اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 24– 3 – 2017
هآرتس / مطلوب راشد مسؤول لانقاذ الاقتصاد الفلسطيني
هآرتس – بقلم عميره هاس – 24/3/2017
في قطاع غزة، 365 كيلو متر مربع، يحتشد نحو 2 مليون فلسطيني. في غور الاردن، في مساحة نحو 1.600 كيلو متر مربع يعيش نحو 65 الف فلسطيني (ونحو 10 الاف مستوطن اسرائيلي آخرين). نظريا، تسمح اتفاقات اوسلو للكثير من سكان القطاع الانتقال الى الغور: للعمل في الزراعة حتى وان كان موسميا، في البناء وفي تطوير البنى التحتية، في السياحة وفي الصناعة.
أما عمليا، فهاتين المنطقتين الفلسطينيتين “تساهمان” على نحو خاص في تدهور الاقتصاد الفلسطيني بأسره. في هاتين المنطقتين يكمن السبب الاساس للتدهور في القيود التعسفية التي تفرضها اسرائيل على الحركة، قدرة الوصول الى المقدرات، الامكانيات التجارية، البناء، الفلاحة الزراعية والتنمية.
لا جديد في هذه الاقوال، ومع ذلك فان مجموعة من 11 اقتصادي فلسطيني واسرائيلي أصدروا هذا الاسبوع ورقتي موقف تستند اليها، وترسم خطة لتوسيع النشاط الاقتصادي الفلسطيني في الغور وانقاذ اقتصاد قطاع غزة (قبل ان نصل الى العام 2020، حين سيكون الجيب المعزول غير المناسب لسكان الانسان، مثلما حذرت الامم المتحدة قبل نحو خمس سنوات).
ولاعتبارات الكياسة، وربما لانها كتبت في العقد مع البنك الدولي، تتناول اوراق الموقف بجدية وبثقة تصريحات السياسيين الاسرائيليين عن رغبتهم في تحسين الاقتصاد الفلسطيني. أما عمليا فان محرري ورقتي الموقف اللذين رفعاها يوم الاربعاء من هذا الاسبوع الى معهد ترومان – صائب بامية وآريه أرنون – يعرفان بان الوضع القائم ليس مجرد نتيجة أخطاء انسانية متراكمة. ولكن مدير الندوة، السفير الاسرائيلي السابق في جنوب افريقيا، ايلان باروخ، هو الذي أسمى الولد باسمه: “هذه سياسة اسرائيلية مقصودة لخلق النقص”، قال. “على الاسرة الدولية أن تكون مشاركة وليس كمتبرعة بل كممارسة ضغط”.
قبل يوم من ذلك، في الاطلاق الاولي لاوراق الموقف في مكاتب البنك الدولي في ضاحية البريد في ظل السور، قال بعض من المتحدثين لمندوبي الاسرة الدبلوماسية في القدس: لقد تم التبرع بمبالغ طائلة لاحداث التغيير، لا من أجل تخليد الوضع الراهن. وها هو يتبين بان أموال دافعي الضرائب في دولكم استخدمت لصيانة الوضع الراهن والتدهور. هذا يجب أن يتغير.
لمن اعتاد قبول الاغلاق على غزة كمعطى ثابت، والافتراض بان غور الاردن يعود لاسرائيل، فان خطوات الاعمال والانقاذ الاولية التي يقترحها الاقتصاديون ستبدو هاذية: السماح بحركة منتظمة للاشخاص وبقوافل الشاحنات التي تسافر مباشرة من القطاع الى الضفة؟ اعادة فتح المطار في غزة؟ ضخ المياه والكهرباء؟ تقليص قائمة المواد ذات الاستخدام المزدوج؟ اعمار مرسى الصيادين وبناء ميناء؟ السماح للفلسطينيين بفلاحة 40 الف دونم آخر في الغور، بناء وتطوير السياحة فيه؟ هذا يبدو وكأنه قلب الامور الاولى رأسا على عقب. ولكن على حد قول ارنون، فان التوصيات في اوراق الموقف بالذات قريبة جدا من نهج رجال الجيش والامن الاسرائيليين المسؤولين اليوم، والذين يفهمون المخاطر الامنية التي في التدهور الاقتصادي. وعليه، فليس هاذيا اقتراحها، كمحاولة اخرى لايجاد المسؤولين الراشدين في اسرائيل الذين يمنعون تجسد نبوءات المصيبة.
مجموعة اكس، على اسم الجامعة التي تحت رعايتها تأسست في 2002 (بول سزان اكس مارسيه 111) اقيمت كفريق تفكير يخطط لسيناريوهات اقتصادية اجتماعية للمرحلة الدائمة (الدولتين). العكس من اتفاقات اوسلو – التي رسمت بتفصيل زائد مراحل تدرجية نحو تطبيق الرؤيا، التي لم تتحدد على الاطلاق. وعليه، فبالنسبة لمجموعة اكس، فان ورقتي العمل هما “تمرين جديد”، يقترح خطوات ملموسة للانقاذ وللاعمار، للمدى الفوري وللمدى المتوسط، دون التعلق بوضع المفاوضات على التسوية الدائمة، وانطلاقا من الوعي للاحتمالية المتدنية بأن تستأنف قريبا.
كل ورقة موقف تجسد بالملموس الوضع بالمعطيات والميول. فمثلا: في العشرين سنة الماضية منذ اقامة السلطة الفلسطينية (1994) كان الناتج المحلي الخام للفرد في القطاع نحو 1.200 دولار بالمتوسط السنوي (حسب اسعار 2004). ذروته في عامي 1998 – 1999، بلغ 1.450 دولار. وكان في أدنى مستوى له في عامي 2007 – 2008، حين هبط الى 900 دولار. ومقارنة بالاردن، فقد كان الناتج المحلي الخام للفرد 4.200 دولار، وفي اسرائيل (باسعار 2004 أيضا)، كان 20 الف دولار.
يجسد الناتج المحلي الخام لكل عامل بالملموس التدهور بقدر أكبر: من 24 الف دولار في العام 2005 الى نحو 10 الاف دولار اليوم. كما أن هذا هو السبيل لحساب انتاجية العمل في الاقتصاد. “هذا الانخفاض الدراماتيكي توقف اساسا بسبب اغلاق غزة”، يشدد الكاتبان مرة اخرى ما هو مسلم به، ويذكران بحثا لبنك اسرائيل وجد أنه بين 2006 و 2009 انخفضت العمالة في القطاع الانتاجي بمعدل 33 في المئة، بينما في قطاع الخدمات كان ارتفاع بمعدل 24 في المئة في عدد العاملين. ومعطيات اخرى ذات صلة: في 2015 بلغت البطالة بين الشباب في غزة 57.6 في المئة. أما معدل البطالة في عموم السكان في القطاع فكان 41 في المئة.
سبيل آخر لاظهار الهبوط هو من خلال قيمة اجمالي الاستيراد للفرد. في 1997، كان 800 دولار للفرد في القطاع و 1.000 دولار في الضفة. في 2015 كان 400 في القطاع مقابل 1.400 دولار استيراد للفرد في الضفة. وماذا عن التصدير للفرد؟ كان دوما منخفضا في القطاع، ولكن حتى هذا القليل تقلص ايضا: في 2000 شكل التصدير 10 في المئة من الناتج المحلي الخام، مع 15.255 شاحنة خرجت من غزة كل يوم. وقد انخفض هذا الى 6.8 في المئة من الناتج المحلي الخام في 2005 (مع 9.319 شاحنة)، والى 0 في أعوام 2008 – 2010. ارتفاع طفيف سجل في 2015 – 2016، مع 1.400 شاحنة تخرج كل سنة (بفضل هولندا التي ضغطت للسماح لغزة بتصدير المنتجات الزراعية الى الخارج).
يزيد الهياج والغضب
يمنع الحصار الاسرائيلي الاقتصاد في غزة من حركة البضائع والاشخاص. هكذا فان الكلفة العالية تخفض الانتاجية وتردع المستثمرين. ويضاف الى ذلك تدهور حالة البنى التحتية في غزة، والخطر العسكري والسياسي الذي يردع المستثمرين ايضا. ولا يتجاهل الكاتبان عنصر التدهور الداخلي. الحكم الثنائي في القطاع والخصومة بين حماس والسلطة.
يدحض الكاتبات ادعاء ثابتا للسلطة الفلسطينية، في أن نحو 40 في المئة من ميزانيتها تستثمر في قطاع غزة (وبالتالي مثلا لا يمكنها أن تخفض ضرائب السولار لمحطة توليد الطاقة). بحسابهما، فان 15 في المئة فقط من الميزانية تنقل الى القطاع ولا تغطى بالمداخيل من الجمارك وضريبة القيمة المضافة التي تنتجها. هذا ليس معدل دعم عال، كما يقولان: وارد أن المناطق الغنية تدعم ماليا المناطق الافقر.
على التخوف الاسرائيلي من الخطر الامني الكامن في التخفيف من الاغلاق يجيبان بحجج تعتمد على المنطق البسيط: الحصار التعسفي لم يمنع تسلح حماس ولم يمنع الحروب. والتدهور الاقتصادي – الاجتماعي يزيد فقط الهياج والغضب، اللذين يغذيان الجماعات والافكار المتطرفة. اما تخفيف الاغلاق، كما يقولان بقناعة، فسيقلل التأييد لحماس. يتبين أن الحصار على غزة لا يمكنه ان يكون مجرد عقاب لحماس، بل وأيضا سبيل لتثبيت حكمها في القطاع كما يشيران. فالتحكم بمنطقة مغلقة أسهل من التحكم بمنطقة مفتوحة، يدخل ويخرج منها الناس واليها، كما يكتبان.
الأمن للفلسطينيين
صحيح أن غور الاردن لا ينقطع اليوم عن باقي أجزاء الضفة الغربية، ولكن منذ 50 سنة، ولا سيما في العشرين سنة الاخيرة، كما تذكر ورقة الموقف الثانية، تمنع اسرائيل عن الفلسطينيين قدرة وصول، بناء وتطوير في نحو 75 في المئة من اراضي الغور، وبذرائع مختلفة: ميادين نار، محميات طبيعية، مناطق أمنية، اراضي دولة، و90 في المئة من اراضي الغور تندرج ضمن منطقة الحكم البلدي لـ 24 مستوطنة. نحو 85 في المئة من الاراضي هي في تصنيف ج. من بين نحو 160 الف دونم مناسبة للفلاحة في الغور، يفلح الفلسطينيون نحو 42 الف دونم فقط. اما المستوطنون فيفلحون بين 30 الى 50 الف دونم وكل الباقي مغلق في وجه الفلسطينيين. من ناحية الوصول الى المياه، يكفي المعطى التالي: كمية المياه التي يستهلكها المستوطن اكبر بنحو عشرة اضعاف الكمية التي يستهلكها الفلسطيني.
النتيجة: “تنمية دون تجد تعبيرها في تنمية قروية محدودة ونمو اقتصادي هزيل، مما يؤدي الى ارتفاع الفقر، الى شروط سيئة في الصحة الشخصية والصحة العامة وتدهور بيئي ومادي”. وها هو معطى يقول الكثير: مدى العمر للفلسطينيين في الغور هو 65 سنة، مقابل 71.8 في كل الضفة.
يبحث الكاتبان في مسألة الامن وقيود الحركة المنسوبة لها. في ورقة الموقف عن غزة كتب: “الامن يتحقق ليس فقط بوسائل عسكرية بل وايضا بوسائل تخفيض دافعية الطرف الاخر للقتال. اما وضع الفقر المتزايد والتدهور في مستوى المعيشة فيخلق دفيئة غضب ويأس، من شأنها ان تؤدي آجلا أم عاجلا الى جولات اخرى من العنف. وهما لا يتناولان مشكلة غياب الامن للفلسطينيين، الخاضعين للتنكيل والاعتداءت، سواء من الجيش والشرطة أم من المستوطنين.
هكذا، في هذه الايام بالذات يتخذ سكان البؤر الاستيطانية العشوائية في شمال الغور اساليب التخويف، العنف، النار، الاعتقالات العابثة والمس بالماشية لغرض طرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين من اراض واسعة. وعليه، حسن يفعلان اذا اضاف الكاتبان توصية بتبني اساليب ناجعة لاحباط اعتداءات المستوطنين التي من شأنها أن تتسع كلما سمح الراشدون المسؤولون بحركة الفلسطينيون نحو اراضيهم.
معاريف / استطلاع : 61 في المئة من الجمهور لا يؤيدون الانتخابات
استطلاع – معاريف – بقلم بن كسبيت – 24/3/2017
أظهر استطلاع أجراه معهد “بانلز بوليتكس” بناء على طلب “معاريف” أنه في كل ما يتعلق بهيئة البث الاسرائيلية، فإن الجمهور الغفير مثله مثل السياسيين لا يفهم هوس رئيس الوزراء وما الذي يريده. فقد اعتقد 21 في المئة فقط من الناس بأنه من الصواب التوجه الى الانتخابات بسبب عدم الالتزام بالاتفاقات الائتلافية، مقابل 61 في المئة يعارضون ذلك.
كما أن الجمهور غير مقتنع بأن الهيئة هي الدافع الحقيقي لنتنياهو للتوجه الى الانتخابات. فقد اجاب 62 في المئة بالنفي على سؤال اذا كان هذا هو السبب الحقيقي. و 11 في المئة فقط ردوا بالايجاب.
كما أظهر الاستطلاع أن الجمهور باغلبيته (59 في المئة) غير راض عن أداء نتنياهو كرئيس وزراء. وأعرب 35 في المئة فقط عن رضاهم من ادائه، فيما قال 6 في المئة انهم لا يدرون.
اما بالنسبة للمنافسين المحتملين والمناسبين لرئاسة الوزراء بنظر الجمهور فلا يزال نتنياهو يحتل المرتبة الاولى مع 26 في المئة. يئير لبيد 0 15 في المئة، اسحق هرتسوغ – 6 في المئة، نفتالي بينيت – 5 في المئة، موشيه كحلون – 4 في المئة، أفيغدور ليبرمان – 3 في المئة. ويتضح أن أعلى نسب يحصل عليها شخص يسمى – لا أحد (29 في المئة). وقال 12 في المئة انهم لا يعرفون.
واستطلع المعهد مدى مناسبة 4 شخصيات لرئاسة الوزراء. وكانت النتيجة كالتالي:
غابي اشكنازي: 53 في المئة غير مناسب، 30 في المئة مناسب.
بيني غانتس: 44 في المئة غير مناسب، 37 في المئة مناسب.
جدعون ساعر: 43 في المئة غير مناسب، 39 في المئة مناسب.
موشيه يعلون: 53 في المئة غير مناسب، 30 في المئة مناسب.
أما نتائج الانتخابات فيما لو جرت اليوم فتكون كالتالي:
الحزب النتيجة حسب الاستطلاع المقاعد في الكنيست الحالية
يوجد مستقبل 28 11
الليكود 25 30
البيت اليهودي 13 8
القائمة المشتركة 13 13
المعسكر الصهيوني 10 24
يهدوت هتوراة 7 6
اسرائيل بيتنا 6 6
شاس 6 7
ميرتس 5 5
كلنا 7 10
يديعوت / شرك الشمال
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 24/3/2017
اذا سألتم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، فان حزب الله سيحصل خلال أقل من عامين على صواريخ دقيقة وبعيدة المدى وسيبدأ العد التنازلي للحرب الشاملة في الشمال. ليس صدفة أنه في الاسابيع الاخيرة يتحدث الوزراء والضباط علنا عن أنه في الحرب القادمة سيعود لبنان الى القرن الثامن عشر. تعبير القرن الثامن عشر عاد وطرح في التقييمات والتقديرات الخاصة بسوريا ولبنان. هذه الرسالة موجهة لآذان الشعب اللبناني والقيادة اللبنانية، من نوع لا تسمحوا لمجانين حزب الله أن يأخذوكم الى الضياع. في الحرب القادمة ستدمر أولا اهداف الدولة اللبنانية مثل الشوارع والمواصلات والكهرباء والوقود والغذاء ومؤسسات النظام والمؤسسات المالية. كل شيء سيحترق.
تهدد اسرائيل بفم ملآن، وهذا يعني أن هجمات اسرائيل في سوريا ضد المخازن وقوافل السلاح ونشطاء في التهريب ستزيد من اجل تأجيل الحرب قدر الامكان. في الوقت الحالي اسرائيل لا تقصف منصات الصواريخ بعيدة المدى في لبنان، وكما يبدو لأنه لا توجد هناك كمية كبيرة، وقصف لبنان في هذا التوقيت سيشعل الجبهة الشمالية دون مبرر كاف.
صحيفة “الجريدة” الصادرة في الخليج الفارسي كشفت مؤخرا أن حزب الله يقيم داخل انفاق في لبنان مصانع تحت ارضية لانتاج الصواريخ الدقيقة. وحسب وصف الصحيفة فان الحديث يدور عن جهاز يشبه الجهاز الذي أقامه اتحاد الصناعات العسكرية السورية “سيرس”. خطوة حزب الله لم تؤد الى رد اسرائيلي عسكري. ولكن من يريد يمكنه أن يفهم ما نشر في الصحيفة كتحذير: كل شيء مكشوف ومعروف. اذا بدأت المصانع في هذه الانفاق بانتاج الصواريخ فستقوم اسرائيل بتدميرها حتى لو كان هناك خطر نشوب الحرب.
مظلة بوتين
ايران هي عدو عنيد مع قدرات، وهي لا تنوي التنازل عن اقامة جهاز الصواريخ الدقيقة في لبنان، الذي من المفروض أن يضر بشكل كبير بقدرة اسرائيل العسكرية. إن استهداف قوافل السلاح لحزب الله في الاراضي السورية يضع أمام ايران تحدي أمن المعلومات. ويبدو أن الدرس الذي تعلمته هو محاولة تحقيق الهدف بطرق اخرى، مثل اقامة مصانع انتاج في لبنان وبناء ميناء ايراني في اللاذقية في سوريا. وهذا الميناء يمكنه استيعاب كمية كبيرة من الوسائل الثقيلة التي ستصل عن طريق البحر تحت مظلة القوات الروسية التي تسيطر على الميناء. بالنسبة لموسكو، ايران ليست هي المشكلة في سوريا بل هي جزء من الحل. لذلك فان ايران تحظى الآن بحصانة روسيا.
يتبين أن اللقاء الاخير بين نتنياهو وبوتين لم يثمر عن النتائج المرجوة. وقد حاول نتنياهو اقناع روسيا بالامتناع عن اقامة الميناء الايراني في اللاذقية، لكنه فشل. موظفون في وزارة الخارجية الروسية يظهرون كأنهم لا يعرفون جوهر طلب اسرائيل: “نحن ايضا أقمنا ميناء بحريا”، هكذا يردون على نظرائهم في وزارة الخارجية الاسرائيلية. “لذلك لن نستطيع منع دولة سيادية من استضافة دولة سيادية اخرى لانشاء الميناء لديها”.
إن هذه السذاجة هي من روائع الدبلوماسية الروسية. عندما اشتكت اسرائيل في آذان روسيا من أن السلاح الروسي المخصص للجيش السوري وصل الى حزب الله، حسب مصادر اجنبية، والمقصود هو صواريخ الشاطيء “يحونت”، صُدمت ووعدت بفحص هذا الامر. وقد ذهب ضباط روس الى الميدان وقاموا باجراء الفحص وعادوا مع الاجابة بأن هذا غير صحيح.
الجمهور في اسرائيل اعتاد على التعاطي مع دول العالم باللونين الاسود والابيض: إما أنها تحبنا أم لا. إلا أن روسيا هي من النوع الذي يحب نفسه. واسرائيل بالنسبة لهم هي جندي آخر في الشطرنج، وليست بالضرورة من مجموعتهم.
كان باستطاعة سلاح الجو الاسرائيلي الاستمرار في القصف في سوريا طالما أن هذا الامر لا يضر المصالح المباشرة لروسيا. إلا أن اسرائيل فاجأت وقصفت في المنطقة التي توجد فيها قوات روسية وقيادة روسية لمراقبة القوات السورية في تدمر. في ذلك الهجوم أصيبت كما يبدو وسائل غير تابعة لحزب الله. وسائل الاعلام في سوريا صرخت ووجهت التساؤلات لروسيا. وروسيا بدورها شعرت أنها لم تفعل أي شيء، حتى لو دبلوماسيا، ضد اسرائيل. وهذا سيبدو ضعف، لذلك قامت باستدعاء السفير الاسرائيلي والملحق العسكري الاسرائيلي في موسكو للقاءين في وزارة الخارجية الروسية مع نائبي وزراء يهتمون بالشرق الاوسط (يوجد لوزير الخارجية الروسي 11 نائبا). ولم يتم نشر ما قيل في اللقاءات. ومجرد اجراءها سمح لسفير سوريا في الامم المتحدة بالاعلان عن أن روسيا قد حذرت اسرائيل، الامر الذي خفف الضغط عليهم. ولكن طالما أن الرئيس بوتين لم يقم بالاتصال مع نتنياهو للتأكيد على موقف روسيا، فلم يتغير أي شيء ويمكن الاستمرار في القصف في الوقت والزمان المناسبين.
إن هذه هي افضلية وزير الدفاع ليبرمان. فقد قرأ سلوك المؤسسة الروسية بشكل أفضل من الاشخاص الموجودين حول طاولة الكابنت، بل وأفضل من القيادة العسكرية التي تأتي اليه كل يوم خميس من اجل الحصول على المصادقة على العمليات والطلعات الجوية وراء الخطوط. لذلك فان ليبرمان ليس فقط لا يكبح أو يرفض العمل العسكري ضد السلاح المتقدم بعيد المدى وهو في الطريق الى حزب الله، بل يشجعه. وحسب رأيه فان كل تردد لاسرائيل تجاه التهديد السوري والضغط الدبلوماسي سيترجم في روسيا كضعف. واسرائيل ضعيفة ستكون شريكا هامشيا يمكن تجاهله عند اجراء المفاوضات على مستقبل سوريا.
في بداية الاسبوع تحدثت الصحف الاجنبية عن قصف اسرائيلي، هذه المرة في خان أرنبة في هضبة الجولان السورية. وبعد هذا القصف لم تعقب روسيا، لكن ذلك لم يكن اختبارا حقيقيا لأن القصف لم تكن له صلة بحزب الله أو النظام السوري، بل نفذ كما يبدو في سياق العمل الامني الشامل والمشترك ضد جهات ارهابية فلسطينية. ياسر السيد الذي قتل في سيارته في طريقه من خان أرنبة الى دمشق كان سوريا عمل في منظمة اسلامية فلسطينية خططت لتنفيذ عملية كبيرة عشية عيد الفصح.
إن الاختبار الحقيقي سيأتي عندما يعلن وزير الدفاع أن اسرائيل ستقوم بقصف كل منصة صواريخ تقوم باطلاق الصواريخ على طائرات سلاح الجو. وهذه ليست اقوال بل قرار. ويمكن الافتراض أنه اذا اقامت ايران في هذه السنة الميناء في اللاذقية لاستيعاب السفن الايرانية التي تنقل السلاح لحزب الله، فان اسرائيل ستقصف هناك ايضا، رغم تواجد روسيا في المكان.
في هذا الاسبوع، في الوقت الذي ثارت فيه الكنيست بسبب قضية الاتحاد، جلس وزير الدفاع في مكتبه لمشاهدة التلفاز. وقد شاهد البث المباشر لمساءلة رئيس الـ اف.بي.آي جيمس كومي في الكونغرس، ورأى كيف أن تدخل الولايات المتحدة في التسوية المستقبلية في سوريا آخذ في الابتعاد. وقد تحدث كومي عن بدء التحقيق الرسمي في تدخل روسيا في الانتخابات الامريكية وعن الاتصالات التي اجراها اشخاص من محيط ترامب مع ممثلين روس رسميين. ويتبين أن الـ اف.بي.آي كان يقوم بمراقبة هذه العلاقة منذ العام 2015. وفي العام 2016 اعتقلت روسيا ضابطين في الامن الفيدرالي الروسي الـ اف.اس.بي وموظف رفيع المستوى في شركة “كسبرسكي”. وهؤلاء الاشخاص الثلاثة خبراء في السايبر. ويبدو أنهم سربوا المعلومات حول تدخل روسيا في الانتخابات الامريكية. ويمكن أن يدخل هذا التحقيق ادارة ترامب في ضائقة، وفي هذا الوضع فان فرصة مبادرة واشنطن لخطوة روسية – امريكية مشتركة حول الاتفاق في سوريا، آخذة في التلاشي. وطالما أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الحل السياسي لسوريا فان تأثير الشركاء الآخرين في المحادثات مثل ايران سيزداد. وبالنسبة لاسرائيل هذه بشرى سيئة. وبالنسبة لليبرمان فان تهديد ايران ما زال في أولوية سلم التهديدات لاسرائيل، والاستثمارات تتم بناء على ذلك.
أبداً ليست حماس
غطاء الغموض تمت ازالته للحظة، ليس فقط عن هجمات سلاح الجو في سوريا، بل ايضا عن طريقة العمل وطبيعة الاهداف التي يقوم بقصفها سلاح الجو في غزة. في يوم الاربعاء الماضي، اثناء جلسة للكنيست، كشف رئيس الاركان غادي آيزنكوت أنه منذ عملية الجرف الصامد استهدف الجيش الاسرائيلي مئات الاهداف النوعية، بما في ذلك الانفاق، بواسطة تقنية جديدة طورها سلاح الجو. نمط العمل في غزة في فترة ليبرمان لا يركز على الردع والعقاب كرد على اطلاق الصواريخ من القطاع، بل يذكر بنمط العمل في الشمال. الساحة الغزية تحولت كما يبدو الى جزء من العمل بين الحربين لتدمير قوة العدو قبل نشوب المعارك. إلا أن اسرائيل في غزة تختبيء وراء ما يسمى “استغلال الفرص” من اجل قصف اهداف لحماس ومنع زيادة قوتها.
أعداء حماس هم الذين يوفرون الفرص لاسرائيل، من الحركة السلفية في القطاع، التي تقوم باطلاق الصواريخ على اسرائيل. وحماس تقوم بملاحقتها ومؤخرا اعتقلت 500 نشيط من الحركة من اجل منعهم عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل. السلفيون من ناحيتهم يريدون رد اسرائيل من اجل اضعاف حماس، ودفعها لاطلاق سراح أتباعهم من السجن، لذلك يقومون بالاستفزازات على الحدود الاسرائيلية. إنهم يقومون باطلاق صواريخ قديمة قصيرة المدى مثل قسام 5 أو الكاتيوشا 7 ملم. وليس لهم الوقت الكافي للاطلاق بالشكل الافضل لأنهم ملاحقون من قبل كتائب “المرابطين”، وهو حرس الحدود في حماس. لهذا لا يقومون بالاطلاق. ولكن بالنسبة لاسرائيل هذا يكفي للقيام بهجوم آخر لاضعاف قوة حماس.
عندما انتخب يحيى السنوار رئيسا لحماس في القطاع كان التقدير في قيادة الجيش الاسرائيلي هو أن المستوى السياسي سيقوم في البداية بفحص توجه المنظمة، ويمكن تخفيف العمل ضدها. إلا أن قيادة الجيش اخطأت. فتبدل قيادة حماس ليس اعتبارا في الضوء الاخضر الذي يعطيه وزير الدفاع للعملية العسكرية ضد غزة.
في العادة تبدأ المصادقة على العمليات ضد العدو في يوم الثلاثاء. القيادة الجنوبية مثلا تقدم لقسم العمليات افكار لعملية عسكرية في القطاع. وهذا القسم يناقش هذه الافكار ويوضحها ويقوم بنقلها في يوم الاربعاء لمصادقة رئيس الاركان ونائبه. وهذان يقومان بتقليص الاهداف ويضعان الاولويات. في يوم الخميس يقوم رئيس الاركان بتقديم الخطة التنفيذية لمصادقة وزير الدفاع، ويستطيع الوزير الاستعداد لهذا اللقاء لأن سكرتيره العسكري يكون موجود في النقاش الاولي لدى رئيس الاركان. ويتوقع أن يقدم رئيس الاركان الخطط التي سيصادق عليها وزير الدفاع.
إن النقاش الذي يتم في يوم الخميس في مكتب وزير الدفاع هو نقاش رسمي وجاف. ولكن هذه نقطة التقاء حساسة يحتك فيها رئيس الاركان مع الاعتبارات السياسية. أما وزير الدفاع فيؤثر في المواضيع العسكرية المهنية. والوزير الذي لم ينشأ في الجهاز العسكري يجب أن تكون له ثقة كاملة برئيس الاركان ونزاهته المهنية. فهو الذي يصادق على الخطط التنفيذية التي قد تسبب ضحايا وتورط سياسي. وآيزنكوت له افضلية هنا لأنه كان السكرتير العسكري لرئيس حكومة ووزير دفاع وهو يدرك هذه الحساسية. ويبدو أن هناك بينه وبين ليبرمان، لا يوجد فقط تقاسم واضح في الادوار، حيث لا يتدخل أحدهما بصلاحيات الآخر، بل توجد بينهما ثقة كاملة. فالواحد منهما يعتمد على الآخر في عدم جره الى اماكن غير مرغوب فيها، سواء كانت سياسية أو عسكرية. وفي احيان كثيرة لا يكون وزير الدفاع راضيا عن خطة تنفيذية، لذلك يتم اللقاء الشخصي المغلق في يوم الخميس بين وزير الدفاع ورئيس الاركان، أو لقاء عمل بوجود السكرتير العسكري للطرفين، حيث يتم تناول الامور دون حدوث انفجارات تصل الى العناوين. يبدو أن آيزنكوت عرف جيدا الوزير المسؤول عنه، والخطط التي يقدمها يقوم ليبرمان بالمصادقة عليها.
إن استمرار استخدام القوة في قطاع غزة يسرع المواجهة القادمة. وحماس قلقة جدا من العائق الذي تقيمه اسرائيل على الحدود وهي تحاول التعاون مع ايران ومعرفة نقاط الضعف فيه، بالضبط مثلما حاولت بمساعدة ايران معرفة نقاط ضعف القبة الحديدية. في الشهر الماضي اعتقل في حاجز ايرز محمد مرتجى، وهو نشيط في حماس ويدير منظمة مساعدة للحكومة التركية في القطاع، وقد كان في طريقه الى تركيا للحصول على صور الاقمار الصناعية عن اسرائيل، التي قد تساعد حماس في تحسين دقة الصواريخ. والجيش الاسرائيلي من ناحيته قام في هذا الاسبوع بتدريب مفاجيء لجنود الاحتياط في الجنوب، وهذا التدريب شمل ايضا حركة سريعة للدبابات والمجنزرات نحو غزة. المواجهة القادمة توجد على نار متوسطة. وفي نهاية المطاف سيكون الغليان.
المصدر / “سنراعي المخاوف الأمريكية المتعلقة بالاستيطان”
المصدر – 24/3/2017
أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك استمرار المفاوضات الحثيثة التي يشارك فيها ممثلو إدارة ترامب وممثلو رئيس الحكومة الإسرائيلي بشأن السلام مع الفلسطينيين، بعد انتهاء 4 أيام من المناقشات الجدية
أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، في بيان خاص أن ممثلين عن الولايات المتحدة وإسرائيل أنهوا 4 أيام من المفاوضات الحثيثة بخصوص العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك قضية الاستيطان، وأوضح البيان أن المحادثات ستستمر.
ومثّل إسرائيل في هذه المحادثات، رئيس ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي، يؤاف هوروفيتس، والمستشار السياسي، يونتان شختر، وفي الجانب الأمريكي، ترأس المحادثات مبعوث الرئيس الأمريكي للمنطقة، جيسون جرينبلت.
وجاء في البيان أن “الجانبين ناقشا قضية المستوطنات” وتابع “في حين أعربت البعثة الأمريكية عن قلق الولايات المتحدة من سياسة الاستيطان في سياق التقدم نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين. أوضحت البعثة الإسرائيلية أنها ستأخذ بعين الاعتبار هذه المخاوف” التي أعرب عنها الرئيس ترامب.
معاريف / السؤال الوجودي
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 24/3/2017
حضر في هذا الاسبوع ثلاثة قادة رفيعي المستوى في الجهاز العسكري وطرحوا افكارهم حول التهديدات لاسرائيل والتحديات التي تواجهها، ورغم أن تقديراتهم متشابهة، إلا أن الامور التي شددوا عليها مختلفة كليا.
الثلاثة تحدثوا في اجتماع عقد في الكلية الاكاديمية “نتانيا” في ذكرى مرور عام على موت مئير دغان، رئيس الموساد في السنوات 2002 – 2010. اثنان من الثلاثة – رئيس الاركان غادي آيزنكوت ورئيس الموساد يوسي كوهين – في منصبهما، والثالث، تمير فردو، كان رئيس الموساد حتى العام الماضي.
وضع آيزنكوت حزب الله على رأس التحديات. وأكد على أن حزب الله ارسل ثلث قوته البشرية الى لحرب في سوريا، وأنه قتل 1700 من مقاتليه وأصيب 7 آلاف مقاتل. ونتيجة ذلك، هو يواجه ازمة متعددة الوجوه: “من اجل ماذا نحارب، ازمة اقتصادية وازمة قيادية”، قال آيزنكوت. من جهة اخرى، المشاركة في الحرب السورية تُمكن حزب الله من كسب تجربة قتالية سيستخدمها في حال اندلاع الحرب مع اسرائيل، رغم أن اغلبية الخبراء يتفقون على أن الحرب غير محتملة في المدى المنظور.
كوهين، في المقابل، الذي ظهر لاول مرة أمام جمهور واسع، رغم أنه تحدث عن حزب الله وحماس، أكد على ايران وأشار الى أنه “طالما أن النظام الحالي قائم، مع الاتفاق النووي أو بدونه، فان اسرائيل ستستمر في كونها تهديدا وتحديا أولا لاسرائيل. وتحدث عن الحاجة الى “ملاحظة فرص التعاون والتفاهم، وفوق كل شيء السلام”. وفي نفس الوقت معرفة أن “التهديد واضح وسيستمر هكذا في السنوات القادمة: ايران التي تؤثر بشكل سلبي على كل المنطقة ولم تتنازل عن طموحها النووي”.
فردو في المقابل كان أقل تحليلا لكن اكثر وضوحا. فقد تحدث مثل نبي محذر. وذكر بذلك دغان الذي أسمع رأيه ضد قيادة نتنياهو بعد انهائه منصبه في الموساد. وخلافا لدغان أكد فردوا على أنه لا يريد التوجه الى السياسة. وحسب رأيه فان الخطر الاكبر الذي يهدد اسرائيل ليس حزب الله أو ايران، بل عدم وجود حل للقضية الفلسطينية، الامر الذي سيحول اسرائيل الى دولة ثنائية القومية. باختصار، المشكلة حسب رأيه هي الاحتلال.
هذه الاقوال توجد منذ خمسين سنة، منذ احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب الايام الستة. وكان معارضو الاحتلال في حينه قلة. حركة متسبين التي اعتبرت يسارا راديكاليا وكانت مراقبة من قبل الشباك، كانت أول من كتب على الجدران في تل ابيب شعار “كفى للاحتلال” بعد الحرب بفترة قصيرة. اضافة الى ذلك، هناك عدد من السياسيين (اسحق بن اهارون)، محللون وصحافيون (اوري افنيري) وعدد من المثقفين (البروفيسور يعقوب تلمون والبروفيسور يهوشع اريئيلي، والاكثر فظاظة منهم يشعياهو لافوفيتش) الذي تحدث بشكل علني ضد الاحتلال.
الاعتراف بضرورة وضع حد للاحتلال بدأ مع مرور الوقت بالانتقال من اليسار الراديكالي الى الوسط ومن هناك الى اجزاء في اليمين، الى درجة الاعتراف بحل الدولتين. في السنوات الاخيرة أصبح المزيد من المسؤولين، ومن ضمنهم رؤساء الشباك والموساد ورؤساء الاركان وجنرالات في الجيش، يتحدثون عن هذا الامر علنا بعد انهائهم لمناصبهم. هذه الاحاديث لم يرض عنها رجال اليمين. رئيس الائتلاف دافيد بيتان اتهم قبل بضعة اشهر مسؤولين في الجهاز العسكري بالمرض الاصعب في النقاش الاسرائيلي الآن، “اليسارية”. وتساءل: ما الذي يحدث لهم هناك في الجهاز العسكري ويحولهم الى يساريين؟”.
في هذه الاثناء ينضم الى “المرضى” فردو ايضا. فحسب تقديره “هناك تهديد واحد لاسرائيل وهو قنبلة زمنية موقوتة. لكننا اخترنا دفن رأسنا في الرمل وحدثنا انفسنا عن حقائق بديلة وهربنا من الواقع وقدمنا تهديدات خارجية عديدة. بين البحر والنهر يوجد أبناء ديانتين، يهود ومسلمين، عددهم متشابه. عرب اسرائيل هم مواطنو الدولة بكل معنى الكلمة وهم يحصلون على الحقوق المتساوية. وباقي السكان الذين ليسوا يهود يعيشون في يهودا والسامرة تحت الاحتلال”.
وتحدث فردو عن أنه كرئيس للموساد التقى سرا مع معظم نظرائه في الشرق الاوسط. ولكن لأسفه “العلاقات السرية تحت الرادار هي عابرة، ومفتاح الاندماج هو العلاقات الاقتصادية، والحركة بين الدول والمجتمعات، وكل ذلك لن يحدث إلا اذا تم حل المشكلة الفلسطينية”.
فردو قلق من أنه اذا لم تتوصل اسرائيل الى اتفاق لانهاء الاحتلال “فنحن قريبون من نقطة اللاعودة وسنصل الى الدولة ثنائية القومية التي يكون فيها لجميع المواطنين حقوق متساوية. فهل هذه هي رغبتنا وهل هذا هو هدف الصهيونية؟ هل هذا ما نريد ابقاءه لاولادنا؟ الساعة تتكتك وحان الوقت لاختيار الطريق”.
ثلاثة قادة أمنيين يعرفون بعضهم جيدا وعملوا معا، لا ينجحون في التوصل الى تعريف مشترك للتهديد الحقيقي على اسرائيل. وهذا يؤكد انقسام المجتمع الاسرائيلي.
في 13 آذار 2016، في موقع عسكري غير بعيد عن المطار الدولي في دمشق، قتل مصطفى بدر الدين “رئيس اركان” حزب الله. وفي الاعلان في اعقاب موته قيل إنه قتل بسبب انفجار وأصيب عدد من رجاله. وفي اعلان آخر قال حزب الله إن المنظمة اقامت لجنة تحقيق لمعرفة اذا كان قد قتل بسبب قذيفة أو صاروخ تم اطلاقه من طائرة.
الأمر اللافت في الاعلان الذي نشره حزب الله، خلافا لعادته في ظروف مشابهة، لم يشر في هذه المرة الى اسرائيل كمسؤولة عن قتله. مع أن اسرائيل يجب أن تكون المشتبه فيه الاساسي لأن لها حساب طويل مع بدر الدين. فقد كان من مؤسسي الذراع العسكري لحزب الله وقائد رفيع المستوى في جهاز العمليات وعمل ضد اسرائيل وضد اهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج، مثل العملية في السفارة الاسرائيلية في بوينس آيريس، التي صادف مرور 25 سنة عليها، وبعد عامين من العملية ضد الجالية اليهودية في المدينة، العمليتان اللتان قتل فيها 114 شخصا منهم 4 اسرائيليين.
يحاول حزب الله منذ العام 2008 استهداف سفارات اسرائيل والدبلوماسيين الاسرائيليين في اذربيجان والهند وجورجيا وتايلاند. وقد نجح في العام 2012 في تفجير حافلة في بلغاريا كانت تقل سياح اسرائيليين وقتل خمسة منهم اضافة الى السائق البلغاري. يمكن القول إن بدر الدين كان هدفا لجمع المعلومات عنه، ويمكن ايضا أنه كان هدفا للتصفية من قبل اسرائيل.
بعد يوم – يومين على انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في 2000، رافق بدر الدين القائد العسكري عماد مغنية، الذي كان نسيبه وإبن عمه ايضا، مع ثلاثة قادة آخرين، في جولة على طول الحدود مع اسرائيل. طائرة اسرائيلية بدون طيار صورتهم وأرسلت الصور الى هيئة الاستخبارات العسكرية في الكرياه. وهناك تم التعرف عليهم، وبدأ التحضير لعملية التصفية. القوة انتظرت الأمر، لكنه لم يأت. رئيس الحكومة ووزير الدفاع اهود باراك لم يصادق على العملية، فقد خشي من أن هذا سيؤدي الى رد حزب الله وتسخين الحدود والتصعيد وتشويش انجاز الانسحاب.
يمكن القول إنه بعد ذلك ايضا، كلما تقدم في السلم العسكري، استمر بدر الدين في كونه هدفا لاهتمام اسرائيل. ورغم أنه كان شكاكا وحذرا جدا وخشي على حياته إلا أن نمط حياته كان متقدا وملونا ومثيرا للاهتمام، الامر الذي ساعد من أراد تصفيته. وهو مثل نسيبه مغنية، كانت له قصص غرامية عند زياراته في سوريا، وكان هاويا للغوص. وقد كان يخرج مع أمين سره في قارب صغير للصيد كي لا يجذب الانتباه ويقوم بالغوص على مسافة كيلومتر أو اثنين من شاطيء بيروت.
في التسعينيات وصلت الى اسرائيل معلومات تفيد بأن بدر الدين يوجد على متن طائرة في طريقها الى ايران. الطائرة هبطت بشكل مؤقت في الكويت، واسرائيل أعطت المعلومة للولايات المتحدة، التي مارست الضغط بدورها على الكويت من اجل اعتقاله. ولكن الكويت، رغم وجود حساب بينها وبينه، خشيت من يد ايران وحزب الله الطويلة للانتقام، وطلبت من الطائرة التحليق بسرعة مع جميع ركابها وفي ضمنهم بدر الدين.
حسب مصادر اجنبية، اسرائيل هي المسؤولة عن تصفية عدد من قادة حزب الله في العقد الماضي. أبرز هذه العمليات هي اغتيال مغنية التي صفي اثناء خروجه من مخبئه في دمشق في شباط 2008. وهناك فرضية تقول إنه قد استخدم شقته ايضا للالتقاء مع صديقاته، وهناك اجتمع مغنية في تلك الليلة مع قائد قوة القدس في حرس الثورة الايراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي يعتبر من أقوى الشخصيات المؤثرة في ايران، انطلاقا من منصبه هذا كمسؤول عن حزب الله. عندما نزل مغنية من شقته وافترق عن سليماني ركب سيارته، وفي السيارة التي وقفت الى جانبها تم وضع متفجرات فجرت عن بعد، وقد قتل مغنية وحارسه. وحسب ما نشر في الولايات المتحدة كانت هذه عملية مشتركة لوكالة الاستخبارات الامريكية والموساد (كان دغان في حينه رئيسا للموساد). ولكن حسب تقارير اجنبية اخرى، فان العملية كانت لاسرائيل فقط.
على مدى سنة بعد تصفية مغنية، كانت هناك قيادة مشتركة هي المسؤولة عن الذراع العسكري لحزب الله، وكان بدر الدين احد اعضائها. وعندها قرر مجلس الشورى الذي هو عضو فيه وبمصادقة سليماني والقائد الروحي في ايران علي خامنئي، تعيين بدر الدين وريثا لمغنية.
بعد تصفية بدر الدين كانت هناك تقارير مختلفة ومتناقضة حول هوية الجهة التي قررت قتله. فقد كان له الكثير من الاعداء ومن ضمنهم السعودية (بسبب دوره في قتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في العام 2005). وقد كان معتقلا في الكويت في الثمانينيات، وهرب من هناك بعد غزو جيش صدام حسين في العام 1990. دول غربية اخرى، منها الولايات المتحدة، وضعته في قائمة الارهابيين المطلوبين – ارادت وضع اليد عليه. اسرائيل تنضم بالطبع الى كل ذلك، والتي تم ذكر اسمها في بعض التقارير (بما في ذلك كاتب هذه السطور). رغم أن الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لم يتهم اسرائيل بهذا العمل، بل قام بتبرئتها من المسؤولية. بعد انتهاء التحقيق ألقى نصر الله المسؤولية على منظمة متمردين سنة (داعش أو القاعدة).
قبل اسبوعين نشر تلفزيون “العربية” التابع للسعودية تحقيقا يقول إن مرؤوسي بدر الدين في حزب الله هم الذين قتلوه. وفي التحقيق تم عرض صور القمر الصناعي للمكان الذي تواجد فيه، واظهرت أنه لم يكن في المكان أي شيء يشير الى وقوع انفجار قنبلة أو عبوة ناسفة أو صاروخ. وقال شخص ملثم إنه قتل باطلاق النار. واذا كان هذا صحيحا فان اعدام القائد العسكري لحزب الله قد تم بأمر من نصر الله (الامر الذي لم يمنعه من ذرف دموع التماسيح اثناء التأبين والتعهد بالانتقام)، بمصادقة الجنرال سليماني.
في يوم الثلاثاء أكد رئيس الاركان غادي آيزنكوت على أنه حسب المعلومات فان بدر الدين قتل على أيدي منظمته. ويمكن تصديق رئيس الاركان لأن لديه المعلومات الاكثر سرية عن حزب الله.
لا يجب أن يقال هذا الامر، لأن أحد العناصر المهمة في قوة الاستخبارات الاسرائيلية بشكل عام والموساد بشكل خاص، هو صورته كمنظمة مصممة قادرة على الوصول الى أي مكان ولا ترتدع عن قتل الاعداء. هذه الصورة تتعاظم كلما كانت غامضة اكثر. وهذا أحد اسباب عدم تحمل اسرائيل المسؤولية عن معظم عمليات التصفية المنسوبة لها، سواء نفذتها أم لا.
من جهة اخرى، نشر كهذا سيساعد في الحرب النفسية والردع ضد حزب الله. أي التحريض ضد قيادة المنظمة واظهارها كفظيعة وانتقامية ودق اسفين بين القيادة والاعضاء من الطائفة الشيعية في لبنان. لا يوجد بعد جواب على سؤال لماذا أمر نصر الله وسليماني بقتل حليفهما.
اسرائيل اليوم / نظام روسي جديد
اسرائيل اليوم – بقلم بوعز بسموت – 24/3/2017
عندما انضمت روسيا الينا، الى الشرق الاوسط، في ايلول 2015، كانت لها ثلاثة أهداف واضحة: ارادت انقاذ نظام الاسد المنهار، تقليص دور القوة العظمى الولايات المتحدة في سوريا (واذا كان ممكنا في الشرق الاوسط بشكل عام) وكذا في نفس الفرصة، ان تصبح رافعة العلم في الحرب ضد التنظيم الارهابي داعش، الذي القى ولا يزال برعبه على العواصم الغربية بعد سلسلة من العمليات الناجحة. للنموذج الشيشاني، رعب الغرب، كان أمس مؤيدون أيضا من بين مواطني اوروبا. فجأة، في الحرب ضد داعش، دخل النموذج الروسي الى الموضة.
في ختام سنة ونصف منذ ارتباط الروس بنا، يمكن القول ان المهامة انتهت بنجاح: روسيا تشكل اليوم عنصرا مركزيا في النظام الجديد في سوريا، الاسد يرفع الرأس، لدرجة أن بوسعه التفكير بتغيير الاساس في القصر الرئاسي في دمشق وحتى بمشروع اعمار حلب. المحادثات بالنسبة لمستقبل سوريا، بمشاركة روسيا، تركيا وايران، تجري الان في الاستانة، عاصمة كازخستان، وليس في فيينا. ثقل الوزن انتقل الى آسيا بينما واشنطن بصعوبة في الصورة، تتردد في مسألة هل تؤيد الاكراد الثوار ضد الاسد وحلمهم بالاستقلال، أم تركيا، حليفتهم في حلف الناتو، التي تعارض فكرة استقلال كردستان. اما الروس؟ فليس لديهم مشاكل كهذه.
بفضل بوتين، يمكن للاسد أن يبتسم لنفسه أمام المرآة في كل صباح. حين يرتب شاربه الصغير؛ في صيف 2013 خطط براك اوباما، دافيد كمرون وفرانسوا اولند مهاجمة النظام في دمشق، بعد أن استخدم الاسد السلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه، في المرة الـ 14 منذ بدء الحرب الاهلية في 2011. وكما هو معروف، فان اتخاذ عمل ضد سوريا لم يحصل في نهاية المطاف لان اوباما نسي ماذا تعني الخطوط الحمراء. فالرئيس الامريكي السابق، ورئيس الوزراء البريطاني السابق باتا منذ زمن بعيد تاريخا، بينما اولند يعد الايام بسبب الاستطلاعات غير المناسبة جدا له، والتي تمنعه من التنافس على رئاسة فرنسا مرة اخرى. لا شك أن الاسد نجا بفضل هذا الثلاثي، والان ايضا بفضل فلاديمير بوتين.
رهانات روسيا
لقد بات السؤال الكبير الان هو الى اين تسير روسيا اليوم وماذا تريد ان تحقق في الشرق الاوسط. يجدر بالذكر ان الروس يوجدون على مفترق طرق، وذلك ايضا كنتيجة لحادثة اطلاق صاروخ حيتس الاسبوع الماضي، والذي ادى الى استدعاء السفير الاسرائيلي في موسكو لحديث استيضاح.
وللمفارقة، فانه من أجل النجاح في السلام تحتاج روسيا لاسرائيل وللولايات المتحدة. ولعل هذا هو السبب الذي بالتوازي مع استدعاء السفير الاسرائيلي في موسكو لم نرَ انتقادا على اسرائيل في وسائل الاعلام الروسية. فقد كانت الرغبة هي في العودة الى الاعمال كالمعتاد، وبأسرع وقت ممكن.
ينبغي الفهم بانه رغم انجازات الروسي في سوريا، فانهم لا يزالون مقيدين: الاسد وايران لا يستمعان بالضبط لامرتهم، وعليه فلا حاجة الى تناول كل قول للاسد وكأنه صيغ في موسكو. كما أنه ليست كل خطوة أو عمل ايراني على الارض السورية هو بالتشاور مع روسيا. بل العكس، يحتمل جدا أن يكون لروسيا، مثلما لاسرائيل، مصلحة في التضييق على خطى ايران في سوريا. اسرائيل تخشى من نشوء حدود لها مع ايران في الشمال بحكم الامر الواقع. وبالمقابل، من ناحية الروس يمكن لطهران ان تشكل وجع رأس غير صغير وان كان من الناحية الديمغرافية.
هناك من يرى حتى في روسيا دولة اسلامية. وها هو تذكير: الاسلام وصل الى روسيا قبل 1.300 سنة ويوجد اكثر من 15 في المئة مسلمين في الاراضي الروسية، واكثر من 10 الاف مسجد، بما في ذلك مسجد كبير في موسكو. المسلمون الروس لا يتحمسون لقصة الغرام بين موسكو والمحور الشيعي: الاسد – ايران – حزب الله. ولعل روسيا تنتصر في المدى القصير – المتوسط، ولكن في المدى البعيد ليس مؤكدا بان رهانها في صالح المحور الشيعي هو رهان صحيح.
في موسكو يمكنهم الان بالتأكيد الخوف من ربيع اسلامي في دول القوقاز وباقي الاراضي العلمانية مع حكم فردي مثلما يوجد عندها الان. لهذا السبب لا يمكن لروسيا أن تسمح لايران بان تسيطر على الاراضي في سوريا، في العراق وفي لبنان، مثلما يحلم الايرانيون. ربما لهذا السبب ليس لروسيا واسرائيل مشكلة كبيرة في ايجاد قاسم مشترك في المسألة الايرانية.
لدى من الكرة
“فضلا عن الجهد لانقاذ نظام الاسد ليس لروسيا وايران بالضرورة المصالح الاستراتيجية ذاتها في سوريا”، تقول د. سارة فاينبرغ، الباحثة في معهد بحوث الامن القومي. “لروسيا توجد مصلحة في تقييد توسع المحور الشيعي. بالضبط لهذا السبب تضع روسيا نفسها في موقف القاضي بين ايران، تركيا، السعودية واسرائيل. ولكن يجب الاخذ بالحسبان للشك القائم بين ايران وروسيا مما يقيد قدرة روسيا على املاء ما يفعله الايرانيون”. وتعتقد فاينبرغ بانه في موضوع حزب الله للروس موقف مزدوج: من جهة يفهمون القلق الاسرائيلي من تعاظم المنظمة في سوريا، ومن جهة اخرى يرون في المنظمة الشيعية قوة مساعدة لحماية الاسد والحرب ضد داعش وكذا عنصر سياسي شرعي في لبنان. وبالضبط لهذا السبب يحتاج الروس الى الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب؛ من اجل تقييد مكانة ايران في الشرق الاوسط يحتاج الروس للمساعدة الامريكية. وفي هذه الاثناء، يكاد يكون كل اللاعبين، بمن فيهم روسيا، ينتظرون ليروا ماذا ستكون خطوة ترامب التالية.
نقطة أخرى نتعلمها من حادثة حيتس الاسبوع الماضي هي أن الروس يسمحون لاسرائيل بالعمل، ولكن شريطة الا نضعهم في حرج. روسيا معنية بان تبيع اكبر قدر ممكن، بما في ذلك في مجال السلاح، وهي ليست الوحيدة. فالولايات المتحدة، الصين، فرنسا والمانيا تتنافس هي ايضا على الاسواق الكبرى. يجب أن نفهم بان حادثة اطلاق الحيتس كشفت قيود منظومات القتال الالكترونية والدفاع الجوي الروسي حيال السلاح الغربي والاسرائيلي. فالحادثة لم تساهم في ترويج مبيعات كبيرة للسلاح الروسي في العالم. كما أن صناعة السلاح الصينية تنفخ في قذالة الروس.
لا شك أن هذه هي نهاية عصر والاوراق يعاد توزيعها. بالنسبة للعديد من الدول هذا مدعاة للقلق، وبالنسبة لاخرى هذه فرصة. في مثل هذه الفترة كل واحد يبحث عن الفرصة لرفع مستوى مكانته. روسيا أخذت على نفسها دور المراقب الرئيس في المنطقة. روسيا ليست الاتحاد السوفياتي. قد يكون هذا كبير عليها بعض الشيء. ولكن الان، بعد أن وجدت واشنطن نفسها في دور ثانوي في سوريا، فان موسكو معنية بمنحها دورا هاما، ولكن بالتأكيد رئيس رئيسا. الكرة لدى ترامب – وليس فقط لدى بوتين.
المصدر / اقتصاديون إسرائيليون وفلسطينيون يضعون خطة طموحة لإنقاذ اقتصاد غزة
المصدر – 24/3/2017
الخطوات التي اقترحها الباحثون لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني في غزة وغور الأردن تشمل فتح المطار في غزة من جديد، وتطوير السياحة في الغور، وإتاحة حركة حرة بين المنطقتين
أصدر فريق فلسطيني – إسرائيلي مكون من 11 باحثا اقتصاديا ورقتي موقف، يشملان خطة اقتصادية لتوسيع النشاط الاقتصادي الفلسطيني في غور الأردن، وإنقاذ الاقتصاد في قطاع غزة. وشدّد الباحثون الذين عرضوا خطتهم أمام ديبلوماسيين أجانب في القدس، هذا الأسبوع، على أن الأموال التي تتبرع بها دول الغرب يجب أن تغيّر الوضع القائم بدل أن تعززه.
وتبدو الخطة لأول وهلة بعيدة المنال في ظل الحصار المفروض على القطاع من قبل إسرائيل، والسيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، لكن الباحثين الإسرائيليين في الطاقم المشترك يؤكدون أن الخطوات المقترحة قريبة جدا من رؤية مسؤولين إسرائيليون كثيرون في الجيش ووزارة الدفاع، وتطبيقها ممكن وليس مستحيلا.
ومن الخطوات التي جاءت في ورقتي الباحثين: إتاحة حركة منتظمة للناس والبضائع بين غزة والضفة؛ فتح المطار في غزة من جديد؛ توصيل المياه والكهرباء؛ بناء ميناء وترميم برك الصيد في بحر غزة؛ تقليص قائمة المواد مزدوجة الاستعمال؛ السماح للفلسطينيين بزارعة 40 ألف دونم أرض إضافيين في الغور؛ بناء قطاع السياحة وتطويره في الغور.
ويقول الباحثون، في ردهم على الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إن الحصار لم يحقق أهدافه، إذ لم يمنع تسلح حركة حماس المسيطرة على القطاع منذ عام 2006، ولم يمنع نشوب حرب بين الطرفين، إنما أدى إلى إضعاف الاقتصاد في القطاع على نحو شديد، وذلك بدوره زاد ويزيد من حالة الغضب والغليان في القطاع.
واقترح هؤلاء أن الحصار يعزز من سيطرة حماس بالقطاع، وفق المنطق القائل إن السيطرة على مكان مغلق أسهل منه على مكان حر.
وتعكس الورقتان عبر معطيات رقيمة الوضع الاقتصادي الرديء الذي وصل إليه الاقتصاد الفلسطيني بسبب الأوضاع الاقتصادية السائدة في قطاع غزة والغور، التي تساهم في شد الاقتصاد إلى الوراء.
ويكشف الباحثون معطيات ملفتة عن الوضع الاقتصادي في القطاع، ومن هذه المعطيات التشكيك في ادعاء السلطة الفلسطينية في الضفة بأنها تستثمر نحو 40% من ميزانيتها في قطاع غزة، فوفق حساباتهم، يدور الحديث عن 15% بالمئة فقط. ويقول الباحثون إن هذه النسبة من الدعم ليست عالية وبإمكان السلطة استثمار المزيد في القطاع.
يذكر أن الطاقم ينتمي إلى مجموعة “إكس” التي أقيمت من أجل وضع تصورات اقتصادية – اجتماعية لمرحلة قيام الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية.
معاريف / روح قتالية
معاريف – بقلم ران ايدلست – 24/3/2017
“في المرة القادمة التي ستطلق فيها سوريا النار عليها، سندمر دفاعاتها الجوية”، أعلن وزير الدفاع، وحول الرد السوري القادم الى مبرر وسبب للحرب. وبشكل مواز، يتحدث الجهاز العسكري (عن طريق تحذيرات المحللين العسكريين) عن أن فصل الصيد في سوريا قد انتهى، إلا اذا فرض المستوى السياسي الاستمرار في الاستفزاز. السؤال المقلق هو: هل يمكن أن هناك أحدا يريد الحرب هنا بشكل متعمد، كنوع من اريئيل شارون في العام 1982 أو اهود اولمرت في العام 2006.
لنتذكر: جميع حكومات اسرائيل لم ترغب في الحروب. نحن فقط نرد على التهديدات، ولهذا السبب هي نشبت. هكذا جررنا من الرد المحلي والصدفي الى العمليات المحدودة، ومن هناك الى الحروب في مصر ولبنان وسوريا وقطاع غزة والانتفاضات التي لا تنتهي في الضفة. الديناميكية متشابهة دائما: طنجرة الضغط الفلسطينية أو حزب الله. اسرائيل ترد على أي عمل وكأنه فيل مسرع وتبدأ كلمات من نوع “تصعيد” في التحليق في الهواء والاستوديوهات.
الطريقة لفهم كيف يمكن أن ننجر غدا مرة اخرى الى الحرب التي لا نريدها، تستوجب الحفر في عملية اتخاذ القرارات التي حركت في الاسبوع الماضي عملية القصف في سوريا. السؤال هو هل هناك أمر ثابت من قبل المستوى السياسي في قصف كل سلاح في طريقه الى لبنان. ولا تسألوا اسئلة خاصة. السؤال يجب أن يسأل لأن حروب اسرائيل لها انماط التدهور والكارثة: في معظم الحروب ننجر بسبب اعتبارات لا تخص الامن الاسرائيلي الخالص أو الوجود الاسرائيلي. لهذا يجب علينا سؤال السؤال الاضافي: بماذا يسهم القصف الاخير في أمن اسرائيل؟ الجواب: إنه لا يساهم بأي شيء.
أنا آمل أن لا يكون أحد يعتقد بشكل جدي أن نتائج القصف تردع التسلح، سواء لسوريا أو حزب الله، أو تقلل من كمية السلاح الموجه لاسرائيل، أو تقلل من تهديد الصواريخ – 100 ألف صاروخ وأكثر – هل تذكرون؟ الجيش الاسرائيلي مُعد لكبح أي تهديد على مستوى العمل الكثيف والمسؤولية عن التشغيل ملقاة على المستوى السياسي. المستوى السياسي الآن يركز على ايران: “80 في المئة من مشكلات اسرائيل مصدرها ايران”، قال نتنياهو. في البداية كان التهديد النووي، الذي تلاشى مع الاتفاق الذي لم يكن من المفروض أن يوقع، الآن يتم الحديث عن تدخل ايران في خط سوريا – حزب الله والتهديد الايراني باستمرار السيطرة على هضبة الجولان.
من اجل تأييد العمل العنيف للجيش الاسرائيلي في سوريا، اعادت ماكينة الدعاية الحكومية ايران الى مركز الخريطة. مثلا نشر التقارير حول المليشيا الشيعية في العراق التي تعمل بدعم من ايران، والتي اعتبرت أنها الوحدة الخاصة لتحرير هضبة الجولان من الاحتلال الاسرائيلي، هذا كلام فارغ، كم من المقاتلين في هذه الوحدة التي تهدد سيطرة اسرائيل في الجولان؟ 14 شيعي مع لحى مخيفة وعيون متقدة، اضافة الى الطباخ والسائق؟.
سوريا بعد الاتفاق، غدا أو بعد سنة، لن تفتح الحرب أو تستخدم الارهاب من اجل هضبة الجولان، بل ستسير وفق تفاهم دولي وعربي وتأييد قرارات الامم المتحدة التي تقول إن هضبة الجولان ليست جزء من اسرائيل.
المرتزقة
المشاكل الحقيقية في الصراع الاسرائيلي على هضبة الجولان هي التنسيق الامريكي الروسي التركي حول مستقبل سوريا والمحادثات التي تتم بين الاطراف من اجل التوصل الى اتفاق تقاسم السيطرة. ومن هو الذي خارج اللعبة؟ اسرائيل نتنياهو. رحلات التنسيق الى بوتين لم تثمر عن اجابة حقيقية حول المطلب الاسرائيلي بهضبة الجولان. لا توجد لبوتين مصلحة في الموافقة على الحاق الضرر بحلفائه السوريين والايرانيين وحزب الله. والاشارة الاولى كانت توبيخ السفير في موسكو واطلاق الصاروخ السوري على مركز البلاد.
الاتصالات بين مكتب رئيس الحكومة وادارة ترامب والبنتاغون لا تثمر هي ايضا عن أي شيء. سياسة الولايات المتحدة تتمحور الآن حول رئيس يتصرف وكأنه تقليد أشقر لـ “باربي”. يغرد ويتحرك بين فضيحة واخرى. والصحيح هو أن القصف الاسرائيلي خدم ترامب في استعراض العضلات بالشجار الذي امتنع اوباما عن الدخول اليه. الصحيح هو أن القصف الاسرائيلي خدم مصالح السعودية التي تخسر عصابتها في الحرب امام ايران وسوريا وحزب الله. ولكن منذ متى تحول الجيش الاسرائيلي الى جيش مرتزقة للولايات المتحدة والسعودية؟ هناك حاجة الى استمرار الصراع من اجل السيطرة على هضبة الجولان حينما تنزف سوريا، لكن هناك طرق أقل عنفا وأكثر نجاعة، مثلا التوصل الى اتفاق خطوط حمراء مع بشار الاسد، مثل التفاهم بين رابين وحافظ الاسد. المشكلة هي: من يضع الاهداف القومية هو المستوى السياسي. في اللحظة التي يكون فيها المستوى السياسي هو بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان، اضافة الى التهديد العسكري الحقيقي أو الوهمي، توجد لهما حسابات اخرى. نتنياهو الآن هو جثة سياسية محروقة، والجثة السياسية المحروقة هي أخطر من الاسد المصاب. كيف سنعرف توجهه: انتخابات بسبب تعيين غيئولا ايفن كمقدمة لنشرة الاخبار، أم جولة من الحرب تضعنا بالضبط في المكان الذي خرجنا منه، اضافة الى القتلى والاضرار.
في الوضع الطبيعي، نتنياهو ليس حصان المعارك الذي يشم الدم ويتقدم. في هذه الاثناء، حيث وضع في الزاوية وينتظره وزير دفاع يعارض الانتخابات الآن ويفضل الرهان على اللعب بالنار. يقولون إن ليبرمان هو البالغ والمسؤول في الحكومة. وقبل الانتخابات يجب أن يقدم لجمهوره، لو مرة واحدة، اثبات على أنه مستعد وقادر على قتل الكثير من العرب. كيف سنعتمد على من يميل الى القيام بخطوات هي بمثابة النموذج لرئيسه. أو بكلمات اخرى: هل نتنياهو وليبرمان قادرين على تصعيد الهجمات ضد الاهداف السورية؟ حتى لو كان الجواب أن هذا ممكن، يجب أن نفحص الجبهة الداخلية وعدد أكياس الجثث.
قد يكون باراك على حق عندما انتقد اطلاق صاروخ حيتس. ولكن من الناحية المبدئية، على الجيش الاسرائيلي مواجهة قدرة ايران وسوريا وحزب الله. المشكلة هي النوايا. ليست نواياهم، بل نوايا حكومة اسرائيل. لا توجد مشكلة في حرق دمشق وبيروت غدا، لكن توجد مشكلة في الانتصار على حكومة القدس الآن.
هآرتس / الهدوء الامريكي يؤدي بسوريا الى نقطة الغليان
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 24/3/2017
وزير الخارجية الروسية سرغيه لافروف نجح في هذا الاسبوع في استفزاز اردوغان. وهذه ليست المرة الاولى. “يجب أن يشارك الاكراد في المفاوضات السياسية كي تعبر النقاشات عن جميع التيارات”، قال وزير الخارجية الروسي عشية عقد مؤتمر المفاوضات أمس في جنيف من اجل التوصل الى حل في سوريا. في كل مرة يذكر فيها مسؤول روسي أو امريكي الاكراد في سوريا على أنهم طرف شرعي يستحق التمثيل، يهتز الكرسي في أنقرة. مثلما تقوم الولايات المتحدة وروسيا بتحريك الأنف عندما تطالب تركيا بالمشاركة في احتلال الرقة المعقل الاكبر والاهم بالنسبة لداعش.
الاستراتيجية التركية شفافة الى درجة كبيرة. وهي تسعى الى تقسيم الجبهة الشمالية في سوريا جغرافيا لمنع أي تواصل جغرافي للاكراد. واذا انضمت الى احتلال الرقة عن طريق الخط الذي يربط بين مدينة تل ابياد القريبة منها، تستطيع دق اسفين بين القوات الكردية، وبهذا تمنع التواصل. ولكن الولايات المتحدة وروسيا تعتبران أن القوات الكردية هي عامل حيوي في الحرب ضد داعش، وهما تخشيان من أنه اذا سمح لتركيا بتحقيق استراتيجيتها، فيحتمل أن يترك الاكراد المعركة ضد داعش ويركزون على القتال ضد القوات التركية وشركائها من مليشيات المتمردين.
في هذه المليشيات يوجد ايضا تنظيم احرار الشام، وهو جسم اسلامي راديكالي جزء منه يؤيد ايديولوجيا القاعدة وانضم الى جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا، التابعة للقاعدة. ولكن في مقابل الاستراتيجية التركية لا توجد للولايات المتحدة استراتيجية بديلة، باستثناء تصريحاتها العامة بأن “القضاء على داعش هو الأولوية الاولى للادارة”، كما قال الرئيس ترامب. وأن الولايات المتحدة تؤيد فكرة اقامة اماكن محمية أو مناطق فاصلة، من اجل وضع اللاجئين السوريين فيها. أين ستقام هذه المناطق؟ وأي قوات ستشارك في الدفاع عنها؟ وماذا ستكون الخطوة التالية بعد اقامتها؟ الادارة الامريكية لا تقدم أي اجابات على كل هذه الاسئلة. اضافة الى ذلك، فكرة المناطق المحمية غير مقبولة على معظم اعضاء التحالف الدولي الذي يخشى من التدخل العميق في سوريا. والخوف هو أنه بدون هدف واضح حول كيفية انهاء الحرب، فان هذه المناطق قد تجتذب قوات اجنبية اخرى لفترة زمنية غير معروفة.
تركيا، التي ضغطت في السنوات الاخيرة من اجل اقامة مناطق آمنة في سوريا، تتحفظ من الفكرة الامريكية الضبابية، في الاصل سعت الخطة التركية لاقامة مناطق تبرر وضع قوات تركية ودولية تمنع الاكراد في سوريا من السيطرة على الحدود بين تركيا وسوريا. ولكن على ضوء التأييد الروسي والامريكي للاكراد، تخشى تركيا وبحق، أن تكون قوات مشتركة سورية وكردية مسؤولة عن أمن هذه المناطق. وهكذا يحصل الاكراد على الشرعية الدولية. ومن خلال المساعدة والسلاح المتقدم يمكنهم في المستقبل اقامة كيان كردي مستقل، أو على الاقل كبح التقدم التركي.
في ظل غياب استراتيجية امريكية، تكتفي ادارة ترامب بارسال عدة مئات من المقاتلين ومرشدين امريكيين الى منطقة الرقة كي ينضموا الى القوات المشتركة من الاكراد والسوريين، التي تعمل معا تحت مظلة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”. ولكن لا يمكن اعتبار نزول هذه القوات هذا الاسبوع تغيير دراماتيكي في سياسة الولايات المتحدة، التي ما زالت ترفض التدخل البري الواسع في سوريا. عمليا، لم يقدم ترامب حتى الآن سياسة تختلف عن تلك التي انتهجها اوباما رغم أنه اعتبرها استراتيجية “سيئة وضعيفة”.
على المستوى السياسي ايضا لم يقدم ترامب افكار جديدة، منذ أعلن أن الولايات المتحدة لا يجب أن تتدخل في اسقاط انظمة في العالم، وقصد بذلك الاسد، لم يقدم البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية أي خريطة طريق توضح مثلا ماذا ستكون مكانة الاسد في الحكومة الانتقالية، وما هو النظام المطلوب، وهل ستشارك الولايات المتحدة في عملية اعمار سوريا، وكيف تنظر الى زيادة تأثير روسيا في الشرق الاوسط بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص. صحيح أن ترامب يتحدث عن ايران كتهديد أكبر ولا يكف عن التهديد في فرض عقوبات أو “مراجعة” الاتفاق النووي، ولكن في نفس الوقت تمتنع الادارة عن القول اذا كانت الادارة الامريكية ستتدخل من اجل كبح تأثير ايران في سوريا، وسؤال آخر هو هل يوجد تفاهم بينه وبين روسيا حول مكانة ايران، أم أن ترامب يترك موضوع ايران وحزب الله لاسرائيل، ويعتمد على التنسيق الوثيق بين اسرائيل وروسيا.
في ظل غياب التوافق على صيغة دولية تقدم الحل للحرب، فان مليشيات المتمردين عالقة ايضا في طريق مسدود. المساعدات الخارجية التي تحصل عليها في تناقص. وتتحول الاهداف الاستراتيجية الى اهداف تكتيكية تسعى الى فرض وجود عسكري معين، أو الحفاظ على الوضع الراهن حيث لا يستطيع النظام القول إنه قادر على حسم المعركة. وقد ولدت في هذا الاسبوع معركتان محليتان، الاولى في دمشق والثانية في حماة، على الخط بين حمص وحلب. صحيح أن المعارك في دمشق فاجأت الجيش السوري، ولكن خلال وقت قصير استطاع تنظيم صفوفه ونجح في استعادة جزء كبير من الاحياء التي سيطر عليها المتمردون.
قوة المتمردين الاساسية التي هاجمت دمشق تعتمد على مقاتلي جبهة فتح الشام وعدة تيارات تؤيدها. ويبدو أن النية كانت تأخير تقدم القوات السورية نحو احياء في الجزء الشرقي من دمشق، حيث تتركز قوات جبهة فتح الشام. لكن احتلال دمشق كلها؟ هذا الهدف بعيد عن قدرة هذه المليشيا. الجبهة الثانية في مدينة حماة، حيث قتل عشرات المدنيين في الهجمات المتبادلة بين قوات النظام وسلاح الجو الروسي وبين المتمردين. حماة هي مدينة رئيسة من اجل السيطرة على غرب سوريا. ومليشيات المتمردين التي معظمها من التيار الاسلامي الراديكالي تنوي السيطرة على المطار وعلى مشارف المدينة.
تحدث المتمردون في الايام الثلاثة الماضية عن انتصارات محلية أدت الى تراجع جزء من قوات النظام. ولكن مثلما أكدت التجربة في هذه المناطق، فمن المتوقع تدخل القوات الجوية السورية خلال وقت قصير من اجل القضاء على القوات المهاجمة. مثلما في دمشق وحماة، هذه الانتصارات التكتيكية لا يمكنها أن تحسم عسكريا، وحسب بعض التقديرات، مطلوب من المليشيات الاستمرار في القتال، من اجل تبرير المساعدة التي تحصل عليها من متبرعين افراد أو منظمات تعمل في الدول العربية، وبدون هذه المساعدات لا تستطيع البقاء. يبدو انه منذ هزيمة المتمردين في حلب واتفاق انسحابهم من حمص، فان جزء كبير من المليشيات يجد صعوبة في ايجاد اهداف جديدة تضمن الانتصارات، هذا الوضع قد يدفع المليشيات الى الليونة والاعتدال في المفاوضات السياسية، ولكن يجب اولا أن تتفاهم داخليا. خاصة وأن هناك اربع مجموعات منفصلة للمفاوضات، كل واحدة لها داعم يفرض عليها التصرف، مجموعة تؤيدها روسيا واخرى تؤيدها السعودية، والثالثة تأسست في القاهرة والرابعة قد تتكون من ممثلين اكراد.
يبدو أن اسرائيل التي تخاف من الترسخ الايراني في هضبة الجولان تبالغ في تقدير الاخطار، لأنه من اجل أن تستطيع ايران فعليا فرض قوتها في هضبة الجولان، ستحتاج الى التغلب على مليشيات المتمردين العاملة في جنوب سوريا، واقناع الدروز في منطقة السويداء على العمل الى جانبها والمخاطرة بمواجهة مع روسيا واسرائيل. لكن في الوقت الحالي تخدم التصريحات الاسرائيلية جهود اقناع ادارة ترامب ضد ايران، وايضا كي تعمل الولايات المتحدة في الاراضي السورية.
المصدر / حاخام معروف يحطم اعتقادات يهودية شائعة
المصدر – 24/3/2017
يهود كثيرون يؤمنون أن الجلوس في ركن طاولة المأدبة يجلب الحظ السيء، وأن الفاعل سيحرم من الزواج لمدة 7 سنوات. حقيقة أم خرافة؟
توجهت صحيفة يهودية إلى حاخام مقدسي معروف، ذي خبرة واسعة في عادات شعب إسرائيل وتقاليده، وهو الحاخام إليكيم دفوركس، بهدف الاستفسار والتّأكد من حقيقة أو عدم حقيقة بعض الاعتقادات الشائعة لدى اليهود. ومنها مثلا أن الجلوس في زاوية الطاولة وقت الأكل يجلب الحظ السيء لصاحبه وأنه لن يتزوج 7 سنوات. فماذا قال الحاخام؟
“لا يوجد أي أساس أو مصدر لهذا الاعتقاد الشعبي الذي انتشر على نحو واسع بين اليهود. إنه خرافة”، أجاب الحاخام عن الإيمان بأن الجلوس في زاوية الطاولة وقت المأدبة، يجلب الحظ السيء لصاحبه، وأنه لن يتزوج 7 سنوات.
الأكل من القدر مباشرة
ثمة اعتقاد سائد بين اليهود يقول إن الأكل مباشرة من طنجرة الأكل قد يعرض فاعله إلى الأمطار في يوم زواجه. وكان جواب الحاخام عن هذه الفكرة السائدة أنها “خرافة لا أساس لها. رغم أن الأكل في اعتقاده من الطنجرة تصرفا غير لائقٍ”.
قول شيء مشابه بنفس اللحظة
ثمة من يؤمن بين اليهود أنه في حال “قال شخصان نفس الجملة في نفس الوقت، دون تنسيق مسبق، فليترقبا عواقب وخيمة، وإن كان الشخصان فتاتين، فواحدة منهما قد تتزوج شابا أحمر الشعر. وجواب الحاخام هو أن “هذا الحديث هراء”.
شرب المياه خلال أكل السمك
واحدة من العادات الشائعة بين اليهود هي الإيمان بأن “شرب المياه خلال تناول السمك حرام”. لكن الحاخام يحطم هذه العادة قائلا إنها خرافة، فالأمر ليس محرما في التوراة أو الكتب المتفرعة منها. وأضاف أن انتشار هذه الشائعة ربما تعود لأسباب صحية، لكن ليس دينية.
اللقمة الأخيرة في الوجبة
يؤمن كثيرون من اليهود أن الطاقة الكبرى الكامنة في الطعام موجودة في اللقمة الأخيرة. ورأي الحاخام أن هذا الشي غير يكتب في كتب الدين، وهو ربما اختراع أمهات أردن أن ينهي أبنهن كل الطعام الموجود في الصحن.
هآرتس / وحين يهدد الوزير
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 24/3/2017
خط مباشر يمر بين شريط الفيديو الذي نشر أمس، والذي يظهر فيه شرطي من الوحدة الخاصة “يسم” يضرب بوحشية سائقين فلسطينيين في شرقي القدس ويهددهما بلغة فظة، وبين انفلات لسان الوزير المسؤول عن الشرطة، جلعاد أردان، ضد صحيفة “هآرتس”. فمع أن اردان سارع أمس الى شجب سلوك الشرطي، كما هو مطالب بان يفعل، الا أنه هو ايضا يعرف بان هذا ليس سلوكا شاذا – بل أبعد من ذلك – وان الشرطة تحت مسؤوليته اصبحت منذ زمن بعيد شرطة عنيفة وعديمة اللجام، ولا سيما تجاه السكان الضعفاء، كالعرب والاثيوبيين.
ان تهديدات الوزير على صحيفة “هآرتس” والتي نشرها امس على صفحته في الفيس بوك، قبل وقت قصير من شجبه الشرطي – الازعر، منمقة بالطبع أكثر بكثير من تهديدات الشرطي، ولكن ذات الرائحة الكريهة من الزعرنة تنم عنها. فقد ثار أردان ضد النقد الذي وجه له في المقال الافتتاحي الذي نشر هنا أول أمس (“شرطة الظلام لاردان”) وكتب يقول: “صحيفة “هآرتس” منقطعة عن الواقع في البلاد… هذا بالطبع لن يردعني، حتى لو واصلوا كتابة الاكاذيب عن شكل نشاطي. سأواصل العمل كي يدفع من يريدون انهاء اسرائيل كدولة يهودية الثمن على افعالهم. ومن يسد أنفه، تعرفون منذ الان ماذا يحصل له…”.
عن اسلوبه الهازيء قد يكون ممكنا العفو للوزير، ولكن لا يمكن بأي حال العفو عن مضمون أقواله. فالوزير، الذي يسمي صحيفة “هآرتس” “فيك نيوز” (انباء ملفقة)، بالهام من معلمه الروحي دونالد ترامب، يتبين ليس أكثر من فيك وزير. فهو يتهم “هآرتس” بالاكاذيب دون أن يأتي بمثال أو بذرة دليل على ذلك. ولكن اساس الخطورة تكمن في لغة التهديد التي يتخذها تجاه “هآرتس” وتجاه من لا يتفق مع طريقه. فجملة “من يسد انفه، انتم تعرفون ما سيحصل له…” هي لغة المافيا، لغة المجرمين من العالم السفلي. حتى لو لم يكن واضحا بما يكفي فان مثل هذا التهديد على لسان الوزير المسؤول عن انفاذ القانون وموجه لصحيفة ولمنتقديه الاخرين فهو ارتفاع في الدرجة في الطريق الوقح للمكارثي الاسرائيلي نحو القمة، او ربما يقال نحو الهوة.
وزير يهدد بهذا الشكل صحيفة ما ومنتقديه لا يمكنه أن يؤدي مهام منصبه في دولة ديمقراطية. ولا غرو أنه شطب العنصر الديمقراطي ووصف اسرائيل فقط كدولة يهودية.