ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3 – 4 – 2017

يديعوت / المبادرة العربية – توجد صيغة، فهل يوجد شريك؟
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 3/4/2017
إن احتمال جسر الفجوات بين اسرائيل والفلسطينيين يقترب من الصفر. ففي الاسبوع الماضي فقط، في القمة العربية، طرح قادة الدول مرة اخرى المبادرة العربية على رأس فرحتهم. محظور الاستخفاف بها، محظور رفضها رفضا باتا. ولكن يجدر الانتباه لما قاله ابو مازن: فقد شدد على أنه يجب قبول المبادرة كما هي، بكل اجزائها، وقصد أساسا “حق العودة” وهو يعرف بانه لا احتمال في أن يوافق أي حكم في اسرائيل، حتى لو كان برئاسة ميرتس على ذلك. ورغم ذلك، فانه يكرر الطلب الذي معناه: أنا لست شريكا في السلام.
ولكن محظور تجاهل حقيقتين. الاولى، بخلاف مجالات اخرى يتكبد فيها ترامب المزيد فالمزيد من الاخفاقات، ففي العالم العربي بالذات بدأ بالقدم اليمنى. العالم العربي السني ليس موحدا الا في موضوعين: ايران واسرائيل. في ايران يرى عدوا، في اسرائيل يرى شريكا بشرط أن تتحقق تسوية مع الفلسطينيين. ترامب يتخذ صورة الشريك للعالم العربي في هاتين النقطتين. فالتصريحات المعادية لايران تصعد درجة والتفاهم المتبلور لتجميد البناء خارج المستوطنات القائمة هو انجاز حتى اوباما لم يحلم به.
هل يوجد احتمال للجسر بين المبادرة العربية وإسرائيل؟ يجدر بالذكر أن في مرة واحدة سبق أن كانت نقطة توافق بين الطرفين. وقد حصل هذا في نهاية العام 2000 بعد أن عرض بيل كلينتون صيغته للسلام. فالمبادىء التي طرحت تضمنت اعترافا باسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي وحلا لمشكلة اللاجئين ليس من خلال العودة الجماهيرية الى اسرائيل. وقد ضغط كلينتون على زعماء الدول العربية الهامة – السعودية، مصر، الاردن والمغرب. ونجح الضغط. فالزعماء، على الاقل حسب شهادة الامير بندر بن سلطان، سفير السعودية في الولايات المتحدة في حينه، تبنوا الصيغة. وكانت هذه المرة الاولى التي يوافق فيها حكام الدول العربية على الاعتراف بدولة إسرائيل كالوطن القومي للشعب اليهودي. كما ان حكومة اسرائيل، برئاسة ايهود باراك، اتخذت قرارا دراماتيكيا – ورفعت ردا ايجابيا.
لقد كان الفلسطينيون، ولا يزالون العائق غير القابل للاجتياز. فقد طلبت الدول العربية من عرفات قبول صيغة كلينتون. هذا لم يجدِ نفعا. فقد وافق الفلسطينيون على الدولتين، وليس على الشعبين. هذا هو التفسير لاصرار ابو مازن، في الاسبوع الماضي ايضا، على “حق العودة”. وعندما يتحدثون اليوم عن حلف اقليمي او مؤتمر اقليمي او مبادرة جديدة، ينبغي العودة الى التوافق العربي القديم. في هذا الوضع، حتى لو لم يكن نتنياهو متحمسا لصيغة كلينتون، فان بوسعه ان يسمح لنفسه بالمرونة. لانه حتى لو قال نعم، فان الفلسطينيين سيقولون لا. لن تكون انعطافة من جانب نتنياهو. في اثناء المحادثات التي ادارها مع جون كيري، أبدى نتنياهو مرونة مفاجئة. فقد وافق على انسحاب اسرائيلي من 90 في المئة من المناطق. وقد كشف النقاب عن التفاصيل. لم يعترف نتنياهو بذلك، ولكنه لا ينفيه ايضا.
مشكوك أن ينجح ترامب وقادة الدول العربية في تحريك الفلسطينيين عن موقفهم. مشكوك أن تصرح الدول العربية علنا بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية و/أو التراجع عن مطلب العودة. ولكن يمكن بلورة صيغة متفق عليها من اسرائيل، الولايات المتحدة وقادة الدول العربية. صيغة رف. عمليا، البند الاول في الصيغة ينطلق منذ الان على الدرب: تجميد البناء خارج البلدات القائمة في المناطق. لا حاجة لاكثر من ذلك بكثير من أجل منع المصيبة الزاحفة لدولة واحدة كبرى. يمكن المواصلة بخطوات اخرى تسمح لمدن اخرى في الضفة بالتقدم الى “نموذج جنين” في الرفاه الاقتصادي.
ان احتمال تحقيق اتفاق سلام، كما ينبغي العودة للقول، يقترب من الصفر – ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد ما يمكن عمله، وانه لا يمكن تحقيق تقدم نحو توافق اقليمي، في أن كل شيء ينبغي أن يبقى مثلما هو الان. الخطوة الاولى، كما أسلفنا، انطلقت على الدرب، واذا كان هذا متفقا عليه وسيتم – فهناك امور اخرى يمكنها أن تتم. إنشالله.
اسرائيل اليوم / القمة العربية والرفض الفلسطيني
اسرائيل اليوم – بقلم زلمان شوفال – 3/4/2017
أثناء انعقاد القمة العربية التي انتهت في الاردن في نهاية الاسبوع، قال ملك الاردن عبد الله في خطابه “لن يكون هناك استقرار في المنطقة بدون حل القضية الفلسطينية”. وقد اعتبر الملك اسرائيل هي العقبة أمام السلام. وعلى الرغم من أن الملك يدرك أكثر من الآخرين ما هي الاسباب الحقيقية لعدم الاستقرار، لا سيما في بلاده، “الجامعة العربية” ليست جهة مهمة أو لها صلاحيات تنفيذية، سلبا أو ايجابا، بل هي مثابة نادٍ للاصدقاء الملزمين بالعضوية، لكنهم غير ملزمون بالقرارات.
رغم عدم أهمية هذه المؤسسة، يجب الانتباه الى حقيقة أنه رغم نوايا بعض الدول المشاركة، بما في ذلك مصر، لادخال بضع تعديلات على المبادرة العربية كي تصبح ملائمة وقابلة للتطبيق، تقرر في نهاية المطاف التسليم بطلب أبو مازن اعادة تبني الصيغة من العام 2002، التي تطلب انسحاب اسرائيل الكامل والشامل الى خطوط الرابع من حزيران (ايضا في الحدود مع سوريا) واقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس. ورغم أن القرارات المذكورة أعلاه لا تعبر بالضرورة عن المواقف الحقيقية لكل الدول المشاركة في القمة، هي تثبت بشكل واضح أن القيادة الفلسطينية التي بادرت الى القرار تستمر في التمسك بقرارها الاستراتيجي وهو عدم اجراء المفاوضات الجدية مع اسرائيل من اجل التوصل الى اتفاق سلام. وفي ظل ذلك الاستمرار في الرهان على الامم المتحدة والمؤسسات الدولية الاخرى لايجاد حقائق سياسية مريحة دون الحاجة الى تقديم التنازلات.
بكلمات اخرى، الخلاصة هي أن ما كان يصلح في السابق يصلح الآن ايضا. لا يوجد شريك حقيقي للسلام مع اسرائيل في الطرف الفلسطيني. والسؤال هو هل عرف المشاركون في القمة عن استطلاع المركز المقدسي الجديد الذي يقول إن معظم الجمهور الاسرائيلي يرفض اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، لاعتبارات أمنية. من الصحيح أنه لا يمكن تفسير ذلك على أنه رفض كامل لحل الدولتين في المستقبل، أو أن الجمهور الاسرائيلي يفضل حل الدولة الواحدة لشعبين. إلا أنه بناء على الوضع المضعضع في الشرق الاوسط والشهادات حول استمرار عداء الفلسطينيين لاسرائيل، فان موضوع حل الدولتين غير محبب على الجمهور مثلما كان الامر في السابق. ويبدو أنه من الافضل لنا محاولة التوصل الى اتفاق مرحلي، كهذا أو ذاك، بما في ذلك ابقاء الوضع الحالي كما هو.
المراقبون الاكثر حكمة يمكنهم التوصل الى فهم مختلف للقمة، أي أن زعماء الدول العربية توصلوا ببساطة الى استنتاج أن القرارات ليست سوى تعبير عن التضامن وليست لها أهمية حقيقية، أي أن الزعماء العرب، لاسباب داخلية، سيهتمون أكثر بمصالحهم الخاصة بعد انتهاء القمة، وعلى رأسها العلاقات مع ادارة ترامب وكبح تهديد ايران.
يبدو أن هذا كان تقدير ترامب عندما ارسل مبعوثه الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلت الى عمان كي يكون حاضرا في القمة، أي من اجل اثبات تواجد الولايات المتحدة، سواء في المواضيع التي تشغل الزعماء العرب بالفعل – ايران، الاستراتيجية الاقليمية للولايات المتحدة وما أشبه – وايضا بخصوص الموضوع الفلسطيني، حيث تتوقع واشنطن ترامب منهم التعاون في هذا الموضوع.
يديعوت / الانتداب الامريكي – أشواق لاوباما
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 3/4/2017
الانتداب الذي تلقاه جيسون غرينبلت من الرئيس ترامب هو التواصل الى صيغة تسوية في الشرق الاوسط في غضون سنة. وقد وصل غرينبلت الى اسرائيل في الشهر الماضي بزعم أنه مثابة تلميذ، ولكن يتبين أن الرجل لا يتعلم بسرعة فقط بل بدأ منذ الان يربط الخيوط. والشرق الاوسط – بدء بالملك السعودي وانتهاء برئيس وزراء اسرائيل، يسير حوله على أطراف الاصابع.
خلف غرينبلت لا يقف رئيس مع ايديولوجيا ترى في انهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني رؤيا وأمنية تمهيدا للحصول على جائزة نوبل للسلام. فقد تبنى ترامب فكرة الاشخاص المركزيين الثلاثة في مجال الامن الذين يحيطونه: وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتس، رئيس مجلس الامن القومي الجنرال جون كيري ورئيس وزارة الامن الوطني الجنرال ه. ر. ماكماستر. وكان الجنرالات الثلاثة هؤلاء قادوا القوات في العراق وفي افغانستان واطلعوا على مدى السنين على تقارير استخبارية أشارت الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كعامل يجعل صعبا على القوات المسلحة الامريكية الوصول الى الانجازات اللازمة في هذه النزاعات. وعلى حد فكرهم، فان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو عائق يجب ازالته عن الطريق من أجل التقدم في المصالح الامنية، الاقتصادية والسياسية للادارة الامريكية في العالم العربي. ان إنهاء النزاع، حسب هذا الفكر، سيساعد الادارة ايضا في انهاء قضية داعش كتهديد اقليمي وعالمي.
هكذا بحيث أن موقف ترامب من المستوطنات، من المناطق ج، من نقل السفارة الى القدس وما شابه ليس مصابا بالرومانسية بل تحركه مصلحة استراتيجية امريكية صرفة. وتصميم غرينبلت، بتكليف من رئيس من شأنه أن يرد بشكل غير متوقع اذا ما فشلت الصفقة الشرق أوسطية التي يعدها – يدفع الى أن ترتعد الفرائص في القدس. وبالفعل، فان المداولات في الكابنت يوم الخميس الماضي والتي عنيت بتجميد متدرج للمستوطنات وبادرات طيبة واسعة في المناطق ج – حسب الطلب الامريكي – جرت في صمت اعلامي غير تقليدي. في القدس بدأوا يشتاقون لاوباما في وقت مبكر اكثر مما كان متوقعا.
في الاسبوع الماضي، في احتفال الوداع للقائم باعمال رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب ناغل، أثنى رئيس الوزراء عليه وقال انه حقق اتفاق المساعدات الامنية الاكبر الذي حصلت عليه اسرائيل في أي وقت من الاوقات. ولوحظ الوزير شتاينتس وهو يقول بهدوء: “من حظنا أننا عقدنا الصفقة مع الادارة السابقة”. لقد بدأوا عندنا بالادراك بانه مع كل العداء للسياسة الاسرائيلية في المناطق، فقد ساهم اوباما في أمن اسرائيل أكثر من أي رئيس امريكي آخر. ففي فترة ولايته تلقت اسرائيل، اضافة الى المساعدات الامنية السنوية الدائمة بمبلغ 3 مليار دولار، علاوة 200 مليون دولار بمتوسط سنوي لمشاريع خاصة. واذا لم يكن هذا بكاف، فقد رتب اوباما لجهاز الامن ميزانية ثابتة للعقد القادم، سيسمح له بان يتحرك دون قلق مالي.
من شأن ترامب أن يكون أقل لطفا بكثير اذا ما خرب سموتريتش وارئيل على صفقته. وعندما يعلن أبو مازن انه يسافر للقاء مع ترامب وهو متفائل جدا يجب أن يشتعل ضوء أحمر في مكتب رئيس الوزراء. لقد كان اوباما “إمعة”: فقد حدد لاسرائيل “خطوط حمراء” في المستوطنات، ولكنه لم يجبي منها ثمنا حين اجتازتها. فقد سيتصرف ترامب اذا ما افشلته في المفاوضات الاقليمية؟ لا يمكن أن نعرف. ولكن عندما لا يحصل على ما يريده – فانه يعاقب.
ترامب لم يتردد في مطالبة حلفائه الاقرب – اليابان، كوريا الجنوبية والمانيا – بأن يزيدوا جدا حجم ميزانياتهم الامنية، لانه غير مستعد بعد اليوم لان يتحمل اساس عبء الدفاع عن أمنهم. وهذه دول غنية. فأي سبب لديه كي لا يطلب ذلك من إسرائيل ايضا، اذا لم تبدي المرونة السياسية المطلوبة منها.
لم يتبقَ لرؤساء جهاز الامن الا أن يأملوا وهم على طاولة عشاء الفصح بانه اذا لم يضف ترامب أغورة لميزانية الدفاع – فهذا يكفينا. اذا ما تركنا لحالنا ولم يلمس ميزانية المساعدات الامنية التي اعطانا اياها اوباما – فهذا يكفينا.
هآرتس / حشمة وتواضع أردان
هآرتس – بقلم عودة بشارات- 3/4/2017
في عدد “هآرتس” في 21/3 الذي جاء فيه أن وزير الامن الداخلي جلعاد اردان عمل على اقامة تجمع معلومات حول المواطنين الذين يؤيدون حركة بي.دي.اس، نشر ايضا بحث جاء فيه أن “الشك صحي، خصوصا بالنسبة للقادة”. والتحلية في المقال كانت ذكر مفهوم ليس من هذا العالم: “التواضع والاحتشام الثقافي”.
سألت صديقي الذي يفهم اذا كان الوزير جلعاد اردان قد قرأ المقال حول الشك، الذي ظهر في الصفحة الاولى، واذا كان قد ربط بينه وبين الخبر في الصفحة الاولى حول جهوده لاقامة التجمع الفظيع. صديقي شكك في ذلك وقال إن السياسيين الرفيعين لا يقرأون في العادة سوى ما يقدم لهم كمقاطع من الصحف. ويمكن القول إن من يعد له هذه المقاطع، حتى لو اعتقد أن هناك صلة بين التقارير، لم يكن ليتجرأ على تقديمها له، لأنه كان سيكشف بذلك عن أفكاره بالنسبة للوزير.
رغم ذلك سألت هل يتميز الوزير بـ “الحشمة والتواضع الثقافي”؟ صديقي سخر: اولا، ما هي الصلة بين من اقام تجمع كهذا وبين اشخاص ينتمون الى التجمع الثقافي؟ وأنا سألت، إن اردان هو صاحب لقب ثان في العلوم السياسية. وعلى ذلك أجاب صديقي بلهجة مثبتة: هل كل صاحب لقب هو مثقف؟ وقال صديقي إن صفة المثقف بمعناها الحالي منحت لاول مرة في فرنسا لمن وقعوا على عريضة تطالب باعادة محاكمة الفريد درايفوس، الذي نسبت اليه تهمة الخيانة. هل تعتقد أن اردان في هذا الجانب؟ سأل، اردان يوجد في الجانب الذي تقدم اليه العرائض، قلت، أي الثقافة في الاصل هي جهد ذهني يسعى الى عمل اخلاقي. باحث الاجتماع يهودا شنهاف قال إن المثقف الحقيقي هو “نوع يبحث ويشخص ويحرض”.
قلت بأسف لصديقي إنني أتراجع عن الصاق اللقب الاستنكاري “مثقف” بأردان. وقلت بيني وبين نفسي بأنه من المفروض أن اكون فهمت الامر دون تدخل صديقي. إن البحث يتحدث عن الشك. فلماذا بدا لي فجأة أن شخصا مثل اردان يمكنه الربط بين النبأ حول صيد الساحرات ضد معارضيه السياسيين وبين الشك. وأكثر من ذلك – بين لهجته القاطعة وبين التواضع والحشمة الثقافية؟.
تذكرت أنه بعد توجه اردان الى المواطنين للابلاغ عن نشطاء بي.دي.اس الاجانب من اجل القاء القبض عليهم وطردهم من البلاد – اقترحت عليه قراءة كتاب “وحيد في برلين” لهانس فلاده كي يعرف الى أين هو يذهب والى أي درجة هو يغرق في الوحل – هذا الامر لا يلائم إبن شعب عانى كثيرا. ولا أعرف اذا كان قد قرأ هذا الكتاب، لكن حتى لو كان قرأه فأنا لست على قناعة بأنه فهم الى أي درجة اقتراحه خطير. وإلا لما استمر في العمل على اقامة تجمع المعلومات عن مؤيدي بي.دي.اس.
البحث حول الشك، الذي تم الحديث عنه في “الاندبندنت” البريطانية وجد أن الانسان الذي يعترف بأنه قد اخطأ في أمر ما يؤمن به – أي أنه “يظهر التواضع والحشمة الثقافية” – يتميز في العادة بالقدرة على اتخاذ القرارات. وبعد قيام اردان باتهام المتوفى موسى أبو القيعان بتنفيذ عملية ضد رجال الشرطة، وبعد تراجعه عن ذلك أمام الحقائق، توقعت منه بأن يقوم باحداث تغيير داخل الشرطة، لكن الكاميرا أثبتت العكس: الشرطي موشيه كوهين يصب جام غضبه على مازن الشويكي في واد الجوز في القدس. وفي “يديعوت احرونوت” نشرت قصة مواطن (في هذه المرة كان اسرائيليا) كان ضحية لذلك الشرطي. ولسوء حظ المواطن ولأنه لم تكن هناك كاميرا، تتهم محاكمته بتهمة التهجم على شرطي. إن اردان ليس وحده. ففي البحث جاء أن التواضع والحشمة الثقافية هما خلاف التعالي. وأنا لا أعرف لماذا تذكرت يئير لبيد المتواضع. لقد حان الوقت لربط اختبار “التواضع والحشمة الثقافية” من اجل فحص من يريدون أن يصبحوا قادة. هذا هو المفتاح لتحسين مستوى الحياة في الدولة.
هآرتس / يجب عدم الخضوع
هآرتس – بقلم رفيف دروكر – 3/4/2017
هناك الكثير من الصحة في افتتاحية هآرتس في 31/3. ليس من المناسب انفاق مئات ملايين الشواقل على هيئة البث الحكومية التي يقيمها السياسيون. فهم لن يسمحوا لها أبدا بأن تكون مستقلة، لا سيما عند الحديث عن بنيامين نتنياهو. إلا أن هذا الامر حدث. فتوجد هيئة ويوجد قانون وتوجد اموال. والسؤال الآن هو هل يجب الخضوع لـ “الصفقة العفنة” لنتنياهو وموشيه كحلون ووزير السياحة ياريف لفين ومدير عام وزارة المالية شاي بافاد ومدير عام وزارة الاعلام شلومو فلبر، أو محاولة مكافحة ذلك على الأقل.
تعقيبا على اقوال اهود باراك عن الدول المستقلة، يمكن القول إن هيئات البث المستقلة لا توجد بدون نضال. كحلون لا يهمه الاستقلالية والبيروقراطية للبث الحكومي. وبافاد لا يعرف على ماذا وقع حقا. ولفين يعرف دائما الوقوف الى جانب قوات القمع. وفلبر هو خادم نتنياهو، ونتنياهو هو نفس نتنياهو.
ولكن ما أهمية كل ذلك؟ كيف سيساعد توجيه اللوم للخراف الصامتة، نفتالي بينيت وآريه درعي وافيغدور ليبرمان، أو الهجوم على جلعاد اردان؟ قبل ثلاثين سنة استقال موشيه آرنس من الحكومة بسبب القضاء على مشروع “لافي”. وأردان ليس آرنس. صحيح أنه سيأتي اليوم الذي ستخجل فيه هذه الجماعة التي تخشى من الدور الذي لعبته في قضية الهيئة، لكن هذا هو الامر الأقل أهمية الآن.
الامر الهام الآن هو أنه يمكن الانتصار على هذه الصيغة الملتوية التي تم وضعها في ليل الاربعاء – الخمس، والتي فيها اشكالية قانونية، وتقريبا لا يمكن تنفيذها وهي تكلف الكثير من الاموال. فقط يجب علينا الايمان بقوة احتجاج الجمهور، وعدم الخروج في المظاهرات من اجل رفع اشارة النصر. وعدم القول بيأس إن الجمهور لا يهتم، وبقية الاقوال التي تبث الضعف والتي عليها بني نظام نتنياهو. يجب التظاهر أمام منازل المشاركين في الصفقة العفنة والتوجه الى المحكمة وتجنيد وسائل الاعلام. الحديث يدور عن صراع ليس فيه يمين ويسار. فالصراعات التي تكون بالابيض والاسود قليلة جدا. والادعاء الوحيد الذي نجح كحلون والمستشار القانوني في تجنيده في يوم الخميس لصالح هذه الهستيريا هو “لقد منعنا هستيريا أكبر واصعب”.
الامر الاخير الذي يمكن قوله عن هيئة البث هو أنها يسارية/ علمانية، تل ابيبية. لقد جند المسؤولون عنها وبحق تركيبة انسانية متنوعة، أكثر من أي وسيلة اعلامية اخرى. وهنا لا يدور الحديث عن صراع اليمين ضد النخبة الاعلامية اليسارية، بل هو عن صراع نتنياهو ضد وجود جهة اعلامية قوية ومستقلة تقوم بانتقاد نظام الحكم. رئيس الحكومة اعتاد على الاتصال مع اصحاب الاسهم في وسائل الاعلام المختلفة بشكل هستيري – يطلب ويهدد ويعد. وفي الخلفية توجد دائما المصالح الاخرى لاصحاب الاسهم. ونتنياهو يخشى بالطبع من وجود جهة اعلامية لا يمكنه التواصل معها. وليكن واضحا: اذا لم تتم اقامة هيئة بث حكومية مستقلة الآن، فهي لن تقوم خلال سنوات كثيرة. فمن الذي سيذهب الى مغامرة اخرى كهذه؟.
بعض الاعلاميين فقدوا ثقتهم بالقدرة على النضال. فما الذي يمكن أن يحدث، كما يقولون، لكن يمكن أن يحدث الكثير. عضو الكنيست يهودا غليك هو نصف معارض. وقد يكون هناك بطل آخر في الائتلاف. بينيت قد يستيقظ. وقد يتذكر اردان دوافعه الاولية. وقد تضع محكمة العدل العليا العراقيل. وقد تتحد المعارضة أخيرا حول صراع معين. وقد يندم كحلون. وقسم الميزانيات في المالية قد يوضح المغزى الاقتصادي الحقيقي للصيغة الجديدة. واذا لم يتم سن القانون الجديد حتى نهاية شهر نيسان، فان الهيئة ستبدأ بالبث حسب الصيغة القائمة حاليا.
لنفترض أننا ناضلنا وخسرنا، فماذا اذا؟ لقد شاركت في السابق في جميع احتجاجات القناة العاشرة ضد اغلاقها. وفي ذلك الصراع ايضا، الذي كان صراعا هاما لكنه أقل مصيرية من الصراع الحالي، كان يبدو أنه لا أحد يهتم، وأنه ليس هناك فرصة للانتصار، لكننا ذكرنا أنفسنا طوال الوقت وقلنا: اذا هزمنا فسنعرف على الأقل أننا بذلنا كل ما في استطاعتنا.
هآرتس / باسم الطبيعية
هآرتس – بقلم آفي شيلون – 3/4/2017
منذ أقام دافيد بن غوريون لحزب “رافي” في العام 1965، وهو حزب الوسط الاول في اسرائيل، ظهر الكثير من الاحزاب من هذه الزاوية. ولم يستطع أي حزب منها الحفاظ على قوته في الولاية الثالثة. فقد تم ابتلاع معظمها في الاحزاب الاخرى، أو أنها اختفت. وحالة “يوجد مستقبل”، حسب الاستطلاعات، ستكون مختلفة. على هذه الخلفية يمكن القول بأنه في السنوات الاخيرة منذ اقالة يئير لبيد من منصب وزير المالية فقد نجح في البرهنة على خطأ الادعاء الاساسي ضده، وهو أنه ليس جديا بما يكفي، وأنه لا “يفهم” كفاية، مثلما قال بنيامين نتنياهو عندما أقيم حزب “يوجد مستقبل”. لا يمكن أن يكون “لا يفهم” ويصل الى مكانة سياسية واعدة طوال هذا الوقت.
إن السياسة هي مهنة، ويجب الاعتراف بأن لبيد هو شخص مهني. إن بن غوريون وشمعون بيرس ومناحيم بيغن لم يكن بامكانهم النجاح في تحقيق جزء من أهدافهم لو لم يكونوا مهنيين في مجالاتهم. لأن الايديولوجيا والنوايا غير كافية. براك اوباما، مثلا، حكيم ولامع، لكن نجاحه السياسي مشكوك فيه، وهو يتحمل المسؤولية الى حد معين عن صعود دونالد ترامب.
إن الكثيرين رغم ذلك، لا سيما في اليسار المثقف، وفي اليمين ايضا، ما زالوا يتخوفون من لبيد، خاصة بسبب اقواله الضبابية في المواضيع الحاسمة. صحيح أنه في مقابلة أجراها مع “بوليتيكو”، التي اعتبر فيها أنه ترامب اسرائيل، وأنه تقريبا رئيس الحكومة القادم، فانه لم يشذ عن هذا الوصف. ولكن طوال الوقت ولهذا بالتحديد، من الصحيح أكثر تقدير الطريقة التي يلتصق بها الى النص المنتصر، دون الفشل ودون الاغراء. هذا ليس أمرا مفروغا منه، فلبيد الآن هو الشخص الوحيد الذي تمكن من حل لغز الصيغة: كيف يدير ظهره لنتنياهو ويحاربه، وفي نفس الوقت لا يكون مكروها على اليمين. موشيه يعلون مثلا فشل في هذه المهمة، واعتبر العدو الشخصي لنتنياهو. ومن سخرية القدر أنه رغم كونه أكثر يمينية من لبيد، في تصريحاته ومواقفه، فقد كرهه مصوتون كثيرون في اليمين وفي الوسط – يمين، بسبب تصريحاته في موضوع اليئور ازاريا.
يمكن القول إن يعلون تضرر بسبب استقامته، ولبيد يزدهر لأنه يناور في مواقفه، لكن هذا التفسير مريح جدا. وعندما يتم التعمق في التفاصيل فسنكتشف أن لبيد بقي مخلصا لمواقفه الاساسية: في مقابلة مع “بوليتيكو” وعد أنه، خلافا لنتنياهو، ينوي تطبيق حل الدولتين. لبيد يعارض عادة اقتراحات القوانين التي تهدد الديمقراطية، وفي قضية ازاريا ايضا أدرك أمرا عميقا. الى جانب أقلية أيدت الجندي بسبب كراهية العرب العمياء وانعدام الاخلاق، فان تأييد اغلبية الجمهور نبع من مشاعر التضامن الطبيعية مع جندي يعتبر ولداً – حيث أنه خلافا للجدل “جندي أو إبننا جميعا؟”، فان الوضع الهستيري للصراع يسبب ذلك. لأنه في اسرائيل لا يوجد فصل بين الجندي والولد. فالجنود هم أولاد ومحاربون ايضا.
في هذا السياق فان دعوة لبيد لتأييد موقف الجيش الاسرائيلي ومنح العفو في نفس الوقت، لم تكن تملقا أو تحريضا للجمهور كما فعلت ميري ريغف، بل هو ادراك عميق للواقع الاسرائيلي. وخلافا للموقف السائد لدى السياسيين الشعبويين فان لبيد هو خيار جيد لأنه يسعى وراء القاسم المشترك، وليس الانفعالي. وملاحقة القاسم المشترك لا تأخذك أبدا الى موقف لامع أو الى انعطافة، هذا صحيح. ولكن قياسا بالخيارات التي أمامنا فان لبيد يعبر عن نمط قيادي مطلوب: بعض الطبيعية في الحكم.
معاريف / نظرة مركزة
معاريف – بقلم أفرايم غانور – 3/4/2017
للتصفيات الهادئة أثر أهم بكثير من التصفية من الجو أو بأي وسيلة أخرى. هذه الحقيقة تعلمتها من لقاء كان لي قبل سنوات مع أكبر كارهي إسرائيل، رجال عز الدين القسام الذين اعتقلوا بعد تنفيذهم العمليات وحبسوا في سجن مجيدو، في الفترة التي كان السجن فيها تحت قيادة الجيش الاسرائيلي.
جئت الى مجيدو لاعداد تقرير عن الاجواء في السجن العسكري الاكثر توترا. وسمح لي قائد السجن باللقاء وهكذا دخلت الى عرين الاسود لكبار القتلة الذين استضافوني في وجبة الغداء. وكانت هذه وجبة فائقة. كان معظم المحيطين بالطاولة من قيادة السجناء، ممن ارسلوا الى السجن قبل فك الارتباط عن قطاع غزة، في الفترة التي كان يعمل فيها الجيش الاسرائيلي في ارجاء القطاع. كلهم مع دم على الايدي، فلسطينيون وطنيون، كارهون لاسرائيل بشدة. ورغم ذلك، دار الحديث بيننا في اجواء طيبة، حتى عندما حاولت ان أواجههم بالواقع القاسي الذي يقودون اليه.
سرعان ما فهمت بانهم يؤمنون بان لكفاحهم المسلح مع اسرائيل يوجد مستقبل، وبأنه بمعونته يوجد لهم أمل في وضع حد للاحتلال الاسرائيلي. “هل يبدو لك معقولا أن شعب رجال الاحتياط اولئك، مع القروش، الذين بصعوبة يتحركون، يمكنكم أن توقفوا روح شباب غزة، المفعمين بالايمان وبروح القتال؟”، قالوا لي مؤكدين. “نحن نأكلهم بلا ملح”. سألت: “فكيف إذن وصلتم الى السجن؟”. “لاننا نضع كل شيء على الطاولة”، قالوا لي. “لديكم بضع وحدات خاصة. رأيناها وعملنا ضدها، وبالفعل توجد لديها قدرات وتكنولوجيا متطورة. بسببها فقط نحن هنا. اما كل الباقين فلا يساووا شيئا. لو كنتم متعلقين بهم، لما كنا هنا اليوم. تعلمنا من اساليب هذه الوحدات الكثير. اعمالها كانت تبقينا بلا أجوبة، بلا آثار وبلا طرف خيط، وبالنسبة لنا كان هذا هو الاصعب. حين كانت تأتي طائرة، او طائرة بلا طيار، وتسقط قذيفة دقيقة وتصيب، فانك تعرف من أين جاء هذا. اما الاعمال الهادئة والمفاجئة فهي أكثر ايلاما، لاننا لا نعرف من أين جاء هذا، كيف جاء وكيف اختفى”.
ان التصفية الاخيرة لمسؤول حماس مازن فقها، في قلب غزة، والمنسوبة لاسرائيل، أخرجت قادة حماس عن هدوئهم وأثارت قلقا في أوساط الكثير من سكان القطاع. فانعدام الوسيلة والردود المهددة التي جاءت من غزة في أعقاب التصفية تثبت ان اصبع الاتهام موجه لاسرائيل لانهم يعرفون بانها هي وحدها قادرة على تنفيذ عملية نظيفة ومفاجئة كهذه، دون ترك آثار في الميدان. مثل هذه العمليات، للارهاب ضد الارهاب، والتي لا تسمح لاعدائنا ان يعيشوا بهدوء وتطالبهم بان يغيروا كل يوم مكان نومهم وان يسيروا باحساس بان في كل لحظة من شأن احد ما ان يفاجئهم، تخرجهم عن أطوارهم وتدفعهم لان ينشغلوا بالنجاة بدلا من التخطيط للعمليات. وترتبط هذه الظواهر بشكل مباشر بما سمعته من سجناء حماس في سجن مجيدو. فهمت منهم بان التصفيات المفاجئة والهادئة هي السلاح الاكثر نجاعة ضد اولئك الذين خطوا الارهاب على علمهم.
جانب هام اخر لاعمال التصفية الهادئة والمفاجئة هو المس الشديد بالأنا العربية – نقطة حساسة لدى اولئك الذين يحرصون على ان يخلدوا في كل موقع صور الشهداء والتفاخر بافعالهم. عمليات التصفية كهذه هي ضربة قاسية ومهينة لفكرة الابطال والشهداء لعز الدين القسام، وهي تُعفر الكرامة الحماسية في التراب.
هآرتس / مؤيدو روسيا وايران
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 3/4/2017
“لم يعد موضوع طرد الاسد على سلم أولويات الولايات المتحدة”، هذا ما قالته نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة. وبهذا هي وضعت نهاية لاستراتيجية براك اوباما حول سوريا. دونالد ترامب يستقيم مع روسيا وايران وسوريا ويفرض سياسة ملزمة لتركيا والسعودية ودول الخليج، التي ما زالت تسعى لاسقاط النظام السوري. “مع كل يوم يمر يتضح الى أي درجة نظام الاسد هام بالنسبة للدول التي تريد أن تبقى سوريا ممزقة وضعيفة”، غرد المتهكم اياد أبو شقرة. وتغريدة اخرى جاء فيها أن “الولايات المتحدة تعمل وكأن داعش عدوا لها، لكن الاسد هو عدو لأبناء شعبه”، أي أن الاسد هو مشكلة سوريا. فقتل 400 ألف شخص هو أمر تراجيدي، لكن ما الذي يهم الولايات المتحدة؟.
ربما يكون لموقف الولايات المتحدة تأثير شديد على استمرار التقاتل بين المليشيات المتمردة، لكن يمكن أن تؤثر ايضا على تقدم الحل السياسي. سياسة اوباما الغامضة التي تميزت بالتصريحات عن ضرورة اسقاط الاسد وتأييد حق المتمردين في الصراع من اجل سوريا ديمقراطية، أوجدت الشعور بأن الولايات المتحدة ليست غير مبالية بالتراجيديا الانسانية في سوريا، وأنها مستعدة لمساعدة المتمردين. ترامب، في المقابل، يقول للمتمردين إن الحرب الوحيدة التي هو على استعداد للمشاركة فيها هي الحرب ضد داعش.
إن واشنطن ليست الوحيدة التي تضع الملف السوري في الارشيف. ففرنسا ايضا التي وقفت على رأس معسكر المعارضين للاسد في اوروبا، انضمت في نهاية الاسبوع الماضي لموقف الولايات المتحدة. وقد أوضح وزير الخارجية الفرنسي أنه يجب الاعتراف بالوضع الذي نشأ في سوريا. يجب علينا تذكر أن هذا الوضع لم يتطور وحده، فقد ساهم في ذلك موقف الدول الاوروبية والولايات المتحدة وسياسة روسيا وايران. ومن الآن فصاعدا ستكون المسؤولية ملقاة على روسيا التي لا تهتم بموت المواطنين السوريين.
موقف الولايات المتحدة وفرنسا هو نتيجة الفشل الكبير في حلب، حيث انتصر النظام السوري بمساعدة سلاح الجو الروسي على المتمردين. ويمكننا أن نرى نتائج هذه المعركة في مجالين، المجال السياسي الدولي حيث لا توجد قوة تستطيع مواجهة استراتيجية روسيا، أو استخدام المتمردين من اجل إحداث تأثير في سوريا بعد الحرب. أو من اجل تشكيل تحالف لكبح روسيا وايران. الجامعة العربية ايضا لا تشترط الحل السياسي في سوريا بطلب طرد الاسد أولا.
في المجال الداخلي يتبلور خلل ديمغرافي سيؤدي الى اختفاء التركيز العرقي المتمرد وتعزيز من يؤيدون النظام السوري. والمثال الاخير على ذلك هو اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه بين ايران وبين سلطة تحرير الشام، التي فيها ايضا جبهة فتح الشام التابعة للقاعدة. لقد تم توقيع الاتفاق في الدوحة عاصمة قطر برعاية رئيس قطر الشيخ تميم آل ثاني. وحسب هذا الاتفاق يستطيع المتمردون الذين هم اسلاميون راديكاليون ترك مدينة الزبداني ومدينة مضايا في غرب دمشق، قرب الحدود مع لبنان، مقابل رفع الحصار الذي فرضته المليشيات الاسلامية منذ سنة على قرى الفوعة وكفرية في ادلب الشمالية. اضافة الى ذلك، هناك 8 آلاف مواطن غالبيتهم من السنة من سكان الزبداني ومضايا يمكنهم الانتقال شمالا، وعدد مشابه من المواطنين غالبيتهم من الشيعة سيتم نقلهم من الفوعة وكفرية الى الزبداني ومضايا. مقاتلو القاعدة ايضا سيتركون مخيم اليرموك في جنوب دمشق.
يمكن أن يدخل اتفاق وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ في 4 نيسان، وسيستمر لتسعة اشهر. الجغرافيا والديمغرافيا للاتفاق هي الامور الهامة. وسيؤدي الاتفاق الى استبدال السكان بشكل يزيد من تواجد الشيعة على طول الحدود بين سوريا ولبنان. وبهذا يمنح حزب الله وايران تواصل جغرافي بين سوريا ولبنان. وهذا ليس الاتفاق الوحيد لوقف اطلاق النار في العامين الاخيرين، لكنه الاكثر أهمية من ناحية ديمغرافية، وهو يشير الى طريقة تخطيط ايران لمناطق تأثيرها في سوريا بعد انتهاء الحرب.
بالنسبة لمن يعيشون في هذه المناطق، فان الحديث يدور عن زيادة حرية الحركة والحصول على الغذاء والادوية، وتوقف القصف الجوي اذا وافقت الاطراف على شروط وقف اطلاق النار من جهة. ومن جهة اخرى الحديث يدور عن تحولهم الى لاجئين، بعد فصلهم عن جذورهم العرقية والدينية والعيش في اوساط سكان لا يرغبون فيهم.
وحيد عبد المجيد، نائب مدير معهد ابحاث “الاهرام” المصري، قام في الاسبوع الماضي بتشبيه التغييرات الديمغرافية في سوريا بطرد الفلسطينيين في العام 1948. وفي المقال الذي نشره في صحيفة “الحياة” انتقد عبد المجيد المثقفين والزعماء العرب الذين لا يردون على التراجيديا الديمغرافية في سوريا. طرد الفلسطينيون هو حدث متواضع قياسا بالكارثة الديمغرافية التي تحدث لها سوريا، قال، لكن في الوقت الذي كان فيه في اسرائيل باحثون تحدثوا عن الرواية التاريخية الحقيقية، لا يوجد في الدول العربية أي أحد يتحدث عن العملية الباطنية الديمغرافية التي تحدث في سوريا. ومثلما قال ترامب، الحديث في نهاية المطاف هو عن مشكلة داخلية سورية.
معاريف / حكومة على العتبة
معاريف – بقلم زلمان شوفال – 3/4/2017
عندما سُئل في حينه رئيس وزراء بريطانيا اللورد بلمرستون ما هي المشكلة في المقاطعة الالمانية شيلزفيك – هولشتايم، التي أدت الى الحرب بين الدانمارك وبروسيا، أجاب ان ثلاثة اشخاص فقط يعرفون الجواب: الامير البرت الميت، بروفيسور ألماني واحد يوجد في بيت مجانين وهو نفسه، الذي نسي حاليا كل التفاصيل. جواب بروح مشابهة سيأتي على ما يبدو اذا ما سأل المؤرخون ذات يوم لماذا كان مصير حكومة اسرائيل على العتبة في آذار 2017 بسبب أزمة في موضوع اعلامي. فمعظم مواطني اسرائيل لا يهمهم الخلاف بين سلطة البث وهيئة البث، ولا بد انهم لا يرون في ذلك سببا كافيا للانتخابات.
ومع أنه تحقق حاليا اتفاق حل وسط بين الطرفين، وينبغي الترحيب بذلك، يتعلق بموازين القوى السياسية اكثر مما يتعلق بموضوع البث العام نفسه، ولكن مشكوك جدا أن يكون الان ايضا يهم الجمهور ممن يتلقى من يتلو الاخبار أو يقدم برامج الترفيه راتبه من السلطة، من الهيئة او من شركة أخبار جديدة. ولشدة المفارقة لعله بالذات يوجد مبرر لانتخابات جديدة، ولكن لاسباب مختلفة تماما. ففي الشرق الاوسط يسود وضع سياسي وأمني جديد ينطوي على مخاطر وتهديدات. وقد أدت الى ذلك جملة من الامور: السياسة الخارجية الفاشلة لادارة براك اوباما واحتمال لانعطافة ايجابية من جانب إدارة دونالد ترامب. شراكة مصالح بين اسرائيل والدول العربية السنية في موضوع ايران ومنع ميول التوسع الشيعي؛ ظاهرة داعش ومنظمات الارهاب الاسلامي الاخرى والفوضى العامة في كل المنطقة. لقد تمكنت اسرائيل من استغلال الاوضاع الجديدة هذه لتعزيز مكانتها الجغرافية، السياسية والاستراتيجية، وعقب ذلك توجد ايضا آفاق جديدة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
يبدو أن الرئيس ترامب هو الاخر ليس “منغلقا” على النهج الخانق لسلفه في عدة مسائل اساسية، كالبناء في القدس، خلف الخط الاخضر وفي الكتل الاستيطانية الكبرى، ناهيك عن أنه مثل كل الادارات ما قبله، هو ايضا مؤيد مبدئي لصيغة الدولتين. يقود رئيس الوزراء نتنياهو الان خطوة سياسية واسعة لضمان أكبر قدر من المصالح الاسرائيلية الاساس، وعلى رأسها الحدود الامنية، وحدة القدس، البناء في الكتل الاستيطانية ومنع اقامة كيان فلسطيني سيادي يكون تهديدا امنيا على دولة اسرائيل. كما ان هذه الخطوات ستمنع وجود كابوس الدولة الواحدة للشعبين، والتي معناها الحقيقي هو اغراق حلم دولة اليهود في البحر العربي. ودرء للخطر: كما نفهم هذه الايام، فان شيئا من هذه المواضيع ليس مضمونا حتى في عهد ترامب، ولكن توجد اليوم لحظة مناسبة نادرة أكثر من أي وقت مضى لدفعها الى الامام. ولكن هل تشكيلة الحكومة الحالية، بتضارباتها وتناقضاتها الداخلية ستسمح بذلك أم ربما حقا سنضطر للتوجه الى انتخابات جديدة؟
ان البديل الافضل هو اقامة حكومة وحدة لكل الاحزاب الصهيونية (شاس والاحزاب الاصولية الاخرى هي صهيونية بشكل عملي)، ولكن الاحتمال في ان المعسكر الصهيوني، الذي يبدو كوخا منهارا أكثر مما هو معسكر حقيقي، ويائير لبيد الذي تزيغ بصره الاستطلاعات المخادعة، سيستجيب لعظمة اللحظة، يبدو طفيفا. هكذا الا اذا حصلت المعجزة وكل عناصر الائتلاف صحت، يحتمل ان يكون يتعين على اسرائيل حقا التوجه الى الانتخابات.
المصدر / بحث: أسباب الشرخ في المجتمع الإسرائيلي
المصدر – بقلم يردين ليخترمان – 3/4/2017
بحث جديد يفحص سبب الشرخ الأكبر في المجتمَع الإسرائيلي | لا يعرف أكثر من ثلث اليهود في إسرائيل أي مستوطن، ولا يعرف نصف العرب يميني يهودي
يحاول بحث نُشر اليوم صباحا (الإثنين) وأجرته حركة “بنيما” الإسرائيلية معرفة أسباب الشرخ في المجتمَع الإسرائيلي في وقتنا هذا. يتضح من نتائجه أن سبب الشرخ الرئيسي في المجتمَع الإسرائيلي يكمن بين اليمين السياسي واليسار السياسي.
شارك في البحث 1.189 إسرائيليا، من مجموعات متنوعة في المجتمَع الإسرائيلي ومن بينهم عرب، يهود متدينون، ومهاجرون من الاتحاد السوفيتي سابقا. طُلِب من المشاركين الإشارة إلى المجموعة السكانية التي ينتمون إليها: علماني، شكنازيّ، يمني، شرقي، متديّن، مهاجر من الاتحاد السوفيتي، عربي، يساري، مسلم، من تل أبيب، حاريدي، مستوطن. بعد ذلك، طُلب منهم الإشارة إلى المجموعات الأخرى وفق الفئات التالية: أشخاص يساهمون من أجل الدولة، يستغلون الدولة، متكبرون، بدائيون، مخيفون، يشكلون خطرا، وغيرها.
يتضح من المعطيات أن %60 من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن اليهود المتدينين يستغلون الدولة، وعلى ما يبدو، لأن نسبة الذين يخدمون في الجيش منخفضة وبالمقابل نسبة العاطلين عن العمل من بينهم مرتفعة. بالمقابل، فإن %35 من اليهود المتدينين يعتقدون أن اليساريين غير صادقين وكما يعتقد %22.5 من إجمالي اليهود المشاركين في الاستطلاع أن اليساريين يشكلون خطرا.
يحتل الخوف مكانة هامة في العلاقات بين المجموعات المختلفة في المجتمَع الإسرائيلي. قال %43 من اليهود الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يخافون من العرب.
يمكن نسب هذه المخاوف والمشاعر السلبية إلى عدم المعرفة الشخصية بين الإسرائيليين من الفئات المختلفة. وفق معطيات البحث، فنحو ثلث المشاركين اليهود لا يعرفون بشكل شخصي أي يهودي متديّن، لا يعرف %38.5 من اليهود أي مستوطن بشكل شخصي، لا يعرف %50 من اليهود أي يهودي أثيوبي بشكل شخصي، ولا يعرف %50 من العرب أي يمني يهودي بشكل شخصي.
هآرتس / الجمهور اليهودي لا يثق بالفلسطينيين
هآرتس – بقلم يوسي كوبرفاسر – 3/4/2017
استطلاع الرأي العام الذي أجرته د. مينا تسيمح من مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة، حول مواقف الجمهور اليهودي الاسرائيلي تجاه الصراع مع الفلسطينيين، يشير الى تراجع كبير في تأييد صيغة كلينتون للحل – أي اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتقسيم القدس.
في الوقت الذي أيد فيه في العام 2005، 55 في المئة اقامة الدولة الفلسطينية وتقسيم القدس، يؤيد ذلك الآن 29 في المئة. 69 في المئة لا يؤمنون بأن المفاوضات ستؤدي الى اتفاق في السنوات القادمة، مقابل 29 في المئة يعتقدون أن هذا ممكن. 57 في المئة يعارضون اقامة دولة فلسطينية حتى مع بقاء الكتل الاستيطانية تحت سيادة اسرائيل، مقابل 37 في المئة يؤيدون. 77 في المئة يعارضون الدولة الفلسطينية على كل مناطق يهودا والسامرة مقابل 17 في المئة يؤيدون. 71 في المئة يؤيدون اشتراط اتفاق السلام بالاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، في الوقت الذي يعتبر 20 في المئة أن هذا الاعتراف ليس هاما. 81 في المئة يعطون أهمية لاستمرار سيطرة اسرائيل الامنية على غور الاردن في أي اتفاق، وفقط 8 في المئة يقولون إن هذا غير هام. بالنسبة للقدس، 41 في المئة يؤيدون نقل الاحياء العربية في المدينة للسيادة الفلسطينية في اطار الاتفاق، و50 في المئة يعارضون. 83 في المئة يعارضون نقل السيادة على الحرم من اسرائيل الى الفلسطينيين.
في الجانب الفلسطيني، في المقابل، تستمر الجهود لتعزيز الرواية القائلة إنه لا يوجد شعب يهودي وأنه لم يسبق أن كانت له سيادة حقيقية في ارض اسرائيل، لذلك فان الفلسطينيين هم اصحاب الحق على كل البلاد. الصراع الذي يخوضونه ضد الصهيونية هو صراع مشروع للتحرر القومي وهو ليس ارهابا. وقد عاد محمود عباس وطرح اثناء زيارته في برلين أن الفلسطينيين هم استمرار للكنعانيين، وأنهم يطالبون بريطانيا بالتراجع عن وعد بلفور.
السلطة الفلسطينية ما زالت تدفع رواتب المخربين المعتقلين في اسرائيل، وعائلات القتلى، بما في ذلك المخربون الذين قتلوا اثناء الصراع ضد الصهيونية. هذا على الرغم من تقدم عملية التشريع في الكونغرس التي تشترط استمرار تقديم المساعدات الاقتصادية بالتوقف عن هذه الدفعات، ورغم أن وزير الدفاع اعتبر “الصندوق القومي الفلسطيني”، الذي يدفع باسم السلطة، منظمة ارهابية.
بدون تأييد الجمهور الاسرائيلي للحل الذي يجيب على الحد الادنى من مشكلات الفلسطينيين (دولة مستقلة على معظم الاراضي التي احتلت في 1967 وعاصمتها شرقي القدس بما في ذلك الحرم، وحل مشكلة اللاجئين – كل ذلك بدون الاعتراف باسرائيل كدولة قومية وديمقراطية للشعب اليهودي، أي بدون انهاء الصراع بشكل حقيقي)، من الصعب رؤية كيف يمكن التوصل الى اتفاق. ويشير استطلاع د. مينا الى أن الجمهور اليهودي في اسرائيل اصبح أكثر تشككا في نوايا الفلسطينيين وأكثر ادراكا للأخطار الامنية التي يشكلونها والتي هي نتيجة الوضع الاقليمي. أبو مازن يدرك هذا التوجه، ومن اجل عدم تصاعده، استنكر قبل سنة جميع عمليات الدهس والطعن خشية من توقف الوسط والوسط – يسار عن تأييد حل الدولتين، لكن ليس لشعبين، حيث أن أحدهما هو الشعب اليهودي.
على هذه الخلفية تحاول الادارة الامريكية الجديدة ايجاد طرق لحل الصراع، أو على الأقل علاجه. هناك ثلاثة خيارات هي السعي الى الحل الشامل من خلال المفاوضات المباشرة أو المفاوضات الاقليمية، واستكمال الخطوات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بدون اتفاق (سواء من خلال انسحاب اسرائيل حسب اقتراح جهات مختلفة في اسرائيل أو حسب الصيغة التي يسعى اليها الفلسطينيون، أي اعتراف اوروبا أحادي الجانب والضغط الدولي على اسرائيل من اجل تجميد البناء في المستوطنات وقبول مواقف الفلسطينيين بدون مفاوضات. أو حسب صيغة الضم التي يقترحها اليمين في اسرائيل).
إن الحفاظ على الوضع الراهن وتشجيع تغييرات موضعية، لا سيما في الاقتصاد، مع مراعاة أن كل انحراف عنه قد ينشيء وضعا أكثر خطورة، أو يعتبر هدية لرفض الفلسطينيين.
يجب أن توضح نتائج الاستطلاع للرئيس الامريكي دونالد ترامب ولمبعوثه جيسون غرينبلات، بأنه اذا كانوا يريدون النجاح في التوصل الى اتفاق شامل، فان الخطوة الاولى يجب أن تكون زيادة ثقة الجمهور الاسرائيلي بفرصة التوصل الى اتفاق كهذا، وايضا زيادة الاستعداد للتنازل. الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي من خلال محاولة جعل الفلسطينيين يغيرون روايتهم، والامتناع عن اجراءات أحادية الجانب في المجتمع الدولي والتوقف عن دفع الرواتب للمخربين وتصويرهم كأبطال يستحقون التقليد.
كل محاولة دولية لدعم موقف الفلسطينيين ستضر بفرص التوصل الى الحل، وتزيد من تمسك الفلسطينيين بمواقفهم. في الوقت الحالي يبدو أن الضغط الذي تستخدمه الادارة الامريكية – الذي يركز فقط على موضوع المستوطنات والامتناع عن تأييد حل الدولتين بشكل واضح ورفض استمرار الوضع الراهن – يعبر عن فهم أكبر للوضع المعقد. وقد امتنعت الادارة الامريكية ايضا عن استخدام افكار اليسار التي تبناها براك اوباما، والتي تقضي بأن الوضع الراهن يفرض على اسرائيل الحسم بين هويتها اليهودية وهويتها الديمقراطية. ودولة واحدة تضم فيها اسرائيل قطاع غزة ومناطق السلطة الفلسطينية هي امكانية حقيقية. لا يوجد شيء كهذا.
استطلاع تسيمح يعطي الادارة الامريكية صورة تعكس موقف الجمهور اليهودي في البلاد، الذي هو العامل الرئيس في رسم السياسة المستقبلية. وأنا آمل أن تستخلص واشنطن من هذا الاستطلاع الاستنتاجات الصحيحة.
معاريف الأسبوع / حل الدولتين: استمرار لحرب كراهيتنا بهيكلية أخرى
معاريف الأسبوع – بقلم مئير عوزيائيل – 3/4/2017
المشكلة الأساسية في حل الدولتين هي أنه ليس حلًا، إنه استمرار لنفس حرب كراهيتنا بتركيبة أخرى أكثر خطرًا على إسرائيل، غباءٌ من جانب إسرائيل أن تقرر الذهاب بهذا الاتجاه.
في هذه الأيام سمعنا أن حماس في غزة تزودت بصواريخ قصيرة المدى ذات رؤوس متفجرة كبيرة وأكثر تدميرًا، ذلك بعد ان لم يعد هناك احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، النتيجة الوحيدة من الانسحاب وإنهاء الاحتلال لقطاع غزة هي المزيد من المعاناة، والقليل من حقوق الإنسان للبشر الذين يعيشون هناك، والكثير من المخاطر على دولة إسرائيل، السوء أن نعلم انه سيكون سوءًا ولم نرد الفهم.
حزب الله في لبنان أيضًا يتزود طوال الوقت بصواريخ أكثر فظاعة، في لبنان أيضًا قمنا بالانسحاب الكبير وخنا أهل الجنوب اللبناني الذين تدمرت حياتهم، وهناك أيضًا بدلًا من الحل تلقينا مواصلة ذلك التطلع إلى التدمير بقوة كبيرة وإصرار، حتى الموت لا يتجه إلى التلاشي فقط بسبب فكرة طفولية، والتي هي في الواقع خطاب إسرائيلي داخلي لا أكثر يسمى “إنهاء الاحتلال”. من ناحيتهم إنهاء الاحتلال لم يعد بعد إنهاء الوجود الخجول للدولة اليهودية في الشرق الأوسط، لذلك فهذا لا يعني إنهاء أي شيء.
أعلم جيدًا بأنه نبت في إسرائيل توجه قوي للغاية وضرب جذوره عميقًا فيها، وهو توجه رؤية الواقع: الكراهية والإرهاب العربييْن بسبب الاحتلال، وإن ينتهي الاحتلال تهدأ الكراهية ولا يعود هناك سبب للإرهاب، إنها رؤية تجعل الحياة سهلة للغاية، وكنتُ لأسعد ان أكون شريكًا فيها، ولكنها ليست الواقع للأسف الشديد.
عندما أتحدث إلى الفلسطينيين بمختلف اللقاءات والحوارات أقول لهم (على أمل أن يسمع الإسرائيليون من حولي في تلك اللقاءات) أيضًا “أنا أخف منكم لأنكم على الدوام تريدون تدميرنا، كل ما ينقصكم هو السلاح المناسب، لو نجحتم غدًا في تطوير سلاح لا نملك ردًا عليه ستخرجون فورًا لتنفيذ مشروعكم الفظيع هذا. إذا كنتم بالفعل تريدون السلام عليكم ان تقنعوني بأن هذا الأمر ليس صحيحًا”، وأفصّل الطرق التي يمكن الإقناع من خلالها، وتشمل إعطاء إسرائيل أراضٍ عربية على أساس التضامن الإنساني مع ضائقتنا ورغبتنا.
كانت لي ذات مرة محادثة (موثقة) مع قائد يساري إسرائيلي بارز، فصّلت أمامه هذه المخاوف والأفكار، وكان ذلك قبل قيامنا بأي انسحاب من قطاع غزة بوقت طويل أو أي انسحاب من مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أو من لبنان، نظر إليّ بنظرته الجيدة والمضحكة بعض الشيء وسأل “وما الذي يستطيعون فعله لنا؟”، عندما تحدثنا كان لديهم بالكاد قذائف من صناعة محلية لم يكن لها في الظاهر أي خطورة. أجبته حينها، وكذلك أجيب كل من يقول ذلك اليوم “إذا كانوا يريدون القيام بشر، وإذا لم يكن لديهم الوقت الكافي للتفكير كيف يفعلون هذا الشر ويضحون بكل شيء ليتسببوا بالسوء لنا؛ فإنهم سينجحون في نهاية المطاف في إيقاع السوء بنا، لا يمكننا ان نخمن بأي شكل”.
لقد مر وقت طويل على تلك المحادثة، قامت إسرائيل بالانسحاب الكامل من قطاع غزة ومن لبنان، والقذائف البدائية أصبحت صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى. بطريقة عجيبة نجحنا في سبقهم هذه المرة من خلال تطوير سلاح يكاد يكون خياليًا (القبة الحديدية)، إنهم مستمرون – وعلى خلاف كل التوقعات – بزرع الشر، ويطورون قدر استطاعتهم التي تبدو لنا قليلة للغاية أساليب الشر، الآن الاغتيالات على جدول الأعمال، إننا نواصل الدفاع عن أنفسنا.
أبصر التغييرات الجارية، أعرف ان قوات الأمن الفلسطينية تحبط أعمالًا ارهابية تستهدف إسرائيل، أنا شخصيا تم إنقاذي ذات مرة من تجمع عنيف في رام الله من قبل الشرطة الفلسطينية، وحسب قول المحامي ألين دارشوبيتس يظن ترامب ان أبا مازن عاجز عن تحقيق السلام. أصوات مشابهة تعلوا أيضًا في اجتماع الدول العربية، هذه جميعها دلالات على ان المتطلعين إلى حل الدولتين أدمنوها، الأمر الذي ينسونه هو انه لو جرت الآن انتخابات في أوساط الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) فإن حماس هي التي ستفوز.
يديعوت / القانون لمكافحة اموال الارهاب../رواتب للمخربين: مليار شيكل
يديعوت – بقلم عميحاي أتالي – 3/4/2017
مخربون سفكوا دماء اسرائيليين يتواجدون في السجن سنوات طويلة، ولكن في هذا الزمن هناك من يحرص على الحساب البنكي لعائلاتهم: السلطة الفلسطينية. قسم هام من ميزانية السلطة يأتي من دفعات إسرائيل. مشروع قانون جديد يسعى الى القطع بين الاموال الاسرائيلية والمخربين. وحسب المشروع، سيصار الى اقتطاع الدفعات للمخربين من المبالغ التي تحول الى السلطة.
يبين اجمالي ميزانية 2016 في السلطة الفلسطينية انه في السنة الماضي بلغ هذا الدعم أكثر من 1.1 مليار شيكل. فقد بلورت سلسلة من النواب ذوي الماضي الامني، بقيادة النائب اليعيزر شتيرن من يوجد مستقبل، مؤخرا، مشروع “قانون اقتطاع الاموال للسلطة الفلسطينية على دعمها للارهاب”، وضع قبل اسبوع على طاولة الكنيست. وحسب المشروع، لما كانت تحويلات المالية من السلطة الى المخربين هي انتهاك لاتفاقات اوسلو، فستقتطع دولة اسرائيل من دفعات الضريبة التي تحولها الى السلطة كل سنة 1.1 مليار شيكل التي تحول الى المخربين. وبزعم المتقدمين لمشروع القانون، فان دفعات الضريبة من اسرائيل للسلطة تقوم على أساس اتفاق باريس، الملحق الاقتصادي لاتفاقات اوسلو، وبالتالي يمكن الربط بين الاثنين. ويدور الحديث عمليا عن دفعات ضريبية. هكذا مثلا، اذا كانت بضاعة تستورد الى السلطة عبر البحر تصل الى ميناء حيفا واسرائيل تجبي عليها جمارك وضريبة قيمة مضافة حسب القانون الاسرائيلي، ولكن المال لا يعود لاسرائيل بل يحول الى السلطة.
“الدفعات التي تحولها السلطة للمخربين ليست فقط تحريضا بل وأيضا تحفيزا لتنفيذ أعمال الارهاب”، قال المبادر الى مشروع القانون، اللواء احتياط النائب شتيرن، “هذا اغراء حقيقي لقتل اليهود وملقى علينا واجب وقف هذا الجنون بشكل فوري”. وقال رفيقه في الكتلة، رئيس المخابرات الاسبق، النائب يعقوب بيري امس: “نحن نشهد موجة ارهاب متواصلة، نشأ بعضها بسبب تحريض السلطة الفلسطينية وعليه فيجب العمل على مشروع القانون بالسرعة الممكنة”. ووقع على المشروع أيضا اللواء احتياط النائب ايال بن روبين من المعسكر الصهيوني، وكذا اعضاء في الائتلاف بينهم رئيس لجنة الخارجية والامن النائب آفي ديختر، الذي هو أيضا رئيس مخابرات سابق، وكذا رئيس كتلة كلنا روعي فولكمن، رئيس كتلة اسرائيل بيتنا روبرت ايليتوف والذي يمكن لتوقيعه أن يشهد على موقف رئيس حزبه وزير الدفاع افيغدور ليبرمان وكذا رئيس الائتلاف دافيد بيتان.
وثيقة وضعها رئيس دائرة البحوث لشعبة الاستخبارات سابقا، العميد يوسي كوبرفاسر في إطار المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية، تبين أن دفعات السلطة الفلسطينية للمخربين المحبوسين في اسرائيل ولابناء عائلات المخربين الذين صفتهم قوات الامن، تصاعدت في السنوات الاخيرة بعشرات ملايين الشواكل. فالراتب الشهري المتوسط الذي يتلقاه مخرب محبوس هو خمسة اضعاف الراتب الشهري المتوسط في السلطة. تصدر الاشارة الى أنه حتى لو صفي المخربون أنفسهم، فان عائلات المخربين تتلقى منحة. كما أنه على التحرر من السجن تصرف منحة. ولا يدور الحديث فقط عن القتلة بل وايضا عن مخططي العمليات، راشقي الزجاجات الحارقة ومعدي العبوات الناسفة. كل هؤلاء يمولون بمخصصات شهرية سخية.
هآرتس / لننضم الى الاحتجاج
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 3/4/2017
في منتهى السبت تظاهر حوالي الف نشيط يساري – يهود وعرب، سياسيون ومواطنون – في مركز القدس ضد استمرار الاحتلال. هذا هو الحدث الاول في سلسلة أحداث ينظمه ائتلاف منظمات السلام واحزاب اليسار احياء للذكرى الخمسين لحرب الايام الستة، والتي ستكون ايضا يوبيلا لاحتلال الفلسطينيين من دولة اسرائيل.
على مدى سنوات حكم اليمين نجح رجاله في تلوين الاحتجاج ضد الاحتلال بألوان من عدم الشرعية. من يعارضون الاحتلال يعتبرهم رئيس الوزراء، وزراؤه ومؤيدوهم الكثيرون كغير شرعيين، مناهضين للصهيونية او مقتلعي اسرائيل. ويعنى الكثير من رجال اليمين بلا هوادة بالبحث عن معارضي الاحتلال، الاشارة اليهم، التنديد بهم والتضييق على حريتهم في التعبير والاحتجاج.
لقد تبنى العديد من رجال اليسار، بمن فيهم من سياسيون من احزاب الوسط واليسار، هذا النهج، الذي يمليه اليمين، وكفوا عن معارضة الاحتلال. واضح أن المعارضة شريكة للحكومة في رد حل الدولتين، بل واحيانا تجدها تساند خطاب التحريض تجاه عرب اسرائيل والفلسطينيين. يغيب أيضا الاحتجاج من جانبهم ضد قوانين وأعمال تضيق حرية التعبير في كل ما يتعلق بمقاومة الاحتلال والانتقاد لاعمال الحكومة أو الجيش الاسرائيلي في المناطق.
يجدر بالافراد، المنظمات والاحزاب ان تطلق صوتا احتجاجيا عاليا ضد الاجواء السائدة هذه في الجمهور والحكم الاسرائيليين، ضد الخطاب المتعاظم لضم المناطق وفي مواجهة محاولات الطمس لحل الدولتين. خير فعل حزبا الجبهة الديمقراطية حداش وميرتس اللذان وضعا الخلافات السياسية جانبا وارتبطا في مهامة تصعيد المقاومة. كان يجدر بمزيد من الاحزاب أن تنضم الى دعوات انهاء الاحتلال.
ان المظاهرة التي جرت بعد وقت قصير من عملية الطعن التي كانت في ذاك اليوم في البلدة القديمة من القدس، كما اشار بعض من الخطباء، ليست عملية هي دليل على أنه لا يجب انهاء الاحتلال لاعتبارات أمنية بل تشير الى أنه يجب وقف الاحتلال على الفور من أجل محاولة تحطيم الدائرة البشعة التي يتحول فيها اليأس الى غضب ويترجم الى عنف.
ان الاحتجاج ضد الاحتلال هو تذكير هام للجمهور الاسرائيلي وزعمائه بانه لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية ودولة احتلال في نفس الوقت، وان علينا المسؤولية لمقاومة الافعال غير الاخلاقية التي ترتكب باسمنا خلف الخط الاخضر. لقد اشار ائتلاف المنظمات، الذي تقف في مركزه حركة “نقف معا” الى أنها ستواصل احتجاجها في اماكن اخرى في الدولة. على كل من يعارض الاحتلال وسياسة التحريض الحكومية واجب اخلاقي للانضمام الى موجة الاحتجاج هذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى