ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 5 – 4 – 2017

معاريف / استطلاع: ساعر في رئاسة الليكود يتلقى 29 مقعدا، نتنياهو 27 فقط
معاريف – بقلم اريك بندر – 5/4/2017
أظهر استطلاع نشرته أمس قناة 10 أنه اذا وقف جدعون ساعر على وقف الليكود في الانتخابات القادمة، فسيحصل الحزب على 29 مقعدا مقابل 27 برئاسة نتنياهو. وستأتي علاوة المقاعد على حساب اسرائيل بيتنا وكلنا.
في الاستطلاع الذي يتصدر فيه نتنياهو رئاسة الليكود يأخذ حزب يوجد مستقبل الصدارة بين الاحزاب مع 29 مقعدا، والقائمة المشتركة 12 مقعدا، المعسكر الصهيوني والبيت اليهودي يحصلان كل منهما على 10 مقاعد، يهدوت هتوراة وميرتس 7 مقاعد، شاس، كلنا واسرائيل بيتنا مع 6 مقاعد لكل منها.
بالمقابل فان رئاسة جدعون ساعر لليكود تجعل الليكود ويوجد مستقبل متساويان مع 29 مقعدا لكل واحد منهما – ارتفاع بمقعدين لليكود على حساب اسرائيل بيتنا وكلنا اللذين يفقدان مقعدا كل منهما.
وفحص الاستطلاع موقف الجمهور من مسألة من هو المرشح المفضل لرئاسة الوزراء. وهنا بقي نتنياهو يتصدر القائمة مع 23 في المئة مقابل 18 في المئة ليائير لبيد، 11 في المئة لساعر، 5 في المئة لنفتالي بينيت، 4 في المئة لليبرمان وهرتسوغ.
اما في اوساط مصوتي الليكود فان 68 في المئة يفضلون بنيامين نتنياهو في رئاسة الحزب مقابل 13 في المئة لساعر.
يديعوت / في الغرب لا جديد
يديعوت – بقلم نداف ايال – 5/4/2017
أولئك ممن كتبوا من بيننا في تلك الايام من ايلول 2013 بأن سلوك أوباما في الموضوع السوري هاوٍ، متهور وخطير لاقوا هزة رأس مستنكرة. أخيرا يوجد تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا على شيء ما، قال المؤمنون بالاتفاق اياه، فلماذا نخرب بنبوءات الغضب.
ولكن تلك لم تكن نبوءات غضب. فالاتفاق الذي وضعه بوتين أمام اوباما لم يتضمن قرارا ملزما من مجلس الامن وفقا للمادة السابعة، المادة التي تسمح باستخدام القوة ضد الاسد اذا ما انتهك تعهداته. كما كان واضحا بان الاتفاق يمنح الاسد مظلة حماية، بوليصة تأمين من اسقاطه. كان واضحا في حينه، مثلما هو واضح اليوم، بان الاسد وعائلة الاسد هما المشكلة الاساس للحرب السورية، وبلا القضاء عليهما فان الصراع سيحتدم فقط. كل هذه الامور كانت صحيحة في حينه مثلما هي صحيحة اليوم، باستثناء أننا الان بعد نحو 400 الف قتيل، أزمة لاجئين وبعد صعود زعيم واحد، دونالد ترامب، الذي استخدم صور المهاجرين السوريين في حملاته الاعلامية الانتخابية.
وهذا الصباح نحن بعد فظاعة اخرى. لا فرق بين طفل قتل برصاصة في رأسه وبين طفل سمم بالغاز ونحن نشاهد صور يفرفط، في محاولة لتنفس نفس آخر أخير من الهواء الى رئتيه اللتين كفتا عن أداء مهامهما. الطفلان قتلا، وبنية سوء تامة قتلا. الاسد مسؤول على الاقل عن 70 في المئة من الضحايا المدنيين في الحرب الاهلية. في الاشهر الاخيرة تقتل حليفته روسيا ناس أكثر في سوريا مما يقتل تنظيم داعش. الاسد وبوتين يجسدان للعالم قوة القوة غير الملجومة، الوحشية والمركز على الهدف. لقد كان يفترض بالهيئات الدولية ان تمنع وتشوش استخداما كهذا للقوة، ولكنها مشلولة؛ مشلولة بسبب المبنى الاساس الذي يمنح روسيا حق الفيتو ومشلولة بسبب انعدام التصميم الامريكي.
لقد اتهم البيت الابيض برئاسة ترامب إدارة اوباما بالوضع السوري، وبالطبع هذا اتهام له ما يستند اليه. ولكن أن تتهم سلفك في المنصب هو سحر انتهى مفعوله. فأمس ظهر ترامب بعد بضع ساعات من تسمم مئات المواطنين بالغاز في سوريا؛ عمليا، كان له ظهوران علنيان. فقد عني بشكر البنائين وعاملي التكييف وأوضح بان “امريكا اولا” يتضمن الادارة. بكلمات اخرى: اوباما اختار الانعزال عن الازمة السورية، وحصد العاصفة. اما ترامب فيريد الانعزال عن كل العالم وأزماته، وبالطبع عن سوريا ايضا. لقد مقت اوباما بوتين ولكنه اعتقد – بخطأ تام، خطأ فظيع – بانه سيكون بوسعه التوقيع معه على اتفاق حول سوريا. اما ترامب فمعجب ببوتين ولا يضغط عليه أبدا لعقد اتفاق حول سوريا. فلا حاجة، إذ “فقط مواطنو سوريا يمكنهم ان يقرروا مصيرهم”، اذا ما اقتبسنا وزير الخارجية حديث العهد ريكس تيلرسون. جون مكين الجمهور كان مذهولا جدا من الانعطافة البوتينية التي تلقتها إدارة حزبه الذي وصف أقواله بانها “تمثل فصلا معيبا في التاريخ الامريكي”.
سوريا هي فشل تام لسياسة عدم التدخل الغربية. كما انها فشل روسيا؛ فعلى مدى سنوات يتدخل بوتين حتى الرقبة في الحرب. والنتيجة بالنسبة لروسيا والغرب فظيعة؛ نصف السكان تركوا بيوتهم وهم لاجئون في بلادهم أو خارجها. واحد من كل عشرة قتل أو اصيب. الحرب تشكل مربضا للنمو، للتدريب وللتجنيد للمنظمات الاجرامية في العالم. ولتسوية الازمة يحتاج العالم الى شرطي عالمي ناجع ولا يوجد سوى واحد كهذا – في واشنطن. لشدة الاسف، هو حاليا يرفض ان يأخذ على عاتقه المهامة. يجدر بنا أن نأمل في أن يتغير هذا.
القناة العاشرة الإسرائيلية / “الشاباك” يعتقل ناشطًا حمساويًا تم تشغيله على يد قيادة التنظيم في تركيا
القناة العاشرة الإسرائيلية – 6/4/2017
كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن جهاز “الشاباك” اعتقل في فبراير ناشطًا حمساويًا تم تشغيله على يد قيادة التنظيم في تركيا، مشيرة إلى أنه بين ممتلكاته وُجدت بطاقات ذاكرة مع توجيهات أمنية ومعلومات هدفها تعزيز “خطط تخريبية”.
وبحسب ما سمح بنشره، اليوم الأربعاء، مالك نزار يوسف قزمار (23 عامًا) من قلقيلية، تم تجنيده لصفوف حماس عام 2015 أثناء تواجده في الأردن، وقد تلقى سلسلة تدريبات في سوريا، تشمل إطلاق نار، وإنتاج عبوات ناسفة ومواد متفجرة.
وأوضحت القناة أنه قبل وقت قصير من عودته لإسرائيل، التقى قزمار في اسطنبول بتركيا مع نشطاء حماس من قيادة التنظيم الذين يعملون هناك، حيث وجهوا له تعليمات بالانضمام لصفوف التنظيم في إسرائيل.
واعتقل قزمار مع عودته لإسرائيل في الضفة الغربية، كما وُجدت بحوزته بطاقة ذاكرة حصل عليها من النشطاء في إسطنبول، وتم تشفيرها باستخدام برنامج تشفير. في البطاقات وُجدت تعليمات أمنية واسعة ومعلومات لمساعدته في تنفيذ مهماته.
وأشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي تم تقديم لائحة اتهام ضد قزمار بالمحكمة العسكرية في الضفة، ونسبت إليه مخالفات أمنية شديدة.
هذا واتضح من الاعتقال والاستجواب ان قيادة حماس تواصل العمل من تركيا رغم اتفاق المصالحة، وأن التنظيم يواصل استعانته بناشطين يعودون لإسرائيل من الخارج، في الوقت الذي تمكث فيه القيادة خارج البلاد وتعمل بلا عوائق.
يذكر انه قبل أسبوعين فقط اعتقل مسؤول في منظمة مساعدات إنسانية للحكومة التركية في غزة، بتهمة مساعدة حماس.
يديعوت / مبادرة السلام للوزير كاتس: طريق سريع من إسرائيل للسعودية عبر الأردن
يديعوت احرونوت – 5/4/2017
قدم وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، صباح اليوم الأربعاء، خطة “طريق لسلام إقليمي”، يتم في إطارها ربط إسرائيل بشبكة سكك حديدية مع الأردن، ومنها للسعودية ولدول الخليج. السكة الحديد للأردن ستخرج – حسب الخطة – من حيفا لبيسان، ومنها لمعبر الشيخ حسين ومن هناك لإربد. الوزير كاتس قال ان هناك حوارًا مؤثرًا مع دول عربية حول خطته، مضيفًا “أنا متفائل بشأن إمكانية تعزيزها”.
وأوضح كاتس أن الخطة ستساهم بتعزيز الأردن وتحولها لمركز نقل، فهي ستربط بين الفلسطينيين ليس فقط بمطار حيفا، بل أيضًا بالمجال العربي، وستسمح للدول العربية بالوصول البري للبحر المتوسط. وتحدث كاتس أنه قدم الخطة أمام جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس ترامب، الذي أبدى إعجابه بها بشكل كبير ووعد بتسخير حكومة ترامب لتحقيقها، “منذ اللقاء أجريتُ اتصالات أخرى مع الأمريكان”، وحسب قوله حتى رئيس الحكومة يدعم الخطة.

من وجهة نظره، الخطة ستمنع أزمة إنسانية، وستسمح بازدهار اقتصادي، “الخطة ستكون بمثابة أساس لخطة سياسية في وقت لاحق”، وأشار إلى أن هذه المبادرة تُضم لخطة بناء ميناء بحري ومطار على جزيرة اصطناعية أمام شواطئ غزة بإشراف أمني اسرائيلي، الخطة التي تعارضها وزارة الأمن.
“شبكة الطريق السريع الإقليمي لها منطق اقتصادي واستراتيجي، فهي تسمح بوصول بري آمن وبسيط التكلفة لدول عربية للبحر المتوسط. مثال، طول الطريق البحري من ميناء الدمام، الميناء المركزي للسعودية، للبحر المتوسط عن طريق الخليج الفارسي، البحر الأحمر وقناة السويس هي 6000 كيلو متر. الطريق البري عبر إسرائيل لميناء حيفا هو 600 كيلو متر. من بغداد عبر طريق البحر 8000 كيلو متر، طريق إسرائيل 1600 كيلو متر”.
وزير المواصلات أوضح لمبعوث ترامب أن الأمر لا يتطلب مساعدة مالية أميركية لتنفيذ الخطة، بل فقط دعم أمام الأردن، السعودية ودول الخليج. حسب قوله، شركات خاصة ستمول تمهيد الشبكة من الجانب العربي بسبب المكاسب الاقتصادية المتوقع تحقيقها.
هآرتس / غباي فقط يستطيع
هآرتس – بقلم أوري مسغاف – 5/4/2017
الاسم هو غباي، آفي غباي. هذا هو الشخص الذي يجب أن يضعه حزب العمل على رأسه في الانتخابات التمهيدية التي ستتم في 3 تموز. “اذا كانت لجنة التعيين يجب عليها أن تختار رئيس الحكومة فيجب أن يكون آفي غباي”، هذا ما قاله مؤخرا اهود باراك. لدى باراك يسألون دائما ما هي المصلحة. هذا غير مهم. الامر المهم هو القدرة التي استطاع تطويرها في السنة الماضية من اجل تلخيص التشخيصات السياسية المعقدة في اقوال حادة وواضحة. غباي هو هدية حصل عليها المعسكر الديمقراطي في اسرائيل. ومن الحيوي استخدامها.
في دولة سليمة، مع سياسة طبيعية، فان المسار السريع الذي قام به غباي لا يمكن اعتباره مثاليا، بل هو بعيد عن ذلك. وهو يريد المنافسة على رئاسة الدولة دون أن يكون حتى ليوم واحد عضو في الكنيست. وقد انضم الى السياسة قبل ثلاث سنوات عندما أقام مع موشيه كحلون حزب الاجواء الضار “كلنا”. وجلس في الحكومة سنة واحدة، وانضم الى حزب العمل قبل اربعة اشهر وهو يطلب ترؤسه. انتهت الطريق بالنسبة له. هذه تقريبا وقاحة، لكن الحقيقة هي أنه ليس هناك وقت لاضاعته. اسرائيل تحت حكم نتنياهو كفت رسميا عن كونها دولة طبيعية مع سياسة طبيعية. ويقود اسحق هرتسوغ المعسكر الديمقراطي في الوقت الحالي الى الضياع، الذي يأخذ حزب العمل الى نسبة الحسم، ويئير لبيد الذي يجذب خائبي هرتسوغ الى حزب اليمين (“الطبيعي”، “الضعيف”) المقنع.
في نقطة الزمن الحالية لاسرائيل لا يوجد شيء اسمه يمين عقلاني. ولا يوجد وسط. هذه خدعة اسرائيلية. نفتالي بينيت يريد ضم المناطق. ونتنياهو يسعى الى الحفاظ على الوضع الراهن. وجدعون ساعر عاد في هذا الاسبوع الى السياسة “لتعزيز الليكود” و”منع العودة الى حدود 1967″، ولبيد يريد “أن يختفي الفلسطينيون من أمامنا” ويعلن أن “اولادنا سيقومون بخطوات بناء الثقة”. وهرتسوغ يوصي بتجميد الوضع لعشر سنوات. هذه مجموعة من الاشخاص الذين يلبسون البدلات الأنيقة ويعرفون كيفية التحدث. جميعهم يقترحون الحفاظ على اسرائيل دولة ابرتهايد ثنائية القومية تعيش الى الأبد على السيف. غباي يقترح البديل، هو يتحدث بلا خوف عن الدولتين وعن العودة الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بدون شروط. “الحديث مع الشخص الموجود”، كما قال.
ويسجل لصالحه ترك حكومة نتنياهو بعد أن ضاق ذرعا من رئيسها. وبعد أن يئس من شريكه الخائف كحلون – ايضا معارضته لصيغة الغاز النتنة والفاسدة. القشة التي قسمت ظهر البعير كانت اقالة وزير الدفاع موشيه يعلون لصالح افيغدور ليبرمان. وكان غباي الوحيد الذي قام في حينه وتنازل عن امتياظات السلطة وقال “حتى هنا”.
لقد نشأ في وزارة المالية وكان مدير عام شركة بيزك. وهو ليس رئيس عمال كلاسيكي. ولكن سيرته والاموال التي جمعها في السوق الخاصة تمنحه عدد من الامتيازات، أهمها في الوقت الحالي، اضافة الى التجربة التنفيذية والادارية، غياب الارتباط الاقتصادي بالسياسة.
المرشح اريئيل مرغليت لديه دي.ان.ايه مشابه. فهو ايضا تردد في السنتين الاخيرتين في الوقوف في المعارضة المنهجية. ولكن لغباي توجد افضلية حاسمة عليه: هو شرقي. بكل بساطة. ولد لأبوين هاجرا من المغرب وترعرع في القدس مع سبعة اخوة. المعسكر الديمقراطي يجب عليه ببساطة أن يضع على رأسه مرشحا شرقيا. هذا صحيح من جميع النواحي: من الناحية القيمية والاجتماعية والتاريخية والسياسية بالطبع. لا يوجد ولن يكون “جيم تشنغر” آخر. وأنا أجد صعوبة في رؤية مرشح آخر في الأفق يستطيع نقل مصوتي الليكود الى الجانب الآخر من الشارع.
إن لبيد لا يفعل ذلك. الرياضيات البسيطة لعدد المقاعد توضح بأنه بُني فقط على انتقال مصوتي المعسكر الصهيوني. وهذا قد يسمح له بالانضمام لحكومة اليمين القادمة. وقد أقام في السابق حكومة مع بينيت ونتنياهو، وقد صمم على التوصية بنتنياهو أمام الرئيس. لقد كان ذلك قبل زمن طويل، قبل اربع سنوات. غباي فقط يستطيع، كما يبدو، تغيير الصورة.
معاريف / علامات الاستفهام خلف المأساة
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 5/4/2017
تطرح المأساة في إدلب أسئلة أكثر مما تطرح من أجوبة، وبالتأكيد ليست الاجوبة التي يمكن أن نحدد بناء عليها بيقين ما حصل، كيف حصل ومن المسؤول عن ذلك. فحتى الحقائق الاكثر اساسية موضع خلاف. فهل طائرات سلاح جو نظام الاسد هي التي القت بالمادة الكيميائية؟
معظم المؤشرات تدل على ان هذا كان نظام الاسد، وأن النظام استخدم غاز السارين، ناهيك عن أن ليس لدى الثوار قدرات جوية، باستثناء ربما استخدام الطائرات الصغيرة غير المأهولة، وأمثالها من الحوامات. للنظام ولروسيا فقط يوجد سلاح جو. من جهة اخرى، فانهما أعلنتا بشكل لا لبس فيه بانهما لم تكونا ضالعتين بالهجوم الجوي. ومع أن هذا أغلب الظن هو غاز السارين، فليس واضحا تماما بعد بان هذه هي المادة التي استخدمت وأنها هي التي تسببت بموت مئة شخص واصابة نحو 400 آخرين. فهل كان هذا هو غاز السارين كما تدعي المعارضة، ام ربما مادة كيميائية اخرى مثل الكلورين؟ ذات المادة التي سبق للاسد أن استخدمها في الماضي، وحسب الميثاق الدولي المضاد للسلاح الكيميائي فانه غير محظور الاستخدام (الا للاهداف العسكرية).
واضح أيضا بان من تضرر جراء ذلك من ناحية سياسية – دبلوماسية – دولية هو نظام الاسد، الذي يوجد في السنة الاخيرة في وضعه الافضل منذ سنين، بعد أن حقق – بمساعدة سلاح الجو الروسي والقوات البرية للميليشيات الشيعية المؤيدة لايران وحزب الله – انجازات عديدة وثبت ووسع حدود سيطرته. وعليه فغريب ان يستخدم جيش الاسد السلاح الكيميائي في مثل هذه الظروف. ناهيك عن أنه اذا ما تبين بالفعل انه تم استخدام للسارين، فان الامر يوفر دليلا على أن نظام الاسد لا يحترم التزامه الدولي من العام 2013، حين وقع على الميثاق المضاد للسلاح الكيميائي ووافق على التعلل من مخزون السلاح الكيميائي الهائل لديه، والذي كان واحدا من أكبر المخزونات في العالم.
ان استخدام السلاح الكيميائي، ولا سيما اذا كان هذا غاز السارين، فلن يفاجيء الاستخبارات الاسرائيلية. وذلك لان محافل البحث والتقدير تقول منذ سنين صراحة ان الاسد لم يفكك كل مخزون السلاح الكيميائي لديه. بل ابقى لديه “قدرة قليلة” تصل حتى نحو 10 في المئة مما كان لديه من قبل.
اذا ما تم بالفعل استخدام غاز السارين، فسيتعين على الاستخبارات الاسرائيلية، وليس هي فقط، أن تعيد الفحص فيما اذا كان المخزون المتبقي لدى الاسد قليل مثلما قدر أم ربما أكبر. يبنغي التشديد على أن مبعوث الامم المتحدة الى سوريا قال ان ما حصل قرب ادلب كان هجوما من الجو، ولكنه لم يقل ان هذا كان الجيش السوري وترك هذا القول لمجلس الامن في الامم المتحدة، اذا ما وعندما سينعقد للبحث في الامر. ومن اجل الوصول الى هذا الاستنتاج سيتعين على مجلس الامن أن يتلقى المعلومات والمساعدات من أجهزة الاستخبارات الغربية، اذا كانت لديها معلومات كهذه.
كما سيتعين على الامم المتحدة أو منظمة الميثاق ضد السلاح الكيميائي ارسال خبراء الى سوريا لجمع العينات وفحص المصابين الذين تبقوا على قيد الحياة لمعرفة أي غاز تم استخدامه. لا يمكن أن يسهل الامر منذ هذه المرحلة هي شهادات المصابين الذين نجحوا في الوصول الى المستشفيات في تركيا.
مهما يكن من أمر، فان العالم يبدي مرة اخرى عجزا أمام مذبحة الشعب التي ترتكب في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. والخطيئة الاولى التي في خلفية عدم اكتراث العالم هي تذبذب الادارة الامريكية السابقة برئاس اوباما، الذي هدد بالهجوم في سوريا بعد الاستخدام الذي تم في ايلول 2013 للسلاح الكيميائي في ضواحي دمشق، واكتفى بتقرير روسي أدى الى نزع السلاح الكيميائي من الاسد، الامر الذي بات هو أيضا الان موضع شك. من الصعب التصديق بان إدارة ترامب الجديدة التي تحاول الوصول الى تفاهمات مع روسيا على تسويات في بؤر النزاع في العالم، ستتخذ طريقة عمل تختلف عن سابقتها. وهي كفيلة حتى ان تكون أكثر تصالحا تجاه روسيا التي ترى في بقاء الاسد مصلحة حيوية لها.
اسرائيل هي الاخرى، رغم سياستها الحكيمة، في هذه المرحلة على الاقل، المتمثلة بعدم التدخل، يمكنها أن تعمل أكثر. كان على اسرائيل أن تتدخل أو أن تهدد بالتدخل في السنة الاولى للحرب الاهلية، حين كان لا يزال أمل في التأثير وتغيير الواقع بشكل كان يمكنه أن يؤدي الى اسقاط النظام. اما الان، فقد فات الاوان. ومع ذلك، لا ينبغي الاكتفاء بالتنديدات. اسرائيل، التي حظي فيها حتى الان اكثر من 3 الاف جريح حرب في سوريا العلاج في المستشفيات الميدانية التي اقامتها على الحدود وفي المستشفيات في ارجاء العالم، ينبغي الان أن تعلن بانها مستعدة لان تستقبل للعلاج قسما من مصابي هجمة الغازات التي وقعت امس. ان هذه الهجمة بلا شك تعقد أكثر فأكثر الوضع الصعب على الفهم في اراضي الجارة من الشمال، وتعد أكثر فأكثر احتمالات الوصول الى تسوية سياسية.
هآرتس / يفغيني يبتوشنكو والنكبة
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 5/4/2017
يفغيني الكسندر يبتوشنكو هو من الشعراء السياسيين المشهورين في روسيا في الاجيال الاخيرة، والذي توفي في يوم السبت الماضي في تلسه في ولاية اوكلاهوما. لم يكن شاعر احتجاج معادي للاتحاد السوفييتي. في اعماله الادبية وكذلك بمواقفه الجماهيرية حاول السير بين النقاط. من جهة بقي وفيا للهدف المسيحاني الشيوعي، وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي لم يتوقف عن الايمان بامكانية اصلاحه الداخلي. من جهة ثانية، انطلاقا من الالتزام الداخلي العميق لـ “قيم الوطن السوفييتي”، والاهم الالتصاق العلني والحاسم بالحوار القومي الروسي، أكثر يفغيني من انتقاد القضايا المتفق عليها والثابتة في السياسة الداخلية والخارجية للاتحاد السوفييتي.
بسبب هذا الموقف غير الثابت اتهم يفغيني أكثر من مرة من معارضي النظام بالتلون والانتهازية، رغم أنه لم يتردد في الدفاع عن عدد منهم. “اذا كان يفغيني ضد الكلخوزات، فأنا أؤيدها”، قال ذات مرة الحاصل على جائزة نوبل للأدب يوسف برودسكي الذي كان متحفظا من يفغيني بشكل كبير. يفغيني في المقابل لم يتردد في الخروج علنا ضد مطاردة برودسكي من قبل النظام، بل ساعده ايضا في وقت الحاجة.
أحد التعبيرات الواضحة لحوار الاصلاح الداخلي الذي أيده يفغيني، الشاعر والشخصية العامة، يظهر بشكل واضح في عمله المعروف “بابي يار” 1961، والذي بفضله نشر اسمه في اسرائيل. خلافا لما قيل في مقال “غاليريا” الذي نشر بعد وفاته، والذي جاء فيه أنه دخل الى صراع “مع محاولة نسيان جزء من الاوكرانيين للمذبحة ضد اليهود في كييف في العام 1941” ( “هآرتس”، 3 نيسان)، الاوكرانيون ودورهم في المذبحة ضد اليهود في أيلول 1941، في بابي يار في كييف، لم يتم ذكرهم من قبل يفغيني، ايضا حادثة المذبحة خصص لها مكان صغير جدا في القصيدة، وما يقف في مركزها هو الانتقاد الشديد للشاعر تجاه سياسة كم الافواه للنظام السوفييتي حول قتل اليهود في بابي يار. الامر الذي اعتبره تعبيرا عن اللاسامية، التي ما زالت توجد في اوساط الشعب الروسي.
في القصيدة يضع يفغيني نفسه في وضع الضحايا اليهود. اثناء المذبحة في بابي يار وكذلك طوال تاريخ الاهانة والمطاردة. وينهي القصيدة بالسطور الحاسمة التي تهدف الى اعادة تعريف الهوية القومية الروسية على اساس استبعاد العنصر اللاسامي منها بشكل قاطع وشامل: “لا يجري في عروقي دم عبري/ إلا أنني مكروه بشكل كبير/ أنا لست لاساميا/ أنا روسي”.
تصعب المبالغة في الشجاعة التي احتاجها شاعر سوفييتي شاب بعد الحرب العالمية الثانية بعقد ونصف من اجل ادارة الظهر للتجاهل المقصود والمنهجي لكارثة يهود الاتحاد السوفييتي في الحوار الرسمي السوفييتي. في الوقت الذي انتصر فيه الاتحاد السوفييتي على المانيا النازية عسكريا، كما هو معروف، فانه في المعنى الايديولوجي والثقافي الجوهري حسمت النازية الالمانية وانتصرت على الشيوعية السوفييتية: التماثل الهستيري الذي لاحظه النازيون بين البلشفية واليهودية أثار جنون النظام السوفييتي، واعتبر ذلك سلاحا دعائيا ناجعا وخطيرا من شأنه أن يوقظ مارد اللاسامية الشعبية النائم ضد الايديولوجيا الشيوعية. من هنا نبع الجهد الكبير للنظام في الاتحاد السوفييتي بعد الحرب لمحو ذكر الضحايا اليهود من ذاكرة الماضي الرسمية المفصلية لـ “الحرب الوطنية الكبرى”.
النتيجة غير المباشرة للاسامية النازية هي نسيان وانكار ابادة اليهود السوفييت، حيث لم يتردد يفغيني في الخروج ضد ذلك في قصيدته، التي كانت أحد الأسس للرواية الوطنية السوفييتية الرسمية.
مثلما كانت اللاسامية والغاء الآخر هي روتين في الاتحاد السوفييتي في زمن يفغيني، فان العنصرية هي خبز المجتمع الاسرائيلي في أيامنا. ومثلما أنه في الاتحاد السوفييتي في زمن يفغيني كان نفي الكارثة القومية للآخر اليهودي هو أساس الأنا الرسمية السوفييتية، ففي اسرائيل في أيامنا انكار الكارثة القومية، النكبة، للآخر الفلسطيني يشكل اساسا قوميا للأنا القومية اليهودية الاسرائيلية. وما ينقصنا في اسرائيل الآن وما هو غير موجود، هو أن رجال الفكر لدينا الذين يزعمون أنهم يستخدمون الانتقاد الداخلي على القومية والصهيونية (مثل غادي تاوب وتسفيا غرينفيلد) كي يقوموا ويتحدثوا عن انفسهم مثلما قام وتحدث عن نفسه يفغيني في باري يار: “نحن نكره بشكل كبير/ مثل الفلسطينيين/ لذلك نحن يهود واسرائيليون جديرون بأسمائنا”.
في الوقت الحالي ليس فقط أن رجال الفكر لدينا ليسوا مكروهين من قبل العنصريين، بل على العكس، هم متحمسون لاعطاء هؤلاء العنصريين ذخيرة ضد اليسار الصهيوني – المهم أن لا يظهروا كمحبين للعرب، لا سمح الله.
هآرتس / الملك قال
هآرتس – بقلم حيمي شيلو – 5/4/2017
وقف القيصر كليغولا أمام تمثال جوبتير وسأل الممثل الاشكلوني من الاكبر، هو أم الاله الروماني. وحين تردد أمر كليغولا الغاضب باعتقاله وسلخ جلده بالسوط. وعندما سئل عن العقاب الشديد قال كليغولا “تذكروا أن لي القوة لفعل كل شيء ضد كل واحد”. وبالفعل تذكر الرومان، لذلك فكروا جيدا باقتراح كليغولا في تعيين حصانه انكتسوس قنصلا.
كان دائما الخوف من العقاب هو المحرك الاساسي للصمت، بل والمدح، لاعمال وجنون القادة الذين لا يقف شيء في طريقهم. عندما طلب نيكولاي تشاوتسكو أن يتم ذكر اسم زوجته في كل عمل علمي ينشر في رومانيا، قال له مستشاروه إن هذه الخطوة صحيحة وحكيمة. وعندما أعلن سبرمورت نيازوف أن حفظ كتابه غيبا هو الشرط للحصول على رخصة السياقة في تركمانستان، امتدحت الصحف وباركت قراره. وعندما قام كيم جونغ ايل، الذي كان حساسا من طول قامته، بطرد جميع الاشخاص قصيري القامة من بيونغ يانغ، وقف الجمهور وأدى التحية لخطوته الشجاعة والضرورية.
إن جرح الخوف، كما كتب جورج مارتين في “العاب التاج” اكثر عمقا من جرح السيف. المشكلة هي أنه ليس هناك خطر فيزيائي أو خطر الاعتقال والتعذيب ضد وزراء الحكومة في اسرائيل واعضاء الكنيست من الائتلاف في هذه المرحلة على الأقل، ومعظمهم يملأون افواههم بالمياه تجاه جنون هيئة البث لبنيامين نتنياهو، بل يحاول البعض منهم القول إنه يمكن ايجاد المنطق في هذا الجنون.
الجميع يعرفون أن الاعتبارات هي اعتبارات شخصية، وتؤرق حياة مئات المواطنين وعائلاتهم، وستكلف خزينة الدولة الملايين وتصور الديمقراطية الاسرائيلية في عريها. ولكن اعتبارات الراحة والفائدة والخوف تفرض على اولئك الذين يزعمون أنهم يقودون الدولة، الصمت المخجل.
المسألة تتجاوز مصير هيئة البث، والادعاءات الخاطئة حول وسائل الاعلام اليسارية أو مستقبل حرية التعبير. اذا كان نتنياهو يستطيع دفع اعضاء الائتلاف الى اعمال كهذه دون ان يعرفوا لماذا وكيف، والتنازل عن قانون قاموا بأنفسهم بسنه في الكنيست قبل سنة فقط، فهذا برهان على عدم وجود حدود وأن كل شيء ممكن. غدا قد يعلن نتنياهو، مثل موبوتو ساسا سكوب في حينه، أنه سيتم ذكر اسمه فقط في نشرات اخبار المساء. أو أن شهر كانون الاول، مثلما فعل نيازو من قبل، سيسمى منذ الآن على اسمه: سيقرر اسرائيل كاتس أنه ليس هذا هو الوقت المناسب للدخول في الصراع، ويقول دافيد بيتان إن هذه الخطوات مطلوبة منذ زمن، والكنيست باغلبيتها ترفض اقتراح حجب الثقة بسبب “جنون الملك بنيامين”، كما ستسمي ذلك تمار زندبرغ من ميرتس في خطابها الفظ في قاعة الكنيست.
في اسرائيل لم تعد هناك سلطات ثلاث منفصلة منذ زمن، بل سلطة ونصف في الحد الاقصى. الكنيست التي يفترض أن تراقب عمل الحكومة تحولت الى ختم في أيديها. اعضاء الكنيست ينفذون الاوامر بدقة خشية من دخولهم الى القائمة السوداء في مكتب رئيس الحكومة واعضاء مركز الحزب. وبدل أن تشجع السياسة الاستقلالية والجرأة والتفكير الابداعي، هي تقوم بتربية سياسيين مترددين وشاحبين هدفهم هو البقاء والعودة الى البيت بسلام.
باستثناء بعض المشرعين القلائل، فان الكوابح الاخيرة المتبقية لاخطاء الحكومة عموما، ودوافع رئيس الحكومة خصوصا، هي محكمة العدل العليا الآخذة في الضعف ووسائل الاعلام التي يخوض نتنياهو ضدها حربا لا هوادة فيها دون أن يتجرأ على الاحتجاج أحد من اصدقائه أو خصومه، بما في ذلك المتضررين من افعاله.
اسرائيل اليوم / حقبة جديدة في الدبلوماسية
اسرائيل اليوم – بقلم ابراهام بن تسفي – 5/4/2017
رويدا رويدا تتضح الخطوط المميزة للدبلوماسية الامريكية الجديدة، خصوصا في الشرق الاوسط، سواء من ناحية الاسلوب أو من ناحية الجوهر. هناك انطباع أن الرئيس ترامب يتبنى اسلوب الرئيس فرنكلين روزفلت الذي اعتاد على تجاوز وزير خارجيته. العلامات الاولى تدلل على أن ترامب يعتبر المستشار والسفير الحالي، غارد كوشنر، حامل السر والمبعوث الوفي للمهمات السياسية الحساسة. والبرهان على ذلك هو ذهابه الى بغداد في بداية الاسبوع وتدخله المتواصل في تقدم العملية السياسية في الساحة الفلسطينية. وايضا مشاركته المتوقعة في القمة الامريكية الصينية في هذا الاسبوع في فلوريدا، الامر الذي يعبر عن دوره كجهة معتدلة في العلاقات الحساسة بين ترامب والقيادة الصينية، وهذا يشير الى قوته المتزايدة. وفي نفس الوقت يقوم كوشنر الشاب المواظب بالتحرك بين القارات باعتباره ممثلا للرئيس. أما وزير الخارجية، ريكس تلرسون، فيسير خلفه بتثاقل وهو مستبعد ومنفصل عن مراكز القرار الاساسية.
حتى هنا بخصوص الاسلوب. أما بالنسبة للجوهر، وخصوصا على مستوى الشرق الاوسط، الصورة التي تظهر هي سياسة مختلفة بشكل راديكالي عن سياسة اوباما، خاصة جهود ادارة ترامب تجاه انشاء الخط السني المعادي لايران والذي يعتمد على القاهرة والرياض. في الوقت الذي تركت فيه ادارة اوباما شركائها التقليديين في هذه الجبهة ليلاقوا مصيرهم، وبدل ذلك فعلت من اجل مصالحة طهران، فان البيت الابيض الحالي يقول بشكل حاسم إنه مصمم على فتح صفحة جديدة في العلاقة مع القوى العظمى الاقليمية وتحسين التعاون الاستراتيجي معها من اجل القضاء على الارهاب.
في الوقت الذي تعاطى فيه اوباما مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بعداء واضح (هذا مقارنة مع الحميمية الزائدة التي عبر عنها تجاه سلفه، رجل الاخوان المسلمين ومؤيد حماس محمد مرسي) فان موقف ترامب يختلف كليا. الزيارة الرسمية للسيسي في واشنطن في هذا الاسبوع اظهرت حميمية استثنائية من قبل الرئيس الامريكي، على أمل شطب الماضي القريب وخاصة شطب سياسة العقاب والتنكر التي استخدمها اوباما ضد السيسي، من وعي المصريين.
تغيير دراماتيكي آخر هو في العلاقة الامريكية السعودية، حيث زاد مؤخرا التعاون الاستراتيجي، وخاصة في الحرب في الساحة السورية وجبهة الصراع ضد المليشيات الحوثية في اليمن التي تعمل بدعم وتأييد ايران (وضد قوات القاعدة في هذه الجبهة). هذا بعد الدرك الاسفل الذي وصلت اليه العلاقة على خلفية جهود اوباما لمصالحة نظام آيات الله في ايران، الذي هو عدو السعودية الاكبر. في السياق السوري ترك اوباما في صيف 2013 السكان المدنيين في سوريا لمصيرهم، وبقي رغم تصريحاته سلبيا بعد أن تجاوز الاسد الخطوط الحمراء عندما استخدم السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه. أمس قامت قوات الرئيس السوري باستخدام السلاح الكيميائي بشكل واسع في شمال الدولة، الامر الذي تسبب باصابة مواطنين كثيرين. على خلفية التدخل العسكري المتزايد والمصمم لادارة ترامب من اجل مواجهة “محور الشيطان” في هذه الجبهة ايضا، يمكن القول إن رد البيت الابيض على جرائم الحرب هذه سيكون مختلفا.
وأخيرا، على المستوى الامريكي الاسرائيلي، نلاحظ تأييد ودعم استثنائي، الامر الذي يذكر بالفترة الذهبية للرئيس لندن جونسون (في تلك الفترة ايضا عبرت خطابات السفير الامريكي في الامم المتحدة، آرثور غولدبرغ، عن قوة وحصانة العلاقة الاستثنائية). في الوقت الذي ركزت فيه ادارة اوباما على حل الصراع الذي اعتبر مسألة هامة وجودية واقليمية، فان الادارة الحالية تتبع اسلوبا أكثر راحة وأكثر جوهرية بخصوص هذا الامر. في هذا المجال ايضا يحدث تغير حقيقي في اسلوب وجوهر الدبلوماسية الامريكية في حقبة ترامب.
يديعوت / المذبحة في سوريا – والعالم سيواصل الشعور بالصدمة
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 5/4/2017
بكل الصدق: لنرى كم من الوقت سيبقى الشعور بالصدمة الذي يبديه العالم المتنور حاليا من الصور القاسية التي خرجت أمس من بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا. والصور حقا عسيرة على الهضم. وقد عرفت المعارضة كي تختار صور الاطفال، سلسلة طويلة من الوجوه المكشوفة للكاميرا للحظة ما بعد الموت خنقا. رأيناهم مغطون بالبطانيات، والمصور يرفع الرأس المنهار للطفل الميت أجعد الشعر، ابن 9 او 8 فقط. وتتنقل الكاميرا الى أبناء العائلة الذين اختنقوا كلهم حتى الموت: أبوان، جد وجدة وثلاثة اطفال صغار مغطون بذات البطانية.
حسب الدفتر المفتوح لمعارضيه، فان هذه هي المرة الاربعين التي يسمح لنفسه بشار الاسد (ونذكر انه طبيب في اختصاصه) بان يهاجم بسلاح محظور الاستخدام. يمكن الافتراض بانه هو نفسه يجلس في “قصر الشعب” ويرى الصور دون أن يقشعر بدنه. لقد أخرجت الامم المتحدة غاز السارين عن القانون قبل اكثر من عشرين سنة، والاسد على حاله، يستخف ويكذب. وأمس بعث بالناطقين بلسانه ليعلنوا أن “لسنا نحن من قصف”، وكذا “ليس لدينا على الاطلاق سلاح للدمار الشامل”. العالم استاء في المرات السابقة، الاعلام صدم، الشخصيات العامة قالوا انه “يجب عمل شيء ما ضد مجرم الحرب”. وفي نهاية الامر، الاسد لا يبقى فقط بل يتعزز على حساب حياة الاطفال، النساء والشيوخ.
رئيسان في البيت الابيض وقعا في فخ بشار. اوباما بعث بوزير الخارجية كيري ليصاب بالازمة حيال المذبحة الفظيعة بغاز السارين في حلب وحمص وللتحذير من أنه “يجب ازاحته”. وفي الغداة، ندم اوباما. في نهاية الاسبوع أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هيلي، باسم ترامب، بان اسقاط الاسد ليس في قائمة الاهداف المفضلة لدى البيت الابيض. فداعش ملح له أكثر. صورة جثة البغدادي تخلق عناوين رئيسة. ترامب، مثلما بدا هذا حتى يوم امس، غير معني بالتوط مع بوتين، حامي الاسد.
القصور يربض على كتفي اوباما – ترامب اعطى له تذكيرا أمس – بانه رفض تبني منظمات الثوار، تسليحها والمبادرة الى خطوة تؤدي الى توحيدها. صحيح أنه توجد مشاكل غير بسيطة مع الثوار ضد بشار، ولكن المسؤولية الكبرى، عشرات الاف الاطفال الذين قتلوا واصيبوا، ملقاة على ضميره. هذه المسؤولية تنتقل الان الى ترامب. 100 قتيل، عددهم قد يرتفع، 400 مصاب بشدة – وانهيار النظرية التي تقول ان للاسد، الذي وقع قبل ثلاث سنوات على اتفاق منع استخدام سلاح الدمار الشامل، لا يوجد غاز ولا توجد سموم. السؤال هو كم من الوقت ستستمر صدمة ترامب واذا ما قرر انه في هجمة امس تم اجتياز الخطوط الحمراء. ليس مؤكدا على الاطلاق.
تكشف الحرب الفظيعة في سوريا العالم المتنور في حالة مقلقة. وينكشف عمق الصدمة في كل مرة كموضوع مطاط، مؤقت، مع مدى عمر قصير. صدمت، هدأت، نسيت. في الكرملين سارعوا امس الى الدفاع عن بشار. كما ان روسيا تدعي بان طائراتها لم تشارك (توجد صور تشهد على أن طائرات الهجوم كانت من انتاج روسيا) في القصف الرهيب. كم فظيعا أن هذه الطائرات واصلت مطاردة سيارات الاسعاف التي نقلت مصابي القصف الى معبر الحدود التركية. واولئك الذين نجوا في بلدة خان شيخون لم ينجوا من المفاجأة السيئة التي كمنت لهم في معبر باب الهوا، في الطريق الى العلاج الطبي.
والان لنرى ماذا سيفعل ترامب. فقد علق في وضع مركب: من جهة لا مصلحة له للصدام مع حليفه في موسكو، من جهة اخرى لا يمكن مواصلة اغماض العيون في ضوء مشهد جثث الاطفال. من جهة ثالثة كشف الاسد امس عن ترسانة السلاح الكيميائي. ومن جهة بشار: اذا واصل العالم الصمت، اذا لم يتدخل العالم، اذا سمح ترامب لهذا الامر الفظيع ان يمر، فانه سيواصل ذبح ابناء شعبه.
اسرائيل اليوم / الحرم: لا يجب التنازل عن التاريخ
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 5/4/2017
تسعة آلاف طن من الأتربة المليئة بالأدلة الأثرية والتاريخية اليهودية، والتي تم اخراجها بالخطأ من ساحات الحرم على مدى 14 سنة، تعبر عن مكتشفات لا مجال لتقدير أهميتها حول المكان الاكثر أهمية في تاريخ اليهود. الآن توقف المال، والمشروع الاثري والتربوي الخاص هذا توقف ايضا. الحكومة الاسرائيلية التي تهتم بتوزيع الميزانيات بين هيئة البث وسلطة البث وبين الفنانين الاشكناز والشرقيين، نسيت الثقافة والارث المشترك لنا جميعا، اليمين واليسار، المتدينين والعلمانيين، الشرقيين والاشكناز، هذا الارث الذي ينكره الفلسطينيون واصدقاءهم في الامم المتحدة واليونسكو بشكل منهجي.
جرافات الاوقاف والحركة الاسلامية التي حفرت ارض الحرم في صيف 1999 من اجل تحويل المبنى تحت الارضي لاسطبلات سليمان الى مسجد كبير، قامت بنقل الاتربة من الحرم في شاحنات، قامت بنفسها بتوزيعها في وادي قدرون ومكبات النفاية حول القدس. أمير دروري، المتوفى، الذي كان في حينه مدير عام سلطة الآثار، اعتبر ما يحدث “جريمة أثرية”. اليكيم روبنشتاين الذي كان في حينه مستشارا قانونيا للحكومة اعتبر ذلك “ضربة لتاريخ الشعب اليهودي”. وتساحي دبيرا، طالب آثار، حاول انقاذ جزء من الاثار التي نثرت في الرياح، وبخطوة عضلاتية قدمت الدولة ضده لائحة اتهام.
الآن يقف دبيرا مع استاذه الحاصل على جائزة القدس للآثار، د. غابي بركائي، على رأس مشروع البحث في الاتربة، الذي تم في اطاره العثور على عشرات آلاف القطع الصغيرة. أبرزها أختام يظهر عليها بالكتابة اليهودية القديمة اسم بن أمار من عائلات الكهنة الذين خدموا في الهيكل. وقطع بلاط ملونة من زمن الهيكل الثاني، التي تمكننا للمرة الاولى، ليس فقط التخيل، بل معرفة كيف كانت تبدو ساحات الهيكل في زمن هورودوس، قطع نقدية من نوع “نصف شيكل” التي تبرع بها الجمهور للهيكل، وجزء من أداة من الهيكل الاول نقش عليها شمعدان الهيكل، ورؤوس سهام من فترة يهودا همكابي وفترة نبوخذنصر، وخراب الهيكل الاول وآلاف القطع النقدية والمجوهرات من فترات مختلفة.
يقدم الحرم للمرة الاولى مكان للهيكل، “ثقب اسود” في تاريخ القدس الذي لم يسبق أن حُفر، فرصة أثرية لدراسة ماضيه. 200 ألف متطوع من انحاء العالم شاركوا حتى الآن في مشروع غربلة الاتربة، الذي حصل على طابع تعليمي وليس فقط علمي وأثري. الجنود والطلاب والتلاميذ والسياح والنساء، جميعهم بتمويل من جمعية العاد ومن التبرعات. ما زال العمل كبيرا، لكن ميزانية البحث نفدت، وتوقف العمل في غربلة الاتربة.
رئيس الحكومة نتنياهو ووزيرة الثقافة ريغف اللذان يعتبران القدس غالية عليهما وعدا بالتدخل والفحص والمساعدة، لكن لم يحدث أي شيء. امكانية أن يغلق هذا المشروع ابوابه لا يمكن قبولها من جميع النواحي – العلمية والثقافية واليهودية والتربوية والتاريخية والدعائية والسياسية. غابي بركائي الحاصل على جائزة القدس في علم الآثار والذي كشف قبل سنوات طويلة عن “الواح بركة الكهنة”، قلق وعن حق من امكانية أن الفرصة الاثرية الوحيدة لمعرفة شيء عن ماضي الحرم، سيتم تفويتها.
يحتمل أن الحرم نفسه ليس في أيدينا، لكن الاتربة التي تم اخراجها منه في أيدينا. يجب على الدولة تحمل المسؤولية عن غربلة الاتربة. “إن الشعب الذي يستخف بماضيه”، قال ذات مرة يغئال الون، “حاضره ضعيف ومستقبله غامض”.
معاريف / وفي المحيط يحوم العصف (ساعر)
معاريف- بقلم ران ادليست – 5/4/2017
واو. جدعون ساعر، الرجل، الشخصية، الزوجة والاعتزال، عاد الى الحياة السياسية وكأنه ليس واضحا بانه لم يخرج منها أبدا. لم تكن لحظة واحدة في السنتين والنصف الاخيرة لم يلعب فيها ساعر السياسة. وليس واضحا على الاطلاق انه عندما كان ساعر سياسيا نشطا كان “سياسيا” أكثر نشاطا مما في الفترة التي تعفف فيها عن السياسة. فهو لم يجتز بعد الانتخابات التمهيدية، لم ينتخب للكنيست، لم يقل شيئا واحدا لم يقله هو أو غيره بحيث أنه ليس واضحا عن أي “عودة” يتحدث وأي “وعد” يقصدون حين يتحدثون عنه.
حين تبوأ مناصب رسمية اضطر ساعر لان يكرس زمنا في صالح الشؤون الاجرائية، وعندما لم يكن يتحمل مسؤولية عامة كان ساعر متفرغا لترسيخ علاقاته مع جمهوره المستهدف على مدى 7/24 بما في ذلك العاب الابوة لغرض تثبيت الصورة الشابة. غير أنه عندما نفحص من هو وما هو، يتبين ان الحديث يدور عن ذات الرجل مع ذات العمود الفقري المرن الذي يتحرك وفقا لمتطلبات السوق. من جهة، اليمين الاكثر ظلامية: “تطبيق القانون الاسرائيلي والسيادة الاسرائيلية على المناطق ج وبالتأكيد على مناطق الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة”. ومن جهة اخرى، الجناح الاصولي: “أنا احافظ على السبت… نذرت نذرا في ختان ابني”. في القناة 7، تكاد تكون قناته البيتية، افاد في الماضي بانه “قبيل ايام الرحمة والغفران شوهد وزير التعليم السابق جدعون ساعر يصلي في مكتبه في الطابق الـ 40 في برج عزرئيلي في تل أبيب مع مجموعة من جماعة حباد في درس صوفي عني بمسألة “الفكر في السيطرة والحكم”.
من جهة اخرى، يحاول ساعر ان يقضم من لبيد قسما من العلمانيين المشوشين. فساعر أيضا هو تل أبيبي شمالي اشكنازي وله ايضا في البيت نجمة تلفزيونية من أجل اولئك الذين يرون في الشاشة خلاصة كل شيء. بالاجمال ساعر هو لحم من لحم الليكود، حزب المقت في نظري هو اسمه الاول، وانت لا يمكنك ان تتسلق الى اعلى قناة المجاري دون ان تتسخ. تكتيكه هو خلق صورة صراع ضد نتنياهو، يعني بديل، وتجاوزه من اليمين. قبيل سفر نتنياهو الى واشنطن، تطوع ساعر في مقابلة صحفية لان يقدم له نصائح مجدية: “على نتنياهو أن يتحدث ليس فقط عن المسألة الامنية، بل ان يطرح عموم المطالب على الارض، بما في ذلك تطلعاتنا ومطالبنا: هذه بلادنا.. وبالطبع حقنا في البناء في القدس”. في هذه المناسبة شارك ايضا في فرحة اليمين بانتخاب ترامب وشرح بان: “(ترامب) جد محب لاسرائيل كحليفة وقال بشكل واضح انه لا يعتزم مواصلة سياسة سلفه، الرئيس اوباما… قال ان المستوطنات ليس عائقا للسلام”.
ان الشريك المستقبلي لساعر، البيت اليهودي لا يزال يؤيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. مراسل اخبار 2 عميت سيغال “افاد” في اخبار 2 بان “ساعر وغيئولا نسقا دخولها الى هيئة البث مع دخول ساعر الى السياسة”. بتقديري يبدو أن سيغال سيكون ايضا اول من يبلغ عن أن ساعر هو احلى شاب في اللحظة التي يقررون في البيت اليهودي بان الفتى رسولهم سيكون ساعر وليس نتنياهو.
هآرتس / رجاء، يا ترامب، فقط بالقوة
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 5/4/2017
بدون مفاوضات وبدون شروط مسبقة، دونالد ترامب يضع انظمة الاحتلال الجديدة. حسب أوامر الادارة الامريكية، لا يجب بناء مستوطنات جديدة، ويجب التصرف “بضبط النفس” في البناء في المستوطنات القائمة. ايضا بخصوص البناء في القدس هناك قيود، وعلى اسرائيل اقتراح بادرات “حسن نية” على الفلسطينيين تؤثر بشكل فوري على الوضع الاقتصادي.
لقد لقيت هذه الاوامر ترجمة اسرائيلية مناسبة. أمر بنيامين نتنياهو تقليص نشاط لجنة التخطيط العليا للادارة المدنية، التي تصادق على خطط البناء. وبدل الاجتماع مرة في الاسبوع ستجتمع اللجنة مرة كل ثلاثة اشهر (براك ربيد، “هآرتس”، 3/4) ولا حاجة الى توقع “الرد الصهيوني” اذا كانت ادارة براك اوباما قد وضعت قيود مشابهة على أذرع اسرائيل الطويلة.
لماذا تقوم اسرائيل بلعق لعابها أمام ترامب، وتعض على لسانها وتطأطيء رأسها بخضوع، رغم أنه لا أحد، بما في ذلك رئيس الحكومة، يعرف ما هي خطة الرئيس الامريكي السياسية، واذا كانت هناك اصلا خطة كهذه. لأن ترامب، خلافا لاوباما، لا يجري مفاوضات مع حكومة اسرائيل، ولا يشعر بالتزامه بقرارات الامم المتحدة أو خريطة الطريق. ترامب ينجر في الوقت الحالي وراء افكاره لعقد صفقة سريعة “تاريخية” بين اسرائيل والفلسطينيين. ويبدو أن الحديث يدور عن نوع من صراع تسلية، يجب أن يُنهيه بنفسه.
ترامب لا يلوح بيد مهددة لاسرائيل. ولكن اذا حكمنا على الامور حسب تصرفه في الناتو أو الامم المتحدة، فيجب على نتنياهو أن يفهم المعادلة الواضحة مثل البلور، أي أن من يحصل على الاموال الامريكية يجب أن يدفع المقابل.
إن الذين يريدون أن تقوم سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، بكبح أي هجوم على اسرائيل، سيحتاجون الى تسليحها بذخيرة قابلة للتسويق. يوجد ثمن للفيتو الامريكي. ترامب يحظى بالصورة التي تجذرت عميقا. بلغة ناعمة هو قائد غير متوقع، وبلغة مفهومة أكثر، هو قائد مع لمسات الهستيريا السياسية، لا يمكن الرد عليه بذرائع وادعاءات. فقد كانت لديه معلمة ممتازة. اسرائيل هي التي حظيت على مدى السنين بصورة الدولة المجنونة التي يجدر أن يحذر منها العالم، وخاصة الشرق الاوسط. ترامب يعرف بالضبط تأثير وقوة التهديد والتخويف. هكذا أدار اعماله، وهكذا بدأ ولايته أمام عدد من زعماء العالم، مثل رؤساء المكسيك وكندا واستراليا واليابان.
صحيح أن ترامب يتعاطى مع اسرائيل ومع نتنياهو بشيء من المراعاة حتى الآن، إلا أن هوس نتنياهو يعمل ساعات اضافية، ويبدو أنه في هذه المرة محق. محظور اغضاب ترامب، كما يحذر رئيس الحكومة. ويجب تنسيق كل شيء مع الولايات المتحدة، قال افيغدور ليبرمان. ونفتالي بينيت يطأطيء رأسه ايضا أمام الثور الامريكي. واوباما يمكنه أن يحسد ترامب فقط.
المفارقة هي أن الرئيس الامريكي الذي يخرج عن أطواره، والذي لا تهمه قيم الليبرالية، والعنصرية ليست كلمة نابية بالنسبة له، قد يتحول الى أمل اليسار الاسرائيلي الذي نجح في تخويف اليمين. وقد لا تكون هذه مفارقة بل نظرة واقعية ولدت في ملاجيء الاستراتيجية الاسرائيلية التي قالت دائما إن العرب لا يعرفون إلا لغة القوة فقط. وقد يعرف اليهود ايضا ما معنى القوة.
قبل الانجرار بتحمس لاستعراض عضلات ترامب، من المهم سماع ما يقوله بالضبط. حتى الآن أوضح ما هو الاحتلال المقبول عليه، لكن بادرات حسن النية للفلسطينيين ليست سلام. وتجميد البناء ليس مفاوضات. الوضع الراهن الخطير ما زال يسيطر، ولا يستطيع أي زعيم امريكي استبدال انتفاضة اسرائيلية تملأ الميادين، وتوضح للحكومة الخبيثة التي أكل الدهر عليها وشرب، بأنه لا يمكن خداع المواطنين طوال الوقت. لا يجب أن يخاف نتنياهو من ترامب، بل من الجمهور الاسرائيلي الذي يجب عليه أن يتعلم من ترامب كيفية التخويف.
هآرتس / وزارة اهمال البيئة
هآرتس – بقلم نيتع احيطوف – 5/4/2017
لقد وصلت الامور الى درجة أن مراقب الدولة وجد في هذا الاسبوع ضرورة للتوجه بشكل مباشر الى رئيس الحكومة بخصوص خزان الامونيا في ميناء حيفا. هذا الخزان يهم نتنياهو جدا الى درجة أن يوسف شبيرا اضطر للتدخل والتحذير من الخطر الكامن فيه، وتشجيعه على العمل في هذا الموضوع.
يبدو أن التقرير الذي يتحدث عن الخطر القومي الذي يشكله الخزان – الذي نشر في كانون الثاني من هذا العام، وكتب على أيدي عشرة كيميائيين من اربع مؤسسات اكاديمية مختلفة، بما في ذلك الحاصل على جائزة نوبل دان شختمان – لم يؤثر بما يكفي على رئيس الحكومة. ويبدو أنه لم يهتم بعد أن كتب في التقرير أن الحاق الضرر بالخزان أو احدى السفن التي تنقل الامونيا اليه، سيسبب كارثة كبيرة. ايضا حقيقة أنه ليس هناك حاجة الى صاروخ من اجل تحقق الخطر وأن هذا قد يحدث بسبب هزة ارضية، لم تخيفه ايضا.
إن ما قاله مراقب الدولة في هذا الاسبوع لنتنياهو هو أن وزارات الحكومة فشلت في علاج الامر. وما لم يقل، لكنه يوجد بين السطور، هو أن الحياة في اسرائيل تمت التضحية بها على مذبح الهوس الحالي لرئيس الحكومة – للأسف الشديد ليس خزان الامونيا.
هذه المرة تدخل مراقب الدولة وحذر. ولكن قبل وقت قصير اصدرت محكمة الشؤون المحلية في حيفا أمر لاغلاق الخزان. هذه الخطوة ايضا لم تنه القضية لأن اصحاب النفوذ في اسرائيل يجدون الطرق دائما لانهاء الامور. شركة “حيفا للكيماويات” توجهت الى المحكمة لتأخير تنفيذ القرار، وبالتوازي، استخدمت علاقاتها في وزارة شؤون البيئة من اجل السماح للسفينة التي جلبت الامونيا بملء الخزان.
ايضا وزارة شؤون برئاسة زئيف الكين، لا تخرج بشكل جيد من هذه القصة. الوزارة تؤيد طلب شركة حيفا للكيماويات بذريعة أنه يجب تمكين الاقتصاد من الاستعداد للتغيير. يبدو أنهم نسوا انهم يعملون في مكان يسمى “وزارة الدفاع عن البيئة” وليس وزارة اهمال البيئة ولا وزارة الدفاع عن الاقتصاد. وقد توجه الكين الى المستشار القانوني للحكومة وقال إن موقف الحكومة القاضي بافراغ خزان الامونيا بشكل آمن يضر بصلاحياته. صلاحياته بفعل ماذا؟ بتعريض سكان اسرائيل للخطر؟.
في الوقت الحالي، عمال المصانع الذين قد يتضررون من توقف خزان الامونيا يتظاهرون، ومدير عام مكتب رئيس الحكومة، ايلي غرونر، قال في هذا الاسبوع “لا أحد يريد ارسال العمال الى البيت أو الحاق الضرر بـ 2 في المئة من التصدير الصناعي”. واضح أنه لم يكن أحد يقصد ذلك، ولكن من ناحية اخرى لا أحد يعمل من اجل الاهتمام بهم أو من اجل التصدير الصناعي.
في هذا الاسبوع ناقشت الحكومة أخيرا ازمة الخزان. وكان يجدر أن يتم ذكر تقرير الكيميائيين والاخطار التي تحدث عنها، لكنه لم يذكر. وكل ما تقرر هو أن يقرر وزير الاقتصاد والصناعة ووزير البيئة اذا كان سيتم تمديد عمل الخزان حتى حزيران أو حتى آب. هذا ما حصلنا عليه نحن المواطنون. نقاش حكومي غير مهني يقررون فيه اذا كان الخطر سيحلق فوق رؤوسنا شهرين أو اربعة اشهر. ومن معرفتنا بالحكومة الحالية يمكن القول إن الخطر سيستمر في التحليق فوق رؤوسنا وقت أطول بكثير.
هآرتس / أوقفوا الترحيل الهاديء
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 5/4/2017
اخترق سفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل لارس فابورغ – اندرسون، الاسبوع الماضي قواعد الطقوس. ففي جلسة عادية مع المدير العام الجديد لوزارة الخارجية، يوفال روتم، تلا وثيقة حازمة تحذر من ميل اسرائيل للاقتلاع قسرا لمجموعات سكانية فلسطينية في الضفة الغربية. التحذير ليس جديدا. فقد اطلق من قبل في مناسبات اخرى. ولكن الحاحه يبدو ملموسا أكثر من أي وقت مضى لان الجيش والادارة المدنية – تحت ضغط قوى الاستيطان في الكنيست وفي الحكومة – صعدا في السنتين الاخيرتين ضغوطهما على تلك الجماعات السكانية للاخلاء، بنية غير خفية لتوسيع اراضي المستوطنات أو كمقدمة للضم.
تذكر الوثيقة بالاسم احدى الجماعات السكانية البدوية هذه – جماعة الخان الاحمر في شرقي القدس – وليس صدفة: فهذه الجماعة، التي بنت لتلاميذها مدرسة من إطارات السيارات، اصبحت سفينة العلم في كفاح البدو – معظمهم لاجئو 1948 – في سبيل حقهم في العيش بكرامة في اماكن سكنهم الحالية. وتطالب كفار ادوميم منذ سنين بطرد هذه الجماعة، رغم وجودها في المنطقة قبل أن توجد المستوطنة. وفي شباط سلمت الادارة المدنية أوامر الهدم لمعظم المباني فيها، وتنفيذها معناه هدم القرية باكملها. وغدا من المتوقع للدولة أن ترد على التماس الجماعة السكانية ضد أعمال الهدم وحظر البناء، الذي رفعه وكيلها منذ سنين، المحامي شلومو لاكر، وعلى الامر الاحترازي الذي اصدره القاضي اوري شوهم (الذي منع الهدم الفوري).
حتى لو منع بالفعل الهدم الفوري هنا، فان جماعة الخان الاحمر ليست الجماعة السكانية المهددة الوحيدة. فـ 45 جماعة سكانية بدوية اخرى (نحو 7 الاف نسمة) تخضع لضغط اسرائيلي مشابه. مثلا الرمضين في منطقة قلقيلية والدقايقة في جنوب الضفة. ومثلهما توجد عشرات التجمعات السكانية الفلسطينية القديمة الاخرى، غير البدوية، في القرى وفي الخيام، ممن تطالب اسرائيل نزوحها الى جيوب السلطة الفلسطينية. مثلا: جنبا، سوسيا وجنوتا في جنوب الضفة، أو حديدية، خربة طانا، تل الحمة، خربة الطوايل والعقبة في جنوب الضفة.
حتى وان كان الاقتلاع يتعوق، فالحياة في هذه التجمعات السكانية اصبحت لا تطاق. فقد قيض للسكان ان يعيشوا بينما سيف الهدم والطرد يحوم كل الوقت فوق رؤوسهم، ولا يسمح لهم بالبناء، بالارتباط بشبكات المياه والكهرباء، ورعي اغنامهم وفلاحة اراضيهم.
ان قلق الاتحاد الاوروبي في مكانه. فالترحيل الهاديء هذا هو احد الجوانب الاكثر إثارة للصدمة في الاحتلال. اسرائيل ملزمة بان توقف هذه الممارسة السيئة. عليها أن تترك الجماعات السكانية الفلسطينية في مكانها، وان تسمح بتطورها الطبيعي. واذا لم تفعل ذلك، فان من شأن الاوروبيين ان يحولوا التحذير الدبلوماسي الى خطوات اخرى، اكثر شدة، كالمقاطعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى