ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 4 – 4 – 2017

يديعوت / كتاب الغم الداخلي
يديعوت – بقلم سيما كدمون – 4/4/2017
صناعة الغم، هكذا وصف نتنياهو أمس الاعلام. هناك حاجة لكثير من الوقاحة، ان لم نقل انعدام الوعي، لقول مثل هذه الجملة، إذ أن من يدير مشروع الغم هذا هو رئيس الوزراء نفسه.
نعم، سيدي رئيس الوزراء، نحن مغمومون. مغمومون ليست هي الكلمة. ولا، هذا ليس لاننا نرى البطالة في المكان الذي ترى فيه أنت التشغيل، واقتصاد محطم بدلا من اقتصاد مزدهر. صحيح، الاقتصاد مزدهر ويوجد تشغيل، وحتى أزمات السير – تلك التي نعلق فيها نحن بينما انت، من خلف نافذة الزجاج القاتم والسيارات المحروسة التي تخلي لك الطريق، لا ترى سوى التحويلات – ليست هي مسبب الغم. مع أزمات السير يمكن لنا أن نتعايش. بل أن نكون سعداء بنصيبنا.
انه أنت، يا رئيس الوزراء. انت الذي يبعث الغم. أنت الذي بسبب نحن ننهض كل صباح مع عدم أمل، عدم ثقة، عدم هدوء. انه أنت وحكومتك، قطيع الخراف الصامت، عصبة الإمعات الطائعين.
لقد سبق أن كان هناك رؤساء وزراء، ولم يكونوا كلهم مقبولين من الجميع. ولكن لم يسبق أن كان هنا رئيس وزراء نجح هكذا في الشقاق والنزاع داخل ابناء شعبه. ليس فقط بين اليمين واليسار، المتدينين والعلمانيين، الشرقيين والاشكناز – فحتى بين قناتين اعلاميتين نجحت في خلق شرخ. انظر اليوم الى صحافيي سلطة البث وصحافيي هيئة البث. وانت يا رئيس الوزراء، تذوب فرحا. كلما كان الشرخ أوسع والكراهية اعمق واليأس والاحباط اشد – هكذا تكون راضيا أكثر.
نعم، سيدي رئيس الوزراء. أنت المدير لمشروع الغم هذا. أنت القائد القطري له. الغم الذي تلاحظه – مرة اخرى أول من يلاحظ – أنت الذي تبعثه. هل لطيف لك أن تذهب الى النوم وانت تعلم بانه مر يوم آخر حرضت فيه، أهنت فيه، قسمت فيه، تسببت للناس بأن يتساءلوا عن مستقبلهم؟ هل يبعث هذا فيك الفرح في أن تستيقظ لصباح آخر من الاعمال العدائية تجاه هذا القدر الكبير من المواطنين الذين أنت زعيمهم.
أن نستهلك اليوم الاعلام، وأكثر من هذا – ان نكون اعلاميين، هو أمر غم. فكيف يمكن غير ذلك، في ضوء الاهانة، المذلة، الانقسام، التحريض تجاه من يقومون بعملهم. أن نرى يوميا بؤس اولئك الذين يفترض بهم ان يرسمون الطريق، ان يحددون الاتجاه، ان يرسخون القيم – هذا أكثر من باعث على الغم. هذا باعث على الاكتئاب. هذا مؤلم. هذا حارق.
إذن نعم. نحن مغمومون. ينبغي للمرء أن يكون اليوم مغلق الحس كي لا يكون مغموما. حتى حين يكون الاقتصاد يزدهر والتشغيل يتفتح.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / أربعة موظفين من مكتب رئيس الوزراء نقلوا إلى المستشفى إثر تعرضهم لمادة غير معروفة
الاذاعة العامة الاسرائيلية – 4/4/2017
نقل إلى المستشفى اليوم أربعة موظفين يعملون في مكتب رئيس الوزراء بعد أن تعرضوا لمادة غير معروفة وشعروا بوعكة صحية.
وأفيد أن المادة أرسلت، على ما يبدو، داخل ظرف إلى مكتب رئيس الوزراء وتم اكتشافها خلال تدقيقات أمنية.
هآرتس / صافرة انذار حقيقية: الديمقراطية في خطر
هآرتس – بقلم نحميا شترسلر – 4/4/2017
الحديث في هذه المرة عن صافرة انذار حقيقية: الديمقراطية في خطر. هذا هو الاستنتاج الذي لا بد منه بعد قضية هيئة البث. أراد بنيامين نتنياهو القضاء عليها ونجح. أراد أن يقزم ويخيف كل وسائل الاعلام، وفي هذا ايضا نجح. وبدون وسائل اعلام حرة وشجاعة وقوية لا ترتبط بالسلطة، لا توجد ديمقراطية.
وسائل الاعلام هي السلطة الرابعة. دورها المركزي هو انتقاد السلطة، والكشف عن جوانبها المظلمة واعمال الفساد والقرارات التي تنبع من المصالح الشخصية – ووضعها تحت الشمس.
بدون المعلومات والتحقيقات والانتقادات لا يستطيع الجمهور بلورة رأي أو موقف ناضج عن السياسيين. بدون صحافة تعض لا يستطيع الجمهور الاختيار في صناديق الاقتراع بشكل حقيقي. دون خوف السلطة من انكشاف اعمالها سنحصل على اوليغاركية تهتم بنفسها فقط ودولة فاسدة وفقيرة.
كثيرون يسألون عن هوس رئيس الحكومة في موضوع هيئة البث. لماذا يعطي هذا الامر الكثير من الوقت والجهد؟ لأنه يعرف أن وسائل الاعلام تصنع الرأي العام. الناس يرون ويسمعون ويقرأون، وعندها يتخذون المواقف. لا توجد لهم طريقة اخرى لاستهلاك الواقع، لذلك فان هيئة البث هامة. هي جزء من البازل الكبير الذي يحدد في نهاية المطاف انماط التصويت في صناديق الاقتراع.
نتنياهو يعرف ايضا أن وسائل الاعلام تؤثر في افعال السياسيين وقرارات المستشار القانوني للكومة، بل وعلى القضاة ايضا. في الوقت الحالي هو يوجد في ظرف حساس حيث تُدار ضده عدة تحقيقات – واحد بخصوص الهدايا التي حصل عليها والثاني بخصوص الفساد الذي قام به مع نوني موزيس. لهذا اذا كانت هيئة البث هي جسم مستقل مع مراسلين يريدون النجاح، فستخرج من هناك وجبة كبيرة من الانتقاد على افعاله، بما في ذلك تحقيقات تضغط على المستشار القانوني للحكومة من اجل تقديم لائحة اتهام ضده. لذلك قرر القضاء على هيئة البث – ولا يهمه الثمن وما سيحدث للديمقراطية، ما يهمه فقط هو الكرسي لأنه يريد البقاء عليه دائما.
بهذا الشكل وصلنا الى الاتفاق السيء مع موشيه كحلون: هيئة بث معاقة، قلبها الذي هو قسم الاخبار والوضع الراهن والتحقيقات، تم اقتلاعه منها، وبقيت مع برامج الترفيه والطبخ والطبيعة. ويستمر بث الاخبار من خلال سلطة البث القديمة التي سيتم تعيين مدرائها من قبل السلطة. والتي يسيطر عليها اليوم المقرب من نتنياهو، باري بارتسيون، وجميع المراسلون يعرفون على أي طرف من الخبز تم وضع الزبدة. واضح ايضا أن هيئة بث الاخبار الجديدة التي يفترض أن تقوم في المستقبل وتستبدل سلطة البث القديمة، لن تقوم. المؤقت سيصبح دائم.
هناك شخصان فقدا عالمهما في هذه العملية. الاول هو كحلون، الذي انجر الى المعركة مع نتنياهو بخصوص حرية التعبير والميزانية – وخسر. تشغيل جهازي بث حكوميين يسود بينهما العداء سيكلف اكثر من 700 مليون شيكل سنويا، هذا دون الحديث عن مليار شيكل أنفقت حتى الآن على هيئة البث وعن التعويضات التي سيتم دفعها للموظفين المقالين وشركات العرض. وليس صدفة أنه تم استبعاد موظفو قسم الميزانيات من النقاش، وكذلك مساعد المستشار القانوني آفي ليخت الذي يعارض الاتفاق. الشخص الثاني الذي فقد عالمه هو المستشار القانوني افيحاي مندلبلت الذي ظهر كشخص ضعيف يتمدد أمام نتنياهو. لقد وفر مظلة قضائية للاتفاق المرفوض والمشوه الذي قضى على هيئة البث. ومنح نتنياهو الاساس القانوني للعمل في هذا الأمر، رغم التناقض الواضح من ناحية المصالح. وبات واضحا الآن لماذا أراد نتنياهو تعيينه في هذا المنصب.
هكذا نجح رئيس الحكومة بجرنا الى اسوأ العوالم: بث حكومي مكلف ومنقسم، مشوه ومريض، وايضا تجاوزات في الميزانيات والحاق الضرر الكبير بحرية التعبير والديمقراطية. من حق الجمهور أن يكون له بث حكومي نظيف من السياسيين. ولكن اذا كانت الشروط التي تضمن ذلك غير موجودة، فمن الافضل اغلاق هذه الهيئة.
هآرتس / تحسن كبير مقارنة مع اوباما
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 4/4/2017
ما الذي يمكن قوله في هذه المرحلة حول العلاقة بين ترامب واسرائيل؟ التي هي جيدة، بل يمكن القول ايضا إنها “جيدة جدا”. أولا، الاجواء. التغيير كبير بعد سنوات اوباما الثمانية.
من يتذكر حتى الآن خطاب اوباما في القاهرة عندما أعلن أنه يجب على اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات؟ ومن يتذكر العاصفة التي رافقت زيارة نائب الرئيس جو بايدن في اسرائيل عندما تم الاعلان عن خطط البناء في القدس وراء خطوط وقف اطلاق النار؟ أو التوبيخ الذي تعرضت له اسرائيل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون؟ كل هذه الامور حددت طبيعة السلوك على مدى ثماني سنوات، وهو السلوك الذي وصل الى الذروة في قرار اوباما غير المسبوق لسفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، بعد انتخاب ترامب، بعدم استخدام الفيتو على قرار انتقاد اسرائيل. العلاقة بين اسرائيل وواشنطن مرت بخلافات كثيرة، لكن لم يسبق أن كان هناك شيء يشبه السنوات الثمانية تلك. قوموا بمقارنة ذلك مع الحميمية التي اظهرها الزوجين ترامب لبنيامين نتنياهو وزوجته اثناء زيارتهما في واشنطن.
“النغمة تحدد الموسيقى”، لكن الموسيقى ايضا تغيرت. نيكي هايلي التي عينها ترامب سفيرة للولايات المتحدة في الامم المتحدة أعلنت “لقد مرت الازمان التي كان يمكن الاعتداء فيها على اسرائيل في الامم المتحدة”. هذه الاقوال جاءت على لسان سفيرة الدولة الاقوى في العالم والتي تمول 22 في المئة من ميزانيات الامم المتحدة ونشاطاتها. هي بالطبع لا يمكنها تغيير حقيقة أنه من بين الدول الاعضاء في الامم المتحدة توجد اغلبية تلقائية لكل قرار ضد اسرائيل، لكن يمكننا أن نكون على ثقة بأنه منذ الآن سيتم استخدام الفيتو على قرارات كهذه في مجلس الامن، وأن مؤسسات الامم المتحدة المختلفة ستكون حذرة أكثر في قراراتها ضد اسرائيل.
نائب الرئيس مايك فنس قال قبل بضعة ايام “بعد عشرات السنين التي تم الحديث فيها فقط، يفحص رئيس الولايات المتحدة بجدية نقل السفارة الامريكية الى القدس”. ومن الواضح أن سفير الولايات المتحدة الجديد، ديفيد فريدمان، لن يعارض هذا الامر.
يحتمل أنه بالنسبة لاسرائيل فان التغيير الاهم في اعقاب استبدال السلطة في الولايات المتحدة هو التعاطي مع ايران. الجنرال جوزيف ووتل، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة، قال مؤخرا للجنة الاذرع المسلحة في مجلس الشيوخ إن ايران تشكل الخطر الاكبر على الولايات المتحدة في هذه الاثناء، التي زادت من تدخلها في الشرق الاوسط وهي تضعضع استقرار المنطقة. يمكن القول إن موقف الجندي المهني هذا يشبه موقف ادارة ترامب من ايران.
وزير الدفاع جيمس ماتيس اعتبر أن ايران هي الممول الاكبر للارهاب في العالم. وفي لقاء له مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فلون، قال ماتيس إن ايران تستمر في تصدير الارهاب. وعندما ذكره الصحافيون بأقواله في العام 2012 والتي اعتبر فيها أن الأخطار الثلاثة التي تهدد الولايات المتحدة هي ايران، ايران، ايران، قال ماتيس إن سلوك ايران لم يتغير في السنوات التي مرت منذ ذلك الحين.
قارنوا بين هذه الامور وبين تعاطي اوباما مع ايران. قبل سنتين اصدر الاعلان الغريب الذي اعتبر “ايران ملزمة بأن تكون، وستكون، قوة اقليمية”. ورفض الاعتراف بتأييدها للارهاب وتفاوض معها على الاتفاق النووي من خلف ظهر اسرائيل مع الادراك أن الاخيرة ستكون هدفا لصواريخ ايران المزودة بالرؤوس النووية.
يبدو الآن أن الولايات المتحدة واسرائيل ستقرآن نفس الصفحة عند فحص كيفية علاج تهديد ايران. صحيح أنه لم يمر بعد مئة يوم على ولاية ترامب، لكن الامور تبدو غير سيئة حتى الآن.
هآرتس / مرة اخرى يقترحون علينا طأطأة الرأس
هآرتس – بقلم تمار زندبرغ – 4/4/2017
استراتيجيون كثيرون يقودون في الآونة الاخيرة في “هآرتس” خطا منهجيا يقول إن على اليسار أن ينهي نفسه لصالح الوسط. ويقولون إن الجمهور يميل نحو اليمين، وأن على اليسار الركض وراءه الى هناك. المقال الاخير في هذه السلسلة نشر أمس من قبل تسفيا غرينفيلد التي اقترحت على ميرتس الاندماج في حزب العمل. وقد حان الوقت للرد على هؤلاء بوضوح: الحديث يدور عن موقف غير اخلاقي على مستوى القيم، وتدميري على مستوى السياسة. لن يثق أحد بمن لا يثق بنفسه، وهذا الامر صحيح. يوجد لليسار خيار وهو رفع الرأس والبدء بالقتال أو الظهور مثل اسحق هرتسوغ.
على خلفية وجود المجتمع في ازمة اخلاق عميقة الى درجة أن ضم المناطق أصبح، لاول مرة في تاريخ هذا المجتمع، خيارا مشروعا، في وجه سلطة لا تسعى الى الوسط بل الى اليمين. فان غرينفيلد تقترح علينا طأطأة الرأس وكم افواه الحقيقة والغمز لوسط وهمي. وهي تتهم ميرتس لأنها بسلوكها تُقصي نفسها عن النقاش السياسي القائم، ومثال على ذلك هي تذكر مشاركتي في المظاهرة ضد الاحتلال خارج مؤتمر الايباك. صحيح أن غرينفيلد لا تقوم بوصف المظاهرة بأنها “براز حمام” بل “اشكالية”، لكن الموقف متشابه. في الخارج يمكن فقط تأييد الاحتلال.
الاستراتيجيون يقولون لنا إن الميل نحو اليمين هو مجرد تكتيك، وبعد الاستيلاء على السلطة يمكن ازالة الاقنعة والذهاب الى السلام. نحن نعرف هذا التكتيك. فهو قديم جدا وهو الذي حطم اليسار. وتبين أنه بعد أن التصق القناع بالوجه فمن الصعب ازالته. وهكذا بقينا ليس مع اليسار في قناع اليمين، بل ببساطة مع اليمين.
الحقيقة هي أن جمهور واسع، أكثر مما تتصور غرينفيلد، ضاق ذرعا من طريق اليمين. وهو لا يريد العيش في حلم الهستيريا، وهو لا يبحث عن شخص يكذب عليه، بل العكس. اليمين ينتصر لأنه يعرض بضاعته كما هي – فيلا في الغابة، محاطة بالجدران للدفاع عنها من الحيوانات المفترسة، وهو يطارد ويُسكت كل انتقاد. الجمهور في معظمه لا يوجد هناك، لكنهم لا يقدمون له البديل. ففي وجه معسكر يميني متطرف ومتحمس ومباشر هناك معسكر يسار متردد ويخجل من نفسه. وهو غير مستعد ايضا لاستخدام كلمة يسار. ومقابل تحريض اليمين هو يريد اشخاص مثل غرينفيلد.
الجريمة السياسية الاكثر خطورة لحقبتنا ينفذها الوسط الذي يبلع اسفين اليمين كما هو ويبدأ بعملية الاندثار الذاتي. أمام جمهور متعطش لسماع رسالة معاكسة لرسالة السلطة يقف الوسط وهو متردد وغير واثق بنفسه ويقول للجمهور إن اليمين عمليا هو على حق وأنه يجب الغاء البديل وتقديم الولاء لنظرية الملك التي تتقن أمرا واحدا وهو الهجوم على اليساريين.
قال مارتن لوثر كينغ “يوجد لي حلم” ولم يقل “توجد لي استراتيجية”. ومطلوب أن يكون لنا يسار فخور ويؤمن بنفسه. ويعرف أن الايمان بعدالة الطريق هو الشرط الاول للانتصار، ولا يخشى من النضال من اجل حلمنا، ويتذكر أن معظم الجمهور يؤيد موقفنا ولا يتأثر بالتوجه الى اليمين. لا يوجد لليمين حل ليقترحه، وهو باق في السلطة فقط لأننا ننسى أننا أقوياء وعلى حق. واذا كنا مؤمنين بذلك وتركنا كذب الوسطية فنحن سننتصر ايضا.
معاريف / جاء ليعرض بديلا
معاريف – بقلم بن كسبيت – 4/4/2017
“الوقت المستقطع” الذي أخذه جدعون ساعر قبل نحو سنتين ونصف السنة من الساحة السياسية انتهى رسميا أمس. كان هذا توقيتا لعودة معروفة مسبقا. من اللحظة التي خرج فيها ساعر كان واضحا أنه سيعود. فقد نجح في تعزيز مكانته وتأثيره حتى حين كان خارج دائرة الاهتمام، وفي واقع الامر أدار العودة الاطول في التاريخ السياسي الاسرائيلي. سنتان ونصف متواصلة من التخمينات، التقديرات والتنبؤات والاعلانات المسبقة. في هذه الاثناء دافيد تعلم السير، وولدت شيرا وتوا ستسير هي ايضا. السؤال الذي يسأله ساعر، ومعه باقي الرفاق في الليكود، هو متى سيسير نتنياهو.
خلافا للتقديرات، فان عودة ساعر لا تعني أنه يفكر باننا على شفا الانتخابات. العكس هو الصحيح. فساعر يؤمن بانه لن تكون انتخابات في 2017 (وأنا لست مقتنعا بانه محق). وفرضية العمل لديه هي أن أمامه سنة كاملة من العمل الصعب. فهو يعتزم العمل بشدة وأن يحرث فروع الليكود وبلدات المحيط بشكل جذري. خطاب العودة لديه امس كان رسميا، مدروسا، عدم للدراما الزائدة. لقد كان ساعر الى جانب نتنياهو حين شم ارئيل شارون الدم في الماء وتمترس بتصميم وحساسية الى جانب رئيس الوزراء كي يحصل على المفاتحي في لحظة السقوط. مرت 18 سنة منذئذ واليوم هو من يتحسس طريقه ويحاول ان يبني بديلا سوي العقل. في وضع الامور العام في الليكود، فان احتمالاته لا بأس بها.
ساعر لم يعلن أمس الحرب على نتنياهو. ليس لديه نية لعمل ذلك. هو، ظاهرا، جاء “لتعزيز” بيبي في مواجهة الضغط السياسي. وهو يعرف ان نتنياهو سيضطر الى الانثناء والى المرونة الشديدة في الاشهر القريبة القادمة وهو سيكون هناك كي يحذر. كانت هذه هي المرة الاولى في السنتين الاخيرتين التي يتحدث فيها ساعر ولا يمكن للمرء أن يلاحظ أي لذعة نحو رئيس الوزراء. فقد اكتفى بقول غامض عن “الرسمية” في اسلوب بيغن، والفهيم يفهم. ساعر مكبل في قضية هيئة البث الاسرائيلية في ضوء حقيقة أن عقيلته، غيئولا ايفن – ساعر، هي من مثيري دائرة الجنون الحالية التي تصدر عن بلفور. وقد فضل امس أن يتجاهل هذه المسألة برقة.
في الاشهر القريبة القادمة سيعانق ساعر نتنياهو، سيسند نتنياهو وسيعزز نتنياهو. الى حين. حين يضطر نتنياهو الى الانسحاب أو الى المساومة، سيكون هو هناك كي يخلق بديلا. هدف ساعر في عودته هو أن يعرض امام الليكوديين الامكانية سوية العقل. في كل مرة تجر فيها العائلة في بلفور الدولة الى دوامة اخرى مثل قصة الهيئة سيكون بوسع الليكوديين أن يسترقوا نظرة الى الجانب ويتخيلوا كيف يمكن للامور أن تبدو اذا كان احدا طبيعيا ورسميا على رأس الحركة.
تفوق ساعر على رفاقه في الليكود هو حقيقة أنه في الداخل، ولكن في الخارج. ليس له منصب رسمي، لا يمكن اقالته، لا يمكن اضراره، لا يمكن تهديده. ساعر سيكون حرا ومحررا كالعصفور. في الاماكن التي يقرر فيها أنه من المجدي عرض بديل، سيعرض. وفي الاماكن التي يقرر فيها اعطاء دعم واسناد سيعطي. في صالحه ستكون دوما حقيقة أنه لم يسمح ابدا لنتنياهو بان يتلاعب به، مثل الرفاق الاخرين المختلفين، من جلعاد اردان وحتى تساحي هنغبي، الذين يسمحون لبيبي بذلك الان. عنده، نتنياهو لن ينجح في اغلاق محطة تلفزيون (التربوي). عنده، روبي ريفلين ينتخب رئيسا رغم أنف الزوجين ومساعدهما ياريف لفين. عودة جدعون ساعر هذا الاسبوع الى الليكود لا تعني أننا عشية انتخابات، ولكن بالتأكيد يمكن ان نفهم منها ان ساعر يقدر بان عصر نتنياهو يقترب من نهايته. سنة اخرى، سنتان اخريان، والليكود سيتعين عليه ان يختار لنفسه زعيما جديدا. ساعر سيكون هناك، كي يدعي التاج.
هآرتس / مرور خمسين ربيع
هآرتس – بقلم اسحق ليئور – 4/4/2017
مرة اخرى “عيد الحرية” وكلماته الفارغة، “طوق أمني على يهودا والسامرة”، سجن كبير – وراء الجدران وقضبان الشوارع لليهود – وتحت الكلمات الاكثر فراغا “شكرا للخالق الذي أخرجنا من العبودية”. ونحن نفتح الباب للنبي الياهو، وهناك في الخارج، في الظلام، الملايين بدون وجه وبدون حقوق تحت سيطرتنا – رجال ونساء واولاد – في الليل مسموح لنا اقتحام بيوت الاولاد، واختطاف ليس فقط الاولاد الكبار، بل التفاخر عندما يتم اعدام امرأة تحمل المقص، ابطال الجيش “ألق حممك على الأغيار” بما في ذلك الفتيان.
بعد ذلك يوم المحرقة، كلمات اخرى فارغة، محظور أن نقارن، لا الجدران ولا شطب اللغة العربية عن لافتات المحطات ولا عنصرية الدولة. وحفر الانفاق من غيتو وارسو تم تعلمه حتى آخر الايام، لكن انفاق غيتو غزة تحت رفح من اجل احضار الدواء والغذاء هي تهديد. والانفاق تحت جدران الكيبوتسات المحاصرة – كلمات فارغة: “غلاف غزة”، سنقول إنها تدمير. وكل ذلك سنسميه ارهاب. لقد حولوا ابادة الشعب اليهودي في اوروبا الى إبر صهيونية واقتلاع يهود اسبانيا تم ادخاله الى إبره كهذه. لا تقل إن هذه هي طريقي الاخيرة”.
سيأتي يوم الذكرى التي لا يكفي قتلاها، الى أن تم اضافة قتلى معارك اسرائيل وجميع القتلى منذ نهاية القرن التاسع عشر – اكبر عدد ممكن، اضافة الى الحروب الاختيارية وغير الاختيارية وضحايا العمليات. وعلينا أن نحصي ونروي، وتبدأ الكلمات بالزوال، من يوم الاستقلال هذا حتى يوم الاستقلال القادم. استقلال من؟ استقلال عن من؟ “زاكا” ستهتم بفصل الاعضاء الممزقة عن الاعضاء المحطمة.
عند ذلك سيقولون لنا: هناك اوقات يحق لنا فيها التوحد مع موتانا، عمليا كل يوم في السنة هو كذلك، ومحظور علينا المقارنة بين خوف الاطفال الصغار والامهات الثكلى والجثث في أبو كبير وهدم خيام العزاء وآلاف الأسرى. منذ خمسين سنة والاطفال يصرخون من الخوف، والذين كانوا أبناء عشر سنوات عند مجيء الاحتلال، والآن هم في جيل الستين. وأولادهم وبناتهم لا يذكرون أي شيء سوى متحدثي العبرية وهم يصوتون دائما أكثر يمينية، وبمساعدة اللغة الفارغة يقومون باقتحام البيوت من اجل اختطاف النائمين في السرير، “يدافعون عن البيت”، احفادهم لا يتذكرون ايضا سوى غياب القانون والقمع، الله هو جندي على الحاجز، ابتسامة صفراء لمجندة، مستوطن يعتدي على حقل.
نعم، ربيع في بلاد التوراة، أحجية طلاب المعاهد الصهيونية، طائرات احتفالية، طائرات تخيف في الليل اطفال غزة ولبنان، جائزة اسرائيل ستمنح للبرجوازية الصغيرة التي تحتاج الى المراسيم الرسمية، وبعد ذلك تأتي اعياد لاغ بعومر ويوم القدس والماراثون في أحياء المدينة المحتلة. “هذا هو انتقام الله”.
أريد هنا أن أذكر معلمتي يهوديت ايتونيم، رحمها الله. وقد قالوا إنها اصلاحية، وعندما قالت لنا في الصف الثاني الابتدائي في الصباح عن ابراهيم الاول الذي تم الانتصار عليه في ميناء حيفا في الليل، بدأ موشيه بالتصفيق فقامت المعلمة بتوبيخه: “توجد في القاهرة أمهات يبكين في هذا الصباح” (كان هذا بالضبط في فترة الفدائيين، وفي الحقل ايضا قرب بيوتنا قتل العمال).
اليهود بشكل عام، لا يجب أن يذهبوا لزيارة قبور الموتى بعد مرور خمسين سنة.
معاريف / فقدوا الرؤيا
معاريف – بقلم البروفيسور آريه الداد – 4/4/2017
إتخذت حكومة إسرائيل، الاكثر يمينية في تاريخ الدولة، في نهاية الاسبوع الماضي بالاجماع قرارا لتقييد البناء في يهودا والسامرة. في صحيفة “هآرتس” فرح العنوان الرئيس اللذيذ: “رؤيا الآخرة لليمين”. وعن حق فرح اليسار. إذ حين لا تكون معارضة يمينية، فانه يكون بوسع “الائتلاف الاكثر يمينية” ان يتخذ القرارات التي ما كانت لتخجل كل حكومة يسارية: التقييد الطوعي للبناء في يهودا والسامرة. هذا في العلن، وفي الخفاء واضح: في القدس أيضا. لماذا واضح؟ لان رئيس الوزراء يشرح بان حتى في القدس “ينبغي البناء بحكمة”. ماذا يقول، رئيس وزراء اليمين؟ هل ان البناء في كل أجزاء القدس، التي أقسم حتى الان الف مرة لها ولوحدتها الولاء لابد الآبدين، ليس عملا “حكيما”؟ من يحتاج رئيس وزراء من اليمين كي لا يبني في القدس؟ حتى زهافا غلئون كانت ستبني في القدس “بحكمة”.
لانه لا توجد معارضة وطنية لتكون رمز اليمين. لانه حين يتوزعون جميعهم مناعم الحكم ومقدراته، يبدو أن الحكم غاليا عليهم اكثر من بلاد إسرائيل وحتى من القدس.
زعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت، الذي كان يفترض أن يكون رمز اليمين، استقام هو ايضا مع الخط بحماسة: “السياسة الجديدة متوازنة ومعقولة”، يقول عن قضاء قضته الحكومة بتطوع حتى ليس انطلاقا من اتفاق مع الولايات المتحدة. البناء الجديد فقط “في حدود البناء”. هذا هو ذات الخط الوهمي الذي يمر من بيت الى بيت في محيط البلدة، ومسموح البناء في داخل الخط فقط. في حالات شاذة، بمحاذاته. ومن يعرف البلدات في يهودا والسامرة، يعرف انه ليس فيها تقريبا مناطق شاغرة. وعن مثل هذا القيد التعسفي يقول بينيت “سياسة متوازنة ومعقولة”.
“متوازنة” بين ماذا وماذا؟ بين اقتلاع كل البلدات والتجميد المطلق؟ بين الطاعون والكوليرا؟ “معقولة” بأي مقياس؟ اذا كان المقياس هو وتيرة البناء لحزب العمل حين كان في الحكم – حبذا لو كان نتنياهو وبينيت يصلان الى نصف بدايات البناء من عهد ايهود باراك. اذا كان المقياس هو زخم البناء في عهد ارئيل شارون كوزير الاسكان ووزير الزراعة – فان نتنياهو وبينيت يحتاجان الى يد يمينه لينتسبا الى ميرتس.
ولكن ما لي ألوم السياسيين المنزلقين اذا كان مجلس “يشع” وكل رجال الفعل، الزمبيشيون على انواعهم، قد رحبوا هم ايضا بهذه السياسة، وان كانوا همسوا، على لسان رجالاتهم المنمقين، بان “كل شيء منوط باختبار التنفيذ”. هكذا كنا نتوقع من رجال مباي التاريخي، وليس من رجال رؤيا استيطان بلاد اسرائيل الكاملة. مباي نجح جيدا في اختبار التنفيذ. وفقط في اختبار الرؤيا فشل، تخلف، علق، تعثر ونزل عن المسرح. واليمين، الذي فقد الرؤيا يسير في اعقابه. فهو عالق الان في اختبار التنفيذ. وفيه ايضا سيفشل.
هو سيفشل لانه يبدو أن نتنياهو لا يكف عن الكذب. فحين أعلن الاسبوع الماضي عن “حل تجميد البناء” لـ 2.000 وحدة سكن – كان هذا بعد بضعة ايام فقط من نفيه أن يكون قد فرض تجميدا على نحو 5.000 وحدة سكن تعهد بها قبل شهرين. وهو يمكنه أن يفعل ذلك لانه لا توجد معارضة وطنية، بل ولا حتى جناح يميني حقيقي داخل الحكومة، لان بينيت يهتف للحكومة حين يتعهد بالبناء (وبالطبع ينسب ذلك له) ويهز رأسه خلف نتنياهو حتى عندما يتعهد بتقييد البناء.
في مساء اليوم الذي رحب فيه بينيت بالسياسة “المتوازنة والمعقولة” لتقييد البناء أدرك على ما يبدو بانه لا يمكن ان يسمح لنفسه (سياسيا بالطبع، وليس ايديولوجيا) أن يسير على الخط مع نتنياهو. وعندها تذكر باننا “فوتنا الفرصة التاريخية لعرض بديل على الرئيس ترامب”. من هذا “فوتنا”؟ ألم تكن أنت هناك؟ ألم يكن بوسعك أن تطرح انذارا على نتنياهو؟ “احلال السيادة على المنطقة ج” هي الخطة السياسية للبيت اليهودي. خطة رائعة. ما الذي فعله كي يحققها؟ اذا كان الخط الاحمر لهذا الحزب هو بناء بلدة بديلة لاهالي عمونة المقتلعين – فانهم يجدون أنفسهم يتنازلون عن الملك مقابل المهر.
اسرائيل اليوم / لقاءات متفائلة
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 4/4/2017
مع لقاء الرئيس ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس في واشنطن بدأ موسم حجيج الزعماء العرب الى البيت الابيض. وفي أعقاب السيسي سيصل غدا ملك الاردن عبد الله، وخلال الشهر سيصل الى واشنطن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
يصعب التقليل من أهمية هذه الزيارات. ففي نهاية المطاف امتنع السيسي عن زيارة البيت الابيض في عهد الرئيس اوباما، وبشكل أدق، اوباما هو الذي امتنع عن دعوته. ليس غريبا أن مصر كانت مسرورة أمس على ضوء ما وصف في القاهرة بأنه “شمس ترامب التي أشرقت من جديد فوق العلاقة بين مصر والولايات المتحدة بعد سنوات ظلام طويلة”. عادت واشنطن للعب دور اساسي في الشرق الاوسط وبشكل يناسب القوة العظمى التي لها وجود عسكري كبير في المنطقة وتساعد دول عربية كثيرة بمليارات الدولارات. وهذا يُدخل النظام الى خريطة الشرق الاوسط التي تحاول روسيا اعادة رسمها اعتمادا على ايران. روسيا لا يمكنها منافسة الولايات المتحدة في كسب الدول العربية. فليست لديها الامكانيات الاقتصادية الموجودة لواشنطن، أو القوة العسكرية، أضافة الى أن موسكو تحمل عبء ايران على ظهرها.
الزعماء العرب يصلون الى ترامب بالضبط بعد اسبوع من انتهاء القمة العربية. والانجاز الهام للقمة هو مجرد حدوثها ومشاركة زعماء العالم العربي بعد سنوات طويلة من الشلل في اعقاب الربيع العربي وانهيار كثير من الدول العربية.
إن انعقاد القمة لم يعبر بالضرورة عن توحيد الصفوف أو عن التوافق الحقيقي في جميع المواضيع المطروحة. الدول العربية منقسمة فيما بينها في موضوع سوريا والعراق واليمن، وهي تجد صعوبة في بلورة جبهة موحدة ضد ايران. لذلك فضل المشاركون دفع ضريبة كلامية في الموضوع الوحيد الذي يمكنهم الاتفاق عليه، وهو الموضوع الفلسطيني. ولكن في الوقت الذي تحدث فيه ملك الاردن في مستوى عال عن كون الموضوع الفلسطيني هو الاساس والوحيد بالنسبة للعرب، اختار الملك استضافة مؤتمر القمة في موقع سياحي معزول في البحر الميت وليس في العاصمة عمان بسبب تهديد ارهاب داعش. هذا التهديد كما هو معروف هو التهديد الرئيس للمملكة الاردنية، وليست هناك صلة بينه وبين الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
عشية لقاء السيسي وترامب، ذكرت وسائل الاعلام بشكل موسع أن الزعماء العرب قرروا العمل معا للضغط على الرئيس الامريكي لاستئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس المبادرة العربية للسلام. إلا أنه من المشكوك فيه أن تكون هذه الاقوال حقيقية. والبرهان على ذلك هو أن متحدثي الحكومة في القاهرة عادوا وأكدوا على أن السيسي جاء لنقاش مشكلات مصر مع ترامب، التي تتركز حول مكافحة الارهاب وازمة مصر الاقتصادية. وعلى الصعيد الاقليمي، مصر قلقة من محاولة ايران التسلل الى العالم العربي والسيطرة عليه.
في مواجهة هذه التحديات تظهر أهمية اسرائيل كشريكة استراتيجية موثوق فيها، حيث يوجد الآن تعاون وثيق بين مصر والاردن واسرائيل لتعميق التنسيق والتعاون الاستراتيجي. وهناك دور هام للولايات المتحدة في تعزيز التعاون الاقليمي في وجه التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية واسرائيل. وتحالف كهذا سيساعد في تقدم المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية، شريطة أن لا تصبح هذه المحادثات أسيرة للافكار الفلسطينية.
إن الدمج بين صاحب البيت الابيض الجديد وبين ادراك العرب للتحديات التي تواجههم سيضمن وجود بداية جديدة في علاقة اسرائيل والفلسطينيين على اساس التعاون العميق بين اسرائيل والعرب.
يديعوت / استطلاع العنصرية – نار القبيلة تشتعل
يديعوت- بقلم يوسي دهان – 4/4/2017
“بنيما” (الى الداخل)، حركة جماهيرية أقامها رئيسا الأركان السابقان غابي اشكنازي وبني غانتس، وزير التعليم السابق شاي بيرون، رجال اعمال ونشطاء اجتماعيون، نشرت نتائج استطلاع جديد عن المجتمع الاسرائيلي. ويمكن أن نلخص نتائجه بجملة قالها واحد ممن أجرين المقابلات معهم في البحث – “الكراهية للاخر هي نار القبيلة الاسرائيلية”.
تؤكد النتائج ما قاله الرئيس ريفلين عن “النظام الاسرائيلي الجديد” الذي يضم أربع قبائل – العلمانيين، المتدينين، الاصوليين والعرب – فيما أن الكراهية بينهم آخذة في الاشتداد. غير أن الاستطلاع يصف واقعا منقسما وقبليا أكثر من ذلك، اضيف اليه تقسيم ايضا الى اشكناز وشرقيين، يساريين ويمينيين، دولة تل أبيب وبلدات المحيط، مهاجري الاتحاد السوفياتي السابق ومهاجري اثيوبيا. وبينما استخدم ريفلين تعبيرا رقيقا نسبيا هو “العداء” لوصف العلاقات بين القبائل المختلفة، فان المشاركين في الاستطلاع يعبرون عن آراء مسبقة ومشاعر سلبية شديدة، مثل الخوف، الغضب والكراهية تجاه الآخر. والعامل المركزي الموحد لاعضاء المجموعات الصقرية هو التهديد من الخارج. وتعريفهم كجماعة يستند الى التناقض بين هوية جماعتهم وهوية الجماعات الاخرى.
حسب الاستطلاع، فان العامل المركزي الذي يشعل نار الكراهية هو السياسيون، الذين يضربون الجماعات الاسرائيلية الواحدة بالاخرى ويرتزقون من التحطم الاجتماعي. بدء برئيس الوزراء الذي زرع في فترة الانتخابات الخوف والكراهية تجاه المواطنين العرب وتجاه اليسار من اجل الكسب السياسي، عبر السياسيين العلمانيين الذين يجندون الناخبين على اساس الكراهية او الصراع ضد الاصوليين، وحتى السياسيين المتدينين الذين يشبهون المثليين بالبهائم ووزير تعليم يكافح ضد “الاعتراف بالاخر”.
رؤساء حركة “بنيما” مصدومون من التطرف والعنف للمجتمع في اسرائيل، ويسعون الى تجنيد مليون اسرائيلي يوافقون على اللقاء، الانصات والحديث – لبلورة جدول أعمال جديد وبناء هوية مشتركة، تحل فيها الثقة والتضامن محل الكراهية والفرقة. وهم يؤمنون بان “اللقاء الشخصي يلين “عضلة الخطاب ويخلق عوامل التغيير”.
يخيل أن رجال “بنيما” حاولوا الامتناع قدر الامكان عن الخلافات السياسية، ولهذا فقد اكتفوا بالدعوة الى اللقاءات. ربما، بالتالي، ليس في الاستطلاع ذكر لاصطلاحات مثل “احتلال” او “يهودا والسامرة”، والتي تمثل أحد بؤر الخلاف والعدء بين “قبيلة اليمين” و “قبيلة اليسار” وبين “اليهود” و “العرب”.
من الصعب معارضة مبادرة تشجع الحوار الذي هدفه تحرير الناس من الاراء المسبقة ودفعهم لان يتعاطوا مع الاخرين والمجتمع بشكل تضامني اكثر. ولكن مثلما وجد العالم النفسي جوردون اولفورت في بحثه عن “طبيعة الرأي المسبق”، لا تكفي اللقاءات المصادفة بين الناس للتغلب على الاراء المسبقة. فالتغلب على الاراء المسبقة يحتاج الى لقاء يقوم على اساس وجود حالة متساوية للناس، مساواة بين المواطنين مسنودة من مؤسسات القانون، الزعماء والثقافة المحلية. دون هذه الشروط، فان مثل هذه اللقاءا من شأنها ان تزيد الاراء السلبية لاعضاء الجماعات المختلفة الواحد تجاه الاخر.
من الاهمية بمكان الاشارة الى أنه فضلا عن السياسيين الذين يتحملون جزءا من المسؤولية عن تحطم المجتمع الاسرائيلي، فما يتسبب بوجود الكراهية، الجهل والاراء المسبقة هو الواقع الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي والثقافي. فواقع عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين اليهود والعرب، الرجال والنساء، الاشكناز والشرقيين، المركز والمحيط؛ واقع الفصل في التعليم، حيث يتغذى الجهل والعنصرية في التيارات التعليمية المختلفة وفي المدارس الخاصة، التوراتية والعلمانية؛ واقع الفصل والتمييز بين المحيط والمركز، بين بلدات التطوير والمدن، القرى الزراعية والكيبوتسات وبين احياء الضائقة والاحياء الفاخرى؛ واقع الفصل والتفرقة في سوق العمل ووجود نخب منسجمة عرقيا في الجهازين القضاء والاكاديمي. هذا واقع يجب مواجهته من اجل التغلب على الكراهية، العنصرية، الغضب والاغتراب، والا فان اللقاءات العلاجية بين اعضاء القبائل المختلفة لن تكون لها قيمة كبيرة.
اسرائيل اليوم / نمر الارهاب لن يتغير
اسرائيل اليوم – بقلم د. رؤوبين باركو – 4/4/2017
تصريح قائد حماس أبو عبيدة حول استعداد المنظمة اقامة دولة فلسطينية على “الاراضي المحتلة” في العام 1967، وفي اعقاب ذلك بالونات التجربة الكلامية والتسريبات المنسوبة لقادة حماس، تشير الى وجود “تحول” دراماتيكي في سياسة هذه المنظمة العنيفة. ولكن لا يوجد مثل المتهكمين الفلسطينيين كي يوضحوا أن الحديث هو عن تلاعب بالكلمات من اجل ارضاء الخصوم والأعداء معا، على نمط العمل الاسلامي في التخويف والتضليل والخداع.
في مؤتمر “المشكلة الفلسطينية” الذي عقد مؤخرا في بيروت، كشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، عن مباديء الوثيقة. وحسب اقواله فان الحديث يدور عن ورقة تعبر عن هدف الحركة الاستراتيجي على خلفية دروس العام 2016 من اجل العام 2017 لتوحيد جميع القوى من حول “المقاومة”.
أحد قادة حماس، اسماعيل رضوان، أكد على أن الوثيقة التي هي قيد الاعداد، هي تعبير عن المنطق والهدف السياسي البراغماتي لحماس، وأن المقصود ليس استبدال ميثاق حماس. المحلل السياسي ابراهيم المدهون زعم أن الوثيقة التي هي قيد الاعداد، هي وثيقة سياسية تعبر عن البراغماتية التي تنبع من العلاقة السياسية بين حماس والقوى العظمى ودول العالم مثل الصين وروسيا. ومن تجربتها في السلطة السياسية والتحديات التي يفرضها التغيير الاقليمي والدولي. يعتقد المدهون أن الوثيقة لا تتناقض مع “الخطوط الحمراء” لميثاق حماس، الذي يشمل الكفاح المسلح. ولأن هناك علاقة فكرية فقط بين حماس وبين الاخوان المسلمين، فلا حاجة لأن تتنصل من هذه العلاقة.
حماس ستتنصل من المنظمات الاسلامية الارهابية (لتهدئة العرب والغرب)، وسترسم لنفسها صورة “منظمة فلسطينية من اجل التحرر الوطني”. ولكن رغم الاستعدادية لاقامة الدولة في حدود 1967، سترفض حماس الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقيات التي وقعت معها باسم م.ت.ف، أو التنازل عن جزء من “الوطن”. لأن “ميثاق حماس ليس قرآن”، والواقع سيؤثر في تغيير الصياغة من اجل تحسين الصورة.
المحلل حمزة أبو شنب يعتقد أن حماس طرحت افكار مشابهة في السابق. وذكر استعداد احمد ياسين للهدنة طويلة المدى مقابل انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة، واقترح تفاهمات في موضوع الأسرى وشارك في انتخابات 2006. لذلك فان التغيير الكلامي المتوقع بخصوص علاقة حماس مع الاخوان المسلمين وضد العدو، تسعى الى تعزيز العلاقة مع الدول العربية المجاورة ومع المجتمع الدولي، لذلك سيتم ذكر الحرب ضد الاحتلال بدل الصراع ضد اليهود. وعندما ستعلن حماس عن أنها “منظمة فلسطينية للتحرر الوطني” فان مصر ايضا ستكون راضية لأن هذا سيعبر عن ابتعادها عن الاخوان المسلمين. المحلل فايز أبو شمالة يعتقد أن حماس لا تنوي الغاء ميثاقها، أو علاقتها مع الاخوان المسلمين، وهي تسعى للظهور كحركة قومية فلسطينية تناضل ضد الصهاينة.
الحديث يدور عن “قصارة ودهان” على حائط الارهاب ودعوة للهدنة دون تسمية المرأة باسمها. التغيير في ماركة الحركة الى “منظمة تحرير قومي فلسطيني تحارب الصهاينة” يدخل الى مربع م.ت.ف، وهذا يعرض مكانتها التسويقية للخطر، ولا يعمل على تقريب المصالحة الفلسطينية. اذا كانت الطريق الى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة، فان الطريق الى جنة عدن هدنة حماس معبدة بالنوايا السيئة.
هآرتس / أسباب عودة جدعون ساعر للسياسة
هآرتس – 4/4/2017
أعلن جدعون ساعر، الذي يعتبر خصم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في حزب “الليكود”، أمس الاثنين، عن عودته بشكل رسمي للحياة السياسية بعد عامين ونصف على المهلة التي أعطاها لنفسه. عودة ساعر كانت المفاجأة الأكثر توقعًا، وكان واضحًا لكل مسؤولي “الليكود” أن هذا الأمر إما أن يحدث الآن أو لا، فلو لم يتخذ ساعر قرار عودته قبيل الانتخابات القادمة، فلم يكن ذلك سيحدث.
كما هو واضح، إعلان ساعر معناه أيضًا أنه سيترشح لقائمة “الليكود” القادمة، بين إذا كان هذا سيحدث في ظل تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو أو بعد خسارته للانتخابات أو في المرة القادمة التي يلزم فيها دستور “الليكود” بانتخابات، على مشارف عام 2023. بالتأكيد، في حال كان يتطلع لرئاسة الحكومة فيجب عليه أن يكون هناك، فالقانون ينص على أن عضو كنيست على رأس عمله مخول للعمل كرئيس للحكومة. لذلك سيترشح في المرة القادمة بقائمة “الليكود”، وسيحاول ان يسيطر مجددًا على المركز الأول، وينتظر، كالجميع، كلهم بارعون في الانتظار، لقد اعتادوا على الانتظار، الصبر هو اسمهم الأوسط.
خلافًا للتقديرات التي شاعت أمس، فإن ساعر سارع للقفز مجددًا بالمياه المكدرة للسياسيين اعتقادًا منه بأن الانتخابات أصبحت قاب قوسين أو أدنى، ليس بالضرورة هو يؤمن بذلك، ليس في عام 2017، ربما في النصف الأول من 2018. هذا تحديدًا ما يناسبه، إنه بحاجة للوقت، من وجهة نظره، عامٌ من أجل استعادة أيامه كما كانت في السابق.
لكن ربما يكون ساعر شعر بالعاصفة التي ضربت النظام السياسي، مثل سياسيين آخرين كثر، وفضّل أن يكون قريبًا من الأحداث في الوقت الذي لم تنتهِ فيه الأزمة بعد بين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون بشكل نهائي، وقد يكون ساعر اشتم رائحة احتمال إجراء انتخابات دون سابق إنذار في الوقت القريب.
مع ذلك، يجدر التنويه إلى أن ساعر لم يختفِ تمامًا من النظام السياسي خلال تلك الفترة، فهو ناشط في “الساحة الليكودية” منذ وقت طويل، وبالتأكيد مطلع تمامًا على الأنشطة السياسية.
اسرائيل اليوم / ميثاق حماس
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 4/4/2017
الحديث حتى هذه الاثناء يدور عن مسودات، عدد قليل فقط تمكنوا من قراءتها. وليس من المعروف متى سيتم نشر وثيقة حماس السياسية، وكيف ستكون مكانتها (هل ستستبدل ميثاق حماس؟ هل ستكون وثيقة ملزمة لنشطاء حماس وقادتها من الآن فصاعدا؟ هل ستكون مجرد ورقة ولا تستبدل الميثاق، بل تكون الى جانبه ويتم استخدامها تجاه الخارج وتجاه الداخل سيتم استخدام الميثاق القديم؟).
هناك شيء واحد واضح وهو أن الوثيقة الجديدة ستكون مثابة تحدٍ لاسرائيل. لأنه في اوساط من رفضوا حماس حتى الآن، هناك من يرغبون في رؤية التغيير لديها. إن حماس التي توجد في ضائقة حقيقية منذ انتهاء حكم الاخوان المسلمين في مصر وانقلاب السيسي، وفرصة عودتها الى حكومة الوحدة الوطنية مع م.ت.ف تبدو ضعيفة، والتي لم تنجح في اعمار غزة بعد عملية الجرف الصامد، والتي تخضع لانتقادات فلسطينية شديدة – تحتاج الى خطوة دراماتيكية.
حسب مسودة الوثيقة، حماس لا تعتبر اليهود قردة وخنازير، ولا تعادي اليهود غير الصهاينة وغير الاسرائيليين، وهي لا تريد التدخل في شؤون الدول الاخرى (المقصود مصر) وهي تعتبر م.ت.ف جهة تمثيلية، وهي على استعداد للموافقة في الوقت الحالي على دولة فلسطينية في حدود 1967 دون ذكر من يجلس في الجانب الآخر من الحدود. “لقد تأثرت حتى ذرف الدموع”.
إلا أن حماس لا تحلم بالاعلان أن الصراع على الاستقلال الفلسطيني سيكون خاليا من العنف، وهي لا تعترف باسرائيل ولا بالاتفاقيات التي وقعت عليها م.ت.ف، ولا سيما اتفاق اوسلو في العام 1993 والاتفاق المرحلي في العام 1995.
يبدو أن حماس توجد في وضع يشبه الوضع الذي كانت فيه م.ت.ف في منتصف السبعينيات عندما عبرت لاول مرة عن استعدادها للاكتفاء بأقل من جميع المناطق غربي الاردن، مع التأكيد على نظرية المراحل. ولكن منذ ذلك الوقت مرت خمسين سنة. واذا أرادت حماس أن تصبح حركة سياسية شرعية، فهي لن تسمح لنفسها بأربعين سنة اخرى من التلاعب بالكلمات واعطاء الشرعية للعنف.
اسرائيل ستحتاج لأن تقول إن هذه الوثيقة لا تغير العلاقة مع المنظمة الاسلامية العنيفة هذه، التي تتمسك بالارهاب والعنف. حكومات اسرائيل الاخيرة لم تكرر الاخطاء في رفض م.ت.ف بالمطلق، وهي عبرت عن استعدادا للتحادث مع حماس في ظل شروط معينة، أولها التنصل من استخدام القوة.
سيكون على اسرائيل القول إنه طالما لم تتنازل حماس عن هذا الخيار، وطالما استمرت بالتمسك بالادعاء القائل إن هذه هي الطريقة الشرعية لتحقيق الاستقلال – فان أي تلاعب بالكلمات لا يمكنه تغيير مكانتها لدى من يفهم خطورتها ورفض الاعتراف بها شريكة شرعية في الحلول السياسية.
هآرتس / سجناء فتح يهددون بفتح اضراب عن الطعام بعد اسبوعين، والرابح الاساس – البرغوثي
هآرتس – من عاموس هرئيل – 4/4/2017
يهدد قرابة 2.900 سجين فلسطيني في السجون في اسرائيل وينتمون لحركة فتح بالشروع في اضراب عن الطعام بعد نحو اسبوعين. اذا بدأ الاضراب، فسيكون هذا تطورا ينذر بالشر في مثلث القوى المتوتر على أي حال بين اسرائيل، حكم السلطة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية ونظام حماس في قطاع غزة.
ولكن مثل الصاروخ الوحيد الذي يطلق كل اسبوع أو اسبوعين من القطاع نحو النقب، للاضراب عن الطعام ايضا توجد نية مزدوجة، داخلية وخارجية. تجاه الخارج، هذا استفزاز لاسرائيل، ولكن تجاه الداخل، يبدو ان للخطوة سبب آخر، قد يكون أهم: اعادة بناء مكانة مروان البرغوثي، كبير سجناء فتح ومدعي خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
البرغوثي، الذي يحتجز في سجن هداريم في الشارون، يقود الخطوة الحالية التي يفترض أن تؤدي الى بداية اضراب عن الطعام للسجناء الامنيين في كل السجون في البلاد في 17 نيسان. عشية الانتخابات للجنة المركزية في فتح، في كانون الاول الماضي كان هناك من اشار الى البرغوثي كمن سيكون الرابح الاكبر. هذا لم يحصل ونجح عباس في دحر معظم الرجال المتماثلين على البرغوثي عن القائمة التي انتخبت. أما بدء خطوة مغطاة اعلاميا من داخل السجون فكفيلة بان تعود لتعزز مكانة البرغوثي في المناطق ولتحديده مرة اخر كخليفة محتمل لعباس، حتى لو لم يكن الرئيس ابن الـ 82 يبدي بوادر على نيته الاعتزال قريبا.
يتعلق مصير أكثر من 5 الاف سجين فلسطيني يحتجزون في اسرائيل – وعددهم ازداد جدا في السنة والنصف الاخيرتين بسبب موجة عمليات الطعن والدهس – بكل عائلة في المناطق تقريبا. فالاضراب عن الطعام، اذا ما نضج الى خطوة واسعة وموجهة جيدا، فمن شأنه أن يرفع دفعة واحدة مؤشر الحرارة الاسرائيلي – الفلسطيني. فاذا ما نشأ لاحقا تخوف على حياة المضربين، فقد يبعث هذا مباشرة موجة عنف جديدة على الارض.
رصاصة البدء للعنف الشديد في صيف 2014 كانت عملية الخطف والقتل للفتيان الاسرائيليين الثلاثة في غوش عصيون. الخاطفون، من رجال حماس من الخليل، قرروا العمل بعد أن شاركوا في مظاهرة تضامن مع بدء عشرات من رجال المنظمة ممن اضربوا عن الطعام في تلك الفترة في السجون الاسرائيلية. وسبب هذه السابقة، وبقدر غير قليل من الحالات السابقة في عشرات السنين من الصراعات في المناطق، يعتبر الاضراب عن الطعام في الجانبين موضوعا حساسا للغاية يستدعي متابعة دقيقة من القيادة السياسية والقيادة الامنية.
ولكن في هذه المرحلة يبدو أن خطوة البرغوثي لم تنضج تماما بعد. فقد طرح الاضراب كامكانية قبل نحو نصف سنة، حين وضعت وثيقة مطالب أولى من السجناء. كما حاول البرغوثي تنسيق خطواته مع قيادة سجناء حماس في السجون، ولكن هذه تبث له رسائل متضاربة. يبدو في هذه اللحظة بان سجناء حماس في سجن هداريم فقط هم من سينضمون الى الاضراب. اما القيادات المحلية لحماس في السجون الاخرى فتتردد ولم تعلن بعد عن انضمامها.
أما اختيار الموعد المخطط أيضا بسبب بداية شهر رمضان، في نهاية ايار. فاضراب شامل عن الطعام في فترة رمضان كفيل بان يكون اشكاليا من زاوية نظر دينية. وتحديد فترة أكثر من شهر للاضراب كفيل بان يصعد الصراع مع اسرائيل، ولكن في نفس الوقت ان يحدده بالزمن ويمنع الفقدان التام للسيطرة.
لقد صاغ البرغوثي ورجال فتح مطالب بعيدة المدى مقارن بمناسبات الكفاح السابقة. فالسجناء لا يطالبون فقط باستعادة الحقوق التي سحبت منهم في الماضي، بل بحقوق جديدة بما فيها توفير هاتف عام في كل قسم، زيارات عائلية اكثر تواترا وامكانية التقاط الصور مع أفراد العائلة في زمن الزيارات.
أما إحتمال أن تستجيب إدارة مصلحة السجون لهذه المطالب فيبدو في هذه المرحلة طفيفة. وسيأتي الرفض لمبررات أمنية (لن ترغب إسرائيل في السماح باتصال واسع بين السجناء وبين السكان في المناطق)، ولكن له سياق سياسي أيضا. فحكومة نتنياهو لن ترغب في أن تبدو كمن تتنازل أو تستسلم للضغوط الفلسطينية. فضلا عن ذلك، فحسب لوائح مصلحة السجون فإن السجين الذي يعيد وجباته يرتكب مخالفة كبيرة وبالتالي فان عليه أن يعاقب بسحب الحقوق.
بقي اسبوعان حتى الموعد المخطط لبدء الاضراب. وفي السنوات الاخيرة كانت حالات غير قليلة من الاضرابات التي الغيت أو لم تنجح في نيل الزخم وإثارة الاهتمام الحقيقي خارج السجون. ولكن في هذه اللحظة على الاقل يبدو أنه اذا كان البرغوثي مصمما حقا على مواجهة بمستوى عال مع مصلحة السجون وفي واقع الامر مع حكومة اسرائيل – فانه سيحصل على مبتغاه.
هآرتس / البناء بدلا من الهدم
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 4/4/2017
تجتمع الكنيست غدا لبحث خاص في زمن الاجازة، وذلك للتصويت في القراءة الثانية والثالثة على مشروع القانون المسمى “قانون كمينتس”، الرامي الى تصعيد انفاذ القانون والعقاب على البناء غير المرخص. ويتضمن مشروع القانون رفع فترة الحبس القصوى على مخالفة البناء لثلاث سنوات، لا يميز بين مخالفة بناء هدفها خلق ربح اقتصادي وبين تلك النابعة من انعدام البديل، ويقلص بالاساس التفكر وقدرة التدخل من المحاكم في صالح زيادة صلاحيات وحدة انفاذ قانون البناء في وزارة المالية – بحيث أن المسار الاداري يحظى بالاولوية على حساب التوازنات والكوابح.
في صيغة القانون التي بادرت اليها وزارة العدل، لم يرد صراحة بان التشديد في العقاب موجه بالذات لسكان الجمهور العربي في اسرائيل، ولكن واضح للجميع بان آثارها ستؤثر اساسا على البلدات العربية، إذ أنه بين الاعوام 2012 و 2014 كانت 97 في المئة من أوامر الهدم الادارية صدرت لمبان في هذه البلدات. ما بالك أن القانون تعده حكومة تسارع الى قوانين تمييز مثل قانون المؤذن، قانون المصادرة، قانون التنحية وقانون الولاء في الثقافة.
لا خلاف على أنه ينبغي معالجة مشكلة البناء غير القانوني في اسرائيل في كل القطاعات السكانية؛ وان على مواطني اسرائيل ان يحترموا القانون؛ وان مشروع القانون كتب بشكل مهني. الى جانب ذلك فان القانون غير جدير بان يسن في هذه المرحلة، كونه لا يعالج الا الانفاذ، دون منح علاج عميق للمشكلة نفسها – أزمة السكن في البلدات العربية – ودون أن تخرج مخططات التسوية الى الدرب.
اضافة الى ذلك، كانت الحكومة قضت في الماضي بان التمويل لتطبيق القانون سيؤخذ من الميزانية الخاصة لتطوير البلدات العربية. وبالتالي يثور الاشتباه بان القانون يستهدف تصعيد التنكيل للسكان العرب ومواصلة سياسة التحريض الحكومية تجاههم.
لو كانت وزارة العدل معنية حقا بحل مشكلة البناء غير القانوني، لكان يجدر أولا تنفيذ المخططات الهيكلية للبلدات العربية في اسرائيل والتي كانت اقرت، والمسارعة الى اقرار تلك التي لم تقر بعد، لزيادة عدد لجان التخطيط العاملة في هذه البلدات، وفقط بعد ذلك الاعلان عن تشديد الانفاذ.
بينما يشكل عرب اسرائيل نحو 20 في المئة من عموم الجمهور، فان الاراضي البلدية للبلدات العربية لا تنتشر الا على 2.5 في المئة فقط من مساحة الدولة. وبالتوازي، فان سياقات اقرار الدولة للبناء الجديد في البلدات العربية تستغرق عشرات السنين. وخليط هذه العوامل وغياب البديل القابل للتطبيق، يؤدي الى النقص في وحدات السكن مما يزيد حجم البناء غير القانوني. مشروع القانون لا يسعى الى حل المشكلة بل الى اضافة مصاعب اخرى على السكان الذين يعيشون في ضائقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى