ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 9 – 4 – 2017

معاريف / دروس ادلب
معاريف – بقلم آفي بنياهو – 9/4/2017
1- الهجمة الكيميائية التي قام بها جيش الاسد في ادلب تثير غضب كل انسان، خاصة اليهود الذين تعرضوا هم أنفسهم أو أقرباءهم للابادة الجماعية، الاسرائيليون الذين يتربون على الارث والدروس والالتزامات، الشعور هنا اكثر صعوبة مع الرغبة في التدخل لوقف هذا الامر. بسبب القرب الجغرافي والافكار المتقاربة والشعور بالمسؤولية.
إن استخدام السلاح الكيميائي هو البرهان على أن الشرق الاوسط لا يتحدث باللغة التي استخدمها الرئيس السابق براك اوباما عندما أعلن للعالم أنه نجح في تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا بـ “الطرق الدبلوماسية”، وليس عن طريق استخدام القوة. إلا أنه أمله قد خاب وأملنا ايضا. ويبدو أنه اذا لم يتم وضع اليد على الصاروخ الاخير وعلى الرؤوس المتفجرة فلن يتم احباط أي تهديد.
الدرس الثاني هو أن العمل العسكري الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي في سماء سوريا هو عمل حيوي. واذا كان من الضروري القيام به فيجب أن يكون مدروسا وحذرا وعقلانيا. اسرائيل لا يمكنها تحمل وصول السلاح الكيميائي من سوريا الى حزب الله. فهذا الوضع قد يتسبب بكارثة لاسرائيل ولبنان وكل المنطقة.
الدرس الثالث هو درس مؤلم ومؤسف بشكل خاص. فاسرائيل لا يمكنها التدخل فعليا من الناحية العسكرية في سوريا، من اجل هدف لا يعتبر مصلحة أمنية اسرائيلية واضحة. ورغم الرحمة والزعزعة، فان اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا اذا تدخلت عسكريا في المعارك في سوريا، خاصة على خلفية حقيقة أن الامريكيين موجودون هناك الى جانب جيشي روسيا وتركيا.
علاج المصابين والمرضى – نعم. استيعاب محدود ورمزي للاجئين – نعم. مساعدات انسانية للقرى القريبة من الحدود – نعم. وما عدا ذلك، لا شيء. سيأتي اليوم الذي ستضطر فيه سوريا، في ظل هذا النظام أو ذاك، الى اعادة اعمار نفسها في جميع المجالات. وسيستمر الاعمار لسنوات كثيرة. وعندها سيكون بامكان اسرائيل تقديم المساعدات بشكل مباشر أو غير مباشر.
2- الدول الديكتاتورية أو الدول التي تستمر فيها الانظمة فترات طويلة. الزعيم المطلق في العادة هو آخر من يعلم أنه لم تعد له شرفة لالقاء الخطاب عليها أمام الجمهور الواسع في الميدان. وسيكون آخر من يفهم وضعه. وآخر من يعرف الحقيقة. وآخر من يعرف أنه في العام القادم لن يكون موجود في نفس القصر ونفس الشقة الفاخرة.
لقد حدث ذلك لحسني مبارك الذي كان رئيسا قويا مع استخبارات عسكرية ومدنية قوية ومع وزارة أمن داخلي مخيفة. وحدث هذا في ليبيا، وحدث مع أريخ هونكار في شرق المانيا، ومع يروزلسكي في بولندا ونيكولاي تشاوتشيسكو في رومانيا.
أنا لا أقول أن هذا هو حال بنيامين نتنياهو بالضرورة، لكن من المشكوك فيه أن يكون في محيطه أحد يقول له الحقيقة كما هي. شخص له صلاحية يضع أمامه المرآة ويعكس له الواقع، الذي يصعب قراءته في انتقاء اقتباسات من الصحف “اليسارية”، أو من خلال نافذة السيارة السوداء في القافلة التي لا تعرف أبدا مع هي ازمات المرور. أنا أشتبه بنتنياهو بأنه على الرغم من ذلك فهو ينجح في ملاحظة الوضع الخطير هنا وهناك والخطر الكامن في تقديم موعد الانتخابات. ومن المؤكد أنه قد تعلم الدرس من شمعون بيرس، الذي سارع بثقة الى تقديم موعد الانتخابات في العام 1996 بعد قتل اسحق رابين، واضطر الى اخلاء مكانه لنتنياهو. وأنا على يقين من أنه يلاحظ فقدان السيطرة، ليس فقط عندما يقرأ الصحف، بل ايضا عندما يسمع كيف يتحدث معه وعنه نفتالي بينيت موشيه كحلون، هذا ناهيك عن اهود باراك.
إن نتنياهو يدرك مغزى وجود معارضة علنية ضده في حزبه لاول مرة. وهذا ليس فقط اسرائيل كاتس الذي كان مرشحا مؤقتا لحكومة بديلة، بل ايضا الوزيرة غيلا غمليئيل ووزراء آخرين يتحدثون علنا أو لا يتحدثون أبدا، عن عدم الموافقة على “ورقة الرسائل” والأوامر اليومية وتكرارها. هذه أنباء حقيقية.
أفترض أن نتنياهو يلاحظ هنا وهناك المعارضة العلنية لموظفي الدولة ضده وضد الاجراءات التي يقوم بها. وهذا ليس فقط المحامي آفي لخت والمحامية دينا زلبر ومسؤولي النيابة العامة، بل ايضا موظفو قسم الميزانيات. وهو يشعر بالتأكيد بالمعارضة الشديدة التي يواجهها مع ما يسمى “الصحف التي تميل لليمين” وفي “اسرائيل اليوم” ومع زميلي مكلمان ليفسكيند من “معاريف” وغيرهم.
إن نتنياهو يفقد المؤسسة التي تسمى “رئيس حكومة اسرائيل”. عشية عيد الفصح ويوم الاستقلال يزداد الشعور برفض رئيس الحكومة وأحابيله ولغته وتعامله مع الوزراء والجمهور. وأنا أعتقد أن نتنياهو يذهب في كل صباح الى مكتبه وهو غير سعيد ومتكدر.
يمكن اضافة الى كل ما كتب أعلاه، التحقيق معه والشهود الملكيين و”التوجه يسارا” لترامب والحراك السياسي – كيف يمكن الشعور بالسعادة في يوم خصص معظمه للمطاردة والرد والعمل من اجل البقاء؟ هذا ليس مريحا أبدا.
3- يبدو أن نتنياهو عرف أن الانتخابات لن تفيده، وقد استيقظ في اللحظة الاخيرة، استدار وكسب بعض الوقت. والسؤال هو: ما الذي سيفعله بالضبط في هذا الوقت؟ حسب رأيي، سيحاول السعي الى اجراء مفاوضات سياسية تحت قيادة ترامب، باستضافة مصرية ومشاركة أردنية والسلطة الفلسطينية. وقد يكون هناك ممثلون “معلنون” من السعودية ودول الخليج.
إن صور لنتنياهو من مؤتمر سلام يعقد في شرم الشيخ أو في الغردقة في مصر مع الرئيس الامريكي وزعماء الشرق الاوسط، ستساعده. وهذا سيضغط قليلا على بينيت ويكم أفواه وسائل الاعلام. وهو سيضم اليه كحلون وليبرمان ويُشركهما في المحادثات، وربما ينجح في حينه في توسيع حكومته واقناع النيابة. أما وسائل الاعلام والباقون، فهم في مطاردته يشكلون عقبة أمام عملية السلام.
سيكون عندها واضحا أن “نتنياهو فقط يستطيع”، وهكذا دواليك. قد يكون هذا هو الخيار الوحيد من اجل البقاء. وعموما، الامر يقتصر الآن على الحديث فقط دون تقديم أي شيء. وليس هناك خسارة في الاقوال (اذا بقي لنا شيئا نخسره أصلا).لا
يديعوت / دونالد الممتشق
يديعوت – بقلم ناحوم برنيع – 9/4/2017
عندما تضايق ذبابة أسد في الغابة، يطلق الاسد زئيرا عصبيا، يرفع احدى يديه وينزلها الى المكان الذي يتوقع فيه الذبابة. للاسد سلام، وكذا للذبابة. 59 صاروخ جوال اطلقها ترامب نحو مسارات مطار شعيرات لم تغير وجه الحرب الاهلية في سوريا. والدليل هو أن أسلحة الجو لدى الاسد وبوتين واصلت قصفها لجيوب الثوار، بما في ذلك الحي الذي اصيب بالسلاح الكيميائي الاسبوع الماضي. لقد كان القصف الامريكي عملية عقاب، وليس جزءا من خطوة استراتيجية. فليس لادارة ترامب استراتيجية، لا في سوريا ولا في اماكن اخرى في العالم. استراتيجيته هي غياب الاستراتيجية.
يصدر ترامب تغريدات عن الحرب الاهلية في سوريا منذ بدايتها في 2011. وأعربت معظم التغريدات عن معارضة قاطعة للتدخل الامريكي في الحرب. والتغريدة الاهم في موضوعنا كتب في حزيران 2013، بعد القصف الكيميائي السابق، الاكبر بكثير على المواطنين في منطقة الثوار. فقد غرد ترامب قائلا: “نحن ملزمون بان نبتعد عن سوريا قدر الامكان. فالثوار سيئون تماما مثل الحكومة. ماذا سنحصل مقابل حياتنا ومقابل ملياراتنا؟ صفر”.
وحسب أنباء نشرت في وسائل الاعلام الامريكية في نهاية الاسبوع تحول ترامب بعد أن رأى صور الاطفال الذين قضي عليهم في إدلب. “أطفال جميلون”، كان هو التعبير الذي استخدمه. وكان التعبير اشكاليا، ولكن الصدمة كانت حقيقية.
كان هنا دافع آخر، لا يقل أهمية. فمن يومه الاول في البيت الابيض، يسعى ترامب بثبات نحو هدف واحد: أن يكون النقيض لاوباما. هكذا في التأمين الصحي؛ هكذا في تلوث الهواء؛ هكذا في انتخاب أعضاء الكابنت وتعيين القضاة في المحكمة العليا؟ هكذا في الحب للسعودية، النظام الذي مقته اوباما، للرئيس المصري السيسي ولحكومة نتنياهو، الذي كان يكنه لها اوباما علنا على سياستها في المناطق. يخيل أنه لم يسبق أبدا ان كان رئيس أمريكي عني هكذا بالتنكر للافعال، القصورات، وحتى الصورة التي لسلفه.
لقد تعهد اوباما بالعمل عسكريا ضد نظام الاسد اذا ما وعندما يستخدم السلاح الكيميائي. وعندما استخف الاسد وقصف تراجع اوباما واكتفى بالوعد الروسي لاخراج كل السلاح الكيميائي من سوريا. اوباما تراجع، وبوتين سارع الى احتلال مكانه. وانتقل مركز القرارات في شؤون الشرق الاوسط من واشنطن الى موسكو.
أما ترامب فقصف، لان اوباما لم يقصف. وعلى الطريق ابعد نفسه عن الانباء عن العلاقات السرية بين رجاله ورجال بوتين. فالشقاق مع بوتين سيجعل تحقيقات الـ اف.بي.آي تبدو غير ذات صلة. هذا جيد لترامب وربما جيد لبوتين أيضا.
بطبيعة الحال، تبعث عملية عسكرية من هذا النوع توقعات معينة. ما تبقى من المعارضة السورية يتوقعون الان تدخلا امريكيا مباشرة في الحرب؛ هكذا أيضا السعوديون وحلفاؤهم السنة؛ في حكومة إسرائيل يتوقعون عمليا حربيا من ترامب ضد ايران؛ اذا كان السلاح الكيميائي يبرر اطلاق صواريخ تومهوك، فلماذا يظلم نصيب السلاح النووي.
ربما يحصل هذا وربما لا. “أنا رجل مرن جدا”، قال ترامب عن نفسه الاسبوع الماضي. وبالفعل، فانه يظهر كزعيم مرن للغاية، فتى مطاط حقا.
ايجابا أم سلبا، يدخل ترامب زعماء العالم في فترة من عدم اليقين. ايجابا، لان الامر يزيد مجال المناورة الامريكية. فلا يمكن لاي زعيم أن يسمح لنفسه بان يتعامل معها كشيء متوقع، كأمر مسلم به؛ في بيجين أيضا، وفي موسكو وبرلين وطهران وبيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، تحطم الحكومات رؤوسها في محاولة لفهم ترامب ولمواجهت؛ سلبا، للسبب نفسه بالضبط: عالم يعيش في عدم يقيم هو عالم أخطر، متنازع أكثر، واقل استقرارا. ترامب يلعب بالنار.
هآرتس / امريكا التي تحرر
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 9/4/2017
ولد نجم: دونالد ترامب. قصف واحد – ورعب العالم تحول بين ليلة وضحاها الى أمله. شيطان الأمس هو إله الغد. من انغيلا ميركل وحتى جودي شالوم نير موزيس، بما في ذلك بالطبع يئير لبيد، جميعهم أدوا له التحية. منقذ الاطفال، الانساني، صاحب الضمير، يانوش كورتشاك الحديث، الذي تزعزع من رؤية الاطفال السوريين، مزق قلبه الأمل وقصف من يخنقونهم. اذا أنقذت صواريخ “توما هوك” ولو طفل سوري واحد، فهذا يكفي. وبهذا يكون قد فعل أكثر من سلفه. ولكن يجب وقف هذه السعادة لأنها سابقة لأوانها ومبالغ فيها. جائزة نوبل للسلام يمكنها الانتظار.
هذا هو الوقت لذكر كيف يبدو الوضع عندما تهب امريكا لانقاذ شعوب اخرى بواسطة العمل العسكري: دائما الامر ينتهي بصورة سيئة، وعادة بكارثة. المرة الاخيرة التي أنقذت فيها امريكا العالم من خلال الحرب كانت في العام 1945. كانت هذه حربها العادلة الأخيرة. ومنذ ذلك الحين تصرخ دماء ملايين الاشخاص وتقول إن امريكا هي التي ترتكب المجازر الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وهي التي تسبب بموت هؤلاء الملايين في الحروب التي زعمت أنها ستنقذهم وتحررهم. عندما تحرر امريكا، هي تزرع القتل والدمار وتتسبب ببكاء الاجيال. اسألوا العراقيين. ما الذي كانوا سيقدمونه كي لا تأتي امريكا لمساعدتهم وتحريرهم من رعب ديكتاتورهم. كانت بلادهم ارض أكثر أمنا ونازفة أقل الى أن قررت زعيمة العالم الحر تحريرها في الحرب التي حظيت باسم “عملية حرية العراق”. منذ ذلك الحين يعرف العراق حرية أقل، وسفك دماء أكثر. احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كان المحرك لانهيار العالم العربي في داخل نفسه. غاز الاسد هو نتيجة غير مباشرة. المواطنون الليبيون ايضا لم ينسوا أبدا من أنقذهم. من الصحيح أن تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية أدى الى طرد رئيسهم الديكتاتور، لكن أدى ايضا الى انهيار دولتهم حتى الآن.
حروب تحرير الولايات المتحدة تذكرنا بحروب تحرير حليفتها اسرائيل. في العام 1967 حررت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين لا يعرف سكان هذه المناطق كيفية شكر من حررت القدس وفلسطين. حياة الحرية هذه لم تكن لهم من قبل. قبل ذلك حررت اسرائيل يافا وحيفا والرملة واللد ايضا في الحرب التي حظيت باسم “حرب الاستقلال”. وامريكا حررت كوريا الجنوبية – 2.5 مليون قتيل. وجنوب فيتنام – 4 ملايين قتيل. أي ما مجموعه 6.5 مليون قتيل. من وراء كل حرب كهذه ضد الشيوعيين كانت اهداف سامية وسفك جماعي للدماء.
قد يكون من الافضل أن لا تهب امريكا لانقاذ اطفال سوريا، خاصة اذا كانت اليد التي على الزناد هي يد ترامب. وفي المقابل، يجب انقاذهم، ولا يجب ترك أي وسيلة. وباستثناء الولايات المتحدة لا يوجد أحد لفعل ذلك. بعد سنوات من الحرب الفظيعة في سوريا لم تعد هناك حلول سحرية. ويمكن أن تكون صواريخ ترامب – هناك من يشك بأن الامر نُسق مع روسيا ومن خلالها مع سوريا ايضا – قد جاءت من اجل خدمة اهداف سياسية داخلية.
قد يخرج العسل من العنزة. اذا كان الرئيس يرى العالم وهو يؤدي له التحية بعد مئة يوم، فيمكنه الاستمرار. ويمكن أنه بفضل هذا الجميل قد نجد أنفسنا أمام حقبة جديدة، حقبة الافعال مع انتهاء فترة الافوال لسلفه. العنوان الاول الذي يجب توجيه الرئيس ترامب اليه هو القدس. فهناك لا حاجة الى قصف مقرات الحكومة، بل يكفي استخدام الضغط. وما يستطيع ترامب أن يحققه في القدس لن يستطيع أي صاروخ تحقيقه في سوريا. ولمن نسي: المرة الوحيدة التي كانت فيها امريكا شريكة في النجاح الحقيقي في القضاء على نظام شيطاني في العالم، كان وقوفها ضد الاربتهايد في جنوب افريقيا. فهناك لم يتم اطلاق حتى ولو صاروخ واحد. “توما هوك” سياسي على القدس سيرتد الى ترامب بالجميل أكثر من 59 صاروخا ليليا تم اطلاقها على الموقع قرب حمص. ويمكن أن ينقذ بذلك عدد أكبر من الاطفال.
معاريف / يوجد رب بيت
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 9/4/2017
بعد ثلاثة اشهر من دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض أعاد بدء رئاسته. ففي الهجوم المفاجيء فجر أول أمس، والذي قرره بسرعة كبيرة، ضد المطار قرب حمص في سوريا، أعاد الولايات المتحدة الى مكانة الصدارة، رب البيت وشرطي العالم.
مشكوك أن يكون أحد ما توقع أن يكون هذا قراره، بعد أن كان قبل يوم من الهجوم أعرب عن غضبه من الرئيس السوري الاسد بسبب هذا الفعل، وصدمته من مشاهد الاطفال الذين ماتوا اختناقا في هجمة السلام الكيميائي في إدلب.
في هجومه أظهر ترامب بانه لا يخشى الرئيس الروسي، حتى وان كان فلاديمير بوتين يمسك عليه مادة محرجة ومدينة من الفترة التي زار فيها موسكو كرجل أعمال. بكلمات اخرى، يقول ترامب لبوتين: “أنا لا أخشاك ولست قابلا للابتزاز”. واضح ان الهجوم يمس بالعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ويعمق عدم الثقة بين الزعيمين والدولتين، بل ويقلص الاحتمالات، مثلما قدر محللون كثيرون، بان يتوصلا الى نوع من التسوية لتقسيم العالم بينهما الى مناطق نفوذ.
بعد الهجوم كشف وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان النقاب عن أن لدى اسرائيل أدلة على أن الرئيس الاسد هو الذي أمر باستخدام غاز السارين، كجزء من المخزون الصغير نسبيا الذي نجح في اخفائه عن عيون المراقبين الدوليين. يمكن التقدير بان ليبرمان يستند الى معلومات استخبارية. فلعل الاستخبارات الاسرائيلية نجحت في ان تعترض أمر العملية للهجوم بالغاز أو غيرها من التعليمات الصادرة عن مكتب الاسد للقيادات العسكرية. ولكن لا يزال مثيرا للاهتمام معرفة اذا كان الاسد اطلع الرئيس الروسي على الهجوم الكيميائي، وان كان لا يفترض بالامر ان يكون على هذا الشكل. ولكن واضح انه حتى لو قرر الاسد ان يهاجم بالغاز بناء على رأيه الخاص دون أن يضطر الى الاذن من سيديه روسيا وايران، فقد سارعت الدولتان باسناده وستواصلان عمل ذلك. فقد اصبح الاسد بالنسبة لهما ذخرا استراتيجيا، بات من الصعب التخلص منه واستبداله.
يدل الهجوم الامريكي في سوريا كم كان سلف ترامب، براك اوباما، هزيلا وضعيفا. فقد تراجع اوباما في اللحظة الاخيرة، وان كان قرر بان استخدام السلاح الكيميائي هو “خط أحمر”، ولكنه لم يهاجم حين هاجم الاسد بالمواد الكيميائية مواطني دولته في 2013. ومع أن سلوك اوباما ادى الى نزع معظم السلاح الكيميائي من سوريا، الا انه سمح لروسيا بان تكون سيدة الاسد والدولة الاهم في الحرب الاهلية في الدولة. وسيحسن الهجوم صورة ترامب لدى الجمهور الامريكي ولعله أيضا يصرف الانتباه عن التحقيقات ضده. ولكن هذه ستكون بداية عابرة اذا لم يبلور سياسة واضحة تجاه سوريا والشرق الاوسط. وعليه، رغم اهمية الهجوم الامريكي باطلاق 59 صاروخ تومهوك من سفن الاسطول السادس في البحر المتوسط، الا انه لا يزال لم يؤشر الى تغيير استراتيجي في نهج إدارة ترامب من المعركة في سوريا. فاحتمالات اسقاط بشار الاسد وانهاء الحرب بقيت بعيدة مثلما كانت قبلها.
يؤشر الهجوم الامريكي للدول التي تعتبر “عاقة”، مثل كوريا الشمالية وايران بانه في البيت الابيض يجلس رجل غير متوقع ومصمم، شفته وقلبه يمكن ان يكونا متساويين. يمكن لهذه الخطوة أن تكون أيضا مؤشرا لاسرائيل بانه عندما يقول الرئيس الامريكي انه يعتزم ويؤمن بالاحتمالات لتحقيق الصفقة المثلى لتسوية اسرائيلية – فلسطينية، فانه يقصد ذلك بجدية. هذا هو السبب الذي يجعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بل ووزير التعليم نفتالي بينيت يوافقان على تجميد جزئي للبناء في المستوطنات، بعد ان تلقيا اكثر من تلميح من الادارة وخافا من اغضاب الرئيس.
المصدر/ رئيس الشاباك سابقا يكشف عن أمور كثيرة
المصدر – بقلم عامر دكة – 9/4/2017
بعد خدمة مدتها 35 عاما في المنظومة الأمنية، رئيسَ الشاباك سابقا، يورام كوهين، يتحدث في مقابلة للمرة الأولى عن المأساة في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، صفقة شاليط، وعن عملية القتل في قرية دوما
في نهاية الأسبوع الماضي، تحدث رئيسَ الشاباك سابقا، يورام كوهين، في مقابلة استثنائية للمرة الأولى مع موقع NRG الإسرائيلي. في المقابلة الشاملة، تحدث كوهين للمرة الأولى عن خدمته، رئيسا للمنظمة الأكثر سرية في إسرائيل.
بدأ كوهين بشغل منصبه في ربيع عام 2011، مع اندلاع الربيع العربيّ، وأنهى خدمته في أيار 2016. عندما شغل منصب رئيسَ الشاباك، كان كوهين مسؤولا عن إنقاذ محاصرين إسرائيليين في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، شارك في التخطيط لصفقة شاليط، حلل عملية القتل الرهيبة في قرية دوما وقتل الطفل محمد أبو خضير، شارك في عمليتين عسكريتين في قطاع غزة، وعمل ضد موجة إرهاب الأفراد من قبل الشبان الفلسطينين.
وُلد كوهين عام 1960، لوالدين وصلا إلى إسرائيل من أفغانستان عام 1951.
تحدثت العائلة اللغتين العبريّة والأفغانية. إضافة إلى اللقب “سامي”، الذي حظي به كوهين بين الفلسطينيين، حظي بلقب “الأفغاني” عندما تقدم في سلم الرتب في الشاباك.
بعد تسريحه من الجيش، التحق كوهين بالجامعة وكان يعتزم دراسة مجالي الاقتصاد وعلم النفس. إلا أنه عدل عن رأيه بعد أن دُعِي لمقابلة في الشاباك. “بدأت العمل في الشاباك لأنني أردت الحصول على مصدر رزق”. في وقت لاحق، اقترح الشاباك على كوهين العمل في المجتمَع العربي وبعد سنة من تعلمه العربية، نجح في السيطرة عليها والإلمام بها جدا.
اعترف كوهين في المقابلة معه أنه تحدث باللغة العربية أثناء لقاءاته مع قيادة الجهات الأمنية الفلسطينية، الأردنية، والمصرية.
سأل مجري المقابلة كوهين، عن مستوى العلاقات الذي ازداد مع مسؤولين بارزين في الدول العربيّة الجارة فأجاب: “في السنوات الأخيرة تطورت العلاقات بيننا وبين كل الجهات القريبة منا. فهم مهنيون، وطنيون يتميزون بفخر قومي تجاه بلادهم. إنهم لا يعملون من أجلنا، لا يعملون وفق تعليماتنا، بل يعمل كل منهم من أجل مصلحة بلاده. تزداد هذه العلاقة عند وجود مصالح أمنية مشتركة – عدو أو مشكلة مشتركة، وعندها يمكن توسيع العلاقة أو تعزيزها. لا يكون ذلك ممكنا في أحيان كثيرة بسبب الرأي العام، الحساسية الاستخباراتية، السياسية أو الدولية، وحتى بسبب علاقات هذه الدولة مع دول أخرى. ولكن التنسيق بيننا وبين جهات أمنية في دول تربطنا بها علاقة سلام جيدة، متقدمة، وتنجح في إنقاذ حياة الكثيرين”.
واعترف كوهين أن التعاون الأمني مع الجهات الفلسطينية يساهم في أمن إسرائيل فعلا. وفق ادعائه، فإن الأفضلية النسبية التي يتمتع بها الفلسطينون هي أنهم يتحدثون اللغة، يعيشون بين السكان، وقادرون على الحصول على تعاون السكان المحليين أكثر، “في الواقع، فإن 70-80% من إحباط العمليات ينجح بفضل عمل الشاباك والجيش”، أكد كوهين.
صيف عام 2011، إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في السفارة الإسرائيلية في القاهرة
تحدث كوهين في المقابلة عن قضية الحصار في السفارة الإسرائيلية في القاهرة في صيف عام 2011، بعد أشهر قليلة من تعيينه رئيسا للشباك. “كانت هذه الحالة مأساوية ومعقدة جدا، كادت تنتهي بكارثة”، يصف كوهين الأحداث من وجهة نظره للمرة الأولى.
في شهر آب 2011، أحاط عشرات آلاف المتظاهرين الغاضبين بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة، التي كانت تقع في الجزء العلوي من بناية متعددة الطبقات. كان في السفارة في ذلك الحين ستة من عمال السفارة، من بينهم ثلاثة حراس أمن. بدأ الكثير من المتظاهرين بتسلق الدرج، السيطرة على البناية، إلقاء زجاجات حارقة، ومحاولة دخول السفارة من خلال استخدام العنف. كان هناك خوف حقيقي على حياة المحتجزين في السفارة، وكانت صعوبة في إنقاذهم من البناية. عمل على حل الأزمة في ذلك الحين رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، جهات أمنية بارزة، وكوهين بصفته رئيسَ الشاباك الجديد حينذاك. “في ساعات الصباح الباكرة، بعد ساعات من التوتر، كنتُ على اتصال هاتفي مع ضابط قوات مصرية خاصة، ومن خلال التنسيق المستمر نجحت قواتنا وجهات أمنية مصرية في الوصول إلى الإسرائيليين في السفارة. بعد تردد صعب، قررنا العمل وفق رأي ضابط القوات المصرية الخاصة الذي كان في المنطقة والعمل وفق تجربته، والسماح للقوات بإنقاذ المحتجزين وشق طريق عبر الجمهور الغفير ونقلهم إلى مكان آمن”، قال كوهين.‎ ‎
هل هناك احتمال للتوصل إلى ترتيبات سياسية في الوقت الراهن ؟
“يستحسن أن تتوصل إسرائيل إلى ترتيبات أمنية مع الفلسطينيين”، قال كوهين أثناء المقابلة. “هذا هدف أسمى لإسرائيل من أجل جيلنا وجيل المستقبل”.
ومع ذلك، يعتقد كوهين أننا: “بعيدون عن طريق التسوية الحقيقية بين الشعوب جدا. نحن بعيدون حتى إذا تحدث الزعماء، رؤوساء المنظمات الأمنية، ورجال الأعمال بينهم. ما زال يشهد العنف، الأجيال المتورطة في العنف، التحريض السائد في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك في قيادة فتح – على أننا ما زلنا بعيدين جدا عن التوصل إلى تسوية”.
صفقة شاليط
سأل مجري المقابلة كوهين، إذا كان يعرف المكان الذي كان محتجزا فيه شاليط، بصفته رئيسَ الشاباك؟
“أقول لكم أن الجهود التي بذلناها لإطلاق سراحة كانت كبيرة، ولكن هذه حقيقة أننا لم ننجح في إعادته إلى عائتله في حملة عسكرية معينة. لا أريد التطرق إلى الموضوع أكثر”.
اختُطف غلعاد شاليط واحتُجِز في غزة قبل تعيين كوهين رئيسا للشاباك، ولكن تمت صفقة إطلاق سراح شاليط في فترة ولايته. أجرى كوهين سلسلة لقاءات كثيرة في القاهرة، وفي النهاية نجح في التوصل إلى مسودة اتفاق عرضها على الحكومة الإسرائيلية، وحظيت بموافقة 26 مؤيدا، مقابل ثلاثة معارضين. رغم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 1.027 أسيرا فلسطينيًّا، فقد دعم كوهين الاتفاق.
عملية القتل في قرية دوما
وقعت عملية القتل في قرية دوما عندما شغل كوهين المنصب. بعد اعتقال المشتبه بهم، تعرض الشاباك إلى انتقادات حول التعامل مع المعتقَلين اليهود، في غرف التحقيق. ردا على ذلك، نشر التنظيم السري خبرا استثنائيا أعرب فيه عن اتخاذ خطوات صارمة أثناء التحقيق.‎ ‎
“إن حرق المنزل في قرية دوما وسكانه، وقتل أبو خضير يعتبران عمليتين فظيعتين. أراد منفذو العملية إثارة فوضى عارمة إضافة إلى قتل الفلسطينيين الأبرياء. وأرادوا شن صراع بين أبناء الديانة اليهودية والإسلامية، وبين أبناء الديانة اليهودية والمسيحية، وأشعلوا كنائس ومساجد”.
يديعوت / الرسالة من “أبو ايفانكا” – ضربة خفيفة في جناح بشار
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 9/4/2017
ثلاثة أسئلة شبه متماثلة تنشأ عن الهجوم الامريكي على قاعدة سلاح الجو في شمال سوريا: ما هو استنتاج بشار الاسد؟ كيف سيواجه كرملين بوتين الانعطافة المفاجئة في السلوك الامريكي. وماذا يمر في رأس قاسم سليماني “مدير العمليات الايرانية” في سوريا؟
صور الفظاعة لنتيجة اطلاق السلاح الكيميائي على اطفال بلدة خان شيخون أمسكت الرئيس ترامب في ذروة عشاء حميم مع الرئيس الصيني. فعندما كان ترامب منشغلا بامطار عقيلة الصين بالثناء، أعد المستشارون ثلاثة خيارات عقاب في سوريا: شل كل قواعد سلاح الجو السوري، قصف قاعدة شعيرات التي انطلقت منها طائرة الموت الكيميائي، أو “قطع الرأس”، والمقصود هو قصف منزل الرئيس وعلى الطريق تصفية الاسد في دمشق.
اختار ترامب السيناريو الثاني. الخيار الاول كان سيؤدي به الى مواجهة ليس هو معنيا بها مع الروس والحرس الثوري الايراني. السيناريو الثالث “لقطع الرأس” لا يستوي مع القانون الدولي ولا مع خريطة مصالح واشنطن. في رموز الديمقراطية الامريكية مسموح التخلص من حاكم ما، حتى لو كان مجرم حرب، فقط بعد أن يقدم الى المحاكمة وتثبت مسؤوليته أسود على ظهر لائحة اتهام.
ماذا يعني هذا بالنسبة لمصير الاسد؟ حتى بعد الهجوم الامريكي يمكنه أن يواصل الاستعدادات للاستفتاء الشعبي لتجديد رئاسته والتنكيل بمواطنيه. مشكلة بشار ليست مع ترامب الذي وجه له ضربة خفيفة في الجناح. أزمته تتفاقم بالذات مع بوتين، الذي سيقرر ما هو المناسب والمريح اكثر لموسكو: رئيس دمية أم تغيير الجياد في دمشق.
يسافر وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون للقاء الرئيس بوتين في موسكو. سطحيا، غضب ترامب لصور الاطفال الذين اختنقوا حتى الموت، ولكنه تصرف بكياسة دبلوماسية: صحيح أنه لم يطلب من بوتين الاذن لقصف القاعدة السورية، ولكنه حرص على اطلاعه، مثلما أطلع القدس، الرياض وباريس ومضيفه، رئيس الصين.
59 صاروخ تومهوك انطلقت مع اهداف محددة: اخراج القسم السوري من المجال العسكري عن العمل، قصف مساري الاقلاع، شل عشرين طائرة حربية، وعدم المس بالطيارين الروس. كان ينقص ترامب فقط أن تسقط شعرة من رأس واحد من نحو مئة رجل طاقم جوي روسي في قاعدة شعيرات.
ترامب بالذات راض عن صورته كغير متوقع. فبعد لحظة من تلقي التقرير عن الهجوم الجوي، سمح لنفسه باطلاق لذعة سامة بان “هذا يوم حزين لروسيا”. من جهته فليبنوا على هذه التغريدة أبراجا من تقويمات الوضع عن المجنون الجديد في الحارة.
الضلع الثالث، طهران، نشرت شجبا حادا. يواصلون هناك السير بعيون مغمضة إثر رواية الاسد في أن الثوار هم الذين هاجموا بالسلاح الكيميائي والاطفال الذي صدموا ترامب هم ضحايا “مؤامرة” حيكت على الاطلاق في القدس. أما اطلاع ترامب بوتين على القصف المقترب، فقد أدى الى اخلاء فوري لقاعدة سلاح الجو السورية. ووجد الخبراء الروس ملجأ، واختفى الحرس الثوري الايراني، والاسد أيضا اطلع على الامر أيضا. أمس سمعنا أن 13 شخص مع ذلك قتلوا: خمسة ضباط من الجيش وثمانية مدنيين سوريين – ليس واضحا كيف علق مواطنين وأطفال في النطاق المغلق، المهم أن يقع موتهم على ضمير ترامب.
في استنتاجه الفوري لا يعتزم الاسد اختبار الصبر الذي قصر في البيت الابيض. هذا لا يعني أنه سيدع مواطني سوريا. يمكن التقدير ان المساحات الزمنية بين القصف بسلاح الدمار الشامل ستطول. عندما يشمر ترامب عن اكمامه، سيهاجم الاسد بالمعاذير والاكاذيب.
هآرتس / لماذا محظور التبرع للفقراء في عيد الفصح
هآرتس – بقلم روغل ألفر – 9/4/2017
عشية عيد الفصح يتجند المجتمع الاسرائيلي للتبرع الجماعي لفقرائه. عدد من الجمعيات تحث الجمهور على التبرع للفقراء، في البسطات على أرصفة الشوارع في المدن، وفي الحوانيت. وأنا أرفض كل هذه الطلبات ولا أعطي حتى لو شيكل واحد.
كم من المال يستطيع أخذه هؤلاء الغربان مني؟ لقد سبق لي وتبرعت وبسخاء. كل شهر أقوم بتخصيص قسم من دخلي لدفع الضرائب التي تأخذها الدولة بشكل قسري، واذا لم أقم بدفعها فانها تتخذ ضدي الاجراءات الجنائية. دفع الضرائب هو نوع من العبودية الحديثة.
إن من حق الدولة أن تأخذ مني بعض المال الذي أكسبه، انطلاقا من مفهوم أنها ستمول بهذا المال، ليس فقط تعليم أبنائي وتعبيد الشوارع والانفاق على الشرطة والجيش للحفاظ على أمني الشخصي، بل ستهتم ايضا بحاجة الاشخاص غير القادرين على الاهتمام بأنفسهم (كي تهتم بي في اليوم الذي لن أتمكن فيه من العمل والانفاق على نفسي ايضا). لقد اعتقدت بسذاجة أن الضرائب التي أقوم بدفعها تخصص لضمان الاحتياجات الاساسية لجميع الجمهور في اسرائيل.
لا شك لدي أن التبرعات الكبيرة عشية العيد تهدف الى توفير الاحتياجات الاساسية للاشخاص الذين لا يمكنه شراء الطعام للعيد ولمن لا مأوى لهم ولا ملابس لهم. هؤلاء الاشخاص الذي لسبب ما، لم تهتم الدولة بتلبية احتياجاتهم. الغريب هو أنه في العام 2016 سجلت الدولة فائض بلغ 7.5 مليار شيكل من جباية الضرائب (ارتفع مبلغ الضرائب بـ 15.3 مليار شيكل قياسا مع 2015). الى أين يذهب المال؟ كيف لم يجدوا الملايين أو المليارات المطلوبة لتوفير الاحتياجات الاساسية لجميع مواطني اسرائيل ومنع مبادرة جمع التبرعات التي تحدث هنا في كل فصح وكل رأس سنة، حيث يتم ابتزاز مشاعر العاملين لاعطاء المزيد – وكأنه لا يتم دفع الضرائب في اسرائيل، وكأن هذه الضرائب لا تهدف الى بناء شبكة أمان لرفاه المحتاجين.
في نهاية كانون الاول صادقت لجنة الاموال على منح 30 مليون شيكل للمستوطنات. وحسب عضوة الكنيست ستاف شبير، فان المستوطنات في المناطق تأخذ خمسة اضعاف المحيط. من يتبرع بالمال في العيد لتحسين ظروف الفقراء في المحيط – يساهم في تخليد استمرار الاجحاف بحق المحيط لصالح المستوطنات.
بالنسبة لميزانية المعاهد الدينية التي لا تتوقف عن تحطيم الارقام القياسية، وصلت في العام 2017 الى مبلغ 1.2 مليار شيكل. وفي المقابل، يتضاءل عدد الحريديون الذين يعملون، كل زيادة في ميزانية المعاهد هو مثابة استثمار مباشر في زيادة نسبة الفقر في المجتمع الحريدي، والتي تصل الى 60 في المئة. ربع الحريديين يعانون من عدم الأمن الغذائي. وهذه الضائقة يطلب من العاملين في اسرائيل تقليصها من خلال التبرع للجمعيات عشية عيد الفصح. الحكومة تقوم بسرقة الخزينة والعاملون يطلب منهم اغلاق الثغرة من خلال التبرعات. إن من يوافق على التبرع فهو يوافق على استغلاله وتخليد دائرة الاستغلال التي توجد حوله.
إن التبرع للفقراء في عيد الفصح يشبه اعطاء حقنة الهيروين للمدمن. يجب فطام الحريديين والمستوطنين عن الميزانيات الكبيرة التي تمنح لهم. ويجب علينا الفهم أن التبرع للفقراء في عيد الفصح هو خضوع سياسي.
اسرائيل اليوم / الهجوم أداة امريكية استراتيجية
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 9/4/2017
في الخطاب المركزي لوزير الخارجية الامريكي، دين تشيسون في كانون الثاني 1950، وضع وزير الخارجية خط الدفاع في جنوب شرق آسيا، الذي في اطاره أرادت الولايات المتحدة فقط اتباع استراتيجية عسكرية كابحة. ولكن في سياق هذه المصالح الحيوية، لم يتم ذكر حليفة الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، الأمر الذي أوجد التقدير بأن كوريا الشمالية حصلت على الضوء الاخضر من اجل الهجوم على كوريا الجنوبية بعد سنة. ولكن في وقت قصير خاب أملها عندما قامت الولايات المتحدة بارسال قوة دولية الى كوريا الجنوبية، وهو الامر الذي مهد الطريق لحرب طويلة ضد كوريا الشمالية والصين الشيوعية.
إذا نظرنا الى الجبهة السورية النازفة يمكننا القول إن الرئيس بشار الاسد اخطأ هو ايضا عندما اعتبر أن التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي، ريكس تلرسون، والسفيرة الامريكية في الامم المتحدة نيكي هيلي مثابة الضوء الاخضر لتصعيد الهجوم على المتمردين، أعلن الاثنان أن طرد الاسد من القصر الرئاسي ليس من أولويات ادارة ترامب. وأن مسؤولية تحديد مستقبل سوريا ملقاة على عاتق الشعب السوري.
على خلفية هذه التصريحات وتدخل روسيا وايران المتواصل ايضا، ليس مفاجئا أن الرئيس في دمشق قرر، مثلما قرر في آب 2013، الصعود على مسار الحرب الكيميائية ضد المدنيين. ولكن خلافا للتسامح الذي أبداه اوباما أمام الهجمة الشديدة الكيميائية في 2013، سارع ترامب الى القول للاسد إن توقعاته بخصوص الضوء الاخضر الذي أعطي له، كانت خاطئة من اساسها. ورغم أن قوة الرد العسكري الامريكي كانت محدودة قياسا برد ادارة ترومان في كوريا، إلا أنه أكد على تصميم الرئيس الـ 45 على الرد عسكريا، حتى لو بشكل تكتيكي، على تجاوز الخطوط الحمراء.
على الرغم من أن البيت الابيض الحالي لم يرغب منذ البداية الصعود الى مسار الازمة مع الكرملين في موضوع سوريا، ورغم أن الصراع الشامل مع نظام الاسد لا يوجد في برنامج العمل، فمن الواجب التعبير عن القوة وتأكيد الخطوط الحمراء التي تشوشت في عهد اوباما. إن هذه الضربة تخدم ادعاءات ترامب التي تقول إن سياسته متعلقة بالمصالح الامريكية ولا تتعلق بتقديرات موسكو.
نحن ما زلنا بعيدين سنوات ضوئية عن سيناريو الحرب الشاملة مثل كوريا، حيث أن موقف الادارة الامريكية الانفصالي الجديد يسعى الى تقليص التدخل العسكري المباشر من اجل الصراع ضد داعش والقاعدة والامتناع عن التورط في الازمات والحروب الاخرى. لذلك يمكن اعتبار هذا الرد لبنة وحيدة في خطوات استراتيجية وسياسية في المنطقة.
في الحبل السري لهذه الخطوات يوجد الجهد لانشاء جبهة سنية واسعة، تعتمد على القاهرة والرياض للمساعدة في الصراع ضد داعش والقاعدة وكبح ايران وعملياتها الارهابية. والايام ستقول لنا اذا كان يمكن تحقيق هذا الهدف ليس فقط في المستوى الاقليمي الواسع، بل ايضا في الساحة السورية وفي مواجهة نظام الاسد.
يديعوت / ومرة اخرى، امريكا مذنبة!
يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – 9/4/2017
بعد الهجمة الكيميائية في سوريا، ركز العالم المصدوم نظره الى البيت الابيض. لسبب ما، كان واضحا أنه باستثناء الولايات المتحدة لن تحرك أي دولة اوروبية ساكنا ضد الاسد. كان واضحا أن امريكا، وفقط أمريكا، يمكنها أن ترد. لماذا ليس فرنسا؟ لماذا ليس بريطانا؟ هل القدرات العسكرية للاسد تخيف هيئة الاركان البريطانية أو الفرنسية وتتسبب بعجز رؤساء الاركان هناك؟ لا يبدو معقول. المعقول ان اوروبا، القارة التي تقع على مسافة قريبة جدا من دمشق، مريح وآمن لها ان توجه اصبع الاتهام لامريكا. لماذا أنتِ تتجلدين، يا أمريكا؟ عيب وعار عليكِ، يا أمريكا!
جلست اوروبا بلا فعل تام عندما قتل نظام الاسد بالجملة مئات الالاف من ابناء شعبه. ما قض مضاجعها كان فقط الخوف من موجات اللاجئين الذين سيهربون من حلب المشتعلة عبر تركيا المسلمة الى محطة القطار الجديدة في فيينا. بعد ان توصل قادة اوروبا الى اتفاق مع اردوغان ودفعوا له مليارات اليوروهات بقشيش كي يغلق شرايين الفرار في وجه اللاجئين، كف الجحيم السوري عن إثارة اهتمامهم.
حتى الهجمة الكيميائية الاسبوع الماضي. هذه المذبحة ولا سيما الصور منها، كانت حدثا عسيرا على الهضم حتى بالنسبة لمعدة اوروبا القوية، فما بالك بالنسبة للرأي العام الامريكي الحساس منذ الانتخابات الاخيرة. كل العيون تطلعت، إذن نحو الاشقر الغريب في الغرفة البيضورية في البيت الابيض.
لقد كانت الفرضية الاساس ان ترامب لن يفعل شيئا. وعندما سكت بالفعل يوما كاملا بعد القصف الكيميائي – الى أن خرجت عن لسانه بضع جمع تنديد مشوشة – كان يمكن سماع تنفس الصعداء من محلليه في ارجاء الاعلام الامريكي والدولية. فقد احتفل هذا بعدم رده على المذبحة الكيميائية في سوريا كونها تثبت أن ترامب هو خادم بائس لبوتين حقا. وأنه يفعل أقل مما فعله سلفه اوباما، بل حتى لا يوسع ارساليات السلاح للثوار وأنه يفر من البشرى، ينغلق على نفسه، يتلعثم. يا له من بائس!
وعندها، كالبرق في يوم صاف، يطلق الاسطول الامريكي بأمر من ترامب 59 صاروخ تومهوك نحو قاعدة سلاح الجو السورية التي انطلقت منها الهجمة الكيميائية. ضربة حربية حقيقية، ليست أخيرة بالضرورة. وترامب نفسه القى خطابا قتاليا قصيرا، لاول مرة في 77 يوم ولايته، خطابا يبعث على الفخار.
ولكن لا تقلقوا، فسرعان ما انقضت الصدمة. في غضون يوم ونصف استبدلت ردود الفعل الايجابية (وحتى الحماسية) على أمر ترامب للقصف فحلت محلها التحفظات، الحذرة في البداية والفظة والحادة الان. فقد كتب وقيل في التحليلات الاخيرة ان ترامب “استسلم للجنرالات”، “عمل بخلاف القانون الدولي”، “هز النظام العالمي”، “عزز داعش”، “عزز الاسد”، “خرج عن صلاحياته كرئيس”، “اغضب الروس عبثا”، “تآمر مع الروس”، “هاجم أهدافا استعراضية”، “لعب بالنار”، “صفى الحل السياسي” و “لم يفكر بالاثار الجسيمة للهجوم” – هذه مجرد بعض العناوين الرئيسة للمقالات النقدية الرائدة في وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية. مقالات كاتبوها المعروفون، بعضهم مزاودون وخبراء في السياسة، خرجوا عن أطوارهم من شدة الغضب حين كان يخيل ان ترامب يتجاهل المذبحة ويفضل دس رأسه في الرمال. وحتى الـ “نعم” الاوروبية الدبلوماسية الاولى للعمل الامريكي استبدلت منذ الان بـ “نعم”، لكن…”. والـ “لكن” تتعزز كلما مر الوقت والروس يغضبون.
أنا معفي، كما يخيل لي، من أن أذكر هنا مقالات الرأي الكثيرة التي كتبها ضد ترامب، فكره، سلوكه، سياسته وشخصيته. ولكن عندما فاجأ الرجل ايجابا وقام بعمل كان ينبغي لبلاده – والدول الغربية المتنورة الاخرى – أن تقوم به منذ زمن بعيد، أي ان تستخدم قوة الذراع في مواجهة قاتل الجماهير من دمشق، فاني ارفع القبعة امامه. هذا بخلاف، مثلا الصحيفة البريطانية اليسارية “الغارديان” التي ترفض تهنئة ترامب لان “دوافعه مشبوهة”. وهي بالتأكيد ليست الوحيدة في رفضه وانتقاده.
دوافع ترامب مشبوهة؟ يحتمل جدا؛ فهو مثير دائم للشبهات. ولكن يفضل في نظري عمل عسكري اخلاقي بدوافع مشبوهة على امتناع عن عمل كهذا بدوافع مشبوهة. اليوم ايضا، مثلما في الماضي، العالم المتنور يريد لامريكا ان تقاتل نيابة عنه، وعندما تقاتل فانه يكرهها بسبب ذلك.
العالم العربي: ترامب الى الداخل، بوتين الى الخارج
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 9/4/2017
لقد ارتفع رصيد دونالد ترامب في العالم العربي في أعقاب القصف الامريكي في سوريا. ويبدو أنه منذ سنوات كثيرة لم يحظ رئيس امريكي بهذا القدر من الشكر والمديح والتشجيع من العرب بقدر ما حظي ترامب في الايام الاخيرة. اعلانات التأييد تتدفق من الدول العربية، وايضا التعليقات في الشبكات الاجتماعية التي تطالب بأن يستمر ترامب في ذلك وأن لا يتوقف قبل استكمال المهمة التي هي اعادة النظام والاستقرار الى الساحة السورية والمنطقة جميعها.
صحيح أن القصف الامريكي كان محدودا بحجمه وأهدافه، ولهذا سجل نجاحا وحقق الهدف المركزي وهو معاقبة الديكتاتور السوري على استخدامه السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه. ولكن اذا بقي هذا القصف حادثة موضعية ووحيدة فهي لن تغير مسار الحرب في سوريا. بشار الاسد يمكنه بسهولة استيعاب الضربة الامريكية. فقد خسر مطارات كثيرة لصالح المتمردين خلال سنوات الحرب، وكل يوم يُقتل العشرات من جنوده في المعارك. فالقصف الامريكي بالنسبة له هو اصابة بالجناح وهو يستطيع التعايش مع ذلك والبقاء. واذا تصرف بشكل حكيم وامتنع عن الرد، كما كان يفعل عندما كانت اسرائيل تقوم بالقصف، يمكنه التقدم الى الأمام، وبمساعدة اصدقائه الروس والايرانيين يمكنه الاستمرار في قتل أبناء شعبه. ولكن باستخدام السلاح التقليدي.
الأمر الهام هو أنه بعد القصف الامريكي أصبح واضحا للجميع، وبما في ذلك بشار الاسد نفسه، أن مصيره ومصير سوريا ليس في يديه. والأكثر أهمية من ذلك هو أن الامر ليس في أيدي بوتين. فترامب هو الذي لديه المفاتيح، وهو يستطيع الاستمرار في القصف في سوريا. وقد يُحدث الانعطافة في الحرب، ويمكنه أن يحافظ على الاسد في منصبه.
أحد المتضررين من القصف في سوريا هو الحاصل على جائزة نوبل للسلام، براك اوباما، الذي قال في حينه إنه بحاجة الى عشرات آلاف الجنود من اجل العمل في سوريا والى تريليونات الدولارات. ترامب قام بخطوة حقيقية ستؤدي الى توقف النظام السوري عن استخدام السلاح الكيميائي، بواسطة 59 صاروخ “توما هوك” فقط. والمتضرر الآخر هو فلادمير بوتين الذي أثبت ترامب أنه “نمر من ورق”. فروسيا هي دولة عظمى وقوية ولكنها لا تساوي في قوتها وقدراتها الولايات المتحدة.
إن كل عربي في الشرق الاوسط يعرف ذلك الآن. وعندما بدا أن اوباما يترك المنطقة وأنه لن يساعد حلفاءه، حاول الجميع التقرب من بوتين الذي ملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في عهد اوباما. إلا أن ترامب أعاد الولايات المتحدة الى قوة عظمى. في الوقت الحالي ينتظر ترامب الصراع ضد داعش، لكن يجب أن يثبت تصميمه مثلما فعل خلال الضربة في الاسبوع الماضي، وأنه يمكنه تحقيق انجازات كبيرة على هذه الجبهة بدون مساعدة روسيا التي لا تقوم بمحاربة داعش أصلا.
يوجد في البلدة شريف جديد، وبعض الزعماء العرب والسكان العرب لا يخفون رضاهم على ذلك. وهم يريدون أن يقوم الشريف بمعاقبة بشار على جرائمه، ومعاقبة ايران ايضا.
القناة السابعة العبرية / خلافات في الكابينت: استيعاب لاجئين من سوريا؟
القناة السابعة العبرية – 9/4/2017
يناقش الكابينت السياسي – الأمني، يوم الأربعاء، الوضع في سوريا وإمكانية ان تزيد اسرائيل من المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين.
يعارضون في جهاز الأمن مبادرة الوزير يسرائيل كاتس بزيادة المساعدات لمتضرري الهجوم الكيماوي قرب إدلب، وجلب جزء منهم لتلقي العلاج في إسرائيل.
وكان الوزير كاتس قد توجه بالأمر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي قام بدوره بنقل الطلب لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان لدراسته. القيادة العليا في وزارة الأمن تعارض الاقتراح، حيث إنها تتطلب علاقة قوية مع الجيش التركي.

الحصة الأكبر من الجلسة ستركز على السياسات الإسرائيلية في ضوء الهجمة الكيماوية والرد الأمريكي عليها.
رئيس الحكومة سيطلع الوزراء على المحادثات التي أجريت نهاية الأسبوع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك فانس، وقبل ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ممثلون من جهاز الأمن سينظرون في الوضع الحالي على الساحة الأمنية، موضحين أن إسرائيل لا تخطط للتدخل بالقتال في سوريا، بل فقط الرد في حال استدعى الأمر أو حدث أي خرق على الحدود الشمالية.
بالمناسبة، الوزير ارييه درعي أيضًا قدم اقترحًا يعارضونه في نظام الأمن بشدة، وسيناقشه الوزراء. حسب خطة وزير الداخلية، يتم جلب مائة طفل لاجئ من سوريا لإسرائيل، في محاولة تأهيلهم، بمساعدة عائلات عربية إسرائيلية توافق على احتوائهم. هذا – في نهاية المطاف – بهدف السماح لهم بالبدء بحياة جديدة والحصول على الجنسية الإسرائيلية خلال سنوات.
الخطة مرت فعلًا بمعظم مراحل المصادقة، لكن رئيس الحكومة لم يقدم موافقته عليها، في ظل معارضة مسؤولي الأمن.
مع ذلك، النقاش حولها سيكون مهمًا، حيث انه من المتوقع ان يعرب وزراء آخرون، مثل وزير المالية موشيه كحلون، عن دعمهم لهذه الخطة خلال النقاش.
هآرتس / ضربة خاطفة
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 9/4/2017
الامر احتاج الى ضربة عسكرية بمستوى محدود، وترامب كعادته فاجأ الجميع. بوتين غضب والاسد صرخ. ولكن عندما تم اطلاق 59 صاروخ من السفن العسكرية الموجودة في البحر المتوسط، والتي سقطت على موقع عسكري قرب حمص، لم تكن هذه مسابقة اخرى في شد الحبل، أو استعراض للعضلات. بدون محكمة العدل العليا وبدون “بتسيلم”، أي بدون قرار لمجلس الامن وبدون المحادثات الدبلوماسية المضنية، وجهت الولايات المتحدة صفعة مدوية للاسد وبوتين. وهذا الامر يرسل رسالة لدول اخرى ايضا. قبل حدوث الرد العسكري كان هناك تحول سياسي عندما أعلن ترامب أن الاسد لا يمكنه أن يكون جزءاً من الحل في سوريا. وهذا على الرغم من أنه قبل ذلك ببضعة ايام أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة أن اسقاط الاسد ليس من أولويات الادارة الامريكية.
هل تغيرت أولويات الولايات المتحدة في أعقاب الهجمة الكيميائية على خان شيخون، وهل ستسعى الولايات المتحدة الى اسقاط الاسد؟ الجواب حتى الآن “لا”. هل سيستأنف ترامب تقديم المساعدات الامريكية للمتمردين في سوريا كي يستطيعوا مواجهة النظام؟ الجواب هو أكثر من ذلك. ايضا الاسئلة التكتيكية لا تجيب عليها الضربة الامريكية.
الصواريخ كما يبدو لم تصب مخازن السلاح الكيميائي للاسد، بل أصابت المطار التابع لسلاح الجو والذي طلعت منه الطائرات التي كانت مزودة بالسلاح الكيميائي. أما السلاح الكيميائي نفسه فهو في أمان. إن المنطق في قصف مطار لسلاح الجو أمر مفهوم، لكن هل يعني ذلك أن ترامب لن يتردد في ضرب من قام باعطاء الأمر؟ في الوقت الحالي الاجابة على هذا السؤال واضحة وهي ضربة خاطفة. ترامب فعل بشكل كبير ما تفعله اسرائيل بشكل مصغر، حيث تقوم بقصف قوافل السلاح التي تخرج من سوريا الى حزب الله.
الولايات المتحدة لم يعد لها دور هام في الحرب السورية، إلا اذا قرر ترامب أن يفاجيء من جديد. هي لن تسرق العرض والتأثير من روسيا. والعمليات السياسية ستتم بدون تدخل امريكي ناجع. لهذا فان الانجاز الفوري والهام بالنسبة لترامب هو امريكي سياسي: الاثبات للجمهور بأن الولايات المتحدة ليست أرنب خائف. وترامب الذي طلب من اوباما الحصول على موافقة الكونغرس قبل ضرب سوريا في العام 2013، أحرج الكونغرس الامريكي ايضا. فهل سيتجرأ أحد ما على انتقاد الهجوم، حتى لو كان بعيدا عن الاجراءات السليمة، ورغم أن الولايات المتحدة لم تكن تواجه خطرا فوريا؟.
والسؤال المطروح هو هل ستنتقل روسيا وسوريا الى الحرب الانتقامية للاثبات بأنه لم يتغير شيء في استراتيجية محاربة المتمردين والمدنيين. وبالنسبة لهما لا حاجة الى أي سلاح كيميائي من اجل قصف مدينة ادلب ومحيطها بشكل كثيف. يمكن الحصول على نتائج جيدة من خلال العنف المشروع مثلما حدث في السنوات الستة الماضية منذ بدء الحرب في سوريا. وهذا القرار موجود في أيدي بوتين الذي يلتزم بالوقوف الى جانب الاسد في وجه الهجوم الامريكي. والحديث هنا لا يدور عن الدفاع عن صديق، بل الحفاظ على مكانة واحترام روسيا. في يوم الخميس الماضي أعلن المتحدث باسم بوتين، دمتري باسكوف، أن روسيا لا تقف الى جانب الاسد في جميع الظروف وأنه “من الخطأ القول إن روسيا يمكنها اقناع الاسد بفعل كل ما تريده”. إلا أن هذه الاقوال كانت تتكرر كلما تم اتهام روسيا بالمسؤولية عن سلوك الاسد الدموي.
رغم ذلك، يجدر قراءة رد روسيا على الضربة. المتحدث باسم بوتين اعتبر الرد “اعتداء على دولة ذات سيادة بذريعة مصطنعة”. وهو لم يعانق الاسد ولم يعتبر أن الضربة وجهت لحليف، ولم يهاجم ترامب بشكل مباشر مثلما لم يلق الاخير المسؤولية المباشرة على بوتين.
يبدو أنه رغم الاقوال الروسية والتحذير بخصوص مستقبل العلاقة بين القوتين العظميين، إلا أن الزعيمين لا يريدان اعطاء الاسد القدرة على ضعضعة التوازن بين القوى العظمى. والخطوة العملية التي اتخذتها روسيا حتى الآن هي تجميد التنسيق الجوي في سوريا مع الولايات المتحدة حسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الاول 2015.
ليس من الواضح حتى الآن اذا كان تجميد التنسيق سيشمل التنسيق مع اسرائيل ايضا. فهذه التفاهمات ليست جزءاً من التفاهمات مع الولايات المتحدة. ولكن يحتمل أن يحاول بوتين الغاضب من تصريحات نتنياهو عن الاسد، أن يثبت لترامب أن استهداف حليفة روسيا سيؤثر على حلفاء الولايات المتحدة. وبهذا يقوم بالغاء أو تجميد التفاهمات مع اسرائيل. واذا كانت هذه هي النتيجة فان الامر يعني أن الحرب السورية تضع اسرائيل على خط النار السياسي وليس العسكري فقط. وقد تجد اسرائيل نفسها في تناقض مصالح بين سياسة ترامب وبين حاجتها الى استمرار التنسيق مع روسيا.
يديعوت / الحرب الباردة تسخن
يديعوت – بقلم تسيبي شميلوفيتس – 9/4/2017
بعد أن هزت هجمة الاسد الكيميائية العالم، استقبل مشهد وابل صواريخ تومهوك على سوريا من المحللين الامريكيين بحماسة شديدة، وحظي ترامب بالتأييد ليس فقط من معظم الجمهوريين في الكونغرس بل ومن الكثير من الديمقراطيين ايضا.
اعضاء الكونغرس، الذين منذ التصويت على حرب العراق، يتملصون قدر الامكان من التصويت على التأييد لكل عمل عسكري، سعدوا هذه المرة ايضا الا يطالبوا بعمل ذلك، وتركوا لترامب مجال عمل غير محدود. وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي، في اثناء مداولات طواريء في مجلس الامن ان “الولايات المتحدة اتخذت خطوة محدودة جدا. نحن مستعدون لعمل اكبر بكثير، ولكننا نأمل الا نضطر الى ذلك. حان الوقت لان تأخذ الدول المتحضرة في الامم المتحدة الموضوع بالجدية المناسبة وتطالب بحل سياسي فوري”.
أما من كانت اقل رضى فهي روسيا، إذ قال المتحدث باسم بوتين، ديمتري باسكوف ان “الهجوم هو انتهاك للقانون الدولي ومس شديد بالعلاقات بين روسيا وأمريكا، التي توجد على أي حال في وضع سيء”.
هذا وأعلن الروس منذ يوم الجمعة عن اعتزامهم مساعدة الاسد على اعادة بناء قاعدة الشعيرات بسرعة وانهم يجمدون التعاون مع الامريكيين في سوريا. وأعلنت روسيا عن “تجميد الخط الساخن مع الولايات المتحدة الذي يستهدف منع امكانية الصدامات بين قوات الجيش الامريكي والروسي في سوريا”.
هذا وسيكون موضوع الخط الساخن أحد المواضيع التي ستبحث في اللقاء المشحون المرتقب هذا الاسبوع بين بوتين ووزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون. وكان تيلرسون تلقى من الرئيس الروسي جائزة خاصة تمنح لمن يعتبرون اصدقائه، عقد صفقات بالمليارات مع روسيا وعزز تعيينه وزيرا للخارجية الاشتباه بان الروس هم من يديرون بيت ابيض ترامب عمليا. أما الان فسيتعين على تيلرسون ان يبدي التصلب – سواء كان حقيقيا أم لا – أمام الرجل الذي يبقي الاسد في الحكم وليس له أي نية للتخلي عنه قريبا. وكان تيلرسون قال قبل بضعة ايام من الهجوم ان “ازاحة الاسد عن الحكم لا توجد في رأس جدول اولويات الادارة”.
أما من ألغى زيارته المخطط لها الى روسيا ردا على الهجوم الامريكي في سوريا فهو وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي كان يفترض أن يسافر الى موسكو غدا. وقال جونسون ان “الظروف تغيرت” وان جل المساعي البريطانية موجهة الان لتحقيق وقف نار دولي في سوريا.
القناة العاشرة العبرية / الجيش كان قادرًا على منع تسريب المعلومات القاتلة
القناة العاشرة العبرية – 9/4/2017
طائرة صغير بدون طيار على أرض حزب الله: هل كان يمكن منع كارثة السرية؟ في عام 1997 خرج 16 مقاتل كوماندو بحري لاغتيال استباقي لمسؤول حزب الله في لبنان، وصلوا من البحر، تقدموا على طول كيلومترات من منطقة زراعية، وفي النهاية اصطدموا بكمين أودى بحياة 11 مقاتلًا من القوة وطبيب الإنقاذ.
لطالما ادعوا في جهاز الأمن على مر السنوات بأنه لم يكن هناك أي اخفاق تسبب بالكشف عن مكان الجنود، وأن هذا كمين عشوائي. فقط قبل سبع سنوات كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن التنظيم نجح باعتراض بث الطائرة التي صورت المنطقة قبل العملية، من أجل ان يستطيع نشطاء التنظيم وضع الكمين الذي احتوى على عبوات ناسفة قوية، ووضع تمامًا في طريق القوة.
والآن يكشف تحقيق القناة العاشرة أنه كان بيد الجيش طائرات بدون طيار تستخدم لبث الرسائل المشفرة. لو اختاروا أن يستخدموا هذه الآليات لحال الأمر دون وقوع الكارثة الأكبر في تاريخ السرية 13.
هآرتس / لا تتورطوا في سوريا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 9/4/2017

حتى قبل الضربة الصواريخ الجوالة التي اطلقت فجر أول أمس من حاملات طائرات الاسطول السادس الامريكي نحو قاعدة سلاح الجو السورية بأمر من الرئيس ترامب، وبينما لا يزال من السابق لاوانه القول اذا كان سيكون لهذه الضربة تأثير لاحق على سير الحرب الاهلية في سوريا وعلى تدخل القوى العظمى فيها، بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البحث في اقامة منطقتين فاصلتين في جنوب سوريا – واحدة بين سوريا واسرائيل واخرى بين سوريا والاردن، كلتاهما في الجانب السوري من الحدود ودون تواجد اسرائيلي.
هذه فكرة خطيرة، تدعي استغلال الفرصة – تفكك المنظومة السورية في ست سنوات من الحرب التي تبدو نهايتها بعيدة – من شأنها أن تتبين بسرعة كفخ باهظ الثمن. فاسرائيل لا تحتاج الى أحزمة أمنية خارجية تشكل احتلالا عمليا، حتى وان كان بوسيلة التحكم من بعيد، وستخلد النزاعات. ما بالك أن هذا حزام على ظهر حزام: هضبة الجولان التي احتلت في حرب الايام الستة (واحد لم يدعِ بشأنها أنها “حررت”)، يفترض أن توفر فصلا بريا بين الجيش السوري وبين إسرائيل؛ ولكن لما كانت اسرائيل تتمسك بها وسوريا لم تسلم بضياعها فان اعادتها الى السيادة السورية اصبحت هدفا للنظام في دمشق. وحسب منطق احتلال الجولان، فانه من أجل الدفاع عن مطلوب أيضا احتلال وادي وسهل حوران وباقي المقاطعات جنوب غرب سوريا.
ان المنطقة الفاصلة السورية – الاردنية هي شأن هاتين الدولتين. فالمنطقة الامنية في جنوب لبنان فشلت واسرائيل أجلت الجيش الاسرائيلي الى الحدود الدولية المعترف بها. والتقدير بان الدولة السورية لن تعود ابدا لان تكون ما كانت عليه حتى 2011 وانه قيض لها أن تنشق الى مقاطعات على اساس جغرافي أو طائفي لا يزال بحاجة الى اثبات. فلم تعترف أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة باحلال الادارة والقانون الاسرائيليين على الجولان، الضم الفعلي – وان كان ناطقون رسميون في القدس نفوا ذلك منذ 1981 فما بعد – كما ليس متوقعا ان تعترف بذلك. بل العكس فان الدعوة الى اخراج كل القوات الاجنبية من سوريا، في اطار شروط انهاء الحرب الاهلية، المرغوب فيه جدا لاسرائيل كي تطرد ايران وحزب الله، كفيلة بان تطرح مطالبة مشابهة أيضا تجاه التواجد الاسرائيلي في الجولان. وذلك لان روسيا، سيدة نظام الاسد، تتبين أكثر فأكثر كالقوة العظمى المركزية في التطورات في سوريا، بينما الولايات المتحدة، رغم هجمة العقاب والردع ضد القاعدة التي صدر فيها السلاح الكيميائي (والتي عللت بالحرص على مصلحة قومية حيوية، أمريكية، لحصر الاستخدام لاسلحة الدمار الشامل)، ستفقد الاهتمام بما يجري في سوريا بعد أن يتحقق الانتصار على داعش، في سياق السنة.
وحتى لو سلم العالم بمنطقة فاصلة شرقي خط وقف النار وفصل القوات في 1974، من شأن اسرائيل أن تجتذب الى الداخل تدريجيا، في معارك ضد محافل معادية تصر على التمسك بها. فكرة عليلة في أساسها ويفضل شطبها عن جدول الاعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى