستكون هذه مشكلتنا ايضا.
“بسبب أن حماس تدحرج الامر نحونا، ولا يهمها وجود ازمة انسانية. نحن لا نريد التسبب بازمة انسانية، لكننا لن نستثمر اموالنا عندهم في محطات المياه والكهرباء. لهذا أعارض بشدة اقامة ميناء في غزة. فهذا بالضبط ما يريدونه، رفع الحصار والحصول على ميناء غير مسيطر عليه. اذا تنازلت حماس عن الانفاق وعن الصواريخ فسأهتم باقامة ميناء ومنطقة صناعية ايضا في حاجز ايرز”.
عيون وزير الدفاع تشخص الى الصيف القريب. صحيح أن قطاع غزة لا يشكل تهديدا استراتيجيا مقارنة مع الجبهة الشمالية، لكن كل شيء هناك قابل للانفجار. كل اطلاق لصواريخ القسام أو رد اسرائيل قد يؤدي الى التصعيد. في تموز القادم يفترض البدء في اقامة العائق على حدود القطاع ضد الانفاق. وحماس ستعمل على منع هذا العائق الذي سيحرمها من السلاح الاكثر نجاعة. “الكرة في ملعبهم الآن”، قال وزير الدفاع، “اذا أرادوا الحرب فسيندمون. وهذه لن تكون مثل الجرف الصامد، حيث سنقوم بتجنيد كل الجيش ونذهب بكل قوتنا. ولن نكتفي بالمناورة قرب الحدود”.
في هذه المرحلة نقول إن هناك ثمن باهظ لمعركة كهذه. وزير الدفاع يفقد صبره “إسمعوا، ليس هناك موضوع ثمن. الدولة لا يمكنها الخروج كل سنتين الى عملية عسكرية. الامر سيكون مختلف تماما، سواء من حيث الاطلاق أو من حيث قدرتنا على الاصابة بشكل أكبر. ومن المفروض أن نصل الى وضع يعرف فيه الطرف الذي يفرض علينا الحرب أنه لا يستفيد. محظور علينا التردد ونحن سنقلب كل حجر”.
هذا الامر يعيدنا الى اقوالك أنت ونتنياهو في 2009 “اسقاط حكم حماس”، هذا لم ينجح في حينه، فلماذا نصدقككما الآن؟
“الناس يرون كيف تصرف الجيش الاسرائيلي في العشرة اشهر الاخيرة في الشمال والجنوب. لقد اصبحت هذه المعادلة واضحة للجميع، وآمل أن تكون واضحة للطرف الآخر”.
أنت تغضب عندما يذكرونك بتصريحك حول قتل هنية خلال 48 ساعة.
“لا شيء يزعجني، ليتحدثوا معي عند نهاية ولايتي في الوزارة”.
هل هذا التصريح كان خاطئا؟
“كما تلاحظون، لقد أصبح الفتيل لدي أطول”.
اسرائيل تواجه في الوقت الحالي ثلاث جبهات أمنية: قطاع غزة والجبهة الشمالية (محور سوريا – ايران – حزب الله) وموجة الارهاب في يهودا والسامرة التي ارسلت تذكيرا مؤلما في يوم الخميس عندما قتل الجندي الحاي تهرليف في عملية دهس قرب عوفرا. تدخل روسيا العسكري في الحرب السورية اضافة الى الجهود الدبلوماسية لاسرائيل في موسكو هي موضوع آخر تواجهه اسرائيل، بما في ذلك صراخ الحكومة الروسية في وجه السفير الاسرائيلي بسبب عمليات الجيش الاسرائيلي وراء الحدود. ليبرمان قال “لم يتم توبيخنا، بل كان هناك نقاش”.
هل العلاقات مع روسيا جيدة؟
“العلاقات جيدة، وليس هناك أي قيود علينا”.
هل ترى تدخل ايراني قريب في حدود هضبة الجولان؟
“نحن نرى تدخل ايران في كل اعمال النظام السوري من خلال حزب الله ومرتزقة شيعة. وأنا اقترح عليهم عدم الاقتراب من حدودنا”.
رغم عملية الدهس في يوم الخميس الماضي، يعتقد ليبرمان أن موجة الارهاب في يهودا والسامرة أصبحت من ورائنا. وحسب اقواله فان الوضع الاقتصادي الجيد نسبيا في مدن الضفة يجعل الارهاب على الهامش. “عندما نقارن مستوى الحياة في يهودا والسامرة مع غزة، نشاهد الفرق. السكان في يهودا والسامرة لا يريدون العمليات. وعندما تفحص كل منفذ عملية وما هي خلفيته تجد أن لمعظمهم مشكلات شخصية. لقد تحسنت قدرتنا على منع العمليات، وللأسف الشديد التحريض لن يتراجع، لكن هناك نجاعة متزايدة في الخطوات الامنية”.
ليبرمان يتبنى طريقة العصا، لكن من اجل اعطاء الجزرة فهو يضع شروط غير منطقية. إنه لا يقبل اعطاء المحفز السياسي، بما في ذلك المفاوضات، وهو غير مستعد لتحميل اسرائيل المسؤولية عن فشل المفاوضات. “الجمود السياسي هو بسبب الفلسطينيين. كان هنا رؤساء حكومات آخرين. والسؤال هو لماذا لم ينجح الفلسطينيون في التوصل الى اتفاق مع اهود باراك؟ لقد جلس معه عرفات في كامب ديفيد، وجلسوا مع اريئيل شارون، وجلسوا مع تسيبي لفني واهود اولمرت في انابوليس. فلماذا لم تحدث انعطافة نوعية؟ هل ترفض لفني السلام؟ وما اقترحه اولمرت في انابوليس لم يقترحه أي رئيس حكومة اسرائيلي آخر. المهم الآن هو تحسين الوضع الاقتصادي في يهودا والسامرة بقدر الامكان”.
في موضوع واحد بقي ليبرمان متمسكا بموقفه: خطة تبادل الاراضي والسكان، التي نشرها في العام 2004. “في كل محفل دولي أتحدث عن تبادل الاراضي، ولم يسقط أحد عن الكرسي، بل العكس، هم يسألون ويطلبون التفاصيل. يجب علينا الانفصال عن الفلسطينيين الذين يعيشون في دولة اسرائيل. وأنا لا أعرف لماذا لا يجلس اعضاء القائمة المشتركة في المجلس التشريعي في رام الله”.
موقف اسرائيل الرسمي هو أن الاقليات فيها تحصل على المساواة الكاملة في الحقوق.
“تعاملنا مع الاقلية العربية في اسرائيل لم يكن صحيحا. انظر الى أيمن عودة منذ توليه المنصب: لقد رفض التوقيع على اتفاق الاصوات الزائدة مع ميرتس لأنه حزب صهيوني. ولم يوافق على حضور جنازة بيرس وقال عنه إنه قاتل. ونددوا بجامعة الدول العربية بعد ادخال حزب الله الى قائمة المنظمات الارهابية. إن موقفي منهجي: مصلحتنا هي في الانفصال عن الفلسطينيين، لا يمكن العمل أكثر في مسار الارض مقابل السلام. والامر الذي ينجح هو تبادل المناطق والسكان. أنا أريد تقليص عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في دولة اسرائيل. الاقلية القومية التي تقل عن 10 في المئة هي قانونية. والاقلية القومية التي تزيد على 20 في المئة تصبح عنيدة ومتشددة. نحن نريد اقامة دولة فلسطينية في يهودا والسامرة بدون أي يهودي واحد، لكن هل نوافق على أن تصبح دولة اسرائيل ثنائية القومية؟”.
أنت لا تعترف بأبو مازن، مع من نتحدث اذاً؟
“لا أريد أن افرض عليهم زعيما، وأنا لا أقوم بتنصيب الملوك. يوجد لديهم ما يكفي من الاشخاص المنطقيين. كل اسبوع تقريبا التقي مع فلسطينيين، ويوجد بيننا نقاشات مثمرة، وهم ايضا يعرفون أن أبو مازن لن يأخذهم الى أي مكان”.
معاريف / رئيس الشاباك “الأفغاني” يتحدث بالتفصيل
معاريف – بقلم يشاي هولاندر – 10/4/2017
في ردهات مدخل بيته بحي “راموت” المقدسي، تعلق صورة التقطت في بداية القرن السابق بالقرب من حائط المبكى (البراق): تسعة رجال من اليهود بلباس المستوطنة القديم عليه ساعات، وإلى جانبهم ثلاث سيدات يجلسن على الأرض. يورام كوهين يشير إلى الصورة ويحكي لي وللمصور “يمكنكم رؤية الفقر والبساطة، لكنكم ترون أيضًا كيف لم يكن حينها عزل بين الرجال والنساء في حائط المبكى، ولكن أكثر من ذلك لماذا يجلس الرجال والنساء على الأرض؟ الإمبراطورية العثمانية أرادت ان تتأكد أنه لن يكون لليهود أي سيطرة هناك، لذلك حرصت على إبقاء الوضع القائم ومنعت على الدوام إدخال المقاعد أو الكراسي بالقرب من حائط المبكى”.
إلى ما قبل عشرة أشهر زينت هذه الصورة جدران مكتبه كرئيس لجهاز الأمن العام، بعد خمس سنوات من دخوله هذا المكتب في ربيع العام 2011 خرج منه في مايو 2016 بحاوية أدوات متفجرة من العمل والمغامرات. كرئيس لجهاز الأمن أدار من بين الكثير من الأمور عملية إنقاذ المحاصرين في سفارة إسرائيل بالقاهرة، شارك في تصميم صفقة جلعاد شاليط، فاز في فك شيفرا هجمات الدوما ومقتل أبو خضير، أمسك بخيوط عمليات “عامود السحاب” و”الجرف الصامد”، وتصدر جبهة كبح موجة الإرهاب في نهاية فترة شغله لمنصبه.
يستغل أيامه منذ سرح من الخدمة في الراحة وللأسرة، وفترة زمنية ليفكر فيها، واستراحة يراجع فيها ذكريات دربه مجددًا. في الوقت الحالي شرع بخطواته الأولى في عالم الأعمال، إنها المرة الأولى على الإطلاق التي يجلس فيها ليجري لقاءً صحفيًا شاملًا بعد ان أمضى معظم سنين حياته الراشدة في عالم من الظلال، في الأسبوع الماضي التقينا عدة مرات، ومن لقاء إلى آخر كان يختفي، التردد الأولي في الاحتكاك مع وسائل الإعلام، عدوة السرية، أخذت بالتلاشي.
يورام كوهين، حدثنا عن هذه اللحظة في صباح اليوم الذي تلى التقاعد بعد أن مررت العصى لخليفتك نداف أرغمان.
“يجب الاستعداد لذلك نفسيًا وفكريًا – بعد أكثر من 34 عام، وبعد خمس سنوات ترأست فيها التنظيم – لكي تنهي الوظيفة بصورة مشرفة. المعطف (المسؤولية) الرصاصي الثقيل الذي تحمله على كاهلك كل يوم، على مدار الأسبوع، وطوال العام، طرح عنك وحمله شخص آخر، ولم تعد تتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات. اعتمد على نداف رئيس التنظيم وعلى قيادة التنظيم الذين عرفوا كيف يواصلون ويقودون التنظيم بحكمة ومهنية. الأمر الأكثر صعوبة بالنسبة لي هو ترك الأشخاص الذين كبرت معهم وعملت معهم، لم أفتقد العمل ولا قراءة المعلومات ولا تقرير التحذيرات اليومي، ما أفتقده هم الأشخاص الجيدون الذين عرفتهم متفانين وأصدقاء ملتزمين بالقيام بأعمال مهمة لشعب إسرائيل”.
ومنذ التقاعد؟
“كل فرد في التنظيم يفكر فيما سيفعل في حياته المدنية، لكن ما لم تكن هناك فإنك لا تستوعب الأمر. يجب ان تعطي نفسك بعض الحرية، أن تعطي جسمك فرصة ليستريح، وتفكر فيما كنت تريد أن تفعل. بعد شهر لا يمكنك ان تنهض في ساعة متأخرة، كم من القهوة يمكنك ان تشرب الآن في المقاهي في الصباح؟ ما زلت شابًا، ولديّ طاقة، وأحاول القيام بأمور مثيرة، مفيدة، ومؤثرة”.
عندما تقاعد تلقى كوهين اقتراحات في مجالات إدارة هيئات حكومية، فرفضها جميعًا، كما تلقى اقتراحات من جهة المنظومة السياسية، ففضل ان يرد بالسلب حاليًا، يقول “أردت ان انطلق في طريق جديدة وأن أغير الاتجاه، على الأقل لعدة سنوات أحاول أن أفعل فيها شيئًا لبيتي”.
هل تعرف الآن إلى أين تذهب؟
“أعتقد ان أغلب الأشخاص الذين ترأسوا الأجهزة الأمنية المعقدة الكبيرة النافذة – بسبب العمل والسن والقدرة الإدارية ومواجهة أوضاع خاصة والاحتكاك بالجهات الرسمية – معنيون بمواصلة كونهم نافذين، حتى وإن اخذت استراحة فإنك تسأل نفسك أين يمكنك ان تكون مؤثرًا. يمكن ان يكون ذلك في المجال المدني أو الاقتصادي أو ربما في مجال العمل الخيري أو التعليم، وهناك من يختارون بعد التبريد الانضمام إلى المجال السياسي”.
إذًا فالعمل السياسي مطروح بالفعل على جدول الأعمال؟
“لا أعرف بعد، يجب أن أرى كيف ستتطور الأمور لكي أتخذ قرارًا مبدئيًا فيما إذا كنت أصلًا سأذهب إلى هذا المجال الذي اسمه سياسة، لدي بالطبع ما أسهم به، ولكن يجب أن أفكر جيدًا – بالإضافة إلى المهمة – بالتكلفة الشخصية المطلوب دفعها عند دخول هذا العالم”.
أربعة رؤساء “شاباك” وصلوا إلى الكنيست (إيسر هرئيل، عامي أيالون، يعقوب بيري، وآفي ديختر)، يبدو تقريبًا أنه الطريق الطبيعي.
“معظم رؤساء الأركان أيضًا ذهبوا هناك، ربما من الموساد أشخاص أقل؛ هذا نابع من الحاجة للتأثير والمكوث في مركز صناعة القرار، ولكنه عالم مختلف تمامًا. عالم الأعمال أيضًا والعالم السياسي عالمان مختلفان تمامًا عمّا نعرفه نحن، يجب ان تعرف كيف تتصرف هناك، يجب ان تعرف هذه العوالم وما هي اللغة الدارجة فيها، وأن تحاول تمهيد الطريق باتجاه الهدف الذي تريده. في السياسة توجد أثمان باهظة يجب ان تدفعها لكي تصل ولكي تبقى ولتتقدم أيضًا، عالم السياسة ليس عالمًا لطيفًا، لذلك فهو لا يناسب جميع الناس”.
قانون التبريد يقول ان قادة الأجهزة الأمنية، ومنهم رؤساء “الشاباك”، يجب ان ينتظروا ثلاث سنوات قبل دخولهم عالم السياسة، قبل أسبوعين تقدم الوزير السابق آفي غباي إلى المحكمة العليا بطلب لتقصير هذه الفترة لتصبح عامًا واحدًا، كوهين لم يكن شريكًا في طلب الاستئناف، لكنه يدعم الخطوة.
“في رأيي فإن عام تبريد واحد كافٍ، قانون ثلاث سنوات ليس متزنًا، حتى أمام استمرار التبريد لخريجي الأجهزة الأخرى، وحتى رجال الإعلام الذين ينتقلون إلى السياسة، وفي الواقع الذي نعيشه أيضًا قد تفقد معركتين انتخابيتين، وهذا يعني سبع سنوات عمليًا. بالتالي فالأشخاص الذين شغلوا مناصب رفيعة في الأجهزة الأمنية، وهم الآن في عمر الـ 50 – 60 قد يفوتوا إمكانية الانضمام إلى عالم السياسة”.
“الأفغاني”
الشعور بالفخر في الدولة يرافق كوهين منذ أيام طفولته في حي “كريات شالوم” في تل أبيب، ومرورًا بخدمته العسكرية في كتيبة “جولاني”، وبعدها بحوالي 35 عامًا في خدمة الأمن العام؛ من حارس أمن منسق وصولًا إلى رأس الهرم. ولد في العام 1960 لوالديه اللذيْن هاجرا إلى إسرائيل من أفغانستان بعد إقامة الدولة بثلاث سنوات.
في البيت تحدثوا العبرية المبهرة بالأفغانية اليهودية، وهو أيضًا يفهم هذه اللغة، بالإضافة إلى باللقب الذي حظي به عندما عمل في أوساط الفلسطينيين “سامي”، عندما ارتقى على سلم الرتب في “الشاباك” حظي باللقب المحبب “الأفغاني”.
حسب قوله، في طفولته لم يحلم يومًا بأنه سيكون رئيسًا للشاباك، “ترعرعت في منطقة ذات مستوى اجتماعي – اقتصادي منخفض، أفراد يعملون بجد، لم يكن لدي معرفة في الحي مع شخص عمل في الأجهزة الأمنية أو خدم في الجيش بالوحدات الخاصة، كان هذا الأمر يبدو لي فيما وراء جبال الظلام”.
كوهين خريج الكشافة الدينية واصل في المعهد الديني العالي في مدرسة “برديس حنا”، وبعدها تجند في الجيش الإسرائيلي. بعد ان أنهى دورة طيران التحق بكتيبة “جولاني” تحت قيادة غيورا عنبر وجوني هرينك المتوفيان، “خدمت بشكل ممتاز في الجيش مع أشخاص وأصدقاء جيدين، ويؤسفني ان بعضهم قتل في الشقيف في حرب لبنان الأولى، والجنرال إيرز غيرشتاين سقط بعدها في لبنان، كان صديقًا مقربًا جدًا مني”.
عندما تسرح من الجيش تسجل كوهين في جامعة “بار إيلان”، وخطط ان يدرس الاقتصاد وعلم النفس. الدعوة للقاء الخدمة في الأمن العام غيّرت مخططه، “بدأت العمل في الخدمة لأنه كان عليّ أن أكسب لقمة عيشي، لم أعرف الكثير عن هذا العالم، في البداية ظنوا أنني سأكون مناسبًا أكثر في حراسة الشخصيات بسبب خلفيتي في كتيبة جولاني. بعد ذلك اقترحوا عليّ أن أعمل في القطاع العربي. لم يكن لديّ أي خلفية عن اللغة، بعد عام وفي معهد تعليم العربية نجحت في السيطرة على اللغة، في نهاية هذه الفترة يجب ان تجري محاورة وأن تقوم بجميع النشاطات المطلوبة لتحقق معلومات جيدة. ليس الأمر فقط ان تقرأ وتتحدث، بل كيف تسأل اسئلة أيضًا وأن تحقق وأن تجنّد وتشغل وتؤثر، وفي بعض الأحيان القيام بالتلاعب والخداع. اللغة هي أداة مركزية تمتلكها في الاحتكاك مع السكان”.
كيف تبدو لغتك العربية اليوم؟
“كما في كل لغة لا تستخدمها بما يكفي، نمط محاورتك تصبح أكثر محدودية. في السنوات الأخيرة اشتغلت أكثر في الإدارة وأقل في عالم الميدان، العربية تستخدم بشكل أساس في اللقاء مع العملاء والمساعدين والزملاء والاتصال مع قيادة الجهات الأمنية الفلسطينية والأردنية والمصرية”.
جميع هذه اللقاءات تجري بالعربية دون مترجمين؟
“نعم، بشكل عام وجهًا لوجه من أجل خلق الكيميا بين الجهتين أيضًا لتدردش وتعزز الشراكة ويوجد شراكة بين الزملاء. هذا يمكّن من الحديث في أي شأن تقريبًا بطريقة حرة دون قيود”.
ما هو مستوى العلاقة بيننا وبين الدول العربية المجاورة لنا؟
“في السنوات الأخيرة، العلاقات بيننا وبين جميع الجهات في المحيط تطورت إلى حد كبير، نظراؤنا هناك هم أشخاص مهنيون مخلصون لدولهم، لا يعملون لصالحنا ولا يعملون وفق فرضياتنا؛ وإنما يهتم كل شخص بمصالح بلده، هذه العلاقة تتوثق عندما توجد مصلحة أمنية مشتركة (عدو أو مشكلة مشتركة)، حينها يمكن توسيع أو تعميق العلاقة. في بعض الاحيان لا يكون ذلك ممكنًا نتيجة للقيود مثل الرأي العام وحساسية المعلومات الاستخبارية أو السياسية أو الدولية، وحتى علاقات هذه الدولة مع دول أخرى، لكن التنسيق بيننا وبين الهيئات الأمنية في الدول التي لنا معها اتفاق سلام جيدة جدًا، وتتقدم على مدار السنوات وتنقذ الأرواح”.
مصر والأردن؟
“ومع الفلسطينيين أيضًا”.
التعاون الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية يسهم في أمن إسرائيل إذًا؟
“الأجهزة الأمنية الفلسطينية تسهم بالفعل في أمن شعبها، وبشكل غير مباشر في أمن مواطني إسرائيل، لكن من غير الممكن المقارنة بين قدراتنا وقدراتهم، فهم غير موجودين على أي مؤشر مقارنة بقدرتنا المهنية، لا على مستوى الدافع ولا أساليب العمل ولا الأدوات ولا التمويل ولا جودة القوى البشرية ولا التقنية. التفوق النسبي الذي لديهم هو أنهم بالطبع يتحدثون اللغة ويقطنون في أوساط السكان وقادرين على التساعد أكثر بتعاون المواطنين المحليين”.
هل يعملون حقًا من دون محكمة عليا ولا “بتسيلم” (منظمة حقوق إنسان)؟
“الأدوات المحبطة التي نعرفها، وهي جمع المعلومات وجمع الأدلة والتحقيق ولوائح الاتهام والمحاكمة كلها ليست موجودة في معايير الطرف الآخر، حتى وإن كان هناك مخابرات قوية، وحتى إذا اعتقل أناس وحقق معهم فإن سلسلة المحاكمة والحبس في الأغلب لا يعمل بها. يعتقل الاشخاص لفترة محدودة ثم يطلق سراحهم، ما أسموه مرة (الباب الدوار) يسبب الكثير من الأضرار مثل الضرب والردع وكشف مصادر المعلومات. أعمال الإحباط لديهم محدودة في حجمها وقوتها، لكن رغم ذلك في بعض الأحيان يقومون بدور مهم في الإحباط، عمليًا 70 – 80% من الإحباط لا يزال يقوم به الشاباك والجيش الإسرائيلي والشرطة”.
ولديه تحفظ آخر بهذا الشأن “منذ سنوات، نحن وجهات دولية نحاول أن نحصل ومن دون نجاح على قائمة الأشخاص المعتقلين لدى السلطة الفلسطينية بتهمة الإرهاب أو بشكل أصح ما نعتبره نحن إرهابًا. إذا أطلق عضو من حماس النار وقتل مواطنًا إسرائيليًا لا يحكم لدى السلطة الفلسطينية بتهمة الإرهاب، وإنما وفق قانون الإضرار بالمصلحة القومية الفلسطينية، مصطلح الإرهاب لا يظهر في لوائح الاتهام”.
“خاصية ثقافية – سياسية سلبية يمكن الإشارة إليها، في العام 2017 السلطة الفلسطينية ما تزال تدفع رواتب لجميع الأسرى المعتقلين في إسرائيل، ليس فقط أعضاء فتح؛ بل لأعضاء حماس أيضًا والجهاد الاسلامي والتنظيمات السلفية، راتب شهري ثابت، والمقصود عشرات الملايين من ميزانية السلطة”.
عن لحظات الخوف
كوهين متزوج من آسنات، “حظيت بامرأة ساحرة وذكية، لديها القدرة والأهلية الاستثنائية لتستوعبني وتربي الأولاد وحدها أيضًا، تفعل ذلك وهي مبتسمة أيضًا”، وهو أب لخمسة، أكبرهم في عمر الـ 23 والصغرى ذات الـ 14 ربيعًا، تعلم أولاده في مؤسسات الصهيونية الدينية، يقول “أعيش في حي مختلط، علماني ديني، لديّ إخوان تقليديين وعلمانيين، وإذا سألتني من يرأس هذه المنطقة أو تلك فإنني على ما يبدو لا اعلم كيف أجيبك”.
منذ ان تقاعد من الخدمة يمضي الساعات مع أبناء عائلته، ويتوجه إلى هواياته: النزهات والأفلام والقراءة والموسيقى، “أستطيع ان أتمتع مع يورم غاوون واريك أينشتاين وشلومو ارتسي وعمير بنيون وعدين ريخيل، ومع يعقوب شوقي أيضًا”.
كيف تدير أسرتك إلى جانب الخدمة في منظمة مثل “الشاباك”؟
“هناك أثمان لهذا الأمر، يجب ان تعرف مسبقًا هل أنت من بدأ ذلك أم إنك تزوجت لأن المرأة التي تزوجتها هي تلك التي يمكن ان تعرف ما تفعله، أن تعترف بأهمية ما تقوم به، وتعلم أن قسمًا كبيرًا من عبء التقاسم الكلاسيكي للوالدين لن يكون قائمًا في هذه الحالة. رجل الشاباك يفوت السبت ومناسبات الأولاد في المدارس وأيام الميلاد والكثير من الأمور الأخرى في واجب تربية الأولاد، في النهاية فهذا ثمن تراكمي. تشعر بأنك تدفع ثمنًا، حتى وإن كانت الزوجة مستعدة لتحمل المسؤولية على عاتقها، لأن الولد احيانًا قليلًا ما يفهم ذلك. الخدمة في الشاباك ليس مثل ما يحدث في العمل، حيث تصل في التاسعة صباحًا وتعود إلى البيت في السادسة مساءً، وتعرف على الأقل مسبقا ما هو جدول عملك اليومي، تعمل الكثير من الساعات بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع والأعياد، حدث وأن عملتُ في رأس السنة أيضًا، وفي يوم الغفران، ليس هذا بالأمر السهل، حتى من المنظور الديني، عندما وقعت العملية في فندق بارك لم أحضر ليلة الفصح مع عائلتي؛ هناك أمور تقوم بوقف كل شيء، بكل بساطة، وتذهب لتنفذ مهمتك”.
أنت لا تستطيع أن تحدث زوجتك في الواقع بما فعلت اليوم في العمل؟
“حتى وإن استطعت فأنا لا أريد إقحامها بشكل شخصي وإدخالها في المتاعب الرهيبة التي نعيشها في الخدمة. يمكن ان أحدثها عن أمور أخرى تمر بي، ولكن ليس عن الأمور التنفيذية. ربما يقوم شخص آخر بفعل ذلك، وهذا جيد، هناك أمور مسموح بها وهناك ما لا يسمح به. أعتقد انه حتى لو ان شخصًا ما تحدث لزوجته أننا منعنا اليوم وقوع عملية أو أننا قمنا بعمل مهم أو أنني ارتكبت خطأ حدث بسببه كذا وكذا فهذا أمر يسمح التحدث به، بل ربما من الجيد ان تتقاسم الأمر مع أحد ما”.
أليس هناك مشكلة مع السرية؟
“هناك أمور يمكن التحدث بها، ولكن طبعا ليس عن أدوات الخدمة والعقيدة القتالية والعمليات الحساسة والعمليات الحية طوال الوقت وأسماء العملاء؛ إنها أمور لا نتقاسمها، ولا حتى مع الزملاء دون حاجة، وليس مع أبناء الأسرة طبعًا.
هآرتس / ليس من أجل الضحايا، بل من أجلنا
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 10/4/2017
ما الذي يمكن للعرب في اسرائيل أن يفعلوه من أجل اخوانهم في سوريا؟ فليس لديهم جيش، ليس لديهم نفوذ دبلوماسي، ليس لديهم قدرة لوجستية تسمح لهم بنقل دعم مدني. لا يتبقى الا التعبير عن الدعم المعنوي – ما يسمى بالاقوال. “ليس لديك جياد تمنحها ولا مال… فالاقوال تفرح، اذا كان الوضع قاتما”، قال الشاعر المتنبي. ولكن حتى في مجال الاقوال فشلت القيادة العربية في اسرائيل.
الحقيقة هي أنه حتى لو نجح العرب في اسرائيل في منح دعم لفظي للمواطنين السوريين، فانه لن يحدث أي تغيير في ميزان القوى بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أو بين قتلة الاسد والمتزمتين المدعويين من قطر. ففي الظروف التي نعيشها، المعركة على الموقف الذي ينبغي ان يتخذ تجاه سوريا هي معركة على تصميم الصورة الاخلاقية للمجتمع العربي في اسرائيل، على موقفه من المذبحة الفظيعة الجارية خلف الحدود.
واذا كان في الايام الصعبة للقصف الكيميائي على خان شيخون لم يجد أي زعيم من الجمهور العربي تقريبا من الصواب أن يشجب النظام السوري – فهذا مدعاة للقلق. حتى من شجب، بالمناسبة، فقد فعل ذلك بلغة رقيقة، لدرجة أنه لا يمكن أن نعرف اذا كان يشجب ام يفسر.
ان شجب الاسد ينتج ردود فعل غاضبة من جانب مؤيديه، وكأن الحديث يدور عن الام تريزا، يم التنطح لها من اللامكان. ولكن الاسد كان جزءا من نظام دموي حتى قبل ظهور داعش وجبهة النصرة.
في 26 حزيران 1980، عندما كان الرئيس حافظ الاسد (الاب) ينتظر على درج القصر الرئاسي استقبال ضيف افريقي، القيت نحوه قنبلتان، بمعجزة لم تمسا به. ولم يتأخر الانتقام. في الغداة، في 27 حزيران، مع بزوغ الفجر، انطلقت مجموعة من نحو 60 جنديا، بقيادة معين ناصيف، نائب رفعت، شقيق الاسد، بالمروحيات وطارت الى سجن تدمر في قلب الصحراء. هناك انقسم الجنود الى مجموعات وفتحوا النار على السجناء المحبوسين في زنازينهم. قتل 500 سجين بدم بارد. هذه القصة ترد في كتاب باتريك سيل، كاتب سيرة الاسد الاب.
يدور الحديث عن نظام قادر على وحشيات عظيمة ليس فقط تجاه من يعتبر لديه عدوا. فسيل يروي عن أنه ذات يوم، في 30 اذار 1984، حين كادت تنشب مواجهة عسكرية بين الشقيقين رفعت وحافظ. فقد تمترست دبابات الطرفين في مدخل دمشق وانتظرت الاشارة. وكانت يد حافظ هي العليا، وهاجر رفعت الى خارج البلاد. في سوريا لا يوجد أي صوت باستثناء صوت الزعيم.
من الجهة الاخرى فاني أقول لاولئك الذين يجادلونني بحماسة حول الخطر الكامن في الحركات المتزمتة: من قال ان الخيار هو بين الاسد وداعش؟ فاذا فحصنا جيدا، يمكن ان نلاحظ بان الواحد يغذي الثاني. فالمتزمتون يستغلون جرائم النظام كي يجندوا الضحايا في صالح نهجهم الظلامي، والاسد يحاول اقناع العالم بانه المخرج الاخير الذي يقف في وجه المتزمتين. وعندي بالتالي اقتراح: في كل لحظة ينبغي تفعيل ضميركم وانسانيتكم. لا تبرروا جريمة ما بالحاجة الى منع جريمة اخرى، ولا تختاروا الشر لان هناك شر آخر. ناهيك عن أن لدينا، نحن الذين ننظر من بعيد، ترف التنديد بالشرين.
الموضة هي المقررة الان، في أن كل من ينتقد الاسد يؤيد ترامب. ولكن من الذي استدعى كل أشرار العالم الى كرمه إن لم تكن الدكتاتورية مغلقة الحس للاسد، التي لا يمكنها أن تلين أو ان تخوض مفاوضات مع المعارضة؟ واذا بتنا نتحدث عن ترامب، إذن ماذا عن بوتين؟ وماذا عن ايران؟
وعليه، فان العرب في اسرائيل بالذات، ممن يكافحون ضد التمييز والقمع ومن أجل تحرير ابناء شعبهم، محظور عليهم ان يتلعثموا عندما يدور الحديث عن مظالم تقع خلف الحدود.
اسرائيل اليوم / غور الاردن 2017
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 10/4/2017
من أعلى معسكر توفلان، أحد معسكرات الغور المهجورة على حدود السلام مع الاردن، يطل غادي بلومنفلاد على اشجار النخيل التي زرعها في “غاؤون هيردين” قبل ثلاثين سنة، وهو يجد صعوبة في تخيل اجتياز النهر الدراماتيكي من قبل أبناء اسرائيل، ليس بعيدا عن هنا، قبل 3.500 سنة. نهر الاردن مملوء حتى الضفاف، كما يصف كتاب يهوشع اللحظة التي انتهت فيها اربعين سنة من التيه في الصحراء. “المياه المتدفقة من أعلى ستتوقف، والشعب سيمر الى اريحا”. الشكل الحالي لنهر الاردن بعيد جدا كما يبدو عن المياه التي تدفقت فيه في حقبة المكراه. ومن اجل الحقيقة، شكله الآن يثير الشفقة، ومشكوك فيه أنه يستحق إسم “نهر”. ومن المؤكد أن شكله بعيد جدا عن شكله في تلك الفترة التي عبر فيها الشعب الى اسرائيل.
إن العيش في غور الاردن تراجع على مر السنين. وقد واجهت عملية السكن هناك صعوبات ومغادرة ومراوحة في المكان وصعوبة في التوسع. ولكن مثل التمور الاولى هنا، التي نمت شيئا فشيئا، حدثت صحوة في السنوات الاخيرة في الغور. بعد ازمات اوسلو والانتفاضة الثانية ازدادت في السنوات الاخيرة المستوطنات في الغور بنسبة 5.5 في المئة في كل سنة. وهذا يشكل ثلاثة اضعاف الزيادة السكانية في اسرائيل وضعفي نسبة الزيادة المتوسطة في يهودا والسامرة بشكل عام.
في تومر مثلا، البيوت الـ 110 مأهولة، وهناك 30 عائلة اخرى في قائمة الانتظار. وقد حول رئيس مجلس غيتيت السابق هذا المكان الى مستوطنة مختلطة غير علمانية، وهكذا أنقذها من الاختفاء. وهي تتطور الآن بشكل جيد. شباب في منطقة بنيامين وعوفرا وشيلو بدأوا في السكن في الغور مؤخرا. والأبناء والبنات الذين غادروا بدأوا في العودة.
المجلس الاقليمي غور الاردن هو أحد المجالس الكبيرة في البلاد من حيث المساحة، 860 ألف دونم، وهي تساوي المسافة بين الخضيرة والغديرة. إلا أنه مثل المجالس الاقليمية في العربة والنقب أو منطقة البحر الميت، المناطق الواسعة تتناسب عكسيا مع عدد السكان القليل الذين سكنوا منذ العام 1967، في مستوطنات غور الاردن يعيش الآن 5.500 شخص فقط على طول شارعين هما شارع 90 الشرقي وطريق ألون الغربي.
إن فخر هذا الاستيطان هو الزراعة. يأتون من أنحاء العالم لرؤية المعجزة. كيف تمكن بعض المزارعين العنيدين من تحويل الصحراء الحارة الى قوة عظمى زراعية متقدمة في عشرات آلاف الدونمات من اشجال النخيل والاعناب والحضروات والفواكه والبهارات.
ما ينقص الغور، في المقابل، هو السياحة. الاحتمال الكامن هناك كبير لكن التنفيذ صفر تقريبا. مسابقات هرئيلي ورحلات الجيبات والدراجات والمناظر الطبيعية والمواقع التاريخية لا تنجح في جذب الناس. ولم يتم اقامة حتى لو فندق واحد مناسب في الغور على مدى السنين، وأيضا ليس بقرب قصر اليهود والمغطس المقدس للمسيحيين الذي يزوره نصف مليون شخص سنويا. وهو الموقع الذي اغتسل فيه المسيح حسب التقاليد المسيحية.
تخيل، خطط وواقع
إن من وضعوا الاستيطان في الغور تخيلوا شكلا مختلفا بعض الشيء، متقدا. رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية وصف الغور في شهر آب 1967 بأنه رأس حربة الاستيطان مع تواصل مباشر من بيسان حتى عين جدي. “30 – 50 نقطة، وسكان يبلغ عددهم 30 – 50 ألف يهودي”.
لقد اعتمد السكن في الغور على خطة ألون التي تم تخطيطها في شارعين متوازيين، الاول في الغور الاسفل على طول نهر الاردن وشارع 90، والثاني في المنحدرات الشرقية لجبال السامرة التي تمتد الى الغور. في كانون الثاني 1968 تم اقامة بؤرتي ناحل الأوليين، واحدة في الجنوب في كاليا، والثانية في شمال الغور في منطقة البردلة.
رئيس حزب العمل السابق، يغئال ألون، أمل أن يتحول الغور الى منطقة كبيرة للاستيطان. وقد قال في حينه إن حقيقة عدم تقرير الحكومة حول مستقبل المناطق “لا يجب أن تمنعها من فرض الحقائق الامنية والسياسية الهامة من خلال ادخال تعديلات جغرافية ضرورية”. وقد تم فرض هذه الحقائق، لكن على الرغم من هرب اغلبية العرب من الغور في حرب الايام الستة، لم يتوسع الاستيطان هناك.
في نهاية السبعينيات قدم البروفيسور ابراهام واكمون لرئيس الحكومة اسحق رابين خطة “السيطرة المزدوجة” من اجل تغيير توزيع السكان اليهود وخلق قطاعين متوازيين. الاول، منطقة الشاطيء التي تشمل 75 في المئة من السكان اليهود في البلاد. والثاني، الضاحية الشرقية المخصصة لتطوير واسكان كثيف لنصف مليون يهودي. وقد اقترح واكمن أن يتم ضم غور الاردن بشكل أحادي الجانب، وشمال البحر الميت وصحراء يهودا والمنحدرات الشرقية لجبال السامرة، وإبقاء ظهر الجبل للفلسطينيين. وقد كان هناك كثيرون أيدوا هذه الخطوة في حزب العمل والاستيطان العامل، لكن لم يتم تنفيذها أبدا.
بعد مرور يوبيل، خطة ألون وفايتس وواكمن بقيت مجرد هدف. ولم تنشأ هناك كتلة سكانية يمكنها فرض الحقائق على الارض واجماع جماهيري. هذا الاجماع تم التعبير عنه بشكل جيد في استطلاع أجرته د. مينا تسيمح حول غور الاردن قبل خمس سنوات. وقد أظهر الاستطلاع أن 70 في المئة من اليهود في البلاد غير مستعدين للتنازل عن الغور حتى في اطار اتفاق سلام. ومع ذلك، فاجأ الاستطلاع بأن 80 في المئة من المستطلعين كانوا على ثقة من أن الغور يوجد تحت سيادة اسرائيل. إلا أن هذا الامر غير دقيق.
الساسة في اسرائيل لم يهتموا باستنتاجات استطلاع تسيمح. فمنذ اتفاق اوسلو واعطاء أريحا للسلطة الفلسطينية مر غور الاردن بسنوات صعبة من عدم اليقين، والسكان هناك شعروا أكثر من مرة بأن حياتهم معرضة للخطر. وقد منح اسحق رابين الغور أهمية أمنية كبيرة ووعد بأن المستوطنات الموجودة فيه لن يتم اخلاءها. واهود باراك في المقابل كانت على استعداد للتنازل عنه. وبنيامين نتنياهو يتحدث في السنوات الاخيرة عن الوجود العسكري في الغور، وقد كان غامضا حول المناطق اليهودية المأهولة في سياق الاتفاق مع الفلسطينيين.
حسب مصادر فلسطينية، اقترح نتنياهو على أبو مازن في السابق أن تقوم اسرائيل باستئجار الغور مدة 40 سنة وإبقاء قوات عسكرية اسرائيلية فيه. لجنة الوزراء بخصوص التشريع في حكومة نتنياهو الثالثة اقترحت سن قانون لسريان السيادة الاسرائيلية في المناطق الاسرائيلية في الغور، لكن لم تستكمل اجراءات هذا القانون.
البهارات والأناناس والزيت السحري
في العام 1971 عندما قامت دوريت ريئوفيني وفرقة القيادة الوسطى بغناء أغنية حاييم حيفر “رجل من الغور”، واجهت اسرائيل واقعا يوميا تمثل في تسلل المخربين من الحدود الاردنية (أكثر من 3 آلاف تسلل خلال ألف يوم). “رجل من الغور” هي القصيدة التي تم تأليفها بناء على طلب قائد المنطقة الوسطى في حينه، رحبعام زئيفي، وقائد كتيبة الغور والعقيد اريك ريغف الذي قتل في مطاردة قرب بتسال. وفي حينه حظي الغور باسم “ارض المطاردات”. وفي سنوات اوسلو انفجرت في شمال الغور العبوات الناسفة، وفي الانتفاضة الثانية كانت اوقات سافر فيها الناس في شارع 90 بشكل جماعي. إلا أن تلك السنين أصبحت تاريخ. والعقد الاخير كان فيه الوضع الامني في الغور أفضل، حيث تمكن السكان من التركيز على ما يتقنون فعله وهو الزراعة المتقدمة.
لقد تحولت مستوطنة نعمه الى امبراطورية صغيرة للبهارات، وهي مثال على ذلك. سكان نعمه هم سكان عنيدون، وقد حاول اعضاء لجنة الاسماء في الحكومة خلال السنين فرض اسم نعمي عليهم. وفي نهاية المطاف فاز إسم نعمه. ويحاول السكان في السنوات الاخيرة مكافحة مقاطعة منتوجات المستوطنات في الاسواق الاوروبية. وفي بعض الفصول من هذه السنة يمكننا ايجاد البهارات الخضراء من المستوطنة في الاسواق الاوروبية.
نعمه هي مستوطنة صغيرة تعيش فيها 25 عائلة، وهم يخططون على المدى البعيد الى استيعاب 70 عائلة اخرى. والبهارات التي تزرع هناك تصدر الى اوروبا. “ليس سهلا أن تكون مزارعا مستقلا في دولة اسرائيل. وغور الاردن ليس مستثنى من هذه القاعدة”، قال روزنبلوم، “صحيح أنني استيقظ في الصباح وأقوم بالتجول والقول للتمر والعصافير والشمس صباح الخير، لكن اضافة الى هذه الرومانسية يجب جلب الخبز الى البيت”.
روزنبلوم واشخاص غيره يتمتعون مثل القدماء من التخفيض في ضريبة الدخل بنسبة 7- 10 في المئة. وسعر الارض في المكان مضحك، 150 – 250 ألف شيكل لقطعة الارض. وسعر البناء منخفض ايضا قياسا بالمدينة حيث يبلغ سعر البناء للمتر المربع 5 آلاف شيكل.
“من لا يقوم بالبناء هو شخص غبي”
الاردنيون في ضفة النهر الشرقية يشخصون بعيون الحسد الى “جنة عدن” وراء النهر. وبشكل غير رسمي حاولوا أكثر من مرة التواصل مع مزارعي الغور، لكنهم يخشون من رد فعل الفلسطينيين، لكنهم يتغلبون على هذه المخاوف بين الفينة والاخرى. وقد قام وزير المياه الاردني، سمير قواره، بزيارة بيت غادي بلومنفيلد قبل بضع سنين. وطلب قواره من بلومنفيلد الحصول على اشجار النخيل الناجحة ومعلومات حول زراعتها والعناية بها.
لقد كان بلومنفيلد وشريكه ران غيتلس هما أول من قام بزراعة تمر “المجهول” قبل عشرين سنة. هذا النوع من التمور معروف جدا في بريطانيا الآن. والقصة حول مياه النهر التي اغتسل بها المسيح والتي رويت فيها في حينه اشجار النخيل الجديدة ساعدتهم على عملية التسويق. الغور يصدر كل سنة الى اوروبا 500 طن من تمور “المجهول” الطازجة، إلا أن كمية التصدير أقل من الطلب.
التمور بشكل عام هي الركيزة الزراعية القوية في الغور. ومزارع النخيل تتوسع من سنة الى اخرى، لكن المياه الكثيرة التي تحتاجها اشجار النخيل تعيق ذلك. وقد بدأت الادارة المدنية بالتعاون مع سلطة المياه في ضخ المياه الى الغور من ينابيع بيسان، وهي مياه مالحة غير صالحة للشرب لكنها مناسبة لاشجار النخيل. التفاهمات التي تمت مؤخرا مع الفلسطينيين ستسمح في القريب بتسريع ضخ مياه الصرف الصحي لنهر قدرون، التي سيتم تكريرها وتوصيلها للزراعة ولسقاية اشجار النخيل في الغور.
إن جولة في مناطق غرب شارع 90 تظهر حجم البناء الفلسطيني بدون ترخيص.
أوريت ارتسيالي، المديرة العام للمجلس الاقليمي في الغور، قالت إن جزء كبيرا من البناء غير القانوني موجه من السلطة الفلسطينية. والفلسطينيون من ناحيتهم يديرون الحرب بحنكة، وهم يعتمدون على الاتحاد الاوروبي ومنظمات يسارية دولية ويتوجهون الى محكمة العدل العليا التي تمنع احيانا الهدم. ويدرك الفلسطينيون ايضا أن المستوى السياسي في اسرائيل يخشى من التأثير الدولي على عمليات الهدم. وفي احيان كثيرة تكون أيدي الادارة المدنية مكبلة، والنتيجة هي كثير من حقول الفلسطينيين داخل الدولة على طول شارع 90 والبناء الثابت والخيام والطرق الترابية وشبكة للكهرباء، وكل شيء تقريبا بدون تراخيص.
هآرتس / عندما يكون القاضي هو المغتصب
هآرتس – بقلم عميره هاس – 10/4/2017
الملقب “نيسو” والملق “هرتسل” والملقب “آريه” قاموا بالتوقيع على وثيقة مشابهة تقريبا في أوقات مختلفة. وفي مقدمتها كتب دولة اسرائيل، جهاز الامن العام، وفي السياق كتب “الى حضرة: شرطة اسرائيل. الموضوع: منع التقاء معتقل مع المحامي”. عندها جاء اسم المعتقل، في حالتنا هو كفاح كزمار، ورقم هويته والاسماء التي ذكرت توجد في المصدر.
الملقب “نيسو” هو المسؤول عن التحقيق، ورئيس طاقم المحققين لرام الله، وقع على ثلاثة أوامر لمنع كزمار (28 سنة). الامر الاول وقع في 8 آذار (بعد اعتقاله بيوم في جسر اللنبي)، وانتهاء موعد الامر ينتهي في 13 آذار الساعة 23:59. الامر الثاني وقع في 13 آذار والامر الثالث في 16 آذار. الملقب “هرتسل”، رئيس قسم التحقيقات، السلطة التي تصادق، وقع على أمر مماثل في 21 آذار. والملقب “آريه”، رئيس قسم تحقيق في السلطة التي تصادق، وقع في 23 آذار على أمر منع الالتقاء مع المحامي حتى الساعة 23:59 في 26 آذار.
وهاكم مضمون الامر: “بناء على صلاحياتي… وبعد فحص الملابسات، اصدر الأمر بعدم السماح لالتقاء المعتقل المذكور مع المحامي لفترة اضافية… لأنني أعتقد أن هذا الامر ضروري للاعتبارات التالية:…”.
في الوثيقتين الأوليين لتوقيع نيسو كتب بعد النقطتين: 1- “أمن المنطقة”. وهذا هو. في الوثيقة الثالثة التي وقع عليها، والاثنتان اللتان وقع عليهما اصدقاءه كتب: “1- أمن المنطقة. 2- مصلحة التحقيق”.
أي أنه بدء من 16 آذار يعترف المحققون أن التحقيق تعرض لصعوبات ومشاكل. وهو لم يثمر عن المتوقع منه. “مصلحة التحقيق” تحتاج الاستمرار في الاخلال بمبدأ أساسي في القانون وحقوق المعتقل. المزيد من الضغط والمزيد من الضغط المعتدل والمزيد من الشبح المؤلم ومنع النوم والتهديد وتوجيه الشتائم، ومن يدري ماذا ايضا – يمكن أن يتم التوصل الى طرف خيط أو جزء من دليل.
في 16 آذار تم عرض المعتقل على رئيس المحكمة العسكرية، العقيد مناحيم ليبرمان. ومحاميه عنان عودة انتظر في الخارج اثناء قول المحقق إن “الاشتباه ضده هو أعمال تهدد سلامة الجمهور”. أما كزمار الذي هو طالب في ادارة الاعمال في جامعة بير زيت، قال بناء على البروتوكول “المحققون يحاولون ايجاد أي شيء ضدي لتحطيم مستقبلي. ليست لديهم أدلة وأنا لا أشكل أي خطر”.
لقد تم اخراج كزمار من الكرفان، وبعد ذلك تم ادخال المحامي، الذي قام بتوجيه الاسئلة والمحقق رد قائلا بأنه لا يستطيع الرد عليها. وقد سئل اذا كان كزمار يتعاون في التحقيق، وكان الجواب لا. هل هناك ما يُدينه؟ وأجاب المحقق “ألفت الانتباه الى التقرير السري”. هل تم أخذ افادته في الشرطة؟ الجواب: لا. كم مرة تم التحقيق معه بعد اعتقاله؟ الجواب: 9 مرات. كم من الساعات حقق معه؟ الجواب: أمس تم التحقيق معه مدة اربع ساعات مع بعض التوقف. هل تستخدمون الضغط ضده؟ وأجاب المحقق “التقرير سيتطرق لذلك الى كان الجواب نعم”.
العقيد ليبرمان قام بعملية قص ولصق لملايين القرارات المشابهة، وكتب في قراره “هناك اشتباه خطير ضد المعتقل، الامر الذي يتطلب اعتقاله والتحقيق معه… لقد أخذت في الحسبان حقيقة أن المشتبه فيه منع من الالتقاء مع محاميه، لكني وجدت أنه على خلفية خطورة المخالفة والحاجة لمعرفة الحقيقة فهناك مبرر لتمديد فترة الاعتقال من اجل تمكين المحققين من العمل فترة أطول”. وقد قام ليبرمان بتمديد فترة الاعتقال الى 27 آذار.
في 24 آذار قدم المحامي عودة دعوى مستعجلة لمحكمة العدل العليا للسماح لموكله الالتقاء مع المحامي. ودون انتظار قرار القضاة سحب المذكورون أعلاه طلب عدم الالتقاء مع المحامي.
الى ذلك الوقت تم التحقيق مع كزمار في قسم الشباك في المسكوبية في القدس وفي سجن شكما في عسقلان. وتم ادخاله الى غرفة فيها عملاء، وبعد ذلك تم نقله الى سجن عوفر، وقام بالاضراب عن الطعام بضعة ايام احتجاجا على منع التقائه مع المحامي. وفي 3 نيسان كان من المفروض تمديد اعتقاله للمرة الاخيرة من أجل الحسم: إما تقديم لائحة اتهام وإما العودة الى البيت.
في ذلك الصباح اجتاز شقيق كزمار وإبن عمه حاجز بيتونيا من اجل حضور المحكمة العسكرية، التي هي بمساحة 800 متر تقريبا مزروعة بالورود وتوجد فيها العصافير. وقد اجتازوا اربعة بوابات حديدية تفتح وتغلق بكبسة زر، جلسا في غرفة الانتظار ودخنا الكثير من السجائر. ومن الذي لم يتم احضاره؟ كفاح. وقد تم التوقع بأنه تم ارساله الى الاعتقال الاداري.
العقيد يوسي شريئال وقع على الاعتقال الاداري مدة ستة اشهر. الشباك فشل، والحل البسيط هو الاعتقال غير المحدود بدون أدلة وبدون لائحة اتهام وبدون دفاع ومحاكمة. ما الجديد في ذلك؟.
الجهاز القضائي العسكري في اسرائيل، الذي يعمل في الضفة الغربية، هو جهاز فاسد من أساسه. المغتصب المواظب يقوم باعتقال المغتصبة لأنها تعارض عملية الاغتصاب مبدئيا. ويقوم بتقديم دعوى ضدها ومحاكمتها، باختصار. إن منع الالتقاء مع المحامي والاعتقال الاداري هي اجراءات منتشرة ومتوقعة اثناء معاقبة الفلسطينيين لكونهم فلسطينيين يقاومون سلطاتنا الاجنبية.
اسرائيل اليوم / الايديولوجيا التي تدوس المشاعر
اسرائيل اليوم – بقلم درور إيدار – 10/4/2017
“لا تُطلق النار داخل المدرعة”، قالوا لي عندما قمت بانتقاد اقوال شمعون ريكلين، “لدينا ما يكفي من الحروب”. ولكن ما الذي افعله عندما تكون اقواله رصاصة كهذه، والحاق الضرر بمعسكر ارض اسرائيل. اضافة الى موضوع الاخلاق بعد فظائع الغاز في سوريا، غرد في ميدان المدينة: “مبارك أنت يا الله، ملك العالم، لأنك جعلت أعداءنا يلحقون الضرر ببعضهم البعض وليس بنا”.
وأنا أشير الى أنني لا أكتب هذه الكلمات لاصدقائنا في اليسار، ولا أنوي صلب ريكلين، بل التجادل معه. بالنسبة لي هذه مقالة داخلية لمن يعتقد أن اقواله مسلية أو محقة.
إن من يكتب مباركاً في الايام التي نشرت فيها أنباء الجريمة – يؤيدها سواء رغب في ذلك أم لا. إله المُغرد مبارك لأنه جعل أعداءنا يقتلون الاولاد بالغاز. إذهب لتبرير اقوالك الآن. لماذا؟ لا يجب مباركة قتل الاولاد. كل ولد حتى لو كان إبناً لأعدائنا هو ولد في نهاية المطاف، والانسان يُعامل كما هو الآن.
قال ريفلين بعد أن قام بذلك العمل أن قصده هو ليس تدخلنا في الحرب السورية، وأن من الواضح أنه يستنكر الجريمة. أنا أصدقه، ايضا نائب رئيس الاركان يئير غولان، لم يقصد ما تم تفسيره من اقواله. من يحتاج الى نشر تفسيرات كهذه يدخل الى تصنيف الحكماء لدينا الذين قالوا إنه يجب علينا عدم قول امور يمكن تفسيرها بشكل مختلف. خاصة اذا كانت هذه الاقوال هي مثابة كفر وتقريب بين صراعنا على البلاد مع عدم وجود العدل ووجود الفظائع.
في العالم القديم لم يكن تمييز بين جيش العدو وبين السكان المدنيين. الرجال والنساء والاولاد كانوا جزء من العدو. وآباؤنا ايضا استخدموا ذلك. وقد اعتادوا ايضا على رجم المجرمين وفرض عقوبة الموت على الاطفال غير المنضبطين وجر النساء الى مراسيم مهينة في القدس، فقط لأن زوجها شك بها. وفي عملية تفسيرية طويلة اهتم حكماؤنا باخفاء هذه العقوبات. وما تبقى هو التعليم: قم بالتعليم واحصل على الأجر. ما زال جيراننا يستخدمون هذه الفظائع. ومن الواضح أن ريكلين لا يريد الحاق الضرر بالسكان المدنيين لأنهم “أعداءنا”. إلا أن مباركة الجريمة في سوريا تسبب عودتنا الى الوراء.
أنا متيقظ لرغبة تفكيك جدران المؤسسة الاعلامية القديمة ولموقف “لا يلعبون، حطموا الأدوات” الذي تبناه كلين. لقد فعلت ذلك كثيرا في السابق. ليس في هذه المرة. امام صور القتل يجب الصمت. الجريمة هي نتاج لاعمال الانسان ويجب التضامن مع الضحايا، لا سيما الاولاد، وهذا هو الشيء ألاكثر طبيعية. ببساطة التضامن مع الألم. لا حاجة الى اضافة المقارنات حول التلون وكيف تصرف الطرف الثاني مع مأساتنا.
في كتاب “اخلاق القداسة” حذر الحاخام كوك من التعالي والدوس على اخلاق الانسان الطبيعية. وقد اعتبر ذلك أمرا مرفوضا. والايديولوجيا التي تدوس على الاخلاق الطبيعية هي ايديولوجيا مرفوضة، محظور علينا الوصول الى هناك. واذا كان معسكر اليمين المحافظ يريد بناء نخبة اجتماعية بديلة عن القديمة، يجب عليه تبني شيء من المسؤولية عن كل المجتمع، والشباب بشكل خاص. الشخص الذي لديه الوعي القيادي لا يتحدث بهذا الشكل.
يجب الانتباه الى العقاب الذي حذر منه حكماؤنا وهو النفي. وهذا الامر أصبح أكثر أهمية حيث يدوي في الخلفية الجدل الكبير حول مستقبل هذه البلاد الجيدة. ويحذر حكماؤنا ليس فقط من النفي الفردي، بل من النفي القومي.
هآرتس / حرب الوجود للسيسي
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 10/4/2017
ضرب الكنائس هو ضرب للبطن الطرية لمصر. تشكيك بقدرة قوات الامن المصرية في الدفاع عن الاقلية المسيحية، وصفعة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يجتهد منذ بدء ولايته للمصالحة بين النظام وبين المسيحيين.
فأخذ داعش المسؤولية عن العمليتين في الكنيستين لا ينقل الحرب ضد الارهاب في مصر الى المستوى الدولي، فهذا استمرار للصراع الجاري منذ سنين بين المنظمات الاسلامية المتطرفة – مرة برعاية القاعدة، مرة برعاية داعش واحيانا بلا رعاية على الاطلاق – وبين النظام، بغض النظر عمن يكون على رأسه: أنور السادات، حسني مبارك أو السيسي.
هذا قبل كل شيء هو صراع عنيف داخلي احتدم قبل نحو ثلاث سنوات، حين اطيح بمحمد مرسي عن الحكم واعتبرت حركة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية. وهو يجري على جبهتين اساسيتين: في شمال سيناء وفي المدن المصرية المكتظة. في سيناء يصاب بالاساس ضباط، جنود وشرطة، أما في المدن فالاهداف هم المدنيون اساسا.
ولكن لضرب الكنائس توجد على الفور نتائج دولية، لانها تثير اهتمام الاسرة الدولية التي تتأثر بقدر أكبر عندما يقتل المسيحيون مما عندما يقتل المسلمون، الذين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من “جمهور الارهاب” المعروف في الغرب. ولكن حتى لضرب المسيحيين يوجد على ما يبدو مقياس خاص به.
فبينما يعد ضرب المسيحيين في اوروبا او في الولايات المتحدة ضربا “للغرب”، لقيمه وثقافته، فان ضرب المسيحيين في دولة اسلامية يأتي في مستوى متدن اكثر في “سلم الغضب”. فهو يعد مجرد صراع داخلي، طائفي أو ديني ليس فيه ظاهرا تهديد على “الغرب”.
هذا التمييز المصطنع والمشوه صحيح على نحو خاص في مصر، حيث ان المواجهات العنيفة بين المسيحيين الاقباط وبين المسلمين اصبحت موضوعا اعتياديا. ففي شهر كانون الاول الماضي فجرت كتدرائية سانت ماركوس في القاهرة وقتل 28 شخصا. في شهر شباط من هذا العام فرت عشرات العائلات المسيحية من العريش بعد أن قتل سبعة مواطنين مسيحيين. وبين هذا وذاك اصيب في القاهرة وفي جنوب مصر مواطنون مسيحيون في “مشادات محلية”.
ان وعود الرئيس للرعاية بحرص زائد على المؤسسات المسيحية وان كانت تجد تعبيرها في تشديد الحراسة عليها، ولا سيما في المناسبات والاعياد، ولكن مثلما تبين في عمليتي امس ايضا، فان الحراسة غير كافية وغير منهاجية. إذ فضلا عن مراكز التوتر المعروفة فان المشكلة الاساس في مصر مزدوجة: سنوات، بل واجيال، من الظلم المؤطر للاقلية المسيحية خلقت اعترافا عاما بان ضرب هذه الفئة السكانية، ليست حقا قابلة للعقاب وهي امر يمكن احتماله. فالانظمة التي تمنع بناء الكنائس الجديدة، الاقصاء عن مراكز اتخاذ القرارات على المستوى الوطني والمحلي، وطمس التحقيقات بعد المواجهات الفتاكة، هي فقط جزء من اساسات هذه الاجواء.
المشكلة الاخرى، وربما الاكثر جوهرية، هي التحريض الديني المتطرف ضد المسيحيين. فسلطة الفتاوى، السلطة العليا لنشر الفتاوى الدينية وجدت أن 3 الاف فتوى على الاقل من الدعاة والفقهاء تتضمن تحريضا، بما في ذلك الدعوى الى هدم دور العبادة المسيحية، منع الاتصال بالمسيحيين او مقاطعتهم لدرجة عدم التحية للمسيحي.
ان مبادرة السيسي، التي تتضمن تشريعا جديدا بل وثوري، والتي تمنح المسيحيين تسهيلات عديدة في بناء الكنائس، لم تغير الواقع بعد، ولا سيما لكونها غامضة وثقيلة من ناحية بيروقراطية.
كما أن دعوته لخطاب اسلامي جديد، ليبرالي، يتعاطى مع الاقليات بشكل متساوٍ تجري بكسل في ظل اعتراضات الفقهاء المحافظين. وعلى جدول الاعمال يوجد الان مشروع قانون يقرر بان المؤسسات الدينية المخولة فقط سيسمح لها بنشر الفتاوى. ولكن مشكوك فيه أن ينجح في وقف الطوفان.
ان اختبار السيسي الذي فتح صفحة جديدة في علاقات مصر مع الولايات المتحدة، سيكون على الاقل ابداء صراع لا هوادة فيه ضد الارهاب الديني الذي من شأنه أن يكون أخطر من الارهاب “العادي”، ولا سيما حرف الخطاب الديني – الاسلامي نحو اتجاه جديد. فالامكانية الكامنة للانفجار الجماهيري الذي ينطوي عليها هذا النوع من الارهاب من شأنها أن تحدث سلسلة انفجارات لا يمكن التحكم بها.
هآرتس / ترامب فعلها
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 10/4/2017
فعل دونالد ترامب ما كان ينبغي أن يفعل قبل سنوات. فقد تلقى بشار الاسد رسالة، على شكل 59 صاروخ تومهوك على قاعدة سلاح الجو السورية: على استخدام السلاح الكيميائي يعاقب الناس. من هذه القاعدة انطلقت الطائرات التي قصفت بالغاز خان شيخون قرب إدلب.
ان الحرب بين الجيش السوري، الذي يستعين بايران وحزب الله ومؤخرا بالروس ايضا، وبين سلسلة من منظمات الثوار، بينها داعش ومنظمات اسلامية متطرفة اخرى، مستمرة منذ ست سنوات وتسببت بموت اكثر من نصف مليون مواطن ونزوح الملايين. وقد اختارت قوات الاسد عن قصد أهدافا مدنية، القت عليها القنابل والسلاح الكيميائي. لقد استخدم المصريون السلاح الكيميائي في اليمن في الستينيات، واستخدمه العراقيون ضد الجيش الايراني وضد المواطنين الاكراد في الثمانينيات. ويواصل الاسد التقاليد الاجرامية، والعالم وقف جانبا فيما استمرت المذبحة.
براك اوباما، رغم التحذير الذي اطلقه للاسد حول استخدام السلاح الكيميائي، فتح عمليا الباب امام الطائرات والقوات الروسية التي تساعد الاسد. وتعطيل قدرة الاسد عن استخدام السلاح الكيميائي لا يشكل تحديا عسكريا جديا للولايات المتحدة، ولكن التواجد الروسي عقد الوضع. فكل عمل امريكي الان معناه خطر مواجهة مع روسيا. وكان ترامب مستعدا للاخذ بهذه المخاطرة.
لقد كانت صور الاطفال الذين ينازعون الحياة هي التي اقنعت ترامب على ما يبدو بالقيام بالعمل. ومن لا يصدم بهذه الصور؟ يحتمل أن يكون بثها المتكرر في التلفزيون في الولايات المتحدة هو التفسير للتأييد العام من الشعب الامريكي لقرار ترامب بالهجوم، رغم الميل، الذي كان ترامب مشاركا له للامتناع عن التدخل في النزاعات الاجنبية. هذه المرة لم يكن هنا موضوع مساعدة لهذه الجهة او تلك، بل ببساطة الرغبة في انقاذ الحياة.
وماذا عن دوافع الاسد؟ لماذا اختار بالذات الان – بعد أن بدأ بمساعدة الروس والايرانيين يحظى بانجازات واضحة – ان يخاطر باستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين؟ قبل كل شيء، لانه شعر بان بوسعه أن يضمن الدعم الروسي. ثانيا، ظن على أي حال بان ترامب، مثل اوباما، لن يفعل شيئا. وقد كان محقا بالنسبة لفلاديمير بوتين، واخطأ بالنسبة لدونالد ترامب. أقوال سفيرته في الامم المتحدة، نيكي هيلي – التي قالت ان في نية ترامب التركيز على الصراع ضد داعش، وبالتالي فان ازاحة الاسد، الذي يقاتل ضد داعش، ليست على جدول أعمال، ضللته. فلم يأخذ بالحسبان مشاعر ترامب تجاه قتل الاطفال. هذه مشاعر لا يشارك فيها الجزار من دمشق. ولا بوتين أيضا على ما يبدو.
يمكن أن نفهم الاستعداد لعقد صفقة مع طاغية كالاسد. في اللحظة التي يكون فيها اتفاق، يمكن الاعتماد على الطاغية في أن يفرض تنفيذها. ولهذا فقد فضله بوتين على كل الآخرين من منظمات الثوار، التي تثير بعضها بلا شك عطفا أكثر من الاسد. وعليه، فقد رأى فيه ترامب أيضا شريكا مفضلا في الحرب ضد داعش.
قبل سنوات كانت اسرائيل مستعدة للتوصل الى اتفاق مع حافظ الاسد. لقد كان الاب مجرما مثل ابنه. فقد قتل 20 الف من ابناء شعبه حين أمر بقصف مدينة حماة. ولكن اسحق رابين وايهود باراك اعتقدا، على ما يبدو، بانه يمكن الاعتماد عليه في أن يفرض كل اتفاق يوقعا عليه، حتى لو كان معظم السوريين يعارضونه. أما اليوم فأحد لا يأسف على أن المحادثات مع الاسد الاب لم تكتمل. فمع أنه لا يكون احيانا مفر غير التعاون مع الطغاة – يفضل مع ذلك وضع حد ما. وترامب قرر وضع هذا الحد.
هآرتس / اسرائيل تعترف باضاعة جثامين مخربين دُفنوا في البلاد
هآرتس – بقلم أور كشتي – 10/4/2017
تعترف اسرائيل بأنها أضاعت سبع جثامين لمخربين فلسطينيين نفذوا العمليات في الانتفاضة الثانية. هذا ما يتبين من اجابات النيابة العامة على الدعاوى التي قدمها أبناء عائلات هؤلاء المخربين في السنوات الماضية من اجل استعادة جثامين أبنائهم، على ما يبدو. وعدد الجثامين التي لا تعرف اسرائيل مكان دفنها أكبر بكثير. ففي النقاش الذي تم في محكمة العدل العليا قبل ثلاثة اسابيع قال ممثل النيابة العامة إنه تم العثور على جثمانين فقط من أصل 123 جثمان قامت العائلات الفلسطينية بالمطالبة بها. لقد تم تقديم هذه الطلبات في العام 2015 وتم شملها في دعوى اخرى. وحسب تقدير مصادر قضائية وعسكرية، لا توجد لدى اسرائيل أي معلومات عن عدد كبير من الجثامين، وبعض هذه الجثامين موجودة لدى اسرائيل منذ التسعينيات.
يتبين أنه على الرغم من أن المعلومات جزئية عن مكان دفن الفلسطينيين الذين نفذوا العمليات، إلا أن الحكومة لم تقرر الجهة التي ستهتم بعلاج هذا الامر. وقد جرت نقاشات في الاشهر الاخيرة في هذا الموضوع بين مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة ورجال القضاء. “يجب علينا قول الحقيقة، لقد ضاعت آثار بعض الجثامين”، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة العدل، واضاف “نحن لم نستسلم، البحث مستمر وهذه العملية في بدايتها. والمهمة الآن هي تقرير من المسؤول”.
مصدر آخر في الجهاز القضائي قال “يجب معرفة من الذي قام بدفن الجثامين الاخرى”، بما في ذلك الشركات الخاصة. على الاقل في حالة واحدة هي حالة “آي.إي.اس” المهمة ستكون صعبة جدا. فقد تم اغلاق شركة الدفن وتم اتلاف الوثائق الخاصة بهوية الشخص الذي دفن ومكان الدفن”. وقال مصدر آخر “حتى سنوات التسعين كانت الاجواء مختلفة ولم يكن اهتمام بمن قمنا بوضعهم تحت الارض، وكيف يمكن التعرف على المكان”.
“كل شاهد قبر يتم تحطيمه في مقبرة يهودية في ارجاء العالم يُحدث ضجة كبيرة في اسرائيل، لكن عشرات الجثامين الفلسطينية التي اختفت يتم الصمت حولها”، قالت داليا كرشتاين، المديرة العامة لمركز الدفاع عن الفرد، والتي قدمت بعض الدعاوى. “نحن نأمل أن تتحمل الدولة المسؤولية وأن تتمكن من الوصول الى الجثامين. ونحن على قناعة بأن هذا الامر ممكن”.
في تشرين الثاني 2014 جاء في رد الدولة على الدعوى التي قدمها مركز الدفاع عن الفرد “لقد تم استنفاد جهود البحث عن ضياء ضمياطي الذي قتل في تشرين الاول 2002 في مواجهة مع الشرطة قرب الطيبة، وضرغام زكارنة الذي قتل في آذار 2002 اثناء مشاركته في عملية قرب حاجز الرام”.
استنادا الى معطيات معهد الطب الشرعي ومؤسسة التأمين الوطني التي تقوم بتمويل عملية الدفن، توصلت الدولة الى استنتاج أن الجثمانين قد دفنا على أنهما جثث لاشخاص مجهولين في مقبرة في الجنوب. وفي نهاية العام 2013 تم فتح القبور وأخذ عينات دي.ان.ايه من الجثث، التي تم مقارنتها مع العائلتين، ولم يكن هناك أي توافق.
جاء من النيابة العامة أنه “في بعض الحالات تم الافراج عن أكثر من جثمان من نفس القبر. ولا توجد لدى الدولة معطيات اخرى تشير الى مكان دفن آخر، باستثناء القبور التي تم فتحها”. وفي اعقاب فتح القبور وفحوصات الـ دي.ان.ايه لأبناء عائلات اخرى، تم التعرف على 29 جثمان فلسطيني وتم اعادتها.
الدولة لم تنجح ايضا في العثور على جثمان علاء مرشود الذي قتل في 7 حزيران 2002 في عملية في طولكرم. وتبين من رد النيابة أن مرشود دفن كما يبدو من قبل شركة خاصة هي آي.إي.اس كـ “جثة مجهولة الهوية” في مقبرة اخرى في جنوب البلاد. “لا توجد لدى التأمين الوطني أو أي جهة حكومية اخرى تفاصيل عن مكان الدفن الدقيق داخل المقبرة”، جاء في رد الدولة. وفي هذه الحالة ايضا قالت النيابة “لقد تم استنفاد البحث عن الجثث”، لهذا يجب شطب الدعوى.
لقد تم سحب دعاوى ضمياطي وزكارنة ومرشود بتوجيه من قضاة محكمة العدل العليا في تموز 2015. ودعاوى اخرى قدمها مركز حقوق الفرد بأسماء عائلات اخرى، لا تزال مستمرة ويتم النقاش فيها. ولكن الدولة اعترفت حول اربع حالات أنها لا تعرف مكان دفن جثامين نمر أبو سيفين (قتل في كانون الاول 2001) وعامر شكوكاني (أيار 2002) وسيف الله بدران (كانون الثاني 2003) ومحمود القواسمي (ايار 2003). وفي جميع الحالات ورد النص نفسه “رغم الجهود التي بذلت برئاسة رئيس قسم التعرف على الجثث والدفن في الجيش الاسرائيلي، لم تنجح الدولة في التوصل الى الجثامين”.
القواسمي هو المخرب الانتحاري في عملية حافلة خط 37 في حيفا في العام 2003، والتي قتل فيها 17 اسرائيليا. وحسب الدعوى التي قدمتها عائلته في 2005 قال المستشار القانوني للحكومة في حينه، ميني مزوز، إنه لا مانع مبدئيا من اعادة الجثمان، ولكن لم يتم اعادته الى الآن. “الى متى ستستمر الدولة في القول إنه لا مانع مبدئيا من اعادة الجثامين، وفي نفس الوقت لا يتم تسليم جثامين أبناء من قدموا الدعاوى؟”، جاء في الدعوى، وأضيف “فيما يتعلق باحترام مشاعر عائلة الميت بدفن المتوفى، لا توجد علاقة للسؤال من كان الميت وماذا كانت افعاله وهو على قيد الحياة”.
“قبل ثلاث سنوات قامت اسرائيل باعادة عشرات جثامين الفلسطينيين، لكن جثمان إبني لم يكن بينها”، قال عمران القواسمي في سياق الدعوى (أبو محمود) “نحن نريد اجراء جنازة تليق بابننا وأن ندفنه قريبا منا وحسب الشريعة الاسلامية. من الصعب فقدان الابن، والامر الاصعب هو عدم وجود قبر له”.
في نهاية العام 2016 قالت الدولة إنها تريد فتح ثلاثة قبور في مقبرة “منوحا” في بئر السبع من اجل الفحص اذا كانت الجثامين هناك تعود لـ بدير وفلسطينيان آخران هما فوزي ابراهيم مفلح هلال وسامر نوري. وقد نفذ نوري عملية انتحارية في تل ابيب قتل فيها 23 شخصا في 2003. وفي كانون الثاني من هذا العام صادقت المحكمة المركزية على ذلك، لكن القبور لم تفتح بعد. وقبل عشرة ايام طلبت الدولة تأجيل آخر الى نهاية شهر أيار. وقد ظهر اثناء زيارة للمقبرة في الاسبوع الماضي أنه لا توجد أي علامات على القبور الموجودة في أحد الصفوف الاخيرة. وعلى الجانب يوجد تابوتان خشبيان. وقد تذكر احد عمال المقبرة أنه “في السابق جاء الى هنا جنود وقاموا باغلاق المقبرة. ونحن لا نعرف ماذا فعلوا. وقد طلبوا منا الانتظار في الخارج”.
“دولة اسرائيل بجميع اجهزتها تظهر قسوة القلب والاستخفاف فيما يتعلق بجثامين الفلسطينيين ومعاناة عائلاتهم”، قالت كرشتاين. “كيف يمكن أن جثامين تحتفظ اسرائيل بها لسنوات طويلة، تضيع؟”. إن طلبات الحصول على المعلومات التي قدمت لمعهد الطب الشرعي والتأمين الوطني والجيش، “وصلت الى طريق مسدود، المعلومات لم تصل، والحديث يدور عن كم افواه من قبل الدولة”.
اضافة الى مركز الدفاع عن الفرد قدم ايضا مركز القدس لحقوق الانسان من خلال المحامي سليمان شاهين عدد من الدعاوى لاعادة 120 جثمان. أحد النقاشات في هذه الدعاوى تم قبل شهر. “إن معرفة مكان الجثامين والتعرف عليها بشكل مؤكد، يحتاج جهد كبير يتطلب تخصيص الميزانية لكل جثمان”، قالت النيابة في النقاش واضافت “رغم الجهود المبذولة والبحث العلمي الحقيقي، لم يتم التوصل احيانا الى بعض الجثامين التي تم البحث عنها”.
وجاء في الرد ايضا أنه بسبب عدد الدعاوى والجثامين الكبيرين “عقدت جلسة هدفت الى استيضاح كيفية تركيز وادارة الموضوع، على خلفية صلة جهات كثيرة: مكتب رئيس الحكومة، وزارة الدفاع ووزارة الامن الداخلي، الاجهزة الامنية، الشرطة، مجلس الامن القومي، هيئة مكافحة الارهاب، معهد الطب الشرعي، وزارة الصحة والاديان. وكل ذلك من اجل التقدم في علاج هذا الامر”.
لقد تم النقاش في محكمة العدل العليا في 16 آذار. “العائلة تريد أن يكون مكان لزيارة إبنها”، قال القاضي يورام دنتسغر، “بغض النظر اذا كان الحديث يدور عن مخرب تسبب في قتل الآخرين. وأنا متفاجيء من استمرار الامر فترة طويلة دون تحديد الجهة الحكومية التي ستركز هذا العمل. لماذا لم يتم فعل ذلك حتى الآن؟”. وردا على ذلك قال ممثل النيابة المحامي آفي ميليكوفسكي إن “الموضوع طرح على رئيس الحكومة”. وأن القرار في هذا الامر سيتم خلال اربعة اشهر.
حسب مصدر مطلع، “جهات اخرى (باستثناء الجيش) لم تفحص بعد الطلبات بشكل حقيقي. كانت هناك توجهات أولية لبعض هذه الجهات لمعرفة من لديه المعلومات، لكن العملية في بدايتها. ولهذا بالضبط يجب تعيين الجهة التي تركز المعلومات وتنقلها بين الجهات ذات الصلة لمعرفة مصير كل جثمان”.
وحسب رد الدولة على الدعوى فان دفن الفلسطينيين هو من مسؤولية جهات مختلفة – الشرطة، الجيش الاسرائيلي وفي بعض الحالات شركات خاصة. ومن خلال عدد الطلبات التي قدمها مركز الدفاع عن الفرد للتأمين الوطني الذي يقوم بتمويل عملية الدفن، تظهر صورة مقلقة بسبب المعلومات الجزئية والمتناقضة احيانا. على مدى السنين عمل التأمين الوطني مع ثلاث شركات خاصة كانت تدفن في مقابر في بئر السبع ونتانيا وعسقلان وفي كيبوتس رباديم وزكيم. وحسب احد المصادر قد تكون اماكن اخرى.
في التأمين الوطني يصعب ايضا ايجاد آثار جثامين الفلسطينيين. حتى منتصف العام 1999 كان يتم كتابة التفاصيل يدويا، ويتم اتلافها بعد سبع سنوات. والجهاز المحوسب لا يشمل هذه التفاصيل.
“لقد طلبنا من الدولة الاسراع في هذا الامر وتعيين جهة تركز العمل”، جاء في قرار محكمة العدل العليا التي أوصت بأخذ عينات الـ دي.ان.إيه من الاقارب. وفي نهاية آذار قررت محكمة العدل العليا توحيد عشر دعاوى مختلفة حول اعادة جثامين الفلسطينيين.
وقد كان رد الجيش الاسرائيلي “من خلال الفحص الذي تم حتى الآن، هناك عدد من الجثامين قام الجيش بدفنها. وقد دفنت في مقبرة قتلى العدو، وهناك تسجيل بخصوصها. والجيش سيعمل بناء على القرارات التي سيتم اتخاذها في هذا الامر. وسيتم علاج الجثامين حسب توصيات المستوى السياسي”.
وأضاف الجيش في رده: “بعد أن تبين أن هناك فوضى كبيرة، سنقوم بالالتقاء مع جميع الجهات حول طاولة واحدة. ورغم ذلك ليست لدينا المعلومات الكاملة”. وكما يبدو، فان علاج الامر سيتم من قبل مكتب رئيس الحكومة أو وزارة الدفاع. “صحيح أن بعض الجثامين ضاعت آثارها، لكننا نستمر في البحث ونستخلص الدروس من اجل المستقبل”.
القتاة العاشرة العبرية / الرد الروسي – الإيراني أظهر الضعف الأمريكي
القتاة العاشرة العبرية – بقلم موآف فاردي، تسفي يحزكيلي، نداف ايال – 10/4/2017
روسيا، إيران وسوريا أعلنوا أمس أنهم سيردون بقوة على أي تدخل من قبل الولايات المتحدة في الحرب السورية. من هذا الاعلان يمكن أن نفهم بأن حلفاء الأسد يرون الهجمة الأمريكية على أنها ضعف، ويوضحون مَن “صاحب البيت” في سوريا.
رد “غرفة العمليات المشتركة” يوضح أن الشركاء الذين ساهموا في إنقاذ نظام الأسد يعلمون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يهاجم مرة أخرى. معنى التهديد هو أن الأسد سيتلقى مزيدًا من السلاح بشكل فوري، وترامب سيضطر للتفكير مرتين قبل ان ينفذ أي أمر في سوريا. الرئيس الإيراني حسن روحاني عبّر عن الأمر بدقة “الولايات المتحدة ارتكبت خطئًا استراتيجيًا”.
في الوقت نفسه، في إسرائيل تقرر أمس في الكابينت السياسي – الأمني محاولة جلب أطفال متضررين إثر هجمات الغاز في إدلب لتلقي العلاج في إسرائيل، وذلك ليس بناء على مبادرة وزير الداخلية ارييه درعي لاستيعاب أطفال لاجئين؛ بل بناء على مبادرة إنسانية. كل وزراء الكابينت دعموا ذلك باستثناء وزير الأمن ليبرمان. ليس واضحًا بعد إذا ما كان هذا الاحتمال ممكن من ناحية فعلية، حيث ان المصابين ما زالوا يتلقون العلاج في مناطق سوريا.
في نفس الوقت، يصعب على إدارة ترامب صياغة استراتيجية متعلقة بالحرب السورية بشكل عام، وبنظام الأسد بشكل خاص. سفيرة إسرائيل بالولايات المتحدة نيكي هيلي قالت ان الأسد سيتم استبداله في نهاية الأمر، لكن غير واضح من المفترض ان يحل محله حسب إدارة ترامب. وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال العكس بأنه ليس هناك أي تغير في الموقف الأمريكي تجاه الأسد، وادعى ان الحرب ضد “داعش” ستكون السبب الوحيد للتدخل الأمريكي.
الهجوم الكيماوي في إدلب فعليًا جر ترامب لرد توّجه كبطل لحظي للعالم الغربي، لكن الآن أصبح واضحًا أنه ليس لديه سياسات منظمة حول سوريا بعد التصريح حول تدخل آخر في حال تم تنفيذ هجمات كيماوية. بجانب ذلك، هناك جدل حول كيفية الرد على الهجمات بسلاح تقليدي على مواطنين سوريين، حيث قوة الذين يطالبون بالاكتفاء بالإدانة تتزايد الآن على الذين يثنون على طريقة فعالة أكثر.
هآرتس / اعتراف إسرائيلي بفقدان جثث فلسطينيين نفذوا عمليات ودفنوا في إسرائيل
هآرتس – 10/4/2017
اعترفت اسرائيل بأنها فقدت 7 جثث لفلسطينيين نفذوا عمليات خلال الانتفاضة الثانية، هذا ما اتضح من ردود المدعي العام للالتماسات التي قدمها في السنوات الماضية أفراد عائلاتهم للحصول على الجثث.
يبدو أن عدد الجثث التي لا تعرف الدولة أين دفنوا أكثر بكثير، خلال نقاش أجري في المحكمة العليا قبل حوالي 3 أسابيع نقل ممثل المدعي العام أنه حتى الآن وجدت فقط جثتين من بين 123 طالب بهم عائلات فلسطينية، مطالب أخرى تم تقديمها في 2015 وتشمل عريضة أخرى. حسب تقدير مصادر في الجهاز القضائي والأمني، لا يوجد في يد إسرائيل معلومات عن جزء كبير من الجثث، بعضها بحوزة إسرائيل منذ التسعينات.
واتضح أيضًا أنه رغم المعلومات الجزئية حول مكان دفن فلسطينيين متورطين بعمليات، مثلما كشفت عريضات سابقة للمحكمة العليا، فالحكومة لم تقرر بعد أي هيئة ستتولى التعامل بالقضية. في الأشهر الماضية أجريت نقاشات حول الأمر بين مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة والقضاة، “يجب ان نقول الحقيقة، فقدنا آثار جزء من الجثث” قال مسؤول في وزارة القضاء، لكنه أضاف “لم نترك الأمر، البحث مستمر. العملية في بدايتها، والمهمة الآن تحديد من المسؤول”.
حسب قول مسؤول آخر في جهاز القضاء “يجب ان نعرف على يد من تم دفن الجثث الأخرى”، بما في ذلك مؤسسات مدنية، على الأقل في حالة (IES)، من المتوقع ان تكون المهمة صعبة بشكل خاص، فالمؤسسة أغلقت والوثائق المتعلقة بهوية المدفون ومكانه ضاعت. “حتى سنوات التسعينات كان هناك وضع آخر، لم تعطَ أهمية كبيرة للأسئلة مثل: من وضعنا تحت هذه الأرض؟ وكيف كان يمكن التعرف على المكان؟” قال مسؤول آخر.
“كل قبر تحطم في مقبرة يهودية حول أنحاء العالم يثير ضجة كبيرة في إسرائيل، لكن بشأن عشرات الفلسطينيين الذين اختفوا هناك هدوء تام” قالت دليا كرشتاين، المديرة التنفيذية لمركز حماية الفرد، والتي قدمت جزء من الالتماسات، مضيفة “نحن نتمنى ان الدولة تتحمل المسؤولية وتعثر على الجثث، نحن مقتنعون بأن هذا ممكن”.
في نوفمبر 2014 أعلنت إسرائيل – في رد على العريضة التي قدمها مركز حماية الفرد – عن “انتهاء الجهود بالعثور على جثة ضياء دمياطي، الذي قتل في أكتوبر 2002 في اشتباك مع قوات الشرطة قرب الطيبة، ودرغام زكارنة، الذي قتل في مارس 2002 في عملية كان مشاركًا بها قرب نقطة تفتيش الرام”.
استنادًا إلى بيانات معهد الطب الشرعي ومؤسسة الأمن القومي، الذين يمولون الدفن، وصلت الدولة لنتائج بأن الجثتين دفنتا – على ما يبدو – كجثث مجهولة في مقبرة في الجنوب. في نهاية 2013 تم فتح القبور، ومن الجثث أخذت عينات من الحمض النووي، وتمت مقارنتها مع أفراد العائلتين الفلسطينيتين ولم يظهر تطابق.
حسب النيابة العامة، “في جزء من الحالات تم إخراج أكثر من جثة من القبور، والدولة ليس لديها بيانات أخرى قد تشير الى مكان دفن الجثث، باستثناء القبور التي فتحت”. في أعقاب فتح القبور وإجراء فحص لعينات الحمض النووي لأفراد عائلات أخرى، توافقت النتائج وتمت إعادة 29 جثة.
معاريف / تهديد ايراني – روسي : سنرد على هجوم آخر في سوري
معاريف – بقلم حاييم ايسروفيتس وآخرين – 10/4/2017
في أعقاب هجمة الصواريخ الامريكية ضد سوريا، يحذر حلفاء دمشق واشنطن من ان كل عدوان آخر ضد السوريين سيؤدي الى رد عنيف. وبالتوازي يوضحون بان المساعدة العسكرية لنظام الاسد ستزداد.
في بيان لغرفة العمليات المشتركة لروسيا، ايران وحزب الله، ليس واضحا اذا كان صدر بالتنسيق مع الكرملين، جاء أن “ما فعلته امريكا من عدوان على سوريا هو اجتياز لخطوط حمراء. من الان فصاعدا سنرد بشدة على كل معتد أو كل خرق للخطوط الحمراء من أي جانب كان، وأمريكا تعرف جيدا ما هي قدراتنا على الرد”، جاء في البيان الحاد.
كما ادعى حلفاء سوريا بان الهجمة الكيميائية في خان شيخون الاسبوع الماضي خططت لها عدة دول ومنظمات لتوفير العذر للهجوم على سوريا.
وشدد شركاء الاسد على أن “ما فعلته أمريكا لن يردعنا من مواصلة الصراع ضد الارهاب. سنواصل القتال الى جانب الجيش السوري لتحرير كل الاراضي السورية من الاحتلال البغيض”.
كما تحدث أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الايراني حسن روحاني، وأوضح الرئيسان بانهما سيواصلان دعم سوريا.
والى ذلك قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي امس ان إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس الان امكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا وعلى ايران بسبب دعمهما للنظام السوري.
أما وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون فقال ان الاولوية العليا هي هزيمة داعش في سوريا، وذلك قبل أن تتفرغ واشنطن لايجاد التسويات بين النظام وبين الثوار. واشار الى أن السوريين هم الذين سيقررون مصير الاسد. كما ألمح بان الولايات المتحدة تستعين بالنظام السوري في اطار الكفاح ضد المنظمة الارهابية.
وبالتوازي، حمّل وزير الدفاع البريطاني، مايكل بالون أمس روسيا الذنب في مواصلة سفك الدماء في سوريا وطالب السلطات في موسكو العمل فورا على وقف النار. وقال ان “جريمة الحرب الاخيرة وقعت في اثناء ورديتهم. ففي السنوات الاخيرة كانت لهم كل الفرص لممارسة الضغط ووقف الحرب الاهلية. روسيا مسؤولة من خلال المبعوثين عن كل موت للمواطنين في الاسبوع الماضي”.
هآرتس / لنمد اليد للغزيين
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 10/4/2017
في الوقت الذي سيجلس فيه ملايين الاسرائيليين هذا المساء حول طاولة العيد وينعشوا قلوبهم بما طاب من طعام، في غزة تتواصل أزمة انسانية خطيرة. لا خلاف حول الحقائق: 96 في المئة من الماء في القطاع ليست ملائمة للشرب؛ الكهرباء تزود على مدى ساعات طويلة في اليوم؛ نحو مئة مليون متر من المياه العادمة تضخ يوميا الى البحر؛ محظورات حركة تخنق قدرة الانتاج، والبطالة تعلو الى معدل نحو 40 في المئة؛ الاف المريضات والمرضى لا يمكنهم أن يتلقوا علاجا مناسبا في القطاع.
اذا كان الاسرائيليون يرغبون في أن يشعروا ببعض أكثر من الرضى عن أنفسهم، فيمكنهم أن يتعلقوا بكتاب نقله الاسبوع الماضي منسق أعمال الحكومة في المناطق يوآف فولي مردخاي الى مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط، نيكولاي ملدنوف. وحذر مردخاي في كتابه بالضبط من هذه المشاكل: وضع خطير للبنى التحتية، الماء ليست مناسبة للشرب، يوجد نقص دائم ومتواصل في الكهرباء، يجد تعبيره في ساعات من الظلام. في صفحته على الفيسبوك بالعربية كتب يقول ان “اذا لم يحل الوضع في الايام القريبة القادمة، يحتمل أن يتوقف انتاج الكهرباء وسكان القطاع هم الذين سيكونون عرضة للاثار الجسيمة وسيدفعون الثمن”.
واضح أن لا خلاف بين ملدنوف ومردخاي على الحقائق. فمبعوث الامم المتحدة ايضا يوافق على أن في غزة تنشب “أزمة انسانية خطيرة، توجد بطالة عالية، أزمة كهرباء متواصلة وينعدم افق سياسي”. ولكن رغم أن الجميع يتفقون على الحقائق، يدور جدال حول مسألة المسؤولية. فمردخاي يتهم حماس في نشوء المأساة (“بدلا من الاهتمام برفاه السكان، حماس تمس بهم”)، اما ملدنوف فيلمح بان للقيود الاسرائيلية نصيب في الذنب (“في العقد الاخير عاش الفلسطينيون في غزة أربع مواجهات، بلا حرية، تحت قيود اسرائيلية غير مسبوقة”). وسواء هذا أم ذاك، فكلاهما يتفقان على حقيقة واحدة: سكان غزة يعانون.
محظور أن يشوش البحث في مسألة المسؤولية الحقيقة في أن مئات الاف الناس يعيشون حياة شح وعوز شديدين. وبدلا من مواصلة الاشارة الى امكانية ان تكون حماس تعمل بشكل يمس بسكان القطاع، يجدر باسرائيل أن تسأل نفسها كيف يمكنها أن تساهم في وقف المعاناة. الاجوبة موضوعة امامها: يمكنها أن تغير تكتيك الاغلاق الخانق وأن تخلق آلية مضبوطة وانسانية تسمح بخروج المرضى؛ يمكنها أن تضخ الى القطاع الماء بكميات معتبرة، تنقذ الخزان الجوفي؛ يمكنها أن تربط المزيد من خطوط الكهرباء كي تمنع المصيبة البيئية.
من أجل حل أزمة انسانية ينبغي للمرء أن يكون انسانيا. حماس هي عدو اسرائيل، ولكن سكان غزة ليسوا اعداءها. سكان غزة هم بشر يعانون ويحتاجون الى المساعدة. اسرائيل يمكنها ويتعين عليها أن تساعد.