اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 19– 3 – 2017
معاريف / عهد جديد
معاريف – بقلم ألون بن دافيد – 19/3/2017
أحداث ليلة الجمعة تبشر بعهد جديد في العلاقات بيننا وبين سوريا: ليس بسبب الرد السوري على الهجوم، بل بسبب القرارات التي اتخذت في طرفنا. في المرة التالية التي ترغب فيها اسرائيل في مهاجمة ارسالية سلاح في سوريا – فان الخطر من الرد السوري – وربما الروسي – ازداد.
كل شيء سار بشكل سليم في هجوم الجمعة: سواء الهدف – ارسالية سلاح متطور مخصص لحزب الله، أم الرد السوري – اطلاق صلية غير ناجعة ظاهرا من صواريخ مضادة للطائرات، لم تعرض الطائرات للخطر على الاطلاق. في الجيش الاسرائيلي يدعون بان احد الصواريخ، من طراز SA-5 شق طريقه جنوبا وهدد بالسقوط في الاراضي الاسرائيلية. وعليه فقد تقرر تفعيل الصافرة في الغور وبشكل استثنائي جدا ايضا اطلقت منظومة سلاح حيتس صاروخا في تفعيل يعتبر سابقة تقريبا.
هذا الحدث غريب لان الصواريخ المضادة للطائرات، حتى الكبيرة والثقيلة جدا مثل SA-5 ، لا تهدد بالضرب على الارض. في حالة أنها لم تضرب الطائرة، فانها مبرمجة لان تعلو وتدمر نفسها على مسافة عالية جدا منعا لضرر مصادف. كما أن منظمة حيتس تعرف كيف تشخص كل أنواع الصواريخ في المنطقة – حيث أن صورة وتفاصيل الطيران المميز لكل صاروخ تظهر على الشاشة. وهي لا يفترض بها أن تعترف صواريخ مضادة للطائرات.
في مساء كهذا من الهجوم في سوريا تكون كل منظومات الدفاع الاسرائيلية متحفزة، وفي موقع التحكم لسلاح الجو يوجد اصحاب القرار الاكبر. إذن واحد من اثنين: أما أن يكون مطلقو الصاروخ السوري اطلقوه عن قصد كي يسقط في اسرائيل، أو أن اصحاب القرار في إسرائيل اتخذوا وقاية امنية عالية على نحو خاص حين قرروا اعتراضه.
هذا الحدث الغريب أثار بالطبع جملة من نظريات المؤامرة، التي ادعت بان ما اعترض حقا هو صاروخ أرض – أرض وان الجيش الاسرائيلي يخفي هذه الحقيقة. لو كان الاسد اطلق مثل هذا الصاروخ نحو اسرائيل، فان هذا كان سيعد اعلانا للحرب. والجيش الاسرائيلي ما كان ليخاطر في اخفاء مثل هذا الحدث، إذ لا يمكن اخفاؤه. فمئات الاشخاص يشاركون في مثل هذا الحدث. ولا يوجد أي سبيل لابقائه في السر.
ليس واضحا بعد كيف سيرد الروس على هذه الاحداث. والبيان الذي اضطرت اسرائيل الى اصداره يحرج مرعيها الاسد. في اسرائيل يرون في هذه الهجوم خطوة ضرورية لمنع تعاظم قوة حزب الله. ولكن اسرائيل ملزمة بالافتراض بانه على كل قافلة تهاجم توجد قافلة تنجح في الانتقال الى لبنان وتجلب معها سلاحا متطورا.
معاريف / مسؤول إسرائيلي يقترح خطة بديلة: الدولة الفيدرالية
معاريف – 19/3/2017
كشفت صحيفة معاريف عن خطة بديلة لمشروع حل الدولتين، عرضها رجل الموساد السابق عمانوئيل شاحف، الذي وصل قبل بضعة أسابيع إلى واشنطن وقدم للإدارة الأمريكية خطته بديلة “خطة الفيدرالية”.
وبحسب الصحفي أوري سيغل، في مقال ترجمه أطلس، فإن الخطة تغيير النظام في إسرائيل ليصبح نظامًا فيدراليًا يشبه النظام في الولايات المتحدة وكندا وسويسرا و25 دولة أخرى. النظام يركز على السلطة المناطقية التي تنقسم الى كانتونات، وفيما بينها قدر كبير من الاستقلال في إدارة الشؤون الداخلية.
الخطة تطلب أيضًا تفكيك السلطة الفلسطينية بالاتفاق، وبداية سريان القانون الاسرائيلي على كل مناطق “يهودا والسامرة” وغور الأردن بالاتفاق، وإبقاء السكان اليهود في “يهودا والسامرة”. وفي إطار هذه الخطوة يحصل السكان الفلسطينيون في “يهودا والسامرة” – إذا رغبوا – على المواطنة الاسرائيلية الكاملة مثل “عرب إسرائيل”.
الفيدرالية الاسرائيلية لا تشمل قطاع غزة، من الناحية الديمغرافية فالغالبية الساحقة التي تبلغ ثلثي السكان تقريبًا ستكون من اليهود، والباقي من الفلسطينيين.
في إطار خطة الفيدرالية يتم تقسيم الدولة إلى 30 كانتون، وتكون الحكومة الاسرائيلية هي المسؤولة عن العلاقات الخارجية والأمن والادارة العامة للاقتصاد، وتكون للكانتونات سلطات مستقلة لإدارة التعليم والتخطيط والتشريع والإدارة المدنية للشؤون اليومية، وكل كانتون تكون له حكومة ومجلس تشريعي محلي خاص.
تجدر الإشارة إلى أن الدولة الفيدرالية ستستمر كونها دولة إسرائيل، الجيش سيكون الجيش الإسرائيلي، والبرلمان سيكون الكنيست الإسرائيلية، والعلم والنشيد الوطني سيكون علم ونشيد إسرائيل، وهي ستبقى مفتوحة أمام هجرة اليهود حسب قانون العودة. اليهود سيشكلون ثلثي السكان، وفي الكانتونات سيعيش اليهود والعرب معًا وستكون العبرية والعربية هما اللغتان الرسميتان.
الفكرة بشكل عام هي التقسيم الداخلي للكانتونات، سيكون 30 كانتونًا تقريبًا: 20 فيها أغلبية واضحة لليهود، و10 فيها أغلبية فلسطينية. الحكم الذاتي الوظيفي بدون تحريك أحد. آريه هيس، أحد رؤساء هذه الحركة، كتب ان هذا هو الوضع الراهن “أرض إسرائيل الفيدرالية هنا؛ دولة إسرائيل مع يهودا والسامرة وغور الأردن بدون قطاع غزة، يسيرون نحو الدولة الفيدرالية الواحدة. وحسب هذه النظرة ستكون اسرائيل الدولة الفيدرالية الـ 28 في العالم، مع الدول المتقدمة ومنها سويسرا والولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وكندا وغيرها”.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / رئيس الاركان : نعمل على إحباط أي محاولة لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله
الاذاعة العامة الاسرائيلية – 19/3/2017
اكد رئيس هيئة الاركان الجنرال غادي ايزنكوت ان جيش الدفاع يعمل لاحباط اي محاولة لنقل أسلحة متطورة الى حزب الله وسيواصل هذا النهج في المستقبل.
واوضح ان حزب الله يسعى جاهدا الى التزود بوسائل قتالية فتاكة وذات دقة عالية في اصابة الاهداف من اجل الحاق الاضرار بالجبهة الداخلية في اسرائيل.
واضاف الجنرال ايزنكوت ان التصريحات التي تُطلق موخرا من بيروت تشير الى ان عنوان الحرب المستقبلية ستكون دولة لبنان والمنظمات العاملة بموافقتها واذن منها.
وردت اقوال رئيس هيئة الاركان خلال مراسم التسليم والتسلم في قيادة المنطقة الشمالية بجيش الدفاع.
وعُين الميجر جينرال يوئيل ستريك قائدا جديدا للمنطقة الشمالية خلفا للميجر جنرال افيف كوخافي الذي من المتوقع تعيينه نائبا لرئيس هيئة الاركان.
هآرتس / ادارة ظهر الشتات الفلسطيني
هآرتس – بقلم ايلي فوده – 19/3/2017
في نهاية شهر شباط 2017 عقد في اسطنبول مؤتمر هو الأول من نوعه، قام بتجميع وفود مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء سياسيين واجتماعيين من جميع أنحاء الشتات الفلسطيني، لنهاية اسبوع من النقاش حول مستقبل الشعب الفلسطيني. ومن الملفت ملاحظة أن مؤتمر هام كهذا لم يجد أي اهتمام في وسائل الاعلام الاسرائيلية.
جمود العملية السلمية بين اسرائيل وقيادة م.ت.ف، واستمرار الانقسام بين فتح وحماس، واليأس العميق في اوساط الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة. الشعور السائد هو أننا نوجد في نهاية مرحلة، والجيل المؤسس للحركة القومية الفلسطينية – الجيل الذي خلق الهوية التي ترتكز على النضال في الشتات وحاول اقامة دولة في اراضي 1967 كجزء من حل وسط تاريخي – شارف على انهاء دوره بدون نجاح بارز. ويمكن القول إن الصراعات الداخلية التي تميز الوضع السياسي في السلطة الفلسطينية ستمتد الى اماكن اخرى يوجد فيها الفلسطينيون. على هذه الخلفية، مؤتمر اسطنبول يعتبر ادارة ظهر الشتات الفلسطيني للدور التاريخي لـ م.ت.ف ومراكز القوة السياسية في مناطق السلطة الفلسطينية، التي وجدت نتيجة اتفاقيات اوسلو.
رغم محاولة الامتناع عن اعطاء هوية سياسية مؤسساتية، إلا أن هناك من بين منظمي المؤتمر، الذي مول من تبرعات رجال اعمال ويحظى بالدعم اللوجستي من بلدية اسطنبول، شخصيات قديمة مثل منير شفيق وهو رجل فتح سابقا، وكان من رواد التيار الاسلامي في الحركة والذي انتخب أمينا عاما للمؤتمر. والمثقف سلمان أبو ستة الذي انتخب رئيسا للمؤتمر.
لقد اجتمع في القاعة 5 آلاف شخص معروفين بمعارضتهم لاتفاق اوسلو. هذا الرقم اللافت يؤكد على أن م.ت.ف لا تمثل اغلبية الشتات الفلسطيني. وكان الخط الناجع هو رفض حل الدولتين والمطالبة بحق العودة للاجئين 1948. وهذا الخط يناقض قرار 242 الذي تبنته م.ت.ف في العام 1988، ويناقض ايضا اتفاقيات اوسلو. وقد تحدث المشاركون عن الحاجة الى إحداث الاصلاح في م.ت.ف، وطلبوا اجراء انتخابات عامة لمؤسساتها من اجل تحويلها من جديد الى منظمة ناجعة تمثل ديمغرافيا وفكريا جميع الشعب الفلسطيني. ولم يكن غريبا أن م.ت.ف كانت هي أول من عارض هذا المؤتمر، وزعمت أنه لا توجد صلاحية لأحد بأن يسير في خط سياسي قومي بديل. وحماس في المقابل سارعت وباركت هذا المؤتمر وقراراته. فبالنسبة لها هذه فرصة لتعزيز مكانتها السياسية. حركة حماس تمثل الى درجة كبيرة روح المرحلة – اليأس والاقرار بالطريق المسدود الذي وصل اليه الفلسطينيون. وهي تسيطر بشكل مطلق على واقع الشبكات ووسائل الاعلام، الامر الذي يمكنها من نشر افكارها بسهولة رغم أنها لا تحظى بامكانيات ومصادر م.ت.ف الكثيرة. وبصفتها حركة تريد السلطة، هي تعرف أنه لا يمكنها البقاء مستعبدة من قبل ميثاق م.ت.ف من العام 1988. لهذا فهي تقوم بانتاج نقاش يشمل عناصر لاسامية الى جانب المطالبة الواضحة بالقضاء على اسرائيل وأسلمة المجتمع الفلسطيني.
إن صراع حماس ليس فقط في الساحة الفلسطينية، بل ايضا في الساحة الاقليمية، وهدفها هو التحول الى لاعب سياسي اقليمي. والطريق لتحقيق هذا الهدف يتم من خلال تقوية شرعيتها السياسية والسيطرة على النقاش الفلسطيني واجراء نقاش سياسي مع الدول العربية المعتدلة، اضافة الى بلورة استراتيجية حذرة في التعامل مع مصر، لمساعدتها على الحفاظ على سيطرتها في قطاع غزة. هذا ما يسعى اليه قادة الحركة، حيث تنضم حماس الى مؤسسات م.ت.ف ومن هناك يمكنها، مع مرور الوقت، قيادة الحركة القومية الفلسطينية.
تدرك قيادة فتح طموحات حماس، لكنها تنشغل الآن في معركة الوراثة للحقبة التي تلي أبو مازن. صحيح أن الجمود التاريخي في مؤسسات م.ت.ف مكّن فتح من قيادة الحركة القومية الفلسطينية منذ التوقيع على اتفاقيات اوسلو، لكن المطالبة باجراء الانتخابات في المجلس الوطني الفلسطيني من قبل مؤتمر الشتات المنعقد في اسطنبول، ونهوض الاسلام السياسي ورغبة حماس في أن تصبح لاعبا سياسيا، كل ذلك يضع تحديا كبيرا أمام فتح وم.ت.ف.
إن مؤتمر الشتات الفلسطيني يشكل اشارة تحذير هامة في تاريخ الحركة الفلسطينية. فالشتات ليس فقط يدير ظهره للمؤسسة القديمة، بل هو ايضا يعزز بشكل غير مباشر مطالب حماس الايديولوجية. واسرائيل من ناحيتها لا يمكنها النظر برضى الى هذه التطورات، وعليها أن تعرف أن غياب العمل والطريق المسدود، هما في صالح الجهات المتطرفة في الساحة الفلسطينية: اذا كانت السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن أو من سيخلفه لا يمكنها تقديم الفواتير للخط السياسي غير العنيف، فسيستبدلها المتطرفون في نهاية المطاف. واسرائيل لن تستطيع القول في المستقبل بأنها لم تعرف ولم تلاحظ، لذلك فان التقدم بمبادرة اسرائيلية، سواء كانت اقليمية أو محلية، هو الامر المطلوب في الوقت الحالي.
هآرتس / الشرق الاوسط الجديد لبوتين
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 19/3/2017
لقد مرت الذكرى السنوية للحرب الاهلية السورية بسلسلة اعتيادية لاعمال القتل والقصف المتبادل. وكانت الذروة في الهجوم المنسق للعمليات الانتحارية في العاصمة دمشق. ولكن عشرات القتلى في المنطقة التي يسيطر عليها النظام لا يغيرون كما يبدو ما تقرر: هذه السنة كانت السنة التي نجا فيها الديكتاتور بشار الاسد من الهزيمة. تدخل روسيا الذي بدأ في ايلول 2015 من خلال ارسال عشرات الطائرات الحربية الى سوريا، غير توجه الحرب. في نهاية العام 2016 سجل النظام الانتصار الاكبر وهو اخضاع المتمردين في مدينة حلب. وعلى الرغم من أن الحرب في باقي ارجاء الدولة مستمرة، بقوة متغيرة، يبدو أن نظام الاسد غير معرض الآن لامكانية الانهيار الفوري.
إن سوريا هي ملعب الالعاب الاكبر، حيث تتنافس فيه القوى العظمى والدول المحاذية لها، والطوائف والقبائل، في الوقت الذي يقتل فيه مئات آلاف المدنيين ويتحول الملايين الى لاجئين في بلادهم أو خارجها. تأثير الحرب تجاوز سوريا بشكل كبير. موجة اللاجئين من الشرق الاوسط، اضافة الى العمليات الارهابية الصعبة، غيرت الواقع الداخلي في اوروبا وأثرت بطريقة غير مباشرة على الاجواء التي ادت الى النتائج المفاجئة للانتخابات في الولايات المتحدة.
نجاح الخط الشيعي الذي قادته ايران من اجل دعم وتأييد الاسد، اعتمد في نهاية المطاف على القوة الجوية التي استخدمتها روسيا. طهران وموسكو ربحتا من ذلك. وعادت روسيا وفرضت واقع دولي ثنائي القطبية، خلافا للادعاءات التي قدمتها الدول العربية تجاه الولايات المتحدة اثناء فترة اوباما، أثبتت روسيا انها لا تترك من تدعمهم. ووضعت نفسها على رأس العملية السياسية التي تسعى الى تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا. وقد اوجدت روافع جديدة تؤثر وتلقي بظلالها على الساحة الاساسية التي تتصارع فيها مع واشنطن – اوروبا الشرقية – واستخدمت سوريا كحقل تجارب لتسويق السلاح المتقدم الذي لديها.
لقد تم الحديث في هذا الاسبوع عن ارسال طواقم كوماندو روسية الى غرب مصر، لمساعدة الجنرال خليفة حفتر الذي يحارب من اجل السيطرة على ليبيا. ونفي الجهات ذات الصلة غير مقنع. موسكو تقوم بارسال ذراع عسكري طويل الى اماكن من شأنها أن تخدم مصالحها، وفي حالة ليبيا يبدو أن هناك ثلاثة اسباب لذلك وهي الرغبة في وضع موطيء قدم في مسار توفير النفط الليبي لاوروبا، وتوقع أن يسمح حفتر للاسطول الروسي في استخدام الموانيء الليبية، وتصفية الحساب مع الناتو، الذي حسب قناعة روسيا خدعها في موضوع القصف الذي أدى الى اسقاط نظام القذافي في العام 2001.
من المتوقع أن تربح ايران ايضا من الهجمة المتواصلة التي تقودها الولايات المتحدة لاحتلال مدينة الموصل في شمال العراق من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. إن طرد مقاتلي داعش من المدينة سيسمح بايجاد تواصل بري للتأثير الايراني الشيعي من طهران ومرورا بالموصل وانتهاء بدمشق والبقاع اللبناني وبيروت. يبدو ان الخطوات التي تم الحديث عنها في الاسابيع الاخيرة – محاولة اقامة ميناء ايراني في طرطوس واللاذقية وبناء مصانع لانتاج الصواريخ لحزب الله في لبنان – تتداخل مع الخطة الكبرى: ليس فقط تواصل بري، بل ايضا تعزيز هلال التأثير الشيعي من الشاطيء الشرقي للبحر المتوسط في الشمال وحتى اليمن في الجنوب. الاستخبارات الاسرائيلية التي اكدت طوال سنوات على التهديد الايراني النووي انتقلت الى الحديث عن ايران في المنطقة كمصدر للقلق.
اسرائيل تتحدث عن هذه الاخطار. نتنياهو كشف عن خطة الميناء الايراني في زيارته لدى الرئيس الروسي بوتين في الاسبوع الماضي. الايرانيون يناقشون الاسد حول استئجار منطقة لخمسين سنة. النبأ حول مصانع السلاح الايرانية في لبنان، التي انتقلت مؤخرا الى أيدي حزب الله، كما جاء في الصحيفة الكويتية.
هاتان الخطوتان مقلقتان، وهما تواجد ايران على شواطيء البحر المتوسط ونقل انتاج الصواريخ الى لبنان، الامر الذي سيقلص اعتماد حزب الله على قوافل تهريب السلاح التي يتم قصفها احيانا من جهة غير معروفة من السماء السورية. ان ما تحتاجه اسرائيل هو سياسة متبلورة مع اولويات واضحة لكبح خطوات ايران التالية.
ليبرمان ضد بينيت
الصدام العلني بين وزير الدفاع ليبرمان والحاخام يغئال لفنشتاين، احد رؤساء المعهد التمهيدي للتجنيد في مستوطنة عاليه، هو ليس ما يظهر من الوهلة الاولى. ليبرمان ارسل اول امس رسالة الى لفنشتاين وطلب منه الاستقالة في اعقاب تصريحاته ضد خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي، وهدد بالغاء المعهد اذا لم تتم الاستجابة لطلبه.
الموقف الذي اتخذه ليبرمان مثل الخروج السريع لوزير التعليم نفتالي بينيت من اجل الدفاع عن المعهد يتعلقان بالاعتبارات السياسية. عندما يكون الائتلاف ضعيفا، والوزراء يعتقدون أنه سيتم تبكير موعد الانتخابات الى السنة القادمة، فان ليبرمان يذهب نحو الوسط العلماني، ويدافع بينيت عن احد الرموز المقدسة للمعسكر الديني.
الهجوم الاخير للفنشتاين عكس خيبة الامل من محدودية التأثير على سياسة هيئة الاركان العامة في الجيش، وفي نفس الوقت ظاهرة تجنيد الفتيات المتدينات رغم معارضة الحاخامات. هذه معركة كبح، ويبدو انها ستفشل. حيث تستمر الفتيات المتدينات في التجند.
نشر الحاخام تسفي تاو هذا الاسبوع كراسة هاجم فيها الجيش الاسرائيلي بشدة. تاو يزعم ان الدولة تحولت الى “زمرة عسكرية محاطة بما يشبه الديمقراطية”، واستنكر ما وصفه بـ “صمت الحاخامات” أمام سياسة هيئة الاركان. وكرر القول بأن الجيش يريد فرض الخدمة المشتركة للرجال والنساء في داخل طواقم المدرعات. وعاد وأكد على أن نائب رئيس الاركان الجنرال يئير غولان، وصف ورقة قائد كتيبة جفعاتي، عوفر فنتر، عشية عملية الجرف الصامد بأنها “اخطر من حماس وحزب الله”.
يديعوت / كعمق التحقيق
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 19/3/2017
هذا حصل لمارغريت تاتشر، لطوني بلير ولرؤساء وزراء آخرين: نقمة الولاية الرابعة (لدافيد بن غوريون هذا حصل مرتين، في جولتين منفصلتين). قبضة رئيس الوزراء على الحكم أكثر متانة من أي وقت مضى؛ خصومه في حزبه صرفهم؛ المعارضة خصاها؛ الحكومة شكلها حسب إرادته؛ جمهور الناخبين يتطلع اليه فقط: فهو لا يعرف رئيس وزراء آخر.
في أساطير الاولاد تظهر في هذه النقطة جملة: “وهو يعيش بسعادة وثراء حتى هذا اليوم”. ليس في السياسة. في السياسة تبدأ في هذه النقطة مسيرة التدمير الذاتي.
لنتنياهو أسباب كثيرة لان يكون راضيا. الوضع الاقتصادي في البلاد جيد في هذه اللحظة، ولا سيما بفضل اكتشافات الغاز وصناعة التكنولوجيا العليا. يوجد نمو ولا توجد بطالة. الازدهار الاقتصادي والهدوء الامني يؤثران ايجابا على المزاج في الشارع. نتنياهو يستقبل باحترام في معظم عواصم العالم. وهذا الصباح يسافر بزيارة اخرى الى بيجين، الثانية في هذه الولاية. في الاسبوع الماضي كان في موسكو وبعد عودته من الصين سيطر مرة اخرى الى واشنطن. صحيح أن الصينيين هم شريك اشكالي، الروس يرتبطون بأسوأ اعدائنا وإدارة ترامب أقل ودا مما اعتقد نتنياهو. تبددت الاحلام عن أزمة مع ايران؛ تبددت الاحلام، عن مستوطنة على كل تلة. ولكن التنقل المكوكي بين القوى العظمى الثلاثة هو انجاز بحد ذاته.
وفضلا عن ذلك: الليكود ليس فقط حزب السلطة: فهو النهر الذي في داخله تسعى لان تتدفق معظم القوى السياسية المنافسة. كحلون وحزبه، ليبرمان وحزبه، بينيت، يعلون، اورلي ليفي أبقسيس – كلهم ليكوديون باسماء اخرى. ايجابيا أم سلبا الحكومة الحالية هي اكثر تبلورا بين حكومات نتنياهو. لا توجد فيها ثغرات ايديولوجية – الاصوليون يحتفلون بالاموال وبالاعفاءات غير المسبوقة التي تلقوها، والآخرون يشاركون ذات منظومة القيم. وبين الحين والاخر يزيفون أزمة. مثل هذه الازمات تولد في الواتس آب وتموت في الواتس آب. كل ما تحتاجه هو تدخل رئيس وزراء.
الازمة الاكثر افتعالا هي الحرص الذي يبديه نتنياهو فجأة على مصير موظفي سلطة البث. فقد اديرت سلطة البث لسنوات كمؤسسة فاسدة، متضخمة وزائدة تحت جناحي نتنياهو. وقد أيد اغلاقها واقامة هيئة البث بدلا منها. وقد أجاز القانون في الحكومة وفي الكنيست. وبعد ذلك غير رأيه؛ وغير مرة اخرى؛ وغير مرة اخرى. كحلون وقف ضده ليس لان الهيئة عزيز على قلبه او على جيبه، ولكن لانه توجد حدود لاستعداده لان يكون خرقة بالية.
كل هذا لا يتعلق بجدول الاعمال الحقيقي للدولة. فتأثير سلطة البث صغير حتى صفر، ويتلخص في ساعتين من البث الصباحي في الراديو، وتأثير الهيئة لن يكون أكبر. والتفسير العقلاني الوحيد لخطوته يوجد في مكان آخر – في تحقيق الشرطة.
أفعال الفساد التي يحقق فيها مع نتنياهو ستنضج، على ما يبدو الى توصية من الشرطة لرفع لائحة اتهام. التحقيق لم ينتهِ بعد. المستشار القانوني للحكومة يطالب باستكمالات. والقرار في انتخابات جديدة سيجمد التحقيق وربما يذيبه. نتنياهو سيدعي بان التحقيق ليس سوى مؤامرة من اليسار. وسيجر مقترعي اليمين، حزبه، اعضاء ائتلافه والمجتمع الاسرائيلي الى جولة جديدة، بعد سنتين فقط من الانتخابات السابقة. اذا نجا سيدعي بأن التحقيق زائد: فالشعب نظفه من كل شبهة. وبعد ذلك سيقيم الائتلاف نفسه الذي يمله الان.
هل هذا قضاء وقدر؟ ليس بالضرورة. فاستقالة رئيس وزراء غير واجبة التوجه الى انتخابات جديدة. والنواب ليسوا ملزمين باتخاذ قرار بحل الكنيست. يمكنهم أن يتوجهوا الى رئيس الدولة للتشاور. ويمكن للرئيس أن يختار نائبا آخر ويكلفه بتشكيل الحكومة. يوجد ما يكفي من المرشحين، من الليكود ومن أحزاب اخرى. هذا ما هو جميل في الديمقراطية: حتى عندما يتصرف رئيس الوزراء كلاعب وحيد فانه ليس لاعبا وحيدا.
هآرتس / جائزة اسرائيل للاحتلال ومتعاونيه
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 19/3/2017
في القرار حول الفائزين بجائزة اسرائيل لهذا العام ممنوع التسامح: لاول مرة في تاريخ الدولة تقرر منح التقدير الاكبر والاسمى للاحتلال. لم يسبق للدولة أن فعلت ذلك، لا سيما بهذا الشكل الفظ، بدون أي خجل وتردد أو غموض.
الجائزة ستمنح للمحتل ومتعاونيه. الاول متعاون مباشر مع الاحتلال، عنصري وقومي متطرف. الثاني متعاون مع الجيش، وبطريقة غير مباشرة مع الاحتلال ايضا، مملوء بالنوايا الحسنة – كلاهما حاصلان على جائزة اسرائيل. هكذا تم تحطيم رقم قياسي آخر في التدهور الاخلاقي لاسرائيل. المشروع الذي بدأ سراً وبتردد وخجل، أصبح مسموح بالتدريج وتحول الى ابعاد وحشية، ويصل الآن الى ذروة اخرى وهو مزين بالجوائز.
في دولة سليمة كان من المفروض أن يكون مكان دافيد باري في المحكمة.تاريخ الجمعية التي أقامها “العاد” مليء بالخداع الاستيطاني. شركات وهمية ومتعاونون ووثائق مزورة والابتزاز تحت التهديد والرشوة والركض وراء المال، اضافة الى شركات الحراسة العنيفة والمليشيات التي تزرع الرعب والارهاب. هذا العفن يفوز الآن بالجائزة، وهدف باري غير الاخلاقي يبرر كل الوسائل. وتحت غطاء الآثار والحفاظ على جودة الطبيعة والسياحة، فان هدفه الشفاف والحقير هو التهويد. وبكلمات اخرى التطهير العرقي والترحيل في القدس. والجهاز القضائي صادق ودولة اسرائيل تعاونت، والآن هي تؤدي التحية.
لمن تؤدي التحية، أيتها الدولة؟ لمن قام بطرد آلاف السكان من منازلهم ونغص حياتهم، لمن حول قرية فلسطينية الى موقع سياحي يهودي؟ للأسف أن اعضاء لجنة الجائزة لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة قرية سلوان. الحاصل على الجائزة هو المسؤول عن وضع العصي في عيون السكان في هذا الحي الضعيف والمقموع، حيث أن أعلام اسرائيل والحراس المسلحين يقضون مضاجع السكان صبح مساء. وللأسف أن اعضاء اللجنة لم يتواجدوا اثناء تنفيذ عملية طرد السكان من بيوتهم الى الشارع، بأمر من باري وعصابته. وهذا لا يهم باري، لكن منح الجائزة لصاحب الترانسفير يعيد تعريف اسرائيل بأنها دولة نتفاخر الآن بجرائمها. لم يسبق أن كان أمر كهذا.
الشخص الآخر الحاصل على الجائزة مليء بالنوايا الحسنة، تسفي ليفي الذي هو من الكيبوتس وضابط رفيع المستوى في الاحتياط، الذي قرر أن يهب حياته لمساعدة الجنود الوحيدين والمحتاجين. وهذا الامر ليس سيئا، لكن لماذا اختار جنود الجيش الاسرائيلي من بين جميع محتاجي وضحايا الدولة؟ ولم يختر الفقراء أو المعاقين أو اللاجئين أو الشيوخ أو الاثيوبيين أو الفلسطينيين – لقد اختار الجنود بالذات. وبهذا يستمر ليفي في إرث غير فاخر لمشاريع المساعدة للجماعة المحتاجة أقل في المجتمع. الجيش الذي يغرق في بحر ميزانياته ليس من بين المحتاجين في اسرائيل. والجنود الذين يقوم البعض منهم بتنفيذ مهمات احتلالية شيطانية لا يستحقون ذلك. إن قرار منح الجائزة لليفي الذي يجلس على كرسي متحرك مع جهاز للتنفي الاصطناعي، مشكوك فيه أنه قرار صحيح.
هذا القرار ليس صدفيا ايضا: الدولة التي هي في هذه الحالة وفي حالات اخرى هي نفتالي بينيت، قررت منح الجائزة الاجتماعية الاكثر أهمية لمن يتعاون مع الاحتلال والجيش. هذا يقول شيئا ما عنها، وهذا يقول الكثير عن سلم اولوياتها. وهذا يقول كل شيء عن قيمها.
ومن الذي يؤدي التحية لذلك؟ المعارضة. يئير لبيد مفروغ منه: “أنتم البرهان على أن حب الدولة والوحدة هما الطريق”. وقد كرر ذلك مثلما يتحدث دائما. وكثير من مؤيديه علقوا هذه المقولة على الثلاجات.
في مسابقة التمسك والالتصاق انتصر اسحق هرتسوغ بالضربة القاضية. فقد نعت باري بـ “باحث ومكتشف أسرار القدس” بعد مباركته “تسفيكا ودافيداليه على المشاريع الكبيرة من اجل الشعب والدولة”. صانع الترانسفير هو “مكتشف أسرار القدس” وهرتسوغ هو “مكتشف أسرار اسرائيل”: كلها جمعية العاد.
يديعوت / رياح مواجهة
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 19/3/2017
الاحداث العسكرية الاخيرة، سواء في الجبهة السورية أم في الجبهة حيال غزة – وان لم تكن أي صلة بينهما – تشير الى مسيرة تقصير المدى نحو مواجهة مسلحة. الهدوء النسبي على طول الحدود في السنوات الاخيرة، والذي اصبح رمزا للاستقرار الامني وقدرة الردع الاسرائيلية، آخذ في التناقص.
ان المنطق الذي قبع حتى الان في أساس النشاط العسكري الاسرائيلي على طول الحدود، كان يقول انه يجب عمل كل شيء من أجل ابعاد المواجهة العسكرية. وهكذا تبلورت المعادلة التي في أحد طرفيها عملت اسرائيل في نهاية الاسبوع لمنع انتقال سلاح بعيد المدى ودقيق من سوريا الى حزب الله وضربت بنى تحتية وقدرات لحماس في القطاع. وفي الطرف الثاني من هذه المعادلة عملت اسرائيل كي لا يحشر العدو في زاوية تلزمه بالرد بشكل يؤدي الى مواجهة شاملة. غير أنه في الاسابيع الاخيرة تضع إسرائيل نفسها هذه المعادلة في اختبار متطرف. يبدو وكأن احدا ما عندنا لن يأسف حقا اذا ما عاد جدول الاعمال الامني ليحتل العناوين الرئيسة في الصحف.
من أحداث نهاية الاسبوع في الشمال يمكن أن نفهم بان اسرائيل تهاجم في سوريا ليس فقط كي تمنع قوافل السلاح الايراني الى حزب الله. فاسرائيل تستعرض حضورا في سوريا وذلك ايضا كي توضح للروس اساسا: لن تكون أي تسوية في سوريا بدونها.
وحسب بيان الجيش السوري، فقد هاجم سلاح الجو مطار تي4، بين حمص وتدمير، المنطقة الحساسة بشكل خاص من ناحية الروس، إذ مؤخرا انتهى في هذه الجبهة هجوم ناجح من الجيش السوري بمساعدة روسية مكثفة. ورفع الهجوم الجوي واعتراض الصاروخ السوري الذي اطلق ردا على ذلك، رفع مستوى المراهنة التي تأخذها اسرائيل على طاولة القمار السورية. نحن نقترب خطوة اخرى نحو تدهور عسكري في الجبهة السورية. فقد صعد الطرفان الى شجرة عالية وهما يتمترسان في مواقفهما.
اسرائيل لا يمكنها أن تنزل اليوم عن الشجرة، إذ حسب رأيها كل إبداء للضعف سيدحر مصالحها الى الهوامش، وستحصل على الايرانيين في هضبة الجولان ومصاف ايراني في ميناء اللاذقية. ومثل هذا المصاف سيجعل توريد السلاح الى حزب الله من تسريب الى طوفان.
اذا لم ينزل السوريون عن الشجرة وواصلوا تهديد حرية العمل الاسرائيلية ضد قوافل السلاح لحزب الله، فان الصدام مع الجيش السوري – ليس فقط في الجولان بل وايضا في عمق سوريا – يكون محتما.
لا غرو ان الرئيس يبثون هدوءً عصبيا. فلاحداث من هذا النوع قد تكون آثار بعيدة المدى على التسوية التي يحاولون بلورتها في سوريا. والسفير الاسرائيلي في موسكو لا يستدعى على عجل، عشية دخول السبت، الا اذا كان هذا يتعلق بقلق وغضب استثنائيين في الجانب الروسي. ومن غير المستبعد أن يكون الروس يشعرون بان هناك فجوة بين ما سمعوه من نتنياهو في لقاءاته مع بوتين وبين السلوك الاسرائيلي على الارض. وهذا ليس سوء فهم عملياتي آخر يبحث في اللجان المشتركة بين الجيشين، الاسرائيلي والروسي، او بين وزارتي الدفاع. هذه أزمة سياسية.
في الجيش يفحصون اليوم بأثر رجعي اطلاق صاروخ حيتس الذي اعترض الصاروخ السوري المضاد للطائرات. هذه عملية لم تستغرق أكثر من ثوان معدودة: من اللحظة التي يشخص فيها غرض باليستي يطير باتجاه اسرائيل وحتى اطلاق صاروخ الاعتراض. أحد المقاييس المركزية في اتخاذ القرار هو ألا يعرض اطلاق الحيتس للخطر طائرات سلاح الجو في ساحة الاعتراض. ما يعزز الفرضية بان الصاروخ السوري اطلق نحو هدف ما – ولكن هذه لم تكن الطائرات القتالية لسلاح الجو. فهي لم تعد تكن هناك.
كقاعدة، اطلاق صاروخ سوري مضاد للطائرات من طراز اس200 المحسن الذي باعه الروس للسوريين مؤخرا، هو أمر غريب. فصاروخ أس200 هو صاروخ ثقيل، ثابت لمدى 300 كيلو متر، لا يستهدف اعتراض طائرات قتالية مناورة. نشر خبراء عسكريون روس مؤخرا أن اسرائيل تستخدم منظومات قتالية الكترونية “تعمي” تماما البطاريات السورية وتشوش منظومات الاتصالات فيها.
مما هو معروف، فان الروس أنفسهم لم ينقلوا للسوريين أي معلومة عن الهجوم الاسرائيلي. هكذا بحيث أنه ليس واضحا الى أي هدف أطلق السوريون صاروخ الاعتراض. في سلاح الجو يفحصون الان ما الذي اسقطه صاروخ حيتس في واقع الامر. من غير المستبعد أن يكون الحديث يدور عن حطام كبير لـ أس200 الذي تفجر في الجو بعد أن اخطأ هدفه. كما ليس واضحا من في سوريا اصدر الامر. من غير المستبعد أن يكون قرار اطلاق الصاروخ لم يتخذ في مكتب الرئاسة. ويحتمل أن تكون القيادة العسكرية السورية تبنت اطلاق الصاروخ بأثر رجعي.
لم يكن للجيش الاسرائيلي اخطار مسبق عن اطلاق الصاروخ السوري نحو اسرائيل. فعلى مدى سنوات طويلة تنتظر الطواقم التي تستخدم حيتس 2 الاختبار في الزمن الحقيقي – وقد نجحوا فيه. فالحديث دور هنا ايضا عن انجاز تكنولوجي كبير للصناعات الاسرائيلية. فقد اعترض حيتس 2 جسم باليستي في مدى اكثر من 100 متر خارج حدود اسرائيل. وتوجد هنا رسالة واضحة للايرانيين لليوم الذي يقررون فيه اطلاق صواريخ شهاب لاسرائيل.
في غزة يسجل ارتفاع كبير في عدد الصواريخ التي تطلقها المنظمات السلفية نحو اسرائيل. وهذه حقيقة تستغلها اسرائيل كي توسع نشاطها الجوي ضد بنى تحتية عسكرية حرجة في القطاع. غير أن هذا التراشق يلتقي اليوم في غزة تغييرات هامة في القيادة. فيحيى السنوار الذي سيترأس ابتداء من نيسان قيادة حماس في غزة، هو تلميذ عبدالله عزام، المعلم الروحي للقاعدة. صحيح، يتنازل هو عن تشريفات السجن والتنظيم السري، ويرتدي بدلة ويقوم بزيارات سياسية في المؤسسات المدنية في القطاع، ولكنه غير ملزم بمظاهر الاعتدال السياسي المزعومة التي تبثها قيادة حماس في دول الخليج.
في اسرائيل يقدرون بان عدم رد تنظيم حماس على الهجمات الجوية لا ينبع من اعتدال سياسي بل من الاعتبار البسيط بان حماس لم تستكمل بعد استعداداتها لجولة عسكرية اخرى. ما لا يضمن بان ضغطا اسرائيليا، يعرض القيادة في غزة في ضوء هازىء او يلحق اصابات، لن يجر حماس الى جولة مسلحة مع الوسائل القتالية التي نجحت في جمعها حتى الان.
هآرتس / الحرب ستكون في وقت قريب
هآرتس – بقلم روغل الفر – 19/3/2017
يؤمن المستوطنون واسرائيليون كثيرون أن الله يقف الى جانب اسرائيل. الاحتلال الذي عمره خمسين سنة له دافع ديني مسيحاني واضح. ولكن الفلسطينيين ايضا على قناعة بأن الله يؤيدهم. استطلاع “المركز الفلسطيني للسياسات والاستطلاعات” الذي اجري هذا الشهر في الضفة الغربية وقطاع غزة يظهر أن 94 في المئة من الفلسطينيين على قناعة بأن الله يقف الى جانب الشعب الفلسطيني. لذلك هم يؤمنون بأن الاحتلال سيزول في غضون عشر سنوات. على الرغم من أن الاغلبية تعتقد أن الدول العربية واوروبا ضدهم.
في نهاية المطاف، ما هي الدول التي يصنعها الانسان مقارنة مع قوة الخالق اللانهائية؟ اذا كان الله الى جانبهم فمن يحتاج الى اوروبا والدول العربية. تتكون هنا معركة لافتة: إله اليهود ضد إله الفلسطينيين. في هذه الساحة الالهية لا أهمية للبشر. يا قراء “هآرتس” استعدوا للموت. الله ضد الله، وهذا يعني نهاية العالم. الحروب الدينية هي حروب ليست عقلانية. والطرفان على قناعة بأن الله الى جانب كل واحد منهما، لذلك فهما على قناعة بالانتصار ويذهبان حتى النهاية ويراهنان على كل شيء. عندما يكون هناك وعدا إلهيا وتوقعات مسيحانية فالامر ينتهي دائما بشكل سيء وذلك بسبب أن الله غير موجود والمخلّص لن يأتي.
الحرب القادمة، في المقابل، هي وعد يتحقق دائما. يمكن لمسها في الاجواء، ألا تشعرون؟ لقد حان الوقت. صيف 2006 “حرب لبنان الثانية”، كانون الثاني 2009 “الرصاص المصبوب”، تشرين الثاني 2012 “عمود السحاب”، تموز 2014 “الجرف الصامد”. مرة كل عامين أو ثلاثة تنشب هنا حرب. هذه هي رغبة الالهة. إله حماس السني. إله اليهود.
يحظر علينا أن ننسى أنه لحزب الله ايضا هناك إله شيعي. وهو أيضا يوجد الى جانبهم. وهم ايضا على قناعة بالانتصار الذي سيأتي بفضله. لذلك، إن شاء الله، الحرب ستكون قريبا. اذا كنتم لا تؤمنون بالله، فقد يبدو ذلك بالنسبة لكم هستيريا كاملة. لكن اغلبية الاسرائيليين في اسرائيل واغلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ومقاتلو حزب الله يؤمنون بالله. فهم يصلون له ويطرحون عليه أمنياتهم، وهو يستجيب لهم ويقدم لهم الوعود. اليهود على قناعة بأن المسلمين يتخيلون إلههم. والمسلمون على قناعة بأن اليهود يتخيلون إلههم. الى هذه الدرجة أصبح الوضع هستيريا. قوى ظلامية تسيطر على حياتنا. اسرائيل ليست دولة يستطيع الشخص العقلاني أن يترك فيها بصمته. صوته يذهب مع الرياح الدينية المخيفة فتغرقه.
الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يموتون. هم فقط ينتقلون الى العالم الآخر، الافضل – واحيانا يتأخر الأمر فيندمون على كل لحظة بكوا فيها هنا. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يتحملون المسؤولية عن أي شيء، هم رسل الله ومن ينفذون أوامره. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يترددون، ولا خيار أمامهم سوى تنفيذ فرائضه. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يخشون من الهزيمة في الحرب، لذلك هم لا يهتمون بأخطارها. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم على قناعة بأنهم هم الأفضل وأن العدو هو الاسوأ. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم هم مجانين. الاقلية الملحدة في اسرائيل محاطة بالمجانين من جميع الجهات، الذين يهددون حياتهم. هل يمكن منع الحرب القادمة؟ الجواب هو لا. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم يحاربون دائما وليس لهم خيار آخر.
اسرائيل اليوم / الولايات المتحدة عادت الى الشرق الاوسط
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 19/3/2017
لم تمر بعد 100 يوم على دخول ترامب الى البيت الابيض، إلا أن الشرق الاوسط بدأ يشعر بالفرق. عادت الولايات المتحدة للعب دور فاعل في المنطقة، والاهم من ذلك هو أن واشنطن عادت ووقفت على يمين اصدقائها وحلفائها الذين تركتهم في الثماني سنوات الماضية. أصبح من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة تعرف من هم الاخيار ومن هم الاشرار في المنطقة. وهي تنوي العمل من اجل اصدقائها وضد أعدائها.
السر المعلن هو أن الشرق الاوسط قد تنفس الصعداء وفرح لانتخاب ترامب، الذي هو “عدو الاسلام”. حلفاء الولايات المتحدة ضاقوا ذرعا بادارة اوباما، التي أدارت ظهرها لهم في أشد الظروف. ولم تتردد في انتقادهم الى درجة التشكيك بشرعية أنظمتهم.
إن انحياز ادارة اوباما الواضح للحركات الاسلامية مثل الاخوان المسلمين في مصر، وجريها وراء ايران ومصالحتها لمنعها من الاستمرار في المشروع النووي، أو خفض سعيها الى ضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط – كل ذلك انشأ هاوية يصعب جسرها بين واشنطن واصدقاءها القدامى. لقد توصل هؤلاء الى استنتاج أن الامريكيين فقدوا الفهم البسيط الذي كان لديهم حول مشكلات الشرق الاوسط، هذا اذا لم نقل إنهم فقدوا السيطرة على الواقع في المنطقة.
ترامب لا يشعر أنه ملتزم بسلم قيم ادارة اوباما، هذا السلم الذي قام بصلب اصدقائه وحلفائه عليه – رغم أن استخدام السلم توقف على ابواب سوريا، الدولة التي أهملتها الادارة الامريكية وتركتها تحت رحمة بشار الاسد واصدقاءه في طهران وموسكو.
لقد اعتقد الكثيرون أن ترامب لن يسارع للعمل في الشرق الاوسط، وهي المنطقة التي لا يعرفها، والتي لم يلتزم بالعمل الفوري فيها، حيث أن اوباما ترك مجالا ضيقا للعمل في المنطقة. لكن المفاجيء هو أن ترامب قرر بشكل مختلف، وتظهر في الاسابيع الاخيرة النشاطات الامريكية التي لم نشهد مثلها منذ زمن بعيد.
في الاسبوع الماضي زار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، البيت الابيض، ومقربوه سارعوا الى الاعلان بأن لقائه مع ترامب شكل انعطافة تاريخية في العلاقة بين الدولتين، ولأول مرة منذ سنوات أجمع الرئيسين على الخطر الذي تشكله ايران للمنطقة، والحاجة الى مواجهة سعيها لضعضعة استقرار الشرق الاوسط. هناك اصوات مشابهة تسمع ايضا من القاهرة وأنقرة.
لقد قام ترامب بارسال المزيد من الجنود الى روسيا لتعزيز السيطرة الامريكية في شرق الدولة. سواء في مواجهة داعش لتوجيه ضربات شديدة له، أو كوزن نقيض لتواجد روسيا وايران في سوريا. أما في الساحة الاسرائيلية فان ترامب يريد اجراء المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين دون شروط أبو مازن المسبقة.
الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني هو جزء من عملية شاملة للتعاون الاقليمي، الذي يطالب به الرئيس المصري السيسي منذ أشهر كثيرة، والذي سيُمكن من تحسين العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي، وايضا التفاهمات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
يمكن القول إن ترامب لا يعرف المنطقة بشكل عميق، لكنه يملك مجسات رجل الاعمال الذي يريد الانتصار. يمكن أن يثبت أنه مثل الرئيس الروسي بوتين، أنه يمكن التوصل الى تفاهمات بين اسرائيل والفلسطينيين حتى في ظل عدم اخفاء صداقتك مع اسرائيل. والامر الاهم – لا يجب أن يكون الاتفاق بناء على سلم العدل الاوروبي أو ادارة اوباما، ولا يجب أن يستجيب لبكاء الفلسطينيين، بل يجب أن يهتم بمصالح الطرفين.
الايام ستقول اذا كان ترامب سيتمكن من احداث التغيير في المنطقة التي تشخص أعينه اليها.
معاريف / يلعبون بالنار
معاريف – بقلم ران أدلست – 19/3/2017
هل نريد نحن الحرب؟ بالتأكيد لا. هل حكومة اسرائيل تريد الحرب؟ هي تقول لا. هل حدث الهجوم على الوسائل القتالية السورية في طريقها الى حزب الله يقرب الحرب؟ بالتأكيد. هل الحكومة تعرف بان الهجوم في سوريا يقرب الحرب؟ بالتأكيد. ما تبقى استيضاحه هو لماذا تهاجم اهداف حزب الله في سوريا، كيف يقرب الهجوم الحرب التالية وهل الحكومة تريد جولة حربية اخرى (الجواب اغلب الظن، نعم).
سطحيا، الوسائل القتالية – ولا سيما الصواريخ لحزب الله – هي تهديد على دولة اسرائيل وتدمير الصواريخ هو مصلحة اسرائيلية أمنية صرفة. شريطة بالطبع أن تكون لحزب الله مصلحة في مهاجمة إسرائيل وتدمير الصواريخ يضرب قوته أو دافعيته.
باستثناء الامكانية للانضمام الى النار التي ستشتعل من الضفة والقطاع، فان تسلح حزب الله بالصواريخ ينبع بقدر أكبر من الخوف من ان تهاجمه اسرائيل مما من ان يكون جزءً من خطة هجوم على اسرائيل (على ماذا؟ على مزارع شبعا؟). ليس لحزب الله و/او لسوريا أي نية لمهاجمة اسرائيل وفي واقع الامر ليس لهما قدرة أيضا. وهما كفيلان بان يطلقا خلية أو يزرعا عبوة ولكن الثمن الذي سيدفعه نصرالله، اذا ما سار نحو الامر الكبير، يفترض أن يردعه، وهذا بالضبط هو الوضع اليوم: ميزان الرعب الذي يحافظ على الهدوء.
من يخترق اليوم ميزان الرعب، هو الهجوم العميق من جانب حكومة اليمين. هكذا هي تكرر احد الاخطاء التي جرتنا الى حرب يوم الغفران، حين أقرت حكومة اليسار القصف العميق في مصر. ميزان الرعب يتضمن ايضا خوفنا من قدرة صواريخهم – 100 الف صاروخ، أتتذكرون؟ وليس صدفة أن قال نصرالله بعد جولة لبنان 2 في 2006 انه لو كان يفهم نتائج الحرب لامتنع عن التصعيد. وبشكل عام لا يوجد في المحيط شخص عاقل يعتقد أن ضرب قافلة أو مخزن سيوقف حملة مشتريات حزب الله.
ان الهجوم في يوم الجمعة يخدم بالاساس مصلحة سعودية وأمريكية في الصراع الذي يخسرونه ضد ايران والاسد. ونتنياهو يبيع الجيش الاسرائيلي كحراب للتأجير لترامب والسعوديين، ضد الايرانيين. وهو يعول على تحالف اقليمي يسمح له بمواصلة الاحتفاظ بالضفة وبالهضبة. هذه الاوهام يجب قتلها قبل أن تقتلنا.
يديعوت / ليبرمان : الانتخابات هي آخر ما يريده شعب إسرائيل
يديعوت – 19/3/2017
طالب وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس حزب “اسرائيل بيتنا” بعدم التوجه للانتخابات على خلفية أزمة هيئة البث، بعد ان هدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتوجه لانتخابات، ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ طالب وزير المالية موشيه كحلون بالانضمام إليه لإسقاط الحكومة.
وأكد ليبرمان على أن “الانتخابات هي الأمر الأخير الذي يريده شعب إسرائيل في الوقت الحالي. أنا أتمنى ان يتم التوصل لحل، فليس هناك سبب لحل الائتلاف الحالي”.
كما تطرق للتوتر بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات نحو طائرات F16 على سلاح الجو الإسرائيلي الجمعة الماضية، بعد قصف في سوريا، واعتراض أحد الصواريخ بواسطة صاروخ السهم.
وبيّن ليبرمان أنه “يجب أن نفهم بأن الجيش الإسرائيلي خارج السياق، لو كنا نعمل هناك فوراء ذلك سبب حقيقي”.
وحسب قوله “ليس لدينا أي مصلحة بالتدخل في الحرب الأهلية بسوريا، ليس لصالح أو ضد الأسد، ليس لدينا مصلحة بالاحتكاك مع الروس”.
وأوضح ليبرمان “مشكلتنا الأساسية هي نقل سلاح متطور من سوريا للبنان، وفي كل مرة سندرك محاولة تهريب سلاح سنعمل من أجل إحباطها. في هذا الأمر لن يكون هناك أي تهاون، في المرة القادمة، لو عمل نظام الدفاع الجوي السوري ضد طائراتنا، سندمرهم. لن نتردد، فأمن إسرائيل فوق كل شيء، لن يكون هناك تهاون أبدًا”.
هذا وعلق ليبرمان على الوضع في الساحة الجنوبية بالقول “مقابل كل إطلاق نار في الجنوب سنرد بقوة، نحن غير مستعدون لتقبل أي استفزاز”.
وشدد بالقول “لن نأخذ أموالًا من دافعي الضرائب الإسرائيلية من أجل استثمار في كهرباء ومياه لسكان القطاع، في الوقت الذي يستثمرون هم الأموال في الأنفاق”.
اسرائيل اليوم / علامات نادرة على نزاهة الامم المتحدة
اسرائيل اليوم – بقلم اريئيل بولشتاين – 19/3/2017
مؤسسة الامم المتحدة بلجانها ووكالاتها تشبه الاخطبوط الكبير. فهي مليئة بالمصالح المختلفة والمتناقضة احيانا. وفي احيان كثيرة تصطدم الأذرع الكثيرة غير المنسقة فيما بينها، كل ذراع يتحرك هنا وهناك ويثير المياه من حوله، لكن الجسم نفسه لا يذهب الى أي مكان. ولماذا لا يذهب الى أي مكان؟ منذ أن اصبحت الامم المتحدة توجد في موقع فاخر في مركز منهاتن، أصبح آلاف البيروقراطيين من دول العالم الثالث يحلمون في التواجد فيها مدة ولاية أو ولايتين.
الاخطبوط يقوم باصدار القرارات والتصريحات والمواقف والتقارير في مجالات كثيرة، التي في العادة لا تعني أحد. الاغلبية التلقائية التي توجد في داخل المؤسسة بعيدة عن القيم الديمقراطية. اضافة الى انتاج المزيد من الوظائف، الامر الذي حول هذه المؤسسة منذ زمن الى جسم لا حاجة اليه في العالم.
المجال الوحيد الذي تتفوق فيه الامم المتحدة هو الهجوم على اسرائيل. يصعب تحديد حجم الجهود والمصادر التي تم استثمارها على مدى السنين من اجل آلاف القرارات واللقاءات التي كان هدفها الوحيد هو التنديد باسرائيل واهانتها. ولو كان تم استثمار ذلك في مكان مناسب (الصراع ضد الجفاف في افريقيا، الدفاع عن النساء في الدول الاسلامية ومنع قطع الغابات في الامازون) لكانت حياة الملايين قد تحسنت. إلا أن تحسين وضع الانسانية أقل أهمية من الحاق الضرر باسرائيل.
يبدو أن رياح التغيير من الخارج قد تعمل على ايقاظ اللاسامية التي سيطرت على الامم المتحدة. عدد من الجهات اتحدت معا ولا تسمح بالاستمرار في الانحياز ضد اسرائيل بشكل هستيري. عمل اسرائيلي متواصل للكشف عن التمييز، تبادل المناصب في رئاسة المؤسسة وصعود ترامب – كل ذلك يفتح صفحة للتغيير في وجه بعض التشوهات التي اعتدنا عليها. مؤخرا قام الامين العام الجديد للامم المتحدة، انطونيو غوتريش بخطوة اولى من اجل وقف التمييز ضد اسرائيل. وذلك عندما تملص علنا مما سمي “تقرير الابرتهايد عن اسرائيل”. وهو التقرير الذي كان كله دعائيا ولاساميا ومن اسوأ التقارير التي جاءت الى العالم بعد الكارثة. وقد تمت كتابته في اللجنة الاقتصادية – الاجتماعية التابعة للامم المتحدة في غرب آسيا. وهو اسم لبعض الدول العربية. هذا لا يعني أن التقارير الاخرى كانت موضوعية. ولم تشمل أي تنديد بزعيم عربي. أو الاهتمام بمن تسميهم اللجنة “لاجئون فلسطينيون” في غزة وفي لبنان وفي الاردن وفي سوريا. ايضا الكشف عن الانباء المتعلقة بوكالة الغوث “الاونروا” التابعة للامم المتحدة، بدء بقضايا الفساد وحتى التحريض على الارهاب الجهادي واللاسامي، تغيب بشكل دائم عن ناظري اللجنة.
إن تلون وكذب أعداء اسرائيل لم تنجح في هذه المرة. الوثيقة التي اتهمت اسرائيل بالفصل العنصري تم تقديمها وكأنها موقفا رسميا للامم المتحدة دون المصادقة عليها في القنوات المقبولة. في لغة الشعب هذا يسمى تزوير. والامين العام الجديد طلب من اللجنة شطب الكلام الهذياني، مما اضطر رئيسة اللجنة ريما خلف الى تقديم استقالتها.
هذه ليست نهاية القصة. يوجد في عالمنا من سيهتم بكل ما هو لاسامي، ويقدم المساعدة لكل من يحارب الدولة الصهيونية، المقصود هنا هو أبو مازن الذي لم يفوت أي دقيقة. فقد قام بالاتصال مع ريما خلف المستقيلة وعبر عن تقديره الكبير لها، وقال إن السلطة الفلسطينية ستمنحها وسام البطولة الأسمى. أي أن الزرزور ذهب الى الغراب.
معاريف / تاريخ هيئة البث العام
معاريف – بقلم آساف غولان – 19/3/2017
صراع حاد يهز النظام السياسي حول هيئة البث العام، التي كان من المفترض أن تحل محل سلطة البث التاريخية، هناك من يقول عنها القديمة، كنموذج محسن لبث عام وحديث. لكن الهيئة، التي لم تبدأ بالبث بعد، تشكل الآن خطرًا حقيقًا على الائتلاف، وقد تجر لانتخابات، بعد عامين فقط من تشكيل الحكومة الـ 34. كيف تطورت الأمور لتصل لهذا الوضع الحالي؟ فيما يلي لمحة قصيرة عن تاريخ الهيئة.
إذن، ما هي الحاجة للهيئة؟
هدف هيئة البث الجديدة أن تحل محل سلطة البث، التي تزايدت الاعتراضات والحجج ضدها مع الوقت والتصور العام بأنها تدهورت لتصل لنواحٍ ليس لها صلة بالواقع.
أسباب التدهور هي قضية الخلاف، لكن المتهمين بذلك هم أولئك السياسيين الذين حاولوا السيطرة على محتوى البث، ونقابات عمال قوية (وربما قوية جدًا) لم يُسمح لها بالتقدم والمرونة، ورسوم التلفزيون التي جمعت منذ سنوات كثيرة وأثارت نفورًا كبيرًا في صفوف المواطنين.
إطلاق بث القنوات الخاصة، وبعد ذلك قنوات القمر الصناعي، أمر سلط الضوء على المشاكل. وجدت سلطة البث صعوبة في إجراء التعديلات المطلوبة، وبالتأكيد لم تنفذ إصلاحات شاملة قد تأخذ بها لعهد جديد وتحررها من القيود الكثيرة التي تسيطر عليها.
نتنياهو: الإصلاحات في البث العام ضرورية، النجاح مضمون
في يوليو 2013 وظف وزير الإعلام حينها جلعاد أردان شركة استشارية خارجية تدرس مستقبل سلطة البث. قبيل تعيينها، جمّد أردان ووزير المالية يائير لبيد ميزانية الإصلاحات في سلطة البث، على خلفية الاستعداد لإعادة بناء جهة عامة جديدة. أحد الداعمين المتحمسين للخطوة كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
حسب بيانات البحث، تم إقامة “لجنة لاندز”، في مارس 2014 تقرر ان يتم إلغاء هيئة التلفزيون بدءًا من 1 ابريل 2015، ومحل سلطة البث تقام جهة بث جديدة. في أعقاب ذلك، قررت الحكومة بقانون، وبأغلبية ساحقة، إغلاق سلطة البث وفتح الهيئة بدلًا منها.
نتنياهو، الذي دعم القانون، قال حينها “عمال البث الجيدون، وهناك الكثير غيرهم، سيواصلون العمل في السلطة الجديدة، وعمال السلطة الذين سيستقيلون سيحصلون على ظروف مناسبة وعادلة. هذه الاصلاحات ضرورية. نحن نريد بث عام أقوى وأفضل. يجب ان يكون مجديًا، ويجب ان يمر بتغيير نطالب به منذ سنوات طويلة. هو لا يخلو من المشاكل، بالتأكيد هو أيضًا سيمر بتغيرات كهذه وأخرى خلال التشريع، لكن الاتجاه واضح، والنتيجة حسب وجهة نظري مضمونة أيضًا”.
رئيس الحكومة أضاف “نحن أتينا لتنفيذ – أخيرًا – الإصلاحات، التي أساسها وقبل كل شيء أن يتوقف مواطنو إسرائيل عن دفع رسوم التلفاز بدءًا من العام القادم، وبذلك ستُلغى الضريبة التي تجمع أكثر من 300 شيقل في العام من كل عائلة”.
عمير بيرتس، وزير حماية البيئة حينذاك، عارض القانون، وادعى بأن الخطوة تعتبر مساسًا قاسيًا بالعمال، قائلًا “كل فشل المدراء يُلقى على العمال، عن طريق إلغاء الاتفاقيات التي وقعت معهم في السابق”.
عضو الكنيست زهافا غالؤون (ميرتس) قالت “نتنياهو الأساس في فساد سلطة البث، أردان ولبيد يوقعان على وثيقة إقالة لـ 2000 عامل. نهجهم لا يمثل التزامًا بسلطة البث، وإنما خطوة سياسية وشعبوية”.
في أعقاب قرار الحكومة، تمت إقامة لجنة حول الأمر في الكنيست برئاسة عضو الكنيست كارين الحرار. في يوليو 2014 تمت المصادقة على قانون البث العام الجديد، الذي كان أحد بنوده ينص على أن يصل ما لا يقل عن ربع عمال الهيئة من سلطة البث ومن التلفاز التربوي.
“إقامة الهيئة كانت خطئًا، لكن لم يفت الأوان لتصحيحه”
الإخفاق الأول كان تأجيل حل سلطة البث، الموعد – الذي تحدد لحلها كان 31 مارس 2015 – تأجل، وتقرر أن يتم حل سلطة البث حتى أكتوبر 2015، لكن في يوليو تم تأجيل الحل مرة أخرى، وفي مارس 2016 للمرة الثالثة.
في يوليو 2016 وافق نتنياهو ورئيس الهستدروت آفي نيسنكورن على العمل لتأجيل موعد حل سلطة البث وتشغيل الهيئة بدءًا من 2018. الموافقة أثارت معارضة، حيث ان الأمر سيضر بمئات العمال الذين يعملون بالهيئة فعليًا.
في موافقة اخرى، هذه المرة بين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون، تحدد العمل على تأجيل بث الهيئة حتى 30 ابريل 2017، ما لم يتم الإعلان عن أن الهيئة مستعدة لانطلاق البث في بداية يناير 2017. وبالفعل، رؤساء الهيئة طلبوا انطلاق البث في الموعد السابق، لكن نتنياهو وكحلون وافقا على ان الهيئة ستبدأ بالبث في 30 ابريل 2017.
رغم موافقته، المعارض الأكبر لإقامة الهيئة الآن هو نتنياهو
وفي محادثات مغلقة قال نتنياهو أن كل عملية إقامة هيئة البث، أعضاء المجلس الذين تم اختيارهم، المدراء والعمال، لم يروقوا له. في يونيو 2016 بدأت وزيرة الثقافة ميري ريغيف بالتصريح هي أيضًا ضد الهيئة.
ريغيف طلبت بأن تمثل إذاعات الراديو التابعة للهيئة “معايير الجمهور” وعدم إقامة “إذاعة صوت الجيش 2″، وشددت بالقول “لن أسمح بأن تمول أموال الجمهور مرة أخرى إذاعة لنخبة معينة، تمثل معسكرًا سياسيًا واحدًا”.
وفي نقاش حول أمر الهيئة، صرّحت ريغيف بملاحظتها المشهورة “ما قيمة الهيئة لو كنا لا نسيطر عليها؟ ماذا! ندفع الأموال وبعد ذلك هم يبثوا ما يحلو لهم؟ لم يتم انتخابنا لنكون عبيدًا للمسؤولين”.
هذا وأعلن رئيس الحكومة، مساء أمس، أنه تراجع عن التفاهمات التي توصل لها مع وزير المالية موشيه كحلون، وأنه معني بأن يتم إغلاق هيئة البث العام. حسب الاتفاق الذي توصل له رئيس الحكومة ووزير المالية، يوم الخميس، فإن الهيئة ستقام، وفي المقابل يدعم كحلون قانون الإعلام الجديد، الذي يوسع الاشراف الحكومي على الصحافة.
رئيس الائتلاف، عضو الكنيست ديفيد بيتان (الليكود) أشار إلى أن الائتلاف قد يتم حله، والانتخابات ستقام في حال رفض كحلون طلب نتنياهو الجديد.
القناة العاشرة / ساعة المواجهة القادمة مع غزة تدق واسرائيل والفصائل تريد تأجيلها
القناة العاشرة – 19/3/2017
قالت القناة العاشرة الاسرائيلية ان التحدي الاكبر الذي يواجه اسرائيل الان هو تاجيل المواجهة مع غزة وذلك في أعقاب الغارات الجوية “الإسرائيلية” التي استهدفت مواقعاً للفصائل في قطاع غزة رداً على سقوط صاروخ جنوبي عسقلان أمس السبت,
وقال المراسل العسكري للقناة ان اسرائيل ترغب في تأجيل المواجهة مع قطاع غزة لوقت اطول ولكن على ارض الواقع يمكن القول خلال الشهر ونصف الماضية تم إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة نحو “إسرائيل” و8 حوادث اطلاق نار نحو الآليات العسكرية “الإسرائيلية” قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة خلال الشهرين الماضيين .
وقال المراسل العسكري “هذا الوضع يضع “إسرائيل” ضمن توقيت متسارع تمهيداً لحرب اخرى مع غزة فالساعة تدق , ولكن مصادر عسكرية في الجيش “الاسرائيلي” تقول بأن فصائل غزة لا تريد مواجهة عسكرية مع “إسرائيل” هذا هو الإعتقاد لدى الجيش الإسرائيلي”.
وقالت القناة العاشرة ان المنظمات السلفية في غزة المنتمية لتنظيم داعش لديها جدولها الخاص بها وهي من تطلق صواريخ في محاولة منها لإقحام حماس والمقاومة الفلسطينية في مواجهة قادمة”.
معاريف / اسرائيل اعترضت صاروخا سوريا، واضطرت الى الاعتراف بالهجوم
معاريف – بقلم يوسي ميلمان
صرح مصدر عسكري رفيع المستوى لـ “معاريف الاسبوع” ان طواقم “حيتس” الذين أطلقوا في ليل الجمعة الصاروخ المعترض كانوا يعرفون بان هذا صاروخا روسيا مضادا للطائرات وليس صاروخ أرض – أرض، مثلما ادعى في نهاية الاسبوع نواب، محللون ومتصفحون في الشبكات الاجتماعية. وقال وزير الدفاع ورئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك انه كان من الخطأ اطلاق “حيتس”.
وشرح المصدر العسكري بان القرار اطلاق حيتس اتخذ في ثوان قليلة لان الصاروخ السوري شخص في رادار بطارية حيتس وهو يطير نحو الاراضي الاسرائيلية وكان من شـأن حطامه أن تلحق اصابات في الارواح واضرار في الممتلكات. “لم يكن ممكنا المخاطرة والقرار الذي اتخذ كان صحيحا”، اضاف المصدر العسكري، الذي شدد على ان هذا ما تبين من التحقيق.
وكانت اتخذت القرار قيادة متدنية نسبيا في مستوى قائد البطارية او القائد الذي يرأسه، والقيادة العليا للجيش بما فيها رئيس الاركان يساندون القرار. في اثناء الغارة الجوية لسلاح الجو في سوريا أطلقت اسرائيل صاروخ حيتس نحو صاروخ سوري واضطرت عقب ذلك الى الاعتراف بالغارة وكشف حقيقة الاطلاق العملياتي.
هذا واستدعت وزارة الخارجية الروسية أول أمس السفير الاسرائيلي الجديد في موسكو جاري كورن واحتجت أمامه على خرق السيادة السورية.
الحادثة هي الاخطر منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا قبل ست سنوات وتشير الى امكانية التفجر والتصعيد القائمة في الواقع المعقد في سوريا، مع استعداد متزايد من ايران وحزب الله، يتطلع الى الوصول الى منطقة الحدود مع اسرائيل برعاية جيش نظام الاسد وهكذا عمليا فتح جبهة اخرى في لبنان.
يمكن التقدير بانه وصلت الى الاستخبارات الاسرائيلية معلومات دقيقة عن هدف في سوريا يوجد فيه ما يعرف في الجيش الاسرائيلي بـ “وسائل قتالية استراتيجية”، حين يكون المقصود صواريخ دقيقة بعيدة المدى. واسنادا الى المعلومات هاجم سلاح الجو الهدف وأغلب الظن دمره. وبعد الهجوم، حين كانت الطائرات في طريقها الى الاراضي الاسرائيلية، أطلقت منظومات الدفاع الجوي السوري صواريخ مضادة للطائرات، أخطأتها. لم يتسبب اطلاق النار السوري باصابات أو أضرار. ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يرد فيها الجيش السوري باطلاق الصواريخ ضد طائرات سلاح الجو ولكن هذه المرة جاء رد إسرائيلي من منظومة الدفاع الجوي لدى الجيش الاسرائيلي، والتي اطلقت صاروخ الاعتراض من طراز حيتس نحو الصواريخ السورية، فتفجر الصاروخ السوري وسقطت شظاياه في الاراضي الاردنية.
ويستهدف حيتس الذي تم تطويره في 1990 ضد صواريخ سكاد ورفع مستواه مؤخرا، اعتراض صواريخ أرض – أرض بما فيها الصواريخ الباليستية. وهذه هي المرة الاولى التي علم فيها باعتراض منظومة حيتس صاروخا بشكل عام وصاروخ مضاد للطائرات بشكل خاص. وينبغي الافتراض بان اسرائيل لم تعتزم التبليغ عن الهجوم كي تسمح لروسيا تجاهل انتهاكات إسرائيل للسيادة السورية. واضطر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي الى تأكيد الغارة نفسها لانه كنتيجة لتبادل النار تم اطلاق صافرات الانذار وسكان في منطقة القدس واماكن اخرى سمعوها بل ورأوا الاطلاقات.
وأضاف المصدر العسكري بان ليس لاسرائيل نية للتصعيد وتشديد التوتر مع الجيش السوري ولكن يمكن الافتراض بانها ستواصل العمل حسب الخطوط الحمراء التي قررتها لنفسها – ومنع نقل وسائل قتالية وبالاساس صواريخ استراتيجية ودقيقة من ايران عبر سوريا الى حزب الله. كما أن ليس لسوريا، لايران ولحزب الله مصلحة في التصعيد طالما استمرت الحرب الاهلية التي لا تلوح نهايتها في الافق
تناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية الاسبوع الحدث في سوريا وقال ان “سياستنا جد ثابتة. عندما نلاحظ محاولات لنقل سلاح متطور الى حزب الله، ولدينا المعلومات الاستخبارية والاحتمالية العملياتية، فاننا نعمل كي نمنع هذا. هذا ما كان، وهذا ما سيكون”.
كما أن هذه المواضيع كانت في مركز محادثات نتنياهو في الاسبوع الماضي في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقد سعى نتنياهو الى التأكيد على مسمع من مضيفه الخطوط الحمراء لاسرائيل ومصالحها، والتشديد على انها لن توافق على أي محاولة ايرانية او من حزب الله لارسال قوات الى منطقة الحدود في هضبة الجولان، ولكن يبدو بأنه حتى لو كان بوتين يفهم المصالح الامنية الاسرائيلية، ومع كل التدخل العميق لجيشه في الحرب في سوريا، فان نفوذه على الرئيس الاسد وجيشه ليس مطلقا.
إمكانية اخرى هي أنه ملزم بان يلعب لعبة مزدوجة ويشجب اسرائيل على هجومها حين تعترف بذلك. مهما يكن من أمر، ما تأكد هذه المرة هو كم الوضع في الدولة المجاورة متفجر.
المصدر / ماذا يريد نتنياهو؟ انتخابات أو حرب ضد الإعلام
المصدر – بقلم عامر دكة – 19/3/2017
المنظومة السياسية في إسرائيل تستعد لإجراء انتخابات محتملة، في حال عدم التوصل إلى حل أزمة وسائل الإعلام التي تهدد حكومة نتنياهو
على خلفية التحقيقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتهمة تلقي هدايا ثمينة من رجال أعمال خارج البلاد، خلافا للقانون، هناك أزمة جديدة في ائتلاف نتنياهو قد تؤدي إلى سقوط حكومته الحالية.
نشر أمس نتنياهو منشورا في الفيس بوك كتب فيه أنه يتراجع عن اتفاقياته مع وزير المالية وشريكه البارز في الائتلاف، موشيه كحلون، حول قضية إقامة سلطة هيئة البث العام الجديدة، لتحل محل القديمة.
ويُضاف إلى هذه العاصفة السياسية أيضا، غضب الأحزاب الدينية بسبب لقاء عقده نتنياهو مع رؤساء حزبه، الليكود، يوم السبت (أمس) خلافا للقانون، لمناقشة عدم عمل الأحزاب وفق إملاءات الحكومة. هناك تقديرات متزايدة منذ اليوم صباحا تشير إلى أنه قد يأمر نتنياهو بتبكير موعد الانتخابات.
قبل أن يسافر اليوم (الأحد) صباحا لإجراء زيارة سياسية إلى الصين، تابع رئيس الحكومة، نتنياهو، نبرته اللاذعة ضد شريكه في الائتلاف، وزير المالية، موشيه كحلون، حول سلطة هيئة البث العام الجديدة، التي كان من المتوقع أن تبدأ عملها منذ الشهر القادم (نيسان).
وادعى محللون سياسيون أن أكثر ما يريده نتنياهو هو الإضرار بهيئة البث العام الجديدة، التي قيد الإقامة، وذلك للتخلص قدر المستطاع من الانتقادات حول أدائه وأداء حكومته.
في أعقاب هذه التطوّرات، جرت أمس (السبت) محادثة هاتفية دراماتيكية بين وزير المالية كحلون وزعيم المعارضة، بوجي هرتسوغ، تحدثا فيها عن إمكانية إجراء تصويت حجب الثقة ضد حكومة نتنياهو، في حال لم يتراجع نتنياهو عن مهاجمة سلطة هيئة البث العام الجديدة.
“قبل عامين ويومين، عُقدت انتخابات في إسرائيل كانت إسرائيل في غنى عنها، وذلك لأن رئيس الحكومة أراد منع الإضرار بصحيفته الخاصة “إسرائيل اليوم” (يدور الحديث عن صحيفة إسرائيل اليوم، المموّلة من قبل مقربي نتنياهو). لقد اعترف نتنياهو بذلك لاحقا. ”بات يهدد نتنياهو اليوم أنه سيجري انتخابات في حال عدم إغلاق اتحاد البث الجماهيري (الهيئة الإعلامية الجديدة التي تعمل بدلا من سلطة البث العام القديمة) الذي يكرهه”، هذا وفق ما كتبه اليوم صباحا المحلل في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر. وأضاف: “نتنياهو كما عرفناه، اعتاد على الكذب دون تردد – لا يكذب من أجل الدولة بل من أجل احتياجاته الشخصية. بما أنه أخفى في شهر كانون الأول عام 2014 عن الجمهور السبب الحقيقي لتفكيك الحكومة فليس هناك سبب أيا كان أن نصدق أنه لا يعمل من أجل مصلحته في يومنا هذا أيضا”.
في هذه المرحلة، يجدر بنا أن نشير إلى أن كبار المسؤولين في حزب نتنياهو لا يوافقون جميعا على الخطوة التي يبدو أنه يتم العمل عليها. ادعى وزير النقل والمواصلات، يسرائيل كاتس، (رقم 2 في الليكود) اليوم (الأحد) صباحا في مقابلة مع وسائل الإعلام أنه “لا يشكل الخلاف حول الإعلام سببا لإجراء انتخابات”. ويطالب شريك نتنياهو في الائتلاف، رئيس البيت اليهودي ووزير التربية، نفتالي بينيت، بعدم تفكيك الائتلاف. “أطلب من الجميع إبداء المسؤولية ومنع إجراء انتخابات مُكلفة، نحن في غنى عنها لأنها قد تلحق ضررا بالاقتصاد وبمواطني إسرائيل”، غرد في تويتر. “يكفي القليل من الإرادة لحل الأزمة”. كما وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أن “إسرائيل بغنى عن هذه الانتخابات”.
ليس واضحا الآن إذا كان الهدف من نبرة نتنياهو الهجومية ضد سلطة هيئة البث العام الجديدة، تهدف إلى ممارسة ضغط على موشيه كحلون لينسحب أما أن الحديث يدور عن تهديدات هامة قد تؤدي إلى انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقد ورد في استطلاع القناة العاشرة الذي أجري يوم الجمعة الماضي أن الليكود ورئيس الحكومة نتنياهو قد يحصل على 26 مقعدا في الكنيست في حال إجراء انتخابات، 25 مقعدا لحزب يائير لبيد، شريك نتنياهو سابقا (في المعارضة الآن)، 13 مقعدا لحزب البيت اليهودي (اليمين الإسرائيلي)، 13 مقعدا للقائمة العربية المشتركة، وحزب هرتسوغ، حزب العمل قد يحصل على 10 مقاعد فقط.
هآرتس / إمتحان في إرث بينيت
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 19/3/2017
ما هي التحديات التي تواجهها إسرائيل اليوم، يسأل المشاركون في بعثات التلاميذ المسافرين الى الخارج، في دورة الاعلام التي تلزم بها وزارة التعليم. الاحتمالات في الامتحان الذي في نهاية الدورة تملى مسبقا: التهديد الايراني، نزعة الشرعية عن اسرائيل أو منظمات الارهاب “من الغرب، من الشرق، الشمال والجنوب”. لا يمكن لابناء الشبيبة أن يعربوا عن مواقفهم، كما أنهم غير مطالبين ان يختاروا: الجواب الصحيح هو أن كل الاجوبة صحيحة. خلاصة السياسة الاسرائيلية في السنوات الاخيرة. وفقط للتلميذ الذي اجاب اجابة صحيحة سيسمح الوزير نفتالي بينيت بالمشاركة في البعثة.
الدورة الالزامية في الاعلام مبنية من 11 وحدة تعليم عن “كيف نشرح دولة”، “اصول النزاع والـ بي.دي.اس”، “اسرائيل في الشرق الاوسط”، “الصراع ضد اللاسامية” وغيرها. كل وحدة تتشكل من محاضرة مصورة من بضع دقائق، وفي نهايتها اختبار امريكي قصير. بين مراحل الدورة لا يمكن التقدم الا بعد تحديد الاجوبة الصحيحة. اما الفشل في الاختبار أو الامتناع عنه فيؤدي الى العقوبة: منع المشاركة في البعثة. هكذا يبدو غسل الدماغ.
من الصعب الخطأ في رسائل دورة الاعلام. فقصص الابداء ومملكة داود هي مصدر الشرعية الاساس لدولة إسرائيل؛ اللاسامية بدأت منذ عهد فرعون وهامان؛ الدول العربية لا تريد لاسرائيل الصغيرة ان تبقى على قيد الحياة. اسرائيل تحمي بجسدها اوروبا والولايات المتحدة من الاسلام الراديكالي؛ الفلسطينيون “يرضعون سم الكراهية” من سن صفر – وعليه فلا يذكرون الا في سياق العمليات والمقاطعات. الاحتلال لا يذكر والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني لا يشرح.
أفلام طعن – من كاميرات الحراسة، أشرطة بث من حماس واعدامات من داعش – تنال مكانا مركزيا في محاضرات الدورة. هذه هي الصور التي يسعى بينيت الى طبعها في رؤوس التلاميذ. اما بالنسبة لمضمون الامور – الذي يفترض ان يعكس واقعا مركبا، لاسرائيل وللمحيط – فلا معنى في نظر وزير التعليم. الابتسامة هامة بلا قياس: من خلالها يمكن التهرب من كل مسؤولية.
الدورة والاسئلة تجسد كم هو “الاعلام” في الخارج يخدم الاحتياجات الداخلية: السير في الخط مع موقف واحد، يملى من علٍ، لا خيار الا لتكراره من أجل نيل الشهادة المنشودة. في هذه الاثناء لا يدور الحديث الا عن الحق في المشاركة في بعثات المسابقا والمؤتمرات الدولية، ولكن يبدو أن وزارة التعليم تدرس أيضا السبل لتوسيع المبادرة. الهدف: 220 الف تلميذ يحفظون عن ظهر قلب الحقيقة التي يمليها عليهم رئيس البيت اليهودي.
ان الفكرة التي في أساس الدورة ومضامينها احادية البعد تفسد فقط صورة إسرائيل، ولكن بعد كتاب التربية الوطنية، الذي يفضل الهوية اليهودية على الديمقراطية، وتعميق دور الجمعيات الدينية في التعليم الرسمي، فان تجنيد التلاميذ لشبكة الدعاية بقيادة بينيت هو بالاجمال مرحلة اخرى في اعادة تثقيف تلاميذ إسرائيل.